You are on page 1of 224

‫انجــًهـــــىسيــح انجـــــــــضائـــــشيــــــح انذيـــــــــًقــــشاطيــــــح انـــــشعــثيـح‬

‫وصاسج انتـــــــعهيــــــــى انعـــــــــاني وانثـــــــحث انعــــــــهًي‬


‫جــــــايــعح فـــــشحــــــاخ عـثـــــــاط‪ -‬سطـيـــف ‪- 1‬‬
‫كهيح انعهىو االقتصاديح وانتجاسيح وعهىو انتسييش‬
‫قســــــى انعـــهــــىو االقتصــــــاديــــــح‬
‫يـــــزكـــــشج‬
‫يقذيح ضًٍ يتطهثاخ َيم شهادج انًاجستيش في انعهىو االقتصاديح‬
‫تخصص‪ :‬اقتصادياخ انتأييٍ‬

‫انًـــــىضــــــــىع‪:‬‬

‫دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى‬


‫درااة الة المجمم الججااري عادة التأمين‬

‫إششاف األستار‪:‬‬ ‫يٍ إعذاد انطانثح‪:‬‬


‫د‪ .‬تىسغذج حسيٍ‬ ‫صبـــــــاس آيال‬

‫أعضــــــاء نجـــــــُح انًُـــــــاقـــــــشح‪:‬‬

‫سئيسا‬ ‫جايعح سطيف _‪_1‬‬ ‫أستــــــــــــار‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬يهياَي حكيى‬


‫يششفا ويقشسا‬ ‫جايعح سطيف _‪_1‬‬ ‫أستار يحاضش قسى أ‬ ‫د‪ .‬تىسغذج حسيٍ‬
‫يُاقشا‬ ‫جايعح سطيف _‪_1‬‬ ‫أستار يحاضش قسى أ‬ ‫د‪ .‬انعاية عثذ انشحًاٌ‬
‫يُاقشا‬ ‫جايعح سطيف _‪_1‬‬ ‫أستار يحاضش قسى أ‬ ‫د‪ .‬عثذ انشصاق فىصي‬

‫انسُـــــــــــح انجــــــايــــــعيــــــح‪2014-2013:‬‬
‫كلمات شكر‪:‬‬
‫لك الحمد و الشكر يا رب العالمين‬

‫أن ىديت قمبي و نورت دربي و أليمتني جميل الصبر ألتم ىذا العمل‬

‫فمك الحمد و الشكر و الثناء الحسن أنت كما أثنيت عمى نفسك يا رب‬

‫و دائما ىي سطور الشكر و الثناء تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة‪ ،‬ربما دوما نشعر‬
‫بقصورىا و عدم إيفائيا حق من نيديو ىذه األسطر‬

‫و لكن من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل‬

‫شكري الخاص و الخالص ألستاذي و مأطري "حسين بورغدة" الذي كان يتابع بإىتمام‬
‫عممي و لم يبخل عمي بتوجيياتو و نصائحو التي إستفدت منيا أيما إستفادة‬

‫كما أتوجو بشكري الجزيل إلى األستاذ الفاضل "حسين السيد" الذي لو اله لما أكممت ىذا‬
‫العمل فمك جزيل الشكر يا أستاذي و يا والدي ىكذا كما أردتني أن أسميك‬

‫شكر خاص أبعث بو لألستاذ "عبورة كريم " الذي بحق يعد مثال لمتواضع و العطاء معا‬

‫فرغم انشغاالتو الكثيرة بحكم منصبو في و ازرة المالية لكنو لم يبخل عمي بشئ فشك ار و ألف‬
‫ألف شكر لك أستاذ‬

‫كما أتقدم بشكري لألستاذ "أولمان عبد المجيد" و كل إطارات الشركة المركزية إلعادة التأمين‬
‫الذين منحونا كل التسييالت و ذلموا كل العقبات و أصبح المستحيل ممكنا لنتم ىذا العمل‬
‫فمكم مني جميل الشكر‬

‫أما أكبر تحية و شكر معطرة بنسائم الحب فيي لجوىرتي "لفتاحة سعاد" ألقول ليا شك ار و‬
‫مميار شكر لك يا رفيقة دربي عمى صبرك و عمى تعاونك و إىتمامك‬

‫و في الختام أشكر كل من ساىم من بعيد أو قريب في إنجاز ىذا العمل المتواضع‬


‫إىداء‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم والصالة والسالم عمى رسول اهلل األمين‬

‫سقينا‬
‫أىدي ثمرة جيدي و خالصة عممي إلى من كانا األصل و المنبت‪ ،‬إلى النيرين المذين ُ‬
‫بمائيما‪ ،‬إلى أغمى من في الوجود وأنفس َموجود ‪،‬إلى األب الذي ضحا من أجمنا بوقتو‬
‫وجيده ومالو و إلى األم التي صبرت واصطبرت وبقيت الميالي الطوال ساىدة ترعانا وتتعيدنا‬
‫بالحب والعطف وتشد أزرنا بأغمى النصائح وأجمل الدعوات‬

‫إلى من أردت أن يشيد معي ىذا اليوم و يشاركني فرحة النجاح و لكن مشيئة اهلل كانت‬
‫أقوى إلى روح خالي الطاىرة رجاح عبد القادر‬

‫إلى من كانوا لي سندا و معينا و تابعوا مسيرتي بإىتمام إلى إخوتي وأخواتي كل بإسمو‬

‫إلى حبيب الروح وفأل الخير و موطن الفرح و السرور إلى الكتكوت هشام تقي الدين‬

‫إلى براعم العائمة تسنيم‪ ،‬عبد المؤمن‪ ،‬عبد الرؤوف‪،‬أحمد خليل‬

‫إلى األخوال و األعمام و الخاالت و العمات كل بإسمو‬

‫إلى األستاذين الفاضمين جابي مصطفى و عطوي خير الدين‬

‫إلى كل زمالئي وزميالتي و عمى رأسيم لفتاحة سعاد‬

‫والى كل حامل قمم يبغي رفع لواء ىاتو األمة ويسعى إلى رقييا‬

‫والى كل من ىم في ذاكرتي و لم تسعيم مذكرتي‬


‫مقدمة‬
‫المقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫ادلنشآت وكل ما يراد التأمني عليو‪،‬‬ ‫يلعب التأمني دورا ىاما يف اجملتمعات احلديثة كونو يوفر احلماية لألفراد و‬
‫حيث خيلق نوعا من الراحة والطمأنينة من جهة ويساعد يف دفع عجلة النمو ودعم خطط التنمية من جهة‬
‫أخرى ‪،‬إذ أصبح التأمني يعد واحد من اآلليات اليت يعتمد عليها يف إدارة ادلخاطر حيث يعمل على محاية الثروات‬
‫و ادلمتلكات من اخلسائر الناشئة عن حتقق األخطار احملتملة احلدوث وذلك بتوزيع ىذه اخلسائر على رلموع‬
‫األفراد الذين قبلوا التأمني من ىتو ادلخاطر‪ ،‬وبالتايل فإن التأمني يقلل من حالة عدم التأكد ادلوجودة لدى ادلؤمن‬
‫ذلم وذلك عن طريق نقل عبئ ىتو األخطار إىل ادلؤمن لو‪.‬ذلذا تدرج شركات التأمني وقطاع التأمني بصفة عامة‬
‫ضمن زلاور وسلططات التنمية ‪.‬‬

‫وحىت تتمكن شركات التأمني من القيام بالدور ادلنوط هبا وأن تكون يف مستوى تطلعات عمالئها بتحملها‬
‫وجب عليها أن تواكب‬ ‫للمسؤولية ادللقاة على عاتقها وادلتمثلة يف تبعات رلمل األخطار اليت قبلت تأمينها‪،‬‬
‫وتتماشى والسرعة اذلائلة اليت تصاحب إنشاء ادلشروعات و الذي بدوره يصاحبو زيادة األخطار من جهة وظهور‬
‫أخطار جديدة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫فكان لزاما على شركات التأمني إما أن ترفض التأمني على األخطار العالية القيمة وبالتايل ىذا األسلوب لن‬
‫يصمد أمام منافسة السوق أو أهنا تلجأ لوسائل أخرى أكثر فعالية‪ ،‬فبدأت البحث عن اآلليات اليت دتكنها من‬
‫تغطية األخطار ادلعروضة عليها‪ ،‬فكانت بداية بظهور شركات إعادة التأمني اليت كانت متنفسا لشركات التأمني‬
‫من خالل دتكينها من حتمل جزء من األخطار ادلكتتب فيها و حتويل اجلزء ادلتبقي إىل شركات أخرى أكثر كفاءة‬
‫وقدرة مالية ‪ ،‬إذ تعد عملية إعادة التأمني من أىم الوسائل اليت حتقق استقرارا يف قطاع التأمني وتساعد يف تطويره‬
‫وتدعم نشاط شركات التأمني من خالل احلفاظ على سالمتها واستقرارىا ادلايل‪.‬‬

‫ومع استمرار ظهور األخطار العالية القيمة واليت من ادلمكن أن ينجم عنها خسائر فادحة كما ىو احلال يف‬
‫أخطار الكوارث الطبيعية أو أخطار ا لتكنولوجية‪ ،‬دعت احلاجة لظهور طريقة أخرى إلعادة التأمني عن طريق‬
‫اجملمعات لزيادة تفتيت األخطار وتوزيعها على أكرب عدد شلكن من الشركات ىذا من جهة وزيادة للقدرة‬
‫اإلستعابية من جهة أخرى ألعضاء اجملمعة‪.‬‬

‫‌أ‬
‫المقدمة‬

‫لذلك فإن دراسة األمهية اليت تنطوي عليها عملية إعادة التأمني بصفة عامة واجملمعات بصفة خاصة سواء‬
‫بالنسبة للمؤمن ذلم أو لشركات التأمني خاصة ‪،‬أمر يف غاية األمهية‪.‬‬

‫من ىنا مت طرح التساؤل التايل‪:‬‬

‫ما هو الدور الذي تلعبه مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى ؟‬

‫وتندرج ضمن ىذه اإلشكالية التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ما ادلقصود بإعادة التأمني وما ىي تقنياتو وفيما تكمن أمهيتو؟‬


‫‪ ‬ماذا نعين باخلطر الكبري يف لغة التأمني؟ و ما ىي أنواعو؟‬
‫‪ ‬كيف تقوم شركات التأمني بتغطية ىذه لألخطار الكربى؟‬
‫‪ ‬كيف تسهم رلمعات إعادة التأمني يف التخفيف من حدة األخطار الكربى؟‬
‫ما ىي إسهاماتو يف تغطية ىذا‬ ‫‪ ‬يف ظل امتالك اجلزائر جملمع إلعادة تأمني ادلسؤولية ادلدنية العشرية‬
‫اخلطر؟‬

‫ولإلجابة على ىذه التساؤالت مت اقًتاح الفرضيات التالية ‪:‬‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة التأمني عبارة عن وسيلة يعتمد عليها ادلؤمن ادلباشر لتفادي اخلسائر ادلالية الضخمة اليت ديكن أن‬

‫تًتتب عند حتقق اخلطر ادلؤمن منو؛‬

‫‪ ‬األخطار الكربى ىي تلك األخطار اليت ال ختضع لقانون األعداد الكبرية وتكون نتائجها خسائر فادحة‬
‫يف ادلمتلكات و األرواح‪ .‬و تنقسم ىذه األخطار إىل أخطار طبيعية و أخرى تكنولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬نظرا جلسامة ىتو األخطار و فداحة نتائجها تتم تعبئة القدرات االستيعابية لشركات التأمني يف رلمعات‬

‫للتأمني و أخرى إلعادة التأمني لضمان تغطيتها‪.‬‬

‫‪ ‬تقوم رلمعات إعادة التأمني بإعطاء انتشار أفضل لألخطار الكربى‪.‬‬

‫‌ب‬
‫المقدمة‬

‫‪ ‬اجملمع اجلزائري إلعادة تأمني ادلسؤولية العشرية أعطى دفعا لشركات التأمني اجلزائرية من خالل تنظيم ىذا‬

‫الفرع‪ ،‬و زيادة القدرة اإلكتتابية للشركات األعضاء فيو‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫يعود اختيارنا ذلذا ادلوضوع بالذات دون غريه من ادلواضيع لعدة أسباب منها نوع التخصص و ادليول الشخصي‬

‫للبحث و التوسع أكثر يف موضوع إعادة التأمني‪ ،‬والوقوف على مدى مسامهتو يف إحداث االستقرار ادلايل الذي‬

‫يعد اكرب حتدي يواجو شركات التأمني‪ ،‬وكذالك نظرا لقلة الدراسات اليت تناولت قطاع التأمني بصفة عامة وإعادة‬

‫التأمني بصفة خاصة حبيث يعاين ىذا القطاع نقصا ملحوظا فيما يتعلق بالبحوث العلمية اخلاصة وادلتخصصة‬

‫على مستوى الدراسات العليا‪ .‬و زلاولة منا للوصول إىل طرح وأبعاد جديدة دلوضوع الدراسة‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أمهية ىذا البحث من خالل زلاولة إظهار الدور الذي تلعبو عملية إعادة التأمني‪ ،‬وىذا نظرا لألمهية البالغة‬

‫اليت تكتسي قطاع التأمني بصفة عامة بإعتباره أحد زلركات االقتصاد والنمو على حد سواء‪ ،‬كما يعمل ىذا‬

‫وذلك بادلسامهة يف تدعيم نشاط شركات‬ ‫البحث على إبراز أمهية الدور الذي تلعبو رلمعات إعادة التأمني ‪،‬‬

‫التأمني واحلفاظ على استقرارىا و تقوية مركزىا ادلايل وزيادة لقدرهتا االكتتابية ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬معرفة تقنية إعادة التأمني نظرا دلا تلعبو من دور ضمن الصناعة التأمينية ؛‬
‫‪ ‬زلاولة فهم طريقة إعادة التأمني عن طريق اجملمعات ؛‬
‫‪ ‬معرفة أنواع رلمعات إعادة التأمني؛‬
‫‪ ‬معرفة بعض األخطار الكربى ادلغطاة عن طريق ىذه اجملمعات؛‬

‫‌ج‬
‫المقدمة‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫لإلجابة على رلمل األسئلة ادلطروحة‪ ،‬سنعتمد على ادلنهج الوصفي و التحليلي من خالل إظهار سلتلف اجلوانب‬

‫ادلتعلقة بإعادة التأمني‪ .‬وكذا اجملمعات اخلاصة بو واألخطار ادلغطاة من طرف ىذه اجملمعات‪.‬‬

‫كما سنستخدم األدوات ادلتمثلة يف‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب‪ ،‬األحباث‪ ،‬الدراسات‪ ،‬الرسائل العلمية‪ ،‬الدوريات و النشرات اليت ذلا عالقة بادلوضوع‪.‬‬

‫‪ ‬التقارير ادلنشورة يف الصحف و اجملالت و ادلواقع اإللكًتونية اليت ذلا صلة بادلوضوع‪.‬‬

‫هيكل الدراسة‪:‬‬

‫لإلدلام بكافة جوانب ادلوضوع ولإلجابة على التساؤالت السابقة ارتأينا أن تكون دراستنا على النحو التايل‬

‫الجانب النظري ‪:‬‬

‫مت تقسيمو إىل فصلني‪:‬‬

‫‪ ‬حيث سنتناول يف الفصل األول بالتفصيل عملية إعادة التأمني‪ ،‬و نبني فيو سلتلف ادلفاىيم واحملاور اليت‬

‫تنطوي ضمن ىتو التقنية بالذات‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثاين سنربز فيو رلمعات إعادة التأمني ونتناول فيو أىم األخطار الكربى ادلغطاة من طرف ىذه‬

‫اجملمعات ‪.‬‬

‫اإلطار التطبيقي ‪:‬‬

‫زلاولة إسقاط الدراسة النظرية على أرض الواقع من خالل دراسة ميدانية‪.‬‬

‫‌د‬
‫المقدمة‬

‫الكلمات المفتاحية ‪:‬‬

‫إعادة التأمني‪ :‬عملية فنية يقوم مبوجبها ادلؤمن ادلباشر بتأمني جزء من ادلخاطر اليت تعهد بتأمينها عند مؤمن آخر‬
‫‪1‬‬
‫خوفا من عجزه عن تعويضها‬

‫اجملمعة ‪ :‬ىي منظمة يقوم فيها عدد من ادلؤمنني بالتعاون مع بعضهم لتوزيع عبئ اخلسائر الغري عادية الناجتة عن‬
‫األخطار اليت تقع يف اختصاصها‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫دراسة عبد اهلل زلمد الزبيدي "دور إعادة التأمين في دعم الصناعة األردنية" (‪:)2003‬‬

‫تناول ىذا البحث دور إعادة التأمني يف دعم صناعة التأمني األردنية‪ .‬حيث سلط الضوء على الدور اذلام الذي‬
‫يلعبو إعادة التأمني يف دعم سوق التأمني األردين وتشجيعو‪ ،‬من خالل الفوائد الكبرية اليت حيققها لشركات التأمني‬
‫على ضلو يضمن بقاءىا واستمرارىا‪ .‬كما بني ىذا البحث السلبيات اليت تنجم عن زيادة عمليات إعادة التأمني‬
‫لصاحل الشركات األجنبية‪ ،‬وكيفية التوفيق بني احلاجة ادلاسة إلعادة التأمني من جهة وبني احلد من ادلخاطر اليت‬
‫تًتتب على زيادتو على مستوى األسواق األجنبية من جهة ثانية‪،‬وأخريا طرح فكرة إنشاء شركة إعادة تأمني أردنية‬
‫ومدى جدوى ذلك يف ظل ظروف السوق األردنية‪.‬‬

‫دراسة‪:‬‬

‫‪Peter ZIMMERLI, catastrophes naturelles et réassurance, publications de swiss re, Suisse,‬‬


‫‪2003 :‬‬

‫تطرقت ىذه الدراسة إىل خطر الكوارث الطبيعية من خالل زلاولة عرض مفهوم ىذا اخلطر‪ ،‬و كذا ما يضمو من‬
‫أخطار فرعية أمهها الفياضانات‪ ،‬األعاصري ‪ ،‬احلريق‪ ،‬خطر الزالزل‪ .‬كما ختللت الدراسة بعض األمثلة عن ىاتو‬
‫األخطار ‪ ،‬كما تناولت الدراسة سلتلف األساليب الكمية ادلستخدمة من قبل شركات التأمني و إعادة التأمني يف‬
‫تقييم األخطار الطبيعية‪ ،‬و من أىم النتائج ادلتوصل إليها من قبل ىذه الدراسة أنو على معيدي التامني خاصة‬
‫الدوليني منهم توفري تشكيلة متنوعة من التغطيات دلثل ىذا النوع من ادلخاطر بالنظر إىل مردودية سلتلف األسواق‬
‫الناشطني فيها‪ ،‬و كذا العمل على تشكيل زلفظة متنوعة دلخاطر الكوارث الطبيعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمحد سامل ملحم ‪ ،‬إعادة التأمني وتطبيقاهتا يف شركات التأمني اإلسالمي‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،2005،‬ص‪109‬‬

‫‌ه‬
‫المقدمة‬

‫دراسة‪:‬‬

‫‪Adlane HAFFAR et Lubica HIKKEROVA, Gestion et titrisation des risques de‬‬


‫‪catastrophe naturelle par les options, working paper series, IPAG business school, France,‬‬
‫‪2014 :‬‬

‫تناولت ىذه الدراسة إشكالية تغطية أخطار الكوارث الطبيعية‪ ،‬من خالل زلاولتها إ جياد أساليب حديثة إلدارة‬
‫ىذا النوع من ادلخاطر يف شركات التأمني دون اللجوء إىل عملية إعادة التأمني التقليدي‪ ،‬وىذا من خالل‬
‫استخدام التوريق و ادلشتقات ادلالية شلثلة بعقود اخليارات‪ ،‬و من أىم النتائج اليت توصلت ذلا ىذه الدراسة ‪ :‬أن‬
‫من أىداف التأمني ضمان احلماية للممتلكات‪ ،‬و بتحقيق ىذا اذلدف يتحقق ىدف آخر أال و ىو ضمان‬
‫استمرار النشاط االقتصادي مبا فيو النسيج الصناعي الذي يعترب حسب ىذه الدراسة األكثر تأثرا بالكوارث‬
‫الطبيعية‪ ،‬و يتم استخدام التوريق و ادلشتقات ادلالية يف احلد و التعامل مع ىذه ادلخاطر من خالل قيام شركة‬
‫التأمني بشراء خيار على مؤشر الكارثية « ‪ » options sur indice de sinistralité‬و الذي يعترب أحد‬
‫ادلنتجات ادلشتقة‪ ،‬الذي يأخذ بعني االعتبار النسبة بني ادلطالبات ادلسددة و األقساط احملصلة لفرع الكوارث‬
‫الطبيعية لشركة التأمني يف فًتة زلددة‪ ،‬مث اختاذ إسًتاتيجية التحوط ادلثلى‪ .‬و من أىم التوصيات ادلقًتحة من قبل‬
‫ىذه الدراسة العودلة ادلالية من خالل إنشاء سوق مايل إقليمي (أوروبا‪ ،‬الشرق األوسط ومشال أفريقيا) لتعزيز تنمية‬
‫تطبيق ادلشتقات ادلالية يف رلال التأمني و ضمان التغطية ادلالية للمشاريع اإلسًتاتيجية ذلذه ادلناطق هبدف حتقيق‬
‫التنمية ادلستدامة‪.‬‬

‫موقع الدراسة من الدراسات السابقة‪:‬‬

‫صلد أن غالبية ىذه الدراسات تناولت موضوع إعادة التأمني من عدة نواحي كالتايل‪:‬‬

‫إذ صلد دراسة عبد اهلل زلمد الزبيدي ركزت على إبراز دور إعادة التأمني يف تدعيم سوق التأمني األردين‪ ،‬من‬
‫خالل ما يوفره ىذا النشاط من أمان لشركات التأمني ادلباشر األمر الذي حيفز ىذه األخرية على الزيادة يف طاقاهتا‬
‫االكتتابية‪ ،‬نظرا للدعامة ادلالية الذي يقدمها السوق اخللفي شلثال بشركات إعادة التأمني‪ ،‬و أيضا تركيز الدراسة‬
‫على وجوب احلد من عمليات اإلسناد ادلوجهة لسوق اإلعادة األجنبية من خالل إنشاء شركات إعادة تأمني‬
‫أردنية‪.‬‬

‫‌و‬
‫المقدمة‬

‫و جاءت دراسة ‪ HAFFAR et HIKKEROVA‬للًتكيز على أحد أنواع األخطار الكربى شلثال بأخطار الكوارث‬
‫الطبيعية من خالل طرح الدراسة لفكرة ادلشتقات ادلالية كأداة لتغطية ىذه ادلخاطر ‪ ،‬و زلاولتها العمل على تطوير‬
‫ىذه ادلشتقات باعتبارىا أحد ادلنتجات ادلالية اليت ستساعد شركات التأمني للمضي قدما‪ ،‬دون اللجوء إلعادة‬
‫التأمني أو التأمني ادلشًتك‪.‬‬

‫للتطرق إىل أىم الفروع اليت يضمها خطر الكوارث الطبيعية‪ ،‬و كيفية‬ ‫‪ZIMMERLI‬‬ ‫يف حني خصصت دراسة‬
‫تقييم ىذا النوع من األخطار على مستوى شركات التأمني و إعادة التأمني مع الًتكيز على جانب معيدي‬
‫التأمني‪ ،‬من خالل كيفية حساب األقساط و سلتلف سبل اإلسناد ادلستخدمة يف ىذا اجملال‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ديكن القول أن مجيع ىاتو الدراسات تناولت إعادة التأمني من عدة جوانب كما بينا سابقا‪.‬‬

‫و لكن تعترب ىذه الدراسة ىي األوىل اليت تطرقت إىل موضوع رلمعات إعادة التأمني و األخطار الكربى بنوعيها‬
‫الطبيعية و التكنولوجية ىذا من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى زللية الدراسة فالدراسات السابقة مت إجراءىا يف بيئات‬
‫عربية و أخرى غربية لتكون دراستنا أول دراسة تناولت ادلوضوع و كان رلال دراستها اجلزائر‪ ،‬و أخريا من حيث‬
‫النتائج‪ :‬ففي حني ركزت بعض نتائج الدراسات السابقة على دور إعادة التأمني و بعضها اآلخر على كيفية تغطية‬
‫األخطار الكربى من خالل إعادة التأمني أو من خالل ادلشتقات ادلالية‪ ،‬إال أن نتائج دراستنا ركزت على نوع‬
‫آخر من األخطار شلثال بادلسؤولية العشرية و كيفية تغطيتها باستخدام رلمعات إعادة التأمني كحل أمثل مقارنة‬
‫بادلشتقات ادلالية اليت تواجو أخطار تقلبات األسواق ادلالية‪.‬‬

‫‌ز‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعترب صناعة التأمني من أىم الركائز اليت يستند عليها اقتصاد أي دولة ذلك أن ا لتطور االقتصادي‬
‫الكبري الذي يشهده العامل وما رافقو من استثمارات ضخمة يف خمتلف امليادين ‪ ،‬أوجد أمهية بالغة هلذه‬
‫‪،‬حيث تساىم يف تنمية اقتصاديات‬ ‫الصناعة ملا توفره من محاية لألفراد و املشروعات على حد سواء‬
‫الدول و ذلك بزيادة الناتج القومي هلا و كذا تحقيق الرفاه االجتماعي لشعوبوا‪ ،‬ما خيلق االستقرار الالزم‬
‫لوا سواء كان ىذا االستقرار على الصعيد االقتصادي أو االجتماعي أو كليهما معاً‪.‬‬
‫وكي تتمكن شركات التأمني االضطالع مبهامها و توفري تغطية تأمينية تكون يف مستوى التطلعات‬
‫وجب عليها البحث عن اآلليات اليت متكنها من اكتساب سعة أو باألحرى قدرة إكتتابية مهما تعددت‬
‫األخطار و مهما كان حجمها ‪ ،‬فكان من أبرز اآلليات و أمهها بل أن شركات التأمني مهما كان‬
‫حجمها ال تستغين عن ىذه اآللية أال وىي إعادة التأمني على عمليات التأمني املباشر اليت تقوم شركات‬
‫التأمني باالكتتاب فيها‪ ،‬والذي لواله الضطرت ىذه الشركات حصر نشاطها وعملياهتا التأمينية يف‬
‫نطاق ضيق جدا‪.‬‬
‫و ىذا ىو حمور فصلنا األول والذي سنتطرق فيو إىل ما يلي‪:‬‬

‫فكمبحث أول قمنا بتقدمي حملة شاملة عن التأمني من مفهوم و مبادئ و خصائص و كذا التقسيمات‬
‫املختلفة لو‪ ،‬مث تناولنا إعادة التأمني بالتطرق إىل تاريخ نشأتو و الوظائف املختلفة اليت يضطلع هبا وكذا‬
‫اخلصائص املختلفة لعقد اإلعادة ‪ ،‬وأما املبحث الثاين فقد مت ختصيصو ملعرفة خمتلف الطرق و الصور اليت‬
‫يتم هبا إسناد وقبول عمليات إعادة التأمني باإلضافة إىل أىم أسواق اإلعادة العاملية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم أساسية حول التأمين و إعادة التأمين‬


‫يعترب التأمُت وإعادة التأمُت أحد األنشطة ا‪٠‬تدمية اليت تعرف تطورا و انتشــارا كبَتين‪ ،‬نظرا لأل‪٫‬تية البالغة اليت‬
‫تكتسيها ا‪٠‬تدمة التأمينية‪ ،‬إذ ال تقتصر فقط على توفَت التغطية التأمينية للعمالء‪ ،‬بل تعود منافعها على اجملتمع‬
‫ككــل سواء على ا‪١‬تستوى االقتصادي أو االجتماعي ‪ ،‬كما تأخذ أبعادا كبَتة سواء على ا‪١‬تستوى احمللي أو‬
‫اإلقليمي و كذا الدورل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التأمين‬
‫إن فكرة التأمُت من خطر ما ىي إال وليدة ‪ٟ‬تاجة اإلنسان للتعاون مع أخيو اإلنسان ‪١‬تواجهة ىذا ا‪٠‬تطر الذي‬
‫قد ينجم عن ٖتققو خسائر ٯتكن أن تصيب الفرد يف شخصو أو ‪٦‬تتلكاتو أو ذمتو ا‪١‬تالية‪ ،‬وال يستطيع ٖتمل تبعاهتا‬
‫ٔتفرده‪٢ ،‬تذا يعد التأمُت أحد أىم الوسائل إلدارة ها تو ا‪١‬تخاطر و مواجهتها عن طريق توزيع عبئ ا‪٠‬تطر عند ٖتقق‬
‫ا‪٠‬تسارة على أكرب عدد من األشخاص ا‪١‬تعرضُت لنفس ا‪٠‬تطر‪ ،‬ومنو فالتأمُت يعمل على توفَت ا‪ٟ‬تماية لألفراد و‬
‫ا‪١‬تنشئات وكل ما يراد التأمُت عليو من ‪٥‬تتلف األخطار اليت هتددىم وقد تعصف ٔتصا‪ٟ‬تهم‪ .‬و سنحاول يف ىذا‬
‫ا‪١‬تطلب التعرف على مفهوم التأمُت و التطرق ‪١‬تبادئ و خصائص عقد التأمُت لنعرج بعدىا ‪١‬تختلف أقسام التأمُت‬
‫وفروعو لنتناول أ‪٫‬تيتو يف ختام ىذا ا‪١‬تطلب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التأمين‬


‫لقد تعددت التعاريف اليت تناولت التأمُت وىذا لتعدد وجهات النظر‪ ،‬حيث إىتمت كل جهة بدراستو من زاوية‬
‫معينة نذكر منها على سبيل ا‪١‬تثال‪:‬‬
‫أوال‪/‬التعريف القانوني للتأمين ‪ :‬يهتم التعريف القانوين للتأمُت بالنظر إذل عقد التأمُت كوسيلة قانونية يًتتب عليها‬
‫ا‪١‬تؤمن لو‬
‫إلتزامات وتنشأ عنها حقوق للطرفُت ا‪١‬تتعاقدين‪ ،‬حيث يُربز التعريف القانوين للتأمُت العالقة بُت ا‪١‬تؤمن و َ‬
‫و٭تدد إلتزامات كل طرف منهما و ا‪١‬تزايا ا‪١‬تًتتبة على ىذا التعاقد‪ ،‬حيث يعرف على أنو‪:‬‬
‫ا‪١‬تؤْمن لو) أو إذل ا‪١‬تستفيد الذي أشًتط‬
‫ا‪١‬تؤمن) أن يؤدي إذل الطرف الثاين ( َ‬
‫" إتفاق يلتزم ٔتقتضاه الطرف األول ( َ‬
‫التأمُت لصا‪ٟ‬تو‪ ،‬مبلغا من ا‪١‬تال أو إيرادا أو مرتبا أو أي عوض مارل آخر (مبلغ التأمُت) يف حال وقوع ا‪ٟ‬تادث أو‬
‫للمؤِمن"‪.1‬‬
‫ا‪١‬تؤْمن لو َ‬
‫ٖتقق (ا‪٠‬تطر) ا‪١‬تبُت بالعقد وذلك مقابل (قسط) أو أي دفعة مالية أخرى يؤديها َ‬

‫‪ -1‬أسامة عزمي سالمة‪ ،‬نوري موسى شقَتي‪ ،‬إدارة ا‪٠‬تطر و التأمُت‪ ،‬دار ا‪ٟ‬تامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ، 2007،‬ص ‪.78‬‬

‫‪2‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪/‬التعريف االقتصادي للتأمين‪ :‬ولقد عرف دنديل ‪ Dandel‬التأمُت بأنو "وسيلة لتوزيع ا‪٠‬تسائر اليت تلحق‬
‫بالفرد على ‪ٚ‬تاعة من األفراد ‪ ،‬ويهدف لتكوين صندوق خاص يساىم فيو الكثَتون ويعوض منو القليلون الذين‬
‫يصابون ٓتسائر أو أضرار‪ ،‬و يتوقف ‪٧‬تاحو على إختيار قدر كاف من األخطار ا‪١‬تتشاهبة للتأمُت عليها"‪.1‬‬
‫كما عرفو ‪ Williams et Hines‬بأنو "طريقة يتم بواسطتها ٕتميع األخطار ا‪١‬تعرض ‪٢‬تا ‪٣‬تموعة من األشخاص‬
‫أو ا‪١‬تنشآت‪ ،‬عن طريق ٖتصيل اإلشًتاكات (األقساط) اليت تعترب ٔتثابة رأس ا‪١‬تال الذي يدفع منو التعويضات"‪.2‬‬
‫كما يعرفو جورج ر‪٬‬تدا "بأنو توزيع ا‪٠‬تسائر العرضية من خالل نقل األخطار أو ٖتويلها من ا‪١‬ت َؤمن ‪٢‬تم إذل شركات‬
‫ُ‬
‫التأمُت اليت تقبل تعويض مثل ىذه ا‪٠‬تسائر عند ٖتقق تلك األخطار"‪.3‬‬
‫والتعريف التارل يعترب أحد التعاريف الشاملة للتأمُت ألنو يأخذ بعُت االعتبار كافة ا‪ٞ‬توانب وىذا التعريف ىو‬
‫تعريف الفرنسي جوزيف إٯتار الذي يرى بأن‪:‬‬
‫"التأمُت ىو عملية ٔتقتضاىا ٭تصل أحد األطراف (ا‪١‬تستأمن) لصا‪ٟ‬تو أو لصاحل الغَت حالة ٖتقق خطر ما على‬
‫أداء من طرف آخر (ا‪١‬تؤمن) ‪ ،‬الذي يأخذ على عاتقو ‪٣‬تموعة من األخطار يقوم با‪١‬تقاصة بينها وفق قوانُت‬
‫اإلحصاء مقابل أداء من ا‪١‬تستأمن ىو القسط"‪.4‬‬
‫و من خالل ‪ٚ‬تلة التعاريف اليت مت إستعراضها نستخلص أن التأمُت ىو وسيلة لتوزيع عبئ خطر ما على ‪٣‬تموعة‬
‫من األفراد ا‪١‬تعرضُت لنفس ا‪٠‬تطر‪ ،‬شريطة أن تكون ىذه األخطار متشاهبة بالقدر الكايف الذي يضمن التأمُت‬
‫عليها‪ ،‬و ىذا مقابل أقساط يدفعها ا‪١‬تؤمن لو لشركة التأمُت و اليت تتوذل بدورىا تعويضو عن ‪ٚ‬تلة ا‪٠‬تسائر النا‪ٚ‬تة‬
‫عن ٖتقق ا‪٠‬تطر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد التأمين خصائصه و المبادئ التي تحكمه‬


‫ٕتسد العالقة بُت طالب التأمُت و شركة التأمُت بعقد يعد الركيزة األساسية لقيام العملية التأميٍتة ‪ ،‬فهو يعترب الرابط‬
‫القانوين بُت ا‪١‬تؤمن و ا‪١‬تؤمن لو فبدونو ال معٌت للتأمُت‪.‬‬

‫‪ - 1‬شريف ‪٤‬تمد العمري و ‪٤‬تمد ‪٤‬تمد عطا ‪ ،‬االصول العلمية والعملية للخطر والتأمُت‪،2012 ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -2‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر و وليد إ‪ٝ‬تاعيل السيفو‪ ،‬إدارة ا‪٠‬تطر والتأمُت‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪،2009،‬ص‪.94‬‬
‫‪ - 3‬جورج ر‪٬‬تدا‪ ،‬تر‪ٚ‬تة ‪٤‬تمد توفيق البلقيٍت‪ ،‬إبراىيم ‪٤‬تمد‪ ،‬دار ا‪١‬تريخ للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2006‬ص‪.51‬‬
‫‪ -4‬شوقي سيف النصر سيد‪ ،‬األصول العلمية والعملية للخطر و التأمُت‪،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ، 1999، 3‬ص‪.51‬‬

‫‪3‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪/‬تعريف عقد التأمين‪:‬‬


‫"ىو عقد )إتفاق) بُت ا‪١‬تؤمن و ا‪١‬تؤمن لو ‪ ،‬يتعهد فيو ا‪١‬تؤمن بتعويض ا‪١‬تؤمن لو عن األضرار وا‪٠‬تسائر ا‪١‬تغطاة‬
‫ٔتوجب العقد ويكون التعويض عينيا أو ماليا وذلك مقابل قيام ا‪١‬تؤمن لو بدفع قسط التأمُت‪.1‬‬
‫كما يعرف على أنه "إتفاق بُت طرفُت يتعهد الطرف األول ويسمى ا‪١‬تؤمن بتعويض ا‪٠‬تسارة احملققة نتيجة وقوع‬
‫ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو‪ ،‬ىذا التعويض ال يتجاوز ا‪١‬تبلغ ا‪١‬تنصوص عليو يف العقد‪ ،‬ويف ا‪١‬تقابل يقوم ا‪١‬تؤمن لو بدفع أقساط‬
‫لقاء التعويض الذي ٭تصل عليو عند ٖتقق ا‪٠‬تطر‪ ،‬ويكون لصا‪ٟ‬تو أو لصاحل شخص آخر يدعى ا‪١‬تستفيد‪.2‬‬
‫أما حسب قانون التأمُت ا‪ٞ‬تزائري‪ ":‬فعقد التأمُت ىو إتفاق بُت شخصُت و أكثر يهدف إذل إنشاء عالقة قانونية‪،‬‬
‫ا‪١‬تؤمن لو بدفع قسط أو إشًتاك مقابل إلتزام‬
‫وينصب على موضوع أو ‪٤‬تل ‪٤‬تتمل الوقوع (ا‪٠‬تطر)‪ ،‬يلتزم ٔتقتضاه َ‬
‫ا‪١‬تؤمن منو"‪.3‬‬ ‫ِ‬
‫ا‪١‬تؤمن بأداء مبلغ من ا‪١‬تال وقت وقوع ا‪٠‬تطر َ‬
‫من التعاريف سابقة الذكر يظهر لنا توفر األركان( العناصر) التالية يف عقد التأمُت وىي‪:‬‬
‫‪ .1‬المؤمن ‪:‬وىو الطرف األول يف عقد التأمُت‪ ،‬يتعهد بدفع مبلغا من ا‪١‬تال أو إيراد أو أي عوض مارل آخر‬
‫إذل الطرف الثاين( ا‪١‬تؤمن لو ) يف حالة وقوع ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو‪.‬‬
‫‪ .2‬المؤمن له ‪:‬وىو الطرف الثاين يف العقد و ىو طالب التأمُت‪ ،‬و الذي ٯتثل الشخص ا‪١‬تستأمن أو ا‪ٞ‬تهة‬
‫اليت تؤدي إليها شركة التأمُت اإللتزامات ا‪١‬تقابلة إللتزاماتو يف دفع قسط التأمُت ‪ ،‬وٯتكن أن يكون شخصا‬
‫طبيعيا أو اعتباريا‪.‬‬
‫‪ .3‬المستفيد ‪:‬وىو ا‪ٞ‬تهة أو الشخص الذي يستحق مبلغ التعويض عند ٖتقق ا‪٠‬تطر‪ ،‬أي الشخص الذي‬
‫ينص عليو عقد التأمُت بأن يدفع ا‪١‬تؤمن مبلغ التأمُت لو عند وقوع ا‪٠‬تطر‪ ،‬وقد يكون ا‪١‬تؤمن لو يف معظم‬
‫ا‪ٟ‬تاالت أو أي طرف آخر يشًتط عقد التأمُت لصا‪ٟ‬تو‪ ،‬كما ٯتكن أن يكون أحد من ٮتول لو القانون‬
‫التعويض )عائلة ا‪١‬تتوىف مثال يف عقود التأمُت على ا‪ٟ‬تياة(‪.‬‬
‫‪ .4‬مبلغ التأمين ‪:‬وىو ا‪١‬تبلغ الذي يدفعو ا‪١‬تؤمن إذل ا‪١‬تؤمن لو أو ا‪١‬تستفيد حيث ٯتثل ا‪ٟ‬تد األعلى إللتزامو يف‬
‫حالة وقوع ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو‪.‬‬
‫‪ .5‬قسط التأمين ‪:‬و ٯتثل إلتزام ا‪١‬تؤمن لو يف عقد التأمُت و ىو ا‪١‬تبلغ الذي يدفعو للمؤمن لقاء عملية التأمُت‬
‫‪،‬حيث يكون ىذا القسط على دفعة واحدة أو بشكل دوري‪.‬‬

‫‪ -1‬أسامة عزمي سالمة‪ ،‬شقَتي نوري موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز فهمي ىيكل‪ ،‬مبادئ يف التأمُت‪ ،‬دار ا‪ٞ‬تامعية ‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،1987،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ - 3‬جديدي معراج‪ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمُت ا‪ٞ‬تزائري‪ ،‬ديوان ا‪١‬تطبوعات ا‪ٞ‬تامعية‪ ،‬ا‪ٞ‬تزائر‪ ،2000 ،‬ص‪.34-33 :‬‬

‫‪4‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .6‬الشيء أو الشخص موضوع التأمين ‪:‬وىو من يكون معرضا للخطر ا‪١‬تؤمن منو )‪٦‬تتلكات‪ ،‬أشخاص ( وقد‬
‫يكون ا‪١‬تؤمن نفسو )ا‪ٟ‬تياة( ‪.‬‬
‫‪ .7‬الخطر موضوع التأمين ‪:‬وىو ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو ويعترب ‪٤‬تل إلتزام الطرفُت ا‪١‬تؤمن وا‪١‬تؤمن لو‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬المبادئ القانونية لعقد التأمين‪ :‬لعقد التأمُت ‪٣‬تموعة من ا‪١‬تبادئ األساسية ‪٬‬تب مراعاهتا كوهنا ٖتكم‬
‫العالقة بُت أطراف التعاقد يف التأمُت‪ ،‬بدأ من مرحلة التفاوض بُت شركة التأمُت وطالب التأمُت وصوال ‪١‬ترحلة إبرام‬
‫عقد التأمُت وحىت خالل فًتة سريان ه‪ ،‬وىذا مراعاة للحقوق و كذا االلتزامات الواردة فيو وا‪١‬تتعلقة بكل أطر اف‬
‫التعاقد يف التأمُت ‪.1‬و هذا حىت ال ٮترج التأمُت عن الدور االجتماعي النافع الذي يقوم بو كأداة لدرء ا‪٠‬تسارة‬
‫والتخفيف من عبئها ‪ ،‬وتشًتك ‪ٚ‬تيع عقود التأمُت سواء كانت تأمينات األشخاص أو ا‪١‬تمتلكات أو ا‪١‬تسؤولية‬
‫من ا‪١‬تبادئ الثالث‬ ‫ا‪١‬تدنية يف ىذه ا‪١‬تبادئ الست‪،‬بينما تستثٌت تأمينات األشخاص مثل تأمينات ا‪ٟ‬تياة والوفاة‬
‫األخَتة (التعويض‪،‬ا‪١‬تشاركة‪،‬ا‪ٟ‬تلول)‪ .‬وسنعرض ‪ٚ‬تلة ىذه ا‪١‬تبادئ بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫أ ‪/‬مبدأ المصلحة التأمينية ‪ :‬يقصد بو أن يكون للشخص موضوع التأمُت مصلحة مادية مشروعة يف بقاء الشيء‬
‫موضوع التأمُت‪ ،‬أو الشخص ا‪١‬تؤمن عليو على ما ىو عليو و أن ال يلحق بو ضرر يف حالة ٖتقق ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن‬
‫منو‪ٔ ،‬تعٌت آخر أن يكون للمؤمن لو مصلحة مادية و مشروعة يف عدم ٖتقق ا‪٠‬تطر للشيء أو الشخص ا‪١‬تؤمن‬
‫عليو‪ ،‬وأن يًتتب عن ٖتقق ا‪٠‬تطر خسارة مادية تلحق بو‪.‬‬
‫ب ‪ /‬مبدأ منتهي حسن النية‪ :‬يقوم ىذا ا‪١‬تبدأ على أساس أنو ‪٬‬تب على طالب التأمُت أن يقدم إذل شركة التأمُت‬
‫كافة ا‪١‬تعلومات و البيانات و ا‪ٟ‬تقائق ا‪ٞ‬توىرية اليت تتعلق با‪٠‬تطر أو الشيء ا‪١‬تعرض للخطر (الشيء موضوع‬
‫ذل طالب التأمُت ( ا‪١‬تؤمن لو ) أي‬ ‫التأمُت ) والظروف احمليطة بو‪ ،‬كما ‪٬‬تب على شركة التأمُت أال ٗتفي ع‬
‫معلومات جوىرية حول العقد و شروطو واألخطار ا‪١‬تغطاة و ا‪١‬تستثنا ت‪ .‬و ا‪١‬تقصود بالبيانات و ا‪١‬تعلومات و‬
‫ؤثر‬
‫ا‪ٟ‬تقائق ا‪ٞ‬توىرية تلك البيانات اليت تؤثر على قرار شركة التأمُت من حيث قبو‪٢‬تا أو رفضها لطلب التأمُت أو ت‬
‫يف تقديرىا لقيمة قسط التأمُت الواجب دفعو‪.‬‬
‫ج‪ /‬مبدأ السبب القريب‪ :‬يقصد بو أن يكون ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو ىو السبب القريب أو السبب األصلي‬

‫‪ - 1‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر‪.،‬وليد إ‪ٝ‬تاعيل السيفو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫‪5‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أو السبب ا‪١‬تباشر ‪ٟ‬تدوث ا‪٠‬تسارة ‪ٔ،‬تعٌت أن يكون السبب الفع رل الذي بدأت بو سلسلة ا‪ٟ‬توادث و اليت أدت‬
‫يف النهاية إذل وقوع ا‪٠‬تسارة دون تدخل أي مؤثر خارجي غَت السبب األصلي ‪ ،‬وذلك حىت يلتزم ا‪١‬تؤمن (شركة‬
‫التأمُت) بدفع قيمة التعويض أو مبلغ التأمُت‪.1‬‬
‫د ‪ /‬مبدأ التعويض‪:‬يقضي ىذا ادلبدأ بأحقية ا‪١‬تؤمن لو يف ا‪ٟ‬تصول على تعويض يعادل قيمة ا‪٠‬تسارة ا‪١‬تادية الفعلية‬
‫اليت ‪ٟ‬تقت بو بشرط أال يتعدى ذلك مبلغ التأمُت احملدد يف العقد‪ ،‬وىذا ا‪١‬تبدأ ال ينطبق على عقود التأمُت على‬
‫ا‪ٟ‬تياة وذلك إلستحالة تقدير ا‪٠‬تسارة النإتة عن ٖتقق ا‪٠‬تطر ألن حياة الفرد ال تقدر بثمن‪ .‬كما يهدف ىذا‬
‫ا‪١‬تبدأ إذل عدم إثراء ا‪١‬تؤمن لو على حساب التأمُت بل ا‪٢‬تدف فقط ىو تعويضو عن ا‪٠‬تسائر ا‪١‬تادية اليت حدثت‪.‬‬
‫ه ‪ /‬مبدأ المشاركة في التأمين‪ :‬يقضي ىذا ا‪١‬تبدأ أنو إذا قام ا‪١‬تؤمن لو بالتأمُت لدى أكثر من شركة تأمُت على‬
‫‪،‬‬ ‫نفس الشيء ومن نفس ا‪٠‬تطر وخالل نفس ا‪١‬تدة‪ ،‬فإن ا‪١‬تؤمن لو سيحصل على مبلغ التعويض مرة واحدة‬
‫وتشًتك ‪ٚ‬تيع شركات التأمُت يف دفع قيمة التعويض للمؤمن لو عند ٖتقق ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو ‪ ،‬كل شركة حسب‬
‫حصتها يف مبلغ التأمُت ‪ٔ .‬تعٌت أن ىذا ا‪١‬تبدأ ينص على أنو إذا تعددت الوثائق اليت ُتؤِمن على نفس الشيء ومن‬
‫نفس ا‪٠‬تطر وكانت ا‪١‬تصلحة التأمينية واحدة فيها وكانت ‪ٚ‬تيعها سارية ا‪١‬تفعول وقت ٖتقق ا‪٠‬تطر ‪ ،‬فإنو يتم إقتسام‬
‫التعويض ا‪١‬تستحق للمؤمن لو والواجب دفعو بُت شركات التأمُت ا‪١‬تصدرة ‪٢‬تذه الوثائق على أساس نسبة مبلغ‬
‫التأمُت لدى كل منها‪.‬‬
‫و‪/‬مبدأ الحلول في الحقوق‪ :‬و ا‪١‬تقصود بو أنو من حق ا‪١‬تؤمن (شركة التأمُت) أن ٭تل ‪٤‬تل ا‪١‬تؤمن لو يف مباشرة‬
‫كافة ا‪ٟ‬تقوق ا‪١‬تدنية و مقاضاة الغَت ا‪١‬تتسبب يف ا‪ٟ‬تادث و مطالبتو بالتعويض ا‪١‬تناسب ‪ ،‬و ذلك قبل أو بعد سداد‬
‫ا‪١‬تتسبب يف‬ ‫قيمة التعويض ا‪١‬تستحق للمؤمن لو‪ ،‬وال ‪٬‬توز للمؤمن لو أن يتنازل عن حقوقو ا‪١‬تدنية ٕتاه الغَت‬
‫ا‪ٟ‬تادث وال ‪٬‬توز لو التصاحل مع الغَت‪ ،‬و إال أعترب متنازال عن حقو يف التعويض ا‪١‬تطلوب من شركة التأمُت‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬خصائص عقد التأمين‪ :‬يتميز عقد التأمُت ٔتجموعة من ا‪٠‬تصائص‬
‫‪ .1‬التأمين عقد رضائي‪ :‬وىو ذلك العقد الذي يكفي إلنعقاده تراضي طريف العقد وىو العقد الذي يكون فيو‬
‫إ‪٬‬تاب وقبول‪ ،‬وعقد التأمُت ‪٬‬تب أن يكون مثبتا وبوليصة التأمُت ىي الوسيلة إلثبات ىذا العقد‪.2‬‬
‫‪ .2‬التأمين عقد معاوضة‪ :‬عقد التأمُت من عقود ا‪١‬تعاوضة ذلك أن كال من طرفيو يأخذ مقابال ‪١‬تا يعطي‪،‬‬
‫ا‪١‬تؤمن منو‪.3‬‬
‫ا‪١‬تتعاقد يسدد القسط وشركة التأمُت تقدم األمان بتغطية ا‪٠‬تطر َ‬

‫‪ -1‬أسامة عزمي سالمة‪ ،‬شقَتي نوري موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪. 130‬‬
‫‪ -2‬أسامة عزمي سالم وشقَتي نوري موسى‪،‬ا‪١‬ترجع نفسو‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬علي ‪٤‬تمود بدوي‪ ،‬التأمُت دراسة تطبيقية‪ ،‬دار الفكر ا‪ٞ‬تامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.8‬‬

‫‪6‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬التأمين عقد ملزم للجانبين‪ :‬العقد ا‪١‬تلزم ىو العقد الذي ينشأ عنو إلتزامات متقابلة يف ذمة كل من‬
‫ا‪١‬تؤمن لو)‪ ،‬حيث يلتزم‬ ‫ِ‬
‫ا‪١‬تتعاقدين‪ ،‬و يف عقد التأمُت تنشأ كذلك ىذه اإل تلزامات ادلتقابلة بُت طرفيو (ا‪١‬تؤمن و َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو بدفع قسط التأمُت حسب الًتتيب الزمٍت ا‪١‬تتفق عليو عند التعاقد ‪ ،‬وبا‪١‬تقابل يلتزم ِ‬
‫ا‪١‬تؤمن بدفع‬ ‫َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو بدفع األقساط ىو إلتزام‬
‫ا‪١‬تؤمن منو وا‪١‬تبُت يف العقد ‪.‬حيث أن إلتزام َ‬
‫التعويض يف حال وقوع ا‪٠‬تطر َ‬
‫مؤكد بينما إلتزام ا‪١‬تؤمن بدفع التعويض أو مبلغ التأمُت فهو إلتزام غَت مؤكد إ‪٪‬تا ىو أمر إحتمارل قد يقع أو‬
‫ال يقع‪.1‬‬

‫‪ .4‬التأمين من العقود االحتمالية‪ :‬وىو العقد الذي ال يستطيع ُ‬


‫أي من طريف ه ٖتديد ا‪١‬تنفعة اليت سيحصل‬
‫عليها عند التعاقد حيث ال ٯتكن ٖتديدىا إال عند ٖتقق ا‪٠‬تطر‪ ،‬فاحتمال الكسب وا‪٠‬تسارة أمر ‪٤‬تقق لطريف‬
‫عقد التأمُت ‪،‬فإذا دل يتحقق ا‪ٟ‬تادث ٮتسر ا‪١‬تؤمن لو قيمة القسط والذي يرْتو ِ‬
‫ا‪١‬تؤمن دون مقابل‪ ،‬وإذا ٖتقق‬ ‫َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو مبلغا أكرب من القسط الذي إلتزم بدفعو‪.2‬‬ ‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬تادث خسر ا‪١‬تؤمن مبلغ التأمُت وكسب َ‬
‫‪ .5‬التأمين عقد زمني‪:‬و ىو العقد الذي يكون فيو الزمن عنصرا جوىريا حيث يلتزم ِ‬
‫ا‪١‬تؤمن بتحمل تبعة ا‪٠‬تطر‬
‫فا‪١‬تؤمن لو ملتزم بسداد األقساط يف مواعيد ‪٤‬تددة‪.‬و يًتتب على ىذه الصفة أنو إذا مت‬
‫‪١‬تدة ‪٤‬تدودة وكذلك َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو‬
‫فسخ عقد التأمُت بعد سريانو ٔتدة ما فإن أثار ىذا الفسخ ال تكون بأثر رجعي‪ ،‬حيث يتقاضى َ‬
‫جزءا من القسط عن ا‪١‬تدة الباقية من تاريخ الفسخ وحىت هناية مدة التأمُت ا‪١‬تتفق عليها‪ ،‬أما الفًتة من بداية‬
‫سريان العقد حىت تاريخ الفسخ فيستحق عنها القسط للمؤمن وليس بإمكان ا‪١‬تؤمن إسًتداده‪.3‬‬
‫‪ .6‬التأمين من عقود اإلذعان‪:‬عقد اإلذعان ىو العقد الذي يكون فيو طرف قوي ٯتلي شروطو على الطرف‬
‫اآلخر‪ ،‬وحيث أن عقد التأمُت يقوم بإعداده ا‪١‬تؤمن (شركة التأمُت) ويعرضو على ا‪ٞ‬تمهور وال ٯتلك طالب‬
‫التأمُت إال أن ينزل عند الشروط أو أغلبها‪ .‬ولكن التشريعات يف ‪ٚ‬تيع الدول ٖترص على ‪ٛ‬تاية ‪ٚ‬تهور ا‪١‬تؤمن‬
‫‪٢‬تم من أي تعسف ٯتكن أن يلحق هبم نتيجة إستخدام شركات التأمُت للعقود ا‪ٞ‬تاىزة ا‪١‬تعدة سلفا ‪ْ ،‬تيث‬
‫ٖتفظ حق ا‪١‬تؤمن لو من أي تعسف ٯتكن أن يقوم بو ا‪١‬تؤمن نتيجة الستخدامو لنموذج عقد التأمُت الذي‬
‫يقوم بتسويقو‪ ،‬فحرصت التشريعات على جعل الكفة متوازنة بُت ا‪١‬تؤمن وا‪١‬تؤمن لو ّتعل النصوص اليت تنظم‬

‫‪ -1‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر وليد إ‪ٝ‬تاعيل السيفو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،123‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر‪،‬وليد إٯتاعيل السيفو‪،‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪،‬ص‪،124‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -3‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر وليد إ‪ٝ‬تاعيل السيفو ا‪١‬ترجع نفسو‪ ،‬ص‪،124‬بتصرف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫عقود التأمُت تتضمن ‪ٛ‬تاية ا‪١‬تؤمن لو وال ‪٬‬توز ‪٥‬تالفتها ‪ ،‬إال أن يكون ذلك يف مصلحة ا‪١‬تؤمن لو وإذا أتفق‬
‫على ‪٥‬تالفتها ‪١‬تصلحة ا‪١‬تؤمن إفن ىذا اإلتفاق يكون باطال‪.1‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬التقسيمات المختلفة للتأمين‬
‫ىناك العديد من التقسيمات اليت أعتمدت لتصنيف التأمُت وىي ٗتتلف إبختالف ا‪١‬تعيار ا‪١‬تستخدم للتصنيف أو‬
‫باألحرى حسب الزاوية اليت ينظر هبا للتأمُت ‪ ،‬فيمكن تقسيم التأمُت من حيث الغرض من التأمُت أو من حيث‬
‫ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو أو طبقا لنوعية العقد ا‪١‬تربم بُت ا‪١‬تؤمن و ا‪١‬تستأمن‪ .‬وغَتىا من التصنيفات وسنجملها يف ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ /‬التقسيم حسب طبيعة عقد التأمين ‪:‬وطبقا ‪٢‬تذا األساس ٯتكن تقسيم التأمُت إذل نوعُت أساسيُت‪:‬‬
‫‪ .1‬التأمين اإلختياري (الخاص)‪ :‬ويشمل التأمينات اليت يتعاقد عليها الفرد أو ا‪١‬تنشأة ٔتحض اختيارىم‪ ،‬وذلك‬
‫للحاجة ا‪١‬تلحة ‪١‬تثل ىذه التغطية التأمينية ‪ ،‬أي البد من توافر حرية االختيار يف التعاقد بُت شركة التأمُت‬
‫وبُت الفرد أو ا‪١‬تنشأة‪ ،‬و تشمل كافة فروع وأنواع التأمُت مثل تأمُت ا‪ٟ‬توادث وا‪ٟ‬تريق‪ ،‬وا‪١‬تسؤولية ا‪١‬تدنية للغَت‬
‫إجبارية‪ ،‬و يطلق على مثل ىذا التأمُت بالتأمُت االختياري أو التجاري‪ ،‬أو التأمُت ا‪٠‬تاص‪.2‬‬
‫‪ ،‬حيث تُلزم‬ ‫‪ .2‬التأمين اإلجباري‪:‬حيث ال يتوفر ىنا عنصر االختيار بل يكون أساس التعاقد ىو اإلجبار‬
‫الدولة األفراد وأصحاب العمل بالقيام هبذا النوع من التأمُت بدافع ا‪١‬تصلحة العامة و‪ٟ‬تماية الطبقات ذات‬
‫الدخل احملدود وللقضاء على الطبقية يف اجملتمع وإلجراء عدالة يف توزيع الدخول‪ ،‬ومن قبيل ىذا النوع‬
‫التأمينات االجتماعية ا‪١‬تتعلقة بالعجز (كلي أو جزئي) أو ا‪١‬ترض أو الشيخوخة أو الوفاة أو البطالة أو‬
‫إصابات العمل ( التأمُت الصحي ) والتأمُت اإلجباري للسيارات‪.3‬‬
‫ثانيا‪/‬التقسيم من حيث موضوع التأمين و الخطر المؤمن منه‪ :‬بناء على ىذا األساس يكون ‪٤‬تور التقسيم ىنا‬
‫نوع ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو وعليو يتفرع التأمُت إذل ثالث أقسام وىي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأمينات األشخاص‪ :‬يف ىذا النوع من التأمينات يكون ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو يتعلق با‪١‬تؤمن لو‪ ،‬حيث يقوم ىذا‬
‫األخَت بتأمُت نفسو من األخطار اليت هتدد حياتو أو سالمة جسمو أو صحتو أو قدرتو على العمل مثل‬
‫التأمُت على ا‪ٟ‬تياة ‪ ،‬التأمُت من ا‪١‬ترض ‪،‬تأمُتات ا‪ٟ‬توادث الشخصية‪ ،‬التأمُت من البطالة ‪.4‬‬

‫‪ -1‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر‪ ،‬وليد إ‪ٝ‬تاعيل السيفو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪،123‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬حريب ‪٤‬تمد عرفات‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪٥ -3‬تتار ‪٤‬تمود ا‪٢‬تانسي‪ ،‬إبراىيم عبد النيب ‪ٛ‬تودة‪ ،‬مبادئ ا‪٠‬تطر و التأمُت‪ ،‬الدار ا‪ٞ‬تامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪،2001،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز فهمي ىيكل‪ ،‬مبادئ يف التأمُت‪ ،‬الدار ا‪ٞ‬تامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1985 ،‬ص‪.43‬‬

‫‪8‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬تأمينات الممتلكات‪ :‬و ىنا يكون ا‪٠‬تطر متعلق ٔتمتلكات ا‪١‬تؤمن لو أي تأمُت الفرد من األخطار اليت قد‬
‫تصيب ‪٦‬تتلكاتو وتؤدي لتلفها وىالكها‪ ،‬كالتأمُت من ا‪ٟ‬تريق‪ ،‬وكذا التأمُت البحري‪ ،‬التأمُت من السرقة‬
‫باإلضافة إذل تأمُت احملاصيل الزراعية من التقلبات الطبيعية وغَتىا‪.1‬‬
‫‪ .3‬تأمينات المسؤولية المدنية‪ :‬وىي تأمُت ا‪١‬تؤمن لو من رجوع الغَت عليو با‪١‬تسؤولية نتيجة قيامو ٓتطأ ما‬
‫يؤدي إذل إصابتهم وإ‪ٟ‬تاق الضرر هبم‪،‬و ىنا ٖتل شركة التأمُت ‪٤‬تل ا‪١‬تؤمن لو يف دفع قيمة التعويض للغَت‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك تأمُت ا‪١‬تسؤولية ا‪١‬تدنية ألصحاب ا‪١‬تهن ا‪ٟ‬ترة كاألطباء وا‪١‬تقاولُت‪ ،‬تأمينات ا‪١‬تسؤولية ا‪١‬تدنية‬
‫لرب العمل ٕتاه مستخدميو ‪ ،‬تأمُت ا‪١‬تسؤولية ا‪١‬تدنية ألصحاب العقارات‪ ،‬تأمُت مسؤولية سياقة وسائل‬
‫النقل‪.2‬‬
‫ثالثا‪ /‬التقسيم من حيث تحديد الخسائر والتعويض الالزم ‪ :‬طبقا ‪٢‬تذا األساس ٯتكن تقسيم التأمُت إذل نوعُت‬

‫‪ .1‬التأمينات النقدية‪ :‬وتشمل كافة التأمينات اليت يصعب تقدير ا‪٠‬تسارة ا‪١‬تادية النإتة عند ٖتقق ا‪٠‬تطر َ‬
‫ا‪١‬تؤمن‬
‫منه‪ ،‬وذلك لوجود عنصر معنوي يف ىذا النوع من التأمينات‪ ،‬فنظرا لصعوبة قياس ا ألخطار ا‪١‬تعنوية يتفق‬
‫عد تأمُتات‬
‫مقدما على مبلغ التعويض ا‪١‬تستحق عند ٖتقق ا‪٠‬تطر ويتمثل ذلك يف مبلغ التأمُت‪ ،‬وت‬
‫األشخاص بشقيها تأمينات ا‪ٟ‬تياة أو ا‪ٟ‬توادث الشخصية من أبرز التأمينات اليت ينطبق عليها االعتبار‬
‫السابق النعدام الصفة التعويضية ( ا‪ٟ‬تصول على التعويض يعادل قيمة ا‪٠‬تسارة الفعلية )‪ ،‬فمثال ال ٯتكن‬
‫تقدير ا‪ٟ‬تياة اإلنسانية أو أعضاء ا‪ٞ‬تسم البشري ٔتقابل مادي‪.‬‬
‫‪ .2‬تأمينات الخسائر‪ :‬حيث ال يوجد أي صعوبة يف ٖتديد ا‪٠‬تسارة احملققة فهي ٗتضع ‪١‬تتغَتات قابلة للقياس‬
‫الكمي وبذلك ٯتكن ٖتديد مبلغ التأمُت الالزم باستخدام الطرق الرياضية ا‪١‬تتاحة أو ا‪١‬تتطورة‪ ،‬ومن قبيل ىذا‬
‫النوع من تأمينات ا‪٠‬تسائر ما ىو معروف بتأمينات ا‪ٟ‬تريق وا‪ٟ‬توادث والسطو و السرقة وغَت ذلك من‬
‫تأمينات ا‪١‬تمتلكات بتقسيماهتا‪ ،‬وينبغي أن نقول ىنا أن ا‪١‬تبادئ القانونية للتأمُت تسري كلها على ىذا النوع‬
‫من التأمينات ويشًتط أساسا أال يزيد مبلغ التعويض عن قيمة ا‪٠‬تسائر الفعلية احملققة نتيجة وقوع ا‪٠‬تطر‬
‫ا‪١‬تؤمن منو كما ‪٬‬تب دائما الربط بُت مقدار ا‪٠‬تسارة الفعلية والتعويض ا‪١‬تطلوب‪.3‬‬

‫‪ - 1‬عبد العزيز فهمي ىيكل‪:‬ا‪١‬ترجع نفسو‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫‪ - 2‬عبد العزيز فهمي ىيكل‪ :‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز فهمي ىيكل‪ ،‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫‪9‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ /‬التقسيم حسب الغرض من التأمين أو طبقا للطرق المختلفة إلجراء التأمين ‪:‬طبقا لألساس السابق‬
‫يقسم التأمُت إذل ثالث أنواع رئيسية‪:1‬‬
‫‪ .1‬التأمين الخاص أو التجاري‪ :‬ويقوم التأمُت ىنا على أساس ٕتاري أي بغرض ٖتقيق الربح‪ ،‬وعادة ما يقوم‬
‫هبذا النوع من التأمُت شركات التأمُت وىيئات التأمُت باالكتتاب‪ ،‬حيث يتم حساب قسط التأمُت بشكل‬
‫ا‪١‬تؤمن عنو بجانب نسبة إضافية أخرى لتغطية ا‪١‬تصروفات اإلدارية والربح الذي تودف إليو مثل‬
‫يغطي ا‪٠‬تطر َ‬
‫ىذه ا‪٢‬تيئات‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمين التعاوني والتبادلي‪ :‬ويقوم التأمُت ىنا على أساس تعاوين ْتت ومن مث ال يكون الغرض منو ٖتقيق‬
‫الربح‪ ،‬ولكن توفَت التغطية التأمينية لألعضاء بأقل تكلفة ‪٦‬تكنة‪ ،‬وعادة ما يقوم بو ذا النوع من التأمُت‬
‫ىيئات التأمُت التبادرل‪ ،‬وا‪ٞ‬تمعيات التعاونية للتأمُت وصناديق التأمُت ا‪٠‬تاصة‪.‬‬
‫‪ .3‬التأمين االجتماعي‪ :‬ويقوم التأمُت ىنا على أساس أىداف إجتماعية ومن مث ال يهدف ىذا النوع من‬
‫التأمُت إذل الربح و لكن يهدف إذل ‪ٛ‬تاية الطبقات الضعيفة يف ا‪١‬تج٘تع من أخطار يتعرضون ‪٢‬تا وال دخل‬
‫إلرادتوم فيو ا وليس ‪٢‬تم قدرة على ‪ٛ‬تاية أنفسهم منها‪ ،‬وعادة ما يـُ ْفرض ىذا التأمُت إجباريا وغالبا ما تقوم‬
‫بتنفيذه ىيئات حكومية‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬التقسيم من الناحية العملية ‪ :‬حيث يقسم التأمُت إذل‪:‬‬

‫‪ .1‬تأمينات الحياة‪:‬يف ىذا النوع من التأمُت يتعهد ا‪١‬تؤِمن يف مقابل أقساط ‪٤‬تددة يؤديها َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو‪ ،‬بأن يدفع‬
‫ا‪١‬تؤمن لو أو عند بقائو على قيد ا‪ٟ‬تياة بعد مدة معينة أو‬
‫ا‪١‬تؤمن لو أو ا‪١‬تستفيد مبلغا من ا‪١‬تال عند وفاة َ‬
‫إذل َ‬
‫يدفع لو إيرادا مرتبا لفًتة ‪٤‬تددة أو ‪١‬تدى ا‪ٟ‬تياة وذلك حسب ما أُتفق عليو يف العقد‪ ،‬وتنقسم تأمينات ا‪ٟ‬تياة‬
‫إذل ثالث أنواع رئيسية‪ :‬عقود تأمُت حال الوفاة ‪ ،‬عقود تأمُت حال ا‪ٟ‬تياة‪ ،‬عقود التأمُت ا‪١‬تختلطة‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمينات العامة ‪ :‬وتندرج ٖتت ىذا النوع من التأمُت كل أنواع التأمينات األخرى اليت ال ينطبق عليها‬
‫وصف تأمينات ا‪ٟ‬تياة مثل‪ :‬التأمُت من ا‪ٟ‬تريق‪ ،‬تأمُت السيارات‪ ،‬التأمُت من السرقة والسطو‪ ،‬التأمُت ا‪ٞ‬توي‬
‫وكذا البحري‪ ،‬تأمُت ا‪١‬تسؤولية ا‪١‬تدنية‪ ،‬تأمُت األموال‪ ،‬التأمُت ا‪٢‬تندسي‪ ،‬التأمُت الطيب و غَتىا‪.‬‬

‫‪ -1‬حريب ‪٤‬تمد عريفات‪ ،‬سعيد ‪ٚ‬تعة عقل‪ ،‬التأمُت و إدارة ا‪٠‬تطر‪،‬دار وائل لنشر‪،‬األردن‪ ،2008،‬ص‪.37‬‬

‫‪10‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أهمية التأمين‬


‫تتجلى أ‪٫‬تية التأمُت من خالل إنعكاسو على ا‪ٞ‬تانبُت االقتصادي و االجتماعي معا‪.‬‬
‫أوال‪ /‬األهمية االقتصادية‪:‬‬

‫‪ .1‬التأمين وسيلة لالدخار واالستثمار و كذا تكوين رؤوس األموال‪ :‬يعترب التأمُت وسيلة لتجميع ا‪١‬تدخرات‬
‫و اليت يدفعها ‪٣‬تموع ا‪١‬تؤمنُت يف شكل أقساط التأمُت‪ ،‬وبذلك يتكون لدى شركات التأمُت رصيد ضخم‬
‫من األموال ٯتكن االستفادة منها إبستثمارىا يف ميادين ‪٥‬تتلفة وٖتقيق عوائد ٘تكنها من الوفاء بالتزاماهتا من‬
‫جهة وكذا ضمان استمراريتها وبقائها من جهة أخرى‪ ،‬ىذا ما دفع ا‪٢‬تيئات القائمة على قطاع التأمُت يف‬
‫معظم دول العادل للتدخل يف كيفية إستثمار شركات التأمُت ‪٢‬تذه األموال حفاظاً على حقوق ا‪١‬تستأمنُت‬
‫وٖتقيقاً ‪١‬تصلحة االقتصاد القومي‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمين وسيلة من وسائل تنشيط االئتمان ‪:‬يعد التأمُت وسيلة ائتمان ‪ moyen de crédit‬فهو يلعب‬
‫دورا ىاما يف تنشيط االئتمان على ا‪١‬تستوى الفردي وا‪ٞ‬تماعي‪:1‬‬
‫أ ‪-‬على المستوى الفردي‪:‬حيث ٭تقق التأمُت ‪ٚ‬تلة من ا‪١‬تنافع و ىي‬
‫ائتمان‪ ،‬فغالبا ما يشًتط‬ ‫‪ ‬يقوي التأمُت ا‪١‬تال الذي يقدمو ا‪١‬تدين للدائن كضمان ‪١‬تا ٭تصل عليو من‬
‫ا‪١‬تقرض التأمُت على الشيء ا‪١‬ترىون ضد السرقة أو ا‪ٟ‬تريق حىت يستطيع أن يستويف دينو من مبلغ التأمُت‬
‫يف حالة تعرض ا‪١‬تال ا‪١‬ترىون للخطر‪.‬‬
‫‪ ‬ويف حالة عدم وجود مال يقدمو الشخص للمقرض كضمان ْأمكن التأمُت على حياتو لصاحل الدائن‪،‬‬
‫الذي يتمكن من استفاء دينو من مبلغ التأمُت إذا تويف ا‪١‬تدين قبل السداد‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يلجأ الدائن نفسو إذل التأمُت ضد إعسار ا‪١‬تدين حيث يضمن التأمُت الوفاء بالدين يف حالة إعسار‬
‫ا‪١‬تدين وعجزه عن السداد‪ ،‬و‪ٝ‬تي التأمُت ضد اإلعسار أو تأمُت الثقة ‪.assurance crédit‬‬
‫‪ ‬يستطيع ا‪١‬تستفيد من التأمُت على ا‪ٟ‬تياة ا‪ٟ‬تصول على االئتمان بضمان بورلصة التأمُت‪ ،‬حيث يصبح ‪٢‬تا‬
‫قيمة يف ذاهتا تتمثل يف االحتياطي ا‪١‬تكون من األقساط ا‪١‬تدفوعة‪ ،‬حيث تضمن البورلصة للمقرض قيمة‬
‫القرض‪ ،‬ففي حالة عدم السداد ٯتكن للدائن ا‪ٟ‬تصول على حقو من قيمة البورلصة‪.‬‬
‫‪ ‬ٯتكن للمقرض لو االقًتاض من ا‪١‬تؤمن نفسو (شركة التأمُت) بضمان بوليصة التأمُت‪ ،‬ويف حالة عدم‬
‫الوفاء تقوم الشركة ا‪١‬تؤمنة ٓتصم الدين من ا‪١‬تبلغ ا‪١‬تدفوع للمستأمن (ا‪١‬تدين) ٔتوجب عقد التأمُت‪.‬‬

‫‪٤ -1‬تمد حسُت منصور‪ ،‬أحكام التأمُت‪ ،‬دار ا‪ٞ‬تامعة ا‪ٞ‬تديدة ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪،1999 ،‬ص‪.15-14‬‬

‫‪11‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ب ‪-‬على المستوى الجماعي‪ :‬حيث ٭تقق التأمُت ‪ٚ‬تلة من ا‪١‬تزايا على ا‪١‬تستوى ا‪ٞ‬تماعي و ا‪١‬تتمثلة يف‬
‫النقاط األتية‪:‬‬
‫‪ ‬تدعيم االئتمان ‪ :‬تلعب رؤوس األموال اجملمعة من األقساط لدى شركات التأمُت دورا ىاما‪ ،‬يف تدعيم‬
‫ٖتتاجو من قروض‪ ،‬من خالل‬ ‫االئتمان العام بالدولة‪ ،‬حيث يساعدىا التأمُت يف ا‪ٟ‬تصول على ما‬
‫توظيف األموال ا‪١‬تذكورة يف السندات العامة اليت تصدرىا الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على زيادة اإلنتاج‪ :‬نظرا ‪١‬تا يتميز بو التأمُت من توفَت التغطيات التأمينية الالزمة ألخطار ِعدة‪٦ ،‬تا‬
‫يشجع األفراد وا‪١‬تنشآت بالدخول يف ‪٣‬تاالت إنتاجية جديدة أو التوسع يف ‪٣‬تاالت إنتاجهم ا‪ٟ‬تالية دون‬
‫تردد‪ ،‬ويعمل على زيادة القدرة اإلنتاجية ‪٢‬تذه ا‪١‬تشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬ومن ناحية أخرى فإن توافر التغطية التأمينية لألفراد العاملُت با‪١‬تنشآت وا‪١‬تشروعات من األخطار ا‪١‬تختلفة‬
‫(من وفاة ومعاشات ومرض وإصابات وبطالة )‪ ،‬سواء أكانت تتعلق هبم أو بأسرىم يساعد على‬
‫و يساعد على تنمية قدراهتم العملية باإلضافة‬ ‫استمرارىم يف العمل ٔتثل ىذه ا‪١‬تشروعات مدة طويلة‬
‫وف األمان و االستقرار و الطمأنينة ‪٢‬تم ‪ ،‬كل ىذا يعمل على رفع الكفاية اإلنتاجية لدى ىؤالء‬
‫لتير‬
‫العاملُت‪.1‬‬
‫‪ ‬تحقيق التوازن بين العرض والطلب في الحياة االقتصادية‪ :‬ففي فًتات الرواج االقتصادي تقوم الدولة‬
‫بتوسيع نطاق التغطية التأمينية بالنسبة للتأمينات االجتماعية اإللزامية من حيث مشو‪٢‬تا لفئات جديدة‪،‬‬
‫حيث يساعد على زيادة ا‪١‬تدخرات اإلجبارية ٔتا ٭تد من ا‪١‬توجة التضخمية‪،‬خاصة يف الدول النامية‪،‬‬
‫فاإلجراء السابق يساعد على التقليل من الطلب ا‪١‬تتزايد على السلع االستهالكية ألنو يعمل على التقليل‬
‫من حجم الدخل‪ .‬ويف فًتات الكساد تعمل التأمينات االجتماعية على زيادة التعويضات اليت تستحق‬
‫للمؤمن عليهم ٔتا يساعد على زيادة مستوى إنفاقهم وبالتارل زيادة الطلب‪.2‬‬
‫‪ ‬المساهمة في اتساع نطاق العمالة والتوظيف‪:‬كغَته من القطاعات يساىم التأمُت ٔتختلف فروعو يف‬
‫امتصاص البطالة عن طريق خلق فرص عمل جديدة ‪ ،‬حيث وكغَتىا من ادلؤسسات ٖتتاج شركات‬
‫وعمال ومستخدمُت يف مراكزىا وفروعها ا‪١‬تمتدَّة‪.‬‬
‫التأمُت إذل اإلداريُت وكذا خرباء ومهندسُت َّ‬

‫‪ -1‬إبراىيم علي إبراىيم عبد ربو‪ ،‬التأمُت و رياضياتو ‪ ،‬الدار ا‪ٞ‬تامعية ‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪ ،2003،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -2‬حربيقات عريقات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪12‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬المساهمة في تحسين ميزان المدفوعات‪ :‬إن ما ٖتصل عليو ىيئات التأمُت من ُعمالت أجنبية مقابل‬
‫ا‪٠‬تدمات اليت تقوم هبا يف البلدان األجنبية و نتيجة لعمليات إعادة التأمُت اليت ٘تارسها‪ ،‬تؤدي إذل زيادة‬
‫مم يساعد على ٖتسُت ميزان ا‪١‬تدفوعات و يساىم يف إتساع حجم التجارة ا‪٠‬تارجية‪.1‬‬
‫الصادرات ا‬
‫‪ ‬المشاركة في تطوير طرق الوقاية والمنع‪ :‬تقوم ىيئات التأمُت بإرشاد ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم و توعيتهم باألساليب‬
‫ا‪ٟ‬تديثة اليت مت اكتشافها و تطويرىا ‪ ،‬بغرض ا‪ٟ‬تد من احتمال وقوع ا‪٠‬تطر والتقليل من ا‪٠‬تسائر اليت‬
‫ٖتدث نتيجة ٖتققه‪ .‬ىذا إذل جانب ما تقوم بو باالشًتاك مع ىيئات أخرى من أْتاث علمية بغرض‬
‫التوصل إذل أفضل الطرق لتقليل فرص ا‪٠‬تسارة و ا‪ٟ‬تد من فداحتها يف حالة ٖتققها‪.‬وأخَتا ٖتث األفراد و‬
‫الشركات على تطبيق طرق الوقاية و ا‪١‬تنع عن طريق ٗتفيض األقساط ‪١‬تن يقوم بإتباع ىذه الطرق‪.2‬‬
‫‪ ‬حفظ الثروة ‪ :‬وىنا تقوم شركات التأمُت بإعادة ا‪١‬تؤسسات أو األفراد إذل ما كانوا عليو قبل ٖتقق ا‪٠‬تطر‬
‫أي ٖتييد األثر ا‪١‬تادي للحادث‪.3‬‬
‫ثانيا‪ /‬األهمية االجتماعية للتأمين‪ :‬و تكمن األ‪٫‬تية اإلجتماعية للتأمُت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التأمين يحقق األمان النفسي والعقلي للمؤمن له (األمان)‪ :‬إن كل شخص لديو رغبة أساسية غريزية‬
‫للحصول على األمان والطمأنينة النفسية والعقلية ‪ ،‬والتأمُت يقدم ىذا األمان للمؤمن لو ‪ ،‬فلفظ التأمُت‬
‫مشتق من كلمة األمان سواء بالغة العربية أو األجنبية ‪ ،‬و‪٢‬تذا األمان يعطي الفرد الثقة على اٗتاذ القرارات‬
‫دون قلق أو خوف ويعترب ىذا عامال نفسيا‪ .‬فاألمان الفردي يتجلى يف ٗتليص ا‪١‬تؤمن لو من ا‪٠‬توف ‪٦‬تا قد‬
‫يقع عليو من أخطار‪ ،‬إذ أن الفرد الذي يؤمن على خطر ا‪ٟ‬تريق يأْمن من ‪٥‬تاطره ألنو يف حالة وقوع ا‪٠‬تطر‬
‫(ا‪ٟ‬تريق) سوف ٭تصل من شركة التأمُت على ما يعوضو على األضرار اليت تلحقو بسبب ىذا ا‪ٟ‬تادث‪.4‬‬

‫‪ .2‬تنمية الشعور بالمسؤولية والعمل على تقليل الحوادث‪ :‬إن ما يتميز بو التأمُت ىو أن َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو ال‬
‫ا‪١‬تؤمن منو‪.‬كما أن ىناك‬
‫للمؤمن لو إرادة يف ٖتقق ا‪٠‬تطر َ‬
‫يستحق التعويض يف بعض فروع التأمُت‪ ،‬إذا كان َ‬
‫ا‪١‬تؤمن لو التعويض إذا زادت ا‪٠‬تسارة عن حد معُت‪ ،‬ووجود مثل ىذه الشروط‬
‫بعض الفروع ال يستحق َ‬
‫ا‪١‬تؤمن منو بقدر اإلمكان‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تؤدي إذل تنمية روح ا‪١‬تسؤولية لدى الفرد لتجنب ٖتقق ا‪٠‬تطر َ‬
‫معاش يضمن ‪٢‬تم ا‪ٟ‬تياة‬
‫ا‬ ‫عند قيام الفرد بشراء مثل ىذه العقود‪ ،‬عقود التأمُت على ا‪ٟ‬تياة يُرتب ألسرتو‬
‫ف‬

‫‪ -1‬أسامة عزمي شقَتي‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.93‬‬


‫‪ -2‬عيد أ‪ٛ‬تد ابو بكر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪ -3‬علي ا‪١‬تشاقبة‪٤ ،‬تمد العدوان‪ ،‬إدارة الشحن والتأمُت‪،‬دار الصفاء‪،‬عمان‪ ،2003،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر العطَت‪ ،‬التأمُت الربي يف التشريع‪، ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2001 ،‬ص‪.48‬‬

‫‪13‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الكرٯتة بعد ‪٦‬تاتو إذ يعد تنميةً للشعور با‪١‬تسؤولية إتاه أفراد أسرتو‪ ،‬وىكذا ‪٧‬تد التأمُت يف كافة أنواعو ينمي‬
‫الشعور با‪١‬تسؤولية لدى الفرد إتاه نفسو وإتاه أسرتو وإتاه ‪٣‬تتمعو‪.1‬‬
‫‪ .3‬التأمين يؤدي إلى خلق التعاون بين األفراد ‪ :‬يؤدي التأمُت إذل توزيع ا‪٠‬تسارة ا‪١‬تادية الكبَتة اليت تصيب‬
‫ا‪١‬تؤمنين نتيجة ٖتقق ا‪٠‬تطر إذل ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ‪ٚ‬تيعا بطريقة غَت مباشرة‪ ،‬وذلك بتحمل كل منهم جزءا‬
‫أحد َ‬
‫بسيطا من ىذه ا‪٠‬تسارة‪.‬‬
‫‪ .4‬االحتياط المستقبلي‪ :‬وذلك عن طريق تنازل ا‪١‬تؤمن لو عن منفعة آنية وا‪١‬تتمثلة يف ‪٣‬تموع األقساط اليت‬
‫يقدمها‪ ،‬مقابل حصولو على تغطية تأمنية وجرب الضرر إن وقع نتيجة ٖتقق ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن لو مستقبال‪.‬‬
‫‪ .5‬محاربة الفقر والبطالة‪ :‬وىذا ما تقوم بو ىيئات التأمُت االجتماعي من خالل ا‪١‬تخططات ا‪١‬ترسومة‬
‫لتخفيف وقع العجز والشيخوخة وغَتىا من األخطار االجتماعية اليت يواجهها األفراد‪.‬‬
‫و من خالل كل ما سبق عرضو تتجلى لنا األ‪٫‬تية القصوى و كذا األبعاد ا‪١‬تختلفة اليت تأخذىا العملية التأميٍتة‬
‫‪١‬تا توفره من ‪ٛ‬تاية و على أكثر من صعيد لألفراد و ا‪١‬تنشآت على حد سواء ‪ ،‬ولكي تتمكن شركات التأمُت من‬
‫إرضاء عمالءىا وتوفَت تغطية تأمينية تكون يف مستوى تطلعاهتم‪ ،‬و جب عليها ىي األخرى ضمان استمراريتها و‬
‫استقرارىا وىذا لن يتأتى بالطبع إال عن طريق اكتساب قدرة مالية إضافية ٘تكنىا من توفَت ا‪ٟ‬تماية ا‪١‬ترجوة منها‪،‬‬
‫‪٢‬تذا كان لزاما على شركات التأمُت الْتث عن وسائل وقنوات تدعم هبا نشاطها التأميٍت و ٘تنحها الدفع اإلضايف‬
‫فكانت عملية إعادة التأمُت أكرب متنفس ‪٢‬تذه الشركات و أول ما تفكر القيام بو و ىذا حفاظا على مكاسبها‬
‫وٖتقيقا ألىدافها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مدخل عام إلعادة التأمين‬
‫اإلستعابية اليت ٭تتاجها ا‪١‬تؤمن‬ ‫تلعب إعادة التأمُت دورا ىاما بل وحيويا يف صناعة التأمُت فهي تُقدم القدرة‬
‫ا‪١‬تباشر(شركة التأمُت) لتغطية األخطار اليت دل يكن يف استطاعتو تغطيتها لوال وجود إعادة التأمُت‪ .‬ويف كل فرع من‬
‫فروع التأمُت فان ‪ٙ‬تة أخطار ‪٢‬تا من الضخامة أو من درجة ا‪٠‬تطورة بطبيعتها ما ‪٬‬تعل تأمينها بعيدا عما ٯتكن أن‬
‫تتحملو شركة تأمُت بذاهتا ‪ ،‬ويف أيامنا ىذه إفن مثل ىذه األخطار ليست قليلة أبدا ‪،‬حيث ناقالت النفط ا‪٢‬تائلة‬
‫التكري ومصانع البًت وكيماوية وغَتىا من األخطار‪ُ ،‬كلُها أمثلة عن ضخامة األخطار‬
‫ر‬ ‫والطائرات العمالقة و‪٤‬تطات‬
‫اليت ٯتكن أن يُطلب من شركة التأمُت تغطيتها‪ .‬و عليو ولكي تتمكن من توفَت ىذه التغطية تلجأ شركات التأمُت‬
‫يعاهبا و ٖتقيق التوازن يف قمي األشايء ا‪١‬تؤمن عليها‪ ،‬ذلك‬
‫إذل إعادة التأمُت و اليت تسمح ‪٢‬تا بالتوسع يف طاقة است‬

‫‪ -1‬إبراىيم علي إبراىيم عبد ربو‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪14‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫نازل عن ا‪ٞ‬تزء ا‪١‬تتبقي‬


‫ألن شركة التأمُت ٖتدد مسؤولياهتا عن ٖتقق األخطار ا‪١‬تؤمن منها فتحتفظ ّتزء منها و تت‬
‫لشركة إعادة التأمُت‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬لمحة تاريخية عن نشأة و تطور إعادة التأمين‬

‫لقد كان ظهور إعادة التأمُت مصاحبا لظهور التأمُت نفسو‪،‬إذ أن ا‪١‬تؤمنُت دل يكونوا يف ا‪١‬تاضي يقبلون مسؤوليات‬
‫تزيد عن مقدار ما ٯتكن أن يتحملوه من خسائر متوقعة‪ .‬ونظرا ألن التأمُت قد انتشر مع انتشار التجارة البحرية‬
‫ازدىرت فيو التجارة يف ا‪ٟ‬توض األبيض عام ‪1370‬‬ ‫فإن أول وثيقة تضمنت إعادة التأمُت ترجع للوقت الذي‬
‫عندما ظهرت وثيقة تأمُت ْتري لرحلة طويلة (من جنوا إذل إذل لكلوز ) ‪ (ECLUSE‬أقدم ميناء بالشمال و يدعى‬
‫حالاي (‪ ، )SELUIS‬و أعيد تأمُت ا‪ٞ‬تزء األكثر خطورة من الرحلة ( يف احمليط األطلسي) بينما إحتفظ ا‪١‬تؤمن‬
‫األصلي ‪ٟ‬تسابو بذلك ا‪ٞ‬تزء األكثر أمانا من الرحلة والذي مت يف البحر األبيض ا‪١‬تتوسط‪.1‬‬

