You are on page 1of 46

‫أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد‬

‫يف اإلدارة العامة للدولة‬


‫((دراسة تطبيقية مقارنة))‬

‫اعــــداد ‪/‬‬
‫عبد الرحيم حممد حسان‬

‫الصفحة ‪ 1‬من ‪46‬‬


‫فهرس احملتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫مستخلص الدراسة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫فهرس المحتويات‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للدراسة‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫مشكلة الدراسة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أهمية الدراسة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫هدف الدراسة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫منهجية الدراسة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫حدود الدراسة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫مفاهيم ومصطلحات الدراسة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الفساد (المفهوم‪ ،‬المظاهر واألسباب‪ ،‬األثار)‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفساد‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حجم الفساد‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مظاهر الفساد وأشكاله‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أسباب إنتشار الفساد‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬قياس تكلفة الفساد‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬آثار الفساد‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬آليات مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور المنظمات الدولية في مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اإلطار التطبيقي (العملي) للدراسة‪:‬‬
‫‪25‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلرادة السياسية والمبادرات الفاعلة‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬توعية الجمهور والمشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التقييمات الذاتية‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬الحكومة االلكترونية‬
‫‪43‬‬ ‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫النتائج‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫التوصيات‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫فهرس المراجع والمصادر‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 2‬من ‪46‬‬


‫مستخلص الدراسة‬
‫عنوان الدراسة ‪(:‬أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة (دراسة تطبيقية مقارنة))‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعدا ‪:‬عبد الرحيم محمد حسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أغراض الدراسة‪ :‬تمت الدراسة ألغراض إستكمال المقرر الدراسي لمادة اإلدارة العامة المقارنة ضمن المقتضيات‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسية للماجستير التنفيذي في اإلدارة العامة بمركز اإلدارة العامة بجامعة صنعاء ‪2017‬م‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬تتحدد مشكلة الدراسة في التساؤل التالي‪ :‬ماهية أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارة العامة للدولة‪.‬‬
‫منهج الدراسة وأدواتها ‪:‬استند معد التقرير في الجانب النظري للدراسة على المنهج الوصفي والوثائقي وذلك من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل جمع واستقراء ما هو متوفر من معايير وارشادات وكتب وبحوث ودوريات في المكتبات‪ ،‬فضالً عن المتوفرة‬
‫منها على الشبكة الدولية والمتعلقة بالعناصر الرئيسية للبحث‪ ،‬وتحليلها وتفسيرها بهدف بيان اإلطار النظري‬
‫للدراسة‪ ،‬أما في الجانب التطبيقي فقد تم تناولها على شكل دراسة لنماذج تطبيقية في عدد من الدول ألساليب‬
‫وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة بحسب توافر البيانات المطلوبة‪.‬‬
‫❖ أهم النتائج‪:‬‬
‫‪ .1‬إعادة التفكير في الطريقة التي نكافح بها الفساد وأهمية االبتعاد عن التفكير في مكافحة الفساد باعتباره مخط ً‬
‫طا‬
‫يمكننا تطبيقه في أي مكان‪ ،‬وتكييفها لتناسب مع ظروف كل دولة على حده‪.‬‬
‫‪ .2‬أن المبادرات الفاعلة التي تتم لمكافحة الفساد في إطار دعم سياسي حقيقي تعتبر من أكثر أساليب زيادة مكافحة‬
‫الفساد في اإلدارة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ .3‬إن أي إستراتيجية لمكافحة الفساد ال تأخذ بعين االعتبار األسباب التي أدت إلى نمو وتفشي هذه الظاهرة‬
‫واآلليات التي تساعد على إعادة إنتاجه‪ ،‬لن تكون إستراتيجية ناجحة إذا تتداخل عوامل الفساد‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تفعيل مبادرات التثقيف والتوعية بمظاهر الفساد وأنواعه وأثارة وطرق مكافحته تعتبر من أكثر أساليب‬
‫زيادة مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ .5‬أن تفعيل المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد تعتبر من أكثر أساليب زيادة مكافحة الفساد في اإلدارة العامة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫ي لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد كأداة لتقييم مستوى االلتزام‬
‫‪ .6‬استخدام القائمة المرجعيّة للتقييم الذات ّ‬
‫والتنفيذ تعتبر من أبرز أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪.7‬تعتبر الحكومة االلكترونية من أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد ونجاح تطبيقات الحكومة االلكترونية بمختلف‬
‫أنواعها يعتمد على مدي مالءمتها للواقع وفرص تطويرها لتحقيق االستثمار الفعال لهذه التطبيقات‪.‬‬
‫❖ أهم التوصيات‪:‬‬
‫أهمية ومحورية توافر الدعم السياسي الحقيقي والمبادرات الفاعلة لمكافحة الفساد واستخدام منظومة متكاملة‬ ‫‪.1‬‬
‫لمحاربة الفساد‪.‬‬
‫تطبيق سياسة وقائية ضد الفساد على نطاق واسع إضافة الى الالمركزية في التنفيذ‪ ،‬مع التأكيد على دور‬ ‫‪.2‬‬
‫األعالم في توجيه الرأى العام نحو المشاركة في مكافحة الفساد وتأمين الضوابط بوسائلها المختلفة‪.‬‬
‫وضع عدد من التدابير المقترحة لتعزيز المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫إصالح على المدى الطويل لمكافحة الفساد وقد ينتج عنها‬
‫ٍ‬ ‫ي هو الخطوة األولى في عمليّة‬ ‫أن يكون التقييم الذات ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫ّ‬
‫وضع استراتيجية وطنيّة شاملة لمكافحة الفساد وتنفيذ خطة عمل لها‪.‬‬
‫أهمية تطبيق الحكومة اإللكترونية لتعزيز الشفافية والمساءلة وتقديم الخدمة عن بعد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الصفحة ‪ 3‬من ‪46‬‬


‫الفصل األول‬
‫((اإلطار العام للدراسة))‬
‫‪ :1-1‬مقدمة‪:‬‬
‫إن الفساد ظاهرة قديمة عرفتها البشرية على مر كل األزمنة‪ ،‬وقد كانت العامل األساسي في انهيار وسقوط أغلب‬
‫الحضارات واإلمبراطوريات واألنظمة ومحرك للثورات واالنتفاضات قديما وحديثا‪ ،‬وتزايدت هذه الظاهرة وكذا االهتمام‬
‫بها بشكل ملحوظ في اآلونة األخيرة‪ ،‬وهي ظاهرة ال تعترف بالحدود الزمنية وال بالحدود المكانية‪ ،‬حيث وجودها ال‬
‫يقتصر على مجتمع ما أو دولة دون أخرى‪ ،‬فال يوجد على وجه البسيطة ذلك المجتمع الفاضل الذي يخلو من الفساد‬
‫والمفسدين‪ ،‬فهو متفشي في الدول المتقدمة والدول النامية‪ ،‬وان كان استشراؤه في هذه األخيرة أكثر وتأثيره أخطر‪،‬‬
‫وموضوع مكافحة الفساد قد حاز باهتمام كبير على جميع المستويات المحلية واإلقليمية والدولية‪ ،‬فال تكاد تخلو برامج‬
‫الحكومات المختلفة من التركيز على الفساد بغية مكافحته والحد منه‪ ،‬فهو من أهم القضايا والمشكالت التي أجمعت تقارير‬
‫الخبراء على ضرورة معالجته في األقطار النامية إذا أريد للتنمية أن تتحقق في هذه األقطار‪،‬‬
‫هذا وقد شهدت ظاهرة الفساد اهتماما متزايدا في اآلونة األخيرة من الباحثين في مختلف العلوم خاصة منها العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬وذلك لما لهذه الظاهرة من انعكاسات وتداعيات سلبية تطال جميع المجاالت االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ولقد لقيت جهود مكافحة الفساد اهتماما ً كبيرا ً على المستوى الدولي واإلقليمي وفي إطار كل دولة‪ ،‬وقد‬
‫قدمت من خاللها عدة أساليب وأدوات لمكافحة الفساد وتجارب متفاوتة لزيادة فعاليتها‪.‬‬
‫‪ :2-1‬إشكالية هذا الدراسة‪:‬‬
‫يعد الفساد إحدى القضايا الشائكة في أي مجتمع من المجتمعات‪ ،‬ولقد وعت المجتمعات إلى خطورة هذه المشكلة وسنت‬
‫األنظمة والقوانين من أجل مكافحتها‪ ،‬حيث تؤثر هذه المشكلة في حدوث الكثير من اآلثار السلبية كشيوع البطالة في‬
‫المجتمعات‪ ،‬وزيادة عمليات التضخم‪ ،‬وظهور عمليات االحتكار‪ ،‬وزيادة مستويات الفقر في المجتمعات‪ ،‬لذلك تسعى‬
‫الحكومات إلى مكافحة الفساد باستخدام العديد من األساليب منها الرقابة على األجهزة الحكومية والعاملين بها‪ ،‬وعلى‬
‫تدعيم مبادئ الشفافية في اإلدارة والقضاء على المحسوبية والمحاباة في العمل وغيرها من األساليب‪ ،‬ونظرا ً لتنوع‬
‫أساليب مكافحة الفساد وزيادة فاعليتها‪ ،‬ولمقتضيات دراسة مقرر مادة اإلدارة العامة المقارنة ضمن الماجستير التنفيذي‬
‫في اإلدارة العامة‪ ،‬تم تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ماهية أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة وفق نماذج تطبيقية في عدد من الدول؟‬
‫‪ :3-1‬أهمية الموضوع‪:‬‬
‫يمكن النظر إلى أهمية موضوع (أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة ((نماذج تطبيقية)))‬
‫من جانبين نظري واآلخر عملي تطبيقي‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫▪ األهمية العلمية (النظرية)‪:‬‬
‫تأتي أهمية هذا الموضوع النظرية في كونه يهدف إلى تحليل وتشخيص ظاهرة الفساد‪ ،‬ذلك بالتعرف على ماهيته‬
‫ومظاهره وأسبابه وآثاره‪ ،‬ألن تشخيص المشكلة هي أول مرحلة من مراحل المكافحة‪ ،‬كما تبرز أهمية الدراسة األساسية‬
‫في أنها تسعى إلى الكشف عن أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة والذي لن يتأتى إال‬
‫باستعراض تلك األساليب واألدوات ومن جهة‪ ،‬وألن هذه الدراسة يمكن أن تفتح الباب أمام مزيد من الدراسات واألبحاث‬
‫حول موضوع الدراسة‪.‬‬
‫▪ األهمية العملية )التطبيقية(‪:‬‬
‫تتمثل األهمية العملية التطبيقية لهذه الدراسة بالنظر لخطورة ظاهرة الفساد وتأثيراتها السلبية على جميع الميادين‬
‫والمجاالت‪ ،‬والتي تعتبر من أهم المعوقات أمام اإلصالح اإلداري والتنمية الشاملة وإقامة الحكم الراشد‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتطلب ايالء أهمية خاصة لهذه الظاهرة‪،‬‬

‫الصفحة ‪ 4‬من ‪46‬‬


‫كما تبرز أهمية الموضوع العملية في استعراض النماذج التطبيقية ألساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في‬
‫اإلدارة العامة للدولة وإبراز النجاحات واالخفاقات والمعوقات التي تواجه تلك الجهود من الناحية العملية‪ ،‬وذلك لن يتأتى‬
‫إال باستعراض عدد من تجارب الدول في هذا المجال‪،‬‬
‫وكذلك تنبع أهمية الدراسة من أن مخرجاتها ((االستنتاجات والتوصيات)) يمكن من خالها بيان اإلنجازات التي تحققت‬
‫في هذا الجانب على المستوى النظري والعملي والمعوقات والتحديات القائمة والتوصيات المقترحة بشأنها‪.‬‬
‫‪ :4-1‬هدف الدراسة‪:‬‬
‫وتسعى الدراسة إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في بيان أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة‬
‫للدولة من خالل نماذج تطبيقية لها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أهداف تكميلية وفرعية يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بحث ظاهرة الفساد في اإلدارة العامة ومظاهرها وأسبابها وأخطارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أساليب مكافحة الفساد وآليات زيادة فعاليتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬دور المنظمات والهيئات الدولية واإلقليمية في مكافحة الفساد‪.‬‬
‫د‪ -‬إبراز عدد من تجارب ونماذج أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد‪.‬‬
‫فضال عن الخروج ببعض من النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫‪ :5-1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة تم االعتماد في الجانب النظري للبحث على المنهج الوصفي والوثائقي وذلك من خالل جمع‬
‫واستقراء ما هو متوفر من معايير وارشادات وكتب وبحوث ودوريات في مكتبة المركز والمكتبات الجامعية والعامة‬
‫بالجمهورية اليمنية‪ ،‬فضالً عن الكتب والبحوث والدوريات على الشبكة الدولية (األنترنت) المتعلقة بالعناصر الرئيسية‬
‫للبحث‪ ،‬وتحليلها وتفسيرها بهدف بيان اإلطار النظري للدراسة‪.‬‬
‫أما في الجانب التطبيقي فقد تناول معد التقرير الموضوع على شكل دراسة لنماذج تطبيقية في عدد من الدول ألساليب‬
‫وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في اإلدارة العامة للدولة بحسب توافر البيانات المطلوبة‪.‬‬
‫‪ :6-1‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫*حدود زمنية‪ :‬يقوم معد التقرير بإعداد الدراسة من خالل محاولة الحصول على جميع المعلومات المتاحة التي تفيد في‬
‫إعداد الدراسة وذلك دون التقيد بفترة زمنية معينة‪.‬‬
‫*حدود مكانية‪ :‬يقوم معد التقرير بإعداد الدراسة من خالل محاولة الحصول على المعلومات المتاحة التي تفيد في إعداد‬
‫الدراسة من مكتبة المركز أو المكتبات العامة‪ ،‬باإلضافة إلى المعلومات المعتمدة وذات الصلة المتاحة من خالل شبكة‬
‫األنترنت‪.‬‬
‫‪ :7-1‬مفاهيم ومصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم الفاعلية‪ :‬هي " العمل الذي يكون له أثر إيجابي والفاعلية هي عمل األشياء الصحيحة وتظهر في األداء أو‬
‫اإلنتاج الجيد "‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الفاعلية إجرائياً‪ :‬هي قوة تأثير األساليب المستخدمة في الحد من الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الفساد‪ :‬هو" إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص‪ ،‬وهو يحدث على سبيل المثال‬
‫عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز ورشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة‪ ،‬كما يمكن أن يحدث‬
‫عن طريق استغالل الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين األقارب ضمن منطق المحسوبية أو‬
‫سرقة أموال الدولة مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الفساد إجرائياً‪ :‬الفساد هو ارتكاب أعمال منافية للقانون من تسيب ورشوة ومحاباة وغيرها‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 5‬من ‪46‬‬


‫الفصل الثاني‬
‫(اإلطار النظري للدراسة)‬
‫مقــدمــة‬
‫يعتبر الفساد خطرا داهما ً يواجه الدول النامية والمتقدمة على حد سواء باعتباره معوقا ً رئيسا ً لتحقيق التنمية المستدامة من‬
‫خالل المساهمة في ضعف النمو االقتصادي‪ ،‬وتكريس االختالفات والتشوهات في توزيع الدخل والثروة وتمركزها في يد‬
‫فئة قليلة‪ ،‬وزيادة أعداد الفقراء بالمجتمع‪ ،‬إضافة إلى تدني كفاءة القطاع العام وأدائه‪ ،‬وارتفاع حجم اإلضرار بالمال العام‪.‬‬
‫وتتباين أشكال الفساد وممارساته وانتشاره تبعا لمستوى تطور واستقرار البنية السياسية واالقتصادية واالجتماعية للدولة‪،‬‬
‫وهو ما ينعكس في طبيعة ووسائل المواجهة المستخدمة ومدى النجاح في التصدي له والتقليل من أثاره‪،‬‬
‫وتعمل الدول جاهدة من خالل جهاز اإلدارة العامة على استنهاض أجهزتها وإمكانياتها لوضع السياسات والمتطلبات‬
‫الالزمة للقضاء على الفساد أو الحد منه‪ ،‬وتتطلب عملية مكافحة الفساد نظرة بعيدة المدى تركز على مجموعة متكاملة‬
‫من اإلصالحات والترتيبات الوقائية للمكافحة من جانب‪ ،‬وزيادة فعالية أساليب وأدوات مكافحة الفساد من جانب أخر‪.‬‬
‫ويستعرض هذا الفصل إلقاء الضوء على ظاهرة الفساد وأسبابها ومظاهرها‪ ،‬وعلى النحو التالي‪:‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬

‫الفساد (املفهوم‪ ،‬املظاهر واألسباب‪ ،‬األثار)‬


‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفساد‪:‬‬
‫لقد تناول القرآن الكريم جانب الفساد‪ ،‬وتعددت اآليات التي تذكر لفظ الفساد وكان االنطباع األول الذي تبادر عند المالئكة‬
‫حينما خلق للا آدم ‪ ,‬وأخبرهم أنه جاعل في األرض خليفة كان استفهاما استغرابيا ً عن إنشاء هذا المخلوق الجديد وذلك‬
‫بقولهم ‪ } :‬قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء‪( ،‬البقرة ‪ )30:‬ومعنى ذلك بأن األرض كانت مكانا يسوده‬
‫المكرم عند للا هو مبدأ‬
‫َ‬ ‫االطمئنان والسالم والهدوء ال فساد فيها وال خراب وال تجاوز وال تعد حتى كان هذا المخلوق‬
‫الفساد وسفك الدماء‪ ،‬وكان الرد الرباني على هذا االستغراب المالئكي ‪} :‬قال إني أعلم ما ل تعلمون{ ‪) ,‬البقرة ‪( 30:‬‬
‫إشارة إلى سر في هذا المخلوق وحكمه في وجوده على األرض وطبيعته ومسيرته وتكامله فيها ‪ ,‬ولعل في الجواب‬
‫اإللهي للمالئكة إقرارا بهذا الجانب في الظاهرة اإلنسانية وكأن الفساد وسفك الدماء مالزمان لطبيعة اإلنسان بما يملكه‬
‫من قدرة على االختيار واإلرادة والتجاوز ‪ }:‬إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا{ (االنسان‪،)3:‬‬
‫ومما سبق نخرج بحقيقة أن الفساد ظاهرة إنسانية تحكمها قوانين اإلنسان فردا ومجتمعا‪ ،‬وأن ما يقابل هذه الظاهرة هو‬
‫الصالح واإلصالح وأن حركة التضاد الموجودة بين هاتين الظاهرتين هي من العوامل التي تحكم مسيرة األمم على‬
‫األرض ومن ثم تحكم مسيرة اإلنسان ونهاية األرض "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن األرض يرثها عبادي‬
‫الصالحون{ )األنبياء‪، (105:‬‬
‫ويقصد بالفساد وجود الخلل في األداء نتيجة الخطأ والنسيان وإتباع الشهوات والزلل واالنحراف عن الطريق المستقيم‬
‫طل واضمحل‪،‬‬ ‫والفساد في معاجم اللغة هو من فعل)فسد) ضد صلُح (والفساد) لغة البطالن‪ ،‬فيقال فسد الشيء أي ب ُ‬
‫ويأتي التعبير على معان عدة بحسب موقعه‪ ،‬أما اصطالحا ً‪ :‬فقد زاد االهتمام بموضوع الفساد باعتباره ظاهرة عالمية‬
‫ولكن يختلف من بلد إلى آخر‪ ،‬وهناك توجهات متنوعة حول مفهوم الفساد ومحاولة تعريفه من قبل الباحثين تتأثر بالبعد‬
‫العلمي‪ ،‬وباألخص من قبل علماء االقتصاد والقانون والعلوم السياسية وعلم االجتماع‪ ،‬لذلك ال يوجد تعريف واحد شامل‬
‫متفق عليه‪ ،‬ويحظى بموافقة كافة المهتمين بموضوع الفساد إال أن أكثر التعاريف استخداما هو تعريف البنك الدولي الذي‬

‫الصفحة ‪ 6‬من ‪46‬‬


‫تناول كل من مفهوم الفساد والمفاهيم المرتبطة به في تقريره لسنة ‪ 1997‬ووضع تعريفا لألنشطة التي تندرج تحت‬
‫موضوع الفساد وفيما يلي بعض تلك التعاريف‪:‬‬
‫▪ حسب نظرة المؤسسات الدولية‪ 1‬فقد عرفته منظمة الشفافية الدولية التي تأسست عام ‪ 1993‬على أنه " هو إساءة‬
‫استخدام السلطة لتحقيق مكاسب خاصة‪.‬‬
‫▪ تعريف موسوعة العلوم االجتماعية بأن الفساد هو سوء استخدام النفوذ العام لتحقيق مصالح خاص‬
‫▪ عرفه البنك الدولي على أنه " إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص‪ ،‬فالفساد يحدث عندما يقوم موظف‬
‫بقبول أو طلب أو ابتزاز رشوة لتسهيل عقد أو البوح عن مبالغ وكميات لمناقصة عامة‪ ،‬كما يتم عندما يقوم‬
‫وكالء أو وسطاء لشركات أو أعمال خاصة بتقديم رشاوي واالستفادة من سياسات أو إجراءات للتغلب على‬
‫منافسين‪ ،‬وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين‪ ،‬كما يمكن للفساد أن يحدث عن طريق استعمال الوظيفة العامة‬
‫دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين األقارب أو سرقة أموال الدولة مباشرة‪.2‬‬
‫وتتراوح تعريفات الفساد ما بين تعريفات متشددة وأخرى متساهلة‪ ،‬حيث يعرف الفساد عند المحافظين بأنه "‬
‫سلوك بيروقراطي منحرف يستهدف تحقيق منافع شخصية بطريقة غير شرعية "أما عند المتساهلين فانه " سلوك‬
‫إداري غير رسمي بديل للسلوك اإلداري الرسمي‪ ،‬تحتمه ظروف واقعية‪ ،‬وتقتضيه ظروف التحول االجتماعي‬
‫واالقتصادي الذي تتعرض له المجتمعات‪.‬‬
‫وهكذا فالفساد في اإلدارة يأتي نتيجة التسيب واإلهمال والالمباالة والمغالطة في المفاهيم واالنحدار في السلوك‬
‫اإلنساني وغياب الوازع الديني‪ ،‬فتحدث عملية فوضوية تقود إلى التوجه على غير هدى‪ ،‬دون ضوابط تحكم وأسس‬
‫يُعمل بها وخطط تستهدف‪ ،‬فينجم عن ذلك نشوء بيئة مناسبة لوالدة المرض الذي هو الفساد‪.‬‬
‫‪3 -‬السمات المشتركة للفساد‪:‬‬
‫أي أعمال ينطوي عليها الفساد تشكل خرقا وانتهاكا ألنماط الواجب والمسؤولية‪.‬‬ ‫▪‬
‫تتصف أعمال الفساد بالسرية بشكل عام‪.‬‬ ‫▪‬
‫عادة ما يشترك في السلوك الفاسد أكثر من شخص‪.‬‬ ‫▪‬
‫يتضمن الفساد عامل االلتزام المتبادل والمصلحة المتبادلة‪.‬‬ ‫▪‬
‫يشمل الفساد أولئك الذين يحتاجون القرارات محددة وأولئك الذين يستطيعون التأثير في هذه القرارات‪.‬‬ ‫▪‬
‫يعتبر أي شكل من أشكال الفساد خيانة للثقة‪.‬‬ ‫▪‬
‫يقوم مرتكبو الفساد بالتمويه عن أنشطتهم التي يقومون بها‪.‬‬ ‫▪‬
‫ينطوي الفساد على الخديعة والتحايل عادة على جهة حكومية‪.‬‬ ‫▪‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حجم الفساد‪:‬‬
‫ال خالف على أن الفساد ظاهرة منتشرة في جميع البلدان والمجتمعات بهذا القدر أو ذاك‪ ،‬وكذلك على المستوى العالمي‪،‬‬
‫ومن المعروف كذلك أن الفساد ال يقتصر على قطاع بعينه دون غيره‪ ،‬فالفساد يمكن أن يكون موجودًا في القطاع العام‬
‫الخاص أو القطاع األهلي‪ ،‬وإن كانت فرص وجوده في القطاع العا ّم أكثر من غيرها وذلك بسبب كبر‬‫ّ‬ ‫كما في القطاع‬
‫حجم القطاع العام وكثرة عدد الموظفين العاملين فيه‪ ،‬ويمكن تقسيم الفساد إلى نوعين هما‪ :‬الفساد الصغير‪ ،‬والفساد‬
‫الكبير‪ ،‬وال يتم التصنيف بين الفساد الكبير والفساد الصغير حسب حجم المال أو المصلحة التي شملها‪ ،‬بل يتم على‬
‫أساس المضمون والطرف الذي يقوم به‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو حمود‪ ،‬حسن‪.)2002( ،‬‬


‫‪ 2‬ابو دية أحمد‪ ،‬الفساد ‪:‬اسبابه وطرق مكافحته‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو شيخه‪ ،‬نادر أحمد‪ ،‬الفساد في الحكومة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 7‬من ‪46‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬مظاهر الفساد وأشكاله‪:‬‬
‫تتعدد األشكال والصور التي يظهر فيها الفساد في حياة المجتمعات‪ ،‬وال يمكن حصر هذه المظاهر بشكل كامل ودقيق‪،‬‬
‫إذ تختلف باختالف الجهة التي تمارسه أو المصلحة التي يتم السعي إلى تحقيقها‪ ،‬وبشكل عام يمكن تحديد مجموعة من‬
‫الصور واألشكال التي يظهر فيها الفساد وتشمل هذه المجموعة (المحسوبية‪ ،‬والمحاباة‪ ،‬والواسطة‪ ،‬واالستغالل‬
‫الوظيفي‪ ،‬وإهدار المال العا ّم‪ ،‬واختالس المال العام‪ ،‬والرشوة‪ ،‬وغسل األموال‪ ،‬وتضارب المصالح)‪ ،‬والموضح بيانها‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫التدخل لصالح فرد ما أو جماعة‪ ،‬دون اللتزام بأصول العمل والكفاءة‪ ،‬مثل تعيين شخص في منصب معين‬
‫الواسطة‬
‫ألسباب تتعلق بالقرابة‪ ،‬أو النتماء الحزبي‪ ،‬رغم كونه غير كفء‬

‫تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي إليها الشخص‪ ،‬مثل حزب أو عائلة أو منطقة‪ ،‬دون وجه حق‪ ،‬كأن يكونوا‬
‫المحسوبية‬
‫غير مستحقين لها‪ ،‬أو ليسوا على سلّم األولويات حسب معايير المؤسسة‪.‬‬

‫تفضيل جهة على أخرى في الخدمة بغير وجه حق؛ للحصول على مصالح معينة‪.‬‬ ‫المحاباة‬
‫يعرف استغالل النفوذ الوظيفي بأنه الستفادة من السلطة للحصول على منفعة خاصّة‪ ،‬من خالل استثمار‬
‫المعلومات التي يفترض أنها سرية في المؤسسة‪ ،‬أو القدرة على التأثير بصورة غير قانونية أو غير مشروعة‬ ‫الستغالل‬
‫على قرار جهة أخرى‪ .‬كما يعرف كذلك على أنه السعي لدى السلطات العا ّمة لتحقيق منافع أو الوصول إلى‬ ‫الوظيفي‬
‫غايات ل تقع في دائرة أعمال صاحب النفوذ‪،‬‬
‫كأن يقوم الموظف بإعفاء بعض الشركات‪ ،‬أو بعض المواطنين‪ ،‬من الضرائب المستحقة عليهم دون وجه حق‪،‬‬
‫أو أن يقوم المسؤولون الحكوميون بسحب قروض من البنوك المملوكة للدولة بفوائد منخفضة‪ ،‬أو تسهيل‬ ‫اهدار المال‬
‫حصول رجال أعمال محبذين على قروض بفوائد منخفضة بدون ضمانات‪ ،‬كما يندرج في هذا المجال استعمال‬ ‫العا ّم‬
‫مقدرات المؤسسة المالية (سواء أكانت مؤسسات عامة‪ ،‬أم خاصّة‪ ،‬أم أهلية‪ ،‬أو غيرها من مؤسسات المجتمع)‪.‬‬
‫عرف اختالس المال العا ّم بأنّه قيام موظف عمومي بالختالس عمدًا لصالحه هو‪ ،‬أو لصالح شخص أو كيان‬
‫يُ َّ‬
‫اختالس المال‬
‫آخر‪ ،‬وذلك عن طريق اختالس ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو خصوصية أو أي أشياء أخرى ذات‬
‫العام‬
‫قيمة عهد بها إليه بحكم موقعه‪ ،‬أو تسريبها بشكل آخر (اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.2003 ،‬‬
‫تعني الرشوة الحصول على أموال‪ ،‬أو أية منافع أخرى؛ من أجل تنفيذ عمل مخالف لألصول المرعية‪ ،‬أو من‬
‫أجل عدم تنفيذ عمل وفقًا لألصول ويحتاج حدوث الرشوة في الحد األدنى إلى وجود طرفين (الراشي‪-‬الذي يعطي‬
‫الرشوة‪ ،‬والمرتشي‪-‬الذي يأخذها (وقد يتطلّب األمر طر ًفا ثالثًا) الرائش بينهما‪-‬الوسيط بينهما)‪ ،‬وتنتشر ظاهرة‬
‫الرشوة في المجتمعات عامة‪ ،‬إلّ أن حوادث كشفها ومتابعتها‪ ،‬ومحاسبة المتورطين فيها تظهر وتسجل في‬ ‫الرشوة‬
‫الدول المتطورة والمتقدمة‪ ،‬التي تملك نظا ًما قانونيًا‪ ،‬وسيادة للقانون‪ ،‬يمكن من خاللهما الكشف عبر التحقيق‪،‬‬
‫والمحاسبة عبر القضاء‪ ،‬مما يدعو إلى العتقاد بأنها منتشرة في هذه المجتمعات أكثر من غيرها‪ ،‬ولكن المسألة‬
‫سا لدرجة النتشار‪.‬‬
‫تتعلق بإمكانية الكشف والمحاسبة‪ ،‬وليست مقيا ً‬
‫ظاهرة غسل األموال (أو تبييضها) هي العملية التي تتم بموجبها إعادة تدوير األرباح المتولدة عن العمليات ذات‬
‫النشاط اإلجرامي‪ ،‬واألنشطة غير المشروعة؛ لتمكينها من الدخول بشكل «مشروع» داخل النظام المالي‬ ‫غسل األموال‬
‫العالمي‪ ،‬بحيث يصبح من الصعب التعرف إلى المصادر األصلية لهذه األموال‪ ،‬ومن ثم يمكن إنفاقها واستثمارها‬

