You are on page 1of 36

‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫جامعة حممد اخلامس‬


‫ماسرت‪ :‬العلاال الاايايية‬
‫ة ة ةةا ة‬ ‫كلي ة ة ةةة العلة ة ة ةاال الاايايي ة ة ةةة ا‬
‫خت ص ‪ :‬ايان األعمال‬
‫ا ج ماعية‪ -‬أكدال‪ -‬الرابط‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬

‫حتت إشراف األس اذ‪:‬‬ ‫من إيةجاز الطلبة‪:‬‬


‫‪ .‬املخ ار بكار‬ ‫‪ -‬سكينة اخلليل‬
‫‪ -‬أسامة أ عيسى‬
‫‪ -‬ليلى الاامسي‬
‫‪ -‬مىن الياسفي‬

‫‪0‬‬
‫السنة اجلامعية ‪2015-2014‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫مقدمة‬
‫إن انفتاح المغرب على باقي الدول في ظل سياسة التبادل الحر للسلع و البضائع و انخراطه‬
‫في منظمة الكات (منظمة التجارة العالمية)‪.‬و تداعيات العولمة االقتصادية‪ ,‬كلها عوامل‬
‫أبرزت بجالء التطور االقتصادي و االجتماعي داخل الدولة‪.‬‬

‫و قد ساهم هذا االنفتاح االقتصادي في تحقيق متطلبات التقدم و االستمرارية بين الدول و‬
‫السعي إلى خلق قواعد موحدة تحكم النشاط التجاري الدولي بغض النظر عن طبيعة النظام‬
‫ا القتصادي الذي يسود في دولة من الدول‪ .‬ودون اعتبار لطبيعة النظام القانوني الذي تتبعه‬
‫هذه الدول أو التنظيم السائد في دول العالم و المقسم إلى دول رأسمالية و أخرى اشتراكية ‪,‬‬
‫فهي قواعد تنبع من العرف التجاري الدولي‪. 1‬‬

‫و لتفعيل سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ,‬أبرمت العديد من العقود التجارية الدولية و نذكرمن‬
‫بين أهم هذه العقود ‪,‬عقد النقل البحري بنوعيه نقل المسااافرين و نقاال البضااائع ‪.‬و ساانركز‬
‫في موضوعنا هذا على النوع الثاني باعتباره األكثر شاايوعا و اسااتعماال فااي مجااال التجااارة‬
‫الدولية ‪.‬‬

‫و يعني عقد النقل البحري للبضائع هو قيام الناقل بإيصال البضاعة إلى المرسل إليه من‬
‫ميناء اإلقالع إلى ميناء الوصول و ذلك في المكان و الزمان المحدد في العقد‪.‬‬

‫و يؤطر عقد النقل البحري للبضائع مجموعة من النصوص القانونية‪ ،‬نذكر ظهير ‪31‬‬
‫مارس ‪ 1919‬المتعلق بقانون التجارة البحرية المغربي و اتفاقية بروكسيل لسنة ‪1924‬‬
‫وقواعد هامبورغ لسنة ‪ 1978‬واتفاقية روتردام سنة ‪ 2008‬و التي تشكل نقلة نوعية في‬
‫ميدان التجارة الدولية بصفة عامة و عقد النقل البحري بصفة خاصة‪.‬‬

‫و لإلحاطة بموضوع عقد النقل البحري للبضائع بدقة و تفصيل‪.‬‬

‫ارتأينا طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سميرة كميلي العقود التجارية كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط سنة ‪ 2013/2012‬ص ‪24‬‬

‫‪1‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫ما هي األحكام العامة و القواعد الخاصة لعقد النقل البحري للبضائع؟‬

‫و التي تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت ‪:‬‬

‫ما ماهية هذا العقد؟ وماهي طبيعته؟و ما هي مراحل إبرام عقد النقل البحري للبضائع؟و‬
‫ما هي طبيعة و أساس المسؤولية في عقد النقل البحري للبضائع؟‬

‫أسئلة و أخرى تثار بحدة في الموضوع‪ ,‬سنجيب عنها وفقا للتصميم التالي‪:‬‬

‫• المبحث األول ‪:‬األحكام العامة لعقد النقل الحري للبضائع‪.‬‬


‫❖ ‪b‬المطلب األول‪ :‬ماهية عقد النقل البحري للبضائع و نطاق تطبيقه ‪.‬‬
‫✓ الفقرة األولى‪ :‬تعريف عقد النقل البحري و خصائصه‪.‬‬
‫✓ الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق عقد النقل البحري‪.‬‬
‫❖ المطلب الثاني‪ :‬مراحل إبرام عقد النقل البحري و طرق إثباته‬
‫✓ الفقرة األولى‪:‬تكوين عقد النقل البحري‪.‬‬
‫✓ الفقرة الثانية‪:‬إثبات عقد النقل البحري‪.‬‬
‫• المبحث الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن عقد النقل البحري للبضائع‪.‬‬
‫❖ المطلب األول‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد النقل البحري‪.‬‬
‫✓ الفقرة األولى‪ :‬التزامات الناقل‪.‬‬
‫✓ الفقرة الثانية‪ :‬التزامات الشاحن‪.‬‬
‫❖ المطلب الثاني‪ :‬أحكام المسؤولية في عقد النقل البحري‪.‬‬
‫✓ الفقرة األولى‪ :‬طبيعة و أساس المسؤولية في عقد البقل البحري للبضائع‪.‬‬
‫✓ الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات رفع دعوى المسؤولية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لعقد النقل البحري للبضائع‬

‫يعد عقد النقل بصفة عامااة ماان العقااود التجاريااة التااي نظمهااا المشاارع المغربااي فااي مدونااة‬
‫التجارة فقد جاء في المادة ‪ 443‬منها بأنه "اتفاق يتعهد بمقتضاه الناقل مقاباال ثماان بااأن ينقاال‬
‫شخصا أو شيء إلى مكان معين‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات النصوص الخاصة في مااادة النقاال و‬
‫االتفاقيات الدولية التااي تعااد المملكااة المغربيااة طرفااا فيها ا‪ .".....‬إال أن عقااد النقاال البحااري‬
‫‪2‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫للبضائع أفرد له المشرع مدونة خاصة‪ .‬لذا سنحاول التعرف عن ماهيااة هااذا العقااد و نطاااق‬
‫تطبيقه (المطلب األول) على أن نخصص المطلب الثاني لمراحل إبرامه و طرق إثباته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية عقد النقل البحري للبضائع و نطاق تطبيقه‪.‬‬

‫سنتناول في هذا المطلب تعريف عقد النقل البحري للبضائع و خصائصه في فقاارة أولااى اث م‬
‫نخصص الفقرة الثانية لنطاق تطبيقه‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف عقد النقل البحري للبضائع و خصائصه‪.‬‬

‫تناول المشاارع المغربااي تعريااف عقااد النقاال البحااري للبضااائع فااي القساام األول ماان قا انون‬
‫التجارة البحرية لسنة ‪ 1919‬بحيث خصص له ثالث أبواب‪،‬حيث جاااء فااي المااادة ‪ 206‬ماان‬
‫هذا القانون أن "إيجار السفينة هو العقااد الااذي بمقتضاااه يلتاازم مجهزهااا نحااو المرساال بنقاال‬
‫بضائعه إلى ميناء ما أو خالل مدة ما و مقابل ثمن ما مخصص لهذا النقل إما السفينة كلها و‬
‫إما جزء منها"‪.‬‬

‫و ما يالحظ على هذا التعريف هو أن المشرع لم ينظر إلى عقااد النقاال كعقااد متمياازعن عقااد‬
‫اإليجااار‪ ،‬و هااو خلااط ياارتبط حقيقااة بالصااورة القديمااة للنقاال البحااري حيااث كااان صاااحب‬
‫البضاعة يستأجر سفينة أو جزء منها لينقل عليها بضاعته أو بضائع الغير‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى اتفاقية هامبورغ الصااادرة فااي ‪ 31‬مااارس ‪ 1978‬والخاصااة بنقاال البضااائع‬
‫بحرا والتي دخلت حيز التطبيااق فااي فاااتر نااونبر ‪ 1999‬بعااد اسااتكمال العاادد المتطلااب ماان‬
‫المصادقات وهو ‪ 20‬دولة‪ ،‬نجاادها تعاارف عقااد النقاال البحااري للبضااائع فااي مادتهااا األولااى‬
‫الفقرة السادسة بقولها أنه "عقد يتعهد الناقل بموجبه بأن ينقل بضائع بطريق البحر من ميناااء‬
‫آلخر لقاء أجرة"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و قد أخد مشروع القانون ال بحري المغربي حرفيا بهذا التعريف‪ ،‬وذلك في الفقرة األولى من‬
‫الفصل ‪ 95‬منه‪ 2‬و الذي جاء فيه بأنه "كل عقد يلتاازم بمقتضاااه ناقاال بقاال بضااائع بحاارا ماان‬
‫ميناء آلخر مقابل أجر"‪.‬‬

‫إذن انطالقا من التعاريف السابقة يمكن استخالص مجموعة من الخصائص التااي يتميااز بهااا‬
‫عقد النقل البحري للبضائع وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪.1‬عقد رضائي‪:‬‬

‫إن عقد النقل البحري للبضائع سواء كان دوليا أو داخليا هو من العقااود الرضااائية‪،‬يكفي فيااه‬
‫توفرإرادة الطرفين وهما الناقل و الشاحن أي صاااحب البضاااعة‪،3‬و بالتااالي تطااابق إرادتااي‬
‫الناقل و الشاحن يعد كافيا دون أي إجااراء شااكلي آخاار‪ .‬وإن كااان المشاارع تطلااب أن يكااون‬
‫العقد مكتوبا فالكتابة هنا لإلثبات و ليس لالنعقاد‪.4‬‬

‫و ينعقد هذا العقد حتى قبل تسليم الشاحن البضائع إلى الناقل و حتى قبل تجهيزها للنقل‪ ،‬الن‬
‫التسليم هو التزام يقع على الشاحن للبدء في تنفيذ العقد‪.5‬‬

‫‪.2‬عقد إذعان‪:‬‬

‫األصل أن يتم إبرام العقد باتفاق طرفيه بعد مناقشتهما للشروط الواردة فيااه‪.‬غير ان ظااروف‬
‫الممارسات البحرية الحالية جعلت شبهة اإلذعان تحوم حول عقد النقل البحري للبضائع‪.6‬‬

‫و غالبا ما تتم العملية بواسطة عقود نموذجية معدة مسبقا و بشكل موحد يكون علااى الشاااحن‬
‫اإلذعان لبنودها‪ .7‬إال أن المشرع تدخل للحد من إجحاف الناقلين في الفصل ‪ 264‬من قااانون‬
‫التجارة البحرية المغربي حيث قال" يكون باطال و عديم األثر كاال شاارط ماادرذ فااي تااذكرة‬

‫المختار بكور‪" ،‬الوجيز في القانون البحري "‪،‬ص ‪. 99‬‬ ‫‪2‬‬

‫المختار بكور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪3‬‬

‫وجدي خطوم "النقل البحري في ضوء القانون و المعاهدات الدولية"‪،‬المؤسسة الحديثة للكتاب"‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪4‬‬

‫وجدي خطوم‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪5‬‬

‫عاطف محمد فقي‪"،‬قانون التجارة البحرية السفينة‪-‬أشخاص المالحة البحرية"‪ ،‬ص ‪.264‬‬ ‫‪6‬‬

‫المختار بكور‪ ،‬مرجع سابقا‪ ،،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪4‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫الشحن أو في أي سند كان يتعلق بنقل بحري منشئ فااي المغاارب أو فااي بااالد أجنبيااة تكااون‬
‫غايته مباشرة أو غير مباشرة إعفاء المجهز من مسؤوليته أو مخالفة قواعااد االختصاااص أو‬
‫قلب عبئ اإلثبات"‪.8‬‬

