Professional Documents
Culture Documents
عقد النقل البحري للبضائع
عقد النقل البحري للبضائع
0
السنة اجلامعية 2015-2014
عقد النقل البحري للبضائع
مقدمة
إن انفتاح المغرب على باقي الدول في ظل سياسة التبادل الحر للسلع و البضائع و انخراطه
في منظمة الكات (منظمة التجارة العالمية).و تداعيات العولمة االقتصادية ,كلها عوامل
أبرزت بجالء التطور االقتصادي و االجتماعي داخل الدولة.
و قد ساهم هذا االنفتاح االقتصادي في تحقيق متطلبات التقدم و االستمرارية بين الدول و
السعي إلى خلق قواعد موحدة تحكم النشاط التجاري الدولي بغض النظر عن طبيعة النظام
ا القتصادي الذي يسود في دولة من الدول .ودون اعتبار لطبيعة النظام القانوني الذي تتبعه
هذه الدول أو التنظيم السائد في دول العالم و المقسم إلى دول رأسمالية و أخرى اشتراكية ,
فهي قواعد تنبع من العرف التجاري الدولي. 1
و لتفعيل سياسة االنفتاح االقتصادي ,أبرمت العديد من العقود التجارية الدولية و نذكرمن
بين أهم هذه العقود ,عقد النقل البحري بنوعيه نقل المسااافرين و نقاال البضااائع .و ساانركز
في موضوعنا هذا على النوع الثاني باعتباره األكثر شاايوعا و اسااتعماال فااي مجااال التجااارة
الدولية .
و يعني عقد النقل البحري للبضائع هو قيام الناقل بإيصال البضاعة إلى المرسل إليه من
ميناء اإلقالع إلى ميناء الوصول و ذلك في المكان و الزمان المحدد في العقد.
و يؤطر عقد النقل البحري للبضائع مجموعة من النصوص القانونية ،نذكر ظهير 31
مارس 1919المتعلق بقانون التجارة البحرية المغربي و اتفاقية بروكسيل لسنة 1924
وقواعد هامبورغ لسنة 1978واتفاقية روتردام سنة 2008و التي تشكل نقلة نوعية في
ميدان التجارة الدولية بصفة عامة و عقد النقل البحري بصفة خاصة.
1
سميرة كميلي العقود التجارية كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط سنة 2013/2012ص 24
1
عقد النقل البحري للبضائع
ما ماهية هذا العقد؟ وماهي طبيعته؟و ما هي مراحل إبرام عقد النقل البحري للبضائع؟و
ما هي طبيعة و أساس المسؤولية في عقد النقل البحري للبضائع؟
أسئلة و أخرى تثار بحدة في الموضوع ,سنجيب عنها وفقا للتصميم التالي:
يعد عقد النقل بصفة عامااة ماان العقااود التجاريااة التااي نظمهااا المشاارع المغربااي فااي مدونااة
التجارة فقد جاء في المادة 443منها بأنه "اتفاق يتعهد بمقتضاه الناقل مقاباال ثماان بااأن ينقاال
شخصا أو شيء إلى مكان معين ،مع مراعاة مقتضيات النصوص الخاصة في مااادة النقاال و
االتفاقيات الدولية التااي تعااد المملكااة المغربيااة طرفااا فيها ا .".....إال أن عقااد النقاال البحااري
2
عقد النقل البحري للبضائع
للبضائع أفرد له المشرع مدونة خاصة .لذا سنحاول التعرف عن ماهيااة هااذا العقااد و نطاااق
تطبيقه (المطلب األول) على أن نخصص المطلب الثاني لمراحل إبرامه و طرق إثباته.
سنتناول في هذا المطلب تعريف عقد النقل البحري للبضائع و خصائصه في فقاارة أولااى اث م
نخصص الفقرة الثانية لنطاق تطبيقه.
تناول المشاارع المغربااي تعريااف عقااد النقاال البحااري للبضااائع فااي القساام األول ماان قا انون
التجارة البحرية لسنة 1919بحيث خصص له ثالث أبواب،حيث جاااء فااي المااادة 206ماان
هذا القانون أن "إيجار السفينة هو العقااد الااذي بمقتضاااه يلتاازم مجهزهااا نحااو المرساال بنقاال
بضائعه إلى ميناء ما أو خالل مدة ما و مقابل ثمن ما مخصص لهذا النقل إما السفينة كلها و
إما جزء منها".
و ما يالحظ على هذا التعريف هو أن المشرع لم ينظر إلى عقااد النقاال كعقااد متمياازعن عقااد
اإليجااار ،و هااو خلااط ياارتبط حقيقااة بالصااورة القديمااة للنقاال البحااري حيااث كااان صاااحب
البضاعة يستأجر سفينة أو جزء منها لينقل عليها بضاعته أو بضائع الغير.
و بالرجوع إلى اتفاقية هامبورغ الصااادرة فااي 31مااارس 1978والخاصااة بنقاال البضااائع
بحرا والتي دخلت حيز التطبيااق فااي فاااتر نااونبر 1999بعااد اسااتكمال العاادد المتطلااب ماان
المصادقات وهو 20دولة ،نجاادها تعاارف عقااد النقاال البحااري للبضااائع فااي مادتهااا األولااى
الفقرة السادسة بقولها أنه "عقد يتعهد الناقل بموجبه بأن ينقل بضائع بطريق البحر من ميناااء
آلخر لقاء أجرة".
3
عقد النقل البحري للبضائع
و قد أخد مشروع القانون ال بحري المغربي حرفيا بهذا التعريف ،وذلك في الفقرة األولى من
الفصل 95منه 2و الذي جاء فيه بأنه "كل عقد يلتاازم بمقتضاااه ناقاال بقاال بضااائع بحاارا ماان
ميناء آلخر مقابل أجر".
إذن انطالقا من التعاريف السابقة يمكن استخالص مجموعة من الخصائص التااي يتميااز بهااا
عقد النقل البحري للبضائع وهي كاآلتي:
.1عقد رضائي:
إن عقد النقل البحري للبضائع سواء كان دوليا أو داخليا هو من العقااود الرضااائية،يكفي فيااه
توفرإرادة الطرفين وهما الناقل و الشاحن أي صاااحب البضاااعة،3و بالتااالي تطااابق إرادتااي
الناقل و الشاحن يعد كافيا دون أي إجااراء شااكلي آخاار .وإن كااان المشاارع تطلااب أن يكااون
العقد مكتوبا فالكتابة هنا لإلثبات و ليس لالنعقاد.4
و ينعقد هذا العقد حتى قبل تسليم الشاحن البضائع إلى الناقل و حتى قبل تجهيزها للنقل ،الن
التسليم هو التزام يقع على الشاحن للبدء في تنفيذ العقد.5
.2عقد إذعان:
األصل أن يتم إبرام العقد باتفاق طرفيه بعد مناقشتهما للشروط الواردة فيااه.غير ان ظااروف
الممارسات البحرية الحالية جعلت شبهة اإلذعان تحوم حول عقد النقل البحري للبضائع.6
و غالبا ما تتم العملية بواسطة عقود نموذجية معدة مسبقا و بشكل موحد يكون علااى الشاااحن
اإلذعان لبنودها .7إال أن المشرع تدخل للحد من إجحاف الناقلين في الفصل 264من قااانون
التجارة البحرية المغربي حيث قال" يكون باطال و عديم األثر كاال شاارط ماادرذ فااي تااذكرة
وجدي خطوم "النقل البحري في ضوء القانون و المعاهدات الدولية"،المؤسسة الحديثة للكتاب" ،ص .28 4
عاطف محمد فقي"،قانون التجارة البحرية السفينة-أشخاص المالحة البحرية" ،ص .264 6
4
عقد النقل البحري للبضائع
الشحن أو في أي سند كان يتعلق بنقل بحري منشئ فااي المغاارب أو فااي بااالد أجنبيااة تكااون
غايته مباشرة أو غير مباشرة إعفاء المجهز من مسؤوليته أو مخالفة قواعااد االختصاااص أو
قلب عبئ اإلثبات".8
و كذلك مع كل شرط يقضي بإعطاء تعويض يقل عن السقف المحدد قانونا(المااادة 416ماان
قواعد هامبورغ) و(الفصل 266من ق.ت.ب.م).
.3عقد ملزم للجانبين :كونه يرتب التزامات متبادلة فااي ذمااة الطاارفين فماان جهااة الناقاال
يلتزم بنقل البضاعة بحرا أو المحافظة عليها حتى تسااليمها فااي ميناااء الوصااول ،وماان جهااة
أخرى يلتزم الشاحن بأداء أجرة الناقل.
.4عقد فوري :ألنه ينتج آثاره في لحظة واحدة و لو طال الزمن المطلوب و الالزم لتنفيذ
النقاال خاللااه مااا دام النقاال يااتم دفعااة واحاادة ،وبالتااالي بهااو ينقضااي بمجاارد قيااام الطاارفين
بالتزاماتهما دون أن يكون لعنصر الزمن أثر في ذلك.
.5عقد ليس عينيا :ألنه ال يشترط لتمامه تسليم الشيء المراد نقله.