‫الصفحة ‪ 8‬من ‪46‬‬


‫في أغراض مشروعة‪.‬‬
‫يعرف هذا المفهوم على أنه الوضع الذي يكون في الموقع الوظيفي أو المنصب العا ّم مكانًا لتغليب أو احتمالية‬
‫تغليب مصلحة خاصّة على حساب المصلحة العا ّمة‪ ،‬ويقصد بالمصلحة الخاصّة هنا قيام الموظف بعمل‪ ،‬أو‬ ‫تضارب‬
‫المتناع عن القيام بعمل؛ بهدف جلب منفعة شخصية له‪ ،‬أو ألحد أفراد أسرته‪ ،‬أو عائلته‪ ،‬أو حزبه السياسي‪ ،‬أو‬ ‫المصالح‬
‫ألية جهة أخرى بشكل غير مشروع‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أسباب انتشار الفساد‪:‬‬


‫تتعدد األسباب الكامنة وراء بروز ظاهرة الفساد وتفشيها في المجتمعات‪ ،‬على الرغم من وجود إجماع على كون هذه‬
‫الظاهرة سوء سلوك إنساني‪ ،‬تحركه المصلحة الذاتية‪ ،‬عند توافر بيئة مساعدة‪ ،‬يتم انتهازها من قبل هؤالء‬
‫األشخاص‪ ،‬ويمكن إجمال مجموعة من األسباب العا ّمة لهذه الظاهرة التي تش ّكل في مجملها ما يسمى ببيئة الفساد‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وتجدر المالحظة هنا إلى أن هذه األسباب وإن كانت متواجدة بشكل أو بآخر في كل المجتمعات‪ ،‬تتدرج وتختلف‬
‫في األهمية بين مجتمع وآخر‪ ،‬فقد يكون ألحد األسباب األهمية األولى في انتشار الفساد في بلد أو مجتمع ما‪ ،‬بينما‬
‫يكون في مجتمع آخر سببًا ثانويًا‪ .‬وبشكل عام يمكن إجمال هذه األسباب في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬غياب سيادة القانون‪ ،‬فعند غياب سيادة القانون تُنتهك الحقوق والحريات دون رادع‪ ،‬وتصادر حرية الرأي والتعبير‬
‫والتنظيم‪ ،‬كما يحاصر دور الصحافة ووسائل اإلعالم‪ ،‬وته ّمش األحزاب والنقابات‪ ،‬وتضعف معها كل مؤسسات‬
‫ضا يخت ّل التوازن بين السلطات الثالث‪ :‬التشريعية‪ ،‬والتنفيذية‪ ،‬والقضائية‪،‬‬ ‫المجتمع وفي غياب سيادة القانون أي ً‬
‫ويستشري الفساد االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وبذلك يتم نسف جميع مرتكزات التنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬ضعف الجهاز القضائي‪ ،‬وعدم قدرته على تنفيذ األحكام التي يصدرها‪ ،‬والرقابة على القرارات اإلدارية الصادرة عن‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬كما أن عدم استقاللية السلطة القضائية يفتح المجال إلفسادها‪.‬‬
‫‪ .3‬ضعف اإلرادة والنية الصادقة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد‪ ،‬وعدم اتخاذها إجراءات صارمة‪ ،‬وقائية أو‬
‫عالجية عقابية بحق عناصر الفساد‪ ،‬بسبب انغماس هذه القيادة نفسها أو بعض أطرافها في الفساد‪ ،‬وبالتالي ال يتم‬
‫تطبيق نظام العقوبات على الجميع‪ ،‬ويفلت َمن العقاب من لديه وساطة أو محسوبية أو نفوذ‪.‬‬
‫‪ .4‬ضعف أجهزة الرقابة في الدولة وعدم استقالليتها‪ ،‬بالتالي ضعف أدوات المساءلة ونُظمها في قطاعات المجتمع‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم االلتزام بمبدأ الفصل المتوازن بين السلطات الثالث‪ :‬التنفيذية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬والقضائية‪ ،‬في النظام السياسي؛ مما‬
‫يقود إلى طغيان السلطة التنفيذية على السلطات األخرى‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى اإلخالل بمبدأ الرقابة المتبادلة‪ .‬ويقود‬
‫صا فيما يتعلق باألعمال العا ّمة للدولة‪ ،‬وينتج عن‬
‫غياب الرقابة والمتابعة بطبيعة الحال إلى غياب الشفافية‪ ،‬خصو ً‬
‫ضا تمتع المسؤولين الحكوميين بحرية واسعة في التصرف‪ ،‬وبقليل من الخضوع للمساءلة؛ مما يشجعهم على‬ ‫ذلك أي ً‬
‫استغالل مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬
‫‪ .6‬تدخل السلطة في السوق االقتصادي‪ ،‬مثلما يحدث في حالة تدخلها في إدارة الموارد الطبيعية كالبترول والغاز‪،‬‬
‫فاألرباح غير العادية المتاحة لمن يستخرجونه (البترول والغاز) وتجعلهم في هذه الحالة يقدمون الرشاوى‬
‫للمسؤولين عن منح حقوق استخراجه‪ ،‬أو توزيعه؛ استهدافًا لهذه األرباح غير العادية‪.‬‬
‫وتعرض‬‫ّ‬ ‫‪ .7‬ضعف دور وسائل اإلعالم‪ ،‬ومحدودية الحريات التي تتمتع بها هذه الوسائل في الكشف عن قضايا الفساد‪،‬‬
‫اإلعالميين للعقوبات التي تصل إلى حد السجن بسبب مالحقتهم لقضايا الفساد‪ ،‬والكشف عنها من خالل التحقيقات‬
‫االستقصائية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 9‬من ‪46‬‬


‫‪ .8‬ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬والمؤسسات المتخصصة بمحاربة الفساد‪ ،‬أو التي تعمل على التوعية بأهمية‬
‫صة (مثل الجمعيات الخيرية والمهنية‪ ،‬ومؤسسات البحوث‬ ‫مكافحته‪ ،‬ومن ذلك ضعف المؤسسات األهلية الخا ّ‬
‫خاص‪ ،‬واألعمال العا ّمة بشكل عام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتخصصة) في المشاركة بالرقابة على أعمال الحكومة بشكل‬
‫صة‪ ،‬سواء‬ ‫تمر في مراحل انتقالية‪ ،‬حيث تشهد هذه البلدان ظروفًا خا ّ‬
‫‪ .9‬ازدياد فرص انتشار الفساد في البلدان التي ّ‬
‫التحول من نظام‬
‫ّ‬ ‫كانت سياسية مثل االنتقال من مرحلة االحتالل إلى مرحلة الدولة‪ ،‬أو ظروفًا اقتصادية مثل‬
‫اقتصادي إلى آخر‪ ،‬أو ظروفًا اجتماعية التي تتأثر بالظروف السياسية بشكل كبير ويساعد على ذلك حداثة بناء‬
‫المؤسسات الوطنية والقوانين أو عدم اكتمالها؛ مما يوفر بيئة مناسبة للفاسدين‪ ،‬وتزداد الفرص للفساد حين يترافق‬
‫ذلك مع ضعف الجهاز الرقابي في الرقابة على أعمال الموظفين في هذه المراحل االنتقالية‪.‬‬
‫‪ .10‬انتشار الفقر والجهل في مجتمع ما يُسْهم في تفشي الفساد‪ ،‬إذ يكون هناك جهل عام بالحقوق الفردية للمواطن وبحقه‬
‫في االطالع والمساءلة على دور الحكومة‪ ،‬وعملها في كثير من المجاالت‪.‬‬
‫‪ .11‬قلة الوعي (بطبيعة الفساد وأشكاله ومخاطرة‪ ،‬إضافة إلى ضعف الوعي الديمقراطي‪ ،‬والوعي بحقوق المواطن)‪،‬‬
‫إضافة إلى عدم المعرفة باآلليات والنظم اإلدارية التي تتم من خاللها ممارسة السلطة‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على‬
‫االعتراض على أعمال الحكومة‪.‬‬
‫‪ .12‬عدم تجنب تضارب المصالح‪ ،‬وضعف منظومة الشفافية والوصول للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .13‬انخفاض أجور الموظفين الحكوميين وارتفاع مستوى المعيشة؛ األمر الذي يشكل دافعًا قويًا لقيام البعض بالبحث‬
‫عن مصادر مالية أخرى‪ ،‬حتى لو كان ذلك من خالل الرشوة‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬قياس تكلفة الفساد‪:‬‬
‫هل يمكن قياس تكلفة الفساد؟ اإلجابة القصيرة والمختصرة هي" ال"‪،‬‬
‫ويستخدم بعض الخبراء التحليل أو وسائل تجريبية أخرى من أجل محاولة وضع رقم مالي تقديري لتكلفة الفساد ولكنها‬
‫في واقع األمر عملية مستحيلة‪ ،‬وذلك ألن هناك العديد من الرشاوى المدفوعة التي ال تسجل على المستوى العام‪ ،‬وال يعلم‬
‫أحد بالتحديد كم المال الذي تم " استثماره "سنويًا في المسئولين الفاسدين‪ ،‬وال تأخذ الرشاوى الشكل المالي فحسب ‪:‬فهناك‬
‫مصالح ألشخاص بعينهم )خدمات‪ ،‬هدايا( وأمثلة أخرى معروفة ومعتادة وأقصى ما يمكن عمله هو البحث في العالقة‬
‫بين مستوى الفساد والتنمية االقتصادية أو االنهيار البيئي على سبيل المثال‪ ،‬كما إن التكلفة االجتماعية للفساد أكثر صعوبة‬
‫في حصرها فال يعلم أحد مدى الخسارة التي تتكبدها الدولة بفقد عالم قدير‪ ،‬باإلضافة إلى هذا فان أي محاولة لقياس تكلفة‬
‫الفساد اجتماعيًا بالمال لن تتالءم مع المأساة اإلنسانية الكامنة وراء التقاعس‪ ،‬األمية‪ ،‬أو الخدمات الطبية الغير مالئمة‪،‬‬
‫بالتالي يحدث نوع من الشك العام تجاه أي محاولة لقياس تكلفة الفساد‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬أثر الفساد‪:‬‬

‫ال يقتصر الفساد على جانب واحد من جوانب الحياة المختلفة‪ ،‬وهنا تكمن خطورته‪ ،‬إذ يظن كثيرون أن الفساد مثالً‬
‫مقتصر على السياسة والسياسيين‪ ،‬لكن العديد من تجارب العالم قد أثبتت أن الفساد يمكنه التغلغل في النواحي‬
‫أشخاص‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية واالجتماعية واإلدارية‪ ،‬تار ًكا آثاره السلبية في هذه المجاالت عندما يسمح له بذلك‪ ،‬وعندما يوجد‬
‫في مختلف هذه المجاالت‪ ،‬يسعون للفساد واإلفساد‪ ،‬وآثار للفساد التي تم تلخيصها من عدة مصادر يمكن عرضها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫البيان‬ ‫األثار‬

‫‪ .1‬تجاوز األولويات في جدول مشروعات التنمية فكثير من المشروعات الحكومية تعتبر ذات مردود اقتصادي منخفض لكنه جرى‬
‫تنفيذها استجابة لعالقات الفساد أو ألنها تفتح مجال أوسع للكسب الغير المشروع عبر العمولت والرشاوى‪.‬‬
‫األثار‬

‫الصفحة ‪ 10‬من ‪46‬‬


‫يؤدي الفساد إلى ارتفاع األسعار ذلك ألن الرشاوى والعمولت تمثل من وجهة نظر الجهات المقدمة لها نوعا من التكلفة وبهذا‬ ‫‪.2‬‬ ‫القتصادية‬
‫يتم إضافة قيمة هذه الرشاوى والعمولت إلى تكلفة السلع والخدمات التي تقدمها هذه الجهات وبالتالي إلى أسعارها بحيث‬
‫يتحملها المستهلك في نهاية األمر‪.‬‬
‫يؤدي الفساد إلى تبديد واستنزاف أموال الدولة نتيجة تقديم الرشاوى والعمولت لموظفي الحكومة‪ ،‬فإن العمالء والمقاولين‬ ‫‪.3‬‬
‫يحصلون على قيمة األشياء والعقود والممتلكات الحكومية المطروحة للعطاء والمزاد والمناقصة بأسعار أقل مما هي عليه‪،‬‬
‫والختالس سواء كان لألموال أو المعدات أو المواد الخام أو األجهزة‪ ،‬ويتم أحيانا تهريبها إلى خارج الدولة مما يؤدي إلى‬
‫استنزاف وإضعاف المقدرة المالية للدولة‪ ،‬كما يؤدي التهرب الضريبي بمساعدة الموظفين الفاسدين إلى فقدان الدولة لجزء‬
‫كبير من اإليرادات‪ ،‬والخسائر المالية المرتبطة بالشخص الفاسد أو المنحرف‪ ،‬فهو خسارة مالية تتكبدها الدولة ألنه يعطل عن‬
‫اإلنتاج ويحتاج إلى إنفاق مالي خالل انقضاء فترة العقوبة باإلضافة إلى ما أنفقته الدولة لتأهيله وتدريبه للعمل الذي كان‬
‫يشغله‪ ،‬وانخفاض العوائد التي تحققها الدول من أموالها المستثمرة في المشروعات وتزداد الخسائر خطورة في حالة‬
‫الستثمارات العامة المتعلقة بالموارد البشرية كالمؤسسات التعليمية فالخسائر هنا ل تقتصر على األموال التي أنفقت ولكنها‬
‫تمتد لتشمل اإلعداد غير الجيد للموارد البشرية الضرورية لعمليات التنمية في شتى المجالت‪ ،‬واإلسراف والبذخ في اإلنفاق‬
‫على األثاث واألبنية لبعض الوزارات أو األجهزة الحكومية‪ ،‬باإلضافة إلى البذخ الشديد أثناء انعقاد المؤتمرات والحفالت‬
‫وزيارات كبار المسئولين‪.‬‬
‫يؤدي انخفاض اإليرادات إلى سعي الدولة لتغطية نفقاتها عبر وسائل أخرى كالقتراض الداخلي والخارجي مما يترك أثره على‬ ‫‪.4‬‬
‫القتصاد لفترات تمتد لسنوات طويلة قادمة‪.‬‬
‫إن الفساد يخلق فجوة بين المواطنين والحكومة مما يدفعهم إلى مساندة القوى المعارضة لإلطاحة بالحكومة القائمة بسبب‬ ‫‪.1‬‬
‫الستياء من الفساد المنتشر داخل أجهزة الحكومة‪.‬‬
‫إن شعور الفئات الفقيرة بالحرمان نتيجة تعميق الفجوة بين فئات المجتمع بسبب الفساد سيدفع هذه الفئة الفقيرة إلى اللتجاء‬ ‫‪.2‬‬
‫إلى العنف والثورة على النظام القائم للتنفيس عما يرتبط بشعورها بالحرمان‪.‬‬ ‫األثار‬
‫يساهم الفساد في التقليل من شرعية النظام السياسي في نظر المواطنين وعدم الثقة في الحكومة‪ ،‬حيث يدرك المواطنون أن‬ ‫‪.3‬‬ ‫السياسية‬
‫الموظفين الحكوميين على مستوياتهم المختلفة مجرد عناصر متورطة في الفساد ول يعنيها سوى تحقيق مصالحها الخاصة‬
‫ونتيجة لذلك اإلدراك يكون النظام السياسي محروما من الناحية الواقعية من أي مساندة شعبية‪ ،‬بل تظهر السلبية وعدم إقبال‬
‫المواطنين على التعاون مع النظام القائم وزيادة تمسكه بوليته المحدودة كاألسرة والعشيرة وفقدان الثقة بالسياسات العامة‪.‬‬
‫انتشار مظاهر الفساد في أجهزة الدولة له انعكاساته في عملية تنشئة األطفال والشباب فعندما يالحظ هؤلء أن األفراد‬ ‫‪.1‬‬
‫الفاسدين يعيشون في وضع مادي أو اجتماعي أفضل من األفراد ذوي السلوك المستقيم بسبب الرشاوى والعمولت أو غيرها‬
‫فإن ذلك يشكل دافعا وحافزا للسلوك الفاسد ويعطي انطباعا بأن للفساد مردود يستحق المخاطرة‪ ،‬وقد يصل األمر إلى إضعاف‬
‫القيم واهتزاز معايير المجتمع فيقبل السلوك الفاسد على أنه سلوك غير مشين ول مستنكر‪.‬‬
‫عدم تحقيق العدالة الجتماعية‪ ،‬فتسرب الفساد إلى الجهاز الضريبي سيؤدي إلى تحميل ذوي الدخول البسيطة نسبيا عبء‬ ‫‪.2‬‬
‫الضرائب بينما يتمكن دافعوا الرشوة من التهرب من دفع المبالغ المفروضة عليهم‪ ،‬وهذا بالتالي سيؤدي إلى تعميق الفجوة بين‬
‫طبقات المجتمع باإلضافة إلى عدم وصول الدعم والمساندة الذي يفترض أن تقدمه الدولة إلى مستحقيه من الجماعات‬
‫المحرومة‪.‬‬
‫يعتبر الفساد أول وقبل كل شيء هو مشكلة أخالقية فإنه في حالة استمراره واستشراءه يقيم نظاما قيميا منحرفا ً وثقافة فساد‬ ‫‪.3‬‬
‫تهدد ليس فقط أسس الحكومة وإنما أيضا ثقافة المجتمع‪.‬‬ ‫األثار‬
‫يؤدي الفساد إلى المساس باألمن والصحة العامة‪ ،‬فالرشاوى التي تدفع إلى الجهات المسئولة عن التفتيش على المسائل‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪4‬‬
‫الجتماعية‬
‫المتعلقة بالشروط الصحية تدفع للتغاضي عن المخاطر التي قد تلحق بالمواطنين من حيث نظافة المطاعم والمستشفيات‬
‫وأنظمة األمان في المصانع والتخلص من النفايات الضارة بالبيئة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التساهل في تطبيق أنظمة المرور وتسهيل‬
‫تهريب البضائع الفاسدة إلى داخل البالد وربما حتى تهريب المخدرات وبالتالي زيادة معدل الجرائم‪.‬‬
‫يؤدي الفساد إلى تقليل اإلنفاق على مشروعات البنية األساسية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وذلك نتيجة لنخفاض‬ ‫‪.5‬‬
‫إيرادات الدولة مما يحمل المواطنين نفقات إضافية للحصول على خدمات صحية وتعليمية مناسبة‪.‬‬
‫يترتب على انتشار الفساد في أجهزة الدولة عدم إسهام المواطنين في المشروعات التي تقام عادة عن طريق الجهود الذاتية‬ ‫‪.6‬‬
‫ويرجع ذلك لما يصيب المجتمع من موجات اضطراب وفوضى نتيجة لنتشار مظاهر النحراف اإلداري وما يترتب عليها من‬
‫إضعاف القيم الراسخة‪.‬‬
‫يترتب على فرض العقوبة على الفاسدين بالحبس أو الفصل من العمل العديد من المشاكل الجتماعية المتعلقة برعاية األسرة‬ ‫‪.7‬‬
‫وتربية األبناء‪.‬‬

‫‪ 4‬الشهابي أنعام وداغر منقذ‪"،‬العوامل المؤثرة في الفساد اإلداري"‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 11‬من ‪46‬‬


‫إن السلوك المنحرف للموظفين في األجهزة الحكومية يعطي قدوة سيئة للموظفين الجدد مما يؤدي إلى أن يصبح السلوك‬ ‫‪.1‬‬
‫النحرافي مقبول لدى الموظفين وغير مستهجن وهذا ما يشكل عائقا للتنمية اإلدارية التي تهدف وتسعى إليها الدول النامية‪.‬‬
‫إهدار مصالح المواطنين نتيجة عدم الموضوعية في الختيار والتعيين وعدم الهتمام بالعمل وقيمة الوقت‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫هجرة الكفاءات إلى الدول األخرى نتيجة عدم العدالة وعدم الرضا عن األوضاع عامة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫األثار‬
‫يؤدي الفساد إلى تعثر النشاط اإلداري الحكومي في مجالت التنمية المختلفة‪ ،‬فهو يقف عقبة في وجه تطبيق معايير األداء‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلدارية‬
‫اإلداري الفعال من موضوعية وتخصص ويؤدي ذلك إلى انخفاض الكفاءة اإلدارية ومستوى اإلنتاج‪.‬‬
‫يتحول ولء الموظفين إلى األشخاص الذين كان لهم الفضل في تعيينهم أو ترقيتهم وليس الولء إلى المجتمع عامة والجهاز‬ ‫‪.5‬‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫ويمكن كذلك استخالص أهم آثار للفساد أن للفساد نتائج مكلفة على عدة نواحي من الحياة حيث يؤدي الفساد إلى‬
‫خلخلة القيم األخالقية والى اإلحباط وانتشار الالمبالة والسلبية بين أفراد المجتمع‪ ،‬وبروز التعصب والتطرف في‬
‫اآلراء وانتشار الجريمة كرد فعل لنهيار القيم وعدم تكافؤ الفرص‪ ،‬كما يؤدي الفساد إلى عدم المهنية وفقدان قيمة‬
‫العمل والتقبل النفسي لفكرة التفريط في معايير أداء الواجب الوظيفي والرقابي وتراجع الهتمام بالحق العام‪،‬‬
‫والشعور بالظلم لدى الغالبية مما يؤدي إلى الحتقان الجتماعي وانتشار الحقد بين شرائح المجتمع وانتشار الفقر‬
‫وزيادة حجم المجموعات المهمشة والمتضررة وبشكل خاص النساء واألطفال والشباب‪ ،‬كما يؤدي الفساد إلى الفشل‬
‫في جذب الستثمارات الخارجية‪ ،‬وهروب رؤوس األموال المحلية‪ ،‬فالفساد يتعارض مع وجود بيئة تنافسية حرة التي‬
‫تشكل شرطا أساسيا لجذب الستثمارات المحلية والخارجية على حد سواء‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى ضعف عام في توفير‬
‫فرص العمل ويوسع ظاهرة البطالة والفقر‪ ،‬وهدر الموارد بسبب تداخل المصالح الشخصية بالمشاريع التنموية‬
‫العامة‪ ،‬والكلفة المادية الكبيرة للفساد على الخزينة العامة كنتيجة لهدر اإليرادات العامة‪ ،‬والفشل في الحصول على‬
‫المساعدات األجنبية‪ ،‬كنتيجة لسوء سمعة النظام السياسي‪ ،‬وهجرة الكفاءات القتصادية نظرا لغياب التقدير وبروز‬
‫المحسوبية والمحاباة في أشغال المناصب العامة‪ ،‬كما يؤدي إلى حالة يتم فيها اتخاذ القرارات حتى المصيرية منها‬
‫طبقا لمصالح شخصية ودون مراعاة للمصالح العامة ويقود إلى الصراعات الكبيرة إذا ما تعارضت المصالح بين‬
‫مجموعات مختلفة ويؤدي إلى ضعف المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني ويعزز دور المؤسسات التقليدية‪،‬‬
‫وهو ما يحول دون وجود حياة ديمقراطية‪.5‬‬

‫‪ 5‬عبد الهادي أحمد محمد‪ ،‬االنحراف اإلداري في الدول النامية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 12‬من ‪46‬‬


‫املبحث الثاني‪:‬‬
‫أساليب وأدوات مكافحة الفساد‪:‬‬
‫ل شك أن المجتمعات كافة تحتوي على قدر معين من الفساد‪ ،‬إذ إن آثار الفساد ومضاعفاته تؤثر في المجتمع وسلوكيات‬
‫األفرا د وقيمهم ول تقتصر على هذه الجوانب‪ ،‬بل يمتد أثره إلى القتصاد والسياسة واألمن وغيرها من مقومات‬
‫المجتمع‪ ،6‬وفي هذا المبحث من هذه الدراسة (التقرير) سيتم إستعراض أساليب وأدوات وآليات مكافحة الفساد في‬
‫اإلدارة العامة للدولة وزيادة فعاليتها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آليات مكافحة الفساد‪:‬‬
‫ال شك في أن مواجهة الفساد عملية صعبة تتطلب جهودا كبيرة وخطط وإجراءات طويلة األمد ويعود هذا إلى أسباب‬
‫عديدة منها أن الفساد كان موجودا ً منذ القدم وأنه كان يتجدد في مجاالته وأشكاله وآثاره من فترة إلى أخرى‪ ،‬كما أن‬
‫الوظيفة العامة تعكس المجتمع الذي تعيش فيه فالعاملين في الوظيفة العامة هم أفراد من المجتمع يحملون قيم المجتمع‬
‫وأعرافه‪ ،‬وكما يتواجد األفراد الصالحون في المجتمع فإن األفراد الفاسدين موجودون أيضا في هذا المجتمع هذا‬
‫باإلضافة إلى أن الفساد يتسم بالسرية مما يجعل مسألة اكتشافه ومعاقبة فاعليه مسألة عسيرة للغاية لذلك فإن أساليب‬
‫مواجهة الفساد تكون متنوعة ومختلفة فمنها‪ :‬المباشرة ومنها غير المباشرة كما أن منها‪ :‬األساليب الوقائية وهي األفضل‬
‫واألرخص تكلفة ومنها األساليب العالجية وعموما فإن تغير أشكال وصور الفساد تستلزم تغير أساليب ووسائل محاربته‬
‫ومقاومته وتحديث هذه األساليب وتطوريها لمواجهة ظاهرة الفساد‪ ،‬كما أن مكافحة الفساد بجميع أشكاله وفي جميع‬
‫القطاعات التي تساهم في تحقيق (التنمية الشاملة) والتي ترقى بالشعوب وتحقق الرفاه‪ ،‬تتطلب آليات للمكافحة‪ ،‬وتدخل‬
‫جميع األطراف في المجتمع لتفعيلها‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكن إبراز تلك اآلليات فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬أهم األساليب واألدوات يف مكافحة الفساد على النحو التايل‪:‬‬

‫توفر األرضية القانونية للممارسة الحكومية‪ :‬حيث تعمل بالتنسيق مع الجهات التشريعية على تطوير القوانين‬ ‫▪‬
‫واألنظمة والتعليمات لكل الممارسات المالية واإلدارية وبما يقلل حجم االجتهادات الشخصية والتي تعتبر أهم‬
‫مدخل للفساد من ناحية‪ ،‬وتشديد العقوبات المفروضة على جرائم الغش والفساد من ناحية أخرى‪.‬‬
‫اعتماد مبدأ الشفافية والوضوح‪ :‬إن الشفافية والوضوح بما تعنيه من نشر المعلومات والبيانات الحكومية‬ ‫▪‬
‫والحرص على تدفقها وعالنية تداولها عبر مختلف وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة يعتبر عنصرا‬
‫رئيسا في مكافحة مختلف أشكال الفساد وتحقيق التواصل بين المواطنين والمسئولين بما يسهم في تطويق‬
‫ومحاصرة الفساد واجتثاث جذور‪ ،‬هذا وقد أثبتت تجربة العديد من دول العالم الى أن التمسك بالشفافية يقلل من‬
‫وقوع األزمات االقتصادية‪ ،‬ويساعد بدرجة كبيرة على معالجة القضايا عند وقوعها وقبل استفحالها واتساع‬
‫مداها‪.‬‬
‫تفعيل وسائل المحاسبة والمساءلة‪ :‬أن المساءلة والمحاسبة الحقيقية تعنى القدرة على مساءلة المسئولين على‬ ‫▪‬
‫اختالف مستوياتهم ثوابا وعقابا دون أي تمييز بسبب مناصبهم‪ ،‬فهي بذلك تسهم بشكل فاعل في مكافحة الفساد‬
‫وتدعيم الشفافية والسيطرة‪.‬‬
‫تطوير أدوات وبرامج اإلصالح‪ :‬يشكل الفساد أحد الجوانب التي تسعى برامج اإلصالح المالي واإلداري إلى‬ ‫▪‬
‫القضاء عليها من خالل إحداث التغيير في الهياكل الحكومية والبيئة القانونية وترسيخ مبدأ سيادة القانون‪.‬‬