‫و كذلك مع كل شرط يقضي بإعطاء تعويض يقل عن السقف المحدد قانونا(المااادة ‪ 416‬ماان‬
‫قواعد هامبورغ) و(الفصل ‪ 266‬من ق‪.‬ت‪.‬ب‪.‬م)‪.‬‬

‫‪ .3‬عقد ملزم للجانبين‪ :‬كونه يرتب التزامات متبادلة فااي ذمااة الطاارفين فماان جهااة الناقاال‬
‫يلتزم بنقل البضاعة بحرا أو المحافظة عليها حتى تسااليمها فااي ميناااء الوصااول‪ ،‬وماان جهااة‬
‫أخرى يلتزم الشاحن بأداء أجرة الناقل‪.‬‬

‫‪ .4‬عقد فوري‪ :‬ألنه ينتج آثاره في لحظة واحدة و لو طال الزمن المطلوب و الالزم لتنفيذ‬
‫النقاال خاللااه مااا دام النقاال يااتم دفعااة واحاادة‪ ،‬وبالتااالي بهااو ينقضااي بمجاارد قيااام الطاارفين‬
‫بالتزاماتهما دون أن يكون لعنصر الزمن أثر في ذلك‪.‬‬

‫‪ .5‬عقد ليس عينيا‪ :‬ألنه ال يشترط لتمامه تسليم الشيء المراد نقله‪.‬‬

‫‪ .6‬عقد شفوي‪ :‬ينعقد قبل إصدار سند الشحن‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق عقد النقل البحري للبضائع‪.‬‬

‫تختلف النصوص القانونية المنظمة لعقد النقل البحري للبضائع باختالف النقل بااين داخلااي و‬
‫دولي‪.‬‬

‫‪.1‬داخليا‪:‬‬

‫يخضع النقل البحري للبضائع بين الموانئ المغربيااة لظهياار ‪ 31‬مااارس ‪ 1919‬الااذي يطبااق‬
‫على كل نقل دولي غير خاضع ألحكام اتفاقية دولية‪ ،‬إذ أن القاضي و في غياااب أيااة اتفاقيااة‬
‫دولية واجبة التطبيق بالمغرب يكون ملزما بتطبيق هذا الظهير‪.9‬‬

‫المختار بكور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪5‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫‪ .2‬دوليا‪:‬‬

‫من أهم االتفاقيات الدولية المبرم ة في ميدان النقل البحري نذكر اتفاقية بروكسيل بتاريخ ‪24‬‬
‫غشت ‪ 101924‬والتي جاءت لوضع حد للنزاع الناشئ بين الناقل و الشاحن بساابب الشااروط‬
‫التعسفية التي يفرضها األول على الثاني مثل التي تعفيه من المسؤولية‪.‬‬

‫وقد نصت هذه االتفاقية في مادتها العاشرة علااى تطبيااق مقتضااياتها إذا تاام النقاال بحاارا بااين‬
‫مينائين لدولتين مختلفتين شريطة‪:‬‬

‫✓ أن يكون سند الشحن قد أنشئ بدولة متعاقدة‬


‫✓ أو أن يكون قد انطلق من ميناء دولة متعاقدة‬
‫✓ أو أن يكون سند الشحن يحيل صراحة إلى تطبيق نصوص هذه االتفاقية أو‬
‫أي تشريع يؤخذ بنصوصها(شرط البرامونت )‪.‬‬

‫و المغرب لم يصادق على هذه االتفاقية‪ ،‬و بالتالي فالقانون المغربي هو الواجب التطبيقي أيا‬
‫كانت جنسية األطراف و بلد إصدار الشحن حتى و لو كانت دولة متعاقدة‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه االتفاقية قد استبعدت من نطاق تطبيقها نقل الحيوانات الحيااة وكااذا‬
‫النقل على سطر السفينة‪.11‬‬

‫كما نجد اتفاقية هامبورغ الصادرة في ‪ 31‬مارس ‪ ،1978‬و التي انظم إليها المغرب في ‪17‬‬
‫يوليوز ‪ 1981‬وصدر ظهير االنظمام بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪. 1986‬وهااي تسااتبعد ماان أحكامهااا‬
‫النقل الذي يتم بواسطة مشارطة اإليجار في الفقاارة الرابعااة ماان المااادة ‪" 2‬ال تسااري أحكااام‬
‫هذه االتفاقية على مشااارطات اإليجااار‪،‬على انااه فااي حالااة صاادور سااند شااحن اسااتنادا إلااى‬
‫مشارطة إيجار تسري أحكام هذه االتفاقية على سند الشااحن المااذكور إذا كااان ياانظم العالقااة‬

‫المختار بكور مرجع سابق ص ‪95‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 10‬دخلت حيز التطبيق في ‪ 2‬يونيو ‪ ,1931‬و عرفت تعديال بموجب بروتوكول ‪ 23‬فبراير ‪( 1968‬قواعد فيسبي) دخل حياز التنفياذ فاي ‪ 23‬يونياو‬
‫‪.1977‬‬
‫المختار بكور مرجع سابق ص ‪99‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪6‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫بين الناقل و حامل سند الشحن إن لم يكاان هااو المسااتأجر"‪ ،‬بخااالف معاهاادة بروكساايل التااي‬
‫تأخد بعقد النقل المثباات بسااند الشااحن أو بااأي وثيقااة أخاارى و بالتااالي العتبااار عقااد بحااري‬
‫خاضع لقواعد هامبورغ ليس بالضرورة أن يكون مصاغا في سند الشحن‪.‬‬

‫و من تم فان العبرة بوجود اتفاق بين الناقل و بين الشاااحن بصاارف النظاارعن الشااكل الااذي‬
‫يمكاان أن يصااب فيااه‪ ،12‬وهااو مااا يخااالف أيضااا الفصاال ‪ 207‬ماان قااانون التجااارة البحريااة‬
‫المغربي الذي جاء فيه بأنه "يثبت إيجااار الساافينة أو عقااد النقاال البحااري بمشااارطة إيجااارأو‬
‫بتذكرة شحن أو بأي محررآخر"‪.‬‬

‫و قد جاء في المادة ‪ 2‬في هذه االتفاقية بأن النقل البحري الخاضع لهذه االتفاقية هو‪:‬‬

‫• النقل الذي يتم بين دولتين مختلفتين‪:‬‬


‫• متى كان ميناء الشحن المنصوص عليه في العقد يوجود بدولة متعاقدة (أي‬
‫طرف في المعاهدة)أو‬
‫• إذ كان ميناء التفريغ المنصوص عليه في عقد النقل يوجد بدولة متعاقدة‪.‬‬
‫• إذا كان أحد موانئ التفريغ االختيارية المنصوص عليها في عقد النقل هو الميناء‬
‫الفعلي للتفريغ و كذا هذا الميناء يوجد بدولة متعاقدة‪.‬‬
‫• أو متى كان سند الشحن أو أي سند آخر يثبت عقد النقل قد صدر بدولة متعاقدة‬
‫أو‬
‫• إذا كان سند الشحن أو أي سند مثبت لعقد يحيل صراحة إلى خضوع هذا العقد‬
‫ألحكام هذه االتفاقية‪.‬‬

‫علي جمال الدين عوض "النقل البحري للبضائع" ‪ 1992،‬القاهرة دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪.266‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪7‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫هذا و متى توفرت شروط هذه االتفاقية فان عملية النقل البحري تخضااع لهااا‪ ،‬و ذلااك بغااض‬
‫النظاارعن جنسااية الساافينة أو الناقاال الفعلااي أو الشاااحن أو المرساال إليااه كما ا تقضااي بااذلك‬
‫صراحة الفقرة ‪ 2‬من المادة الثانية من هذه االتفاقية‪.13‬‬

‫كما أن هذه االتفاقية بخالف اتفاقية بروكسيل شملت حتااى نقاال الحيوانااات الحيااة و كااذا نقاال‬
‫البضائع على سطر السفينة‪.‬‬

‫لكن بالرغم من أن اتفاقية هااامبورغ قااد وضااعت أساسااا لتحاال محاال اتفاقيااة بروكساايل فااان‬
‫تطبيق االتفاقية األولى يبقى جد محدود إن لم نقل عديم الجدوى‪ ،‬و تبقى االتفاقية الثانيااة هااي‬
‫األكثر انتشارا‪ .‬و تجدر اإلشارة إلااى أن أحاادث اتفاقيااة للنقاال البحااري للبضااائع هااي اتفاقيااة‬
‫األمم المتحدة بشأ ن عقود نقل البضائع كليا أو جزئيااا بطريقااة البحاار لساانة ‪ ( 2009‬قواعااد‬
‫روتردام)‪.‬‬

‫و قد وسعت هذه االتفاقية من مدلول عقااد النقاال حياات أوردت تعريفااا للناقاال يفيااد بأنااه هااو‬
‫الشخص الذي يبرم"عقد نقل" مع الشاحن‪ .‬ولم تشترط أن يكااون عقااد النقاال بحريااا كمااا هااو‬
‫الشأن بالنسبة لمعاهدة بروكسيل لسنة ‪ 1924‬و اتفاقية هااامبورغ لسا نة ‪ 1978‬و هااذا الاانص‬
‫واسع المدلول‪،‬بحيث يمكن أن يتضمن عملية النقل متعدد الوسائط أو عمليات النقاال المخااتلط‬
‫أو حتى النقل المجزأ حسب األحوال شريطة وجود مرحلة بحرية ضمن عملية النقل‪.‬‬

‫و ما يعزز هذا أيضا هو ما ورد في تعريف عقد النقل من أنه يجوز أن ينص في"عقد النقاال‬
‫على النقل بوسائط أخرى إضافة إلى النقل البحري كالنقل الجااوي أو الطرقااي أو النهااري أو‬
‫حتى السككي" كما وسعت من المدلول القانوني لمدة التزام الناقل على اعتبار أن ماادة التاازام‬
‫الناقل في معاهدة بروكسيل كان يتحدد بين شحن البضاعة في السفينة و بااين تفريغهااا منهااا‪،‬‬
‫أي تنطبق على الرحلا ة البحريااة التااي تفصاال بااين الشااحن و التفريااغ‪ .‬و لمااا جاااءت اتفاقيااة‬
‫هامبورغ في سنة ‪ 1978‬وسعت بعض الشيء من مدة التزام الناقل بحيث تشمل الماادة التااي‬
‫تكون فيها البضاعة في عهدة الناقل في ميناء الشحن و أثناء النقل و فااي ميناااء التفريااغ‪ .‬أمااا‬

‫المختار بكور مرجع سابق ص ‪97‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪8‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫اتفاقية روتردام في مادتها‪ )3/12‬فقد وسعت اكثر من هذه المدة حيث أرجعتها إلرادة طرفي‬
‫عقد النقل أي الناقل و الشاحن و أوردت شرطين مانعين في غاية األهمية‪.‬‬

‫أن ال يكون وقت تسليم الناقل للبضاعة الحقا لبدء تحميلها األول بمقتضى عقد النقل‪ ،‬أو‬

‫• أال يكون وقت تسليم البضاعة إلى المرسل إليه سابقا إلتمام تفريغها النهائي‬
‫بمقتضى عقد النقل‪.‬‬

‫لكن رغم ما يمكن تسجيله من محاسن هذه االتفاقية فهي لم تدخل حيز التنفيذ بعد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تكوين عقد النقل البحري و إثباته‬


