You are on page 1of 20

‫اجمللة التارخيية اجلزائرية‬

‫‪ISSN: 2572-0023 / EISSN: 2716-9065‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/664‬‬

‫المجلد‪ ،05:‬العدد‪ ،)2021( 01:‬ص‪124-105‬‬


‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف‬
‫القرن الثامن ميالدي‬
‫‪The Berbers mawali role within Caliphate until mid-eighth century‬‬

‫‪‬منصف مباركية‬
‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة (الجزائر)‬
‫‪Hippone_cityboy@hotmail.com‬‬

‫الملخص‪:‬‬ ‫معلومات المقال‬


‫ش ّكلت فئة الموالي‪ ،‬ذات األصول المتنوعة‪ ،‬في المجتمع اإلسالمي محور العديد من‬ ‫تاريخ االرسال‪:‬‬
‫الدراسات‪ ،‬وكان موقف الدولة منهم ودورهم في الحياة العامة بالتحديد احدى أكثر اإلشكاليات‬
‫‪2021/05/11‬‬
‫تاريخ القبول‪:‬‬
‫يتعرض بدوره لهذه اإلشكالية من زاوية‬
‫اثارة للجدل التي استرعت اهتمام الدارسين‪ ،‬وهذا المقال ّ‬ ‫‪2021/06/01‬‬
‫محددة عبر دراسة فئة معينة فقط من الموالي‪ ،‬وهم العناصر البربرية‪ ،‬وذلك بهدف إبراز دورهم‬
‫ّ‬ ‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫واسهاماتهم في الدولة والمجتمع اإلسالميين حتّى منتصف القرن الثامن ميالدي‪ .‬لقد أتاح نظام‬ ‫✓ البربر‬
‫الوالء للعديد من البربر االندماج في المنظومتين العسكرية واالجتماعية وأيضا اإلدارية للخالفة‪،‬‬ ‫✓ الموالي‬
‫ما سمح لهم بلعب دور معتبر بل ومؤثر في بعض األحيان في مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬فكان‬ ‫✓ الوالء‬

‫ومهمة ضمن الهيكل االداري للدولة‪،‬‬ ‫حساسة‬ ‫✓ الخالفة‬


‫ّ‬ ‫منهم قادة الجيوش‪ ،‬وموظفين اداريين في مناصب ّ‬
‫وحتّى فاعلين في الحياة األدبية والعلمية‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬ ‫‪Article info‬‬
‫‪A great deal has been written about the Mawali (Clients), this Received:‬‬
‫‪subject in fact has been a topic of many studies, and so rather than repeat‬‬ ‫‪11/05/2021‬‬
‫‪what already has been said ; we propose here to deal only with one Accepted:‬‬
‫‪group ; which are the Berbers mawali; in aim to highlight their role‬‬ ‫‪01/06/2021‬‬
‫‪within the Caliphate from the conquest of north Africa to the mid-eighth‬‬
‫‪century. This paper demonstrate that Berbers mawali had a very‬‬ ‫‪Key words:‬‬
‫‪important role, both in the state and Arab-Muslim society, many of them ✓ Berbers‬‬
‫‪✓ Mawali‬‬
‫‪were apointed army generals, administrators in sensitive positions,‬‬
‫‪✓ wala‬‬
‫‪while others were active in literary and scientific matters.‬‬ ‫‪✓ Caliphate‬‬