‫جنوه كانت مركز‬ ‫غَت أنو بدراسة ىذا اإلتفاق و ظروف عقده و ا‪١‬تدن اليت أعيد التأمُت بينها‪ ،‬فإننا ‪٧‬تد أن‬
‫النشاط التجاري يف القرن الرابع عشر بُت موانئ شرق البحر ا‪١‬تتوسط ا‪١‬تختلفة و بُت ا‪١‬توانئ اليت تقع بالقرب من‬
‫ْتر الشمال‪ ،‬و مدينة لكوز ىي مدينة ىولندية وقد انتصرت إ‪٧‬تلًتا يف إحدى ا‪١‬تواقع الفرنسية بالقرب من ىتو‬
‫ا‪١‬تائ عام و اليت كانت بُت فرنسا وإ‪٧‬تلًتا من ‪ ،1453-1337‬حيث أن‬
‫ا‪١‬تدينة يف سنة ‪ 1340‬أي يف بداية حرب ة‬
‫ا‪١‬تخاطر اليت كانت تتعرض ‪٢‬تا السفن والبضائع من جنوة إذل لكوز أو العكس بسبب ىذه ا‪ٟ‬ترب كانت الدافع‬
‫الذي دعى ا‪١‬تؤمنُت ا‪١‬تباشرين إلعادة تأمُت جزء من ا‪١‬تخاطر اليت قبلوا ٖتملها خالل الرحلة‪ ،‬و ىذا يؤكد أن‬
‫ا‪١‬تائ عام ىي السبب الرئيس لظهور إعادة التأمُت‪ ،‬أي أن فكرة إعادة التأمُت قامت ‪١‬تواجهة أخطار‬
‫أخطار حرب ة‬
‫غَت عادية دل تكن موجودة من قبل واستمر ا‪ٟ‬تال كذلك خالل القرنُت ا‪٠‬تامس عشر والسادس عشر‪ .‬و دل يأخذ‬
‫إعادة التأمُت ينتشر إال بعد اتساع نطاق التأمُت ا‪١‬تباشر يف خالل القرنُت السابع عشر و الثامن عشر‪.‬‬

‫و كانت فكرة إعادة التأمُت ترتبط خالل ىذين القرنُت بتحقيق الربح ‪ ،‬عن طريق إعادة جزء من عملية التأمُت‬
‫ا‪١‬تباشر بقسط أقل من القسط احملصل وكان ذلك منتشرا بالنسبة للتأمُت البحري‪٦ ،‬تا دعى إ‪٧‬تلًتا إذل إصدار قانون‬
‫سنة ‪ 1746‬ٯتنع عمليات إعادة التأمُت البحري‪ ،‬و يرجع ذلك إذل االعتقاد السائد يف ذلك ا‪ٟ‬تُت إذل أن إعادة‬
‫(إعادة تأمُت جزء من‬ ‫التأمُت ىي عقود تفتقد للمصلحة التأمينية و ىي إحدى ا‪١‬تبادئ األساسية يف التأمُت‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد أبو السعود‪،‬عقد التأمُت بُت النظرية والتطبيق‪،‬دار الفكر ا‪ٞ‬تامعي‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪،2009،‬ص‪.307‬‬

‫‪15‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫عملية التأمُت ا‪١‬تباشر بقسط اقل من القسط احملصل)‪ .‬واستمر ا‪١‬تنع حىت عام ‪ 1864‬م بعد أن استقرت نظم‬
‫إعادة التأمُت و أخذت طابع التضامن الدورل باإلضافة إذل اتساع نطاق التأمُت ا‪١‬تباشر من حيث مبالغ التأمُت أو‬
‫األنواع اليت يغطيها‪٦ ،‬تا دعا إذل وجود إعادة تأمُت ال يقوم على ٖتقيق الربح‪.‬‬

‫ودل تبدأ عمليات إعادة التأمُت بداية حقيقية إال يف بداية القرن التاسع عشر بعد أن انتشر التأمُت انتشاراً مطردا ‪،‬‬
‫اإلعادة تتم بُت ا‪١‬تؤمنُت‬ ‫ودل تكن ىناك يف بادئ األمر شركات متخصصة يف إعادة التأمُت بل كانت عملية‬
‫األصلُت‪ ،‬وكانت الطرق ا‪١‬تتبعة يف إعادة التأمُت حىت أوائل القرن التاسع العشر ‪٤‬تصورة يف الطريقة االختيارية‪.1‬‬

‫أما يف أوروبا فلم يكن ىناك ٖترًن لعمليات إعادة التأمُت البحري كما يف إ‪٧‬تلًتا ‪ ،‬فيف فرنسا بدأت مزاولة إعادة‬
‫التأمُت يف النصف الثاين من القرن السابع عشر و ىناك من الدالئل ما يشَت إذل أن إعادة التأمُت كانت معروفة‬
‫يف الد‪٪‬تارك عام ‪ 1775‬و يف النرويج منذ عام ‪.1840‬‬
‫أما يف تأمينات ا‪ٟ‬تريق فإنو عند بداية مزاولة تأمُت ا‪ٟ‬تريق كان ا‪١‬تؤمنون يقبلون فقط ما ٯتكنهم االحتفاظ بو‪ ،‬و‬
‫على ذلك كانت ىناك ا‪١‬تشاركة يف التأمُت و ليست إعادة التأمُت‪ .‬و كانت أول إشارة إذل إعادة تأمُت ا‪ٟ‬تريق يف‬
‫سجالت شركة دا‪٪‬تركية يف كوبنهاجن عام ‪ ، 1778‬مث يف شركة تأمُت حريق يف نيويورك عام ‪ ،1813‬كما أن أول‬
‫إتفاقية إعادة تأمُت حريق كانت عام ‪.1821‬‬
‫و يف تأمُت ا‪ٟ‬توادث و ىو أحدث أنواع التأمُت بدأت عمليات إعادة تأمُت االختيارية يف القرن التاسع عشر و‬
‫كانت أوذل العقود يف إعادة تأمُت ا‪ٟ‬توادث شخصية فيما يزيد عن مبلغ معُت للركاب ا‪١‬تسافرين على إحدى‬
‫السفن ا‪١‬تتجهة من إ‪٧‬تلًتا إذل نيوزيلندا‪.‬‬
‫و أما عن تأمينات ا‪ٟ‬تياة فلم تتطور إعادة التأمُت هبا إال يف القرن التاسع عشر عند إرتفاع مبالغ التأمُت و زيادة‬
‫الطلب على وثائق التأمُت ٔتبالغ كبَتة‪ ،‬و يرجع تاريخ أول إتفاقية إعادة تأمُت يف ىذا الفرع إذل عام ‪ 1858‬عن‬
‫طريق شركة ( سويسري) اليت بدأت نشاطها عام ‪ ،1865‬أما يف إ‪٧‬تلًتا فلم تستخدم إتفاقيات إعادة التأمُت على‬
‫احلياة إال بعد ا‪ٟ‬ترب العا‪١‬تية األوذل‪.2‬‬
‫أما بعد منتصف القرن التاسع عشر فقد اختلفت الوسيلة و الغاية من إعادة التأمُت حىت ٯتكن أن تتم ا شى مع‬
‫االتساع يف عمليات التأمُت ا‪١‬تباشر و إشباع ا‪ٟ‬تاجات التأمينية دورلا‪ ،‬و ىذا راجع لتطور الصناعة و ضخامة قيم‬
‫مبالغ التأمُت ا‪١‬تباشر و تعدد أنواعو‪.‬و ٯتكن تلخيص تطور إعادة التأمُت يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري‪ ،‬إعادة التأمُت‪،‬مطابع الدر البضاء ‪،‬مصر‪ ،2001،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -2‬علي ‪٤‬تمود بدوي‪ ،‬مرجع سبق دكره‪ ،‬ص‪.164-163‬‬

‫‪16‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬ظهور اإلتفاقيات كأساس يف إعادة التأمُت حيث ظهرت أول إتفاقيات بُت شركتُت أوروبيتُت يف سنة ‪.1821‬‬
‫‪ ‬يف سنة ‪ 1843‬نظمت إحدى شركات التأمُت ا‪١‬تباشر األ‪١‬تانية أول شركة إلعادة التأمُت متخصصة لكنها دل‬
‫تكن منفصلة عنها سنة ‪.1843‬‬
‫كب من ا‪١‬تد نية ظهرت ا‪ٟ‬تاجة ا‪١‬تاسة‬
‫‪ ‬بعد حريق ىامبورج بأ‪١‬تانيا ‪1842‬م و الذي أدى إذل إتالف جزء ير‬
‫إلنشاء شركات إعادة متخصصة‪ ،‬فأنشئت عام ‪ 1846‬أول شركة إلعادة التأمُت وىي شركة كولونيا األ‪١‬تانية‬
‫إلعادة التأمُت وقد أنشئت برؤوس أموال فرنسية ‪.‬كما ظهرت أيضا شركة فرنكفورت إلعادة التأمُت يف سنة‬
‫‪ 1851‬وتبعتها شركت ‪٣‬تديرج سنة ‪.1862‬‬
‫‪ ‬ويف عام ‪ 1863‬م أنشئت الشركة السويسرية إلعادة التأمُت و تبعتها شركات أخرى يف سنة ‪.11870‬‬
‫و بصفة عامة كانت عمليات إعادة التأمُت مقصورة على األسواق احمللية‪ ،‬إذل أن أنشأت شركة ميونيخ‪ -‬ري‬
‫‪ ،‬و بظهور ىذه‬ ‫إلعادة التأمُت يف عام ‪ 1880‬اليت بدأت تعمل يف األسواق العا‪١‬تية إذل جانب السوق احمللي‬
‫الشركة إتسمت عمليات اإلعادة بالطابع الدورل و ظهرت ا‪١‬تبادئ العلمية لعمليات إعادة التأمُت و اليت تسَت‬
‫شركات التأمُت ادلباشر األمر الذي‬ ‫عليها شركات اإلعادة حىت اآلن‪،‬باإلضافة إذل قيامها با‪١‬تسا‪٫‬تة يف إنشاء‬
‫ازدىرت ىتو الشركة بسرعة و مدت‬ ‫ساعدىا على اإلشراف عليها و ا‪ٟ‬تصول على أفضل العمليات‪ .‬و قد‬
‫نشاطها إذل الواليات ا‪١‬تتحدة و تعترب اليوم من أكرب شركات اإلعادة الرائدة يف العادل‪.2‬‬
‫أما با‪٧‬تلًتا فقد تأخر ظهور شركات إعادة تأمُت قوةي لألسباب التالةي‪:3‬‬
‫‪-‬وجود ‪ٚ‬تاعة اللويدز وىي عبارة عن ىيئة تضم ‪٣‬تموعة من أفراد أنشأت من أجل االكتتاب باألخطار‪ ،‬بحيث‬
‫يٖتمل كل عضو أجزاء ‪٤‬تدودة من ا‪٠‬تطر يف حدود مقدرتو ا‪١‬تالةي و دون ا‪ٟ‬تاجة إذل اللجوء إذل إعادة التأمُت‪.‬‬
‫يهنا على سبيل التبادل ‪.‬‬
‫يما ب‬
‫‪-‬قايم شركات التأمُت ا‪١‬تباشر بإعادة التأمُت ف‬
‫‪-‬اعتماد سوق إعادة التأمُت اإل‪٧‬تليزي يف عمليات إعادة التأمُت على الشركات أجنبية حىت بداةي ا‪ٟ‬ترب العادلةي‬
‫األوذل‪.‬‬
‫و ىكذا تطورت صناعة إعادة التأمُت بالعادل وتواذل بعد ذلك إنشاء شركات اإلعادة اليت سرعان ما انتشرت يف‬
‫معظم البلدان الصناعية‪ ،‬إذ ترتب على ذلك زيادة ضخمة يف إسنادات إعادة التأمُت‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.18‬‬


‫‪ -2‬علي ‪٤‬تمود بدوي‪ ،،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.164‬‬
‫‪ -3‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري‪،‬ادلرجع السا بق ‪،‬ص ‪.18‬‬

‫‪17‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم إعادة التأمين‬


‫اختلفت عبارات الباحثُت يف تعريف إعادة التأمُت و إن تقاربت يف ا‪١‬تعٌت أو تطابقت يف بعضها و من ىذه‬
‫التعريفات نذكر ما يلي‪:‬‬

‫إلتزام ا‪١‬تؤمن‬ ‫ىو إتفاق بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و معيد التأمُت ٔتقتضاه يتعهد معيد التأمُت بأن يتحمل جزءا من‬
‫‪،‬‬ ‫ا‪١‬تباشر و الذي يتمثل يف التعويض‪ ،‬على أن يقوم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بدفع جزء من القسط إذل معيد التأمُت‬
‫ويسمى ىذا ا‪ٞ‬تزء من القسط بقسط إعادة التأمُت‪.1‬‬

‫إن عملية إعادة التأمُت ىي عملية مقا‪ٝ‬تة للمسؤولية عن ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو و نتائجو‪ ،‬بُت شركة التأمُت اليت‬
‫توصف بالشركة ا‪١‬تسندة‪ ،‬وبُت شركة متخصصة ىي شركة إعادة التأمُت واليت توصف ٔتعيد التأمُت‪ .‬وتتم ىذه‬
‫العملية ٔتوجب عقد تلتزم الشركة ا‪١‬تسندة ٔتوجبو بأن تأخذ على عاتقها مسؤولية تغطية جزء من قيمة تأمُت‬
‫ا‪٠‬تطر‪ ،‬وتسند ا‪ٞ‬تزء الباقي من ىذه القيمة إذل معيد التأمُت لكي يتوذل ا‪١‬تسؤولية عن تغطيتو مقابل جزء يتناظر‬
‫معو من قسط التأمُت‪ .‬وتعرف عملية ا‪١‬تقا‪ٝ‬تة ىذه بعملية اإلسناد كما يعرف ا‪ٞ‬تزء الذي ٖتتفظ بو شركة التأمُت‬
‫‪ٟ‬تساهبا من قيمة تأمُت ا‪٠‬تطر باالحتفاظ‪.‬ونتيجة ذلك يتحمل كل من طريف ىذا العقد جزء ا من ا‪٠‬تسارة النإتة‬
‫عن وقوع ا‪ٟ‬توادث ا‪١‬ترتبطة با‪٠‬تطر ا‪١‬تسند و ٔتقدار ٖتدده شروط العقد‪.2‬‬

‫ىو عقد تأمُت جديد (منفصل ومستقل عن وثيقة التأمُت األصلية) على نفس ا‪٠‬تطر الذي مت التأمُت عليو ٔتوجب‬
‫وثيقة التأمُت األصلية اليت تصدرىا شركة التأمُت‪ ،‬و ٔتوجب ىذا العقد ا‪ٞ‬تديد الذي يسمى عقد إعادة التأمُت‬
‫يوافق معيد التأمُت على تعويض الشركة ا‪١‬تتنازلة عن خسائرىا اليت قد تنشأ من وثائق التأمُت األصلية اليت تصدرىا‪،‬‬
‫وذلك يف مقابل قسط أو مبلغ من ا‪١‬تال تدفعو الشركة ا‪١‬تتنازلة إذل معيد التأمُت‪ ،‬لذا فإن إعادة التأمُت هتدف إذل‬
‫‪ٛ‬تاية شركات التأمُت من ا‪٠‬تسائر احملتملة لوثائقها عن طريق ٖتويل تلك ا‪٠‬تسائر إذل معيد التأمُت‪ٔ ،‬تعٌت إسًتداد‬
‫خسائرىا من معيد التأمُت مقابل قسط تدفعو لو‪.3‬‬

‫من التعاريف السابقة ٯتكن تلخيص مفهوم إعادة التأمُت على أنو وسيلة لتفتيت ا‪٠‬تطر وتوزيعو على عدد كبَت من‬
‫شركات التأمُت داخل الدولة أو خارجها ‪ ،‬حيث إذا ٖتقق ا‪٠‬تطر ال تتحملو شركة تأمُت واحدة أو سوق تأمُت‬

‫‪ -1‬حريب ‪٤‬تمد عريقات‪ ،‬سعيد ‪ٚ‬تعة عقل‪ ،‬التأمُت و إدارة ا‪٠‬تطر النظرية و التطبيق‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، 2008،‬ص ‪.187‬‬

‫‪ -2‬هباء هبيج شكري ‪،‬إعادة التأمُت بُت النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪، 2008،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار ‪ ،‬إعادة التأمُت‪ ،‬دار الفكر ا‪ٞ‬تامعي ا‪،‬إلسكندرية ‪ ،2011،‬ص‪.3‬‬

‫‪18‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫واحد بل تتحملو عدة شركات يف دول ‪٥‬تتلفة وعدة أسواق‪ ،‬وبذلك يصبح ا‪٠‬تطر قابال للتأمُت ىذا من جهة و‬
‫يساعد ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر على أن يتفادى ا‪٠‬تسائر ا‪١‬تالية الضخمة اليت ٯتكن أن تًتتب عن ٖتقق ا‪٠‬تطر من جهة‬
‫ب يف ا‪٠‬تطر كلو مث تعيد تأمُت ما يتجاوز قدرهتا اإلستعابية‪ .‬ومنو فإن إعادة‬‫أخرى‪ ،‬أي أن شركة التأمُت تَ ِ‬
‫كتتُ‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫التأمُت تؤدي دورا يف غاية األ‪٫‬تية من الناحية االقتصادية عن طريق توزيع األخطار على أوسع نطاق ‪.‬‬
‫وتتكون عملية إعادة التأمُت من عدة عناصر أساسية ىي‪:‬‬
‫‪ ‬شركة التأمين المباشر (أو الشركة المسندة أو المتنازلة)‪ :‬ىي الشركة اليت تقبل ا‪٠‬تطر من طالب التأمُت‬
‫و ىي ا‪١‬تسئولة وحدىا أمامو يف الوفاء بالتزاماهتا ٔتوجب عقد التأمُت‪ ،‬وىي الشركة اليت تقوم بإسناد‬
‫األخطار اليت تزيد عن طاقتها اإلستعابية إذل معيد التأمُت سواء كان معيد التأمُت ىو شركة تأمُت مباشر أو‬
‫شركة متخصصة يف إعادة التأمُت ‪.2‬‬
‫‪ ‬معيد التأمين‪ :‬وىي ا‪٢‬تيئة اليت تقبل أعمال إعادة التأمُت وقد تكون ىيئة مهمتها األساسية إعادة التأمُت أو‬
‫٘تارس نشاط إعادة التأمُت إذل جانب أعما‪٢‬تا التأمينية األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬المبلغ المعاد تأمينه‪ :‬وىو ا‪١‬تبلغ الذي يتنازل عنو ا‪١‬تؤمن األصلي إذل ىيئة إعادة التأمُت‪.‬‬
‫‪ ‬المبلغ المحتفظ به ‪ :‬وىو الفرق بُت ا‪١‬تبلغ التأميٍت الذي إتفق ا‪١‬تؤمن األصلي مع ا‪١‬تؤمن لو على دفعو عند‬
‫وقوع ا‪٠‬تطر وا‪١‬تبلغ ا‪١‬تعاد تأمينو لدى ىيئة إعادة التأمُت‪.‬‬
‫‪ ‬عمولة إعادة التأمين‪ :‬وىو ذلك ا‪١‬تبلغ الذي تتقاضاه ىيئة التأمُت ا‪١‬تباشر لتغطية ا‪١‬تصاريف اليت ٖتملتها يف‬
‫سبيل حصو‪٢‬تا على تلك العملية‪.‬‬
‫‪ ‬عقد إعادة التأمين‪:‬و ىو إتفاق بُت ىيئتُت ‪٫‬تا ا‪١‬تؤمن األصلي وىيئة إعادة التأمُت‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وظائف إعادة التأمين‬
‫تقوم شركات التأمُت باالكتتاب يف أخطار ‪٥‬تتلفة القيمة ‪ ،‬ويف الوقت نفسو تسعى جاىدة لتغطية ىذه األخطار‬
‫خاصة القادرة على توليد خسائر كبَتة قد تعرض توازهنا ا‪١‬تارل للخطر ورٔتا تذىب هبا ‪ٟ‬تد اإلفالس‪ ،‬كاألخطار‬
‫الكبَتة مثل الطائرات و ا‪١‬تصانع الكبَتة و‪٨‬تو ذلك‪ ،‬الن تعويضاهتا عند ٖتقق ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو قد تتجاوز‬
‫إمكانياهتا ا‪١‬تالية‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراىيم علي إبراىيم عبد ربو‪،‬مبادئ التأمُت ‪،‬الدار ا‪ٞ‬تامعية اإلسكندرية ‪،2006،‬ص‪ ،390‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ - 2‬عيد أ‪ٛ‬تد أبو بكر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.252‬‬
‫‪ - 3‬أسامة عزمي سالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪. 171‬‬

‫‪19‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫فكان لزاما على شركات التأمُت معرفة جزء من أموا‪٢‬تا ا‪٠‬تاصة والذي ستخاطر بفقدانو خالل دورة ما و بأي‬
‫احتمال ستفقده ‪٢ ،‬تذا كان أساس التأمُت ىو حساب االحتماالت أي احتمال ٖتقق خطر ما وبالتارل ٖتديد‬
‫قيمة ا‪٠‬تسارة النإتة لتحدد على ضوء ذلك قسط التأمُت ا‪١‬تطلوب ٖتصيلو من ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ‪ .‬ولكن غالبا ما ٭تدث‬
‫اختالف يف نتائج اإلحصاء النظرية عن النتائج الفعلية اليت ٖتصل يف الواقع‪ ،‬ويطلق على ىذا االختالف بالفروق‪،‬‬
‫فمهما بلغت دقة اإلحصاءات لدى شركات التأمُت ‪ ،‬فإن اختالف األخطار اليت ‪٬‬تمعها ا‪١‬تؤمن يف ‪٤‬تفظتو يؤدي‬
‫إذل حدوث فروق يف نتائج ىذه اإلحصاءات‪ ،‬وقد تكون ىذه الفروق كبَتة ‪٦‬تا يهدد نشاط ا‪١‬تؤمن‪ ،‬لذلك فإن‬
‫وكذا استبعاد احتمال‬ ‫ىذا األخَت يبحث دوما عن أ‪٧‬تع الوسائل اليت ٖتقق لو قدرا من التناسق بُت األخطار‬
‫اإلفالس وٕتعلو أقل ما ٯتكن‪.‬‬
‫أوال‪ /‬وسائل تحقيق التناسق بين األخطار في شركات التأمين ‪ :‬تلجأ شركات التأمُت إذل استعمال وسيلة أو‬
‫أكثر من الوسائل التالية لتحقيق ذلك و ىي ‪:1‬‬
‫‪ .1‬إما تقوم برفع تسعَتهتا ا‪٠‬تاصة بتغطية األخطار لكن قد تعرض نفسها بأن تكون يف وضع تنافسي غَت‬
‫جيد‪.‬‬
‫‪ .2‬وإما ترفض التأمُت على األخطار الكبَتة والعالية القيمة اليت ينشأ عن ٖتققها خسارة كبَتة ال قدرة ‪٢‬تا على‬
‫ٖتملها‪،‬ىذا األمر و إن كان ال ٭تدث عمليا يف الكثَت من ا‪ٟ‬تاالت كون شركات التأمُت العريقة ٘تلك‬
‫‪٤‬تافظ تأمينية متفاوتة يف قيم أخطارىا‪ ،‬إال أن ذلك ال ٯتنع بعض شركات التأمُت الناشئة لنقص يف مالءهتا‬
‫و خربهتا الفنية من رفض بعض أخطار الكبَتة ا‪١‬تعروضة عليها‪ٖ ،‬توطا من ا‪٠‬تسائر الكبَتة اليت تعرضها‬
‫لإلفالس و ىنا كذلك ستعرض نفسها ‪٠‬تطر ا‪ٟ‬تد من عملية االكتتاب وجعلها تقتصر على بعض العمالء‪.‬‬
‫تكون إحتياط كبَت تواجو به األخطار الغَت العادية وىذا ليس سهال يف ‪ٚ‬تيع األحوال إل رتفاع قيم‬
‫‪ .3‬وإما أن ّ‬
‫بعض األخطار بشكل ال يتناسب مع إحتياطي شركة التأمُت‪.‬‬
‫‪ .4‬وإما أن تقتصر مسؤوليتها على جزء من ا‪٠‬تطر وتقسم الباقي بُت مؤمنُت آخرين عن طريق التأمُت االقًتاين‬
‫(ا‪١‬تشًتك) ‪ ،‬وىذه الطريقة ليست سهلة على ا‪١‬تؤمن و ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم من حيث صعوبة حصو‪٢‬تم على التعويض‬
‫من شركات تأمُت متعددة و إرتفاع كلفة مثل ىذه الطريقة عليهم إداريا وماليا وىذا ما سيخلق ‪٢‬تا نوع من‬
‫عدم االستقاللية‪.‬‬

‫‪ -1‬أمُت عبد اهلل‪ ،‬دور إعادة التأمُت يف أسواق التأمُت‪٣ ،‬تلة الرائد العريب‪ ،‬عدد‪ ، 88‬ديسمرب‪ ،2005 ،‬ص‪.6‬‬

‫‪20‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .5‬وأخَتا قد تقبل الشركة ا‪٠‬تطر بأكملو مث تنقل جزءا من مسؤولياهتا عنو إذل آخر عن طريق إعادة التأمُت‪،‬‬
‫فبهذه الطريقة تضع شركات التأمُت لنفسها حدا أعلى اللتزاماهتا من ا‪٠‬تطر الذي تقبلو يف وثيقة تأمُت‬
‫واحدة أو يف فرع من فروع التأمُت‪ ،‬فهي ال ترفض األخطار الكبَتة اليت تعرض عليها ٔتا يزيد عن ىذا ا‪ٟ‬تد‬
‫بل تقبلها وتعيد تأمُت الزائد منها بأحد أشكال اإلعادة ‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬وظائف إعادة التأمين‪ :‬من خالل ما سبق عرضو عن ‪٥‬تتلف الوسائل اليت تلجأ ‪٢‬تا شركات التأمُت من‬
‫أجل ٖتقيق التناسق بُت األخطار‪ ،‬كانت عملية إعادة التأمُت ىي أفضل و سيلة لتحقيق ذلك و ‪٢‬تذه التقنية‬
‫وظائف عدة ٯتكن أن نذكرىا يف ما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬إن الوظيفة الرئيسية إلعادة التأمُت ىي ‪ٛ‬تاية شركات التأمُت ا‪١‬تباشر من التقلبات الشديدة يف نتائج‬
‫األعمال السنوية‪ ،‬فمن ا‪١‬تعروف أن حجم ا‪٠‬تسائر اليت تتعرض ‪٢‬تا ‪٤‬تافظ التأمُت ٗتتلف من سنة ألخرى‬
‫بسبب التفاوت يف عدد ا‪٠‬تسائر أو حجمها كنتيجة للعجز عن تطبيق قانون األعداد الكبَتة‪ ،‬و كنتيجة‬
‫للتقلبات العكسية يف التوقعات والظروف‪ ،‬كحدوث زلزال مفاجئ وكنتيجة للظروف احمليطة‪ ،‬على سبيل‬
‫ا‪١‬تثال زيادة معدالت التضخم وزيادة التعويضات اليت تصدرىا احملاكم‪ ،‬وتغَت القوانُت لصاحل العمال‬
‫وا‪١‬تصابُت‪ .‬ويف حالة عدم وجود إعادة التأمُت فإن الشركة ا‪١‬تباشرة سوف يقع عليها مباشرة عبء‬
‫االختالف يف نتائج األعمال من سنة ألخرى‪ ،‬ولكن إعادة التأمُت تعمل على نقل عبء ا‪٠‬تسائر الكبَتة‬
‫إذل معيد التأمُت ويبقى للشركة ا‪١‬تباشرة حصتها من ا‪١‬تبالغ اليت احتفظت هبا‪ ،‬حيث أن حجم ا‪٠‬تسائر اليت‬
‫تتحملها شركة التأمُت تكون متناسبة مع حدود إحتفاظها ومع أوضاعها ا‪١‬تالية‪.‬لذا فإن إعادة التأمُت تؤدي‬
‫إذل االستقرار ا‪١‬تارل لشركات التأمُت ْتيث ال يؤدي حادث واحد (مثل الزلزال أو العاصفة) إذل تدمَت‬
‫استقرارىا ا‪١‬تارل من خالل تراكم ا‪١‬تطالبات النإتة عن حادث واحد‪.‬‬
‫‪ .2‬تساعد إعادة التأمُت على توزيع عبء ا‪٠‬تسائر اليت يتعرض ‪٢‬تا االقتصاد الوطٍت لدولة ما إذل خارج حدود‬
‫الدولة‪ ،‬حيث تشًتك يف ٖتملها العديد من شركات وىيئات إعادة التأمُت يف العادل وتتضح أ‪٫‬تية ىذا الدور‬
‫إلعادة التأمُت يف حالة الكوارث الطبيعية وكذلك يف حالة حوادث ا‪ٟ‬تريق أو االنفجار اليت قد تأيت على‬
‫احد ا‪١‬تصانع الضخمة أو مصايف النفط مثال يف أحد الدول‪ .‬و بذلك فإن النتائج السيئة يف البلد ا‪١‬تنكوبة‬
‫ٯتكن ٗتفيف آثارىا بالنتائج ا‪ٞ‬تيدة يف البالد األخرى غَت ا‪١‬تنكوبة وذلك تطبيقا لقانون األعداد الكبَتة وىذا‬
‫ما يسمى التوزيع ا‪ٞ‬تغرايف لألخطار‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل داود‪ ،‬مقدمة يف إعادة التأمُت‪ ،‬دار ويذريب‪،‬لندن‪،1991 ،‬ص‪،5-4‬بتصرف‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬توفر إعادة التأمُت طاقات إستعابية كبَتة لشركات التأمُت ا‪١‬تباشر ْتيث ٘تكنها من قبول أخطار كبَتة تزيد‬
‫االحتفاظ هبا‪،‬‬ ‫عن طاقتها اإلحتفاظية‪ ،‬وكذلك ٘تكنها من قبول أخطار قد ال ترغب الشركة ا‪١‬تباشرة يف‬
‫وال شك أن ىذا الدور إلعادة التأمُت ٯتكن‬ ‫وبالتارل فإهنا تقبلها لتوفر إمكانية إعادة تأمينها بالكامل‪.‬‬
‫شركات التأمُت ا‪١‬تباشر من زيادة نشاطها وتوسيع عملياهتا ْتيث يتحسن مركزىا ا‪١‬تارل‪ ،‬وكذلك فإن إعادة‬
‫التأمُت تسهل على ا‪١‬تؤسسات الصناعية الضخمة أو شركات ا‪١‬تالحة والطَتان على سبيل ا‪١‬تثال إسناد ‪ٚ‬تيع‬
‫عمليات التأمُت إذل شركة تأمُت واحدة‪ ،‬بدال من االضطرار إذل التعامل مع العشرات بل رٔتا ا‪١‬تئات من‬
‫شركات التأمُت ‪.‬‬
‫‪ .4‬تقوم إعادة التأمُت أيضا بدور ىام ٯتكن أن نطلق عليو الدور التمويلي ‪ ،‬وذلك أن ىيئات الرقابة واإلشراف‬
‫على شركات التأمُت تفرض عليها حد أدىن للمالءة ْتيث أن صايف األقساط (‪٥‬تصوما منها األقساط‬
‫ا‪١‬تسندة إذل معيد التأمُت) ‪٬‬تب أن ال تزيد عن نسبة معينة من قيمة رأس ا‪١‬تال و االحتياطات ا‪ٟ‬ترة‪ ،‬و يف‬
‫ىذه ا‪ٟ‬تالة فإن إسناد العمليات إذل معيدي التأمُت ٮتفض من رقم صايف األقساط وٯتكن شركة التأمُت من‬
‫توسيع ‪٤‬تفظتها اإل‪ٚ‬تالية دون ا‪ٟ‬تاجة إذل زيادة رأس مالوا ‪ ،‬و يف حاالت أخرى فإن ىيئات الرقابة واإلشراف‬
‫تلزم شركات التأمُت باالحتفاظ بنسبة معينة من صايف األقساط لتكوين احتياطي ‪١‬تواجهة األخطار السارية‪،‬‬
‫مؤوي من األقساط الصافية بعد خصم‬
‫ويف ىذه ا‪ٟ‬تالة أيضا فإن االحتياطي ا‪١‬تطلوب تكوينو ٭تتسب كنسبة ة‬
‫األقساط ا‪١‬تسندة إذل معيد التأمُت ‪ ،‬وبالتارل تتمكن شركة التأمُت من توسيع عملياهتا دون ا‪ٟ‬تاجة إذل زيادة‬
‫رأ‪ٝ‬تال الشركة‪.‬‬
‫‪ .5‬ا‪ٟ‬تصول على ا‪٠‬تربة من معيد التأمُت ‪:‬إن شركات إعادة التأمُت لديها خربات مًتاكمة لسنوات عديدة‬
‫عندما تعرض على شركة التأمُت‬
‫يصل بعضها إذل أكثر من مئة سنة مثل شركة ميونخ إلعادة التأمُت‪ ،‬ف‬
‫أخطار جديدة وال ٘تلك معرفة جيدة عنها‪ ،‬فإهنا تستطيع االستفادة من خربات معيد التأمُت وا‪ٟ‬تصول على‬
‫ا‪١‬تشورة الفنية لالكتتاب يف مثل ىتو األنواع من التأمينات‪.‬وعند قبول أخطار يف مناطق جغرافية جديدة‪،‬‬
‫فقد تقرر شركة التأمُت فتح فروع يف مناطق بعيدة عن مركز عملها وبالتارل ليست لديها خربة عن طبيعة‬
‫األخطار يف تلك ا‪١‬تناطق‪ ،‬وتستطيع االستفادة من خربة ا‪١‬تعيد يف تلك ا‪١‬تناطق‪ .‬كذلك عند تأمُت أخطار‬
‫ٔتبالغ كبَتة‪ ،‬فإن معيد التأمُت يطلب معلومات فنية كثَتة عن ا‪٠‬تطر قبل تأمينو ومنها الكشف على موقع‬
‫ا‪٠‬تطر وبالتارل ٖتصل شركة التأمُت على خربة يف تأمُت األخطار الكبَتة وكيفية تقدير درجة خطورهتا‪.‬كما‬

‫‪22‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أن شركات التأمُت حديثة النشأة تفتقر إذل ا‪٠‬تربة الالزمة ‪١‬تزاولة نشاطها‪ ،‬إذ يقدم ا‪١‬تعيد ‪٢‬تا ا‪٠‬تربة الفنية‬
‫الالزمة اليت ٘تكنها من التحكم يف نشاطها وضمان إستمرارىا‪.‬‬
‫‪ .6‬ا‪ٟ‬تماية من الًتاكم‪ :‬قد تصدر شركة التأمُت وثائق تأمُت عديدة و ٔتبالغ تأمُت تقع ضمن طاقتها‬
‫االستيعابية‪،‬إال أن بعض ىذه الوثائق قد تغطي أخطار مركزة يف نفس ا‪١‬تنطقة وبالتارل وقوع خطر يف تلك‬
‫ا‪١‬تنطقة قد يؤدي إذل دفع تعويضات ٔتوجب أكثر من وثيقة لنفس ا‪ٟ‬تادث‪.‬و‪ٟ‬تماية شركة التأمُت من الًتاكم‬
‫تقوم الشركة بًتتيب بعض أنواع إتفاقيات اإلعادة ْتيث يتم ٖتديد ا‪ٟ‬تد األقصى ‪١‬تسؤولية شركة التأمُت‬
‫النا‪ٚ‬تة عن تراكم ا‪٠‬تطر‪ ،‬و‪٦‬تا يزيد عن ذلك يتحملو معيد التأمُت لغاية حد أقصى متفق عليو‪ .‬ويتم ترتيب‬
‫ترتيب إتفاقية لل‪ٛ‬تاية من التراكم لتأمُت‬ ‫ىذا النوع من اإلتفاقيات لكل نوع من األخطار فمثال يتم‬
‫الكوارث الطبيعية وإتفاقية أخرى للحماية من تالراكم للتأمُت البحري ‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تميز إعادة التأمين عن النظم المشابهة له‬
‫إن ما قد يشتبو بنظام إعادة التأمُت ما يلي‪: 1‬‬

‫أوال‪/‬إعادة التأمين والتأمين االقتراني ( أو ما يعرف بالتأمُت ا‪١‬تشًتك) ‪ :‬ويعٌت ذلك إشًتاك أكثر من شركة ىف‬
‫تغطية خطر معُت ويكون ا‪١‬تؤمن لو على علم بذلك وتكون كل شركة مسئولة عن حصتها مباشرة أمام ا‪١‬تؤمن لو ‪،‬‬
‫و ذلك من خالل وثيقة تأمُت ‪ٚ‬تاعية مصدرة تلتزم فيها كل شركة ْتصتها يف التعويض‪ .‬حيث انو يف حال وقع‬
‫ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منه يرجع ا‪١‬تؤمن لو على كل مؤمن ْتدود حصتو فقط فهم غَت متضامنُت ‪ ،‬فتتعدد عقود التأمُت مع‬
‫ا‪١‬تؤمن لو‪.‬‬

‫تعاقد شركة التأمُت ا‪١‬تباشر وحده ا مع ا‪١‬تؤمن لو على كل ا‪٠‬تطر مث تعيد التأمُت على ا‪ٞ‬تزء‬
‫بينما يف إعادة التأمُت ت‬
‫بقى مسئولة وحده ا يف مواجهة ا‪١‬تؤمن لو عن كل ا‪٠‬تطر ‪ ،‬فإذا‬
‫الزائد منو عن قدرتو ا لدى شركة إعادة تأمُت و ت‬
‫وقعت الكارثة تدفع التعويض للمؤمن لو مث تصفي حسابو ا مع معيد التأمُت ‪ ،‬أي يف إعادة التأمُت ىناك عقد‬
‫تأمُت واحد بُت ا‪١‬تؤمن لو و شركة التأمُت على أساسو يرجع ا‪١‬تؤمن لو عليها للمطالبة بالتعويض ‪ ،‬ويف الوقت ذاتو‬
‫يكون ىناك عقد إعادة تأمُت بُت ا‪١‬تؤمن ومعيد التأمُت وىذا ال عالقة للمؤمن لو بو‪.‬‬

‫حسام حطاب‪ ،‬إعادة التأمُت‪ ،‬مدونة قانونية‪ ،‬من خالل الرابط‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪http://hussamhattab.blogspot.com/2009/01/blog-post.html voir le: 7/07/2013 à 13 :30.‬‬

‫‪23‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ومنو إفن كل من ا‪١‬تؤمن لو وا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يفضلون إعادة التأمُت على التأمُت االقًتاين ‪ ،‬فا‪١‬تؤمن لو بإعادة التأمُت‬
‫يـُبَ ِسط على نفسو ويتجنب عملي ات معقدة بتعاملو مع مؤمن واحد ‪ ،‬وا‪١‬تؤمن يفضل إعادة التأمُت نظرا ‪٢‬تامش‬
‫ا‪ٟ‬ترية الذي يتمتع بو فهو غَت مضطر النتظار موافقة ا‪١‬تؤمن لو على عملية إعادة التأمُت‪ .‬لكنو ال يستطيع يف‬
‫التأمُت االقًتاين ٕتاىل ىذه ا‪١‬توافقة كما انو بالتأمُت االقًتاين يكون مضطرا لتقدًن زبونو (ا‪١‬تؤمن لو) للعديد من‬
‫ا‪١‬تؤمنُت ا‪١‬تنافسُت لو ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬إعادة التأمين و حوالة المحفظة‪ :‬إعادة التأمُت و حوالة احملفظة عمليتان ‪٥‬تتلفتان ٘تاما من حيث مضمون‬
‫كل منهما إذ ال تعد حوالة احملفظة ضمانة من ضمانات التأمُت ‪ ،‬إ‪٪‬تا ىي ال تعدو أن تكون عملية نقل لكل أو‬
‫بعض عقود شركة تأمُت إذل شركة تأمُت أخرى فيًتتب على ىذا النقل أن تؤول إذل شركة التأمُت احملال إليها‬
‫ا‪ٟ‬تقوق وااللتزامات اليت على الشركة احمليلة ‪ ،‬فتصبح الشركة احملال إليها دائنا جملموع ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ٔتوجب العقود‬
‫ا‪١‬تنقولة بااللتزامات اليت عليهم ومدينا ‪٢‬تم با‪١‬تبالغ اليت تعهد هبا إليهم احمليل‪ .‬بينما عملية إعادة التأمُت عبارة عن‬
‫مشاركة با‪١‬تخاطر وليس ٖتويال لوثيقة تأمُت من شركة ألخرى وبالرغم من كون عملية حوالة احملفظة أمر نادر عمليا‬
‫إال انو جائز إذ ال وجود دلنعو‪ .‬ويلجأ ا‪١‬تؤمن احمليل لتحويل ‪٤‬تفظتو التأمينية يف حاالت ‪٥‬تتلفة منها حالة اندماج‬
‫شركتُت للتأمُت أو يف حالة أرادت شركة وقف نشاطها يف فرع معُت ‪ ،‬و حوالة احملفظة ٗتتلف عن إعادة التأمُت‬
‫بأهنا ٖتتاج ‪١‬توافقة ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم لكي تكون نافذة ْتقو م‪.‬‬

‫‪٦‬تا سبق ذكره تتضح األ‪٫‬تية البالغة اليت تكتسيها عملية إعادة التأمُت ‪١‬تا توفره من إمتيازات و ُوفرات لشركات‬
‫التأمُت حا‪٢‬تا يف ذلك التغطية التأمينية اليت ٘تنحها شركات التأمُت ا‪١‬تباشر للمؤمن ‪٢‬تم‪ ،‬كما أن العالقة اليت ٕتمع‬
‫شركة التأمُت و معيد التأمُت ال بد أن توثق و تنظم بعقد ‪٬‬تمعهما يربز حقوق و التزامات كل طرف شأن ذلك‬
‫العالقة اليت ٕتمع طالب التأمُت بشركة التأمُت ا‪١‬تباشر و سنحاول دراسة عقد إعادة التأمُت و كذا خصائصو فيما‬
‫يأيت‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عقد إعادة التأمين‬


‫سنحاول يف ىذا ا‪١‬تطلب التعرف على عقد إعادة التأمُت‪ ،‬ا‪١‬تبادئ القانونية اليت ٖتكم ىذا العقد إلتزامات‬
‫ا‪١‬تتعاقدين وكذا اآلثار ا‪١‬تًتتبة عن إفالس أحد‪٫‬تا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪:‬تعريف عقد إعادة التأمين‬


‫ٯتكن تعريف عقد إعادة التأمُت بأنو عقد يتعهد ٔتقتضاه الطرف األول و ىو معيد التأمُت ‪ ،‬بأن يعوض الطرف‬
‫الثاين وىو ا‪١‬تؤمن عنهكل أو جزء من ا‪٠‬تسارة اليت يتحملها ٔتوجب عقد التأمُت األصلي‪ ،‬وذلك مقابل قيام‬
‫الطرف الثاين بسداد قسط إعادة التأمُت إذل الطرف األول‪.1‬‬
‫ويف عقد التأمُت األصلي يكون ‪٤‬تل التأمُت ىو الش يء ا‪١‬تادي ا‪١‬تعرض للخسارة أو ا‪١‬تسؤولية احملتملة‪ ،‬و ٔتعٌت‬
‫أدق فإن ‪٤‬تل التأمُت ىو ا‪١‬تصلحة ا‪١‬تالية للمؤمن لو يف الشيء موضوع التأمُت‪ ،‬أما يف عقد إعادة التأمُت فإن ‪٤‬تل‬
‫العقد ىو ا‪١‬تسؤولية اليت يتحملها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ٔتوجب عقد التأمُت ا‪١‬تباشر ‪.‬وعقد إعادة التأمُت يتم بُت طرفُت‬
‫‪٫‬تا ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ومعيد التأمُت ‪ ،‬أما ا‪١‬تؤمن لو األصلي فليس لو أي عالقة بعقد إعادة التأمُت وىو بالتارل ال‬
‫يكتسب أية حقوق وال يًتتب عليو أي إلتزامات ٔتوجب عقد إعادة التأمُت حيث أنو ليس طرفا فيو‪.2‬‬
‫أما ا‪١‬تشرع ا‪ٞ‬تزائري فقد عرفو يف ا‪١‬تادة الرابعة من األمر رقم ‪ 07/59‬ا‪١‬تؤرخ يف ‪ 25‬جانفي ‪1995‬م كما يلي " إن‬
‫عقد أو معاىدة إعادة التأمُت إتفاقية يضع ٔتوجبها ا‪١‬تؤمن أو ا‪١‬تتنازل على عاتق شخص آخر معيد للتأمُت أو‬
‫متنازل لو ‪ٚ ،‬تيع األخطار ا‪١‬تؤمن عليها أو على جزء منها ويبقى ا‪١‬تؤمن يف ‪ٚ‬تيع ا‪ٟ‬تاالت اليت يعيد فيها التأمُت‬
‫ا‪١‬تسؤول الوحيد إزاء ا‪١‬تؤمن لو"‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬إلتزامات طرفي عقد إعادة التأمين‬
‫سبق وأن ذكرنا أن عقد إعادة التأمُت يكون بُت الشركة ا‪١‬تسندة و معيد التأمُت ‪ ،‬ويعترب عقد إعادة التأمُت من‬
‫العقود ا‪١‬تلزمة للجانبُت حيث أن طرفيو يلتزمان بتعهدات متقابلة تلزمهما معا‪.‬‬
‫أوال‪ /‬إ لتزامات المؤمن المباشر ‪:‬يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بأن يدفع إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد ‪ٙ‬تن ٖتمل ىذا األخَت ‪ٞ‬تزء من‬
‫ا‪٠‬تطر الذي تعاقد عليو األول و أعٍت بذلك قسط إعادة التأمُت‪.‬كما يلتزم ب أ ن يرسل إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد قوائم‬
‫دورية‪.‬‬
‫‪ .1‬قسط إعادة التأمين‪ :‬و ىو ‪ٙ‬تن إعادة التأمُت الذي يلتزم ا‪١‬تؤمن احمليل بدفعو للمؤمن ا‪١‬تعيد ‪ ،‬مقابل ٖتمل‬
‫ىذا األخَت ‪ٞ‬تزء من األخطار اليت تعاقد األول عليها‪ .‬و ٗتتلف طريقة ٖتديد القسط تبعا للصور اليت‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبراىيم ا‪ٞ‬توىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ - 2‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -3‬ا‪ٞ‬تريدة الر‪ٝ‬تية للجمهورية ا‪ٞ‬تزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 13‬سنة ‪ ،1995‬ص‪.4‬‬

‫‪25‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫و ىذا ىو الغالب‪ ،‬و قد ٭تدد‬ ‫يأخذىا إتفاق إعادة التأمُت‪ ،‬فقد يكون جزءا من قسط التأمُت ا‪١‬تباشر‬
‫بطريقة مستقلة دون ارتباط بقسط التأمُت األصلي‪.1‬‬
‫‪ .2‬قوائم التطبيق‪ :‬حيث تستطيع من خال‪٢‬تا شركة إعادة التأمُت الوقوف على ما تلتزم بو و٘تكنها من مراقبة‬
‫إحًتام ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر لشروط اإلتفاق ا‪١‬تربم بينهما و هي على نوعين‪:2‬‬
‫‪ .3‬قوائم مؤقتة ( ‪ :)bordereaux provisoires‬تتضمن معلومات موجزة عن ا‪٠‬تطر ا‪١‬تؤمن منو ومقدار‬
‫(‪ )le plein‬اليت‬ ‫القسط ‪ ،‬و تبدو أ‪٫‬تية ىذا النوع من القوائم يف ا‪ٟ‬تاالت اليت تتعلق فيها بتعديل الطاقة‬
‫٭تتفظ هبا ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد‪.‬‬
‫‪ .4‬قوائم نهائية (‪ :)bordereaux définitifs‬و ىي قوائم تتعلق بكل خطر على حدا من األخطار اليت‬
‫يطبق عليها إتفاق إعادة التأمُت و تتضمن بيانات تفصيلية بشأن ا‪٠‬تطر‪ ،‬و بيان ا‪ٞ‬تزء الذي ٭تال إذل‬
‫ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد شهريا و القسط الذي قُيد ‪ٟ‬تسابو‪ .‬و ىذه القوائم النهائية ترسل إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد شهريا أو كل‬
‫ثالثة أو ستة أشهر‪ ،‬وىي تأخذ أرقاما مسلسلة وتقسم إذل ‪٣‬تموعات وفقا لنوع النقود اليت ينفذ هبا‬
‫احلساب ا‪ٞ‬تاري للمؤمن‬ ‫اإلتفاق‪ .‬و ا‪١‬تجموع الصايف الذي ٮتص ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد يُرحل يف هناية كل فًتة إذل‬
‫ا‪١‬تعيد الذي ينص اإلتفاق على فتحو لدى ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪.‬‬
‫كما ٯتكن أن يتفق إبتداء على عدم إرسا‪٢‬تا ويستعاض عنها بسجل خاص لدى ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يسجل فيو نصيبو‬
‫ونصيب شركة إعادة التأمُت بالنسبة لكل خطر أعيد التأمُت عليو وتتم احملاسبة على أساس ىذا السجل ‪،‬و لكن‬
‫يف الواقع أن قوائم التطبيق وسيلة ىامة للمؤمن ا‪١‬تعيد‪ ،‬يستطيع أن يراقب هبا ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من حيث التعريفة اليت‬
‫إتفاقات‬ ‫يطبقها و سياسة إبرام العقود اليت يتبعها‪ ،‬فاالستغناء عنها قد يؤدي إذل نتائج خطَتة يف بعض صور‬
‫هبا أصال‪،‬‬ ‫إعادة التأمُت‪ ،‬للسهولة اليت يستطيع هبا ا‪١‬تؤمن احمليل أن يُلقي على عاتق ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد أعباء ال يلتزم‬
‫كما أن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد ٭تُرم من الوسيلة اليت يراقب هبا مدى إلتزاماتو‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬إ لتزامات المؤمن المعيد ‪:‬تلتزم شركة إعادة التأمُت بًتك وديعة ( ‪ )dépôts‬لدى ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و ذلك‬
‫لتزم بدفع عمولة إعادة التأمُت عن العقود اليت يطبق عليها اإلتفاق‪ ،‬و أحيانا يدفع‬
‫ضمانا لتنفيذ إلتزاماتوا ‪ .‬كما ت‬
‫جزء من األرباح اليت ٖتققتىا عمليات إعادة التأمُت‪ ،‬و أخَتا يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد أن يدفع نصيبو يف تعويض الكارثة‬
‫إذل ا‪١‬تؤمن احمليل‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الودود ٭تي‪ ،‬إعادة التأمُت‪ ،‬مكتبة القاىرة ا‪ٟ‬تديثة‪،1960،‬ص‪.387‬‬


‫‪ - 2‬عبد الودود ٭تي‪ ،‬ا‪١‬ترجع السابق‪،‬ص ‪ ، 389‬بتصرف‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬وديعة الضمان‪ :‬يلزم القانون شركات التأمُت أن ٖتتفظ بإحتياطي كاف لتسوية إلتزاماهتا دلواجهة ا‪١‬تستأمنُت‬
‫أو ا‪١‬تستفيدين من عقود التأمُت‪ ،‬و ىذا االحتياطي الفٍت الذي يلتزم بو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ٭تسب دون خصم‬
‫األخطار اليت أعيد بشأهنا التأمُت‪ .‬و هتدف التشريعات بذلك إذل ‪ٛ‬تاية ا‪١‬تستأمنُت‪ ،‬خصوصا و أن ‪٢‬تم‬
‫امتيازا على أموال ا‪١‬تؤمن احمليل‪.‬و ٖتقيقا لذلك ال يرسل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد أقساط إعادة‬
‫التأمُت‪ ،‬و إ‪٪‬تا ٭تتفظ هبا ( أو بنسبة مئوية منها ) حىت القدر الكايف لتمثيل االحتياطي الفٍت لألخطار اليت‬
‫أعيد تأمُتىا‪ .‬و ا‪١‬تؤمن احمليل يفعل ذلك وفقا لشرط جرى العمل على إدراجو يف إتفاقات إعادة التأمُت‪ .‬و‬
‫على ذلك فالتعبَت " وديعة أو إيداع الضمان" ( ‪ )dépôts de garantie‬ال يؤدي ٘تاما ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تقصود‪،‬‬
‫ذلك أن األمر يتعلق ْتبس ا‪١‬تؤمن احمليل لألقساط اليت يستحقها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد‪ ،‬أكثر منو وديعة با‪١‬تعٌت‬
‫ا‪ٟ‬تقيقي للكلمة ‪ .‬ىذه الوديعة اليت تتكون لدى ا‪١‬تؤمن احمليل ٗتصص لضمان دفع التعويضات اليت يلتزم‬
‫بدفعها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد للمؤمن احمليل‪ ،‬و ‪٬‬توز ‪٢‬تذا األخَت أن ٮتصم منها دون أن يكون ٖتت ر‪ٛ‬تة التقلبات‬
‫ا‪١‬تالية اليت يتعرض ‪٢‬تا ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد‪.1‬‬
‫شرطا ٔتقتضاه يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد أن يدفع عمولة‬ ‫‪ .2‬العمولة‪:‬تتضمن إنفاقات إعادة التأمُت عادة‬
‫(‪ )commission‬إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪ٖ ،‬تدد بنسبة مئوية معينة من أقساط إعادة التأمُت‪ .‬و تربر ىذه‬
‫العمولة بأن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يتحمل نفقات ‪٥‬تتلفة من إكتساب و إدارة العقود اليت يطبق عليها إتفاق إعادة‬
‫التأمُت‪ ،‬و العدالة تقضي بأال ٭تصل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد على فائدة من وراء ىذه العقود إال إذا ساىم يف نفقات‬
‫اكتساهبا و إدارهتا‪ .‬و على ذلك ال يتعلق األمر بعمولة ٔتعٌت الكلمة و إ‪٪‬تا ٔتسا‪٫‬تة يف نفقات ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‬
‫ا‪٠‬تاصة باألخطار اليت أعيد تأمينها‪.2‬‬
‫‪ .3‬المشاركة في األرباح‪ :‬و إذل جانب العمولة تنص إتفاقيات إعادة التأمُت عادة على حق ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يف‬
‫مشاركة ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد بنسبة مئوية معينة يف األرباح الصافية اليت حققها ىذا األخَت من إعادة التأمُت‪ .‬و‬
‫تًتاوح نسبة ا‪١‬تشاركة يف األرباح بُت ‪ %5‬و ‪ 2%‬من الربح الصايف للمؤمن ا‪١‬تعيد ‪ ،‬و يقدر ىذا الربح على‬
‫أساس األقساط اليت يستحقها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد ‪٥‬تصوما منها القدر الذي دفعو يف تعويض الكوارث و‬
‫‪ 3%‬إذل ‪ 5%‬مقابل‬ ‫االحتياطي الفٍت و عمولة إعادة التأمُت‪ ،‬و أحيانا يضاف إذل ىذه ا‪١‬تبالغ من‬
‫مصاريف اإلدارة اليت يتحملها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الودود ٭تِت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ .90‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الودود ٭تِت‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ .90‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الطيف عبود‪ ،‬مدخل إلعادة التأمُت‪ ،‬مكتب ا‪٠‬تدمات الطباعية‪ ،‬دمشق‪ ، 1985 ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪27‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .4‬تسوية الكارثة ( ‪:)règlement de sinistre‬يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد أن يدفع إذل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر نصيبو يف‬
‫تعويض الكوارث و وفقا للشروط الواردة يف إتفاق إعادة التأمُت ‪ .‬و ىذا اإللتزام ال يتحدد بصفة مستقلة و‬
‫إ‪٪‬تا يتحدد على أساس إلتزام ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ألنو ٮتضع ‪١‬تبدأ وحدة ا‪١‬تصَت (‪،)identité de la fortune‬‬
‫الذي ‪٬‬تعل مصَت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد تابعا ‪١‬تصَت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬اآلثار المترتبة عن إفالس أحد طرفي عقد إعادة التأمين‪:‬‬
‫ٗتتلف اآلثار اليت تًتتب عن إفالس ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر عن اآلثار ا‪١‬تًتتبة ع ن إفالس شركة إعادة التأمُت و ىذا ما‬
‫‪٨‬تاول إستعراضو كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬إفالس شركة إعادة التأمين ‪ :‬جرت العادة أن يتضمن إتفاق إعادة التأمُت شرطا يعطي ا‪ٟ‬تق للمؤمن ا‪١‬تباشر‬
‫بان يفسخ اإلتفاق عند إفالس شركة إعادة التأمُت ‪ ،‬نظرا لعدم قدرهتا على تقدًن الضمان بعد إفالسها‪.‬كما ٭تق‬
‫للمؤمن ا‪١‬تباشر يف ‪ٚ‬تيع ا‪ٟ‬تاالت اإلحتفاظ بالوديعة وكل ما ٖتت يده على سبيل الضمان حىت يستويف حقو‬
‫وٕتري ا‪١‬تقاصة بُت ما يكون يف ذمة شركة إعادة التأمُت للمؤمن ا‪١‬تباشر وما يكون ٖتت يد ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر لشركة‬
‫إعادة التأمُت ‪ ،‬وال ٯتنع اإلفالس إجراء ىذه ا‪١‬تقاصة نظرا لوجود ارتباط بُت الدينُت ‪ ،‬و يتقدم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر على‬
‫سائر دائٍت التفليسة بالنسبة للوديعة ألنو صاحب حق ‪٦‬تتاز ‪١‬تا لو من رىن عليها ‪.1‬‬

‫ثانيا‪/‬إفالس المؤمن المباشر ‪:‬يف حال إفالس ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر إ‬


‫فن عالقتو مع ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ٮتتلف وضعها عن عالقتو‬
‫فن ‪٢‬تم ا‪ٟ‬تق يف التنفيذ على القيم ا‪١‬تنقولة سواء أكانت للمؤمن‬
‫مع شركة إعادة التأمُت ‪ ،‬فبالنسبة للمؤمن ‪٢‬تم إ‬
‫ا‪١‬تباشر أو لشركة إعادة التأمُت ألهنا ستكون يف ىذه ا‪ٟ‬تالة مرىونة للمؤمن ا‪١‬تباشر وىو مدينهم ‪ ،‬أما بالنسبة لشركة‬
‫إعادة التأمُت فينبغي التفرقة بُت حقوق شركة إعادة التأمُت و إلتزاماهتا‪ ،‬فبالنسبة ‪ٟ‬تقوق شركة إعادة التأمُت فإهنا‬
‫تعترب دائن بالوديعة اليت تضعها ٖتت تصرف ا‪١‬تؤمن ‪ ،‬أما القيم ا‪١‬تنقولة فيستطيع وكيل التفليسة االستيالء عليها‬
‫لصاحل ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم الذين ‪٢‬تم حق امتياز عليها كوهنا مسجلة باسم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ‪ .‬و عادة ٗتلو إتفاقات إعادة‬
‫التأمُت من شرط يعطي لشركة إعادة التأمُت حق الفسخ ‪ ،‬والراجح فيىا أن إفالس ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ال يؤثر على‬
‫إ لتزامات شركة إعادة التأمُت وال تضار منو لكن يف حال مزا‪ٛ‬تة دائٍت التفليسة ومطالبة ا‪١‬تفلس ْتقوقو فان شركة‬
‫إعادة التأمُت ٘تنح طلب الفسخ أو الدفع بعدم التنفيذ فيما عدا حدود ما تتقاضاه من أقساط إعادة التأمُت أو‬

‫‪ -1‬حسام حطاب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ٕتري مقاصة بُت ديوهنا للتفليسة وديوهنا عليها ‪ .‬وما يربر إعطاء شركة إعادة التأمُت حق فسخ العقد من تاريخ‬
‫إفالس ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر عن ا‪١‬تدة الباقية ىو أن شركة إعادة التأمُت لن تتقاضى أقساط من ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ا‪١‬تفلس‪.‬‬

‫فن اإلشكالية تثور يف مدى إلتزام شركة إعادة التأمُت إٕتاه ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‬
‫وبالنسبة إللتزامات شركة إعادة التأمُت إ‬
‫بالنسبة لتعويض الكوارث يف ا‪ٟ‬تالة اليت ال يستويف فيها ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ديوهنم ‪ ،‬و ا نقسم الفقو هبذا الصدد إذل عدة‬
‫إتاىات فمنهم من استند ‪١‬تبدأ وحدة ا‪١‬تصَت بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر وشركة إعادة التأمُت ‪ ،‬وقال أن شركة إعادة التأمُت‬
‫تلتزم بالقدر الذي يويف بو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر إلتزامو قبل ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ‪ ،‬ويستند ىؤالء أيضا إذل منع ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من أن‬
‫يثرى بال سبب على حساب شركة إعادة التأمُت بأن يأخذ منها أكثر ‪٦‬تا يدفع ‪.‬‬

‫ا دفعو‬ ‫ويرى إٕتاه آخر وىو االٕتاه الغالب ‪ ،‬أن شركة إعادة التأمُت تلتزم بشكل كامل بدفع ما يتوجب عليو‬
‫ٔتقتضى اإلتفاق بغض النظر عما يدفعو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر للمؤمن ‪٢‬تم ‪ ،‬ذلك أن إلتزامات شركة إعادة التأمُت تنحصر‬
‫بينها وبُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر وال تربطها صلة ٔتجموع ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم ‪.1‬‬

‫وأخَتا و بعد أن تعرفنا على التأمُت و إعادة التأمُت و كذا العقد الذي ‪٬‬تمع شركة التأمُت ا‪١‬تباشر با‪١‬تعيد‪٬ ،‬تب‬
‫أن نشَت إذل أن شكل إبرام عقود إعادة التأمُت يختلف حسب نوع األخطار ا‪١‬تؤمن منها ‪ ،‬فقد يكون العقد‬
‫ين و غَت ذلك من‬
‫يراي للمؤمن و إجباراي ‪١‬تعدي التأمُت أو قد يأخذ شكل اإلتفاقةي ا‪١‬تلزمة للطرف‬
‫اخت‬
‫يراي و إما ا‬
‫خت‬
‫إ ا‬
‫صور اإلعادة وىذا ما سنحاول إستعراضو يف ا‪١‬تبحث التارل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق و صور اإلسناد و القبول في إعادة التأمين‬

‫لقد رأينا أن إعادة التأمُت عملية يقصد هبا نقل جزء من ا‪٠‬تطر الذي يتحملو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر إذل عاتق آخر ىو‬
‫ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد‪ ،‬ىذه العملية تأخذ يف الواقع العملي طرقا ‪٥‬تتلفة لإلسناد ىذا من جهة وكذا توجد صور ‪٥‬تتلفة‬
‫للتغطية و ىذه التغطيات تتم يف أسواق اإلعادة اليت تتكون من عدة األطراف‪ ،‬وىذا ما ستناولو بشكل من‬
‫التفصيل يف ىذا ا‪١‬تبحث‪.‬‬

‫‪ -1‬حسام حطاب‪ ،‬ا‪١‬ترجع نفسو‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول ‪:‬طرق اإلسناد و القبول في إعادة التأمين‬


‫يقصد هبا األسلوب (الطريقة) الذي يتم بو اإلتفاق بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و بُت شركات التأمُت و إعادة التأمُت‬
‫األخرى‪ ،‬و تتعدد أوجو اإلسناد والقبول يف عمليات إعادة التأمُت بُت شركة التأمُت و ا‪١‬تعيد و ىي كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إعادة التأمين االختيارية‪:‬‬
‫تعترب إعادة التأمُت اإلختيارية من أقدم الطرق اليت زاولتها ىيئات التأمُت ا‪١‬تختلفة إذ تسبق يف وجودىا سائر‬
‫طرق اإلعادة ا‪١‬تعروفة‪ ،‬و قد أخذت ىذه التسمية من طبيعة العالقة بُت ا‪١‬تؤمن و ا‪١‬تعيد إذ أن كال طريف العالقة لو‬
‫حرية االختيار‪ ،‬فا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بعد قبولو التأمُت على ‪٣‬تموعة من األخطار فهو ٯتلك كامل ا‪ٟ‬ترية يف إنتقاء ا‪٠‬تطر‬
‫الذي يريد عرضو على معيد التأمُت‪ ،‬كما أنو ليس ملزما أبن يسند ‪ٚ‬تيع ما لديو من أخطار اذل ذات ا‪١‬تعيد نفسو‪،‬‬
‫فلو أن يتنقل بأخطاره من معيد تأمُت آلخر باإلضافة إذل حرية ٖتديد ا‪١‬تبلغ الذي ٭تتفظ بو و ا‪١‬تبلغ الذي يعيد‬
‫تأمينو‪ .‬كما يكون ‪١‬تعيد التأمُت بدوره كامل ا‪ٟ‬ترية و ا‪ٟ‬تق يف قبول ا‪٠‬تطر ا‪١‬تعروض عليو او رفضو و ٖتديد ا‪١‬تبلغ‬
‫الذي يقبل تغطيتو‪.‬‬
‫إن كل خطر يعاد تأمينو إختيارا إ‪٪‬تا يستوجب عرضو بصورة منفردة على معيد التأمُت‪ ،‬و ترفق شركة التأمُت‬
‫"الشركة ا‪١‬تسندة" مع عرضها تلخيصا ‪ٞ‬تميع ا‪١‬تعلومات األساسية ا‪١‬تتعلقة با‪٠‬تطر‪ ،‬و اليت ٘تكن ا‪١‬تعيد من ا‪ٟ‬تكم‬
‫على كفاية سعر التأمُت و مالءمة شروط اإلعادة األخرى مث تبعا لذلك يكون لو حرية إٗتاذ القرار بقبول ا‪٠‬تطر‬
‫جزئيا أو كليا أو برفض االشًتاك فيو‪.1‬‬
‫أوال‪/‬إجراءات اإلكتتاب بإستخدام الطريقة اإلختيارية‪ :‬تتم عملية التنازل وفق ىذه الطريقة كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬يقوم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بتقدًن تفاصيل و معلومات وافية عن ا‪٠‬تطر (بيانات العملية ا‪١‬تراد إعادة تأمينها) يف‬
‫مذكرة و يقوم بإرسا‪٢‬تا إذل شركة أو شركات إعادة التأمُت ‪ ،‬و أىم ىذه البيانات‪ :‬إسم و عنوان ا‪١‬تؤمن لو‬
‫االصلي‪ ،‬نوع التأمُت واألخطار ا‪١‬تغطات و مبلغ التأمُت‪ ،‬مدة التأمُت و قيمة القسط ا‪١‬تستحق و طريقة‬
‫سداده‪ ،‬و قيمة ا‪ٞ‬تزء الذي سيحتفظ بو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من مبلغ التأمُت األصلي‪ .‬ويف حالة األخطار الكبَتة‬
‫فإن الشركة ا‪١‬تسندة قد تزود معيدي التأمُت احملتملُت بتقارير معاينة تفصيلية‪.‬‬
‫‪ .2‬يقوم معيد التأمُت بدراسة بيانات ا‪١‬تذكرة مث الرد عليها سواء بالرفض أو القبول‪ ،‬ويف ا‪ٟ‬تالة األخَتة ٖتدد‬
‫مقدار ا‪ٞ‬تزء الذي تقبل إعادة تأمينو و توقع على ا‪١‬تذكرة و معها إشعار تغطية مؤقت يتضمن تعهده بقبول‬
‫تغطية كل أو جزء من ا‪٠‬تطر ‪ ،‬و يبدأ إلتزام معيد التأمُت من تاريخ توقيعو فإن دل يغطى ا‪ٞ‬تزء ا‪١‬تراد إعادة‬

‫‪-1‬عبد الطيف عبود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪30‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫تأمينو بالكامل‪ ،‬فيعرض ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر نفس اإلشعار على شركة إعادة تأمُت أخرى و ىكذا حىت يتم تغطية‬
‫ا‪١‬تبلغ ا‪١‬تراد إعادة تأمينو بالكامل‪.‬‬
‫‪ .3‬يلي ذلك إرسال ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر لكل شركة من شركات إعادة التأمُت اليت وقعت على اإلشعار السابق‪،‬‬
‫بإرسال مستند يسمى قسيمة إقفال إعادة التأمين اإلختيارية ‪ ،‬و ال ٗترج بيانات ىتو القسيمة تقريبا عن‬
‫البيانات اليت يتضمنها اإلشعار ا‪٠‬تاص السابق‪ ،‬و تصدر نسختُت من ىذه القسيمة‪ ،‬ويُرفق هبا إشعار إضافة‬
‫بقيمة صايف قسط إعادة التأمُت ا‪١‬تستحق‪.‬‬
‫‪ .4‬يقوم معيد التأمُت بالتوقيع على نسخة القسيمة و إعادهتا إذل الشركة ا‪١‬تسندة و ٭تتفظ باألصل يف سجالتو‪،‬‬
‫إشعار‬ ‫و يرسل معها قسيمة إشعار خصم بقيمة القسط ا‪١‬تطلوب من الشركة ا‪١‬تباشرة‪.‬و ٯتثل كل من‬
‫اإلضافة و إشعار الخصم ا‪١‬تستندات احملاسبية الال زمة لتقيد أقساط التأمُت اإلختيارية يف دفاتر كل من‬
‫الشركة ا‪١‬تسندة وا‪١‬تعيدة على التوارل ‪.‬عند حلول ميعاد ٕتديد عقد إعادة التأمُت‪ ،‬تقوم كل شركة من شركات‬
‫إعادة بإصدار إشعار خاص بالتجديد ٔتا يفيد ا‪١‬توافقة على إستمرار العقد أو إلغاؤه‪ ،‬فإذا دل ترغب إحدى‬
‫الشركات باإلستمرار يف ٖتمل ا‪٠‬تطر بعد إنتهاء ا‪١‬تدة ا‪١‬تتفق عليها عن ا‪ٞ‬تزء الذي قبلتو‪ٗ ،‬تطر ا‪١‬تؤمن‬
‫ا‪١‬تباشر ٔتا يفيد ذلك خالل ا‪١‬تدة ا‪١‬تتفق عليها (عادة ثالث أشهر قبل إنتهاء مدة التغطية)‪ ،‬على أن يقوم‬
‫ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بعد تلقيو ‪٢‬تذا األخطار بالبحث عن معيد تأمُت آخر ٭تل ‪٤‬تل معيد التأمُت الذي يرغب يف‬
‫إ٘تام اإللغاء‪.1‬‬
‫ثانيا‪/‬الحاالت التي تلجأ فيها شركات التأمين للطريقة اإلختيارية‪ :‬يتم اللجوء ‪٢‬تذه الطريقة يف ا‪ٟ‬تاالت التالية‪:2‬‬
‫‪ .1‬قد ال يكون لدى الشركة ا‪١‬تسندة إتفاقية إعادة التأمُت لتغطية خطر من نوع معُت‪ ،‬فإذا إفًتضنا أن شركة‬
‫تأمُت ليس لديها إتفاقية إعادة التأمُت يف ‪٣‬تال أخطار الطَتان فال شك أهنا سوف تلجأ إذل إعادة التأمُت‬
‫بالطريقة اإلختيارية إذا رغبت يف ترتيب إعادة تأمُت على خطر طَتان‪.‬‬
‫‪ .2‬قد يكون ا‪٠‬تطر ا‪١‬تعُت و ا‪١‬تراد إعادة تأمينو من األخطار ا‪١‬تستثناة من اإلتفاقيات‪ ،‬فبعض إتفاقيات اإلعادة‬
‫يف فرع ا‪ٟ‬تريق مثال تستثٍت مصانع البًتوكيماويات و لذلك تكون إعادة التأمُت اإلختيارية ىي الطريقة‬
‫الوحيدة ا‪١‬تتاحة إلعادة تأمُت خطر من ذلك النوع‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراىيم علي إبراىيم عبد ربو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.313‬‬


‫‪ - 2‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪31‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬يف بعض ا‪ٟ‬تاالت يكون ا‪١‬تبلغ احملتفظ بو لدى شركة التأمُت ا‪١‬تباشر نتيجة إلتفاقية معينة كبَتا ‪٦‬تا يعرض‬
‫الشركة للخطر‪ ،‬و لذلك فإهنا تظطر للبحث عن معيد تأمُت آخر إلعادة تأمُت جزء من ا‪١‬تبلغ احملتفظ بو‬
‫بالطريقة اإلختيارية‪.‬‬
‫‪ .4‬قد يكون ا‪٠‬تطر ا‪١‬تعُت مغطى بإتفاقية إعادة تأمُت‪ ،‬ولكن ا‪١‬تبلغ ا‪١‬تطلوب إعادة تأمينو يزيد عن حدود‬
‫اإلتفاقية و لذلك ال بد من إستخدام إعادة التأمُت اإلختيارية لتغطية القيم اليت تزيد عن حدود اإلتفاقية‬
‫‪ .5‬قد يكون ا‪٠‬تطر ا‪١‬تغطى يقع يف منطقة جغرافية ال تغطيها اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ .6‬قد ترغب الشركة ا‪١‬تسندة يف إعادة التأمُت بالنسبة ‪٠‬تطر معُت بالطريقة اإلختيارية بالرغم من إمكانية إسناده‬
‫إذل اإلتفاقية‪ ،‬و ذلك ‪ٟ‬تماية اإلتفاقية إذا إرتأت الشركة ا‪١‬تسندة أن إسناد ا‪٠‬تطر قد يؤدي إذل خسائر كبَتة‬
‫لإلتفاقية‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬مزايا و عيوب إعادة التأمين االختياري‪:‬‬
‫‪ .1‬المزايا‪:‬و تتمثل ىذه ا‪١‬تزايا يف‬
‫أ ‪ -‬متكن شركات التأمُت الصغَتة من ا‪١‬تنافسة على األخطار احمللية الضخمة و اليت تكون خارج نطاق طاقتها‬
‫اإلكتتابية أو اليت تكون خارج نطاق و شروط اإلتفاقية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تعطي الفرصة لتبادل ا‪١‬تعاملة بُت شركات التأمُت فيتبادلون األخطار الضخمة فيما بُتىم‪.‬‬
‫ج ‪ -‬متكن شركات التأمُت من تلبية طلبات عمالئها بقبول أخطار خارج نطاق قدرهتا االكتتابية‪.1‬‬
‫د ‪٘ -‬تكن ا‪١‬تؤمن االصلي من االحتفاظ بنفسو بالعمليات األقل خطورة و إعادة التأمُت للعمليات األخرى‬
‫ذات درجات ا‪٠‬تطر ا‪١‬ترتفعة‪ ،‬كما أهنا تعطي الفرصة لشركة إعادة التأمُت اإلكتتاب يف العمليات ا‪١‬تناسبة‬
‫او ا‪ٞ‬تيدة فقط و رفض العمليات األخرى األقل رْتية‪ ،‬و بالتارل قد تؤدي ىذه الطريقة إذل تعامل شركات‬
‫التأمُت مع بعضها على أساس متبادل‪.2‬‬
‫ه ‪ -‬تساعد ىذه الطريقة ا‪١‬تؤمن األصلي على التقليل من وقع بعض األخطار ذات القيم ا‪١‬ترتفعة اليت تسند يف‬
‫إختيارية إلستعاب مثل ىذه األخطار‬ ‫إتفاقياهتا الصادرة‪ ،‬و ذلك عن طريق عقد تغطية إعادة تأمُت‬
‫ا‪ٞ‬تسمية ليسهل إسنادىا إذل سوق إعادة التأمُت‪.3‬‬

‫‪ -1‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.26‬‬


‫‪ -2‬ثناء ‪٤‬تمد طعيمة‪٤،‬تاسبة شركات التـأمُت‪ ،‬إيًتاك للطباعة والنشر‪،‬مصر‪،2002،‬ص‪.67‬‬
‫‪ -3‬علي ‪٤‬تمود بدوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 174‬‬

‫‪32‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬عيوب هته الطريقة‪:‬و تتمثل يف‬


‫أ ‪ -‬ما يَعيب ىذه الطريقة ىو طول إجراءاهتا منذ قبول ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر للعملية حىت عملية إعادهتا‪ ،‬إذ تتطلب‬
‫جهدا و نفقات إدارية (اإلتصال بعدد من معيدي التأمُت و إعداد ا‪١‬تعلومات التفصيلية) فيًتتب عن‬
‫ذلك إ‪٩‬تفاض قيمة عمولة إعادة التأمُت اليت ٭تصل عليها ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من ا‪١‬تعيد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قبل أن تستطيع شركة التأمُت اإلستجابة لطالب التأمُت بقبول ا‪٠‬تطر الذي تزيد قيمتو عن طاقتها‪ ،‬فإهنا‬
‫ال تستطيع تأكيد التغطية التأمينية للمؤمن األصلي و بالسرعة اليت قد يرغبها إال بعد ا‪ٟ‬تصول على‬
‫التغطية الكاملة من معيدي التأمُت‪ ،‬وغالبا ما تكون الشركة ا‪١‬تسندة مضطرة لالتصال بعدد غَت قليل من‬
‫معيدي التأمُت الذين قد يقبلون حصصا بسيطة من ا‪٠‬تطر الستكمال إسناد ا‪ٞ‬تزء الفائض بأكملو‪ ،‬و يف‬
‫حالة األخطار الكبَتة قد يستغرق وقتا أطول ‪٦‬تا قد يعرض الشركة ا‪١‬تسندة ‪٠‬تسارة العملية التأمينية إن دل‬
‫تتمكن من ضمان التغطية للعميل يف الوقت ا‪١‬تناسب‪.‬‬
‫ج ‪ -‬قد يتحقق ا‪٠‬تطر خالل مرحلة التفاوض و ا‪١‬تراسالت و قبل توقيع ا‪١‬تعيد على مذكرة أو إشعار التغطية‪ ،‬و‬
‫بالتارل فإن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يتحمل ا‪٠‬تطر ٔتفرده‪.‬‬
‫د ‪ -‬يؤخذ أيضا على ىذه الطريقة أهنا ونتيجة ‪١‬تا ٖتتاجو من جهد مع معيد التأمُت من إتصاالت و ما شابو‬
‫ذلك‪ ،‬فإهنا ترفض الدخول يف ىذه العقود األمر الذي قد يسبب خسارة شركة التأمُت لبعض العمليات و‬
‫اإلساءة لسمعتها بأهنا غَت قادرة على ٖتمل األخطار‪.‬‬
‫ه ‪ -‬من العيوب ا‪١‬تنسوبة لعقود إعادة التأمُت اإلختياري ىو عدم التأكد من ٕتديد إعادة التأمُت يف هناية ا‪١‬تدة‬
‫التأمينية وذلك بسبب تقلبات السوق‪.‬‬
‫و أخَتا ال بد من اإلشارة بأنو بالرغم من عيوب ىذه الطريقة فهذا ال يعٍت استغناء شركات التأمُت عنها‪ ،‬إذ تعد‬
‫ىذه الطريقة دائما منفذا لشركات التأمُت تلجأ إليو يف الكثَت من أعما‪٢‬تا التأمينية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة التأمين اإلجبارية (اإلتفاقية)‬
‫بسب السلبيات اليت أُخذت على إعادة التأمُت االختياري خاصة فيما يتعلق بإنتظار موافقة ا‪١‬تعيد قبول تأمُت‬
‫عدمو‪ ،‬حيث أن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يظل فًتة من الزمن ال يعرف إن كان سيجد شركة تقبل إعادة تأمُت ما‬ ‫ا‪٠‬تطر ِمن ِ‬
‫ْ‬
‫يزيد عن قدرتو اإلحتفاظية أو ال‪ ،‬وكذا زيادة الطلب على إعادة التأمُت االختيارية و عدم كِفايتو بعقد يتم بالنسبة‬
‫لكل خطر على ِحدا‪ ،‬و لتّغلب على ىاتو ا‪١‬تساوئ و غَتىا من مساوئ إعادة التأمُت االختياري ظهرت طريقة‬
‫أخرى ىي إعادة التأمُت اإلجبارية أو ما أصطلح على تسميتها باإلتفاقية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ /‬تعريف إعادة التأمين اإلجبارية (اإلتفاقية)‪ :‬حيث يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر فيها بأن ٭تيل نسبة معينة و وفقا‬
‫لشروط ‪٤‬تددة إذل معيد التأمُت بعض األخطار ا‪١‬تتعاقد عليها‪،‬ويلتزم معيد التأمُت بقبو‪٢‬تا وذلك طبقا‬
‫لإلتفاق ا‪١‬تربم بينهما مسبقا‪ْ ،‬تيث تكون اإلحالة من قبل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و القبول من جانب معيد التأمُت‬
‫إجباريا على كل منهما ٔتقتضى ىذا اإلتفاق‪.1‬‬
‫وكما تعرف اإلتفاقية بأهنا عقد مكتوب بُت الشركة ا‪١‬تباشرة من ناحية و معيد التأمُت من ناحية أخرى‪ ،‬و ٔتوجب‬
‫ىذا العقد يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بإسناد كافة األخطار الواقعة ضمن اإلتفاقية إذل معيد التأمُت‪ ،‬و يف مقابل ذلك‬
‫يلتزم معيد التأمُت بقبول كافة اإلسنادات الواقعة ضمن اإلتفاقية بصورة تلقائية‪ ،‬و لذلك فهي ملزمة للطرفُت‬
‫(ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪ -‬معيد التأمُت)‪.2‬‬
‫و اإلتفاقية تعٍت أن ‪ٛ‬تاية تلقائية قد ضمنت ‪ٞ‬تميع األخطار اليت تقبلها و الداخلة يف نطاقها‪ ،‬إذ تنشأ مسؤولية‬
‫معيد التأمُت ٔتجرد إبرام عقد التأمُت األصلي بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و ا‪١‬تستأمن‪.‬‬
‫لذلك يطلق معيدو التأمُت على ىذا النوع من القبوالت مصطلح القبول األعمى‪ ،‬و ذلك ألن تفاصيل كل خطر‬
‫على حد ا ال ترسل إذل معيدي التأمُت‪ ،‬و لكنو يقبل عددا ضخما من األ خطار (الوثائق التأمينية ) ٔتجرد أن‬
‫برسال كشف حساب سنوي‬
‫تصدرىا شركة التأمُت دون أن يراىا أو يعرف تفاصيلها‪ ،‬حيث تقوم شركة التأمُت إ‬
‫أو نصف سنوي أو ربع سنوي (حسب شروط اإلتفاقية)‪ٗ ،‬تطر هبا ا‪١‬تعيد بإ‪ٚ‬تارل األقساط و إ‪ٚ‬تارل ا‪٠‬تسائر و‬
‫العموالت ‪ ...‬اخل و ذلك دون أةي تفاصيل لألخطار الفردية‪.‬‬
‫و اصطالح القبول األعمى إ‪٪‬تا ينبثق أساسا من مبدأ منتهى حسن النية حيث ا‪١‬تعيد قد وضع ثقتو يف شركة‬
‫التأمُت من خالل شهرهتا و طول فًتة التعامل معها‪ ،‬و مع ذلك قد ترسل شركة التأمُت كشف األخطار إذل معيد‬
‫التأمُت توضح فيو تفاصيل األخطار اليت أكتتبت فيها وأعادت تأمينها‪.3‬‬
‫عرض اإلتفاقية و شروطها على معيد التأمُت مرة واحدة قبل بداية سرياهنا ‪ ،‬ليحدد اشًتاكو و حصتو هبا بناء‬
‫وت‬
‫على شروط ىذه اإلتفاقية و مدى تناسبها مع قدر تو و طاقته‪ ،‬و بعدىا و خالل فًتة اإلتفاقية و اليت ٖتُدد يف‬
‫مْتنِها يكون ا‪١‬تعيد ملزم بقبول أي خطر تكتتبو شركة التأمُت و يدخل يف نطاق اإلتفاقية بقدر اشًتاكو هبا‪ ،‬كما‬
‫٭تدد نص اإلتفاقية فًتة زمنية يتوجب على ا‪١‬تعيد التقيد هبا يف حال قرر ا‪٠‬تروج من ىا و اليت غالبا ما تكون ثالثة‬

‫‪1‬‬
‫‪- François Couilbault - Constant Eliashberg, Les grandes principes de l’assurance, 8’édition , Paris,‬‬
‫‪2007, page 58.‬‬
‫‪ -2‬سعد السعيد عبد الرزاق‪ ،‬مصطفى عبد الغٍت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ - 3‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪34‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أشهر قبل إنقضاء فًتهتا‪ ،‬و تعرض اإلتفاقية و شروطها عند كل ٕتديد لسرياهنا على معيد التأمُت خاصة يف حالة‬
‫وجود أي جديد فيها‪ ،‬هبدف ٕتديد االشًتاك هبا مرة أخرى‪ .‬و‪٢‬تذه الطريقة كذلك ‪ٚ‬تلة من ا‪١‬تزايا و أخرى من‬
‫العيوب نعرضها فيما يلي‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬مزايا الطريقة اإلجبارية (اإلتفاقية)‪:‬‬
‫‪ .1‬لعل أىم ميزة ‪٢‬تذا النوع من إعادة التأمُت ىو أنو آرل يف آثاره ‪ ،‬إذ يؤدي إذل تغطية القدر الذي أعيد بشأنو‬
‫التأمُت دون حاجة إذل إتفاق جديد‪ .‬كما أن مسؤولية ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد عن ىذا القدر تنشأ يف نفس اللحظة‬
‫اليت تنشأ فيها مسئولية ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪.‬‬
‫‪ .2‬متكن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من قبول األخطار اليت يراىا زائدة عن طاقتو ‪ ،‬ألنو يعلم أن ىذه الزيادة سيضمنها‬
‫ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تعيد منذ ‪ٟ‬تظو إبرام الوثيقة األصلية‪ .‬و لذلك إفن ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر يستطيع أن يعطي لوكالئو تعليمات‬
‫شأن قبول األ خطار اليت يطبق عليها إتفاق إعادة التأمُت‪ ،‬دون احلاجة للرجوع إذل ا‪١‬تركز الرئيسي‬ ‫واضحة ب‬
‫للشركة‪.1‬‬
‫‪ٖ .3‬تقق إتفاقية إعادة التأمُت ‪١‬تعيد التأمُت فرصة ا‪ٟ‬تصول على حجم مناسب و منتظم من أعمال الشركة‬
‫ا‪١‬تباشرة ا‪١‬تكتتبة خالل فًتة سريان اإلتفاقية‪٦ ،‬تا ٭تقق للمعيد فرصة ا‪ٟ‬تصول على ‪٤‬تفظة عمليات أكثر توازنا‬
‫من احملفظة اليت ٯتكن أن ٭تصل عليها عن طريق إعادة التأمُت االختيارية‪.‬‬
‫‪ .4‬إ‪٩‬تفاض التكاليف اإلدارية إلعادة التأمُت لدى كل من الشركة ا‪١‬تباشرة و معيد التأمُت‪ ،‬فا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ال‬
‫٭تتاج إذل مفاوضات لألخطار اليت يعاد بشأهنا التأمُت يف كل مرة على حد ا‪.‬ىذا من جهة ومن جهة أخرى‬
‫بعداد كشوف إسناد‬ ‫كانت إتفاقيات إعادة التأمُت تنص يف البداية على ضرورة أن تقوم الشركة ا‪١‬تباشرة إ‬
‫تفصيلية و إ رسا‪٢‬تا دلعيد التأمُت الذي كان يقوم ٔتراجعتها و تدقيقها و تسجيلها يف سجالت خاصة‪ ،‬و‬
‫بستالم كشوف‬ ‫ٔترور الوقت إختفى الشرط ا‪٠‬تاص بكشوف اإلسناد التفصيلية ‪ ،‬و إ كتفى معيد التأمُت إ‬
‫حسابات ُربع سنوية أو حىت نصف سنوية من الشركة ا‪١‬تباشرة تتضمن ملخص حسايب لعمليات إعادة‬
‫التأمُت ا‪١‬تسندة إذل اإلتفاقية من أقساط و عموالت و تعويضات‪.2‬‬
‫‪ٖ .5‬تصل الشركة ا‪١‬تباشرة ٔتوجب إتفاقية إعادة التأمُت على عموالت أعلى من العموالت اليت ٖتصل عليها يف‬
‫إعادة التأمُت االختيارية‪ ،‬و يرجع ذلك إذل ا‪٩‬تفاض ا‪١‬تصاريف اإلدارية بالنسبة ‪١‬تعيد التأمُت باإلضافة إذل‬
‫حصولو على ‪٤‬تفظة عمليات متوازنة عن طريق اإلتفاقية‪.‬‬
‫و بعد إستعراض ا‪١‬تميزات ا‪١‬تذكورة أعاله‪ ،‬يتضح لنا أن إتفاقيات إعادة التأمُت توفر لكل من الشركة ا‪١‬تباشرة و‬
‫معيد التأمُت طريقة عملية منظمة و منخفضة التكاليف إلسناد ‪٤‬تفظة متكاملة من عمليات إعادة التأمُت‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الودود ٭تي‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.327‬‬


‫‪ -2‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.43‬‬

‫‪35‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪/‬عيوب الطريقة اإلتفاقية‪ :‬و تتمثل عيوب الطريقة اإلتفاقية فيما يلي‪:1‬‬