‫الفقرة األولى‪ :‬تكوين عقد النقل البحري‬
‫أوال‪ :‬أطراف العقد‬
‫لقد سبق تعريف عقد النقل البحري بأنه عقد يلتزم بمقتضاه الناقل بان ينقل البضائع من‬
‫ميناء ألخر مقابل اجر يلتزم به الشاحن‪.‬‬
‫و يتضر من هدا التعريف أن عقد النقل البحري يبرم بين الناقل سواء كان مالكا للسفينة أو‬
‫غير مالك لها متى كان مفوضا فيها ذلك ‪,‬و الغالب أن يبرمه وكيله البحري و بين الشاحن‬
‫أي كان مركزه من البضاعة مالكا أو بائعا لها‪ ,‬مثال يرسلها إلى مشتريها و يسمى المرسل‬
‫إليه ‪.‬‬
‫فالناقل هو من يلتزم بنقل البضاعة بحرا و الغالب أن يكون مالكا للسفينة التي ينقل عليها‬
‫على أن الناقل قد يكون مستأجرا لسفينة مجهزة أو غير مجهزة‪.‬‬
‫أما الشاحن فهو الذي يلتزم بتقديم البضاعة للناقل سواء كان مالكا لها كما لو أرسل‬
‫منتجاته إلى احد فروعه في الخارذ‪ ,‬أو بائعا لها يرسلها إلى مشتريها‪ ,‬أو وكيال بالعمولة‬
‫عن مالكها‪ ,‬فكل من هؤالء يصدق عليه وصف الشاحن الملزم بعقد النقل أمام الناقل‪.‬‬
‫فقد يرسل الشاحن البضاعة إلى نفسه أو وكيال عنه و عندئذ ينعقد العقد بينه و بين الناقل و‬
‫ال يكون هناك مرسل إليه و قد يحرر سند الشحن ألمر المرسل إليه مباشرة اذا كانت‬
‫البضاعة مرسلة إلى مشتريها أو يبيعها الشاحن في الطريق ‪.‬‬
‫و بذلك أصبحت عملية النقل تهم و تتم لصالر ثالث أشخاص من الناحية االقتصادية مما‬
‫نتج عنه أن عقد النقل البحري أصبر ثالثي األطراف بسبب انضمام المرسل إليه إلى هذا‬
‫العقد مما يجعله طرف فيه مستفيدا من ذات الحقوق التي للشاحن و ملزم بالتزاماته هذه و‬
‫االلتزامات الناشئة من عقد ال يظهر فيه ابتداء كطرف‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و ال يظهر المرسل إليه ابتداءا كطرف في عقد النقل‪ ,‬و لكن فيما بعد و في لحظة ما يصبر‬
‫هو صاحب السيطرة على البضاعة و صاحب السلطة على تنفيذ العقد‪ ,‬فيكون له مطالبة‬
‫الناقل باستالم البضاعة و بالتعويض عن تلفها أو هالكها‪ .‬و هو الذي يكون له أن يتحكم في‬
‫مصير البضاعة و ال يعتبر المرسل إليه قد انظم إلى عقد النقل رغم إرادته اذ يجب أن يعلن‬
‫‪14‬‬
‫عن رغبته في التمسك بسند الشحن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬محل العقد و طبيعته‬
‫فمحل العقد القيام بنقل بضاعة و ما السفينة إال أداة تنفيذ العقد‪ 15,‬بل انه يسوغ القول بان‬
‫عقد النقل له ذاتيته و طبيعته و مقوماته التي تؤهله الن يحتل مكانا خاصا بين العقود‬
‫المعروفة‪ ,‬و ال ينتقص من قيمة هذا التكييف أن السفينة قد تعين في عقد النقل‪ .‬اذ أن هذا‬
‫التعيين ال يخرذ عن كونه مجرد شرط في عقد النقل بدون معرفة مكان التاريخ الذي تصل‬
‫فيه البضاعة ‪.‬‬
‫فالهدف من إبرام عقد النقل البحري للبضائع هو نقل البضائع من مكان ألخر ألغراض‬
‫التجارة الدولية‪ ,‬و من تم فان محل العقد هو البضائع المنقولة و بصدد مضمون البضائع فقد‬
‫جاء في الفقرة الخامسة من المادة األولى من اتفاقية هامبورغ أن كلمة البضائع تتسع لتشمل‬
‫الحيوانات الحية‪ 16‬و في حالة تجمع البضائع في الحاوية أو طبلية أو أداة نقل مماثلة أو في‬
‫حالة تغليفها فان مصطلر البضائع يشمل أداة النقل أو مواد التغليف المذكورة اذا قدمها‬
‫الشاحن‪.‬‬
‫و يتضر من نص تلك الفقرة أنها لم تستهدف تعداد البضائع المشمولة بالتنظيم القانوني‬
‫التفاقية على سبيل الحصر و لكنها أوردت مجرد تعريف توضيحي ليس إال و قد تميزت‬
‫اتفاقية هامبورغ في هده الخصوصية بوضوح و بمدى أوسع جاوز ماورد بشان معاهدة‬
‫بروكسل حيت إن معاهدة بروكسل اعتراها القصور في هذا الجانب ‪.‬‬
‫و بعد المقاربة بين معاهدة هامبورغ و بروكسل فيما يتعلق بمحل عقد النقل و هو البضائع‬
‫نجد أن األولى شملت جميع البضائع دون استثناء بل أنها جاءت لتواكب تطورات النقل‬
‫البحري بشان وسائل النقل الحديثة اذ أنها تناولت في التعريف أمرين اثنين‬
‫‪ -‬التأكيد على شمول هدا االصطالح على الحيوانات الحية إلبراز الفرق بينهما و‬
‫بين معاهدة بروكسل في هدا الشأن ‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال مكون جديد في معنى البضاعة أال و هو الحيوانات و الطبالي و غيرها من‬
‫الوسائل التي تستخدم في التعبئة إذا قدمها الشاحن ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثباث عقد النقل البحري‬

‫‪14‬‬
‫النقل البحري للبضائع الدكتور جمال الدين عوض الصفحة ‪454‬‬
‫‪15‬‬
‫القانون البحري الدكتور مصطفى كمال طه الصفحة ‪288‬‬
‫‪16‬‬
‫انظر في هذا الشأن اتفاقية روتردام في تعريفها للبضائع حيث إعتبرتها أمواال منقولة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫بالرجوع للفصل ‪ 207‬من ق ت ب م نجده ينص على ما يلي" يثبت إيجار السفينة أو عقد‬
‫النقل البحري بمشارطة إيجار أو بسند الشحن أو بأي محرر أخر"‪.‬‬
‫كما أن المادة ‪ 7‬و المادة ‪ 18‬من قواعد هامبورغ تنص على أنه" متى أصدر الناقل وثيقة‬
‫أخرى غير سند الشحن إلثبات تسلم البضائع الواجب نقلها اعتبرت هده الوثيقة قرينة على‬
‫إبرام عقد النقل البحري و تلقي الناقل للبضائع كما هي محددة في تلك الوثيقة ‪".‬‬
‫نالحظ أن المشرع خرذ عن قاعدة حرية اإلثبات في المواد التجارية و اوجب إثبات عقد‬
‫النقل البحري بالكتابة و هده الكتابة تكون رسمية أو عرفية و الكتابة ليست شرط لصحة‬
‫العقد يترتب على إغفالها البطالن و إنما هي شرط لإلثبات فحسب و من تم ال يجوز إثبات‬
‫عقد النقل البحري بشهادة الشهود و القرائن و لكنه يجوز إثباته بما يقوم مقام الكتابة من‬
‫‪17‬‬
‫إقرار أو يمين‬
‫و لكن بالرغم من أن عقد النقل البحري يمكن أن يتم بأية وسيلة كتابية إال أن األمر في‬
‫الحياة العملية‪ ,‬يتم بواسطة سند الشحن باعتباره الوسيلة المعتادة إلثبات عقد النقل البحري‪.‬‬
‫و يثبت عادة العقد‪ ,‬و هو يؤدي وظائف تجعل له خاصية متميزة و سنتكلم عن بيانات سند‬
‫الشحن‪ ,‬و أنواع سند الشحن ‪,‬و وظائفه في التجارة البحرية ‪ ,‬و حجية سند الشحن فيما يلي‬
‫أوال‪ :‬بيانات سند الشحن‬
‫حسب الفصل ‪ 209‬من ق ت ب م و المادة ‪ 171‬من قواعد هامبورغ يمكن تقسيم البيانات‬
‫الواجب ذكرها على وجه الخصوص في سند الشحن إلى ‪ 5‬بيانات و هي‬
‫بيانات متعلقة باألطراف‪ :‬و هي إسم و عنوان كل من الناقل و الشاحن بصفتهما طرفا سند‬
‫الشحن فضال عن اسم الربان و كذلك اسم و عنوان المرسل إليه إذا كان الشاحن قد سماه ‪.‬‬
‫البيانات المتعلقة بشروط النقل‪ :‬و هي أجرة النقل إذا كانت مستحقة بالكامل عند الوصول أو‬
‫الجزء المستحق منها فضال عن ذكر حصول النقل على سطر السفينة إذا كان النقل يجري‬
‫بهده الكيفية‪.‬‬
‫البيانات المتعلقة بتوقيع السند‪ :‬و هي ذكر مكان إصداره و تاريخ هدا اإلصدار و عدد النسخ‬
‫التي حررت منه إذا حررت منه اكثر من نسخة أصلية ‪.‬‬
‫البيانات المتعلقة بالرحلة‪ :‬و هي اسم السفينة إذا صدر سند الشحن وقت إجراء الشحن أو‬
‫بعد إجرائه فضال عن ذكر مينائي الشحن و التفريغ المنصوص عليهما في عقد النقل‬
‫البحري ‪.‬‬
‫البيانات المتعلقة بالشحنة ‪ :‬و هي ذكر صفات البضاعة كما أوردها الشاحن و على األخص‬
‫طبيعتها و عدد الطرود ووزنها أو حجمها أو العالمات المميزة الموضوعة عليها و حالتها‬
‫الظاهرة‪ ,‬بما في ذلك حالة األوعية الموضوعة فيها‪ ,‬و يجب أن تكون العالمات الموضوعة‬

‫‪17‬‬
‫القانون البحري الدكتور مصطفى كمال طه الصفحة ‪289‬‬

‫‪11‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫على البضاعة كافية لتعيينها و أن توضع بحيث يمكن قراءتها حتى نهاية الرحلة و كذلك‬
‫طبقا للبيانات التي يقدمها الشاحن‪.‬‬
‫تالتا‪ :‬أنواع سند الشحن‬
‫حسب المادة ‪ 211‬من ظهير ‪ 31‬مارس ‪ 1919‬و المادة ‪ 1‬من اتفاقية هامبورغ فهدا سند‬
‫الشحن قد يكون اسميا أو ألمر أو للحامل ‪.‬‬
‫سند الشحن ألمر‪ :‬و هو ال يتضمن اسم صاحبه و لكن يصدر إلذن أو ألمر و عبارة األمر‬
‫تفيد أن هذا السند يكون قابال للتداول عن طريق التظهير‪ ,‬و هكذا فصاحب السند يستطيع‬
‫االحتفاظ به إلى حين وصول البضاعة و التقدم الستالمها أو قد يفضل التنازل عن هذا السند‬
‫لفائدة شخص أخر‪ ,‬عن طريق تظهيره فيكون من حق هدا المظهر إليه التقدم الستالم‬
‫البضاعة ‪.‬‬
‫وعليه فان الناقل يستطيع أن يسلم البضاعة إما للشخص الذي سحب السند ألمره أو المظهر‬
‫إليه حتى و إن كان هدا التظهير للحامل أو على بياض (الفصل ‪ 247‬من ق ت ب م )‪.‬‬
‫سند الشحن االسمي‪ :‬يصدر متضمنا اسم صاحبه فقد يكون هو الشاحن نفسه أي في هذه‬
‫الحالة يكون الشاحن هو المرسل إليه في نفس الوقت‪ ,‬أو قد يذكر اسم شخص أخر بحيث‬
‫يقوم الشاحن بإرسال البضائع إلى شخص أخر هو المرسل إليه ‪.‬‬
‫و باعتبار أن سند الشحن هنا اسميا فانه ال يقبل التداول بالطرق التجارية أي التظهير و لكن‬
‫يمكن انتقاله بطريق الحوالة العادية متى توفرت شروطها كما أن الناقل أو وكيله ال يمكن‬
‫أن يسلم البضائع إال للشخص المذكور اسمه في سند الشحن( الفصل ‪ 246‬من ق ت ب م )‬
‫سند الشحن للحامل‪ :‬أي أن حامله يكون هو صاحب السند و بالتالي صاحب الحق في‬
‫البضاعة لدلك فان الناقل أو وكيله يجب عليه أن يسلم البضاعة ألي شخص تقدم إليه حامال‬
‫لهدا السند‪.‬‬
‫أما من حيث تد اول سند الشحن لحامله فانه يتم تداوله من شخص ألخر بمجرد المناولة‬
‫اليدوية ( الفصل ‪ 248‬من ق ت ب م )‪.‬‬
‫و نظرا لهده السهولة في االنتقال و كدا السهولة في تسليم البضائع الممثلة بهدا السند فانه‬
‫تحف به العديد من المخاطر مثل السرقة و الضياع ‪.‬‬
‫و تجدر الشارة هنا إلى أن ظهير ‪ 31‬مارس ‪ 1919‬أشار في المادة ‪ 211‬ألنواع سند الشحن‬
‫و لم يتحدث عنها إال في الباب المتعلق بااللتزامات المتبادلة بين األطراف‪.‬‬
‫رابعا وظائف سند الشحن‬
‫يؤدي سند الشحن ‪ 3‬وظائف‬