تختلف النصوص القانونية المنظمة لعقد النقل البحري للبضائع باختالف النقل بااين داخلااي و
دولي.
.1داخليا:
يخضع النقل البحري للبضائع بين الموانئ المغربيااة لظهياار 31مااارس 1919الااذي يطبااق
على كل نقل دولي غير خاضع ألحكام اتفاقية دولية ،إذ أن القاضي و في غياااب أيااة اتفاقيااة
دولية واجبة التطبيق بالمغرب يكون ملزما بتطبيق هذا الظهير.9
5
عقد النقل البحري للبضائع
.2دوليا:
من أهم االتفاقيات الدولية المبرم ة في ميدان النقل البحري نذكر اتفاقية بروكسيل بتاريخ 24
غشت 101924والتي جاءت لوضع حد للنزاع الناشئ بين الناقل و الشاحن بساابب الشااروط
التعسفية التي يفرضها األول على الثاني مثل التي تعفيه من المسؤولية.
وقد نصت هذه االتفاقية في مادتها العاشرة علااى تطبيااق مقتضااياتها إذا تاام النقاال بحاارا بااين
مينائين لدولتين مختلفتين شريطة:
و المغرب لم يصادق على هذه االتفاقية ،و بالتالي فالقانون المغربي هو الواجب التطبيقي أيا
كانت جنسية األطراف و بلد إصدار الشحن حتى و لو كانت دولة متعاقدة.
تجدر اإلشارة إلى أن هذه االتفاقية قد استبعدت من نطاق تطبيقها نقل الحيوانات الحيااة وكااذا
النقل على سطر السفينة.11
كما نجد اتفاقية هامبورغ الصادرة في 31مارس ،1978و التي انظم إليها المغرب في 17
يوليوز 1981وصدر ظهير االنظمام بتاريخ 14نونبر . 1986وهااي تسااتبعد ماان أحكامهااا
النقل الذي يتم بواسطة مشارطة اإليجار في الفقاارة الرابعااة ماان المااادة " 2ال تسااري أحكااام
هذه االتفاقية على مشااارطات اإليجااار،على انااه فااي حالااة صاادور سااند شااحن اسااتنادا إلااى
مشارطة إيجار تسري أحكام هذه االتفاقية على سند الشااحن المااذكور إذا كااان ياانظم العالقااة
10دخلت حيز التطبيق في 2يونيو ,1931و عرفت تعديال بموجب بروتوكول 23فبراير ( 1968قواعد فيسبي) دخل حياز التنفياذ فاي 23يونياو
.1977
المختار بكور مرجع سابق ص 99 11
6
عقد النقل البحري للبضائع
بين الناقل و حامل سند الشحن إن لم يكاان هااو المسااتأجر" ،بخااالف معاهاادة بروكساايل التااي
تأخد بعقد النقل المثباات بسااند الشااحن أو بااأي وثيقااة أخاارى و بالتااالي العتبااار عقااد بحااري
خاضع لقواعد هامبورغ ليس بالضرورة أن يكون مصاغا في سند الشحن.
و من تم فان العبرة بوجود اتفاق بين الناقل و بين الشاااحن بصاارف النظاارعن الشااكل الااذي
يمكاان أن يصااب فيااه ،12وهااو مااا يخااالف أيضااا الفصاال 207ماان قااانون التجااارة البحريااة
المغربي الذي جاء فيه بأنه "يثبت إيجااار الساافينة أو عقااد النقاال البحااري بمشااارطة إيجااارأو
بتذكرة شحن أو بأي محررآخر".
و قد جاء في المادة 2في هذه االتفاقية بأن النقل البحري الخاضع لهذه االتفاقية هو:
علي جمال الدين عوض "النقل البحري للبضائع" 1992،القاهرة دار النهضة العربية ،ص .266 12
7
عقد النقل البحري للبضائع
هذا و متى توفرت شروط هذه االتفاقية فان عملية النقل البحري تخضااع لهااا ،و ذلااك بغااض
النظاارعن جنسااية الساافينة أو الناقاال الفعلااي أو الشاااحن أو المرساال إليااه كما ا تقضااي بااذلك
صراحة الفقرة 2من المادة الثانية من هذه االتفاقية.13
كما أن هذه االتفاقية بخالف اتفاقية بروكسيل شملت حتااى نقاال الحيوانااات الحيااة و كااذا نقاال
البضائع على سطر السفينة.
لكن بالرغم من أن اتفاقية هااامبورغ قااد وضااعت أساسااا لتحاال محاال اتفاقيااة بروكساايل فااان
تطبيق االتفاقية األولى يبقى جد محدود إن لم نقل عديم الجدوى ،و تبقى االتفاقية الثانيااة هااي
األكثر انتشارا .و تجدر اإلشارة إلااى أن أحاادث اتفاقيااة للنقاال البحااري للبضااائع هااي اتفاقيااة
األمم المتحدة بشأ ن عقود نقل البضائع كليا أو جزئيااا بطريقااة البحاار لساانة ( 2009قواعااد
روتردام).
و قد وسعت هذه االتفاقية من مدلول عقااد النقاال حياات أوردت تعريفااا للناقاال يفيااد بأنااه هااو
الشخص الذي يبرم"عقد نقل" مع الشاحن .ولم تشترط أن يكااون عقااد النقاال بحريااا كمااا هااو
الشأن بالنسبة لمعاهدة بروكسيل لسنة 1924و اتفاقية هااامبورغ لسا نة 1978و هااذا الاانص
واسع المدلول،بحيث يمكن أن يتضمن عملية النقل متعدد الوسائط أو عمليات النقاال المخااتلط
أو حتى النقل المجزأ حسب األحوال شريطة وجود مرحلة بحرية ضمن عملية النقل.
و ما يعزز هذا أيضا هو ما ورد في تعريف عقد النقل من أنه يجوز أن ينص في"عقد النقاال
على النقل بوسائط أخرى إضافة إلى النقل البحري كالنقل الجااوي أو الطرقااي أو النهااري أو
حتى السككي" كما وسعت من المدلول القانوني لمدة التزام الناقل على اعتبار أن ماادة التاازام
الناقل في معاهدة بروكسيل كان يتحدد بين شحن البضاعة في السفينة و بااين تفريغهااا منهااا،
أي تنطبق على الرحلا ة البحريااة التااي تفصاال بااين الشااحن و التفريااغ .و لمااا جاااءت اتفاقيااة
هامبورغ في سنة 1978وسعت بعض الشيء من مدة التزام الناقل بحيث تشمل الماادة التااي
تكون فيها البضاعة في عهدة الناقل في ميناء الشحن و أثناء النقل و فااي ميناااء التفريااغ .أمااا
8
عقد النقل البحري للبضائع
اتفاقية روتردام في مادتها )3/12فقد وسعت اكثر من هذه المدة حيث أرجعتها إلرادة طرفي
عقد النقل أي الناقل و الشاحن و أوردت شرطين مانعين في غاية األهمية.
أن ال يكون وقت تسليم الناقل للبضاعة الحقا لبدء تحميلها األول بمقتضى عقد النقل ،أو
• أال يكون وقت تسليم البضاعة إلى المرسل إليه سابقا إلتمام تفريغها النهائي
بمقتضى عقد النقل.
لكن رغم ما يمكن تسجيله من محاسن هذه االتفاقية فهي لم تدخل حيز التنفيذ بعد.
9
عقد النقل البحري للبضائع
و ال يظهر المرسل إليه ابتداءا كطرف في عقد النقل ,و لكن فيما بعد و في لحظة ما يصبر
هو صاحب السيطرة على البضاعة و صاحب السلطة على تنفيذ العقد ,فيكون له مطالبة
الناقل باستالم البضاعة و بالتعويض عن تلفها أو هالكها .و هو الذي يكون له أن يتحكم في
مصير البضاعة و ال يعتبر المرسل إليه قد انظم إلى عقد النقل رغم إرادته اذ يجب أن يعلن
14
عن رغبته في التمسك بسند الشحن.
ثانيا :محل العقد و طبيعته
فمحل العقد القيام بنقل بضاعة و ما السفينة إال أداة تنفيذ العقد 15,بل انه يسوغ القول بان
عقد النقل له ذاتيته و طبيعته و مقوماته التي تؤهله الن يحتل مكانا خاصا بين العقود
المعروفة ,و ال ينتقص من قيمة هذا التكييف أن السفينة قد تعين في عقد النقل .اذ أن هذا
التعيين ال يخرذ عن كونه مجرد شرط في عقد النقل بدون معرفة مكان التاريخ الذي تصل
فيه البضاعة .
فالهدف من إبرام عقد النقل البحري للبضائع هو نقل البضائع من مكان ألخر ألغراض
التجارة الدولية ,و من تم فان محل العقد هو البضائع المنقولة و بصدد مضمون البضائع فقد
جاء في الفقرة الخامسة من المادة األولى من اتفاقية هامبورغ أن كلمة البضائع تتسع لتشمل
الحيوانات الحية 16و في حالة تجمع البضائع في الحاوية أو طبلية أو أداة نقل مماثلة أو في
حالة تغليفها فان مصطلر البضائع يشمل أداة النقل أو مواد التغليف المذكورة اذا قدمها
الشاحن.