‫و إن كانت‬ ‫‪ .1‬يعترب ا‪١‬تؤمن األصلي ملزما بالتنازل عن جزء من عملياتو الداخلة يف نطاق اإلتفاقية حىت‬
‫عمليات جيدة أو كانت يف حدود طاقتو اإلستعابية‪ ،‬و اليت دل يكن ليعيد تأمُت جزء منها لوال وجود ىذه‬
‫اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ .2‬التزام معيد التأمُت بقبول ‪ٚ‬تيع العمليات اليت يتنازل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر عن جزء منها لَوُ طا‪١‬تا أهنا داخلة يف‬
‫نطاق اإلتفاقية‪ ،‬حىت و إن كانت ىذه العمليات رديئة (درجة خطورهتا عالية) و اليت دل يكن ليقبل تأمينها‬
‫لوال وجود ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫وٯتكن تلخيص ما سبق ذكره عن الطريقتُت يف ا‪ٞ‬تدول التارل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬مقارنة بين إعادة التأمين االختياري و إعادة التأمين اإللزامي اإلتفاقية"‬
‫إعادة التأمين االلزامي‬ ‫إعادة التأمين االختياري‬

‫‪ -‬شركة التأمُت ملزمة أبن تسند حصة أو نسبة من كل خطر‬ ‫‪ -‬شركة التأمُت غَت ملزمة أبن تسند أي خطر ‪١‬تعيد التأمُت‪،‬‬
‫يقع داخل نطاق و شروط اإلتفاقية‪ ،‬كما أن ادلعيد ملزم أبن‬ ‫و ادلعيد لو ا‪ٟ‬ترية أبن يقبل أو يرفض أي اخلطر معروض عليو‪.‬‬
‫يقبل تلك ا‪ٟ‬تصة‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد تغطية تلقائية من جانب معيد التأمُت بل ‪٬‬تب أن ‪ -‬التغطية تلقائية من جانب معيد التأمُت‪ ،‬فيكون مسؤوال عن‬
‫كافة الوثائق اليت تصدرىا شركة التأمُت دون ان تعرض عليو‬ ‫يُعرض عليو كل خطر و يقرر قبولو أو رفضو‬
‫تلك الوثائق ما دامت األخطار داخل نطاق و شروط‬
‫اإلتفاقية‬
‫‪ -‬تكون إعادة التأمُت على أخطار متعددة (وثائق متعددة و‬ ‫‪ -‬تتم عملية إعادة التأمُت االختيارية لكل خطر على حدا‪،‬‬
‫كثَتة)‪ ،‬ما دامت األخطار داخل نطاق و شروط اإلتفاقية‪.‬‬ ‫أي ان اإلعادة تتم على ا‪٠‬تطر الواحد‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب معلومات مفصلة عن كل خطر يقدم دلعيد التأمُت‪ - .‬يقبل معيد التأمُت األخطار بطريقة عمياء‪ ،‬فال ترسل اليو‬
‫تفاصيل كل خطر‪ ،‬بل يكون مسؤوال عن حصتو ٔتجرد صدور‬
‫وثائق التأمُت‪.‬‬
‫‪ -‬أقل تكلفة على ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‪.‬‬ ‫‪-‬أكثر تكلفة على ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر‬
‫‪ -‬يقدر قسط إعادة التأمُت غالبا بنسبة معينة من قسط‬ ‫‪ -‬يقدر قسط إعادة التأمُت بالنسبة لكل عملية على حدى‬
‫التأمُت ا‪١‬تباشر‬
‫ا‪١‬تصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على ما سبق ذكره‬

‫‪٦ -1‬تدوح ‪ٛ‬تزة أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ناىد عبد ا‪ٟ‬تميد‪ ،‬إدارة ا‪٠‬تطر و التأمُت‪ ،2003،‬ص‪.469‬‬

‫‪36‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫أخَتا ال بد لنا من القول أن إعادة التأمُت االختياري و إعادة التأمُت االلزامي‪ /‬اإلتفاقية تعتربان الشكلُت‬
‫الرئيسيُت إلعادة التأمُت‪ ،‬حيث ال ٯتكن االستغناء عن أي منهما يف عمل شركات التأمُت و اإلعادة معا‪ ،‬فبالرغم‬
‫من أن إعادة التأمُت اإللزامي جاءت شكال متطورا إلعادة التأمُت اإلتفاقي‪ ،‬يبقى لكل من ىذين النوعُت سواء‬
‫االختاري أو االلزامي شر وطو و كذا الظروف اليت اليستخدم إال فيو ا تحقياق للغاية و ا‪٢‬تدف من استخدامو‪ ،‬و‬
‫ىذا إن دل على شيء فإ‪٪‬تا يدل على قوة كل منهما و ا‪ٟ‬تاجة إليهما معا يف أعما ل اإلعادة بشكل عام حيث ‪٫‬تا‬
‫جوىرىا و النطاق العام لعملها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إعادة التأمين االختيارية ‪ /‬اإللزامية‬
‫٘تثل تغطية إعادة التأمُت االختيارية ‪ /‬اإللزامية الشكل الثالث إلسناد إعادة التأمُت ‪ ،‬و كما يتضح من االسم‬
‫إفن ىذه الطريقة ٕتمع بُت خصائص اإلعادة االختيارية من جهة و اإلعادة اإلتفاقية من جهة أخرى‪ ،‬حيث تعترب‬
‫إختيارية من جانب الشركة ا‪١‬تباشرة و ملزمة من جانب معيد التأمُت‪ .‬أي أن الشركة ا‪١‬تباشرة لديها كامل ا‪ٟ‬ترية يف‬
‫عملية اإلسناد من عدمه‪ ،‬بينما يوافق معيد التأمُت على قبول كافة العمليات ا‪١‬تسندة إليو من قبل ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و‬
‫على ذلك فإن التغطية إختيارية من جانب الشركة ا‪١‬تباشرة و إتفاقية (إلزامية) من جانب معيد التأمُت‪.1‬‬
‫و يستخدم ىذا النوع من إعادة التأمُت من جانب الشركة ا‪١‬تباشرة للحصول على طاقات إستيعايبة إضافية زيادة‬
‫عما توفره اإلتفاقيات العادية‪ ،‬وكذلك لتغطية عمليات التأمُت ا‪٠‬تاصة ببعض األخطار الكبَتة اليت قد ترد للمؤمن‬
‫ا‪١‬تباشر على فًتات متباعدة بدون إنتظام‪.2‬‬
‫و ىذا النوع من التغطيات غَت مرغوب فيو من جانب معيدي التأمُت‪ ،‬إذ أن حرية الشركة ا‪١‬تباشرة يف اإلسناد أو‬
‫عدم اإلسناد قد ‪٬‬تعلها تسند فقط العمليات السيئة لتلك التغطية بينما تسند العمليات ا‪ٞ‬تيدة لًتتيبات إعادة‬
‫فن تلك‬
‫التأمُت)‪ ،‬كذلك إ‬ ‫التأمُت األخرى‪ ،‬أي أن الشركة ا‪١‬تباشرة ٘تارس ما يطلق عليو (االنتقاء ضد معيد‬
‫التغطيات ينتج عنها عادة ‪٤‬تافظ غَت متوازنة إذ أهنا تستخدم عندما تتجاوز قيمة ا‪٠‬تطر ا‪١‬تعُت حدود اإلتفاقيات ‪،‬‬
‫و بالتارل إفن العمليات ا‪١‬تسندة تكون قليلة العدد و ال يوجد توازن بُت حجم األقساط و مبالغ التأمُت ا‪١‬تسندة‬
‫للتغطية‪ ،‬و نظرا الحتمال االنتقاء ضد معيد التأمُت اليت سبق ذكرىا إفن نتائج تلك التغطيات عادة تكون سيئة‪.3‬‬

‫‪ - 1‬سعد السعيد عبد الرزاق‪ ،‬مصطفى عبد الغٍت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪٦ - 2‬تدوح ‪ٛ‬تزة أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ناىد عبد ا‪ٟ‬تميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪. 470‬‬
‫‪ -3‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪37‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫فنو غالبا ما يتم اإلتفاق على ىذه الطريقة بعد ٖتديد ‪٣‬تموعة من القواعد و العوامل‬
‫و لتفادي ىذه ا‪٠‬تطورة‪ ،‬إ‬
‫األساسية التالية‪:1‬‬
‫‪ٖ- 1‬تديد تام و دقيق للخطر الذي يتم إعادة العمليات التأمينية ا‪٠‬تاصة بو؛‬
‫‪ٖ- 2‬تديد ا‪ٟ‬تد األقصى ‪١‬تبلغ التأمُت ا‪١‬تعاد تأمينو‪ ،‬و كذلك ٖتديد نسبتو إذل مبلغ التأمُت احملتفظ بو لدى‬
‫ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر؛‬
‫‪ٖ- 3‬تديد أساس حساب قسط إعادة التأمُت و كذلك عمولة إعادة التأمُت؛‬
‫‪ٖ- 4‬تديد مدة اإلتفاقية‪ ،‬و طريقة ٕتديدىا أو إهنائها و ا‪١‬تستندات الدورية اليت يلتزم ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر بإرسا‪٢‬تا‬
‫‪١‬تعيد التأمُت؛‬
‫حدا و عن االتفاقية بصفة‬ ‫‪ٖ- 5‬تديد ا‪ٟ‬تد األقصى إللتزام معيد التأمُت عن كل عملية إعادة تأمُت على‬
‫إ‪ٚ‬تالية‪.‬‬

‫‪ ،‬حىت ال يقع معيد التأمُت فريسة‬ ‫و كل ىذه الشروط و ا‪ٟ‬تدود يتم ٖتديدىا بُت طريف عملية إعادة التأمُت‬
‫االستغالل من جانب ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و اتقاءً للعمليات الرديئة‪.‬‬
‫اإللزامية تكون أقل من‬ ‫و ‪٬‬تب اإلشارة أ ن العمولة اليت ٖتصل عليها الشركة ا‪١‬تسندة يف التغطيات االختيارية ‪/‬‬
‫العموالت اليت ٖتصل عليها ٔتوجب اإلتفاقيات اإللزامية العادية‪ ،‬و لكنها قد تكون أعلى بدرجة طفيفة من‬
‫العموالت يف اإلعادة االختيارية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬طريقة اإلسناد بموجب القانون‬
‫يف ىذه ا‪ٟ‬تالة فإن إعادة التأمُت تتم ٔتوجب نص قانوين يصدر من الدولة‪ ،‬وذلك بإجبار ‪ٚ‬تيع شركات التأمُت‬
‫إذل شركة إعادة التأمُت‬ ‫العاملة يف القطاع على إسناد حصص (نسبة) من ‪ٚ‬تيع عملياهتا (إسنادات إلزامية)‬
‫(ا‪١‬تتخصصة ) التابعة للدولة‪ ،‬على أن تتوذل ىتو األخَتة بعد ذلك إعادة تأمُت جزء من ا‪ٟ‬تصص اليت تنازلت عنها‬
‫الشركات الوطنية خارج الوطن‪ .‬وهتدف الدول من خالل ىذه الطريقة من اإلسناد إذل دعم شركة إعادة التأمُت‬
‫ا‪ٟ‬تكومية من خالل ضمان كم من العمليات التأمينية ‪٢‬تا‪ ،‬باإلضافة لذلك التقليل من حجم أقساط إعادة التأمُت‬
‫الصادر للخارج أي ٔتعٌت ا‪ٟ‬تد من خروج العملة الصعبة إذل خارج البالد‪ ،‬وغالبا ما تستخدم ىذه الطريقة يف دول‬
‫االقتصاد ا‪١‬توجو‪.2‬‬

‫‪٤ -1‬تمد توفيق البلقيٍت‪ٚ،‬تال واصف‪،‬مبادئ إدارة التأمُت وا‪٠‬تطر‪،‬دار الكتب األكادمية‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬ص‪.681‬‬
‫‪٦ - -2‬تدوح ‪ٛ‬تزة أ‪ٛ‬تد‪ ،‬ناىد عبد ا‪ٟ‬تميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،473‬بثصرف‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫و أتخذ ىذه الطريقة أحد الشكلُت‪:1‬‬


‫أوال‪/‬االسنادات اإللزامية الكاملة‪ :‬و يف ىذه ا‪ٟ‬تالة يوجد يف الدولة شركة إعادة تأمُت واحدة ‪٦‬تلوكة للقطاع العام‬
‫تتوذل كافة عمليات إعادة التأمُت يف السوق‪ ،‬أي أن الشركات ا‪١‬تباشرة تقوم بإعادة التأمُت لدى تلك الشركة فقط‬
‫و ال يسمح ‪٢‬تا بإعادة التأمُت يف األسواق العا‪١‬تية‪ ،‬و تقوم شركة إعادة التأمُت الوحيدة بًتتيب إعادة إعادة التأمُت‬
‫يف األسواق العا‪١‬تية‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬االسنادات اإللزامية الجزئية‪ :‬حيث تلتزم الشركات ا‪١‬تباشرة بإسناد حصة معينة من إعادة التأمُت لدى شركة‬
‫إعادة التأمُت الوطنية‪ ،‬بينما تًتك ‪٢‬تا ا‪ٟ‬ترية يف إسناد ا‪ٟ‬تصص ا‪١‬تتبقية بالطريقة اليت تراىا مناسبة سواء لدى نفس‬
‫الشركة الوطنية أو لدى شركات داخل حدود الدولة أو إعادة تأمينها يف األسواق الدولية‪.‬‬
‫ولكن ما يعاب على طريقة اإلسناد ٔتوجب القانون أهنا تحد من حرية شركات التأمُت ا‪١‬تباشرة يف إعداد برامج‬
‫إعادة التأمُت بالطريقة اليت تراىا مناسبة‪ ،‬و كذلك إفن عموالت إعادة التأمُت عن االسنادات اإللزامية تكون عادة‬
‫أقل ‪٦‬تا تستطيع الشركات ا‪١‬تباشرة أن ٖتصل عليو من األسواق العا‪١‬تية‪.‬كما أهنا قد تلحق الضرر بشركة إعادة‬
‫التأمُت ا‪ٟ‬تكومية نفسها إذ أهنا قد تكون ملزمة بقبول االسنادات يف فرع تأمُت معُت رغم تدىور نتائجو بدرجة‬
‫كبَتة‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مجمعات إعادة التأمين‬

‫تعترب ىذه الطريقة حديثة و أسلوب خاص لإلسناد حيث يتم اإلتفاق بُت عدد من ا‪١‬تؤمنُت على تكوين ‪٣‬تمع يتم‬
‫فيو ٕتميع األخطار ذات الطبيعة ا‪٠‬تاصة (أخطار الزالزل‪ ،‬األخطار النووية ‪ )...‬و اليت يتعاقد عليها األعضاء‬
‫ا‪١‬تنظمون ‪٢‬تذا اجملمع بقصد إ‪٬‬تاد تغطية تأمينية ‪٢‬تا‪،‬كما يتم اإلسناد وكذا القبول وتوزيع ا‪٠‬تسائر و كذا األقساط‬
‫وفق ما أتفق عليو عند إنشاء اجملمعة (وسنتناول ىذا ا‪١‬توضوع والذي يعترب ‪٤‬تور ْتثنا و جوىره بشكل مفصل يف‬
‫الفصل الثاين)‪.‬‬
‫و مهما تنوعت الطرق اليت يتم هبا اإلسناد والقبول يف إعادة التأمُت فإهنا يف الواقع العملي تأخذ أشكاال أو‬
‫باألحرى صورا ‪٥‬تتلفة تعكس طبيعة العالقة بُت الطرفُت‪.‬‬

‫‪ -1‬سعد السعيد عبد الرزاق‪ ،‬مصطفى عبد الغٍت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪،52‬بتصرف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور إعادة التأمين ( الطبيعة الفنية للتغطية)‬


‫بغض النظر عن الطريقة اليت يتم هبا اإلتفاق بُت شركة التأمُت و ا‪١‬تعيد سواء كانت إختيارية‪ ،‬إلزامية ‪ ،‬إتفاقية أو‬
‫بنظام اجملمعة‪ ،‬فإنو يتم بعد ذلك ٖتديد مسؤوليات و حقوق الطرفُت ‪ٔ ،‬تعٌت آخر األساس الذي يتم بو تقسيم‬
‫اإللتزامات بُت الشركة ا‪١‬تباشرة و معيد التأمُت ‪ ،‬و ىذا ىو ا‪١‬تقصود بالطبيعة الفنية للتغطية حيث تنقسم عقود‬
‫اإلعادة حسب ىذا األساس إذل نوعُت رئيسيُت ‪٫‬تا‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إعادة التأمين النسبية ‪La réassurance proportionnelle‬‬
‫يف ظل ىتو التغطية يتم توزيع مبالغ التأمُت بُت الشركة ا‪١‬تباشرة و معيد التأمُت بنسب معينة متفق عليها و من مث‬
‫توزع أقساط التأمُت و التعويضات بُت الطرفُت بنفس النسب اليت وزعت هبا مبالغ التأمُت‪.‬‬
‫فمثال تتنازل شركة التأمُت عن نسبة مئوية معينة (‪ %60‬مثال) من مبلغ تأمُت كل خطر إذل معيد التأمُت‪ ،‬أما باقي‬
‫النسبة (‪ٖ )%40‬تتفظ هبا الشركة ا‪١‬تتنازلة ‪ٟ‬تساهبا ا‪٠‬تاص‪ ،‬و بنفس النسب (‪ ) %40، % 60‬يتم تقسيم األقساط‬
‫و كذا ا‪٠‬تسائر‪.‬‬
‫و تتم إعادة التأمُت النسيب بإتباع إحدى الطريقتُت إما على أساس الحصة النسبية ‪ ،‬و إما على أساس إعادة‬
‫التأمين بما جاوز الطاقة‪.‬‬
‫أوال‪ /‬إعادة التأمين على أساس الحصة النسبية ‪ :‬يقضي إتباع ىذه الطريقة من اإلعادة بأن تشًتك شركة إعادة‬
‫االلتزامات ا‪١‬تًتتبة عن العقد‬ ‫التأمُت مع شركة التأمُت اليت أصدرت عقد التأمُت األصلي يف ‪ٚ‬تيع ا‪ٟ‬تقوق و‬
‫األصلي طبقا للنسب احملددة لكل منهما ‪ ،‬و يعٍت ذلك ٖتمل ا‪٢‬تيئة ا‪١‬تسند لوا نسبة معينة من ا‪٠‬تطر الذي قبلتو‬
‫ىيئة التأمُت ا‪١‬تباشر يف مقابل نفس النسبة من القسط الذي مت ٖتصيلو ‪٥‬تصوما منو بالطبع عمولة إعادة التأمُت ‪،‬‬
‫وتتعهد ا‪٢‬تيئة ا‪١‬تعاد التأمُت لديها بدفع نفس النسبة من التعويضات ا‪١‬تستحقة للمؤمن لو ‪.1‬و تعترب إعادة التأمُت‬
‫على أساس ا‪ٟ‬تصة النسبية أبسط طرق اإلعادة‪ ،‬لذلك تتحصل شركة التأمُت (الشركة ا‪١‬تسندة ) على عمولة من‬
‫معيد التأمُت متفق عليها تكون عبارة عن نسبة مئوية من ‪٣‬تموع األقساط ا‪١‬تسندة إذل ا‪١‬تعيد‪.2‬‬
‫كما أن ا‪١‬تعيد يضع حدا أقصى ‪١‬تبلغ تأمُت ا‪٠‬تطر الذي تطبق عليو نسبة التنازل‪ ،‬ىذا ا‪ٟ‬تد األقصى يسمى القبول‬
‫اإلجمالي للشركة ا‪١‬تتنازلة و معيد ا‪ٟ‬تصة أو الحد األقصى للقبول اإلجمالي ‪ ،‬فعلى سبيل ا‪١‬تثال إذا كان القبول‬

‫‪ -1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪-2‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.53‬‬

‫‪40‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫فن نسبة‬
‫‪ٜ‬تسة ماليُت دينار‪ ،‬إ‬ ‫اإل‪ٚ‬تارل مليون دينار للخطر الواحد‪ ،‬و أمنت شركة التأمُت على خطر قيمتو‬
‫التنازل (‪ %60‬مثال) تطبق على مليون دينار فقط‪ ،‬ليكون معيد ا‪ٟ‬تصة مسئول على ستمائة ألف دينار فقط‪.1‬‬
‫مثال‪ :‬عقدت الشركة (أ) و ىي شركة تأمُت مباشر اتفاقية إعادة تأمُت على أساس ا‪ٟ‬تصة النسبية مع شركة (ب)‬
‫و ىي شركة إعادة التأمُت ‪ ،‬و ذلك على أساس أن ٖتتفظ الشركة (أ) بنسبة ‪ %20‬من كافة األخطار ا‪١‬تكتتبة يف‬
‫قسم ا‪ٟ‬تريق‪ ،‬و تقبل الشركة (ب) ‪ % 80‬من كل األخطار‪ْ ،‬تيث ال تزيد قيمة األخطار اليت توزع هبذه الطريقة‬
‫عن ‪ 10.000.000‬دوالر‪.‬‬
‫و ا‪ٞ‬تدول التارل يبُت تطبيق اإلتفاقية ا‪١‬تشار إليها أعاله‪:‬‬
‫الفائض‬ ‫اإلسناد إلى الشركة‬ ‫إجمالي مبلغ التأمين احتفاظ الشركة( أ)‬ ‫رقم الخطر‬
‫(ب)‬
‫‪-‬‬ ‫‪160.000‬‬ ‫‪30.000‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪400.000‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪500.000‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2.000.000‬‬ ‫‪8.000.000‬‬ ‫‪2.000.000‬‬ ‫‪12.000.000‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪5.000.000‬‬ ‫‪8.000.000‬‬ ‫‪2.000.000‬‬ ‫‪15.000.000‬‬ ‫‪10‬‬

‫و من توزيع ا‪١‬تبالغ ا‪١‬توضحة أعاله يتبُت لنا أن كافة مبالغ التأمُت الواقعة ضمن ا‪ٟ‬تد األقصى للحصة النسبية‬
‫( ‪ 10.000.000‬يف مثالنا ) توزع بنسبة ‪ %20‬لالحتفاظ و ‪ %80‬إلعادة التأمُت‪.‬‬
‫أما إذا زاد ا‪١‬تبلغ عن ‪ 10.000.000‬إفن ال ـ ‪ 10.000.000‬األوذل توزع بالنسب ا‪١‬تتفق عليها و ما زاد عن ذلك‬
‫يعترب زيادة عن حدود اإلتفاقية‪ ،‬و يتم إعادة تأمينو إما اختياريا أو بإسناده إذل إتفاقية الفائض اليت سيأيت ا‪ٟ‬تديث‬
‫عنها يف ما بعد‪.‬‬
‫مميزات و عيوب إتفاقيات إعادة تأمين الحصة النسبية‪ٖ :‬تقق إعادة التأمُت بوذا األ سلوب ا‪١‬تميزات التالية ‪:2‬‬
‫‪ .1‬سهولة التطبيق و ا‪٩‬تفاض التكاليف اإلدارية‪ :‬حيث أن ‪ٚ‬تيع األخطار اليت تزيد عن ا‪ٟ‬تد األقصى لإلتفاقية‬
‫األقساط و التعويضات‪ ،‬و عادة فإ ن عدد‬ ‫توزع بالنسب ا‪١‬تئوية ا‪١‬تتفق عليها و يطبق نفس التوزيع على‬
‫األخطار اليت تزيد قيمتها عن ا‪ٟ‬تد األعلى لإلتفاقية يكون ‪٤‬تددا و يسهل على الشركة ا‪١‬تباشرة احتساب‬
‫طريقة توزيعها بدون ‪٣‬تهود كبَت‪ .‬إن سهولة التطبيق ينتج عنها ا‪٩‬تفاض التكاليف اإلدارية حيث ال توجد‬

‫‪ -1‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬عادل داود‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.86-85‬‬

‫‪41‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫حاجة إذل توزيع كل خطر منفردا ما دامت قيمتو ال تتجاوز ا‪ٟ‬تد األقصى لإلتفاقية‪ ،‬كما أن تطبيق اإلتفاقية‬
‫ال يتطلب مهارة فنية عالية أو خربات خاصة ‪٦‬تا ٮتفض من تكاليف العمالة الالزمة‪.‬‬
‫‪ .2‬بالنسبة ‪١‬تعيد التأمُت إفنو ٭تصل على ‪٤‬تفظة عمليات متوازنة و ذلك بحصوله على حصة من كل األخطار‬
‫اليت تكتتبها الشركة يف فرع التأمُت ا‪١‬تعُت الذي تغطيو اإلتفاقية ‪٦ ،‬تا ٭تقق لو ا درجة عالية من التوازن بُت‬
‫دخل األقساط و ا‪١‬تسؤوليات‪.‬‬
‫‪ٖ .3‬تصل الشركة ا‪١‬تباشرة على عمولة إعادة تأمُت مرتفعة تزيد عن العموالت اليت ٖتصل عليها ٔتوجب‬
‫اإلتفاقيات النسبية األخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬إتفاقيات إعادة تأمُت ا‪ٟ‬تصة النسبية تناسب شركات التأمُت ا‪ٞ‬تديدة اليت ال يوجد لديها خربة كبَتة يف ‪٣‬تال‬
‫إعادة التأمُت ‪ ،‬كما أهنا تكون مناسبة يف حالة الدخول يف فرع تأمُت جديد دل يسبق للشركة ا‪١‬تباشرة‬
‫االكتتاب فيو ‪ ،‬أو عندما تبدأ اكتتاب أعمال يف منطقة جغرافية جديدة ‪ ،‬و يف ىذه ا‪ٟ‬تاالت ٯتكن للشركة‬
‫أن تبدأ اإلتفاقية بنسبة منخفضة من االحتفاظ على أن تزيد النسبة تدر‪٬‬تيا بزيادة خربة الشركة و قدرهتا‬
‫على االحتفاظ‪.‬‬
‫‪ .5‬إن إتفاقية ا‪ٟ‬تصة النسبية ٯتكن أن تشكل جزءا من برنامج متكامل إلعادة التأمُت يشمل إتفاقيات نسبية‬
‫أخرى‪ ،‬و تغطيات إعادة تأمُت غَت نسبية ( تغطيات زيادة ا‪٠‬تسارة)‪.‬‬

‫أما ما يعاب على إتفاقيات ا‪ٟ‬تصة النسبية‪ :‬أن الشركة ا‪١‬تباشرة تكون ملزمة بإعادة تأمُت ا‪ٟ‬تصة ا‪١‬تتفق عليها‬
‫من كل خطر مهما كان ا‪٠‬تطر صغَتا أو جيدا ‪ْ ،‬تيث ترغب الشركة يف االحتفاظ بو بالكامل أو بزيادة نسبة‬
‫احتفاظها منو‪ ،‬أي أن ىذه الطريقة قد تؤدي إذل زيادة أقساط إعادة التأمُت الصادرة‪ ،‬و االلتزام بإعادة تأمُت‬
‫بعض األخطار اليت ٯتكن للشركة ا‪١‬تباشرة االحتفاظ هبا دون أن تشكل عبئا عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬إعادة التأمين بما جاوز الطاقة‪ :‬يبقى أساس التوزيع ىنا كذلك بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر و ا‪١‬تعيد ىو مبلغ‬
‫التأمُت‪،‬حيث و وفقا ‪٢‬تذه الصورة يتم اإلتفاق بُت ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر وا‪١‬تعيد على أن ٭تتفظ ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر من كل‬
‫عملية ٔتبلغ ثابت يسمى ْتد اإلحتفاظ (‪ )la retention‬أو ا‪٠‬تط (‪ ،)line‬و ىو ٯتثل حدا أقصى ‪١‬تا يريد ا‪١‬تؤمن‬
‫ا‪١‬تباشر أن ٭تتفظ بو ‪ٟ‬تسابو ا‪٠‬تاص من كل خطر يقبلو‪ ،‬و الباقي من مبلغ التأمُت و الذي يسمى الزائد‬
‫( ‪ l’excédent‬أو ‪ )surplus‬أي ما يزيد عن ال َق ْدر الذي احتفظ بو ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر لنفسو‪ ،‬يتم يف اإلتفاقية‬
‫ٖتديد شركات اإلعادة اليت ستشًتك فيو و نصيب كل منها (نسبة مشاركتها) أي أن معيد التأمُت يشارك فقط يف‬
‫األخطار اليت يزيد مبلغ تأمينها عن حد احتفاظ الشركة ا‪١‬تتنازلة‪ ،‬ويتم تقسيم الفائض إذل خطوط بشرط أن قيمة‬

‫‪42‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫كل خط ال تزيد عن ا‪١‬تبلغ احملتفظ بو لدى ا‪١‬تؤمن ا‪١‬تباشر ‪ ،‬و يتم حساب نسب االحتفاظ واإلسناد بالنسبة لكل‬
‫خطر على حدا‪ ،‬و اليت يتم حساهبا على أساس نسبة حصة كل طرف من مبلغ التأمُت إذل إ‪ٚ‬تارل مبلغ التأمُت‬
‫لكل خطر و بناءً على نفس النسبة يتم تقسيم القسط و ا‪٠‬تسارة (يف حال حدوثها) و سنوضح كل ىذا يف‬
‫ا‪١‬تثال التارل ‪:‬‬
‫إذا كان حد احتفاظ شركة التأمُت ىو‪( 100000‬حد اإلحتفاظ=خط واحد =‪)100000‬‬
‫وكانت إتفاقية الفائض سعتها ‪ 8‬خطوط‬
‫معناه أن طاقة اكتتاب شركة التأمُت قدرىا ‪ 9‬خطوط (‪ )1+8‬أي تستطيع قبول أي خطر ْتد أقصى ‪900000‬‬
‫فإذا كانت لدينا األخطار التالية ‪:‬‬
‫الخسائر‬ ‫قسط التأمين‬ ‫إجمالي مبلغ التأمين‬ ‫رقم الخطر‬
‫‪200.000‬‬ ‫‪30.000‬‬ ‫‪250.000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪750.000‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪750.000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪250.000‬‬ ‫‪60.000‬‬ ‫‪500.000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪500.000‬‬ ‫‪120.000‬‬ ‫‪1.000.000‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للخطر ‪:1‬مبلغ تأمينه ‪250.000‬‬


‫االحتفاظ = خط واحد= ‪%40=250.000/100.000‬‬
‫اإلسناد ‪١‬تعيد تأمُت الفائض= ‪%60=250.000/150.000‬‬

‫‪ ‬بالنسبة لألقساط‪30.000 :‬‬


‫نصيب شركة التأمُت‪12000 =%40× 30.000 :‬‬
‫نصيب معيد التأمُت‪18000 =%60×30.000 :‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للخسائر‬
‫تتحمل شركة التأمُت ‪80.000 =%40×200.000:‬‬
‫و يتحمل معيدو التأمُت‪120.000 =%60×200.000 :‬‬
‫و بنفس الطريقة يتم احتساب و توزيع األقساط وا‪٠‬تسائر بالنسبة للخطر ‪ 2‬و ‪3‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للخطر ‪:4‬مبلغ تأمينه ‪1.000.000‬‬
‫اإلحتفاظ= خط واحد=‪%10=1.000.000 /100.000‬‬

‫‪43‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلسناد ‪١‬تعيد تأمُت الفائض (أقصى حد ىو ‪ 8‬خطوط) = ‪%80=800.000‬‬


‫و يتبقى ‪ 100.000‬فوق مسؤورلة ا‪١‬تعيد و لشركة التأمُت إحدى ا‪٠‬تيارين فإما تتحملها و يصبح احتفاظها ىو‬
‫‪ 200.000‬و إما تقوم بإعادة تأمينها إختياريا عند معيد تأمُت آخر‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لألقساط‪120.000 :‬‬
‫نصيب شركة التأمُت‪12.000 =%10× 120.000 :‬‬
‫نصيب معيد التأمُت‪96.000 =%80×120.000 :‬‬
‫نفس الشئ بالنسبة ‪١‬تا تبقى من األقساط ‪ 12.000‬تتحصل عليها شركة التأمُت أو معيد التأمُت االختياري‬
‫‪ ‬بالنسبة للخسائر ‪500.000‬‬
‫تتحمل شركة التأمُت ‪50.000 =%10×500.000 :‬‬
‫و يتحمل معيدو التأمُت‪400.000 =%80×500.000 :‬‬
‫ونفس الشئ ا‪ٞ‬تزء ا‪١‬تتبقي من ا‪٠‬تسارة ‪ 50.000‬تتحملها شركة التأمُت أو معيد التأمُت االختياري‬
‫إن مزايا إتفاقية الفائض بالنسبة للشركة ا‪١‬تسندة ىي‪:1‬‬
‫‪ .1‬ال يعاد تأمُت إال ا‪ٞ‬تزء الفائض من ا‪٠‬تطر أي ما يزيد عن طاقة الشركة يف االحتفاظ‪ ،‬بينما تكون الشركة‬
‫غَت ملزمة بإسناد أي جزء من اخلطر طا‪١‬تا أهنا ستحتفظ بو كامال ‪ ،‬و بالتارل فإهنا لن تسند أية أقساط‬
‫متأتية من األخطار الصغَتة و البسيطة اليت تكون يف نطاق اإلحتفاظ الذي قررتو لنفسها‪.‬‬
‫‪ٔ .2‬تا أن الشركة ا‪١‬تسندة ٖتتفظ ٔتبلغ ‪٤‬تدد من كل خطر ( خالفا للنسبة ا‪١‬تئوية يف إتفاقية ا‪ٟ‬تصة) ف إ ن ‪ٚ‬تلة‬
‫األعمال اليت احتفظت هبا ‪ٟ‬تساهبا تكون متجانسة و متناسقة إذل حد بعيد‪.‬‬
‫‪ .3‬باحتفاظ الشركة ا‪١‬تسندة ٔتبلغ ضخم من األخطار ا‪ٞ‬تيدة و ٔتبلغ اصغر من األخطار الرديئة‪ ،‬فإهنا تكون قد‬
‫احتفظت بنسبة أكبر من األعمال ذات الرْتية دون أن تصدرىا ‪١‬تعيدي التأمُت و بالتارل دون تصدير‬
‫أقساط اإلعادة ‪١‬تثل ىذه األخطار‪.‬‬

‫إن السلبية الرئيسية للشركة ا‪١‬تسندة يف حالة إتفاقية الفائض إ‪٪‬تا ىي إرتفاع التكاليف و ضرورة إستخدام شخص‬
‫ذو خربة ليقرر إحتفاظ الشركة لكل خطر من األخطار طبقا لنوعو و درجة تعرضو‪ ،‬و كذلك لتوزيع األقساط بُت‬
‫االحتفاظ و اإلعادة‪ ،‬و لكن إستخدام ا‪ٟ‬تسابات االلكًتونية قد قلل إذل حد كبَت من عبء ىذه ا‪١‬تسألة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الطيف عبود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫‪44‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫فن إتفاقية الفائض ٘تثل لو ‪٤‬تفظة غَت متوازنة من األعمال التأمينية ألن معيد‬
‫و من وجهة نظر معيد الفائض إ‬
‫الفائض قد يتحمل مسؤولية كبَتة يف مقابل أقساط قليلة‪ ،‬و قد يؤدي حادث كبَت إذل ابتالع أرباح عدة سنوات‬
‫مرْتة ‪١‬تعيد الفائض ‪ ،‬كما أن الشركة ا‪١‬تتنازلة ٖتتفظ ٔتقدار اكرب من األخطار ا‪ٞ‬تيدة‪.‬لذلك يفضل معيد التأمُت‬
‫إتفاقية ا‪ٟ‬تصة ألهنا أكثر توازنا من إتفاقية الفائض ألن معيد ا‪ٟ‬تصة يشارك يف كل خطر مع الشركة ا‪١‬تتنازلة حىت‬
‫األخطار الصغَتة جدا‪ ،‬بينما يشارك معيد الفائض يف األخطار الكبَتة فقط و اليت تزيد عن حد االحتفاظ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة التأمين غير النسبية ‪La réassurance non Proportionnelle‬‬
‫و لقد جاءت ىتو التسمية ألن ىذا النوع من عقود اإلعادة ال يعتمد على نسب مئوية لتوزيع مبلغ التأمُت‪ ،‬و من‬
‫‪ٙ‬تة القسط و ا‪٠‬تسارة لكل خطر (عكس ا‪ٟ‬تال يف إعادة التأمُت النسيب)‪ ،‬بل يعتمد على ٖتديد ٖتمل كل من‬
‫شركة التأمُت و ا‪١‬تعيد ‪١‬تبالغ ا‪٠‬تسارة يف حال وقوعها‪ .‬أي ال يوجد أي تقسيم ‪١‬تبلغ التأمُت يبُت الشركة ا‪١‬تباشرة و‬
‫ٖتملو‬
‫معيدي التأمُت‪ ،‬إ‪٪‬تا يتم توزيع ا‪١‬تسؤوليا ت على أساس أن تقرر الشركة مبلغ ا‪٠‬تسارة الذي تستطيع أن ت‬
‫سواء عن ا‪ٟ‬تادث الواحد أو ا‪٠‬تطر الواحد أو خالل سنة بكاملها‪ ،‬مث ترتب تغطية للخسارة اليت تزيد عن ذلك مع‬
‫معيدي التأمُت مقابل سعر معُت يتم اإلتفاق عليو‪.2‬‬
‫و تتم إعادة التأمُت الغَت نسبية ىي األخرى بإتباع إحدى الطريقتُت األوذل إتفاقية زيادة الخسارة أما الثانية فهي‬
‫إتفاقية وقف الخسارة‬
‫أوال ‪/‬إتفاقية زيادة الخسارة‪ٔ :‬تقتضى ىذه اإلتفاقية تقوم شركة التأمُت ا‪١‬تباشر بتحديد مبلغ ا‪٠‬تسارة اليت ترغب‬
‫يف ٖتملو و يطلق عليو األولوية )‪ ،(priorité‬و ترتب تغطية للخسائر اليت تزيد عن مبلغ األولوية تتحملو شركة‬
‫إعادة التأمُت‪ .‬و غالبا ما تربم ىذه اإلتفاقيات ‪ٟ‬تماية إحتفاظ شركة التأمُت‪ ،‬حيث و نتيجة لقيام الشركة ا‪١‬تسندة‬
‫بقبول العديد من العمليات ا‪١‬تعروضة عليها‪ ،‬ينتج عنو االحتفاظ ٔتبالغ كبَتة لعدة أخطار يف مكان واحد أو عدة‬
‫أماكن متقاربة و ينشأ عن ذلك تراكم غَت ‪٤‬تسوب‪ .‬لذلك كان من الضروري البحث عن طريقة ‪ٟ‬تماية إحتفاظ‬
‫الشركات ا‪١‬تباشرة إذا ما أصابتها كوارث غَت متوقعة‪ ،‬و من ىنا ظهرت فئة جديدة من معيدي التأمُت على‬
‫استعداد لدفع ذلك ا‪ٞ‬تزء من ا‪٠‬تسائر الذي يزيد عن ٖتمل الشركة ا‪١‬تباشرة و ذلك مقابل قسط ‪٤‬تدد تدفعو‬
‫الشركة ا‪١‬تباشرة ‪١‬تعيدي التأمُت‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪ -2‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪،69‬بتصرف‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫و يتميز ىذا النوع من اإلعادة ببساطة إجراءاتو و سهولة تطبيقو و قد ظهرت أ‪٫‬تيتو بوجو خاص بالنسبة لعمليات‬
‫إعادة تأمُت ا‪ٟ‬توادث و ا‪١‬تسؤوليات و الطَتان‪.‬وتنقسم إتفاقية ٕتاوز ا‪٠‬تسارة إذل عدة تغطيات‪:‬‬
‫(اإلتفاقية الشغالة أو العاملة)‪ :‬إن إتفاقية ٕتاوز‬ ‫‪ .1‬تغطية تجاوز الخسارة على أساس الخطر الواحد أو‬
‫ا‪٠‬تسائر للخطر الواحد ىي إتفاقية ٔتوجبها يكون ا‪١‬تعيد مسئوال عن أي خسارة فردية (واحدة) ‪٠‬تطر أصلي مفرد‬
‫مثال ا‪٠‬تسارة لسفينة واحدة‪١ ،‬تنزل واحد‪ ،‬إلرسالية بضائع‪.‬‬
‫تستخدم إتفاقية ٕتاوز ا‪٠‬تسائر للخطر الواحد لتغطية األخطار الفردية ذات القيمة ا‪١‬ترتفعة هبدف ٖتقيق التوازن يف‬
‫‪٤‬تفظة معينة‪ ،‬و لتقليل االحتفاظ الصايف للشركة ا‪١‬تسندة بالنسبة ألي خطر مفرد‪ ،‬و يدفع ا‪١‬تعيد ما يزيد عن‬
‫التحمل حىت حد أقصى متفق عليو ( يسمى الغطاء أو حد ا‪١‬تسؤولية للمعيد)‪.‬‬
‫يطلق عادة مصطلح اإلتفاقية الشغالة أو العاملة على إتفاقية ٕتاوز ا‪٠‬تسائر للخطر الواحد‪ ،‬ألنو من ا‪١‬تتوقع أن يتم‬
‫تشغيلها لتشًتك يف عدد من ا‪٠‬تسائر للشركة ا‪١‬تسندة خالل سنة اإلتفاقية و ‪ٟ‬تماية التعرض اليومي للخسارة‪ ،‬و‬
‫لذلك يكون التحمل منخفضا حىت يتم كسره و ٕتاوزه بأي خسارة مفردة ‪٠‬تطر مفرد فيتأثر الغطاء و ىو مسؤولية‬
‫ا‪١‬تعيد‪ٓ ،‬تالف إتفاقية الكوارث اليت رٔتا ال تشتغل خالل سنة اإلتفاقية إال إذا حدثت كارثة كالزلزال‪.1‬‬
‫‪ .2‬تغطية تجاوز الخسارة عن الحادث الواحد‪(:‬أو إتفاقية تجاوز الخسائر للكوارث)‪:‬‬
‫و ٔتوجبها يدفع معيد التأمُت ‪ٚ‬تيع ا‪٠‬تسائر الناشئة عن حادث واحد‪ ،‬بغض النظر عن عدد األخطار اليت مشلتها‬
‫أو أثرت عليها ىذه ا‪ٟ‬تادثة‪ ،‬بعد أن تكون الشركة ا‪١‬تسندة قد ٖتملت األولوية ا‪١‬تقررة ‪٢‬تا‪ ،‬كما أن معيدي التأمُت‬
‫كذلك يف ىذه العقود ٭تددون أقصى ما ٯتكن أن يتحملوه يف كل حادث بعد إحتفاظ الشركة ا‪١‬تسندة‪ ،‬و تسمى‬
‫يف ىذه ا‪ٟ‬تالة حدود الشر٭تة األوذل و على الشركة ا‪١‬تسندة أن تعقد إتفاقا آخر لعمل الشر٭تة الثانية و ىو ما يزيد‬
‫عن الشر٭تة األوذل ‪ ،‬وذلك إذا كان حجم عمليات الشركة ا‪١‬تسندة كبَتا‪ ،‬و ىكذا ٯتكن أن يكون ىناك أكثر من‬
‫شر٭تة عن األولوية لتعويض ا‪٠‬تسارة الناشئة عن ا‪ٟ‬تادث الواحد‪ .‬حيث أن ىذه اإلتفاقية ٖتمي الشركة ا‪١‬تسندة من‬
‫خطر تراكم ا‪٠‬تسائر اليت قد تًتتب من جراء وقوع كارثة ‪،2‬كحالة فيضان أو زلزال أو إعصار يدمر قطاعا واسعا‬
‫من منطقة‪ ،‬فاحتفاضات الشركة ا‪١‬تسندة عن ا‪٠‬تطر الواحد (بناء أو غَته مثال) قد تبدو معقولة‪ ،‬و لكن عند وقوع‬
‫حادثة من ىذه ا‪ٟ‬توادث ا‪١‬تذكورة أو أية حادثة أخرى غَت إعتيادية فإن عددا من األخطار ا‪١‬تؤمنة لدى الشركة قد‬
‫تتأثر با‪ٟ‬تادثة و قد يكون ىذا العدد غَت قليل‪ .‬و يف ىذه ا‪ٟ‬تالة فان مبلغ األولوية يكون مرتفعا ْتيث أن تغطية‬

‫‪ -1‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.126‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Jean-François Walhin , La Réassurance, Larcier , Bruxelle,2007,page76.‬‬

‫‪46‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ا‪٠‬تسارة تستجيب فقط يف حالة حدوث إحدى الكوارث اليت تُلحق أضرارا بأخطار عديدة‪ ،‬و قد يصعب أحيانا‬
‫تعريف ا‪ٟ‬تادث و تبعاتو ‪٢‬تذا يتم يف ىذا النوع من اإلتفاقيات إدراج شرط يسمى بشرط الساعات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫شرط الساعات‪ :‬إن الغرض من شرط الساعات ىو‬
‫تقييد ( تضييق نطاق) مسئولية معيد إتفاقية الكوارث بتقييد ا‪ٟ‬تادث الواحد من حيث الزمان أو ا‪١‬تكان (أي أنو‬
‫يتم ٖتديد ا‪ٟ‬تادث الواحد بعدد معُت من الساعات و بأماكن معينة) ‪ ،‬على سبيل ا‪١‬تثال تأمل يف الزلزال و توابعو‬
‫( التوابع ىي ىزات تعقب الزلزال) اليت تستمر عدة أسابيع و يف أماكن ‪٥‬تتلفة و على فًتات متقطعة‪ ،‬ىل كل ىزة‬
‫أو تابعة من ىذه التوابع تعترب حادث مستقل أو منفصل؟ أو كل التوابع تنسب إذل الزلزال األول‪ ،‬فيعترب الزلزال و‬
‫توابعو حادث واحد؟ و لغرض إسًتداد من معيد التأمُت إتفاقية الكوارث‪ ،‬٭تدد شرط الساعات بكل دقة ما ٯتكن‬
‫اعتباره حادث واحد ‪ ،‬أبن ٭تدد مدة معينة يتم خال‪٢‬تا ٕتميع كافة ا‪٠‬تسائر اليت تكبدهتا الشركة ا‪١‬تتنازلة على سبيل‬
‫ا‪١‬تثال ‪ 72‬ساعة للزلزال أو العاصفة أو اإلعصار ( أو ‪ 168‬ساعة للفيضان أو التجمد من شدة الربد)‪٦ ،‬تا يعٍت أن‬
‫الشركة ا‪١‬تتنازلة تستطيع أن تقوم بتجميع ‪ٚ‬تيع ا‪٠‬تسائر اليت وقعت خالل ‪ 72‬ساعة و إعتبار ىذا اجملموع حادث‬
‫واحد‪ ،‬فتطالب ا‪١‬تعيد بدفع مسئوليتو عن ىذا ا‪ٟ‬تادث الواحد و للشركة ا‪١‬تتنازلة حق االختيار من أين تبدأ مدة‬
‫االثنُت و السبعُت ساعة بغرض تعظيم اسًتداداهتا ( اسًتداد أكبر مبلغ ‪٦‬تكن من ‪١‬تعيد)‪ ،‬أما ا‪٠‬تسائر اليت تقع بعد‬
‫‪72‬‬ ‫‪ 72‬ساعة متواصلة فيكون ا‪١‬تعيد غَت مسئول عنها‪ ،‬أو قد يكون ا‪١‬تعيد مسئوال عن ا‪٠‬تسائر اليت تقع بعد‬
‫ساعة (حسب نص اإلتفاقية و شرط إعادة السريان) بشرط اعتبارىا حادث ثاين فتتحمل الشركة ا‪١‬تتنازلة ٖتمل‬
‫ثاين عن ا‪ٟ‬تادث الثاين‪ ،‬معٌت ذلك أنو إذا امتدت ا‪٠‬تسائر ألكثر من ا‪١‬تدة احملددة ( ‪ 72‬ساعة للزلزال) إفن الشركة‬
‫ا‪١‬تتنازلة تستطيع تقسيم الكارثة إذل أكثر من حادث بشرط عدم تداخل الفًتات‪ ،‬و قد يتم وضع قيود مكانية‬
‫كا‪١‬تدينة الواحدة أو القرية الواحدة كما يف حالة الشغب و األضرار العمدية‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬وقف الخسارة‪ :‬يف ىذا النوع من اإلعادة يتم ترتيب التغطية لنتائج شركة التأمُت يف فرع معُت من الفروع‬
‫خالل سنة بكاملها‪ ،‬حيث أن التغطية يبدأ مفعو‪٢‬تا إذا ٕتاوزت نسبة اخل سارة حدا معينا يف ىذا الفرع خالل ىتو‬
‫ا‪١‬تدة‪ .‬و مبلغ ا‪٠‬تسارة ىذا ٭تدد يف ضوء األقساط السنوية للشركة ا‪١‬تسندة يف احملفظة أو يف الفرع ا‪١‬تعٍت و يرد عادة‬
‫بشكل نسبة مئوية‪ .‬و ٔتوجب ىذا الغطاء فإ ن معيد التأمُت لن يكون عرضة لدفع أية خسائر ما دل تزد نسبة‬
‫ا‪٠‬تسائر السنوية عن نسبة ‪٤‬تددة من أقساط احملفظة ا‪١‬تغطاة‪ ،‬و عندما تصل ا‪٠‬تسائر إذل ىذه النسبة احملددة يصبح‬

‫‪ -1‬نبيل ‪٤‬تمد ‪٥‬تتار‪ ،‬ادلرجع السا بق ‪ ،‬ص‪.134‬‬

‫‪47‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫معيد التأمُت مسئوال عن سداد ‪ٚ‬تيع ا‪٠‬تسائر كبَتة كانت أم صغَتة يف نطاق ا‪ٟ‬تد األقصى ا‪١‬تتفق عليو ‪١‬تسؤوليتو‬
‫اليت تظهر كنسبة مئوية أيضا‪.‬‬
‫و حرصا على أن تكون مسؤولية معيد التأمُت أكثر ٖتديدا ‪ ،‬إفنو يُتفق على أن ال يتجاوز ‪٣‬تمل ا‪٠‬تسائر اليت‬
‫يدفعها ا‪١‬تعيد مبلغا معينا حىت لو دل تصل ىذه ا‪٠‬تسائر إذل النسبة ا‪١‬تئوية احملددة‪ ،‬و ىذا التحديد ٯتنع الشركة‬
‫ا‪١‬تسندة من زيادة أ قساطها إذل حد كبَت سيتبع معو زيادة مسؤولية معيد التأمُت ما دل يوضع ىذا التحديد بصورة‬
‫مبلغ معُت‪.1‬‬
‫و لتوضيح اإلتفاقية السابقة نسوق ا‪١‬تثال اآليت‪ :‬تٖتمل شركة التأمُت نسبة خسارة يف فرع التأمُت ا‪١‬تعُت إذل ا‪ٟ‬تد‬
‫ا‪١‬تتفق عليو وليكن ‪ٖ( % 90‬تمل الشركة ا‪١‬تسندة)‪.‬‬
‫مسئولية معيد وقف ا‪٠‬تسائر‪ :‬نسبة ا‪٠‬تسائر ‪%50‬‬
‫و ٯتكن التعبَت عن ذلك كما يلي‪ 90% X 50% :‬من األقساط احملتفظ هبا‪.‬‬
‫األقساط ا‪١‬تحصلة خالل عام ‪( 2013‬مثال)= ‪ 10000000‬دج‪.‬‬
‫‪٠‬تسئر ا‪ٟ‬تلققةخالل عام ‪( 2013‬مثال)= ‪ 9500000‬دج‪.‬‬
‫ا ا‬

‫𝟎𝟎𝟎𝟎𝟎𝟓𝟗‬ ‫خالل السنة × 𝟎𝟎𝟏‪%‬‬


‫ا‪٠‬تسائرالسنة‬
‫= 𝟓𝟗‪%‬‬ ‫=‬ ‫نسبة ا‪٠‬تسائر =‬
‫𝟎𝟎𝟎𝟎𝟎𝟎𝟎𝟏‬ ‫االقساط خالل‬

‫ٔتا أن نسبة ا‪٠‬تسائر لألقساط ٕتاوزت نسبة ٖتمل الشركة ا‪١‬تسندة يتدخل ا‪١‬تعيد ىنا و يكون توزيع ا‪٠‬تسائر بُت‬
‫ا‪١‬تعيد و الشركة ا‪١‬تسندة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الشركة ا‪١‬تسندة ) التحمل(= ‪ 9000000 = %90 x 10000000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬معيد وقف ا‪٠‬تسائر= ‪ 500000 = %5 x 10000000‬دج‪.‬‬

‫بن الطريقة النسبية تستخدم حيث تكون االلتزامات معروفة‪ ،‬أي ا‪٠‬تطر‬
‫و يف ا‪٠‬تتام وكقاعدة عامة ٯتكن القول أ‬
‫ٯتكن تقديره ٔتبلغ تأمُت معُت‪ .‬أما طريقة زيادة ا‪٠‬تسائر فتستخدم حيث يكون ا‪٠‬تطر ال ٯتكن ٖتديد مداه سلفا‬
‫يرمي إل ستخدام الطريقتُت معا‪ ،‬فتقوم الشركة ا‪١‬تباشرة‬ ‫كما ىو ا‪ٟ‬تال يف تأمُت ا‪١‬تسئوليات‪.‬و االٕتاه ا‪ٟ‬تديث‬
‫باالحتفاظ بنسبة عالية من كل خطر و تعيد الفائض على األساس النسيب ‪ ،‬بينما ٖتمي إحتفاظها أبن تغطي يف‬
‫نفس الوقت ‪ٚ‬تيع ما ٖتتفظ بو بإتفاقية الزيادة عن نسبة من ا‪٠‬تسارة أو وقف ا‪٠‬تسارة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪،110‬بتصرف‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫و أخَتا فمهما تنوعت طرق اإلسناد من إختيارية و إتفاقية وغَتىا‪ ،‬وكذا اختالف صور اإلعادة بُت النسبية و‬
‫الغَت النسبة‪ ،‬إال أن ىذا يتم يف أسواق متخصصة عرب العادل ٕتمع العديد من األطراف و ا‪ٞ‬تهات‪ ،‬كل ىذا من‬
‫أجل إحالل الغاية من إعادة التأمُت للوصول إذل أقصى تغطية تأمينية ٯتكن أن توفرىا شركات التأمُت ا‪١‬تباشر‬
‫لعمالئها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬أسواق إعادة التأمين‬
‫بدأت عمليات إعادة التأمُت بشكلها البدائي و البسيط‪ ،‬بُت شركات التأمُت العاملة داخل الوطن الواحد للتعاون‬
‫على تغطية األخطار احمللية‪ ،‬و كانت كل منها ٖتيل إذل األخرى و بصورة تبادلية قسما من ا‪١‬تخاطر اليت تؤمنها‪.‬و‬
‫ب على ىذه الطريقة ‪ ،‬كوهنا ٕتري بُت شركات تزاول التأمُت و إعادة التأمُت يف نفس الوقت‪٦ ،‬تا أدى إذل‬ ‫ِ‬
‫ما عي َ‬
‫حصر و تراكم األخطار اليت تؤمنها و تعيد تأمينها‪ ،‬و اليت كانت تتجاوز غالبا قدرهتا ا‪١‬تالية داخل نطاق البلد‬
‫عرض للعجز و ا‪٠‬تسارة‪.‬‬
‫الواحد‪ ،‬األمر الذي جعلها ة‬
‫و دل يكن ‪٦‬تكنا أن َٖت ْل ىذه الشركات مشاكلها إال باللجوء إذل شركات متخصصة و توسيع نطاق األسواق‬
‫العاملة معها‪.‬و لقد جاء إنشاء ىذه الشركات ا‪١‬تتخصصة ليدفع عمليات إعادة التأمُت َدفعة ىائلة إذل األمام‪ ،‬إذ‬
‫ظهرت العديد من الشركات اليت يقتصر عملها على إكتتاب عمليات إعادة التأمُت دون التأمُت ا‪١‬تباشر و يُشرف‬
‫على إدارهتا أشخاص على جانب كبَت من ا‪٠‬تربة يف اجملاالت الفنية و االقتصادية و ا‪١‬تالية و التجارية‪ .‬ىذا ما خلق‬
‫تنوعا وكذا متنفسا جديدا لشركات التأمُت‪،‬و ‪٧‬تد أن أسواق اإلعادة تتكون من عدة أطراف من مشترين وبائعين‬
‫ى‪ ،‬كما سنتناول يف األخَت أىم أسواق‬ ‫و وسطاء و سوف نتحدث فيما يلي عن كل طرف منها على حد‬
‫اإلعادة العا‪١‬تية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المشترين‬
‫يشتمل جانب ا‪١‬تشًتين على عدد من الشركات و ا‪٢‬تيئات كما يلي‪:1‬‬
‫أوال‪ /‬شركات التأمين المباشر ‪ :‬تعترب شركات التأمُت ا‪١‬تباشر ا‪١‬تشًتي الرئيسي إلعادة التأمُت و ىناك عدد من‬
‫العوامل اليت تؤثر على حجم إعادة التأمُت اليت تسندىا الشركات ا‪١‬تباشرة و من ىذه العوامل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تدخل الدولة‪ :‬إن مقدار إعادة التأمُت اليت تشًتيها شركات التأمُت ا‪١‬تباشر من أسواق اإلعادة تتأثر إذل حد‬
‫كبَت ٔتدى التدخل ا‪ٟ‬تكومي لتنظيم عملية إعادة التأمُت‪ ،‬ففي الدول االشًتاكية و كذلك الكثَت من الدول‬

‫‪ -1‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.12-9‬‬

‫‪49‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫بإنشاء مؤسسة عامة إلعادة التأمُت و ألزمت كافة‬ ‫العربية و اإلفريقية و دول أمريكا ا‪ٞ‬تنوبية‪ ،‬قامت‬
‫الشركات ا‪١‬تباشرة بالتعامل معىا‪ْ ،‬تيث تقوم الشركات ا‪١‬تباشرة بإسناد كافة عمليات اإلعادة لتلك ا‪١‬تؤسسة‬
‫التابعة للدولة‪ ،‬و تقوم ىتو األخَتة وحدىا بشراء تغطيات إعادة التأمُت من السوق العا‪١‬تية ‪ ،‬وال شك أن‬
‫سيطرة الشركة ا‪ٟ‬تكومية على ‪٤‬تفظة التأمُت بالكامل يف سوق ما ‪٬‬تعلها قادرة على ترشيد عملية إعادة‬
‫التأمُت‪ ،‬و يؤدي غالبا إذل خفض حجم إعادة التأمُت الصادرة من ذلك السوق‪.‬‬
‫‪ .2‬االندماج‪ :‬شهدت ‪٥‬تتلف أسواق التأمُت عمليات إندماج مستمرة بُت الشركات ا‪١‬تباشرة‪،‬وقد دلت ا‪٠‬تربات‬
‫السابقة على أن االندماج بُت شركات التأمُت ا‪١‬تباشرة يؤدي إذل زيادة قدرهتا االحتفاظية ‪ ،‬وبالتارل يؤدي إذل‬
‫ٗتفيض مقدار ما ٖتتاجو من تغطيات إعادة التأمُت‪.‬و من الناحية اإلحصائية إفن دمج ‪٤‬تفظتُت أو أكثر‬
‫من ‪٤‬تافظ التأمُت يساعد على ٖتقيق قانون األعداد الكبَت بدرجة أكرب و بالتارل تتحسن إمكانية التنبؤ‬
‫با‪٠‬تسائر و تقل درجة االختالف بُت ا‪٠‬تسائر ا‪١‬تتوقعة و ا‪٠‬تسائر الفعلية‪ ،‬و ىذا ‪٦‬تا يساعد على تقليل‬
‫االعتماد على تغطيات إعادة التأمُت‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬شركات التأمين التابعة ‪ :‬يعترب إنشاء شركات التأمُت التابعة من أىم التطورات اليت حدثت يف الفًتة التالية‬
‫للحرب العا‪١‬تية الثانية‪ ،‬و ىي عبارة عن شركة تأمُت تقوم بإنشائها إحدى ا‪١‬تؤسسات الصناعية أو التجارية‬
‫الضخمة‪ ،‬وتسند ‪٢‬تا ‪ٚ‬تيع عمليات التأمُت ا‪٠‬تاصة با‪١‬تؤسسة و شركاهتا التابعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬معيدو التأمين ‪ :‬رغم أن معيدي التأمُت ىم ا‪ٞ‬تانب األساسي يف عملية بيع التأمُت إال أهنم يَظهرون أيضا‬
‫كمشًتين لتغطيات إعادة التأمُت‪ ،‬و ذلك ألن معيدي التأمُت ال ٭تتفظون بكامل األخطار اليت يقبلوهنا‪ ،‬بل‬
‫يقومون بإعادة جزء منها إذل معيدي تأمُت آخرين و ذلك إستمرارا لنظرية توزيع أو تفتيت ا‪٠‬تطر‪ ،‬و من أىم‬
‫األسباب اليت تدعو ادلعيد إذل شراء تغطيات إعادة التأمُت ىو تفادي ا‪٠‬تسائر ا‪١‬تالية الضخمة اليت قد تنجم عن‬
‫عمليات الًتاكم الغَت منظور يف األخطار ا‪١‬تكتتبة يف منطقة معينة نتيجة ‪ٟ‬تدوث إحدى الكوارث الطبيعية مثل‬
‫الزالزل أو الفيضانات ‪ ،‬و عندما يقوم معيد التأمُت بإسناد حصة من عمليات التأمُت اليت سبق أن قبلها إذل‬
‫معيدي تأمُت آخرين إفن ىذه العملية يطلق عليها (إعادة التأمُت ا‪١‬تكررة) أو (إعادة إعادة التأمُت)‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪:‬البائعين‬


‫يشتمل جانب البائعُت أيضا على عدد من الشركات و ا‪٢‬تيئات كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪/‬شركات إعادة التأمين المتخصصة ‪ :‬ويقصد هبا تلك الشركات اليت تتخصص فقط يف اكتتاب عمليات‬
‫أو شركات إعادة التأمُت األخرى‪ ،‬و بالتارل فإن ىذه الشركات‬ ‫إعادة التأمُت من شركات التأمُت ا‪١‬تباشر‬
‫ا‪١‬تتخصصة ال تتعامل مع ا‪ٞ‬تمهور وال تقبل أي عمليات تأمُت مباشرة‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬شركات التأمين المباشر‪٘ :‬تارس معظم شركات التأمُت ا‪١‬تباشر قبول عمليات إعادة التأمُت الواردة وتلعب‬
‫دورا ىاما يف توفَت الطاقة االستيعابية يف أسواق إعادة التأمُت العا‪١‬تية ‪ ،‬وقد قامت بع ض الشركات العا‪١‬تية الكبَتة‬
‫للتأمُت ا‪١‬تباشر بإنشاء شركات تابعة ‪٢‬تا تتخصص يف إعادة التأمُت ‪ ،‬ويف الدول النامية ‪٧‬تد أن شركات التأمُت‬
‫ا‪١‬تباشرة تقوم بقبول إعادة التأمُت الواردة على أساس التبادل ‪ ،RECIPROCITY‬أي أهنا تقبل حصص إتفاقيات‬
‫إعادة التأمُت ا‪٠‬تاصة بالشركات اليت تسند ‪٢‬تا الشركة ا‪١‬تباشرة إتفاقيتها وذلك على سبيل التبادل وٖتقيق توازن‬
‫ضل يف احملافظ التأمينية ‪ ،‬باإلضافة إذل حصولوا على أقسا ط إعادة التأمُت الواردة لتعويض األقسا ط عن اإلعادة‬
‫أف‬
‫الصادرة‪ .‬وبالرغم من وجود عدد كبَت من شركات إعادة التأمُت ا‪١‬تتخصصة فإ ن الشركات ا‪١‬تباشرة مازالت تلعب‬
‫دورا ىاما يف أسواق إعادة التأمُت العا‪١‬تية ويتوقع أن تستمر يف ذلك كجزء أساسي من نشاطها ‪.1‬‬

‫ثالثا‪/‬توكيالت االكتتاب‪ٔ :‬تقتضاه ا تتعاقد الشركة مع مكاتب أو أفراد بعقود التوكيالت وذلك لتمثيل الشركة يف‬
‫منطقة جغرافية معينة‪ ،‬و يًتأس التوكيل و كيل يعترب مندوبا من الشركة يف إدارة أعما‪٢‬تا مقابل عمولة‪ ،‬و أحيانا‬
‫جزء ثابت كمرتب‪ ،‬و يلتزم الوكيل إٕتاه الشركة ْتد أدىن من اإلنتاج السنوي يتناسب مع عقد الوكالة الذي عادة‬
‫ما يكون سنويا أيضا‪ ،‬و ينتشر نظام التوكيالت يف السوق األوريب واألمريكي كما يوجد أيضا العديد من توكيالت‬
‫االكتتاب يف سوق لندن (سيأيت بيانو يف ما بعد) ‪ ،‬حيث تلجأ العديد من شركات التأمُت وإعادة التأمُت إذل تعُت‬
‫وكيل ‪٢‬تا يف األسواق حيث يقوم باالكتتاب ‪ٟ‬تساهبا وذلك لتفادي ا‪١‬تصاريف اإلضافية إلنشاء فروع ‪٢‬تا و كذا‬
‫الوس طة العا‪١‬تية اليت تتوذل‬
‫االستفادة من ا‪٠‬تربة االكتتابية للوكيل‪ .‬وعادة ما يكون الوكيل عبارة عن إحدى شركات ا‬
‫اإلشراف على عدد من وكاالت االكتتاب حل ساب الشركات األجنبية‪ ،‬وقد يكون وكيل االكتتاب عبارة عن‬
‫شخص لديو خربة خاصة يف فرع متخصص من فروع التأمُت‪.2‬‬

‫‪ - - 1‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبرىيم ا‪ٞ‬توىري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،130‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ - 2‬شوقي سيف النصر سيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.282‬‬

‫‪51‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪/‬مجمعات إعادة التأمين‪ :‬يوجد العديد من ‪٣‬تمعات إعادة التأمُت اليت ٯتكن تقسيمها إرل نوعُت‬

‫‪ .1‬المجمعات اإلقليمية‪ :‬وىي اليت يشًتك يف إنشائها عدد من شركات التأمُت وإعادة التأمُت من منطقة معينة‪،‬‬
‫و مثال ذلك ‪٣‬تمعات إعادة التأمُت العربية و‪٣‬تمع إعادة التأمُت التابع لالٖتاد االفروأسيوي لشركات التأمُت و‬
‫إعادة التأمُت‪.‬‬
‫‪ .2‬مجمعات وطنية متخصصة ‪ :‬وىي اليت يشًتك فيها شركات التأمُت يف سوق وطنية ‪١‬تمارسة التأمُت على‬
‫بعض فروع التأمُت ا‪٠‬تاصة مثل التأمُت على األخطار النووية و ما شابو ذلك‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الوسطاء‬

‫يلعب الوسطاء دورا غاية يف األ‪٫‬تية يف أسواق إعادة التأمُت العا‪١‬تية حيث يؤدون دورا مهما يف إسناد إعادة التأمُت‬
‫لدى شركات التأمُت و إعادة التأمُت يف ىتو األسواق‪ ،‬سواء ما تعلق باإلسنادات االختيارية أو اإلتفاقية‪ ،‬و من‬
‫ا‪١‬تعتاد أن تلجأ شركات التأمُت إذل استخدام الوسطاء للحصول على تغطيات إعادة التأمُت االختيارية بالنسبة‬
‫لألخطار الكبَتة اليت ٖتتاج إذل طاقات إستعابية ضخمة‪ ،‬أما بالنسبة إلتفاقيات إعادة التأمُت فإن بعض شركات‬
‫التأمُت تفضل أن يتم إسناد برامج إتفاقياهتا بالكامل عن طريق إحدى شركات الوساطة‪ ،‬بينما تفضل شركات‬
‫أخرى إعطاء حصة للوسيط و تقوم بإسناد ا‪ٟ‬تصة ا‪١‬تتبقية مباشرة ‪١‬تختلف شركات اإلعادة‪ .‬و عموما فإن الوسطاء‬
‫يقدمون خدمات ىامة لشركات التأمُت ا‪١‬تباشر نذكر منها‪:1‬‬

‫أوال‪ /‬ا‪١‬تساعدة يف ا‪ٟ‬تصول على األسعار و الشروط ا‪١‬تناسبة لتغطية األخطار الكبَتة إختياريا مث إ‪٬‬تاد تغطية ‪٢‬تا يف‬
‫األسواق العا‪١‬تية‪ .‬فمن ا‪١‬تعروف أن شركات التأمُت ا‪١‬تباشرة اليت يُطلب منها التأمُت على خطر كبَت يزيد عن‬
‫طاقتها اإلستعابية مثل ‪٤‬تطات الطاقة الكهربائية أو مصانع ا‪ٟ‬تديد و الصلب أو مصايف النفط‪ ،‬فإهنا تقوم‬
‫باالتصال بإحدى شركات الوساطة لكي تقوم بدورىا باالتصال ٔتعيدي التأمُت للحصول على الشروط واألسعار‬
‫اليت تكون مقبولة لديهم لتغطية ذلك ا‪٠‬تطر‪ .‬وعند ذلك تقوم الشركة ا‪١‬تباشرة بعرض تلك الشروط على عميلها و‬
‫يف حالة موافقتو على إجراء التأمُت فإن الشركة ا‪١‬تباشرة تلجأ إذل شركة الوساطة مرة أخرى إل٘تام التغطية مع‬
‫معيدي التأمُت‪ ،‬و بذلك فإن وسطاء إعادة التأمُت يقدمون خدمات ىامة فيما يتعلق بتسعَت تلك األخطار‬
‫الكبَتة و ٖتديد الشروط والنصوص ا‪١‬تناسبة للتأمُت مث إ٘تام تغطية ا‪ٟ‬تصة ا‪١‬تراد إعادة تأمينها يف األسواق العا‪١‬تية‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪12-9‬‬

‫‪52‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ /‬فيما يتعلق بإعادة التأمُت اإلتفاقية فإن وسطاء اإلعادة يقدمون للشركات ا‪١‬تباشرة خدمات ىامة و عديدة‪،‬‬
‫تبدأ من دراسة احتياجات الشركة ا‪١‬تباشرة و اقًتاح برنامج اإلتفاقية ا‪١‬تناسب مث تغطية الربنامج لدى معيدي التأمُت‬
‫يف ‪٥‬تتلف أ‪٨‬تاء العادل‪،‬حيث و بعد إ٘تام تغطية اإلتفاقيات فإن الوسيط يقوم بالعديد من ا‪٠‬تدمات و ا‪١‬تتعلقة‬
‫بإعداد ا‪ٟ‬تسابات ا‪٠‬تاصة باإلتفاقية أو التعديالت اليت تطرأ عليها‪ ،‬و كذا ا‪١‬تساعدة يف ٖتصيل مبالغ التعويضات‬
‫ا‪١‬تستحقة من معيدي التأمُت و مساعدة الشركة ا‪١‬تباشرة يف موسم ٕتديد اإلتفاقيات و ذلك بإعداد اإلحصائيات‬
‫و البيانات اليت يطلبها ا‪١‬تعيدون و التفاوض معهم على أنسب الشروط للتجديد‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬يقوم وسطاء اإلعادة أيضا بالعديد من ا‪٠‬تدمات الثانوية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1‬تزويد شركات التأمُت ٔتستجدات أسواق إعادة التأمُت من تغطيات جديدة أو أساليب تسعَت مستحدثة و‬
‫غَتىا من ا‪١‬تعلومات‪.‬‬
‫‪ .2‬تقدًن ا‪١‬تعلومات لشركات التأمُت فيما يتعلق بفروع التأمُت ا‪١‬تتخصصة أو ا‪١‬تستحدثة و ذلك بإمدادىا‬
‫بنصوص الوثائق و الشروط و أساليب التسعَت بالنسبة لتلك الفروع‪.‬‬
‫‪ .3‬تقوم شركات الوساطة العا‪١‬تية الكبَتة ٔتساعدة شركات التأمُت يف الكشف عن األخطار الصناعية الكبَتة و‬
‫تقدًن اإلرشادات ‪٢‬تا فيما يتعلق بكيفية منع وقوع ا‪ٟ‬توادث و التقليل من ا‪٠‬تسائر ما أمكن‪.‬‬
‫‪ .4‬ا‪١‬تساعدة يف تدريب و تكوين كوادر فنية لدى شركات التأمُت و خاصة يف الدول النامية‪ ،‬حيث تقوم معظم‬
‫شركات الوساطة العا‪١‬تية بعقد برامج تدريبية سنوية يف ‪٥‬تتلف فروع التأمُت و إعادة التأمُت و دعوة مندوبُت‬
‫من شركات التأمُت اليت تتعامل معها‪٦ ،‬تا يساعد تلك الشركات على رفع مستوى موظفيها الفٍت‪.‬‬

‫و خالصة القول أن وسطاء إعادة التأمُت ىم عنصر ىام و ضروري لتوفَت الطاقات اإلستعابية الالزمة لتغطية‬
‫األخطار الكبَتة و للمساعدة يف إبرام إتفاقيات إعادة التأمُت بُت الشركات ا‪١‬تباشرة و معيدي التأمُت يف ‪٥‬تتلف‬
‫أ‪٨‬تاء العادل‪ .‬وٯتكن تلخيص كل ىتو األطراف يف الشكل ا‪١‬توارل‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬األطراف الفاعلة في أسواق إعادة التأمين‬


‫اطراف أسواق اإلعادة‬
‫التامين‬

‫الوسطاء‬ ‫المشتريين‬

‫معيدو‬ ‫شركات التامين‬ ‫شركات التامين‬


‫التامين‬ ‫القابضة‬ ‫المباشر‬

‫البائعين‬

‫مجمعات إعادة التامين‬ ‫توكيالت االكتتاب‬ ‫شركات التامين المباشر‬ ‫شركات إعادة التامين‬
‫المتخصصة‬

‫المصدر‪ :‬أ‪ٛ‬تد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبراىيم ا‪ٞ‬توىري‪ ،‬إعادة التأمين‪ ،‬شركة مطابع الدار البيضاء‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.162‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬أهم أسواق اإلعادة في العالم‪:‬‬
‫تنقسم أسواق إعادة التأمُت يف العادل اذل‪:‬‬
‫‪ -‬سوق لندن ( اللويدز) كما تعرف عا‪١‬تيا؛‬
‫‪ -‬السوق االوروبية‪ ،‬و مركزىا االساسي يف ا‪١‬تانيا و سويسرا؛‬
‫‪ -‬سوق الواليات ا‪١‬تتحدة االمريكية و كندا؛‬
‫‪ -‬سوق اليابان و دول الشرق آسيا و اسًتاليا‪.‬‬

‫عرض سريعا بقية األسواق‪.‬‬


‫و سنركز على سوق اللويدز باعتباره أعرق األسواق يف العادل كما سنست‬
‫أوال‪ /‬سوق لندن في مجال إعادة التأمين ‪:‬إن سوق لندن ٖتتل مكانة بارزة يف ‪٣‬تال إعادة التأمُت‪ ،‬حيث تقوم‬
‫بدور حيوي جعلها مقصد أسواق التأمُت يف ‪٥‬تتلف أ‪٨‬تاء العادل من أجل ا‪ٟ‬تصول على التغطيات الالزمة‪ ،‬و ٘تثل‬
‫العمليات الواردة اذل سوق لندن من ا‪٠‬تارج ما يعادل ثلثي إ‪ٚ‬تارل عملياهتا‪.‬‬
‫و ‪١‬تا كانت ىيئة اللويدز ىي السمة البارزة للسوق يف لندن‪ ،‬بل أن سوق لندن و اللويدز أصبحا يف عادل التأمُت‬
‫‪ 300‬سنة‪ ،‬و‬ ‫إ‪ٝ‬تُت يرمزان لشيئ واحد‪ .‬كما أن اللويدز تعترب نظاما فريدا يف العادل كلو و يرجع تارٮتها اذل‬

‫‪54‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫يكتتب بالعمال من كل أ‪٨‬تاء العادل‪ ،‬و ٖتديدا يف أكثر من ‪ 70‬منطقة جغرافية‪ ،‬كما يقبل األخطار الكثر من‬
‫‪ 200‬بلد‪.‬‬
‫و اكتسبت تلك السوق ا‪ٝ‬تها من ا‪١‬تقهى الذي كان ٯتلكو ادوارد لويد يف أواخر القرن السابع عشر و الذي كان‬
‫مكانا الجتماع االشخاص الذين ٯتارسون عمليات االكتتاب يف التأمُت البحري ‪ ،‬حيث يقبل كل شخص منهم‬
‫حصة صغَتة من التأمُت طبقا ‪١‬تقدرتو ا‪١‬تالية‪ ،‬أي أن عملية التأمُت كانت تتم على أساس ا‪١‬تسئولية الفردية ا‪١‬تطلقة‬
‫‪ ،‬فان مبدأ ا‪١‬تسؤولية‬ ‫لكل مكتتب ‪ .‬و رغم التطور و التنظيم ا‪٢‬تائل يف أسلوب ‪٦‬تارسة العمل يف سوق اللويدز‬
‫الفردية ا‪١‬تطلقة للمكتتب دل يتغَت حىت اآلن‪ .‬و يضم اللويدز عدد كبَت من االفراد الذين يقومون باالكتتاب و‬
‫يتحمل كل فرد نتيجة عمليات اإلكتتاب من ربح أو خسارة‪ ،‬و يطلق عليهم إسم األعضاء ا‪١‬تكتتبُت و اليشًتط‬
‫فيهم االكتتاب بأنفسهم داخل السوق‪ ،‬بل ‪٬‬تتمعون يف ‪ٚ‬تاعات يطلق عليها نقابات اللويدز‪ ،‬وتضم كل نقابة‬
‫عدة مئات من األعضاء و يَكون للنقابة مكان داخل غرفة اإلكتتاب يف اللويدز‪ ،‬ويسمى ا‪١‬تكان بالصندوق و ىو‬
‫عبارة عن مكتب صغَت ‪٬‬تلس فيو ا‪١‬تكتتب الذي يتوذل االكتتاب ‪ٟ‬تساب النقابة‪،‬كما أن قاعة االكتتاب تضم‬
‫ُ‬
‫عدة مئات من تلك الصناديق أو ا‪١‬تكاتب كل منها ٯتثل إحدى النقابات‪ .‬حيث أن كل عضو يف النقابة مسؤول‬
‫عن نتيجة األعمال اليت أُ ْكتُتِبت ‪ٟ‬تسابو و التوجد أي مسؤولية تضامنية العضاء النقابة ‪٣‬تتمعُت‪.‬‬

‫أما ىيئة اللويدز فهي ال تقوم بعمليات اإلكتتاب‪ ،‬بل تقوم بتوفَت ا‪٠‬تدمات و التسهيالت الالزمة لتسَت العمل‬
‫داخل السوق و تنظيمو‪ ،‬و يشمل ذلك اإلشراف على مبٌت اللويدز و الرقابة على عمليات التأمُت اليت يقوم هبا‬
‫األعضاء‪ ،‬و كذا اختيار االعضاء و مراقبة نشاطهم و مركزىم ا‪١‬تارل للتأكد من قدرهتم على الوفاء بعمليات‬
‫التأمُت اليت يضطلعون هبا‪ ،‬ومن بُت أسس اإلختيار أن يكون العضو ثريا وأن يتعهد بإيداع مبلغ كبَت يف صندوق‬
‫اللويدز‪ ،‬كضمان إضايف للوفاء بااللتزاماتو ٕتاه ا‪١‬تؤمن ‪٢‬تم‪ ،‬وىذا بالطبع خالفا للصندوق الذي تودع فيو أقساط‬
‫التأمُت اليت يتم استثمرىا لتدعيم قدرة العضو على دفع قيمة التعويضات عند وقوع األخطار ا‪١‬تؤمن منها‪ ،‬كما‬
‫ول من األقساط‬
‫تقوم ا‪٢‬تيئة أيضا بتوفَت ا‪١‬تعلومات ا‪١‬تختلفة لألعضاء‪ ،‬و كذلك اإلشراف على إحتياطي خاص ٯتَُ ُ‬
‫ا‪١‬تكْتَتبة داخل السوق و الذي تُدفع منو ا‪١‬تطالبات اليت قد يعجز األعضاء عن دفعها و ذلك ‪ٛ‬تاية لسمعة‬
‫السوق‪ .1‬ومن ا‪١‬تعلوم أن أي عملية يف اللويدز ال تقبل إال عن طريق وسيط مقيد يف سجل وسطاء اللويدز‪،‬‬
‫ووسطاء اللويدز ىم عادة شركات ٗتصصت يف القيام بعمليات الوساطة يف إسناد عمليات التأمُت وإعادة التأمُت‬

‫‪ -1‬عادل داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.13‬‬

‫‪55‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫لدى سوق اللويدز واالسواق العا‪١‬تية االخرى‪ ،‬ىذا ما أعطى بعدا ىائال ‪٢‬تتو ا‪١‬تهنة فتكونت شركات للوساطة عا‪١‬تية‬
‫أ‪٫‬تها الثالثة الكبار كما تسري تسميتهم يف قطاع التأمُت‪:‬‬

‫‪ -‬مارش (‪)MARCH‬‬
‫‪ -‬آون (‪)AO N‬‬
‫‪ -‬ويليس(‪، )WILLIS‬و ‪ٚ‬تيع ىؤالء مقيدون يف اللويدز‪.1‬‬

‫ثانيا‪ /‬السوق األوروبي ‪ :‬إن أىم شركات اإلعادة يف العادل موجودة يف السوق األوريب وٖتديدا يف أ‪١‬تانيا ‪٦‬تثلة بشركة‬
‫‪ Munich Re‬الشركة األكرب يف العادل من حيث الكوادر وا‪١‬تهنة واألقساط ا‪١‬تكتتبة‪.‬‬
‫كما ٖتتل سويسرا بشركتها العمالقة ‪ Swiss Re‬مكانة متميزة يف السوق األوربية‪.‬‬
‫كما ٘تتلك فرنسا شركة من أىم شركات إعادة التأمُت يف العادل وىي شركة‪.SCOR‬‬
‫كما يتواجد يف السوق األوربية شركات أخرى ال تقل مكانة عن تلك اليت ذكرناىا كشركة ‪Hannover Re‬‬
‫يف أ‪١‬تانيا وشركة ‪ Mapfre Re‬يف إسبانيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬سوق الواليات المتحدة األمريكية وكندا ‪ :‬ويعترب من أوسع األسواق العا‪١‬تية نظرا ‪ٟ‬تجمو الكبَت ولضخامة‬
‫األخطار ا‪١‬تؤمن عليها فيو‪ ،‬ويشَت تقرير وكالة التصنيف العا‪١‬تية ‪ Standard &Poors‬أن أكرب شركة إعادة تأمُت‬
‫أمريكية مصنفة من قبلو ىي‪. Berkshire Hthaway‬‬
‫أما سوق كندا فيعترب سوقا مهما جدا‪ ،‬إال أنو ال ت‬
‫توفر إحصائيات حول شركات ‪٤‬تلية فيو إ‪٪‬تا ا‪١‬تتوفر ىو لفروع‬
‫كل من ‪ Munich Re‬و‪. Swiss Re‬‬
‫أمام‬ ‫رابعا‪ /‬سوق اليابان ودول شرق أسيا ‪:‬يعترب سوق اليابان سوقا ذا خصوصية معينة‪ ،‬كونو سوق مقفال‬
‫الشركات الغَت يابانية كون شركاتو تعمل على مبدأ (تقاسم األخطار الكبَتة بُت الشركات احمللية)‪ ،‬إال أن لشركات‬
‫اإلعادة فيها ا‪ٟ‬تق يف النشاط الدورل دون تصدير األعمال احمللية‪ ،‬و تعترب شركة ‪ Tokio Marine Group‬أىم‬
‫شركة إعادة تأمُت يابانية مصتفة من قبل‪. Standard &Poors‬‬
‫كما تعترب أسواق دول شرق آسيا من األسواق ا‪١‬تهمة والنامية بقوة ‪ ،‬وأىم بلدانو كوريا ا‪ٞ‬تنوبية اليت يتواجد هبا‬
‫شركة إعادة تأمُت واحدة‪ ،‬و تعد من أىم شركات اإلعادة العا‪١‬تية ‪ Korean Reinsurance‬كما يتواجد بتايوان‬
‫شركة إعادة واحدة أيضا‪.‬‬

‫‪ -1‬باسل صقر‪،‬أسواق إعادة التأمُت الواقع و اال‪٫‬تية‪٣ ،‬تلة الرائد العريب‪ ،‬العدد‪ ، 106،2010‬ص‪. 22‬‬

‫‪56‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا‪ /‬سوق أستراليا‪ :‬تعترب شركة ‪ QBE Insurance Group Lid‬أىم شركة إعادة تأمُت مصنفة يف‬
‫أسًتاليا‪ ،‬حيث ٖتتل ا‪١‬ترتبة ‪ 23‬من بُت أىم ‪ 40‬شركة إعادة يف العادل‪.‬‬

‫ق‬ ‫و أخَتا ال بد أن نعلم أن شركات إعادة التأمُت تعترب الضابط األساسي ‪ٞ‬تودة التغطيات التأمينية يف األسوا‬
‫العاملة فيها و كذا ‪ٟ‬تركة أقساطها ‪٨‬تو الداخل وا‪٠‬تارج‪ ،‬إذ يشكل ا‪١‬تعيد الوطٍت وعاء فعاال لتجميع األقساط و‬
‫توظيفها يف أوجو االستثمار ا‪١‬تختلفة‪ ،‬و ىذا لقدرهتا ا‪٢‬تائلة على ٕتميع األموال من ‪٥‬تتلف أ‪٨‬تاء العادل ‪٦‬تا‬
‫يستوجب الًتكيز على ىذه الشركات و االىتمام هبذه الصناعة و إعطائها حقها خاصة يف الدول النامية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‪:‬‬

‫رأينا من خالل ىذا الفصل كيف أن صناعة التأمني تلعب دورا ىاما و حيويا من خالل ما توفره من تغطية تأمينية‬
‫لألفراد و ادلشروعات على حد سواء ‪ ،‬و ذلك بدرء ادلخاوف اليت تعًتيهم من جراء مجلة ادلخاطر اليت تعًتضهم‬
‫خالل ممارستهم ألنشطتهم و أعماذلم اليومية‪.‬‬

‫كما خلصنا إىل أن النشاط التأميين حتكمو مجلة من ادلبادئ و اخلصائص و جب على أطراف العالقة التأمينية‬
‫احًتامها‪ ،‬كما رأينا كيف أن فكرة إعادة التأمني اليت بدأت كنوع من عمليات ادلضاربة مث تطورت حىت أصبحت‬
‫التمني ال تستطيع أن تباشر عملها‬
‫يف الوقت احلاضر إحدى اآلليات ادلرافقة للعملية التأمينية ‪ ،‬حبيث أن شركات أ‬
‫باطمئنان إال إذا كانت قد أبرمت عدة اتفاقات لإلعادة لكي تكون يف مأمن من خطر الفروق بني ادلعدل النظري‬
‫للخسائر كما تدل عليو اإلحصاءات و ما يتحقق فعال ‪ .‬مث عرضنا بعد ذلك خمتلف الطرق وكذا الصور اليت تتم‬
‫التمني واليت تستخدمها شركات التأمني حسب احلاجة وحسب طبيعة األخطار ادلعاد تأمينها‪،‬‬
‫هبا اتفاقيات إعادة أ‬
‫كما تطرقنا أيضا إىل األسواق اليت تتم فيها عملية إعادة التأمني و تعرفنا على مكوناهتا حيث تضم من جانب‬
‫ادلشًتين شركات التأمني ادلباشر وكذا معيدو التأمني و شركات التأمني التابعة‪ ،‬ومن جانب البائعني شركات إعادة‬
‫التأمني متخصصة‪ ،‬كما ميكن أن تقبل شركات التأمني ادلباشر أعمال اإلعادة على أساس تباديل بينها وبني‬
‫شركات أخرى‪ ،‬وميكن أن تتعاقد الشركات مع مكاتب أو أفراد بعقود التوكيالت تقوم باالكتتاب بأعمال اإلعادة‬
‫نيابة عنها‪ ،‬وكطرف أخري يف سلسلة البائعني نظام اجملمعة و الذي أفردنا لو الفصل ادلوايل لنتناولو بشكل مفصل‪.‬و‬
‫كمكون أخري ذلذه األسواق الوسطاء الذي ال تقل أمهيتهم عن باقي األطراف‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫األخطار الكبرى و المجمعات‬
‫األخطار الكبرى و المجمعات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫رأينا الدور البارز الذي تلعبو شركات التأمني يف رلال تغطيتها للمخاطر اليت تعرض عليها‪ ،‬و كما تطرقنا آنفا و أنو‬
‫سعيا منها لضمان أفضل محاية جملل ه ا تو ادلخاطر‪ ،‬تلجأ إىل شركات إعادة التأمني كأسواق خلفية كي تضمن ذلا‬
‫طاقة إكتتابية متكنها من قبول ادلعروض عليها من األخطار ‪ .‬و لكن رغم الدور الذي تلعبو شركات اإلعادة و ما‬
‫تقدمو‪ ،‬إال أن ذلك ال يكفي يف بعض األحيان دلواجهة بعض األخطار اليت تتسم باخلصوصية من حيث احلجم و‬
‫كذا من حيث تبعاهتا‪ ،‬و نقصد بذلك األخطار الكربى و اليت ال ميكن تغطيتها وفق اإلطار التقليدي للتأمني‪،‬‬
‫فال جتد شركات التأمني و إعادة التأمني بُ ًدا من مواجهة ىذه ادلخاطر إال عن طريق جتميع طاقاهتا ضمن ُرلمعات‬
‫تأمينية ضمانا لتغطيتها ىذا من جهة و محاية ملركزىا ادلايل من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ ،‬من خالل ثالث مباحث‬ ‫و على ىذا األساس مت ختصيص ىذا الفصل من الدراسة لنتناول فيو ىذه النقاط‬
‫رئيسية فكمبحث أول مت التطرق إىل ادلخاطر الكربى بشكل عام و تناولنا معها رلمعات التأمني و إعادة التأمني‪،‬‬
‫و كمبحث ثاين تطرقنا إىل األخطار الطبيعية الكربى و كذا أمثلة عن رلمعات لتأمينها‪،‬أما ادلبحث الثالث فقد مت‬
‫ختصيصو دلعرفة األخطار التكنولوجية و أدرجنا كذلك مناذج جملمعات تقوم بتغطية ىذا النوع من ادلخاطر‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫المبحث األول‪:‬ماىية األخطار الكبرى و مجمعات إعادة التأمين‬