‫‪12‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫يعتبر سند الشحن دليل اثبات استالم الناقل للبضاعة اذ يتضمن بيانا بمقدار البضاعة و‬
‫مواصفتها كما دونها الشاحن حيت يشترط أن يذكر في السند صفات البضاعة كما دونها‬
‫الشاحن و على األخص طبيعتها و عدد الطرود و وزنها و حالتها الظاهرة‪...‬‬
‫يعتبر سند الشحن وسيلة إثبات عقد النقل البحري للبضائع فشركات المالحة البحرية قد‬
‫درجت على االكتفاء بتحرير سند الشحن يتضمن كافة بيانات عقد النقل ليعد سند الشحن‬
‫وسيلة كافية إلثبات هدا العقد بما يحتويه من االلتزامات تقع على عاتق طرفيه ‪.‬‬
‫يعتبر سند الشحن ملكية البضاعة المشحونة حيث جرى العمل على اعتباره السند الممثل‬
‫للبضاعة ‪,‬و يترتب على ذلك انه يمكن للشاحن بيع البضاعة المشحونة أو رهنها و هي‬
‫مازلت في الطريق‪ ,‬و يقوم بتسليم سند الشحن للمشتري أو للمرتهن مقام تسليم البضاعة‬
‫‪18‬‬
‫ذاتها ‪.‬‬
‫رابعا حجية سند الشحن في اإلثبات‬
‫القاعدة أن سند الشحن يعد حجة في إثبات البيانات التي يشتمل عليها‪ ,‬و ذلك فيما بين الناقل‬
‫و الشاحن و بالنسبة للغير‪ ,‬و على هدا فان سند الشحن يعد دليال على إثبات كافة ما ورد فيه‬
‫من بيانات فان ذكر في سند الشحن وقوع الشحن على سفينة معينة و في تاريخ معين صار‬
‫السند دليال على حدوت الشحن بالفعل على تلك السفينة و في ذلك التاريخ‪.‬‬
‫و إذا ذكرت في السند أوصاف البضاعة قام السند دليال على حدوث الشحن بالفعل على‬
‫تلك السفينة و في ذلك التاريخ‪ ,‬و إذا ذكرت في السند أوصاف البضاعة قام السند دليال على‬
‫مطابقة البضاعة لمواصفتها الواردة في السند و المادة ‪ 16‬من اتفاقية هامبورغ واضحة في‬
‫هذا األساس ‪ ,‬و ينبغي التفرقة في هدا الخصوص بين فرضيتان‬
‫الفرضية األولى‪:‬‬
‫يعتبر سند الشحن حجة بين الناقل و الشاحن في اثبات كافة البيانات المدونة فيه و لكن هذه‬
‫الحجية ليست مطلقة بل حجية نسبية‪ ,‬بمعنى انه يجوز في العالقة بين الناقل و الشاحن‬
‫اثبات خالف الدليل المستخلص من سند الشحن‪ ,‬و خالف ماورد فيه من بيانات‪.‬‬
‫و قد ذهب رأي في الفقه إلى انه يجوز لكل من الناقل أو الشاحن اثبات عكس ما ورد في‬
‫سند الشحن بكافة طرق االثبات بما في ذلك البينة و القرائن و ذلك تطبيقا لمبدأ حرية‬
‫االثبات في المواد التجارية و جدير بالذكر أن المرسل إليه يعتبر طرفا في سند الشحن اذا‬
‫كان هو نفسه الشاحن أو وكيال عنه‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫و هنا يعتبر سند الشحن ذات حجية مطلقة في االثبات بالنسبة للغير‪ ,‬حيث ال يجوز للناقل أو‬
‫الشاحن اثبات خالف الدليل المستخلص من السند أو خالف ما ورد فيه من بيانات في‬

‫‪18‬‬
‫قانون التجارة البحرية الدكتور عاطف محمد الفقى الصفحة ‪287‬‬

‫‪13‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫مواجهة الغير حسن النية‪ ,‬و لكن يجوز لهذا الغير في عالقته بالناقل أو الشاحن اثبات عكس‬
‫ما ورد في السند من بيانات‪ ,‬و ذلك بكافة طرق االثبات بما في ذلك القرائن و البينة و ذلك‬
‫ألنه لم يكن طرفا في عقد النقل و الغير هنا (هو الذي لم يكن طرفا في سند الشحن) ‪,‬‬
‫كالمرسل إليه الذي ال يكون هو الشاحن أو وكيله و كالمؤمن على البضاعة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن عقد النقل البحري للبضائع‬

‫يعتبر النقل البحري من أهم و أكثر الوسائل المستعملة لنقل البضائع‪ ,‬إذ يشكل الركيزة‬
‫األساسية للتجارة الداخلية و الخارجية‪.‬‬

‫و إذا لم يكن النقل البحري أقدم وسائل النقل التي عرفها اإلنسان فانه كان و ما زال أهم‬
‫وسائل النقل ذات الحمولة الكبيرة‪. 19‬‬

‫و كما اشرنا سابقا‪ ,‬أن من بين أهم خصائص النقل البحري‪,‬انه عقد ملزم لجانبين أي أن‬
‫طرفي العقد تترتب عليهما التزامات متقابلة ‪. 20‬‬

‫و أن اإلخالل بهذه االلتزامات سواء من جانب الناقل آو الشاحن يترتب عنه نشوء مسؤولية‬
‫الطرف المخل ‪.‬‬

‫ولمعالجة اآلثار المترتبة عن عقد النقل البحري‪ ,‬ارتأينا تناول هذا المبحث من خالل‬
‫مطلبين‪ ,‬سنتطرق في المطلب األول إلى االلتزامات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائع‬
‫على أن نخصص مطلبا ثانيا للحديث عن أحكام المسؤولية في عقد النقل البحري للبضائع‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬اإللتزامات الناشئة عن عقد النقل البحري‬

‫يبرم عقد النقل البحري للبضائع بين شخصين هما الناقل من جهة و الشاحن من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ 19‬راجع في ذلك ‪ :‬حمود عبد اللطيف غزال ‪,‬التزامات الناقال المترتباة علاى عقاد النقال البحاري رساالة لنيال دبلاوم الدراساات العلياا فاي القاانون‬
‫الخاص ‪ ,‬جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط لسنة ‪ 1993.1994‬ص ‪7‬‬
‫المختار بكور ‪ :‬الوجيز في القانون البحري سنة ‪ 1997‬شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ص ‪101‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪14‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و كما سبقت اإلشارة‪ ,‬فالناقل هو الشخص الذي يلتزم بنقل البضاعة من ميناء إلى ميناء أخر‬
‫لقاء أجر معلوم سواء كان مالكا للسفينة أو مجهزا لها أو مستأجرا إياها ‪ 21‬و الشاحن هو‬
‫الشخص الذي يتعهد بتقديم بضاعة لنقلها سواء أكان مالكا لها أم بائعا لها يرسلها لمشتريها‬
‫و للتعرف بتفصيل عن التزامات كل من الناقل و الشاحن‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫أم وكيال بالعمولة عن مالكها‬

‫سنتطرق في الفقرة األولى إلى التزامات الناقل ثم في فقرة ثانية والمعنونة بالتزامات‬
‫الشاحن‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إلتزامات الناقل‬

‫يطرح التساؤل حول ما المقصود بالناقل؟هل هو الناقل الفعلي أم الناقل المتعاقد؟أم الناقل‬
‫‪23‬‬
‫المتتابع أو المتجانس؟‬

‫و يمكن القول أن االلتزامات تتنقل من الناقل المتعاقد (الناقل األصلي) إلى باقي الناقلين‬
‫حسب األحوال‪.‬‬

‫فالناقل الفعلي هو كل شخص يكون الناقل ‪ 24‬قد عقد إليه بتنفيذ نقل البضائع أو جزء من هذا‬
‫النقل حسب المادة ‪ 1‬من اتفاقية هامبورغ ‪.‬أما الناقل المتتابع أو المتجانس فهو عملية نقل‬
‫بحري يقوم بها عدة ناقلين‪ ,‬و تقع المسؤولية حسب من وجدت في عهدته البضاعة ‪.‬‬

‫سوف نتطرق ألحكام المسؤولية في المطلب الثاني‪ ,‬لذا ال نجد داعيا لذكرها و التفصيل فيها‬
‫في هذا المطلب‪.‬‬

‫و عليه فالناقل يلتزم بمجموعة من االلتزامات نذكرها فيما يلي ‪:‬‬

‫وجدي حاطوم‪ ,‬النقل البحري في ضوء القانون و المعاهدات الدولية‪ ,‬المؤسسة الحديثة للكتاب ص ‪ 282‬بدون سنة النشر‬ ‫‪21‬‬

‫وجدي حاطوم نفس المرجع السابق ص ‪.282‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ 23‬لقد عرفت اتفاقية هامبورغ في فقرتها األولى أن الناقل" كل شخص ابارم عقادا أو ابارم باسامه عقادا ماع الشااحن بنقال البضاائع بحرا"‪.‬فاتفاقياة‬
‫بروكسيل عرفت الناقل في الفقرة الثانية من المادة األولى بان الناقل يشمل مالك السفينة أو مستأجرها المرتبط مع الشاحن بعقد نقل و الشاك أن هاذا‬
‫التعريف ضيق حيث يجعل مفهوم الناقل قاصرا على مالك السفينة أو مستأجرها ‪.‬في حين أن مفهوم الناقل فاي اتفاقياة هاامبورغ جااء واساعا‪ ,‬علاى‬
‫خالف ذلك نجد أن اتفاقية روتردام وسعت من مفهوم الناقل و الذي يفيد بأنه هو الشخص الذي يبرم عقد نقل مع الشاحن و لم تشترط أن يكاون عقاد‬
‫بحريا كليا كالمعاهدات السابقة ‪ ,‬و عليه فيمكن أن يتضمن النقل أشكال أخرى ‪ ,‬كالنقل متعدد الوسائط أو المتجانس أو المتتابع شرط أن يكون بحرا‪.‬‬
‫و نقصد هنا الناقل المتعاقد‬ ‫‪24‬‬

‫‪15‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫*االلتزام بوضع سفينة صالحة للمالحة تحت تصرف الشاحن‬

‫لهذا االلتزام دور و أهمية كبيرة في تنفيذ عملية النقل ‪ ,25‬حيت ال يمكن تصور قيام هذه‬
‫األخيرة بدون سفينة صالحة مهيأة‪.‬‬