‫‪ 6‬أبو حمود‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 13‬من ‪46‬‬


‫▪ تحديث وسائل وأساليب الرقابة‪ :‬إن التطورات المتالحقة في بيئة األعمال واستخدام التقنيات الحديثة وثورة‬
‫المعلومات تستدعى تطوير أدوات وأساليب الممارسة الرقابية واستخدام البرمجيات الحديثة ووسائل الرقابة‬
‫التحليلية واألساليب الكمية الحديثة‪.‬‬
‫لكن محاربة الفساد تتطلب استراتيجيات محددة يتم اللتزام بها وتنفيذها عبر الوسائل واألساليب المناسبة لنوع وحجم‬
‫وأسباب الفساد ومنها نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬توفر الدعم واإلرادة السياسية لمكافحة الفساد فإن التزام القيادة السياسية بمحاربة الفساد يعطي دفعا ً أكبر للقيادات‬
‫في جميع األجهزة التنفيذية والتشريعية والقضائية لاللتزام بمحاربة الفساد في جميع صوره سواء كان جريمة‬
‫جنائية أو مخالفة إدارية أو عمال ال أخالقيا يتعلق بأداء الوظيفة العامة "كما يمكن للقيادة السياسية في سعيها‬
‫لمكافحة الفساد أن تفسح المجال لحرية المنافسة السياسية النزيهة ومبدأ التعددية السياسية والتداول سلميا على‬
‫السلطة على كل المستويات‪ ،‬وإقرار مبدأ سيادة القانون وعدم التمييز في تطبيقه بين فئات المجتمع والمساواة في‬
‫الحقوق والواجبات والفصل بين السلطات الثالث وهذا كله يساعد على كسر لفساد كنظام‪.‬‬
‫ب‪ -‬التوعية العامة بالفساد وأشكاله وأضراره حيث تمثل حمالت التوعية العامة إحدى االستراتيجيات الضرورية‬
‫لمواجهة الفساد‪.‬‬
‫ج‪ -‬توفير المعلومات عن الفساد وأنواعه وأسبابه والقائمين أو المتسببين فيه وبتوفر تلك المعلومات تزيد الفرص‬
‫الكتشاف الفساد ومحاربته‪.‬‬
‫د‪ -‬محاسبة كل من يتسبب في إحداث أي خلل سواء كان هذا الخلل وظيفيا ً أو ينتج عنه أي صورة من صور الفساد‬
‫كالرشى واالختالس‪ ،‬والتزوير‪ ،‬أو تسهيل أي إجراءات غير مطابقة لألنظمة واللوائح وغيرها‪.‬‬
‫ه‪ -‬العمل على بث الشفافية في كل تصرفاتنا ومؤسساتنا ومنظماتنا بصورة تسهم في إيجاد العالقة التي تتسم‬
‫بالوضوح والشفافية في كافة المعامالت‪.‬‬
‫و‪ -‬إجراء رقابة دورية ومستمرة على منظمات األعمال والهيئات المختلفة والوقوف على كافة األعمال التي تمت‬
‫والنظر في كافة اإلجراءات المستخدمة في هذه الهيئات والمنظمات ومدى مطابقتها لألنظمة والتشريعات‪.‬‬
‫ز‪ -‬تفعيل دور المنظمات والهيئات وحثهم على االختيار األنسب واألمثل أي إختيار الرجل المناسب في المكان‬
‫المناسب‪.‬‬
‫ح‪ -‬تفعيل دور المشاركة المجتمعية لمناقشة األمور وذلك لدراستها والوقوف على مدى مطابقتها لألنظمة واللوائح‪.‬‬
‫ط‪ -‬حث وسائل اإلعالم المختلفة بتناول قضايا الفساد والعمل على دفع أفراد المجتمع والمسئولين بااللتزام‬
‫بالمصداقية واإلبالغ عن أية مخالفات مالية أو إدارية‪.‬‬
‫ي‪ -‬أن يكون هناك صندوق للشكاوى للوقوف على المشكالت التي يعاني منها األفراد تشرف عليها لجان متخصصة‬
‫في مناقشة أمور الفساد ووضع شكاوى األفراد موضع إهتمام هذه اللجان‪.‬‬
‫ك‪ -‬تفعيل دور الحكومة اإللكترونية بصورة تسهم في الحد من الفساد‪.‬‬
‫ل‪ -‬تفعيل دور العلماء وأعضاء هيئة التدريس ومراكز البحوث العلمية في عمل الدراسات والبحوث الالزمة حول‬
‫مشكالت الفساد‪.‬‬
‫م‪ -‬تفعيل دور الرقابة الشعبية بصورة تكفل مراقبة األفراد على موضوعات وصور الفساد بشتى صوره وأساليبه‪.‬‬
‫ن‪ -‬تفعيل دور الرقابة الذاتية في نفوس األفراد بصورة تكفل أن يقوم الفرد بمحاسبة نفسه عن أخطائه وذلك عن‬
‫طريق تعميق الشعور الديني لدى الفرد وأهمية االلتزام بقيم الدين‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬زيادة فعالية أساليب مكافحة الفساد‪:‬‬
‫أن زيادة فعالية أساليب مكافحة الفساد بجميع أشكاله وفي جميع القطاعات التي تساهم في تحقيق (التنمية الشاملة) والتي‬
‫ترقى بالشعوب وتحقق الرفاه‪ ،‬تتطلب بناء استراتيجيات لمواجهة الفساد والتي تقتضي خلق بيئة للنزاهة تعزز الشفافية‬

‫الصفحة ‪ 14‬من ‪46‬‬


‫والمساءلة والمحاسبة‪ ،‬وتعزز مجموعة المفاهيم والنظم والمعاني التي تجتث الفساد من جذوره‪ ،‬ولتحقيق ذلك ل بد من‬
‫العمل تحقيق نظام وطني متكامل للنزاهة‪ ،‬وتختلف مكونات نظام النزاهة الوطني باختالف الدول وواقع ومضمون الفساد‬
‫فيها‪ ،‬وكذلك األطراف الفاعلة فيه‪ ،‬والتي يمكن إجمالها في المحاور اآلتية‪:‬‬
‫البرلمان المنتخب‪ ،‬من خالل عملية انتخابات حرة ونزيهة‪ ،‬ليقوم بدور فعال في المساءلة والرقابة وإعداد المنظومة‬ ‫السلطة‬
‫التشريعية الشاملة بما فيها ذات العالقة في مكافحة الفساد‪.‬‬ ‫التشريعية‬
‫السلطة‬
‫مجالس القضاء والمحاكم تكون مستقلة ونزيهة وتمارس دورها بفعالية في محاكمة المسئولين‪.‬‬
‫القضائية‬
‫أبراز مكونات النظام السياسي الحاكم التي تلتزم بالصالحيات التي أعطاها القانون لها‪ ،‬ول تتجاوزها على حساب‬
‫السلطة‬
‫السلطة التشريعية أو القضائية‪ ،‬وتنفذ قرارات السلطات التشريعية والقضائية‪ ،‬وتعمل على تعزيز الرقابة الداخلية وتبني‬
‫وسائل عمل شفافة‪.‬‬
‫التنفيذية‬
‫هيئة مستقل ة عن الحكومة تقوم بالتدقيق على المؤسسات من حيث اإلنفاق واللتزام بالسياسات اإلدارية والمالية‪،‬‬ ‫هيئة الرقابة‬
‫وتقديم تقارير مهنية عن ذلك لألطراف المسئولة‪ ،‬وبشكل خاص للبرلمان‪ ،‬ونشر تقاريرها للجمهور لالطالع عليها‪.‬‬ ‫العامة‬
‫مؤسسة تعنى بالنظر في شكاوى الجمهور فيما يتعلق بالمس بمبادئ سيادة القانون والعدالة واإلنصاف واإلضرار‬ ‫مؤسسة‬
‫بالمصالح العامة‪ ،‬وهي يجب أن تكون مستقلة عن الجهاز التنفيذي (في بعض الدول تم إنشائها باسم ديوان المظالم‬ ‫الوسيط أو‬
‫قاض‪ ،‬وفي دول أخرى تكون عبارة عن مؤسسة وطنية مستقلة لحقوق المواطن)‪.‬‬ ‫ويرأسها ٍ‬ ‫المحتسب‬
‫يوجد عدة أشكال من الهيئات المستقلة التي تقوم بالرقابة الدورية على القضايا اإلدارية أو المالية وتدقيق الحسابات‪،‬‬ ‫هيئات مكافحة‬
‫سوا ًء هيئات مستقلة أو داخلية‪.‬‬ ‫الفساد‬
‫مؤسسات تعمل على تحقيق أهداف اجتماعية أو اقتصادية أو تجارية أو سياسية أو بيئية عامة‪ ،‬مثل الوزارات‬
‫الخدمة العامة‬
‫والمؤسسات العامة‪.‬‬
‫هيئات منتخبة من الجمهور تقدم الخدمات العامة للتجمعات السكنية‪ ،‬ويحكمها قانون خاص وتتولى هذه الهيئات مهام‬
‫الحكم المحلي‬
‫تنظيمية وخدماتية ذات عالقة بحياة السكان الذين يعيشون في منطقة جغرافية معينة‪ ،‬وهي مستقلة عن الحكومة‪.‬‬
‫جميع المؤسسات الرسمية والخاصة واألهلية‪ ،‬وكذلك األفراد‪ ،‬الذين يساهمون في نشر وتعميم المعلومات على‬
‫وسائل اإلعالم المستوى المحلي والدولي ويجب أن تكون هذه المؤسسات واألفراد نزيهين وجريئين‪ ،‬ولهم حرية واستقاللية حتى‬
‫يتمكنوا من نشر الوعي العام‪.‬‬
‫جميع المجموعات واألطر التي تقع خارج إطار النظام السياسي الحاكم‪ ،‬وتشمل المؤسسات األهلية والقاعدية واألطر‬ ‫مؤسسات‬
‫النقابية واألحزاب السياسية ومؤسسات القطاع الخاص‪ ،‬وهذه المؤسسات يجب أن تلتزم بمعايير وقيم النزاهة حتى‬ ‫المجتمع‬
‫تساهم بفعالية في تعميم نظام النزاهة الوطني‪.‬‬ ‫المدني‬
‫الشركات الخاصة والمساهمة المحدودة والعامة‪ ،‬إصالح هذه المؤسسات بما يساهم في تحقيق التنمية ويمنع الحتكار‬ ‫القطاع‬
‫والستغالل‪.‬‬ ‫الخاص‬
‫وتشمل الشركات العالمية والمؤسسات الدولية والجهات الحكومية‪ ،‬حيث تمارس بعض منها احتكارات اقتصادية‬ ‫الممثلون‬
‫وضغوطا ً سياسية وثقافية غير مالئمة‪ ،‬ومنها ربط التمويل بالسياسة‪.‬‬ ‫الدوليون‬
‫كما تختلف أهمية "المحاور" أعاله‪ ،‬ومدى قوتها في تحقيق أهداف نظام النزاهة‪ ،‬باختالف الدول أيضاً‪ ،‬وكذلك تختلف‬
‫األدوار الفاعلة فيها‪،‬‬
‫ويضاف الى كل ما سبق أهمية توافر اإلرادة السياسية للقيادة في مكافحة الفساد‪ ،‬حيث ليس هناك بديل للقيادة في القمة‪،‬‬
‫وجميع الجهود األخرى ال يمكن أن تنجح بدونها على الرغم من انها ليس كافيا في حد ذاته‪.‬‬
‫كما تتطلب استراتيجيات مكافحة الفساد األخذ بما يلي‪:‬‬
‫▪ رفع مستوى التوعية والتثقيف حول ظاهرة الفساد وجهود مكافحتها‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 15‬من ‪46‬‬


‫تؤثر ظاهرة الفساد‪ ،‬بشكل سلبي‪ ،‬على اإلقتصاد الوطني والبيئة االستثمارية في البالد وتقع مسؤولية رفع مستوى التوعية‬
‫والتثقيف بأشكال الفساد واثاره السلبية على كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬كما ان‬
‫هذه الجهات مسؤولة عن توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة للمواطنين عن حجم هذه الظاهرة واالجراءات والسياسات‬
‫والتشريعات المتخذة لمعالجتها‪.‬‬
‫▪ تعزيز الوقاية من الفساد‪:‬‬
‫تتطلب جهود الوقاية من الفساد ترسيخ مبادئ النزاهة والحاكمية الرشيدة وتفعيل الرقابة الداخلية ووضع وتطبيق مدونات‬
‫السلوك الوظيفي في مؤسسات القطاع العام من خالل وضع التشريعات والسياسات واجراءات العمل الكفؤة والفاعلة‪ ،‬كما‬
‫ان مسؤولية الوقاية من الفساد تقع ايضا على مؤسسات القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬سواء في مجال‬
‫الممارسة او في مراقبة التزام مؤسسات القطاع العام‪.‬‬
‫▪ تعزيز قدرة هيئة مكافحة الفساد‪:‬‬
‫تتولى هيئة مكافحة الفساد مسؤولية رفع مستوى التوعية العامة حول ظاهرة الفساد‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة للوقاية‬
‫من هذه الظاهرة‪ ،‬والتحقيق في قضايا الفساد ومالحقة مرتكبيه‪ ،‬وتعتبر مهام الهيئة بالغة االهمية في مالحقة الفاسدين‪،‬‬
‫وتقديمهم للقضاء لمالحقتهم وهذا يتطلب امتالك الهيئة للموارد البشرية او الفنية‪ ،‬وعلى ان تتسم إجراءات عملها بالكفاءة‬
‫والشفافية‪ ،‬وآليات وظيفية للتعاون والتنسيق مع مؤسسات القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫▪ تفعيل المشاركة المجتمعية في أنشطة مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة‪:‬‬
‫يؤثر الفساد سلبا ً على الحقوق األساسية للمواطنين‪ ،‬وأنشطة األعمال‪ ،‬ويتطلب مكافحة الفساد إنشاء منظومة فاعلة‬
‫لمكافحته تركز على تفعيل المشاركة المجتمعية في جهود الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬بحيث يكون الجميع من افراد‪،‬‬
‫ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬والمنظمات غير الربحية ومؤسسات القطاع الخاص ذات العالقة جزءا ً من عمليات صنع‬
‫القرار ووضع التشريعات واالستراتيجيات والسياسات‪ ،‬والمعايير‪ ،‬واإلجراءات المصممة لضمان النزاهة المجتمعية‪.‬‬
‫▪ كفاءة اإلجراءات التحقيقية في قضايا الفساد ومالحقة مرتكبيه‪:‬‬
‫هناك العديد من الجهات المسؤولة عن التحقيق في قضايا الفساد‪ ،‬كما أن اإلطار القانوني الذي يحدد مهامها وأدوارها في‬
‫مجال مكافحة الفساد غير واضح لكافة أفراد المجتمع‪ ،‬وبالتالي فإنه من المهم أن يتم تنظيم التعاون وتبادل المعلومات‬
‫وتنسيق األنشطة بين سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية والجهات األخرى ذات العالقة‪ ،‬كما أنه من المهم ضمان‬
‫امتالك العاملين في هذه الجهات للمهارات والقدرات الالزمة للحفاظ على كفاءة منظومة مكافحة الفساد‪.‬‬
‫▪ تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد‪:‬‬
‫تتطلب جهود مكافحة الفساد تعاونا ً دوليا ً كفؤا وفاعال للوقاية ومكافحة جرائم الفساد ومتحصالتها ولتحقيق ذلك‪ ،‬يتطلب‬
‫استمرار المشاركة في الجهود االقليمية والدولية في إطار االتفاقيات والمنظمات الدولية العاملة في مجال مكافحة الفساد‪،‬‬
‫ويشمل ذلك التعاون وتبادل المعلومات في مجال التحقيق المشترك في قضايا الفساد واسترداد الموجودات‪ ،‬كما ان‬
‫المسؤولية عن التحقيق في جرائم الفساد تحتاج الى وجود آلية واضحة للمساعدة القانونية المتبادلة وتبادل المعلومات على‬
‫المستوى الدولي‪.‬‬
‫▪ تطوير التشريعات الوطنية بما يتوافق مع المعايير والمتطلبات الدولية لمكافحة الفساد والتأكد من مدى كفاءة‬
‫تنفيذها‪:‬‬
‫حيث ال بد من إعادة النظر في العديد من التشريعات ذات العالقة وتحديد الثغرات واجراء التعديالت الالزمة عليها‬
‫وضمان تطبيق المتطلبات والمعايير الدولية في هذا الجانب‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 16‬من ‪46‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬دور املنظمات واهليئات الدولية واإلقليمية يف مكافحة الفساد‪:‬‬
‫لقد أضحى الفساد مشكلة عابرة للحدود‪ ،‬وهو أحد أهم اآلثار السلبية للعولمة‪ ،‬فلم يعد شأنا محليا داخليا يتعلق بدولة واحدة‬
‫أو بنظام اقتصادي أو سياسي معين‪ ،‬بل هو ظاهرة دولية مست كل المجتمعات والدول سواء كانت المتقدمة منها أو‬
‫السائرة في طريق النمو‪ ،‬وأصبح يشكل بذلك عامل إزعاج لمختلف الدول لما يطرحه من مشاكل ومخاطر على استقرار‬
‫المجتمعات وأمنها‪ ،‬وعلى تراجع القيم األخالقية والعدالة ويعرض التنمية وسيادة حكم القانون للخطر‪،‬‬
‫لذلك أجمعت المنظمات والهيئات الدولية واإلقليمية والوطنية الحكومية وغير الحكومية وكذا منظمات المجتمع المدني‬
‫على ضرورة مقاومته ومواجهته وذلك بالتعاون فيما بينها‪ ،‬فمسؤولية مكافحة الفساد ملقاة على عاتق جميع الدول التي‬
‫يجب عليها وضع االتفاقيات واالستراتيجيات والتشريعات المناسبة للتصدي له‪،‬‬
‫وفي هذا اإلطار سنستعرض أهم الجهود المبذولة من قبل المنظمات والمؤسسات الدولية واإلقليمية في مجال مكافحة‬
‫الفساد كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬هيئة األمم املتحدة‪:‬‬
‫نظرا للمعاناة الكبرى التي تعيشها الدول بسبب تقشي آفة الفساد ولما لهذه الظاهرة من أضرار وخيمة على مجتمعاتها‪،‬‬
‫وارتباط هذه الظاهرة بمختلف الجرائم المنظمة و الجرائم المالية واالقتصادية األمر الذي زاد من خطورتها‪ ،‬لهذا‬
‫ظهرت الحاجة إلى التعاون الدولي بين كل دول أعضاء هيئة األمم المتحدة وتضافر جهودها للوصول إلى إطار جامع‬
‫يمكن من خالله مكافحة هذه الظاهرة‪ ،‬ولقد أثمرت هذه الجهود من خالل وضع مجموعة من المبادرات و القرارات و‬
‫االتفاقيات الدولية وأهمها على اإلطالق هي اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد التي اعتمدتها الجمعية العامة في‬
‫‪31‬أكتوبر‪2003‬م‪ ،‬وقد وضعت هذه االتفاقية اآلليات الالزمة لمنع وكشف ومعاقبة مرتكبي الفساد والجرائم ذات الصلة في‬
‫القطاعين العام والخاص و تعزيز وتسهيل وتنظيم التعاون وتنسيق السياسات والتشريعات بين الدول األطراف ألغراض‬
‫الوقاية والكشف والعقاب و القضاء على الفساد وتعزيز التنمية االجتماعية واالقتصادية عن طريق إزالة العقبات التي‬
‫تحول دون التمتع بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية فضال عن الحقوق المدنية والسياسية وتهيئة الظروف‬
‫الالزمة لتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون العامة لتلزم الدول األطراف فيها بضرورة إجراء وتطبيق تدابير‬
‫وتعديالت واسعة النطاق تمس مختلف تشريعاتها وأجهزتها اإلدارية والمالية والقضائية‪ ،‬والتي تهدف أساسا إلى الوقاية‬
‫من جرائم الفساد ومكافحتها وردع مرتكبيها إضافة إلى التعاون الدولي بين الدول األطراف في هذا المجال‪ ،‬ويجب‬
‫اإلشارة إلى أن هذه االتفاقية قد سبق اعتمادها على عدد من الوثائق التي صدرت عن األمم المتحدة نذكر منها‪:‬‬
‫▪ المدونة الدولية لقواعد سلوك الموظفين العموميين المعتمدة بقرار الجمعية ‪ 51‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر‪.1996‬‬
‫▪ إعالن األمم المتحدة ‪ /‬مكافحة الفساد والرشوة في المعامالت التجارية الدولية الذي اعتمد بالقرار رقم ‪ 191‬في ‪12‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1996‬وتم التفاق على إقرار هذه التفاقية على أساس أن الرشوة صورة من صور الفساد الواسعة النتشار في‬
‫المعامالت التجارية الدولية األمر الذي يؤثر على سير اإلدارة الجيدة ويقوض التنمية‪.‬‬
‫▪ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي اعتمدت بالقرار رقم ‪ 25‬المؤرخ في ‪15‬نوفمبر‪2000‬م‪.‬‬
‫▪ القرارين )‪ (56-57‬الصادرين بشأن منع ومكافحة الممارسات الفاسدة وتحويل األموال المتأتية من مصدر غير مشروع وإعادة‬
‫تلك األموال في ‪ 1‬ديسمبر ‪2002‬م‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة هنا الى أن اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد قد تضمنت عدد من آليات مكافحة الفساد وكما يلي‪:‬‬
‫مضمون اإلتفاقية األممية‬
‫لقد نصت اتفاقية مكافحة الفساد على ضرورة وجود هيئة أو هيئات داخل الدول األعضاء تقوم بمنع الفساد‬
‫وبتنفيذ السياسات الواردة بالمادة ‪ 5‬من االتفاقية واألشراف عليها وإجراء التوعية والدراسات والتواصل مع‬ ‫اآلليات المؤسساتية‬
‫األجهزة المختلفة بشأنها على أن تتمتع تلك الهيئة باالستقاللية حتى تستطيع أن تقوم بدورها دون أي تأثير‪.‬‬ ‫لمكافحة الفساد‬
‫▪ لقد اكدت االتفاقية االممية على ترسيخ السياسات التي تعزز مشاركة المجتمع وتأكيد النزاهة والشفافية‬ ‫اآلليات القانونية‬

‫الصفحة ‪ 17‬من ‪46‬‬


‫والمساءلة وسيادة القانون‪.‬‬ ‫والتنظيمية لمكافحة‬
‫كما وضعت االتفاقية تدابير وقائية لمكافحة الفساد بالقطاع العام من خالل التنصيص على ضرورة ان‬ ‫▪‬ ‫الفساد‬
‫يرتكز نظام التوظيف على مبادئ الكفاءة والشفافية واألنصاف واألهلية‪ ،‬وأوصت االتفاقية على ان يقدم‬
‫للموظفين أجور كافية ومنصفه وتعزيز الشفافية في تمويل الترشيحات النتخاب شاغلي المناصب‬
‫العمومية وفى تمويل األحزاب السياسية ومنع تضارب المصالح العامة مع مصالح الموظفين الخاصة‪.‬‬
‫اما فيما يخص الصفقات العمومية وإدارة األموال العامة فقد نصت االتفاقية على انه يجب يتم تنظيمها‬ ‫▪‬
‫على نحو يقوم على الشفافية والتنافس وعلى معايير الموضوعية في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫كما ال يجب التغاضي عن أن تدابير تعزيز الشفافية في اإلدارات العمومية يستلزم اعالم عموم المواطنين‬ ‫▪‬
‫بكيفية تنظيمها واشتغالها وعمليات اتخاذ القرارات فيها وتيسير وصول الناس إلى السلطات المختصة‬
‫باتخاذ القرار‪.‬‬
‫وتجدر االشارة ان انتشار الفساد ال يقتصر على القطاع العام فقط بل قد يمتد الى القطاع الخاص أيضا‬ ‫▪‬
‫ولذلك فقد وضعت االتفاقية سبل وقائية لمنعه‪ ،‬من خالل تعزيز التعاون بين القطاع العام والقطاع‬
‫الخاص ووضع مدونات قواعد سلوك لضمان ممارسة المنشآت التجارية على وجه منضبط وتعزيز‬
‫الشفافية بينها‪.‬‬
‫نظر لما لجريمة غسل األموال من أهمية على المستوى الدولي فقد وضعت االتفاقية تدابير وقائية لمنع‬ ‫▪‬
‫وقوعها وذلك بأن تقوم كل دولة بإنشاء نظام داخلي للرقابة واإلشراف على المصارف والمؤسسات‬
‫المالية وكذا غير المصرفية‪.‬‬
‫االصل ان مكافحة الفساد يستلزم وجود منظومة قانونية تجرم افعال الفساد بشتى اشكالها وسلطة قضائية‬ ‫▪‬
‫مستقلة‪ ،‬اضافة الى منظومة تحمي الضحايا والمبلغين‪.‬‬
‫انه إذا لم يتم منع وقوع جرائم الفساد بتنفيذ التدابير الوقائية السالفة الذكر فليس في المقدور في هذه الحالة‬ ‫▪‬
‫سوى القيام بمالحقة مرتكب هذه الجريمة وإلحاق العقاب الرادع به‪.‬‬
‫ان الحاق العقاب بمرتكب الجريمة يستدعي وجود تشريع يقوم بتجريمها ويحدد عقوباتها‪ ،‬حيث أن‬ ‫▪‬
‫األصل هو اإلباحة وال جريمة إال بنص من جهة وقضاء مستقل متخصص أضف الى وسائل من شانها‬
‫كشف الجريمة المرتبطة بالفساد‪.‬‬
‫ومن هذه الجرائم‪:‬‬ ‫▪‬
‫• الرشوة‪ :‬تنص االتفاقية على صورتين للرشوة ويأتي االختالف بينهما فقط في صفة الفاعل‬
‫فالصورة األولى تقع من قبل الموظف العام الوطني اما الصورة الثانية فهي كون الفاعل هو‬
‫موظف عمومي أجنبي أو موظف مؤسسة دولية عمومية‪.‬‬
‫• االختالس‪ :‬يالحظ ان االتفاقية قد اشترطت في جريمة االختالس أن يكون مرتكبها موظف عمومي‬
‫اآلليات العقابية‬
‫ولم تتوسع كما فعلت في جريمة الرشوة‪.‬‬
‫والقضائية لمكافحة‬
‫• استغالل بالنفوذ‪ :‬عرفت االتفاقية هذه الجريمة على انها وعد موظف عمومي أو أي شخص آخر‬
‫بأي فائدة غير مستحقة وذلك حتى يقوم باستغالل نفوذه سواء كان ذلك النفوذ فعلى أو كان نفوذ‬ ‫الفساد‬
‫مفترض وذلك بهدف الحصول لشخص المحرض األصلي أو آي شخص آخر على ميزة غير‬
‫مستحقة‪.‬‬
‫• جريمة الغدر‪ :‬تنص االتفاقية على اعتماد ما قد يلزم من تدابير تشريعية وتدابير أخرى لكي تجرم‬
‫تعمد موظف عمومى إساءة استغالل وظائفه أو موقعه‪ ،‬أى قيامه أو عدم قيامه بفعل ما‪ ،‬لدى‬
‫االضطالع بوظائفه‪ ،‬بغرض الحصول على مزية غير مستحقة‪ ،‬مما يشكل انتهاكا ً للقوانين‪.‬‬
‫• االثراء غير المشروع ‪ :‬لقد جعلت االتفاقية تطبيق جريمة االثراء غير المشروع اختياري للدول‬
‫األطراف ‪ ،‬فضال عن أنه قد اقتصر النص على ذكر الموظف العام دون زوجته وأوالده القصر‪،‬‬
‫اما من حيث الجهة المكفول بها تطبيق القانون واصدار الحكم‪ ،‬فقد أكدت اتفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة الفساد على أهمية استقالل القضاء و ماله من دور حاسم في مكافحة الفساد‪ ،‬واذا كانت‬
‫إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد قد نصت في المادة ‪ 30‬على ضرورة إتخاذ ما قد يلزم من‬
‫تدابير إلرساء توازن مناسب بين أية حصانات أو إمتيازات قضائية ممنوحة لموظفيها العموميين‬

‫الصفحة ‪ 18‬من ‪46‬‬


‫من أجل أداء وظائفهم وإمكانية القيام بعملية تحقيق ومالحقتهم ومقاضاتهم‬
‫▪ من حيث اآلليات الدولية لمكافحة جرائم الفساد‪:‬‬
‫تحث اتفاقية مكافحة الفساد االطراف على التعاون والتنسيق بهدف محاصرة مرتكبي جرائم الفساد مما يعطى‬
‫االنطباع بتكاتف الدول لمكافحة السلوك الفاسد ومنح الخبرات والمهارات إلى الدول التي تعاني من تفشى‬
‫الفساد لمساعدتها على التغلب عليه‪ ،‬وفرض نوع من الرقابة لضمان اتباع الدول لمبادئ الشفافية والنزاهة‬
‫والمسائلة في أنظمتها وذلك دون اعتداء على سيادتها الداخلية‪.‬‬
‫▪ من حيث اآلليات المجتمعية لمكافحة جرائم الفساد‪:‬‬ ‫اآلليات الدولية‬
‫بغية تحقيق الهدف المنشود وهو كشف الفساد ومكافحته‪ ،‬تدعو االتفاقية االممية االطراف الى تعبئة الرأي‬ ‫والتشاركية لمكافحة‬
‫العام ضده بحيث يتولد لدى أفراد المجتمع شعور ان مرتكب الجريمة هو شخص مسؤول على انهيار القيم‬ ‫جرائم الفساد‬
‫المجتمعية‪ ،‬كما تحث االطراف على تفعيل دور الصحافة في كشف الفساد شريطة ان تلتزم هذه األخيرة‬
‫بنشر المعلومات الصحيحة والمؤكدة ومحاسبتها اذ مالم تلتزم بذلك‪ ،‬ومن هذا المنطلق يتبين أن للمجتمع‬
‫المدني دور أساسي في منع الفساد ومكافحته فلن تستطيع الحكومة وحدها منع الفساد لذلك فان االتفاقية تحث‬
‫على اشراك المجتمع المدني ‪ ،‬وعلى المشاركة النشطة في منع الفساد ومحاربته‪ ،‬وإلذكاء وعى الناس فيما‬
‫يتعلق بوجود الفساد وأسبابه وجسامته وما يمثله من خطر‪.‬‬