‫يتعرض اإلنساف يف حياتو اليومية عبملة من اؼبخاطر ك اليت تصيبو يف شخصو ك فبتلكاتو ك تتعدل لنشاطو‪ ،‬ك‬
‫لكن ىذه األخطار زادت بشكل كبَت يف السنوات األخَتة ك تفاقمت نظرا لتعقد متطلبات اغبياة اليومية اليت‬
‫نعيشها كاليت زادت معها درجة جسامة ىذه األخطار‪ ،‬كبإختالؼ درجة ىذه األخطار ىبتلف معها نوع الغطاء‬
‫التأميٍت اؼبطلوب للتغطية ك كذا الطريقة اؼبثلى اليت تضمن إحتواءىا‪ ،‬ك لعل أىم ما يؤرؽ شركات التأمُت ىو إهباد‬
‫األسلوب األمثل لتغطية ىذا النوع من األخطار ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماىية األخطار الكبرى‪:‬‬

‫ظبات كذلك من كجهة نظر تأمينية ‪ ،‬ككذا األسس‬


‫سنتناكؿ يف ىذا اؼبطلب كل من مفهوـ اػبطر الكبَت ك كذا ق‬
‫الفنية اليت يتم هبا تقيم ىتو األخطار ك قبوؿ اإلكتتاب فيها ك كذا تعبئة القدرات اإلكتتابية لتغطيتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األخطار الكبرى‬

‫سنحاكؿ إعطاء مفهوـ للخطر الكبَت من خالؿ تعريفو أكال مث معرفة أبعاد ىذه األخطار ك كذا ربديد العوامل اليت‬
‫نستطيع من خالؽبا قياس اػبطر ك تصنيفو ضمن األخطار الكربل‪.‬‬

‫ك يدؿ على مفهومها كيشرح‬ ‫أوال‪/‬تعريف الخطر الكبير‪ :‬بعض اؼبفردات ربتاج تعريفا وبدد بدقة معناىا‬
‫فو م تعريف حبد ذاتو يستخدـ ليعرب عن‬ ‫صفاهتا‪ ،‬أما كلمة خطر كبير أك ما يعرؼ كذلك بإسم الكوارث‬
‫ضخامة اآلثار الناصبة عن كقوع حادث ما‪ ،‬كىي صفة تدؿ على فداحة اػبسائر يف األركاح أك اؼبمتلكات أك‬
‫يف كليهما معا ك اليت تعقب كقوع حادث معُت‪ ،‬كمثل ىذ قاٌفكادث اؿيت تخلف كراءه ا أثار جسيمة قد يكوف‬
‫فبا ساىم اإلنساف يف صنعو أك تسبب يف كقوعو سواء عمد ا أ ك باػبطأ اؿغَت مقصود‪ ،‬كالكارثة اليت تًتتب عف‬
‫ذلك يبكن كصفها بأهنا كارثة من صنع اإلنساف‪ ،‬كال يبكن حصر الكوارث اليت تدخل يف ىذا اإلطار ؾاغبرائق‬
‫الضخم كالككارث الناذبة عن إستخداـ كصناعة أكنقل اؼبواد اػبطرة كاؼبشعة ككذا التلوث ك غَتىا من األخطار‪.‬‬

‫يد يف حدكثو ‪ ،‬أك معرفة مؤكدة‬


‫كما يبكن أف يكوف اٌفا دث من فعل الطبيعة كحدىا دكف أف يكوف لإلنساف ُد‬
‫كادث إُف نتائج بالغة السوء يف‬ ‫دبكانو أك زمانو أك شدتو أك ما ينجم عنو من أضرار‪ ،‬ككثَتا ما تؤدم ىذه اٌف‬
‫ك أنبها الفيضانات ك العواصف ك األعاصَت‬ ‫األنفس كاؼبمتلكات ‪ ،‬كىذا النوع يعرؼ باسم الكوارث الطبيعية‬

‫‪60‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫حدكث مثل ىذه الظواىر‬


‫جبميع أشكاؽبا ك مسمياهتا‪،‬الزالزؿ ك كذا الرباكُت ك كذا موجات البَػ ْرد ك سقوط البَػَرْد‪ ،‬ؼ‬
‫الطبيعية كما يًتتب عهنا من آثار ؾا رثية يعترب من اغبقائق اليت عرفتها األرض على مر العصور ك األجياؿ‪ ،‬كقطعا‬
‫ما عن اغبدكث أك أف ما ُدربدثو من األضرار سيبدأ بااللبفاض‬ ‫ليس شبة ما يشَت أبدا إُف أهنا ستتوقف يوما‬
‫كالًتاجع‪ ،‬بل أف األمر يبدك يف اغبقيقة عكس ذلك‪.1‬‬

‫كما تعرؼ الكارثة على أهنا ربوؿ مدمر كعنيف يف أسلوب اغبياة الطبيعية كالبشرية‪ُ ،‬دوبدث بصورة مفاجئة أضر نارا‬
‫كبَتا من اعبرحى كالقتلل‪ ،‬كمن مث فإف الكارثة تتوافر ؽبا ثالثة عناصر‬‫عددا ن‬‫كىبلف ن‬ ‫مادية على نطاؽ كاسع ُد‬
‫اؼبفاجأة‪ ،‬ك إتساع رقعة الدمار‪ ،‬كإصابة نسبة كبَتة من األفراد ك اؼبمتلكات‪.2‬‬

‫كيرل البعض أف األخطار الكربل ىي تلك األخطار اؿقليلة العدد ‪ ،‬كاليت ال يسمح عددىا بذلك إجراء دراسات‬
‫إحصائية كإستخراج معدالت خاصة هبا ‪ ،‬ك أ ف قانوف األعداد الكبَتة ال يطبق عليها كتكوف نتائجها خسائر‬
‫فادحة يف اؼبمتلكات ك األركاح‪.‬‬

‫كما يعرؼ اػبطر الكبَت على أنو حدث منشأه طبيعي أك تكنولوجي عواقبو مدمرة كأضراره البشرية ك اؼبادية‬
‫كخيمة‪ ،‬ال يبكن السيطرة عليو ك التحكم فيو عن طريق الوسائل اؼبتوفرة كقت كقوعو‪.3‬‬
‫اؼبشرع اعبزائرم األخطار الكربل بنص اؼبادة‪ 2‬من القانوف رقم ‪ 04 / 20‬الصادر يف ‪ 25‬ديسمرب‬
‫ك قد عرؼ ّ‬
‫طبيعي‬
‫ة‬ ‫ث بفعل ـباطر‬
‫‪ 2004‬ب "يوصف باػبطر الكبَت كل هتديد ؿبتمل على ا إلنساف ك بيئةت‪ ،‬يبكن حدك ق‬
‫إستثنائية ك‪ /‬أك بفعل نشاطات بشرية ‪ ".‬كدبوجب نفس القانوف يف مادتو ‪ 10‬مت إحصاء أىم األخطار الكربل اليت‬
‫تتعرض ؽبا اعبزائر‪ ،‬أنبها الزالزؿ ك األخطار اعبيولوجية‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬حرائق الغابات‪ ،‬األخطار الصناعية‬
‫يبكن أف ّ‬
‫ك الطاقوية‪ ،‬أخطار اإلشعاعات كاألخطار النوكية‪ ،‬األخطار اؼبتعلقة بالصحة البشرية‪ ،‬األخطار اؼبرتبطة بالصحة‬
‫تلوث اؼبياه‪ ،‬الكوارث اؼبرتبطة‬
‫اغبيوانية ك النباتية‪ ،‬األشكاؿ اؼبختلفة ؿلتلوث اعبوم أك األرضي أك البحرم أك ّ‬
‫بالتجمعات البشرية اؿكبَتة‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد الطيف عبود‪ ،‬أخطار الطبيعة ك التحدم الدائم لصناعة التأمُت‪ ،‬ؾبلة الرائد العريب‪ ،‬عدد‪،1997، 57‬ص‪،66‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪ -2‬سامي ؿبمد ىشاـ حريز‪ ،‬زيد منَت عبوم‪ ،‬إدارة الكوارث ك اؼبخاطر‪،‬دار الراية للنشر كالتوزيع‪،‬عماف‪، 2007،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Dossier Départemental de Risques Majeurs, disponible sur le site: http://www.risques.gouv.fr voir le‬‬
‫‪11-01-2013 a 12 :15 .‬‬
‫‪ -4‬اؼبادة ‪ 2‬من القانوف رقم ‪ 20 - 04‬الصادر يف ‪ 25‬ديسمرب ‪ 2004‬اؼبتعلق بالوقاية من الكوارث ك تسيَتىا يف إطار التنمية اؼبستدامة‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪84‬‬
‫الصادرة يوـ‪. 2004 / 12 / 29‬‬

‫‪61‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫فبا سبق ذكره يبكن أف نوجز مفهوـ اػبطر الكبَت على أنو حادث مفاجئ ىبلف كراءه أضرارا جسيمة يف األركاح‬
‫ك اؼبمتلكات‪ ،‬حيث ال يبكن السيطرة عليو ك التحكم فيو ك سبتد آثارىا على نطاؽ كاسع‪ ،‬ك تقسم ىذه األخطار‬
‫من حيث مسبباهتا اُف قسمُت‪:‬‬
‫‪ -‬أخطار طبيعية‪ :‬تكوف الطبيعة مصدرىا كربدث دكف تدخل أك إرادة االنساف مثل الزالزؿ كالرباكُت‬
‫كالفيضانات كاألعاصَت كغَتىا‪.‬‬
‫‪ -‬أخطار تكنولوجية ‪:‬كىي تلك اليت ترتبط كتتصل بشكل مباشر دبا يصنعو اإلنساف كما وبرزه من تقدـ يف‬
‫ؾباؿ التكنولوجيا مثل األخطار الناصبة عن إهنيار ؿبطة نوكية‪ ،‬أك إشتعاؿ اغبرائق‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬أبعاد األخطار الكبرى (الكوارث)‪ :‬تتحدد أبعاد الكارثة كدرجة خطورهتا من خالؿ العوامل اآلتية‪:1‬‬
‫‪ .1‬مصدر الكارثة كأسباهبا‪ :‬ىل ىي هتديد خارجي أـ عوامل طبيعية أـ موقف طارئ داخلي؛‬
‫للدكؿ ؛‬
‫‪ .2‬ثقل الكارثة ‪ :‬دبعٌت مدل هتدمدىا للمصاٌف اغبيوية ة‬
‫‪ .3‬تعقد الكارثة ‪ :‬دبعٌت مدل اػبيارات اؼبتاحة ؼبواجهتها؛‬
‫‪ .4‬كثافة الكارثة ‪ :‬دبعٌت مدل تالحق أحداثو ا ك اؼبدل الزمٍت الذم تستغرقو‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬قياس الخطر ‪:‬كما ذبدر اإلشارة إُف أف عملية قياس األخط ا ر من األمور اؽبامة ك ىذا حىت تكوف لدينا‬
‫أداة علمية كمية من خالؽبا يتم معرفة مدل جسامة ىذه األخطار ىذا من جهة‪ ،‬ك كذا إزباذ صبلة التدابَت فيما‬
‫يتعلق بطريقة التعامل معىا من جهة أخرل‪ ،‬كما أ ف عملية قياس األخط ا ر ليست باالمر اليسَت نظرا لتعدد‬
‫العوامل اؼبؤثرة يف ربديد قيمة اػبطر حيث يتم قياسقكميا عن طريق قياس عواملو اؼبختلفة ك تتلخص يف عاملُت‬
‫ىامُت‪:2‬‬

‫العامل األول‪ /‬إحتمال تحقق الحادث ‪ :‬يتم حساب إحتماؿ ربقق اغبادث مقدما على أساس بيانات اػبربة‬
‫اجملمعة عنو خالؿ فًتة كافية يف اؼباضي ‪ ،‬كتتوقف الدقة يف حساب ىذا االحتماؿ على دقة البيانات اؼبسجلة‬
‫تاريخاممن ناحية كعلى حجمها كمدل سبثيلها للخطر من ناحية أخرل ‪ ،‬ؼكلما زاد حجم ىذه البيانات كلما‬
‫كانت النتائج أكثر دقة كيبكن االعتماد عليها يف التخطيط كالتنبؤ لقياس اػبطر مستقبال‪.‬‬

‫‪ -1‬إدارة الكوارث الطبيعية‪،‬اؼبركز الوطٍت للمعلومات من خالؿ الرابط‪:‬‬


‫‪www.yemen-nic.info/procesafe/imp-bales/disaster.pdf voir le: 12/01/2014 à 10 :34‬‬
‫‪ -2‬شوقي سيف النصر سيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪62‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫العامل الثاني ‪/‬حجم الخسائر المحتملة‪ :‬تعترب قيمة الشئ أك الدخل اؼبعرض للخطر مؤشرا ىاـا غبجم اػبسائر‬
‫اؼبتوقعة حيث تعرب ىذه القيمة عن اغبد األقصى للخسائر احملتملة ‪ ،‬كيبثل ىذا اغبد عادة قيمة الشئ أك األصل‬
‫ب‪ ،‬ؿكن قد تقل القيمة اؼبعرضة للخطر أك تقل حجم‬
‫اؼبعرض للخطر كامال أك قيمة الدخل اؼبتوقع فقده مستق ال‬
‫اػبسائر احملتملة عف قيمة الشئ أك األصل اؼبعرض للخطر‪ ،‬كعموما يتم ربديد اغبد األقصى للخسارة احملتملة‬
‫لألصل أك الشئ حسب طبيعة اػبطر ك مصدره ك تأثَته عليو‪ ،‬فكلما ازدادت درجة اػبطر ك قيمتو كلما زادت‬
‫حجم اػبسائر احملتملة كالعكس صحيح‪.‬‬

‫ك ذبدر اإلشارة إُف أف حجم اػبسارة يفوؽ يف األنبية إحتماؿ اػبسارة يف قياس قيمة اػبطر ذلك أف حجم‬
‫اػبسارة اؼبتوقعة يعطي تكلفة ربقق اغبادث ‪ ،‬بل أف احتماؿ حدكث اغبادث ال تظهر أنبيتو إال من خالؿ إقًتانو‬
‫ئ اؼبتوقعة يف حالة ربقق اػبطر‪ ،‬ؽبذا ما يبيز األخطار الكبَتة بشقيها الطبيعية كالتكنولوجية ىي أف‬
‫حبجم اػبسا ر‬
‫إحتماؿ ربققها ضعيف أما خسائرىا كارثية ك كخيمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمات األخطار الكبرى من وجهة نظر تأمينية ‪:‬‬

‫صورة كاضحة‬ ‫يتميز ىذا النوع من األخطار جبملة من اؼبواصفات سبيزه عن باقي األخطار ك سبكننا من أخذ‬
‫عنىا ك كذا ربديد أبعادىا‪ ،‬حيث تتمثل ىذه السمات ك اؼبواصفات يف‪:1‬‬

‫أوال‪/‬مبلغ التأمين ‪:‬إف مبلغ التأمُت من شأنو أف يكوف قرينو على أف ؿبل التأمُت خطر كبَت ‪ ،‬كالذم يُدلقي على‬
‫عاتق شركة التأمُت مسؤكليات مالية تتحدد كفقا لضخامة ىذا اَفبلغ‪ ،‬كالذم نرل أثره يف سوؽ اإلعادة العاؼبية اليت‬
‫تكوف حذرة يف قبوؿ إعادة األخطار ذات اؼببالغ الضخمة ‪ ،‬حيث تَػ ْع َم ْد شركات اإلعادة على اؿ تدخل بشكل‬
‫مباشر يف سياسة اإلكتتاب كالتسعير لشركات التأمُت اؼبباشر يف ما ىبص ىذا النوع من األخطار؛‬

‫‪ -1‬راجع‪ :‬ناشد ؿبمود عبد السالـ‪،‬إدارة أخطار الشركعات الصناعية ك التجارية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1989،‬‬
‫ؿبمد شكرم سركر‪،‬التأمُت ضد األخطار التكنولوجية‪،‬دار الفكر العريب‪،‬القاىرة‪.1987،‬‬
‫‪Jean Tuccella ,Emmanuel Desplanches, Ouvrages exceptionnels et assurance décennale ,workshop sur‬‬
‫‪l’assurance décennale au niveau da CCR, 15/05/2014.‬‬

‫‪63‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ثانيا‪/‬الحد األقصى للخسارة المحتملة ‪:‬إف إرتفاع قيمة أقصى خسارة ؿبتملة الوقوع ك اليت يتعرض ؽبا الشئ ؿبل‬
‫التأمُت كاليت ربدث نتيجة تضافر أسوأ الظركؼ ‪ ،‬دليل على جسامة اػبطر كعلى فداحة تبعاتو من اػبسائر‪ ،‬ك‬
‫لإلشارة أف مبلغ التأمُت كاغبد األقصى للخسارة احملتملة الوقوع تعد من أىم ما يبيز األخطار الكربل؛‬

‫ثالثا‪/‬الطاقة االستيعابية لألسو اق المحلية‪ :‬إف الطاقة االستيعابية لألسو اؽ احمللية (الوطنية) سبثل القدرة اإلصبالية‬
‫للشركات العاملة فيو (كطنية كانت أك أجنبية) من اإلحتفاظ الصايف باألخطار إضافة إُف حصص إعادة التأمُت‬
‫لشركات اإلعادة الوطنية‪ ،‬فاػبطر يعترب حتما من األخطار الكبَتة إذا ذباكزت تغطيتو حدكد الطاقة االكتتابية أك‬
‫االستعابية ؽبتو األسواؽ احمللية؛‬

‫رابعا‪/‬نوع الغطاء المطلوب للتغطية و سعتو‪ :‬إف نوع الغطاء اؼبطلوب لتغطية خطر ما أكال كسعتو ثانيا وبدداف‬
‫بدكرنبا حجم اػبطر ككذا طاقة األسواؽ التأمينية يف إستيعاهبا‪،‬فطاقة كل سوؽ زبتلف باختالؼ نوع األغط ية‬
‫اؼبطلوبللتغطية ككذا سعهتا‪ ،‬ك ما يبيز األخطار الكربل أهنا تتطلب أغطية تأمينية ذات سعة كبَتة جدا قد تفوؽ‬
‫ة‬
‫قدرة األسواؽ احمللية كما ذكرنا من قبل؛‬

‫خامسا‪/‬عدم القدرة على تجزئة الخطر ‪:‬إف عدـ القدرة على ذبزئة اػبطر إُف عدة أخطار منفصلة يؤدم إُف‬
‫اعتباره ـف األخطار الكبَتة ‪ ،‬حيث أف إمكانية ذبزئتو إُف عدد معُت من األخطار اؼبنفصلة بعضها عن بعض ‪،‬‬
‫حيث يكوف اعبزء الواحد خطرا قائما بذاتو قد يقع تأمينو كإعادة تأمينو ضمن حدكد الطاقة اإلكتتابية ك‬
‫عدـ القدرة على ذبزئة اػبطر هبعل من تراكم األخطار أمرا‬
‫االستيعابية لألسواؽ الوطنية‪ ،‬كعلى اؿعكس من ذلك ؼ‬
‫ؿبتمال كمؤدم إُف خسائر مادية ك بشرية كبَتة يف حالة حدكثو لذا يعد من األخطار الكبَتة‪.‬‬

‫سادسا‪/‬التطور التقني والتكنولوجي ‪:‬إذا كاف اػبطر ؿبل التأمُت قائما على أساس تقٍت عاِف كتكنولوجي ا متطورة‬
‫ك‬ ‫سواء كاف ذلك يف التصميم أك اؼبواد اؼبصنع منها ك الداخلة يف إنشائو أك تركيبو‪ ،‬كل ذلك مؤشر على حدة‬
‫تكلفة اػبسائر احملتملة اغبدكث يف حالة تعرضق ػبطر ما‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األسس الفنية لتقيم األخطار الكبرى و قبول اإلكتتاب فيها‬

‫إف اإلكتتاب يف ا ألخطار الكبَتة متطلب من شركات التأمُت ك كذا األسواؽ العاملة هبا التقيد باألسس الفنية‬
‫اؼبتعارؼ عليها يف التأمُت ‪ ،‬لغرض زرع ثقة التعامل يف األسواؽ اؿد كلية‪ .‬لذا فإف األمر يتطلب من شركات التأمُت‬
‫ك كذا اؼبعيدين القياـ دبا مؿم‪:1‬‬

‫أوال ‪ /‬تحديد األخطار و تقييمىا‪:‬قبل مرحلة تقييم ا ألخطا ر هبب أكال ربديد مكامن اػبطر بشكل علمي دقيق‬
‫عن طريق الدراسة اؼبعمقة كاؼبوقع كطبيعة اؼبشركع كطريقة تنفيذ ق ك كذا النكاحي التقنية ك التكنولوجية لو ‪..‬اٍف‪ ،‬ك‬
‫اليت سبكننا من معرفة طبيعة األخطار بشكل جيد ك بالتاِف تقييم حد هتا ك اػبسائر اليت تًتتب عن التحقق الفعلي‬
‫ؽبا‪،‬كما أف شركة التأمُت تعتمد أيضا على خربتوا التأمينية السابقة اليت إكتسبتها من خالؿ اإلكتتاب يف مشاريع‬
‫مشاهبة أك لنفس النوع من اؼبشاريع كمدل توفر اإلحصاءات عن أخطارىا كخسائرىا كتعويضاهتا ‪ ،‬إذ أف تقيم‬
‫اػبطر بشكل موضوعي وبدد السعر اؼبالئم الذم يطلبو اؼبكتتب لغرض توفَت اؿتغطية اعبيدة للخطر؛‬
‫ُد‬
‫ثانيا‪ /‬اإلكتتاب في األخطار الكبيرة ‪:‬إف اؼبشكلة األساسية اليت تواجو شركات التأمُت اؼبباشر يف إكتتاهبا لو تو‬
‫(أسعار كأخطار مشمولو بعقد التأمُت‬ ‫األخطار أف تجد من معيدم التأمُت قبوال لشركط التغطية األصلية‬
‫األصلي)‪ ،‬ك اليت ربددىا الشركات اؼبباشرة لذلك فإنو يتعُت عليها القياـ جبملة من اإل جراءات اإلكتتابية اليت من‬
‫شأهنا أف تكوف أكثر قبوال كفقا ؼبا يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬ضركرة معاينة اػبطر موضوع التغطية معاينة جيدة كالوقوؼ على توزيع القيم التأمينية بُت األخطار اؼبنفصلة ‪،‬‬
‫كقياس إحتماالت اػبسارة على ضوء طبيعة األخطار اؼبغطاة‪ ،‬كعلى كسائل الوقاية اؼبتوفرة ك كذا اإلستعانة‬
‫بذكم اإلختصاص من مهندسُت ككيميائيُت كفيزيائيُت كغَتىم؛‬
‫‪ .2‬تسعَت اػبطر دبا يتفق ك اٍفبرة اؼبتوفرة عنو‪ ،‬ألف اػبربة احمللية عن األخطار عادة تكوف غَت كافية نظرا لقلة‬
‫عددىا أحيانا كحداثهتا أحيانا أخرل‪ ،‬إذ البد من اؿعبوء إُف اػبربة العاؼبية كمرشد يف ىذا اجملاؿ كاستشارة‬
‫معيدم التأمُت بالنسبة للسعر الذم يطبق قبل قبوؿ اػبطر؛‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean Tuccella, les principes généraux de la RCD et la souscription des grands risques, workshop sur‬‬
‫‪l’assurance décennale au niveau de CCR, 15/05/2014.‬‬

‫‪65‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫يف‬ ‫‪ ،‬كتفادل الصيغ الشاملة‬ ‫‪ .3‬صياغة التغطية بشكل يتفق كما هبرم عليو العمل يف األسواؽ العاؼبية‬
‫الضمانات كربديد األخطار اؼبغطاة ربديدا كاضحا كاستبعاد األخطار اؼبستثنا ة صراح ة كالنص على اغبدكد‬
‫القصول ؼبسؤكلية اؼبؤمن؛‬
‫‪ .4‬اإلىتماـ بوسائل الوقاية ك اؼبنع ك اؼبقصود هبا ؾبموعة اػبطط ك اإلجراءات اليت تؤدم إُف منع حدكث‬
‫اػبطر كلية أك التقليل من فرص كقوعو أك التخفيف من حدة نتائج ربققة‪ ،‬ك كذا حث اؼبؤمن لو على إتباع‬
‫ىذه الوسائل بتضمينها كثائق التأمُت ك اعتبارىا جزءا ال يتجزأ من شركط التغطية ‪ ،‬كما أف ربميل اؼبؤمن لو‬
‫كسائل الوقاية للحد منو؛‬
‫إلزاميا حصة من اػبسارة مضمن إىتماـ ىذا األخَت باػبطر ك ب‬

‫ثالثا‪ /‬قبول الخطر وتحديد حد االحتفاظ‪ :‬نعٍت حبد اإلحتفاظ قيمة اػبطر الذم ربتفظ بو شركة التأمُت غبساهبا‬
‫اػباص دكف أف تعيد تأمينو‪ ،‬ألف قبوؿ اػبطر كفق األسس أعاله ال يعٍت القبوؿ الكامل لو ألف لكل شركة تأمُت‬
‫كمعيد طاقة إحتفاظية كخربة فنية ؿبددة كتعامل ذبارم كحىت سياسي وبظى بو‪ ،‬ألف ىذا اغبد يتوقف على ؾبموعة‬
‫من العوامل ك اؼبتغَتات هبب أف تأخذ بعُت اإلعتبار ك ىي‪:1‬‬

‫‪ .1‬على الشركة أف ربدد لنفسها احتفاظا يتالئم كطبيعة اػبطر من ناحية ك إمكانياهتا اؼبالية من ناحية أخرل‪،‬‬
‫كىذا بالتأكيد يتطلب معرفة جيدة ؼبكونات اػبطر كفصلها عن بعضها البعض كتقدير اغبد األقصى‬
‫للخسارة احملتملة قبل ربديد مقدار اإلحتفاظ‪ ،‬كىذا الفصل لو أنبية بالغة فتوزيع اػبطر على أكثر من موقع‬
‫كمن َمث دراسة مقدار حدة اػبطر اؼبادم كاؼبعنوم يف كل موقع من جهة ك كذا إمتداده من جهة أخرل‪ ،‬أك‬
‫إمكانية ذبزئة اػبطر إُف ؾبموعة من األخطار سيؤدم حتما إُف تقليل اإلعتماد على إعادة التأمُت بإعتبار‬
‫أف القدرة اإلستعابية للشركة ىي حصيلة عدة إحتفاضات‪ ،‬كيف حاؿ عدـ إمكانية ذبزئة اػبطر (كما ىو‬
‫اغباؿ عليو يف األخطار الكربل) فإف موضوع التأمُت يعترب خطرا كاحدا هبب دراستو بصورة جيدة ألنو‬
‫يُدؤخذ عليو إحتفاظ كاحد بدؿ عدة إحتفاضات من أجل تقدير أقصى إحتفاظ فبكن‪ ،‬كما أف عدـ‬
‫إمكانية ذبزئة اػبطر يؤدم إُف زيادة االعتماد على إعادة التأمُت ك خاصة اإلختيارية اليت تكوف برنامج‬
‫تأمُت صعب؛‬
‫‪ .2‬درجة خطورة العمليات التأمينية‪ :‬كاؼبقصود هبا حجم اػبسائر اؼبالية اؼبتوقعة ك اليت تنتج عن ربقق األخطار‬
‫اؼبقبولة يف صورة حادث‪ ،‬ك تتوقف درجة اػبطورة على معدؿ تكرار اغبادث ك شدة اػبسارة‪ ،‬حيث أنو‬

‫‪ -1‬ؿبمد توفيق البلقيٍت‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪ ،670‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫كلما إرتفعت درجة اػبطورة يف العمليات التأمينية لنوع معُت من األخطار كلما حاكؿ اؼبؤمن اؼبباشر‬
‫زبفيض اعبزء احملتفظ بو‪ ،‬ألف ىذا النوع يتسم بإرتفاع معدالت اػبسارة اليت لن يستطيع اؼبؤمن اؼبباشر‬
‫ربملها دبفرده؛‬
‫‪ .3‬المركز المالي للمؤمن األصلي (المباشر)‪ :‬ىناؾ عالقة طردية بُت متانة اؼبركز اؼباِف للمؤمن اؼبباشر ك‬
‫زيادة قيمة‬ ‫اعبزء احملتفظ بو من كل عملية تأمينية‪ ،‬كتتمثل متانة اؼبركز اؼباِف يف زيادة قيمة رأس اؼباؿ ك‬
‫ة‬ ‫دخل اؼبؤمن اؼبباشر من األقساط اؼبدفوعة سنويا ككفاء‬ ‫اإلحتياطات الفنية بأنواعها اؼبختلفة ك زيادة‬
‫السياسية االستثمارية لوذه األمواؿ‪ .‬ألف كل ىذه العوامل ؾبتمعة تدؿ على حجم الشركة ك مركزىا اؼباِف‬
‫فالشركات الكربل سبيل لإلحتفاظ بطاقة أعلى من تلك اليت ربتفظ هبا شركات ال تتمتع بنفس اؼبواصفات؛‬
‫‪ .4‬المنطقة الجغرافية‪ :‬إف تأثَت اؼبوقع اعبغرايف على اإلحتفاظ الصايف من اػبطر كاضح جدا‪ ،‬فشركة التأمُت‬
‫اليت تؤمن على فبتلكات كاقعة يف رقعة جغرافية معرضة إُف ـباطر الزالزؿ كالفيضانات أك األعاصَت‪ ،‬البد أف‬
‫ربدد إحتفاضها الصايف من اػبطر ليس فقط على درجة إحتماؿ ربقق اػبسارة كإمبا للًتاكم الذم سيحصل‬
‫من إحتماؿ تعرض صبيع األخطار اؼبؤمنة لدل الشركة يف تلك اؼبنطقة إُف خسارة كارثية؛‬
‫‪ .5‬خبرة المؤمن المباشر‪ :‬ك اؼبقصود هبا تاريخ اؼبؤمن اؼبباشر ك ماضيو من خالؿ فبارستو ؼبختلف العمليات‬
‫التأمينية‪ ،‬فكلما توافرت لديو خربة كافية مكتسبة من خالؿ التعامل ك اؼبمارسة الدائمة ؽبذه األنواع اؼبختلفة‬
‫من العمليات التأمينية كلما زاد حجم اعبزء احملتفظ بو‪ ،‬ك العكس صحيح ففي حاؿ َف تتوافر لدل اؼبؤمن‬
‫عمد يف ىذه اغبالة على إعادة تأمُت اعبزء األكرب من ىذه العمليات ك ىذا لعدـ‬
‫اؼبباشر خربة كافية فإنو يَ َ‬
‫قدرتو على اغبكم اؼبسبق على النتائج اؼبتوقعة منها‪،‬ك يظهر ذلك جليا يف حالة شركات التأمُت حديثة‬
‫النشأة حيث تعيد تأمُت اعبزء األكرب من عمليتها حفاظا على بقائها ك حىت تتمكن من معرفة السوؽ‬
‫معرفة جيدة‪ ،‬ك كذا عندما يَكتَتِب اؼبؤمن اؼبباشر يف نوع جديد من األخطار َف يسبق لو التعامل معها من‬
‫قبل‪ ،‬حبيث يتمكن من معرفة النتائج اؼبتوقعة مستقبال األمر الذم هبعلو يتنازؿ عن اعبزء األكرب من ىذه‬
‫العمليات‪ .‬ك لكن التحدم الكبَت الذم يواجو شركات التأمُت يف تغطيتها لألخطار الكربل كاليت تتسم‬
‫بدرجة خطورة عالية جدا‪ ،‬ىو عدـ إمكانية تكوين خربات كاسعة عن ىذه األخطار بسبب عدـ تكرارىا‬
‫يف السوؽ الواحدة كبصورة متقاربة‪ ،‬األمر الذم هبعل شركات التأمُت تتحوط قدر اإلمكاف يف إحتفاضها‬
‫هبذا النوع من األخطار الذم سبتاز نتائجو بالكارثية؛‬

‫‪67‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .6‬التكلفة‪ :‬ك اؼبقصود هبا التكلفة الصافية اؼبدفوعة شبنا لربامج إعادة التأمُت ك اليت ربمي ؿبافظ الشركة‪،‬‬
‫كتكلفة اإلتفاقيات كأغطية زيادة اػبسارة ككذلك التكلفة الغَت اؼبباشرة ك اؼبتضمنة اؼبصاريف اإلدارية اليت‬
‫تتحملها الشركة عن إدارة برامج اإلعادة ك مراعاة متطلبات معيدم التأمُت حسب الشركط اؼبتفق عليها‪،‬إذ‬
‫أف تأثَت التكلفة على اإلحتفاظ كاضح حيث أف إرتفاعها قد يضطر الشركة إُف رفع احتفاظها من األعماؿ‬
‫أك ردبا تغيَت برامج اإلعادة ككل دبا وبقق ؽبا أنسب تكلفة؛‬
‫المكتتب فيها سنويا‪ :‬ك اؼبقصود هبا حجم اإلصدارات اعبديدة ك كذا عمليات‬
‫‪ .7‬حجم العمليات التأمينية ُ‬
‫التجديد (ذبديد الوثائق السارية) اليت يصدرىا اؼبؤمن اؼبباشر‪ ،‬فكلما زادت العمليات التأمينية لنوع معُت من‬
‫األخطار كلما أمكن ربقيق قانوف األعداد الكبَتة ‪ ،‬كبالتاِف تتمكن شركة التأمُت من الوصوؿ إُف أدؽ‬
‫التقديرات ك التوقعات‪ ،‬األمر الذم يبكن معو زبفيض اإلكبرافات بُت النتائج الفعلية ك اؼبتوقعة إُف أدىن‬
‫اؼبستويات ك التقليل من تدىور نتائج ىذه العمليات التأمينية‪ ،‬ك يف ىذه األحواؿ يبكن للمؤمن اؼبباشر أف‬
‫وبتفظ لنفسو جبزء كبَت من العمليات التأمينية اليت تَ ِرُدد إليو‪ .‬ىذا بعكس اغباؿ إذا كانت العمليات اؼبكتتبة‬
‫يف خطر ما ؿبدكدة ك ليست بالعدد الكايف الذم يبكن االعتماد على نتائجو‪ ،‬نتيجة زيادة اإلكبرافات بُت‬
‫النتائج الفعلية ك النتائج اؼبتوقعة‪ ،‬ك منو تقل قدرة اؼبؤمن اإلحتفاظية من ىذه األخطار ك يعيد تأمُت اعبزء‬
‫األكرب من العمليات اليت ترد إليو‪ ،‬ك ىذا ضباية َف ركزه اؼباِف من أم تقلبات أك ىزات عنيفة قد تعصف‬
‫بوجود شركة التأمُت‪.1‬‬

‫كمن ذلك يتضح أف عملية ربديد مقدار القبوؿ من قبل اؼبكتتب زبضع إلعتبارات عدة زبتلف من مشركع إُف‬
‫أخر كمن بلد إُف آخر‪ ،‬كحىت بُت الشركات اؼبعيدة ىناؾ أفضليات للقبوؿ من الشركات اؼبسندة‪.‬كأخَتا يتعُت على‬
‫الشركات اؼبباشرة أف ربتفظ بقدر معقوؿ من األخطار اؼبكتتب فيها كي تثبت ؼبعيدم التأمُت أف األخطار اؼبؤمنة‬
‫ىي فعال أخطار جيدة‪ ،‬كما هبب أال يكوف إختيار اإلحتفاظات على األجزاء اعبيدة من اػبطر دكف غَتىا ألنو‬
‫يُدعد إجحافا يف حق معيدم التأمُت كهبعل العالقة بينهم ذات طبيعة مؤقتة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬تعبئة القدرات اإلكتتابية لتغطية األخطار الكبرى‬

‫تسعى شركات التأمُت جاىدة إلهباد اغبلوؿ ك التغطيات التأمينية اليت توائم طبيعة األخطار اؼبكتتبة ك اؼبعركضة‬
‫عليها‪ ،‬كما توِف إىتماما خاصا لألخطار الكربل كذلك لتأمُت تغطية جيدة ؽبا ك البحث عن السبل األقبع لذلك‬

‫‪ -1‬ؿبمد توفيق البلقيٍت‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.671‬‬

‫‪68‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫نظرا ػبصوصيتها ك جسامة نتائجها‪ ،‬ك اليت توصف دائما بالكارثية حيث يتم تغطية ىذا النوع من األخطار عن‬
‫طريق ما يلي‪:1‬‬

‫أوال‪/‬تعبئة الطاقة اإلستعابية للسوق المحلية‪ :‬على الشركات اليت تَكتَتب باألخطار الكربل كبعد إستنفاذ‬
‫اإلحتفاظ كالطاقة اإلكتتاية إلتفاقيات إعادة التأمُت‪ ،‬اللجوء إُف السوؽ احمللية قبل التفكَت بالتغطية االختيارية‬
‫لتفادم أثارىا السلبية‪ ،‬كذلك عن طريق إقتساـ األخطار الكبَتة بُت الشركات اؼبباشرة يف السوؽ احمللية على‬
‫أساس اإلشًتاؾ يف التأمُت أك خلق ؾبمعات تأمينية ؿبلية‪ .‬كميزة ىذا اإلجراء ىو فضال عن تقليلو ألثار السلبية‬
‫لإلعادة اإلختيارية يبكن الشركات احمللية من تغذية إحتفاظاهتا كإتفاقياهتا دبا يدعم السوؽ احمللية كيوفر لإلقتصاد‬
‫الوطٍت رصيدا من األقساط احملولة للخارج غبساب اإلعادة‪ ،‬فإذا كانت الطاقة اإلكتتابية اإلصبالية للسوؽ احمللية‬
‫غَت كافية فإنو ال مفر من اللجوء إلعادة التأمُت يف األسواؽ اػبارجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬تكوين طاقة إكتتابية على المستوى اإلقليمي‪ :‬قد ال سبتلك األسواؽ التأمينية يف غالب األحياف طاقات‬
‫إكتتابية سبكنها من مواجهة متطلبات تغطية األخطار الكبَتة‪ ،‬لذا فإهنا تلجأ إُف توحيد طاقاهتا يف ؾبمعات ػبلق‬
‫طاقة إكتتابية مشًتكة على اؼبستول اإلقليمي‪،‬حيت تعد ىذه اجملمعات شكال من أشكاؿ التعاكف ككذا كسيلة من‬
‫كسائل تدعيم صناعة إعادة التأمُت لتغطية مثل ىذه األخطار‪ ،‬كذلك عن طريق قياـ الشركات اؼبباشرة يف كل‬
‫سوؽ بإسناد حصص من ىذه األخطار ؽبذه اجملمعات مث يعاد توزيعها على الشركات األعضاء كفق قدراهتا‬
‫اإلحتفاظية ك ما زاد عن ذلك يتم إعادتو عن طريق اإلعادة اإلختيارية‪ ،‬حيث تعمد ىذه اجملمعات على تطبيق‬
‫مبدأ توزيع األخاطر على أكرب عدد فبكن من شركات التأمُت‪ ،‬ك ذلك بتوزيع ؾبموع ما أسند إُف اجملمع من‬
‫عمليات على األعضاء اؼبشاركُت فيو‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الطاقة اإلكتتابية على المستوى العالمي‪ :‬إف اجملهودات اليت تبذؿ على مستول الشركات اؼبباشرة ك السوؽ‬
‫احمللي ك كذا على النطاؽ اإلقليمي ما ىي إال خطوات من شأهنا تقليل االعتماد على األسواؽ الدكلية‪ ،‬كلكنها‬
‫ليست موجهة ضدىا ك خاصة يف ما يتعلق بتغطية األخطار الكبَتة لذا فإف األسواؽ مهما كاف حجمها ك خاصة‬

‫‪ -1‬راجع‪ :‬ؿبمد إماـ طو‪ ،‬سياسة اإلحتفاظ يف شركات التأمُت‪ ،‬ؾبلة اؼبعرفة‪،‬العدد‪، 20‬ديسمرب‪،2006‬ص‪ ،39‬بتصرؼ‪.‬‬
‫ك عن طريق الرابط‪http://www.atlas-mag.net/article/les-pools-dassurance-et-de-reassurance voir le 27/4/2014 :‬‬

‫‪69‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫تلك اؼبتواجدة يف الدكؿ النامية ذبد نفسها دائما حباجة إُف الطاقة الدكلية لتدعيم تغطية تلك األخطار‪ ،‬باإلضافة‬
‫إُف اؼبعلومات الفنية اليت سبنحها ىذه األسواؽ ؼبا سبلكو من خربة يف ؾباؿ اإلكتتاب يف ىذا النوع من األخطار‪.‬‬

‫ك لألنبية البالغة للمجمعات التأمينية ك ما تقدمو من دعم لصناعة التأمُت يف ؾباؿ تغطية األخطار الكربل‬
‫سنتناكؿ بالتفصيل ىذه الكيانات ك طريقة عملها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مجمعات إعادة التأمين‬

‫بعدما تعرفنا على مفهوـ األخطار الكربل ك إستعرضنا ظباهتا ك إلتمسنا درجة جسامتها ك كذا عواقبها كما‬
‫زبلفو من خسائر ك أضرار ال تستطيع معها كربيات شركات التأمُت ربمل تبعاهتا‪،‬ك أشرنا أف ىذه األخطار ك نظرا‬
‫لطبيعتها اػباصة يتم تأمينها يف العادة عن طريق ؾبمعات للتأمُت ك إعادة التأمُت‪ ،‬سنتطرؽ من خالؿ ىذا‬
‫اؼبطلب ؽبذه اجملمعات ك نتناكؽبا بشكل من التفصيل لنربز دكرىا‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ماىية المجمعات‬

‫باإلضافة إُف طرؽ إعادة التأمُت اليت تطرقنا ؽبا سابقا‪ ،‬ىناؾ طريقة حديثة تطورت يف السنوات األخَتة ك ىي‬
‫نظاـ اجملمعة ك اليت جاءت مكملة لعملية إعادة التأمُت يف تغطيتها لألخطار ك توفَت طاقة إستعابية لتأمينها‪.‬ك لقد‬
‫تعددت التعاريف اليت تناكلت اجملمعات ك اليت نوجزىا فيما يلي‪ :‬اجملمعة ىي منظمة يقوـ فيها عدد من اؼبؤمنُت‬
‫بالتعاكف مع بعضهم لتوزيع عبء اػبسائر غَت العادية الناذبة عن األخطار اليت تقع يف اختصاصها‪.1‬‬

‫(مثل األخطار النوكية ) بُت‬ ‫اجملمعة ىي نظاـ دبوجبو يتم تفتيت ك تقسيم األخطار الضخمة أك الغَت مرغوبة‬
‫اؼبؤمنُت بدال من أف يكتتب مؤمن كاحد يف كل اػبطر‪.2‬‬

‫ينشأ ؾبمع إعادة التأمُت عندما يتم االتفاؽ بُت عدد من اؽبيئات التأمينية هبدؼ ذبميع تلك العمليات التأمينية‬
‫اليت من طبيعة معينة ك اليت يعقدىا أم منهم ‪ ،‬مث تؽسيمها فيما بينهم بنسبة ؿبددة يتفق عليها مقدما ‪ ،‬ك تتم‬
‫عملية التجميع ىذه عن طريق االتفاؽ على أف يتنازؿ كل عضو للمجمع عن صبيع العمليات الداخلة يف نطاؽ‬

‫‪ -1‬كماؿ عباس اغبلواين‪ ،‬مقدمة يف اػبطر كالتأمُت‪ ،‬دار اإلرباد‪ ،‬القاىرة‪ ،1980 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -2‬نبيل ؿبمد ـبتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.349‬‬

‫‪70‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اختصاص اجملمع بأكملها‪ ،‬أك عن جزء منها فقط‪ .‬ك يتم تقسيم األقساط ك توزيع التعويضات على أسس معينة‬
‫يتم االتفاؽ عليها عند إنشاء اجملمع‪.1‬‬

‫اجملمعة ىي تنظيم ذبميعي لتأمينات أك إسنادات أك إتفاقيات‪ ،‬أك غبصص أك أجزاء متجانسة يف طبيعتها أك يف‬
‫أحد عناصرىا‪ ،‬مث إسنادىا أك توزيعها أك إعادة توزيعها (إذا كانت تقتصر على عملياهتم) بُت أعضاء اجملمعة‬
‫بإحدل الصور اؼبتفق عليها ‪.2‬‬

‫أما التعريف الذم سنأخذ بو للمجمعات فهو "ؾبمعات التأمُت ك‪ /‬أك إعادة التأمُت ىي عبارة عن إتفاقيات ذبمع‬
‫عددا من شركات التأمُت ك‪ /‬أك إعادة التأمُت من أجل خلق طاقة إستعابية إلحتواء أخطار ذات طبيعة كارثية أك‬
‫ذات طبيعة خاصة (كاالخطار النوكية)‪ ،‬حيث قد اليكوف من اؼبمكن تأمُت أك إعادة تأمُت ىذا النوع من‬
‫األخطار بطريقة أخرل"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب التي أدت لظهور المجمعات‬

‫تعرض على شركات التأمُت يف بعض األحياف أخطار كبَتة أك ذات طبيعة خاصة كأخطار الزالزؿ ك الرباكُت ك‬
‫احملطات النوكية ك أخطار الطَتاف ك السفن العمالقة ك غَتىا من األخطار ذات الوحدات اؼبركزة فًتفض تغطيتها ك‬
‫ىذا لوجود عدة أسباب‪:3‬‬

‫أوال‪ /‬إرتفاع حجم اػبسائر بالنسبة ؽبذه األخطار اؼبركزة حاؿ كقوعها إذ أهنا ال ربدث بصفة منتظمة يبكن معها‬
‫قياس إحتماؿ كقوع اػبطر بدرجة قريبة من الدقة ‪،‬حيث ال يكوف باإلمكاف تأمُت أك إعادة تأمُت مثل ىذه‬
‫األخطار بطريقة أخرل ألهنا تتطلب قدرات مالية ضخمة؛‬

‫ثانيا‪ /‬عدـ توافر اػبربة ك البيانات الكافية لدل شركات التأمُت عن ىذه األخطار دبا يسمح بالتنبؤ بنتائجها‪ ،‬ك‬
‫بالتاِف صعوبة حساب أقسطها بشكل كايف كعادؿ مقدما؛‬

‫ثالثا‪ /‬عدـ توافر اػبربة الكافية لدل معيد التأمُت‪ ،‬ما يظطره إلستثناء ىذه األخطار من عقود اإلعادة‪ .‬فتجد‬
‫شركات التأمُت نفسها مظطرة لرفض ىذه األخطار من األساس لعدـ توافر أسواؽ خلفية لتغطية مثل ىذه‬
‫األخطار‪.‬‬

‫‪ -1‬عيد أضبد أبو بكر ك كليد إظباعيل السيفو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.265‬‬
‫‪ -2‬رؤكؼ حليم مقار‪،‬إعادة التأمُت كتطبيقاهتا العملية‪ ،‬اإلرباد العاـ العريب للتأمُت‪، 1960،‬ص‪. 25‬‬
‫‪ -3‬فبدكح ضبزة أضبد‪،‬ناىد عبد اغبميد‪،‬إدارة اػبطرك التأمُت‪،2003،‬ص‪ ،471‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ك نتيجة لرفض شركات التأمُت قبوؿ تغطية مثل ىذه األخطار‪ ،‬فقد ظهر ما يعرؼ بانظاـ اجملمعات كاليت تعد‬
‫أسلوبا خاصا لإلسناد حيث يتم إنشاؤىا من أجل ربقيق صبلة من األغراض كما سيأيت بياهنا‪.‬‬

‫الغرض من إنشاء المجمعات‪:‬‬

‫‪ ‬حيث تقوـ ىذه اجملمعات بتغطية ىتو األخطار ذات الطبيعة اػباصة ك اليت تتسم نتائجها بالكارثية‪،‬‬
‫كذلك بغرض اغبصوؿ على إنتشار أفضل ؽبا‪ ،‬كال شك أف ماتتيحو ىذه الطريقة من ذبميع األخطار على‬
‫أكسع نطاؽ فبكن‪ ،‬هبعل باإلمكاف تغطية ىذا النوع من األخطار‪.‬حيث من أىم اعبوانب الفنية لتكوين‬
‫ؿبفظة عمليات متوازنة يف اؼبسؤكلية ك األقساط إحتواؤىا على أخطار ـبتلفة يف النوع ك اغبجم ك‬
‫االنتشار اعبغرايف‪1‬؛‬
‫‪ ‬إف االستثناءات اليت تفرضها شركات اإلعادة على شركات التأمُت تدفع ىذه األخَتة إُف إنشاء ىذه‬
‫اجملمعات من أجل تغطية ىذه اؼبخاطر اؼبستثنات من عقود اإلعادة؛‬
‫‪ ‬كما تنشأ ىذه اجملمعات عادة إلعادة ترتيب تأمُت أحد الفركع الذم تدىورت نتائج عملياتو يف السوؽ‬
‫اؼبعنية بدرجة شديدة‪ ،‬بسبب اؼبنافسة بُت شركات التأمُت لدرجة تؤثر على فئات األقساط‪ ،‬حبيث تصبح‬
‫دكف الكفاية ربت ضغط اؼبنافسة‪ ،‬فال ذبد اؽبيئات بُد ندا من اإلتفاؽ على إنشاء ؾبمع يضم صبيع‬
‫العمليات اليت تصدرىا كل كاحدة منها ك غبساب اعبميع‪ ،‬ك هبذا زبف حدة اؼبنافسة بُت شركات‬
‫التأمُت القائمة يف السوؽ ك ترشيد الشركط ككذا احملافظة على مستول األسعار الكافية لتغطية اػبطر‪2‬؛‬
‫‪ ‬كما يتم إنشاء ىذه اجملمعات لظركؼ خاصة كحالة اغبرب كما حدث يف كل من سوريا كالعراؽ نتيجة‬
‫رفض الشركات اإلعادة العاؼبية التعامل معها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع المجمعات‬

‫تقسم اجملمعات التأمينية حسب نشاطها إُف‪:‬‬

‫‪-1‬أضبد كجدم زريق‪ ،‬فؤاد إبراىيم اعبوىرم‪،‬إعادة التأمُت‪ ،‬مطابع الدر البيضاء‪ ،‬مصر‪ ،2001،‬ص‪،69‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪ -2‬عادؿ داكد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪72‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أوال‪/‬مجمعات التأمين المباشر(أو كما يطلق عليها تسمية الحساب المشترك)‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‪:‬ك ىي عبارة عن إ ا‬
‫ؼؽ عدد من شركات التأمُت اؼبباشر على تنظيم مح ؼظة خاصة مشًتكة فيما‬
‫ت‬
‫بينها تسند إليها بعض أخطار احملافظ اليت تعود لكل كاحدة منها‪ ،‬مث تتقاسم فيما بينها أخطار ىذه احملفظة‬
‫اػباصة‪.‬كعادة ما ينظم اغبساب اؼبشًتؾ لتغطية كحدات تأمينية تتميز بقيم تأمينها العالية أ ك بحدة أخطارىا‬
‫أك بكوهنا تنطوم على أخطار شاذة أك أخطار غريبة أك أف أكعيتها عالية القدرة للتعرض ‪،‬كعمليات تأمُت‬
‫حقوؿ كمصايف البًتكؿ كمعامل البًتكؾ مماكيات ‪ ،‬كتأمُت ىياكل الطائرات كغَتىا من األعماؿ اليت يكوف‬
‫معدؿ اػبسارة احملتملة فيها عاليا ‪ ،‬كليس من مصلحة الشركة أف تتحمل مسؤكليتها منفردة‪ ،‬كأف إخراجها‬
‫من نطاؽ إتفاقية إعادة التأمُت يصب يف مصلحة الشركة اؼبسندة كـعيد تأمينها‪.1‬فإذا كانت ىذه اجملمعات‬
‫على اؼبستول احمللي يشارؾ اؼبؤمنوف داخل نفس الدكلة يف مثل ىذه األخطار‪،‬مث يتنازلوف عن تلك األعماؿ‬
‫التأمينية بنسبة ‪ %100‬أك بأم نسبة تفوؽ إحتفاظهم‪ ،‬كيتم تقسيم أقساط ك خسائر اجملمعة بُت اؼبؤمنُت‬
‫األعضاء كفقا لقواعد اجملمعة‪،2‬كقد يشًتؾ ضمن اجملمعة صبيع شركات التأمُت احمللية أك بعضها‪ ،‬ك لكن إذا‬
‫كاف اؽبدؼ من اجملمعة ىو تقدًن تعريفات أك شركط ك إستثناءات موحدة فإف عضوية صبيع شركات العاملة‬
‫يف القطاع تكوف الزمة‪ ،‬حيث يشًتؾ أعضاء اجملمعة يف إصدار كثيقة تأمُت موحدة ليمارسوا التأمُت اؼبباشر‬
‫يف النتيجة‬ ‫من خالؽبا ك من مث ذبميع الطاقات االكتتابية لشركات التأمُت الوطنية يف ؾبمع مشًتؾ‪ ،‬ك‬
‫سيحقق اجملمع الفائدة اليت يتوقعها طالبوا التأمُت ك شركات التأمُت على حد سواء‪.‬‬
‫‪ .2‬طريقة عمل المجمع‪ :‬تقوـ كل شركة من الشركات اؼبسانبة يف اغبساب اؼبشًتؾ بإسناد مثل ىذه األخطار‬
‫إُف ؿبفظة ىذا اغبساب ‪ ،‬إما بشكل كامل أك ربتفظ جبزء من اػبطر لنفسها كتسند فائضة اُف اغبساب‬
‫قذا اغبساب من جهات‬ ‫اؼبذكور‪ .‬كبعد أف يتم تكوين ىذه اؼبح ؼظة اػباصة اليت تتجمع فيها أخطار‬
‫متعددة‪ ،‬تقوـ اإلدارة اؼبشرفة على اغبساب اؼبشًتؾ بإعادة تأمُت احملفظة اػباصة لدل نفس الشركات‬
‫اؼبسانبة يف اغبساب اؼبشًتؾ ‪ ،‬فتحتفظ للحساب اؼبشًتؾ جبزء من اػبطر كتسند فائض اػبطر موزعا على‬
‫الشركات اؼبسانبة يف اغبساب‪.‬‬

‫‪ -1‬هباء هبيح شكرم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.158‬‬


‫‪ -2‬نبيل ؿبمد ـبتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.349‬‬

‫‪73‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫فنظاـ اغبساب اؼبشًتؾ يتم دبوجبو ذبميع أخطار مفردة من مصادر ـبتلفة ك إعادة توزيعها ؾبتمعة على نفس‬
‫ؼنو كلما زاد عدد شركات التأمُت اؼبباشر اؼبسانبة يف اغبساب اؼبشًتؾ أصبحت عملية صبع ك‬
‫مصادرىا‪ ،‬ؽبذا إ‬
‫إعادة توزيع األخطار ذات أثر إهبايب يف سالمة عملية التغطية‪.‬‬

‫كيتم إحتساب ك توزيع أقساط التأمُت اؼبقابلة لألخطار اؼبسندة للحساب ك لألخطار اؼبعاد إسنادىا بنفس‬
‫الطريقة اليت توزع فيها حصيلة أقساط التأمُت االعتيادية‪ ،‬ك هبوز أيضا أف يتم اإلتفاؽ على دفع عموالت من قبل‬
‫اغبساب اؼبشًتؾ للشركات اؼبسانبة يف اغبساب عن األخطار اؼبسندة من قبلها ‪ ،‬كدفع عموالت من قبل ىذه‬
‫الشركات للحساب اؼبشًتؾ عن األخطار اؼبسندة منو إليها‪ .‬ككما وبدث عادة يف إعادة التأمُت االعتيادم هبوز‬
‫أيضا احتجاز احتياطي األخطار السارية سواء من قبل الشركات اؼبسندة ‪ ،‬ك إحتجاز مثل ىذا االحتياطي من قبل‬
‫اغبساب اؼبشًتؾ مقابل األخطار السارية ‪.1‬كقد تتفق شركات التأمُت اؼبسانبة يف اغبساب أ‬
‫بف تعهد إُف إحداىا‬
‫بإدارة شؤكف ىذا اغبساب فتقوـ ىذه الشركة دبسك السجالت اػباصة بو ‪،‬أك قد يتم االتفاؽ على تأسيس إدارة‬
‫مستقلة لو (مكتب مستقل)حيث يقوـ ب‪:2‬‬

‫أ ‪ -‬إعداد حساب عاـ لكافة العمليات الداخلة يف نطاؽ اجملمع يبُت فيو األقساط احملصلة ك اؼبطالبات‬
‫اؼبستحقة ك اؼبصركفات اإلدارية للمكتب؛‬
‫ب ‪-‬إعداد حساب خاص لكل شركة عضو يف اإلتفاقية يبُت اؼبستحق ؽبا من األقساط ك عموالت‪ ،‬كما‬
‫عليها من تعويضات ك مصركفات؛‬
‫ت ‪-‬إعداد كشوؼ تفصيلية ك إرساؽبا بصفة دكرية منتظمة للشركات‪ ،‬لتبُت حركة العمليات اؼبختلفة خالؿ‬
‫الفًتة‪.‬‬

‫كمع ذلك فاف ىذا التنظيم ال ىبلق شخصية قانونية مستقلة ؽبذا اغبساب كال م يتح إلدارتو أف تتعاطى أعماؿ‬
‫التأمُت كما لو كانت شركة أتمُت ؾبازة ‪ ،‬كال يؤثر تأسيس اغبساب اؼبشًتؾ يف العالقة القانونية القائمة بُت اؼبؤمن‬
‫اؼبباشر ك اؼبؤمن لو اؼبتعاقد معو‪ ،‬إذ يبقى اؼبؤمن اؼبباشر مسئوال بالكامل ذباه اؼبؤمن لو‪ ،‬ك يف حالة حصوؿ خسارة‬
‫اؼبشًتؾ‪.‬‬ ‫إؼنو يقوـ بتعويضو عنها مث تسول اػبسارة بينو كبُت إدارة اغبساب‬

‫‪ -1‬بواء هبيح شكرم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،159‬بتصرؼ‪.‬‬


‫‪ -2‬شوقي سيف النصر سيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.252‬‬

‫‪74‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫كما نشَت إُف أف ىذه اجملمعات يتم إنشاؤىا كذلك لتوفَت التغطية التأمينية ؼبا يسمى باؼبشاريع اؼبشًتكة‪ ،‬ك ىي‬
‫تلك اؼبشاريع اليت يشارؾ يف إقامتها أطراؼ من دكؿ ـبتلفة ك برأس ماؿ مشًتؾ بينها سواء من القطاع العاـ أك‬
‫اػباص أك اؼبختلط‪ ،‬ك هتدؼ إُف القياـ بنشاط ما من شأنو ربقيق منافع إقتصادية لألطراؼ اؼبشاركة ك يزيد‬
‫الركابط ك العالقات اؼبتبادلة فيما بينها‪ ،‬حيث تعد ىذه اؼبشاريع اإلمبائية كنموذج للتكامل اإلقتصادم بينها‪ ،‬ك‬
‫خَت مثاؿ على ىذه اؼبشاريع اؼبشًتكة تلك اليت أقيمت بُت الدكؿ العربية كالشركة العربية البحرية لنقل البًتكؿ‬
‫‪ A.M.P T.C‬كشركة اؼبالحة العربية اؼبتحدة ك غَتىا من اؼبشاريع‪ ،‬حيث عمدت الدكؿ العربية على توفَت تغطية‬
‫ك خدمات تأمينية مناسبة ؽبذه اؼبشاريع الضخمة نظرا لضخامة رؤكس أمواؽبا دبا يفوؽ طاقة أم سوؽ تأمينة‬
‫كاحدة‪ ،‬حيث أف إنفراد سوؽ تأمينية عربية كاحدة بتأمُت ىذه اؼبشاريع نتيجتو اغبتمية ىي عدـ القدرة على ربمل‬
‫العبئ التأميٍت دبفردىا‪ ،‬ك كذا تسرب القدر األكرب من األقساط العربية إُف األسواؽ األجنبية خاصة ك أهنا ؾباؿ‬
‫خصب ؼبنافسة الشركات األجنبية‪ .‬كسعيا لتحقيق اؼبزيد من التكامل بُت الدكؿ العربية دعت اغباجة لتوفَت‬
‫تغطيات تأمينية الزمة من جانب شركات التأمُت العربية لإلستفادة من األقساط يف اؼبنطقة العربية‪،‬حيث أقيمت‬
‫ؾبمعات للتأمُت اؼبباشر للتأمُت عليها كذلك بتوحيد طاقاهتا التأمينية كالفنية ضمن ؾبمعات إكتتاب تعمل ربت‬
‫إدارة فنية مستقلة‪ ،‬كيتم توزيع تأمينات ىذه اؼبشاريع على األقطار اؼبسانبة كفقا لنسبة حصصها يف رأظباؿ‬
‫اؼبشركع‪ ،‬حيث ربدد كل شركة ترغب يف اإلنظماـ إُف عضوية اجملمع اؼببالغ اليت ترغب يف اكتتاهبا بالنسبة لكل‬
‫خطر ك زبويل إدارة اجملمع حق اإلكتتاب ك إدارة التعويضات يف حدكد ىذا اعبدكؿ‪.‬‬

‫‪ .3‬مزايا مجمعات التأمين المباشر‪:‬يقدـ ىذا النوع من اجملمعات عدة مزايا نذكر منها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ذبميع الطاقات اإلكتتابية لشركات التأمُت الوطنية يف ؾبمع مشًتؾ يضمن كجود تغطية تأمينية داخل‬
‫الدكلة‪ ،‬ك بالتاِف عدـ نزكح األقساط للخارج باإلضافة إُف إعطاء الفرصة للشركات األعضاء يف اجملمعة‬
‫لتكوين اػبربة الالزمة عن األخطار اعبديدة ك اؼبركزة؛‬
‫ب ‪-‬إف اؽبدؼ من إنشاء ىذه اجملمعات ىو تنظيم سوؽ التأمُت كتوزيع األخطار بالتساكم‪ ،‬بُت صبيع‬
‫الشركات العاملة يف الدكلة‪ ،‬حيث أف اؼبشاركة كتوزيع األخطار نبا من مبادئ التأمُت األساسية‪ ،‬كاؽبدؼ‬
‫األساسي منها ضباية ضبلة الوثائق؛‬
‫ت ‪-‬ربقق ىذه اجملمعات السرعة كالدقة يف إقباز اؼبعامالت‪ ،‬كما أهنا توفر قاعدة بيانات تساعد يف التخفيف‬
‫من حاالت اػبلل كاػبطأ‪ ،‬كما تتيح الفرصة أماـ شركات التأمُت للًتكيز على أنواع أخرل من التأمُت‪،‬‬

‫‪75‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫باإلضافة إُف توسيع دائرة التعاكف كالتنسيق بُت صبيع الشركات العاملة يف السوؽ دبا يدعم استقراره ك‬
‫تطوره؛‬
‫ث ‪-‬ذبميع أخطار معينة ذات طبيعة كارثية حيث ما يبيز ذبميع ىذا النوع من األخطار ‪:‬‬
‫ىذا فبا يتيح‬ ‫‪ ‬إهباد كضع أفضل لالتفاقيات باستبعاد األخطار الكارثية من نطاؽ التغطية‪ ،‬ك‬
‫لشركات التأمُت فرصة اغبصوؿ على شركط أفضل ك عمولة مرتفعة التفاقيات إعادة التأمُت‪.‬‬
‫‪ ‬إهباد رقابة فعالة لاللتزامات القصول يف الدكلة ك اليت زبص األخطار الكارثية‪.‬‬
‫‪ ‬رقابة ك ضبط أسعار ك شركط األخطار الكارثية ك إيقاؼ اؼبنافسة غَت الصحية بُت الشركات‪،‬‬
‫كذلك يساعد بدكف شك على مبو صناعة التأمُت يف الدكلة؛‬
‫كيماكم‬
‫ج ‪-‬ذبميع أخطار معينة جديدة ك معقدة ك غَت معركفة ‪ ،‬إذ أف أخطارا مثل األخطار النوكية ك البيًتك ة‬
‫أك التلوث أك أم أخطار كبَتة أخرل‪ ،‬ال يبكن أف تغطيها شركة دبفردىا ألف ىذه األخطار تكوف إما‬
‫جديدة ك غَت معركفة أك تتطلب خربة فنية عالية‪ ،‬ك منو ؼإ ف أفضل كسيلة لتغطية ىتو األخطار تكوف‬
‫اؿتغطية‬ ‫عن طريق اجملمعات اليت ستكوف أفضل كسيلة ؼبواجهة اؼبتطلبات الفنية اغبديثة‪ .‬أم ضماف‬
‫ألخطار َف تكن لتجد تغطية تأمينية لدل شركات التأمُت اؼبباشر لوال كجود ىذه اجملمعات؛‬
‫ح ‪-‬اؼبسانبة يف ربقيق التوازف يف ؿبفظة شركات التأمُت ‪ ،‬من خالؿ تفتيت اػبطر اؼبركز على أكرب عدد من‬
‫الشركات األعضاء يف اجملمعة‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬مجمعات إعادة التأمين‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‪:‬تعترب مكملة لشركات إعادة التأمُت إذ أف التعاكف فيما بُت شركات اإلعادة ال يقل أنبية عن نظَته‬
‫بُت اؼبؤمنُت اؼبباشرين‪ ،‬بل أف دكر شركات اإلعادة أكثر تأثَتا يف زيادة اإلحتفاظ نتيجة لقدرهتا على‬
‫إستعاب معظم األقساط اؼبخصصة إلعادة التأمُت الصادر خارج الوطن‪ .‬كيتم إنشاء ىذه اجملمعات يف‬
‫اغبياة العملية إما على أساس ؿبلي‪،‬كقد يتم على أساس إقليمي ك إما يتم تشكيلها على أساس دكِف‪.‬‬
‫حيث هتدؼ ىذه اجملمعات التعاكف بُت الشركات األعضاء‪ ،‬عن طريق تبادؿ أعماؿ إعادة التأمُت فيما‬
‫بينها كل ىذا من أجل إنقاص اغباجة إُف إعادة التأمُت اػبارجية أم خارج القطر أك األقطار اؼبنتمية‬
‫للمجمع‪ .‬كيف أغلب األحياف تدير اجملمعة ىيئة خاصة تكوهنا الشركات األعضاء ؽبذا الغرض‪ ،‬كقد تديرىا‬
‫إحدل الشركات األعضاء (كما يف حالة اجملمعات العربية إلعادة التأمُت)‪ ،‬حيث يعاد تأمُت كافة العمليات‬

‫‪76‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اليت تقع يف نطاؽ نوعية التأمُت اؼبتفق عليو (أم إسناد كافة العمليات اػباصة بفرع معُت من فركع التأمُت‬
‫من الشركات التأمُت إُف اجملمع بالكامل)‪ ،‬حيث يقوـ ىذا األخَت بإعادة تأمينو إُف األعضاء ك ذلك إما‬
‫كفقا لنسبة متفق عليها مسبقا أك بنسبة حجم أقساط العمليات اؼبسنَدة من كل عضو يف اجملمعة‪ ،‬أم أف‬
‫الشركات األعضاء تقوـ بدكر الشركات اؼبسندة ك اؼبعيدة يف نفس الوقت (أم أف اجملمع يقوـ بتجميع‬
‫اغبصص الواردة من األعضاء مث يعيد توزيعها عليهم هبدؼ ربقيق توازف أفضل يف النتائج)‪ .‬كقد تتفق‬
‫الشركات األعضاء على أف ربتفظ اجملمعة غبساهبا اػباص بنسبة إحتفاظ ؿبددة من كافة العمليات اؼبسندة‬
‫إليها بإعتبارىا معيد تأمُت مث تقوـ بإعادة إعادة التأمُت إُف أعضاءىا من كافة العمليات اليت أسندهتا‬
‫الشركات األعضاء‪ .1‬كقد تعقد اجملمعة إتفاقية إعادة تأمُت نسيب أك فائض مع شركات تأمُت غَت أعضاء ك‬
‫شركات إعادة تأمُت متخصصة‪ ،‬ك ذلك بغرض إعادة تأمُت ما يزيد عن قدرة اجملمعة اإلستعابية من‬
‫األخطار الكبَتة‪ .‬كما تلجأ غالبا معظم اجملمعات إُف ضباية ؿبفظة عملياهتا من أخطار الًتاكم غَت منظور‬
‫للعمليات اؼبسندة إليها‪ ،‬عن طريق عقد تغطية ذباكز اػبسائر فيما يزيد عن مبلغ معُت بغرض زبفيض‬
‫مسؤكلية كإلتزاـ الشركات األعضاء عن اغبصص اليت يقبلوهنا ‪.2‬كيف مقابل إدارة اجملمع ربصل اؽبيئة اؼبديرة لو‬
‫على نسبة مصركفات إدارية عن كل فًتة غالبا تكوف سنوية‪ ،‬كقد تقوـ اجملمعة بإخطار األعضاء بكشوؼ‬
‫عن األقساط ك التعويضات بشكل دكرم أك يتفق على اإلستغناء عنها ك اإلكتفاء بكشوؼ اغبساب الربع‬
‫أك النصف سنوية‪ ،‬كقد ينص إتفاؽ اجملمعة على ربصيل التعويضات الفورية من الشركات األعضاء ؼبقابلة‬
‫اؼبطالبات اعبسيمة‪،‬كما يكوف ىناؾ نص يقضي حبصوؿ أعضاء اجملمعة على عمولة أرباح عن عملياهتم‬
‫اؼبرحبة اؼبسندة للمجمعة أك حبصوؽبم على نسبة من صايف أرباح اجملمعة يف هناية كل عاـ‪.3‬‬
‫‪ .2‬أنواع مجمعات إعادة التأمين‪:‬ك نقسم ىذه اجملمعات إُف‬
‫أ ‪-‬مجمعات إعادة محلية ‪:‬إف إنشاء ؾبمعات إعادة ؿبلية منب ةم على أسس فنية سليمة كألنواع معينة من‬
‫التأمُت يف أم سوؽ من أسواؽ التأمُت ‪ ،‬يعترب حبد ذاتو عمالن إهبابيان ىبدـ السوؽ كيف غالب األحياف يتم‬

‫‪ -1‬عصاـ الدين عمر‪ ،‬ؿباضرات يف إعادة التأمُت‪ ،2010،‬عن طريق الرابط‪:‬‬

‫‪http://fr.scribd.com/doc/112536063 voir le 23/01/2014 a 17:41‬‬

‫‪ -2‬علي ؿبمود بدكم‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.192‬‬


‫‪ -3‬عصاـ الدين عمر‪،‬اؼبرجع اؿسا بق‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫إنشاء ؾبمعات إعادة تأمُت حكومية الغرض منها ىو تقليل تدفق األقساط من الدكلة إُف اؼبعيد األجنيب‪،‬‬
‫حيث هبب على كل الشركات احمللية أف تتنازؿ عن كل أك جزء من أعماؽبا التأمينية إُف ىذه اجملمعة‪.1‬‬
‫‪ ‬مزايا مجمعات اإلعادة المحلية‪ :‬إف إقامة ؾبمع إعادة ؿبلي من شأنو أف ىبلق قاعدة للتعاكف فيما بُت‬
‫الشركات كما أف التجمع سيحقق العديد من اؼبزايا أنبها‪: 2‬‬
‫‪ -‬أف يتعامل السوؽ حبرية معقولة مهما كانت الضغوط اػبارجية عليو كىذا ما يوفر الكثَت من االستقاللية؛‬
‫‪ -‬يساعد ىذا التجمع على توفَت الكثَت من األقساط اليت تذىب ؼبعيدم التأمُت كفق نسبة احتفاظ‬
‫الشركات أك ىذا اجملمع؛‬
‫‪ -‬قباح ىذا اجملمع كأرباحو ستعود بالفائدة على الشركات كتعزيز أرباحها ‪ ،‬كما أنو يساعد يف اؼبستقبل‬
‫على توفَت احتياطات مناسبة ؽبذا اجملمع هبعل من اتفاقيات اإلعادة مع اؼبعيدين أكثر مركنة لصاٌف‬
‫الشركات كخصوصان إذا أثبت قباحو؛‬
‫‪ -‬إف التكتل االقتصادم احمللي يبكن أف مكوف النواة لتوسيع ىذا التكتل احمللي بشكل أكرب كعلى أؾثر‬
‫من صعيد؛‬
‫‪ -‬إمكانية اإلستغناء عن بعض خدمات كسطاء ك شركات إعادة التأمُت العاؼبيُت؛‬
‫‪ -‬زيادة القدرة اإلستيعابية للسوؽ ك كذا اإلحتفاظ بنسبة أكرب من األخطار ‪ ،‬كبالتاِف ىذا سيؤدم إُف‬
‫التقليل من ربويل العملة الصعبة كيعطي مركنة ك إستجابة أسرع فيما يتعلق باؼبطالبات؛‬
‫‪ -‬تنظيم األسواؽ التأمينية ك ذلك بتوحيد الشركط ككذا اإلستثناءات ك منو التعريفة؛‬
‫‪ -‬ربصل الشركات األعضاء على نسبة من عمليات فرع معُت لشركات ك أسواؽ ـبتلفة ك ىذا وبقق‬
‫إنتشار ك توازف أفضل لعملياهتا اؼبقبولة؛‬
‫‪ -‬زيادة قدرة إستعاب األخطار الضخمة داخل نطاؽ األسواؽ التأمينية القائمة ك اؼبتخصصة‪،‬كما يف‬
‫حالة إعادة تأمُت الطَتاف أك مسؤكليات أعماؿ البناء يف بعض األسواؽ الغربية ذات اػبربة يف ىذا اجملاؿ‬
‫ك كما ىو اغباؿ يف اجملمع اعبزائرم إلعادة تأمُت اؼبسؤكلية العشرية؛‬

‫‪ -1‬ؾبمعات إعادة التأمُت ؿبليا‪،‬اإلرباد السورم لشركات التأمُت‪ ،‬عن طريق الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=82988 voir le25/01/2014 a 10 :33‬‬
‫‪ -2‬ؾبمعات إعادة التأمُت ؿبليا‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ -‬يف أسواؽ الدكؿ النامية ك نتيجة حداثة خربة شركات التأمُت هبا‪ ،‬فإف ؾبمعات إعادة التأمُت تعمل على‬
‫ذبميع أقساط التأمُت يف اؼبنطقة ؼبواجهة حاجات اجملتمع ك لتقدًن اػبربات الالزمة لتحديد القسط‬
‫دبعدؿ يتناسب مع األخطار التأمينية‪ ،‬ك ذلك عن طريق إعداد إحصائيات األقساط ك التعويضات‬
‫اػباصة بالعمليات التأمينية اؼبسندة إليها على نطاؽ السوؽ التأميٍت‪.‬‬
‫‪ ‬عيوب المجمعات‪ :‬رغم ما توفره ىذه اجملمعات من مزايا إال أهنا الزبلو ك كغَتىا من طرؽ اإلعادة من‬
‫العيوب ك اليت تتمثل يف ‪:1‬‬
‫‪ -‬تتكبد شركات التأمُت األعضاء مصركفات إضافية نتيجة قياـ ىيئة كساطة يف عملية إعادة التأمُت ك ما‬
‫يتطلبو ذلك من سجالت ك موظفُت ك غَتىا من اؼبصركفات الضركرية إلدارة اجملمعة‪،‬‬
‫‪ -‬كلعل اؼبأخذ الرئيسي ؽبذه اجملمعات ىو خطر الًتاكم لعدد من األخطار ذات الطبيعة اؼبتماثلة تكوف‬
‫كلها عرضة للضرر ك للدمار يف نفس الوقت من جراء حادثة كاحدة‪ ،‬فرغم كافة اإلجراءات اليت قد‬
‫تتخذىا اجملمعة غبماية ؿبفظة عملياهتا فإف ىناؾ إحتماالت كبَتة لًتاكم األخطار اؼبسندة إليها ك‬
‫خاصة يف تأمُت اغبريق‪ ،‬عندما يقوـ عدد من األعضاء بإسناد أخطار ذات قيمة مرتفعة أك على درجة‬
‫كبَتة من اػبطورة ك اليت تشكل تراكم يف منطقة معينة ك يبكن تاليف ىذا السبب عن طريق تنظيم ضباية‬
‫للمجمع عن طريق تغطية ذباكز اػبسارة؛‬
‫‪ -‬ىناؾ إحتماؿ قبوؿ خطر معُت عن طريق اجملمعة سبق للشركة عضو اجملمعة رفضو بالطريق اؼبباشر بينما‬
‫قبلتو شركة أك أكثر من الشركات أعضاء اجملمع‪ ،‬كقد ال تكوف الشركات على علم باألخطار اؼبقبولة من‬
‫طرؼ اجملمعة يف حالة عدـ كجود كشوؼ دكرية بالعمليات اؼبقبولة‪ ،‬ك تفاجأ بذلك عند كقوع حادث‬
‫جسيم ك مطالبة اجملمعة بتعويض فورم‪ ،‬ك عليو من األفضل أف يكوف مكتتيب التأمُت بالشركات‬
‫األعضاء على دراية بقدرات كخربات زمالئهم اؼبكتتبُت بالشركات األخرل أعضاء اجملمعة خاصة يف‬
‫اجملمعات اإلقليمية كذلك حىت يكونوا على علم بنوعية العمليات التأمينية اليت قد يضطركف لقبوؽبا‬
‫(بطريق غَت مباشر) عن طريق اغبصص اؼبسندة ؽبم من اجملمعة اليت ينتموف ؽبا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مجمعات إعادة التأمين اإلقليمية‪ :‬ك ىي اليت يشًتؾ يف إنشائها عدد من شركات التأمُت ك إعادة‬
‫التأمُت‪ ،‬حيث أف ىذه اجملمعات مشاهبة للمجمعات اغبكومية من حيث الغرض فقد مت إنشاء ىذه‬
‫اجملمعات لزيادة الطاقة اإلكتتابة داخل أقاليم أك مناطق معينة‪ ،‬كلتقليل تدفق األقساط من منطقة معينة إُف‬

‫‪ -1‬أضبد كجدم زريق‪ ،‬فؤاد إبراىيم اعبوىرم‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.72‬‬

‫‪79‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫قبل ىذه‬
‫كت‬ ‫اؼبعيد األجنيب ك للحصوؿ على أعماؿ تأمينية من مناطق أخرل على أساس تبادؿ اؼبعاملة‪،‬‬
‫بشكل‬ ‫اجملمعات برامج إعادة التأمُت كإعادة إعادة التأمُت اليت تغطي شركات التأمُت أعضاء اجملمعة‬
‫أساسي كمصاغبها يف اػبارج ‪ ،‬كبإمكاهنا قبوؿ أعماؿ من خارج اإلقليم كفقا لضوابط تضعها اللجاف الفنية‬
‫للمجمعات‪،‬كما تعقد ىذه اجملمعات إتفاقيات زيادة اػبسارة ضباية حملفظة عملياهتا كمثاؿ ذلك ؾبمعة‬
‫إعادة التأمُت اإلفريقية ك ؾبمعة إعادة التأمُت األسيوية كؾبمعات إعادة التأمُت العربية‪.1‬‬

‫إف اعبامعات اإلقليمية تتوفر على نفس فبيزات اجملمعات الوطنية إُف جانب ميزات أخرل ك ىي‪:‬‬

‫‪ ‬دعم الركابط ك الصالت بُت أسواؽ ك ىيئات التأمُت اؼبختلفة كتوثيق أكاصر التعاكف فيما بينها ‪ ،‬ك التنسيق‬
‫إبراز كياهنا على اؼبستول‬ ‫بُت نشاطاهتا اؼبختلفة بغية ضباية مصاٌف األعضاء كتنمية صناعة التأمُت ك‬
‫اإلقليمي؛‬
‫‪ ‬ربقيق التكامل اإلقتصادم بُت أسواؽ التأمُت ىف البلداف اؼبنظمة للمجمع؛‬
‫‪ ‬تقدًن يد العوف ألعضاء اجملمعة يف توفَت إحتياجاهتم من الكوادر الفنية كاإلدارية عن طريق التبادؿ فيما‬
‫بينهم كتقدًن االستشارات التأمينية اؼبتخصصة لألعضاء؛‬
‫‪ ،‬كذلك لتعميق‬ ‫‪ ‬إعداد الدراسات كذبميع البيانات كاإلحصاءات من األسواؽ التأمينية اؼبختلفة كتبادؽبا‬
‫التعاكف بُت األعضاء كتوفَت اؼبعلومات اؼبطلوبة ‪ .‬ك بالتاِف ذبميع أكرب قدر فبكن من اؼبعلومات على‬
‫األخطار الكربل يف ىذه األسواؽ‪ ،‬ك بالتاِف إكتساب اػبربة اليت يتطلبها ىذا النوع من األخطار ك البحث‬
‫عن السبل األقبع لتأمينها؛‬
‫‪ ‬دراسة مشاكل صناعة التأمُت كإعادة التأمُت ىف اإلقليم ك كضع اغبلوؿ الالزمة ؽبا؛‬
‫‪ ‬إُف جانب ما توفره ىذه اجملمعات من طاقة اكتتابيّة فإنو من اؼبثَت لإلىتماـ أف اؼبشاركة يف اجملمع ال ربمي‬
‫النسبة اإلحتفاظية للشركة اؼبسندة فحسب‪ ،‬بل سب ّكن ىا أيضان يف الوقت نفسو من إكتساب أقساط ذبارية‬
‫اؼبوزع األخطار كالذم ال يكوف فبكنان عرب عقد إعادة التأمُت التقليدم ‪ ،‬ؼتنهتي بنسبة إحتفاظية‬
‫من اجملمع ّ‬
‫أعلى مقركنة باؼبزيد من توزيع األخطار دبا أف نسبة اإلحتفاظ صارت تتش ّكل اآلف من حصة يف ؾبمع‬
‫شديد التنوع كفقان لقانوف األعداد الكبَتة؛‬

‫‪ -1‬نبيل ؿبمد ـبتار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.350‬بتصرؼ‬

‫‪80‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ‬إبقاء األقساط ضمن اؼبنطقة حيث يتم استخدامها كأداة استثمار تساعد يف تطوير االقتصاد اإلقليمي‬
‫بدالن من السماح للربح احملتمل الناتج عن االستثمار بالذىاب إُف االقتصاديات اؼبتطورة؛‬
‫‪ ‬إف خطر الًتاكم الذم يواجو اجملمعات احمللية كوف مصدر اػبطر يكوف من منطقة كاحدة يكاد يتالشى يف‬
‫ؾبمعات اإلقليمية‪،‬حيث يكوف مصدر اػبطر من مناطق ـبتلفة ىذا ما وبقق إنتشار أفضل حملفظة األخطار‬
‫كبالتاِف تصبح ىذه اجملمعات أقل تعرضان لألخطار اإلقتصادية ك األخطار الطبيعة اؼبوجودة يف منطقة معينة ‪.‬‬
‫كلكن ىذا ال يعٍت أف ىذه اجملمعات اإلقليمية يف منأل من ىذا اػبطر ‪ ،‬فإذا كاف عدد األعضاء اؼبنظمُت‬
‫للمجمعة غَت كايف أم قليل كجب على إدارة اجملمعة توخي اغبيطة كاغبذر من الوقوع يف مشكل الًتاكم‬
‫كىذا يتأتى باؼبتابعة اؼبستمرة لألخطار اؼبسندة للمجمع ألنو ك يف بعض األحياف قد يقوـ األعضاء بتحويل‬
‫أخطار غَت جيدة للمجمعة هبدؼ اغبصوؿ على عمولة فبا قد ينتج عنو خسائر كبَتة ألعضاء اجملمعة‪.1‬‬
‫ث ‪-‬مجمعات إعادة التأمين الدولية‪ :‬يف ؾبمعات إعادة التأمُت الدكلية تقوـ شركات التأمُت ك إعادة التأمُت‬
‫من مناطق ـبتلفة بتجميع حصة من أعماؽبم اؼبعاد تأمينها يف إتفاقية ؾبمع‪ .‬كما أف ؾبمعات إعادة التأمُت‬
‫الدكلية تعمل كأخصائي معيد تأمُت ك تقدـ اػبدمة جيدة ألعضائها‪.‬ذلك ألف اؽبدؼ الرئيسي ألعضاء‬
‫ؾبمعات التأمُت الدكلية ىو اغبصوؿ على أعماؿ منتشرة جغرافيا ك متوازنة ك مرحبة مقابل إسناداهتم‪.‬كما أف‬
‫العضوية يف ىذه اجملمعات إختيارية ك من مث هبب على اؼبديرين أف يكونوا أكثر نشاطا يف التسويق ك أكثر‬
‫خربة ك كفاية فنية للتدقيق يف إكتتاباهتم لتحقيق رحبية عالية عبذب أعضاء جدد ك إستمرار األعضاء‬
‫اغبالُت‪.‬ك أعماؿ ؾبمعات إعادة التأمُت الدكلية تتكوف من صبيع الفركع ك من إتفاقيات صبيع الشركات‬
‫األعضاء‪ ،‬ك يف تلك اجملمعات فإف عملية اإلكتتاب تكوف أكثر أنبية ك ذلك بسبب إتساع اعبغرايف‬
‫لألعماؿ اليت عادة ما تكوف كبَتة جدا باإلضافة للخربة الكبَتة يف عملية اإلكتتاب‪ ،‬لذا هبب على إدارة‬
‫اجملمع أف تكوف على دراية تامة ك جيدة بأحدث اؼبعلومات عن أسواؽ الشركات األعضاء حىت وبقق اجملمع‬
‫رحبا‪ ،‬ك أف تأخذ يف اإلعتبار كل عرض طبقا ؼبميزاتو كعيوبو‪ ،‬ك كذلك هبب فحص نتائج كل إتفاقية جيدا‬
‫قبل التجديد ك ذلك من أجل إدارة اجملمع إدارة سليمة ك من أجل ظبعتو ك رحبيتو ك إستمراره‪ ،‬ك طبقا لتلك‬

‫‪ -1‬اؼبنتدل التأميٍت الرابع لشركة إرباد إعادة التأمُت‪ ،‬من خالؿ الرابط‪:‬‬

‫‪http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/10765 voir le 2/12/2013 à 10 :30‬‬

‫‪81‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫النتائج يتم فحص األعماؿ اؼبرحبة كالتجديد فيها كما يبكن للمجمع أف يطلب من األعضاء إلغاء أك‬
‫زبفيض إسناداهتم الغَت مرحبة لو‪.‬‬

‫إف اإلسناد للمجمعات الدكلية تكوف إختيارية سباما‪ ،‬لذلك فإنو من كاجب اإلدارة اؼبديرة للمجمع أف تقوـ‬
‫بإقناع شركات التأمُت ك إعادة التأمُت اإلنظماـ للمجمع ك إسناد جزءا من أعماؽبم الو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬األخطار الطبيعية و مجمعات تأمينها‬

‫تظل الكوارث الطبيعية بكل أشكاؽبا ك أنواعها تشكل ربديا كبَتا أماـ اإلنساف كطموح التنمية كالتطور‬
‫اإلقتصادم الذم يسعى إُف ربقيقو منذ األزؿ ‪ ،‬كيبدك أف غضب الطبيعة الذم زاد كثَتا يف العقود األخَتة لو ما‬
‫يربره بعد أف حرؼ اإلنساف العديد من اؼبوازين الطبيعية كالبيئ ةم‪ ،‬فبا دعا العديد من اؼبختصُت يف ؾباؿ الكوارث‬
‫الطبيعية إُف التحذير من إختالؿ ميزاف الطبيعة ‪ ،‬منبهُت إُف العواقب الوخيمة على اغبياة اإلنسانية بأسرىا‪ .‬ك‬
‫يصاحب ىذا النوع من األخطار اعبهد الذم تبذلو شركات التأمُت من أجل توفَت التغطية اؼبناسبة ك تعويض‬
‫اػبسائر الناصبة عن ىذه األخطار‪ .‬ك سنحاكؿ من خالؿ ىذا اؼببحث دراسة أىم األخطار الطبيعية الكربل كما‬
‫سنقوـ بإستعراض بعض النماذج عن ؾبمعات تأمينية ؤنشأت من أجل تغطية ىذا النوع من األخطار ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األخطار الطبيعية‬