‫لذلك يتعين على الناقل أن يبذل العناية الكافية لجعلها صالحة من جميع الجوانب و قادرة‬
‫على اإلبحار من الناحيتن المالحية و التجارية‪.26‬‬

‫و هناك من يرى أن التزام الناقل بتقديم السفينة المتفق عليها تبدو أهمية اكثر في مشارطات‬
‫إيجار السفن أكثر منها في عمليات النقل بسند الشحن‪ ,‬وذلك ألن المشرع أوجب على الناقل‬
‫في مشارطات إيجار السفن الزمنية أو بالرحلة بأن يقدم السفينة المستأجرة بعينها و‬
‫المذكورة في االتفاق و ليس له أن يستبدلها بسفينة أخرى ما لم تهلك أو تصبر غير صالحة‬
‫للمالحة بسبب قوة قاهرة طرأت بعد السفر‪.27‬‬

‫و إذا كان الناقل ملزما بوضع السفينة تحت تصرف الشاحن في المكان و الزمان المتفق‬
‫عليهما الستقبال البضاعة‪ ,‬فانه ملزم كذلك بإعدادها و تزويدها بالمؤونة الالزمة لذلك‪.‬‬

‫و عليه أن يعمل على تنظيف العنابر و تبخيرها و كذا الغرف المبردة و سائر أقسام السفينة‬
‫المعدة لشحن البضائع‪.‬‬

‫أوضر القضاء االنكليزي بان صالحية السفينة هو تجهيزها و إعدادها ألداء الغرض منها‬
‫‪the ship shall be fit for its purpose‬‬

‫‪ 25‬للتوسع أكتر في مفهوم السفينة الصالحة للمالحة انظر فريد الحاتمي‪ ,‬الوسيط في القانون البحري المغربي ذ ‪ 1‬مطبعة دار النشر المغربية عاين‬
‫السبع ‪ ,‬الدار البيضاء الطبعة االولى ‪ 2000‬ص ‪42‬‬
‫‪ 26‬المحجوب فتر هللا التزامات الناقل البحري في التشريع المغربي و االتفاقيات الدولة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العلياا المعمقاة وحادة التكاوين و‬
‫البحت كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ,‬جامعة الحسن االول سطات ‪. 2008/2007‬‬
‫‪ 27‬انظر عبد القادر العطير استاد بكلية الحقوق جامعة عمان االهلية سابقا و محمد ملحم استاد بكلية الحقوق الجامعة االردنياة ‪ ,‬الوسايط فا ي شارح‬
‫قانون التجارة البحرية (دراسة مقارنة دار التقافة ‪ 2009‬ص ‪274‬‬

‫‪16‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و أن الناقل يتعهد بصالحية السفينة عند إقالعها و ليس مجرد محاولته صادقا و بحسن نيااة‪,‬‬
‫جعلها صالحة للمالحة‪ ,‬فإلتزامه بذلك مطلق ‪.absolute28‬‬

‫و من ذلك نجد أن القضاء االنجليزي يحتم على الناقل أن يضمن صااالحية الساافينة للمالحااة‬
‫بمعنى أن التزامه بذلك هو إلتزام بتحقيق نتيجة و ليس ببذل عناية‪.‬‬

‫لكن التساؤل المطروح هنا هو أن الناقل ال يشرف شخصيا على عمليات إصااالح الساافينة و‬
‫إنما يستعين في ذلك بخدمات متخصصااين فااي المياادان يقومااون بعمليااة الفحااص الاادوري و‬
‫إصالح األضرار التي تكون قد لحقت بالسفينة و هنااا يثااور إشااكال حااول ماادى اعتبااار هااذه‬
‫الشهادة قرينة على صالحية السفينة للمالحة‪ ,‬تخلص الناقل من عبئ إثبات العناية الكافية‪.‬‬

‫و جوابا على ذلك فان الفصل ‪ 214‬من ق‪/‬ت‪/‬ب‪/‬م‪ .‬ياانص علااى أنااه "يجااوز أن يقباال إثبااات‬
‫عدم صالحية السفينة للمالحة بالرغم من شهادة المعاينة عند اإلقالع و لو كااان هااذا اإلثبااات‬
‫يناقض مضمون تلك الشهادات"‪.‬‬

‫األمر الذي يفهم منه على أن المشرع المغربي لم يعتبر شهادة المعاينة قرينة على صااالحية‬
‫السفينة للمالحة و ال ببذل الناقل العناية الكافية‪. 29‬‬

‫و التزام الناقاال ببااذل العنايااة الالزمااة لجعاال الساافينة صااالحة للمالحااة يقاااس بمعيااار عنايااة‬
‫الشخص العادي‪.‬‬

‫شحن البضاعة‪:‬‬

‫الشحن هو عملية رفع البضاعة عن الرصيف ووضعها على ظهر الساافينة ‪ ,‬و يحصاال ذلااك‬
‫بواسطة الرافعات أو اآلالت أو األنابيب أو المضخات حسب طبيعة البضاعة المشحونة‪.‬‬

‫و يتم غالبا بواسطة روافع الميناء المثبتة على الشاطئ أو العائمة أو روافع السفينة التااي قاال‬
‫استعمالها في الوقت الحاضر و ذلك لتوفرها على الشواطئ من ناحيااة ‪,‬و ماان ناحيااة أخاارى‬

‫عبد القادر عطير و محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص ‪244‬‬ ‫‪28‬‬

‫بطراني نجاة القانون البحري الجزء ‪ 1‬طبعة ‪ 1993‬بدون دار النشر ص ‪253‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪17‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫لزيادة القدرة االستيعابية للسفينة ‪ ,‬حيت تحتل الروافااع نساابة ال بااأس بهااا ماان سااعة الساافينة‬
‫و عملية الشحن يجري االتفاق على تحديد من يتوالهااا فااي العقااد سااواء الشاااحن‬ ‫‪30‬‬
‫التحميلية‬
‫مالك البضاعة أو الناقل ‪ ,‬و إن كان الاابعض ياارى أن االلتاازام هااو فااي األصاال ملقااى علااى‬
‫‪31‬‬
‫عاتق الشاحن ‪ ,‬ما لم يتفق على خالف ذلك‪.‬‬

‫غير أن عملية الشحن يقوم بها عااادة الناقاال لتااوافر الخباارة و الوسا ائل الكافيااة للقيااام بهااا‪ ,‬و‬
‫الغالب أن يتفق الناقل مع شااركات متخصصااة لهااذا الغاارض تقااوم بعمليااة الشااحن برافعااات‬
‫عائمة أو برافعات السفينة إذا تعلق األمر ببضائع‪ ,‬أما إذا كانت سوائل كالبترول مثال فيكااون‬
‫‪32‬‬
‫شحنها بأنابيب خاصة‪.‬‬

‫و شحن البضاعة يجب أن يتم في الميعاد المتفق عليه فااي عقااد النقاال البحااري ‪,‬و عنااد خلااو‬
‫العقد من تحديد هذا الميعاد ‪ ,‬يتوجب الرجوع على العرف الجاااري فااي الميناااء الااذي جاارى‬
‫فيه الشحن‪.33‬‬

‫_اإللتزام برص البضاعة و تحزيمها‬

‫يقصد بالرص عملية وضع البضاعة المراد نقلها في األماكن المعدة لها في عنابر الساافينة و‬
‫على سطحها بطريقة تحفظها و ال تعرضها للتلف أو الهالك أثناء الرحلة البحرية‪.‬‬

‫و ترص‬ ‫‪34‬‬
‫كما يراعى على أن توضع هذه البضائع بطريقة فنية يتحقق معها توازن السفينة‬
‫البضائع وفااق قواعااد فنيااة اسااتقر عليهااا العماال فااي المااوانئ حسااب طبيعااة البضاااعة و قااد‬
‫تعرضت لها بعض االتفاقيات الدولية أهمها اتفاقية لندن سنة ‪ 1920‬الخاصة بخطوط الشحن‬
‫‪.35‬‬

‫عبد القادر عطير و محمد ملحم مرجع سابق ص ‪277‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ 31‬عبد القادر عطير و محمد ملحم م‪.‬س‪.‬ص ‪ 277‬و انظر سعيد مراد عقد البحري للبضائع وفقا للقانون البحاري الجزائاري و االتفاقياات الدولياة‬
‫رسالة نيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ‪ 2012/2011‬ص ‪.288‬‬
‫عادل علي المقدادي‪ ,‬القانون البحري دار التقافة للنشر و التوزيع ‪ 2011‬ص ‪118‬‬ ‫‪32‬‬

‫عادل علي المقدادي مرجع سابق ص ‪119‬‬ ‫‪33‬‬

‫عبد القادر عطير‪ ,‬باسم محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص ‪281‬‬ ‫‪34‬‬

‫عبد القادر عطير ‪ ,‬محمد ملحم الوسيط في شرح القانون التجارة البحرية مرجع سابق ص ‪281‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪18‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و يقع على الناقل ‪ ,‬مسؤولية التعويض عن األضرار الناجمة عن الخطأ في عملية الاارص و‬
‫التحزيم و ال يعفيه من هذه من هذه المسؤولية ‪ ,‬إذا كانت عملية الرص قد قامت بها شركات‬
‫انتدبها الناقل لهذا الغرض أو تابعوه ألنه فااي الحااالتين يجااب أن تكااون عمليااة الاارص تحاات‬
‫إشرافه‪.36‬‬

‫_اإللتزام بنقل البضاعة و حفظها و العناية بها‪:‬‬

‫إن أهم التزام يقع على عاتق الناقل بموجب عقد النقاال البحااري هااو االلتاازام بنقاال البضاااعة‬
‫المتفق عليها من ميناء الشحن إلااى ميناااء الوصااول فااي الميعاااد الااذي يتضاامنه العقااد‪,‬أو فااي‬
‫الميعاد المعقول و التزام الناقل بنقل البضاعة هو التزام جوهري و أساسي و الذي يميز هااذا‬
‫العقد عن بقية العقود‪.‬‬

‫و على الناقل إستنادا إلى هذا اإللتاازام ‪ ,‬أن ال يغياار خااط سااير المالحااة الااذي تساالكه الساافن‬
‫عادة‪ ,‬و قد تتعرض السفينة إلى مخاطر البحاار بساابب تغيياار خااط المالحااة بقصااد الوصااول‬
‫بأسرع وقت مما قد يعرضها إلى مخاااطر البحاار ‪,‬لااذا يتمنااع علااى الربااان القيااام بااذلك ‪,‬وإال‬
‫سيتحمل األضرار الناجمة عن هذا التغيير‪ ,‬و ال يعفيه من المسؤولية ‪ ,‬سوى بعض الحاااالت‬
‫التي يتوجب عليه إثباتها كحاالت القوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو مااا يعاارف باااالنحراف‬
‫المعقول‪.37‬‬

‫و يجب على الناقل أن يتم النقل بنفس السفينة التي شحنت بها البضائع ‪,‬و ال يحق له تغييرها‬
‫في الطريق‪ .‬إال انه في األحوال التي تصبر فيها السفينة غير صالحة للمالحة أثناء الساافر و‬
‫ألي سبب كان‪ ,‬يجوز له استبدالها بسفينة أخرى لتكملااة الرحلااة البحريااة بإيصااال البضاااعة‬
‫إلى ميناء الوصول‪ ,‬و يشترط في هذه الحالة أن تكون السفينة الثانية صالحة للمالحااة‪ ,‬و أن‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪121‬‬ ‫‪36‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪ 120‬بتصرف ‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪19‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫يتخذ الناقل جميع التدابير الالزمة للمحافظة على البضاعة أثناء عمليااة تفريغهااا ماان الساافينة‬
‫القديمة و إعادة شحنها على السفينة الجديدة و إخطار الشاحن بذلك‪.38‬‬