‫‪ .2‬منظمة الشفافية الدولية‪:‬‬


‫تعد هذه المنظمة من أكثر المنظمات الدولية غير الحكومية نشاطا وفعالية في مجال مكافحة الفساد في العالم‪ ،‬وقد أنشأت‬
‫سنة ‪ 1993‬ومقرها برلين‪ ،‬وترى المنظمة أنه ال يمكن مكافحة الفساد إال من خالل‪:‬‬
‫▪ نشر التقارير المتعلقة بالفساد وفضح الجهات التي تمارسه سرا وعالنية لزيادة الوعي العالمي من خالل الفروع‬
‫القومية للمنظمة في الدول المختلفة‪.‬‬
‫▪ إعداد دراسات ميدانية عن الفساد على مستوى الصحة والتربية والتعليم والقضاء والشرطة وعقد ندوات لمناقشة‬
‫ظاهرة الفساد وسبل مواجهتها‪.‬‬
‫▪ وضع خطط طويلة المدى لتأسيس شعبة من ذوي االهتمامات بالشأن العام لخلق إرادة سياسية قامعة للفساد ‪.‬‬
‫وقد أكدت المنظمة على عدة مبادئ لمحاربة الفساد ومنها ‪:‬‬
‫▪ الحاجة إلى التحالف مع كل من له مصلحة في مقاومة الفساد‪.‬‬
‫▪ دعم الفروع المحلية للمنظمة لتحقيق مهمتها‪.‬‬
‫▪ تجميع وتحليل ونشر المعلومات وزيادة الوعي العام باألضرار المهلكة للفساد‪ ،‬خاصةً في الدول النامية‪.‬‬
‫ومن أهم ما قامت به المنظمة هو وضع مؤشر مدركات الفساد لقياس مدى تفشي الفساد في مختلف دول العالم‪ ،‬ويستند‬
‫هذا المؤشر إلى دراسات متنوعة ترصد آراء المستثمرين المحليين واألجانب والمتعاملين مع اإلدارة الحكومية المعنية‬
‫والخبراء المحللين حول اإلجراءات المتبعة ودرجة المعاناة التي تعترضهم في تنفيذها ونظرتهم إلى مدى انتشار الفساد‬
‫والرشوة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا الى أن بناء نظام وطني متكامل للنزاهة كما تراه منظمة الشفافية العالمية بيانه التالي‪:‬‬
‫مالحظات‬ ‫املواضيع‬ ‫احملور‬
‫واجب المؤسسات والموظفين العامين‪ ،‬سوا ًء أكانوا منتخبين أو كانوا معينين‪ ،‬تقديم تقارير دورية عن‬
‫المساءلة‬
‫نتائج عملهم وكفاءتهم ومدى تحقيقهم لألهداف المقرة لوظائفهم‬
‫منظومة من القيم المتعلقة بالصدق واألمانة واإلخالص في العمل‪ ،‬وعدم تلقي أي مقابل مالي أو معنوي‬
‫قيم النزاهة‬ ‫تعميق أسس‬
‫التخاذ قرارات أو إجراءات تضر في المصلحة العامة أو مصالح آخرين‪.‬‬
‫إتاحة جميع المعلومات وما يدور في المؤسسة على جميع المستويات سوا ًء إجراءات أو قرارات أو‬
‫الشفافية‬ ‫النزاهة‬
‫انجازات أو عقبات إلى كافة أصحاب العالقة بما فيهم الجمهور‪.‬‬
‫اعتماد مدونات سلوك ومواثيق شرف أو أخالقيات عمل في إطار المؤسسات العامة‪ ،‬هذه المدونات تحدد‬ ‫مدونات‬
‫للعاملين في المؤسسات مجموعة من السلوكيات والقيم التي ينبغي مراعاتها أثناء أداء مهامهم‪ ،‬وفي‬ ‫السلوك‬

‫الصفحة ‪ 19‬من ‪46‬‬


‫عالقتهم بالجمهور‪ ،‬وربط هذه المدونات بنظام واضح للثواب والعقاب‪.‬‬
‫أن يصبح موضوع مكافحة الفساد وأسبابه وتأثيراته حديث مؤسسات وممثلي الشعب‪ ،‬وعلى جدول‬ ‫التعريف‬
‫خلق الوعي‬
‫أعمالهم وأعمال مؤسساتهم‪.‬‬
‫تجنيد أكبر قطاع ممكن من الجمهور لدعم الجهود والمبادرات المحلية لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫الهدف‬ ‫العام مبواجهة‬
‫اإلعالم المرئي والمسموع والمكتوب والمحاضرات والجلسات والمؤتمرات العامة في جميع المحافظات‬ ‫الفساد‬
‫اآلليات‬
‫ولجميع الفئات‪ ،‬بما فيها فئة األطفال والشباب والنساء‪.‬‬
‫أن يحاسب جمهور الناخبين المسئولين أو ممثليهم في البرلمان أو في الهيئات المحلية والمنظمات‬ ‫تعزيز احملاسبة‬
‫األهلية‪ ،‬إما بإعادة انتخابهم أو عدم إعادة انتخابهم في حال عدم اإليفاء بوعودهم‪ ،‬من خالل مراجعة‬ ‫التعريف‬
‫تقاريرهم وتوجيه األسئلة واالستفسار منهم حول مواضيع معينة‪.‬‬ ‫العمودية‬
‫‪ -‬وضوح الخطط والسياسات والبرامج بما فيها األهداف المحددة التي تسعى إلى تحقيقها‪.‬‬ ‫البناء‬
‫‪ -‬وضوح الهيكل التنظيمي ومهام الدوائر‪.‬‬ ‫التنظيمي‬
‫‪ -‬تحديد قدرات ومؤهالت المصادر البشرية الالزمة لتنفيذ الخطط بكفاءة وفاعلية‪.‬‬ ‫للمؤسسات‬ ‫تعزيز احملاسبة‬
‫‪-‬وضوح اإلجراءات والمعايير في تقديم الخدمات‪.‬‬ ‫األفقية‬
‫‪-‬إيجاد نظام لشكاوى الجمهور واإلبالغ عمن يتجاوزها‪ ،‬ومتابعتها‪.‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪-‬مدى مشاركة المستفيدين من الخدمة في تحديد األولويات وتقييم النتائج‪.‬‬
‫مؤسسات المجتمع المدني قد يكون لها دور فعال في محاربة الفساد‪ ،‬والذي يتطلب‪:‬‬
‫‪ -‬بناء نموذج من مؤسسات المجتمع المدني الذي يطبق جميع معايير وقيم النزاهة والشفافية والمساءلة‪،‬‬
‫تعزيز دور‬
‫حتى يتمكن من ممارسة دوره في مكافحة الفساد العام‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مؤسسات أهلية محور عملها مواجهة الفساد‪ ،‬والتشبيك مع المؤسسات األهلية في برامج مشتركة‪.‬‬ ‫المفهوم‬ ‫مؤسسات‬
‫‪ -‬تفعيل برامج التوعية الجماهيرية حول الفساد‪.‬‬
‫اجملتمع املدني‬
‫‪-‬تشجيع المؤسسات األهلية التي تعمل في مجال بناء الحكم الصالح وسيادة القانون وتأمين العدالة‬
‫والمساواة‪ ،‬وعلى تضمين برامجها نشاطات تتعلق بموضوع مكافحة الفساد‪.‬‬
‫وإتصالً مع ما سبق في هذه الفقرة يتوجب التطرق لمفهوم وأهمية كل من الشفافية والمساءلة وكما يلي‪:‬‬
‫مفهوم وأهمية الشفافية واملساءلة‪:‬‬
‫يقصد بالشفافية حرية تدفق المعلومات معرفًة بأوسع مفاهيمها‪ ،‬أي توفير المعلومات والعمل بطريقة منفتحة تسمح‬
‫ألصحاب الشأن بالحصول على المعلومات الضرورية للحفاظ على مصالحهم‪ ،‬واتخاذ القرارات المناسبة‪ ،‬واكتشاف‬
‫األخطاء‪ ،‬والهيئات الشفافة لها إجراءات واضحة لصناعة القرار‪ ،‬وقنوات مفتوحة لالتصال بين المسؤولين وأصحاب‬
‫‪7‬‬
‫قدرا واسعًا من المعلومات‪،‬‬
‫الشأن توفر ً‬
‫وقامت مبادرة الشفافة العالمية‪ -‬وهي شبكة تضم مجموعة من منظمات الﻤﺠتمع الدولي والتي تعمل على تحقيق قدر أكبر‬
‫من الشفافية لدى المؤسسات المالية الدولية‪ -‬بصياغة مسودة "ميثاق الشفافية للمؤسسات المالية الدولية " وينص الميثاق‬
‫على مبادئ رئيسية والتي ينبغي على المؤسسات المالية الدولية أن تتبناها‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ ما يلي‪ :‬الحق في النفاذ‪،‬‬
‫اإلفصاح التلقائي‪ ،‬النفاذ إلى صنع القرار‪ ،‬الحق في التماس المعلومات‪ ،‬الستثناءات المحدودة‪،‬‬
‫وتنص المعايير الدولية على ضرورة توافر العناصر التسعة التالية لتحقيق الشفافية‪:‬‬
‫▪ تصميم اإلجراءات والتعليمات الحكومية بما يتفق مع قواعد قانونية مكتوبة ومنشورة‪.‬‬
‫▪ وضع قواعد واضحة للنشر واإلفصاح تحدد فيها‪( :‬المعلومات التي يجب توفيرها‪ ،‬المواعيد التي يجب نشرها‬
‫فيها‪ ،‬المسؤولية القانونية عن عدم نشرها( ‪.‬‬

‫‪ 7‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬بومدين نورين‪ ،‬الشفافية والمساءلة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 20‬من ‪46‬‬


‫▪ أن توفر المؤسسات الحكومية معلومات كافية لفهم عملها وتسهيل مراقبة أدائها‪.‬‬
‫▪ أن توفر المؤسسات الحكومية البيانات التي يحتاجها المواطن والقطاع الخاص لوضع الخطط المستقبلية‪ ،‬وتقدير‬
‫معدالت المخاطرة االستثمارية‪.‬‬
‫▪ أن تكون نصوص القوانين واللوائح والتعليمات واإلجراءات في متناول المواطن وأصحاب األعمال‪.‬‬
‫▪ يتم توفير البيانات األساسية عن األداء االقتصادي في وقت سريع ومالئم‪.‬‬
‫▪ يتم توفير البيانات الرئيسية المتعلقة بالمالية العامة بشكل مفصل ودقيق وسريع‪.‬‬
‫▪ يتم توفير نصوص الدراسات والبحوث التي تقوم الدوائر الحكومية بإعدادها والتي تمس حياة المواطنين بشكل‬
‫مباشر‪.‬‬
‫▪ تقوم الدوائر الحكومية بشكل دوري وكلما دعت الحاجة بوضع نصوص السياسات واإلجراءات والخطط التي‬
‫تتبناها في متناول الجمهور‪.‬‬
‫ويجرنا الحديث عن الشفافية إلى مصطلحين آخرين لهما عالقة قوية بها وهما المساءلة والمحاسبة‪ ،‬والفساد يزداد عند‬
‫غياب الشفافية أي أن مصدر قوته في الغموض وعدم الوضوح‪ ،‬ويعرف برنامج األمم المتحدة اإلنمائي المساءلة على‬
‫أنها الطلب من المسؤولين تقديم التوضيحات الالزمة ألصحاب المصلحة حول كيفية استخدام صالحيات وتصريف‬
‫واجبات‪ ،‬واألخذ بالنتقادات التي توجه لهم وتلبية المتطلبات الالزمة منهم وقبول بعض المسؤولية عن الفشل وعدم‬
‫الكفاءة أو عن الخداع والغش‪،‬‬
‫كما تعرف هيئة األمم المتحدة المساءلة بأنها اللتزام من قبل المسؤولين في القطاعين العام والخاص بالقواعد التالية‪:‬‬
‫▪ توضيح كيفية تنفيذ الدائرة لمهامها ومبررات القرارات التي تتخذها‪.‬‬
‫▪ التفاعل المباشر مع االنتقادات والمطالب التي تقدم إليها‪.‬‬
‫▪ قبول جزء من المسؤولية عن األخطاء التي تقع أو الفشل الذي ينتج عن تلك القرارات‪.‬‬
‫▪ وجود آلية واضحة تتيح للمواطن التحقق من التزام الدائرة بمهامها على الوجه المخطط له‪.‬‬
‫▪ وجود آلية واضحة للتعامل مع األخطاء أو الفشل‪.‬‬
‫ويمكن حصر المساءلة في ثالثة محاور رئيسة هي‪:‬‬
‫▪ المساءلة الذاتية ‪:‬تتجلى فيما تزرعه العقائد الدينية والمبادئ واألخالق الفاضلة من تجنب الفساد بكل صوره‪،‬‬
‫وتوسيع دائرتي الثواب والعقاب‪ ،‬مما يجعل هذه العقيدة قوة رادعة للفساد ورقابة ذاتية‪ ،‬فهذا المستوى من‬
‫المساءلة الذاتية النابعة من الخوف من للا والرغبة في ثوابه‪ ،‬هو أرقى صيغة للمساءلة وأقل كلفة‪.‬‬
‫▪ المساءلة الﻤﺠتمعية ‪:‬فعندما تتحقق المشاركة السياسية الفاعلة من حرية تعبير وانتخاب وتشكيل لألحزاب‬
‫وشفافية للقرارات واستقاللية للقضاء وحرمة للمال العام وتحرير لإلعالم‪ ،‬فإننا سنصبح أمام بيئة صحية تتصف‬
‫بالمساءلة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 21‬من ‪46‬‬


‫▪ المساءلة الداخلية ‪:‬وتتمثل في مجموعة الضوابط التي تحكم أداء المؤسسات من تعريف الصالحيات وشروط‬
‫التوظيف والتدريب المستمر والتدقيقين الداخلي والخارجي والشفافية وغيرها من اآلليات التي تقلل من إمكانية‬
‫سوء استغالل المسؤولية‪.‬‬
‫❖ عالقة الفساد بالشفافية والمساءلة‪:‬‬
‫من المالحظ أن العالقة بين مفهومي المساءلة والشفافية تبادلية وطردية‪ ،‬بمعنى كلما زاد معدل الشفافية زاد مستوى‬
‫المساءلة والعكس صحيح‪ ،‬واالنفتاح على الﻤﺠتمع من شانه أن يؤدي إلى نجاح عملية المساءلة وتثبيت المصداقية‪ ،‬وبالتالي‬
‫حصول برامج الدولة السياسية واالقتصادية على التأييد‪ ،‬أما انعدام الشفافية فانه يفضي إلى زعزعة االستقرار االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وتعد المساءلة آلية مهمة من آليات مكافحة الفساد‪ ،‬فهي معيار ضابط ألداء المؤسسات وتقويم هذا األداء من‬
‫خالل المحاسبة التي تخضع لها على يد السلطات التشريعية أو القضائية أو الجهات المختصة لمكافحة الفساد كهيئة النزاهة‬
‫مثال‪ ،‬وتنطوي زيادة الشفافية والمساءلة في الﻤﺠتمع على مجموعة من اآلثار اإليجابية بالنسبة لإلقتصاد الوطني يمكن‬
‫حصرها في النقاط التالية‪:8‬‬
‫▪ تحقيق االنضباط المالي والسيطرة على اإلنفاق وتخفيض تكاليف المشروعات لزيادة كفاءة االقتصاد‪.‬‬
‫نظرا إلى أن تقديرات المستثمرين للمخاطر تتأثر بوفرة ودقة المعلومات‪.‬‬
‫▪ حماية المستثمرين وتوفير الثقة في السوق‪ً ،‬‬
‫▪ زيادة جاذبية المناخ االستثماري حيث يحتاج المستثمر إلى التأكد من أن النظام القانوني والقضائي سوف يحمي‬
‫حقوقه خالل فترة معقولة وبتكلفة معقولة‪.‬‬
‫▪ التخفيف من حدة األزمات ‪:‬أظهرت التجارب الدولية أن عمق األزمات االقتصادية يتأثر بدرجة الشفافية في‬
‫االقتصاد وبمدى الثقة في قنوات المساءلة‪.‬‬
‫وتوثيقا للعالقة بين الفساد والشفافية والمساءلة قام بيتر آيجن مدير البنك الدولي السابق‪ ،‬بتأسيس منظمة الشفافية الدولية‬
‫في عام ‪ ، 1993‬والتي تعد أكبر منظمة غير حكومية في العالم لمحاربة الفساد بصفته آفة العصر األولى أو مشكلة‬
‫القرن الراهن‪ ،‬والتي تمثل وفق تقدير بيتر آيجن أكبر عائق أمام التطور االقتصادي والديمقراطي في دول العالم بصورة‬
‫عامة‪ ،‬تمخض عن عمل منظمة الشفافية الدولية في العشر سنوات األخيرة مجموعة من أدوات وآليات ناجعة لمحاربة‬
‫الفساد والتي تم تكييفها وتطوير عملها من قبل أفرع منظمة الشفافية الدولية لتتناسب مع طبيعة االحتياجات على المستوى‬
‫المحلى‪ ،‬و"النزاهة "و"الشفافية " هما المفتاحان اللذان يدور حولهما كل الهدف المنشود وهو محاربة الفساد وتعزيز‬
‫متصورا بل‬
‫ً‬ ‫وتمكين الحكم الراشد‪ ،‬حيث استطاعت أن تثبت أن الفساد ال يقتصر على الجزء الجنوبي من العالم كما كان‬
‫استشرى في الشمال كذلك كما هو الحال في الواليات المتحدة وأوروبا ولقد نجحت منظمة الشفافية الدولية في تعزيز‬
‫التعاون بين الكثير من الحكومات ومنظمات الﻤﺠتمع المدني بل كان للشفافية المحاسبية وهما على صلة وثيقة يبعضهما‬
‫البعض دور بارز في محاربة الفقر واالرتقاء بالدول المنخفضة الدخل‪.‬‬

‫‪ .3‬المنظمة العالمية للبرلمانين ضد الفساد‪:‬‬


‫تأسست هذه المنظمة في مؤتمر برلماني دولي عقد في كندا وهي منظمة معنية بتعزيز مبادئ المساءلة والنزاهة والشفافية‬
‫وقد توسعت لتضم أكثر من ‪ 250‬برلماني من ‪ 72‬بلدا‪ ،‬وتقوم المنظمة بدور التنسيق العالمي بين مختلف البرلمانيين‪ ،‬أما‬
‫فروعها اإلقليمية فتعمل على تفعيل قدرة البرلمانين في مواجهة قضايا الفساد‪ ،‬وتسعى المنظمة إلى تحقيق عدة أهداف‬

‫‪ 8‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 22‬من ‪46‬‬


‫منها‪ :‬وضع دليل للبرلمانين لكيفية السيطرة على الفساد‪ ،‬وتوفير مادة تدريبية للبرلمانين على موضوع الموازنة والمراقبة‬
‫المالية‪ ،‬و إصدار مدونة سلوك للبرلمانين و قياس أداء الدور الرقابي للبرلمانيين‪.‬‬
‫‪ .4‬البنك الدولي‪:‬‬
‫تبنى البنك الدولي منذ عام ‪ 1996‬خطة لمساعدة الدول في مواجهة الفساد ومحاصرته‪ ،‬تتضمن ثالثة عناصر هي‬
‫(تشخيص ظاهرة الفساد وأسبابها وعواقبها‪ ،‬وإدخال إصالحات على أنظمة الدولة من النواحي التشريعية واإلدارية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وإشراك المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووسائل اإلعالم في مكافحة الفساد)‪ ،‬ويرى البنك أنه ال‬
‫يمكن تحقيق األهداف السابقة إال من خالل إتباع استراتيجية مساندة حسن نظام اإلدارة العامة وتدابير مكافحة الفساد على‬
‫الصعيد المحلي‪ ،‬ومنع االحتيال والفساد في المشروعات الممولة من قبل البنك‪ ،‬وتقديم العون للدول األعضاء بالخبرات‬
‫إذا ما طلبت المساعدة في حربها على الفساد‪ ،‬وأخذ مسألة الفساد بعين االعتبار في خطط التنمية التي يضعها البنك بشأن‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬ومساندة وتقديم العون والدعم لكل الجهود الدولية لمحاربة الفساد‪.‬‬
‫كما تضمن دليل شفافية المالية العامة المطروح من قبل البنك الدولي المبادئ والمتطلبات األساسية للشفافية المالية‬
‫العامة‪ 9‬وكما يلي‪:‬‬

‫املتطلبات األساسية‬ ‫املبادئ‬

‫وضوح األدوار واملسؤوليات‬


‫• نشر جدول نظامي يبين بوضوح هيكل القطاع العام‪ ،‬ويحدد جميع الكيانات الحكومية‪ ،‬حسب مستوى‬ ‫يجب التمييز بين القطاع الحكومي وباقي‬
‫الحكومة‪ ،‬والمؤسسات العامة‪.‬‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وبينه وبين باقي قطاعات‬
‫• شرح جميع أنشطة شبه المالية العام والغرض منها‪.‬‬ ‫القتصاد‪ ،‬وينبغي أن تكون أدوار السياسات‬
‫• توزيع اإليرادات والمسؤوليات بوضوح بين مختلف مستويات الحكومة‪.‬‬ ‫واإلدارة داخل القطاع العام واضحة ومعلنة‬
‫للجمهور‪.‬‬
‫• عدم جواز إنفاق األموال العامة بدون إتاحة دليل للجمهور على أن السلطة التشريعية وافقت على‬ ‫ينبغي وضع إطار قانوني وتنظيمي وإداري‬
‫االعتماد‪.‬‬ ‫واضح ومعلن إلدارة المالية العامة‪.‬‬
‫• أن يكون تحصيل اإليرادات محكوما بقوانين ولوائح من السهل االطالع عليها‪.‬‬
‫عالنية عمليات املوازنة‬
‫أن تتضمن الموازنة مقترحات واقعية تقدم إلى السلطة التشريعية حسب الجدول الزمني الموضوع‪.‬‬ ‫•‬ ‫ينبغي أن تتقيد عملية إعداد الموازنة بجدول‬
‫شرح التكاليف واآلثار المحتملة إلجراءات النفقات واإليرادات الجديدة بوضوح‪.‬‬ ‫•‬ ‫زمني ثابت وأن تسترشد باألهداف المحددة‬
‫تقديم إطار متعدد السنوات للمالية العامة يكون متسقا مع الموازنة األصلية‪ ،‬ويستند إلى افتراضات‬ ‫•‬ ‫في مجال القتصاد الكلي وسياسة المالية‬
‫اقتصادية واقعية‪.‬‬ ‫العامة‪.‬‬
‫إمكانية رصد اإليرادات‪ ،‬وااللتزامات‪ ،‬والمدفوعات والمتأخرات بكفاءة‪.‬‬ ‫•‬ ‫ينبغي توفير إجراءات واضحة لتنفيذ‬
‫موافاة السلطة التشريعية بالحسابات الختامية المدققة وتقارير هيئة التدقيق في غضون سنة‪.‬‬ ‫•‬ ‫الموازنة‪ ،‬ومتابعتها واإلبالغ بنتائجها‪.‬‬

‫إتاحة املعلومات لالطالع العام‬


‫تغطية عرض الموازنة لجميع أنشطة الحكومة المركزية المدرجة في الموازنة وخارج الموازنة‪،‬‬ ‫•‬ ‫ينبغي تزويد الجمهور بمعلومات شاملة عن‬
‫ومركز المالية العامة للحكومات دون المركزية‪ ،‬وماليات المؤسسات العامة‪.‬‬ ‫أنشطة المالية العامة السابقة والحالية‬
‫اشتمال المعلومات المنشورة عن الحكومة المركزية لتفاصيل عن دينها‪ ،‬واألصول المالية وأصول‬ ‫•‬ ‫والمتوقعة‪ ،‬وعن أهم المخاطر فيما يتصل‬
‫الموارد الطبيعية الكبيرة‪ ،‬وااللتزامات بخالف الدين‪ ،‬وااللتزامات االحتمالية‪.‬‬ ‫بالمالية العامة‪.‬‬
‫شرح المقترحات الرئيسية والخلفية االقتصادية للموازنة بوضوح للجمهور‪.‬‬ ‫•‬ ‫ينبغي توفير معلومات عن المالية العامة‬
‫اإلبالغ باإليرادات‪ ،‬واإلنفاق والتمويل على أساس إجمالي وتصنيف اإلنفاق حسب الفئة االقتصادية‪،‬‬ ‫•‬ ‫بشكل يتيسر معه تحليل السياسات ويعزز‬
‫والوظيفية‪ ،‬واإلدارية‪.‬‬ ‫المساءلة‪.‬‬

‫‪ 9‬دليل شفافية المالية العامة الصادر عن البنك الدولي ‪2007‬م‬

‫الصفحة ‪ 23‬من ‪46‬‬


‫• تقديم نتائج برامج الحكومة المركزية إلى الهيئة التشريعية‪.‬‬
‫وجود التزام قانوني بنشر معلومات المالية العامة في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫يجب التعهد بنشر معلومات المالية العامة في‬
‫الوقت المناسب‪.‬‬
‫ضمانات املوضوعية‬
‫• أن تستوفي السياسات المحاسبية المعايير المحاسبية المتعارف عليها‪.‬‬
‫• أن تتطابق الحسابات الختامية تطابقا تاما مع اعتمادات الموازنة‪ ،‬وأن تكون النتائج اإلجمالية للمالية‬
‫يجب أن تستوفي بيانات المالية العامة معايير‬
‫العامة مقارنة بالتنبؤات السابقة‪.‬‬
‫جودة البيانات المتعارف عليها‪.‬‬
‫• أن تشارك البلدان في النظام العام لنشر البيانات )‪ (GDDS‬إذا كانت غير قادرة على التقيد بالمعيار‬
‫الخاص لنشر البيانات‬
‫• أن تكون المعايير المتعلقة بالمشتريات‪ ،‬والمعامالت المالية التي يكون القطاع العام طرفا فيها‪ ،‬والسلوك‬
‫ينبغي إخضاع أنشطة المالية العامة لمراقبة‬
‫األخالقي للموظفين العموميين واضحة‪ ،‬ويستطيع الجمهور االطالع عليها‪ ،‬ومرعية‪.‬‬
‫وضمانات داخلية فعالة‪.‬‬
‫• أن تكون إجراءات التدقيق الداخلي واضحة ومرعية‪.‬‬
‫قيام هيئة تدقيق وطنية‪ ،‬تكون مستقلة عن السلطة التنفيذية‪ ،‬بطرح تقاريرها (على أساس سنوي على األقل)‬ ‫ينبغي إخضاع معلومات المالية العامة للتدقيق‬
‫عن السالمة المالية لحسابات الحكومة إلى السلطة التشريعية ولالطالع العام في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫الخارجي‪.‬‬
‫‪ .5‬الجهود العربية لمكافحة الفساد‪:‬‬
‫إن أول الجهودالعربية في مواجهة الفساد ترجع إلى اتفاقية التعاون العربية والخبرات التي أقرتها جامعة الدول العربية‬
‫سنة ‪ 1983‬لتعزيز التعاون بين الدول العربية في تبادل المعلومات والخبرات والمساعدة القضائية في مجال مكافحة‬
‫الفساد والرشوة‪ ،‬وكذا االتفاقية األمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي أقرت سنة ‪ 1995‬لمكافحة‬
‫الجريمة بين هذه الدول من خالل تبادل المعلومات والخبرات وتسليم المجرمين‪،‬‬
‫كما لعب مجلس وزراء الداخلية العرب دورا كبيرا في التصدي للفساد‪ ،‬حيث عمل في العديد من اجتماعاته إلى التنبيه‬
‫إلى أخطار الفساد وآثاره السلبية‪ ،‬وقد عقدت في هذا المجال عدة ملتقيات علمية متخصصة في مجال مكافحة الفساد‬
‫بمختلف أشكاله‪ ،‬وأهم انجازاته نذكر ‪:‬مشروع التفاقية العربية لمكافحة الفساد والتي تتضمن ‪ 20‬مادة وهي تتطابق إلى‬
‫حد بعيد مع االتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد وكذا مشروع القانون العربي النموذجي لمكافحة الفساد‪ ،‬وأخيرا‬
‫المدونة العربية لقواعد سلوك الموظفين العموميين‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 24‬من ‪46‬‬