‫يأيت ىذا اؼبطلب ليتطرؽ إُف ماىية األخطار الطبيعية ( الكوارث الطبيعية) ك األسباب الرئيسية لتزايد ك ضخامة‬
‫خسائرىا‪ ،‬ك كذا أىم األخطار الطبيعة الكربل لنتناكؿ يف اػبتاـ اإلطار العاـ لتأمُت ىذا النوع من األخطار‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬ماىية األخطار الطبيعية ( الكوارث الطبيعية)‬

‫تسبب أخطار الطبيعة يف صبيع أكباء العاَف ك يف كثَت من األحياف أضرار فادحة ‪ ،‬حيث يصعب السيطرة عليها‬
‫ك التحكم فيها‪.‬ك سنحاكؿ تعريفها ك ذكر األسباب اليت أدت لتزايد ضخامة خسائرىا‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أوال‪ /‬تعريف األخطار الطبيعية‪ :‬قد أخذت ىذه األخطار صبلة من التعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫فقد عرفت شركة )‪ ( SwissRe‬الكوارث الطبيعية على أهنا حدكث خسا ئر كبَتة نتيحة لقوة الطبيعة ‪ ،‬ك اليت‬
‫عادة ما تؤدم إُف العديد من اػبسائر الفردية ‪ ،‬كما تؤثر على العديد من إتفاقيات التأمُت ك العديد من فركع‬
‫التأمُت كتتضمن ىذه الكوارث الزالزؿ ك األعاصَت كغَتىا‪.1‬‬

‫أما األمم اؼبتحدة فقد أصدرت تعريفا للكارثة الطبيعية ك كصفتها بأهنا كبَتة ‪ ،‬إذا كانت اؼبنطقة اليت أصيبت هبا‬
‫غَت قادرة على مساعدة نفسها دكف اللجوء إُف اؼبنظمات الدكلية ك الدكؿ األخرل طلبا للعوف‪.‬ك الكارثة أيضا‬
‫ىي اليت تؤدم إُف آالؼ اإلصابات بُت قتلى ك جرحى‪ ،‬ك أف يكوف ىناؾ مئات اآلالؼ من السكاف مشردين‬
‫يف العراء‪ ،‬أك عندما تبلغ اػبسائر اإلصبالية الناصبة عن الكارثة حدكدا ال يبكن لإلقتصاد الوطٍت يف بلد دبفرده أف‬
‫يتحملها‪ ،‬كال تستطيع شركات التأمُت مهما إمتلكت من قدرات مالية أف تعوض ضبلة الوثائق اؼبتضررين‪.2‬‬

‫من خالؿ ما تقدـ يبكن إهباز تعريف لألخطار الطبيعية‪ ،‬على أهنا ؾبموع الكوارث اليت تنجم عن اؿ ظواىر‬
‫الطبيعية كالزالزؿ ك الفيضانات ك العواصف ك األعاصَت كغَتىا ‪ ،‬حيث زبلف كراءىا خسائر جسيمة يف األركاح‬
‫ك اؼبمتلكات على حد سواء‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬ا ألسباب الرئيسية لتزايد و ضخامة خسائر الكوارث الطبيعية ‪ :‬إف مقارنة اػبسائر اإلقتصادية ك كذا‬
‫التأمينية اليت أسفرت عنها كوارث الطبيعة خالؿ العقود األخَتة يتجاكز مرات كثَتة ما أحدثتو ىذه الكوارث فيما‬
‫سبق كيرجع سبب ذلك لعدة عوامل أبرزىا‪:‬‬

‫‪ .1‬النمو السكاني المتزايد في مناطق كثيرة من دول العالم‪ :‬كبداية هبب التأكيد على أف النمو السكاين يف‬
‫العاَف ىو اؼبسبب األكرب ؼبعظم الكوارث الطبيعية ‪ ،‬ألف الزيادة الكبَتة يف عدد السكاف صاحبو اإلستخداـ‬
‫الغَت متوازف ؼبصادر اغبياة على كوكب األرض‪ ،‬كىذا اإلفراط يف اإلستخداـ الغَت صحيح يؤدم كما يؤكد‬
‫ب تغَتات غَت متوقعة يف الغالؼ الغازم للكرة األرضية كىذا‬
‫العلماء إُف التسخُت الكوين‪ ،‬كىذا التسخُت َسبَ َ‬
‫األمر أدل إُف زيادة عدد حاالت حدكث األعاصَت كالفيضانات كغَتىا ‪.3‬كما صاحبت الزيادة يف تعداد‬
‫سكاف العاَف زيادة الطلب على التأمُت ‪ ،‬كبالتاِف تزايدت إلتزامات شركات التأمُت كىذا األمر بالتأكيد ىبلق‬

‫‪ -1‬أمينة ؿبمود‪،‬تزايد ضحايا الكوارث الطبيعية‪،‬ؾبلة اغبارس‪،‬العدد ‪، 80‬ديسمرب‪،1992‬ص‪.60‬‬


‫‪ -2‬يوسف جناد‪،‬تغَتات اؼبناح ك األخطار احملتملة‪ ،‬ؾبلة الرائد العريب‪،‬العدد‪،94‬جواف ‪،2007‬ص‪.7‬‬
‫‪ -3‬يوسف جناد‪ ،‬إعادة تأمُت أخطار الكوارث‪،‬ؾبلة الرائد العريب‪،‬عدد‪،111‬ديسمرب‪،2011‬ص‪.39‬‬

‫‪83‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫تراكما كبَتا جدا للخسائر عند كقوع الكوارث ‪ ،‬كما يثبت ذلك ىو أف كل كارثة جديدة تقع زبلف خسائر‬
‫تأمينية أكرب من الكارثة اليت سبقتها ‪ ،‬ؼقد بلغت خسائر الكوارث يف قطاع التأمُت عاـ ‪ 2010‬حواِف ‪40‬‬
‫مليوف دكالر ‪ ،‬بينما بلغت اػبسائر لسنة ‪ 2011‬حواِف ‪ 70‬مليوف دكالر‪ .‬لتصل إُف مبلغ ‪ 81‬مليار دكالر‬
‫سنة ‪ 2012‬ك اليت أعتربت سنة كارثية بإمتياز ‪ ،‬كىذا اؼببلغ أكرب بكثَت من اؼببالغ اليت مت تقديبها لكوارث عاـ‬
‫‪ 2013‬حيث مت تقدًن ‪ 44‬مليار دكالر لكوارث ىذا العاـ؛‬
‫‪ .2‬التمركز الديموغرافي في مناطق من العالم‪ :‬حيث أف ىذا التمركز يكوف عادة يف مناطق تعد أصال عرضة‬
‫لألخطار الطبيعية ك كوارثها‪ ،‬إذ أف اإلنتقاؿ الكبَت لسكاف األرياؼ طلبا لكسب العيش إُف اؼبدف ك اؼبناطق‬
‫الداخلية اؼبزدضبة بالسكاف ك كذا اؼبناطق الساحلية اليت عادة يتم فيها التوسع على حساب البحار‪ ،‬أم‬
‫دبعٌت أخر ردـ السواحل بالصخور كاألتربة ك إقامة اؼبنشآت كاؼبساكن فوقها‪ ،‬كىذا بالتأكيد سيعرض ىذه‬
‫اؼبناطق ربديدا ألخطار حقيقية إذا ما حدثت أم كارثة طبيعية خاصة الزلزاؿ‪.‬ك بدرجة أكرب فبا تتعرض لو‬
‫اؼبنشآت اؼبقامة على أرض صلبة طبيعية‪ .‬كىذا ما حدث فعال أثناء زلزاؿ ‪ kobe‬يف الياباف حيث أصيبت‬
‫جزيرتاف اصطناعيتاف بأضرار جسيمة‪.‬إذ أف ىذا التمركز يؤدم إُف تركيز الثركة ك منو إُف زيادة حجم اػبسائر‬
‫أثناء حدكث ىذه الكوارث الطبيعية‪.1‬‬
‫‪ .3‬التوجو نحو إقامة مناطق صناعية كبرى‪ :‬أما فيما يتعلق بإقامة اجملمعات الصناعية فاؼبشكلة ىنا أف عملية‬
‫كدة‪،‬كمنو إُف زيادة حجم‬ ‫التعمَت ىتو تؤدم إُف تراكم قيم عالية يف مناطق ضيقة ك على مساحات ؿبد‬
‫اػبسائر إذا ما كقعت أم كارثة‪.2‬‬
‫‪ .4‬إرتفاع مستويات المعيشية و التقدم التكنولوجي‪ :‬إف إرتفاع مستول اؼبعيشة كالتقدـ التكنولوجي ك ما‬
‫صاحبو من تزايد التعقيدات اػباصة بالنواحي الفنية ك كذا التقنية ‪ ،‬أكجدا أنواعا من األخطار َف تكن موجودة‬
‫من قبل فبا أدل يف النهاية إُف تزايد كتنوع األخطار من حيث اغبجم كالقيمة‪.3‬‬
‫‪ ،‬حيث‬ ‫‪ .5‬اإلحتباس الحراري ‪ :‬يعترب اإلحتباس اغبرارم العامل الرئيسي يف زيادة عدد الكوارث الطبيعية‬
‫أصبحت األرض تشهد حواِف ‪ 500‬كارثة كل عاـ مقارنة مع حواِف ‪ 120‬كارثة قبل ‪ 20‬عاما‪،‬كما أف‬

‫‪ -1‬يوسف جناد‪ ،‬اؼبرجع السابق‪،‬ص ‪ ، 40‬بتصرؼ‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الطيف عبود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪ -3‬ؿبمد السعيد منَت مشرفة‪،‬الكوارث الطبيعية كدكر التأمُت ك إعادة التأمُت يف تغطيتها‪،‬من خالؿ الرابط‪:‬‬
‫‪https://drive.google.com/folderview?id=0B4fbonoZcEBOUWUwUnhFeE11akU&usp=sharing voir le‬‬
‫‪12/03/2014 a 16 :13.‬‬

‫‪84‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫الدراسات اؼبنجزة حذرت من أف مستول اؼبياه يف البحر األبيض اؼبتوسط يتزايد بإطراد كأنو قد يؤدم إُف‬
‫نتائج كارثية إذا َف تتوقف تداعيات التغيرب اؼبناخي يف اؼبنطقة‪ ،‬حيث من اؼبتوقع أف يرتفع مستول اؼبياه يف‬
‫البحر األبيض اؼبتوسط دبقدار نصف مًت خالؿ اػبمسُت عاما اؼبقبلة إذا َف يعاًف العاَف ظاىرة التغيَت‬
‫اؼبناخي‪ ،‬كأشارت الدراسات إُف أف حوض البحر اؼبتوسط قد شهد إرتفاعا يف درجة حرارة اؼباء كاؽبواء منذ‬
‫بداية السبعينيات‪ ،‬كشبو األمُت العاـ لألمم اؼبتحدة باف كي موف خطر تغَت اؼبناخ على البشرية بسبب‬
‫اإلحتباس اغبرارم خبطر اغبركب ‪ ،‬مشَتا إُف إف تغَت اؼبناخ بات أمرا ال يبكن ذباىلو كأف تدىور البيئة على‬
‫الصعيد العاؼبي َف هبد من يُدوقِفو أماـ تواصل إستغالؿ اؼبوارد الطبيعية بشكل ُدىبلف ضررا كبَتا ‪ ،‬كمع تواصل‬
‫تغَت اؼبناخ يُدتوقع تزايد معدؿ حدكث األعاصَت كإشتداد قوهتا فقد زادت فعال حدة ـباطر الكوارث اؼبتصلة‬
‫باؼبناخ بشكل كبَت خالؿ العقود األخَتة كتفاقمت ـبلفات األضرار اليت ربدثها يف كافة أكباء العاَف ‪ ،‬كقد‬
‫‪ %7‬من إصباِف‬ ‫كانت البلداف اؿنامية من أكثر اؼبناطق اؼبتضررة من ىذه الكوارث حيث فقدت ما يناىز‬
‫ناذبها احمللي بسبب الدمار الناجم عن ىذه الكوارث ‪ ،‬علما بأف ‪ %85‬من األشخاص األكثر تعرضا للزالزؿ‬
‫كاألعاصَت كالفيضانات ك اعبفاؼ يعمشوف يف البلداف النامية كىي األقل إستعدادا ؼبواجهة مثل ىذه اؼبخاطر ‪،‬‬
‫كال يغطي التأمُت إال جزءا ؿبدكدا من ىتو اػبسائر إذ ال تتجاكز ىذه التغطية حدكد ‪ %3‬من ؾبمل اػبسائر‬
‫يف ىذه البلداف النامية‪ ،‬مقابل معدؿ ‪ %45‬يف البلداف اؼبتقدمة كىو ما يكبد حكومات ىذه البلداف تكاليف‬
‫باىضة يف ؾباؿ اإلغاثة كإعادة اإلعمار‪ ،‬لذلك ربتاج البلداف األكثر عرضة للكوارث الطبيعية إُف نظاـ خاص‬
‫آليات‬ ‫لتغطية مثل ىذه اؼبخاطر يف إطار إسًتاتيجي ات شاملة كمتكاملة إلدارة ىذه اؼبخاطر بدءا بوضع‬
‫الوقاية منها كالتصدم ؽبا كصوال إُف خطط فعالة جملاهبة ـبلفات ىذه الكوارث‪.1‬‬

‫ك سنعرض أىم األخطار الطبيعة بالشرح ك نشَت إُف البعض األخر بإختصار لنتناكؿ بعدىا اإلطار العاـ للتأمُت‬
‫من ىذه اؼبخاطر‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬أىم األخطار الطبيعة الكبرى‬

‫يوجد العديد من األخطار الطبيعية اليت زبلف كراءىا خسائر‪ ،‬ك لكن ىذه األخطار زبتلف يف شدهتا ك‬
‫نتائجها‪،‬ك سنتناكؿ ىنا أىم األخطار الطبيعية الكربل ك اليت تكوف فادحة العواقب ك كارثية اػبسائر ك اليت تًتؾ‬
‫أثرا جسيما سواء على األركاح أك اؼبمتلكات‪.‬‬

‫‪ -1‬ؼبياء بن ؿبمود‪ ،‬قدرة صناعة التأمُت ك إعادة التأمُت على إستعاب اؼبخاطر اؽبامة ك اعبديدة‪ ،‬ؾبلة التأمُت العريب‪ ،‬عدد ‪،114‬سبتمرب‪،2012‬ص‪.22‬‬

‫‪85‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أوال‪ /‬الزالزل ‪ :‬ىي ىزات أرضية قصَتة اؼبدل تنتاب بعض أجزاء القشرة األرضية يف فًتات متقطعة بسبب كسر‬
‫أك إنزالؽ الصخور اؼبوجودة يف القشرة األرضية ‪،1‬كما أف الزالزؿ تالحظ على كامل سطح األرض تقريبا كلكنها‬
‫تًتكز يف مناطق ؿبددة دكف غَتىا يطلق عليها أحزمة الزالزؿ ك تًتكز ىذه األحزمة يف‪:2‬‬

‫أ ‪-‬حزاـ يبر حوؿ احمليط اؽبادم من شواطئو الشرقية إُف الغربية من الياباف إُف سواحل الواليات اؼبتحدة؛‬

‫ب ‪-‬حزاـ كسط آسيا يبدأ من اؽبيمااليا مشاؿ اؽبند َ‬


‫مارا ببكستاف ك إيراف ك العراؽ ‪ ،‬ك فبتد إُف جنوب شرقي‬
‫اإلرباد السوفييت؛‬
‫ت ‪-‬حزاـ جنوب أكربا يبتد من تركيا إُف يوجسالفيا إُف إسبانيا؛‬
‫ث ‪-‬حزاـ يًتكز يف كسط احمليط األطلنطي ك يؤثر على منطقيت شرؽ الواليات اؼبتحدة ك جزر الكاريب ك سواح ؿ‬
‫أمريكا الالتنية الشرقية؛‬
‫ج ‪-‬حزاـ األخدكد األفريقي الشرقي اؼبمتد من كينيا إُف أكغندا ك شرؽ السوداف كالبحر األضبر؛‬
‫ح ‪-‬حزاـ يبتد من مشاؿ السوداف إُف ليبيا فاعبزائر فاؼبغرب‪.‬‬

‫ك تقاس شدة اؿزلزاؿ دبقياس رخًت (ك ىو اؼبعموؿ بو ك اؼبعتمد من قبل صبعية اؽبزات األرضية) ك عدد درجاتو تسع‬
‫حيث إذا كانت شدة الزلزاؿ أقل من ‪ 3.5‬يسجل الزلزاؿ كلكن النشعربو‪ ،‬ك إف تراكح بُت ‪3.5‬ك ‪ 5,4‬نشعر بو إال‬
‫أنو ال يسبب دمار‪ ،‬بينما إف سجلت درجتو بُت ‪ 5.5‬ك ‪ 6‬يسبب دمارا خفيفا ك لكن أثره شديد على اؼبباين‬
‫الضعيفة‪ ،‬أما إذا كانت درجتو بُت ‪6.1‬ك ‪ 6.9‬فيكوف مدمر يف حدكد دائرة قطرىا ‪100‬كم‪ ،‬ك يكوف دماره شديد‬
‫يف مساحات كبَتة إذا كاف بُت ‪7‬ك ‪، 7.9‬أما إف بلغت شدتو ‪ 8‬درجات فما أكثر فهو مدمر لعدة مئات من‬
‫الكيلومًتات‪.‬‬

‫‪ .1‬المسببات الرئيسة لحدوث الزالزل‪ :‬ىناؾ نوعُت من اؼبسببات أكالىا طبيعي ك ثانيها بشرم‪:3‬‬
‫أ ‪ -‬المسببات الطبيعية ‪ :‬كىي اليت تنشأ عن عوامل الطبيعية دكف تدخل اإلنساف فيها كأنبها ‪:‬‬
‫‪ ‬حركة الصخور الساخنة اؼبوجودة يف طبقة الغالؼ األرضي ربت القشرة األرضية ‪ ،‬كتؤدل ىذه اغبركة إُف‬
‫حدكث ضغوط مستمرة تنتهى بإجهاد الصخور كمن مث تتكوف العوالق كالشركخ كتنطلق الزالزؿ؛‬

‫‪ -1‬رضا صاٌف عبد الباقي‪ ،‬إدارة ك تأمُت أخطار الزالزؿ‪ ،‬ؾبلة الشرؽ للتأمُت‪،‬العدد‪،26‬جواف ‪،1998‬ص‪.33‬‬
‫‪ -2‬صباؿ صاٌف‪ ،‬السالمة من الكوارث الطبيعية ك اؼبخاطر البشرية‪ ،‬دار الشركؽ‪،‬القاىرة‪ ،2002،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -3‬رضا صاٌف عبد الباقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪86‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬كجود الغازات احملبوسة داخل األرض كإلتهاهبا كخركج ىذه الطاقة يسبب اإلظطرابات اعبيوفيزيقية يف‬
‫قشرة األرض فتحدث الزالزؿ؛‬
‫‪ ‬اؼبواد اإلشاعية اؼبوجودة يف باطن األرض كالطاقة اؽبائلة اؼبنبعثة من ربطيم ذرات اليورانيوـ كالراديوـ ؽبا‬
‫تأثَت كبَت يف زيادة اغبرارة الكامنة يف باطن األرض كبالتاِف حدكث الظواىر الزلزالية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المسببات الغير طبيعية (بشرية)‪:‬أك ما يسمى الزالزؿ اؼبنتجة صناعيا فقد أثبتت الدراسات أف الزالزؿ‬
‫يبكن أف تنشط بفعل اإلنساف نتيجة ؼبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء السدكد كالبحَتات الصناعية؛‬
‫‪ ‬ضخ اؼبياه داخل األبار؛‬
‫‪ ‬التفجَتات النوكية ربت سطح األرض؛‬
‫‪ ‬إستخداـ الديناميت يف اؼبناطق القريبة من بؤر الزالزؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقييم خطر الزالزل‪ :‬لقد أصبح األف من األنبية دبكاف أف يتوافر لدل اؼبؤمنُت معلومات دقيقة عن أماكن‬
‫الزالزؿ كفًتات ترددىا‪ ،‬ألنو ك يف السنوات األخَتة كانت ىناؾ زيادة ملحوظة يف عدد كحجم اؼبنشأت‬
‫اؼبؤمنة ك الواقعة يف مناطق اػبطر ‪ ،‬كيبكننا القوؿ بصفة عامة عند تقييم أخطار الزالزؿ سواء بالنسبة ألغراض‬
‫سكنية أك إدارية أك ألغراض أخرل أك سواء كانت تشكل جزءا من مصنع أك ؾبمع صناعي ىناؾ عدة عوامل‬
‫ذات أنبية بالغة كجب أخذىا بعُت اإلعتبار ك ىي‪: 1‬‬
‫أ ‪-‬الموقع بالنسبة للتعرض للخطر ‪ :‬أم اؼبوقع اعبغرايف للشئ ؿبل التأمُت كمناطق اػبطر بالنسبة ألحزمة‬
‫الزالزالية؛‬
‫ب ‪-‬قوة الزالزل على مقياس ريختر‪ :‬حيث تعد شدة الزالزؿ مقياس نوعي لتأثَته يف مكاف معُت‪ ،‬فقوة‬
‫أكرب غالبا ما تعٍت درجة أكرب من األضرار كاؼبوت كالدمار؛‬
‫ت ‪-‬ظروف التربة التحتية في المناطق الزلزالية ‪ :‬ؼاألرض اليت يقاـ عليها اؼببٌت ؽبا تأثَت كبَت عليو أثناء‬
‫حدكث الزلزاؿ‪ ،‬كمن اؼبهم اغبصوؿ على معلومات كافية عن الًتبة التحتية اؼبقاـ عليها البناء كمستول اؼبياه‬
‫اعبوفية‪ .‬ككقاعدة عامة يبكننا القوؿ إذا زادت صالبة اؼبادة اليت يقاـ عليها اؼببٌت فإف الضرر يكوف‬
‫أقل‪،‬كما أف اؼبياه اعبوفية تزيد من مستول الضرر كؽبذا فإف الدراسة الفنية لظركؼ الًتبة التحتية ذات أنبية‬
‫بالغة ؼبعرفة مدل صالبة اؼببٌت ك درجة تأثره باؼبخاطر؛‬

‫‪ -1‬ؿبي الدين جاد اؼبوُف‪،‬الزالزؿ ك تقيم أخطارىا يف العاَف‪،‬ؾبلة مصر للتأمُت‪،‬العدد‪ ،49‬مارس‪،1993‬ص‪.9‬‬

‫‪87‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ث ‪-‬مواد البناء و كذا تصميم المباني ‪ :‬يتأثر اؼببٌت بنوع اؼبواد اؼبستخدمة يف البناء ‪ ،‬حيث أف األضرار تكوف‬
‫متفاكتة من مبٌت آلخر ك ىذا تبعا لنوعية ك كذا جودة ىتو اؼبواد‪.‬كما يتأثر بالتصميم فإذا كاف اؼببٌت غَت‬
‫ما أف نوعية التصميم ىي‬ ‫منتظم يف شكلو اػبارجي ك يف تشييده فإف تلفا أكرب سوؼ يقع عليو‪،‬ؾ‬
‫األخرل تلعب دكرا حيث يتطلب تصميم اؼبنشآت خربة كبَتة لكي تصبح أكثر أمانا ضد أقول الزالزؿ‪.‬‬
‫ج ‪-‬الحساسية‪ :‬ك تكوف يف حالة اآلالت كاؼبعدات الصناعية ‪ ،‬حيث هبب دراسة عامل اٌفساسية ؿآلالت‬
‫كاؼبعدات كغَتىا‪ ،‬حيث أهنا تكوف عرضة لسقوط اغبطاـ ما يسبب ؽبا ميل أك كسر فالوحدات اغبساسة‬
‫قد تتعرض لتلف كبَت إذا أقيمت يف مبٌت حيث اإلهنيار الكلي أك اعبزئي يؤدم إُف دفنها ربت اغبطاـ‬
‫الثقيل‪ ،‬أك أقيمت قواعدىا على تربة ربتية سيئة‪.‬‬
‫‪ .3‬التخفيف من أخطار الزالزل‪ :‬يف كافة الدكؿ اؼبتقدمة يقوـ العلماء كخرباء الزالزؿ كاإلنشائيوف كخرباء‬
‫اإلقتصاد‪ ،‬بدراسات علمية هتدؼ إُف التخفيف من اآلثار السلبية اليت يبكن أف تنجم عن الزالزؿ ‪ ،‬حيث أف‬
‫ىذه األخطار هبب اإلعداد ؽبا كفق أسس معينة منها‪: 1‬‬
‫أ ‪-‬القياـ بالدراسات العلمية اؽبادفة إُف كضع خرائط التقسيم الزلزاِف لتوضيح اؼبناطق اػبطرة زلزاليا كاؼبناطق األقل‬
‫خطورة‪ ،‬كربديث ىذه اػبرائط كفق آخر النتائج العلمية كاؼبعلومات اؼبتوصل ؽبا حوؿ الزالزؿ؛‬
‫‪ -‬يبكن التقليل من اػبسائر اليت ىبلفها الزالزؿ بشكل كبَت بإقامة اؼبباين اؼبقاكمة لزالزؿ ‪ ،‬ألف أغلب اػبسائر‬
‫ب ك‬
‫اليت تقع يف األركاح ك اؼبمتلكات بسبب اإلهنيار الكلي أك اعبزئي ؽبا‪ .‬ؽبذا فإف ضركرة التعاكف بُت اعبيولوجيُت‬
‫كاؼبهندسُت سيُد َم ِكن من منع إقامة اؼبنشآت يف األماكن اػبطرة‪،‬‬
‫ت ‪-‬التعاكف يف ىذا اجملاؿ ك كضع إسًتاتيجية تكاملية على اؼبستول الوطٍت كاإلقليمي ؼبواجهة مثل ىذه الكوارث‪،‬‬
‫دبا يف ذلك تنمية كتطوير قطاع التأمُت كتفعيل التأمُت على اؼبنشآت من أخطار الزالزؿ؛‬
‫ث ‪ -‬تدريب الكوادر الفنية على عمليات اإلنقاذ كالعمل يف مثل ىذه الظركؼ‪.‬‬

‫كال بد أف نشَت إُف أف الربامج الوطنية يف الدكؿ اؼبتقدمة عادة ما تصب جل إىتمامها على سالمة األ فراد‬
‫كاحملافظة على فبتلكاتو ـ‪ ،‬كىذا ما هبب أف يكوف عل مق اغباؿ يف كافة الدكؿ ‪ ،‬كما أف األ فراد الذمف يبتلككف‬
‫إستثمارات يف قطاع اإلنشاءات فو ـ ينظركف إُف ىذه القضية من منظور أخر ‪ ،‬فحىت لو ذباكز ت منشئاهتم اؽبزة‬
‫غام ترميم كتصليح التصدعات اليت‬
‫األرضية‪ ،‬فغالبا ما سيتكبد مالكوىا تكاليف عالية بسبب توقف نشاطهم إُف ة‬

‫‪ -1‬توفيق غالب اليازجُت‪ ،‬الزالزؿ ك زلزالية الشرؽ األكسط‪ ،‬ؾبلة الرائد العريب‪،‬العدد‪ ، 57‬ديسمرب‪,1997‬ص‪.26‬‬

‫‪88‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أسفر عنها الزلزاؿ ك إستئناؼ العمل من جديد‪ ،‬ك يف ىذه اغبالة البد من إهباد جهة تساعده ـ يف تغطية جزء‬
‫من ىذه التكاليف كمن اؼبنطقي تكوف ىذه اعبهة ىي شركة اؿتأمُت‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬الفيضانات‪ :‬تعد الفيضانات من األخطار ذات صفة الكارثية‪ ،‬حيث ربدث نتيجة اجتياح كميات ىائلة من‬
‫‪ ،‬كما قد‬ ‫اؼبياه لألراضي كذلك تبعا لألمطار الغزيرة (السيوؿ) أك إرتفاع منسوب اؼبياه يف األهنار أك احمليطات‬
‫تحدث الفيضافات خاصة يف اؼبناطق الساحلية نتيجة األعاصَت ك الرياح الشديدة ‪ ،‬ك قد يكوف بسبب إرتفاع قاع‬
‫األهنار أك الودياف أك إهنيار السدكد أك ذكباف كميات كبَتة من الثلوج ‪ .‬كما تزداد حدة الفيضانات يف اؼبناطق‬
‫العمرانية بسبب موجة السيوؿ اليت تكوف خارج اجملارم الطبيعية بسبب نفاذية األرض بفعل التعمَت‪،‬حيث أف‬
‫قنوات صرؼ اؼبياه ال تستطيع إستيعاب كميات اؼبياه اؼبتساقطة ك السائلة‪.‬كما أف إزاحة مساحات كاسعة من‬
‫الغابات‪ ،‬ك اليت كانت تقع على ضفاؼ األهنار ك اليت كانت تستهلك كميات كبَتة من اؼبياه ال تستهلكها‬
‫الزراعة العادية أك العشبية أدل لنقص إستهالؾ اؼبياه عند ىتو الضفاؼ‪ ،‬ك بالتاِف زيادة كميات اؼبياه اليت تنحدر‬
‫عرب ؾباريها فبا يؤدم لفيضاف النهر‪ .‬حيث أف الفيضاف الذم إشتاح الصُت سنة ‪ 1998‬كاف بسبب إزالة ‪%85‬‬
‫من غطاء الغابات على هنر "الياقبسيت" ‪ ،‬فبا إضطر اغبكومة اليابانية إُف إعادة تشجَت ك زراعة ما مت إقتالعو يف‬
‫حوض ىذا النهر‪.‬‬
‫ك عليو فالفيضانات هتدد البلداف خاصة الواقعة على ضفاؼ ك سواحل البحار ك تسبب إغراقا لألراضي‬
‫الزراعية ك البشر ك اؼبنازؿ كاغبيوانات‪ ،‬ك تعيق اؼبركر ك تعطل حركة اؼبواصالت ك تؤثر على اؼبالحة البحرية ك تدمر‬
‫ك يبكن التنبؤ‬ ‫اؼبرافق الساحلية كما يبكن أف تسبب يف إنتشار األكبئة ك غَتىا من األضرار اليت الحصر ؽبا‪.‬‬
‫حبدكثها عن طريق مسح ك دراسة تاريخ ىذه اؼبناطق ؼبعرفة أحواؽبا الطبيعية‪ ،‬ك ذلك عن طريق إستخداـ أجهزة‬
‫الرصد اؼبتطورة ك التقنيات اؼبتقدمة كاألقمار الصناعية ك معرفة أحواؿ الطقس بشكل عاـ من حيث الرطوبة ك‬
‫ربديد درجات اغبرارة ك رصد مناطق ىطوؿ األمطار ك التعرؼ على طبيعة الًتبة‪.1‬‬
‫اؼبستعمل َفكاجهة أخطار الفيضافات ك ماينجم‬
‫ة‬ ‫‪ .1‬طرق مواجهة أخطار الفيضانات‪:‬زبتلف الطرؽ ك الوسائل‬
‫عنها من كوارث حسب درجة التقدـ التكنولوجي السائد يف اؼبنطقة اؼبنكوبة ك تتمثل بصفة عامة يف‪:2‬‬
‫أ ‪-‬دراسة كاملة ك شاملة لألسباب الرئيسية اليت تكوف كراء حدكث الفيضانات يف منطقة ما ك ربديد‬
‫مصادرىا‪ ،‬ك ذلك من خالؿ ذبميع البيانات اؼبتوفرة عن األهنار ك أحواضها لتقدير فرص اغبدكث أم‬

‫‪ -1‬سامي ىشاـ حريز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪، 37‬بتصرؼ‪.‬‬


‫‪ -2‬صباؿ صاٌف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ، 53‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫إنشاء شبكات مالحظة ك كذا التخطيط اؼبسبق‪ ،‬فهولندا مثال الحظت أف مياه حبر الشماؿ ترتفع‬
‫نسبيا كل سنة فبما سيغرؽ أراضيها يف عاـ ‪ 2050‬فبدأت اإلستعداد قبل ‪ 100‬عاـ من ىذا التاريخ‬
‫بإقامة السدكد ك اإلستحكامات؛‬
‫ب ‪-‬إقامة السدكد ك اػبزانات على الركافد الرئيسية خاصة بالنسبة للمدف الساحلية حيث تعمل على‬
‫التجميع السريع للمجرل اؼبائي‪.‬فمثال عاـ ‪ 1924‬أغرؽ هنر السُت يف فرنسا ‪ 2500‬ىكتار يف حُت‬
‫أغرؽ ‪ 800‬ىكتار عاـ ‪ 1955‬بسبب األخذ باإلحتياطات؛‬
‫ت ‪-‬التخطيط لنظاـ ربذيرم من األخطار احملتملة؛‬
‫ث ‪-‬تطوير كسائل دراسة تكرار حدكث الفيضانات‪ ،‬من خالؿ تسجيالت كاملة ؽبا للتمكن من توقع‬
‫اغبدكث ك درجة اػبطر احملتمل؛‬
‫ج ‪-‬استغالؿ خرائط الطقس ك صور األقمار الصناعية ك كضع خطط اإلخالء ك إعداد أماكن اإليواء؛‬
‫ح ‪-‬إعداد إحتياطي من أكياس الرمل ك اغبصى ك األحجار غبماية الضفاؼ ك تقويتها ك العمل على نشر‬
‫الوعي بُت اؼبواطنُت؛‬
‫خ ‪-‬عدـ بناء اؼبنازؿ كاؼبنشآت كفبارسة األنشطة الصناعية كالزراعية يف األماكن اؼبنخفضة كالقريبة من ؾبارم‬
‫السيوؿ كاألهنار كاؼبعرضة للفيضانات‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬العواصف و األعاصير ‪ :‬ىي ظاىرة ربرؾ سريع للرياح ربت تأثَت عوامل مناخية كجغرافية ـبتلفة‪ ،‬فاؽبواء‬
‫يتحرؾ يف ـبتلف أكباء الكرة األرضية بسرعات ـبتلفة ك اليت تًتافق ك تتوافق مع ىذا التحرؾ‪ ،‬كقد ال يكوف ىناؾ‬
‫ما يستدعي العناء طاؼبا ظلت سرعة الريح يف اٌفدكد اَفعقولة ؽبا‪ ،‬أم دكف القدرة على إحداث أضرار حقيقية‬
‫كمثل ىذا اغبد ال يتجاكز ‪ 60‬كم‪/‬سا‪ ،‬كمع أف سرعة الرياح هبذه اغبدكد تكوف مزعجة جدا فيثار الغبار كاألتربة‬
‫ك هتتز األشجار بقوة كقد تتقصف بعض األغصاف ‪ ،‬لكن األضرار اؼبادية أك البشرية إف كجدت فتكوف ؿبدكدة‬
‫للغاية ك تسمى رياح شديدة‪،‬لكن عندما تزيد سرعة الريح عن اغبدكد اؼبذكورة كىي ‪ 60‬كم ‪ /‬سا فعندىا تكوف‬
‫اؼبدخل إُف العاصفة اليت يبكن أف تكوف كارثية أحيانا حيث تزداد سرعة الريح عنفا ؿبدثة أضرار يف اؼبمتلكات‬
‫كالبشر‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .1‬تصنيف الرياح‪ :‬كقد صنفت بتصنيفات ـبتلفة كأطلق عليها أظباء عدة كلعل أىم ىذه التصنيفات اليت تربز‬
‫حيث صنفها كما يلي‪:1‬‬ ‫‪BEAUFORT‬‬ ‫ك تعكس شدة كقوة الرياح ىو تصنيف‬

‫الجدول رقم (‪:)2‬تصنيف ‪ BEAUFORT‬للرياح‬

‫سرعة الريح على إرتفاع ‪ 16‬متر عن سطح األرض (كلم‪/‬سا)‬ ‫التسمية‬


‫‪74 -62‬‬ ‫انريح انهيجاء‬
‫‪88 -75‬‬ ‫انريح انهيجاء انشذيذة‬
‫‪102 -89‬‬ ‫انعاصفت‬
‫‪117-103‬‬ ‫عاصفت عنيفت‬
‫‪ -118‬فما فىق‬ ‫اإلعصار‬
‫اؼبصدر‪ :‬عبد الطيف عبود‪ ،‬عاصفة دمشق ك إنذارات الطبيعة اؼبتكررة‪ ،‬ؾبلة التأمُت ك التنمية‪ ،‬العدد‪،19‬أفريل‪،2004 ،‬ص‪6‬‬

‫‪ .2‬أثار األعاصير‪:‬ك تتجلى أثار ىذه األعاصَت يف ما يلي‬


‫أ ‪ -‬على البنى التحتية‪ :‬تؤدم العواصف إُف إنقطاع التيار الكهربائي كخطوط اإلتصاؿ كطرؽ اؼبواصالت يف‬
‫مناطق كاسعة‪ ،‬كىي بذلك قد تلحق أضرار كبَتة بالصناعة كالتجارة نتيجة إنقطاع العمل الناتج عن إصابة‬
‫البٌت التحتية جراء العاصفة‪ ،‬كما زبلف كراءىا خسائر يف األركاح ك اؼبمتلكات على حد سواء؛‬
‫ب ‪-‬على المزروعات والغابات ‪ :‬اؼبزارع كالغابات من اؼبناطق األشد تضررا بالعواصف كغالبا ما تُدسبب‬
‫خسائر كبَتة‪ ،‬من سقوط لألشجار كتدمَت مزارع بكاملها إُف تدمَت للبيوت كما أف الرياح القوية تؤدم إُف‬
‫زيادة سرعة إنتشار اغبرائق؛‬
‫ت ‪-‬وسائل النقل ‪ :‬بعد كل عاصفة تغرؽ شركات التأمُت بسيل من مطالبات للتعويض عن األضرار اليت‬
‫تلحق بالسيارات نتيجة العواصف‪ ،‬كىذه األضرار غالبا ما تنتج عن سقوط األشجار أك البٌت التحتية‪.‬‬

‫ك لإلشارة أنو من حسن اغبظ فإف صناعة التأمُت ما زالت تقدـ ضبايتها ضد خطر العواصف رغم ما تتحملو من‬
‫خسائر كوارثها كل عاـ‪ ،‬كقد كانت أكؿ بداية حقيقية للتأمُت ضد خطر العواصف كأحد فركع التأمُت التجارم‬
‫‪ Tornado‬يف عاـ ‪1861‬‬ ‫‪Insurance Company‬‬ ‫تعود إُف أكاسط القرف التاسع عشر عندما بدأت شركة‬
‫دبمارسة ىذا النوع من التأمُت بشكل مستقل ك متخصص يف الواليات اؼبتحدة األمريكية ك اليت تتعرض بشكل‬
‫بدأت شركة تأمُت دامبركية تغطية األضرار ك اػبسائر اليت‬ ‫كبَت ألخطار شىت من ىذا النوع‪ ،‬أما يف أكربا فقد‬
‫ربدثها العواصف منذ عاـ ‪ ، 1886‬لتكوف بذلك أكؿ شركة تأمُت تتوُف منح ىذه التغطية خارج الواليات‬

‫‪ -1‬عبد الطيف عبود‪ ،‬عاصفة دمشق ك إنذارات الطبيعة اؼبتكررة‪ ،‬ؾبلة التأمُت ك التنمية‪ ،‬العدد‪،19‬أفريل‪،2004 ،‬ص‪.6‬‬

‫‪91‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اؼبتحدة‪ .‬ك يف أيامنا ىذه هبرم التأمُت ضد خطر العواصف يف ـبتلف أكباء العاَف بصفتو أحد األخطار التابعة أك‬
‫اؼبلحقة بتأمُت رئيسي آخر كخطر اغبريق أك البحرم أك اإلنشاءات‪ ،‬حيث ترد ىذه العبارة شاملة خطر العواصف‬
‫فيما تشملو من أخطار متفرقة أخرل‪ .‬بينما تبلور ىذا النوع من التأمُت على شكل مستقل يف عدد آخر من‬
‫الدكؿ مثل أؼبانيا كالنمسا ‪.1‬‬

‫رابعا‪/‬البراكين‪ :‬الربكاف ىو ذلك اؼبكاف الذم زبرج أك تنبعث منو مواد منصهرة حارة ك تكوف مصحوبة ب‬
‫أخبرة ك‬
‫غازات‪ ،‬ك يكوف ذلك على عمق من القشرة األرضية من خالؿ فوىات أك شقوؽ ‪ ،‬كتًتاكم اؼبواد اؼبنصهرة أك‬
‫العاِف‪. 2‬‬
‫تنساب حسب نوعها لتشكل أشكاال أرضية ـبتلفة منها التالؿ اؼبخركطية أك اعبباؿ الربكانية ة‬

‫‪ .1‬التوزيع الجغرافي للبراكين ‪ :‬تنتشر الرباكُت فوؽ نطاقات طويلة على سطح األرض ك ىي‪:3‬‬
‫أ ‪-‬النطاؽ الذم وبيط بسواحل احمليط اؽبادم كالذم يعرؼ أحيانا حبلقة النار ‪ ،‬فهو يبتد على السواحل‬
‫الشرقية من ذلك احمليط فوؽ مرتفعات األنديز إُف أمريكا الوسطى كاؼبكسيك‪ ،‬كفوؽ مرتفعات غرب‬
‫أمريكا الشمالية إُف جزر الوشياف ‪ ،‬كمنها إُف سواحل شرؽ قارة آسيا إُف جزر الياباف كالفليبُت مث إُف‬
‫جزر إندكنيسيا كنيوزيلند؛‬
‫ب ‪-‬يوجد الكثَت من الرباكُت يف احمليط اؽبادم ‪ ،‬كمنها براكُت جزر ىاكام اليت ترتكز قواعدىا يف احمليط‬
‫على عمق كبو ‪5000‬ـ‪ ،‬كترتفع فوؽ سطح مياىو أكثر من ‪ 4000‬ـ كبذلك يصل ارتفاعها الكلي‬
‫من قاع احمليط إُف قممها كبو ‪ 9000‬ـ؛‬
‫‪ ،‬كأشهر الرباكُت النشطة فيها بركاف‬ ‫ت ‪-‬جنوب أكركبا اؼبطل على البحر اؼبتوسط كاعبزر اؼبتاطبة لو‬
‫"فيزكؼ" بالقرب من نابوِف بإيطاليا‪ ،‬كبركاف"إتنا" جبزيرة صقلية ك"أسًتك مبوِف"يف جزر ليبارم‪.‬‬
‫ث م‪-‬رتفعات غريب آسيا ك أشهر براكينها " أرارات ك اليوزنز"؛‬
‫ج ‪-‬النطاؽ الشرقي من أفريقيا كأشهر براكينو "كلمنجارك"‪.‬‬

‫‪ .2‬آثار البراكين ‪ :‬زبلف الرباكُت ك رائها دمارا بسبب ما ربدثو اغبمم الربكانية ‪ ،‬كال تقتصػر آثػار الرباكُت على‬
‫منطقة الربكاف فحسب بل قد تتعداىا إُف مناطق ؾبػاكرة أك حىت بعيدة جدا ك من آثارىا‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الطيف عبود‪ ،‬اؼبرجع السابق‪،‬ص‪. 9‬‬


‫‪ -2‬سامي ؿبمد ىشاـ حريز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬ككيبيديا اؼبوسوعة اغبرة‪ ،‬من خالؿ الرابط‪:‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki voir le: 1/04/2014 à 23 :36‬‬

‫‪92‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫فقد فتك بركاف‬ ‫أ ‪-‬الخسائر البشرية‪ :‬حيث أ ف تاريخ الرباكُت حافل بعشػرات اآلالؼ من الضحايا‬
‫"كراكاتو" ما بُت جاكة ك سومطرة ما يزيد عف ‪ 36000‬نسمة‪.‬‬

‫ب ‪-‬تدمير العمران‪ :‬تتعرض القرل كاؼبدف يف مناطق الرباكُت إُف تدمَت تاـ أك إُف القذائف أك الرماد الربكاين ‪،‬‬
‫كمن األمثلػة على ذلك بركػاف "فيزكؼ" الذم دمر مدينة بوميب يف إيطاليا سنة ‪ 1979‬ـ عن كاملها‪.‬‬

‫ت ‪-‬تغيير معالم الطبيعة‪ :‬ك ذلك جراء فيضاف اغبمم ‪،‬ككثَتان ما ذبرم ىذه اغبمم يف الودياف كسبلؤىا أك ُدربَ ِوؿ‬
‫ؾبارم األهنار؛‬

‫ث ‪-‬اضطراب المناخ ‪ :‬دلت األحباث على أف اؼبناخ يضطرب بشكل بارز ـ ف جراء النشاط الربكاين‪ ،‬ألف‬
‫الغبار كالرماد الذم ينفثو الربكاف‪ ،‬إمػا أنػ ق وبجب أشعة الشمس أك أنو يبتص نسبة منها فبا يؤدم إُف‬
‫بركدة يف اعبو‪.‬كقد عزم الطقس البارد الذم ساد القارة األمريكية يف العػاـ ‪ 1784 -1783‬إُف النشاط‬
‫الربكاين يف كل من الياباف كإسلندة يف العاـ ‪ 1783‬ـ‪.‬‬

‫كلعل أشهر ثوراف بركاين ذلك الذم حدث عاـ ‪1883‬عندما ثار ىذا الربكاف يف جزيرة " كاراكاتوا "‬
‫خامدا ؼبدة ‪ 200‬سنة‪.1‬‬
‫ظل ىذا الربكاف ن‬ ‫بأندكنيسيا ك الذم قُدتِل فيو قُدرابة ‪ 40‬ألف شخص‪ ،‬بعد أف َّ‬
‫الفرع الثالث‪:‬اإلطار العام لتأمين الكوارث الطبيعة‬

‫اؼبسؤكلية اؿيت ألقيت على عاتقها عندما قبل ت‬ ‫من اؼبؤكد أف شركات التأمُت كإعادة التأمُت تدرؾ مدل ثقل‬
‫التأمُت على األخطار الطبيعة‪ ،‬كما ينتج عنها من كوارث مدمرة فقبوؽبا لوذه اؼبهمة ببساطة يرتكز على فكرة قابلية‬
‫اػبطر للتأمُت اليت غالبا ما تشَت إُف ثالثة معايَت يفًتض كجودىا بشكل مسبق حىت يكوف اػبطر قابال للتأمُت‬
‫كىي‪:2‬‬

‫‪ -‬أف يكوف ربقق اػبطر اؼبؤمن منو يف ؾباؿ اإلحتماؿ؛‬


‫‪ -‬إمكانية تقدير اػبسارة احملتملة عند تحقق اػبطر ؛‬
‫‪ -‬أف تكوف مواجهة اػبسائر كالتبعات اؼبالية اليت يسببها ربقق اػبطر فبكنة ِمن قبل شركة التأمُت ك ضمن‬
‫ما يػُدَرتب ؽبا من إعادة تأمُت‪.‬‬

‫‪ -1‬ىالة رؤكؼ أضبد‪،‬حزاـ النار‪،‬عن طريق الرابط‪:‬‬


‫‪http://www.alukah.net/culture/10336/30708 voir le 24/05/14 a 21;00‬‬
‫‪ -2‬د‬
‫عب الطيف عبود‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪ ، 71‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫الشرط األول ‪ :‬كىو كوف خطر الطبيعة إحتماؿ غَت مؤكد اغبدكث سواء لعدـ تأكد السببية اؼبباشرة اليت ربدثو ‪،‬‬
‫أك بسبب عدـ معرفة الزمن الذم وبدث فيو أك اَف دل ك الشدة اليت وبدث هبا ‪ ،‬كأخطار الطبيعة كلها تقع يف‬
‫نطاؽ ىذه اإلحتمالية‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬إمكانية تقدير اػبسارة اليت سيسفر عنها ربقق اػبطر ‪ ،‬إذ أف إحتساب قسط التأمُت اؼبالئم ك‬
‫مكن من تقدير اػبسائر احملتملة‪ .‬ك ىذا ما يسعى إليو اَفؤمنوف ك معيدك‬
‫العادؿ ال يبكن أف يتم بدقة‪ ،‬إال عندما نت‬
‫التأمُت ضمن ما تستقضيو أخطار الطبيعة ككوارثها من إىتماـ عاـ كخاص ‪ ،‬حيث أف تطور األ حباث يف ؾباؿ‬
‫دراسة العواصف كما يتصل بأخطار الفيضاف ات كغَتىا من أخطار الطبيعة األخرل ‪ ،‬ك ما حققو التعاكف بُت‬
‫علماء اعبيولوجيا كعلماء اؼبناخ ك كذا علماء الرياضيات اإلكتوارية كإستخداـ التقٍتات العؿمية اؼبتاحة ‪ ،‬كل ىذا‬
‫َم َّكن إُف حد كبَت تقدير اػبسائر احملتملة الوقوع‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬إف العجز عن مواجهة اػبسائر كاألضرار اليت تسفر عنها كارثة طبيعية قد يؤدم إُف دمار شركة‬
‫التأمُت طاؼبا كانت ىذه اػبسائر أكرب من طاقتها ‪ ،‬بل يؤدم إُف إهنيار سوؽ تأمُت بكاملو كردبا يصل األمر إُف‬
‫حد يهدد صناعة التأمُت برمتها ‪ ،‬كلذلك ليس من اغبكمة أبدا أف تدخل ىذه الشركات يف إلتزاـ ؿبتمل ال سبلك‬
‫القدرة على مواجهتو عندما يتحوؿ من إحتماؿ إُف كاقع مؤكد‪.‬‬

‫كبربقق الشركط الثالثة كما أسلفنا أعاله يبكننا القوؿ أف تأمُت الكوارث الطبيعة فبكن من كجهة نظر فنية‪ ،‬ك مع‬
‫أف أسواؽ التأمُت كإعادة التأمُت العاؼبية تبدك قادرة على مواجهة اعبزء األكرب فبا ربدثو الكوارث الطبيعية من‬
‫أضرار كخسائر مادية حىت أسوأ اإلحتماالت ‪ ،‬إال أف ذلك ال يلغي أنبية كضركرة تضافر اعبهود ك تفعيل التعاكف‬
‫بُت اؼبؤمن كاؼبؤمن لو ك السلطات اغبكومية دكف إغفاؿ الدكر اغبيوم الذم تلعبو أسواؽ إعادة التأمُت العاؼبية‪.‬‬

‫أوال‪/‬دور الحكومات‪ :‬ك يكمن يف كضع الصيغ القانونية لصناعة التأمُت كأسس التعامل معها ‪ ،‬كدبقدار ما يتعلق‬
‫األمر بتأمُت األخطار الطبيعية فإف دكر اغبكومة يبكن أف يكوف فعاال كيشمل نقاطا ؽبا أنبية مثل ‪:1‬‬

‫‪ .1‬اإلعفاء الضرييب ؼبخصص إحتياطي اؿكوارث اليت ربدثها األخطار الطبيعية ‪ ،‬من ضريبة األرباح أك أية‬
‫ضرائب أخرل بقصد إتاحة الفرصة لتقوية اؼبركز اؼباِف للشركة كلسوؽ التأمُت‪ ،‬فبا يزيد من قدرهتا على‬
‫مواجهة أثار ىذه الكوارث‪ .‬كمثل ىذه اإلعفاء اػباص يستند إُف إعتبار موضوعي يقوـ على حقيقة مفادىا‬

‫‪ -1‬عبد الطيف عبود‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪ ، 73‬بتصرؼ‬

‫‪94‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أف الفاصل الزمٍت بُت كقوع كارثة كأخرل قد يكوف طويال ردبا بضعة عقود أك أكثر يف حالة العواصف كردبا‬
‫يبتد إُف مئة عاـ ك خاصة يف حالة الزالزؿ أك ما قد يزيد عن ذلك ‪ ،‬كلكن ليس من اغبكمة أف نعترب‬
‫األقساط اػباصة بتأمُت كوارث الطبيعة رحبا طاؼبا لن تقع الكارثة ‪ ،‬بل هبب زبصيص جزء ىاـ منها ليكوف‬
‫إحتياطي ُديبكن بو مواجهة اػبسائر اليت ستقع يف كقت ما غَت معلوـ ‪ ،‬كاإلعفاء الضرييب يلعب دكرا ىاما يف‬
‫التشجيع على تكوين ىذا اإلحتياطي كمراقبتو‪.‬‬
‫‪ .2‬منح حرية فبيزة غبركة األمواؿ اػباصة بإعادة تأمُت أخطار الطبيعة ‪ ،‬كحث الشركات لتحقيق أكسع توزيع‬
‫ؽبذه األخطار كعلى مستول عاؼبي دكف اإلخالؿ دبستول اؼبالءة كاػبربة اؼبطلوبة لذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬فبارسة سلطات اإلشراؼ كالرقابة التابعة للجهات اغبكومية التدقيق ك حبرص شديد على مالءة شركات‬
‫التأمُت‪ ،‬ك التأكد من سالمة كضعها اؼباِف كالفٍت اؼبالئمُت لضماف ىذه األخطار كضركرة التقيد باألسس‬
‫اػباصة لذلك قبل الشركع يف اإللتزاـ بتأمُت أخطار الطبيعة‪.‬‬
‫‪ .4‬إزباذ اإلجراءات اػباصة ككضع اللوائح كالنظم اليت قد تؤدم إُف تقليل اػبسائر أك اغبد منها‪ ،‬كمراقبة‬
‫تطبيقها بفعالية مثل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬كضع نظم خاصة للبناء كمراقبة التقييد هبا‪،‬خاصة يف اؼبناطق اليت يعتقد أهنا األكثر عرضة للخطر حبيث‬
‫الرمح كغَتىا؛‬
‫يب ّكنها من إستعاب بعض اإلىتزازات أك تكوف أكثر مقاكمة لشدة ا‬
‫ب ‪-‬بناء السدكد على األهنار للحد من الفيضانات ك منع إقامة اؼبنشأت يف مسار الفيضاف اؼبتوقع أك‬
‫اؼبناطق القريبة من مراكز الزالزؿ؛‬
‫ت ‪-‬خلق كتدريب الكوادر اؼبؤىلة على عمليات اإلنقاذ ‪ ،‬حيث برىنت التجارب اؼباضية أف جزءا ىاما من‬
‫اػبسائر يف األركاح كاؼبمتلكات كاف يبكن ذبنبها لو قامت األجهزة ك اعبهات اؼبختصة بواجبها‬
‫فعالة يف اؼبناطق اؼبنكوبة ككذلك ربسُت إمكانيات الرصد ك التنبؤ‬
‫العمؿم‪ ،‬كلو أهنا مارست تكعية ّ‬
‫حبدكث ىذه األخطار؛‬
‫ث ‪-‬تشجيع إقامة ؾبمع ات تأمينية خاصة بُت شركات التأمُت كإعادة التأمُت إلحتواء أخطار الطبيعة ك‬
‫الذم يعد أفضل حل لتأمُت ىذا النوع من األخطار‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬دور المؤمن لو ‪ :‬حامل كثيقة التأمُت ىو الباحث أساس ا عن ضباية من أثار كنتائج األخطار اليت يطلب‬
‫التأمُت من تبعاهتا ك أثارىا‪ ،‬كلذلك فهو معٍت يف اؼبقاـ األكؿ بأف يتخذ كل اإلجراءات كيتقيد بكل التعليمات‬
‫اليت من شأهنا تقليل اػبسائر كاألضرار ‪ ،‬كااللتزاـ بالقواعد كاألسس اؼبوضوعة إلنشاء اؼبباين كطرؽ التشييد اليت‬

‫‪95‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫قول دافعو لذلك بأف تنعكس أقساط التأمُت زيادة أك نقصانا مع‬
‫تضمن مقاكمة أكثر لألخطار ‪ ،‬ك هبب أف يُد َ‬
‫درجة فبارستو ؽبذا اإللتزاـ ‪ ،‬كما أف مشاركة اؼبؤمن لو يف أيو خسارة قد ربصل بتحمل جزء منها تتم اؼبوافقة عليها‬
‫مسبقا كبشكل ينعكس على قسط التأمُت أيضا ‪ ،‬كىذا فضال عن الواجب العاـ الذم يلزـ اؼبؤمن لو بإزباذ صبيع‬
‫ئ بنفس اإلصرار الذم سيقوـ بو لو أنو ال وبمل كثيقة التأمُت‪.‬‬
‫اإلجراءات اليت تؤدم إُف التقليل من حجم اػبسا ر‬

‫ثالثا‪/‬دور صناعة التأمين ‪ :‬إف دكر شركات التأمُت كشركات إعادة التأمُت يتبلور بصورة كاضحة يف قدرهتا على‬
‫ربمل األثار اؼبادية كاػبسائر اليت تسببها الكارثة الطبيعية كتقدًن اؿضمانات الكفيلة بذلك‪ ،‬كحىت تكوف قادرة فعال‬
‫على ذلك فالبد من ربقيق اؼبتطلبات كالشركط الفنية اؼبالئمة لطبيعة ىذقاألخطا ر ك ذلك من خالؿ ما يلي‪:1‬‬

‫‪- 1‬معايير إكتتابية ‪:‬كىي العوامل اؼبؤثرة يف حساب سعر التأمُت‪ ،‬كاؼبؤشرات الرئيسية اليت سبكننا من بلورة غطاء‬
‫تأميٍت يتحقق فيو التوازف اؼبطلوب بُت طبيعة اػبطر كمشوليتو كبُت سعر التأمُت اؼبقابل لذلك ‪ ،‬دبا ىبدـ العملية‬
‫اإلكتتابية كيضعها يف اإلطار الذم تتطلبو عملية تأمُت كإعادة تأمُت األخطار الطبيعة ك اؼبتمثلة يف‪:‬‬
‫أ ‪-‬تحديد قسط التأمُت (التسعَت)‪:‬إف الطرؽ التقليدية اؼبتبعة غبساب قسط التأمُت الصايف لفركع اؼبمتلكات‬
‫اؼبختلفة يصعب إستخدامها يف حساب قسط التأمُت على األخطار الطبيعة ‪ ،‬ألف اؼبعطيات اليت يبٌت‬
‫عليها السعر غَت متاحة بالطريقة نفسها ‪ ،‬ذلك أنو ال توجد سجالت أك بيانات تظهر خربة اؼباضي‬
‫بدرجة عالية من الثقة ‪ ،‬كحىت إف كجدت مثل ىذه البيانات بصورة ما فإهنا ال تشكل قاعدة إحصائية‬
‫كافية ؽبذا الغرض ‪ ،‬ألهنا ليست كاملة بذاهتا إلستقراء إحتماالت اغبوادث القادمة على أس ا س نظاـ‬
‫اإلحتماالت التجريبية اليت تستخدـ يف فركع اؼبمتلكات األخرل ‪ ،‬فلو أخذنا منطقة ما من العاَف ك َف‬
‫نعثر يف اؼبراجع التارىبية على ما يشَت إُف أهنا قد تعرضت لزالزؿ خالؿ اػبمسمئة سنة اؼباضية فهذا ردبا‬
‫يعٍت أف شبة تباعد زمٍت غبدكث الزالزؿ أك أم ظاىرة طبيعية أخرل كلكن من اعبائز جدا أنو عندما‬
‫ثي حقا؛‬
‫وبصل قريبا يكوف كار ا‬
‫ك بالرغم من ذلك فإنو يبكن حساب ؽسط التأمُت الصايف بقدر كبَت من الصحة باإلعتماد على دراسة‬
‫اؼبوضوعية‪،‬‬ ‫السجالت العلمية اليت توفر معلومات تغطي القرف اغباِف بصورة مقبولة من حيث الدقة ك‬
‫كىذا ال ينفي ضركرة اإلستفادة من دراسة اغبوادث اليت سبقت ذلك حيث يبكن ترتيب اػبطوات اؼبتتالية‬
‫غبساب قسط التأمُت‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الطيف عبود‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪ ، 75‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬إحتماؿ التعرض ك شدتو‪:‬إذ أف توقع حدكث حادث ما ك توقع شدتو‪ ،‬ىبتلف من إقليم إُف آخر‬
‫ك بُت منطقة كأخرل داخل نفس اإلقليم‪ ،‬ك تقدير الشدة يعترب منطلقا لتقدير عوامل أساسية يبٌت‬
‫عليها يف النهاية ربديد سعر التأمُت‪ ،‬كلقد طورت شركات التأمُت كإعادة التأمُت الرائدة ألغراض‬
‫ظـ ا ـبتلفة لتقدير الشدة القصول اليت تتوقعها يف كل منطقة من اؼبناطق‪ ،‬كيقدـ النظاـ‬
‫إستخدامها نُد ُد‬
‫الذم طورتو شركة ميونيخ إلعادة التأمُت مبوذجا فبيزا يف ىذا اجملاؿ حيث كزعت مناطق التعرض كفق‬
‫الشدة اؼبتوقعة إُف طبس مناطق ‪ُ ،‬دمفًتضة أف ىذه ىي الشدة القصول اليت هبب توقعها دائما خالؿ‬
‫طبسُت سنة من الزمن ‪ ،‬كشبة تصنيفات أخرل لوصف اؼبناطق كفق درجة تعرضها‪ ،‬كلكن دائما يف‬
‫إطار اؼبواءمة بُت درجة التعرض كشدتو كبُت قسط التأمُت اؼبقابل لذلك‪:‬‬
‫اؼبنطقة ( ‪ : )0‬الشدة القصول اؼبتوقعة ‪5‬درجات ك أدىن من ذلك‬
‫اؼبنطقة (‪ :)1‬الشدة القصول اؼبتوقعة ‪ 6‬درجات‬
‫اؼبنطقة ( ‪ : )2‬الشدة القصول اؼبتوقعة ‪ 7‬درجات‬
‫اؼبنطقة ( ‪ : )3‬الشدة القصول اؼبتوقعة ‪ 8‬درجات‬
‫اؼبنطقة ( ‪ : )4‬الشدة القصول اؼبتوقعة ‪ 9‬درجات فما فوؽ‬
‫‪ ‬تقدير اػبسارة احملتملة ‪ :‬إف توقع حدكث الزالزؿ مثال كتقدير الشدة اؼبرتقبة اليت سيكوف عليها‬
‫يعترب أساسا لتقدير حجم ما وبدثو من أضرار كخسائر ‪ ،‬ككمنطلق عاـ فإف ىذه اػبسائر تتناسب‬
‫طردا مع الشدة اؼبتوقعة‪ ،‬كلكن تقديرا مقبوال يتطلب التنبؤ دبركز الزلزاؿ ك عمقو ربت سطح‬
‫األرض‪ ،‬ك كذلك زمن إستمرار اؽبزة الزلزالية مث معرفة نوع كقيم اؼبمتلكات اؼبؤمن عليها يف مركز‬
‫الزالزؿ‪ ،‬إضافة إُف عوامل أخرل مثل البنية اعبيولوجية نظاـ البناء اؼبعتمد يف اؼبنطقة ‪ ،‬ك يف ضوء‬
‫ىذه اؼبعطيات يبٌت جدكؿ تقديرم مظهر معدؿ اػبسائر اؼبتوقعة كنسةبمئوية من مبالغ التأمُت‪.‬‬
‫‪ ‬تكرارية اغبادث ‪ :‬اؼبدل الزمٍت الذم يفصل بُت كقوع ظاىرة من الظواىر اليت تؤدم إُف كارثة‬
‫طبيعية كإحتماؿ كقوعها ؾبددا‪ ،‬لو إعتبار ىاـ بُت اإلعتبارات اإلكتتابية ‪ ،‬ك يكتسب تقدير ىذا‬
‫الزمن أنبيتو يف ربديد سعر التأمُت الصايف‪ ،‬كلكن فقط عندما يؤخذ ضمن العاملُت السابقُت‬
‫‪ ،‬مع النظر إُف‬ ‫كتبسيطا لألمر نقوؿ أف تقدير شدة الزالزؿ كبالتاِف تقدير حجم اػبسارة اليت وبدثها‬
‫تكرارية الزمن اليت يعود فيها ؾبدادا ربدد ؾبتمعة تكلفة التأمُت الصافية ‪ .‬كلكن ذبدر اإلشارة إُف أنو ك‬
‫بغض النظر عن الطريقة العلمية اؼبتبناة لتقدير ىذه العوامل كمدل دقتها فإهنا تبقى دائما يف إطار‬

‫‪97‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫التقدير‪ ،‬لذلك يصبح ضركريا ربميل اؼبعدؿ الصايف بزيادة معقولة لقاء أخطاء التقدير اؼبتوقعو‬
‫القسط اإلصباِف بصورتو النهائية فسوؼ يتأثر بعوامل أخرل منها مقدار التحمل الذم سيقبل بو اؼبؤمن‬
‫لو‪ ،‬حدكد اؼبسؤكلية اليت قد تنقص اػبسارة التأمينية ‪ ،‬التكاليف اإلدارية إُف آخر ىذه اإلعتبارات اليت‬
‫تؤخذ يف اغبسباف يف ؾباؿ تأمُت اؼبمتلكات‪.‬‬
‫اؼباضي أف نسبة اػبسائر احملققة جراء كارثة طبيعية‪ ،‬كبصورة‬
‫ة‬ ‫ب ‪-‬موضوع الخطر المؤمن عليو‪ :‬تظهر اٍفبرة‬
‫خاصة الزالزؿ‪ ،‬زبتلف إختالفا ملحوظا بإختالؼ اػبطر موضوع التأمُت‪ ،‬فإذا كاف البناء مثال ألغراض‬
‫سكنية ؼمعدؿ اػبسارة ىبتلف عنو إذا كاف ألغراض ذبارية أك مواقع صناعية‪ ،‬كما أف كضع اؿبناء من‬
‫حيث اإلرتفاع ك كذا عدد األدكار ك تاريخ تشيد البناء كل ىذه اؼبعطيات ؾبتمعة تؤثر على معدالت‬
‫التأمُت األساسية‪.‬‬
‫ت ‪-‬التحمل‪ :‬كيعٍت مسانبة اؼبؤمن لو يف ربمل جزء من اػبسارة اليت تًتتب عف ربقق اػبطر اؼبؤمن منو‪.‬‬
‫أنبية ربقيق مراقبة تراكم‬ ‫‪- 2‬مراقبة التراكم‪ :‬تتالقى حاجة اؼبؤمن اؼبباشر ك معيد التأمُت على ضركرة ك‬
‫تأيت عن اإلكتتاب يف األخطار الطبيعة‪ ،‬فكليهما وبتاج دائما ؼبعرفة حجم إرتباطاتو الناشئة‬
‫اؼبسؤكليات الذم ت‬
‫عن ىذا اإلكتتاب كربديد العبء الذم يتحملو يف ذلك‪ ،‬كي يتمكن من ربديد سياستو العامة سواء من‬
‫إلعادة‬ ‫حيث اإلنتاج أك مسار اإلكتتاب أك بناء اإلحتياطات أك حجم اإلحتفاظ كحدكد اغباجة‬
‫التأمُت‪.‬كذلك فإف سلطات اإلشراؼ كالرقابة عندما سبارس دكرىا على كجو صحيح ربتاج إُف مراقبة الًتاكم‬
‫لتكوف على معرفة حبجم اؼبسؤكلية اؼبطلقة اليت تتحملها كل شركة من الشركات اليت تعمل يف نطاؽ اجملاؿ‬
‫تأكد بالتاِف أف أية كارثة ؿبتملة ستغطى بصورة مناسبة‪ ،‬ك أف مواجهتها فبكنة دكف أف تكوف‬
‫اإلشرايف ؽبا‪ ،‬كؿت‬
‫شبة ىزة تؤذم ظبعة سوؽ التأمُت كقد تلحق أذل دبجمل الوضع اإلقتصادم‪.‬كقد يكوف من اؼبفيد أف يعتمد‬
‫أف يسود‬ ‫اؼبؤمن اؼبباشر مع معيد التأمُت شكال موحدا يف البيانات كاألسس اؼبعتمدة ؼبراقبة الًتاكم ك‬
‫إستخداـ ىذه االسس ك البيانات يف سوؽ التأمُت بكاملو ‪.‬‬
‫‪- 3‬إعادة التأمين ‪ :‬يؤدم معيدك التأمُت دكرا حيويا يف خلق كتعزيز القدرة اإلكتتابية ؿتأمُت أخطار الطبيعة ‪،‬‬
‫كيصعب تصور سوؽ تأمُت لكوارث الطبيعة دكف ىذا الدكر الريادم‪ ،‬ك معيدك التأمُت يف إطار ىذا الواقع‬
‫طوركا بشكل حديث طواقم من العلماء كاالختصاصيُت ذكم اػبربة كاستنبطوا النظم كاؼبعايَت اليت تضمن ليس‬
‫سالمة أدائهم يف قبوؿ ىذا التحدم ‪ ،‬بل كسالمة اؼبؤمنُت اؼبباشرين ك حاملي كثائق التأمُت ‪ ،‬كمع أف إعادة‬
‫تأمُت أخطار الطبيعة قد ال زبرج يف ىيكلها أك أشكاؽبا الرئيسية عن أشكاؿ سائدة يف إعادة تأمُت باقي‬

‫‪98‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫فركع اؼبمتلكات إال أف بضعة نقاط تتطلب التعامل معها من كاقع طبيعة األخطار الطبيعة كمتطلبات تأمينها‬
‫كاغباجة إُف قدرة إكتتابية إلستيعاهبا‪:‬‬
‫أ ‪-‬إف إعادة التأمُت كفق الشركط األصلية للتأمُت ال تشكل صعوبة خاصة طاؼبا كانت ىذه الشركط‬
‫منسجمة مع ما أشَت إليو من إعتبارات إكتتابية‪ ،‬خاصة أف ىذه اإلعتبارات يف بعض أىم نقاطها‬
‫لورىا شركات إعادة رائدة ملكت طواقم علمية ـزبصصة كاكتسبت خربات كبَتة‬
‫(ربديد سعر التأمُت) تب‬
‫كغالبا ما تستطيع من خالؿ ذلك فرض إقاعها على نطاؽ كاسع‪.‬‬
‫ب ‪-‬نظرا للطبيعة الكارثية اليت تتصف هبا أخطار الطبيعة فإنو ككما أسلفنا ليس مناسبا أف هبرم تأمينها‬
‫منفردة‪ ،‬ككذلك األمر يف إعادة التأمُت إذ من اؼبفًتض دائما أف يتم ذلك مصاحبا أك كجزء من تأمُت اك‬
‫مبلغ التأمُت بالنسبة لتغطية ىذه األخطار هبب أف ال يزيد عن‬
‫إعادة تأمُت ؿبفظة اغبريق ‪ ،‬كذلك فإف ا‬
‫مبلغ التأمُت احملدد خبطر اغبريق بأم حاؿ‪.‬‬
‫ت ‪-‬عمولة إعادة التأمُت هبب أف تحدد بنسبة ثابتة ك أف تكوف العمولة أقل بشكل كاضح عما ىي عليو‬
‫بالنسبة ألعماؿ اغبريق العادية‪.‬‬
‫ث ‪-‬عمولة األرباح يف صبيع األحواؿ فإف ما تظهره النتائج السنوية ألعماؿ تأمُت األخطار الطبيعية هبب أف‬
‫ال يكوف خاضعا ألية مشاركة يف الربح ‪ ،‬خالفا لنتائج اؼبتعلقة باألعماؿ األخرل كلذلك هبرم إستبعاد‬
‫أقساط إعادة التأمُت من حساب عمولة األرباح اػباصة بإتفاقية اغبريق اليت تسند دبوجبها ىذه األعماؿ‪.‬‬
‫نظم مستقلة عن األعماؿ األخرل ‪ ،‬كما‬ ‫ج ‪-‬إف اٌفسابات اػباصة ب‬
‫إعادة تأمُت األ خطار الطبيعية هبب أف ت‬
‫أف فصل ىذه اغبسابات يشكل أساسا إلزباذ القرارات اػباصة لتدعيم اإلحتياطات اػباصة ككذلك يف‬
‫اؼبعاملة الضريبية اػباصة هبا‪.‬‬
‫ح ‪-‬يعلق معيد التأمُت يف إتفاقيات إعادة التأمُت النسبية اليت تغطي أخطار الطبيعة إىتماما خاصا على‬
‫تقارير الًتاكم ك ىو وبتاج معرفة جيدة لكل ما يطرأ على ىذه الًتاكمات من زيادة ‪ ،‬ألف ذلك يؤثر‬
‫مباشرة على حدكد اؼبسؤكلية اليت قبل ربملها ‪ ،‬ككقاعدة عامة فإف تقارمر الًتاكم هبب أف تكوف جاىزة‬
‫كل ثالثة أشهر ‪ ،‬لذلك فمن الطبيعي أف يحرص معيد التأمُت على معرفة اغبد األقصى للمسؤكلية اليت‬
‫ترتبت عليو يف أم كقت من األكقات‪.‬‬
‫خ ك‪ -‬يف الغالب تنظم إعادة التأمُت على أساس زيادة اػبسارة كإجراء داعم إلعادة التأمُت النسبية ‪ ،‬حيث‬
‫يراد هبا أف ربمي الشركة اؼبسندة يف حالة تراكم اػبسائر اليت تقع يف حدكد اإلحتفاظ ‪ ،‬ك كما ىي العادة‬

‫‪99‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫فإف شركة التأمُت ىي اؼبسؤكلة عن ربديد حاجاهتا من زيادة اػبسارة ك حدكد ىذه اغبماية ‪ ،‬ك ذلك دبا‬
‫قوـ حبمايتها ‪.‬‬
‫يتناسب كظركؼ الشركة ك يتالئم مع احملفظة اليت ت‬
‫د ‪-‬يكتسب شرط الساعات اؼبعركؼ أنبية خاصة يف تأمُت كإعادة تأمُت األخطار الطبيعية‪ ،‬ألنو وبدد اؼبدل‬
‫الزمٍت اؼبقصود بعبارة خسارة أك حادث ‪ ،‬كربديد كهذا لو أنبية سواء من حيث حدكد التحمل اليت تقع‬
‫على عاتق اؼبؤمن لو أك من حيث األكلوية اليت تتحملها الشركة اؼبسندة كحدكد غطاء إعادة التأمُت زيادة‬
‫اػبسارة‪.‬‬
‫ذ ‪-‬ك اغبقيقة أف صبيع أخطار الطبيعة كالزالزؿ كالرباكُت كالفيضانات كاألعاصَت كغَتىا يستمر حدكثها زمنا‪،‬‬
‫ك قد يتعاقب حدكث الظاىرة يف أكقات متصلة أك شبو متصلة ‪ ،‬كحىت يف حالة الزالزؿ فإف حدكث زلزاؿ‬
‫قد يعقبو كلعدة أياـ حدكث ؾبموعة من اؽبزات الزلز اؿية األخرل اليت تكوف يف الغالب أقل شدة ‪ ،‬كلكن‬
‫قدرهتا على التدمَت ك إغباؽ اػبسائر تبقى قائمة ‪ .‬كمن ىنا إكتسب شرط الساعات أنبيتو إذ وبدد‬
‫دبقتضى ىذا الشرط عدد من الساعات اؼبتعاقبة ‪،‬كقد يتفق على األقل أك أكثر من ذلك‪.‬‬
‫‪ ،‬كتعترب اػبسائر اليت كقعت خالؿ‬ ‫ر ‪-‬كتعطى الشركة اؼبسندة عادة حق إختيار بداية ىذه الساعات‬
‫الساعات اؼبتعاقبة اؼبذكورة حادثا كاحدا‪ ،‬كعندما تنتهي ىذه الساعات يبدأ حادث تأميٍت جديد أم تبدأ‬
‫الشركة اؼبسندة بتحمل أكلويتها مرة ثانية‪.‬‬
‫ز ‪-‬ك ذبنبا ألم طارئ تعمد أسواؽ اإلعادة سواء على اؼبستول احمللي أك اإلقليمي أك العاؼبي‪ ،‬إُف تشكيل‬
‫ؾبمعات لتأمُت ك إعادة تأمُت ىذا النوع من األخطار لضماف توزيع أكرب ؽبا‪ ،‬ك كذا اإلستفادة من خربة‬
‫كل عضو من أعضاء اجملمعة يف مواجهة كتسَت ىتو اؼبخاطر‪ ،‬فمجموع اػبربات ك الطاقات اإلكتتابية‬
‫ؽبذه الشركات ؾبتمعة تؤمن غبد كبَت ك تضمن التغطية التأمينية اؼبرجوة ؽبتو األخطار‪ .‬إذ تعد ىذه‬
‫اجملمعات أقبع ك سيلة لضماف تغطية ؽبذه األخطار ىذا من جهة ك ضباية لشركات التأمُت من أم‬
‫إىتزازات عنيفة قد تعصف بإستقرارىا ك كذا إعطاء أفضل إنتشار ؽبتو األخطار‪.‬‬

‫ك بعدما إستعرضنا أىم األخطار الطبيعية الكربل ك إلتمسنا اآلثار الكارثية اليت زبلفها‪ ،‬ككذا كاجب تضافر‬
‫من خالؿ توفَت‬ ‫كل اعبهود من أجل زبفيف تبعاهتا‪ ،‬كالدكر الكبَت الذم تقوـ بو صناعة التأمُت يف ىذا اجملاؿ‬
‫التغطية التأمينية الالزمة لذلك‪ ،‬حيث ك سعيا منها لتحقيق ذلك تطلعت شركات التأمُت ك إعادة التأمُت إُف‬
‫إنشاء ؾبمعات لتأمُت ك إعادة تأمُت ىذه األخطار لضماف ضباية أفضل ؽبذا النوع من األخطار‪ ،‬ك إبرازا لدكرىا‬
‫سنقدـ أمثلة عنها كاليت أنشأت خصيصا لتحقيق ىذا الغرض‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجمعات الكوارث الطبيعية في بعض دول العالم‬

‫سنحاكؿ من خالؿ ىذا اؼبطلب تقدًن مباذج عن ؾبمعات إلعادة تأمُت الكوارث الطبيعة‪ ،‬حيث سنعرض اجملمعة‬
‫الًتكية ك كذا ؾبمعة تأمُت الزالزؿ يف تايواف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مجمعة الكوارث التركية ‪:(TCIP) the turkish catastrophe insurance pool‬‬

‫أوال‪/‬نبذة عن تأمين الكوارث بالسوق التركى قبل عام ‪:2000‬تركيا من الدكؿ الىت عانت كثَتا من األخطار‬
‫الطبيعية كخاصة خطر الزالزؿ حيث أف أكثر من ‪ %96‬من مناطق الدكلة الًتكية داخل نطاؽ حزاـ الزالزؿ‪ ،‬ففي‬
‫عاـ ‪ 1999‬شهدت منطقة "مرمرا" ىف تركيا زلزالُت متتالُت ىف ‪ 17‬أكت ك ‪ 12‬نوفمرب بلغت درجاهتم دبقياس رىبًت‬
‫(‪ 7.4‬ك ‪ ) 7.2‬على التواِف‪ ،‬ك يعتربا من أكثر الزالزؿ اؼبدمرة ىف تركيا‪،‬كما تعرضت تركيا خالؿ القرف اؼباض م ؿ‬
‫‪ 115‬زلزاؿ بدرجات متفاكتة َف يقل أم منها عن ‪ 5‬درج ات على سلم رىبًت‪ ،‬ك بلغت خسائر اإلقتصاد القومى‬
‫الناذبة عن زالزؿ مرمرا عاـ ‪ 1999‬مايقدر حبواُف ‪ 6‬مليار دكالر ربمل منها قطاع التأمُت حواِف ‪ 800‬مليوف‬
‫دكالر أم حواِف ‪ %13‬من إصباِف اػبسائر الفعلية ‪ ،‬حيث أف التأمُت على الزالزؿ كاألخطار الطبيعية يتم من‬
‫خالؿ قبوؽبا كأخطار إضافية على كثيقة تأمُت اغبريق‪.‬ك يف سنة ‪ 2000‬بدأت الدكلة التفكَت ىف إنشاء ؾبمعة‬
‫تأمينية ؼبواجهة الكوارث ك خاصة أف التأمُت َف يقم بدكره يف ضباية اإلقتصاد القومي من اػبسائر ‪ ،‬حيث ربمل‬
‫فقط ‪ %13‬من ىذه اػبسائر‪ ،‬كبالتاِف فكرت الدكلة ىف كيفية قياـ قطاع التأمُت بدكره يف ربمل تلك األخطار‬
‫ك اإلعتماد على قنوات‬ ‫فتم فرض نظاـ تأميٍت إلزاـ م (إجبارل ) على اؼبساكن بأسعار تأمُت بسيطة كيسَتة‬
‫التوزيع لشركات التأمُت الًتكية‪ ،‬فصدر قانوف ىف عاـ ‪ 2000‬بإنشاء ؾبمعة تأمُت الكوارث الًتكية على أف تبدأ‬
‫أعماؽبا يف ‪ 200/8/8‬ك تتوُف اإلدارة شركة ‪ Mili Re‬ؼبدة ‪ 5‬سنوات ( ‪ . )2005-2000‬مث شركة ‪Garanti‬‬
‫‪.1)2010-2005( Sigorta‬‬
‫ثانيا‪/‬أىداف المجمعــة التركيـة لتأمين الكوارث‪:‬ك تسعى اجملمعة لتحقيق صبلة األىداؼ التالية‪:2‬‬
‫‪ .1‬توفَت التغطية التأمينية لألشخاص ذكل الدخوؿ اؼبتوسطة بأسعار مناسبة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪- the turkish catastrophe insurance pool and the compulsory earthquake insurance: disponible sur le site‬‬
‫‪http://info.worldbank.org/etools/docs/library/114715/istanbul03/docs/istanbul03/11yazici3-‬‬
‫‪n%5B1%5D.pdf voir le 10/5/2014 a 10:51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- turkish catastrophe insurance pool: disponible sur le site‬‬
‫‪http://www.gfdrr.org/sites/gfdrr.org/files/documents/DFI_TCIPJan11.pdf voir le 13/5/2014 a 23:15‬‬

‫‪101‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .2‬زبفيض ربمل الدكلة للخسائر التأمينية يف حاؿ حدكث حوادث؛‬


‫‪ .3‬كضع قاعدة أساسية لًتاكم ـبصصات اؼبالية ؼبدة طويلة؛‬
‫‪ .4‬أف يشارؾ سوؽ إعادة التأمُت اػبارجي يف ربمل جزء من اػبسائر يف حاؿ حدكث كوارث طبيعية أم‬
‫نقل عبء اػبطر خارج الدكلة؛‬
‫‪ .5‬ربسُت الوعم التأميٍت لدل عامة الشعب كثقافة إدارة اػبطر‪.‬‬
‫ك لتحقيق ىذه األىداؼ مت توزيع األدكار بُت الدكلة كاألفراد كشركات التأمُت ‪ :‬حيث أف كل طرؼ يكوف‬
‫مسؤكال على ربمل اػبطر ك ذلك‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬توزيع األدوار بين الدولة واألفراد وشركات التأمين‬

‫اغبكومة (سلطات الدكلة )‬ ‫شركات التأمُت كإعادة التأمُت‬ ‫( األفراد )‬

‫إصدار قواعد الرقابة كاإلشراؼ‬ ‫نقل اػبطر (إعادة التأمُت )‬ ‫سلوؾ إدارة اػبطر‬

‫اإلطار القانوىن للمجمعة‬ ‫تقييم اػبطر‬ ‫( طريقة إنشاء اؼببٌت كإزباذ كافة اجراءات الوقاية‬
‫ىف حاؿ حدكثو ‪ ...‬اٍف )‬
‫الدعم اإلدارل إلدارة اػبطر‬ ‫الدعم الفٍت إلدارة اػبطر‬

‫كضع اػبطط كالتنسيق بُت كافة جهات الدكلة‬ ‫ادارة التعويضات بتحصيلها من اؼبعيدين‬
‫إلدارة الكوارث كاالزمات‬ ‫كسدادىا للمتضررين‬

‫اؼبصدر‪:‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على اؼبوقع الرظبي للمجمعة الًتكية‬

‫ثالثا‪ /‬وثيقة التأمين اإلجبارية التى تصدرىا المجمعة التركية للتأمين من الكوارث‪:‬‬
‫ك ربتوم ىذه الوثيقة على ما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬موضوع التأمين ‪ :‬التأمُت اإللزامى على مالؾ اؼبباىن السكنية كتأمُت اؼبباىن السكنية ‪ ،‬كال يشمل أم من‬
‫احملتويات أك أم من اػبسائر التبعية األخرل ‪ ،‬حيث يتم التأمُت على احملتويات بصفة إختيارية لدل‬
‫شركات التأمُت العاملة بالسوؽ‪.‬‬
‫‪ .2‬التغطية التأمينية‪ :‬ك سبنح اجملمعة التغطيات التالية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Le pool Turque disponible sur le site: http://www.atlas-mag.net/article/les-pools-dassurance-et-de-‬‬
‫‪reassurance: voir le 14/5/2014 a 15:34.‬‬

‫‪102‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اليشمل أم من‬ ‫أ ‪-‬التأمُت ضد كافة األخطار الناشئة عن حدكث الزالزؿ ( اؽبزات األرضية ) فقط ك‬
‫األخطار الطبيعية األخرل مثل الفيضانات كالعواصف؛‬
‫ب ‪-‬خطر اغبريق الناتج عن الزالزؿ؛‬
‫ت ‪-‬أخطار اإلنفجار الناذبة عن الزالزؿ؛‬
‫‪-‬خطار اؽببوط األرضى التابعة غبدكث الزالزؿ؛‬
‫ث أ‬
‫ج أ‪-‬خطار اؽببوط األرضى التابعة غبدكث الزالزؿ؛‬
‫‪ .3‬طريقــة التسعي ـ ــر ‪:‬يتم التسعَت كفقا لثالث عناصر أساسية قم‪:‬‬
‫أ ‪-‬اؼبنطقة اؼبعرضة للخطػػر ك قد قسمت تركيا إُف طبس مناطق؛‬
‫ب ‪-‬نوع اؼبادة اإلنشائية للمبٌت ( طوب ك إظبنت مسلح‪ ،‬خشب‪ ،‬ىيكل معدىن)؛‬
‫ت ‪-‬مساحة اؼببٌت باؼبًت اؼبربع ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪:)4‬جدول تسعير خطر الزلزال في تركيا‬

‫المنطقة المعرضة للخطــر( األسعار فى األلف )‬ ‫مبلغ التأمين ‪ /‬متر‬ ‫نوع المبنى‬
‫مربع‬
‫‪Z5‬‬ ‫‪Z4‬‬ ‫‪Z3‬‬ ‫‪Z2‬‬ ‫‪Z1‬‬

‫‪0.44‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪1.55‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪ 300‬دوالر‬ ‫معدنى ‪ /‬اسمنت‬


‫مسلح‬

‫‪0.50‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.43‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪ 200‬دوالر‬ ‫حجــرى‬

‫‪0.58.‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪1.76‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪ 100‬دوالر‬ ‫اخرى‬

‫اؼبصدر‪ :‬من خالؿ اؼبوقع الرظبي للمجمعة الًتكية‪،‬‬

‫كما يتحمل اؼبؤمن لو إجباريا ‪ %2‬من مبلغ التأمُت‪ .‬ك اغبد األقصى ؼببلغ التأمُت بالوثيقػػة ىو ‪ 75.000‬لَتة‬
‫تركية أم ما يعادؿ مبلغ ‪50 220‬دكالر امريكى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫رابعا‪/‬ىيكل العمل داخل المجمعة‪ :‬ك يبكن إجازىا يف ما يلي‬
‫‪ .1‬خطوات إصدار الوثيقة‪:‬ك تتم كفق ما يلي‬

‫‪1‬‬
‫‪- the turkish catastrophe insurance pool and the compulsory earthquake insurance disponible sur le site:‬‬
‫‪http://info.worldbank.org/etools/docs/library/114715/istanbul03/docs/istanbul03/11yazici3-‬‬
‫‪n%5B1%5D.pdf voir le 15/05/2014 a 18.34.‬‬