‫و يعتبرعمل تفريغ البضاعة عمال متممااا اللتاازام النقاال ‪,‬و يجااري التفريااغ بعااد أخااذ موافقااة‬
‫السلطات المختصة في ميناء الوصول و األصل أن هذا االلتزام يقع على الناقاال ‪ ,‬إال انااه ال‬
‫يمنع من االتفاق علااى أن يقااوم بعمليااة التفريااغ الشاااحن أو المرساال إليااه و الغالااب أن تقااوم‬
‫شركات أو أشخاص بعملية التفريغ يتفق الناقل معهم للقيام بهذه المهمة‪.39‬‬

‫و عمليااة التفريااغ هاتااه تقتضااي ماان الناقاال اتخاااذ كافااة االحتياطااات الالزمااة لمنااع تعاارض‬
‫البضاعة ألي تلف أو هالك حيث سااتجعله مسااؤوال أمااام الشاااحن أو المرساال إليااه عاان كاال‬
‫ضرر يصيب البضاعة ناجم عن عملية التفريغ‪.40‬‬

‫كما أن االلتزام بتسليم البضاعة هي العملية التي ينتهي بها تنفيذ عقد النقل البحري و التسااليم‬
‫عملية قانونية يقصد بها وضع البضاعة المنقولة تحت تصرف الشاحن أو المرسل إليه كاملة‬
‫وسليمة بحالتها التي تمت عند الشحن‪ ,‬و يتم تثبيت عملية التسليم و ذلك إمااا بإعطاااء إيصااال‬
‫(توصيل) إلااى الربااان يتضاامن اعترافااا ماان الشاااحن أو المرساال إليااه باسااتالم البضاااعة أو‬
‫بالتأشير على نسخة سند الشحن التي يحملها الناقل و التااي تبااين بااأن التسااليم الفعلااي قااد تاام‬
‫للشاحن أو المرسل إليه و يوقع من قبل المستلم‪.41‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬إلتزامات الشاحن‬

‫يقع على عاتق الشاحن تسليم البضاعة إلى الناقل و أيضا دفع األجرة المستحقة للقيام بعمليااة‬
‫النقل‪.‬‬

‫_ إلتزام الشاحن بتسليم البضاعة إلى الناقل‪:‬‬

‫عادل على المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪121‬‬ ‫‪38‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪122‬‬ ‫‪39‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪122‬‬ ‫‪40‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪123‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪20‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫يتوجب على الشاحن ‪ ,‬قيامه بإحضار البضائع التي تعود إليه و تسليمها إلااى الناقاال و يجااب‬
‫أن يكون ذلك في الميعاد و المكان المتفق عليه في عقد النقل البحري‪.‬‬

‫و في حالة عدم تحديد زمان و مكان التسليم في االتفاق الجاري بينهمااا يااتم اللجااوء فااي هااذه‬
‫الحالة إلى العرف السائد في ميناء الشحن لتحديد وقت و مكان التسليم‪. 42‬‬

‫و إذا تخلف الشاحن عن تسليم البضاااعة فااي الوقاات و المكااان المتفااق عليهمااا‪ ,‬فانااه يتحماال‬
‫األجر كامال عن الرحلة المتفق عليها ‪ ,‬إضافة إلى النفقات التي تكبدها الناقل في سبيل تهيئااة‬
‫السفينة للنقل و عند إحضار الشاحن للبضاعة المتفق عليها تجري عملية الشااحن علااى ظهاار‬
‫الساافينة‪ ,‬و يجااوز للشاااحن القيااام بعمليااة الشااحن إذا وجااد اتفاااق علااى ذلااك فااي عقااد النقاال‬
‫البحري‪.43‬‬

‫_االلتزام بدفع األجرة‪:‬‬

‫تسمى أجرة النقل بالنولون و هي تسمية ترددت كثيرا في قانون التجارة البحرية العثماااني و‬
‫هي المقابل الذي يلتزم الشاحن بدفعه للناقل مقابل التزام هذا األخير بنقاال البضااائع المملوكااة‬
‫للشاحن بواسطة سفينة و تسليمها في حالة تجارية ‪ ,‬فهو المقابل لنقل البضائع من ميناااء إلااى‬
‫أخر بموجب عقد النقل وهو قابل للدفع في حالة تسليم البضائع سليمة ‪ ,‬فإذا فقاادت البضاااعة‬
‫في الطريق فال يدفع شيء عنها‪.44‬‬

‫و األصل أن مقدار األجرة يتم تحديده باتفاق األطراف‪ ,‬و إذا لم يتم تحديااده يرجااع فيااه إلااى‬
‫العرف أو يتحدد بأجرة المثل الذي يخضع لتقدير القاضي‪.45‬‬

‫يتم تحديد أجرة النقل على أساس حجم البضاعة و نوعها و كميتها ووزنها‪.‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪112‬‬ ‫‪42‬‬

‫عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص ‪112.113‬‬ ‫‪43‬‬

‫انظر عبد القادر عطير باسم محمد ملحم ‪ ,‬الوسيط في شرح قانون التجارة مرجع سابق ص ‪265‬‬ ‫‪44‬‬

‫انظر عبد القادر عطير باسم محمد ملحم ‪ ,‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص ‪265‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪21‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و يمكن أن يتفق األطراف على أن يقوم المرسل إليااه باادفع األجاارة فااي ميناااء الوصااول مااع‬
‫بقاء حق الناقل في الرجوع إلى الشاحن في حالة تخلف المرسل إليه‪.46‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام المسؤولية في عقد النقل البحري‬

‫كما هو معلوم فالنقل البحري للبضائع يلعب أهمية كبيرة مقارنة مااع وسااائل النقاال األخاارى‪,‬‬
‫كما أن جل الدول المطلة على البحر تستعمل هذا النوع من النقل فااي تنميتهااا االقتصااادية‪ ,‬و‬
‫كذلك االمتياز الذي تقدمه السفينة من حيث طاقتها االسااتيعابية‪ ,‬إال أن هااذا كلااه ال يقااي ماان‬
‫المخاطر الجسيمة التي تطبع عقد النقل الن المجال البحري محفوف بالمخاااطر لهااذا ارتأينااا‬
‫في هذا المطلب تسااليط الضااوء علااى المسااؤولية فااي عقااد النقاال و ساانركز باااألخص علااى‬
‫مسؤولية الناقل ألنها من أهم المسائل التي يثيرها عقد النقل البحري و اكترها تعقيدا‪.47‬‬

‫محاضرات االستاذ المختار البكور ‪ ,‬القاها على طلبة سلك االجازة في القانون الخاص سنة ‪2012.2013‬‬ ‫‪46‬‬

‫عاطف محمد الفقي‪ ,‬قانون التجارة البحرية‪ ,‬دار الفكر الجامعي الطبعة األولى ص ‪333‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪22‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫لهذا سنسلط الضوء في هذا المطلب على طبيعة و أساس المسؤولية في عقد النقل البحري و‬
‫كذلك إجراءات رفع الدعوى‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة و أساس المسؤولية في عقد البقل البحري للبضائع‪.‬‬

‫إن االلتزام الملقى على عاتق الناقل البحري للبضائع هو التاازام بباادل عنايااة‪,‬فالناقل بموجااب‬
‫عقد النقل البحري الذي ابرمه مع الشاحن يلتزم بنقل البضاعة و إيصالها إلى الميناء المتفق‬
‫عليااه و بالتااالي فعاادم تحقااق هااذه النتيجااة يمكاان أن يرتااب مسااؤوليته‪ ,‬فهااذه المسااؤولية هااي‬
‫مسؤولية عقدية‪.‬‬

‫كما أن هذه المسؤولية هي مسؤولية شخصية أي أساسها الخطأ و هذا الخطأ هو مفترض في‬
‫جانب الناقل و هو ما يتضر من المادة ‪ 5‬من قواعد هامبورغ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫إن أساس المسؤولية في قواعد هامبورغ هو الخطأ أو اإلهمال المفترض‬

‫و بالرجوع إلى الفقرة األولى من المادة ‪ 5‬من اتفاقية هامبورغ نجد على أنها تنص على انااه‬
‫"يسأل الناقل عن الخسارة الناتجة عن هالك البضائع أو تلفها و كذا الناتجة عن تأخير فااي‬
‫التسليم‪"...‬‬

‫و نستشف من خالل هذه الفقرة أن الناقل يكون مسؤوال في حالة الهالك أو التلف أو التأخير‬

‫وما دام لم تحدد لنا االتفاقية أي نوع من الهالك و بالتالي فااان الناقاال يكااون مسااؤوال عاان‬
‫الهااالك الكلااي كمااا لااو احترقاات البضاااعة أو غرقاات أو أتلفاات تلفااا كليااا‪ ,49‬وكااذلك الهااالك‬
‫الجزئي فمسالة تقديره تعود إلى مقارنة وزن أو حجم البضاعة أو عااددها المااذكور فااي سااند‬
‫الشحن مع وزنها و حجمها أو عددها الذي سلمه الناقل إلى المرسل إليه عند الوصول‪.50‬‬

‫المختار يكور الوجيز في القانون البحري‪ ,‬شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع طبعة ‪ 1997‬ص ‪107.108‬‬ ‫‪48‬‬

‫عبد القادر العطير باسم محمد ملحم‪ ,‬شرح قانون التجارة البحرية دار الثقافة‪ ,‬الطبقة األولى الصفحة ‪316‬‬ ‫‪49‬‬

‫عادل على مقدادي القانون البحري‪ ,‬دار التفافة الطبقة األولى ص ‪129‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪23‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫وهناك أيضا عجز الطريااق فبااالرغم ماان عاادم التنصاايص عليااه صااراحة سااواء فااي ظهياار‬
‫‪ 1919‬أو في قواعد هامبورغ إال انه من المتعارف عليه هو أن هذا الهالك أو التلف البسيط‬
‫ال يسال عنه الناقل‪.51‬‬

‫كما يعتبر من حاالت المسؤولية للناقل تلف البضاعة (فهذا النوع من الضرر نجده في المادة‬
‫‪ 5‬من اتفاقية هامبورغ) و يقصد بهااا وصااول البضاااعة كاملااة ماان حيااث وزنهااا و مقاادارها‬
‫ولكن في حالة معيبة و سيئة سواء شمل هذا العيب لبضاعتها كلهااا أو جزئهااا كمااا لااو كاناات‬
‫أجهزة ووصلت محطمة أو فاكهة و تضررت‪ 52‬فإذا لم يذكر في سند الشحن حالااة البضاااعة‬
‫افترض أنها سلمت بحالة جيدة‪ .‬و الناقل ال يستطيع أن يثبت عكااس مااا تضاامن سااند الشااحن‬
‫تجاه الغير الحامل الشرعي للسند‪ 53‬باإلضافة إلى الهالك و التلف نجد أن التأخير هو كااذلك‬
‫سبب من أسباب قيام المسؤولية‪ .‬إال أن هذا السبب لم تكن تنص عليه اتفاقية بروكساايل لساانة‬
‫‪ 1924‬بل كانت تقتصر على الهالك و التلف و كان ذلك راجع فااي ذلااك الوقاات إلااى وجااود‬
‫سفن شراعية وبطيئة تضطرها إلى التأخير‪.‬‬

‫إال أن اتفاقية هامبورغ في فقرتها الثانية من المادة ‪ 5‬تداركت هذا الوضع و نصت على انااه‬
‫" يقع التأخير في التسل يم إذا لم تسلم البضائع فااي ميناااء التفريااغ المنصااوص عليااه فااي عقااد‬
‫النقل البحري في حدود المهلة المتفق عليها صراحة أو في حالة عدم وجود هذا االتفاااق فااي‬
‫حدود المهلة التي يكون من المعقول تطلب إتمام التسااليم خاللهااا ماان ناقاال يقااظ مااع مراعاااة‬
‫ظروف الحال"‪.‬‬