‫‪105‬‬
‫منصف مباركية‬
‫مقدمة‬
‫متعددة‬
‫لقد ش ّكل الفتح اإلسالمي لشمال افريقيا نقلة جديدة لشعوب المنطقة التّي أصبحت جزء من دولة ّ‬
‫القوميات واألجناس‪ ،‬وقد سمح اعتناق االسالم ونظام الوالء للكثير من البربر‪ ،‬بشكل جماعي أو فردي‪ ،‬االرتباط‬
‫ّ‬
‫بعالقات قوية مع العرب‪ ،‬ما ساعدهم على االندماج في المجتمع اإلسالمي والمساهمة في مختلف فعالياته خاصة‬
‫ينص على األخوة في الدين والمساواة بين جميع المسلمين‪ ،‬وتدور إشكالية هذا الموضوع حول دور‬
‫أن اإلسالم ّ‬‫ّ‬
‫تتبع‬
‫فئة الموالي من البربر واسهاماتهم في الحياة العامة خالل صدر اإلسالم والعهد األموي؟ وذلك من خالل ّ‬
‫حضورهم ومساهمتهم في ثالث مجاالت مختلفة هي‪ :‬الدور العسكري‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬والحركية األدبية والعلمية‪ ،‬بهدف‬
‫ابراز تفاعل هذا العنصر غير العربي في المجتمع الجديد الذي أصبح ينتمي إليه‪ ،‬وأثره في األحداث التي عاشتها‬
‫األمة‬
‫متنوعة األصول ضمن ّ‬‫الدولة اإلسالمية حتّى منتصف القرن الثامن ميالدي من بين مجموعة الموالي ّ‬
‫اإلسالمية خاصة الفرس منهم‪ ،‬الذين يمكن من خالل األخبار التي ترويها المصادر مالحظة حضورهم القوي‬
‫تم فتح بالدهم‬
‫باعتبارهم الموالي األوائل الذين برزوا في خدمة العرب والدولة االسالمية منذ صدر اإلسالم بعد أن ّ‬
‫مبكرا‪ ،‬كما ّأنهم كانوا أكثر عددا ويتركزون في قلب دولة الخالفة ومراكز القرار فيها أو بالقرب منها ما منحهم‬
‫أفضلية على غيرهم‪ ،‬بمن فيهم البربر‪.‬‬
‫إن هذا الموضوع في الحقيقة ليس مستجدا أو مبتك ار تماما‪ ،‬فقد حظي باهتمام خاص من طرف الباحثين‬
‫ّ‬
‫المهتم ين بالدراسات الحضارية واالجتماعية منذ منتصف القرن العشرين على األقل عندما أصدر األستاذ محمد‬
‫ّ‬
‫محدد‬
‫التطرق لعنصر ّ‬
‫ّ‬ ‫لكنهم مع ذلك تناولوه بشكل عام دون‬
‫الطيب النجار كتابه "الموالي في العصر األموي"‪ّ ،‬‬
‫المهمة‬
‫ّ‬ ‫نقدم في هذا البحث‪ ،‬من خالل التركيز على دور البربر تحديدا‪ ،‬رغم صعوبة‬
‫من الموالي كما نريد أن ّ‬
‫األولية التي ال تبدي اهتماما بتسجيل أحداث وأحوال المغرب اإلسالمي‬
‫شح المادة الخبرية في المصادر ّ‬
‫في ظ ّل ّ‬
‫وأهله ّإال بقدر يسير مقارنة مع تركيزها الطاغي على تدوين أحداث المركز والمشرق بالشخصيات الفاعلة فيها‪،‬‬
‫المهتمين بدراسة تاريخ هذا الفضاء الجغرافي وسكانه في الفترة اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫تحديا كبي ار بالنسبة للباحثين‬
‫ما يمثّل ّ‬
‫المب ّكرة‪ .‬وقد اخترت تحديد المجال الزمني للموضوع حتّى منتصف القرن الثامن ميالدي أساسا لعاملين‪ّ :‬أولهما‬
‫ألنه يمثل الفترة المب ّكرة الندماج البربر في الدولة اإلسالمية بعد إتمام فتح بالدهم مطلع هذا القرن (أواخر القرن‬
‫ّ‬
‫يروج له في بعض الدراسات عن البيئة والمواقف السلبية والعنصرية تجاه الموالي‬ ‫األول هجري)‪ ،‬وثانيهما لما ّ‬
‫تم جمع األخبار ورصد‬
‫المرجوة ّ‬
‫ّ‬ ‫خالل العصر األموي‪ .‬من أجل معالجة اإلشكالية المطروحة والوصول لألهداف‬
‫ثم‬
‫المتفرقة المتعلّقة بموضوعنا من مختلف المصادر سواء كانت كتب التاريخ العام أو الطبقات‪ ،‬ومن ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلشارات‬
‫العمل على تحليلها وتوظيفها بما يتوافق مع الغاية من الموضوع‪ ،‬من أجل اخراج دراسة موضوعية متكاملة‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الموالي وأحكامهم‬
‫صبة‪ ،‬والمولى يحمل عدة‬‫الع َ‬
‫عمه‪ ،‬وهم َ‬
‫الموالي في لغة العرب تحمل عدة معاني‪ ،‬فهم ورثة الرجل‪ ،‬وبنو ّ‬
‫المعتَق ينتسب إلى سيده‪ ،‬والناصر‪ ،‬والحليف‪ ،‬والجار‪ ،‬والشريك‪ ،‬وابن‬
‫أوجه من المعنى أيضا فهو الحليف‪ ،‬و ُ‬
‫‪106‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫المعتِق ‪ ،1‬فهو يحتمل بالتّالي معنيين‬
‫المنعم‪ ،‬و ُ‬
‫األخت‪ ،‬وابن العم‪ ،‬والعبد‪ ،‬ويأتي أيضا بمعنى السيد‪ ،‬والمالك‪ ،‬و ُ‬
‫ويهمنا في هذا الموضوع المعنى الثاني بالتحديد‪،‬‬
‫متعاكسين في نفس الوقت‪ ،‬إذ يطلق على السيد والتابع معا‪ّ ،‬‬
‫أما الوالء فيعني من خالل هذه المعاني عموما المصادقة‪ ،‬والمناصرة‪ ،‬والقرب‪ ،‬والحب‪ ،‬والتبعية ‪ .2‬وفي الشرع‬
‫ّ‬
‫ويسمى مولى‬
‫ّ‬ ‫المعتَق الذي كان عبدا فأعتقه سيده فينتسب إليه بالوالء‬
‫اإلسالمي تأتي كلمة المولى بمعنيين‪ُ :‬‬
‫ويسمى مولى المواالة ‪.3‬‬
‫العتاقة‪ ،‬والحليف الذي ينتمي آلخر بالمخالطة أو بالخدمة أو بالمحالفة فينسب إليه ّ‬
‫إن نظام الوالء كان معروفا عند العرب قبل اإلسالم ويعتبر من األعراف القبلية التي كان معموال بها ويشمل‬
‫ّ‬
‫أنواعا متعددة مثل والء الحلف‪ ،‬والجوار‪ ،‬والرق‪ ،‬والعتق ‪ ،4‬ولم يبطل اإلسالم نظام الوالء بل وثبت عن الرسول‬
‫لكن اإلسالم مع ذلك أحدث بعض التعديالت‬
‫× أحاديث يؤ ّكد فيها على لحمة العالقة بين المولى ومواله‪ّ ،‬‬
‫تم إبطال والء الحلف‬
‫على هذا النظام مثل إبطال الوالء بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات األخرى‪ ،‬كما ّ‬
‫األمة العربية في ظل االسالم ‪.5‬‬
‫تهدد وحدة ّ‬‫والجوار بين القبائل العربية استبعادا لقيام تكتّالت بينها يمكن أن ّ‬
‫وعليه اقتصر الوالء في ظ ّل اإلسالم على ثالث أنواع هي‪ :‬والء الرق بين المالك وعبده ويبقى هذا الوالء‬
‫قائما مادام العبد ُملكا لسيده ‪ ،6‬فإذا أعتقه لسبب من األسباب يصبح الوالء في هذه الحالة والء العتاقة أو والء‬
‫‪7‬‬
‫يتم اعتاقه يترك االنتساب إلى أهله وينتسب إلى مواله أو‬
‫ّ‬ ‫الذي‬ ‫المولى‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ألن سيده أنعم عليه فأعتقه‬‫النعمة ّ‬
‫‪8‬‬
‫أم ا النوع الثالث من الوالء فهو والء المواالة أو والء الحلف ويكون بين العربي المسلم الذي يسلم على‬
‫قبيلته ‪ّ ،‬‬
‫يديه الرجل فيواليه‪ ،‬أو بين قبيلة عربية وبين جماعة من المسلمين األحرار من غير العرب ‪ ،9‬ويمكن اعتبار هذا‬
‫الوالء (الحلف) األخير طوعي يبادر إليه الموالي من أجل أن يحظوا بمكان في المنظومة المجتمعية التي تلعب‬
‫فيها القبيلة دو ار كبيرا‪ ،‬كما ّأنهم يحصلون بهذا الحلف على الحماية الالزمة‪ ،‬ويدعمون بدورهم مكانة حلفائهم من‬
‫العرب ‪ .10‬وخالل العهد األموي أصبح معنى كلمة الموالي أكثر شموال‪ ،‬حيث أصبحوا يطلقون هذا اللفظ على‬
‫ك ّل مسلم غير عربي ‪ ،11‬بما في ذلك أولئك الذين كانوا أح ار ار أصال (لم يكونوا عبيدا وال عتقاء) ولم تربطهم‬
‫األخوة في الدين ‪.12‬‬
‫ّ‬ ‫بالعرب المسلمين رابطة الحلف والمواالة ّإال ما يجمعهم من‬
‫وقد كان الموالي الذين يمثّلون جزء معتب ار من األمة اإلسالمية ينحدرون من أصول متنوعة‪ ،‬وكان لهم‬
‫حضور مؤثّر في الكثير من مجاالت الحياة العامة للمجتمع والدولة اإلسالميين‪ ،‬وفي هذا الموضوع سنتحدث‬
‫عن دور الموالي البربر حص ار مع محاولة تحديد نوع الوالء الخاص بكل حالة باالعتماد على االشارات المتوفّرة‬
‫في المصادر تصريحا أو تلميحا‪.‬‬
‫‪ .2‬دور الموالي البربر في الجانب العسكري‬
‫عمليا من أولى الشعوب غير العربية الذين فتحت بالدهم وسمحت لهم الخالفة بتشكيل جيش‬ ‫كان البربر ّ‬
‫خاص بهم في مناطق استقرارهم‪ ،‬كما ّأنها أتاحت لهم قبل ذلك فرص االنخراط في الجيوش اإلسالمية ومشاركتها‬
‫العمليات العسكرية في منطقة المغرب ضد الروم وغيرهم‪ ،‬حيث منحوا منذ الفتح‪ ،‬خالفا للشعوب األخرى التي‬
‫خضعت للمسلمين‪ ،‬منزلة مساوية للعرب بمجرد اعتناقهم اإلسالم وانخراطهم في الجيوش العربية ‪ ،13‬وقد بدأوا‬
‫‪107‬‬
‫منصف مباركية‬
‫مشاركة العرب حمالتهم في افريقية والمغرب منذ وقت مب ّكر حين انضموا إلى جيش عقبة بن نافع المكلّف بفتح‬
‫‪14‬‬
‫أن هؤالء العناصر ضمن الجيش العربي كانوا أساسا من بربر‬
‫المنطقة منتصف القرن األول هجري ‪ ،‬ويبدو ّ‬
‫‪15‬‬
‫قوات‬
‫أن ّ‬
‫برقة أين كان عقبة مقيما عندما وّاله معاوية بن أبي سفيان فتح افريقية ‪ ،‬وتفيدنا المصادر الحقا ّ‬
‫تضم ألفي عنصر من‬
‫المسلمين بإفريقية تحت قيادة زهير بن قيس التّي واجهت كسيلة أواخر سنة ‪69‬ه كانت ّ‬
‫‪16‬‬
‫أن جيش المسلمين بقيادة حسان بن النعمان‬
‫البربر من بين ستة آالف فارس ما يمثل ثلث قوام الجيش‪ ،‬كما ّ‬
‫يضم فرقة من المقاتلين البربر تحدد المصادر انتمائهم إلى عناصر‬ ‫بعد ذلك الذي قاتل به الكاهنة وهزمها كان ّ‬
‫البتر ‪ ،17‬حتّى ّأنها حفظت لنا بشكل استثنائي اسم أحد القادة من بينهم‪ ،‬يدعى هالل بن ثَْروان اللُّواتي‪ ،‬الذي‬
‫ُ‬
‫‪18‬‬
‫أن هذا القائد البربري‬
‫جعله حسان بن النعمان على مقدمة الجيش بجانب قائدين عربيين آخرين ‪ ،‬وعلى األرجح ّ‬
‫التوغل في افريقية والمغرب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫انضم إليه مع العناصر البربرية من برقة أو سار لاللتقاء به في طرابلس قبل‬
‫ّ‬ ‫قد‬
‫ومن خالل نسبه نعلم ّأن ه من قبيلة لواتة وكان على األرجح مولى مواالة إذ ال ينتسب إلى أي شخصية أو قبيلة‬
‫عربية‪ ،‬وما يمكن أن يدعم هذا الطرح أن قبيلة لواتة كانت تستوطن برقة حين بلغت فتوحات المسلمين المنطقة‪،‬‬
‫وفشا فيهم اإلسالم منذ والية عمرو بن العاص األولى على مصر في خالفة عمر بن الخطاب ‪.19‬‬
‫أهم خطوة اتخذها العرب إلدماج البربر في هيكل المنظومة العسكرية في المنطقة وزيادة حجم‬
‫أن ّ‬‫غير ّ‬
‫مشاركتهم ودورهم في الجيوش االسالمية جاءت على يد حسان بن النعمان بعد أن قضى على مقاومة الكاهنة‪،‬‬
‫يتكون من اثنا عشر ألف فارس من مختلف القبائل كان قد اشترطهم‬‫حين قام بتشكيل جيش كامل من البربر ّ‬
‫ثم أسند قيادة هذا الجيش إلى ابني الكاهنة فجعل كل واحد منهما على‬
‫عليهم مقابل الصلح فأسلموا على يديه‪ّ ،‬‬
‫ستة آالف فارس‪ ،‬فاشتركوا مع العرب في فتح المغرب وقتال الروم ومن كفر من البربر ‪ ،20‬وانضمام هؤالء البربر‬
‫إلى المسلمين على شكل رهائن واسالمهم على يد حسان بن النعمان يجعل منهم حسب التقاليد العربية موالي‬
‫تم وضع هذا الجيش الحقا بأمر موسى بن نصير تحت قيادة طارق بن زياد في طنجة ‪ ،21‬وهو‬ ‫للمسلمين‪ ،‬وقد ّ‬
‫الذي سيقوم بالجهد الرئيسي في عمليات فتح األندلس الحقا‪ ،‬بل كان عمليا هو من قام بأمر فتحها‪ ،‬ليبصم على‬
‫دور حاسم وخالد قام به البربر في نشر اإلسالم ومد السيادة اإلسالمية إلى مناطق جديدة أسوة بما قام به العرب‬
‫أن األستاذ عبد‬‫من قبل خالل الفتوحات الكبرى‪ ،‬وكانت هذه التجربة في الحقيقة غير مسبوقة واستثنائية حتّى ّ‬
‫المرة األولى في تاريخ الفتوح العربية‬
‫أن‪« :‬هذه هي ّ‬ ‫العزيز سالم لم يفُته تدوين هذه المالحظة عندما أشار إلى ّ‬
‫التي يتولّى فيها جيش بأكمله من المغلوبين فتح قطر من األقطار الكبرى كاألندلس» ‪.22‬‬
‫لم تكن هناك شخصية بربرية استطاعت أن تتبوأ مكانة مرموقة في الهيكل العسكري واإلداري لدولة الخالفة‬
‫المميزة‬
‫ّ‬ ‫وتترك أث ار بالغا في التاريخ اإلسالمي كما فعل طارق بن زياد‪ ،‬بما حقّقه من إنجازات وأمجاد‪ ،‬ورغم سيرته‬
‫أن المصادر تهمل تماما تقديم ترجمة وافية عن حياته‪ ،‬والمعلومات الّتي تأتي بها في هذا الشأن شحيحة‬
‫ّإال ّ‬
‫‪23‬‬
‫القوية‬
‫حد ذاته له دالالته ّ‬
‫ويعتريها الكثير من التضارب خاصة فيما يتعلق باسمه وأصله وانتماءه ‪ ،‬وهذا في ّ‬
‫تهتم بتدوين أعمال وسير أشخاص مغمورين وأقل شهرة‬
‫أن المصادر ّ‬
‫حول ترجيح احتمال أصوله غير العربية‪ ،‬إذ ّ‬
‫‪108‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫وتوفيقا من طارق بن زياد‪ ،‬فقط ألنهم من العرب وأل ّن قبائلهم قد حفظت بعض أخبارهم ومنجزاتهم لالعتزاز بها‬
‫أن‬
‫ودعم مكانتها بين غيرها من القبائل العربية األخرى‪ ،‬ورغم اجماع معظم المصادر حول أصوله البربرية‪ّ ،‬إال ّ‬
‫قدم سلسلة نسبه الكامل وانتماءه البربري كان ابن عذاري المراكشي نقال عن صالح بن أبي صالح‬ ‫الوحيد الذي ّ‬
‫حيث قضى بانتسابه إلى قبيلة نفزة ‪ ،24‬وهو ما يؤ ّكد عليه أيضا مؤلف كتاب تاريخ األندلس ‪ ،25‬في حين ذكر‬
‫‪26‬‬
‫أن طارق بن زياد كان في الحقيقة من مسلمي البربر ّإال ّأننا ال نستطيع‬
‫االدريسي أنه من قبيلة زناتة ‪ ،‬ورغم ّ‬
‫صحة سلسلة النسب التّي أوردها ابن عذاري‪ ،‬إذ ال نجد ما يدعمها في المصادر المب ّكرة‪ ،‬كما‬
‫لألسف التأ ّكد من ّ‬
‫أن‬
‫ّأنه يعطي اسما عربيا حتّى لجده (عبد اهلل)‪ ،‬ورّبما على هذا األساس تذهب بعض الدراسات الحديثة إلى ّ‬
‫طارق بن زياد ينحدر من جد (اسمه عبد اهلل) كان قد أسلم على يد عقبة بن نافع ‪ ،27‬لكن ابن عذاري يرجع‬
‫‪28‬‬
‫يتم سبي شخص ينحدر من أب وجد مسلمين وربما كانا‬ ‫ّ‬ ‫كيف‬ ‫ي‬‫ندر‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫أن زيادا كان من سبي البربر‬
‫ويقول ّ‬
‫دخال في خدمة العرب كذلك ما مهّد لطارق فرص االتصال واالنضمام إلى قادة الفتح (موسى بن نصير) الحقا‪،‬‬
‫أن والء طارق لموسى يتضارب مع حتمية والء جده لعقبة باعتباره أسلم على يديه‪.‬‬
‫كما ّ‬
‫وما نعرفه عن أخباره المب ّكرة ّأنه كان مع موسى بن نصير حين قدم واليا على افريقية والمغرب وشارك‬