و يتضر من نص تلك الفقرة أنها لم تستهدف تعداد البضائع المشمولة بالتنظيم القانوني
التفاقية على سبيل الحصر و لكنها أوردت مجرد تعريف توضيحي ليس إال و قد تميزت
اتفاقية هامبورغ في هده الخصوصية بوضوح و بمدى أوسع جاوز ماورد بشان معاهدة
بروكسل حيت إن معاهدة بروكسل اعتراها القصور في هذا الجانب .
و بعد المقاربة بين معاهدة هامبورغ و بروكسل فيما يتعلق بمحل عقد النقل و هو البضائع
نجد أن األولى شملت جميع البضائع دون استثناء بل أنها جاءت لتواكب تطورات النقل
البحري بشان وسائل النقل الحديثة اذ أنها تناولت في التعريف أمرين اثنين
-التأكيد على شمول هدا االصطالح على الحيوانات الحية إلبراز الفرق بينهما و
بين معاهدة بروكسل في هدا الشأن .
-إدخال مكون جديد في معنى البضاعة أال و هو الحيوانات و الطبالي و غيرها من
الوسائل التي تستخدم في التعبئة إذا قدمها الشاحن .
الفقرة الثانية :إثباث عقد النقل البحري
14
النقل البحري للبضائع الدكتور جمال الدين عوض الصفحة 454
15
القانون البحري الدكتور مصطفى كمال طه الصفحة 288
16
انظر في هذا الشأن اتفاقية روتردام في تعريفها للبضائع حيث إعتبرتها أمواال منقولة.
10
عقد النقل البحري للبضائع
بالرجوع للفصل 207من ق ت ب م نجده ينص على ما يلي" يثبت إيجار السفينة أو عقد
النقل البحري بمشارطة إيجار أو بسند الشحن أو بأي محرر أخر".
كما أن المادة 7و المادة 18من قواعد هامبورغ تنص على أنه" متى أصدر الناقل وثيقة
أخرى غير سند الشحن إلثبات تسلم البضائع الواجب نقلها اعتبرت هده الوثيقة قرينة على
إبرام عقد النقل البحري و تلقي الناقل للبضائع كما هي محددة في تلك الوثيقة ".
نالحظ أن المشرع خرذ عن قاعدة حرية اإلثبات في المواد التجارية و اوجب إثبات عقد
النقل البحري بالكتابة و هده الكتابة تكون رسمية أو عرفية و الكتابة ليست شرط لصحة
العقد يترتب على إغفالها البطالن و إنما هي شرط لإلثبات فحسب و من تم ال يجوز إثبات
عقد النقل البحري بشهادة الشهود و القرائن و لكنه يجوز إثباته بما يقوم مقام الكتابة من
17
إقرار أو يمين
و لكن بالرغم من أن عقد النقل البحري يمكن أن يتم بأية وسيلة كتابية إال أن األمر في
الحياة العملية ,يتم بواسطة سند الشحن باعتباره الوسيلة المعتادة إلثبات عقد النقل البحري.
و يثبت عادة العقد ,و هو يؤدي وظائف تجعل له خاصية متميزة و سنتكلم عن بيانات سند
الشحن ,و أنواع سند الشحن ,و وظائفه في التجارة البحرية ,و حجية سند الشحن فيما يلي
أوال :بيانات سند الشحن
حسب الفصل 209من ق ت ب م و المادة 171من قواعد هامبورغ يمكن تقسيم البيانات
الواجب ذكرها على وجه الخصوص في سند الشحن إلى 5بيانات و هي
بيانات متعلقة باألطراف :و هي إسم و عنوان كل من الناقل و الشاحن بصفتهما طرفا سند
الشحن فضال عن اسم الربان و كذلك اسم و عنوان المرسل إليه إذا كان الشاحن قد سماه .
البيانات المتعلقة بشروط النقل :و هي أجرة النقل إذا كانت مستحقة بالكامل عند الوصول أو
الجزء المستحق منها فضال عن ذكر حصول النقل على سطر السفينة إذا كان النقل يجري
بهده الكيفية.
البيانات المتعلقة بتوقيع السند :و هي ذكر مكان إصداره و تاريخ هدا اإلصدار و عدد النسخ
التي حررت منه إذا حررت منه اكثر من نسخة أصلية .
البيانات المتعلقة بالرحلة :و هي اسم السفينة إذا صدر سند الشحن وقت إجراء الشحن أو
بعد إجرائه فضال عن ذكر مينائي الشحن و التفريغ المنصوص عليهما في عقد النقل
البحري .
البيانات المتعلقة بالشحنة :و هي ذكر صفات البضاعة كما أوردها الشاحن و على األخص
طبيعتها و عدد الطرود ووزنها أو حجمها أو العالمات المميزة الموضوعة عليها و حالتها
الظاهرة ,بما في ذلك حالة األوعية الموضوعة فيها ,و يجب أن تكون العالمات الموضوعة
17
القانون البحري الدكتور مصطفى كمال طه الصفحة 289
11
عقد النقل البحري للبضائع
على البضاعة كافية لتعيينها و أن توضع بحيث يمكن قراءتها حتى نهاية الرحلة و كذلك
طبقا للبيانات التي يقدمها الشاحن.
تالتا :أنواع سند الشحن
حسب المادة 211من ظهير 31مارس 1919و المادة 1من اتفاقية هامبورغ فهدا سند
الشحن قد يكون اسميا أو ألمر أو للحامل .
سند الشحن ألمر :و هو ال يتضمن اسم صاحبه و لكن يصدر إلذن أو ألمر و عبارة األمر
تفيد أن هذا السند يكون قابال للتداول عن طريق التظهير ,و هكذا فصاحب السند يستطيع
االحتفاظ به إلى حين وصول البضاعة و التقدم الستالمها أو قد يفضل التنازل عن هذا السند
لفائدة شخص أخر ,عن طريق تظهيره فيكون من حق هدا المظهر إليه التقدم الستالم
البضاعة .
وعليه فان الناقل يستطيع أن يسلم البضاعة إما للشخص الذي سحب السند ألمره أو المظهر
إليه حتى و إن كان هدا التظهير للحامل أو على بياض (الفصل 247من ق ت ب م ).
سند الشحن االسمي :يصدر متضمنا اسم صاحبه فقد يكون هو الشاحن نفسه أي في هذه
الحالة يكون الشاحن هو المرسل إليه في نفس الوقت ,أو قد يذكر اسم شخص أخر بحيث
يقوم الشاحن بإرسال البضائع إلى شخص أخر هو المرسل إليه .
و باعتبار أن سند الشحن هنا اسميا فانه ال يقبل التداول بالطرق التجارية أي التظهير و لكن
يمكن انتقاله بطريق الحوالة العادية متى توفرت شروطها كما أن الناقل أو وكيله ال يمكن
أن يسلم البضائع إال للشخص المذكور اسمه في سند الشحن( الفصل 246من ق ت ب م )
سند الشحن للحامل :أي أن حامله يكون هو صاحب السند و بالتالي صاحب الحق في
البضاعة لدلك فان الناقل أو وكيله يجب عليه أن يسلم البضاعة ألي شخص تقدم إليه حامال
لهدا السند.
أما من حيث تد اول سند الشحن لحامله فانه يتم تداوله من شخص ألخر بمجرد المناولة
اليدوية ( الفصل 248من ق ت ب م ).
و نظرا لهده السهولة في االنتقال و كدا السهولة في تسليم البضائع الممثلة بهدا السند فانه
تحف به العديد من المخاطر مثل السرقة و الضياع .
و تجدر الشارة هنا إلى أن ظهير 31مارس 1919أشار في المادة 211ألنواع سند الشحن
و لم يتحدث عنها إال في الباب المتعلق بااللتزامات المتبادلة بين األطراف.
رابعا وظائف سند الشحن
يؤدي سند الشحن 3وظائف
12
عقد النقل البحري للبضائع
يعتبر سند الشحن دليل اثبات استالم الناقل للبضاعة اذ يتضمن بيانا بمقدار البضاعة و
مواصفتها كما دونها الشاحن حيت يشترط أن يذكر في السند صفات البضاعة كما دونها
الشاحن و على األخص طبيعتها و عدد الطرود و وزنها و حالتها الظاهرة...
يعتبر سند الشحن وسيلة إثبات عقد النقل البحري للبضائع فشركات المالحة البحرية قد
درجت على االكتفاء بتحرير سند الشحن يتضمن كافة بيانات عقد النقل ليعد سند الشحن
وسيلة كافية إلثبات هدا العقد بما يحتويه من االلتزامات تقع على عاتق طرفيه .
يعتبر سند الشحن ملكية البضاعة المشحونة حيث جرى العمل على اعتباره السند الممثل
للبضاعة ,و يترتب على ذلك انه يمكن للشاحن بيع البضاعة المشحونة أو رهنها و هي
مازلت في الطريق ,و يقوم بتسليم سند الشحن للمشتري أو للمرتهن مقام تسليم البضاعة
18
ذاتها .