‫و حسب هااذه الفقاارة فا ان ه إذا تاام االتفاااق علااى مهلااة معينااة لنقاال البضااائع و لاام تصاال هااذه‬
‫البضاعة خالل هذه المدة فان ذلك يعتبر تأخير‪.‬‬

‫المختار بكور‪ ,‬الوجيز في القانون البحري‪ ,‬شركة بابل للصناعة و النشر و التوزيع طبقة ‪ 1927‬ص ‪109‬‬ ‫‪51‬‬

‫يوسف المصري القانون البحري الدولي دار العدالة الطبقة األولى ص ‪31‬‬ ‫‪52‬‬

‫عادل على مقدادي‪ ,‬نفس المرجع ص ‪130‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪24‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫• إذا لم تسلم خالل ‪ 60‬يوم تلي التاريخ المتفق عليه فان ذلك ال يعتبر تأخيرا بل‬
‫هالكا‪.‬‬

‫أما الحالة التي ال يوجد فيها االتفاق فانه ياخد بالمهلة المعقولة‪.‬‬

‫_حاالت اإلعفاء من المسؤولية‪.‬‬

‫بما أن التزام الناقل البحري بنقاال البضاااعة سااالمة إلااى ميناااء الوصااول هااو التاازام بتحقيااق‬
‫نتيجة‪ ,‬وان الناقل البحري يسال لمجرد عدم تسليم البضاعة كاملااة سااليمة إلااى المرساال إليااه‬
‫في الميعاد المتفق عليه‪.‬‬

‫إال انه يمكن للناقل دفع المسؤولية عنه و اإلعفاء منها ‪54‬و بالتالي إذا ما رجعنا إلااى حاااالت‬
‫اإلعفاء القانونية نجد ظهير ‪ 1919‬قد نص على مجموعة من الحاالت يمكاان للناقاال التمسااك‬
‫بها لدفع المسؤولية عنه و هي كالتالي‪:‬‬

‫القوة القاهرة‪:‬‬

‫إذ ما رجعنا إلى الفصل ‪ 221‬من( ق‪/‬ت‪/‬ب) فان الناقل يبقى مسؤوال عن كل هالك أو تلااف‬
‫يصيب البضائع ما دامت تحت حراسته ما لم يثبت وجااود قااوة قاااهرة‪ ,‬وتمثاال هااذه األخياارة‬
‫والحادث الفجائي وسيلة قانونية تسمر للمدين في التزام عقاادي أصاابر مسااتحيل التنفيااذ طبقااا‬
‫لها‪ ,‬بالتحلل من هذا االلتزام‪ ,‬إضافة إلى إنها وسيلة قانونية تسمر له بالتملص من مسااؤوليته‬
‫المدنية عموما‪.‬‬

‫كما نضم المشرع القوة القاهرة و الحدث الفجائي في الفصل ‪ 269‬من ق‪/‬ل‪/‬ع‪.‬‬

‫حيث نستشف من هذا الفصل أن القوة القاهرة تتمثل في‪:‬‬

‫انه يجب أن يكون الحادث غير متوقع و يقصد به أن يكااون الحااادث قااادم ماان خااارذ دائاارة‬
‫نشاط الناقل‪.‬‬

‫يوسف المصري‪ ,‬قانون البحري الدولي‪ ,‬دار العدالة طبعة ‪ 2011‬ص ‪32‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪25‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫و كما أن الحادث يجب أن يكون غير قابل للاادفع وهااذه الفكاارة تفيااد معنيااين األول هااو عاادم‬
‫قدرة الشخص على منع نشوء الواقعة المنشاة للقوة القاهرة و الثانية تتمثل في عدم تمكنه من‬
‫التصدي لآلثار المترتبة عنها‬

‫العيب الخفي‪:‬‬

‫طبقا للفصل ‪ 213‬ق‪/‬ت‪/‬ب‪.‬فانه من االلتزامات الملقى على عاتق الناقل تقديم سفينة صااالحة‬
‫للمالحة و بالتالي فاإلخالل بهذا االلتاازام يرتااب عنااه مسااؤولية إذا مااا تساابب هااذا االخااتالل‬
‫بضرر و ال يعفى من هذا المسؤولية إال إذا اثبت أن الضرر ناتج عن عيب خفي في الساافينة‬
‫ال يمكن اكتشافه إال بالفحص الدقيق و الواقع انه إذا كااان باإلمكااان قبااول فكاارة العيااب فااي‬
‫السفينة في بداية القرن الماضي و هي الفترة التي صدر فيها ظهياار ‪ 1919‬بااالنظر للبساااطة‬
‫التي كانت تتميز بها صناعة السفن إال انه في الوقت الحالي و مع ظهور تنافسية في صناعة‬
‫السفن و حيث ولجت ميدان المالحة سفن مزودة بتكنولوجيا عالية في الدقة و الحداثة‪ ,‬لااذلك‬
‫فان الفحص الدقيق لهذا النوع من السفن من طرف متخصصين جعاال ماان العيااب المكتشااف‬
‫أثناء الرحلة من العيوب التي تتضمن احد عناصر الحادث الفجائي المتمثل في عدم التوقع و‬
‫نجد كذلك باإلضافة إلى القوة القاهرة و العيب الخفي‪ ,‬الخطأ المالحي فهو ال يشكل حالة من‬
‫حاالت اإلعفاء من المسؤولية بالنسبة للناقل إال إذا اشااترط ذلااك التحلياال صااراحة فااي عقااد‬
‫النقل (الفصل ‪ 264‬ق‪/‬ت‪/‬ب‪/‬ذ) باإلضافة إلى خطا صاحب البضاعة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى حالة اإلعفاء القانونية نجد حالة اإلعفاااء االتفاقيااة ففااي هااذه الحالااة نجااد حالااة‬
‫اإلعفاء العامة و الحالة الخاصة ففي حالة اإلعفاء العامة‪:‬‬

‫أما حاالت اإلعفاء وفق اتفاقية هامبورغ فهي ال تخرذ عن نطاق الدفع بان الناقاال آو وكيلااه‬
‫أو مستخدموه اتخذوا االحتياطات و التدابير التي من شانها أن تجنب و قوع الضاارر (الفقاارة‬
‫‪ 1‬من المادة ‪ 5‬من اتفاقية هامبورغ) كان يبرر ان السفينة مجهاازة وفااق المعااايير المطلوبااة‪,‬‬
‫ونجد كذلك حاالت اإلعفاء الخاصة و تتجلى في‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫• الحريق‪ :‬حيت أن كل األضرار التي تكون نتيجة حريق يعفى منها الناقل مبدئيا‬
‫ما يثبت المدعي أن هذا الحريق كان نتيجة خطا أو إهمال ناقل أو تابعيه أو‬
‫وكالئه ( المادة ‪ 5‬الفقرة ‪55 .)4‬و كذلك‪.‬‬
‫• نقل الحيوانات الحية‪ :‬أن اتفاقية هامبورغ في (المادة‪ 5‬الفقرة ‪ )5‬تتعلق بدفع‬

‫الناقل مسؤوليته عن األضرار الالحقة بالبضاعة إذا كانت من الحيوانات الحية وحتااى ياادفع‬
‫الناقل مسؤوليته يلزمه إثبات أن تلك األضرار كانت نتيجة المخاطر الخاصة التي ترافق نقل‬
‫الحيوانات مثال كإصابتها بالكسور نتيجة تصارعها داخل السفينة‪ 56‬لكن أليس من حق الناقاال‬
‫أن يدفع بأسباب اإلعفاء األخرى؟‬

‫من حاالت اإلعفاء الخاصة كذلك انقاد أرواح اوممتلكات و إذا ما رجعنا الااى البنااد السااادس‬
‫من المادة ‪ 5‬نجد انااه تاانص علااى"ال يسااال الناقاال إال فااي حالااة الخسااارة المشااتركة إذا نااتج‬
‫الهالك أو التلف أو التأخير عن تدابير النقاد األرواح‪,‬أو عاان تاادابير معقولااة النقاااد األرواح‬
‫في البحر"‬

‫فمعنى هذا أن الناقاال ال يكااون مسااؤوال عاان الهااالك أو التلااف التااأخير فااي تسااليم البضاااعة‬
‫الناتجة عن التدابير المتخذة ماان قبلااه النقاااد األرواح أو الممتلكااات فااي البحاار إال فااي حالااة‬
‫الخسارة البحرية المشتركة فالناقل هنا ليس عليه إثبات انه اتخذ كافة الوسااائل لتجنااب وقااوع‬
‫الحادث بل أن الضرر نشا عن التدابير المتخذة النقاااد األرواح فااي البحاار وان الضاارر نشااأ‬
‫عن تدابير معقولة النقاد الممتلكات في البحر‪.‬‬

‫خ اده جميااع التاادابير النقاااد األرواح و الممتلكااات‪ ,‬فانااه‬


‫و في حالة نجاح الناقل في أتبات ات ا‬
‫يعفي من المسؤولية عن الهالك أو التلف أو التأخير في التسليم إنمااا ال يعفااى ماان المساااهمة‬
‫في تسوية الخسارات البحرية المشتركة طبقا للقانون الواجب التطبيق على النزاع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات رفع دعوى المسؤولية‬

‫مختار بكور المرجع السابق ص ‪118‬‬ ‫‪55‬‬

‫وجدي حاطوم المرجع السابق ص ‪237‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪27‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫ما دامت مسؤولية الناقل البحري هي مسؤولية تعاقديااة لااذلك ماان حااق الطاارف المتضاارر‬
‫اللجوء الى المحكمة إلقامة دعوى المطالبااة بااالتعويض لااذلك البااد ماان تحديااد أطااراف هااذه‬
‫الدعوى تم كيفية مباشرتها و أخيرا المحكمة المختصة‪.‬‬

‫فمن حيت األطراف البد من وجود مدعي و مدعى عليه فالمدعي في دعوى المسؤولية على‬
‫الناقل و من يقوم مقامه هااو صاااحب الحااق بالبضااائع التااي أتلفاات أو هلكاات فقااد يكااون هااذا‬
‫الشاحن نفسه و قد يكون المرسل إليه و قد يكون الحامل الشرعي لسند الشحن‪.57‬‬

‫و كما يحق للمؤمن إقامة الدعوى ضد الناقل المطالبة بالتعويض الذي منحه للمؤمن له الااذي‬
‫قد يكون الشاحن أو المرسل إليه‪.58‬‬

‫أما المدعى عليه‪ :‬فهو الناقل سواء كان المتعاقد األصلي أو الناقل الفعلي‪ ,‬فالمتعاقااد األصاالي‬
‫هو الذي يتعاقد مع الشاااحن علااى نقاال البضاااعة إلااى ميناااء الوصااول و يمكاان لهااا المتعاقااد‬
‫األصلي أن يعهد بنقل البضاعة إلى ناقل أخاار ال تربطااه بالشاااحن أي عالقااة تعاقديااة و هااو‬
‫الذي يسمى بالناقل الفعلي‪.‬‬

‫و حماية لصاحب البضاعة فان ظهير ‪ 1919‬و كذلك اتفاقية هامبورغ فإنهمااا أقاارا علااى أن‬
‫الناقل المتعاقد يبقى مسؤوال تجاه الشاحن أو المرسل إليااه حتااى و لااو تضااررت البضاااعة و‬
‫هي في عهدة النا قل الفعلي‪ ,‬كما أجاز أيضا انه يمكن للمدعي متابعة هذا الناقل الفعلااي رغاام‬
‫انااه ال تربطهااا أيااه عالقااة‪ ,59‬و اآلن سااننطلق إلااى إجااراءات رفااع الاادعوى فحسااب اتفاقيااة‬
‫هامبورغ فعلى المدعي تقديم احتجاذ كتابي كيفما كان شكل هذه الكتابااة علااى خااالف ظهياار‬
‫‪ 1919‬الذي تنص على انه يتم االحتجاذ برسالة مضمونه ‪.‬‬