‫معه في قتال البربر وفتح مدنهم حتّى بلغا طنجة وكان على مقدمة جيشه ‪ ،29‬ويفهم من رواية صاحب كتاب‬
‫فانضم إليه ‪ ،30‬ثم خلّفه موسى واليا على طنجة‬
‫ّ‬ ‫أخبار مجموعة ّأنه كان حينها في افريقية عندما قدم ابن نصير‬
‫حين انصرف إلى القيروان‪ ،‬وجعل معه عددا قليال من العرب واثنا عشر ألف فارس من البربر الذين كان حسان‬
‫ضمهم من قبل وأسلموا على يديه ‪ ،31‬وقد أتاحت هذه الوضعية لطارق أن يلعب دو ار مهما في‬
‫بن النعمان قد ّ‬
‫ومهمة ومسؤوال عن جيش كامل ضخم ومتجانس‬ ‫ّ‬ ‫التاريخ اإلسالمي بعدها‪ ،‬فقد كان مشرفا على منطقة واسعة‬
‫أن العرب قد منحوا‬
‫نسجل ّ‬
‫حد ذاتها فريدة من نوعها حيث ال ّ‬ ‫مع حرية مطلقة في اتخاذ القرار‪ ،‬وهذه الحالة في ّ‬
‫أحدا من شخصيات شعوب البلدان المفتوحة هذه االمتيازات في القيادة والوالية من قبل‪ .‬وقد بدأ بعدها اسم طارق‬
‫ودية مع حاكم سبتة ُيليان ما كان سببا‬
‫يتردد بشكل منتظم أكثر في المصادر‪ ،‬حيث استطاع أن يربط اتصاالت ّ‬ ‫ّ‬
‫في تسهيل عبوره إلى األندلس وفتحها سنة ‪92‬ه مع جيشه من البربر ‪ 32‬قبل أن يلحق به موسى بن نصير من‬
‫متما لِما بدأه طارق وجيش البربر‪ ،‬ولسنا هنا في معرض‬‫ّ‬
‫‪33‬‬
‫القيروان مع قادة العرب وجيوشهم في رجب ‪93‬ه‬
‫تم‬
‫سرد تفاصيل الفتح وأحداثه فهي معلومة ومشهورة‪ ،‬بقدر ما نريد ابراز دور البربر في هذا الحدث العظيم الذي ّ‬
‫التخطيط له وتنفيذه على يد هؤالء المسلمين غير العرب ‪ ،34‬وال تخفي األخبار المتعلّقة بفتح األندلس ما اتّصف‬
‫وتشبع بروح الجهاد واستعداد كبير للتضحية في سعيهم لنشر اإلسالم في أوربا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫به البربر من شجاعة وبطولة‬
‫حيث استطاعوا تحطيم جيش القوط الذي يفوقهم أضعافا في معركة وادي لكة ‪ ،35‬كما تظهر أيضا ذكاء وحنكة‬
‫تصرفه بعد المعركة‪ ،‬من خالل استثماره في نتيجتها العسكرية والمعنوية لتوجيه ضربة‬
‫ّ‬ ‫قائدهم طارق وسرعة‬
‫توجهوا إلى مدينة إستجة‬
‫قوات العدو‪ ،‬حيث سارع إلى استهداف فلول جيش القوط الذين ّ‬ ‫قاضية لمن بقي من ّ‬
‫‪36‬‬
‫ثم قام بتفريق السرايا لالستيالء على المدن الرئيسية في جنوب األندلس‪ ،‬فأرسل مغيث‬
‫لالحتماء بها فهزمهم ‪ّ ،‬‬
‫‪109‬‬
‫منصف مباركية‬
‫‪37‬‬
‫بقوات أخرى إلى‬
‫مولى عبد الملك بن مروان في سبعمائة فارس ففتح قرطبة وكانت من أعظم مدنهم ‪ ،‬وبعث ّ‬
‫توجه هو بالجيش الرئيسي إلى طيلطلة عاصمة القوط فأخضعها ‪،39‬‬ ‫‪38‬‬
‫مالقة وغرناطة فافتتحوهما ‪ ،‬في حين ّ‬
‫يؤمن مكاسبه ويمهّد الظروف للفتح الكامل لشبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬من خالل إعدامه فرصة‬
‫وهكذا استطاع أن ّ‬
‫قوات القوط في العاصمة واعادة تنظيم صفوفهم‪.‬‬
‫تجمع بقايا ّ‬
‫وقد تولّى‪ ،‬باعتباره قائد الجيش امارة األندلس‪ ،‬بعد فتحها‪ ،‬سنة كاملة حتّى قدوم موسى بن نصير ‪ ،40‬قبل‬
‫يتوجها معا إلى دمشق بعد استدعائهما من طرف الوليد بن عبد الملك ‪ ،41‬الذي كافأ هذا القائد البربري نظير‬
‫أن ّ‬
‫‪42‬‬
‫عزز مركزه عند األسرة المروانية في دمشق وارتفعت أسهمه‬
‫أن طارق قد ّ‬ ‫إنجازه الكبير في األندلس ‪ ،‬ويبدو ّ‬
‫هناك حيث تشير المصادر إلى اعجاب الوليد بفطنته ‪ 43‬كما ّأنه كان على وشك أن يحظى بسيرة مميزة عندما‬
‫هم سليمان بن عبد الملك‪ ،‬الذي تولّى الخالفة بعد الوليد‪ ،‬بتعيينه واليا على األندلس قبل أن يعدل عن ق ارره بتأثير‬
‫ّ‬
‫ظم أمر نفوذ طارق بين البربر وطاعتهم له عند سليمان حين‬
‫دبرها مغيث مولى عبد الملك‪ ،‬الذي ع ّ‬‫من مكيدة ّ‬
‫استشاره في األمر ‪ ،44‬ما أثار الشكوك والهواجس في نفس الخليفة‪ .‬وقد انقطعت بعد ذلك أخبار طارق بن زياد‬
‫تماما في المصادر فال نعلم كيف وأين أمضى بقية حياته‪ .‬ومن البربر الذين اشتهروا أيضا في فتوح األندلس‪،‬‬
‫طريف بن مالك المكنى أبو زرعة‪ ،‬الذي قاد حملة تضم بضع مئات من الجنود الختبار البالد واستطالع أحوالها‪،‬‬
‫قبل الحملة الرئيسية بقيادة طارق بن زياد‪ ،‬حيث عبر المضيق بمساعدة حاكم سبتة ُيليان واستهدف منطقة تعرف‬
‫جيدة حيث استطاع أن يعود بعدد وافر من الغنائم والسبى ‪.45‬‬
‫بالجزيرة الخضراء في سنة ‪91‬ه أين حقّق نتائج ّ‬
‫التحمس لفتح األندلس فقد أ ّكدت نجاحات طريف هشاشة الوضع العسكري‬
‫ّ‬ ‫حيوي في‬
‫ّ‬ ‫وقد كان لهذه الحملة دور‬
‫حصلها ‪.46‬‬
‫وشجعت المسلمين بعد النتائج التّي حققها وسعة الغنائم التّي ّ‬
‫والسياسي للقوط ّ‬
‫وفي المشرق اشتهر أيضا بعض البربر بأدوار عسكرية هناك في خدمة الخالفة بفضل مهاراتهم وكفاءتهم‬
‫الوضاح الذي كان مولى لبني أمية حسبما تذكر نجدت خماش ‪ 47‬وان كانت المصادر ال‬
‫ّ‬ ‫القيادية والقتالية‪ ،‬منهم‬
‫أن حضوره الدائم في األحداث التي شارك فيها أمراء البيت المرواني من‬
‫تصرح بشيء في هذا الخصوص ّإال ّ‬ ‫ّ‬
‫قواد بني أمية ‪ 48‬من جهة أخرى يمكن أن يؤ ّكد ما ذهبت إليه‬
‫أن ابنه عمرو كان من ّ‬ ‫جهة‪ ،‬واشارة المصادر إلى ّ‬
‫نجدت خماش‪ ،‬وفيما يتعلّق بانتمائه العرقي الذي تغفل المصادر اإلشارة إليه تماما أيضا‪ ،‬يمكننا األخذ بما ذهب‬
‫الوضاح إلى أصول بربرية ‪،49‬‬
‫ّ‬ ‫إليه ياقوت الحموي باالستناد إلى إشارة وردت في بيت شعر لجرير ينسب فيها‬
‫بالوضحاية‪ ،‬شاركت في الكثير من األحداث العسكرية‬
‫ّ‬ ‫الوضاح هذا قائدا لفرقة عسكرية تُنسب إليه‪ ،‬تعرف‬
‫ّ‬ ‫وكان‬
‫الوضاح‬
‫ّ‬ ‫فعال أيضا في قتال الروم ضمن حمالت الصوائف الموسمية‪ ،‬وقد تلقّى‬ ‫في المشرق‪ ،‬كما كان لها دور ّ‬
‫وخصه بالمدح في بيت‬
‫ّ‬ ‫أن جري ار الشاعر أثنى عليه‬
‫اشادة كبيرة في الشام نظير جهوده في خدمة الخالفة حتّى ّ‬
‫شعر ضمن قصيدته (ضاربو هام الملوك) التّي نظمها في أواخر عهد يزيد بن عبد الملك رغم ما كان يعرف‬
‫‪50‬‬
‫الوضاح كان مستق ار ببالد الشام إذ بفضل خدماته ووالءه‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫عنه من عنصرية تجاه الموالي ‪ ،‬وعلى األرجح ّ‬
‫بالوضاحية أيضا ‪.51‬‬
‫ّ‬ ‫تحصل على اقطاع هناك‪ ،‬حيث تنسب إليه المصادر الجغرافية قرية تعرف‬
‫ّ‬ ‫لألسرة األموية‬
‫‪110‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫يتردد في األخبار منذ أواخر القرن األول هجري حين‬
‫الوضاح والفرقة التّي كان يشرف عليها ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد بدأ اسم‬
‫نجح في فتح حصن في بالد الروم تذكره المصادر باسم حصن ابن عوف الذي يبدو أنه كان يقع في نواحي‬
‫‪52‬‬
‫ثم لعب دو ار حاسما في اخماد ثورة يزيد بن المهلب في العراق سنة ‪102‬ه‬
‫مدينة برجمة غرب آسيا الصغرى‪ّ ،‬‬
‫‪ ،53‬وآخر ذكر له في األخبار كان سنة ‪107‬ه عندما شارك في حملة الصائفة بقيادة معاوية بن هشام ‪ ،54‬ويبدو‬
‫الوضاحية آلت‬
‫ّ‬ ‫أن قيادة قوات‬
‫ّأنه توفي بعد هذا التاريخ بوقت قصير إذ ينقطع اسمه من التداول بعدها كما نجد ّ‬
‫تؤدي دورها ضمن حمالت الصوائف حيث كانت تشكل‬ ‫إلى ابنه عمرو‪ ،‬وتحت اشراف هذا األخير استمرت ّ‬
‫الوضاح بالروم مواجهات كثيرة مشهودة حقّق فيها‬
‫ّ‬ ‫الطليعة التّي تتقدم الجيش الرئيسي للحملة‪ ،‬وجمعت عمرو بن‬
‫انتصارات وفتوحات جليلة ‪ 55‬من ذلك المشاركة في حصار مدينة نيقية ‪ Nicaea‬حاضرة إقليم بيثينيا مع معاوية‬
‫ضمت خمسة عشر ألف مقاتل ‪ ،56‬كما نجده الحقا بجانب‬
‫قوات الطليعة التّي ّ‬
‫ابن هشام أين أسندت إليه قيادة ّ‬
‫يعد أحد أعوانه الرئيسيين وبرز بشكل خاص من‬
‫ضد المعارضين في الشام أين كان ّ‬
‫مروان بن محمد في حروبه ّ‬
‫الوضاحية التي بلغ عدد أفرادها‬
‫ّ‬ ‫التمرد في حمص ودمشق على رأس قوات‬
‫خالل دوره في القضاء على حركات ّ‬
‫حينها ثالثة آالف فارس ‪.57‬‬
‫الوضاح وقادها ابنه عمرو من بعده‬
‫ّ‬ ‫تم تأسيسها من طرف‬ ‫أن هذه الفرقة المنتخبة التي ّ‬
‫ويبدو من المنطقي ّ‬
‫تضمها‪ّ ،‬إال ّأننا نفترض بقليل‬
‫ّ‬ ‫كنا نجهل تماما تركيبة العناصر التّي‬
‫تتكون أساسا من الموالي‪ ،‬وحتّى إن ّ‬
‫كانت ّ‬
‫مسجلين في الديوان‬
‫أن أفراد هذه الفرقة كانوا ّ‬‫مهما فيها‪ ،‬وعلى األرجح ّ‬
‫أن البربر كانوا يشكلون قسما ّ‬‫من التحفظ ّ‬
‫ويتقاضون عطاء ثابتا مقابل خدماتهم كحال الكثير من الموالي في الشام والعراق خالل تلك الفترة ‪.58‬‬
‫تم استمالة رؤساء‬
‫لقد خدم نظام الوالء العرب ومشاريعهم في المنطقة‪ ،‬إذ بفضل تطبيقه على نطاق واسع ّ‬
‫البربر وتكريس السيادة العربية في المغرب ‪ ،59‬بالمقابل فقد سمح للكثير من البربر االندماج في المنظومة‬
‫قدمه البربر من خدمات وتضحيات في سبيل نشر‬‫العسكرية واالجتماعية للدولة اإلسالمية‪ ،‬ولكن رغم ك ّل ما ّ‬
‫أن بعض‬
‫تعرض للتهميش واإلقصاء كحال طارق بن زياد‪ ،‬كما ّ‬
‫أن العديد منهم ّ‬
‫االسالم وخدمة الدولة األموية ّإال ّ‬
‫وعمال الخالفة األموية في المغرب االسالمي لم يكونوا يعترفون لهم بحقّهم في المساواة وال يعاملونهم بإنصاف‬
‫وّالة ّ‬
‫فيميزون بينهم وبين العرب ويحرمونهم نصيبهم من الغنائم ‪ ،60‬كما كانوا يعاملونهم بازدراء‬
‫في الكثير من الحاالت ّ‬
‫يعدون من موالي موسى بن نصير‪،‬‬
‫كما فعل يزيد بن أبي مسلم حين قام بإرجاع حرسه من البربر‪ ،‬الذين كانوا ّ‬
‫‪61‬‬
‫يخمس مسلمي البربر هناك‬
‫إلى الرق ووشمهم في أيديهم ‪ ،‬وأراد عامل طنجة عمر بن عبد اهلل المرادي أن ّ‬
‫‪62‬‬
‫لتمردهم‬
‫مدعيا أنهم فيء للمسلمين ‪ ،‬وقد كانت هذه التجاوزات والعنصرية التي ُيعامل بها البربر عامال محرضا ّ‬
‫ضد تسلّط العرب‪.‬‬
‫‪ .3‬مشاركة البربر في الشؤون اإلدارية‬
‫مؤهالتهم وارتباطهم بأمراء البيت األموي أو بالشخصيات العربية البارزة من‬
‫استطاع عدد من البربر بفضل ّ‬
‫ونسجل في هذا المجال أخبا ار متفرقة‬
‫ّ‬ ‫خالل رابطة الوالء‪ ،‬أن يتبوؤوا مراكز مختلفة في الجهاز اإلداري للدولة‪،‬‬
‫‪111‬‬
‫منصف مباركية‬
‫ومقتضبة جدا في المصادر عن تولّي بعض الشخصيات من أصول بربرية لمسؤولية مناصب حساسة مثل‬
‫الحيوية ّإال أّن صمت‬
‫ّ‬ ‫أهمية التفاصيل المتعلّقة بدور البربر في هذه المناصب‬
‫الحجابة والكتابة والحرس‪ ،‬ورغم ّ‬
‫المصادر عن ذكر أخبارهم يحرمنا من رسم صورة متكاملة عن اإلرث الذي خلّفوه خالل فترة خدمتهم في الجهاز‬
‫اإلداري للخالفة‪.‬‬
‫‪ .1.3‬الحجابة‬
‫نضم عملية دخول‬
‫المهمة في النظام اإلداري للدولة باعتبارها الجهاز الذي ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫المسؤوليات‬
‫ّ‬ ‫تعتبر الحجابة من‬
‫الوافدين على الخليفة أو الوالي من رجال الدولة أو العامة‪ ،‬فهي كما يذكر القلقشندي‪" :‬حفظ باب الخليفة‬
‫واالستئذان للداخلين عليه" ‪ ،63‬والمسؤول عن هذا المنصب (الحاجب) هو الذي يتولّى اإلذن للناس في الدخول‬
‫الحجاب وتبعه في ذلك من جاء بعده من الخلفاء‪،‬‬‫ّ‬ ‫على السلطان‪ ،‬وكان معاوية بن أبي سفيان ّأول من اتّخذ‬
‫ومنعوا الناس من الدخول عليهم ّإال بإذن ‪ ،64‬وكانت دوافع معاوية للقيام بهذا االجراء أمنية أساسا حيث كان‬
‫تم استحداث‬
‫تعرض لها على يد الخوارج سنة ‪40‬ه‪ ،‬وكذا تنظيمية حيث ّ‬ ‫يخشى من محاوالت االغتيال كالتّي ّ‬
‫هذا المنصب لتنظيم توافد الناس على الخلفاء أو الوالة تفاديا الزدحامهم على أبوابهم وشغلهم عن النظر في‬
‫شؤون الحكم والدولة ‪.65‬‬
‫محدد يراعي فيه مكانتهم االجتماعية وأهمية‬
‫وكان الحاجب يتولّى ادخال الناس على الخليفة وفق ترتيب ّ‬
‫وظائفهم ومركزهم في الدولة ‪ ،66‬لهذا كان يشترط فيه أن يكون عارفا بأنساب الناس ومراتبهم حتّى يستطيع‬
‫‪67‬‬
‫ولشدة حساسية هذا المنصب كان بنو مروان وعمالهم على األقاليم‬
‫ادخالهم لمقابلة الخليفة وفق هذه الشروط ‪ّ .‬‬
‫يتواصون بضرورة حسن اختيار وانتقاء المكلف بهذه الوظيفة حيث كانوا يرون ّأنه يعكس صورة الخليفة أو األمير‬
‫عند الرعية فهو بمثابة وجهه ولسانه ‪ ،68‬وكان من جملة ما أوصى به عبد الملك بن مروان أخيه عبد العزيز‬
‫وجهه إلى مصر أن يحسن اختيار حاجبه وكاتبه وجليسه ‪ ،69‬ومن خالل وصايا الخلفاء واألمراء يمكن أن‬
‫حين ّ‬
‫نتبين الشروط الضرورية التّي كانت يجب أن تتوفّر في الحاجب‪ ،‬فهو يجب أن يكون من خاصة وأفضل أهل‬ ‫ّ‬
‫الخليفة (أو األمير) ومواليه ‪ ،70‬عاقال ‪ ،71‬أمينا وصادقا ال يكتم عن سيده من حضر ببابه ‪.72‬‬
‫وطيلة العهد األموي هيمن على هذا المنصب الموالي بشكل شبه كلي تقريبا منذ عهد معاوية بن أبي‬
‫سفيان‪ ،‬وقد تولّت بعض الشخصيات البربرية هذه المسؤولية ألكثر من خليفة‪ ،‬و ّأول من حفظت لنا المصادر‬
‫أسمائهم في هذا المنصب‪ ،‬مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز ‪ ،73‬الذي كانت تتوفّر فيه صفات تتوافق مع منهج‬
‫التقيد بتعاليم اإلسالم‪ ،‬وما نعرفه عنه ّأنه كان من سبي فتوحات بالد المغرب وانتهى به‬
‫عمر القائم على الورع و ّ‬
‫األمر مولى لعمر بن عبد العزيز‪ ،‬حيث استقر بمكة ‪ ،74‬ومن خالل إشارات المصادر نعرف ّأنه كان من خاصة‬
‫قوي عليه ‪ ،75‬وربما كان حاجبه أيضا في تلك‬
‫المقربين من عمر عندما تولّى االمارة على المدينة وكان له تأثير ّ‬
‫الفترة قبل االنتقال معه إلى دمشق الحقا‪ ،‬وكان يدخل عليه عندما تولّى الخالفة في أي وقت ‪.76‬‬