‫الفصل الثالث‬
‫(النماذج التطبيقية‬
‫ألساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد)‬
‫هناك بعض الدول التي خاضت تجارب هامة لمكافحة الفساد بأساليب مختلفة‪ ،‬واستطاعت من خالل جهودها أن تقضي‬
‫على الفساد أو أن تخفض معدلت الفساد فيها ونحاول في هذا المبحث أن نلقي الضوء على بعض تجارب هذه الدول‪،‬‬
‫وما هيه أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في تلك الدول‪ ،‬وكما يلي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلرادة السياسية واملبادرات الفعالة ملكافحة الفساد‪:‬‬
‫أن أي توجه لمكافحة الفساد أو زيادة فعاليتها في أي مجتمع ل يمكن أن تنجح دون توفر اإلرادة السياسية الحقيقية من‬
‫صناع القرار في تبني هذا التوجه ودعمه وتوفير كافة مقومات نجاحه من ناحية‪ ،‬مع ضرورة توافر المبادرات الفاعلة‬
‫للتنفيذ والتي تنسجم وتكون في سياق المبادرات الدولية ذات الصلة ومنها إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد وكذا‬
‫التجارب الناجحة التي تمت في هذا المجال مع مراعاة خصوصية كل مجتمع‪،‬‬
‫وتتمثل تلك المبادرات في إستراتيجيات مكافحة الفساد المبنية على أسس علمية وموضوعية للشروع في هذا الجانب‪،‬‬
‫وتأكيدا لما سبق فسيتم التطرق في هذا المبحث ألبرز التجارب الدولية التي قدمت مبادرات فاعلة لمكافحة الفساد مع‬
‫توافر إرادة سياسية داعمة لها يمكن تلخيصها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬سنغافورة‬
‫❖ لم تحصل سنغافورة على استقاللها من االستعمار البريطاني الذي استعادها بدوره من االحتالل الياباني إال في سنة‬
‫‪ ،1965‬حيث شكلت أول حكومة للجمهورية‪ ،‬لتجد دولة سنغافورة نفسها بدون تاريخ وبدون هوية وطنية وما يعنيه‬
‫ذلك فعليا‪ ،‬وتواجه الفقر واألمية وقلة الموارد مع غياب البنيات التحتية والمؤسسات والجيش الذي سيحميها من بيئة‬
‫معادية تحيط بها آنذاك‪ ،‬وفوق كل ذلك مشكلة توفيق نسيجها االجتماعي الذي يحفل بالتناقضات‪ ،‬وهذه الدولة التي‬
‫تتكون من مئات األديان واألعراق واللغات استطاعت أن تحقق في حوالي ‪ 40‬سنة دولة اقتصاد واستقرار بجدارة‪،‬‬
‫وتعتبر تجربة سنغافورة من أنجح التجارب الدولية في مكافحة الفساد‪ ،‬حيث تحتل المرتبة الرابعة بين دول العالم طبقا‬
‫لتقرير منظمة الشفافية العالمية عن عام ‪2005‬م حيث أن درجتها ‪ 9.4‬مما يعكس نجاحها في مكافحة الفساد‪ ،‬ويرجع‬
‫هذا النجاح إلى عدة عوامل منها‪:‬‬
‫• الرغبة السياسية في القضاء على الفساد‪.‬‬
‫• وضع استراتيجيات وآليات جادة لمحاربة الفساد‪.‬‬
‫• رفض المجتمع المدني للفساد كوسيلة للعيش‪.‬‬
‫❖ نزوال على رغبة السلطة والمجتمع المدني في مكافحة الفساد‪ ،‬فقد قامت سنغافورة بإنشاء " مكتب التحقيقات في‬
‫ممارسات الفساد" (‪ )Corrupt Practices Investigation Bureau CPIB‬ويعتبر المكتب هيئة مستقلة‬
‫عن الشرطة‪ ،‬تقوم بالتحقيق في وقائع الفساد سواء في القطاع العام أو الخاص‪ ،‬وقد تم إنشاءه عام ‪1952‬م‪ ،‬ويرأسه‬
‫مدير يتبع رئيس الوزراء مباشرة‪ ،‬ويمكن إيجاز دور المكتب فيما يلي‪:‬‬
‫• إتباع سياسات من شأنها مكافحة الفساد في الجهاز اإلداري والقطاع الخاص‪.‬‬
‫• التحقيق في سوء استخدام السلطة من قبل المسئولين‪.‬‬
‫• إرسال التقارير إلى الجهات التي يتبعها المتهمون بممارسة الفساد‪.‬‬
‫• مراجعة منظومات العمل في الهيئات الحكومية المختلفة وإعادة هندستها بما يعمل على التقليل من ممارسات الفساد‪.‬‬
‫• تقديم مقترحات لمكافحة الفساد في الجهات المختلفة‪.‬‬
‫• عمل لقاءات مع المسئولين خاصة الذين يتعاملوا مع الجمهور للتأكيد على مبادئ الشرف والنزاهة ومكافحة وتجنب‬
‫الفساد‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 25‬من ‪46‬‬


‫• التحقيق فيما يرد إلى المكتب من شكاوى تفيد وقوع ممارسات فساد في أي جهة‪.‬‬
‫• التحقيق في ممارسات الفساد التي قام بها مسئولين في الحكومة‪.‬‬

‫❖ تقوم السياسة اإلعالمية للمكتب بشكل أساسي على توعية الجمهور بمظاهر الفساد المختلفة والوقوف على بعض‬
‫اإلجراءات الوقائية للحد من انتشار هذه الظاهرة منها مثالً تزويد الموظف العام بقائمة من األفعال التي ينبغي عليه‬
‫تجنبها وتلك التي يجب عليه اتباعها كي يتفادى ارتكاب أي مظهر من مظاهر الفساد‪ ،‬وقد أفرد المكتب قسما ً مستقالً‬
‫بهذا الخصوص يعنى بتثقيف المجتمع ‪ ،Education‬وإلقاء الضوء على بعض االعتبارات اإلستراتيجية‬
‫‪ Considerations Strategic‬التي ينبغي على الجماهير إدراكها جيدا ً منها مثالً توضيح أن الحكومة في‬
‫سنغافورة لديها من اإلرادة السياسية الحازمة بما يكفي لتطبيق قوانين مكافحة الفساد ومعاقبة المتورطين فيه مهما‬
‫ارتقت درجاتهم الوظيفية‪ ،‬ويقدم الموقع اإللكتروني للمكتب خدمات تثقيفية تفاعلية يتم من خاللها اختبار مستوى‬
‫معارف الزائرين بمظاهر الفساد وطرق مواجهته‪ ،‬منها مثالً نافذتي األسئلة التفاعلية ‪ Quiz Interactive‬واأللعاب‬
‫التفاعلية ‪ ،Interactive Game‬إضافة إلى العديد من الخدمات اإللكترونية األخرى ‪ E Services‬التي يتيحها‬
‫الموقع كاالشتراك في محادثات جماعية ‪ Prevention Talks‬حول ظاهرة الفساد بين أطراف ينتمون للقطاع‬
‫العام أو الخاص‪ ،‬كما يتيح الموقع خدمات إلكترونية أخرى كالمنشورات ‪ ،Publications‬والخطابات‬
‫‪ ،Speeches‬والعروض التقديمية ‪ Presentations‬ذات الصلة بظاهرة الفساد‪ ،‬ولعل أهم ما يميز الموقع‬
‫اإللكتروني للمكتب حمالت التوعية الوقائية المصورة ‪Clips Video Prevention Corruption‬التي يتيحها‬
‫الموقع لزائريه‪ ،‬ويالحظ الزائر أن هذه الحمالت قد تمت صياغتها بطريقة غاية في االحترافية والجاذبية من حيث‬
‫الشكل والمضمون‪ ،‬وفي إطار السعي إلشراك المواطنين العاديين في مكافحة الفساد تنبني السياسة اإلعالمية للمكتب‬
‫في أحد أوجهها على تقديم خدمات إلكترونية سهلة االستخدام تمكن المواطنين من اإلبالغ عن وقائع فساد عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي المختلفة دون خشيتهم من التعرض للمساءلة القانونية‪ ،‬ويروج الموقع في هذا اإلطار لحملة‬
‫إعالمية ترفع شعار‪ :‬مواطن شريف يعني أمة شريفة ‪A Clean People.. A Clean Nation.‬‬
‫❖ قامت الدولة بتخفيض عدد القوانين والقواعد والجراءات وقامت بتبسيط وتوضيح االجراءات بحيث ال تسمح بأي‬
‫خروج أو خرق للقوانين أي أنها طبقت الشفافية في الهيئات‪.‬‬
‫❖ ان للقيادة دورا ً هاما ً في مكافحة الفساد من خالل تقديم القدوة الحسنة للجميع‪.‬‬
‫❖ رفعت الدولة مرتبات ودخول الموظفين العموميين حتى ال يلجأوا للفساد ويعد مرتب الوزير السنغافوري أعلى مرتب‬
‫وزير على مستوى العالم فهو يتقاضى نحو ‪ 100.000‬دوالر وبالتالي إذا سولت له نفسه وأقدم على أي محاولة فساد‬
‫فسوف يحرم من وظيفته ومن دخله المرتفع فضالً عن أنه لن يستطيع أن يحصل على وظيفة أخرى‪.‬‬
‫❖ السياسة الوقاية من الفساد فباإلضافة إلى التوعية وتأمين الضبط االجتماعي بوسائله المختلفة‪ ،‬اتخذت سنغافورة ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫الفصل بين الوزارات وإداراتها التنفيذية‪ ،‬حيث تتولى التنفيذ هيئات ومؤسسات منشأة بقانون‪ ،‬إلبعاد الوزارة عن‬ ‫▪‬
‫سلطة التنفيذ‪ ،‬وإزالة كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من فساد‪ ،‬وال يبقى للوزارة إال التخطيط االستراتيجي للمدى‬
‫المتوسط والبعيد‪.‬‬
‫زيادة مرتبات الموظفين في الدولة بحيث تكفي لتوفير مستوى حياة كريمة‪ ،‬باعتبار أن دفع أجور مرتفعة أهم رادع‬ ‫▪‬
‫للفساد‪.‬‬
‫تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتدنية حجم المستندات والوثائق المطلوبة للحصول على الخدمة مع وضع مدونة‬ ‫▪‬
‫إجراءات إدارية واضحة‪.‬‬
‫التضييق من السلطات التقديرية لإلدارة التنفيذية بوضع قوانين ومعايير دقيقة يستند إليها في أدائه لعمله لتفادي‬ ‫▪‬
‫المناطق الرمادية‪.‬‬
‫الحد إلى أكبر قدر من تعامل الموظفين بالمال (الموظف ال يرى المال وإنما يرى األرقام)‪ ،‬فالرسوم والغرامات‬ ‫▪‬
‫تدفع الكترونيًا وقد تم إنشاء إدارة تولت تعليم المواطنين كيفية الدفع االلكتروني بعبارة أخرى االهتمام بالتوسع في‬
‫استخدام الخدمات االلكترونية في اإلدارات‪.‬‬
‫التوسع في تقديم الخدمات بالطريق االلكتروني للتقليل من االتصال المباشر بين الموظف وطالب الخدمة‪.‬‬ ‫▪‬

‫الصفحة ‪ 26‬من ‪46‬‬


‫وضع أنظمة شفافة تؤدي غلى التقليل إلى حد كبير من األسرار التي يملكها الموظف العام بسبب وظيفته‪.‬‬ ‫▪‬
‫إنشاء هيئة لمراجعة تاريخ األفراد قبل توظيفهم لضمان عدم تولي أي شخص لمنصب قيادي أو عمل سياسي‬ ‫▪‬
‫بسبب شبهات سابقة بالفساد‪.‬‬
‫الحد من نشر ثقافة الفساد في سنغافورة‪ ،‬ومنع نشر إشاعات عن حاالت فساد دون وجود أدلة واضحة‪ ،‬واعتبار‬ ‫▪‬
‫ذلك جريمة في حد ذاته‪.‬‬
‫حظر استعمال الصفة في األماكن التي تقدم خدمات بالنسبة للقضاة وأعضاء النيابة العامة والموظفين العاملين‬ ‫▪‬
‫كافة‪.‬‬
‫تحديد أجل ستة أشهر يجب أن تفصل فيه المحاكم في القضايا المعروضة عليها وعدم التأجيل لتاريخ يتجاوز هذا‬ ‫▪‬
‫األجل مكافحة الفساد جنائيـًا‪.‬‬
‫وضع قانون لمكافحة الفساد وتبني وجود جهاز أو هيئة واحدة لمكافحة الفساد‬ ‫▪‬

‫❖ شملت السياسة الجنائية التي اتبعتها سنغافورة في مجال مكافحة الفساد جانبـًا موضوعيًا وآخر إجرائيًا‪ .‬ويمكن إجمال‬
‫خصائص نظام الفساد على النحو التالي‪ :‬وجود هيئة تتبع رئيس الوزراء ويعين أعضاؤها بقرار منه بعد أن كانت‬
‫تابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬تتولى دون غيرها جمع االستدالالت والتحقيق في إعطاء سلطات واسعة ألعضاء هيئة مكافحة‬
‫ال فساد في الكشف عن الجرائم ومن ذلك مراقبة التغييرات التي تطرأ على حياة الموظفين‪ .‬عند التحقيق في قضية من‬
‫قضايا الفساد يجب أن يتعدد المحققون‪ ،‬بحيث ال يجوز أن يتولى القضية محقق واحد‪.‬‬

‫‪ .2‬نيجريا‬

‫تعتبر نيجريا من أكثر عشرة دول يتوغل فيها الفساد وفقا لمؤشر‪ Control Perception Index‬حيث أن درجتها‬
‫هي ‪ 9.1‬وفقا للتقرير عن عام ‪. 2005‬وقد قامت نيجريا بكثير من الجهد لمكافحة الفساد ولها في هذا المجال تجربة رائدة‬
‫بدأت في عام ‪ 1999‬حيث كانت تعاني من آثار ما بعد الحرب وكان ‪ % 60‬من الشعب يعيش تحت خط الفقر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تراكم الديون الداخلية والخارجية‪...‬الخ‪،‬‬
‫❖ يمكن إيجاز المشكالت التي واجهتها نيجريا قبل انتخابات عام ‪ 2003‬فيما يلي‪:‬‬
‫•تراوح العجز بين ‪ % 4‬و ‪% ٨‬منذ عام ‪1999‬‬
‫•عجز إيرادات الدولة عن تغطية أجور العاملين في القطاع العام‪.‬‬
‫•انخفاض مخزون النقد األجنبي‪.‬‬
‫•زيادة أعباء الديون الخارجية‪.‬‬
‫•زيادة أعباء الديون الداخلية‪.‬‬
‫•عجز الميزان التجاري‪.‬‬
‫وقد استطاعت الحكومة النيجيرية تحديد أسباب هذه المشكالت ووضع الستراتيجيات واآلليات الفعالة لحلها وكان‬
‫أهمها على اإلطالق‪:‬‬
‫❖ اإلصالح السياسي واالقتصادي وذلك للحد من الفساد المنتشر في البالد كما استعانت نيجيريا بهيئة ‪ UNCAC‬التابعة‬
‫لألمم المتحدة لما لها من خبرة في مجال مكافحة الفساد لتساعد الحكومة النيجيرية في وضع أسس اإلصالح ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬تحقيق االستقرار االقتصادي والسياسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬خلق الثروة وفرص العمل وتقليل معدالت الفقر في البالد‪.‬‬
‫‪ .3‬رفع كفاءة الجهاز اإلداري للدولة عن طريق تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫‪ .4‬خصخصة الهيئات التي تمثل عبء على الدولة وإسنادها للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .5‬جعل الدور األساسي للحكومة هو وضع التشريعات ومراقبة الحالة االقتصادية والتدخل لضبطها وليس منافسة‬
‫المواطنين والقطاع الخاص‬
‫‪ .6‬تحسين أداء القطاع العام بالدولة من حيث االكتفاء بالعدد المناسب من العاملين وتحسين نظم األجور والتأمينات‬
‫والمعاشات الخاصة بهم‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 27‬من ‪46‬‬


‫‪ .7‬رفع مستوى العاملين بالجهاز اإلداري للدولة‪.‬‬
‫‪ .٨‬تحديد وترتيب أولويات اإلصالح في القطاعات االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫❖ قامت الحكومة النيجيرية بتأسيس مكتب تحسين الخدمة العامة" ووضعت خطة عمل لإلصالح ومكافحة الفساد‬
‫بالتعاون مع األمم المتحدة تقوم على‪:‬‬
‫•وضع مسودة قانون لخطة عمل فيدرالية لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫•اختيار ثالث مناطق ورفع تقارير عن النظام القضائي بها‪.‬‬
‫•تطبيق آليات مكافحة الفساد في المناطق المختارة‪.‬‬
‫•نشر هذه اآلليات وتعميمها على مستوى الدولة‪.‬‬
‫•وضع آليات لمراجعة وتقييم المراحل المختلفة للمشروع‪.‬‬
‫❖ أهم التحديات التي واجهت الحكومة النيجيرية‪:‬‬
‫•مقاومة التغيير‪.‬‬
‫•جمود نظم وقوانين الخدمة العامة‪.‬‬
‫•عدم وجود المهارات الالزمة إلحداث التطوير واإلصالح‪.‬‬
‫❖ العوامل األساسية لنجاح التجربة النيجيرية‪:‬‬
‫‪ o‬تبني فكرة اإلصالح والقضاء على الفساد‪.‬‬
‫•تحديد الجهات التي تحتاج إلي تغيير وتطوير للبدء بها في عملية اإلصالح‪.‬‬
‫•وضع خطة تنفيذ محكمة محدد بها دور كل جهة وواجباتها والعقوبات التي ستقع عليها في عند عدم االضطالع‬
‫بدورها‪.‬‬
‫•توافر رغبة سياسية قوية إلحداث التغيير والقضاء على الفساد‪.‬‬
‫❖ التغيرات القانونية والمؤسسية في سبيل مكافحة الفساد‪:‬‬
‫▪ خالل ديسمبر ‪ 2002‬ناقش مجلس الشعب مشروع" مكافحة الجرائم المالية "الذي تمخض عنه إنشاء "هيئة مكافحة‬
‫الجرائم المالية ‪".‬هذه الهيئة تضطلع بالتحقيق في الجرائم المالية ومنها جرائم غسيل األموال‪ ،‬كما تهتم بتطبيق قانون‬
‫مكافحة غسيل األموال‪.‬‬
‫▪ خالل فبراير ‪ 2003‬أقر مجلس الشيوخ مبادرة مكافحة الفساد صدق مجلس الشعب على مشروع قانون االنتخابات‪،‬‬
‫لعام ‪ 2002‬الذي حل محل قانون عام ‪ ، 2001‬حيث أكد القانون الجديد على أهمية دور الهيئة القومية لالنتخابات‬
‫كما تقوم هذه الهيئة بمراقبة المساعدات المالية المقدمة لألحزاب المختلفة بواسطة األفراد والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ .3‬بلغاريا‬

‫شرعت بلغاريا في العمل على مكافحة الفساد منذ عام ‪ ،1997‬حيث أصبح الفساد هو الموضوع األول الذي يحتل اهتمام‬
‫كال من الحكومة والشعب فتوغل الفساد في البالد وتأثيره على الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬دفع كال من‬
‫المجتمع المدني والحكومة في تبني خطة عمل قومية لمكافحة الفساد‪ ،‬خاصة في ظل االصطالح السياسي واالقتصادي الذي‬
‫تبنته بلغاريا‪ ،‬إن مبادرة مكافحة الفساد كانت نابعة من منظمات المجتمع المدني والجمعيات األهلية والمنظمات االقتصادية‬
‫والشركات والمستثمرين‪ ،‬التي قامت بإنشاء هيئات غير حكومية لمراقبة الفساد ومتابعة الفساد في البالد وقامت هذه الجهات‬
‫الغير حكومية بالتعاون مع الحكومة بتبني" خطة عمل قومية لمكافحة الفساد‪".‬‬
‫❖ أهداف خطة العمل‪:‬‬
‫•إعالن بلغاريا دولة خالية من الفساد‪.‬‬
‫•تفعيل المشاركة الشعبية‬
‫•خلق قطاع عام فعال‪.‬‬
‫•تحقيق مبدأي" النزاهة "و"الشفافية‪".‬‬
‫❖ تحديد المشكالت‪ :‬كشفت استطالعات الرأي عن أن ‪ % 6.75‬من الشعب البلغاري يرى أن الفساد يؤثر عليهم وعلى‬
‫أسرهم‪ ،‬كما كشفت عن أن من بين كل أربعة أشخاص يوجد ثالثة يعتقدون أن الفساد يؤثر بشكل مباشر على الحياة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 28‬من ‪46‬‬
‫❖ مقومات الحل‪:‬‬
‫▪ الحاجة إلى هيئة كفء لمكافحة الفساد قادرة على وضع السياسات‪ ،‬وتنفيذها‪ ،‬ومتابعة وتقييم تنفيذ هذه السياسات‪،‬‬
‫والوصول إلى الدروس المستفادة‪.‬‬
‫▪ نشر وتعميم آليات مكافحة الفساد‬
‫▪ ‪.‬حرية تداول المعلومات والبيانات ‪:‬الشفافية‬
‫▪ تحقيق مبدأي" النزاهة "و"الشفافية‪".‬‬
‫❖ أسس الخطة القومية البلغارية لمكافحة الفساد‪:‬‬
‫▪ حكومة تغيير وإصالح ‪:‬تنفيذ هذه الخطة القومية كفاءة وبفاعلية يشترط وجود حكومة مدركة لحجم وخطورة الفساد‬
‫على التقدم االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وتقوم بمكافحة الفساد بجميع أشكاله‪ ،‬أي أن وجود الرغبة السياسية للقضاء على‬
‫الفساد هو من العوامل األساسية لنجاح التجربة البلغارية‪.‬‬
‫▪ دور الهيئات الحكومية ‪:‬تطلع وزارة الداخلية بمهمة مكافحة الفساد ومعاقبة مرتكبي ممارسات الفساد‪ ،‬ولذلك تهتم‬
‫الحكومة بمكافحة الفساد داخل الوزارة حتى تتمكن من محاربة الفساد في باقي قطاعات الدولة‪.‬‬
‫▪ تعديل القوانين والتشريعات‪ :‬جاءت هذه اإلصالحات القضائية في ظل انضمام بلغاريا لالتحاد األوروبي وحلف شمال‬
‫األطلنطي‪ ،‬بدعم من الدول األعضاء للقضاء على الفساد في بلغاريا‪ ،‬حيث استحدثت بلغاريا عدد من القوانين المعنية‬
‫بمكافحة الفساد ومعاقبة المفسدين‪ ،‬عن طريق وجود عقوبات محددة ومعلنة لمن يرتكب ممارسات فساد وبالرغم من‬
‫صعوبة تطبيق هذه األحكام والقوانين في الكثير من األحيان بسبب عدم التنسيق بين الجهات القضائية والجهات‬
‫األخرى المعنية بمكافحة الفساد‪ ،‬باإلضافة إلي عدم تبادل المعلومات والبيانات فيما بينهم‪ ،‬باإلضافة الى تحديث العديد‬
‫من القوانين المنظمة للخدمة العامة‪ ،‬واإلصالح اإلداري‪ ،‬والقوانين المنظمة للتجارة‪.‬‬
‫▪ اشتراك المجتمع المدني بفاعلية للقضاء على الفساد ‪:‬تعتبر بلغاريا من النماذج الناجحة في المشاركة المجتمعية الفعالة‬
‫لمكافحة الفساد فقد اضطلعت الجمعيات األهلية والمنظمات الغير حكومية بمبادرة القضاء على الفساد ‪.‬تمثلت هذه‬
‫المبادرة في خلق تحالف والذي أنشئ عام ‪ ،1997‬وتمخض عنه نظام متابعة كأداة للكشف عن عمليات الفساد‪ ،‬كما نتج‬
‫عن هذه الشراكة وضع" االستراتيجية الوطنية البلغارية لمكافحة الفساد "للفترة ‪ 2001‬إلى ‪.2004‬‬
‫▪ المساعدات الدولية ‪:‬نجحت بلغاريا في تبني وتنفيذ خطة مكافحة الفساد بمساعدة المنظمات الدولية التي انضمت إليها‬
‫مثل حلف شمال األطلنطي واالتحاد األوروبي فباشتراك بلغاريا قدمت الدول األعضاء العديد من المساعدات لبلغاريا‬
‫للقضاء على الفساد االقتصادي في البالد‪.‬‬
‫(نجحت بلغاريا بتبني المشروع القومي لمكافحة الفساد في التحول من دولة" منتشر بها الفساد إلي دولة يوجد بها الفساد‬
‫بشكل محدود "بين عامي ‪ 1997‬و‪ (2004‬وفقا إلحصاءات منظمة الشفافية فإن بلغاريا سجلت أفضل النتائج فيما‬
‫يخص دول وسط وشرق أسيا‪ ،‬بدرجة قدرها أربع درجات حيث تحتل المرتبة ‪ 54‬من بين ‪ 133‬دولة وفقا لتقرير المنظمة‬
‫عن عام ‪ ،2005‬كما شهدت بلغاريا انخفاض واضح في عدد عمليات الفساد في العام ‪2004‬م عن العام ‪1998‬م بنسبة‬
‫كبيرة‪ ،‬وهذه النتائج هي خاصة بالمعامالت بين المواطنين والجهات الحكومية ‪.‬أما فيما يخص المعامالت القتصادية فأن‬
‫نسبة الفساد ما زلت مرتفعة حيث أن عمليات اإلصالح في المحال القتصادي تأخذ خطوات أبطأ‪.‬‬
‫❖ ضمان استمرارية الخطة القومية لمكافحة الفساد‪:‬‬
‫أوضحت اإلحصاءات والدراسات أن عدد عمليات الفساد قد زادت في نهاية عام ‪ 2004‬عن بداية العام‪ ،‬مما يشير إلي‬
‫ضعف آليات مكافحة الفساد بعد مرور فترة زمنية وقد أدركت الحكومة أهمية الحفاظ على استمرارية فاعلية هذه اآلليات‬
‫وأيقنت الحكومة أن الحفاظ على فاعلية وصالحية هذه اآلليات ينبع من‪:‬‬
‫•القضاء علي الهياكل المتسببة في الفساد‪.‬‬
‫•ضمان نظام قضائي نزيه وكفء‪.‬‬
‫•تحسين مستوى وأداء الخدمة العامة‪.‬‬
‫‪ .4‬املكسيك‬

‫وفقا لمؤشر‪ CPI‬المستخدم من قبل منظمة الشفافية العالمية‪ ،‬فإن درجة المكسيك هي ‪ 3.5‬وفقا لتقرير عام ‪2005‬م‪ ،‬وقد وضعت المكسيك‬

‫الصفحة ‪ 29‬من ‪46‬‬


‫خطة عمل جادة للحد من الفساد وتحقيق الحكم الرشيد بعد األزمة االقتصادية التي أصابتها خالل ‪ 1994‬وإيمانًا من السلطة المكسيكية‬
‫باالرتباط القوي بين القضاء على الفساد وتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فقد تبنت العديد من اآلليات لدعم االقتصاد بالعمل على الحد‬
‫من الفساد‪ ،‬وبالفعل فمع تفعيل آليات مكافحة الفساد والعمل على تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية فان الناتج القومي اإلجمالي قد زاد‬
‫بنسبة ‪ % 1.2‬بين عامي ‪ 1994‬و ‪2004‬م‪ ،‬وفي سبيل تحقيق اإلصالح تتعاون المكسيك مع الهيئات والمنظمات العالمية وغيرها من‬
‫المنظمات منها البنك الدولي‪،‬‬

‫‪ -‬ففي نطاق مكافحة البنك الدولي للفساد‪ ،‬قدم البنك للحكومة األمريكية والمكسيكية أجندة عمل مكونة من ثالث محاور أساسية هدفها‬
‫تحقيق اإلصالح السياسي والقتصادي والجتماعي وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬التأكيد على مكاسب االقتصاد الكلي والتجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلسراع من عملية التنمية عن طريق دعم كال التعليم ورفع مستوى المعيشة‪.‬‬

‫‪ .3‬تفعيل مبادئ الحكم الرشيد والشفافية والمسئولية‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك تعاونت المكسيك مع ‪ USAID‬على مدار خمس سنوات لتنفيذ مشروع " مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية في وسط أمريكا‬
‫والمكسيك"‪.‬‬

‫‪ -‬وعلى الصعيد القومي اتخذت الحكومة عدد من الخطوات لمكافحة الفساد ومنها‪:‬‬

‫• إنشاء وحدة إدارة مشروع "مكافحة الفساد" بوزارة اإلدارة العامة‪.‬‬

‫• إنشاء "الهيئة الفدرالية للحصول على المعلومات" وهي هيئة مستقلة تعمل على حصول المواطن على المعلومات والبيانات الحكومية‪.‬‬

‫‪ -‬المكسيك هي عضو في منظمة ‪ OECD‬وتقوم هذه المنظمة في إطار عملها بمحاربة الفساد عن طريق‪:‬‬

‫▪ وقعت المكسيك على اتفاقية محاربة الرشاوى في المعامالت االقتصادية الدولية عام ‪ 1999‬ووفقا لهذه االتفاقية تم إنشاء ‪Federal‬‬
‫)‪ Penal Code (FPC‬المختصة بمراقبة المعامالت االقتصادية الدولية ومعاقبة األشخاص الحقيقية أو االعتبارية في جرائم الفساد في‬
‫المعامالت الدولية‪.‬‬
‫▪ قامت المكسيك بالموافقة على مبادرة "الحصول على المعلومات" عام ‪ ،2003‬وتقوم المنظمة حاليا بوضع األسس الالزمة لقوانين‬
‫المبادرة وكيفية تفعيلها‪.‬‬
‫▪ عام ‪ 2002‬وافقت المكسيك على إحداث تعديالت في مبادرة " المسئوليات اإلدارية لموظف الخدمة العامة"‪ ،‬وتهدف هذه المبادرة إلى‬
‫التأكد من تنفيذ القانون بدقة والتأكد من قيام الموظف الحكومي بدورة على أكمل وجه دون استغالل لمنصبه‪.‬‬

‫‪ -‬مشروعات قومية مكسيكية لمكافحة الفساد‪ :‬قامت المكسيك بتبني مشروعين قوميين لمكافحة الفساد وهما‪:‬‬

‫❖ مشروع تقييم مدى تطبيق الشفافية في المحليات‪ :‬إيمانا بدور الدولة في توفير نظام إداري كفء وفعال ويطبق الشفافية ويعمل‬
‫على مشاركة‬
‫المواطنين وضمان حصولهم على المعلومات بسهولة ويسر قمت المكسيك بتطبيق هذا النظام" تقييم مدى تطبيق الشافية في المحليات‪،‬‬
‫ويهدف هذا المشروع إلى تحديد المحليات التي يوجد بها قدر من الفساد باإلضافة إلى محاولة ترتيب المحليات وفقا لمدى تطبيق الشفافية بها‬
‫وخلق نظام إداري كفء ونزيه‪،‬‬
‫كما يهتم المشروع بقياس مدى توافر الشفافية أكثر من مدى توافر الفساد على نطاق المحليات بهدف تحديد الجهات المطبقة للشفافية‬
‫وتشجيعها على االستمرار على الطريق السليم‪ .‬يتم قياس مدى الشفافية المطبقة عن طريق ثالث مؤشرات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬توافر المعلومات والمحاسبة‬
‫‪ .2‬مجاالت مشاركة المواطنين‬
‫‪ .3‬تقييم المواطنين لمواقف الحكومة‬
‫‪ .4‬االهتمام بمطالب المواطنين وشكواهم‬
‫الهدف النهائي من هذا المشروع هو قياس حجم المعلومات التي تتحها الدولة للمواطنين وطرق مشاركتهم في اإلدارة والقرارات الحكومية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 30‬من ‪46‬‬