‫و هناك أيضا اختالف على مستوى تقديم االحتجاذ‪ ,‬فان اتفاقية هامبورغ مياازت بااين مااا إذا‬
‫كان الضرر ظاهرا أو غير ظاهر‪ ,‬ففي الحالة األولى فان االحتجاذ يقدم فااي اليااوم المااوالي‬

‫وجدي حاطوم المرجع السابق ص ‪ 254‬و ‪255‬‬ ‫‪57‬‬

‫المختار بكور‪,‬نفس المرجع ص ‪120‬‬ ‫‪58‬‬

‫المختار بكور المرجع السابق ص ‪120.121‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪28‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫لتسليم البضاعة إلى المرسل إليه‪ ,‬أما إذا كان الضرر غير ظاهر فان االحتجاذ يكون خااالل‬
‫‪ 15‬يااوم المواليااة لتسااليم البضاااعة إلااى المرساال إليااه‪ ,‬و إذا تعلااق األماار بتااأخير فااان هااذا‬
‫االحتجاذ يجب أن يقام خالل اجل ‪ 60‬يوم الموالية لتسليم البضاعة إلى المرسل إليه ‪.‬‬

‫أما على مستوى الظهير فان االحتجاذ يكون خالل ‪ 8‬أيام من التسااليم الفعلااي للبضاااعة إلااى‬
‫المرسل إليه‪.‬‬

‫أما فيما يخص إقامة الدعوى القضائية فان االتفاقية حددتها خااالل اجاال ساانتين تحاات طائلااة‬
‫التقادم و ذلك ابتداء من يوم تسليم البضاعة أو جزء منها أو ابتداء من أخر يوم كان يجب أن‬
‫تسلم فيه البضاعة‪ ,‬أما ظهير ‪ 1919‬فانه أكد علااى أن إقامااة الاادعوى القضااائية داخاال اجاال‬
‫‪90‬يوم من تاريخ توجيه االحتجاذ كما أنها تتقادم ضد الناقل البحري لمرور سنة ماان تاااريخ‬
‫وصول البضاعة أو من التاريخ المفروض أن تصل فيه هذه البضاعة‪.‬‬

‫المحكمة المختصة في التشريع المغربي‬

‫منذ أحدات المحاكم التجاريااة بااالمغرب‪ ,‬و اعتبااار عقااد النقاال البحااري هااو عقااد تجاااري‪ ,‬و‬
‫بالتالي فالمحكمة المختصة في النزاعات الناتجة عن هذا العقد حسب ما تحدده المااادة ‪ 5‬ماان‬
‫قانون ‪ 53.95‬المحدت للمحاااكم التجاريااة التااي تاانص علااى انااه "تخااتص المحاااكم التجاريااة‬
‫في الدعاوى التي تتعلق بالعقود التجارية‬ ‫بالنظر‪:‬‬

‫و فاااااي الااااادعوى التاااااي تنشاااااا باااااين التجاااااار و المتعلاااااق بأعماااااالهم التجارياااااة‪"...‬‬


‫و المادة ‪ 9‬من نفس القااانون فهااي تاانص علااى انااه "تخااتص المحكمااة التجاريااة بااالنظر فااي‬
‫مجموع النزاع التجاري الذي يتضمن جانبا مدنيا‪".‬‬

‫فهذه النصوص جاءت صريحة وواضحة بالحسم في مسالة المحكمة المختصة في النزاعات‬
‫الناشئة عن عقد النقل البحري‪.‬‬

‫إال انه يمكاان للناقاال بتضاامين سااند الشااحن شاارطا بمقتضاااه يماانر االختصاااص للنضاار فااي‬
‫النزاعات الناشئة عن تنفيذه إلى محاكم بعيدة عاان الشاااحن أو المرساال إليااه ممااا يحماال هااذا‬

‫‪29‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫األخير نفقات إضافية إذ ما رغب في مقاضاة الناقل البحااري إال انااه إذا رجعنااا إلااى الفصاال‬
‫‪60‬‬
‫‪ 1/254‬من ق‪/‬ت‪/‬ب‪ /‬ينص على بطالن كل شرط من شانه مخالفة قواعد االختصاص‬

‫المحكمة المختصة في ظل االتفاقيات‬

‫فيما يخص هذه النقطة نجد المادة ‪ 21‬من اتفاقية هامبورغ في فقرتها األولى تعطااي للماادعي‬
‫الخيار في رفع الدعوى المتعلقة بنقل البضائع بين اختصاص محاكم إحدى الاادول التااي يقااع‬
‫في إقليمها احد األماكن التي حدثتها و هي‬

‫• المحل الرسمي لعمل المدعى عليه‪ ,‬و إن لم يكن له محل رئيسي فالمحل‬
‫االعتيادي له القامة المدعى عليه‬
‫• مكان إبرام العقد شريطة أن يكون للمدعى عليه فيه محل عمل أو فرع أو وكالة‬
‫ابرم العقد عن طريق أي منها‬
‫• ميناء الشحن أو ميناء التفريغ‬

‫و بين أي مكان أخر يعين لهذا الغرض في عقد النقل البحري و اذا اختار المدعي ماان بااين‬
‫هذه الخيارات دولة معينة إلقامة الاادعوى فااان قااانون هااذه الدولا ة هااو الااذي يعااين المحكمااة‬
‫المختصة نوعيا و محليااا بااالنظر فااي الناازاع‪ ,‬و حسااب الفقاارة الثانيااة ماان نفااس المااادة فااان‬
‫للمدعي خيارا أخر يتمثل في محاكم أي ميناء أو مكان في دولااة متعاقاادة يكااون قااد وقااع فيااه‬
‫الحجز على السفينة حاملة البضاعة"السفينة الناقلة" و أية سفينة أخرى مملوكة لنفس المالك‬

‫فالحكمة من هذا االختيار هو إعطاء المضرور فرصة الحصول على سند تنفيذي بالتعويض‬
‫يسمر باالشتراك في توزيع ناتج بيع السفينة المحجوز عليها‪.61‬‬

‫و هكذا إذا أتم إثبات مسؤولية الناقل عن الضرر فان المادة ‪ 6‬ماان اتفاقيااة هااامبورغ حااددت‬
‫التعويض ما إذا كانت المسؤولية ناتجة عن الهالك أو التلف أو ناتجة عن التأخير‪.‬‬

‫‪ 60‬ينص الفصل ‪ 264‬ق‪.‬ت‪.‬ب على انه يكون باطال و عديم االتر كل شرط مدرذ في تذكرة الشاحن أو فاي أي ساند كاان يتعلاق بحاري منشاأ فاي‬
‫المغرب آو في بالد أجنبية تكون غايته مباشرة إعفاء المجهز من مسؤولية أو مخالفة قواعد االختصاص‪.‬‬
‫‪ 61‬عبد الرزاق ايوب‪ ,‬مسؤولية الناقل البحري للبضائع بين القانون البحري المغربي و اتفاقية هامبورغ سانة ‪ 1978‬مجلاة طانجس العادد ‪2008.7‬‬
‫ص‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫خاتمة‬

‫من خالل هذا العرض حاولنا قدر المستطاع تسااليط الضااوء علااى عقااد النقاال البحااري علااى‬
‫ضوء ظهير ‪31‬مارس ‪ 1919‬و اتفاقية هامبورغ له سنة ‪ ,1978‬و قد أفرزت هذه اإلطاللااة‬
‫على وجود تباين و اختالف طفيف في بعض المسائل بااين أحكااام هااذا الظهياار و مقتضاايات‬
‫اتفاقية هامبورغ‪ ,‬فهذا االخااتالف يعاازى إلااى أن الظهياار كااان فتاارة االسااتعمار و هااي فتاارة‬
‫اتسمت بعدم نضج األفكار‪ ,‬و يجب التنبيه إلى أن اغلب نصااوص هااذا الظهياار قااد أصاابحت‬
‫متجاوزة نظرا للتطور الهائل الحاصل في المجال البحري ‪,‬و الذي لم يعااد تشااريعها مسااايرا‬
‫له ‪,‬و لتجاوز هذا الواقع و هو البت في هذه التطورات الحاصلة ‪,‬و الدفع بعجلة هااذا النشاااط‬
‫باعتباره احد األنشطة االقتصااادية الهامااة‪ ,‬فقااد أعاادت الحكومااة ساانة ‪ 2004‬مشااروع جديااد‬
‫لتفتير مدونة ق‪/‬ت‪/‬ب إال انه مازال يلتمس طريقه إلى النور ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‪1.....................................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪:‬األحكام العامة لعقد النقل الحري للبضائع‪3..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية عقد النقل البحري للبضائع‪3.......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم عقد النقل البحري و خصائصه‪3...................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق عقد النقل البحري‪6............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل إبرام عقد النقل البحري و طرق إثباته‪..........................‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬تكوين عقد النقل البحري‪....................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات عقد النقل البحري‪.................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن عقد النقل البحري للبضائع‪10..........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد النقل البحري‪10................................‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬التزامات الناقل‪11.............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات الشاحن‪17............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام المسؤولية في عقد النقل البحري‪19.................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة و أساس المسؤولية في عقد البقل البحري للبضائع‪19...............‬‬
‫الفقاااااااااااارة الثانيااااااااااااة‪ :‬إجااااااااااااراءات رفااااااااااااع دعااااااااااااوى المسااااااااااااؤولية‬
‫‪20...............................................‬‬

‫‪32‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫الئحة المراجع المعتمدة‬

‫" سميرة كميلي محاضرات في مادة العقود التجارية سنة ‪. 2013/2012‬‬

‫" المختار بكور الوجيز في القانون البحااري شااركة باباال للطباعااة و النشاار و التوزيااع ساانة‬
‫‪.1997‬‬

‫"عاطف محمد فقي قانون التجارة البحرية‪ ,‬السفينة ‪ ,‬أشخاص المالحة البحرية ‪.‬‬

‫"وجدي حاطوم النقل البحااري فااي ضااوء القااانون و المعاهاادات الدوليااة المؤسسااة الحديثااة‬
‫للكتاب بدون سنة النشر ‪.‬‬

‫" جمال الدين عوض النقل البحري للبضائع ‪.‬‬

‫" مصطفى كمال طه القانون البحري ‪.‬‬

‫" حمود عبد اللطيف غزال التزامات الناقاال المترتبااة علااى عقااد النقاال البحااري رسااالة لنياال‬
‫دبلوم الدبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص جامعة محمد الخامس كلية العلااوم القانونيااة‬
‫و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط لسنة ‪.1994/1993‬‬

‫" فريد الحاتمي الوسيط في القانون البحري المغربي ذ ‪ 1‬مطبعة دار النشاار المغربيااة عااين‬
‫السبع الدار البيضاء الطبعة األولى ‪.2000‬‬

‫"المحجوب فتر هللا التزامات الناقل البحري في التشريع المغربي و االتفاقيات الدولية رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة وحدة التكوين و البحث كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية جامعة الحسن األول سطات ‪.2008/2007‬‬

‫"عبد القادر عطير‪ ,‬باسم محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية دراسة مقارنة‬
‫دار الثقافة ‪.2009‬‬

‫"بضراني نجاة القانون البحري الجزء األول طبعة ‪ 1993‬بدون دار النشر ‪.‬‬

‫" عادل علي المقدادي القانون البحري دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪.2011‬‬

‫‪33‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫" عاطف محمد الفقي قانون التجارة البحرية دار الفكر الجامعي الطبعة األولى‪.‬‬

‫"يوسف المصري قانون البحري الدولي دار العدالة طبعة ‪.2011‬‬

‫"عبد الرزاق أيوب مسؤولية الناقل البحري للبضائع بين القانون البحري المغربي و اتفاقية‬
‫هامبورغ ‪ 1978‬مجلة ‪ ..‬العدد ‪. 2008 7‬‬

‫‪34‬‬
‫عقد النقل البحري للبضائع‬

‫‪35‬‬

You might also like