‫‪112‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫‪77‬‬
‫مسؤوال عن ادخال‬ ‫وكان لهشام بن عبد الملك مولى من البربر يدعى غالب بن مسعود‪ ،‬جعله آذنا له‬
‫الناس لمقابلته من أجل قضاء حوائجهم‪ ،‬ويبدو ّأنه كان مالزما لهشام حتّى أواخر عهده‪ ،‬وهو من تولّى تكفينه‬
‫‪78‬‬
‫ومم ن اشتغل بالحجابة من البربر أيضا شخص يدعى داود بن عمرو بن سعيد كان مع خالد‬ ‫بعد موته ‪ّ .‬‬
‫القسري في العراق ‪ ،79‬وحتّى في ظل غياب أي تفاصيل في المصادر يمكن التأكيد ّأنه على األرجح كان من‬
‫مواليه‪ ،‬استنادا إلى التقاليد التّي تقضي بإسناد الخلفاء والوّالة هذه المسؤولية إلى من كانوا يثقون فيهم من مواليهم‬
‫نخمن طبيعة رابطة الوالء التي كانت تجمعهما‪.‬‬
‫لكننا مع ذلك ال نستطيع أن نعرف أو حتّى أن ّ‬
‫المقربين‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2.3‬الحراسة‬
‫يضم أشخاصا أو مجموعات صغيرة من‬ ‫ّ‬ ‫يتولّى هذا الجهاز مسؤولية الحراسة اليومية للخليفة أو الوالي‪،‬‬
‫المقاتلين‪ ،‬وقد ظهر منذ عهد الرسول × لكن المصادر مع ذلك تعتبر معاوية بن أبي سفيان أول من اتّخذ‬
‫الحرس‪ ،‬وهذا االجراء من معاوية ربما جاء نتيجة محاولة االغتيال الفاشلة التي تعرض لها على يد الخوارج سنة‬
‫‪40‬ه ‪ ،80‬وقد أصبح هذا الجهاز يحظى بأهمية كبيرة في العهد األموي نظ ار لكثرة المعارضين والمترّبصين‬
‫يضم ّإال عددا محدودا من الجند‬
‫قوته‪ ،‬حيث لم يكن ّ‬
‫أهمية هذا الجهاز في ّ‬
‫بالخليفة واألمراء في األقاليم‪ ،‬وال تكمن ّ‬
‫يضم حوالي ثالثمائة‬
‫مسلحين تسليحا خفيفا‪ ،‬فحسب ما هو متوفّر من معطيات كان هذا الجهاز في دمشق مثال ّ‬
‫أهميته في حساسية دوره الذي يتمثّل‬
‫حرسي فقط مع أسلحة بسيطة تقتصر على السيوف والحراب‪ ،‬واّنما تكمن ّ‬
‫في تأمين السالمة الشخصية للخليفة في القصر والبالط وفي بعض تنقالته الميدانية ‪.81‬‬
‫ومن البربر الذين تقلّدوا هذا المنصب في العهد المرواني شخص يدعى سالم أبو الزعيزعة الذي كان في‬
‫‪82‬‬
‫ثم صار بعد وفاة هذا األخير مالزما البنه عبد الملك بن مروان‬
‫األصل مولى لمروان بن الحكم وكاتبا له ‪ّ ،‬‬
‫تحول إلى القيام بأدوار أمنية إذ يبدو دائم الحضور بجانب الخليفة في مجالسه‪ ،‬وقد عهد إليه عبد الملك قتل‬
‫أين ّ‬
‫ضده واستيالءه على دمشق سنة ‪70‬ه ‪ ،84‬وكان أبو‬
‫التمرد الذي قام به ّ‬
‫‪83‬‬
‫عمرو بن سعيد بن العاص بعدما ّ‬
‫مهمة‪ ،‬منها اإلشراف على‬
‫عدة مناصب ّ‬‫الزعيزعة مح ّل ثقة عبد الملك حيث أسند إليه طيلة سنوات خالفته ّ‬
‫الحرس لسنوات عديدة ‪ .85‬وبعد وفاة الخليفة أصبح أبو الزعيزعة من موالي ابنه الوليد بن عبد الملك ‪ ،86‬وال نعلم‬
‫له أي دور خالل هذه الفترة لكنه ظ ّل مقربا من بني مروان وعلى اتصال بهم‪ ،‬وبقي حيا حتى أواخر القرن األول‬
‫هجري وأدرك خالفة سليمان بن عبد الملك ‪.87‬‬
‫ونجد أخبا ار عن انخراط بعض البربر في هذا الجهاز بحكم ارتباطهم بالوالء ألمراء من البيت المرواني مثل‬
‫مروان بن محمد الذي كان له مولى بربري في حرسه يدعى سليمان بن مسروح‪ ،‬ومن خالل ما تذكره المصادر‬
‫نعرف أنه كان مالزما له في الحروب‪ ،‬ولعب دو ار كبي ار في قتال الخوارج معه في الجزيرة أواخر العهد األموي‪،‬‬
‫واتّصف بشجاعة كبيرة في المعارك وله يرجع الفضل المباشر في القضاء على أحد قادة الخوارج يعرف باسم‬
‫الخيبري ‪.88‬‬