‫ومن خالل تطبيق هذا المشروع توصلت الحكومة المكسيكية إلى ثالث مهام أساسية للمحليات وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬توفير المعلومات والبيانات للمواطنين‬
‫‪ .2‬االتصال الدائم والمباشر مع المواطنين‬
‫‪ .3‬االهتمام ومتابعة مطالب المواطنين‬
‫❖ مشروع إدارة القيم واألخالق للموظفين في الخدمة العامة‪ :‬في إطار تطبيق مشروع إدارة األخالق والقيم الخاصة بالخدمة العامة‪،‬‬
‫حددت وزارة التطير اإلداري في المكسيك متابعة عدد "‪ " Controllership and Administrative Development‬من‬
‫الواجبات تفرضها على الخدمة العامة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة أتباع الموظف العام لمبادئ النزاهة والشرف في تطبيق عمله‬
‫‪ .2‬تفادي تضارب المصالح وإتباع األهواء الشخصية‬
‫‪ .3‬ضرورة إتباع اإلجراءات القانون‬
‫وقد حددت الوزارة عدد من العقوبات الواضحة والمعلنة لمخالفة ما سبق وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحذير فردية أو جماعية‬
‫‪ .2‬معاتبة فردية أو جماعية‬
‫‪ .3‬فصل مؤقت‬
‫‪ .4‬النقل‬
‫‪ .5‬غرامات مالية‬
‫‪ .6‬الحرمان من التدرج في السلم الوظيفي أو تولي مناصب قيادية‬
‫❖ آليات تفعيل المشروعات السابقة‪:‬‬

‫• المركز األعلى للمراجعة الفدرالية‪ :‬قامت الحكومة المكسيكية بإنشاء ‪ SAOF‬في إطار برنامج مكافحة الفساد لتكون تابعة للكونجرس‬
‫المكسيكي وسوف تكون جهة مستقلة ذات إدارات فنية وإدارية ومالية‪ ،‬باإلضافة إلى صالحيات قانونية تسمح لها بمراقبة ومتابعة حاالت‬
‫الفساد التي تقوم على استغالل المال العام‪ ،‬وبالتالي تقوم بتقديم توصياتها في هذا المجال‪ ،‬يتميز هذا المركز بقدر كبير من االستقاللية عن‬
‫مختلف الجهات الحكومية وذلك لضمان‬

‫تفعيل دوره دون تحيز أو إكراه باإلضافة إلى ضمان حماية هذا المركز من أي تتدخل سياسي يعيقه عن تأدية عمله بنزاهة‪ ،‬ولضمان هذا‬
‫القدر من النزاهة والشفافية يعين في المركز موظفين غير متحيزين‪ ،‬باإلضافة إلي تعيين مسئولي المركز باستخدام أساليب شفافة‪ ،‬وتفادي أي‬
‫تعارض للمصالح‬

‫بين العاملين بالمركز والجهات التي تتابع‪.‬‬

‫• المركز القومي لبرنامج التحديث‪ :‬أيقنت الحكومة المكسيكية بضرورة عمل إصالحات هيكلية في أجهزتها اإلدارية لتحقيق قدر أعلى من‬
‫الكفاءة والفاعلية في اإلدارة الحكومية‪ .‬تقوم خطة اإلصالح الشاملة بهدف تحقيق النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وضع إجراءات جديدة تضمن للموظف الحكومي بما يضمن له نظام معاش مناسب‪ ،‬وحوافز ومكافئات مناسبة للموظفين‪ ،‬وبالتالي تحقيق‬
‫ضمانات وحوافز للموظف الحكومي بما يبعد عنه اللجوء للفساد والرشاوى‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة اإلجراءات القانونية واإلدارية في الجهات المختلفة‪ ،‬مع توضيح مهام وواجبات كل موظف بدقة‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل دورات العمل الحكومي بما يحقق أفضل استخدام للموارد الحكومية‪.‬‬

‫‪ .5‬اهلند‬

‫بدأت الهند مبادرة اإلصالح ومكافحة الفساد عام ‪ ، 1999‬فوفقا لمنظمة الشفافية العالمية فإن مؤشر‪ CPI‬يوضح أن الهند درجتها هي ‪ 9.2‬وفقا‬
‫لتقرير عام ‪2005‬م‪ ،‬وتعتبر الهند من البلدان التي قطعت شوطا طويال في عملية اإلصالح ومكافحة الفساد‪ ،‬حيث عانت الهند كثيرا من الفساد‬
‫في كال من المجاالت‬

‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬وتدني مستوى المعيشة حيث أن ‪ % 25‬تقريبا من الشعب الهندي يعيشون تحت خط الفقر وفقا إلحصاءات عام ‪2002‬‬

‫الصفحة ‪ 31‬من ‪46‬‬


‫على ضوء دراسة قام بها المركز البحوث اإلعالمية على عدد من الهيئات الحكومية الهندية‪ ،‬نجد أن‪:‬‬

‫‪ % 62 -‬من الشعب الهندي يجد أن الفساد هو ظاهرة حقيقية ومتوغلة في البالد‪ ،‬وأنهم يضطروا لدفع الرشاوى للحصول على الخدمات التي‬
‫يريدونها من الهيئات الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬ثلث مسببات الفساد يمكن إزالتها عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجاالت المختلفة خاصة الفصل بين مقدم الخدمة متلقيها حيث أن‬
‫استخدام التكنولوجيا سوف يؤدي إلى تحقيق الشفافية في توصيل الخدمات الحكومية‪.‬‬

‫❖ مبادرة اإلصالح‪ :‬بدأت الهند مبادرة مكافحة الفساد استجاب ًً ة لعدد من العوامل الداخلية والخارجية ومنها‪:‬‬

‫•رغبة الشعب في القضاء على الفساد والمشاركة اإليجابية الفعالة وعدم ترك هذه المهمة على عاتق الحكومة وحدها‪ ،‬حيث أصبح المجتمع‬
‫المدني أكثر حرصا على الحصول على المعلومات والبيانات وتحقيق مبادئ هامة مثل ‪:‬الشفافية والمسؤولية والحساب خاصة في وجود‬
‫التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والذي يسهل تبادل ونشر المعلومات‪.‬‬

‫•مطالبة الحكومة بوضع آليات اإلصالح المطلوبة في المجاالت المختلفة‪.‬‬

‫•الرغبة السياسية في القضاء على البيروقراطية وما تسببه من فساد‪.‬‬

‫❖ الخطوات التي تم تنفيذها‬

‫‪ -‬تعمل الهند بالمشاركة مع منظمة المنظمات األهلية الغير هادفة للربح للقضاء على الفساد داخل البالد وفي تعامالتها مع الخارج‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق تطبيق عدد من األسس وهي‪:‬‬

‫خفض مستويات الفقر في البالد‬ ‫‪.1‬‬


‫تحقيق مبدأ الشفافية في القطاع التجاري‬ ‫‪.2‬‬
‫تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫‪.3‬‬
‫تطبيق مبادئ الديمقراطية‬ ‫‪.4‬‬
‫تحقيق األمن القومي‬ ‫‪.5‬‬
‫قامت الهند بتوقيع معاهدة مكافحة الفساد ووفقا لهذه المعاهدة فإن كل دولة يجب أن تقوم بوضع خطة عمل لمكافحة الفساد بحيث‬ ‫‪.6‬‬
‫تشمل‪:‬‬

‫أ‪ -‬اآلليات المستخدمة لمكافحة الفساد‪.‬‬


‫ب‪ -‬إصالح المجتمع المدني‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحد من انتشار الرشوة‪.‬‬
‫د‪ -‬تفعيل مشاركة المجتمع المدني لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬تعد الهند من الدول األعضاء في " نادي مدريد الذي يهدف إلي تحسين الحكم في الدول المختلفة‪ ،‬وتحقيق مزيد من الشفافية بهدف‬
‫مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬قامت الهند بالتعاون مع االتحاد األوروبي لمكافحة الفساد حيث تم تحديد أهم الجوانب التي من الممكن أن يساهم فيها ومنها‪:‬‬

‫مساندة المجتمع المدني في مكافحته للفساد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫اإلصالح السياسي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إنشاء هيئة لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عمل خطة قومية لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ .6‬الواليات املتحدة األمريكية‬

‫تعد الواليات المتحدة األمريكية من أوائل دول العالم في مكافحة الفساد والرشوة حيث اتخذت إجراءات فعالة للقضاء على الفساد وآثاره السلبية‪،‬‬
‫وتعتبر الواليات المتحدة األمريكية من دول العالم المتقدمة فوفقا لمؤشر في التصدي للفساد اإلداري والحد منه فأن درجة الواليات المتحدة هي‬

‫الصفحة ‪ 32‬من ‪46‬‬


‫‪ 6.7‬مما يدل على نجاح سياستها في مكافحة الفساد‪ ،‬ويرجع نجاح الواليات المتحدة إلى تبنيها عدة مبادرات شرعت في تنفيذها بدا ًء من منتصف‬
‫التسعينات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫مبادرات الوليات المتحدة لمكافحة الفساد وهي مبادرة تبنتها الواليات المتحدة وتطبقها في معامالتها االقتصادية مع باقي دول العالم‬ ‫‪.1‬‬
‫وبموجب هذه المبادرة يتم محاكمة أي شركة أمريكية تقوم بدفع رشوة لحكومة أية دولة أخرى تتعامل معها‪.‬‬
‫في عام ‪ 1996‬شاركت الواليات المتحدة في مؤتمر لتجريم الرشاوى الدولية التي تدفع للمسئولين الحكوميين خالل تنفيذ المعامالت التجارية‬ ‫‪.2‬‬
‫الدولية‪.‬‬
‫في ديسمبر ‪ 1997‬وقعت الواليات المتحدة مع ‪ 34‬دولة أخرى معاهدة مؤتمر "لمكافحة الرشوة في نطاق التجارة الدولية في الهيئات‬ ‫‪.3‬‬
‫الحكومية "وقد جرم المؤتمر كل أشكال الرشاوى المدفوعة للمسئولين الحكوميين‪ ،‬كما ألزم المؤتمر الدول األعضاء باتخاذ خطوات جادة‬
‫نحو محاكمة أي شركة وطنية تقوم بتقديم رشاوي للمسئولين في حكومات الدول األخرى‪.‬‬
‫تعمل الواليات المتحدة أيضا مع كال من ‪:‬البنك الدولي‪ ،‬وصندوق النقد الدولي‪ ،‬لتشجيع المبادرات الهادفة لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حددت الواليات المتحدة األمريكية ثمان محاور لمكافحة الفساد وهي‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫▪ اإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫▪ تحقيق الشفافية‪.‬‬
‫▪ رفع كفاءة الجهاز اإلداري والهيئات الحكومية‪.‬‬
‫▪ اإلصالح المالي بهدف خلق هيئات مراقبة مالية لها سلطات مناسبة‪.‬‬
‫▪ استقالل القضاء‪.‬‬
‫▪ وضع قانون خاص للتعامالت التجارية الدولية بما يضمن حق كل طرف فيه‪.‬‬
‫▪ رفع مستوى وعي وثقافة الشعب‪.‬‬
‫▪ تجديد ومراجعة القوانين القائمة بما يضمن وجود جهاز فعال لمراقبة ممارسات الفساد داخل حدود الدولة‬

‫موريتانيا‬ ‫‪.6‬‬

‫ظل االهتمام بمكافحة الفساد غائبا في وموريتانيا حتى السنوات األخيرة‪ ،‬وظل الفساد منتشرا وخاصة في فترار الحكم العسكري‪ ،‬ولم تبدأ‬
‫إرهاصات الحديث عن مكافحته إال مؤخرا ً‪ ،‬وكان التحول الذي حصل في هذا الصدد قد بدأ بخطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز‬
‫بمناسبة تنصيبه لمأموريته األولى في ‪ 5‬أغسطس ‪ 2009‬حيث جاء في هذا الخطاب‪" :‬لقد طوى الشعب الموريتاني يوم ‪2009/07/1٨‬‬
‫صفحة الفساد والممارسات الضارة‪ ...‬سنعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء على الفساد والمفسدين وسنحارب الذين طغوا في البالد وأكثروا‬
‫فيها الفساد‪ ،".‬وأعاد نفس األفكار في خطابه بمناسبة تنصيبه لواليته الثانية بتاريخ‪2014/0٨/3 0‬م‪ ،‬حيث جاء في هذا الخطاب‪" :‬سنسهر‬
‫على مواصلة محاربة الفساد واستحداث اآلليات القانونية المالئمة للقضاء نهائيا على الممارسات المخلة بقواعد الحكامة فالفساد عائق حقيقي‬
‫في وهج التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وستظل مكافحته من اول األوليات خالل المأمورية الرئاسية الجديدة‪ ،‬وتجسيدا لهذا التوجه تم‬
‫اتخاذ العديد من اإلجراءات منها‪:‬‬

‫مراجعة النصوص القانونية المتعلقة بالصفقات العمومية‪.‬‬ ‫▪‬


‫المصادقة على خطة وطنية لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫إصدار قانون مكافحة الفساد (القانون رقم ‪ 014/2016‬بتاريخ ‪.)15/04/2016‬‬ ‫▪‬
‫وضع استراتيجية لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫إنشاء محكمة خاصة بالجرائم المتعلقة بالفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫تشكيل فرق من النيابة العامة وهيئة التحقيق لمكافحة الفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫إصدار مرسوم ينظم الحماية الخاصة للشهود والخبراء والمبلغين وضحايا الفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫إنشاء لجنة لمتابعة جهود مكافحة الفساد‪.‬‬ ‫▪‬
‫إنشاء مفوضية للشرطة خاصة بالجرائم االقتصادية‪.‬‬ ‫▪‬
‫تفعيل الهيئات الرقابية (محكمة الحسابات‪ ،‬المفتشية العامة للدولة‪ ،‬المفتشية العامة للمالية‪ ،‬المتفشيات الداخلية)‪.‬‬ ‫▪‬

‫غير أن كل هذه اإلجراءات لم تعطي نتائج كبيرة رغم التحسن الحاصل في مجال مكافحة الفساد‪ ،‬فحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام‬

‫الصفحة ‪ 33‬من ‪46‬‬


‫‪2014‬م فإن موريتانيا تحتل المرتبة ‪ 124‬من أصل ‪ 177‬دولة في مؤشر الفساد‪ ،‬متراجعة لخمس نقاط عن عام ‪ ،2013‬الذي احتلت‬
‫فهي الرتبة ‪ ،119‬بينما كانت رتبها في الدول العربية األقل فسادا ‪ 13‬حسب تقرير المنظمة لعام ‪2015‬م‪ ،‬كما احتلت وموريتانيا المرتبة‬
‫قبل األخيرة في مؤشر محاربة الرشوة‪ ،‬حسب تقرير البنك الدولي الصادر في نوفمبر ‪ ،2016‬وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة‬
‫في هذا الصدد‪.‬‬
‫هونج كونج‬
‫تأتي هونج كونج في المرتبة ‪ 15 ،14‬على التوالي بالنسبة لمؤشر مدركات الفساد عام ‪ 2003‬وعام ‪ 2005‬وقد ارتفع المؤشر لديها من ‪٨‬‬
‫عام ‪ 2003‬إلى ‪ ٨,3‬عام ‪ 2005‬نتيجة للجهود التي تبذلها الدولة لمحاربة الفساد وأهمها‪:‬‬

‫شكلت الدولة لجنة لمحاربة الفساد وفرت لها ميزانية ضخمة من ماليين الدوالرات ويعمل بها نحو أكثر من ‪ 1000‬موظف يتقاضون مرتبات‬
‫مرتفعة مهمتها متابعة الفساد والقضاء عليه بكافة أشكاله‪.‬‬
‫تشيلي‬
‫تعتبر الدولة رقم (‪ )20‬ضمن ‪ 133‬دولة من حيث مستوى الفساد لديها ومؤشر مدركات الفساد فيها يبلغ ‪ 7,3 7,4‬خالل عامي ‪،2003‬‬
‫‪ ،2005‬وقد خطت الدولة خطوات هامة في محاربة الفساد وتعتبر من أنظف دول أمريكا الالتينية‪:‬‬

‫• قامت بتبسيط االجراءات واللوائح والقوانين‪.‬‬

‫• أعلنت مبدأ الشفافية بالنسبة لكافة الهيئات الحكومية‪.‬‬

‫• تتميز القيادة السياسية لديها بالنزاهة وبالتالي تعطي قدوة حسنة للجميع‪ ،‬وعندما حاول محافظ البنك المركزي لديها تسرب بعض المعلومات‬
‫قام سكرتيره باإلبالغ عنه وتم استقالة الحكومة بأكملها من جراء ذلك‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬توعية اجلمهور واملشاركة اجملتمعية‪:‬‬

‫أولً‪ :‬تضمنت المادة )‪ )13‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد توعية الجمهور وال سيما إشراك األطفال والشباب في‬
‫أنشطة مكافحة الفساد ودور وسائط اإلعالم واإلنترنت في هذا الصدد‪ ،‬من خالل اتخاذ تدابير‪ ،‬ضمن حدود إمكاناتها‬
‫ووفقا للمبادئ األساسية لقوانينها الوطنية‪ ،‬لتشجيع أفراد وجماعات من خارج القطاع العام على المشاركة النشطة في‬
‫منع الفساد‪ ،‬وإلذكاء وعي الناس فيما يتعلق بوجود الفساد وأسبابه وجسامته وما يمثله من خطر‪" ،‬وفي إعالن مراكش‬
‫األطراف‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 13‬من االتفاقية على‪:10‬‬
‫َ‬ ‫المؤتمر الدول‬
‫ُ‬ ‫بشأن منع الفساد" ‪ ،‬حث‬
‫‪ .1‬أن تواصل تشجيع األفراد والجماعات الذين ال ينتمون إلى القطاع العام‪ ،‬كالﻤﺠتمع المدني والمنظمات غير‬
‫الحكومية والمنظمات الﻤﺠتمعية‪ ،‬على المشاركة في منع الفساد ومكافحته‪ ،‬وشجع الدول األطراف على تعزيز‬
‫قدراتها في هذا المضمار‪.‬‬
‫‪ .2‬إيالء عناية خاصة إليجاد فرص إلشراك الشباب في الجهود المبذولة لمنع الفساد‪ ،‬وإلى تشجيع البرامج التعليمية‬
‫التي تغرس مفاهيم ومبادئ النزاهة على مختلف مستويات النظام التعليمي‪.‬‬
‫‪ .3‬تم وضع عدد من التدابير المقترحة لتعزيز المشاركة وهي‪:‬‬
‫▪ تعزيز الشفافية في عمليات اتخاذ القرار وتشجيع إسهام الناس فيها‪.‬‬
‫▪ ضمان تيسُّر حصول الناس فعليا على المعلومات‪.‬‬
‫▪ القيام بأنشطة إعالمية تسهم في عدم التسامح مع الفساد‪ ،‬وكذلك برامج توعية عامة تشمل المناهج المدرسية‬
‫والجامعية‪.‬‬

‫‪ 10‬مؤتمر الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 34‬من ‪46‬‬


‫▪ احترام وتعزيز وحماية حرية التماس المعلومات المتعلقة بالفساد وتل ِّقّيها ونشرها وتعميمها‪ ،‬رهنا بالقيود‬
‫المبينة‪.‬‬
‫‪ .4‬ينبغي أن تكفل الدول األطراف معرفة الناس بهيئات مكافحة الفساد ذات الصلة‪ ،‬وأن توفر لهم سبل االتصال بتلك‬
‫الهيئات‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬في مؤتمر الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد المنعقد في فينا بتاريخ ‪1٨‬أغسطس ‪2013‬م‪ ،‬تم‬
‫إستعراض تنفيذ عدد من الدول األعضاء لهذا البند وثبت نجاحه في زيادة فعالية مكافحة الفساد‪ ،‬وفيما يلي نستعرض‬
‫‪11‬‬
‫أهم التجارب الناجحة في توعية الجمهور في أنشطة مكافحة الفساد ودور وسائط اإلعالم واإلنترنت في هذا الصدد ‪،‬‬
‫وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬برامج توعية الجمهور في مجال مكافحة الفساد الموجهة لألطفال والشباب على مستوى المدارس البتدائية والثانوية‪:‬‬
‫نفذ مكتب مكافحة الفساد مشروعا بشأن التدريب في مجال األخالقيات العامة موجها لطالب المدارس الثانوية‪ ،‬من خالل‬
‫إقامة شراكات مع الباحثين والمسؤولين الحكوميين والمعلمين ورؤساء المؤسسات من أجل إدراج هذا الموضوع في مناهج‬
‫التدريس الرسمية‪ ،‬وعُقدت حلقات عمل وحلقات دراسية ومناقشات لتعزيز ثقافة األخالقيات‪ ،‬ومنتدى للمناقشة‪ ،‬للطالب‬
‫األرجنتين‬
‫الشباب في ‪ 50‬مؤسسة‪ ،‬كما نُظمت حلقات تدريبية للمعلمين من أجل االرتقاء بتدريبهم ضمانًا لالستمرارية‪ ،‬وعالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬وقع مكتب مكافحة الفساد اتفاقا في عام ‪ 2011‬مع بوابة التعليم الحكومية لتصميم وتنفيذ أنشطة تسهم في ترويج‬
‫الشفافية‪ ،‬والستحداث مواد وموارد تعليمية عن األخالقيات والقيم العمومية تُدرج في المستقبل في بوابة التعليم الحكومية‪.‬‬
‫شرعت في تعزيز مساهمتها في قطاع التعليم في مجال مكافحة الفساد‪ ،‬ألن الشباب ال يُش ركون في كثير من األحيان في‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬وكذلك ألن ‪ 5,59‬في المائة من المواطنين يتصورون أن الفساد سائد في نظام التعليم نفسه ويؤمل أن يُسهم‬
‫سن مهارات الطالب في تقييم ومناقشة موضوع الفساد في الحد منه داخل النظام التعليمي وفي البلد ككل‪ ،‬ولذلك وضعت‬ ‫تح ُّ‬
‫جمهورية‬
‫لجنة الدولة للوقاية من الفساد في جمهورية مقدونيا اليوغوسالفية سابقا‪ ،‬بالتشارك مع المنظمة غير الحكومية المسماة مركز‬
‫مقدونيا‬
‫االتصاالت المدنية‪ ،‬برنامجا تعليميا في مجال مكافحة الفساد للطالب في سن ‪ 12‬إلى ‪ 13‬عاما من أجل دعم المشاركة‬
‫اليوغوسالفية‬
‫النشطة للشباب وإحداث تغيير منهجي في الثقافة الحالية‪ ،‬وقد أذنت بالبرنامج وزارة التربية والتعليم والعلوم‪ ،‬وتمت تجربته‬
‫سابقًا‬
‫ُدم ج‬
‫على ما يقرب من ‪ 100‬طالب ‪.‬وسيبدأ تطبيق البرنامج اآلن كنشاط خارج المناهج الدراسية في جميع المدارس‪ ،‬وسي َ‬
‫الحقًا في المناهج الدراسية العادية ومن المعتزم االضطالع بالمزيد من أنشطة مكافحة الفساد في قطاع التعليم‪ ،‬رهنا بتوافر‬
‫الموارد‪.‬‬
‫أعد المكتب االتحادي النمساوي لمكافحة الفساد برنامجا باسم" التدريب على مكافحة الفساد" لطالب المدارس الثانوية في‬
‫سن ‪ 14‬إلى ‪ 1٨‬عام ا ‪.‬وقد أعد التدريب النهائي‪ ،‬الذي قسم إلى ‪ ٨‬وحدات مدة كل منها ‪ 45‬دقيقة‪ ،‬فريق من الخبراء في علم‬
‫النفس وعلم االجتماع والقانون وعلم الجريمة والتحقيق والتعليم‪ ،‬وتضمن التعليقات المقدمة من الطالب‪ ،‬واستُخدمت أساليب‬
‫مختلفة‪ ،‬تشمل ضروبًا من التدريب التمثيلي ودراسا ت الحال ة والتفاعل‪ ،‬بغية تشجيع الت ّعلم النشط وطلب من المشاركين‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬تقييم ما إذا كان وضع ما ينطوي على فساد أم ال‪ ،‬على أساس دراسات الحالة المقدمة‪ ،‬ويُجري مكتب‬ ‫النمسا‬
‫مكافحة الفساد حوارا اآلن مع وزارة التربية والتعليم حول إدماج التدريب في المناهج الدراسية العامة في إطار موضوع‬
‫التثقيف السياسي‪ ،‬وتم بالفعل التوصل إلى اتفاق مع مجلس مدارس فيينا بهذا‬
‫الصدد‪ ،‬وعالوة على ذلك يُعتزم استحداث مفهوم تدريب ي جديد لطالب التدريب المهني الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة‬
‫والرابعة عشرة‪.‬‬
‫تقوم وزارة التربية والتعليم بتعزيز وتنسيق برامج التعليم الخاص ة بالنزاهة‪ ،‬وقد أصدرت الوزارة فتوى مفادها أن برامج‬
‫التعليم الخاص ة بالنزاهة يجب أن تُدمج في النظام التعليمي الوطني وأن تشمل جميع الطالب والمعلمين ومديري المدارس‪،‬‬
‫كما وضعت وزارة التربية والتعليم مبادئ توجيهية ومناهج دراسية وعقدت مؤتمرات وطنية لتبادل الخبرات حول موضوع‬ ‫الصين‬
‫النزاهة وأنشئ" فريق رائد " معني بالسياسات والتنسيق والتفتيش في مجال التعليم الخاص ب النزاهة‪ ،‬وبحث الفريق‬
‫األساليب واألشكال التعليمية الجديدة واستُهلت مشاريع رائدة في عشر مقاطعات وبلديات‪.‬‬
‫‪ -2‬األنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية والنُّهج المبتكرة بشأن التعليم في مجال مكافحة الفساد‪:‬‬
‫نُفذ برنامج" المراقب العام يذهب إلى المدرسة " في ‪ 13‬والية في جمهورية فنزويال البوليفارية‪ ،‬وطلب البرنامج من التالميذ‬ ‫فنزويال‬

‫‪ 11‬األمم المتحدة‪ ،‬وثائق مؤتمر الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 35‬من ‪46‬‬


‫من سن ‪ 9‬أعوام إلى سن ‪ 14‬عاما أن ينتخبوا مراقبا عاما لهم لمدة سنة واحدة‪ ،‬وكان على التالميذ المنتخبين حديثا لهذه‬
‫سم وتعيين فريق وكتابة تقارير كل شهرين عن إدارة الموارد والمكتبة والكافتيريا والصيانة وقواعد المدرسة‬ ‫الوظيفة أداء ق َ‬
‫وجداولها الزمنية وفي المرحلة األخيرة من المشروع‪ ،‬أحيلت إلى الحكومة تقارير تتضمن التوصيات والشكاوى‪ ،‬بدعم من‬
‫مكتب مساعدة المواطنين‪ ،‬وقدمت الدولة إجابات عن الشكاوى التي حددها األطفال‪.‬‬
‫في عام ‪ 2001‬استهلت الوزارة المكسيكية لشؤون اإلدارة العمومية ومؤسسات أخرى مسابقة رسم تسمى" وداعا للغشاشين"‪،‬‬
‫لألطفال من سن ‪ 6‬أعوام إلى ‪ 15‬عاما‪ ،‬وكان الهدف من هذا المشروع هو إشراك األطفال والصبية واآلباء واألمهات‬
‫والمعلمين في حملة نشطة لمكافحة الفساد‪ ،‬تنتهي بإجراء مناقشة حول األمانة والشفافية وسيادة القانون‪ ،‬ومنذ عام ‪2007‬‬
‫تولت وزارة التربية والتعليم تنظيم هذه المسابقة لتوسيع دائرة المشاركة فيها وكان األثر االجتماعي للمسابقة كبيرا‪ ،‬حيث‬ ‫المكسيك‬
‫شار ك فيها ثمانية ماليين طفل في‪ 23‬مدرسة‪ ،‬وأوحت المسابقة السنوات الخمس األخيرة‪ ،‬ويشارك فيها سنويا(‪ )23‬الف‬
‫طالب باإلضافة الى بلد أخر هو كولومبيا حيث بدء مسابقة خاصة به تحت اسم" وداعا للغشاشين "في عام ‪2004‬وتنشر‬
‫كولومبيا كتبًا عن اللوحات المرسومة وعن المبادرة‪.‬‬
‫تدعم اللجنة النيجيرية المعنية بالجرائم االقتصادية والمالية أندية النزاهة التي أنشئت ألطفال المدارس الثانوي ويوجد حاليا‬
‫‪ 131‬ناديا‪ ،‬تضم أكثر من (‪ )200‬ألف عضو على مستوى البلد‪ ،‬وترصد اللجنة النيجيرية المعنية بالجرائم المالية‬
‫نيجريا‬
‫واالقتصادية عدد الزيارات إلى موقعها على الفيس بوك وعدد متابعيها على التوتير وعالوة على ذلك‪ ،‬تتتبع اللجنة المذكورة‬
‫ازدياد عدد البالغات المقدمة بشأن أفعال الفساد المزعومة نتيجة لتحسّن وعي الجمهور‪.‬‬
‫جمهورية مقدونيا اليوغوسالفية سابقا‪ ،‬تقيس آثار برنامج التوعية في مجال مكافحة الفساد من خالل استخدام االستبيانات قبل‬
‫مقدونيا‬
‫تقديم المحاضرات وبعد تقديمها كما تضمن المفهوم النمساوي للتدريب على مكافحة الفساد اختبارا للمعارف‪.‬‬
‫‪ -3‬برامج توعية الجمهور في مجال مكافحة الفساد على المستوى الجامعي‪:‬‬
‫أعد معهد التشريع والقانون المقارن برنامجا تعليميا نموذجيا باسم" الفساد ‪:‬أسبابه ومظاهره وإجراءات مكافحته " وأوصى‬
‫باستخدام هذا البرنامج كل من وزارة التعليم والعلوم‪ ،‬واالتحاد الروسي للعمداء‪ ،‬واالتحاد التعليمي والمنهجي لمؤسسات‬
‫التحاد‬
‫التعليم العالي الروسية وأظهرت عملية رصد أجريت مؤخرا أنه يجري إدراج هذا البرنامج في تخصصات شتى‪ ،‬مثل القانون‬
‫الروسي‬
‫واالقتصاد‪ ،‬وفضال عن ذلك‪ ،‬أسست كلية الحقوق بجامعة الشرق األقصى االتحادية باالتحاد الروسي مركزا لدراسة الجريمة‬
‫المنظمة والفساد يقدم برامج تحليلية وتعليمية وبرامج تواصل خارجي‪.‬‬
‫تتناول دورات تدريبية وندوات شتى موضوع الفساد وكثيرا ما يقدم واضعو سياسات مكافحة الفساد الحكوميون‬
‫واالختصاصيون الممارسون في مجال إنفاذ القوانين محاضرات‪ ،‬ال سيما في الدورات الدراسية والتظاهرات التي تنظم في‬
‫واشنطن العاصمة وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن رابطة المحامين األمريكية وهي رابطة طوعية للمحامين وطالب كليات الحقوق‬ ‫الوليات‬
‫تح ّدِّد المعايير األكاديمية لكليات الحقوق وتصوغ مدونات نموذجية ألخالقيات مهنة القانون )تشترط على جميع كليات الحقوق‬ ‫المتحدة‬
‫األمريكية أن تضمن حضور جميع الطالب دورة دراسية بشأن المسؤولية المهنية في إطار دراستهم للقانون وتتناول هذه‬
‫الدورات األخالقيات القانونية األساسية وسوء السلوك القضائي‪.‬‬
‫صممت للطالب من جميع التخصصات لكي تنفذ في المناسبات ذات األهمية في التطور‬ ‫أبلغت عن مبادرات النزاهة التي ُ‬
‫الشخصي للطالب وعلى سبيل المثال‪ ،‬تعقد جامعة بكين كل سنة ندوة للخريجين عن تلقين النزاهة‪ ،‬وتطلب من الطالب أن‬
‫يوقعوا على تعهد بالتزام النزاهة وعدم التورط في أفعال الفساد بعد التخرج ولتعزيز الوقاية‪ ،‬تُقدم اقتراحات إلى خريجي‬ ‫ّ‬
‫الصين‬
‫الجامعات في جميع أنحاء البلد لمساعدتهم على التحلي بالنزاهة واالنضباط الذاتي وفي عام ‪ 2012‬أعدت وزارة التربية‬
‫والتعليم كتابًا بعنوان" أفضل الممارسات في النظام التعليمي لتلقين النزاهة"‪ ،‬استنادًا إلى ‪ 60‬حالة ناجحة على الصعيد‬
‫الوطني وقررته بعد ذلك ككتاب دراسي نموذجي على الطالب الجدد‪.‬‬
‫يُشجع الطالب الجامعيون من كافة التخصصات على االشتراك في أندية جامعية تحمل شعار" عدم التسامح مطلقا مع‬
‫الفساد"‪ ،‬وعلى المشاركة في مناقشات مائدة مستديرة تهدف إلى مراقبة الميزانيات من أجل تتبُّع األموال المخصصة‬ ‫نيجيريا‬
‫لمؤسسات التعليم العالي‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام وسائط اإلعالم واإلنترنت ووسائط اإلعالم الجتماعية في توعية الجمهور بشأن مكافحة الفساد‪:‬‬
‫ذكرت نيجيريا استخدام السلطات لوسائط إعالم اجتماعية مثل الفيس بوك وتوتير والمدونات ومن األمثلة األخرى على‬
‫وسائط اإلعالم االجتماعية الرسائل القصيرة الجماعية ومقاطع الفيديو على موقع اليوتيوب‪.‬‬
‫نيجيريا‬
‫يشارك مسؤولو اللجنة النيجيرية للجرائم االقتصادية والمالية بانتظام في البرامج الحوارية اإلذاعية والتلفزيونية وتنشر اللجنة‬
‫نفسها دورية فصلية تسمى" عدم التسامح مطلقا" وتدير برنامجا يقدم مرة كل أسبوعين في اإلذاعة والتلفزيون وشددت اللجنة‬