رابعا حجية سند الشحن في اإلثبات
القاعدة أن سند الشحن يعد حجة في إثبات البيانات التي يشتمل عليها ,و ذلك فيما بين الناقل
و الشاحن و بالنسبة للغير ,و على هدا فان سند الشحن يعد دليال على إثبات كافة ما ورد فيه
من بيانات فان ذكر في سند الشحن وقوع الشحن على سفينة معينة و في تاريخ معين صار
السند دليال على حدوت الشحن بالفعل على تلك السفينة و في ذلك التاريخ.
و إذا ذكرت في السند أوصاف البضاعة قام السند دليال على حدوث الشحن بالفعل على
تلك السفينة و في ذلك التاريخ ,و إذا ذكرت في السند أوصاف البضاعة قام السند دليال على
مطابقة البضاعة لمواصفتها الواردة في السند و المادة 16من اتفاقية هامبورغ واضحة في
هذا األساس ,و ينبغي التفرقة في هدا الخصوص بين فرضيتان
الفرضية األولى:
يعتبر سند الشحن حجة بين الناقل و الشاحن في اثبات كافة البيانات المدونة فيه و لكن هذه
الحجية ليست مطلقة بل حجية نسبية ,بمعنى انه يجوز في العالقة بين الناقل و الشاحن
اثبات خالف الدليل المستخلص من سند الشحن ,و خالف ماورد فيه من بيانات.
و قد ذهب رأي في الفقه إلى انه يجوز لكل من الناقل أو الشاحن اثبات عكس ما ورد في
سند الشحن بكافة طرق االثبات بما في ذلك البينة و القرائن و ذلك تطبيقا لمبدأ حرية
االثبات في المواد التجارية و جدير بالذكر أن المرسل إليه يعتبر طرفا في سند الشحن اذا
كان هو نفسه الشاحن أو وكيال عنه.
الفرضية الثانية:
و هنا يعتبر سند الشحن ذات حجية مطلقة في االثبات بالنسبة للغير ,حيث ال يجوز للناقل أو
الشاحن اثبات خالف الدليل المستخلص من السند أو خالف ما ورد فيه من بيانات في
18
قانون التجارة البحرية الدكتور عاطف محمد الفقى الصفحة 287
13
عقد النقل البحري للبضائع
مواجهة الغير حسن النية ,و لكن يجوز لهذا الغير في عالقته بالناقل أو الشاحن اثبات عكس
ما ورد في السند من بيانات ,و ذلك بكافة طرق االثبات بما في ذلك القرائن و البينة و ذلك
ألنه لم يكن طرفا في عقد النقل و الغير هنا (هو الذي لم يكن طرفا في سند الشحن) ,
كالمرسل إليه الذي ال يكون هو الشاحن أو وكيله و كالمؤمن على البضاعة .
يعتبر النقل البحري من أهم و أكثر الوسائل المستعملة لنقل البضائع ,إذ يشكل الركيزة
األساسية للتجارة الداخلية و الخارجية.
و إذا لم يكن النقل البحري أقدم وسائل النقل التي عرفها اإلنسان فانه كان و ما زال أهم
وسائل النقل ذات الحمولة الكبيرة. 19
و كما اشرنا سابقا ,أن من بين أهم خصائص النقل البحري,انه عقد ملزم لجانبين أي أن
طرفي العقد تترتب عليهما التزامات متقابلة . 20
و أن اإلخالل بهذه االلتزامات سواء من جانب الناقل آو الشاحن يترتب عنه نشوء مسؤولية
الطرف المخل .
ولمعالجة اآلثار المترتبة عن عقد النقل البحري ,ارتأينا تناول هذا المبحث من خالل
مطلبين ,سنتطرق في المطلب األول إلى االلتزامات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائع
على أن نخصص مطلبا ثانيا للحديث عن أحكام المسؤولية في عقد النقل البحري للبضائع.
يبرم عقد النقل البحري للبضائع بين شخصين هما الناقل من جهة و الشاحن من جهة
أخرى.
19راجع في ذلك :حمود عبد اللطيف غزال ,التزامات الناقال المترتباة علاى عقاد النقال البحاري رساالة لنيال دبلاوم الدراساات العلياا فاي القاانون
الخاص ,جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط لسنة 1993.1994ص 7
المختار بكور :الوجيز في القانون البحري سنة 1997شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ص 101 20
14
عقد النقل البحري للبضائع
و كما سبقت اإلشارة ,فالناقل هو الشخص الذي يلتزم بنقل البضاعة من ميناء إلى ميناء أخر
لقاء أجر معلوم سواء كان مالكا للسفينة أو مجهزا لها أو مستأجرا إياها 21و الشاحن هو
الشخص الذي يتعهد بتقديم بضاعة لنقلها سواء أكان مالكا لها أم بائعا لها يرسلها لمشتريها
و للتعرف بتفصيل عن التزامات كل من الناقل و الشاحن. 22
أم وكيال بالعمولة عن مالكها
سنتطرق في الفقرة األولى إلى التزامات الناقل ثم في فقرة ثانية والمعنونة بالتزامات
الشاحن.
يطرح التساؤل حول ما المقصود بالناقل؟هل هو الناقل الفعلي أم الناقل المتعاقد؟أم الناقل
23
المتتابع أو المتجانس؟
و يمكن القول أن االلتزامات تتنقل من الناقل المتعاقد (الناقل األصلي) إلى باقي الناقلين
حسب األحوال.
فالناقل الفعلي هو كل شخص يكون الناقل 24قد عقد إليه بتنفيذ نقل البضائع أو جزء من هذا
النقل حسب المادة 1من اتفاقية هامبورغ .أما الناقل المتتابع أو المتجانس فهو عملية نقل
بحري يقوم بها عدة ناقلين ,و تقع المسؤولية حسب من وجدت في عهدته البضاعة .
سوف نتطرق ألحكام المسؤولية في المطلب الثاني ,لذا ال نجد داعيا لذكرها و التفصيل فيها
في هذا المطلب.
وجدي حاطوم ,النقل البحري في ضوء القانون و المعاهدات الدولية ,المؤسسة الحديثة للكتاب ص 282بدون سنة النشر 21
23لقد عرفت اتفاقية هامبورغ في فقرتها األولى أن الناقل" كل شخص ابارم عقادا أو ابارم باسامه عقادا ماع الشااحن بنقال البضاائع بحرا".فاتفاقياة
بروكسيل عرفت الناقل في الفقرة الثانية من المادة األولى بان الناقل يشمل مالك السفينة أو مستأجرها المرتبط مع الشاحن بعقد نقل و الشاك أن هاذا
التعريف ضيق حيث يجعل مفهوم الناقل قاصرا على مالك السفينة أو مستأجرها .في حين أن مفهوم الناقل فاي اتفاقياة هاامبورغ جااء واساعا ,علاى
خالف ذلك نجد أن اتفاقية روتردام وسعت من مفهوم الناقل و الذي يفيد بأنه هو الشخص الذي يبرم عقد نقل مع الشاحن و لم تشترط أن يكاون عقاد
بحريا كليا كالمعاهدات السابقة ,و عليه فيمكن أن يتضمن النقل أشكال أخرى ,كالنقل متعدد الوسائط أو المتجانس أو المتتابع شرط أن يكون بحرا.
و نقصد هنا الناقل المتعاقد 24
15
عقد النقل البحري للبضائع
لهذا االلتزام دور و أهمية كبيرة في تنفيذ عملية النقل ,25حيت ال يمكن تصور قيام هذه
األخيرة بدون سفينة صالحة مهيأة.
لذلك يتعين على الناقل أن يبذل العناية الكافية لجعلها صالحة من جميع الجوانب و قادرة
على اإلبحار من الناحيتن المالحية و التجارية.26
و هناك من يرى أن التزام الناقل بتقديم السفينة المتفق عليها تبدو أهمية اكثر في مشارطات
إيجار السفن أكثر منها في عمليات النقل بسند الشحن ,وذلك ألن المشرع أوجب على الناقل
في مشارطات إيجار السفن الزمنية أو بالرحلة بأن يقدم السفينة المستأجرة بعينها و
المذكورة في االتفاق و ليس له أن يستبدلها بسفينة أخرى ما لم تهلك أو تصبر غير صالحة
للمالحة بسبب قوة قاهرة طرأت بعد السفر.27
و إذا كان الناقل ملزما بوضع السفينة تحت تصرف الشاحن في المكان و الزمان المتفق
عليهما الستقبال البضاعة ,فانه ملزم كذلك بإعدادها و تزويدها بالمؤونة الالزمة لذلك.
و عليه أن يعمل على تنظيف العنابر و تبخيرها و كذا الغرف المبردة و سائر أقسام السفينة
المعدة لشحن البضائع.