‫‪113‬‬
‫منصف مباركية‬
‫أم ا على مستوى األقاليم فيبدو أن هذا الجهاز كان يتكون حصريا من العناصر البربرية في القيروان‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬
‫ويعدون في موالي موسى بن نصير‬‫تذكر المصادر أن حرس يزيد بن أبي مسلم والي المغرب كانوا من البربر ّ‬
‫‪89‬‬
‫اختصوا في حراسة حتّى الوالة الذين‬
‫ّ‬ ‫البتْر واألهم من هذا ّأنهم‬
‫‪ ،‬ويذكر ابن عبد الحكم ّأنهم تحديدا من عناصر ُ‬
‫‪90‬‬
‫أن تركيبة أفراد الحرس الخاصة بوالي افريقية في القيروان كانت دائما تقتصر‬
‫سبقوا يزيد في المنصب ‪ ،‬ما يؤ ّكد ّ‬
‫أن يزيد عندما قدم‬
‫على العناصر المحلّية من البربر‪ ،‬ويبدو ّأنهم كانوا من موالي العتق حيث يشير اليعقوبي ّ‬
‫‪91‬‬
‫السيئة التي القوها على يديه إلى‬
‫ردهم إلى الرق ووسم أيديهم ‪ ،‬وقد دفعهم الشعور باإلهانة والمعاملة ّ‬
‫افريقية ّ‬
‫‪92‬‬
‫تبين بوضوح مدى أهمية وحساسية هذا الجهاز بالنسبة‬
‫التآمر عليه فقاموا بقتله سنة ‪102‬ه ‪ .‬وهذه الحادثة ّ‬
‫لرجال الدولة‪ ،‬ما يتطلّب العناية الفائقة في اختيار أفراده والمشرف عليه إذ يجب أن يكون قويا وخاصة صاحب‬
‫ألنه يستطيع االطّالع على المحادثات‬
‫ألنه مؤتمن على حياة الخليفة أو الوالي‪ ،‬ولكن أيضا ّ‬
‫ثقة وأمانة ليس فقط ّ‬
‫الخاصة والسرّية للخليفة (أو الوالي) بحكم مالزمته الدائمة له ‪.93‬‬
‫‪ .3.3‬الكتابة‬
‫أما اصطالحا‬ ‫سمي الخط كتابة لجمع الحروف بعضها إلى بعض‪ّ ،‬‬ ‫ثم ّ‬‫الكتابة لغة معناها الجمع‪ ،‬ومن ّ‬
‫فهي حسب تعريف القلقشندي‪« :‬صناعة روحانية تظهر بآلة جثمانية دالة على المراد بتوسط نظمها‪ ،‬فأما الروحانية‬
‫ضم بعضها إلى بعض صورة باطنة قائمة في‬ ‫صور من ِّ‬‫وي ّ‬‫فيها فهي األلفاظ التي يتخيلها الكاتب في أوهامه ُ‬
‫وتقيد به تلك الصورة وتصير بعد أن كانت صورة معقولة باطنة‬
‫طه القلم ّ‬
‫نفسه‪ ،‬وأما الجثمانية فهي الخط الذي يخ ّ‬
‫صورة محسوسة ظاهرة» ‪ ،94‬وكتابة اإلنشاء تحديدا المراد بها «تأليف الكالم وترتيب المعاني‪ :‬من المكاتبات‬
‫والواليات والمسامحات واالطالقات ومناشير االقطاعات والهدن واألمانات واأليمان وما في معنى ذلك ككتابة‬
‫الحكم ونحوها» ‪.95‬‬
‫وتعدد مصالحها إلى استحداث تخصصات للكتّاب فكان هناك‬
‫توسع إدارة الدولة في العهد األموي ّ‬
‫وقد ّأدى ّ‬
‫كاتب الرسائل‪ ،‬وكاتب الخراج‪ ،‬وكاتب الجند‪ ،‬وكاتب الشرطة ‪ ،96‬وكاتب للقضاء والمظالم ‪ ،97‬وكان كاتب‬
‫همية المنصب‬
‫ألن منصبه يسمح له باالطّالع على أسرار الدولة‪ ،‬وأل ّ‬
‫الرسائل أرفع منزلة من بين كل هؤالء الكتّاب ّ‬
‫وحساسيته لم يكن الخلفاء يولّونه ّإال ألقربائهم وخاصتهم ‪ ،98‬وكان الكاتب يتولّى اإلشراف على مراسالت الخليفة‬
‫عماله ‪،99‬‬
‫فيطّلع على الرسائل الواردة عليه من واليات وأقاليم الدولة‪ ،‬ويشرف على الرسائل التي يبعثها إلى ّ‬
‫وبالتّالي كان يعتبر هو المشرف الفعلي على عملية اتصال الخليفة بالجهاز اإلداري للدولة‪.‬‬
‫ملما بقواعدهما‪ ،‬وأن يكون من أرباب‬
‫ومن يتولّى هذا المنصب يجب أن يكون متح ّكما في اللغة والكتابة ّ‬
‫الكالم وأصحاب اللسان والبيان على قدر من البراعة والمهارة في تصريف األلفاظ وصياغة المعاني ‪ ،100‬ذلك‬
‫فيتدبر هو صياغة محتواه وانتقاء األلفاظ الدالة على‬
‫أن الخليفة أو األمير قد يملي على الكاتب األمر في العموم ّ‬
‫ّ‬
‫‪101‬‬
‫معناه بأسلوب بليغ واضح‪ .‬كما يجب أن يتّصف الكاتب بالثقة واألمانة واإلخالص ‪ ،‬وأن يكون كتوما للسر‪،‬‬