‫الصفحة ‪ 36‬من ‪46‬‬


‫على أهمية إنتاج المواد باللغات المحلية‪ ،‬وتم بعد ذلك إنتاج المواد بثالث لغات نيجيرية أصلية رئيسية‪ ،‬إلى جانب اللغة‬
‫اإلنكليزية‪.‬‬
‫تستخدم اإلدارات الحكومية المختلفة اإلنترنت على نطاق واسع لتوفير المعلومات عن الخدمات اإلدارية ولتلّقي شكاوى‬
‫المواطنين بشأن المرافق العامة وتلّقي بالغات عن التجاوزات التي ترتكبها السلطات‪ ،‬بما في ذلك أعمال الفساد وتوجد بوابة‬ ‫الجزائر‬
‫على اإلنترنت مخصصة لهذه االتصاالت‪.‬‬
‫طخ ضميري فأنا أعيش دون فساد" معلومات عن االتفاقية‪ ،‬تشمل مشروعا بشأن التقييم الذاتي‬ ‫توفر المبادرة المسماة "ال أل ِّ ّ‬
‫التشاركي لتنفيذ آلية استعراض االتفاقية‪ ،‬والممارسات الجيِّّدة في مجال منع الفساد ومكافحته وعالوة على ذلك‪ ،‬عرضت‬ ‫شيلي‬
‫شيلي عددا من النمائط التفاعلية من خالل نظام تعليم عن بعد يسمى‪.Educatransparencia‬‬
‫‪ -5‬توفير التدريب والتوعية لوسائط اإلعالم والصحفيين‪:‬‬
‫▪ أفاد بَلدان عن برامج محددة لتثقيف الجمهور بشأن مكافحة الفساد تخص وسائط اإلعالم ‪.‬ففي بلجيكا نشرت رابطة الصحفيين المحترفين‬
‫على موقعها الشبكي مدونة وطنية ودولية لألخالقيات للصحفيين‪.‬‬
‫▪ ذكرت نيجيريا أنها تقدم برامج تدريبية دورية للصحفيين من أجل تعميق فهمهم للجريمة االقتصادية والمالية وعالوة على ذلك يقوم‬
‫مسؤولو اللجنة في إطار تدابير بناء الثقة التي يتخذونها بجوالت في المؤسسات اإلعالمية من أجل التفاعل معها ُوأفيد بأن هذا ساهم في‬
‫زيادة استبانة وسائط اإلعالم لقضايا الفساد وإجراء مناقشات عامة فعالة‪.‬‬
‫▪ تعقد الوكالة االتحادية للصحافة واالتصال الجماهيري في االتحاد الروسي مسابقتين سنويتين تسميان" وسائط اإلعالم ضد الفساد " و"عالم‬
‫القانون "حول التغطية اإلعالمية لجرائم الفساد ودور وسائط اإلعالم في التصدي لهذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -6‬دور الزعماء الدينيين والمنظمات الدينية‪:‬‬
‫أشارت أيضا بعض الدول مثل الجزائر ونيجيريا‪ ،‬إلى دور الزعماء الدينيين الها وقد دفع االعتراف بالتأثير القوى للدين بعض هيئات مكافحة‬
‫الفساد إلى االنخراط في مبادرات مشتركة مع المنظمات الدينية وفي نيجيريا‪ ،‬أعدت لجنة مكافحة الجرائم االقتصادية والمالية‪ ،‬باالشتراك مع‬
‫رجال دين وأكاديميين أدلة لمكافحة الفساد ودليال تيسيريا للمسيحيين والمسلمين‪ُ ،‬وأنتجت هذه األدلة على نطاق واسع وعُممت على الكنائس‬
‫والمساجد في جميع أنحاء البلد‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬التقييمات الذاتية‪:‬‬

‫يقصد بالتقييمات الذاتية هو إجراء تحليل مقارن يوضح إلى أي مدًى تلتزم أنظمة مكافحة الفساد الوطنيّة في الدولة‪ ،‬وعلى‬
‫وجه الخصوص القوانين‪ ،‬واللوائح‪ ،‬والسياسات‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬والبرامج‪ ،‬بمتطلّبات االتّفاقيّة‪ ،‬سواء ِّأمن ناحية النص أم‬
‫التطبيق‪ ،‬وتقدّم هذه المذ ّكرة اإلرشاديّة منهجيّة إلجراء التقييمات الذاتيّة‪ ،‬من خالل االستفادة من القائمة المرجعيّة للتقييم‬
‫ت وطنيّ ٍة واسعة النطاق مع‬‫ي‪ ،‬حسبما اعتمدها مؤتمر الدول األعضاء ومن خالل التشجيع على عقد مشاورا ٍ‬ ‫الذات ّ‬
‫األطراف المعنيّين‪ ،‬لتشجيع تنفيذ إصالحات مكافحة الفساد و إعداد الدولة لعملية مراجعتها ضمن آليّة االستعراض‪،‬‬
‫وقد قدمت دليل إرشادي للتقييمات الذاتيّة لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،12‬يهدف الى‪:‬‬
‫ي‪ ،‬على‬ ‫ي أمر محوري لتمكين الدول من إحراز تقد ٍّم على طريق مكافحة الفساد ويهدف التقييم الذات ّ‬ ‫التقييم الذات ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫تشجيع عمليّة قائمة على المشاركة ونابعة من الداخل بغر ض تنفيذ إصالحات لمكافحة الفساد عن طريق تقييم‬ ‫‪.2‬‬
‫قدرات األنظمة‪ ،‬والقوانين‪ ،‬والمؤسسات الوطنيّة لمكافحة الفساد )في النص والتطبيق( ‪ ،‬وتحديد اإلصالحات‬
‫الممكنة لعالج الثغرات في القدرات‪.‬‬
‫دعم آليّة االستعراض واإلسهام فيها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ي‬
‫لتحقيق هذين الهدفين‪ ،‬ينبغي إشراك مجموع ٍة كبيرة من األطراف المعنيّين الوطنيّين في عمليّة التقييم الذات ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫أقرها مؤتمر الدول األطراف‪.‬‬‫ي التي ّ‬
‫واالستفادة من القائمة المرجعيّة الحاسوبيّة للتقييم الذات ّ‬

‫‪ 12‬األمم المتحدة‪ ،‬الدليل اإلرشادي لتقييمات الذاتيّة لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 37‬من ‪46‬‬


‫ي فمن شأنها‪:‬‬
‫وث ّمة العديد من المزايا المترتبة على إجراء عمليّة التقييم الذات ّ‬
‫‪ .1‬أن تح ِّفّز على مشارك ٍة وطن ّية واسعة النطاق في جهود مكافحة الفساد وترفع الوعي بجهود الدولة لتنفيذ‬
‫ي ٍ نابع من داخل الدولة‪،‬‬ ‫وبالتزام قو ّ‬
‫ٍ‬ ‫ي بشكل كامل‬ ‫جريَت عمليّة التقييم الذات ّ‬‫االتّفاقيّة ومكافحة الفساد‪ ،‬ومتى أ ُ ِّ‬
‫فستكون عمليّةً وطنيّة يشعر فيها جميع األطراف الحكوميّين وغير الحكوميّين بانتماء جميع خطواتها ونتائجها‬
‫إلى إرادتهم‪.‬‬
‫ق واسع‪ ،‬تش ِّ ّجع عمليّة‬ ‫ي وترويج العمليّة ونتائجها على نطا ٍ‬ ‫قائم على المشاركة في التقييم الذات ّ‬ ‫منهج ٍ‬
‫ٍ‬ ‫‪ .2‬بتطبيق‬
‫ي إطالق عمليّة تفكير‬ ‫حوارا بين المؤسسات وتعاونًا فيما بينها وتس ِّ ّهل عمليّة التقييم الذات ّ‬ ‫ً‬ ‫مراجعة تنفيذ التّفاقيّة‬
‫وتأ ُّمل وطنيّة فيما بين األطراف المعنيّين‬
‫ي لمكافحة الفساد‪ ،‬وماهيّة القوانين واإلمكانات المؤسسيّة‬ ‫ي الوطن ّ‬ ‫‪ .3‬بشأن كيفيّة تنظيم اإلطار القانوني‪ ،‬والمؤّ سس ّ‬
‫التي ينبغي تعزيزها‪ ،‬وما إذا كان هناك حاجة إلى مساعدات إ ضافيّة‪.‬‬
‫ت تفصيليّةً يمكن أن يستخدموها في وضع استراتيجية‬ ‫ت وتحليال ٍ‬ ‫ي لراسمي ال سياسة معلوما ٍ‬ ‫‪ .4‬يوفّر التقييم الذات ّ‬
‫ي ٍ ومسؤوليات محدّدة من أجل تنفيذ إجراءا ٍ‬
‫ت‬ ‫خطة عمل‪ ،‬في إطار جدو ٍل زمن ّ‬ ‫وطنيّة لمكافحة الفساد وتنفيذ ّ‬
‫تصحيحيّة‪.‬‬
‫معيارا للحكومات المتتالية ولألطراف المعنيّين لقياس التقدّم المحرز على‬ ‫ً‬ ‫‪ .5‬ومن ثَم‪ ،‬يكون التقييم مفيدًا باعتباره‬
‫ي أيًضا معيارا أساسيًّا يبني عليه المصلحون الحكوميُّون اصالحاتهم لمكافحة‬ ‫مر الوقت وتقدّم نتائج التقييم الذات ّ‬ ‫ِّ ّ‬
‫الفساد‪.‬‬
‫وفيما يلي نستعرض تجارب عدد من الدول في مجال التقييمات الذاتيّة لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬وكما‬
‫يلي‪:13‬‬
‫نتائج دراسة الحالة‬ ‫الدولة‬

‫ي ٍ لقياس مدى التزامها بمكافحة الفساد‬ ‫وتطوع ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ي ٍ شام ٍل‬‫‪ .1‬في عام‪ 2006‬كانت إندونيسيا أول دول ٍة تُجري عمليّة تقييم ذات ّ‬
‫في إطار تطبيق اتفاقيّة مكافحة الفساد وخالفًا لمعظم الدول األطراف‪ ،‬بدأت إندونيسيا عمليّة تحليل الثغرات قبل‬
‫التصديق على االتّفاقيّة ولم يكن لدى إندونيسيا إرشادات رسميّة بشأن هذه العمليّة‪ ،‬ومن ثَم وضعت المنهجيّة الخاصة‬
‫بها‪ ،‬ورغم أن هذه المنهجيّة لم تكن بمث ِّل شموليّة القائمة المرجعيّة التي وضعها مؤتمر الدول األطراف في االتفاقيّة‬
‫ومحتوى مماثلين وخدمت البلد جيّ ًدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحقًا‪ ،‬كانت الجداول المستخدمة ذات مقص ٍد‬
‫‪ .2‬فوضت الهيئة اإلندونيسيّة للقضاء على الفساد )‪ (KPK‬فريقًا من األكاديميّين اإلندونيسيّين والخبراء األجانب إلجراء‬
‫ي مسؤوال عن عمليّة‬ ‫ي وكان فريق الخبراء المحلّ ّ‬ ‫بدعم من المؤسسة األلمانيّة للتعاون التقن ّ‬
‫ٍ‬ ‫عمليّة تحليل الثغرات‬
‫األوليّة بشأن القوانين والمؤسسات والعمليّات ذات الصلة وتحليلها‪.‬‬ ‫تجميع المعلومات ّ‬
‫ت واسعة النطاق مع‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ .3‬بعد ذلك اشترك في تحليل هذه النتائج الخبراء المحليّون واألجانب‪ ،‬واستكمِّ لت من خالل مشاورا ٍ‬ ‫اندونيسيا‬
‫ي‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬وأساتذة الجامعات‪.‬‬ ‫األجهزة الحكوميّة الرئيسيّة واألطراف الفاعلة ذات الصلة من المجتمع المدن ّ‬
‫التزام واسع النطاق تجاه النتائج والتوصيات‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .4‬عُقدت ورشة عمل ختاميّة تض ّم مختلف األطراف المعنيّين لتولي ِّد‬
‫الرئيسيّة والتحقُّق من قيامه في الواقع‪ ،‬ويُعزى استخدام هذه العمليّة الشاملة بشكل كبير إلى أن الدولة من تلقاء نفسها‬
‫أخذت على عاتقها بدرجة كبيرة مسؤولية إجراء عمليّة تحليل الثغرات وقد حظيت هذه العمليّة بقبول واسع النطاق‪.‬‬
‫‪ .5‬أتاحت النتائج التي تم الحصول عليها من تحليل الثغرات لألطراف المعنيّين فه ًما شامالً لنقاط الضعف والثغرات‬
‫ي يُم ّكِّنهم من مكافحة الفساد‪ ،‬وأعطتهم فكرة ً عا ّمةً عن مستوى‬ ‫ي اإلندونيس ّ‬ ‫ي والدستور ّ‬
‫الرئيسيّة في اإلطار القانون ّ‬
‫التزام الدولة بوج ٍه عا ٍ ّم بالمعايير التي وضعتها اتفاقيّة مكافحة الفساد ومن ثَم‪ ،‬إلى جانب نتائج عمليّة التقييم الذات ّ‬
‫ي‬
‫التجريبيّة وعمليّة مراجعة النظراء التي شاركت فيها إندونيسيا في الفترة من ‪ 2007‬إلى ‪ ، 2009‬وفّرت هذه النتائج‬
‫أساسا رائ ًعا إلندونيسيا للمشاركة في آليّة االستعراض الرسميّة الخاصة باتفاقيّة مكافحة الفساد‪ ،‬وفي ‪ 2010‬نُشرت‬

‫‪ 13‬األمم المتحدة‪ ،‬الدليل اإلرشادي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 38‬من ‪46‬‬


‫طلع جميع األطراف المعنيّين على‬ ‫ي ومن ثَم‪ ،‬ا ّ‬ ‫ي والدول ّ‬ ‫ق واسع على المستويين المحلّ ّ‬ ‫نتائج تحليل الثغرات على نطا ٍ‬
‫ي بصورةٍ ف ّعال ٍة على التوصيات وجهود إندونيسيا لتنفيذ االتفاقيّة‪ ،‬وفي النهاية أدّت الجهود‬ ‫ي والدول ّ‬ ‫المستوى الوطن ّ‬
‫الرائدة التي بذلت في مراجعة االلتزام باتفاقيّة مكافحة الفساد إلى جعل دو ٍل أخرى تبذل جهودًا مماثلةً‪ ،‬ومن ثَم‪،‬‬
‫تكونت شبكة من الدول ذات التوجُّه المجانِّس تتبادل بشك ٍل منتظم خبراتها في هذه المسائل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ي‪ ،‬تظهر أه ّميّة تحليل الثغرات من خالل أثرها البعيد المدى في اإلطار الوطني لمكافحة الفساد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫المح‬ ‫المستوى‬ ‫على‬ ‫‪.6‬‬
‫مصدرا مه ًّما للمعلومات عند وضع‬ ‫ً‬ ‫في إندونيسيا وفي الواقع‪ ،‬كانت نتائج تحليل الثغرات في عام ‪2006‬‬
‫أخيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫االستراتيجية الوطنيّة لمكافحة الفساد للفترة ‪ 2010 2015‬والتي تم االنتهاء من إعدادها‬
‫‪ .7‬مثلما يحدث في تحليل الثغرات‪ ،‬ظهرت في إندونيسيا االستراتيجية الوطنيّة للقضاء على الفساد نتيجةً لعمليّة‬
‫ي‪ ،‬ومن ث َ ّم استطاعت حشد مشارك ٍة وطنيّ ٍة واسعة‬ ‫ي وغير الحكوم ّ‬ ‫ت واسعة النطاق عبر القطاعين الحكوم ّ‬ ‫مشاورا ٍ‬
‫النطاق لتنفيذها وتشجيع التعاون فيما بين مختلف األجهزة واألطراف المعنيّين‪.‬‬
‫ط عم ٍل تفصيليّةً إلى ح ٍ ّد ما‪ ،‬ومهالً زمنيّةً‪ ،‬ومسؤوليات أساسيّة‪ ،‬وأهدافًا مطلوبًا تحقيقُها‪،‬‬ ‫‪ .٨‬تتض ّمن االستراتيجية خط َ‬
‫كما تضع آليّةً شاملةً للمراقبة‪.‬‬
‫‪ .9‬سيسهم تنفيذ االستراتيجية الوطنيّة للقضاء على الفساد بشكل مباشر‪ ،‬على مدار األعوام التالية‪ ،‬في المزيد من تعزيز‬
‫ي لمكافحة الفساد فضالً عن‬ ‫ي والمؤسس ّ‬ ‫التزام إندونيسيا باتفاقيّة مكافحة الفساد‪ ،‬ومن ثَم‪ ،‬تعزيز اإلطار العا ّم القانون ّ‬
‫ذلك‪ ،‬تسير عمليّة االستراتيجية الوطنيّة للقضاء على الفساد على نهج ترتيب فصول اتِّّفاقيّة مكافحة الفساد‪ ،‬وستكون‬
‫إندونيسيا قادرة ً على قياس مدى نجاحها بشكل مباشر في تنفيذ االستراتيجية والعكس بالعكس‪.‬‬
‫مدعوم محلّيًّا لفهم‪ ،‬ومراجعة‪ ،‬وتنفيذ اتفاقيّة مكافحة الفساد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يٍ‬
‫َشارك ّ‬‫منهج ت ُ‬
‫ٍ‬ ‫‪ .10‬تظهر تجربة إندونيسيا أنه مع وجود‬
‫ي‪ ،‬ومن ثَم‪ ،‬تحسين جودة إصالحات مكافحة الفساد الوطنيّة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫يمكن تعزيز تطبيق المعايير الدوليّة على المستوى المحل ّ‬
‫وتركيزها‪ ،‬وفاعليّتها وتنسيقها‪.‬‬
‫يٍ‬
‫‪ .1‬بد أت هيئة مكافحة الفساد الكينيّة‪ ،‬في‪ ، 2006 / 2007‬باعتبارها الجهة القائدة المحدّدة لهذا الغرض‪ ،‬بتحلي ٍل أ ّول ّ‬
‫للثغرات على أساس أن العمليّة بر ّمتها ستت ّم على مستوى الهيئة نفسها ‪.‬ث ّم ص ّممت على االكتفاء بمراجعة االتّفاقيّة‪،‬‬
‫وتحديد الموا ّد التي ينبغي تنفيذها‪ ،‬ومن ثَم التوصية بالقوانين التي يجب س ّنها لتنفيذ هذه الموا ّد والحال أنّها في سياق‬
‫أن اإلجابة عن األسئلة التي تطرحها بعض الموا ّد وبخاص ٍة في الفصل الثاني تتطلّب معلوما ٍ‬
‫ت‬ ‫هذه العمليّة تبيّن لها ّ‬
‫ي للمحاسبات‪ ،‬وهيئة المشتريات والتعاقدات العا ّمة‪ ،‬ومجلس‬ ‫ت أخرى مثل المكتب الوطن ّ‬ ‫يق ّدِّمها مسؤولون من مؤسسا ٍ‬
‫ي‪ ،‬والقطاع الخاص ‪.‬وفي عام‪ ، 2007‬أجرت أيضا وزارة العدل والشؤون الدستوريّة‬ ‫الخدمة المدنية‪ ،‬والمجتمع المدن ّ‬
‫ّ‬
‫بنفسها عمليّة تحليل الثغرات في تنفيذ اتفاقيّة مكافحة الفساد‪ ،‬وتوصلت إلى االستنتاج نفسه‪.‬‬
‫وقررتا إنشاء لجنة مراقبة تتألف من‬ ‫‪ .2‬في أيلول‪/‬سبتمبر‪ ، 2007‬اتّفقت الهيئة والوزارة على توحيد جهودهما ‪ّ .‬‬
‫ي ثم اتّفقتا على أن تقود هيئة مكافحة‬ ‫المؤسستين إضافةً إلى وزارة الشؤون الخارجيّة والمؤسسة األلمانيّة للتعاون التقن ّ‬
‫الفساد الفريق الذي يُجري عمليّة تحليل الثغرات‪ ،‬بينما تتولّى الوزارة مسؤولية مراقبة تنفيذ تقرير تحليل الثغرات‪.‬‬
‫قررت لجنة المراقبة ضرورة تشكيل لجنة تقنيّة لبلورة تقرير تحليل الثغرات وكتابته ولتحديد المسؤوليات المطلوب ِّة‬ ‫‪ّ .3‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مشاركتها في اللجنة التقنيّة‪ ،‬استعرضت لجنة الرقابة موا ّد االتفاقيّة واتفقت على نقطتين في هذه المرحلة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫كينيا‬
‫متفرغ في اللجنة التقنيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫▪ دعوة بعض المؤسسات للمشاركة بشكل‬
‫ًّ‬
‫▪ دعوة مؤسسات أخرى لتقديم االستشارات كال بحسب اختصاصه‪.‬‬
‫ت المختارةَ لترشيح الخبراء المناسبين للمشاركة في اللجنة التقنيّة‪.‬‬ ‫‪ .4‬دعت الهيئة المؤسسا ِّ‬
‫قررت لجنة المراقبة استخدام نموذج دولة إندونيسيا ورأت أيضا أن العمليّة تتطلب مشاركة مستشارين من الخارج‬ ‫‪ّ .5‬‬
‫ي معهد بازل إلدارة الحكم لهذا‬ ‫للتعليق على مختلف المراحل إلثراء العمليّة فعينت المؤسسة األلمانيّة للتعاون التقن ّ‬
‫الغرض‪.‬‬
‫ق بنا ًء على تخصصات المشاركين وتم‬ ‫فر ٍ‬
‫‪ .6‬عند بدء المه ّمة‪ ،‬وجدت لجنة المراقبة ضرورة تقسيم اللجنة التقنيّة إلى َ‬
‫تشكيل فرق من الخبراء وفق فصول االتّفاقيّة‪.‬‬
‫‪ .7‬بعد االنتهاء من المسودّة األولى من التقرير‪ ،‬تم إرسالها إلى معهد بازل للتعليق وتبادلت اللجنة التقنيّة اآلراء المبدئيّة‬
‫تشاوريّة منفصلة عقدت مع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫ي كما نوقشت المسودّة األولى في اجتماعا ٍ‬ ‫مؤتمر هاتف ّ‬
‫ٍ‬ ‫مع المعهد من خالل عقد‬
‫ي‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والسلطة القضائيّة ونتج من هذه المشاورات إدخال بعض التغييرات والتعديالت‬ ‫المجتمع المدن ّ‬
‫على التقرير‪ ،‬بما في ذلك عمود جديد في ثغرات اإلنفاذ والتطبيق‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 39‬من ‪46‬‬


‫ي لجمع‬‫مستشارا محلّيًّا من المجتمع المدن ّ‬
‫ً‬ ‫نظر متضاربةً‪ ،‬عيّنت لجنة المراقبة‬ ‫ت ٍ‬ ‫ي وجها ِّ‬ ‫‪ .٨‬وإذ قدّم المجتمع المدن ّ‬
‫ظمات‬‫ت من ّ‬ ‫ي ومساعدتها على اتّخاذ مواقف متّفَ ٍ‬
‫ق عليها ما س ّهل ُم ْدخَال ِّ‬ ‫ظمات المجتمع المدن ّ‬ ‫وجهات النظر من من ّ‬
‫ي في العمليّة‪.‬‬ ‫المجتمع المدن ّ‬
‫ي‪،‬‬‫‪ .9‬بعد ذلك تم توزيع الم‪ ù‬سودّة المنقّحة على شريح ٍة عريضة من األطراف المعنيّين في الحكومة‪ ،‬والمجتمع المدن ّ‬
‫والمؤسسات الدينيّة‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والجامعيّين وبعد تلقّي التعليقات عرضت اللجنة التقنيّة التقرير المنقّح على‬
‫األطراف المعنيّين بمرور الوقت‪ ،‬اختفت بعض الثغرات بينما ظهرت ثغرات أخرى فقامت اللجنة التقنيّة بتحديث‬
‫ي‪.‬‬ ‫ططٍ تطبيق ّ‬‫التقرير بحيث يعكس هذه التغييرات واقتراحات األطراف المعنيّن‪ ،‬بما فيها إضافةُ مخ ّ‬
‫محر ٍر لتصحيح األخطاء اللغويّة وتوحيد األسلوب‪ ،‬فقد تناولت مختلف فصول التقرير‬ ‫قررت لجنة المراقبة تعيين ِّ ّ‬ ‫‪ّ .10‬‬
‫المحرر على اللجنة التقنيّة للتأكد من أن المعنى األصلي لم‬ ‫ّ‬ ‫فرق مختلفة اعتمدت أساليب متفاوتة‪ ،‬وع ُِّرض التقرير‬
‫طة التنفيذ عام ‪ 2009‬وعُرضا على مؤتمر الدول‬ ‫وأخيرا نُشر تقرير تحليل الثغرات وخ ّ‬‫ً‬ ‫يطرأ عليه أي تغيير‬
‫األطراف في االتّفاقيّة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬احلكومة االلكرتونية‪:‬‬
‫يمثل التحول نحو الحكومة االلكترونية أهمية بالغة في مفاهيم اإلصالح اإلداري ومكافحة الفساد‪ ،‬والتي تعني التخلي عن‬
‫األشكال التقليدية للخدمات العمومية نحو البديل االفتراضي في ظل العصر الرقمي ‪ ،‬وفق مقولة اتصل وال تتنقل ‪ ،‬ففي‬
‫معناها البسيط الحكومة االلكترونية ‪ ،‬تمثل قدرة اإلدارات الحكومية مركزية كانت أو محلية في تسيير المعامالت‬
‫الكترونيا متخذة أشكال ثالث ‪:‬من الحكومة إلى الحكومة ‪ ،‬من الحكومة إلى المواطن ‪ ،‬من الحكومة إلى رجال األعمال‬
‫‪ ،‬وهدفها من ذلك هو نشر اكبر قدر من ‪ ،‬الشفافية ‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬المساءلة ‪ ،‬سرعة االستجابة ‪ ،‬والتي تمثل بدورها‬
‫تجسيدا لمرتكزات الحكم الراشد المحلي وتعزيز فعالية مكافحة الفساد‪ ،‬ومن الجدير ذكره أن هنالك العديد من الدول ما‬
‫تزال تسير في عملية تحويل مسارها لتتبنى مفهوم الحكومة اإللكترونية بصورته الكلية‪ ،‬وفيما يلي نستعرض عدد من‬
‫تجارب الدول في هذا المجال‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التطور التارخيي للحكومة اإللكرتونية‪:‬‬