‫‪103‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫مباشرة من خالؿ فركعها‬ ‫أ ‪-‬تقوـ شركات التأمُت بإصدار الوثيقة اإللزامية سواء من خالؿ السماسرة أك‬
‫اؼبنتشرة ىف الدكلة ‪ ،‬كفقا عبدكؿ األسعار ك الشركط اؼبوضحة أعاله كذلك على اؼببٌت السكٌت فقط‬
‫كبدكف اإلحتفاظ بأل جزء من اػبطر؛‬
‫ب ‪ -‬يبكن لشركة التأمُت أف تقوـ بتغطية احملتويات ضد خطر الزالزؿ ضمن كثيقة اغبريق كخطر إضاىف على‬
‫أف ربتفظ هبا كال يتم اسنادىا اُف اجملمعة؛‬
‫ت ‪-‬تلتزـ شركات التأمُت اؼبصدرة ؽبذه الوثائق بتحصيل األقساط من اؼبؤمنُت غبساب اجملمعة؛‬
‫ث ‪-‬تقوـ شركات التأمُت بإسناد ىذه الوثائق مباشرة اُف اجملمعة‪.‬‬
‫‪ .2‬مهام المجمعة‪ :‬يبكن تلخيص مهاـ اجملمعة من خالؿ النقاط التالية‬
‫أ ‪-‬إدارة كتقييم اػبطػػر؛‬
‫ب ‪-‬إعداد برامج إعادة التأمُت اؼبناسبة؛‬
‫ت ‪-‬نقل اػبطر من خالؿ قنوات إعادة التأمُت سواء ؿبليا إُف شركة ‪ Milli Re‬كخارجيا من خالؿ‬
‫إتفاقيات ذباكز اػبسائر؛‬
‫‪-‬جراء اغبسابات الفنية كؿباسبة معيدل التأمُت ‪.‬‬
‫ث إ‬
‫‪ .3‬التعويض ــات‪:‬عند كقوع خسائر نتيجة غبدكث اؿزلزاؿ ك كفقا لشركط كقواعد التغطية تتم إجراءات‬
‫التعويض على النحو التاِف‪:‬‬
‫أ ‪-‬يقوـ اؼبؤمن اؼبستحق للتعويض دبطالبة شركة التأمُت مصدرة الوثيقة بقيمة التعويض؛‬
‫ب ‪-‬تقوـ شركة التأمُت بدراسة التعويض من الناحية الفنية كىف حالة مطابقة التعويض لشركط التغطية يتم‬
‫مطالبة اجملمعة بقيمة ىذا التعويض؛‬
‫ت ‪-‬تقوـ اجملمعة بإستالـ اؼبطالبات كتسويتها كفقا لربامج إعادة التأمُت كمطالبة معيدم التأمُت كؿباسبتهم؛‬
‫ث ‪-‬تقوـ اجملمعة بسداد التعويضات إُف شركات التأمُت اؼبصدرة للوثائق كاليت تقوـ بدكرىا بسدادىا ؽبم‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫جدول رقم (‪:)5‬اإلحصائيات والمؤشرات الرقمية منذ عام ‪ 2000‬وحتى ‪ 2007‬للمجمعة التركية‬
‫اؼببالغ ‪:‬دكالر األمريكى‬

‫معذل انخسائر‬ ‫مبهغ انتعىيض‬ ‫عذد‬ ‫عذد‬ ‫اجمانً األلساط‬ ‫عذد انىثائك‬ ‫انسنىاث‬
‫انخسائر‬ ‫انحىادث‬ ‫انعذد باألنف‬
‫‪%6.11‬‬ ‫‪15.487‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2.532.000‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪%2.31‬‬ ‫‪84.797‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪36.680.000‬‬ ‫‪2.428‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪%3.47‬‬ ‫‪1.537.058‬‬ ‫‪1558‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪44.235.000‬‬ ‫‪2.128‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪%6.07‬‬ ‫‪3.500.843‬‬ ‫‪2504‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪57.644.000‬‬ ‫‪2.022‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪%6.09‬‬ ‫‪517.273‬‬ ‫‪587‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪84.908.000‬‬ ‫‪2.090‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪%5.09‬‬ ‫‪5.451.961‬‬ ‫‪3486‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪107.000.000‬‬ ‫‪2.417‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪%6.28‬‬ ‫‪869.930‬‬ ‫‪497‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪138.446.000‬‬ ‫‪2.554‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪%1.87‬‬ ‫‪779.032‬‬ ‫‪949‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪41.585.000‬‬ ‫‪706‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪%2.48‬‬ ‫‪12,756,381‬‬ ‫‪9923‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪513.030.000‬‬ ‫‪14.504‬‬ ‫اجمانً‬
‫اؼبصدر‪:‬من إعداد الطالبة من خالؿ اؼبوقع الرظبي للمجمعة‬

‫من التحليل اؼببدئى للفًتة من ‪ 2000‬حىت ‪ 2007‬نالحظ مايلى ‪:‬‬

‫‪ ‬متوسط القسط اإلصباِف للوثيقة بلغ ‪ 35‬دكالر ‪ /‬كثيقة؛‬


‫‪ ‬قدر أكرب حجم للتعويضات ك اليت مت سدادىا ب ‪ 5.451.961‬دكالر أمريكي يف عاـ‪2005‬؛‬
‫‪ ‬وبقق الزالزاؿ الواحد خسائر تأمينيو قدرىا ‪ 67000‬دكالر ىف اؼبتوسط؛‬
‫‪ ‬يف اؼبتوسط يبلغ عدد اػبسائر ىف الزلزاؿ الواحد ‪ 52‬خسارة بقيمة قدرىا ‪ 1285‬دكالر؛‬
‫‪ ‬يبلغ معدؿ اػبسارة ىف اؼبتوسط ‪.% 2.48‬‬

‫‪Taiwan Residential Earthquake Insurance Pool‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مجمعة تأمين الزالزل في تايوان‬
‫أوال‪/‬نشأة المجمعة‪ :‬تعرضت تايواف يف سبتمرب ‪ 1999‬لزلزاؿ مدمر ىف مدينة "تشى تشى " بلغ ت قوتو ‪7.3‬‬
‫دبقياس رىبًت ‪ ،‬حيث خلف ك راءه ‪ 2347‬قتيال كتسبب ىذا الزلزاؿ ىف خسائر لإلقتصاد القومى بلغت ‪9.09‬‬
‫مليار دكالر ربمل قطاع التأمُت منها ‪ 840‬مليوف دكالر أمريكى فقط أ م مايعادؿ ‪ % 9‬من ؾبمل ىذه اػبسائر‪،‬‬
‫حيث أف ىذا الزلزاؿ دمر ‪ 52000‬مبٌت سكٍت‪ ،‬حيث بلغت التعويضات اليت سددهتا شركات التأمُت عنها‬
‫حواُف‪1.22‬مليوف دكالر أمريكى‪ .‬حيث أنو ك قبل عاـ ‪ 2001‬كاف عدد اؼبباين السكنية اؼبؤمن عليها يف تايواف‬
‫حواِف ‪ %1‬فقط من إصباُف اؼبباىن السكنية يف الدكلة ‪ ،‬حيث كاف يتم التأمُت على خطر الزلزاؿ من خالؿ قبولو‬
‫كخطر إضايف مع كثيقة تأمُت اغبريق‪ ،‬ك إثر ىذه الكارثة أعدت كزارة اؼبالية يف تايواف برنامج تأميٍت ؼبواجهة ىذه‬

‫‪105‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫الكوارث ك توفَت تغطية تأمينية ؽبا كزبفيف عبئها على الشعب ك االقتصاد القوـم‪ ،‬ك ذلك بإنشاء ؾبمعة لذلك‬
‫ك بدأت ىذه اجملمعة فبارسة‬ ‫)‪Taiwan Residential Earthquake Insurance fund (TREIF‬‬ ‫ربت مسمى‬
‫نشاطها بداية من‪ 1‬أفريل ‪ ،2002‬حيث أف نشاطها ال مىدؼ للربح كما أهنا معفاة من الضرائب ك الرسوـ ك‬
‫تدير اجملمعة الشركة اؼبركزية إلعادة التأمُت‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪/‬وثيقة التأمين التي تصدرىا المجمعة‪:‬ك تتضمن ما يلي‬
‫‪ .1‬موضوع التأمين‪:‬التأمُت على اؼبباين السكنية فقط حيث أنو إلزامي على كافة اؼبباين السكنية‪.‬‬
‫غطى الوثيقة أ خطار‬
‫ت‬ ‫‪ .2‬التغطيات التأمينية ‪:‬التأمُت ضد كافة األخطار الناشئة عن حدكث الزالزؿ حيث‬
‫اغبريق‪ ،‬اإلنفجار ‪ ،‬قبوط األرضى‪ ،‬التصدع‪ ،‬ىبوط الصخور‪ ،‬ك الفيضانات الناصبة عن الزلزاؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحد األقصى لمبلغ التأمين ‪:‬ك يتضمن‬
‫أ ‪-‬يبلغ اغبد األقصى ؼببلغ التأمُت ‪ 1.200.000‬دكالر تايواىن (ما يقرب من ‪ 36.000‬دكالر أمريكى) لكل‬
‫مبٌت سكٌت؛‬
‫ب ‪-‬باإلضافة إُف نفقات اؼبعيشة اؿطارئة قدرىا ‪ 180.000‬دكالر تايواىن ( حواُف ‪ 5400‬دكالر امريكى )‬
‫لكل مبٌت سكٌت؛‬
‫ت ك‪ -‬منو فإف التسوية النهائية للتعويض تقدر دببلغ ‪ 1.380.000‬دكالر تايواين(‪ 41400‬دكالر امريكى )‪.‬‬
‫‪ .4‬سعر الوثيقة‪:‬الوثيقة ذات قسط سنوم ثابت دببلغ ‪ 1459‬دكالر تايواين ( ‪ 44‬دكالر أمريكى)‪.‬‬
‫‪ .5‬ىيكل المشاركة فى الخطر‪ :‬ك يبكن توضيحو من خالؿ اعبدكؿ اؼبواِف‪:‬‬

‫‪ - 1‬اؼبوقع الرظبي للمجمعة‪:‬‬


‫‪http://www.treif.org.tw/treif/content/insurance/TREIP.htm voir le16/05/2014 a 2012‬‬
‫‪ - - 2‬اؼبوقع الرظبي للمجمعة‪ ،‬اؼبرجع السابق‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬شرح ىيكل المشاركة في المجمعة التايوانية‬


‫الدكالر التايواىن = ‪ 0.032‬دكالر امريكى‬

‫اغبد األقصى لإللتزاـ ‪ 60‬مليار دكالر تايواىن‬

‫جهة األسناد‬ ‫الشريحة‬

‫احتفاظ بُت شركات التأمُت اؼبباشرة‬ ‫‪ 2.4 – 0‬مليار دكالر تايواىن‬

‫احتفاظ اجملمعة‬ ‫‪ 20 – 2.4‬مليار دكالر تايواىن‬

‫سوؽ أعادة التأمُت ( ؿبلى كخارجى )‬ ‫‪ 40 -20‬مليار دكالر تايواىن‬

‫احتفاظ ااجملمعة‬ ‫‪ 48 -40‬مليار دكالر تايواىن‬

‫اغبكومة‬ ‫‪ 60- 48‬مليار دكالر تايواىن‬

‫ىف حالة زيادة اغبد األقصى لأللتزاـ عن ‪ 60‬مليوف فسوؼ ربمل الزيادة ىف األقساط على حاملى الوثائق بنسبة الزيادة‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الطالبة من خالؿ اؼبوقع الرظبي للمجمعة‬

‫من خالؿ اعبدكؿ يتضح لنا‪:‬‬

‫‪ ‬اغبد األقصى للمسئولية الًتاكمية للربنامج ‪ 60‬مليار دكال تايواين ( مايعادؿ ‪ 1.92‬مليار دكالر امريكم)؛‬
‫‪ ‬ربتفظ شركات التأمُت حبجم عمليات قدره ‪ 2.4‬مليار دكالر تايواين (مايعادؿ ‪ 76.8‬مليوف دكالر امريكى )‬
‫كتقوـ بإسناد الباقى إُف اجملمعة؛‬
‫‪ ‬ربتفظ اجملمعة حبجم عمليات قدره ‪ 20‬مليار دكالر تايواىن ( مايعادؿ ‪ 640‬مليوف دكالر امريكى ) كتقوـ‬
‫بإسناد الباقى إُف سوؽ إعادة التأمُت؛‬
‫‪ .6‬يتم عمل برامج إعادة تأمُت ىف الشروبة الىت تبدأ بُت ‪ 20‬مليار دكالر تايواىن كحىت ‪ 40‬مليار دكالر‬
‫تايواىن ( ‪ 1.28‬مليار دكالر) من خالؿ اتفاقيات زيادة اػبسارة‪.‬‬

‫‪ .7‬التكاليف المتعلقة بعمليات اإلسناد‪:‬‬


‫‪ ‬تصدر كثيقة تأمُت اػبطر لدل شركات التأمُت مباشرة؛‬
‫‪ ‬ربتفظ شركات التأمُت اؼبباشرة دببلغ تأمُت إصباِف قدره ‪ 2‬مليار دكالر تايواين (‪ 64‬مليوف دكالر امريكى )‬
‫من إصباُف احملفظة؛‬

‫‪107‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬تقوـ شركة التأمُت بإسناد العمليات إُف اجملمعة يف مقابل اغبصوؿ على ( عمولة قدرىا ‪)% 8‬؛‬
‫النذبة عن العمليات‬
‫‪ ‬ربصل شركة التأمُت اؼبباشرة على ‪ %17.5‬من األقساط اإلصبالية ؼبقابلة التعويضات ا‬
‫احملتفظ هبا؛‬
‫‪ ‬تقوـ اجملمع بدفع ‪ %2.5‬من إصباِف قسط الوثيقة إُف ( الشركة اؼبركزية إلعادة التأمُت ‪ )CRC‬لتغطية‬
‫اؼبصاريف اإلدارية؛‬
‫‪ ‬ربتفظ اجملمعة بنسبة ‪ % 2.5‬من قسط الوثيقة لتغطية التعويضات عن الشروبة الثانية؛‬
‫‪ ‬زبصص ‪ %2.5‬من القسط اإلصباِف للوثيقة لتغطية التقلبات اؼبستقبلية يف تكاليف إعادة التأمُت؛‬

‫ثالثا‪/‬برنامج إعادة التأمين‪ :‬تقوـ اجملمعة بإعداد برنامج إعادة تأمُت للشروبة الثالثة اليت تًتاكح بُت ‪ 40 -20‬مليار‬
‫دكالر تايواين على النحو التاِف‪:‬‬

‫‪ .1‬مت‬
‫ت إعادة التأمُت ؿبليا يف حدكد ‪ %20‬من حجم الشروبة؛‬
‫‪ .2‬عمل اتفاقيات اعادة تأمُت مع الدكؿ اػبارجية يف ‪ %80‬من حجم الشروبة؛‬
‫جدول رقم (‪ :)7‬اإلحصائيات والمؤشرات الرقمية من عام ‪ 2000‬وحتى ‪ 2007‬للمجمع التايواني‬

‫اؼببالغ ‪ :‬بالدكالر األمريكى‬

‫معذل انخسائر‬ ‫مبهغ انتعىيض‬ ‫اجمانً األلساط‬ ‫عذد انىثائك‬ ‫انسنىاث‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21.061.192‬‬ ‫‪2002‬‬


‫‪%0.23‬‬ ‫‪91.165‬‬ ‫‪39.461.670‬‬ ‫‪455.498‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪%0.017‬‬ ‫‪9062‬‬ ‫‪53.952.273‬‬ ‫‪859.213‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪66.598.718‬‬ ‫‪1.447.545‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪76.929.592‬‬ ‫‪1.672.043‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪44.661.000‬‬ ‫‪1.785.239‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪%0.033‬‬ ‫‪100.227‬‬ ‫‪302.664.445‬‬ ‫‪6.219.538‬‬ ‫اجمانً‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الطالبة من خالؿ اؼبوقع الرظبي للمجمعة‬

‫من التحليل اؼببدئى للجدكؿ السابق نالحظ مايلى ‪:‬‬

‫‪ ‬متوسط القسط األصباُف للوثيقة بلغ ‪ 44‬دكالر ‪ /‬كثيقة ؛‬

‫‪108‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬بلغ أكرب تعويض مت سداداه مبلغ ‪91165‬دكالر امريكى ىف عاـ‪2003‬؛‬


‫‪ ‬يبلغ معدؿ اػبسارة ىف اؼبتوسط ‪.%0.033‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األخطار التكنولوجية و مجمعات تأمينها‬

‫من خالؿ ىذا اؼببحث سيتم التطرؽ إُف األخطار التكنولوجبة ك كل ما يتعلق هبا لندرج بعدىا مباذج عن‬
‫ؾبمعات زبتص بتغطية ىذا النوع من األخطار بالذات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األخطار التكنولوجية‬

‫سنحاكؿ من خالؿ ىذا اؼبطلب معرفة ماىية اػبطر التكنولوجي‪ ،‬أىم األخطار التكنولوجية ككذا اإلطار العاـ‬
‫لتأمُت األخطار التكنولوجية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬ماىية األخطار التكنولوجية‬

‫أوال‪/‬مفهوم التكنولوجيا‪:‬قبل أف نتطرؽ ؼبفهوـ اػبطر التكنولوجي ال بأس أف نشَت إُف مفهوـ التكنولوجيا ك الذم‬
‫يبكن أف نوجزه يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬التطبيق العلمي لإلكتشافات ك اإلخًتاعات اؼبختلقة ك اليت سبخظت عن البحث العلمي؛‬

‫‪- 2‬أسرار الصناعة ك اؼبهارات ك اؼبعرفة الفنية اؼبختلفة إلنتاج السلع ك اػبدمات‪،‬‬

‫‪- 3‬اؼبعرفة ك اػبربات ك اؼبهارات الواجب توفرىا لصناعة إنتاج معُت أك إنشاء كإقامة اؼبؤسسات؛‬

‫‪- 4‬ؾبموعة من اؼبعارؼ كاػبرب ات اإلنشائية اؼبًتاكمة ك اؼبتاحة‪ ،‬ك األدكات ك الوسائل اؼبادية ك التنظيمية ك‬
‫اإلدارية اؼبستخدمة من قبل اإلنساف يف أداء عمل أك كظيفة معينة يف ؾباؿ حياتو اليومية إلشباع حاجاتو‬
‫اؼبادية ك الركحية سواء على مستول ذاتو أك ؾبموع اجملتمع‪.‬‬

‫قنوات نقل التكنولوجيا‪ :‬عند ما نتحدث عن التكنولوجيا ال بد أف نذكر أىم قنوات نقلها ك اليت تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ 1‬ب‪-‬راءات اإلخًتاع ك كذا مصادر التكنولوجيا اؼبختلفة من ـبتربات‪ ،‬صبعيات‪ ،‬اؼبشاريع النموذجية ك اؼبطبوعات‬
‫ك النشرات دبا يف ذلك اجملالت اؼبتخصصة؛‬

‫‪109‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪- 2‬اإلتصاالت الشخصية ك الزيارات كتبادؿ اؼبعلومات ك اؼبهارات؛‬

‫‪- 3‬اؼبؤسبرات ك اغبلقات الدراسية ك الندكات ك اؼبعارض ك اؼبتاحف التكنولوجية ك العلمية ك اؽبندسية؛‬

‫‪- 4‬الربامج التدريبية ك التعليمية كإستخداـ اػبربات األجنبية اؼبلمة بالتكنولوجيا اؼبختلفة لتعليم اػبربات الوطنية‪ ،‬ك‬
‫الذم بدكره سيسهم يف إختصار الزمن الذم وبتاجو تنفيذ اؼبشاريع ك كذا اغبصوؿ على خربات كمهرات‬
‫متخصصة؛‬

‫‪- 5‬اإلتفاقيات ك الشراكات كأفاؽ التعاكف اؼبتعلقة بإستخداـ التكنولوجيا ك كذا التعاقد على تشييد كإنشاء‬
‫اؼبشاريع‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬األخطار التكنولوجية‪:‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الخطر التكنولوجي‪ :‬ىي تلؾ األخطار اليت ترتبط كتتصل بشكل مباشر دبا يصنعو اإلنساف كما وبرزه‬
‫من تقدـ يف ؾباؿ التكنولوجيا‪ ،‬مثل تلك الناصبة عن إهنيار ؿبطة نوكية لتوليد القول الكهربائية‪ ،‬أك إشتعاؿ اغبرائق‬
‫ك غَتىا من أخطار‪.‬‬
‫ك يف ىذا اؼبعٌت يقوؿ دييبو "أنو إذا كانت التكنولوجيا شبرة البحث التطبيقي فإف اػبطر التكنولوجي يكوف بالفرض‬
‫خطر جديد‪ ،‬أم خطر ؾبهوؿ حىت غبظة إكتشافو أك إنشائو بواسطة ىذا النوع من البحث"‪.1‬‬

‫كما عرفت األخطار التكنولوجية بأهنا األخطار الصناعية اليت تنشأ من إدخاؿ منتجات جديدة إُف السوؽ أك من‬
‫ضَرْر كبَت ك ىذا نتيجة لعدـ إحًتاـ إلتزاـ تعاقدم‪.‬‬
‫إستعماؿ أساليب إنتاج ية جديدة‪ ،‬ك ربققها ينتج عنو َ‬

‫حاصل القوؿ إذف أف اػبطر التكنولوجي يتميز يف الفهم العاـ بأنو خطر حديث فادح األثار ك النتائج ‪ ،‬ك موضوع‬
‫ىذا اػبطر ىو كسيلة صناعية أك إنتاجية جديدة تعمل أك منتجات صناعية جديدة تطرح‪ ،‬بينما يتعلق اػبطر‬
‫التقليدم بوسائل أك منتجات معركفة كسابقة التجريب‪.‬‬

‫‪ -1‬ؿبمد شكرم سركر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.5‬‬

‫‪110‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .2‬مميزات الخطر التكنولوجي ‪:‬يتميز اػبطر التكنولوجي بعدة خائص كىي‪:1‬‬


‫أ ‪ -‬أكؿ ما يتصف بو اػبطر التكنولوجي يف اؼبفهوـ الشائع ىو ِجدَّة ك حداثة ىذا اػبطر‪ ،‬ىذه اغبداثة‬
‫توحم هبا لفظة تكنولوجيا نفسها (البحث العلمي اؼبطبق)‪،‬كما يوحى هبا أيضا إرتباط األخطار‬
‫التكنولوجية بالنشاط الصناعي ك كذا اإلنتاجي ك اإلنشائي‪ ،‬ما داـ أف التقدـ يف ؾباؿ ىذه األنشطة ك‬
‫إمكانية الصمود أماـ اؼبنافسة األجنبية يتوقفاف حىت يف الفهم الشائع على ضركرة التطوير ك اإلبتكار‬
‫اؼبتجدد من جانب اؼبشركعات الصناعية‪ ،‬ىذا التطوير الذم ال يقتصر على اإلنتاج الصناعي يف‬
‫موضوعاتو ك إمبا يبتد أيضا إُف كسائلو‪.‬‬
‫‪ ،‬فإف‬ ‫ب ‪-‬من جهة أخرل فإنو إذا ما كانت األخطار الصناعية تبدك بوجو عاـ كأخطار جسيمة كىامة‬
‫الفكرة العامة عن األخطار التكنولوجية أهنا عادة أخطار مفجعة أك شبو مأساكية‪ ،‬حيث يرتبط يف الفهم‬
‫العاـ حجم ىذه األخطار حبجم اؼبشركعات الصناعية ك درجة التقدـ التكنولوجي الذم بلغتو‪ ،‬ك من مث‬
‫فإف األخطار التكنولوجية تنتمي يف ىذا إُف طائفة األخطار الكبَتة ك ىذا الفهم كاقعى إُف حد كبَت ‪،‬‬
‫فهناؾ ظاىرتاف ملحوظتاف اآلف يف الدكؿ اؼبتقدمة صناعيا‪ ،‬كنبا ظاىرة ضخامة كحدات اإلنتاج الراجعة‬
‫ظاىرة اؼبيل إُف التخصص الذم يؤدم إُف إعتماد‬ ‫إُف إرباد ؾبموعة كحدات يف كحدة كاحدة‪ ،‬ك‬
‫الوحدات اإلنتاجية بعضها على البعض‪ ،‬ىذا الًتكيز اإلقتصادم يؤدم إُف تكديس أخطار كقيم مالية‬
‫ىامة قد هبعل من كقوع الكارثة فاجعة‪.‬‬
‫ت ‪-‬الصفة األخَتة ك اليت ذبعل من االضرار الناشئة عن األخطار التكنولوجية يف بعض األحياف غَت معركفة‬
‫اغبدكد سلفا بل تتعدل أحيانا حدكد الدكلة اليت يوجد هبا مصدر اػبطر‪ ،‬فاؼبنتجات اغبديثة تتميز بسعة‬
‫اإلنتشار ك ضخامة عدد مستعمليها أم عدد اؼبعرضُت لضررىا‪ .‬كما أف اػبطر الناشئ من إستعماؿ‬
‫أسلوب جديد يف الصناعة كالطاقة النوكية مثال ال يعرؼ بالطبع اغبدكد اعبغرافية أك السياسية للدكؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬أسباب تزايد و ضخامة خسائر األخطار التكنولوجية‪ :‬لقد أفرزت التكنولوجيا أخطار عديدة كما ذكرنا‬
‫أعاله ك ىذا نتيجة لعدة أسباب أنبها‪:‬‬
‫أ ‪-‬إستحداث صناعات َف تكن معركفة من قبل كالصناعات الكيميا كية ك البًتككيماكية‪ ،‬ك ؿبطات الطاقة‬
‫الذرية؛‬

‫‪ -1‬ؿبمد شكرم سركر‪ ،‬نفس اؼبرجع‪ ،‬ص‪ ، 15‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ب ‪-‬كما أظهر التقدـ التكنولوجي خالؿ السنوات األخَتة مبوا كبَتا يف حجم اؼبعامل ك يف درجة التعقيد‬
‫للتقنيات‪ ،‬إُف جانب إستحداث اؼبعدات ك اآلالت ك كذا طرؽ جديدة يف اإلنتاج؛‬
‫ت ‪-‬ك يف ؾباؿ البناء ك التشييد تقاـ األبنية العالية كناطحات السحاب لتحقيق أقصى إستخداـ لألرض ‪،‬‬
‫شيد ؿبطات توليد‬
‫ككذا اغباؿ بالنسبة للطرؽ كاعبسور اؼبقامة لربط اؼبدف يف نقاط إلتقاء صعبة جدا ‪ ،‬كت‬
‫الطاقة الكهربائية ك السدكد ك غَتىا من اؼبشاريع الضخمة اليت أتت ىي األخرل بأخطار كبَتة نتيجة‬
‫لضخامة قيمها؛‬
‫مؤدم إُف تبدؿ األكضاع اإلجتماعية ك‬ ‫ث ‪-‬األخطار الناشئة عن نقل التكنولوجيا إُف الدكؿ النامية فبا‬
‫اإلقتصادية؛ ك كذا عدـ تو فر اػبربات ك اؼبهارات ك اؼبعارؼ اؼبتعلقة باؼبكائن ك اؼبعدات ك األبنية ك‬
‫اؼبنشأت الصناعية اؼبشيدة يف ىذه الدكؿ‪،‬ك ذلك إلمتناع الدكؿ اؼبتقدمة عادة بتزكيدىا باػبرائط اليت‬
‫توضح اؿسَت اغبسن ؿلعمليات اإلنتاجية ‪ ،‬باإلضافة إُف األخطار الناذبة عن عمليات تصليح ك إستبداؿ‬
‫تدريب ك‬
‫اؼبكائن ك اؼبعدات اؼبتضررة نتيجة لإلحتكار الصناعي لبلد اؼبنشأ‪ ،‬ك عدـ إىتماـ الدكؿ النامية ب‬
‫تأىيل الكوادر يف ىذه اجملاالت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬أىم األخطار التكنولوجية‬

‫ك بعدما إستعرضنا التكنولوجيا ك مفهوـ اػبطر التكنولوجي سنتناكؿ بعضا من ىذه األخطار على سبيل الذكر ال‬
‫اغبصر ك ىذا نظرا لتنوع ك كثرة ىذه األخطار ‪.‬‬

‫‪ ENRIC‬يف‬ ‫‪FERM‬‬ ‫أوال‪/‬الخطر النووي ‪:‬بدأت الصناعة النوكية يف ديسمرب ‪ 1942‬عندما توصلت ؾبموعة‬
‫جامعة شيكاغو إُف سلسلة التفاعل النوكم‪ ،‬ك ىذا النجاح أدل بدكره إُف مزيد من التجارب ك األحباث اليت‬
‫أدت إُف إنتاج القنبلة الذرية ك اؼبفاعالت النوكية‪ .‬حيث ك يف هناية اغبرب العاؼبية الثانية إذبهت أحباث العلماء إُف‬
‫اإلستخداـ النوكم ألغراض سلمية ك البحث عن إمكانيات إستغالؿ اغبرارة اؼبتولدة عن إنشطار النواة يف تشغيل‬
‫ؿبطات توليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬ك كاف لتشجيع الكوقبرس لتطوير الطاقة النوكية ألغراض سلمية أثره الفعاؿ سواء‬
‫ؿبليا أك عاؼبيا فجاء قانوف الطاقة النوكية سنة ‪ ، 1954‬ك أدل إُف زيادة عدد اؼبنشآت النوكية ك إتساع نطاؽ‬
‫اإلستفادة من إستخداـ اؼبواد اؼبشعة ك منتجاهتا يف ؾباالت ـبتلفة سواء زراعة صناعة ؾباالت طبية أك يف األحباث‬
‫العلمية اؼبتنوعة‪ ،‬فبا جعل كلمة طاقة أك منشأة أك مفاعل نوكم كلمة مألوفة لدل األفراد‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ك بالرغم من إنتشار الصناعة النوكية بصورىا اؼبختلفة‪ ،‬إال أف اإلحساس باػبوؼ اؼبصاحب ؽبذه الصناعة مازاؿ‬
‫عميق ك مازاؿ إُف اآلف ُدوبكم عليها بأهنا مصدر قلقل‪ .‬ك ؽبذا فإف األماف اؼبصاحب ؽبذه الصناعة أماف حذر‬
‫يعمل بالرغم من كل ىذه اؼبساكئ ك اؼبخاكؼ اليت تصاحب ىذا النشاط النوكم‪ ،‬كما يعترب اإلنساف ىو سيد‬
‫ىذه التكنولوجيا اؼبعقدة اليت يصعب ذباىلها ؼبا تتسم بو من مواصفات ذبعلها ـبتلفة سباما عن األخطار األخرل‪.‬‬

‫‪ .1‬مسببات أخطار الطاقة النووية ‪ :‬ال هبب التقليل من مسببات ىذا اػبطر ألف النتائج اؼبمكنة يف‬
‫اغبوادث النوكية أكرب بكثَت فبا يبكن تصورىا‪ ،‬كفبا يبكن أف ربدث يف أم صناعة أخرل‪ ،‬كؽبذا فإنو غَت‬
‫مستغرب اإلجراءات األمنية اؼبتبعة حىت تكوف إجراءات التشغيل آمنة ك تنقسم ىذه اؼبسببات إُف‪:1‬‬

‫أ ‪ -‬مسببات خطر تقليدية‪ :‬ك على سبيل اؼبثاؿ إصطداـ الطائرة‪ ،‬الزالزؿ ك الفياضنات‪ ،‬التخريب اؼبتعمد‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مسببات خطر نووية‪ :‬كتنقسم بدكرىا إُف مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬مسببات أخطار المواد النووية و يتضمن جزئين أساسين‪:‬‬

‫‪-‬اإلشعاع‪ :‬يتعرض األشخاص يف حياهتم اليومية إُف اإلشعاع الطبيعي سواء كاف ذلك من األشعة الكونية أك من‬
‫اؼبواد اؼبشعة يف اؽبواء أك الًتاب أك اؼباء‪ ،‬إال أف تأثَت اإلشعاع النوكم بالنسبة لألحياء البشرية أك اغبيوانية أك النباتية‬
‫يبكن أف يكوف معتدؿ أك ضار أك فبيت‪ ،‬كىذا يتوقف على نوع اؼبادة اؼبشعة ك نسبة اإلشعاع اليت يتعرض ؽبا‬
‫اعبسم‪ ،‬كبناء عليو يبكن زبفيض الضرر اإلشعاعي لألشخاص أك اؼبمتلكات ك توفَت اغبماية الفسيولوجية من‬
‫خالؿ حاجز كاقي للمواد اؼبشعة أك من خالؿ زبفيض كقت التعرض ؼبصدر اإلشعاع‪ ،‬ك خطورة اإلشعاع تكمن‬
‫يف عدـ القدرة على رؤيتها أك اإلحساس هبا أك ظباعها أك مشها أك تذكقها‪.‬‬

‫‪-‬التلوث‪ :‬تعترب أخطار التلوث اإلشعاعي أكثر مدل (زمنا ك أثرا) من أخطار اإلشعاع يف حد ذاتو‪ ،‬ك يرجع ذلك‬
‫يعترب اإلستنشاؽ‬ ‫إُف التعامل اؼبباشر مع اؼبادة اؼبلوثة فهي تؤثر تأثَتا خطَتا على األشخاص كاؼبمتلكات‪ ،‬كما‬
‫كتناكؿ األطعمة اؼبلوثة ك تلوث اعبلد من العوامل اعبوىرية اؼبؤثرة على األفراد كما أف التخلص من النفايات النوكية‬
‫كما يًتتب عليها من كوارث ك أضرار للبشرية كاؼبمتلكات‪.‬‬

‫‪ -1‬سناء ؿبمد علي ىالؿ‪ ،‬ؾبمعات تأمُت األخطار النوكية‪ ،‬اجمللة العلمية لإلقتصاد ك التجارة‪،‬مصر‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،2‬ص ‪.65‬‬

‫‪113‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬مسببات أخطار المفاعالت‪ :‬معظم اإلستخدامات العادية بالنسبة للنظائر اؼبشعة يف األدكية ك الصناعات ك‬
‫األحباث‪ ،‬ال تؤدم إُف إحتماؿ التعرض إُف كوارث اليت يبكن أف تكوف مصاحبة للمفاعل النوكم‪ ،‬حيث أف‬
‫ىذه التعرضات اؼبختلفة تكوف مرتبطة مباشرة بكميات اؼبواد اؼبشعة اؼبوجودة يف الوقود‪ .‬ك من اؼبسببات اليت‬
‫يبكن أف تؤدم إُف ربقق أخطار اؼبفاعالت النوكية ك اليت تسبب كوارث ىي‪:‬‬

‫‪ -‬حدكث إرتفاع مفاجئ يف درجة اغبرارة داخل جسم اؼبفاعل‪ ،‬نتيجة حدكث نقص يف كمية العنصر‬
‫اؼبستخدـ للتربيد مثل حادث اؼبفاعل النوكم جبزيرة األمياؿ الثالثة؛‬
‫‪ -‬حدكث إنفجار يف جسم اؼبفاعل كحادثة شرنوبيل‪ 1987‬باإلرباد السوفييت؛‬
‫‪ -‬تسرب بعض اؼبواد اؼبشعة نتيجة عطل مفاجئ باؼبفاعل النوكم؛‬
‫‪ -‬تسرب بعض اؼبواد اؼبشعة نتيجة للقصور يف أبنية األماف؛‬
‫موقع اؼبفاعل بالنسبة للعامل البشرم ك العامل اؼبناخي؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬تسرب جزء من الطاقة اؼبتولدة أثناء إنشطار اؼبادة النوكية لقصور أنظمة الصيانة؛‬
‫‪ -‬حدكث تغَت يف طبيعة اؼبادة النوكية اؼبستخدمة‪.‬‬

‫ك بصفة عامة يبكن القوؿ أف إحتماؿ ربقق أم من األخطار السابقة الذكر يرتبط بشكل أساس بالعامل البشرم‬
‫القائم على إدارة احملطة النوكية ك مدل كفاءتو ك درايتو الفنية‪.‬‬

‫ت ‪ -‬مسببات األخطار البشرية ‪ :‬يعترب العامل البشرم من العوامل اؼبؤثرة ك اعبوىرية إلحتماالت ربقق أم من‬
‫حيث إدارة احملطة النوكية بالكفاءة‬ ‫األخطار السابقة سواء اؼبرتبطة بأخطار اؼبواد أك أخطار اؼبفاعالت‪،‬‬
‫اؼبطلوبة ك اإلستعانة بالكوادر الفنية اؼباىرة اؼبدربة يعترب يف مقدمة ربقيق األماف بالنسبة ألم صناعة نوكية‪.‬‬

‫‪ .2‬أىم الحوادث النووية‪ :‬تعترب الصناعة النوكية من الصناعات اغبديثة‪ ،‬ك تتأثر نسبيا بعوامل عدة منها‬
‫التصميم ك البناء ك التشغيل‪ ،‬كل ىذا يؤثر يف اغبدكد األمنية اؼبطلوبة ؼبثل ىذه الصناعة ك بالرغم من أف معدؿ‬
‫تكرار اغبوادث النوكية قليل إال أف جسامة اػبسارة كشدهتا يف حاؿ ربققها كارثي‪ .‬كمن أىم اغبوادث النوكية ك‬
‫ما ترتب عليها من نتائج بشرية كخسائر مادية نذكر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬كارثة تشرنوبيل‪ :‬تقع ؿبطة تشرنوبيل للطاقة النوكية على بعد ‪ 130‬كم مشاؿ كييف‪ ،‬ك يف ‪ 26‬أ ر‬
‫ؼيل‬
‫‪ 1986‬إنفجر مفاعل تشرنوبوؿ النوكم ك بالتحديد اؼبفاعل الرابع فيو‪ .‬كىو أكرب حادث نوكم يف‬

‫‪114‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ،‬كنتيجة للحادث‬ ‫العاَف‪ ،‬بسبب خلل يف إحدل اؼبولدات التوربينية حينما كاف يتم إجراء ذبربة فيو‬
‫حصل تفتت يف الوقود ك إنفجارات خبارية ك ىدركجينية‪ ،‬ك إرتفعت درجة حرارة اؼبفاعل احملًتؽ إُف عدة‬
‫آالؼ درجة مئوية ‪ ،‬مؤديان إُف إنصهار قلب اؼبفاعل ك إ نطالؽ اإلشعاعات من عناصر الوقود اؼبدمرة‬
‫خالؿ فًتة ‪ 10‬أياـ ‪ ،‬حيث تسرب ‪ 190‬ألف طن من اؼبواد اؼبشعة إُف اؽبواء دبا فيها ‪ 8‬أطناف من‬
‫ؾبموع ‪ 140‬طنا للوقود النوكم اؼبستعمل يف احملطة‪ ،‬كتعرض سكاف تشرنوبيل إُف إشعاع يزيد دبقدار ‪90‬‬
‫مرة عما ىو عليو أثناء سقوط القنبلة النوكية على مدينة ىَتكشيما اليابانية أثناء اغبرب العاؼبية الثانية ‪ ،‬ك‬
‫أدل اغبادث إُف إنطالؽ كميات ضخمة من النويدات اؼبشعة يف الغالؼ اعبول‪َ .‬ف ينحصر أثر انفجار‬
‫مفاعل تشرنوبيل على اؼبنطقة فحسب بل زبطت آثاره اغبدكد اإلقليمية ألككرانيا لتطاؿ دكال كقارات‬
‫البلداف االسكندنافية ك‬ ‫تفصلو عنها آالؼ األمياؿ دبا فيها جنوب صبهورية بيالركس كغرب ركسيا ك‬
‫اؼبملكة اؼبتحدة‪ ،‬فقد عربت اغبدكد إُف بولندا ك جنوب فنلندا السويد ك النركيج‪ ،‬كإُف أؼبانيا‪ ،‬كاليوناف ك‬
‫غَتىا‪ .‬تركز االىتماـ يف بداية األمر على اليود الذم تأكلو األبقار خالؿ رعيها كيظهر يف ألباهنا ‪ ،‬كما‬
‫تدابَت خاصة يف‬ ‫تلوثت اػبضر ك الفواكو اؼبزركعة يف اػبارج فبا أدل إُف التخلص منها‪ .‬كقد ازبذت‬
‫اسكندنافيا ك اؼبملكة اؼبتحدة للحد من نقل اؼبواشي كذحبها ‪ ،‬كما أ كدت الكارثة حبياة ‪ 36‬شخصا ك‬
‫أصابت أكثر من ألفُت يف حينها‪ ،‬فقد أعلنت اٌفكومة السوفياتية (سابقان) أف صبلة الوفيات تراكحت‬
‫(‪-1986‬‬ ‫بُت ‪ 250‬ك ‪ 300‬شخص بعد أربع سنوات من اغبادث‪ .‬كتوضح البيانات الطبية عن الفًتة‬
‫‪ )1990‬يف منطقة اؼبراقبة الدقيقة حوؿ تشرنوبيل إرتفاعان بنسبة ‪ %50‬يف متوسط تكرار اإلصابة بأمراض‬
‫الغدة الدرقية ك األكراـ اػببيثة ك مبو األنسجة (كازداد سرطاف الدـ بنسبة ‪ ،)% 50‬باإلضافة إُف زيادة‬
‫خطَتة يف حاالت اإلجهاض ك كالدة أطفاؿ بتشوىات جيٍت ة كخلصت بعض التقارير إُف أف الغبار‬
‫الذرم اؼبتساقط من تشرنوبيل تسبب يف تلويث ‪ %40‬من سطح أكركبا‪.1‬‬
‫ب ‪ 3-‬مارس عاـ ‪ 1949‬قاـ مصنع "ماياؾ" الواقع يف مقاطعة تشيليابينسك بتسريب اؼبواد اػباـ‬
‫اإلشعاعية النشيطة إُف هنر تيتشا ‪ ،‬فبا تسبب يف تعرض ‪ 124‬ألف شخص يف ‪ 41‬بلدة ك قرية لإلشعاع‬

‫‪ -1‬حوادث اؼبفاعالت النويية‪:‬‬


‫‪http://forum.arabia4serv.com/t50305.html#ixzz319sEbqz9 voir le: 8/05/2014 à 22 :14.‬‬

‫‪115‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫النوكم‪.‬ك قد حصل ‪ 28100‬شخص ساكن على ضفاؼ النهر على جرع إشعاعية خطَتة ك أصيب قسم‬
‫براض سرطانية نتيجة االشعاع‪.1‬‬
‫منهم أـ‬
‫ت ‪-‬يف ‪ 30‬سبتمرب عاـ ‪ 1999‬شهدت الياباف أكرب حادث نوكم يف تارىبها ‪ ،‬حيث بدأ التفاعل النوكم‬
‫إرتكبو عماؿ مصنع توكايبورا اػباص بصنع الوقود النوكم‬ ‫اؼبتسلسل غَت اؼبتحكم فيو بسبب خطأ‬
‫للمحطات الكهرذرية يف إقليم اباراكي الياباين‪ .‬كاستمر التفاعل ؼبدة ‪ 17‬ساعة ‪ ،‬كتعرض ‪ 439‬شخصا‬
‫لإلشعاع كحصل ‪ 119‬منهم على جرعة يزيد مستواىا عما ىو مسموح بو ؼبدة سنة كاحدة‪.‬‬

‫‪ .3‬السياسات العلمية إلدارة األخطار و الخسائر النووية‪ :‬تشكل الصناعة النوكية مشكلة للعاَف الذم‬
‫يبحث عن طرؽ ك كذا كسائل إلنتاج طاقة بديلة‪ ،‬ك يف نفس الوقت مازالت أسرارىا غَت معركفة بالنسبة‬
‫للمتعاملُت هبا‪ ،‬ك ربتاج لوقت طويل حىت تصبح كراءىا تاريخ كاؼ من التجارب الواقعية اليت تساعد على‬
‫قياس حجم اؼبخاطر كليس بالدراسات اإلفًتاضية ك التنبؤات‪ .‬حيث أف السياسات العلمية الالزمة للتحكم ك‬
‫سبويل األخطار اؼبًتتبة على ىذه الصناعة تعترب من ضركريات إنشاءىا‪ ،‬ك ال غريب أف نعرؼ أف موافقة الدكؿ‬
‫على التعامل مع الصناعة النوكية يعتمد على أمرين‪:2‬‬

‫‪ ‬أكؽبا‪ :‬توظيف ىذه الصناعة ألغراض نافعة‪.‬‬


‫‪ ‬ثانيهما‪:‬إمتالؾ الوسائل ك كذا سياسات التحكم يف اػبطر ىذا من جهة‪ ،‬ك ربمل تبعات اػبسارة الناذبة‬
‫عن ربققو من جهة أخرل‪.‬‬

‫كبال شك أف الوصوؿ إُف السياسة العلمية اؼبثلى إلدارة اػبطر النوكم ىي تعترب من اؼبهاـ األساسية لإلدارة‬
‫الناجحة بالنسبة للمنشأة النوكية‪ ،‬شأهنا يف ذلك شأف أم منشأة لتحقيق أىدافها ك يبكن تلخيصها سياسات‬
‫إدارة اػبطر النوكم فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التجنب‪ :‬ك ىو اغبرص على تفادم إستخداـ ىذه الصناعة من األساس‪ ،‬ك بذلك تضمن ضباية تامة من‬
‫تبعات ىذا اػبطر‪ .‬ك يالحظ أف ذبنب ىذا األمر سليب‪ ،‬ك حىت لو مت سيكوف أمر مؤقت ك ما ىو إال‬
‫تأجيل لواقع يفرض نفسو‪.‬‬

‫‪http://arabic.rt.com/info/65506/ voir le: 9/05/2014 à 10 :29.‬‬ ‫‪ -1‬أكرب اغبوادث اإلشعاعية يف العاَف عن طريق الرابط ‪:‬‬
‫‪ -2‬سناء ؿبمد علي ىالؿ‪ ،‬ص ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .2‬اإلحتفاظ بالخسارة ‪ :‬كىي أف ربتفظ اؼبنشأة باػبطر كما يًتتب عليو لنفسها‪ ،‬ك اإلحتفاظ باػبطر ك‬
‫اػبسارة يعترب كسيلة غَت فبكنة كذلك لضآلة اؼببالغ مهما كربت بالنسبة للخسارة اؼبًتتبة عن ربقق خطر‬
‫كاحد من األخطار النوكية‪.‬‬
‫‪ .3‬نقل و تحويل الخطر ‪ :‬كذلك بأف تنقل اؼبنشأة اػبطر لبعض اجملموعات اؼبهتمة ك القادرة على ذلك‪ ،‬ك‬
‫من الواضح أف نقل اػبطر أك ربويلو إُف اؼبؤسسات التأمينية ىو البديل اؼبتاح إلدارة اػبطر النوكم‪ ،‬ك بال‬
‫شك أف كجود تغطية تأمينية أدت إُف تشجيع الصناعة النوكية‪ ،‬حيث قامت بتوفَت إحساس معقوؿ‬
‫باألماف‪.‬‬

‫كنصل فبا سبق إُف أف اػبطر النوكم خطر لو ظباتو اػباصة حيث أف اػبسائر اؼبًتتبة عن ربققو تكوف جسيمة‬
‫األثر لسنوات طويلة رغم ضعف تكرارىا‪ ،‬ك ىذا يتطلب كوادر فنية متخصصة ك قدرة على ذبميع طاقات‬
‫إستعابية كبَتة‪،‬ألف اؼبشكلة األساسية اليت كاجهت صناعة التأمُت ىي كيفية توفَت الغطاء التأميٍت الالزـ ؽبذا‬
‫النوع اعبديدة من األخطار ذات القيم اؼبالية الكبَتة‪ ،‬من ناحية التكلفة الرأظبالية الالزمة لبناء ؿبطة نوكية ك‬
‫كذلك حدكد اؼبسؤليات‪ ،‬مع األخذ بعُت اإلعتبار أف ؾباؿ الطاقة الذرية كاف ك مازاؿ إُف كقتنا ىذا ؾباال‬
‫حديثا يتضمن تكنولوجيا على درجة كبَتة من التعقيد‪ ،‬دبا هبعل مهمة ربديد نوعية ك طبيعة األخطار اليت‬
‫تتعرض ؽبا من اؼبهاـ الصعبة ك إنعكاس ذلك على إمكانية كضع جداكؿ لتسعَت األخطار النوكية اؼبختلفة‪ ،‬ك‬
‫ؽبذه األسباب قبد أنو من الصعب أف تنفرد شركة تأمينية مهما كاف حجمها ك مهما كانت طاقتها بالتأمُت‬
‫على اػبطر النوكم‪ ،‬بل كصل األمر إُف أبعد من ذلك فقاـ اؼبسئولُت يف األسواؽ التأمُت العاؼبية من إستثناء‬
‫ىذا اػبطر ك ما يًتتب عليو من أضرار ك مسؤكليات من كافة كثائقهم التقليدية‪ ،‬كقاموا بدراسات ـبتلفة‬
‫للوصوؿ إُف السياسة اؼبثلى إلدارة اػبطر النوكم‪ ،‬فأصبعت األراء على أف نظاـ اجملمعات يعترب ضركرم بل‬
‫كحتمي بالنسبة لتأمُت األخطار النوكية‪ .‬ك الفلسفة األساسية كراء إستخداـ أسلوب اجملمعات يف‬
‫تأمُت األخطار النوكية‪ ،‬يرجع إُف ؿباكلة اغبد من إحتماؿ الًتاكم الذم قد ينشأ فيما لو مت توفَت اغبماية‬
‫التأمينية يف أسواؽ التأمُت التقليدية‪ ،‬كبالتاِف فإف قاعدة التأمُت على أساس صايف اػبطر اليت تطبقها اجملمعات‬
‫تضمن عدـ حدكث تراكم حيث ربتفظ كل ؾبمعة باغبصة اليت تقبلها يف اػبطر للحساب اػباص‬
‫بأعضائها‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ثانيا‪ /‬خطر التلوث‪:‬حادثة التلوث تعٍت تأمينيا إنبعاث أك صدكر أك خركج أك تسرب أية ملوثات سواء كانت يف‬
‫صورة صلبة أك سائلة أك غازية أك حرارية‪ ،‬أك مواد مثَتة للتهييج أك اغبساسية أك ملوثات بصورة مباشرة من اؼبوقع‬
‫اؼبؤمن عليو‪ ،‬على األرض أك يف اعبو أك أية ؾبارم أك مسطحات مائية‪ ،‬بشرط أف يكوف ىذا اإلنبعاث أك التسرب‬
‫أك اػبركج متسببا يف ضرر بالبيئة ‪ .‬ك يعترب كامل ىذا التسرب سواء كاف مفاجئا أك متدرجا من موقع اؼبؤمن عليو‬
‫حادثة تلوث كاحدة‪ .‬ك يصنف خطر التلوث من الناحية التأمينية ضمن األخطار العامة أم الواسعة اإلنتشار ‪ ،‬ك‬
‫يقصد هبا األخطار اليت يًتتب على ربققها تعرض عدد من الدكؿ أك الدكلة كلها أك إقليم معُت أك عدد كبَت من‬
‫األشخاص ػبسائر جسيمة أك كارثة‪ ،‬أك كما يقوؿ البعض أف أخطار التلوث أخطار مفجعة أك شبو مأساكية‪.1‬‬

‫‪ .1‬درجات التلوث‪:‬للتلوث درجات متفاكتة اػبطورة كتتلخص يف‪:2‬‬


‫أ ‪ -‬التلوث المقبول‪:‬ال تكاد زبلو منطقة ما من مناطق الكرة األرضية من ىذه الدرجة من التلوث‪ ،‬حيث ال‬
‫توجد بيئة خالية سباما من التلوث نظرا لسهولة نقل التلوث بأنواعو اؼبختلفة من مكاف إُف آخر‪ ،‬سواء‬
‫كاف ذلك بواسطة العوامل اؼبناخية أك البشرية‪ .‬كالتلوث اؼبقبوؿ ىو درجة من درجات التلوث اليت ال‬
‫يتأثر هبا توازف النظاـ اإليكولوجي كال يكوف مصحوبا بأم أخطار أك مشاكل بيئية رئيسية‪.‬‬
‫ب ‪-‬التلوث الخطر ‪:‬تعاين كثَت من الدكؿ الصناعية من التلوث اػبطر كالناتج بالدرجة األكُف من النشاط‬
‫الصناعي كزيادة النشاط التعديٍت‪ ،‬كاالعتماد بشكل رئيسي على الفحم كالبًتكؿ كمصدر للطاقة‪ .‬كىذه‬
‫اؼبرحلة تعترب مرحلة متقدمة من مراحل التلوث‪ ،‬حيث أف كمية كنوعية اؼبلوثات تتعدل اغبد اإليكولوجي‬
‫اغبرج كالذم بدأ معو التأثَت السليب على العناصر البيئية الطبيعية كالبشرية‪ .‬كتتطلب ىذه اؼبرحلة إجراءات‬
‫سريعة للحد من التأثَتات السلبية‪ ،‬كيتم ذلك عن طريق معاعبة التلوث الصناعي إبستخداـ كسائل‬
‫تكنولوجية حديثة‪ ،‬كإنشاء كحدات معاعبة كفيلة بتخفيض نسبة اؼبلوثات لتصل إُف اغبد اؼبسموح بو دكليا‬
‫اؿوانُت ك اؿتشريعات ك اؿضرائب على اؼبصانع اليت تساىم يف زيادة نسبة التلوث‪.‬‬
‫أك عن طريق سن ق‬
‫ت ‪-‬التلوث المدمر ‪:‬يبثل التلوث اؼبدمر اؼبرحلة اليت ينهار فيها النظاـ اإليكولوجي كيصبح غَت قادر على‬
‫العطاء نظرا إلختالؼ مستول اإلتزاف بشكل جذرم‪ ،‬كلعل حادثة تشرنوبيل اليت كقعت يف اؼبفاعالت‬
‫النوكية يف االرباد السوفييت خَت مثاؿ للتلوث اؼبدمر‪ ،‬حيث أف النظاـ البيئي اهنار كليا كوبتاج إُف سنوات‬

‫‪ -1‬نبيلة إظباعيل رسالف‪،‬التأمُت ضد أخطار التلوث‪،‬دار اعبامعة اعبديدة‪،‬اإلسكندرية‪،2007،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬قضايا البيئة يف اؼبغرب ك العاَف‪،‬على الرابط‪:‬‬
‫‪https://mostadama.files.wordpress.com voir le11/05/2014 à 15 : 14‬‬

‫‪118‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫طويلة إلعادة اتزانو بواسطة تدخل العنصر البشرم كبتكلفة اقتصادية باىظة‪ .‬كيذكر تقدير جملموعة من‬
‫خرباء البيئة يف االرباد السوفييت بأف منطقة تشرنوبيل كاؼبناطق اجملاكرة ؽبا ربتاج إُف حواِف طبسُت سنة‬
‫إلعادة اتزاهنا البيئي بشكل يسمح بوجود مبط من أمباط اغبياة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التلوث‪ :‬إف تأثَت التلوث يكوف على مستويات عدة ك ىي‪:1‬‬
‫م األرضي الزراعية‪ ،‬كشبة‬ ‫أ ‪ -‬تلوث مياه األنهار ‪:‬يقصد دبياه األهنار ىنا اؼبياه اليت تستخدـ للشرب كر‬
‫مسببات عديدة لتلوث مياه األهنار أنبها ـبلفات الزيت الناذبة من اؼبصانع كمعامل التكرير كـبلفات‬
‫اؼبصانع ك األنشطة البشرية‪ ،‬كمياه اجملارم ك الفضالت اليت تعودت البلديات على إلقائها يف مياه األهنار‬
‫للتخلص منها‪ ،‬فبا يؤدم إُف تركيز أنواع معينة من اؼبعادف الثقيلة اليت قد يكوف ؽبا تأثَت ضار‪.‬‬
‫ب ‪-‬تلوث مياه البحار ( التلوث البحري)‪ :‬يقصد بالتلوث البحرم طبقا لتعريف الوكاالت اؼبتخصصة لألمم‬
‫ة‪ ،‬ينتج عنو‬ ‫اؼبتحدة‪ ،‬قياـ اإلنساف بإدخاؿ مواد أك طاقة يف البيئة البحرية بطريق مباشر أك غَت مباشر‬
‫أضرار للمواد اغبية ك خطورة على الصحة البشرية ك إعاقة لألنشطة البحرية دبا يف ذلك صيد السمك‬
‫كإتالؼ إستخداـ مياه البحر كإنقاص ا عبماؿ الطبيعة ‪ ،‬كمع التقدـ التكنولوجي كالتوسع يف إنتاج‬
‫الناقالت العمالقة يبكن إدراؾ كيف أف ىذا اػبطر تزداد حدتو يوما بعد يوـ‪ ،‬كبالتاِف البد من إزباذ كافة‬
‫الوسائل اؼبمكنة للوقاية منو ‪.‬كشبة مسببات عديدة للتلوث البحرم أنبها التلوث البًتكِف كالتلوث الناتج‬
‫من النفايات الصناعية كالذرية ‪ ،‬كالتلوث الناتج من عمليات إكتشاؼ كإستغالؿ اؼبعادف كمبو الطحالب‬
‫جبانب مصبات اؼبياه ‪ .‬كعلى الرغم من تعدد مسببات ىذا اػبطر إال أف أنبها على اإلطالؽ ىو التلوث‬
‫الناتج عن البًتكؿ كيتحقق خطر التلوث البًتكِف من إنسكابو عند الشحن كتسرب الزيت من صهاريج‬
‫التخزين ك إهنيار أبراج معامل التكرير ك تسرب الزيت نتيجة غبوادث السفن‪.‬‬
‫ت ‪-‬التلوث الجوي ‪ :‬إف خطر التلوث اعبوم يعترب أيضا من أىم األخطار اليت هبب ؾباهبتها كاغبد منها ‪،‬‬
‫نظرا ؼبا يسببو من أضرار للبيئة البشرية كاغبيوانية ك الزراعية ‪ ،‬فبا يؤثر يف معدالت التنمية اإلقتصادية ‪ .‬كشبة‬
‫مسببات عديدة للتلوث اعبوم أنبها‪:‬‬
‫‪ ‬إحًتاؽ اؼبواد البًتكلية حيث ينتج عنها غاز ثاين أكسيد الكربوف ك اإلحًتاؽ الداخلي يف احملركات ‪ ،‬حيث‬
‫قبد أف ذبمعات أكؿ أكسيد الكربوف تظهر عادة يف اؼبدف حيث تكوف حركة اؼبركر كثيفة ‪ ،‬كما أنو ينبعث‬
‫من ؿبطات الطاقة كالغاليات كاألفراف الصناعية لكن بكميات ضئيلة؛‬

‫‪ -1‬فوزية ؿبمد‪،‬تلوث البيئة مسبباتو ك كسائل الوقاية منو‪،‬ؾبلة مصر للتأمُت‪،‬العدد‪،6،1991‬ص‪.46‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬كالتلوث الناتج من العمليات الصناعية اليت يتم هبا ربويل اؼبواد األكلية إُف مواد تستخدـ يف اإلنتاج‬
‫الصناعي‪ ،‬مثل عملية صهر الصلب كعمليات تكرير البًتكؿ كالصناعات الكيماكية ك التلوث اإلشعاعي‬
‫الناتج من اؼبفاعالت ك الوحدات الذرية ‪ ،‬كما ينتج أيضا من ربضَت الوقود النوكم كإنتاج األسلحة النوكية‬
‫كذبربتها كإستخداـ سفن الطاقة النوكية كيؤدم التلوث اإلشعاعي إُف حدكث أمراض سرطانية‪.‬‬
‫ث ‪-‬تلوث التربة ‪ :‬يعترب خطر تلوث الًتبة من األخطار اليت تلعب دكرا كبَتا يف التلوث البيئي ‪ ،‬كذلك إما‬
‫بفقد احملصوالت الزراعية أك نقص احملصوؿ نتيجة لتأثَت ىذا التلوث ‪ ،‬كشبة مسببات عديدة لتلوث الًتبة‬
‫أنبها مشركعات التعدين اليت تؤدم إُف إختالؿ العناصر اؼبكونة لألرض ‪ ،‬كإقامة بعض اؼبش اريع مثل‬
‫مشركع السد العاِف الذم أدل إُف إنقاص خصوبة الًتبة لعدـ كصوؿ الطمى إليها ‪ ،‬كالنباتاب اغبساسة‬
‫اليت تتأثر من تلوث اعبو بالعناصر اؼبلوثة مثل الفلورين كثاين أكسيد الكربوف كاؼبعادف الثقيلة مثل مركبات‬
‫الزئبق كالزرنيج نتيجة إلستخداـ اؼببيدات اغبشرية اليت تًتكب من تلك العناصر ‪ ،‬كتواجد بعض اؼببيدات‬
‫يف الًتبة كمن مث يف احملاصيل كاؼبزركعات ك اليت قد تضر اإلنساف كاغبيواف‪.‬‬
‫ك من الناحية التأمينية فإف تلوث البيئة كما يف غَته من األخطار األخرل وبتل تأمينو مكانا أساسيا ال‬
‫غٌت عنو بالنسبة للمؤسسات‪ ،‬خاصة تلك اليت سبارس نشاطا من شأنو أف وبدث أضرار ضخمة‪ .‬كما أف‬
‫الغرض من تأمينو ىو ضماف حق اؼبضركر يف التعويض أكثر من ضماف دين اؼبسئوؿ‪ ،‬فأماـ الرغبة اؼبلحة‬
‫يف ضماف حق اؼبضركر يف التعويض بسبب الضرر الذم تولد بسبب نشاطو ‪ ،‬ك نظرا ؼبا تتميز بو من‬
‫ضخامة كفداحة الككارث اليت تنتج عنو ك اليت قد تعجز أكرب الشركات على أف تأخذ ىا على عاتقها ‪،‬‬
‫ألف ىذه األخطار قد تكوف يف الكثَت من األحياف غَت معركفة اغبجم مسبقا ك لو بشكل تقرييب ‪ ،‬حيث‬
‫أف شركات التأمُت تعمد دائما عند مواجهة أخطار جديدة كضخمة كخطر التلوث‪ ،‬حبشد طاقاهتا ك‬
‫ذلك يف شكل ذبمع لتأمُت اػبطر كىذا ىو حاؿ تأمُت خطر التلوث‪.‬‬

‫ثالتا‪/‬الحريق‪ :‬اغبريق باؼبعٌت التأميٍت يعرؼ على أنو إشتعاؿ فعلي ظاىر يصحبو ؽبب كحرارة كدخاف ك ينشأ ال‬
‫إراديا ك ينتج عنو خسارة مالية لألصل موضوع اغبريق ‪ ،‬فاغبريق الذم ينشأ دكف إشتعاؿ ال يعترب حريقا باؼبعٌت‬

‫‪120‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫التأميٍت‪ ،1‬كعلى ذلك فإف اإلشتعاؿ أمر ضركرم لتكوين اغبريق‪ .‬ؽبذا هبب أف تتوفر ؾبموعة من الشركط لكي‬
‫نعترب حادث اغبريق حريقا باؼبعٌت التأميٍت ك ىي‪:2‬‬

‫أ ‪-‬كجوه إشتغاؿ فعلي كظاىر يبكن رؤيتو بالعُت اجملرده؛‬


‫ب ‪ -‬أال يكوف الشئ بطبيعتو يف حالة إحًتاؽ لالنتفاع بو ‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف اؿغاز اؼبستخدـ لإلستعماؿ‬
‫اؼبنزِف أك الصناعي‪ ،‬ككذلك الفحم عند إستخدامو كقوة ؿبرؾة أك يف الطهي‪،‬‬
‫ت ‪-‬أف يكوف اغبادث ال إرادم بالنسبة للمؤمن لو كتابعيو‪ ،‬دبعٌت أال يكوف حادث اغبريق حادث متعمد من‬
‫جانب اؼبستأمن أك أحد تابعيو أك من يعلموف ربت إمرتو؛‬
‫ث ‪-‬أف يلحق باألصل موضع اػبطر خسارة مالية‪ ،‬فإذا حدث حريق لألصل اؼبعٍت كَف يًتتب عليو أم تغيَت‬
‫أك خسارة مالية فال يعترب حريق باؼبعٌت التأميٍت‪ ،‬ككذلك اغباؿ عند حدكث حريق دبصنع فخار أك مصنع‬
‫طوب‪ ،‬ك ترتب عنو اغبريق إكتما ؿ صنع األدكات الفخارية اك إكتماؿ صناعة الطوب ك بالتاِف زادت قيم تلك‬
‫األشياء كَف تنقص‪ ،‬كعلى ذلك فإف اغبريق بالنسبة ؽبذه األشياء ال يعترب حريق باؼبعٌت التأميٍت‪.‬‬
‫ك بالرغم من ربديد معٌت اغبريق بالطريقة السابقة إال أنو يوجد يف اغبوادث األخرل ما يؤدم إُف إشعاؿ النار ك‬
‫قياـ اغبريق‪ ،‬مثاؿ ذلك حوادث الصواعق ك الرباكُت‪ ،‬اإلنفجارات‪،‬الثورات ك اغبركب‪ ،‬االضطرابات ك الشغب ك‬
‫ما إُف ذلك من حوادث اؼبستثناة‪ ،‬فقد يشب اغبريق أكال مث يعقبو إنفجار‪ ،‬كيف مثل ىذه اغباالت تصعب التفرقة‬
‫بُت خسائر اغبريق ك خسائر اغبوادث األخرل اليت تتسبب يف اغبريق أك تًتتب عليو‪ ،‬ك ؽبذه األسباب جرل‬
‫العرؼ يف سوؽ التأمُت على ضم كثائق تأمُت اغبريق ك كثائق تأمُت اغبوادث اَفستثنات اؼبسببة أك الناذبة عن‬
‫حوادث اغبريق ضمن ؾبموعة كاحدة متكاملة لتنتج كثيقة تأمُت حريق مركبة‪ ،‬أك كثيقة تغطيات إضافية نظَت دفع‬
‫أقساط إضافية على قسط اغبريق العادم‪.‬‬
‫‪ .1‬أنواع النار‪ :‬يوجد نوعاف من النار ك نبا النار الصديقة ك النار العدكة حيث‪:3‬‬

‫أ ‪ -‬النار الصديقة‪ :‬كىي النار اليت تشعل عمدا كيف حدكد معُت ال تتعدل ذلك اغبيز‪ ،‬كذلك هبدؼ‬
‫اإلستخ د اـ النافع سواء يف اؼبنزؿ أك يف اؼبصنع ‪ ،‬كمن أمثلتها فار الطهي كنار اؼبدفأة كنار السجائر كىذه‬
‫النار كيف اٌفدكد السابقة ال تعترب حريق باؼبعٌت التأميٍت كليست ؿبال للتأمُت ‪.‬‬

‫‪ -1‬عيد أضبد أبو بكر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.202‬‬


‫‪ -2‬ؿبمد توفيق البلقيٍت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.209‬‬
‫‪ -3‬ؿبمد توفيق البلقيٍت‪ ،‬مرجع نفسو ‪،‬ص‪.209‬‬

‫‪121‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ب ‪-‬النار العدكة كىي النار اليت تتولد بصورة غَت عمدية ‪ ،‬أك تشعل عمدا يف حيز ؿبدد كلكن لعوامل أخرل‬
‫تتعدل اغبيز اؼبخصص ؽبا فبا يًتتب على حدكثها خسائر مالية كىذه النار تعترب حريقا باؼبعٌت التأميٍت‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب وقوع حوادث الحريق‪ :‬ىناؾ عدة أسباب تقع كراء كقوع حادث اغبريق ك تتلخص يف ما يلي‪:‬‬

‫أ ‪-‬اإلنباؿ ك الذم يعد أكرب سبب يف كقوع حوادث اغبريق؛‬

‫ب ‪-‬عدـ كجود صيانة للتوصيالت الكهربائية حيث أف كشف األسالؾ ينتج عنها شرارة ك اليت بدكرىا تؤدم‬
‫إُف نشوب اغبريق‪ ،‬باإلضافة إُف عدـ إىتماـ بعض اؼبنشأت بالكابل األرضي الذم ىبفض التحميل كيقلل من‬
‫فرص كقوع حوادث حريق نتيجة لزيادة األضباؿ؛‬

‫ت ‪-‬عدـ كفاية ك مالئمة أجهزة مكافحة اغبريق للمواد اؼبوجودة داخل الوحدات أك اؼبنشأت الصناعية‪،‬‬
‫حيث أف إستخداـ معدات مكافحة اغبرائق الغَت مناسبة للمواد اؼبلتهبة قد يؤدم إُف كارثة‪.‬‬

‫ث ‪ -‬عدـ اإلىتماـ بوضع نظاـ أمن صناعي داخل الوحدات اإلنتاجية‪ ،‬حيث أف عدـ كجود فريق مدرب‬
‫إلطباد اغبرائق قبل إنتشارىا ك كذا عدـ إتباع تعليمات األمن الصناعي قد يؤدم إُف كارثة‪.‬‬

‫‪ .3‬عدـ إتباع األصوؿ الفنية للتخزين ‪ ،‬ك الذم ينتج عنو تفاقم اػبسائر يف حالة كقوع حادث حريق نظرا‬
‫إلرتفاع الرصات للمخزكف كالذم يؤدم إُف سوء التهوية ‪ ،‬فضال لتعرض اؼبخزكف ألم شرارة قد تنتج من‬
‫ماس كهربائي فبا يؤدم إُف نشوب حريق مهوؿ‪.‬مثل ما حدث يف الربازيل حيث نشب حريق يف أكرب‬
‫موانئها ( ‪ 19‬أكتوبر ‪ )2013‬فبا أدل لتدمَت ‪ 180‬ألف طن من السكر اػباـ ‪ ،‬كإغباؽ أضرار بستة‬
‫مستودعات كزيادة األسعار العاؼبية ؼبادة السكر ألعلى مستول يف ضرؼ عاـ‪.‬‬

‫‪ .4‬تصنيف أعمال فرع الحريق‪ :‬يبكن تصنيف أعماؿ قسم اغبريق كما يلي‪: 1‬‬

‫أ ‪-‬من حيث الممتلكات المغطاة‪:‬‬

‫‪ ‬أخطار الحريق البسيطة‪ :‬كتشمل اؼبنازؿ اؼبباين ك احملتويات اؼبدارس ك اعبامعات اؼبستشفيات ك غَتىا‪.‬‬

‫‪ ‬األخطار التجارية و الصناعية‪ :‬ك تشمل العديد من األخطار مثل اؼبخازف التجارية ك الفنادؽ ك‬
‫اؼبنشأت الصناعية‪.‬‬

‫‪ -1‬عادؿ داكد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.209‬‬

‫‪122‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ب ‪-‬من حيث االخطار المشمولة بالتغطية ‪:‬‬

‫‪ ‬االخطار األساسية ‪ :‬أم أخطار اغبريق ك الصاعقة كحاالت اإلنفجار اؼبشمولة يف كثيقة اغبريق العادية‪.‬‬

‫‪ ‬األخطار اإلضافية ‪ :‬اليت سبق ذكرىا أعاله‬

‫ت ‪ -‬من حيث مجال التغطية التأمينية ‪:‬‬

‫‪ ‬االضرار المادية ‪ :‬حيث يكوف ؾباؿ التغطية ىو اػبسارة اؼبالية اليت تلحق باؼبؤمن لو نتيجة حدكث‬
‫اػبسارة أك التلف اؼبادم للممتلكات اؼبغطاة‪.‬‬

‫‪ ‬تعطل األعمال‪ :‬حيث يكوف موضوع التأمُت ىو تغطية اػبسارة اؼبالية نتيجة عدـ إستخداـ اؼبمتلكات‬
‫أثناء فًتة التعطل بعد كقوع األضرار اؼبادية‪.‬‬

‫رابعا‪/‬التأمينات الهندسية‪ :‬نشأت التأمينات اؽبندسية مع بداية ظهور الثورة الصناعية كالتقدـ التكنولوجي الذم‬
‫أدل إُف ظهور اغباجة ؽبذا النوع من التأمينات ‪ ،‬لكي يضمن ألصحاب رؤكس األمواؿ ضباية ؼبشاريعهم أثناء‬
‫مراحل اإلنشاء ككذا ضباية األالت كاؼبعدات أثناء التشغيل من اغبوادث الكربل اليت كانت شائعة يف ذلك الوقت‬
‫مثل إنفجار اػبزانات البخارية‪ ،‬كبالرغم من كجود التفتيش الدكرم الدقيق على اػبزانات البخارية إال أف ذلك َف‬
‫يبنع كقوع اغبوادث‪ ،‬لذلك دعت اغباجة إُف بدأ التفتيش الدكرم بنوع من التأمُت‪ ،‬كنتيجة ؽبذا صدرت أكؿ كثيقة‬
‫ىندسية دبدينة مانشسًت ربت إسم تأمُت إنفجار اػبزانات‪ ،‬كأيضا قد زادت اغباجة إُف التأمينات اؽبندسية بعد‬
‫اغبرب العاؼبية الثانية حيث قامت معظم الدكؿ بإعادة بناء اؼبدف اليت دمرهتا اغبركب على أحدث النظم كإقامة‬
‫اؼبصانع بأحدث الطرؽ‪ ،‬األمر الذم أدل إُف اغباجة إُف التأمُت على األالت كاؼبعدات أثناء تشغيلها ‪ ،‬ك كاف من‬
‫الواضح أف األالت ليست معرضة فقط للحوادث أثناء تشغيلها بل معرضة أيضا للحوادث أثناء أك خالؿ فًتة‬
‫إختباراىا‬ ‫تركيبها يف اؼبصانع كمن الفًتات اغبرجة كاليت تتعرض ؽبا االالت أيضا بعد الًتكيب مباشرة ىي فًتات‬
‫قبل التسليم‪.1‬‬

‫‪ ،‬ك كذا حركة البناء‬ ‫ك هبذه الزيادة اؼبذىلة يف حركة البناء كالتشييد كالتعمَت كإنشاء اؼبصانع اعبديدة اؼبتطورة‬
‫كالتشييد لبناء اؼبساكن كإقامة الفنادؽ الكبَتة كإقامة اؼبصانع العمالقة كإنشاء الطرؽ الكبارل ‪ ،‬قامت شركات‬
‫اؼبقاكالت بشراء معدات ك آالت ثقيلة ذات قيم عالية لتنفيذ ىذه اؼبشاريع اليت أسندت إليهم ‪ ،‬حيث إنتشرت‬

‫‪ -1‬ؿبمد مصطفى إبراىيم‪،‬تأمُت صبيع أخطار اؼبقاكلُت‪ ،‬ؾبلة اغبارس‪ ،‬العدد‪ ،79،1992‬ص‪.5‬‬

‫‪123‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫األالت كاؼبعدات اغبديثة األمر الذم أدل إُف اغباجة لتغطية ىذه األعماؿ الضخمة دبوجب كثائق التأمينات‬
‫اؽبندسية‪.‬‬

‫حيث أ ف التأمينات اؽبندسية تشمل أساسا على ؾبموعة من تأمينات اؼبمتلكات كاؼبسئولية اؼبدنية اليت هتدؼ إُف‬
‫ضباية اؼبشركعات الصناعية من اػبسائر اؼبادية كالناشئة كاليت تصيبها خالؿ فًتة اإلنشاء أك تصيب األالت أثناء‬
‫تركيبها أك ذبريبها أك أثناء تشغيلها‪.1‬‬

‫تصنيف األخطار الكبيرة في المشاريع الهندسية ‪:‬إف أىم أنواع اؼبشاريع اؽبندسية ك اليت تعد أخطارا كبَتة يف‬
‫سوؽ التأمُت كإعادة التأمُت يبكن تصنيفها كما يلي‪:2‬‬

‫أ ‪ -‬المباني العامة‪ :‬كأنبها اؼبباين الصناعية كمباين اػبدمات العامة كاؼبباين السكنية ك الصناعية‪.‬‬

‫ب ‪-‬األبينة الشاىقة واألبراج‪:‬ك ىي االبنية اؼبتكونة من عدة طوابق لتلبية اغباجة لإلذباه العمودم يف البناء‪.‬‬

‫ت ‪-‬الجسور ‪:‬قم اؽبياكل اؼبشيدة لغرض عبور فتحو أك فجوة فوؽ أك ربت الطرؽ اإلعتيادية أك السكك‬
‫اغبديدية أك فوؽ األهنر كغَتىا ‪ .‬لذا فإف بناء اعبسور يتطلب القياـ بأعماؿ األسس كالدعامات ككذلك‬
‫اؽبياكل الفوقية مث األعماؿ النهائية ‪ ،‬كاؼبيزة اؼبهمو يف أعماؿ اعبسور ىو أف العمل فيها يتم داخل اؼبياه فبا‬
‫يستدعي أحيانا قطع ؾبرل النهر أك ربويلو ‪ ،‬كتعترب مرحلة دؽ الركائز من أخطر اؼبراحل يف بدء اعبسور‬
‫كذلك لقوة تيار ماء العمل اؼبسلط على اعبسر ‪.‬كأخَتا فإف أىم األخطار اليت تتعرض ؽبا اعبسور أثناء‬
‫إنشائها ىي‪:‬‬

‫‪ ‬األخطار الناشئة من عملية تثبيت اؼبساند ‪ ،‬حيث يكوف إلختيار اؼبوقع كنوع الًتبة األثر الكبَت يف تعرض‬
‫اؼبساند لألنزالؽ الناشئ عن ربرؾ الًتبة أك ىبوطها‪.‬‬

‫‪ ‬األخطار الناشئة عن تثبيت األسس ك كذا األخطار الناشئة عن تثبيت الدعامات‪.‬‬

‫‪ ‬األضرار اليت قد ربدث نتيجة تعرض موقع العمل إُف اإلهنيار أك الفيضاف أك ربويل اؼباء أك لطبيعة الًتبة‪.‬‬

‫‪ -1‬ؿبمد مصطفى إبراىيم‪،‬نفس اؼبرجع‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-Jean Tuccella, les principes généraux de la RCD et la souscription des grands risques, workshop sur‬‬
‫‪l’assurance décennale au niveau da CCR, 15/05/2014.‬‬

‫‪124‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ث ‪-‬خطوط األنابيب ‪ :‬شهدث السنوات األخَتة مبوا متزايدا يف إستعماالت األنابيب ألغراض متعددة منها‬
‫أنابيب النفط كالغاز كاؼبواد الكيماكية كاؼبياه ‪ ،‬ككذ ا مدىا عرب األهنر كالبحار أك ربت األرض كألغراض‬
‫ـبتلفة لذا تواجو أخطار ـبتلفة لكوهنا سبتد ؼبسافات بعيدة‪.‬‬

‫‪ ،‬ك زبتلف‬ ‫ج ‪-‬السدود‪:‬ك ىي عبارة عن إنشاء ىندسي يقاـ فوؽ كاد أك منخفض هبدؼ حجز اؼبياه‬
‫السدكد بإختالؼ الغرض من إنشاءىا ككذلك اؼبنطقة اعبغرافية كجيولوجية األرض كطبيعة اؼبوقع‪ ،‬كأىم‬
‫أخطار السدكد ىي األخطار الطبيعة الناذبة عن الفياضانات كالسيوؿ كإرتفاع منس كب اؼبياه بشكل‬
‫مفاجئ‪ ،‬كاألمطار اؼبصحوبة باألعاصَت كذلك ىبوط الًتبة‪.‬‬

‫ح ‪ -‬أعمال المطارات‪ :‬يعترب إنشاء اؼبطارات من اَفشاريع اؽبندسية اؼبدنية العمالقة رغم عدـ تكرارىا كالعمل‬
‫فيها يقسم إُف قسمُت نبا‪:‬‬

‫‪ ‬أعمال الجانب األرضي ‪ :‬ك الذم يتضمن بناء األبنية اػباصة كاؼبكاتب كقاعات إنتظار اؼبسافرين ك‬
‫اؿقاعات اٍفاصة باإلدارة كاؼبخازف بأنواعها ‪ ،‬كاألبنية اٍفاصة بتصليح كصيانة الطائرات لذا فإف أخطار‬
‫األعماؿ األرضية ال زبتلف عف أخطار األبنية العامة سابقة الذكر؛‬

‫‪ ‬أعمال الجانب الجوي ‪ :‬كاليت ت‬


‫مشل اؼبنشأت اػباصة دبتطلبات أعماؿ الطَتاف ‪ ،‬مثل اؼبدرجات كاألبراج‬
‫األرضية لتسهيل عملية اؽببوط كاإلقالع كغَتىا من متطلبات الطَتاف ‪.‬كيبتاز العمل يف ىذه اؼبرحلة بضبط‬
‫اؼبواصفات الفنية كمراعاة األسس اؽبندسية السليمة كالشركط اؼبتعلقة بالتصاميم ‪ ،‬أما أخطار ىذه اؼبرحلة‬
‫فهي أخطار األخطاء الفنية كقلة اػبربة كعيوب اؼبواد كأخطار الطبيعة كأخطار العامل البشرم؛‬

‫خ ‪-‬أعمال الموانئ ‪ :‬تشمل أعماؿ اؼبوانئ إنشاء األرصفة كاألعمدة كاعبدراف الواقية كأحواض السفن كاألبراج‬
‫كالطرؽ كاؼبخازف كغَتىا ‪ ،‬ك زبتلف بإختالؼ موقع اإلنشاء ك جيولوجية األرض ك العوامل كالظركؼ‬
‫اؼبناخية‪ ،‬فاعبدراف الواقية تقاـ على طوؿ الساحل غبماية اؼبناطق اؼبنخفظة كالساحل من الت آ كل بفعل‬
‫مياه البحر‪ ،‬كالدعامات اؼبائلة اليت تقاـ كمناطق لرسو السفن ‪ ،‬لذا فإف أخطار أعماؿ اؼبوانئ ىي التضرر‬
‫عند صب الدعامات بفعل قوة الرياح كالعواصف كتالطم األمواج كإرتطاـ السفن هبذه الًتكيبات إضافة‬
‫إُف جيولوجية األرض كقابليتها على التحمل ك كذا أخطار األخطاء الفنية؛‬

‫‪125‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫د ‪-‬الطرق ‪ :‬حيث تنشأ تسهيال غبركة اؼبارة ك كسائط النقل من قطارات كغَتىا‪ ،‬حيث أف للمنطقة اعبغرافية‬
‫أثر يف األخطار احملتمل أف تتعرض ؽبا الطرؽ فقد تقاـ دبحاذات االهنر كالبحار ‪ ،‬لذا فإف خطر الفيضاف‬
‫كالسيوؿ من أىم األخطار اليت تتعرض ؽبا‪ ،‬كخاصة كأهنا تقاـ يف العراء كسبتد ؼبساحات شاسعة كتشتد يف‬
‫تثَت‬
‫رصؼ الطريق ‪ ،‬ك كذلك فإف أ‬ ‫اؼبراحل األكُف من العمل كىي مرحلة تسوية كتعديل األرض ك‬
‫األحواؿ اعبوية كالعواصف كاألعاصَت تؤدم إُف أضرار كبَتة للمعدات كاؼبكائن اؼبستعملة يف تعبيد الطرؽ‬
‫ك يف بعض أجزاء الطريق بسبب طبيعتها ‪ ،‬كقد تستعمل اؼبتفجرات لتعبيد الطرؽ يف اَفناطق اعببلية لذا‬
‫فإف تضرر الشخص الثالث ك فبتلكاتو من األخطار احملتملة الوقوع؛‬

‫ذ ‪-‬محطا ت الطاقة ‪ :‬ىناؾ أربعة أنواع مهمة من ؿبطات الطاقة الكهربائية ‪ ،‬ىي احملطات اغبرارية البخارية‬
‫كاحملطات الكهركمائية كالغازية كؿبطات الطاقة الذرية كذلك ىناؾ نوع أخر ىو ؿبطات الديزؿ‬
‫الكهربائية‪.‬‬

‫‪ ‬الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية ‪ :‬إف الصناعات الكيمياكية كالبًتككيمياكية تعترب من اؼبشاريع الصناعية‬
‫ذات اػبطورة العالية‪ ،‬نظرا ػباصةم موادىا األساسية كالوسيطو كاؼبنتجات النهائية القابلة لإلشتعاؿ كاإلنفجار‬
‫الشديدين (البًتكؿ كالغاز الطبيعي)‪،‬ؾما أف عملية إنتاجها تتم ربت درجات حرارة كضغط عاِفين جدا‪ ،‬فإف‬
‫أم خطر تتعرض لو تلك الصناعات يؤدم هبا إُف خسارة كلية أك كبَتة على أقل إحتماؿ ‪.‬لذا تعمد صناعة‬
‫التأمُت مواكبة أحدث كأخر التطورات التكنولوجية يف ىذه الصناعة ‪ ،‬ؿغرض تقييم أخطارىا ك كضع األسعار‬
‫كالشركط اؼبالئمة ؽبا‪.‬‬

‫باإلضافة ؽبذه التأمينات اؽبندسية ك اليت تغطي األضرار ك اؼبسؤكليات الناشئة خالؿ فًتة إقباز اؼبشاريع‪ ،‬ىناؾ نوع‬
‫‪ ،‬أال ك ىو تأمُت اؼبسؤكلية اؼبدنية‬ ‫أخر من التأمُت اليقل أنبية عنها ك الذم يبدأ ك يبتد بعد إستالـ اؼبشركع‬
‫العشرية ك سنتطرؽ إليها بشكل منفصل فيما يلي‪.‬‬

‫الفرع الثالت‪ :‬تأمين المسؤولية العشرية‬

‫أوال‪/‬تعريف تأمين المسؤولية العشرية ‪ :‬كىو تأمُت اؼبسؤكلية اؼبدنية الذم يغطي مسؤكلية اؼبقاكؿ‪ ،‬كاؼبهندسُت‬
‫اؼبعماريُت كاالستشاريُت من ربقق اؼبسؤكلية اؼبدنية نتيجة قيامهم إبلتزاماهتم التعاقدية دبوجب عقد اؼبقاكلة‪ ،‬كيغطي‬
‫ىذا التأمُت اؼبسؤكلية الناذبة عن اغبوادث اليت ربصل يف موقع العمل أثناء فًتة اإلنشاء‪ ،‬كيبتد غطاء تأمُت‬

‫‪126‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اؼبسؤكلية ليغطي مسؤكلية اؼبؤمن لو (كىم اؼبقاكؿ‪ ،‬اؼبهندس اؼبعمارم‪ ،‬كاؼبهندس االستشارم) اليت قد تنشأ عن‬
‫اهنيار أك تضرر ىياكل البناء ( كىي العناصر اؼبسانبة يف ضماف سالمة البناء كصبات األساس كاألعمدة كاعبدراف‬
‫كالعوارض‪...‬اٍف) أك األعماؿ غَت اؽبيكلية (كىي العناصر اليت ال تكوف حاملة لثقل البناء إال أهنا تشكل جزءا ثابتا‬
‫متكامال يف البناء) بعد تسليمها‪ ،‬إذا ما اتضح أف العيب يف التصميم أك سوء التنفيذ كاف سبب االهنيار‪ ،‬كقد‬
‫تصل مدة التأمُت إُف ‪ 10‬سنوات كمنها جاءت تسمية التأمُت ب ػ تأمُت اؼبسؤكلية العشرية‪ ،‬كقد سبنح ىذه التغطية‬
‫للمالؾ أك قد تطلب من اؼبقاكلُت أثناء تنفيذىم للمشركع‪.1‬‬

‫كلقد جاء يف اؼبواد من القانوف اؼبدين اعبزائرم نص يوضح ذلك إذ تنص اؼبادة ‪ 554‬من القانوف اؼبدين اعبزائرم‬
‫على ما يلي ‪ " :2‬يضمن اؼبهندس اؼبعمارم كاؼبقاكؿ متضامنُت ما وبدث خالؿ عشر سنوات ‪ ،‬من هتدـ كلي أك‬
‫جزئي فيما شيداه من ـباف أك أقاماه من منشآت ثابتة أخرل كلو كاف التهدـ ناشئا عن عيب يف األرض ‪ ،‬كيشمل‬
‫الضماف اؼبنصوص عليو يف الفًتة السابقة ما يوجد يف اؼبباين كاؼبنشآت من عيوب يًتتب عليها هتديد متانة البناء‬
‫كسالمتو‪ .‬كتبدأ مدة السنوات العشر من كقت تسلم العمل هنائيا ‪ ،‬كال تسرم ىذه اؼبادة على ما قد يكوف‬
‫للمقاكؿ من حق الرجوع على اؼبقاكلُت الفرعيُت"‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬أطراف المسؤولية العشرية‪ :‬كنقصد هبا اؼبلتزموف ك اؼبستفيدكف من ىتو اؼبسؤكلية‪:‬‬

‫‪ .1‬الملتزمون بالمسؤولية العشرية‪:‬‬

‫‪ ‬المقاول‪ :‬اؼبقاكؿ ىو كل شخص طبيعي أك معنوم يقوـ دبهمة ربويل اؼبشركع من الورؽ إُف الواقع‪ ،‬كذلك‬
‫باالتفاؽ مع اؼبالك لقاء أجر معُت على القياـ بعمل معُت يتعلق بالبناء أك اإلنشاءات‪ ،‬بإقامتو أك تعديلو أك‬
‫ترميمو أك ىدمو‪.3‬كما يعرؼ بأنو اؼبنوط بو تنفيذ ؿبتول عقد اؼبقاكلة‪ ،‬كذلك كفقا للتصميمات كالنماذج كالرسوـ‬
‫اؼبوضوعة من قبل اؼبهندس اؼبعمارم أك رب العمل‪ ،‬دبا يتضمنو ىذا التنفيذ من إدارة تقتضيها أعمالو ك حراسة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسف فتيحة‪ ،‬التأمُت على تطور اؼبسؤكلية عن األشياء غَت اغبية‪ ،‬ؾبلة الدراسات القانونية‪ ،‬ـبرب القانوف اػباص األساسي‪ ،‬كلية اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪-‬‬
‫تلمساف‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،2004‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -2‬مولود ديداف‪ ،‬القانوف اؼبدين حسب آخر تعديل لو‪ ،‬رقم ‪ ، 05-07‬اؼبؤرخ يف ‪ 13‬مام ‪ ، 2007‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬اؼبسؤكلية اؼبعمارية‪ ،‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬مصر‪،2006 ،‬ص‪.89‬‬