‫‪114‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫أن الحجاج عندما أراد أن ُيلحق محمد بن يزيد األنصاري بعبد الملك بن مروان يتّخذه كاتبا ذكر هذه الميزة‬
‫حتّى ّ‬
‫من جملة خصاله ‪.102‬‬
‫عدها المؤيد‪« :‬أشرف مناصب‬
‫وقد اكتسبت هذه المهنة في العصور الالحقة مكانة راقية وفضال كبي ار حتّى ّ‬
‫الدنيا بعد الخالفة‪ ،‬إليها ينتهي الفضل‪ ،‬وعندها تقف الرغبة» ‪ ،103‬وحظي الكتّاب بمنزلة عظيمة فكان الزبير بن‬
‫‪104‬‬
‫كنا ذكرنا هذين المثالين في فضل الكتابة فللداللة‬
‫بكار يقول‪« :‬الكتّاب ملوك وسائر الناس سوقة» ‪ ،‬وان ّ‬
‫أهمية هذا المنصب وشرفه وإلبراز مكانة من يتوّاله في المنظومة اإلدارية للدولة‪.‬‬
‫على ّ‬
‫تقلّد الموالي من البربر بدورهم هذا المنصب لفترة معتبرة‪ ،‬أشهرهم سالم أبو الزعيزعة الذي خدم ثالث خلفاء‬
‫على التوالي‪ ،‬وكان كما سبق اإلشارة إليه مولى مروان بن الحكم وكاتبه ‪ ،105‬وعلى األرجح ّأنه بدأ يكتب له خالل‬
‫واليته على المدينة في خالفة معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬ورّبما أيضا الحقا عندما تقلّد الخالفة بدوره‪ ،‬ويذكر الطبري‬
‫أن أبو الزعيزعة كتب لمعاوية بن يزيد أيضا‪ ،‬وعبد الملك بن مروان كذلك ‪ ،106‬ونعلم على األقل من مصادر‬ ‫ّ‬
‫أخرى ّأنه كان مقربا من عبد الملك وتولّى حقا لسنوات عديدة كتابة الرسائل في خالفته ‪ ،107‬ورغم السنوات‬
‫حساسة شهدت الكثير من األحداث‬ ‫الطويلة التّي أشرف فيها على ديوان الرسائل ألكثر من خليفة في فترة ّ‬
‫أي رسالة منسوبة إليه يمكن‬
‫والحركية السياسية‪ ،‬لم تحفظ لنا المصادر لألسف ّأيا من أعماله األدبية إذ لم تصلنا ّ‬
‫أما على مستوى األقاليم فال نعلم بوجود ّإال كاتب واحد‬
‫نتعرف على أسلوبه وبالغته في الكتابة‪ّ .‬‬
‫من خاللها أن ّ‬
‫آخر فقط من أصول بربرية يدعى داود بن عمرو بن سعيد تولّى ديوان الرسائل لخالد بن عبد اهلل القسري في‬
‫‪108‬‬
‫أي أثر لرسائله هو أيضا‪.‬‬
‫العراق ‪ ،‬وكما أبو الزعيزعة لم تحفظ لنا المصادر ّ‬
‫الحساسة كالحجابة والحراسة والكتابة‪ ،‬كانت تقريبا‬
‫ّ‬ ‫أن الكثير من الوظائف السياسية‬
‫وما يمكن مالحظته ّ‬
‫مقصورة على الموالي في العصر األموي‪ ،‬وهذا راجع أساسا إلى عدم ارتباطهم بأي من العصبيات العربية والتّي‬
‫يميز سلوك الموالي اتجاه‬
‫أن األمانة والوالء المطلق الذي كان ّ‬
‫يمكن أن تؤثّر سلبا على أدائهم ووالئهم‪ ،‬كما ّ‬
‫أن‬
‫شجعت الخلفاء والوّالة على االستعانة بهم في هذه الوظائف دون العرب‪ ،‬حتّى ّ‬
‫أسيادهم كان من العوامل التّي ّ‬
‫زياد بن أبيه كتب إلى معاوية ينصحه باتّخاذ الموالي لِما فيهم من خصال ّ‬
‫جيدة عديدة ذكر منها ّأنهم‪ :‬أنصر‬
‫وأغفر وأشكر ‪.109‬‬
‫‪ .4‬اسهامات البربر في الحياة العلمية واألدبية‬
‫كان للبربر اسهامات جليلة في الجانب العلمي واألدبي خالل العهد األموي حيث برز من بينهم الشعراء‬
‫ممن كان لهم تقدير كبير في المجتمع اإلسالمي‪ .‬من أهم الشخصيات البربرية الذين كان لهم‬
‫والفقهاء والزّهاد ّ‬
‫دور مؤثر في اآلداب العربية خالل القرن األول هجري‪ ،‬عكرمة أبو عبد اهلل مولى ابن عباس‪ ،‬الذي نملك عن‬
‫أي أحد آخر من البربر في المجتمع العربي‪ ،‬وتذكر المصادر ّأنه توفّي بالمدينة على‬
‫حياته تفاصيال أكثر من ّ‬
‫األرجح سنة ‪105‬ه وقد بلغ الثمانين من عمره ‪ ،110‬واذا ما أخذنا بعين االعتبار حقيقة صعوبة تقدير عمره‬
‫وتم سبيه في خالفة عثمان بن عفان‬
‫الحقيقي عند وفاته‪ ،‬نفترض ّأنه ولد في الغالب خالل العقد الثاني هجري ّ‬
‫‪115‬‬
‫منصف مباركية‬
‫وهو لم يزل صبيا ربما دون العاشرة‪ ،‬وقد كانت الفتوح االسالمية في هذه الفترة بلغت ما بين برقة وافريقية من‬
‫إما أن يكون من‬ ‫بالد البربر ما يجعلنا نعتقد ّأنه ينتمي إلى السكان الذين كانوا يستوطنون هذه المنطقة‪ ،‬فهو إذا ّ‬
‫قبيلة لواتة التّي صالحت عمرو بن العاص على إمكانية دفع قسم من أبنائهم للمسلمين مقابل الجزية المترتّبة‬
‫عليهم ‪ ،111‬أو أن يكون من سبي حمالت المسلمين التّي استهدفت المنطقة حتّى تخوم افريقية في الفترة بين فتح‬
‫‪112‬‬
‫حيث دأب عمرو بن العاص وعبد اهلل‬ ‫برقة سنة ‪20‬ه وحملة عبد اهلل بن سرح الكبرى أواخر العقد الثالث‬
‫بن سعد من بعده على ارسال فرق محدودة العدد سريعة الحركة (جرائد خيل) لإلغارة من أجل الغنائم ‪.113‬‬
‫استقر به الحال في البصرة ّأول أمره مملوكا ألحد العرب هناك يدعى حصين بن أبي الحر‬
‫ّ‬ ‫وبعد استرقاقه‬
‫العنبري‪ ،‬الذي وهبه بدوره لعبد اهلل بن عباس حين قدم إلى البصرة واليا عليها من طرف علي بن أبي طالب ‪،114‬‬
‫‪115‬‬
‫ثم أخذه ابن‬
‫ّ‬ ‫ه‪،‬‬
‫ر‬ ‫م‬‫ع‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫العاش‬ ‫تجاوز‬ ‫قد‬ ‫حينها‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫ب‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة ‪36‬ه‪ ،‬وهو الذي أطلق عليه اسم عكرمة‬
‫عباس معه بعدها إلى المدينة أين بدأ يعلّمه القرآن والسنة والفقه‪ ،‬كما أخذ العلم هناك أيضا عن مجموعة من‬
‫الصحابة مثل أبو هريرة‪ ،‬وعبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬والحسين بن علي‪ ،‬وعائشة ‪ ،116‬حتّى تم ّكن من العلوم‬
‫الشرعية فكان ُيفتي الناس في حياة سيده ابن عباس بتشجيع منه ‪ ،117‬ولم يكن في مواليه من هو أغزر منه علما‬
‫‪ ،118‬وبعد وفاة ابن عباس أصبح عكرمة ملكا لعلي بن عبد اهلل بن عباس فباعه إلى خالد بن يزيد بن معاوية‬
‫بأربعة آالف دينار ثم تراجع عن ذلك وأعتقه ‪ ،119‬والمبلغ الذي دفعه حفيد معاوية من أجل عكرمة يعكس قيمته‬
‫العلمية والتقدير الكبير الذي كان يحظى به‪ ،‬وكانت له رحالت كثيرة زار فيها مناطق عديدة بين المشرق والمغرب‪،‬‬
‫‪120‬‬
‫مثل مصر وافريقية والمدائن ومرو وجرجان وسمرقند واليمن‪ ،‬اتّصل فيها باألمراء والوّالة طلبا للصلة والجوائز‬
‫وصنفه محمد بن سعد ضمن الطبقة الثانية من أهل المدينة من التابعين وأثنى عليه وعلى سعة علمه وفقهه ‪،121‬‬
‫ّ‬
‫يعده أعلم منه ‪ ،122‬واشتهر عكرمة بسعة عمله ومعارفه في التاريخ والقرآن حتّى‬
‫وكان فقيه العراق سعيد بن جبير ّ‬
‫يعد أعلم الناس بالمغازي والسيرة والتفسير ‪.123‬‬
‫كان ّ‬
‫ومن البربر الذين اشتهروا في مجال األدب‪ ،‬سابق بن عبد اهلل البربري الشاعر الزاهد ‪ ،124‬ورغم ّأننا ال‬
‫وخلفيته التّي جاء منها بما في ذلك انتماءه القبلي وموطنه ببالد المغرب‪ ،‬كما تبقى طريقة‬
‫ّ‬ ‫نعلم شيئا عن نشأته‬
‫وتاريخ انتقاله إلى بالد الخالفة مجهولة تماما‪ّ ،‬إال ّأننا مع ذلك نعرف بعض تفاصيل حياته وأخباره في المشرق‪،‬‬
‫فقد كان مولى للوليد بن عبد الملك ‪ ،125‬وفي بعض الروايات مولى عمر بن عبد العزيز ‪ ،126‬وال نستطيع أن‬
‫نتبين هنا لألسف بالتحديد الوضعية الدقيقة لرابطة الوالء التّي جمعته بسيده‪ ،‬لكن ارتباطه بالبيت األموي واحتالله‬
‫ّ‬
‫مرك از محترما في المنظومة اإلدارية باعتباره قاضيا رّبما يمثل إشارة على ّأنه كان مولى عتق‪ ،‬ومن خالل قائمة‬
‫الرواة الذين نقل عنهم ‪ 127‬يمكن أن نالحظ تنوع مصادره وأيضا مجاالت معارفه‪ ،‬كما نستنتج ّأنه تن ّقل بين أهم‬
‫المحدثين‪ ،‬حيث يروي عن شيوخ من المدينة‪،‬‬
‫الحواضر اإلسالمية في طلب العلم وحضور مجالس الفقهاء و ّ‬
‫‪128‬‬
‫لكنه اشتهر‬
‫مدة طويلة ‪ّ ،‬‬‫ومكة‪ ،‬والبصرة‪ ،‬والكوفة‪ ،‬باإلضافة إلى الشام‪ ،‬التّي تذكر األخبار ّأنه أقام بها ّ‬
‫باستق ارره في الرقة فكان ينسب إليها (يعرف بسابق الرقّي)‪ ،‬واشتغل هناك بالقضاء واإلمامة ‪ ،129‬ما يعكس منزلته‬
‫‪116‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬
‫يرددون‬
‫االجتماعية والعلمية حيث لم يكن يتولّى اإلمامة والقضاء في العهد األموي غالبا ّإال العرب‪ ،‬الذين كانوا ّ‬
‫‪130‬‬
‫أن عمر بن عبد العزيز الذي‬ ‫فعرف بذلك حتّى ّ‬‫ّأنه‪ :‬ال يصلح القضاء ّإال لعربي ‪ ،‬وقد كان سابق فقيها زاهدا ُ‬
‫اشتهر بورعه وتواضعه كتب إليه يطلب منه أن يعظه‪ ،‬وقد وفد عليه في خالفته فأنشده شع ار في الزهد ‪ ،131‬ومع‬
‫ضد‬
‫وتسجل المصادر مشاركته في حملة الصائفة ّ‬‫ّ‬ ‫دوره في المجال األدبي والديني كان مقبال على الجهاد أيضا‪،‬‬
‫الروم أواخر القرن األول هجري في خالفة سليمان بن عبد الملك ‪ ،132‬وكان يجيد نظم الشعر وله أبيات وقصائد‬
‫في الوعظ والحكمة والزهد حسنة ‪.133‬‬
‫سجلت العديد من أسماء العناصر البربرية من الموالي دون أن‬ ‫أن المصادر ّ‬ ‫في األخير نريد اإلشارة إلى ّ‬
‫أن ذلك ال يعني أبدا ّأنهم كانوا على هامش األحداث أو خاملين‪،‬‬
‫تحدد لألسف أي دور لهم في الحياة العامة‪ ،‬رغم ّ‬
‫ّ‬
‫أن الكثير منهم كان مرتبطا بالبيت األموي‪ ،‬لكن رّبما هذا راجع إلى بقاء معظمهم في بالد المغرب وعدم‬ ‫إذ ّ‬
‫انتقالهم إلى المشرق باعتبارهم موالي حلف في الغالب وبالتّالي ليسوا ملزمين بالبقاء مع أسيادهم من العرب‪ ،‬ما‬
‫جعلهم بمعزل عن االتصال بمراكز اتّخاذ القرار واالستفادة من رابطة الوالء لتقلّد المناصب والواليات‪ ،‬وما يمكن‬
‫أن الكثير منهم كان له دور فاعل الحقا في الدولة األموية باألندلس‪ ،‬من هؤالء ميمون بن‬ ‫أن يدعم هذا الطرح ّ‬
‫أي دور في‬
‫سعيد الذي كان مولى الوليد بن عبد الملك‪ ،‬ورغم ارتباطه بأحد الخلفاء األمويين ّإال ّأننا ال نعلم له ّ‬
‫حيا إلى ما بعد سقوط الدولة‬ ‫أي مسؤولية‪ّ ،‬إال ّأننا نعرف ّأنه بقي ّ‬‫الحياة العامة أو جهاز الدولة ولم تُذكر له ّ‬
‫األموية‪ ،‬حيث رافق بعدها عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى األندلس أين تقلّد فيها منصب والي طليطلة ‪.134‬‬
‫‪135‬‬
‫فإن والءه‬
‫وهناك أيضا أبان بن عبيد مولى معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬أهدي إليه من سبي البربر ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫أي دور في‬‫تسجل له المصادر ّ‬
‫في األصل والء رق وال نعلم إن كان معاوية قد أعتقه الحقا أم ال‪ ،‬وفي حين لم ّ‬
‫استمر في خدمة األمويين حيث نجد أحد أحفاده (هشام بن عبد القادر)‬
‫ّ‬ ‫أن من جاء من نسله‬‫الشؤون العامة ّإال ّ‬
‫ضد هشام بن عبد الرحمن الداخل ‪.136‬‬
‫تمرد للبربر في األندلس ّ‬
‫يقود جيشا إلخماد ّ‬
‫ومنهم كذلك وانسوس بن يربوع المكناسي مولى سليمان بن عبد الملك ‪ ،137‬وهو من قالئل الموالي البربر‬
‫أن والءه كان والء حلف‪ ،‬وما يدعم‬
‫يرجح ّ‬
‫الذين تذكرهم المصادر بنسبهم األصلي حيث ينتمي لقبيلة مكناسة‪ ،‬ما ّ‬
‫‪138‬‬
‫أي دور خالل‬
‫أن وانسوس كان ذا مكانة مقتدرة عند قومه ومعدود من رؤسائهم ‪ ،‬وال نعلم له ّ‬
‫هذا االستنتاج ّ‬
‫مدة من الزمن قبل عبوره لألندلس ‪ ،139‬كما‬
‫العهد األموي ّإال قيامه بإيواء عبد الرحمن بن معاوية مستت ار عنده ّ‬
‫أن عقبه كان لهم دور بارز في تاريخ األندلس الحقا ‪.140‬‬‫ّ‬
‫ونجد أيضا شخص يدعى سالس ينتمي إلى بربر مصمودة‪ ،‬كان مولى يزيد بن عامر الليثي الكناني بعد‬
‫‪141‬‬
‫شمال بن منغايا من قبيلة مصمودة‬
‫أن اسمه وسالس أو وسالسن بن ّ‬ ‫أن أسلم على يديه ‪ ،‬وذكر ابن خلكان ّ‬
‫وينتسب إلى بني ليث بالوالء ‪ ،142‬في حين يذكر صاحب كتاب مفاخر البربر الذي عاش في المغرب وألّف كتابه‬
‫أن شمالل هو الذي أسلم‬
‫أن اسمه وسالس بن شمالل المصمودي األصادي‪ ،‬و ّ‬ ‫مطلع خالل القرن الثامن هجري ّ‬
‫ممن شهد فتح األندلس مع طارق بن زياد ‪.143‬‬
‫على يدي يزيد بن عامر الليثي فهو ينتمي إليه بالحلف‪ ،‬وكان ّ‬
‫‪117‬‬
‫منصف مباركية‬
‫تخص أحد األشخاص من مغراوة يدعى خزر بن خفص بن‬ ‫ّ‬ ‫ونعلم أيضا بعض األخبار عن حالة أخرى‬
‫‪144‬‬
‫بأنه رّبما كان من زعماء‬
‫صوالت أسلم على يد عثمان بن عفان ‪ ،‬واتصاله بالخليفة واسالمه على يديه يوحي ّ‬
‫البربر وعليه فإن العالقة التي جمعته بعثمان هي والء الحلف‪ ،‬وال نعلم شيئا عن دور يكون قد اضطلع به هذا‬
‫أن مكانتهم كانت معتبرة بين قومهم حيث يذكر‬
‫الشخص‪ ،‬لكن يبدو ّأنه وأبناءه كانوا فعال في خدمة الخالفة و ّ‬
‫يقدمون بني خزر على قبائل البربر ‪.145‬‬
‫أن بني أمية كانوا ّ‬
‫صاحب كتاب مفاخر البربر ّ‬
‫خاتمة‬
‫استطاع البربر بعد اسالمهم االندماج واثبات حضورهم في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فبفضل مؤهالتهم وكذا من‬
‫خالل نظام الوالء تم ّكن العديد منهم‪ ،‬خاصة أولئك الذين كانوا موالي ألفراد من البيت األموي أو أشراف العرب‪،‬‬
‫سجلت المصادر تبوأ شخصيات بربرية كثيرة من الموالي‬ ‫من البروز ولعب دور مشهود في الحياة العامة‪ ،‬حيث ّ‬
‫مراكز محترمة ضمن المنظومة العسكرية واإلدارية للدولة اإلسالمية‪ ،‬بل وحتّى المساهمة في إثراء الحركية والحياة‬
‫أن الكثير من التفاصيل تعوزنا حول وضعية الوالء التّي كان عليها معظم هؤالء‬
‫الفكرية والعلمية فيها‪ ،‬ورغم ّ‬
‫أن المعلومات تبقى شحيحة عن دور الكثير منهم حيث لم تحفظ‬ ‫البربر وال يمكن معرفتها ّإال استنتاجا‪ ،‬كما ّ‬
‫أن طبيعة المراكز والوظائف التي تقلّدوها مثل قيادة الجيوش‪ ،‬واإلشراف على مناصب‬
‫المصادر منجزاتهم‪ّ ،‬إال ّ‬
‫التميز الذي أبداه‬
‫حساسة في الجهاز اإلداري للدولة تتصل مباشرة بأمن الخلفاء والوّالة وأسرار مجالسهم‪ ،‬أو ّ‬
‫ّ‬
‫البعض منهم في المجالين الديني واألدبي‪ ،‬توحي بفعالية اسهاماتهم في مختلف مجاالت الحياة العامة ضمن‬
‫الدولة والمجتمع اإلسالميين حتّى سقوط الدولة األموية‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ - 1‬ابن منظور جمال الدين‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬م ‪ ،15‬ص ‪.411-409-408‬‬
‫‪ - 2‬محمد حقي‪ :‬البربر في األندلس‪ ،‬دراسة لتاريخ مجموعة إثنية من الفتح إلى سقوط الخالفة األموية (‪92‬ه‪711/‬م–‪422‬ه‪1031/‬م)‪،‬‬
‫شركة النشر والتوزيع المدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪ ،2001 ،1‬ص ‪.115‬‬
‫‪ - 3‬محمد الطيب النجار‪ :‬الموالي في العصر األموي‪ ،‬دار النيل للطباعة‪ ،‬ط ‪ ،1949 ،1‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 4‬أسماء عبد اهلل غني العزاوي‪ :‬أثر الموالي في لحياة الفكرية خالل العصر األموي (‪41-132‬ه)‪ ،‬صفحات للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫دمشق‪-‬دبي‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،2017 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.39-38-37‬‬
‫‪ - 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 7‬محمد الطيب النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 14‬؛ ابن منظور‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪408‬؛ أسماء العزاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 8‬جرجي زيدان‪ :‬تاريخ التمدن االسالمي‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،2‬ج ‪ ،2‬ص ‪329‬؛ حسين الحاج حسن‪ :‬حضارة العرب في‬
‫صدر اإلسالم‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1992 ،1‬ص ‪.281‬‬
‫‪ - 9‬أسماء العزاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪43-42‬؛ محمد الطيب النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪14‬؛ ابن منظور‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.408‬‬
‫‪ - 10‬عبد العزيز الدوري‪ :‬الجذور التاريخية للشعوبية‪ ،‬در الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1981 ،3‬ص ‪.16‬‬