أوضر القضاء االنكليزي بان صالحية السفينة هو تجهيزها و إعدادها ألداء الغرض منها
the ship shall be fit for its purpose
25للتوسع أكتر في مفهوم السفينة الصالحة للمالحة انظر فريد الحاتمي ,الوسيط في القانون البحري المغربي ذ 1مطبعة دار النشر المغربية عاين
السبع ,الدار البيضاء الطبعة االولى 2000ص 42
26المحجوب فتر هللا التزامات الناقل البحري في التشريع المغربي و االتفاقيات الدولة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العلياا المعمقاة وحادة التكاوين و
البحت كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ,جامعة الحسن االول سطات . 2008/2007
27انظر عبد القادر العطير استاد بكلية الحقوق جامعة عمان االهلية سابقا و محمد ملحم استاد بكلية الحقوق الجامعة االردنياة ,الوسايط فا ي شارح
قانون التجارة البحرية (دراسة مقارنة دار التقافة 2009ص 274
16
عقد النقل البحري للبضائع
و أن الناقل يتعهد بصالحية السفينة عند إقالعها و ليس مجرد محاولته صادقا و بحسن نيااة,
جعلها صالحة للمالحة ,فإلتزامه بذلك مطلق .absolute28
و من ذلك نجد أن القضاء االنجليزي يحتم على الناقل أن يضمن صااالحية الساافينة للمالحااة
بمعنى أن التزامه بذلك هو إلتزام بتحقيق نتيجة و ليس ببذل عناية.
لكن التساؤل المطروح هنا هو أن الناقل ال يشرف شخصيا على عمليات إصااالح الساافينة و
إنما يستعين في ذلك بخدمات متخصصااين فااي المياادان يقومااون بعمليااة الفحااص الاادوري و
إصالح األضرار التي تكون قد لحقت بالسفينة و هنااا يثااور إشااكال حااول ماادى اعتبااار هااذه
الشهادة قرينة على صالحية السفينة للمالحة ,تخلص الناقل من عبئ إثبات العناية الكافية.
و جوابا على ذلك فان الفصل 214من ق/ت/ب/م .ياانص علااى أنااه "يجااوز أن يقباال إثبااات
عدم صالحية السفينة للمالحة بالرغم من شهادة المعاينة عند اإلقالع و لو كااان هااذا اإلثبااات
يناقض مضمون تلك الشهادات".
األمر الذي يفهم منه على أن المشرع المغربي لم يعتبر شهادة المعاينة قرينة على صااالحية
السفينة للمالحة و ال ببذل الناقل العناية الكافية. 29
و التزام الناقاال ببااذل العنايااة الالزمااة لجعاال الساافينة صااالحة للمالحااة يقاااس بمعيااار عنايااة
الشخص العادي.
شحن البضاعة:
الشحن هو عملية رفع البضاعة عن الرصيف ووضعها على ظهر الساافينة ,و يحصاال ذلااك
بواسطة الرافعات أو اآلالت أو األنابيب أو المضخات حسب طبيعة البضاعة المشحونة.
و يتم غالبا بواسطة روافع الميناء المثبتة على الشاطئ أو العائمة أو روافع السفينة التااي قاال
استعمالها في الوقت الحاضر و ذلك لتوفرها على الشواطئ من ناحيااة ,و ماان ناحيااة أخاارى
عبد القادر عطير و محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص 244 28
بطراني نجاة القانون البحري الجزء 1طبعة 1993بدون دار النشر ص 253 29
17
عقد النقل البحري للبضائع
لزيادة القدرة االستيعابية للسفينة ,حيت تحتل الروافااع نساابة ال بااأس بهااا ماان سااعة الساافينة
و عملية الشحن يجري االتفاق على تحديد من يتوالهااا فااي العقااد سااواء الشاااحن 30
التحميلية
مالك البضاعة أو الناقل ,و إن كان الاابعض ياارى أن االلتاازام هااو فااي األصاال ملقااى علااى
31
عاتق الشاحن ,ما لم يتفق على خالف ذلك.
غير أن عملية الشحن يقوم بها عااادة الناقاال لتااوافر الخباارة و الوسا ائل الكافيااة للقيااام بهااا ,و
الغالب أن يتفق الناقل مع شااركات متخصصااة لهااذا الغاارض تقااوم بعمليااة الشااحن برافعااات
عائمة أو برافعات السفينة إذا تعلق األمر ببضائع ,أما إذا كانت سوائل كالبترول مثال فيكااون
32
شحنها بأنابيب خاصة.
و شحن البضاعة يجب أن يتم في الميعاد المتفق عليه فااي عقااد النقاال البحااري ,و عنااد خلااو
العقد من تحديد هذا الميعاد ,يتوجب الرجوع على العرف الجاااري فااي الميناااء الااذي جاارى
فيه الشحن.33
يقصد بالرص عملية وضع البضاعة المراد نقلها في األماكن المعدة لها في عنابر الساافينة و
على سطحها بطريقة تحفظها و ال تعرضها للتلف أو الهالك أثناء الرحلة البحرية.
و ترص 34
كما يراعى على أن توضع هذه البضائع بطريقة فنية يتحقق معها توازن السفينة
البضائع وفااق قواعااد فنيااة اسااتقر عليهااا العماال فااي المااوانئ حسااب طبيعااة البضاااعة و قااد
تعرضت لها بعض االتفاقيات الدولية أهمها اتفاقية لندن سنة 1920الخاصة بخطوط الشحن
.35
31عبد القادر عطير و محمد ملحم م.س.ص 277و انظر سعيد مراد عقد البحري للبضائع وفقا للقانون البحاري الجزائاري و االتفاقياات الدولياة
رسالة نيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص 2012/2011ص .288
عادل علي المقدادي ,القانون البحري دار التقافة للنشر و التوزيع 2011ص 118 32
عبد القادر عطير ,باسم محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص 281 34
عبد القادر عطير ,محمد ملحم الوسيط في شرح القانون التجارة البحرية مرجع سابق ص 281 35
18
عقد النقل البحري للبضائع
و يقع على الناقل ,مسؤولية التعويض عن األضرار الناجمة عن الخطأ في عملية الاارص و
التحزيم و ال يعفيه من هذه من هذه المسؤولية ,إذا كانت عملية الرص قد قامت بها شركات
انتدبها الناقل لهذا الغرض أو تابعوه ألنه فااي الحااالتين يجااب أن تكااون عمليااة الاارص تحاات
إشرافه.36
إن أهم التزام يقع على عاتق الناقل بموجب عقد النقاال البحااري هااو االلتاازام بنقاال البضاااعة
المتفق عليها من ميناء الشحن إلااى ميناااء الوصااول فااي الميعاااد الااذي يتضاامنه العقااد,أو فااي
الميعاد المعقول و التزام الناقل بنقل البضاعة هو التزام جوهري و أساسي و الذي يميز هااذا
العقد عن بقية العقود.
و على الناقل إستنادا إلى هذا اإللتاازام ,أن ال يغياار خااط سااير المالحااة الااذي تساالكه الساافن
عادة ,و قد تتعرض السفينة إلى مخاطر البحاار بساابب تغيياار خااط المالحااة بقصااد الوصااول
بأسرع وقت مما قد يعرضها إلى مخاااطر البحاار ,لااذا يتمنااع علااى الربااان القيااام بااذلك ,وإال
سيتحمل األضرار الناجمة عن هذا التغيير ,و ال يعفيه من المسؤولية ,سوى بعض الحاااالت
التي يتوجب عليه إثباتها كحاالت القوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو مااا يعاارف باااالنحراف
المعقول.37
و يجب على الناقل أن يتم النقل بنفس السفينة التي شحنت بها البضائع ,و ال يحق له تغييرها
في الطريق .إال انه في األحوال التي تصبر فيها السفينة غير صالحة للمالحة أثناء الساافر و
ألي سبب كان ,يجوز له استبدالها بسفينة أخرى لتكملااة الرحلااة البحريااة بإيصااال البضاااعة
إلى ميناء الوصول ,و يشترط في هذه الحالة أن تكون السفينة الثانية صالحة للمالحااة ,و أن
عادل علي المقدادي القانون البحري مرجع سابق ص 120بتصرف . 37
19
عقد النقل البحري للبضائع
يتخذ الناقل جميع التدابير الالزمة للمحافظة على البضاعة أثناء عمليااة تفريغهااا ماان الساافينة
القديمة و إعادة شحنها على السفينة الجديدة و إخطار الشاحن بذلك.38
و يعتبرعمل تفريغ البضاعة عمال متممااا اللتاازام النقاال ,و يجااري التفريااغ بعااد أخااذ موافقااة
السلطات المختصة في ميناء الوصول و األصل أن هذا االلتزام يقع على الناقاال ,إال انااه ال
يمنع من االتفاق علااى أن يقااوم بعمليااة التفريااغ الشاااحن أو المرساال إليااه و الغالااب أن تقااوم
شركات أو أشخاص بعملية التفريغ يتفق الناقل معهم للقيام بهذه المهمة.39
و عمليااة التفريااغ هاتااه تقتضااي ماان الناقاال اتخاااذ كافااة االحتياطااات الالزمااة لمنااع تعاارض
البضاعة ألي تلف أو هالك حيث سااتجعله مسااؤوال أمااام الشاااحن أو المرساال إليااه عاان كاال
ضرر يصيب البضاعة ناجم عن عملية التفريغ.40
كما أن االلتزام بتسليم البضاعة هي العملية التي ينتهي بها تنفيذ عقد النقل البحري و التسااليم
عملية قانونية يقصد بها وضع البضاعة المنقولة تحت تصرف الشاحن أو المرسل إليه كاملة
وسليمة بحالتها التي تمت عند الشحن ,و يتم تثبيت عملية التسليم و ذلك إمااا بإعطاااء إيصااال
(توصيل) إلااى الربااان يتضاامن اعترافااا ماان الشاااحن أو المرساال إليااه باسااتالم البضاااعة أو
بالتأشير على نسخة سند الشحن التي يحملها الناقل و التااي تبااين بااأن التسااليم الفعلااي قااد تاام
للشاحن أو المرسل إليه و يوقع من قبل المستلم.41
يقع على عاتق الشاحن تسليم البضاعة إلى الناقل و أيضا دفع األجرة المستحقة للقيام بعمليااة
النقل.