‫ظهرت الفكرة األولى للحكومة اإللكترونية في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪1935‬م عندما أثيرت مسألة جدول‬
‫الرواتب حال نفوذ قانون الضمان اإلجتماعي‪ ،‬و كان موضوع هذه المشكلة يتمحور حول كيفية إصدار أرقام الضمان‬
‫االجتماعي لـ ‪26‬ـ مليون عامل أمريكي‪ ،‬هذا األمر تطلب مساحة لحفظ الوثائق تقدر ب ‪ 26‬ألف قدم مربع‪ ،‬حيث ال يوجد‬
‫أي مبنى في مدينة واشنطن يمكنه استيعاب هذا الكم الهائل من الـأوراق سوا ًء من حيث الوزن أو المساحة‪ ،‬هذا ما جعل‬
‫الدولة تلجأ إلى مصانع شركة كوكا كوال في مدينة ‪ BALTIMORE‬لحفظ األوراق‪ ،‬و في نفس العام قامت وزيرة‬
‫العمل األمريكية ‪ Frances Perkins‬باستشارة مساعدها األول في الحاسوب الذي أنتجته شركة ‪ IBM‬األمريكية‬
‫خصيصا لهذه الغاية‪ ،‬و في بداية الخمسينات من القرن الماضي عملت مؤسسة الضمان االجتماعي في الواليات المتحدة‬
‫على إنشاء أول حاسوب معد لخدمة أغراضها العملية‪ ،‬وفي شهر أوت من عام ‪1955‬م استلمت المؤسسة أول مبرمج‬
‫للقيام بخدمات متعددة‪ ،‬أهمها استالم االشتراكات أطلق عليه اسم ‪ The IBM705‬وهو أول حاسوب قام بتغطية نشاط‬
‫الحفظ و تقديم خدمات الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وفي بداية الستينات برزت معالم التطور في أجهزة الحاسوب إلى أن وصلت إلى تطورات ضخمة في أوساط الثمانينات‪،‬‬
‫عندها ظهرت القرى اإللكترونية والتي تتمثل في ربط القرى البعيدة بالمركز‪ ،‬وقد كانت أول تجربة في الدانمارك‪،14‬‬

‫‪ 14‬سوسن زهير المهتدي‪ ،‬تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 40‬من ‪46‬‬


‫وقد تبنت الواليات المتحدة األمريكية هذه التجربة سنة ‪19٨9‬م في مشروع قرية مانشستر بهدف ترقية ومتابعة مختلف‬
‫التطورات سواء ا كانت ثقافية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬وقد بدأت فعال في تنفيذ هذا المشروع سنة ‪1991‬م‪ ،‬وقد عقد مؤتمر‬
‫األكواخ البعدية سنة ‪1992‬م وذلك لمتابعة هذه المشاريع‪،15‬‬
‫و في نهاية التسعي نات تجددت الفكرة في بعض الدول‪ ،‬و تقدمت في ذلك تقدما كبيرا‪ ،‬و كان الشكل العام هو التوصل إلى‬
‫صيغة إلكترونية تسمح بتقديم خدمات متنوعة في القطاع اإلداري‪ ،‬حيث ارتفع مستعملو الشبكة من ‪ 95‬مليون مستعمل‬
‫عام ‪199٨‬م إلى ‪ 350‬مليون مستعمل عام ‪2003‬م‪ ،‬ولذلك تسابقت الدول على جميع المستويات اإلقليمية‪ ،‬العالمية و‬
‫الدولية لبناء نماذج الحكومة اإللكترونية‪ ،‬والتي تركت أثارا واسعة على مضمون و أشكال تقديم الخدمة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تبسيط االجراءات و القوانين التي تحكم تقديم الخدمة الحكومية‪ ،‬و السرعة التي تقدم بها الخدمة‪.16‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التجارب التطبيقية للحكومة االلكرتونية‪:‬‬

‫أولً‪ :‬يمكن تصنيف الدول التي طبقت الحكومة اللكترونية الى مجموعتان هما‪:‬‬
‫الدول ذات البنية التقنية غري املتكاملة‬ ‫الدول ذات البنية التقنية املتكاملة‬
‫ومن أمثلة هذه الدول الهند التي وفقت عام ‪1998‬في عدة وليات‬ ‫وتضم دول مثل الوليات المتحدة واليابان التي تعتبر أول دولة في‬
‫منها تطوير تقنية المعلومات وحتى أصبحت بنغالور الهندية مركز‬ ‫العالم تتبنى توجها ً نوعيا ً فاعالً في تقنية المعلومات يترأسها عام‬
‫نشطا في مجال البتكار وقد باشرت األردن عام ‪ 2001‬من قبل هذا‬ ‫‪ 1972‬وقد تم استثمار بليون دولر في مشاريع معلوماتية‪ ،‬أما‬
‫المشروع ومصر عام ‪ 1998‬ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫فرنسا فقد قامت بوضع خطة وطنية لتقنية المعلومات عام ‪1978‬‬
‫والجزائر‪.‬‬ ‫تهدف إلى دخول فرنسا إلى المجتمع المعلوماتي حيث صرفت‬
‫الحكومة أكثر من ‪ 95‬مليار فرنك فرنسي بين عامي(‪،)2000-98‬‬
‫ويدخل ضمن هذه الدول استراليا وكندا وأوروبا الغربية وكوريا‬
‫الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة وفي العالم العربي هناك إمارة‬
‫دبي التي خطت خطوات كبيرة في هذا المجال‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬بعض التجارب العربية‪:‬‬
‫دشنت التجربة عام ‪ 2002‬وهي تجربة رائدة على مستوى العالم العربي وقد وضعت اإلمارة نوعين من األهداف‪:‬‬
‫األهداف بعيدة المدى‬ ‫أهداف قريبة المدى‬
‫توفير عدد أكبر من الخدمات عبر النترنيت‪.‬‬ ‫✓‬ ‫✓ تهيئة البنية التحتية الفنية الالزمة لتشغيل الخدمات‬
‫توفير الخدمات اللكترونية عبر قنوات جديدة كالهواتف‬ ‫✓‬ ‫اللكترونية‪.‬‬
‫واألجهزة النقالة‪.‬‬ ‫✓ توفير عدد من خدمات الدائرة اللكترونية الخاصة ألفراد‬ ‫اإلمارات‬
‫التركيز المستمر على تحسين اإلجراءات والنظم‬ ‫✓‬ ‫والمؤسسات غير شبكة النترنيت‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫الداخلية المساندة للخدمات اللكترونية‪.‬‬ ‫✓ انجاز المعامالت بشكل سريع ودقيق وتقليل عدد زيارات‬ ‫المتحدة‪ /‬دبي‬
‫العمل على توعية وتهيئة العمالء والموظفين ودفعهم‬ ‫✓‬ ‫المستفيدين‪.‬‬
‫نحو الستفادة من الخدمات اللكترونية‪.‬‬ ‫✓ تحسين اإلجراءات الداخلية الخاصة بإنجاز المعامالت‪.‬‬
‫ومن الخدمات التي تقدمها الحكومة‪:‬‬
‫‪ .‬الجواز اللكتروني (رقم سري للعميل)‪.‬‬

‫‪ 15‬موفق حديد محمد‪ ،‬إدارة األعمال الحكومية ‪.2002‬‬


‫‪ 16‬سوسن زهير المهتدي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 17‬حسن الشيخ‪ ،‬الحكومة االلكترونية في دول الخليج‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 41‬من ‪46‬‬


‫‪ .‬الدفع اللكتروني‪ ،‬أو الخصم من حساب في البنك‪.‬‬
‫‪ .‬التوظيف اللكتروني والتعرف على فرص العمل المتوفرة والستفادة منها‪.‬‬
‫‪ .‬خدمات الدوائر الحكومية مثل إصدار وتجديد التراخيص والشهادات المنشأ وخدمة صحة التوقيع‪.‬‬
‫‪ .‬إصدار شهادات العضوية في الغرف التجارية والعالمات التجارية‪.‬‬
‫‪ .‬خدمة تسديد القوائم لمختلف الدوائر الحكومية ومخالفات المرور‪.‬‬
‫‪ .‬خدمة اإلقامة والتأشيرات والبطاقات الصحية وملكية السيارات‪.‬‬
‫‪ -‬خدمة امن المساكن خالل الزيارات والسفر‪.‬‬
‫‪ .‬الحجز اللكتروني لالستئجار والتمليك‪.‬‬
‫‪ .‬خدمات الستفسارات – خدمات التسهيالت السياحية‪.‬‬
‫‪ .‬الستعالم عن مراكز التسوق‪.‬‬
‫‪ .‬التعامالت البنكية‪.‬‬
‫كما تقدم البوابة اللكترونية لحكومة دبي العديد من الخدمات والمعلومات لكل من المواطنين والزوار وكذلك‬
‫المستثمرين األجانب‪ ،‬وتتنوع هذه الخدمات بين تقديم طلبات الحصول على تأشيرة دخول إلى أتمام عمليات دفع‬
‫الفواتير والمخالفات المرورية بشكل آلي‪ ،‬إضافة إلى الستعالم عن حركة السير بالطرقات حيث يمكنك النقر على آلة‬
‫التصوير المراقبة لحركة المرور في شارع معين فتالحظ حركة السير في شكل صور تتغير كل عدة ثوان كما تبين‬
‫ذلك الخارطة أدناه‪.‬‬
‫بدأت الحكومة اللكترونية في دولة قطر عام ‪ 2000‬م وتم إنشاء لجمة لختيار خدمة حكومية ليتم تطبيقها‬
‫الكترونيا‪ ،‬وتم ذلك في إطار تعاون أربع جهات (وزارة الخارجية‪ ،‬وبنك قطر الوطني‪ ،‬والمصرف المركزي‪ ،‬والبريد‬
‫العام القطري) ويقوم مبدأ الخدمة على دخول المستخدم للموقع بواسطة كلمة مرور‪ ،‬وقد نجح المشروع خالل ثالث‬
‫سنوات وكان حافزا لالستمرار وتحديا للتطوير وتم اختيار الخدمات التي ستقدم بناء علي عوامل أهمها‪:‬‬ ‫تجربة قطر‬
‫‪ .1‬مدي تأثير هذه الخدمة على المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬عدد المعامالت التي يتم تداولها للخدمة الكترونيا‪.‬‬
‫للحكومة‬
‫‪18‬‬
‫‪ .3‬مدي جاهزية الجهة المقدمة للخدمة الكترونيا‪.‬‬ ‫اللكترونية ‪:‬‬
‫وكانت الخدمات التي يمكن تقديمها هي‪:‬‬
‫‪-1‬خدمات المرور (رخص القيادة‪ ،‬المخالفات المرورية‪ ،‬تسجيل المركبات)‪.‬‬
‫‪-2‬خدمات التأشيرة (تأشيرة الزيارة‪ ،‬تأشيرة العمل‪ ،‬التأشيرة السياحية)‪.‬‬

‫‪ 18‬هشام إبراهيم‪ ،‬الحكومة االلكترونية‬

‫الصفحة ‪ 42‬من ‪46‬‬


‫(النتائج والتوصيات)‬
‫ً‬
‫أوال ‪:‬النتائج‪:‬‬
‫اإلرادة السياسية واملبادرات الفعالة ملكافحة الفساد‪:‬‬ ‫❖‬

‫نحتاج إلى إعادة التفكير في الطريقة التي نكافح بها الفساد واألدوات التي دعمناها لسنوات ليست مجدية‬ ‫‪.1‬‬
‫بالشكل الذي توقعناه منها فهي ال تعمل إال في ظل ظروف اجتماعية معينة لذلك يجب علينا االبتعاد عن‬
‫طا يمكننا تطبيقه في أي مكان‪ ،‬وتكييفها لتناسب مع ظروف كل دولة‬ ‫التفكير في مكافحة الفساد باعتباره مخط ً‬
‫على حده‪.‬‬
‫العالج يتطلب البداية من القدوة وهو اعلي قمة الدولة‪ ،‬وتوفر أراده حقيقية للقضاء على الفساد تبدأ بأراده‬ ‫‪.2‬‬
‫سياسية حقيقية وأفعال متناسقة مع هذه اإلرادة وموازية لها ومتقدمة عليها‪.‬‬
‫أن حجم مشكلة الفساد ومخاطر تشعبها وتفاقمها تستدعي تفعيل آليات لمحاصرة الظاهرة والقضاء على‬ ‫‪.3‬‬
‫تداعياتها السلبية وفق إستراتيجية شاملة واضحة متكاملة بعيدة المدى‪ ،‬وليس إجراءات ظرفية قائمة على التغيير‬
‫الشكلي والتي تكون أقرب إلى إدارة الفساد‪.‬‬
‫إن كانت اتفاقيه األمم المتحدة لمكافحه الفساد قد ألزمت الدول بعدد من اإلجراءات لمكافحه الفساد وتفعيل‬ ‫‪.4‬‬
‫آليات المحاسبة فهي تعترف أن الكفاح ضد الفساد يتطلب عمالً ُمنسقا ً على عدد من الجهات‪.‬‬
‫إن استراتيجية محاربة الفساد تتطلب استخدام وسائل شاملة ومتواصلة ومتنوعة سياسية وقانونية وجماهيرية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إن أي إستراتيجية لمكافحة الفساد ال تأخذ بعين االعتبار األسباب التي أدت إلى نمو وتفشي هذه الظاهرة‬ ‫‪.6‬‬
‫واآلليات التي تساعد على إعادة إنتاجه‪ ،‬لن تكون إستراتيجية ناجحة إذا تتداخل عوامل الفساد‪.‬‬
‫اجملتمعية‪:‬‬ ‫توعية اجلمهور واملشاركة‬ ‫❖‬

‫أن األليات التالية تعتبر من أبرز أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد‪:‬‬
‫‪ .1‬التركيز على البعد األخالقي في محاربة الفساد في قطاعات العمل العام والخاص واألهلي وذلك من خالل‬
‫التركيز على دعوة كل األديان إلى محاربة الفساد بأشكاله المختلفة‪ ،‬وكذلك من خالل قوانين الخدمة المدنية أو‬
‫األنظمة والمواثيق المتعلقة بشرف ممارسة الوظيفة (مدونات السلوك)‪.‬‬
‫‪ .2‬إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات ومنح الحصانة للصحفيين للقيام بدورهم في‬
‫نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها‪.‬‬
‫‪ .3‬تنمية الدور الجماهيري في مكافحة الفساد من خالل برامج التوعية بهذه اآلفة ومخاطرها وتكلفتها الباهظة‬
‫على الوطن والمواطن‪ ،‬وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمعاهد التعليمية والمثقفين في‬
‫محاربة الفساد والقيام بدور التوعية القطاعية والجماهيري‬
‫‪ .4‬أن تزيد من تبادل المعلومات عن برامج التعليم المقدمة لتالميذ المدارس في مجال مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ .5‬النزاهة والمواطنة والحقوق واألخالق المدنية أو" الحياة الطيبة " تشكل جزءا من المناهج الدراسية ويندرج فيها‬
‫منع الفساد‪.‬‬
‫‪ .6‬وضع المناهج التربوية والثقافية عبر وسائل األعالم المختلفة إلنشاء ثقافة النزاهة وحفظ المال العام عن طريق‬
‫استراتيجية طويلة المدى لغرض تحقيق الوالء واالنتماء بين الفرد والدولة حيث إن القانون ليس هو الرادع‬
‫الوحيد للفساد وإنما يجب أن تكون هناك ثقافة النزاهة وحفظ المال العام‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 43‬من ‪46‬‬


‫الذاتية‪:‬‬ ‫التقييمات‬ ‫❖‬

‫شك عامل النجاح األه ّم لالستفادة من أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد‬ ‫‪ .1‬اإلرادة السياسيّة القويّة هي من دون ٍّ‬
‫ي باعتباره أداة ً لإلصالح‪.‬‬ ‫وكذا التقييم الذات ّ‬
‫ي لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد كأداة لجمع المعلومات ال‬ ‫‪ .2‬استخدام القائمة المرجعيّة للتقييم الذات ّ‬
‫ي على سياق كل دولة إ ْذ ال يمكن وضع مقاس‬ ‫غنًى عنها ومع ذلك سيتوقف محور العمليّة وتصميمها النهائ ّ‬
‫واحد يالئم الجميع ومن ثَم‪ ،‬ينبغي مراعاة جميع العوامل مثل وضع الدولة من حيث التصديق على االتّفاقيّة أو‬
‫االنضمام إلى إليها ( كون الدولة موقّعة على االتّفاقيّة أو دولةً طرفًا فيها)‪ ،‬والمطالب اإللزاميّة التي تقتضيها‬
‫ي‪ ،‬واإلطار التشريعي والمؤسسي‪ ،‬و إمكانات‬ ‫آليّة االستعراض‪ ،‬ومستوى تنفيذ االتّفاقيّة‪ ،‬والسياق السياس ّ‬
‫الموارد البشريّة المتوافرة لدى الحكومة‪ ،‬والبيئة االجتماعيّة واالقتصاديّة‪.‬‬
‫ي ينتج أفضل النتائج بسبب اجتماع فريق متكامل ومتعدد التخصصات‪ ،‬يضم‬ ‫‪ .3‬ظهرت التجربة أن التقييم الذات ّ‬
‫ي‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والوسط األكاديمي ومشاركتهم بفاعليّة في‬ ‫العديد من الجهات الحكوميّة‪ ،‬والمجتمع المدن ّ‬
‫عمليّة التقييم‪ ،‬وقد نُ ِّفّ َذ هذا المنهج بنجاح في عد ٍد من الدول‪.‬‬
‫❖ احلكومة االلكرتونية‪:‬‬
‫‪ .1‬تعتبر الحكومة االلكترونية من أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد ونجاح تطبيقات الحكومة االلكترونية بمختلف‬
‫أنواعها يعتمد على مدي ومالءمتها للواقع وفرص تطويرها في اإلدارة لتحقيق فرصة ممكنة لالستثمار الفعال لهذه‬
‫التطبيقات‪.‬‬
‫‪ .2‬وإن مشروع الحكومة االلكترونية بمفهومه وإدارته يمثل ثورة إدارية تنموية لألعمال الحكومية إذ يربط بين‬
‫تكنولوجيا المعلومات وبين مهام ومسئوليات الجهاز الحكومي من خالل إتباع استراتيجيات وسياسات واضحة تأخذ‬
‫باالعتبار المتغيرات في مجال صناعة المعلومات وانعكاس ذلك على األعمال الحكومية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪:‬التوصيات‪:‬‬
‫بنا ًء على النتائج السابقة التي توصلت إليها الدراسة يمكن تقديم عدد من التوصيات وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬أهمية ومحورية توافر الدعم السياسي الحقيقي والمبادرات الفاعلة لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ )2‬استخدام منظومة متكاملة لمحاربة الفساد تتمثل في وضع عقوبات صارمة‪ ،‬ورفع األجور والشفافية وتبسيط‬
‫اإلجراءات وتقديم القدوة الحسنة‪.‬‬
‫‪ )3‬تحديث األنظمة والتشريعات المتعلقة بقضايا الفساد والمساءلة‪ ،‬وتنشيط إجراءات العمل وإعالنها ونشرها عبر‬
‫وسائل األعمال المختلفة‪.‬‬
‫‪ )4‬تفعيل المساءلة واعتماد نظام (من أين لك هذا)‪ ،‬ليخضع له جميع المسؤولين‪ ،‬واإلفصاح عن ممتلكاتهم عند التحاقهم‬
‫بالوظيفة وعند خروجهم منها‪.‬‬
‫‪ )5‬اللجوء الى تطبيق سياسة وقائية ضد الفساد على نطاق واسع إضافة الى الالمركزية فى التنفيذ‪ ،‬مع التأكيد على دور‬
‫األعالم في توجيه الرأى العام نحو المشاركة في مكافحة الفساد وتأمين الضوابط بوسائلها‪.‬‬
‫‪ )6‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لحماية األشخاص الذين يساهمون في كشف الفساد ومكافأتهم‪.‬‬
‫‪ )7‬تفعيل إجراءات التحقيق ومحاكمة المتهمين في قضا الفساد وإعالن العقوبات وتنفيذها عند إثبات إدانتهم‪.‬‬
‫‪ )٨‬بناء نموذج من مؤسسات المجتمع المدني الذي يطبق جميع معايير وقيم النزاهة والشفافية والمساءلة‪ ،‬حتى يتمكن‬
‫من ممارسة دوره في مكافحة الفساد العام‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 44‬من ‪46‬‬


‫‪ )9‬إنشاء مؤسسات أهلية محور عملها مواجهة الفساد‪ ،‬والتشبيك مع المؤسسات األهلية في برامج مشتركة‪.‬‬
‫‪ )10‬تفعيل برامج التوعية الجماهيرية حول الفساد‪.‬‬
‫‪ )11‬تشجيع األفراد والجماعات الذين ال ينتمون إلى القطاع العام‪ ،‬كالﻤﺠتمع المدني والمنظمات غير الحكومية‬
‫والمنظمات الﻤﺠتمعية‪ ،‬على المشاركة في منع الفساد ومكافحته‪ ،‬وتشجيع الدول األطراف على تعزيز قدراتها في‬
‫هذا المضمار‪.‬‬
‫‪ )12‬إيالء عناية خاصة إليجاد فرص إلشراك الشباب في الجهود المبذولة لمنع الفساد‪ ،‬وإلى تشجيع البرامج التعليمية‬
‫التي تغرس مفاهيم ومبادئ النزاهة على مختلف مستويات النظام التعليمي‪.‬‬
‫‪ )13‬وضع عدد من التدابير المقترحة لتعزيز المشاركة وهي‪:‬‬
‫‪ )14‬تعزيز الشفافية في عمليات اتخاذ القرار وتشجيع إسهام الناس فيها‪.‬‬
‫‪ )15‬ضمان تيسُّر حصول الناس فعليا على المعلومات‪.‬‬
‫‪ )16‬القيام بأنشطة إعالمية تسهم في عدم التسامح مع الفساد‪ ،‬وكذلك برامج توعية عامة تشمل المناهج المدرسية‬
‫والجامعية‪.‬‬
‫‪ )17‬احترام وتعزيز وحماية حرية التماس المعلومات المتعلقة بالفساد وتل ِّقّيها ونشرها وتعميمها‪.‬‬
‫‪ )1٨‬ينبغي معرفة الناس بهيئات مكافحة الفساد ذات الصلة‪ ،‬وأن توفر لهم سبل االتصال بتلك الهيئات‪.‬‬
‫‪ )19‬تفعيل دور المدارس والجامعات والمساجد ووسائل اإلعالم في نشر ثقافة الشفافية والمساءلة والنزاهة والحد من‬
‫سرية احتكار المعلومات‪.‬‬
‫الجيدة في مجال تشجيع الصحفيين على اإلبالغ عن‬ ‫‪ )20‬مواصلة الجهود الرامية إلى جمع المعلومات عن الممارسات ِّ‬
‫الفساد بأسلوب مهني مسؤول من خالل إعداد مواد تدريبية للهيئات الحكومية المسؤولة عن اإلعالم وكذلك لكليات‬
‫ومعاهد الصحافة واإلعالم‪ ،‬استنادا إلى األدوات التقنية المعدة لتشجيع اإلبالغ عن الفساد‪.‬‬
‫‪ )21‬ضرورة زيادة تبادل المعلومات عن برامج التعليم المقدمة لتالميذ المدارس في مجال مكافحة الفساد‪.‬‬
‫إصالح على المدى الطويل لمكافحة الفساد وقد ينتج عنها‬ ‫ٍ‬ ‫ي هو الخطوة األولى في عمليّة‬ ‫‪ )22‬أن يكون التقييم الذات ّ‬
‫وضع استراتيجية وطنيّة شاملة لمكافحة الفساد وتنفيذ ّ‬
‫خطة عمل‪.‬‬
‫ي لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد يتوجب مراعاة‪:‬‬ ‫‪ )23‬عند الشروع بالتقييم الذات ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫أ) مالءمة توقيت التقييم الذات ّ‬
‫ب) تحديد المجاالت التي ينبغي العمل عليها‬
‫ي‬
‫قدر عا ٍل من الكفاءة‪ ،‬والخبرة‪ ،‬والتدريب يمكنه إجراء عمليّة التقييم الذات ّ‬ ‫ج) تشكيل فريق من المتخصصين على ٍ‬
‫بفاعليّة‪ ،‬ألمر مهم من أجل إجراء تحلي ٍل شامل ويوصى بتحديد الخبراء الحكوميّين وغير الحكوميّين المناسبين‬
‫ي ويمكن فريقَ الخبراء التقنييّن االستفادة أيضا من الخبرات‬ ‫ي وقيادة العمل اليوم ّ‬ ‫لتوجيه عمليّة التقييم الذات ّ‬
‫الدوليّة في أثناء العمليّة حسب الحاجة‪.‬‬
‫‪ )24‬تطبيق الحكومة اإللكترونية لتعزيز الشفافية والمساءلة وتقديم الخدمة عن بعد‪ ،‬وتمكين منظمات المجتمع المدني‬
‫ووسائل اإلعالم من االطالع على ما يتخذ من سياسات وتشريعات‪.‬‬
‫‪ )25‬ضرورة مواجهة التحدي في التعامل مع التطبيقات الخاصة باإلدارة االلكترونية من خالل نشر الوعي والفكر‬
‫االلكتروني ودعم التوجه نحو التعليم االلكتروني وأتمته المعامالت الحكومية بصورة أكبر وأوسع‪.‬‬

‫‪،،،‬انتهى‪،،‬‬

‫الصفحة ‪ 45‬من ‪46‬‬


‫المصادر والمراجع‬

‫املصادر واملراجع‬ ‫م‬

‫أبو حمود‪ ،‬حسن‪ ،‬الفساد ومنعكساته االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪.)2002( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابو دية أحمد‪ ،‬الفساد ‪:‬اسبابه وطرق مكافحته‪ ،‬منشورات االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة أمان‪. 2004،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الحراحشة‪ ،‬عبد المجيد ‪ ،‬مكافحة الفساد اإلداري في القطاع الحكومي األردني‪ ،‬رسالة ماجستير علوم في اإلدارة العامة مقدمة إلى‬ ‫‪3‬‬
‫مجلس كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪-‬جامعة اليرموك‪ ،‬أربد‪( ،‬غير منشورة) (‪.)2003‬‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬الشفافية والمساءلة في القطاع الحكومي في بلدان عربية مختارة‪ :‬سياسات وممارسات‪ ،‬المكتب اإلقليمي للبلدان‬
‫العربية‪ ،‬نيويورك‪.)4002( ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫الشهابي أنعام وداغر منقذ‪"،‬العوامل المؤثرة في الفساد اإلداري" المجلة العربية لإلدارة ‪.‬العدد ‪. 2‬ديسمبر ‪0002‬م‪ ،‬المنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية ‪:‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫أبو شيخه‪ ،‬نادر أحمد‪ ،‬الفساد في الحكومة تقرير الندوة اإلقليمية التي عقدتها دائرة التعاون الفني للتنمية ومركز التنمية االجتماعية‬
‫والشؤون اإلنسانية باألمم المتحدة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪:‬عمان‪0991 ،‬م‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫عبد الهادي أحمد محمد‪ ،‬االنحراف اإلداري في الدول النامية‪ ،‬مركز اإلسكندرية‪1997 ،‬م‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬وثائق مؤتمر الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد المنعقد في فينا بتاريخ ‪1٨‬أغسطس ‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪٨‬‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬الدليل اإلرشادي لتقييمات الذاتيّة لتنفيذ اتفاقيّة األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬أكتوبر ‪2010‬م‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫دليل شفافية المالية العامة الصادر عن البنك الدولي ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫عبد الكريم قندوز‪ ،‬بومدين نورين‪ ،‬الشفافية والمساءلة كمدخلين للحكم الراشد للحد من ظاهرة الفساد‪ ،‬مداخلة مقدمة في فعاليات‬ ‫‪11‬‬
‫الملتقى الوطني الثالث حول‪ :‬سبل التطبيق‪.‬‬
‫سوسن زهير المهتدي‪ ،‬تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬ ‫‪12‬‬

‫موفق حديد محمد‪ ،‬إدارة األعمال الحكومية‪ :‬النظريات‪ ،‬العمليات والموارد‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬ ‫‪13‬‬

‫حسن الشيخ‪ ،‬الحكومة االلكترونية في دول الخليج‪ ،‬مكتبة الوفاء‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫هشام إبراهيم‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مركز الخبرات المهنية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫سرى صيام‪ ،‬الجهود الدولية و العربية في مكافحة الفساد‪ ،‬مجلة التشريع‪ ،‬أكتوبر ‪ ، 2004‬العدد الثالث‪،‬‬ ‫‪16‬‬

‫عبد القادر محمد قحطان‪ ،‬الجهود العربية في مكافحة الفساد‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الجزء‬ ‫‪17‬‬
‫الثاني‪ ،‬الرياض‪. 2003،‬‬
‫مجموعة مؤلفين‪ «،‬نظام النزاهة العربي في مواجهة الفساد )كتاب المرجعية( اصدار منظمة الشفافية الدولية والمركز اللبناني‬ ‫‪1٨‬‬
‫للدراسات‪ ،‬سنة‪. 2009‬‬
‫غزوان رفيق عويد‪ «،‬دراسة إحصائية تحليلية لمؤشر مدركات الفساد مع اإلشارة الى حالة العراق »بحث منشور في المؤتمر‬ ‫‪19‬‬
‫العلمي السنوي السابع لهيئة النزاهة‪. 2014‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬المادة ‪ 13‬توعية الجمهور‪ ،‬وال سيما إشراك األطفال والشباب في أنشطة مكافحة الفساد ودور‬ ‫‪20‬‬
‫وسائط اإلعالم واإلنترنت‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 46‬من ‪46‬‬

You might also like