‫‪118‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬

‫‪ - 11‬جرجي زيدان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.329‬‬


‫‪ - 12‬أسماء العزاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 13‬محمد عبد الحي محمد شعبان‪ :‬صدر اإلسالم والدولة األموية ‪750-600‬م (‪132‬ه)‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،1987 ،‬‬
‫ص ‪.168‬‬
‫‪ - 14‬ابن األثير عز الدين‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬تحقيق أبي الفداء عبد اهلل القاضي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1987 ،1‬م ‪ ،3‬ص‬
‫‪ 320‬؛ النويري شهاب الدين‪ :‬نهاية األرب في فنون األدب‪ ،‬تحقيق‪ :‬مفيد قميحة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،1‬ج ‪ ،24‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ - 15‬النويري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 16‬المالكي عبد اهلل‪ :‬رياض النفوس‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشير البكوش‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1994 ،2‬ج ‪ ،1‬ص ‪.46-45‬‬
‫‪- 17‬ابن عبد الحكم‪ ،‬عبد الرحمن‪ :‬فتوح مصر وأخبارها‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد الحجيري‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ ،1996‬ص ‪339‬؛ الرقيق القيرواني‪ :‬تاريخ إفريقية والمغرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬دار الفرجاني للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ ،1994‬ص ‪49‬؛ المالكي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.54‬‬
‫حسب المؤرخين والنسابة فإن البتر هم أحد قسمي شعب البربر‪ ،‬وينحدرون من جد مشترك هو مادغيس (ماذغيس) الذي كان يلقب باألبتر‬
‫فعرف نسله بالبتر‪ .‬أنظر مؤلف مجهول‪ :‬مفاخر البربر‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر بوباية‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪،2005 ،1‬‬
‫ص ‪158‬؛ ابن خلدون عبد الرحمن‪ :‬في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2001 ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 18‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ - 19‬البالذري‪ ،‬أحمد بن يحيى‪ :‬فتوح البلدان وأحكامها‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1992 ،1‬ص ‪.262‬‬
‫‪ - 20‬الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪50-49‬؛ المالكي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪56‬؛ ابن األثير‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪،4‬‬
‫ص ‪ 136‬؛ النويري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪20‬؛ ابن عذاري أحمد بن محمد‪ :‬البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك األندلس‬
‫والمغرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار عواد معروف ومحمود بشار عواد‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪ ،‬ط ‪ ،2013 ،1‬م ‪ ،1‬ص ‪.65‬‬
‫‪ - 21‬الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 22‬محمد حقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 23‬تختلف المصادر في االتفاق على اسمه‪ ،‬ورغم أن معظمها يذكره تحت اسم طارق بن زياد (البالذري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪269‬؛‬
‫الطبري محمد بن جرير‪ :‬تاريخ الرسل والملوك‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ،1969 ،2‬ج ‪ ،6‬ص ‪468‬؛‬
‫المسعودي علي بن الحسن‪ :‬أخبار الزمان‪ ،‬دار األندلس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1996 ،‬ص ‪ 97‬؛ المقدسي المطهر بن طاهر‪:‬‬
‫البدء والتاريخ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ 93‬؛ ابن الجوزي أبي الفرج عبد الرحمن‪ :‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬راجعه وصححه نعيم زرزور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1992 ،1‬ج ‪،6‬‬
‫ص ‪303‬؛ ابن األثير‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،4‬ص ‪264‬؛ ابن القوطية‪ :‬تاريخ افتتاح األندلس‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬دار الكتاب‬
‫المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1989 ،2‬ص ‪29‬؛ القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪52‬؛ ابن عساكر علي بن الحسن‪:‬‬
‫تاريخ دمشق‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر بن غرامة العمروي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1995 ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪418‬؛ ابن عذاري‪:‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 71‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬تاريخ األندلس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر بوباية‪ ،‬دار الكتب لعلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،2007 ،1‬‬
‫المقري أحمد بن محمد‪ :‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬تحقيق‪ :‬احسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1968 ،‬م ‪،1‬‬ ‫ص ‪153‬؛ ّ‬
‫ص ‪230‬؛ ابن خلدون‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪150‬؛ الصفدي صالح الدين خليل‪ :‬الوافي بالوفيات‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد األرناؤوط‪ ،‬وتركي‬
‫مصطفي‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،2000 ،1‬ج ‪ ،16‬ص ‪220‬؛ ابن كثير‪ ،‬عماد الدين‪ :‬البداية والنهاية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل‬

‫‪119‬‬
‫منصف مباركية‬

‫أن منها من يذكره‬


‫بن عبد المحسن التركي‪ ،‬دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع واالعالن‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ،1998 ،1‬ج ‪ ،12‬ص ‪ّ )436‬إال ّ‬
‫المقري‪ :‬المصدر‬
‫تحت اسم طارق بن عمرو (ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪344‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪41‬؛ ّ‬
‫السابق‪ ،‬م ‪ ،1‬ص ‪ ، )230‬وأيضا طارق بن عبد اهلل بن ونموا (اإلدريسي محمد بن محمد‪ :‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق‪ ،‬مكتبة الثقافة‬
‫الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬م ‪ ،2‬ص ‪.)539‬‬
‫(المقري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أن منها من يجعله عربيا من الصدف‬
‫أن معظم المصادر تكاد تتّفق على انتماءه البربري‪ّ ،‬إال ّ‬
‫واختلف أيضا في أصله‪ ،‬ورغم ّ‬
‫المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪ )254‬أو من بني ليث فرع كنانة (ابن خلدون‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ )150‬في حين تذهب روايات‬
‫أخرى العتباره فارسيا من همدان (ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪10‬؛ الحميري محمد بن عبد المنعم‪ :‬الروض المعطار في خبر‬
‫األقطار‪ ،‬تحقيق‪ :‬احسان عباس‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1984 ،2‬ص ‪35‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬أخبار مجموعة‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪،‬‬
‫دار الكتاب المصري –القاهرة‪ ،-‬دار الكتاب اللبناني ‪-‬بيروت‪ ،-‬ط ‪ ،1989 ،2‬ص ‪.)17‬‬
‫وحتّى المصادر التّي تجمع على أصله البربري ال تتّفق بدورها على انتماءه بالوالء وان كان معظمها يذكر ّأنه مولى موسى بن نصير‪ ،‬لكن‬
‫فيها من يذكر ّأنه كان مولى للوليد بن عبد الملك (ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪ ،)418‬بينما يقول البعض ّأنه مولى الصدف‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،1‬ص ‪239‬؛ الحميري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪39‬؛ مؤلف‬ ‫(ابن عساكر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪418‬؛ ّ‬
‫مجهول‪ :‬أخبار مجموعة‪ ،‬ص ‪.)17‬‬
‫ق بن ِزياد بن عبد اهلل بن َرْفهُو بن َوْرفَ ُجوم بن ينزغاسن بن َوْلهاص بن َيطُّوفَ ْ‬
‫ت بن َن ْفزاو‪ .‬ابن عذاري‪:‬‬ ‫‪ - 24‬يذكر نسبه كاآلتي‪ِ :‬‬
‫طار ُ‬
‫المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 25‬مؤلف مجهول‪ :‬تاريخ األندلس‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 26‬اإلدريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،2‬ص ‪.539‬‬
‫‪ - 27‬محمد حقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ - 28‬ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪.10‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪230‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬أخبار مجموعة‪ ،‬ص ‪.15-14‬‬
‫‪ّ - 29‬‬
‫‪ - 30‬مؤلف مجهول‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 31‬الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫أن ذلك كان سنة ‪85‬ه (م ‪ ،1‬ص ‪ ،)71‬في حين توحي‬
‫تختلف المصادر في تاريخ والية طارق بن زياد على طنجة‪ ،‬فابن عذاري يذكر ّ‬
‫أن واليته كانت سنة ‪89‬ه (ص ‪.)15‬‬‫رواية صاحب أخبار مجموعة ّ‬
‫‪ - 32‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪345‬؛ ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 33‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪348‬؛ الحميدي محمد بن فتوح‪ :‬جذوة المقتبس في تاريخ علماء األندلس‪ ،‬حققه وعلق عليه‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪233‬؛‬
‫بشار عواد معروف ومحمد بشار عواد‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪ ،‬ط ‪ ،2008 ،1‬ص ‪24‬؛ ّ‬
‫الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪54‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬تاريخ األندلس‪ ،‬ص ‪155‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪.419‬‬
‫‪ - 34‬محمد حقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.249‬‬
‫‪ - 35‬ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،2‬ص ‪14‬؛ ّ‬
‫‪ - 36‬ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،2‬ص ‪14‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬أخبار مجموعة‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص‬
‫‪ - 37‬الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪54‬؛ ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪ّ / 15‬‬
‫‪.261-260‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.263-261‬‬
‫‪ - 38‬ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،2‬ص ‪17‬؛ ّ‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.261‬‬
‫‪ - 39‬مؤلف مجهول‪ :‬تاريخ األندلس‪ ،‬ص ‪155‬؛ ّ‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.231‬‬
‫‪ - 40‬مؤلف مجهول‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪156‬؛ ّ‬
‫‪120‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬

‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.234‬‬


‫‪ - 41‬ابن القوطية‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪36‬؛ ّ‬
‫‪ - 42‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪ - 43‬الرقيق القيرواني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪59‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪.418‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،3‬ص ‪.13‬‬
‫‪ّ - 44‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪230-229‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬تاريخ األندلس‪،‬‬
‫‪ - 45‬ابن عذاري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪10‬؛ ّ‬
‫ص ‪153‬؛ مؤلف مجهول‪ :‬أخبار مجموعة‪ ،‬ص ‪.17-16‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪.253‬‬
‫‪ّ - 46‬‬
‫‪ - 47‬نجدت خماش‪ :‬الشام في صدر االسالم من الفتح حتى سقوط خالفة بني أمية‪ ،‬دراسة لألوضاع االجتماعية واإلدارية‪ ،‬دار طالس‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط ‪1987 ،1‬ص ‪.348‬‬
‫‪ - 48‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،46‬ص ‪.445‬‬
‫‪ - 49‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،1977 ،‬م ‪ ،5‬ص ‪.379-378‬‬
‫‪ - 50‬نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪ - 51‬ياقوت الحموي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،5‬ص ‪.378‬‬
‫‪ - 52‬خليفة بن خياط العصفري‪ :‬تاريخ خليفة‪ ،‬تحقيق‪ :‬أكرم ضياء العمري‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط ‪ ،1985 ،2‬ص ‪.314‬‬
‫‪ - 53‬الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.595‬‬
‫‪ - 54‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ - 55‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،46‬ص ‪.446-445‬‬
‫‪56 - Theophanes: The Chronicle of Theophanes Confessor, Byzantine and Near Eastern History AD‬‬
‫‪284-813, Translated with introduction and commentary by Cyrill Mango and Roger Scott. Clarendon‬‬
‫‪press. Oxford 1997p 560 / Nikephoros: Short History, Translation and Commentary by Cyrill Mango,‬‬
‫‪Dumbarton Oaks, Washington D.C. 1990p 131.‬‬
‫‪ - 57‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪374‬؛ الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.313‬‬
‫‪ - 58‬نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125-119‬‬
‫‪ - 59‬عبد اهلل العروي‪ :‬مجمل تاريخ المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء – بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1996 ،5‬ص ‪.132‬‬
‫‪ - 60‬الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪254‬؛ ابن األثير‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،2‬ص ‪.485‬‬
‫‪ - 61‬اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب‪ :‬تاريخ اليعقوبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد األمير مهنا‪ ،‬شركة األعلمي للمطبوعات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،2010 ،1‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪.241‬‬
‫‪ - 62‬ابن األثير‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬مج ‪ ،4‬ص ‪.416‬‬
‫أن المقصود بهذا اإلجراء هو فرض ضريبة على البربر تقدر بخمس اإلنتاج (مجمل تاريخ المغرب‪ ،‬ص‬
‫يعتقد األستاذ عبد اهلل العروي ّ‬
‫‪.)145‬‬
‫‪ - 63‬القلقشندي أحمد‪ :‬صبح األعشى في كتابة اإلنشا‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1922 ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.277‬‬
‫‪ - 64‬حسين الحاج حسن‪ :‬حضارة العرب في صدر اإلسالم‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1992 ،1‬ص‬
‫‪.169‬‬
‫‪ - 65‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬تاريخ اإلسالم السياسي والديني والثقافي واالجتماعي‪ ،‬دار الجيل –بيروت‪ ،-‬مكتبة النهضة المصرية ‪-‬القاهرة‪،‬‬
‫ط ‪ ،1996 ،14‬ج ‪ ،1‬ص ‪.360‬‬

‫‪121‬‬
‫منصف مباركية‬

‫‪ - 66‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪361‬؛ فاروق عمر فوزي‪ :‬الخالفة األموية دراسة ألول أسرة حاكمة في اإلسالم‬
‫‪132-41‬ه‪750-661/‬م‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪ ،‬ط ‪ ،2009 ،1‬ص ‪.532‬‬
‫‪ - 67‬فاروق عمر فوزي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.532‬‬
‫‪- 68‬البالذري‪ ،‬أحمد بن يحيى‪ :‬أنساب األشراف‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار ورياض زركلي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪،1996 ،1‬‬
‫ج ‪ ،7‬ص ‪210‬؛ الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪35‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،21‬ص ‪.246‬‬
‫‪ - 69‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،36‬ص ‪.354‬‬
‫‪ - 70‬البالذري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪210‬؛ الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 71‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،21‬ص ‪.246‬‬
‫‪ - 72‬البالذري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.258‬‬
‫‪ - 73‬المسعودي علي بن الحسين‪ :‬التنبيه واإلشراف‪ ،‬مطبعة بريل‪ ،‬ليدن‪ ،1893 ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ - 74‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،57‬ص ‪.374‬‬
‫‪ - 75‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.376-375‬‬
‫‪ - 76‬الزهري‪ ،‬محمد بن سعد‪ :‬كتاب الطبقات الكبير‪ ،‬تحقيق علي محمد عمر‪ ،‬الشركة الدولية للطباعة‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ط ‪ ،2001 ،1‬ج ‪ ،7‬ص‬
‫‪.358‬‬
‫‪ - 77‬ابن عبد ربه أحمد بن محمد‪ :‬العقد الفريد‪ ،‬تحقيق‪ :‬مفيد محمد قميحة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1983 ،1‬ج ‪ ،5‬ص ‪191‬‬
‫؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،53‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 78‬ابن عساكر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،47‬ص ‪.286‬‬
‫قدم له حسن الزين‪ ،‬دار الفكر‬
‫‪ - 79‬الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪148‬؛ الجهشياري‪ ،‬محمد بن عبدوس‪ :‬كتاب الوزراء والكتّاب‪ّ ،‬‬
‫الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،1988 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 80‬بثينة بن حسين‪ :‬الدولة األموية ومقوماتها اإليديولوجية واالجتماعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬سوسة‪ ،‬ط ‪1‬؛ ص ‪ 88-87‬؛‬
‫نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ - 81‬بثينة بن حسين‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.90-89‬‬
‫‪ - 82‬الجهشياري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪27‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 83‬البالذري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 84‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 266‬؛ البالذري‪ :‬فتوح البلدان‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ - 85‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 299‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 86‬البالذري‪ :‬أنساب األشراف‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 87‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪.90‬‬
‫‪ - 88‬البالذري‪ :‬أنساب األشراف‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.268‬‬
‫‪ - 89‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 357‬؛ اليعقوبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.241‬‬
‫‪ - 90‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫‪ - 91‬اليعقوبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.241‬‬
‫‪ - 92‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪358‬؛ البالذري‪ :‬فتوح البلدان‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ - 93‬بثينة بن حسين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ - 94‬القلقشندي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 95‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪122‬‬
‫البربر الموالي في دولة الخالفة ودورهم في الحياة العامة ح ّتى منتصف القرن الثامن ميالدي‬

‫‪ - 96‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.360‬‬


‫‪ - 97‬نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ - 98‬حسين الحاج حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ / 172‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ / 360‬إبراهيم زعرو وعلي أحمد‪:‬‬
‫تاريخ العصر األموي السياسي والحضاري‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،1996 ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 99‬نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 236‬؛ السيد عبد العزيز سالم‪ :‬تاريخ الدولة العربية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪ 409‬؛ إبراهيم زعرو وعلي أحمد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 137‬؛ حسان حالق‪ :‬دراسات في تاريخ الحضارة اإلسالمية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1999 ،2‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 100‬نجدت خماش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.237-236‬‬
‫‪ - 101‬أسماء عبد اهلل غني العزاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.352‬‬
‫‪ - 102‬البالذري‪ :‬أنساب األشراف‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪ 255‬؛ الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.415-414‬‬
‫‪ - 103‬القلقشندي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 104‬القلقشندي‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 105‬الجهشياري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 27‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 106‬الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.180‬‬
‫‪ - 107‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪299‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 108‬الطبري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪148‬؛ الجهشياري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 109‬البالذري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.36‬‬
‫المزي جمال الدين‪ :‬تهذيب الكمال‬
‫‪ - 110‬ابن سعد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪ 288‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪80‬؛ ّ‬
‫في أسماء الرجال‪ ،‬تحقيق بشار عواد معروف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪ / 291‬الذهبي شمس الدين‪ :‬سير أعالم النبالء‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬بشار عواد معروف وآخرون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج ‪.34 ،5‬‬
‫‪ - 111‬خليفة‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪144‬؛ البالذري‪ :‬فتوح البلدان‪ ،‬ص ‪261‬؛ ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ - 112‬البالذري‪ :‬فتوح البلدان‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ - 113‬ابن عبد الحكم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.312-311‬‬
‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪.265‬‬
‫‪ - 114‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪76‬؛ ّ‬
‫‪ - 115‬ابن سعد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.283‬‬
‫‪ - 116‬ابن سعد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪288‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪81‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪،5‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪269‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‬
‫‪ - 117‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪83-82‬؛ ّ‬
‫‪ ،5‬ص ‪.14‬‬
‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪289‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.31‬‬
‫‪ّ - 118‬‬
‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م‬
‫‪ - 119‬ابن سعد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪283-282‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪84‬؛ ّ‬
‫‪ ،20‬ص ‪271‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.16‬‬
‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪-278-277-270‬‬
‫‪ - 120‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪95-86-84-81-79‬؛ ّ‬
‫‪285‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.27-21-20-15‬‬
‫‪ - 121‬ابن سعد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪288‬؛ ابن عساكر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 122‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،41‬ص ‪.87‬‬
‫‪123‬‬
‫منصف مباركية‬

‫المزي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،20‬ص ‪272‬؛ الذهبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪،5‬‬
‫‪ - 123‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪88-85 ،41‬؛ ّ‬
‫ص ‪.17-16‬‬
‫‪ - 124‬الصفدي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،15‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 125‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪7‬؛ ابن العديم كمال الدين‪ :‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار‬
‫الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4063‬‬
‫‪ - 126‬ابن العديم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4063‬‬
‫‪ - 127‬أشهرهم‪ :‬ربيعة بن عبد الرحمن‪ ،‬وداود بن أبي هند‪ ،‬ومكحول‪ ،‬وشعبة بن الحجاج‪ ،‬وعبد اهلل بن سعيد بن أبي هند‪ ،‬مطرف بن‬
‫طريف‪ ،‬والعالء بن عبد الرحمن‪ ،‬عمرو بن أبي عمرو‪ ،‬واسماعيل بن أمية‪ ،‬واسماعيل بن أبي خالد‪ ،‬وعلي بن بذيمة‪ ،‬وعاصم بن كليب‪،‬‬
‫وسعيد بن سمعان‪.‬‬
‫ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪3‬؛ ابن العديم‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4063‬‬
‫‪ - 128‬ابن العديم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4068‬‬
‫‪ - 129‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪ 8‬؛ ابن العديم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4068‬‬
‫المبرد محمد بن يزيد‪ :‬الكامل‪ ،‬تحقيق محمد أحمد الدالي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1997 ،3‬ج ‪ ،2‬ص ‪.622‬‬
‫‪ّ - 130‬‬
‫‪ - 131‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪ 9-3‬؛ ابن العديم‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4074-4070‬‬
‫‪ - 132‬ابن العديم‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.4063‬‬
‫‪ - 133‬ابن عساكر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪12-10-9-8-7‬؛ ابن العديم‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪-4074-4073-4071‬‬
‫‪.4076‬‬
‫‪ - 134‬ابن األبار أبي عبد اهلل محمد بن عبد اهلل‪ :‬التكملة لكتاب الصلة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم الهراس‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1995 ،‬ج ‪.255 ،1‬‬
‫المغرب في ُحلى المغرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،4‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 135‬ابن سعيد المغربي‪ُ :‬‬
‫‪ - 136‬ابن خلدون‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 137‬ابن األبار‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.244‬‬
‫المقري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬م ‪ ،1‬ص ‪.333‬‬
‫‪ّ - 138‬‬
‫‪ - 139‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ - 140‬ابن سعيد المغربي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.362‬‬
‫‪ - 141‬ابن األبار‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 142‬ابن خلكان‪ ،‬شمس الدين‪ :‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬تحقيق احسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1978 ،‬م ‪ ،6‬ص‬
‫‪.143‬‬
‫‪ - 143‬مؤلف مجهول‪ :‬مفاخر البربر‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 144‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫شنوا الغارات على‬
‫أن المسلمين بعد انتصارهم على الروم في معركة سبيطلة‪ّ ،‬‬ ‫يقدم ابن خلدون في هذا الصدد رواية مغايرة‪ ،‬حيث يذكر ّ‬
‫ّ‬
‫البربر في المنطقة فأسروا أحد سادتهم يدعى وزمار بن صقالب "جد بني خزر" أمير مغراوة وسيد زناتة‪ ،‬وأتوا به عثمان بن عفان فأطلقه‬
‫أقر له سيادته على قومه بعد أن أسلم على يديه‪ .‬المبتدأ والخبر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.141‬‬
‫وّ‬
‫‪ - 145‬مؤلف مجهول‪ :‬مفاخر البربر ‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪124‬‬

You might also like