20
عقد النقل البحري للبضائع
يتوجب على الشاحن ,قيامه بإحضار البضائع التي تعود إليه و تسليمها إلااى الناقاال و يجااب
أن يكون ذلك في الميعاد و المكان المتفق عليه في عقد النقل البحري.
و في حالة عدم تحديد زمان و مكان التسليم في االتفاق الجاري بينهمااا يااتم اللجااوء فااي هااذه
الحالة إلى العرف السائد في ميناء الشحن لتحديد وقت و مكان التسليم. 42
و إذا تخلف الشاحن عن تسليم البضاااعة فااي الوقاات و المكااان المتفااق عليهمااا ,فانااه يتحماال
األجر كامال عن الرحلة المتفق عليها ,إضافة إلى النفقات التي تكبدها الناقل في سبيل تهيئااة
السفينة للنقل و عند إحضار الشاحن للبضاعة المتفق عليها تجري عملية الشااحن علااى ظهاار
الساافينة ,و يجااوز للشاااحن القيااام بعمليااة الشااحن إذا وجااد اتفاااق علااى ذلااك فااي عقااد النقاال
البحري.43
تسمى أجرة النقل بالنولون و هي تسمية ترددت كثيرا في قانون التجارة البحرية العثماااني و
هي المقابل الذي يلتزم الشاحن بدفعه للناقل مقابل التزام هذا األخير بنقاال البضااائع المملوكااة
للشاحن بواسطة سفينة و تسليمها في حالة تجارية ,فهو المقابل لنقل البضائع من ميناااء إلااى
أخر بموجب عقد النقل وهو قابل للدفع في حالة تسليم البضائع سليمة ,فإذا فقاادت البضاااعة
في الطريق فال يدفع شيء عنها.44
و األصل أن مقدار األجرة يتم تحديده باتفاق األطراف ,و إذا لم يتم تحديااده يرجااع فيااه إلااى
العرف أو يتحدد بأجرة المثل الذي يخضع لتقدير القاضي.45
يتم تحديد أجرة النقل على أساس حجم البضاعة و نوعها و كميتها ووزنها.
انظر عبد القادر عطير باسم محمد ملحم ,الوسيط في شرح قانون التجارة مرجع سابق ص 265 44
انظر عبد القادر عطير باسم محمد ملحم ,الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية مرجع سابق ص 265 45
21
عقد النقل البحري للبضائع
و يمكن أن يتفق األطراف على أن يقوم المرسل إليااه باادفع األجاارة فااي ميناااء الوصااول مااع
بقاء حق الناقل في الرجوع إلى الشاحن في حالة تخلف المرسل إليه.46
كما هو معلوم فالنقل البحري للبضائع يلعب أهمية كبيرة مقارنة مااع وسااائل النقاال األخاارى,
كما أن جل الدول المطلة على البحر تستعمل هذا النوع من النقل فااي تنميتهااا االقتصااادية ,و
كذلك االمتياز الذي تقدمه السفينة من حيث طاقتها االسااتيعابية ,إال أن هااذا كلااه ال يقااي ماان
المخاطر الجسيمة التي تطبع عقد النقل الن المجال البحري محفوف بالمخاااطر لهااذا ارتأينااا
في هذا المطلب تسااليط الضااوء علااى المسااؤولية فااي عقااد النقاال و ساانركز باااألخص علااى
مسؤولية الناقل ألنها من أهم المسائل التي يثيرها عقد النقل البحري و اكترها تعقيدا.47
محاضرات االستاذ المختار البكور ,القاها على طلبة سلك االجازة في القانون الخاص سنة 2012.2013 46
عاطف محمد الفقي ,قانون التجارة البحرية ,دار الفكر الجامعي الطبعة األولى ص 333 47
22
عقد النقل البحري للبضائع
لهذا سنسلط الضوء في هذا المطلب على طبيعة و أساس المسؤولية في عقد النقل البحري و
كذلك إجراءات رفع الدعوى.
إن االلتزام الملقى على عاتق الناقل البحري للبضائع هو التاازام بباادل عنايااة,فالناقل بموجااب
عقد النقل البحري الذي ابرمه مع الشاحن يلتزم بنقل البضاعة و إيصالها إلى الميناء المتفق
عليااه و بالتااالي فعاادم تحقااق هااذه النتيجااة يمكاان أن يرتااب مسااؤوليته ,فهااذه المسااؤولية هااي
مسؤولية عقدية.
كما أن هذه المسؤولية هي مسؤولية شخصية أي أساسها الخطأ و هذا الخطأ هو مفترض في
جانب الناقل و هو ما يتضر من المادة 5من قواعد هامبورغ.
48
إن أساس المسؤولية في قواعد هامبورغ هو الخطأ أو اإلهمال المفترض
و بالرجوع إلى الفقرة األولى من المادة 5من اتفاقية هامبورغ نجد على أنها تنص على انااه
"يسأل الناقل عن الخسارة الناتجة عن هالك البضائع أو تلفها و كذا الناتجة عن تأخير فااي
التسليم"...
و نستشف من خالل هذه الفقرة أن الناقل يكون مسؤوال في حالة الهالك أو التلف أو التأخير
وما دام لم تحدد لنا االتفاقية أي نوع من الهالك و بالتالي فااان الناقاال يكااون مسااؤوال عاان
الهااالك الكلااي كمااا لااو احترقاات البضاااعة أو غرقاات أو أتلفاات تلفااا كليااا ,49وكااذلك الهااالك
الجزئي فمسالة تقديره تعود إلى مقارنة وزن أو حجم البضاعة أو عااددها المااذكور فااي سااند
الشحن مع وزنها و حجمها أو عددها الذي سلمه الناقل إلى المرسل إليه عند الوصول.50
المختار يكور الوجيز في القانون البحري ,شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع طبعة 1997ص 107.108 48
عبد القادر العطير باسم محمد ملحم ,شرح قانون التجارة البحرية دار الثقافة ,الطبقة األولى الصفحة 316 49
عادل على مقدادي القانون البحري ,دار التفافة الطبقة األولى ص 129 50
23
عقد النقل البحري للبضائع
وهناك أيضا عجز الطريااق فبااالرغم ماان عاادم التنصاايص عليااه صااراحة سااواء فااي ظهياار
1919أو في قواعد هامبورغ إال انه من المتعارف عليه هو أن هذا الهالك أو التلف البسيط
ال يسال عنه الناقل.51
كما يعتبر من حاالت المسؤولية للناقل تلف البضاعة (فهذا النوع من الضرر نجده في المادة
5من اتفاقية هامبورغ) و يقصد بهااا وصااول البضاااعة كاملااة ماان حيااث وزنهااا و مقاادارها
ولكن في حالة معيبة و سيئة سواء شمل هذا العيب لبضاعتها كلهااا أو جزئهااا كمااا لااو كاناات
أجهزة ووصلت محطمة أو فاكهة و تضررت 52فإذا لم يذكر في سند الشحن حالااة البضاااعة
افترض أنها سلمت بحالة جيدة .و الناقل ال يستطيع أن يثبت عكااس مااا تضاامن سااند الشااحن
تجاه الغير الحامل الشرعي للسند 53باإلضافة إلى الهالك و التلف نجد أن التأخير هو كااذلك
سبب من أسباب قيام المسؤولية .إال أن هذا السبب لم تكن تنص عليه اتفاقية بروكساايل لساانة
1924بل كانت تقتصر على الهالك و التلف و كان ذلك راجع فااي ذلااك الوقاات إلااى وجااود
سفن شراعية وبطيئة تضطرها إلى التأخير.
إال أن اتفاقية هامبورغ في فقرتها الثانية من المادة 5تداركت هذا الوضع و نصت على انااه
" يقع التأخير في التسل يم إذا لم تسلم البضائع فااي ميناااء التفريااغ المنصااوص عليااه فااي عقااد
النقل البحري في حدود المهلة المتفق عليها صراحة أو في حالة عدم وجود هذا االتفاااق فااي
حدود المهلة التي يكون من المعقول تطلب إتمام التسااليم خاللهااا ماان ناقاال يقااظ مااع مراعاااة
ظروف الحال".