‫‪127‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اؼبواد كاألدكات اؼبسلمة لو للقياـ هبذا التنفيذ‪ ،‬كمن تنبيو ك إرشاد لرب العمل أك اؼبهندس اؼبعمارم إُف األخطار‬
‫اليت يكتشفها‪.1‬‬

‫كيكوف اؼبقاكؿ مسؤكال عن أم خلل يقع بسبب نشاطو ك ىبلف أضرار للغَت ك ىذا ؼبدة ‪ 10‬سنوات إبتداء من‬
‫تاريخ التسليم كيكوف مسئوال قانونا لدفع اؿتعويض نتيجة لػ‪ :‬إصابة جسدية عرضية أك إصابة مرضية عرضية‬
‫يتعرض ؽبا طرؼ ثالث أك ٍفسارة عرضية أك ضرر عرضي ألمواؿ تعود إُف أطراؼ ثالثة‪ .‬بشرط أف تكوف أثناء فًتة‬
‫التأمُت‪.‬ك يتمثل دكر اؼبقاكؿ يف‪:‬‬

‫أ ‪-‬إنجاز العمل المعهود بو إليو بموجب عقد المقاولة‪ :‬كىو االلتزاـ الرئيسي الذم يًتتب يف ذمة اؼبقاكؿ ك‬
‫الذم ينطوم على كاجبات‪ ،‬منها بذؿ العناية الكافية يف اإلقباز ك كذا إقباز العمل بالطريقة اؼبتفق عليها يف عقد‬
‫اؼبقاكلة‪ ،‬توفَت الشركط ك األدكات الالزمة إلسباـ اؼبشركع‪.2‬‬
‫ب ‪-‬تسليم العمل بعد اإلنجاز‪ :‬كيعرؼ بأنو كضع العمل ربت تصرؼ رب العمل‪ ،‬حبيث يتمكن ىذا األخَت‬
‫من االنتفاع منو أك القدرة على ذلك‪.‬ك يتوجب على اؼبقاكؿ تسليم العمل يف اآلجاؿ اؼبتفق عليها ك إال سيتعرض‬
‫إُف عقوبات التأخَت‪.‬‬
‫ت ‪-‬ضمان العمل بعد التسليم‪ :‬ك يشمل الضماف كل من الضماف السنوم ك الضماف العشرم‪ ،‬ككل منها‬
‫يقع على عاتق اؼبقاكؿ كيعترب من مهامو‪ ،‬كاؼبقاكؿ قد يعمل ربت إشراؼ اؼبهندس اؼبعمارم أك ربت إشراؼ رب‬
‫العمل ‪،‬كبذلك فإف اؼبقاكؿ بصفة عامة ال يكوف مسئوال إال عن عيوب التنفيذ دكف عيوب التصميم‪ ،‬أما إذا كاف‬
‫اؼبقاكؿ ىو من كضع التصميم فإنو يكوف اؼبسئوؿ الوحيد عن األضرار سواء بسبب التصميم أك التنفيذ‪.3‬‬
‫‪ ‬المراقب الفني ‪ :‬اؼبراقب الفٍت كل شخص طبيعي أو اعتبارم‪ ،‬يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة الفنية يتوُف‬
‫دبقتضى عقد اؼبقاكلة اؼبربـ مع مالك البناء (رب العمل )‪ ،‬إجراء الفحص يف اؼبسائل ذات الطابع الفٍت يف عملية‬
‫البناء أك التشييد اليت يفضل مالك البناء تكليفو بفحصها ‪ ،4‬كعلى الرغم من أف مكاتب الرقابة الفنية ال تدخل يف‬
‫آلية كعملية البناء فعليان‪ ،‬إالّ إهنا تتوُف فحص ما يطلب منها فنيان كغالبان ما يكوف ىذا اؼبطلب من اؼبؤمن‪ ،‬إذ أف‬
‫مهنة الرقابة الفنية باألساس زبدـ مصلحة اؼبؤمن‪ ،‬إذ تزكده بتقارير تتضمن معلومات فنية عن البناء اؼبراد تغطيتو‬

‫‪ -1‬عبد الرزاؽ حسُت يس‪ ،‬اؼبسؤكلية اػباصة باؼبهندس اؼبعمارم ك مقاكؿ البناء‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص ‪.421‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاؽ السنهورم‪،‬الوسيط يف شرح القانوف اؼبدين‪،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬ج‪ ، 7‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1994 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ - 3‬ؿبمد حسُت منصور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Philippe Malinvaud, Architectes et techniciens, R.D.I 21 (1)Janv /Mars 1999 .Dalloz.p.100‬‬

‫‪128‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫تأمينيان‪ ،‬كىذه التقارير غالبان ما توضح طبيعة الًتبة كنوعيتها كمدل قابليتها لتحمل اؼببٌت اؼبزمع إقامتو‪ ،‬كفيما إذا‬
‫كانت قد أثبتت السبل الفنية كاالحتياطيات الواجبة عن حفر األساسات مع األخذ بعُت االعتبار منسوب اؼبياه‬
‫مثالن ‪ ..‬اٍف‪ .‬ك يالحظ أف اؼبراقب الفٍت ال ىبضع للضماف العشرم على خالؼ اؼبهندس اؼبعمارم كاؼبقاكؿ إال إذا‬
‫ارتبط مع رب العمل بعقد مقاكلة أصلي‪ .‬أم يشًتط أف يكوف اؼبراقب التقٍت قد تدخل بناءا على طلب صاحب‬
‫اؼبشركع كليس بناءا على طلب اؼبعمارم القائم على إقباز كتنفيذ اؼبشركع ‪ ،‬فإذا أعطى تقريرا إهبابيا ككقع الضرر‬
‫فإف قرينة اؼبسؤكلية تقوـ ضده‪ ،‬كلكن إذا كضع تقريرا سلبيا أك أبدل ربفظات خبصوص اإلقباز كالبناء كَف يأخذ‬
‫برأيو كأدل ذلك إُف كقوع الضرر فإف اؼبسؤكلية تنتفي على عاتق اؼبراقب‪.1‬‬
‫‪ ‬المهندس المعماري‪ :‬يعرؼ اؼبهندس اؼبعمارم بأنو الشخص اؼبتميز بقدرتو على التخطيط كالتصميم اؼبعمارم‬
‫كالتطبيق اإلبتكارم كالتنفيذ ‪ ،‬كلو إؼباـ تاـ بفن البناء حسب ظركؼ البيئة كمقتضياهتا كيساىم يف التعمَت كالتشييد‬
‫يف نطاؽ التخطيط العاـ‪ ،‬كيتمتع باغبماية القانونية اليت تتطلبها مهنتو‪ ،‬كيشًتط أف يكوف حائزا على شهادة يف‬
‫اؽبندسة اؼبعمارية أك ما يعادؽبا من اؼبؤىالت اؽبندسية األخرل اؼبعًتؼ هبا قانونا‪ .2‬ك يتمثل دكرقيف‪:‬‬
‫أ ‪-‬أثناء عملية اإلعداد‪ :‬على اؼبهندس اؼبعمارم أثناء عملية اإلعداد أف يعد مشركع البناء(كضع التصميم) الذم‬
‫يعترب جوىر ك أساس مهمتو‪ ،‬كما يتسع إلتزامو ؼبساعدة صاحب اؼبشركع يف إجراءات اغبصوؿ على رخصة‬
‫البناء‪ ،‬كيف إختيار اؼبقاكؿ األجدر لتنفيذ تلك التصاميم‪ ،‬ككذا يف اختيار مواد البناء‪.‬‬
‫ب ‪-‬أثناء عملية اإلنجاز‪:‬تتمثل مهمة اؼبهندس اؼبعمارم أثناء عملية إقباز اؼبشركع يف متابعة األشغاؿ كمراقبتها‪،‬‬
‫إذ يعترب ىو الضامن لتطابق اإلقباز مع الدراسة اليت صممها فيعمل على احًتاـ كل االلتزامات القانونية‬
‫كاؼبهنية كاألصوؿ الفنية كالتقنية اليت تفرضها عليو القوانُت اؼبنظمة ؼبهنتو‪ .‬كبإمكاف صاحب اؼبشركع أف يكلف‬
‫اؼبهندس اؼبعمارم الذم قاـ بإقباز مشركع البناء باإلشراؼ على تنفيذه‪ ،‬كما يبكنو أف يلجأ إُف مهندس‬
‫معمارم آخر غَت الذم قاـ بإقباز التصاميم‪ ،‬فهو حر يف ذلك‪.3‬‬
‫ت ‪-‬أثناء تسليم البناية‪ :‬كااللتزاـ الرئيسي للمهندس اؼبعمارم خالؿ ىذه اؼبرحلة ىو اإلدالء بالتحفظات الواجب‬
‫اإلشارة إليها‪ ،‬كاليت تتعلق خاصة بعيوب يف العمل كعدـ اإلتقاف ككل نقص آخر مالحظ‪ .‬كعليو أف يعلم‬
‫صاحب اؼبشركع بأنبية اإلدالء هبا‪ ،‬فيكوف يف عوف رب العمل من خالؿ ما يقدمو لو من نصائح كإرشادات‪.‬‬

‫‪ -1‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 91‬‬


‫‪ -2‬قرة فتيحة‪ ،‬أحكاـ عقد اؼبقاكلة‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1992 ،‬ص‪.150‬‬
‫‪ - 3‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪129‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .2‬المستفيدون من الضمان العشري‪:‬يستفيد من ىذا الضماف كل من‬


‫‪ ‬رب العمل (صاحب المشروع) ‪ :‬كيقصد برب العمل على أنو "ذلك الشخص الطبيعي أك اؼبعنوم‪ ،‬العاـ أك‬
‫اػباص الذم يتم إقباز البناء أك اؼبنشاة الثابتة غبسابو "‪.1‬ك تقررت اؼبسؤكلية العشرية ؼبصلحة رب العمل‪ ،‬ألنو‬
‫اؼبتعاقد مع اؼبقاكؿ كاؼبهندس من جهة كرب العمل من جهة أخرل ‪ ،‬كبذلك يكوف ىو اؼبتضرر بالدرجة األكُف‬
‫لذلك يعترب رب العمل ىو اؼبستفيد األساسي من ىذه اؼبسؤكلية‪.‬‬
‫‪ ‬الخلف العام‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 108‬من القانوف اؼبدين اعبزائرم على أنو‪“:‬ينصرؼ العقد إُف اؼبتعاقدين كاػبلف‬
‫العاـ ما َف يتبُت من طبيعة التعامل أك نص القانوف أف ىذا األثر ال ينصرؼ إُف اػبلف العاـ كل ذلك مع مراعاة‬
‫القواعد اؼبتعلقة باؼبَتاث"‪.‬‬
‫‪ ‬الخلف الخاص‪ :‬طبقا للمادة ‪ 178‬من األمر ‪" 07/95‬يبكن للخلف اػباص لصاحب اؼبشركع كمشًتم‬
‫البناء كاؼبوىوب لو‪ ،‬كاؼبوصي لو بو‪ ،‬أف يتمسكوا باغبق يف ىذا الضماف باعتبارىم اؼبالؾ اؼبتتاليُت ؽبذا البناء خالؿ‬
‫مدة الضماف‪.‬‬
‫ك يرجع أساس انتقاؿ اغبق يف الضماف العشرم من البائع إُف اؼبشًتم إُف أنو يرتبط باؼبلكية‪ ،‬فإذا باع صاحب‬
‫اؼبشركع البناء‪ ،‬فإف صفتو كمالك تزكؿ كبالتاِف ينتقل حق رفع دعول الضماف العشرم للمشًتم باعتباره من‬
‫ملحقات العقار اليت تتبعو‪.‬‬

‫‪ .3‬نطاق المسؤولية العشرية للمقاول والمهندس المعماري ‪ :‬إف ضماف اؼبسؤكلية العشرية يبدأ سرياهنا من‬
‫تاريخ التسليم النهائي للمشركع ؽبذا هبب ربديد مسؤكلية كل طرؼ ضمن ىذه اؼبسؤكلية‪.‬‬

‫‪ ‬نطاق مسؤولية المهندس المعماري‪:‬ترتبط مسؤكليتو يف ما يلي‪:‬‬


‫أ ‪-‬إذا اقتصر دكره على تصميم البناء كاإلشراؼ عليو دكف أف يكلف بالرقابة على التنفيذ ‪َ ،‬ف يكن مسئوال إال‬
‫على العيوب اليت أتت من التصميم؛‬
‫ب ‪-‬يعترب اؼبهندس مسئوال عن العيب يف األرض‪ ،‬طاؼبا كاف من اؼبمكن كشفو كفقا لقواعد الفن اؼبعمارم‪ ،‬أما إذا‬
‫استحاؿ كشفو كفقا ؽبذه القواعد فإف ذلك يكوف يف حكم القوة القاىرة كال يكوف مسئوال‪2‬؛‬
‫ت ‪-‬إذا كانت أعمالو ال تستدعي فحص األرض‪ ،‬فإنو ال يكوف مسئوال عن عيب يف األرض؛‬

‫‪ 42‬رقم ‪ ،02‬لسنة ‪،2000‬‬ ‫‪ -1‬عياشي شعباف‪ ،‬أشخاص الضماف العشرم يف القانوف اعبزائرم‪ ،‬اجمللة اعبزائرية للعلوـ القانونية كاالقتصادية كالسياسية ‪ ،‬اعبزء‬
‫ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪130‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ث ‪-‬من كاجباتو كذلك مالحظة أحكاـ القوانُت اؼبتعلقة باعبوار كقيود البناء كحقوؽ االرتفاؽ اؼبفركضة قانونا‪ ،‬أك‬
‫الناشئة باالتفاؽ؛‬
‫ج ‪-‬يسأؿ عن األخطاء اليت تقع بسبب اؼبقاكؿ أثناء التنفيذ إذا كاف مكلفا باإلشراؼ على ىذا التنفيذ حىت‬
‫يتأكد من سبامو كدقتو‪.1‬‬
‫‪ ‬نطاق مسؤولية المقاول‪:‬ك تنحصر مسؤكليتو يف‪:2‬‬
‫أ ‪ -‬إذا عمل اؼبقاكؿ بإشراؼ مهندس معمارم أك بإشراؼ رب العمل كقد جعل نفسو مكاف اؼبهندس اؼبعمارم‪،‬‬
‫فال يكوف اؼبقاكؿ مسئوال إال عن العيوب اليت تقع يف التنفيذ دكف العيوب اليت تأيت من الغلط أك عدـ التبصر‬
‫يف كضع التصميم‪.‬‬
‫ب ‪-‬إذا كاف اؼبقاكؿ ىو الذم كضع التصميم‪ ،‬فإنو يكوف مسئوال عن عيوبو كعن عيوب التنفيذ‪.‬‬
‫ت ‪-‬تثبت مسؤكليتو حىت لو تدخل اؼبالك يف العمل كَف ينفذ اؼبقاكؿ إال ما أمره بو اؼبالك‪،‬ألنو ال يعترب تابعا‬
‫للمالك يف عملو‪.‬‬
‫ث ‪-‬يدفع اؼبقاكؿ اؼبسؤكلية بإثبات أف األضرار نتجت عن سبب أجنيب ال يد لو فيو‪ ،‬كالقوة القاىرة أك خطأ الغَت‬
‫أك ػبطأ رب العمل نفسو‪.‬‬
‫‪ ‬الخطأ المشترك بين المقاول والمهندس المعماري‪ :‬يف ىذه اغبالة يراعي القاضي نسبة خطأ كل من‬
‫اؼبهندس اؼبعمارم ك اؼبقاكؿ عند تقسيمو للمسؤكلية فيما بينهما ‪ ،‬فإذا كاف ىناؾ خطأ يف التنفيذ أك يف اؼبواد‬
‫اؼبستعملة ك كاف اؼبهندس مشرفا على التنفيذ‪ ،‬فال شك يف ربمل اؼبهندس نسبة من اػبطأ‪ ،‬إال أف خطأ‬
‫اؼبقاكؿ يكوف عادة أكثر جسامة‪ .‬أما إذا كاف العيب يف التصميم أك يف األرض ك كاف من اؼبمكن ؼبقاكؿ‬
‫عادم تبينو فإف اؼبقاكؿ يتحمل نسبة من اػبطأ لقيامو بالتنفيذ دكف االنتباه لوجود العيب‪ ،‬كلكن خطأ‬
‫اؼبهندس يكوف أكثر جسامة‪ ،‬كتتأكد مسؤكلية اؼبقاكؿ عن عيوب التصميم يف حالة تبينو لو أك ربملو‬
‫ؼبسؤكليتو‪.3‬‬
‫ثالثا‪ /‬عقد التأمين على المسؤولية العشرية‪:‬‬

‫‪ .1‬األطراف الملزمة بإبرام عقد تأمين المسؤولية العشرية ‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 178‬من القانوف ‪ 07/95‬اؼبعدؿ‬
‫كاؼبتمم بالقانوف ‪ 04/06‬على أنو‪" :‬هبب على اؼبهندسُت اؼبعماريُت كاؼبقاكلُت ككذا اؼبراقبُت كالتقنيُت إؾتتاب عقد‬

‫‪ -1‬ؿبمد لبيب شنب‪ ،‬شرح أحكاـ عقد اؼبقاكلة يف ضوء الفقو كالقضاء‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪ ، 2،،2004‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -2‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -3‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫‪131‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫لتأمُت مسؤكليتهم العشرية اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 554‬من القانوف اؼبدين على أف يبدأ سرياف ىذا العقد من‬
‫االستالـ النهائي للمشركع"‪ .‬ك ما يبيز ىذا العقد‪:‬‬

‫‪ ‬يتوُف إبراـ ىذا النوع من العقود اؼبقاكؿ يف أغلب األحياف كما يبكن أف يتم إبرامو من قبل اؼبهندس اؼبعمارم‪،‬‬
‫باعتباره مسؤكال بالتضامن مع اؼبقاكؿ عن األضرار اليت تصيب البناء أك اؼبنشأة‪ ،‬كما قد يتوُف إبرامو صاحب‬
‫اؼبشركع‪ .‬مع اغبرص أف يكوف ذلك يف اآلجاؿ القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬مسبيز ىذا النوع من العقود بإمكانية اكتتابو غبساب الغَت لذلك فإف صاحب اؼبشركع اؼبفوض بإمكانو إبراـ‬
‫عقد التأمُت غبساب صاحب اؼبشركع األصلي‪.‬‬

‫‪ .2‬المستثنون من إلزامية التأمين على المسؤولية العشرية ‪ :‬كضح اؼبشرع اعبزائرم اجملاؿ الذم ال تسرم فيو‬
‫‪ 182‬من األمر ‪ 07/95‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم بالقانوف‬ ‫إلزامية التأمُت على اؼبسؤكلية العشرية ك ذلك يف نص اؼبادة‬
‫‪ 04/06‬اؼبؤرخ يف ‪ 2006/02/20‬اؼبتعلق بالتأمينات كالتاِف‪:‬‬

‫‪ ‬الدكلة ك اعبماعات احمللية ك اؼبؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية ك اؼبنشآت العمومية عندما تبٍت‬
‫لفائدهتا دكف اللجوء إُف متدخلُت‪.‬‬
‫مسكن خاصة لالستعماؿ العائلي‪.‬‬
‫‪ ‬األشخاص الطبيعيُت الذم يقوـ ببناء ا‬
‫‪ 49/96‬اؼبؤرخ يف‬ ‫‪ 2‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم‬ ‫‪ ‬أما اؼبباين اؼبعفاة من إلزامية التأمُت فقد عددهتا اؼبادة‬
‫‪ 1996/01/17‬كما يلي‪ :‬اعبسور‪ ،‬األنفاؽ‪ ،‬السدكد‪ ،‬القنوات‪ ،‬الطرؽ ك الطرؽ السريعة‪ ،‬اغبواجز اؼبائية‪،‬‬
‫اؼبكاسر‪ ،‬اؼبوانئ ك اؼبرافئ‪ ،‬السكك‪ ،‬قنوات نقل اؼبياه‪ ،‬اػبطوط اغبديدية‪ ،‬مدرجات ىبوط الطائرات‪...‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلطار العام لتأمين األخطار التكنولوجية‪:‬‬

‫ككما سبق ذكره عن األخطار الطبيعية فإف األخطار التكنولوجية تتقاطع معها يف نفس اإلطار ك لكن أردنا أف‬
‫نشَت لو ىنا بإختصار‪:1‬‬

‫أوال‪/‬األخطار التكنولوجية وتجميع المخاطر ‪:‬تفًتض عملية التأمُت ذبميع عدد كبَت من اؼبخاطر يقوـ اؼبؤمن‬
‫بإجراء اؼبقاصة بينها كفقا لقوانُت اإلحصاء ‪ ،‬كنظرة على طبيعة األخطار التكنولوجية متبُت أف ىذا األساس الفٍت‬
‫يصعب أف يتوافر فيها ‪ ،‬فهذا النوع من األخطار اليزاؿ يف الواقع قليل العدد إذا ما قورف باألخطار التقليدية‪ ،‬أك‬

‫‪ -1‬ؿبمد شكرم سركر‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.61‬‬

‫‪132‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫بعبارة أكثر دقة اليكوف اؼبتاح منو للتغطية التأمينية بالعدد الذم يشكل التجمع الكايف منظورا ؽبذا األخَت دبقياس‬
‫األخطار التقليدية‪،‬ك مرجع ذلك إما لًتدد اؼبؤمنُت أنفسهم يف قبوؿ ىذه األخطار عادة أك إلحجاـ اؼبستأمن عن‬
‫عرضها للتغطية إزاء اإلرتفاع البالغ يف أسعار التغطية اؼبطلوبة لذلك‪ ،‬كحىت لو إفًتضنا جدال كفرة اؼبتاح من ىذه‬
‫األخطار يف السوؽ التأمينية ‪ ،‬فإف ما تتميز بو من ضخامة اغبجم كفداحة الكارثة تعجز أكرب الشركات قوة أف‬
‫تأخذ على عاتقها عددا كبَتا منها‪ ،‬أكثر من ذلك فإف ىذه األخطار قد تكوف يف الكثَت من األحياف غَت معركفة‬
‫اغبجم مسبقا كال بشكل تقرييب‪ ،‬فتعجز الشركات من مث عُف إجراء اجملانسة بُت ما تستطيع صبعو منها ‪ ،‬حيث أف‬
‫التجانس بُت األخطار اجملموعة شرط فٍت ضركرم لعملية ذبميع اؼبخاطر ‪ ،‬كقد يتصور أخَتا أف تلجأ الشركة إُف‬
‫كضع حد أقصى لضماهنا كأسلوب فٍت لإلجراء التجانس اؼبطلوب بُت األخطار التكنولوجية اليت تقبلها ‪ .‬بيد أف‬
‫‪ ،‬ما داـ دبقتضاه لن‬ ‫ىذا األسلوب ىو بوضوح أبعد األساليب ربقيقا لرغبة العميل يف ىذا النوع من األخطار‬
‫يكوف مغطى تأمينيا بالقدر الزائد عن اغبد األقصى من اػبطر الذم يهدد اؼبشركع‪ ،‬حيث أف ىذا القدر ىو ما ال‬
‫أف‬ ‫يبكن أف يتحملو اؼبشركع بنفسو‪ ،‬فيما ستكوف على العكس مغطاة من اػبطر أجزاء كاف بوسع اؼبشركع‬
‫يأخذىا على عاتقو بإتباع إدارة أخطار مالئمة ‪ .‬ىبلص من ذلك إذف أنو ليس من اؼبتصور أف يتوافر ذبميع طبيعي‬
‫يف ؾباؿ األخطار التكنولوجية‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬األخطار التكنولوجية و تواتر الخطر و حساب اإلحتماالت‪ :‬كذلك ال يبكن فنيا تغطية خطر إال إذا كاف‬
‫إبمكاف اؼبؤمن أف وبسب مقدما إحتماالت كقوعو ‪ ،‬أم فرص ربققو كىو أمر أصبح فبكنا يف الوقت اغباضر عن‬
‫طريق علم أك قوانُت اإلحصاء ‪ ،‬لكن ىذا األخَت ال يبكن أف معطي نتائج دقيقة إال إذا كاف يشمل عدد كبَتا من‬
‫اؼبخاطر متواترة اغبدكث أم قابلة للتحقيق بدرجة كافية إل عمالو خالؿ فًتة زمنية معينة ‪ ،‬كىو شرط ال يتوافر بدكره‬
‫يف األخطار التكنولوجية‪ ،‬فهذا النوع من األخطار إذا َف يكن يف ذاتق جديدا باؼبعٌت الدقيق للفظ إال أنو يتعلق‬
‫دبنتوجات جديدة ‪ ،‬أك بوسائل صناعية جديدة ‪ ،‬منتجات أك كسائل يبكن تباع ؽبذه اعبدة أف تولد مسؤكليات ال‬
‫يبكن مسبقا معرفة درجة التواتر يف أعماؽبا كال متوسط حجم التعويضات فيها كال من مث السعر اؼبناسب لتأمينها ‪.‬‬
‫من كل ما تقدـ إذف فإف تأمُت األخطار التكنولوجية يواجو من الناحية الفنية مصاعب ىامة ‪ ،‬كأنو حىت بإفًتاض‬
‫أنو قد توافرت لدل اؼبؤمنُت بعض اؼبعطيات حوؿ تو اتر الكوارث التكنولوجية كمتوسط حجمها فإف الض آلة‬
‫الشديدة للعدد اجملموع من ىذه األخطار سوؼ سبنع من إجراء مقاصة كافية بينها كالقسط الصايف يصعب جدا‬
‫على الصناعيُت أف يتحملوه‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ك ؼبا كانت األخطار التكنولوجية على النحو الذم بيناه تتميز بضخامة حجمها‪ ،‬ضخامة تتجاكز ك بكثَت قدرة‬
‫اؼبشركعات الصناعية على تأمُت نفسها بنفسها‪ ،‬كما تتجاكز أيضا إمكانية اؼبعاعبة الغَت تأمينية اليت تقدمها‬
‫أساليب إدارة األخطار‪ ،‬فإف التأمُت يبدك إذف ضركرة ال غٌت عنها ؽبذه اؼبشركعات اليت ترغب يف اإلحتياط من‬
‫ىذا النوع من اؼبخاطر‪.‬ك مع ذلك فإف شركات التأمُت الترغب دائما بل كىي حىت ال تستطيع أف تضمن ىذه‬
‫األخطار ك ذلك ؼبأساكيتها حيث أف اؼبؤمن هبب أف يلتزـ أقصى درجات اغبذر إزاء تغطيتها ىذا من جهة كمن‬
‫جهة أخرل قدرة أسواؽ التأمُت ككذا أسواؽ اإلعادة‪ ،‬ؽبذا فإف أنظمة الضماف التأميٍت التقليدية اؼبطركحة يف‬
‫السوؽ‪ ،‬ال تكوف كافية لتلبية رغبات الصانعُت ؽبذا فإف مواجهة ىذا النوع من األخطار تعرؼ يف الدكؿ اؼبتقدمة‬
‫طرقا ك أنظمة أخرل للتغطية التأمينية تتالئم كذاتية اػبطر اؼبعٍت ك أشهرىا على اإلطالؽ نظاـ اجملمعات ك الذم‬
‫يعد دائما اغبل االمثل لضماف تغطية ىذا النوع من األخطار ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجمعات األخطار التكنولوجية في بعض دول العالم‬

‫سنحاكؿ من خالؿ ىذا اؼبطلب تقدًن مباذج عن ؾبمعات إلعادة تأمُت األخطار التكنولوجية ‪ ،‬حيث إرتأينا أف‬
‫نعرض اجملمعة اؼبصرية لتأمُت اؼبنشأت النوكية ك كذا اؼبجمعة الفرنسية إلعاد ة التأمُت األخطار النوكية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المجمعة المصرية لتأمين األخطار النووية‬

‫قبل أف نتطرؽ للمجمعة اؼبصرية لتأمُت األخطار النوكية‪ ،‬ال بأس أف نلقي نظرة على تأمُت ىذا اػبطر يف العاَف ك‬
‫كذا األغطية التأمينية اليت تقدمها اجملمعات لتغطية ىذا اػبطر‪ ،‬حيث ك يف العموـ تغطي ىذه اجملمعات اػبطر‬
‫النوكم بنفس الطريقة‪.‬‬

‫حيث شهدت السنوات اؼباضية تطورا كبَتا يف تكنولوجيا إستخداـ الطاقة النوكية لتوليد الكهرباء خصوصا يف‬
‫أعقاب حرب‪ ،1972‬حيث كضعت كثَت من الدكؿ خصوصا يف أكربا الغربية ك أمريكا ُدخططا طموحة لبناء اؼبزيد‬
‫من احملطات النوكية لتوليد الكهرباء‪ ،‬ىذا ما أدل إُف تكوين ؾبمعات لتأمُت ىذه األخطار‪ ،‬معظمها يف أكربا‬
‫كأمريكا كىذه األخَتة تأيت يف اؼبرتبة األكُف من حيث حجم األقساط التأمينية‪ ،‬تليها اجملمعة اليابانية مث األؼبانية ك‬
‫على العموـ فإف ىذه اجملمعات تشًتؾ يف نوع اغبماية اليت تقدمها‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .1‬أنواع التغطيات التأمينية التي تمنحها المجمعات النووية‪ :‬يقدـ ىذا النوع من اجملمعات نوعُت من التغطية كما‬
‫يلي‪:1‬‬
‫أ ‪-‬تأمين المسئوليات النووية‪ :‬كاليت تتضمن بدكرىا جزئُت أساسيُت نبا‬
‫‪ ‬تأمين المسئوليات التقليدية ‪ :‬ك ىي التغطية اليت توفر اغبماية ؼبسئولية القائم بالتشغيل ك ذلك لألخطار‬
‫التالية ‪:‬اإلصابات اعبسمانية‪ ،‬األضرار اؼبادية‪ ،‬اػبسارة اؼبالية‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين المسئوليات النووية ‪:‬حيث تغطي األضرار اعبسمانية ك أضرار اؼبمتلكات الناذبة من اإلشعاعات‬
‫كالسموـ‪ ،‬اإلنفجار أك أم أخطار ناذبة عن اؼبواد النوكية‪ ،‬كما يبكن أف تشمل تغطية مصاريف اإلنقاذ كفوائد‬
‫كاؼبصاريف القضائية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تأمين األضرار المادية‪ :‬بعض اجملمعات تتوُف التأمُت على اؼبنشأت النوكية منذ بدء عملية اإلنشاء‪ ،‬أم‬
‫تباشر التأمينات اؽبندسية ك غَتىا اؼبتعلقة باؼبنشأة النوكية حىت قبل أف يصبح عنصرا نوكيا‪ ،‬كالبعض األخر ال‬
‫تباشر التأمُت إال كقت بدء اػبطر النوكم ك منذ اللحظة اليت يعمل فيها الوقود النوكم لتحميلو يف قلب‬
‫اؼبفاعل‪ .‬ك تقسم كثيقة األضرار اؼبادية للخطر النوكم إُف ثالث أقساـ رئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬المنطقة الساخنة‪ :‬كتشمل مبٌت اؼبفاعل كاألجهزة اؼبلحقة التابعة لو مباشرة‪ ،‬ككذلك الوقود النوكم أيا كاف‬
‫موقعو سواء يف جسم اؼبفاعل أك دبخازف الوقود ككذا النفايات النوكية اؼبخزنة باؼبوقع؛‬
‫‪ ‬المنطقة الدافئة‪ :‬كتضم اؼبباين كاآلالت اؼبتصلة كالقريبة باؼببٌت الرئيسي الذم يضم جسم اؼبفاعل؛‬
‫‪ ‬المنطقة الباردة ‪ :‬كتضم الصاالت اػباصة باؼبولدات الكهربائية ك اؼبباين اإلدارية ك اػبدمية ككذا شبكات‬
‫التوزيع‪.‬‬

‫كيف بعض األحياف يقتصر تقسيم اػبطر يف كثيقة األضرار اؼبادية إُف قسمُت فقط منطقة ساخنة كمنطقة باردة‪.‬‬

‫‪ .2‬تسعير الخطر النووي ‪ :‬يعترب تسعَت اػبطر النوكم من األمور اليت زبص اؼبؤمن ك اجملمعة‪ ،‬ك بالتاِف‬
‫يصعب التعرؼ على األسس اليت تأخذ يف اإلعتبار عند ربديد سعر اػبطر النوكم‪ .‬كعادة ما تتكوف عبنة‬
‫تضم خرباء كمتخصصُت تتوُف مهمة ربديد سعر التأمُت‪ ،‬ك يف سبيل ربقيق ذلك فهي تأخذ يف اإلعتبار‬
‫العوامل األتية‪ :2‬نوع احملطة النوكية؛ طبيعة الوقود النوكم اؼبستخدـ؛ نظاـ الوقاية ك األماف ككذا نوع كطبيعة‬

‫‪ -1‬سناء ؿبمد علي ىالؿ‪،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.15‬‬


‫‪ -2‬سناء ؿبمد علي ىالؿ‪،‬اَفرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪135‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫األجهزة الوقائية اؼبتوافرة يف احملطة النوكية؛ معدؿ األماف احملدد للمشركع؛ األساليب اؼبتوفرة للوقاية من‬
‫خطر اغبريق؛ كفاءة اؼبستول الفٍت للقائمُت على إدارة احملطة النوكية ك اؼبوقع اعبغرايف ك العوامل اعبوية‬
‫اؼبؤثرة على اجملتمع القريب من احملطة النوكية‪.‬ككاف لنجاح اجملمعات يف تغطية اػبطر النوكم إنعكاسو على‬
‫الدكؿ فسعت كل دكلة هبا خطر نوكم إُف إنشاء ؾبمعة لتغطيتة‪ ،‬ك تعد مصر كاحدة من ىتو الدكؿ اليت‬
‫إعتمدت ؾبمعة ؽبا للتأمُت من ىذا اػبطر‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ .3‬المجمعة المصرية لتأمين المنشآت النووية‪ :‬تأسست اجملمعة اؼبصرية لتأمُت اؼبنشآت النوكية يف‬
‫مارس‪، 1983‬غرضها مزاكلة كل ما يتعلق بتأمُت كإعادة تأمُت األضرار اؼبادية ك اؼبسئوليات اؼبتعلقة‬
‫باؼبنشآت كاألخطار النوكية‪ ،‬كالتعاكف يف ذلك مع أسواؽ كؾبمعات تأمُت األخطار النوكية‪.‬ك مركز اجملمعة‬
‫مدينة القاىرة كتتكوف من الشركات التأمُت اؼبباشر العاملة يف السوؽ اؼبصرم‪ ،‬كتكوف عضوية الشركة اؼبصرية‬
‫إلعادة مقتصرة على العمليات الواردة من اػبارج دكف أف ىبل ذلك دبا يسند من األخطار النوكية احمللية‬
‫إختياريا بصفتها معيد تأمُت‪.1‬‬
‫األضرار اؼبادية ك اؼبسئوليات اؼبتعلقة‬ ‫أ ‪-‬الغرض من المجمعة ‪ :‬ىو مزاكلة كل ما يتعلق بتأمُت كإعادة تأمُت‬
‫باؼبنشآت النوكية كاألخطار كذلك على النحو التاِف‪:‬‬
‫‪ ‬التأمُتات اؼبتعلقة بإقامة كتركيب اؼبنشآت النوكية‪ ،‬بدأ من عمليات اإلنشاء كالنقل البحرم كغَته؛‬
‫‪ ‬التأمُت على مسئولية القائم بالتشغيل يف حدكد القوانُت اؼبصرية كاؼبعاىدات الدكلية اؼبنظمة ؽبذه‬
‫اؼبسئولية؛‬
‫‪ ‬التأمُت من األضرار اؼبادية اليت تلحق باؼبنشآت النوكية نتيجة لألخطار النوكية؛‬
‫‪ ‬تأمُت األخطار األخرل اؼبتعلقة باؼبنشآت النوكية؛‬
‫‪ ‬قبوؿ حصص إعادة تأمُت من ؾبمعات تأمُت األخطار النوكية يف نطاؽ اغبدكد كالشركط اليت ينظمها‬
‫ىذا النظاـ كاللوائح الداخلية للمجمعة؛‬
‫‪ ‬التعاكف يف ؾباؿ تأمُت األخطار النوكية يف اؼبجمعات اؼبثيلة يف العاَف ؛‬

‫ربقيق ألىدافها ب‪:‬‬


‫كما تقوـ اجملمعة ك ا‬

‫‪ -1‬موسوعة التشريعات ك القرارات اؼبنظمة لسوؽ التأمُت اؼبصرم‪ ،‬من خالؿ الرابط‪:‬‬
‫‪http://mohamedbamby.blogspot.com/#uds-search-results voir le : 12/5/2014 a 01 :23‬‬

‫‪136‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬كضع الشركط كقواعد القبوؿ ك األسس الفنية لإلكتتاب كفقا ؼبا تقتضيو طبيعة تلك األخطار كمتطلبات‬
‫إعادة تأمينها؛‬
‫‪ ‬تلقي طلبات التأمُت كالبث فيها ‪ ،‬كإصدار الوثائق كربصيل األقسا ط كالرسوـ اؼبستحقة عنها كإجراء‬
‫التعديالت كالتجديدات كاإللغاءات كتسوية التعويضات؛‬
‫‪ ‬إجراء عمليات إعادة التأمُت بالنسبة لألخطار احمللية النوكية كغَت النوكية على ما قد يزيد عن الطاقة‬
‫اإلحتفاظية أك اإلستعابية لشركات التأمُت اؼبباشرة األعضاء ك الشركة اؼبصرية إلعادة التأمُت؛‬
‫‪ ،‬حيث يتم قبوؿ‬ ‫‪ ‬قبوؿ عمليات التأمُت الواردة من اػبارج يف حدكد الطاقة اإلحتفاظية للمجمعة‬
‫األخطار من ؾبمعات التأمُت النوكية العاؼبية ‪ ،‬بشرط أف يتم تقييم ىتو األخطار كتسعَتىا من ؾبمعات‬
‫رائدة أخرل كاجملمعة الربيطانية أك األؼبانية‪.‬‬
‫ب ‪-‬حصص الشركات وحدود اإلكتتاب والقبول‪ :‬ك تكوف على النحو التاِف‪:1‬‬
‫غي النووية المحلية ‪ :‬توزع اغبصص بالنسب التالية ‪ %73‬لشركات التأمُت التابعة‬
‫‪ ‬بالنسبة لألخطار ال ر‬
‫للقطاع عاـ بالتساكم‪ %27،‬لشركات التأمُت التابعة للقطاع اػباص بالتساكم‪.‬‬
‫‪ ‬األخطار النووية المحلية ‪ :‬تعتمد اعبمعية العامة سنويا حصة كل من شركات التأمُت اؼبباشر األعضاء‬
‫كالشركة اؼبصرية إلعادة التأمُت لقدراهتا اإلحتفاظية ‪ ،‬كيتكوف اغبد األقصى لإلكتتاب يف ىذه األخطار‬
‫اؼبثيلة‬ ‫من ؾبموع تلك اغبصص ‪ ،‬مضافا إليها ما تتمكن اجملمعة من إسناده إُف اجملمعات األجنبية‬
‫كمعيدم تأمُت النوكم إليها يف اػبارج‪.‬‬
‫‪ ‬األخطار النووية الواردة من الخارج ‪:‬تعتمد اعبمعية العامة سنويا حصة كل من شركات األعضاء يف‬
‫األخطار النوكية الواردة من اػبارج كفقا لقدراهتا اإلحتفاظية ؛ كيكوف ؾبموع ىذه اغبصص ىو اغبد‬
‫األقصى للطاقة اإلحتفاظية للمجمعة‪.‬‬
‫ت ‪-‬المسئوليات في تأمين األخطار النووية ‪ :‬تكوف مسئولية كل من شركات التأمُت اؼبباشر األعضاء ك الشركة‬
‫اؼبصرية إلعادة التأمُت ‪ ،‬مسئولية تضامنية مع ما يًتتب على ذلك من زيادة يف اإل لتزامات دبا يقابل حصة‬
‫الشركة اليت تعجز جزئيا أك كليا عن الوفاء بإلتزاماهتا ‪ .‬ككذلك يزاد إلتزاـ كل منها على نفس األساس إذا عجز‬

‫‪ -1‬موسوعة التشريعات ك القرارات اؼبنظمة لسوؽ التأمُت اؼبصرم‪ ،‬من خالؿ الرابط‪:‬‬
‫‪http://mohamedbamby.blogspot.com/#uds-search-results voir le : 13/5/2014 a 10:34.‬‬

‫‪137‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أم من معيدم التأمُت عن الوفاء بإلتزاماتو ‪ ،‬كال ىبل ذلك حبق الشركات يف الرجوع على من عجز عن الوفاء‬
‫بإلتزاماتو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المجمع الفرنسي ‪ASSURPOL‬‬

‫‪ .1‬التعريف بالمجمع ‪ :‬إف ظهور ىذا اؿتج ـ ع َف يكن ـ فاج ئا أك بدكف سابق إنذار ‪ ،‬ففي الواقع تنبو رجاؿ‬
‫التأمُت يف فرنسا منذ عاـ ‪ 1977‬إُف ضركرة إهباد أداة معينة لتأمُت اؼبسئولية الناذبة عن اإلعتداء على‬
‫كىو ذبمع تأمُت اَفخاطر ك الذم كاف يسمى أنذاؾ‬ ‫البيئة‪.‬ك من ىنا نشأ أكؿ ذبمع إلعادة التأمُت‪،‬‬
‫‪ Garpol‬كالذم معد دبثابة التجربة األكُف فيما يتعلق بتغطية اؼبسئولية اؼبدنية عن التلوث‪ ،‬إال أف ىذا اؿذبمع‬
‫َف يتطور بالصورة اليت كانت معقودة عليو كذلك ألسباب عدة ‪ ،‬فمن ناحية كاف العديد من اؼبسئولُت عن‬
‫الشركات يظنوف أف الغطاء التأميٍت الناتج عن كثيقة التأمُت ضد اغبرائق كاإلنفجارات تعطى ضمانا كافيا ؽبذا‬
‫اػبطر ىذا من جهة‪ ،‬ك كذا الطاقة احملدكدة للمجمع إُف جانب اؼبلفات اليت كاف يتم حبثها حبذر شديد‪ ،‬ك‬
‫كاف اإلختيار يتم كفق معاير دقيقة للغاية‪ ،‬حبيث أف ما يقارب ‪ %20‬من طلبات التأمُت يتم رفضها بسبب‬
‫عدـ كفاية مستول األماف يف اؼبوقع اؼبراد التأمُت عليو من جهة أخرل‪ .‬كيف هناية ىذه اؼبرحلة التجريبية قرر‬
‫أعضاء ‪ Garpol‬كضع حد لنشاطهم كفكركا يف تكوين ذبمع جديد ‪ ،‬بعد أف خرجوا بدركس مستفادة من‬
‫نشاطهم على مدل عشر سنوات ‪ ،‬كقد أخذ ىذا التجمع اعبديد إسم ت أ مُت التلوث ‪Assurance‬‬
‫‪ Pollition‬كيرمز إليو بإختصار ‪ ،Assurpol‬ك بدأ ىذا التجمع يف فبارسة نشاطو إعتبارا من يناير ‪1989‬‬
‫بقدرة تعادؿ أربع مرات قدرة التجمع السابق ‪ .‬كيتمثل نشاط اعبجمع اعبديد يف إعادة التأمُت كالتنازؿ عن‬
‫اؼبخاطر يف ؾباؿ اإلعتداء على البيئة من جانب الشركات كالتجمعات األخرل (إذ يعد ذبمعا إلعادة التأمُت‬
‫اؼبشًتؾ بنظاـ اغبصص )‪.‬حيث تقوـ الشرؾات اؼبشًتكة يف ىذا التجمع بالتنازؿ عن عقود إعادة التأمُت ؽبذا‬
‫التجمع‪،‬ك الذم يقوـ بدكره بتوزيع أقساط التأمُت ك كذلك األضرار كفقا غبصص الشركات اؼبشاركة ضمنو‪.1‬‬
‫‪ .2‬االنضمام إلى الم جمع ‪ :‬يبكن أف ينضم إُف ىذا اعبامع كل شركة تأمُت أك إعادة تأ مُت مصرح ؽبا بالعمل‬
‫ؼنسا‪ ،‬كيوجد نوعاف من اؼبنضمُت‬
‫يف فرنسا سواء كانت شركة فرنسية أك أجنبية سواء أنشأت أك َف تنشأ يف ر‬
‫إُف ىذا اعبامع‪:2‬‬

‫‪ -1‬نبيلة إظباعيل رسالف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ 65‬ص‪.67‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Assurpol en bref, disponible sur le site: http://www.assurpol.fr/index.php?page=general voir le‬‬
‫‪10/5/2014 a 00 : 57‬‬

‫‪138‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫أ ‪-‬اؼبنضموف اؼبؤمنوف الذين يلتزموف بالتنازؿ للـ صبع عن ‪ %90‬من إلتزاماهتم التأمينية ؛‬
‫ب ‪-‬اؼبنظموف اؼبشاركوف كىم اؼبتخصصوف يف إعادة التأمُت كىم أيضا اؼبشاركوف يف إعادة التأمُت اؼبشًتؾ‬
‫جملموع اؼبخاطر اليت يتم التنازؿ عنها للـ صبع كيساىم ىؤالء باألكثر من نصف رأس ماؿ اعبتمع‪.‬‬

‫كيلتزـ كل منضم سواء كاف مؤمنا أك معيدا للتأمُت بأف يغطى ؾبموعة من اؼبخاطر تتناسب كحجم مسانبتو‬
‫يف رأس ماؿ اًف مع كمن اؼبعلوـ أيضا أف حصة اؼبنضم يبكن أف تتغَت من عاـ إُف أخر‪.‬‬

‫‪ .3‬أسلوب عمل المجمع ‪ :‬عندما يطلب أحد رجاؿ الصناعة من شركة تأمُت اؼبنظمة للمجمع تغطية ىذا‬
‫اػبطر‪ ،‬فينبغي عليها حينئذ أف تطرح ىذه اؼبخاطر إلعادة التأمُت اؼبشًتؾ ؿؿـ صبع ‪ ،‬مع مالحظة أف إعادة‬
‫التأمُت خارج نطاؽ اعبطمعليس ؿبظورا ك يبكن ألية شركة تأمُت القياـ بو خارج إطار اجملمع للحصوؿ على‬
‫شركط أفضل من تلك اليت حددهتا اللجنة الفنية للـ صبع ‪.‬‬
‫يقوـ اؼبؤمن ا ألكؿ من حيث اؼببدأ بتحليل اؼبخاطر كربديد قيمتها ‪ ،‬كوبصل على تفويض كامل بدراسة‬
‫اؼبخاطر كربديد التعريفة إذا كاف حجم أعماؿ اؼبستأمن ال يزيد عن مليار فرنك ‪ ،‬كيكوف مبلغ الضمانات‬
‫اؼبطلوبة ال يزيد عف عشرة ماليُت فرنك ‪ ،‬منها مليوناف ـبصصات كمصاريف إلزالة أثار التلوث كيكوف‬
‫التفويض كامال أيضا إذا كاف اؼبؤمن يبتلك ىيئة متخصصة يف دراسة البيئة ككانت قيمة الضمانات اؼبطلوبة‬
‫ال تتعدل طبسُت مليوف فرنك منها ‪ 10‬ماليُت ـبصصة إلزالة أثار التلوث‪ .‬أما بالنسبة لبقية العمليات فإف‬
‫اؼبؤمن ال يتمتع إال بتفويض جزئي ينصب فقط على دراسة اؼبخاطر ‪ ،‬حيث تقوـ أجهزة اعبزمع بدراستها‬
‫كيتم ربديد سعر التأمُت كمبلغو حسب كل حالة بواسطة اللجنة الفنية ‪ ،‬كذلك يف حالة ما إذا كانت قيمة‬
‫العمليات أعلى من اؿقيمة احملددة سلفا ‪ ،‬أك عندما تتعدل قيمة اؼببلغ اؼبخصص إلزالة أثار التلوث ‪%20‬‬
‫من قيمة الضماف أك الغطاء التأميٍت‪.1‬‬
‫كما أف الالئحة الداخلية للمجمع فرضت ؾبموعة من اإلجراءات اإلضافية ك ىي‪:2‬‬
‫أ ‪ -‬إستمارات العروض‪ :‬كىي ؾبموعة من اإلستمارات اليت هبب استيفائها‪ ،‬مثل إستمارة العرض العاـ كاليت‬
‫يتم إعدادىا من أجل مصانع معاعبة النفايات‪،‬إستمارة عرض تفريغ ك مراقبة مراكز الدفن الفٍت للنفايات‬
‫كغَتىا من اإلستمارات‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيلة إظباعيل رسالف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.67- 65‬‬


‫‪ -2‬نبيلة إظباعيل رسالف‪ ،‬اؼبرجع السباؽ‪ ،‬ص ‪.75 -73‬‬

‫‪139‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫ب ‪-‬عناصر اإلحتياط والسالمة ‪ :‬و اليت يتم أخذىا بعُت اإلعتبار حيث تفرض الالئحة الداخلية ؿلتجمع‬
‫ك على اؼبؤمن أف يتأكد من النقاط األتية ‪:‬‬
‫‪ ‬تنظيم اؼبنشأت ‪ :‬فيجب التأكد من العزؿ اعبيد غبوائط اؼبكاف الذم يتم فيو زبزين األشياء اليت ربتوم على‬
‫سوائل أك أضباض أك غازات ‪،‬كما هبب التأكد من صالحية كل ما يف اؼبكاف كالذم من شأنو أف يؤدم يف‬
‫النهاية إُف عملية التخزين كعدـ كقوع حاالت تلوث ‪ ،‬ك هبب أف يتم زبزين اؼبواد اػبطرة يف أماكن منعزلة‬
‫كمعدة خصيصا لذلك ‪ ،‬كيف النهاية هبب أف وبتوم اؼبوقع على اؼبعدات اػباصة باألماف كاغبماية من اغبريق‪،‬‬
‫كأف تكوف قريبة من ـبزكف اؼباء الالزـ للمساعدة يف إطفاء اغبريق‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم يف عملية التخلص من اؼبواد السائلة ‪ :‬فيمنع صب اؼبواد السائلة يف الطبيعة مباشرة (على األرض أك‬
‫الصحي العامة ‪ ،)...‬كما هبب تشجيع إستعماؿ‬ ‫يف اغبفر أك يف اآلبار أك يف اؼباء أك يف شبكة الصرؼ‬
‫التقنيات اغبديثة يف إعادة معاعبة كتصنيع ىذه اؼبواد ‪ ،‬كال شك أف ذلك يبثل كسيلة كقائية فعالة من التلوث‪،‬‬
‫كما أف نظم تربيد اؼبياه هبب أف تعمل يف إطار دكائر مغلقة‪،‬ك هبب تطهَت اؼبياه اؼبستخدمة قبل إفراغها يف‬
‫البيئة الطبيعية أك يف شبكات الصرؼ الصحي‪ .‬كما يجب مراجعة سَت ؿبطات التطهَت بصورة مستمرة بواسطة‬
‫أحد األجهزة الرقابية ‪ ،‬ككذلك بالنسبة لنظاـ التحكم اآلِف فإنو هبب أف يتم إعداده بصورة تؤدم إُف احًتاـ‬
‫قواعد اإلفراغ كالصرؼ اليت تنص عليها الالئحة‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم في تلوث الجو ‪ :‬فكل الغازات كاألتربة كاألخبرة هبب التحكم فيها كتطهَتىا قبل إنطالقها يف اعبو ‪،‬‬
‫كما أف نظاـ التحكم اآلِف هبب أف يسمح بضماف أف نسب التلوث يف اعبو تكوف منخفضة قبل إنطالؽ‬
‫ىذه الغازات كاألخبرة بعد ـعاعبتها ‪ ،‬كما أهنا سوؼ تظل أقل خطورة بعد إنطالقها‪.‬‬
‫‪ ‬النفايات‪ :‬ظركؼ زبزين النفايات دبختلف أشكاؽبا الناذبة عن نشاط اؼبوقع أك اؼبصنع هبب أف تسمح‬
‫بضماف ضباية البيئة‪ ،‬كما أف التخلص من ىذه النفايات هبب أف يتم على حسب اؼبصرح بو‪.‬‬
‫‪ ‬وجود وسائل مقاومة التلوث ‪ :‬فيجب أف يتم تدريب العماؿ يف اؼبنشآت على توقع حدكث التلوث كعلى‬
‫التعرؼ بصورة صحيحة على بداية حدكثو ‪ ،‬كما هبب تواجد الوسائل اؼبادية الالزمة ؼبقاكمة التلوث كأف يكوف‬
‫الوصوؿ إليها كإستخدامها داخل اؼبوقع‪.‬‬
‫‪ .4‬التغطية التأمينية لمخاطر المساس بالبيئة‪ :‬كاف اؼبجمع ك حىت ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1993‬يصدر كثيقة تأمُت‬
‫‪،‬‬ ‫سم بالتجديد باؼبقارنة دبا كاف يوجد يف ذلك الوقت يف سوؽ التأمُت الفرنسي‬
‫كاحدةك كانت تت‬
‫كخصوصا كأَف ربديد اإلعتداءات على البيئة كاف يتم دبعٌت كاسع ‪ ،‬فاغبوادث اؼبطلوب تغطيتها َف تكن‬

‫‪140‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫تقتصر على التلوث فقط‪ ،‬حيث أف التأمُت كاف يشمل أيضا اؼبصاريف اليت تنؼقها اؼبؤسسة اؼبنكوبة من‬
‫آثاره‪.‬كؿؾف إعتبارا من أك ؿ جانفي ‪ 1993‬ظهرت كثيقة‬ ‫أجل منع إنتشار التلوث الناتج أك اغبد من‬
‫تأمُت ـباطر اؼبساس بالبيئة ربمل إسم "إستغالل المنشأت األرضية الثابتة الصناعية والتجارية "‪ ،‬كمبدأ‬
‫التأمُت يف ظلىا ىو اؼببدأ اؼبعموؿ بو يف ظل الوثيقة السابقة ‪ ،‬كلكن كاف البد من التكيف مع حاجات‬
‫السوؽ‪ ،‬لذلك فقد أتت الوثيقة حبكم جديد يف التفرقة بُت اإلعتداءات اؼبفاجئة كاإلعتداءات التدرهبية ‪.‬‬
‫كعلى ذلك فاإلعتداءات على البيئة ىي "إنتشار كل مادة صلبة أك سائلة أك غازية عن طريق اعبو أك‬
‫الًتبة أك اؼبياه أك تبعثرىا أك طرحها أك ترسبها‪ ،‬ك كذا إنبعاث الركائح كاألصوات كالذبذبات كتغَت درجات‬
‫اؼبفركض إتباعها مع‬ ‫اغبرارة كاؼبوجات كاإلش عاعات كاإلضطربات الزائدة عن حد اإللتزامات الطبيعية‬
‫اعبوار"‪ .‬كما أف الوثيقة حددت األضرار اعبسدية "بأهنا كل مساس جسمي يتعرض لو أم شخص"‪ ،‬أما‬
‫األضرار اؼبادية فهي عبارة عن " كل تدىور أك تدمَت لشئ ما أك ألحد اؼبواد ‪ ،‬أك كل مساس جبسد‬
‫اغبيوانات‪ ،‬كذلك عندما تكوف ىذه األشياء أك اؼبواد أك اغبيونات تعد أموال ألحد األشخاص "‪ .‬كما‬
‫حددت الوثيقة األضرار اجملردة اؿغَت مادية بأهنا "كل ضرر ماِف ينتج عنو حرماف التمتع بأحد اغبقوؽ أك‬
‫عن إنقطاع خدـة كاف يقوـ بتقديبها شخص ما أك أحد اؼبنقوالت أك أحد العقارات"‪.‬‬
‫المقصود بالمنشآت األرضية الثابتة (الصناعية والتجارية )‪ :‬ك ىي اؼبنشآت اؼبقامة يف فرنسا أك يف أراضي‬
‫ربت اإلمتداد اإلقليمي للضمانات )‪،‬‬ ‫اػباضعة للسيادة الفرنسية (فقد نصت كثيقة التغطية ك ربت عبارة‬
‫ؿق يف‬ ‫حيث أ ف الضمانات اؼبذكورة يف العقد تنطبق فقط على التبعات الضارة لألنشطة اليت يبارسها اؼبؤمن‬
‫فرنسا العاصمة كاحملافظات كاألراضي اؼبوجودة يفقا كيف مقاطعة موناكو‪.1‬‬

‫ك األخطار اؼبغطاة ىي األخطار اليت تصيب اؼبنشأة ذاهتا ‪ ،‬ك يتم إستبعاد اؼبخاطر اليت تصيب الورش كأماكن‬
‫العمل اؼبوجودة خارجها كالتابعة ؽبا ‪.‬كيتضمن ىذا أيضا إستبعاد اؼبخاطر اؼبرتبطة بالنقل ‪ ،‬فضال عن ذلك يتم‬
‫إستبعاد األعماؿ اؼبرتبطة بتفريغ اؼبخلفات الصناعية‪ ،‬ككذلك اؼبواقع اؼبوجودة يف األماكن اليت توصف بكوهنا‬
‫ملوثة ك اليت حددهتا كزارة البيئة‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيلة إظباعيل رسالف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ 79‬ص‪.81‬‬

‫‪141‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫اؼبجمع تشمل الضمانات‬ ‫‪ .5‬الضمانات المقدمة‪ :‬إف كثيقة تأمُت ـباطر اؼبساس بالبيئة اليت يصدرىا‬
‫التالية‪:1‬‬
‫أ ‪-‬ضمان المسئولية المدنية الخاصة بالمساس بالبيئة ‪ :‬حيث يتم ضماف التبعات اؼبالية للمسئولية اؼبدنية‬
‫باآلخرين‬ ‫للشخص اؼبؤمن ؿق‪ ،‬كيشمل ذلك تغطية األضرار اعبسدية كاؼبادية كغَت اؼبادية اليت تلحق‬
‫كالناذبة عن أمور سبس البيئة ‪ ،‬ك تنجم عن كقائعة فجائية ربدث يف إطار فبارسة اؼبؤمن عليو لألنشطة اليت‬
‫مت ربديدىا كتعريفها يف الشركط اػباصة كذلك يف منشأتو؛‬
‫ب ‪-‬ضمان سداد تكاليف العمليات الخاصة ‪ :‬ك اليت هتدؼ إُف إضعاؼ التهديد اغبقيقي أك عزلو أك‬
‫القضاء عليو‪ ،‬ك الذم يتسبب يف كقوع أضرار متس بالبيئة ك تحدث بطريقة فجائية يف إطار فبارسة اؼبؤمن‬
‫لو لألنشطة اليت مت ربديدىا كتعريفها يف الشركط اػباصة كذلك يف قلب منش أ تو‪ ،‬كليس من اؼبهم أف‬
‫تكوف ىذه العمليات قد سبت بناء على أمر إدارم من السلطة اإلدارية كلكن يكفي أف تكوف قد أخذت‬
‫هبدؼ منع إنتشار التلوث ‪ .‬أما ؽيبة الضماف اؼبشار إليها سالفا تنطبق لكل كارثة على حد ا يف حدكد‬
‫القيمة اؼبنصوص عليها لكل كارثة يف الشركط اػباصة كبالنسبة جملموع الكوارث اليت مت السيطرة عليها؛‬
‫ت ‪-‬كأخَتا فإف منح ىذه الضمانات مرىوف بتوافر شرط ىاـ جدا خالؿ فًتة العقد ‪ ،‬إذ هبب أف يسمح‬
‫للمؤمن بزيارة اؼبنشآت هبدؼ التحكم التقٍت للخطر ‪ ،‬حيث للمؤمن أك َفثلو اغبق يف كل كقت زيارة‬
‫اؼبنشآت اليت يستغلها اؼبؤمن لو كذلك دكف سابق إنذار ك أف يقوـ بالتحكم يف شركط فبارسة نشاطاتق؛‬
‫ث ‪-‬حد اإلعفاء بالنسبة للمؤمن لو ‪:‬نظرا لضخامة اػبطر اؼبراد التأمُت منو يف حالة التلوث‪ ،‬كللدكر الذم‬
‫يبكن أف يلعبو اؼبستأمن‪ ،‬فإف اؼبؤمنُت ال يقبلوف منح تغطية كاملة بل يركف من الضركرم إشراؾ اؼبستأمن‬
‫يف ربمل جزء من عبئ الكارثة ‪ ،‬حىت يضمنوا أف يكوف مع نيا على كبو جد م بعدـ ربقق ىذا اػبطر‬
‫لذلك فإهنم مشترطوف عليو أف تتضمن الوثيقة شرط إعفاء ؼبصلحتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Assurpol en bref, disponible sur le site: http://www.assurpol.fr/index.php?page=general voir le‬‬
‫‪12/5/2014 a 13 : 24‬‬

‫‪142‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ .6‬الحاالت المستبعدة من الغطاء التأميني‪ :‬ربرص الوثائق على إستبعاد بعض اغباالت من إطار التغطية‬
‫اليت سبنحها ك فيما ىبص اغباالت اؼبستبعدة من التغطية ضمن ىذه اجملمعة ىي‪:1‬‬
‫أ ‪-‬األضرار الناشئة عن إستغالل األنشطة النووية ‪ :‬إستبعاد األضرار الناشئة عن إستغالؿ األنشطة النوكية‬
‫أمر ليس باعبديد ‪ ،‬فالشركط العامة لوثائق التأمُت تصنف األخطار الناصبة عن النشاط اإلشعاعي بوجو‬
‫عاـ ضمن اؼبخاطر اؼبستعبدة أصال من إطار الضماف ‪ .‬كىو ما حدث بالفعل يف السوؽ التأمُت الفرنسي‬
‫حيث إستبعدت الشركات يف البداية األخطار الذرية من إطار اؿ ضماف‪ ،‬مث إستجابت بعد ذلك ؽبذا‬
‫الطلب ك كاف لزاما عليها حىت تستطيع أف تفي بتغطية ىذه اؼبخاطر الضخمة أف ربشد طاقتها اؼبالية‬
‫كأف تتجمع يف شكل ؾبمع عرؼ باجملمع الذرم الفرنسي ‪ ، Le Pool Atomique Francais‬حيث‬
‫يغطى يف الوقت اغباضر صبيع األخطار النوكية تقريبا ‪ ،‬كمدة الوثائق اليت تقدـ ىا ىذه التغطية ىي ثالث‬
‫ب التأمُت ضد ىذا النوع من اؼبخاطر خارجو إال‬
‫ت‬‫سنوات قابلة للتجديد‪ .‬كيتعهد كل منضم إِفق بأال يكت‬
‫ما هبيزه نظامو الداخلي‪ ،‬كمن ىنا كاف منطقيا أف يستبعد اعبقمع الفرنسي ؿلتأمُت من التلوث ىذا النوع‬
‫من اؼبخاطر من نطاؽ التغطية التأمينية اليت مكفرىا‪.‬‬
‫لو ‪:‬يعد دائما سببا يف اإلستبعاد من الضمانات‬ ‫ب ‪-‬إستبعاد الخطأ المتعمد أو التدليس للمؤمن‬
‫األضرار الناذبة عن خطأ متعمد أك تدليس قاـ بو اؼبؤمن ؿق‪ ،‬كاغبقيقة أف ىذا اإلستبعاد يعترب أمرا تقليدا‬
‫كمعركفا كيتمشى مع اؼببادئ العامة ؿلتأمُت حيث اليغطى ىذا األخَت أفعاؿ اَف ؤمن العمدية كما سبليو‬
‫اإلعتبارات األخالقية نفسها إذ هبب على اؼبؤمنُت أال يقدموا عونا ؿألعماؿ اؿغَت مشركعة ك متعمدة‪.‬‬
‫ت ‪-‬إستبعاد الحرائق واإلنفجارات ‪ :‬كىو يتعلق باألضرار اؼبادية كغَت اؼبادية الناذبة عن اإلعتداء على‬
‫البيئة‪ ،‬عن طريق اغبرائق كاإلنفجارات اليت ربدث داخل اؼبنشأة‪ ،‬فهذه األضرار تتمتع بغطاء تأميٍت خاص‬
‫ؽبذا فقد مت إستبعاد اغبرائق كاإلنفجارات يف ؾباؿ تطبيق كثيقة التأمُت اليت أصدرىا اجملمع ‪.Assurpol‬‬
‫ث ‪-‬األضرار التي تسببها وسائل النقل واآلالت‪ :‬يعد دائما سببا يف اإلستبعاد من الضمانات األضرار اليت‬
‫تشارؾ يف إحداثها‪:‬‬
‫‪ ‬كل اؼبركبات األرضية ذات احملركات كاؼبعنية بإلتزاـ التأمُت ‪ ،‬ك تضم كل الوسائل ذاتية اغبركة اؼبستخدمة يف‬
‫كمركبات باإلضافة إُف اؼبقطورات كنصف ـقطورات ؛‬
‫ساعات العمل كاليت يتم إستخدامها َ‬

‫‪1‬‬
‫‪-Assurpol en bref, disponible sur le site: http://www.assurpol.fr/index.php?page=general voir le‬‬
‫‪10/5/2014 a 00 : 57‬‬

‫‪143‬‬
‫األخطار انكبري و انمجمعاث‬ ‫انفصم انثاني‬

‫‪ ‬ك كذا األضرار الناصبة عن اَفكاد اليت ربملها ىذه اؼبركبات كهبب أف يكوف اؼبؤمن لو أك أم شخص أخر‬
‫مسئوؿ عن إمتالكها مسؤكلية مدنية؛‬
‫‪ ‬كما مت إستبعاد األضرار الناصبة عن كل كسائل النقل أك اؼبركبات العائمة أك اعبوية كعن ضبولتها؛‬
‫‪ ‬كل كسائل النقل ك اؼبنشأت اؼبقامة يف البحار من أجل البحث كالتنقيب عن البًتكؿ كزبزينو ك إستخدامو؛‬
‫‪ ‬إستغالؿ أك إستخداـ شبكة اؿسكة اٌفديد ية خبالؼ شبكة خاصة أك فرع خاص منها‪.‬‬
‫فبا سبق ذكره يبكن أف نستخلص أف أبعاد ىذا النوع من األخطار كبَت جدا ك يتعدل حىت حدكد الدكؿ ك أف‬
‫عواقبو كخيمة على الفرد ك اجملتمع‪،‬ىذا ما جعل شركات التأمُت تتوخى اغبذر يف إكتتاب ىذا النوع من األخطار‬
‫ذات الطبيعة اػباصة‪ ،‬فكانت ىذه اجملمعات بطاقاهتا ك خربهتا اإلكتتابية متنفسا للمشاريع لضماف إستمرار‬
‫نشاطها‪ ،‬كنقل عبئ اػبطر الذم يًتتب عن ربققو أضرار ال حصر ؽبا‪ ،‬ك اليت يبكن أف تلغي كجود كيانات‬
‫بأكملها‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫األخطار الكبرى و المجمعات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل هذا الفصل تعرفنا على أهم األخطار الكربى بشقيها الطبيعية و التكنولوجية‪ ،‬و اليت ميكن أن تُعرض‬
‫على شركات التأمني طلبا للتغطية‪ ،‬و تعرفنا على خصائص و مميزات كل منها‪ .‬و لقد بَ َدا لنا جليا من ثنايا هذا‬
‫البحث كيف أن مهمة املؤمنني يف تغطية هذا النوع من األخطار شائكة جدا و بالغة الصعوبة و التعقيد ‪ ،‬إذ أن‬
‫األضرار البالغة اجلسامة اليت ميكن أن تنجم عن هذا النوع من املخاطر بالذات‪ ،‬تعجز معها ُكربيات شركات‬
‫التأمني وشركات اإلعادة و فق نظام التأمني العادي على حتملها و قبول تغطيتها‪ ،‬كاألخطار املرتبطة بإستغالل‬
‫املنشأت النووية‪ .‬لذلك فقد فرضت هذه األخطار ضرورة التكاتف و التضامن بني شركات التأمني و شركات‬
‫إعادة التأمني و حىت بني الدول ضمن جممعات للتأمني و إعادة التأمني‪ ،‬و أسلوب تكوين اجملمعات بني املؤمنني‬
‫و املعيدين من الضرورة مبكان ملواجهة هذا النوع من األخطار و التخفيف من آثارها الكارثية‪ ،‬حيث إستعرضنا‬
‫هذه اجملمعات وأنواعها املختلفة و كذا أمهيتها وطريقة عملها‪ ،‬وبيّنا دورها الداعم لقدرة املؤمنني و ذلك بتقدمي‬
‫توسعة يف التغطية التأمينية اليت متكنها من ضمان تأمني هذا النوع من األخطار الكربى‪،‬و الذي لواله ملا متكنت‬
‫شركات التأمني قبول هذه األخطار من األساس‪ ،‬و اليت كانت تستثىن أصال من التغطية يف عقود التأمني و إعادة‬
‫التأمني‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة‬
‫التأمين‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫رأينا من خالل دراستنا النظرية كيف أن شركات التأمني تبحث دائما على أجنع السبل و الطرق اليت تضمن ذلا‬
‫تغطية أفضل دلا يعرض عليها من أخطار‪ ،‬فكخطوة أوىل تلجأ شركات التأمني إىل معيدي التأمني من أجل الرفع‬
‫من قدرهتا لضمان تغطية ذلتو أخطار‪ ،‬و مع التزايد ادلستمر حلجم األخطار و زيادة تبعاهتا و بذلك زيادة مسؤولية‬
‫شركات التأمني‪ ،‬حيث يتطلب ىذا النوع من األخطار سعة تأمينية أكرب ما جعل شركات التأمني تستحدث ما‬
‫يسمى مبجمعات إعادة التأمني‪ ،‬و اليت رأينا الدور البارز الذي تلعبو لضمان أفضل تغطية لألخطار خاصة الكربى‬
‫منها كما أهنا تساىم يف ضمان تأمني فروع بأكملها‪ ،‬و إسقاطا ذلذه الدراسة النظرية على سوق التأمني اجلزائري‬
‫قمنا بدراسة على مستوى اجملمعة اجلزائرية إلعادة التأمني و اليت ختتص بإعادة تأمني ادلسؤولية ادلدنية العشرية و‬
‫اليت تعد اجملمعة الوحيدة على مستوى السوق اجلزائري‪.‬‬
‫تقسيم الفصل إىل مبحثني ‪ ،‬حيث إرتأينا أن نتناول يف املحبث األول حملة تارخيية عن نشأة اجملمع‬
‫و قد قمنا ب‬
‫اجلزائري من خالل تعرفينا أوال بالشركة ادلركزية إلعادة التأمني بإعتبارىا الشركة ادلديرة لو‪ ،‬مث تطرقنا للمجمع من‬
‫حيث نشأتو و طريقة عملو‪.‬‬
‫أما يف ادلبحث الثاين تناولنا كل من إتفاقية اإلعادة و إعادة اإلعادة ادلربمة على مستوى اجملمع ‪ ،‬لنعرض يف اخلتام‬
‫عرضا ألعمال اجملمع باألرقام و التحليل‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬لمحة تاريخية عن نشأة المجمع الجزائري‬

‫يف ظل التطور ادلستمر الذي تشهده اجلزائر يف رلال البناء والتعمَت و مع تزايد ادلسؤوليات ادللقاة على عاتق‬
‫شركات التأمُت خاصة ما تعلق منها بتأمُت ادلسؤولية العشرية و اليت تعد إلتزاما طويل ادلدى‪ ،‬ومع زلدودية القدرة‬
‫االستيعابية للسوق اجلزائري ما جعل القائمُت على ىذا القطاع إستحداث رلمعة ىي األوذل من نوعها يف اجلزائر‬
‫من أجل ضمان تأمُت ىذه ادلسؤولية و سنحاول من خالل ىذا ادلبحث عرض ذلذه اجملمعة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقديم الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬

‫يأيت ىذا ادلطلب لنعرف فيو بالشركة ادلركزية إلعادة التأمُت ‪ CCR‬بإعتبارىا الشركة ادلستقبلة لنا ىذا من جهة‬
‫و باعتبارىا الشركة ادلديرة للمجمع من جهة أخرى‪ ،‬و أردنا من خالل ىذا ادلطلب معرفة موقع ىذه الشركة ضمن‬
‫الشركات العاملة يف السوق اجلزائري‪ ،‬و الوقوف على مدى قوهتا و مركزىا الذي خوذلا إدارة و تسَت شؤون ىذا‬
‫اجملمع‪ ،‬وىذا من خالل عرض نبذة عن نشأهتا و كذا نشاطها على ادلستوى احمللي و كذا الدورل و عرضا لتطور‬
‫رقم أعماذلا على الصعيدين الوطٍت و الدورل معا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نبذة تاريخية حول نشأة وتطور الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬

‫ي واليت كان عددىا ‪ 270‬شركة‬


‫جنب‬
‫بعد االستقالل كان نشاط التأمُت وإعادة التأمين شلارسا من قبل الشركات األ ة‬
‫نصفها فرنسية‪ ،‬وىو ما قاد السلطات العمومية إلنشاء مجلة من القوانُت والتنظيمات لتسيَت ىذا القطاع من بينها‬
‫إعادة التأمُت لفائدة الصندوق اجلزائري للتأمين وإعادة التأمين‬ ‫القانون ‪ 197-63‬الذي يرمي إذل إجبارية‬
‫نسبالتنازل اإلجبارةي للصندوق ب ‪ %10‬عن‬
‫(‪ )CAAR‬الذي أنشأ يف ‪ ،1963.10.15‬و قد حددت ة‬
‫ادلكتتبيف اجلزائر‪ ،‬و قد عرف الصندوق عدة صعوبات يف تسيَت عقود إعادة التأمين ادلسندة إليو‪،‬‬
‫ة‬ ‫كل األخطار‬
‫و دلعاجلة ىذه الوضعةي قامت اجلزائر بادلشاركة مبجمع إلعادة التأمين يضم عدة دول هبدف توزيع عبء األخطار‬
‫الوطنةي و بشروط أكثر مالئمة‪.‬و يف سنة ‪ 1971‬مت تبٍت سياسة جديدة تتمثل يف إعادة تأمين األخطار ادلهمة‬
‫فقط كالنقل و احلريق أما بالنسبة لألخطار األقل أعلية ال يمت التنازل عنها إلعادة التأمين‪ ،‬و قد حققت ىذه‬
‫السياسة صلاحا حيث إنتقلت نسبة إعادة التأمين من‪ %91.56‬سنة ‪ 1970‬إذل ‪ %33.70‬سنة ‪،1971‬‬
‫من ىنا بدأ التفكير يف إنشاء شركة متخصصة تتكفل بعمليات إعادة التأمُت‪ ،‬حيث أُنشأت الشركة ادلركزية إلعادة‬
‫التأمُت ‪ CCR‬من طرف السلطات احلكومية وصودق على نظامها األساسي مبقتضى األمر رقم ‪ 54/73‬ادلؤرخ‬

‫‪147‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يف ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،1973‬و بدأت شلارسة نشاطها الفعلي و ادلتمثل يف إعادة التأمُت سنة ‪ ،1975‬وإستفادت الشركة‬
‫منذ بداية عملها من إحتكار عمليات إعادة التأمُت يف السوق اجلزائري إذل غاية سنة ‪ ،1995‬حيث صدر‬
‫القانون رقم ‪ 07-95‬بتاريخ ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬حيث حمل يف طياتو تغيَتات جذرةي بقطاع التأمينات و مسح‬
‫ية‪ ،‬و لتنظمي قطاع إعادة التأمين و مراقبة خروج العملة‬
‫بتوف احلرةي و فتح السوق أمام الشركات اخلاصة و األجنب‬
‫ير‬
‫الصعبة إذل اخلارج كرس ىذا القانون اإلسناد اإلجباري لفائدة الشركة ادلركزةي إلعادة التأمين وفقا للنسب التالةي ‪:‬‬
‫‪%80 ‬بالنسبة لألخطار الصناعةي باعتبارىا األخطار األكثر أىمةي و ادلهددة للممتلكات الوطنةي؛‬
‫‪%40 ‬بالنسبة لفرع البضائع البحرةي؛‬
‫‪%25 ‬بالنسبة لبقية األخطار‪.‬‬
‫يما يخص النسب الباقةي فتملك شركات التأمين احلرةي ادلطلقة يف التنازل عنها سواء للسوق احمللي أو لألسواق‬
‫أما ف‬
‫اخلارجةي‪.‬‬
‫و عرفت سنة ‪ 1998‬صدور مرسوم آخر رقم ‪ 312-98‬و الذي محل ختفيضات مهمة مبعدالت التنازل اإلجبارةي‬
‫لفائدة الشركة ادلركزةي إلعادة التأمين و كانت ىذه التخفيضات كاآليت‪:‬‬
‫‪%10‬بالنسب لألخطار الصناعةي ادلرتبطة بالنشاطات الكيماوية والبًتوكيماوية‪ ،‬احلددي و الصلب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أجسام السفن و الطائرات‪.‬‬
‫‪% 5 ‬بالنسبة ألخطار البسيطة‪.‬‬
‫لتشهد سنة ‪ 2011‬حتوال نوعيا بالنسبة لنشاط إعادة التأمُت و ذلك بصدور ادل رسوم تنفيذي رقم ‪207-10‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 9‬سبتمرب ‪ ،2010‬وقد حدد ىذا ادلرسوم اجلديد يف مادتو الثالثة ادلعدل األدىن للتنازل اإللزامي عن‬
‫األخطار اليت يعاد تأمينها للشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‪ ،‬حيث حددت النسبة ب ‪ ،%50‬ووفقا ذلذا ا إلجراء فإن‬
‫كل شركة تأمُت جزائرية أو أجنبية خاضعة للقانون اجلزائري أصبحت رلربة إبتداء من ‪ 1‬جانفي ‪ 2011‬على‬
‫إقتطاع نسبة ‪ %50‬من أية عملية إعادة تأمُت وتوجيهها إذل الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت ‪ ،‬و ذلا احلرية يف ‪%50‬‬
‫ادلتبقية إما تعيدىا للشركة ادلركزية أو توجهها لألسواق اخلارجية ‪ ،‬وهبذا اإلجراء تبقى الشركة ادلركزية لإلعادة التأمُت‬
‫زلافظة على وضعية ادلعيد القائد لنشاط إعادة التأمُت يف السوق اجلزائري‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‪:‬نشاط الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬


‫إن نشاط الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت ؽلتد ليشمل مجيع أشكال إعادة التأمُت ومجيع فروع التأمُت‪.‬ذلذا السبب‬
‫صلد أن الشركة تتمتع بشبكة عالقات مع كل شركات التأمُت اجلزائرية فضال عن العديد من الشركاء ( شركات‬
‫التأمُت وشركات إعادة التأمُت والسماسرة) يف مجيع أضلاء العادل‪ ،‬و الذي ساىم يف تطوير حجم أعماذلا و جعلها‬
‫حتضا بصورة جيدة سواء على ادلستوى الوطٍت أو الدورل معا‪.‬‬
‫أوال‪/‬نشاطها على المستوى الوطني ‪:‬يتجلى نشاط الشركة فيما يلي‬

‫الذي‬ ‫( ‪ ،)CAT-NAT‬و‬ ‫‪ .1‬تدير الشركة و حلساب الدولة الربنامج الوطٍت للتأمُت من الكوارث طبيعية‬
‫أنشئ بعد أعقاب الزلزال الذي وقع يف ‪ 21‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ .2‬كما أوكلت ذلا كذلك مهمة إدارة وتسَت أول رلمع جزائري و الذي ؼلتص يف إعادة تأمُت ادلسؤولية‬
‫ادلدنية العشرية(حيث أن ىذا اجملمع بدأ نشاطو يف جويلية ‪ )2009‬بصفتها معيد تأمُت قائد‪.‬‬
‫‪ .3‬و تغطي الشركة و كما ذكرنا سابقا عدة فروع وىي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التأمُت من احلريق و خسائر اإلستغالل؛‬
‫ب ‪-‬التأمينات اذلندسية و تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية؛‬
‫ت ‪-‬تأمُت الطَتان؛‬
‫ث ‪-‬احلوادث و األخطار ادلختلفة‪،‬تأمُت ادلسؤولية ادلدنية‪ ،‬تأمينات احلياة؛‬
‫ج ‪-‬تأمُت أجسام السفن‪،‬‬
‫ح ‪-‬األخطار الطبيعية‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬نشاطها على المستوى الدولي‪ :‬أما إذا ألقينا نظرة على عالقاهتا على ادلستوى الدورل صلدىا ‪:‬‬
‫‪ .1‬دتلك الشركة فرعا ذلا يف لندن بإسم الشركة ادلتوسطية للتأمُت و إعادة التأمُت‬
‫(‪)Méditerranean Insurance and Reinsurance Company LTD – MED-RE‬‬
‫‪ .2‬و تشارك يف رأمسال كل من‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الشركة اإلفريقية إلعادة التأمُت ومقرىا نيجَتيا ( – ‪La Société Africaine de Réassurance‬‬
‫‪)AFRICA-RE‬‬
‫ب ‪-‬الشركة العربية إلعادة التأمُت ومقرىا لبنان (‪La Société Arabe de Réassurance – ARAB-‬‬
‫‪)RE‬‬

‫‪149‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪(Syndicat Arabe des‬‬ ‫ت ‪-‬و عضو نشط يف الصندوق العريب للتأمُت أخطار احلرب و مقره البحرين‬
‫‪)Risques de Guerre -AWRIS‬‬
‫‪ .3‬و نظرا حلجمها و كذا جودة عالقاهتا صلد أن الشركة متواجدة يف جل اذليئات التنفيذية ادلمارسة ألعمال‬
‫إعادة التأمُت سواء العربية أو األفريقية و حىت اآلسيوية‪ ،‬حيث صلدىا يف كل من اللجان الفنية جملمعات‬
‫إعادة التأمُت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اجملمع العريب إلعادة التأمُت حبري و غَت حبري ‪Pool Arabe Marine et Non Marine‬‬
‫‪ ‬اجملمع اإلفريقي لتأمُت الطَتان و احلريق ‪Pool Africain Aviation et Incendie‬‬
‫‪ ‬اجملمع األسيوي حبري و طَتان ‪Pools Asiatiques Non Marine et Aviation‬‬
‫‪ .4‬وعضو نشط يف اجمللس التنفيذي لالحتاد األفروآسيوي لشركات التأمُت وإعادة التأمُت (‪)FAIR‬‬
‫(‪)Fédération Afro-Asiatique des Sociétés d’Assurances et de Réassurance.‬‬
‫ثالثا‪/‬تطور رقم أعمال الشركة المركزية إلعادة التأمين‪ :‬أما إذا ألقينا نظرة على رقم أعمال الشركة فنجده يشهد‬
‫زيادة مستمرة من سنة ألخرى‪ ،‬سواء رقم األعمال احملقق على ادلستوى الوطٍت أو الدورل و ىذا نظرا لزيادة حجم‬
‫األعمال ادلكتتبة و يف كل الفروع و ىذا ما يوضحو اجلدول ادلوارل‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪:)8‬تطور رقم األعمال الشركة على المستوى الوطني و الدولي‬
‫مليون دينار جزائري‬

‫رقم األعمال على المستوى الدولي‬ ‫رقم األعمال على المستوى الوطني‬ ‫السنوات‬

‫‪778‬‬ ‫‪8265‬‬ ‫‪2009‬‬


‫‪639‬‬ ‫‪9137‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪%18-‬‬ ‫‪%10.55‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪819‬‬ ‫‪12690‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪%28.16‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪1205‬‬ ‫‪15267‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%47 .13‬‬ ‫‪%20.30‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪1327‬‬ ‫‪18992‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪%10 .12‬‬ ‫‪%24.39‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫المصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على التقارري السنوية لشركة ادلركزية إلعادة التأمُت لسنة ‪. 2012،2013 ،2011،2010،2009‬‬

‫‪150‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و ما ؽلكن أن نستشفو من اجلدول أعاله الزيادة ادللحوظة لرقم األعمال لسنة ‪ 2011‬على ادلستوى احمللي حيث‬
‫قدرت نسبة الزيادة ب ‪% 39‬عن رقم االعمال ادلسجل لسنة ‪ ، 2010‬و ىذا راجع كما ذكرنا سابقا إللزامية‬
‫التنازل عن األخطار اليت يعاد تأمينها من طرف شركات التأمُت اجلزائرية لصاحل ا لشركة ادلركزية إلعادة التأمُت و‬
‫ذلك بنسبة ‪ %50‬من رلموع األخطار ادلعاد تأمينها ىذه النسبة اليت مت إعتمادىا يف الفاتح من سنة ‪ .2011‬و‬
‫لإلشارة أن رقم األعمال اإلمجارل ادلسجل لسنة ‪ 2013‬بلغ ‪ 20 300 000 000‬دج موزعا حسب الفروع‬
‫كما يوضحو الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)2‬توزيع رقم أعمال الشركة لسنة ‪ 2013‬حسب الفروع‬

‫‪Incendie‬‬ ‫‪Engineering‬‬
‫‪Accident et risques divers‬‬ ‫‪CAT NAT‬‬
‫‪Aviation‬‬ ‫‪Corps Maritimes‬‬
‫‪Facultés‬‬ ‫‪Acceptation internationale‬‬
‫‪7%‬‬
‫‪4% 8%‬‬ ‫‪36%‬‬
‫‪6%‬‬
‫‪6%‬‬

‫‪13%‬‬
‫‪20%‬‬
‫المصدر ‪:‬التقر ر‬
‫ي السنوي لشركة ادلركزية إلعادة التأمُت لسنة ‪.2013‬‬

‫و أخَتا ما غلب أن ننوه لو أن الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت تلقت مطلع سنة ‪ 2013‬من أحد الرواد العادليُت‬
‫لوكاالت التنقيط يف قطاع التأمينات "آم بيست" على نقطة مشجعة )‪ ،( B+ Good‬وذلك نظرا لل ة‬
‫صالبادلالية‬
‫اليت سجلتها سنة ‪ ،2013‬وغلسد ىذا التنقيط الذي أكدتو "آم بيست" للسنة الرابعة على التوارل "اجلانب‬
‫اإلغلايب لألعمال على ادلستوى الوطٍت للشركة وحتكم ىا اجليد يف سياسة إكتتاب األخطار‪ ،‬ىذه العالمة ادلتميزة‬
‫ستعمل على تعزيز ثقة الشركاء الوطنيُت وكذا الدوليُت إزاء صلاعة ونوعية اخلدمات اليت تقدمها ىذه الشركة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل ىذا العرض ادلقتضب عن الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‪ ،‬تتجلى لنا قوة و مكانة ىتو الشركة على‬
‫مستوى السوق اجلزائري خاصة و أهنا ادلعيد األول على ادلستوى الوطٍت و بدون منازع‪،‬ذلذا أوكلت ذلا إدارة و‬
‫تسَت اجملمع اجلزائري إلعادة تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية و الذي يعد أول رلمع على ادلستوى الوطٍت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬تقديم المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية المدنية العشرية‬

‫سنحاول تقدًن اجملمع اجملمع اجلزائري إلعادة تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية يف رلال البناء و طريقة عملو من‬
‫خالل الربوتوكول (مذكرة االتفاق أو النظام الداخلي) اخلاص باجملمع ‪،‬حيث تعترب شركات التأمُت ادلوقعة على ىذا‬
‫الربتوكول أعضاء مؤسسُت لو و يتضمن ىذا النظام النقاط اآليت ذكرىا كما جاءت يف نصوص مواده‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬نشأة المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية المدنية العشرية و الهدف من إنشائو‬