و حسب هااذه الفقاارة فا ان ه إذا تاام االتفاااق علااى مهلااة معينااة لنقاال البضااائع و لاام تصاال هااذه
البضاعة خالل هذه المدة فان ذلك يعتبر تأخير.
المختار بكور ,الوجيز في القانون البحري ,شركة بابل للصناعة و النشر و التوزيع طبقة 1927ص 109 51
يوسف المصري القانون البحري الدولي دار العدالة الطبقة األولى ص 31 52
24
عقد النقل البحري للبضائع
• إذا لم تسلم خالل 60يوم تلي التاريخ المتفق عليه فان ذلك ال يعتبر تأخيرا بل
هالكا.
أما الحالة التي ال يوجد فيها االتفاق فانه ياخد بالمهلة المعقولة.
بما أن التزام الناقل البحري بنقاال البضاااعة سااالمة إلااى ميناااء الوصااول هااو التاازام بتحقيااق
نتيجة ,وان الناقل البحري يسال لمجرد عدم تسليم البضاعة كاملااة سااليمة إلااى المرساال إليااه
في الميعاد المتفق عليه.
إال انه يمكن للناقل دفع المسؤولية عنه و اإلعفاء منها 54و بالتالي إذا ما رجعنا إلااى حاااالت
اإلعفاء القانونية نجد ظهير 1919قد نص على مجموعة من الحاالت يمكاان للناقاال التمسااك
بها لدفع المسؤولية عنه و هي كالتالي:
القوة القاهرة:
إذ ما رجعنا إلى الفصل 221من( ق/ت/ب) فان الناقل يبقى مسؤوال عن كل هالك أو تلااف
يصيب البضائع ما دامت تحت حراسته ما لم يثبت وجااود قااوة قاااهرة ,وتمثاال هااذه األخياارة
والحادث الفجائي وسيلة قانونية تسمر للمدين في التزام عقاادي أصاابر مسااتحيل التنفيااذ طبقااا
لها ,بالتحلل من هذا االلتزام ,إضافة إلى إنها وسيلة قانونية تسمر له بالتملص من مسااؤوليته
المدنية عموما.
كما نضم المشرع القوة القاهرة و الحدث الفجائي في الفصل 269من ق/ل/ع.
انه يجب أن يكون الحادث غير متوقع و يقصد به أن يكااون الحااادث قااادم ماان خااارذ دائاارة
نشاط الناقل.
يوسف المصري ,قانون البحري الدولي ,دار العدالة طبعة 2011ص 32 54
25
عقد النقل البحري للبضائع
و كما أن الحادث يجب أن يكون غير قابل للاادفع وهااذه الفكاارة تفيااد معنيااين األول هااو عاادم
قدرة الشخص على منع نشوء الواقعة المنشاة للقوة القاهرة و الثانية تتمثل في عدم تمكنه من
التصدي لآلثار المترتبة عنها
العيب الخفي:
طبقا للفصل 213ق/ت/ب.فانه من االلتزامات الملقى على عاتق الناقل تقديم سفينة صااالحة
للمالحة و بالتالي فاإلخالل بهذا االلتاازام يرتااب عنااه مسااؤولية إذا مااا تساابب هااذا االخااتالل
بضرر و ال يعفى من هذا المسؤولية إال إذا اثبت أن الضرر ناتج عن عيب خفي في الساافينة
ال يمكن اكتشافه إال بالفحص الدقيق و الواقع انه إذا كااان باإلمكااان قبااول فكاارة العيااب فااي
السفينة في بداية القرن الماضي و هي الفترة التي صدر فيها ظهياار 1919بااالنظر للبساااطة
التي كانت تتميز بها صناعة السفن إال انه في الوقت الحالي و مع ظهور تنافسية في صناعة
السفن و حيث ولجت ميدان المالحة سفن مزودة بتكنولوجيا عالية في الدقة و الحداثة ,لااذلك
فان الفحص الدقيق لهذا النوع من السفن من طرف متخصصين جعاال ماان العيااب المكتشااف
أثناء الرحلة من العيوب التي تتضمن احد عناصر الحادث الفجائي المتمثل في عدم التوقع و
نجد كذلك باإلضافة إلى القوة القاهرة و العيب الخفي ,الخطأ المالحي فهو ال يشكل حالة من
حاالت اإلعفاء من المسؤولية بالنسبة للناقل إال إذا اشااترط ذلااك التحلياال صااراحة فااي عقااد
النقل (الفصل 264ق/ت/ب/ذ) باإلضافة إلى خطا صاحب البضاعة.
باإلضافة إلى حالة اإلعفاء القانونية نجد حالة اإلعفاااء االتفاقيااة ففااي هااذه الحالااة نجااد حالااة
اإلعفاء العامة و الحالة الخاصة ففي حالة اإلعفاء العامة:
أما حاالت اإلعفاء وفق اتفاقية هامبورغ فهي ال تخرذ عن نطاق الدفع بان الناقاال آو وكيلااه
أو مستخدموه اتخذوا االحتياطات و التدابير التي من شانها أن تجنب و قوع الضاارر (الفقاارة
1من المادة 5من اتفاقية هامبورغ) كان يبرر ان السفينة مجهاازة وفااق المعااايير المطلوبااة,
ونجد كذلك حاالت اإلعفاء الخاصة و تتجلى في:
26
عقد النقل البحري للبضائع
• الحريق :حيت أن كل األضرار التي تكون نتيجة حريق يعفى منها الناقل مبدئيا
ما يثبت المدعي أن هذا الحريق كان نتيجة خطا أو إهمال ناقل أو تابعيه أو
وكالئه ( المادة 5الفقرة 55 .)4و كذلك.
• نقل الحيوانات الحية :أن اتفاقية هامبورغ في (المادة 5الفقرة )5تتعلق بدفع
الناقل مسؤوليته عن األضرار الالحقة بالبضاعة إذا كانت من الحيوانات الحية وحتااى ياادفع
الناقل مسؤوليته يلزمه إثبات أن تلك األضرار كانت نتيجة المخاطر الخاصة التي ترافق نقل
الحيوانات مثال كإصابتها بالكسور نتيجة تصارعها داخل السفينة 56لكن أليس من حق الناقاال
أن يدفع بأسباب اإلعفاء األخرى؟
من حاالت اإلعفاء الخاصة كذلك انقاد أرواح اوممتلكات و إذا ما رجعنا الااى البنااد السااادس
من المادة 5نجد انااه تاانص علااى"ال يسااال الناقاال إال فااي حالااة الخسااارة المشااتركة إذا نااتج
الهالك أو التلف أو التأخير عن تدابير النقاد األرواح,أو عاان تاادابير معقولااة النقاااد األرواح
في البحر"
فمعنى هذا أن الناقاال ال يكااون مسااؤوال عاان الهااالك أو التلااف التااأخير فااي تسااليم البضاااعة
الناتجة عن التدابير المتخذة ماان قبلااه النقاااد األرواح أو الممتلكااات فااي البحاار إال فااي حالااة
الخسارة البحرية المشتركة فالناقل هنا ليس عليه إثبات انه اتخذ كافة الوسااائل لتجنااب وقااوع
الحادث بل أن الضرر نشا عن التدابير المتخذة النقاااد األرواح فااي البحاار وان الضاارر نشااأ
عن تدابير معقولة النقاد الممتلكات في البحر.
27
عقد النقل البحري للبضائع
ما دامت مسؤولية الناقل البحري هي مسؤولية تعاقديااة لااذلك ماان حااق الطاارف المتضاارر
اللجوء الى المحكمة إلقامة دعوى المطالبااة بااالتعويض لااذلك البااد ماان تحديااد أطااراف هااذه
الدعوى تم كيفية مباشرتها و أخيرا المحكمة المختصة.
فمن حيت األطراف البد من وجود مدعي و مدعى عليه فالمدعي في دعوى المسؤولية على
الناقل و من يقوم مقامه هااو صاااحب الحااق بالبضااائع التااي أتلفاات أو هلكاات فقااد يكااون هااذا
الشاحن نفسه و قد يكون المرسل إليه و قد يكون الحامل الشرعي لسند الشحن.57
و كما يحق للمؤمن إقامة الدعوى ضد الناقل المطالبة بالتعويض الذي منحه للمؤمن له الااذي
قد يكون الشاحن أو المرسل إليه.58
أما المدعى عليه :فهو الناقل سواء كان المتعاقد األصلي أو الناقل الفعلي ,فالمتعاقااد األصاالي
هو الذي يتعاقد مع الشاااحن علااى نقاال البضاااعة إلااى ميناااء الوصااول و يمكاان لهااا المتعاقااد
األصلي أن يعهد بنقل البضاعة إلى ناقل أخاار ال تربطااه بالشاااحن أي عالقااة تعاقديااة و هااو
الذي يسمى بالناقل الفعلي.
و حماية لصاحب البضاعة فان ظهير 1919و كذلك اتفاقية هامبورغ فإنهمااا أقاارا علااى أن
الناقل المتعاقد يبقى مسؤوال تجاه الشاحن أو المرسل إليااه حتااى و لااو تضااررت البضاااعة و
هي في عهدة النا قل الفعلي ,كما أجاز أيضا انه يمكن للمدعي متابعة هذا الناقل الفعلااي رغاام
انااه ال تربطهااا أيااه عالقااة ,59و اآلن سااننطلق إلااى إجااراءات رفااع الاادعوى فحسااب اتفاقيااة
هامبورغ فعلى المدعي تقديم احتجاذ كتابي كيفما كان شكل هذه الكتابااة علااى خااالف ظهياار
1919الذي تنص على انه يتم االحتجاذ برسالة مضمونه .
و هناك أيضا اختالف على مستوى تقديم االحتجاذ ,فان اتفاقية هامبورغ مياازت بااين مااا إذا
كان الضرر ظاهرا أو غير ظاهر ,ففي الحالة األولى فان االحتجاذ يقدم فااي اليااوم المااوالي
28
عقد النقل البحري للبضائع
لتسليم البضاعة إلى المرسل إليه ,أما إذا كان الضرر غير ظاهر فان االحتجاذ يكون خااالل
15يااوم المواليااة لتسااليم البضاااعة إلااى المرساال إليااه ,و إذا تعلااق األماار بتااأخير فااان هااذا
االحتجاذ يجب أن يقام خالل اجل 60يوم الموالية لتسليم البضاعة إلى المرسل إليه .
أما على مستوى الظهير فان االحتجاذ يكون خالل 8أيام من التسااليم الفعلااي للبضاااعة إلااى
المرسل إليه.
أما فيما يخص إقامة الدعوى القضائية فان االتفاقية حددتها خااالل اجاال ساانتين تحاات طائلااة
التقادم و ذلك ابتداء من يوم تسليم البضاعة أو جزء منها أو ابتداء من أخر يوم كان يجب أن
تسلم فيه البضاعة ,أما ظهير 1919فانه أكد علااى أن إقامااة الاادعوى القضااائية داخاال اجاال
90يوم من تاريخ توجيه االحتجاذ كما أنها تتقادم ضد الناقل البحري لمرور سنة ماان تاااريخ
وصول البضاعة أو من التاريخ المفروض أن تصل فيه هذه البضاعة.
منذ أحدات المحاكم التجاريااة بااالمغرب ,و اعتبااار عقااد النقاال البحااري هااو عقااد تجاااري ,و
بالتالي فالمحكمة المختصة في النزاعات الناتجة عن هذا العقد حسب ما تحدده المااادة 5ماان
قانون 53.95المحدت للمحاااكم التجاريااة التااي تاانص علااى انااه "تخااتص المحاااكم التجاريااة
في الدعاوى التي تتعلق بالعقود التجارية بالنظر:
فهذه النصوص جاءت صريحة وواضحة بالحسم في مسالة المحكمة المختصة في النزاعات
الناشئة عن عقد النقل البحري.
إال انه يمكاان للناقاال بتضاامين سااند الشااحن شاارطا بمقتضاااه يماانر االختصاااص للنضاار فااي
النزاعات الناشئة عن تنفيذه إلى محاكم بعيدة عاان الشاااحن أو المرساال إليااه ممااا يحماال هااذا
29
عقد النقل البحري للبضائع
األخير نفقات إضافية إذ ما رغب في مقاضاة الناقل البحااري إال انااه إذا رجعنااا إلااى الفصاال
60
1/254من ق/ت/ب /ينص على بطالن كل شرط من شانه مخالفة قواعد االختصاص
فيما يخص هذه النقطة نجد المادة 21من اتفاقية هامبورغ في فقرتها األولى تعطااي للماادعي
الخيار في رفع الدعوى المتعلقة بنقل البضائع بين اختصاص محاكم إحدى الاادول التااي يقااع
في إقليمها احد األماكن التي حدثتها و هي
• المحل الرسمي لعمل المدعى عليه ,و إن لم يكن له محل رئيسي فالمحل
االعتيادي له القامة المدعى عليه
• مكان إبرام العقد شريطة أن يكون للمدعى عليه فيه محل عمل أو فرع أو وكالة
ابرم العقد عن طريق أي منها
• ميناء الشحن أو ميناء التفريغ
و بين أي مكان أخر يعين لهذا الغرض في عقد النقل البحري و اذا اختار المدعي ماان بااين
هذه الخيارات دولة معينة إلقامة الاادعوى فااان قااانون هااذه الدولا ة هااو الااذي يعااين المحكمااة
المختصة نوعيا و محليااا بااالنظر فااي الناازاع ,و حسااب الفقاارة الثانيااة ماان نفااس المااادة فااان
للمدعي خيارا أخر يتمثل في محاكم أي ميناء أو مكان في دولااة متعاقاادة يكااون قااد وقااع فيااه
الحجز على السفينة حاملة البضاعة"السفينة الناقلة" و أية سفينة أخرى مملوكة لنفس المالك
فالحكمة من هذا االختيار هو إعطاء المضرور فرصة الحصول على سند تنفيذي بالتعويض
يسمر باالشتراك في توزيع ناتج بيع السفينة المحجوز عليها.61
و هكذا إذا أتم إثبات مسؤولية الناقل عن الضرر فان المادة 6ماان اتفاقيااة هااامبورغ حااددت
التعويض ما إذا كانت المسؤولية ناتجة عن الهالك أو التلف أو ناتجة عن التأخير.
60ينص الفصل 264ق.ت.ب على انه يكون باطال و عديم االتر كل شرط مدرذ في تذكرة الشاحن أو فاي أي ساند كاان يتعلاق بحاري منشاأ فاي
المغرب آو في بالد أجنبية تكون غايته مباشرة إعفاء المجهز من مسؤولية أو مخالفة قواعد االختصاص.
61عبد الرزاق ايوب ,مسؤولية الناقل البحري للبضائع بين القانون البحري المغربي و اتفاقية هامبورغ سانة 1978مجلاة طانجس العادد 2008.7
ص1
30
عقد النقل البحري للبضائع
خاتمة
من خالل هذا العرض حاولنا قدر المستطاع تسااليط الضااوء علااى عقااد النقاال البحااري علااى
ضوء ظهير 31مارس 1919و اتفاقية هامبورغ له سنة ,1978و قد أفرزت هذه اإلطاللااة
على وجود تباين و اختالف طفيف في بعض المسائل بااين أحكااام هااذا الظهياار و مقتضاايات
اتفاقية هامبورغ ,فهذا االخااتالف يعاازى إلااى أن الظهياار كااان فتاارة االسااتعمار و هااي فتاارة
اتسمت بعدم نضج األفكار ,و يجب التنبيه إلى أن اغلب نصااوص هااذا الظهياار قااد أصاابحت
متجاوزة نظرا للتطور الهائل الحاصل في المجال البحري ,و الذي لم يعااد تشااريعها مسااايرا
له ,و لتجاوز هذا الواقع و هو البت في هذه التطورات الحاصلة ,و الدفع بعجلة هااذا النشاااط
باعتباره احد األنشطة االقتصااادية الهامااة ,فقااد أعاادت الحكومااة ساانة 2004مشااروع جديااد
لتفتير مدونة ق/ت/ب إال انه مازال يلتمس طريقه إلى النور .
31
عقد النقل البحري للبضائع
الفهرس
مقدمة1.....................................................................................
المبحث األول :األحكام العامة لعقد النقل الحري للبضائع3..............................
32
عقد النقل البحري للبضائع
" المختار بكور الوجيز في القانون البحااري شااركة باباال للطباعااة و النشاار و التوزيااع ساانة
.1997
"عاطف محمد فقي قانون التجارة البحرية ,السفينة ,أشخاص المالحة البحرية .
"وجدي حاطوم النقل البحااري فااي ضااوء القااانون و المعاهاادات الدوليااة المؤسسااة الحديثااة
للكتاب بدون سنة النشر .
" حمود عبد اللطيف غزال التزامات الناقاال المترتبااة علااى عقااد النقاال البحااري رسااالة لنياال
دبلوم الدبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص جامعة محمد الخامس كلية العلااوم القانونيااة
و االقتصادية و االجتماعية اكدال الرباط لسنة .1994/1993
" فريد الحاتمي الوسيط في القانون البحري المغربي ذ 1مطبعة دار النشاار المغربيااة عااين
السبع الدار البيضاء الطبعة األولى .2000
"المحجوب فتر هللا التزامات الناقل البحري في التشريع المغربي و االتفاقيات الدولية رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة وحدة التكوين و البحث كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية جامعة الحسن األول سطات .2008/2007
"عبد القادر عطير ,باسم محمد ملحم الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية دراسة مقارنة
دار الثقافة .2009
"بضراني نجاة القانون البحري الجزء األول طبعة 1993بدون دار النشر .
" عادل علي المقدادي القانون البحري دار الثقافة للنشر و التوزيع .2011
33
عقد النقل البحري للبضائع
" عاطف محمد الفقي قانون التجارة البحرية دار الفكر الجامعي الطبعة األولى.
"عبد الرزاق أيوب مسؤولية الناقل البحري للبضائع بين القانون البحري المغربي و اتفاقية
هامبورغ 1978مجلة ..العدد . 2008 7
34
عقد النقل البحري للبضائع
35