‫أوال‪/‬نشأة المجمع‪ :‬يشهد قطاع التأمُت يف اجلزائر تطورا مستمرا و ىذا لألعلية اليت أولتها اذليئات و السلطات‬
‫القائمة عليو من أجل النهوض بو و تطويره يف مجيع فروعو‪ ،‬و كذا مواكبة للتطورات احلاصلة على الساحة‬
‫الوطنية‪ ،‬حيث أن اجلزائر و خالل السنوات األخَتة تشهد ثورة حقيقية يف مبجال البناء و التعمَت‪ ،‬ما جعل‬
‫القائمُت على قطاع التأمُت تعزيزه مبجمعة ىي األوذل من نوعها على ادلستوى الوطٍت‪ ،‬و اليت ختتص بإعادة تأمُت‬
‫ادلسؤولية ادلدنية العشرية و اليت يعد تأمينها إجباريا وفقا ما تقتضيو األحكام ادلنظمة للتأمينات يف اجلزائر‪ ،‬و مت‬
‫إستحداث ىذه اجملمعة نظرا خلصوصية ىذا اخلطر و الذي يعد إلتزاما طويل ادلدى ؽلتد لعشر سنوات ىذا من‬
‫جهة ونظرا حملدودية قدرات شركات التأمُت اجلزائرية يف تغطية ىذا اخلطر من جهة أخرى‪ ،‬حيث باشر اجملمع‬
‫نشاطو يف الفاتح من جويلية ‪ 2009‬مبشاركة مجيع شركات التأمُت الناشطة يف اجلزائر و على رأسهم الشركة‬
‫اجلزائرية إلعادة التأمُت (‪ )ccr‬و اليت تعد الشركة األوذل ادلتخصصة يف رلال إعادة التأمُت يف اجلزائر حيث أوكلت‬
‫ذلا مهمة إدارة و تسَت اجملمعةـ‪ ،‬و لضمان صلاح اجملمع يف مهامو و أداء الدور ادلنوط بو مت إشراك الشركة الفرنسية‬
‫)‪ ( SCOR‬يف اجملمع و اليت تعد الشركة األوذل و بإمتياز على ادلستوى العادلي يف رلال التأمُت من ادلسؤولية‬
‫ادلدنية العشرية دلا دتلكو من خربة و جتربة (إذ أن تأمُت ادلسؤولية العشرية أول ما ظهر و كذا تطور يف فرنسا)‪.‬‬
‫حيث أوكلت ذلذه الشركة و حبكم جتربتها و ختصصها يف ىذا اجملال مهمة صياغة اإلتفاقيات و ضبط شروطها و‬
‫حتديد ادلغطى و ادلستثٌت من األخطار و كل مالو عالقة باالتفاقيات ادلربمة على مستوى اجملمع‪ ،‬وفيما يلي قائمة‬

‫‪152‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالشركات أعضاء اجملمع و ادلوقعة لربتوكول (أو النظام الداخلي لو) كما سنتطرق دلضمون ىذا الربوتوكول يف ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫جدول رقم(‪: )9‬قائمة بأسماء أعضاء المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية المدنية العشرية‬

‫أعضاء المجمع‬

‫‪CCR‬‬ ‫الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‬

‫‪SCOR‬‬ ‫اجملموعة الفرنسية للتأمُت و إعادة التأمُت‬

‫‪SAA‬‬ ‫الشركة الوطنية للتأمُت‬

‫‪2A‬‬ ‫اجلزائرية للتأمينات‬

‫‪SALAMA‬‬ ‫شركة سالمة للتأمينات‬

‫‪GAM‬‬ ‫العامة للتأمينات ادلتوسطية‬

‫‪CIAR‬‬ ‫الشركة الدولية للتأمُت وإعادة التأمُت‬

‫‪ALLIANCE‬‬ ‫شركة التحالف‬

‫‪CAAT‬‬ ‫الشركة اجلزائرية لتأمينات النقل‬

‫‪TRUST‬‬ ‫شركة اجلزائرية للثقة‬

‫‪CAAR‬‬ ‫الشركة اجلزائرية للتأمُت وإعادة التأمُت‬

‫‪CASH‬‬ ‫الشركة اجلزائرية لتأمُت احملروقات‬

‫‪CNMA‬‬ ‫الصندوق الوطٍت للتعاون الفالحي‬


‫المصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على وثائق الشركة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪/‬الهدف من إنشاء المجمعة‪ :‬يقوم اجملمع و بالنيابة عن الشركات األعضاء ادلنظمة لو بتوفَت كل ما من شأنو‬
‫تسهيل وتطوير التأمُت من ادلسؤولية العشرية يف السوق اجلزائري و ذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪ .1‬مساعدة الشركات األعضاء ضمن اجملمع على تأمُت وإعادة تأمُت ما مت إكتتابو من عمليات متعلقة‬
‫بتأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية يف السوق اجلزائري؛‬
‫‪ .2‬يعتمد اجملمع على اإلدارة ادلركزية يف تسَت ما مت إكتتابو من عمليات و ذلك على مستوى الشركة ادلركزية‬
‫إلعادة التأمُت (‪ )CCR‬بإعتبارىا الشركة ادلسَتة وادلديرة للمجمع؛‬
‫‪ .3‬يقوم اجملمع بتنظيم عمليات إعادة التأمُت لصاحل أعضائو وضمان تغطيات ذلم؛‬
‫‪ .4‬العمل على تطوير وحتسُت الشروط الفنية يف رلال تأمُت ادلنشأت و كذا العمل مبا ىو منصوص عليو‬
‫قانونا ؛‬
‫‪ .5‬يعمل اجملمع على تطوير و إستحداث القواعد اليت تظمن السَت احلسن لو و ذلك بإشراك كل األعضاء‪،‬‬
‫حيث يتم طرح و مناقشة أي إنشغال أو إقًتاح من شأنو ادلساعلة يف تطوير اجملمع و تسهيل مهامو من‬
‫طرف األعضاء عند عقد اجلمعية العامة لو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة عمل المجمع وإجراءات إعادة التأمين‬

‫أوال‪ /‬طريقة عمل المجمع‪ :‬تتلخص طريقة عمل اجملمع يف النقاط التالية‬

‫‪ .1‬يتكون اجملمع من شلثل عن كل شركة تأمُت حيث يتوذل حضور كل االجتماعات اليت يعقدىا اجملمع و‬
‫نقل انشغاالت و أعمال الشركة ادلمثل ذلا؛‬
‫‪ .2‬تتوذل الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت (‪ )CCR‬إدارة و دتثيل اجملمع يف كل أعمالو؛‬
‫‪ .3‬يعقد اجملمع على األقل إجتماعا كل ‪ 6‬أشهر‪ ،‬أو بناء على طلب أي شركة عضو فيو من أجل النظر يف‬
‫أي مسألة أو إنشغال يرمي إذل حتقيق الغاية من وجود ىذا اجملمع؛‬
‫‪ .4‬ال تكون إجتماعات اجملمع صحيحة إال حبضور األغلبية ادلطلقة لعدد أعضائو و ادلتمثلة يف ثلثي‪ ،‬و ىذا‬
‫حتت رئاسة الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت؛‬
‫‪ .5‬تصدر القرارات ويتم ادلوافقة عليها باألغلبية ادلطلقة لثلثي األعضاء احلاضرين و ادلمثلُت لشركات التأمُت‬
‫و تعترب قراراتو نافذة مبجرد صدورىا؛‬

‫‪154‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .6‬يتم إخطار مجيع شركات التأمُت أعضاء اجملمع بقرارات و زلاضر اجتماعاتو يف غضون فًتة أقصاىا ‪30‬‬
‫يوما من عقد أي إجتماع‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬إجراءات إعادة التأمين‪:‬و تتمحور يف عملية اإلسناد و إعادة اإلسناد‬

‫‪ .1‬اإلسناد‪ :‬يتم إعادة تأمُت كل األعمال ادلتعلقة بادلسؤولية العشرية على مستوى السوق اجلزائري على‬
‫النحو التارل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يقوم اجملمع بإعداد ووضع دليل لإلكتتاب وتسعَت وفق ما تقتضيو طبيعة تلك األخطار ومتطلبات إعادة‬
‫تأمينها (و سنتطرق لتفاصيلها عندما نتطرق لشروط اإلكتتاب)؛‬
‫ب ‪ -‬ضمن برنامج إعادة التأمُت و االتفاقية ادلعدة من طرف اجملمع‪ ،‬يتم إسناد كل العمليات اليت مت اإلكتتاهبا‬
‫على مستوى السوق اجلزائري للمجمع‪ ،‬ولكن شريطة أن تكون وفق دليل اإلكتتاب و التسعَت ادلوضوع‬
‫من طرفو و تستجيب لشروطو؛‬
‫ج ‪ -‬ػلدد دليل اإلكتتاب و التسعَت حجم األخطار اليت ؽلكن لشركات التأمُت تسعَتىا مباشرة ودون الرجوع‬
‫إلدارة اجملمع‪ ،‬كما ػلدد نفس الدليل حجم العمليات اليت غلب فيها على شركات التأمُت الرجوع إلدارة‬
‫اجملمع (‪ )CCR‬من أجل تسعَتىا‪ ،‬و يكون ذلك عن طريق طلب تقدمو شركة التأمُت اليت قبلت تأمُت‬
‫ىذا اخلطر (‪)une demande de tarification‬؛‬
‫د ‪ -‬تقوم إدارة اجملمع مبراجعة كل األخطار اليت مت إسنادىا لتتأكد من أن تسعَتىا مت وفق ما ىو متفق عليو؛‬
‫ه ‪ -‬ضمن إتفاقية إلعادة التأمُت تقوم كل شركة تأمُت منظمة للمجمع بإسناد كل األخطار اليت إكتتبتها‬
‫للشركة ادلركزية إلعادة التأمُت بإعتبارىا الشركة ادلديرة للمجمع‪.‬‬

‫إعادة إعادة التأمين على أساس‬ ‫‪ .2‬إعادة اإلسناد‪ :‬تقوم الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت ووفقا إلتفاقية‬

‫الحصة النسبية بإعادة إسناد كل العمليات اليت إكتتبت فيها شركات التأمُت على كل أعضاء اجملمع و‬

‫ذلك حسب إلتزام كل شركة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثالث‪ :‬توزيع األخطار و العضوية في المجمع‬

‫أوال‪ /‬توزيع األخطار‪:‬يتعهد كل عضو من األعضاء بتحمل نسبة من رلموع األخطار اليت أسندت للمجمع‪،‬‬
‫كما ؽلكن لكل عضو تعديل نسبة مشاركتو سنويا‪ ،‬و ىذا التغَت يكون يف حالة ما إذا زادت القدرة االستيعابية‬
‫للمجمع (أي زيادة حدود االتفاقية) ىذا من جهة‪ ،‬أو يف حالة انسحاب أو انضمام عضو جديد للمجمع و‬
‫مثال ذلك أن نسبة مشاركة شركات التأمُت تغَتت يف مطلع سنة ‪ 2013‬بسبب إنضمام شركة ‪Swiss RE‬‬
‫للمجمع‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬االنضمام و الخروج من المجمع‪ :‬تكون العضوية ضمن اجملمع و كذا اخلروج منو وفقا دلا يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬ؽلكن ألي شركة دتارس التأمُت على أخطارا البناء االنضمام للمجمع و ذلك مبوافقة أغلبية ثلثي الشركات‬
‫األعضاء؛‬
‫‪ .2‬غلوز ألي عضو من أعضاء اجملمعة اإلنسحاب منها ويصبح االنسحاب نافذا من تاريخ التجديد ادلقبل‬
‫للعضوية شريطة إخطار إدارة اجملمع بفًتة معينة‪،‬و تقوم إدارة اجملمع بإخطار باقي األعضاء عن ىذا‬
‫اإلنسحاب؛‬
‫‪ .3‬كل إنسحاب أو إنضمام للمجمع يعٍت إجراء تعديل على النظام الداخلي (الربوتوكول) ادلوقع عليو من‬
‫طرف شركات التأمُت و يكون ىذا التعديل عن طريق ملحق يصادق عليو مجيع أعضاء اجملمع‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪/‬مهام الشركة المركزية إلعادة التأمين (‪ )CCR‬في إدارة التعويضات‬

‫أوال‪ /‬مهام الشركة المركزية إلعادة التأمين (‪:)CCR‬تعترب الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت الشركة ادلمثلة للمجمع‬
‫يف كل عملياتو حيث يعتمد اجملمع يف إدارتو و تسَته على مواردىا حيث تقوم ب‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلشراف على مجيع اإلتفاقيات ادلربمة بُت اجملمع و شركات التأمُت؛‬


‫‪ .2‬تتوذل الشركة ادلركزية إدارة كل ما يتعلق بالتغطية التأمينية للمسؤولية ادلدنية العشرية و اليت تصدر وثائقها‬
‫شركات التأمُت‪،‬‬
‫‪ .3‬إدارة التعويضات حلساب األعضاء؛‬
‫‪ .4‬التأكد من أن تسعَت األخطار يتم وفقا لدليل التسعَت‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪/‬إدارة التعويضات‪ :‬يف حالة وقوع حادث ما يتم تسَت ملف التعويض كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تلتزم كل شركة بإخطار اجملمع عن أي حادث يقع‪ ،‬وتوافيو بكل التفاصيل ادلتعلقة باخلطر وحجم اخلسائر‬
‫وسبب احلادث وغَتىا من البيانات‪ ،‬كما غلب عليها أن توايف إدارة اجملمع بأي معلومة أو وثيقة يطلبها‬
‫من أجل دراسة و تسَت ملف التعويض مبا يضمن حق كل طرف؛‬
‫‪ .2‬غلب على شركة التأمُت احلصول على موافقة خطية من الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‪ ،‬وذلك قبل أي‬
‫تسوية تدخل ضمن نطاق إتفاقية إعادة التأمُت ادلربمة بينها وبُت اجملمع؛‬
‫‪ 30‬يوم من تاريخ‬ ‫‪ .3‬تلتزم الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت بالرد على طلب التسوية و ذلك يف غضون‬
‫اإلخطار باحلادث‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مضمون االتفاقية ومدتها‬

‫أوال‪ /‬مضمون االتفاقية‪ :‬يتلخص مضمون االتفاقية يف النقاط التالية‬

‫‪ .1‬يتم اإلتفاق بُت الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت بإعتبارىا الشركة ادلديرة للمجمع‪ ،‬وبُت شركات التأمُت‬
‫أعضاء اجملمع و ادلصدرة لوثائق تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية على كل الشروط ادلتعلقة بإتفاقية إعادة‬
‫‪la‬‬ ‫التأمُت)‪ )la réassurance‬من جهة و كذا الشروط ادلتعلقة بإتفاقية إعادة إعادة التأمُت (‬
‫‪ )rétrocession‬من جهة أخرى؛‬
‫‪ .2‬يف حالة وقوع حادث ما و تبُت للشركة ادلركزية إلعادة التأمُت يف إطار تسَتىا دللف التعويض‪ ،‬أن اخلطر‬
‫على أساس العالقة بُت القسط‬ ‫مت تسعَته بأقل شلا ىو متفق عليو‪ ،‬يتم تطبيق القاعدة النسبية زلسوبة‬
‫احملصل والقسط الذي كان من ادلفروض حتصيلو وفقا لدليل اإلكتتاب والتسعَت‪ ،‬و بذلك تتحمل ىذه‬
‫الشركة على عاتقها الفرق الزائد عن احلد ادلتفق عليو‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬مدة اإلتفاق‪ :‬حيث دخل ىذا الربوتوكول حيز التنفيذ إعتبارا من ‪1‬جانفي‪ 2009‬و يسري دلدة سنة قابلة‬
‫للتجديد و ذلك مبوجب إتفاق ضمٍت‪.‬‬

‫وبعدما تناولنا مذكرة إتفاق إنشاء اجملمع اجلزائري إلعادة تأمُت سنتناول فيما يلي كل من إتفاقية إعادة التأمُت و‬
‫إتفاقية إعادة إعادة التأمُت ادلربمة بُت إدارة اجملمع و بُت شركات التأمُت أعضاء اجملمع‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إتفاقية اإلعادة و إعادة اإلعادة و عرض أعمال المجمع‬

‫سنحاول من خالل ىذا ادلبحث عرض كال من إتفاقييت إعادة التأمُت و إعادة إعادة التأمُت ادلربمة بُت إدارة‬
‫اجملمع و كل شركة عضو فيو‪ ،‬و ذلك من خالل عرض الشروط العامة و اخلاصة لكليهما باإلضافة لألخطار‬
‫ادلغطات ضمن اإلتفاقيتُت‪ ،‬و كذا دليل التسعَت و اإلكتتاب ادلعتمد من طرف اجملمع لتناول يف اخلتام عرضا‬
‫ألعمال اجملمع باألرقام و التحليل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إتفاقية إعادة التأمين المسؤولية المدنية العشرية (على أساس الحصة النسبية)‬

‫حيث يعقد اجملمع مع كل شركة تأمُت عضو يف اجملمع كمرحلة أوذل إتفاقية إلعادة تأمُت األعمال ادلكتتبة يف ىذا‬
‫الفرع على أساس احلصة النسبية ‪ ،‬و ُؽلثَل اجملمع بالشركة ادلركزية إلعادة التأمُت (‪ )CCR‬بصفتها الشركة ادلديرة لو‬
‫و كذا بصفتها ادلعيد القائد (‪ ،)Réassureur Apériteur‬وسنتناول من خالل ىذا ادلطلب رلمل الشروط‬
‫العامة و كذا الشروط اخلاصة و نتطرق يف ختام ىذا ادلطلب إذل دليل اإلكتتاب و التسعَت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬

‫حيث تتناول ىذه الشروط مجلة النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪/‬مجال تطبيق االتفاقية‪ :‬من خالل إتفاقية إعادة التأمُت ادلربمة بُت اجملمع و كل شركة تأمُت‪ ،‬تتعهد ىذه‬
‫األخَتة بإسناد كل العمليات اليت إكتتبتها ضمن تأمُت أخطار ادلسؤولية ادلدنية العشرية و اليت تقع حصريا يف‬
‫اجلزائر و خالل مدة سريان ىذه االتفاقية للمجمع‪ ،‬كما تقوم إدارة اجملمع و ادلمثلة يف الشركة ادلركزية إلعادة‬
‫التأمُت من جهتها بقبول ما مت إسناده ذلا و ذلك وفق شروط متفق عليها مسبقا ضمن نفس االتفاقية‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬سعة االتفاقية‪ :‬و اليت دتثل أقصى إلتزام لالتفاقية عن كل الوثائق ادلكتتبة‪ ،‬و غلب اإلشارة إذل أن سعة‬
‫اجملمع منذ نشأتو يف تزايد مستمر و سنعرضها بلغة األرقام الحقا‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬اإلحتفاظ الصافي للشركة المسندة‪ :‬كما أشرنا لو سابقا فإن االتفاقية ادلربمة بُت شركات التأمُت و ادلعيد‬
‫ىي على أساس احلصة النسبية‪ ،‬حيث تقوم شركات التأمُت اجلزائرية أعضاء اجملمع بإسناد كل ما مت إكتابو من‬
‫أخطار ادلسؤولية العشرية إلدارة اجملمع‪ ،‬أي نسبة إحتفاظ كل شركة من العمليات اليت إكتتبتها ضمن إتفاقية‬

‫‪158‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االعادة ىي ‪( %0‬على أن يتم توزيع رلموع األخطار ادلكتتبة على أعضاء اجملمع كل حسب قدرتة ضمن إتفاقية‬
‫إعادة إعادة التأمُت كخطوة ثانية)‪.‬‬

‫رابعا‪/‬شروط اإلكتتاب والتسعير‪:‬و تتضمن مايلي‬

‫‪ .1‬يشًتط على شركات التأمُت أن تفرق بُت نوعُت من األخطار‪:‬‬


‫أ ‪ -‬أخطار بإمكان شركة التأمُت تسعَتىا مباشرة على مستواىا دون الرجوع للمجمع و ذلك بتطبيق معدل‬
‫ثابت حسب ماىو منصوص عليو يف االتفاقية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬و أخطار وجب على شركة التأمُت الرجوع إذل إدارة اجملمع من أجل تقيمها و تسعَتىا‪.‬و سنفصل فيها‬
‫الحقا‪.‬‬
‫‪ .2‬شروط اإلكتتاب و كذا الضمانات ىي نفسها شروط و ضمانات وثيقة التأمُت األصلية؛‬
‫‪ .3‬إذا أرادت شركة التأمُت إجراء أي تعديل على وثيقة التأمُت األصلية وجب عليها الرجوع إلدارة اجملمع و‬
‫احلصول على موافقة مسبقة منو‪.‬‬

‫خامسا‪/‬اإلستثناءات‪:‬كل األضرار ادلستثنات من وثيقة التأمُت األصلية تستثٌت أيضا من ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫سادسا‪/‬اإلرساليات‪ :‬يف اجململ ىناك إرساالن نصف سنويان تقوم كل شركة عضو يف اجملمع بإرساذلا إلدارة‬
‫اجملمع حيث يظهر كل إرسال ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلرسال األول‪ :‬يظهر كل وثائق التأمُت ادلصدرة خالل الفًتة األوذل و اليت مت تقدير أقساطها بشكل‬
‫أورل (تقرييب) حيث يعد ىذا اإلرسال األول مؤقت و غلب أن يتضمن ىذا اإلرسال ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬رقم وثيقة (بوليصة) التأمُت؛‬
‫ب ‪ -‬حتديد ادلنشأة (البناء) زلل التأمُت؛‬
‫ج ‪ -‬ادلبلغ ادلقدر ألعمال ادلؤمنة (متضمنة الرسوم)؛‬
‫د ‪ -‬األقساط ادلقدرة؛‬
‫ه ‪ -‬تاريخ إستالم ادلؤقت للمنشأة (ادلبٌت)‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلرسال الثاني‪ :‬ويتضمن وثائق التأمُت اليت مت فيها تعديل و حتديد القيمة احلقيقية للمبٌت زلل التأمُت‬
‫و كذا األقساط و يعد إرسال هنائي و ػلمل ادلعلومات التالية‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ ‪ -‬رقم وثيقة (بوليصة) التأمُت؛‬


‫ب ‪ -‬حتديد ادلنشأة (البناء) زلل التأمُت؛‬
‫ج ‪ -‬ادلبلغ النهائي لألعمال ادلؤمنة؛‬
‫د ‪ -‬قسط التأمُت ادلعدل؛‬
‫ه ‪ -‬تاريخ إستالم ادلؤقت للمنشأة‪.‬‬

‫سابعا‪/‬اإلشعار بوقوع الحادث‪:‬و يتم ذلك كما يلي‬

‫‪ .1‬يتم إشعار معيد التأمُت عن كل احلوادث اليت وقعت و ذلك عن طريق إرسالية تبعث لو كل ‪ 6‬أشهر؛‬
‫‪ .2‬بغض النظر عن التقدير ادلبدئي حلجم اخلسارة غلب إشعار ادلعيد بوقوع أي حادث؛‬
‫‪ .3‬غلب على شركة التأمُت أن تقدم للمعيد مجيع ادلعلومات ادلتاحة عن حيثيات احلادث‪.‬‬

‫ثامنا‪/‬تسير ملف الحوادث‪ :‬ويكون على النحو التارل‬

‫‪ .1‬مبجرد أن تتأكد شركة التأمُت بأن حجم التعويض سيفوق ادلبلغ الذي مت تقديره ضمن إشعار الوقوع‬
‫خبَتا‬ ‫باحلادث‪ ،‬وجب عليها إخطار معيد التأمُت على الفور‪ ،‬وغلب أن تتأكد بأن ادلؤمن عليو وضع‬
‫لتقييم األضرار وحتديد الظروف اليت دتت فيها احلادثة؛‬
‫‪ .2‬ال يتم حتمل أي مسؤولية أو القيام بأية تسوية دون موافقة معيد التأمُت القائد‪ ،‬و ذلك بالنسبة للخسائر‬
‫اليت تتجاوز يف قيمتها ما مت تقديره من قبل يف اإلشعار ادلتعلق بوقوع احلادث و الذي يتم حتديده ضمن‬
‫الشروط اخلاصة؛‬
‫‪ .3‬كما ال ؽلكن للشركة ادلسندة (احمليلة) إختاذ أي إجراء قانوين أو إقًتاح أية تسوية ودية من دون احلصول‬
‫على موافقة مسبقة من طرف ادلعيد‪.‬‬
‫‪ .4‬كما أن معيد التأمُت يتحمل وفق ما يتناسب مع مشاركتو يف ىذه االتفاقية ليس فقط تعويض اخلسارة‬
‫ولكن أيضا تكاليف ادلعاينة‪ ،‬واخلربة‪ ،‬و احملامُت و ادلصاريف القضائية و غَتىا من النفقات اليت تكبدهتا‬
‫الشركة ادلسندة‪ ،‬باستثناء رواتب موظفي الشركة ادلسندة وتكاليفها اجلارية األخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬مجيع ادلبالغ ادلسًتدة من طرف الشركة ادلسندة حتت مظلة دعاوى الدفاع و االستئناف‪ ،‬غلب إحالتها‬
‫بالكامل إذل معيد التأمُت‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تاسعا‪/‬الدفع المسبق‪ :‬تتضمن ىذه االتفاقية و وفق ما ىو منصوص عليو يف شروطها اخلاصة‪ ،‬أنو ػلق لشركة‬
‫التأمُت(الشركة ادلسندة) عند وقوع حادث ما و تبلغ خسائره حدا معُت و بعد تقدًن طلب دلعيد التأمُت‪ ،‬وجب‬
‫عليها تقدًن مبلغ أورل للمؤمن لو كتسبيق عن التعويضات اليت ستدفعها الحقا‪ ،‬و ذلك يف غضون ‪ 15‬يوما من‬
‫تقدًن ىذا الطلب‪.‬أما بقية اخلسائر فيتم تسويتها بشكل عادي وفق حساهبا اجلاري‪.‬‬

‫عاشرا‪/‬عمولة إعادة التأمين‪ :‬ؽلنح معيد التأمُت عمولة ثابتة لشركة ادلسندة (يتم حتديدىا ضمن الشروط اخلاصة)‪،‬‬
‫ويتم إحتساهبا على أساس األقساط ادلسندة للمعيد خالل السنة اجلارية‪.‬‬

‫إحدى عشر‪/‬الوديعة‪ :‬يف ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة تقوم الشركة ادلسندة بتحرير حصة معيد التأمُت من الوديعة‬
‫اليت مت تشكيلها دلواجهة ما مت تقديره من األخطار قيد التسديد‪ .‬و اليت إحتجزت من رلمل األقساط اليت حتيلها‬
‫للمجمع‪.‬‬

‫إثنا عشر‪/‬الحسابات‪ :‬تُرسل شركات التأمُت للمعيد فصليا‬

‫‪ .1‬حساب يظهر يف جانبو الدائن رلموع األقساط احملصلة و يف جانب ادلدين التعويضات ادلسددة و كذا العمولة‬
‫اليت تستحقها على ىذه الفًتة‪.‬‬
‫‪ .2‬بالنسبة للحساب الذي يتم إعداده يف ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة يظهر فيو باإلضافة دلا سبق يف جانبو الدائن‬
‫مبلغ الوديعة احملررة للمعيد و كذا الفوائد ادلستحقة لو عن ىذه الوديعة احملتجزة‪ ،‬و يف جانب الدائن قيمة الوديعة‬
‫ادلشكلة‪.‬‬
‫ثالثة عشر‪/‬مدة االتفاقية‪ :‬تكون مدة ىذه االتفاقية لفًتة غَت زلدودة‪.‬‬

‫أربعة عشر‪/‬فسخ االتفاقية‪:‬و يتم ذلك وفق ما يلي‬

‫‪ .1‬لكل عضو يف اجملمعة احلق يف إهناء مشاركتو ضمن ىذه االتفاقية و ذلك يف ‪ 31‬ديسمرب شريطة إرسال‬
‫إشعار بذلك ‪ 3‬أشهر قبل ىذا التاريخ‪.‬‬
‫‪ .2‬كما ؽلكن لكل عضو احلق يف الفسخ الفوري لإلتفاقية يف أي وقت وبدون أجل زلددو ذلك يف‬
‫احلاالت التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يف حالة اإلفالس اجملمعة أو التصفيتها؛‬

‫‪161‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب ‪ -‬إذا طرأ تغَت على النظام األساسي للمجمعة و منو على الضمانات اليت تقدمها شركة التأمُت‪،‬كان ذلا‬
‫احلق يف طلب فسخ العقد؛‬
‫ج ‪ -‬إذا قام أحد األطراف اإلندماج مع شركة أخرى أو حتويل زلفظتو لشركة تأمُت أو إعادة تأمُت أخرى؛‬
‫د ‪ -‬إذا أصبح تنفيذ ىذه االتفاقية مستحيال بسبب وجود قانون أو الئحة تنظيمية‪ ،‬أو بسبب احلرب أو‬
‫احلصار‪ ،‬أو ثورة أو أي حالة أخرى تدخل ضمن القوة القاىرة؛‬
‫ه ‪ -‬إذا كان ىناك نص قانوين ؽلنع تطبيق بند أو عدة بنود من ىذه االتفاقية؛‬
‫و ‪ -‬إذا أخل أي طرف من األطراف بإلتزاماتو‪.‬‬
‫‪ .3‬كل فسخ غلب اإلخطار عنو عن طريق فاكس أو تلكس أو رسالة توجو للجهة ادلعنية‪.‬‬
‫‪ .4‬يف حالة الفسخ الفوري لإلتفاقية‪ ،‬ال ػلق دلعيد التأمُت ادلطالبة باألقساط أو جزء منها و اليت تغطي‬
‫رلموع األخطار بعد تاريخ ىذا الفسخ‪ ،‬بل يتلقى حصتو من األقساط مبا يتناسب و عدد األيام من‬
‫تاريخ أول يوم من سنة االكتتاب إذل غاية تاريخ الفسخ ‪ .‬ومع ذلك سيبقى ملتزما جبميع ادلطالبات‬
‫ادلتكبدة قبل تاريخ اإلهناء والتصفية بالكامل‪.‬‬

‫خمسة عشر‪/‬تصفية اإللتزامات عند إنتهاء االتفاقية‪:‬‬

‫‪ .1‬بعد فسخ االتفاقية يبقى ادلعيد ملتزم بسداد التعويضات اليت تعود لوثائق التأمُت اليت مت إكتتاهبا خالل‬
‫فًتة سريان االتفاقية و اليت أُسندت لو‪ ،‬أي أن إهناء االتفاقية ال يؤثر بأي حال من األحوال على حقوق‬
‫و إلتزامات طريف العقد بالنسبة للعمليات اليت أسندت لإلتفاقية قبل اإللغاء و مازالت سارية بعد تاريخ‬
‫اإللغاء؛‬
‫‪ .2‬و بالنسبة للوديعة و اليت تعود للتعويضات حتت التسوية اليتم حتريرىا إال بعد التسوية النهائية ذلذه‬
‫التعويضات‪.‬‬

‫ستة عشر‪ /‬المصير المشترك‪ :‬مبوجب ىذه االتفاقية و شروطها يتقاسم ادلعيد مع الشركة ادلسندة نفس ادلصَت‬
‫فيما يتعلق باالعمال اليت مت إسنادىا إذل االتفاقية ومن ادلتفق عليها‪.‬‬

‫عشرون‪ /‬األخطاء و الهفوات و كذا الحق في التفتيش‪:‬قد تقع بعض األخطاء و اذلفوات عند تطبيق االتفاقية‬
‫لذا غلب أخذ مجلة من التدابَت إن ىي وقعت و تتمثل يف‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬أي خطأ أو تقصَت يف تطبيق ىذه االتفاقية مبا ؽلس حقوق األطراف ادلتعاقدة ال بد من تصحيحو بأسرع‬
‫وقت شلكن؛‬
‫‪ .2‬دلعيد التأمُت احلق الكامل على أن يكون على علم و إطالع و يف أي وقت جبميع الوثائق ادلتعلقة‬
‫باألعمال اليت تسند لو مبوجب ىذه االتفاقية؛‬
‫‪ .3‬إذا أراد ادلعيد شلارسة حقو يف التفتيش غلب عليو إخطار الشركة ادلسندة مسبقا و خالل ‪ 48‬ساعة على‬
‫األقل بعزمو على شلارسة ىذا احلق؛‬
‫‪ .4‬غلب على الشركة ادلسندة إجابة طلب ادلعيد و ذلك بتوفَت نسخة عن كل الوثائق ادلتعلقة باألعمال اليت‬
‫تدخل يف نطاق ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫واحد وعشرون‪/‬التحكيم ‪:‬يف حال وقوع نزاع ما ػلول دون تطبيق ىذه االتفاقية يتم تشكيل ىيئة خاصة‬
‫بالتحكيم بُت األطراف ادلتنازعة للبت يف القضية و يتم تشكيلها من عضوين مسَتين من شركات التأمُت و إعادة‬
‫التأمُت‪ .‬فإذا دل يتفق احلكمُت وجب إضافة حكم ثالث للفصل يف القضية‪،‬و لإلشارة أنو يتم إعتماد أحكام‬
‫القانون اجلزائري يف التحكيم بُت االطراف ادلتنازعة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الشروط الخاصة باتفاقية إعادة التأمين‬

‫و تتضمن مجلة من الشروط و ىي‪:‬‬

‫أوال‪/‬اإلقليم‪ :‬بإعتبار أن اجملمع اجلزائري ىو رلمع زللي فهو ال يقبل اإلكتتاب يف أعمال من خارج الوطن‪ ،‬إذ‬
‫يتوذل إعادة تـأمُت مامت إكتتابو من أخطار تقع يف اإلقليم اجلزائري فقط؛‬

‫ثانيا‪ /‬الفرع‪ :‬الفرع ادلغطى مبوجب ىذه االتفاقية ىو تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية للمقاول و ادلهندس ادلعماري‬
‫واليت ختضع ألحكام و ثيقة التأمُت اليت تدخل يف إطار ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬صورة(صيغة) االتفاقية‪ :‬إن االتفاقية ادلربمة بُت معيد التأمُت ادلمثل للمجمع( ‪ )ccr‬و بُت شركات التأمُت‬
‫العضوة فيو ىي إتفاقية إعادة التأمُت على أساس احلصة النسبية (‪.)Traité Quote-Part‬‬

‫رايعا‪/‬سعة االتفاقية‪ :‬وىي دتثل أقصى إلتزام ؽلكن أن يتحملو اجملمع حيث تقدر ب ‪ 3 000 000 000 :‬دج‬
‫لغاية سنة ‪.2014‬‬

‫‪163‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خامسا‪/‬نسبة إحتفاظ الشركة المسندة ‪ :‬تتمثل نسبة إحتفاظ كل شركة من األخطار ادلك ت‬
‫تبة ‪ %0‬أي أن كل‬
‫شركة ملزمة بإعادة تأمُت كل ما مت إكتتابو للمجمع‪.‬‬

‫سادسا‪/‬الخسائر‪ :‬عند وقوع خسارة ما غلب أن تظهر يف احلساب ( ‪ )compte de sinistre‬بتاريخ اإلكتتاب‬
‫وثيقة التأمُت‪ ،‬أي نعتمد السنة اليت مت فيها إسناد اخلطر حتت االتفاقية كأساس بغض النظر عن التاريخ الذي وقع‬
‫فيو احلادث أو أنشأت فيو ادلطالبة (مثال خسارة وقعت يف ‪ 2014‬و اإلكتتاب كان يف ‪ 2009‬فيسند اخلطر لسنة‬
‫إكتتابو أال وىي ‪.)2009‬‬

‫سابعا‪/‬نسبة األقساط المسندة للمجمع ‪:‬مبا أن كل شركة تقوم بإسناد اخلطر بالكامل للمجمع لذا يتوجب عليها‬
‫إسناد كل االقساط ادلكتتبة يف ىذا الفرع للمجمع؛‬

‫ثامنا‪/‬عمولة إعادة التأمين‪ :‬حيث تقتطع كل شركة عضو يف اجملمع عمولة بنسبة ‪ %16‬من أقساط إعادة التأمُت‬
‫اليت تسندىا للمجمع نظَت العمليات اليت إكتتبتها؛‬

‫تاسعا‪/‬الحساب‪ :‬و ىو بيان باألعمال الفعلية اليت قامت هبا كل شركة تأمُت عضو يف اجملمع حيث تقدم ىذه‬
‫احلسابات لو بشكل دوري منتظم خالل كل فصل(‪ 3‬أشهر ) تظهر فيو العمليات اليت إكتتبتها خاللو‪.‬‬

‫عاشرا‪/‬اإلشعار بوقوع الحادث‪:‬غلب اإلخطار عن وقوع أي احلادث مهما كانت قيمتو‪.‬‬

‫إحدى عشر‪/‬التعويض الفوري‪ :‬عند وقوع حادث ما و جتاوزت اخلسائر ادلقدرة لو مبلغ ‪25 000 000‬دج يف‬
‫ىذه احلالة و بعد تقدًن طلب دلعيد التأمُت‪ ،‬وجب عليها تقدًن مبلغ أورل للمؤمن لو كتسبيق عن التعويضات اليت‬
‫ستدفعها الحقا‪ ،‬إذ يعد ىذا ادلبلغ األورل كًتضية للمؤمن لو نظرا لضخامة اخلسائر اليت تكبدىا ىذا من جهة و‬
‫من جهة أخرى ألن شركة التأمُت تعلم مسبقا أهنا ستدفع تعويضا للمؤمن لو عن اخلطر الذي و قع‪ ،‬فلو إفًتضنا‬
‫أن منشأة إحًتقت عن االخر فمن البديهي مهما كان حجم اخلسائر فشركة التأمُت ستتحمل جزءا منها‪ ،‬ىذا ما‬
‫يدفعاىا دلنح ادلؤمن تسبيق عن ذلك‪.‬‬

‫إثنا عشر‪/‬الفوائد على الودائع المحتجزة (االإحتياطات)‪ :‬إن اإلحتياطات اليت حتتجز من قبل الشركة ادلسندة‬
‫ىي شلا تعود ملكيتها دلعيد التأمُت أصال‪ ،‬و مبا أن ىذه األموال اليت ؽللكها حجزت عنو و بالتارل لن يكون‬
‫بإمكانو إستثمارىا لذلك فهو يستحق نوعا من التعويض ادلادي عن حرمانو من الريع الذي كان ؽلكن أن يعود‬

‫‪164‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ %1‬كفوائد عن ىذه اإلحتياطات‬ ‫عليو لو دتكن من إستثمار ىذه األموال اإلحتياطية‪ ،‬و يعتمد اجملمع نسبة‬
‫احملتجزة‪.‬‬

‫ثالثة عشر‪ /‬مدة االتفاقية‪ :‬مدة سريان ىذه االتفاقية غَت زلددة ‪ ،‬أي أهنا تستمر طادلا يظهر كال الطرفُت ادلسند‬
‫وادلعيد رغبتهما باإلستمرار فيها‪ ،‬و يف الوقت نفسو فإن أي طرف منهما قد يقرر إهناء إلتزامو هبذه االتفاقية و لو‬
‫احلق يف ذلك‪ ،‬و لكن ىذا اإللغاء ال يعترب نافذا إال يف تاريخ زلدد ىو تاريخ إنتهاء سنة االتفاقية و قبل دخوذلا‬
‫سنة جديدة( ‪31‬ديسمرب)‪ ،‬و من يود من الطرفُت إلغاء االتفاقية غلب أن ؼلطر الطرف اآلخر قبل وقت كاف و‬
‫يكون ‪ 3‬أشهر على األقل‪.‬‬

‫أربعة عشر‪ /‬نسبة معيد التأمين (النسبة معاد تأمينها)‪ :‬مبا أن إحتفاظ كل شركة من اخلطر ضمن االتفاقية األوذل‬
‫وىي إتفاقية إعادة التـأمُت ىو ‪ %0‬معناه أن ما يتم إسناده للمجمع من أعمال ىو بنسبة ‪.100%‬‬

‫الفرع الثالت‪ :‬األخطار المغطات‬

‫سنتناول ىنا األخطار ادلغطات و كذا ادلستثنات من ىذه االتفاقية‬

‫أوال‪/‬األخطار المغطات بموجب االتفاقية‪:‬و تتمثل يف‬

‫مجيع ادلباين ذات طبيعة سكنية‪،‬مكاتب‪،‬أو‬ ‫‪ .1‬األخطار التي ال تستوجب الموافقة المسبقة لمعيد التأمين‪:‬‬
‫بنايات جتارية‪ ،‬ادلدارس وادلستشفيات والفنادق‪،‬خزانات ادلياه‪ ،‬اخلزانات اخلراسانية ادلسلحة‪.‬مجيع ىذه ادلنشآت‬
‫تقوم شركات التأمُت بقبول تأمينها مباشرة و دون الرجوع دلعيد التأمُت و أخذ موافقتو ادلسبقة لكن يشًتط أن‬
‫تكون قيمتها أقل من أو تساوي ‪ 250 000 000‬دج‪.‬‬
‫‪ .2‬األخطار التي تستوجب الموافقة المسبقة لمعيد التأمين‪ :‬أما األخطار اليت غلب فيها على شركة التأمُت‬
‫الرجوع للمجمع ألخذ موافقتة ادلسبقة ىي‪:‬‬
‫أ ‪-‬كل ادلنشأت اليت مت ذكرىا يف الفقرة السابقة و اليت تفوق يف قيمتها مبلغ ‪250 000 000‬دج؛‬
‫ب ‪ -‬كل ادلنشآت األخرى عدا ما مت ذكره يف الفقرة السابقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬األخطار المستثنات من االتفاقية‪ :‬و تتمثل يف‬

‫‪165‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬تستثٌت من التغطية ادلنشأت العمومية مبا يف ذلك اجلسور واألنفاق والسدود ‪ ،‬خزانات ادلياه األرضية‪،‬‬
‫والطرق‪ ،‬والطرق السريعة‪ ،‬والسكك احلديدية وادلوانئ وكل األشغال البحرية‪ ،‬ومهابط الطائرات؛‬
‫‪ .2‬ادلباين ادلعاد بناءىا و ىيكلتها‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬تحليل األخاطر و تقيمها ‪ :‬إن مراجعة وثائق اإلكتتاب لألخطار و كذا حتليلها وتقيمها ال ؽلكن أن يكون‬
‫على مستوى الوكالت ادلباشرة لشركات التأمُت‪ ،‬بل غلب أن يقوم هبذه العملية أفراد متخصصون يف رلال البناء و‬
‫التشيد‪ ،‬ويكون ذلك على مستوى ادلقر الرئيسي لشركة التأمُت أو على مستوى ادلديريات اجلهوية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬دليل التسعير و االكتتاب‬

‫يطبق ىذا الدليل لضمان تسعَت ادلسؤولية ادلدنية العشرية لألطراف ادلشاركة يف عمليات البناء و التشيد؛كما ؼلص‬
‫ىذا الدليل تسعَت ادلباين وادلنشآت ادلشيدة و ادلقامة على الًتاب اجلزائري كما سبق ذكره؛و يشًتط أن تكون ىذه‬
‫ادلنشآت من ناحية أخرى قد خضعت للرقابة التقنية يف مرحلة الدراسة والتنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪/‬قواعد االكتتاب والتسعير‪:‬و تتمثل يف‬

‫‪ .1‬قسط التأمين‪ :‬يتم حتديد قسط التأمُت عن طريق تطبيق معدل ثابت على التكلفة اإلمجالية للبناء‪.‬‬
‫‪ .2‬معلومات عن المبني موضوع التأمين‪ :‬حىت يتم تسعَت اخلطر زلل التأمُت غلب أن تتوفر مجلة من البيانات‬
‫لضمان ذلك و ىي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ظلوذج التصريح باخلطر ػلمل كل ادلعلومات الالزمة عنو‪،‬كما غلب أن ػلمل توقيع كل من شركة ادلقاولة اليت قامت‬
‫بإصلاز ادلشروع وكذا مكتب الدراسات الذي قام بالتصميم‪ ،‬كما غلب أن يرفق بوثيقة متابعة األشغال ىذه األخَتة‬
‫اليت تعد جزءا ال يتجزأ من عقد التأمُت؛‬
‫ب ‪ -‬نسخة من عقد ادلراقبة التقنية ادلوقع و ادلربم بُت صاحب ادلشروع و اذليئة ادلخول ذلا بادلراقبة التقنية للبناء؛‬
‫ج ‪ -‬نسخة من زلضر االستالم النهائي للبناء و بدون حتفظات و الذي ينبغي أن يصادق عليو من طرف اذليئة ادلكلفة‬
‫بادلراقبة التقنية لألشغال؛‬
‫د ‪ -‬تقرير عن الدراسة اليت أجريت على األرضية و اليت تبُت نوعية األسس و كذا التسويات الضرورية لقيام البناء على‬
‫ىذه األرضية‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪/‬مبلغ التأمين و كذا اإلعفاء‪:‬‬

‫‪ .1‬مبلغ التأمين وحجم األقساط ‪:‬وىو يقابل القيمة اإلمجالية للمشروع عند إدتامو و تتضمن ىذه القيمة‬
‫العناصر التارل‪:‬‬
‫أ ‪-‬قيمة األشغال الكربى و ادلقصود هبا مجلة األشغال اليت تدخل ضمن الًتكيبة األساسية للمبٌت كاألساسات‬
‫و اجلدران و غَتىا؛‬
‫ب ‪ -‬األشغال الثانوية و ادلقصود هبا ادلعدات و التجهيزات اليت ال ؽلكن فصلها عن ادلبٌت و أن فصلها يتطلب‬
‫هتدًن األشغال الكربى و مثال ذلك ادلصاعد الداخلية‪.‬‬
‫ج ‪-‬أتعاب ادلهندس ادلعماري‪ ،‬مكاتب الدراسات التقنية ( دراسة األرضية‪،‬دراسة اذليكل)‪ ،‬و كذا أتعاب ادلراقب‬
‫التقٍت‪.‬‬
‫د ‪-‬الرسوم؛‬
‫‪ .2‬الحد األدنى لإلعفاء ( ‪ :)Franchise minimum‬غلب أن حتتوي كل وثيقة تـأمُت حد أدىن‬
‫لإلعفاء تتناسب مع طبيعة اخلطر‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬تسعير الضمانات‪ :‬و يشمل الضمانات األساسية و كذا التكميلية‪.‬‬

‫‪ .1‬تسعير الضمانات األساسية‪:‬و يكون على النحو التارل‬


‫أ ‪-‬بالنسبة للمباني التي يتم تسعيرىا على أساس معدل ثابت‪ :‬مجيع ادلباين ذات طبيعة سكنية‪،‬مكاتب‪،‬أو‬
‫بنايات جتارية‪،‬ادلدارس وادلستشفيات والفنادق‪ ،‬خزانات ادلياه‪ ،‬خزانات اخلرسانية ادلسلحة‪.‬مجيع ىذه‬
‫ادلشآت و اليت تكون قيمتها أقل من أو تساوي ‪ 250 000 000‬دج تسعر كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المعدل‪ %0,70:‬من القيمة اإلجمالية للمبنى‬
‫‪ ‬االعفاء‪ 3 00 000:‬دج‬
‫ب ‪-‬بالنسبة للمباني األخرى‪ :‬إذ غلب أن ختضع للموافقة ادلسبقة دلعيد التأمُت الرائد( ‪ ،)ccr‬و الذي يتوذل‬
‫بنفسو تسعَت ىذه الضمانات‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬تسعير الضمانات الثانوية‪ :‬و تتمثل يف‬


‫مساكة السقف ( ‪ :)Garantie Etanchéité de la toiture‬و تكون حدود الضمان‬
‫أ ‪ -‬ضمان ّ‬
‫مساوية للقيمة اإلمجالية للمساكة إذا كانت قيمتها معروفة شريطة أن التتجاوز يف رلمل قيمتها ‪ %4‬من‬
‫قيمة ادلبٌت وعلى ىذا األساس حتسب قيمة ضمان ادلساكة و ذلك بتطبيق‪:‬‬
‫‪ ‬معدل ‪ %6‬على القيمة اإلمجالية للمساّكة إذا كانت قيمتها معروفة‪.‬‬
‫‪ ‬أو معدل ‪ %0.25‬من قيمة ادلبٌت إذا كانت قيمتها غَت معروفة‪.‬‬
‫‪ ‬مع تطبيق حد اإلعفاء و الذي ػلسب على األساس التارل‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمساكة اليت تفوق قيمتها ‪1 500 000‬دج فإن حد اإلعفاء ىو ‪3 000 000‬دج‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمساكة اليت تكون قيمتها أقل من ‪1 500 000‬دج فإن حد اإلعفاء ىو ‪ %10‬من قيمة‬
‫ادلساكة مع حد أدىن يقدر مببلغ ‪30000‬دج‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المسؤولية المدنية إتجاه الغير ‪ :‬و ىي عبارة عن ضمان تكميلي للضمان األساسي‪ ،‬و تكون يف حدود‬
‫‪ %10‬من قيمة ادلبٌت و دون أن تتعدى ‪10000000‬دج خالل ‪ 10‬سنوات مع اإلشارة أن ىذا‬
‫الضمان غَت قابل للتجديد خالل ىذه ادلدة‪،‬‬
‫‪ ‬و المعدل المطبق ىو ‪ 0.05‬من قيمة ادلبٌت‪.‬‬
‫‪ ‬مع إعفاء ب ‪150000‬دج (ال يطبق ىذا اإلعفاء يف حالة األضرار اجلسمانية)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إتفاقية إعادة إعادة التأمين ‪Traité De Rétrocession‬‬

‫بعدما تطرقنا إلتفاقية إعادة التأمُت ادلربمة بُت شركات التأمُت و بُت اجملمع شلثال يف الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‬
‫(‪، )CCR‬و تناولنا بالتفصيل بنود ىذا العقد الذي يتم فيو إسناد ما مت إكتتابو على مستوى السوق اجلزائري من‬
‫تأمُت للمسؤولية ادلدنية العشرية‪ ،‬حيث تعد ىذه االتفاقية كخطوة أوذل تليها خطوة ثانية أو باألحرى إتفاق ثاين‬
‫يعاد فيو إسناد ما مت إعادة تأمينو للمجمع على الشركات أعضاء اجملمع‪ ،‬و سنتطرق للبنود ىذا العقد الذي ال‬
‫ؼلتلف يف رلمل شروطو عن اإلتفاق األول‪ ،‬ذلذا سنتطرق للنقاط اذلامة اليت حتويها ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬

‫أوال‪/‬مجال تطبيق االتفاقية‪ :‬من خالل إتفاقية إعادة إعادة التأمُت( ‪ )Retrocession‬ادلربمة بُت اجملمع و كل‬
‫شركات التأمُت أعضاء اجملمع‪ ،‬يقوم اجملمع بإعادة بإسناد العمليات اليت قبلها ضمن إتفاقية إعادة التأمُت أخطار‬
‫ادلسؤولية ادلدنية العشرية و اليت تقع حصرا يف اجلزائر‪ ،‬كما تقبل الشركات األعضاء بقبول ما مت إسناده ذلا مع‬
‫اإلشارة إذل أن االتفاقية ادلربمة ىنا ىي كذلك على أساس احلصة النسبية و ذلك وفق شروط متفق عليها مسبقا‬
‫ضمن نفس االتفاقية ‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬اإلحتفاظ الصافي للمجع‪ :‬كما أشرنا لو سابقا فإن االتفاقية ادلربمة بُت شركات التأمُت و ادلعيد ىي على‬
‫أساس احلصة النسبية‪ ،‬على أن ػلتفظ اجملمع شلثال يف شركة ادلركزية إلعادة التأمُت بصفتها معيد تأمُت بنسبة من‬
‫ىذه األخطار حلسابو اخلاص قبل أن يعيد إسنادىا جملموع األعضاء‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬العمولة‪ :‬إن العمولة اليت يأخذىا اجملمع شلثال يف الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت نظَت إعادة إسناده لألعمال‬
‫ادلكتتبة ىي عمولة ثابتة (يتم حتديدىا ضمن الشروط اخلاصة)‪ ،‬ويتم إحتساهبا على أساس األقساط ادلعاد إسنادىا‬
‫‪ )%20‬من العمولة‬ ‫لألعضاء خالل السنة اجلارية‪ ،‬و لإلشارة فهي عمولة أعلى بقليل(حيث تقدر حاليا ب‬
‫اليت تأخذىا شركات التأمُت(‪ )%16‬ضمن االتفاق إعادة التأمُت و ىذا نظَت إدارة الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‬
‫ألعمال اجملمع‪.‬‬

‫رابعا‪/‬شروط اإلكتتاب و التسعير ‪:‬مجيع اإلسنادات ذلذه االتفاقية ختضع لنفس الشروط الوثيقة األصلية اليت أعيد‬
‫تأمينها للمجمع‪،‬من تسعَت و أخطار مكتتبة و كذا اإلستثناءات‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬اإلرساليات ‪ :‬نفس الشيء ينطبق على ىذه االتفاقية يف ما ؼلص اإلرساليات حيث يوجد إرساالن‬
‫خالل السنة يقوم اجملمع بإرساذلا لألعضاء حتمل نفس البيانات اليت ذكرناىا من قبل ضمن اإلتفاق األول‪.‬‬

‫سادسا‪/‬الحسابات‪ :‬بدوره يرسل اجملمع لشركات التأمُت فصليا‪:‬‬

‫‪ .1‬حساب يظهر يف جانبو الدائن رلموع األقساط احملصلة و يف جانب ادلدين التعويضات ادلسددة و كذا‬
‫العمولة اليت تستحقها على ىذه الفًتة‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬بالنسبة للحساب الذي يتم إعداده يف ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة يظهر فيو باإلضافة دلا سبق يف جانبو‬
‫الدائن مبلغ الوديعة احملررة لشركات التأمُت و كذا الفوائد ادلستحقة ذلا عن ىذه الوديعة احملتجزة‪ ،‬و يف‬
‫جانب الدائن قيمة الوديعة ادلشكلة‪.‬‬

‫ىذه أىم النقاط اليت ؽلكن أن نشَت ذلا ضمن الشروط العامة ذلذه االتفاقية و باقي الشروط ىي نفس شروط‬
‫االتفاقية األوذل دل نرد إعادة ذكرىا اجتنابا للتكرار‪.‬‬

‫تبقى مجلة األخطار ادلغطاة‪،‬و كذا الدليل ادلستعمل لذلك ىو نفسو ضمن ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الشروط الخاصة باتفاقية إعادة إعادة التأمين‬

‫و تتضمن مجلة من الشروط و ىي تقريبا نفس شروط االتفاقية اإلعادة و ىي ‪:‬‬

‫أوال‪/‬معيد التأمين(‪ :)REASSUREUR‬و ىو ممل‬


‫ث يف الشركة ادلركزية إلعادة األمُت ‪CCR‬؛‬

‫ثانيا‪/‬معيد إعادة التأمين( ‪:)RETROCESSIONNAIRE‬و يتمثل يف كل شركة عضو يف اجملمع فمثال وعلى‬
‫سبيل ادلثال شركة ‪.CAAT‬‬

‫ثالثا‪/‬مدة االتفاقية‪ :‬مدة سريان ىذه االتفاقية غَت زلددة ‪ ،‬أي أهنا تستمر طادلا يظهر كال الطرفُت وادلعيد رغبتهما‬
‫باإلستمرار فيها‪،‬‬

‫رابعا‪/‬الفرع المغطى‪ :‬الفرع ادلغطى مبوجب ىذه االتفاقية ىو تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية للمقاول و ادلهندس‬
‫ادلعماري واليت ختضع ألحكام و ثيقة التأمُت اليت تدخل يف إطار ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫خامسا‪/‬اإلقليم‪ :‬كما ذكرنا سابقا بإعتبار أن اجملمع اجلزائري ىو رلمع زللي فهو ال يقبل اإلكتتاب يف أعمال من‬
‫خارج الوطن إذ يتوذل إعادة تـأمُت و كذا إعادة إعادة تأمُت مامت إكتتابو من أخطار تقع يف اإلقليم اجلزائري فقط؛‬

‫سادسا‪/‬صورة(صيغة)االتفاقية‪:‬إن االتفاقية ادلربمة بُت اجملمع و بُت شركات التأمُت العضوة فيو ىي إتفاقية إعادة‬
‫إعادة التأمُت على أساس احلصة النسبية (‪)Traité Quote-Part‬‬

‫سابعا‪/‬سعة االتفاقية‪:‬وىي تقدر ب‪ 3 000 000 000:‬دج‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثامنا‪/‬الخسائر‪ :‬عند وقوع خسارة ما غلب أن تظهر يف احلساب ( ‪ )compte de sinistre‬بتاريخ اإلكتتاب‬
‫وثيقة التأمُت‪ ،‬أي نعتمد السنة اليت مت فيها إسناد اخلطر حتت االتفاقية كأساس بغض النظر عن التاريخ الذي وقع‬
‫فيو احلادث أو أنشأت فيو ادلطالبة(مثال خسارة و قعت يف ‪ 2014‬و اإلكتتاب كان يف ‪ 2009‬فيسند اخلطر لسنة‬
‫إكتتابو أال وىي ‪.)2009‬‬

‫تاسعا‪/‬العمولة‪ :‬حيث يقتطع اجملمع شلثل (‪ )ccr‬عمولة بنسبة ‪ %20‬من األقساط إعادة إعادة التأمُت اليت يعاد‬
‫إسنادىا لألعضاء ؛‬

‫عاشرا‪/‬الحساب‪ :‬و ىو بيان باألعمال الفعلية اليت قام هبا اجملمع حيث يقدم ىذه احلسابات ألعضاء اجملمع‬
‫بشكل دوري منتظم خالل كل ‪ 6‬أشهر تظهر فيو رلموع العمليات اليت قام هبا خالل ىذه الفًتة‪.‬‬

‫وكما ذكرنا من قبل يكون يف حال ما بلغ حجم اخلسائر مبلغ‬ ‫أحدى عشر‪/‬التعويض الفوري‪:‬‬
‫‪25 000 000‬دج؛‬

‫إثنىا عشر‪/‬حصة معيد إعادة التأمين (‪ :)PART RETROCESSIONNAIRE‬تقوم كل شركات التأمُت بقبول‬
‫حصة من كل األعمال ادلعاد تأمينها وذلك حسب نسبة مشاركتها و اليت تتواءم و قدرتوا ضمن حدود االتفاقية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عرض أعمال المجمع‬

‫سنحاول أن نتناول يف ىذا ادلطلب حملة عامة عن سوق تأمُت ادلسؤولية العشرية‪ ،‬و بعدىا نتطرق للنتائج احملققة‬
‫من طرف اجملمع و ذلك من خالل تطور رقم أعمال اجملمع و كذا عدد الوثائق ادلكتتبة يف ىذا الفرع على مستوى‬
‫السوق الوطٍت لنعرج بعدىا لنسب مشاركة الشركات األعضاء ضمن ىذا اجملمع و الذي يعد حديثا يف نشأتو و‬
‫يغطي مسؤولية تدوم عشر سنوات ‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬لمحة عن سوق تأمين المسؤولية المدنية العشرية‬

‫قبل أن نتطرق ألعمال اجملمع ال بأس أن نلقي نظرة خاطفة على سوق إعادة التأمُت اجلزائري يف ما ؼلص تأمُت‬
‫‪ 10‬سنوات‪ ،‬و‬ ‫ادلسؤولية ادلدنية العشرية حيث و نظرا خلصوصية ىذه الفرع بالذات بإعتباره إلتزام يدوم دلدة‬
‫بإعتبار أن الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت ىي ادلعيد األول يف السوق اجلزائري فإن طاقتها االستيعابية كانت ال‬
‫تتجاوز ‪ 400‬مليون دينار جزائري ‪،‬أي بلغة األقساط فإن رقم األعمال احملقق يف ىذا الفرع بالذات كان يقدر‬

‫‪171‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ 10‬مالين دينار جزائري سنة ‪ ،2002‬لينتقل إذل مبلغ ‪ 129‬مليون دينار جزائري سنة ‪ 2008‬أي سنة قبل‬
‫إنشاء اجملمع و ىو مبلغ ضئيل جدا إذا ما قورن حبجم و عدد ادلنشآت ادلوجودة فعال على أرض الواقع و ىذا ما‬
‫يوضحو اجلدول ادلوارل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪: )10‬تطور رقم أعمال إعادة تأمين مسؤولية العشرية قبل إنشاء المجمع‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دينار جزائري‬

‫رقم االعمال على المستوى الوطني‬ ‫السنوات‬

‫‪10‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪%20‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪20‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪%66.66‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪76‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪208 %‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪95‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪25%‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪109‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪14.73%‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪129‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪18.34%‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪workshop sur l’assurance décennale au niveau da CCR,15/05/2014‬‬

‫و مع بداية نشاط اجملمع يف الفاتح من جويلية ‪ 2009‬شهدت الطاقة االستيعابية إلعادة تأمُت ادلسؤولية ادلدنية‬
‫العشرية للسوق اجلزائري قفزة نوعية قدرت ب ‪ 2‬مليار دينار جزائري أي تضاعفت ب ‪ 5‬مرات إذا ما قورنت مبا‬
‫كانت عليو من قبل‪.‬حيث أن ىذه الزيادة راجعة لتجميع كل القدرات االستيعابية ادلوجودة يف السوق اجلزائري يف‬
‫اجملمع )أي جتميع طاقة كل شركات التأمُت الناشطة يف السوق ( ‪ ،‬و كذا بالتعاون مع الشركة ادلركزية إلعادة التأمُت‬

‫‪172‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(‪ )CCR‬و كذا الشركة الفرنسية )‪ ، ( SCOR‬حيث منحت كلتا الشركتُت سعة إضافية للمجمع دون أن‬
‫ننسى اخلربة اليت دتتلكها الشركة الفرنسية و اليت كما أشرنا من قبل تُعد ادلختص األول و بدون منازع يف تأمُت و‬
‫إعادة تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية على ادلستوى العادلي ىذا ما أعطى قوة كبَتة للمجمع اجلزائري‪.‬‬

‫و قبل اخلوض أكثر يف عرض أعمال اجملمع ال بد أن نشَت إذل نقطة مهمة أال وىي التطور النوعي الذي تشهده‬
‫اجلزائر يف رلال البناء و التعمَت خالل السنوات األخَتة بفضل برامج التدعيم ادلختلفة اليت أولتها احلكومة اجلزائرية‬
‫لذلك منذ ‪ 2001‬من خالل‪:‬‬

‫‪Programme de soutien à la relance économique‬‬ ‫أوال‪/‬برنامﺞ ﺩعم ﺍإلنعاﺵ ﺍالقتصاﺩﻱ‬


‫(ﺃﻭ ﺍدلخطط ﺍلثالثي‪ :)2004-2001‬ﺍلذﻱ خصص لو غالﻑ مارل ﺃﻭرل مببلغ ‪ 525‬ملياﺭ ﺩيناﺭ (حوﺍرل ‪ 7‬ماليَت‬
‫‪ 1.216‬ملي اﺭ ﺩيناﺭ (ما يعاﺩﻝ ‪ 16‬ملياﺭ‬ ‫ﺩﻭالﺭ ﺃمريكي)‪ ،‬قبل ﺃﻥ يصبح غالفو ﺍدلارل ﺍلنهائي مقدﺭﺍ حبوﺍرل‬
‫ﺩﻭالﺭ)‪ ،‬بعد ﺇضافة مشاﺭيع جديدﺓ لو ﻭﺇجرﺍﺀ تقييماﺕ دلعظم ﺍدلشاﺭيع ﺍدلربرلة سابقا‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬البرنامﺞ التكميلي لدعم النمو ‪Programme complémentaire de soutien à la croissance‬‬
‫(أو ادلخطط اخلماسي األول ‪ :)2009-2005‬و خصصت لو مبالغ مالية أولية مبقدار ‪ 8.705‬مليار دج أي‬
‫‪ 114‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬لتصبح يف هناية الفًتة ‪ 9.680‬مليار دج أي حوارل ‪ 130‬مليار دوالر أمريكي بعد‬
‫إضافة عمليات إعادة التقييم للمشاريع اجلارية و سلتلف التمويالت اإلضافية األخرى‪.‬‬

‫‪Programme de consolidation de la croissance‬‬ ‫ثالثا‪/‬برنامﺞ توطيد النمو االقتصادي‬


‫‪( économique‬أو ادلخطط اخلماسي الثاين ‪ :)2014-2010‬و الذي خصص لو مبلغ مارل إمجارل قدره‬
‫‪ 21.214‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 286‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬

‫و كل ىذه الربامج جاءت من أجل تدارك ﺍلتأخر يف التنمية الذي سببتو األزمة األمنية خالل فًتة التسعينات اليت‬
‫شهدت ركودا يف مجيع اجملاالت ﻭ لبعث حركية ﺍإلستثماﺭ ﻭﺍلنمو من جديد‪.‬‬

‫وإذا ركزنا على ادلخطط اخلماسي ‪ 2014-2010‬صلد أنو من رلموع ‪ 286‬مليار دوالر مت ختصيص‪:‬‬

‫‪ 50 ‬مليار دوالر للبناء ‪ 2‬مالين وحدة سكنية‪ ،‬وىذا معناه ىناك ‪ 2‬مليون وحدة سكنية ستطالب بتأمُت‬
‫مسؤولية العشرية؛‬

‫‪173‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 24 ‬مليار دوالر لبناء ‪ 5000‬وحدة من مدارس وكليات وجامعات‪ ،‬معناه كذلك ‪ 5000‬منشأة تتطلب تأمُت‬
‫مسؤولية العشرية؛‬
‫‪ 8 ‬مليار دوالر لبناء ادلستشفيات و ادلستوصفات و ىذه كذلك تتطلب التأمُت من ادلسؤولية العشرية‪،‬‬
‫‪ 23 ‬مليار دوالر لتحديث اإلدارات ( احملاكم‪ ،‬والسجون‪ ،‬والضرائب‪ ،‬والشرطة ‪ )...‬وىذه األخَتة كذلك‬
‫تتطلب التأمُت من ادلسؤولية العشرية‪.‬‬

‫معناه يف اجململ ىناك أكثر من ‪ 100‬مليار دوالر قيمة ادلشاريع اليت سيتم إستالمها خالل السنوات ادلقبلة و‬
‫‪50‬‬ ‫تتطلب التأمُت من ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪ .‬و إذا ركزنا على أكرب قيمة ضمن ىذه ادلشاريع أال وىي قيمة‬
‫مليار دوالر و ادلخصصة لبناء ‪ 2‬مالين وحدة سكنية صلد أن عدد الوحدات السكنية واليت ىي طور اإلصلاز كانت‬
‫كما يوضحو الشكل التارل‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪: )3‬عدد الوحدات السكنية طور اإلنجاز‬

‫‪650 000‬‬
‫‪484 061‬‬
‫‪356 412‬‬

‫‪160 007‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪workshop sur l’assurance decennale au niveau da CCR,15/05/2014 :‬‬

‫حيث من خالل ىذه اإلحصائيات يتبُت لنا االرتفاع ادلستمر لعدد الوحدات السكنية و اليت ىي طور اإلصلاز‪،‬‬
‫حيث أنو من رلموع ‪ 2‬ماليُت وحدة سكنية ادلربرلة ضمن ادلخطط اخلماسي ىناك أكثر من مليون و ‪ 65‬وحدة‬
‫سكنية يتم جتسيدىا حاليا‪ ،‬و سيتم إستالمها خالل السنوات القليلة القادمة وستتطلب التأمُت من ادلسؤولية‬
‫العشرية‪.‬حيث أن الوتَتة ادلتسارعة و كذا حجم األعمال الذي تشهده اجلزائر يف رلال البناء و التعمَت‪ ،‬سينعكس‬

‫‪174‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بطبيعة احلال على معدل ظلو ىذا الفرع من التأمُت و الذي سيشهد بدوره تطورا ىاما و ملحوظا خالل السنوات‬
‫القادمة نظرا حلجم ادلشاريع اذلامة واليت ىي قيد اإلصلاز و اليت تقدر بادلاليَت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور رقم أعمال المجمع‬

‫بالنسبة لرقم األعمال ادلًتاكم و ادلسجل من طرف اجملمع منذ نشأتو فقد قدر ب ‪ 2 369 960 550:‬دج موزعا‬
‫حسب سنة اإلكتتاب إذل‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪:)11‬تطور رقم أعمال المجمع‬

‫رقم االعمال‬ ‫السنة‬


‫‪561 683 218‬‬ ‫‪2010-2009‬‬
‫‪532 966 986‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪%2,98-‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪620 805 784‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%16.48‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫‪663 907 677‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪%7‬‬ ‫نسبة التطور‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على تقارير السنوية للمجمع‬

‫بالنسبة لسنة ‪ 18( 2010-2009‬شهر حبكم أن اجملمع مت إنشاؤه يف ‪.)2009/7/1‬‬

‫و ما يالحظ أن رقم أعمال اجملمع يف تزايد مستمر‪ ،‬و يف ادلتوسط مبعدل ظلو سنوي يقدر ب ‪ 500‬مليون دينار‬
‫‪ 2013‬يف الظاىر دل يشهد إرتفاعا كبَتا مقارنة برقم األعمال‬ ‫جزائري‪ .‬رغم أن رقم األعمال ادلسجل لسنة‬
‫ادلسجل خالل سنة ‪ ، 2012‬ولكن احلقيقة كانت عكس ذلك حيث كان باإلمكان أن يصل الرقم إذل‬
‫‪ 70000000 0‬دج لو دل يتم رفض بعض العمليات من الطرف اجملمع بسبب عدم تسعَت ىذه العمليات وفق‬
‫ماىو متفق عليو )‪ (la sous tarification‬ضمن دليل اإلكتتاب و التسعَت ادلعتمد من طرف اجملمع و الذي‬
‫غلب أن تتقيد بو كل الشركات أعضاء اجملمع و الذي سيأيت بيانو الحقا‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما عن نسبة مشاركة كل شركة عضو يف اجملمع فيما ؼلص قيمة األقساط احملصلة لسنة ‪ 2013‬فكانت على النحو‬
‫األيت‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪:)12‬األقساط المحصلة لسنة ‪ 2013‬و نسبة مشاركة كل عضو‬

‫الشركة المسندة‬ ‫األقساط الصافية‬ ‫حصة الشركة المسندة‬

‫‪SAA‬‬ ‫‪140 458 317‬‬ ‫‪21.16 %‬‬

‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪95 139 059‬‬ ‫‪14.33 %‬‬

‫‪CAAR‬‬ ‫‪78 753 228‬‬ ‫‪11.86 %‬‬

‫‪2A‬‬ ‫‪77 396 478‬‬ ‫‪11.66 %‬‬

‫‪GAM‬‬ ‫‪69 656 069‬‬ ‫‪10.49 %‬‬

‫‪SALAMA‬‬ ‫‪69 104 455‬‬ ‫‪10.41 %‬‬

‫‪CAAT‬‬ ‫‪57 625 254‬‬ ‫‪8.68 %‬‬

‫‪TRUST‬‬ ‫‪37 054 583‬‬ ‫‪5.58 %‬‬

‫‪CIAR‬‬ ‫‪16 385 183‬‬ ‫‪2.47 %‬‬

‫‪CASH‬‬ ‫‪15 660 212‬‬ ‫‪2.36 %‬‬

‫‪CNMA‬‬ ‫‪6 674 839‬‬ ‫‪1.01 %‬‬

‫‪AXA‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪TOTAL‬‬ ‫‪663 907 677‬‬ ‫‪100 %‬‬


‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على تقارير السنوية للمجمع لسنة ‪.2013‬‬

‫حيث نالحظ أن كل من الشركات التالية ‪ CAAR، ALLIANCE،SAA‬حتظى بأكرب نسبة مشاركة يف‬
‫اجملمع‪ ،‬و ىذا ما يدل على أهنا تضطلع باألكرب نسبة إكتتاب فيما ؼلص ىذا النوع من العقود اليت تغطي‬
‫ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪ ،‬كما نشَت كذلك أن األقساط الصافية احملصلة من شركة ‪ AXA‬تظهر معدومة يف‬
‫اجلدول أعاله و يعود السبب يف ذلك إذل أن إنظمام ىذه الشركة للمجمع اجلزائري كان يف هناية سنة ‪.2012‬‬

‫‪176‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و إذا أردنا معرفة نسبة تطور األقساط احملصلة من طرف اجملمع خالل الثالث سنوات األخَتة ؽلكن أن نوضحها‬
‫بشكل من التفصيل و حسب مساعلة كل شركة عضو يف اجملمع كما يوضحو اجلدول ادلوارل‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)13‬توزيع األقساط حسب مشاركة كل شركة عضو في المجمع‬

‫الشركة المسندة‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫نسبة التطور‬ ‫‪2013‬‬ ‫نسبة التطور‬

‫‪117 793 803‬‬ ‫‪138 235 361‬‬ ‫‪+ 17.35 %‬‬ ‫‪140 458 317‬‬ ‫‪% 1.60+‬‬
‫‪SAA‬‬

‫‪50 108 201‬‬ ‫‪97 575 795‬‬ ‫‪+ 94.73 %‬‬ ‫‪77 396 478‬‬ ‫‪% 37.35-‬‬
‫‪2A‬‬

‫‪57 240 959‬‬ ‫‪71 801 367‬‬ ‫‪+ 25.44 %‬‬ ‫‪69 104 455‬‬ ‫‪% 75.3-‬‬
‫‪SALAMA‬‬

‫‪49 782 953‬‬ ‫‪66 531 344‬‬ ‫‪+ 33.64 %‬‬ ‫‪69 656 069‬‬ ‫‪% 9.64+‬‬
‫‪GAM‬‬

‫‪CIAR‬‬ ‫‪39 097 569‬‬ ‫‪57 059 173‬‬ ‫‪+45.94 %‬‬ ‫‪16 385 183‬‬ ‫‪% 28.71-‬‬

‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪31 388 898‬‬ ‫‪55 028 938‬‬ ‫‪+75.31 %‬‬ ‫‪95 139 059‬‬ ‫‪% 88.162+‬‬

‫‪99 691 247‬‬ ‫‪54 818 330‬‬ ‫‪- 45.01 %‬‬ ‫‪57 625 254‬‬ ‫‪% 12.5+‬‬
‫‪CAAT‬‬

‫‪16 225 588‬‬ ‫‪32 712 791‬‬ ‫‪+101.61 %‬‬ ‫‪37 054 583‬‬ ‫‪% 27.13+‬‬
‫‪TRUST‬‬

‫‪55 372 654‬‬ ‫‪24 698 810‬‬ ‫‪- 55.39 %‬‬ ‫‪78 753 228‬‬ ‫‪% 85.218+‬‬
‫‪CAAR‬‬

‫‪CASH‬‬ ‫‪14 362 744‬‬ ‫‪16 962 178‬‬ ‫‪+ 18.10 %‬‬ ‫‪15 660 212‬‬ ‫‪% 67.7-‬‬

‫‪CNMA‬‬ ‫‪2 596 233‬‬ ‫‪5 381 692‬‬ ‫‪+ 107.29 %‬‬ ‫‪6 674 839‬‬ ‫‪% 028.24+‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪AXA‬‬

‫‪532 966 986‬‬ ‫‪620 805 784‬‬ ‫‪+ 16.48 %‬‬ ‫‪663 907 677‬‬ ‫‪%6.94‬‬
‫‪TOTAL‬‬

‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على تقارير السنوية للمجمع لسنة ‪.2013 ،2012 ،،2011‬‬
‫وكما يتضح لنا من اجلدول أعاله تطور األقساط ادلسندة للمجمع ختتلف من شركة ألخرى و من سنة ألخرى‬
‫لكن على العموم ىناك إرتفاع يف األقساط ادلسندة للمجمع من سنة ألخرى‪ ،‬و كما أشرنا سابقا كان من‬
‫ادلفروض أن يكون معدل الزيادة ادلسجل يف ‪ 2013‬ىو ‪ 12.75‬لوال رفض العمليات اليت مت تسعَتىا بأقل شلا كان‬
‫متفق عليو‪.‬لكن و رغم ىذه الزيادة اليت ػلققها ىذا الفرع من سنة ألخرى إذل أهنا تبقى زلتشمة إذا ما قورنت‬

‫‪177‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حبجم اإلستثمارات اليت ىي على أرض الواقع‪ ،‬حيث يعزي القائمون على اجملمع ىذا الوضع لعدم إمتالك عدد‬
‫كبَت من ادلشاريع ادلنجزة و خاصة الضخمة منها على ىذا النوع من التأمُت رغم إجباريتو‪ ،‬ىذا ما ػلتم على‬
‫شركات التأمُت من جهة و القائمُت على القطاع من جهة أخرى البحث عن السبل الكفيلة بتأمُت كل ادلشارع‬
‫ادلنجزة من ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬تطور عدد وثائق التأمين المكتتبة‬

‫و كما أشرنا من قبل أن اجملمع يعتمد وثيقة تأمُت موحدة يتم العمل هبا على مستوى كل شركات التأمُت أعضاء‬
‫اجملمع‪ ،‬و يبقى اخليار للمؤمن لو يف التوجو لشركة التأمُت اليت يرغب التعامل معها‪،‬و لكي نوضح الصورة أكثر‬
‫حول ما مت حتقيقو من طرف اجملمع حلد اآلن وبلغة عدد وثائق التأمُت ادلكتتبة يف ىذا الفرع فقد كانت كما ؽلليو‬
‫اجلدول التارل‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪:)14‬عدد الوثائق المؤمن عليها ضمن المسؤولية المدنية العشرية‬

‫الشركة المسندة‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬


‫‪2A‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪382‬‬ ‫‪663‬‬
‫‪GAM‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪472‬‬ ‫‪228‬‬
‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪520‬‬ ‫‪584‬‬
‫‪CIAR‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪TRUST‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪CAAR‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪67‬‬
‫‪CNMA‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪SALAMA‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪284‬‬
‫‪CASH‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪SAA‬‬ ‫‪1 264‬‬ ‫‪983‬‬ ‫‪531‬‬
‫‪CAAT‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪254‬‬
‫‪AXA‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪TOTAL‬‬ ‫‪3 069‬‬ ‫‪3 229‬‬ ‫‪2 764‬‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على تقارير السنوية للمجمع لسنة ‪.2013 ،2012 ،،2011‬‬

‫‪178‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 2011‬كانت ‪ 3069‬وثيقة‬ ‫ويتضح لنا من اجلدول أعاله أن عدد وثائق التأمُت ادلكتتبة يف ىذا الفرع لسنة‬
‫ليشهد ىذا العدد إرتفاعا خالل ‪ 2012‬حيث وصل إذل ‪ 3229‬وثيقة‪ ،‬لنسجل سنة ‪ 2013‬اطلفاضا طفيفا يف‬
‫عدد الوثائق ادلكتتبة حيث وصل إذل ‪ 2764‬وثيقة‪،‬و يرجع السبب يف ذلك لرفض اجملمع عدة عمليات بسبب‬
‫سوء تسعَتىا‪ ،‬و لكن رغم ىذا االطلفاض يف عدد وثائق التأمُت ادلكتتبة إال أن قيمة األقساط ادلسجلة لسنة‬
‫‪ 2013‬و اليت قدرت ب ( ‪ 663907677‬دج )كانت أكرب شلا مت تسجيلو سنة ‪ 620805784 ( 2012‬دج ) و‬
‫يرجع السبب يف ذلك إذل تغَت ادلعدل ادلطبق على الضمانات األساسية حيث كان ادلعدل السابق يقدر ب‬
‫‪ %0.65‬من القيمة اإلمجالية لألصل زلل التأمُت‪ ،‬ليصبح سنة ‪ 2013‬يقدر ب ‪ %0.70‬من القيمة اإلمجالية ذلذا‬
‫األصل ما جعل الفرع ػلافظ على وتَتة الزيادة يف قيمة األقساط ادلسجلة من سنة ألخرى‪ .‬أما إذا أردنا ترمجة عدد‬
‫وثائق التأمُت ادلسجلة يف ىذا الفرع بلغة إمجارل القيمة ادلؤمنة عليها فهي كما يوضحو اجلدول أدناه‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)15‬القيمة المؤمنة عليها من طرف كل عضو لسنة ‪2013‬‬

‫الشركة المسندة‬ ‫القيمة المؤمنة‬ ‫حصة الشركة المسندة‬


‫‪SAA‬‬ ‫‪17 664 822 851‬‬ ‫‪21.42 %‬‬
‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪11 722 444 618‬‬ ‫‪14.22 %‬‬
‫‪2A‬‬ ‫‪10 991 348 626‬‬ ‫‪13.33 %‬‬
‫‪CAAR‬‬ ‫‪9 028 107 270‬‬ ‫‪10.95 %‬‬
‫‪SALAMA‬‬ ‫‪8 722 076 457‬‬ ‫‪10.58 %‬‬
‫‪GAM‬‬ ‫‪8 295 722 797‬‬ ‫‪10.06 %‬‬
‫‪CAAT‬‬ ‫‪6 634 745 137‬‬ ‫‪8.05 %‬‬
‫‪TRUST‬‬ ‫‪4 015 954 204‬‬ ‫‪4.87 %‬‬
‫‪CASH‬‬ ‫‪2 382 669 200‬‬ ‫‪2.88 %‬‬
‫‪CIAR‬‬ ‫‪2 307 401 078‬‬ ‫‪2.80 %‬‬
‫‪CNMA‬‬ ‫‪690 055 520‬‬ ‫‪0.84 %‬‬
‫‪AXA‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0%‬‬
‫‪TOTAL‬‬ ‫‪82 455 347 758‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على التقرير السنوي للمجمع لسنة ‪.2013‬‬

‫‪179‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ )SAA‬بقيمة‬ ‫من خالل ىذا اجلدول يتبُت لنا أن حصة األسد تضطلع هبا الشركة الوطنية للتأمينات (‬
‫‪)ALLIANCE‬‬ ‫‪17664822851‬دج أي بنسبة ‪ %21.42‬من رلموع القيمة ادلؤمنة‪ ،‬تليها يف ذلك شركة (‬
‫(‪ )2A‬ثالثا بقيمة‬ ‫بنسبة ‪ ،%14.22‬لتأيت اجلزائرية للتأمينات‬ ‫بقيمة ‪11722444618‬دج أي‬
‫تعادل ‪10991348626‬دج‪ ،‬لتأيت بعدىا بقية الشركات و بنسب متفاوتة‪،‬و يف اجملموع بَلغة القيمة ادلؤمنة‬
‫‪82455347758‬دج و ىذه القيمة تعد زلتشمة إذا ما قورنت مبا ىو موجود فعال من أصول ؽلكن أن تصل يف‬
‫قيمتها أو تتجاوز قدرة اجملمع ككل‪ ،‬و ىذا ما يؤكد صحة ما قلناه من قبل أن و رغم التطور الذي يشهده اجملمع‬
‫إال أن الشئ احملَت ىو تواجد عدد كبَت من ادلنشآت بدون تأمُت و ىذا ما اليصب يف مصلحة احلفاظ على‬
‫أصول الوطن )‪،(le patrimoine algérien‬و ىذا ما إنعكس على عدد الوثائق ادلؤمنة و منو على إمجارل‬
‫القيمة ادلؤمنة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نسبة مشاركة األعضاء في المجمع‬

‫و كما أشرنا من قبل أنو و بعد إكتتاب شركات التأمُت أعضاء اجملمع يف وثائق تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية‬
‫ووفقا إلتفاقية إعادة التأمُت على أساس احلصة النسبية ادلربمة بُت كل شركة و إدارة اجملمع شلثلة يف الشركة ادلركزية‬
‫إلعادة التأمُت‪ ،‬يتم إسناد كل ما مت إكتتابو للمجمع أي بنسبة ‪ ، %100‬ليعيد بعدىا اجملمع إعادة تأمُت ما مت‬
‫إسناده على مجيع الشركات األعضاء أي أن كل شركة تتحمل نسبة من رلموع األخطار ادلكتتبة و حتدد ىذه‬
‫النسبة و فق قدرة كل شركة و يتفق عليها مسبقا ضمن إتفاقية إعادة إعادة التأمُت كما بيناه سابقا‪ ،‬حيث أن‬
‫نسبة كل شركة كانت و لغاية ‪ 2013/12/31‬كما يوضحو اجلدول أدناه‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم(‪:)16‬نسبة مشاركة كل عضو في المجمع إلى غاية ‪2013‬‬

‫األعضاء‬ ‫نسبة مشاركة كل عضو‬


‫‪CCR‬‬ ‫‪%25.2‬‬
‫‪Scor‬‬ ‫‪%18‬‬
‫‪Swiss RE‬‬ ‫‪10%‬‬
‫‪SAA‬‬ ‫‪%8.5‬‬
‫‪CAAT‬‬ ‫‪%8.30‬‬
‫‪CAAR‬‬ ‫‪%8.5‬‬
‫‪2A‬‬ ‫‪5%‬‬
‫‪TRUST‬‬ ‫‪4%‬‬
‫‪CIAR‬‬ ‫‪2.5%‬‬
‫‪CASH‬‬ ‫‪2.5%‬‬
‫‪CNMA‬‬ ‫‪2%‬‬
‫‪SALAMA‬‬ ‫‪2%‬‬
‫‪GAM‬‬ ‫‪1.5%‬‬
‫‪AXA‬‬ ‫‪1.5%‬‬
‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪%0.5‬‬
‫‪TOTAL‬‬ ‫‪%100‬‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على إتفاقيات إعادة إعادة التأمُت للمجمع لسنة ‪.2013‬‬

‫من اجلدول أعاله يتبُت لنا أن أكرب نسبة حتمل بُت شركات التأمُت ادلباشر العاملة يف سوق التأمُت اجلزائري‪،‬حتظى‬
‫هبا كل من الشركة الوطنية للتأمُت (‪ ) SAA‬و الشركة اجلزائرية للتأمُت الشامل (‪ )CAAT‬و ذلك بنسبة ‪ %10‬لكل‬
‫منهما‪ ،‬لتأيت بعدىا الشركة اجلزائرية للتأمُت و إعادة التأمُت ( ‪ )CAAR‬بنسبة ‪ %7.5‬و ىذا ما يعكس حجم‬
‫ىذه الشركات و نشاطها يف سوق التأمُت اجلزائري حبكم خربهتا حيث تعد من الشركات الرائدة يف اجلزائر ‪ ،‬مث‬
‫تأيت الشركة اجلزائرية للتأمينات (‪ )2A‬بنسبة حتمل قدرىا ‪ ،%5‬تليها بعد ذلك بقية الشركات بنسب أقل و‬
‫متفاوتة من شركة ألخرى‪.‬ىذا من جهة و من جهة أخرى ػلتفظ اجملمع حلسابو اخلاص شلثال يف كل من الشركة‬

‫‪181‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ادلركزية إلعادة التأمُت( ‪ (CCR‬و كذا الشركة الفرنسية ( ‪ )Scor‬بنسب ‪% 28‬و كذا ‪ %23‬لكل منهما على‬
‫الًتتيب و علا نسبتُت معتربتُت تعكس قوة و مكانة كل شركة‪.‬‬

‫و يف الفاتح جانفي لسنة ‪ 2014‬شهد اجملمع انضمام شركة إعادة ال تقل أعلية عن الشركة الفرنسية (‪ )Scor‬أال‬
‫و ىي شركة )‪ (Swiss RE‬و اليت تعد ثاين شركة إعادة تأمُت على ادلستوى العادلي كما تعد كذلك سلتصة يف‬
‫رلال تأمُت و إعادة تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪ ،‬حيث بانضمامها مطلع ىذه السنة للمجمع إرتفعت القدرة‬
‫االستيعابية لو من ‪ 2‬مليار دينار جزائري إذل ‪ 3‬مليار دينار جزائري ‪،‬شلا سيعطي للمجمع سعة أكرب تزيد من قوتو‬
‫و ىذا ما ػلسب للشركة ادلركزية إلعادة التأمُت يف حسن إدارهتا للمجمع‪ ،‬حيث دتكنت و رغم حداثة اجملمع أن‬
‫تضمن عضوية أكرب شركتُت سلتصتُت يف تأمُت و إعادة تامُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪ ،‬و ىذا إن دل على شئ‬
‫فإظلا يدل على أن إختيار ىذه الشركة بالذات دون غَتىا من شركات التأمُت اجلزائرية لتسَت أمور اجملمع دل يكن‬
‫عشوائيا‪ ،‬بل إنطالقا من مبدأ خربهتا يف رلال إعادة التأمُت بإعتبارىا شركة متخصصة و بإمتياز و خَت دليل على‬
‫ذلك كما ذكرنا سابقا حصوذلا على على نقطة مشجعة )‪ ( B+ Good‬من و ة‬
‫كال التنقيط "آم بيست" ىذا من‬
‫جهة‪ ،‬و كذا شبكة علقاهتا الواسعة مع سلتلف شركات التأمُت و شركات االعادة العادلية و ىذا ما سيضمن‬
‫للمجمع و يكسبو قوة تنعكس على شركات التأمُت اجلزائرية يف تغطيتها ذلذا اخلطر ‪.‬‬

‫و بدخول ىذه الشركة و زيادة القدرة االستيعابية للمجمع تغَتت نسب مشاركة األعضاء‪ ،‬حيث دخلت ىذه‬
‫الشركة مبا نسبتة ‪ %10‬و أصبحت مشاركة الشركة الفرنسية ( ‪ )Scor‬ب ‪ ، %18‬و ‪ %25.2‬للشركة ادلركزية‬
‫إلعادة التأمُت‪ ،‬أما فيما ؼلص شركات التأمُت ادلباشر فقد اطلفضت مشاركة الشركة اجلزائرية للتأمينات إذل ‪%8.5‬‬
‫و نفس الشيء بالنسبة لشركة اجلزائرية للتأمُت الشامل إذ أصبحت مشاركتها ب ‪ ،%8.30‬بينما رفعت الشركة‬
‫اجلزائرية للتأمُت و إعادة التأمُت من حصتها لتصبح ‪ %8.5‬بعدما كانت ‪ %7.5‬أما بقية الشركات فلم تسجل‬
‫تغَتا يف نسب مشاركتها و ؽلكن تلخيص كل ىذه النسب وفق اجلدول أدناه ‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم(‪ :)17‬نسبة مشاركة كل عضو لسنة ‪2014‬‬

‫األعضاء‬ ‫نسبة مشاركة كل شركة‬

‫‪CCR‬‬ ‫‪%25.2‬‬

‫‪Scor‬‬ ‫‪%18‬‬

‫‪Swiss RE‬‬ ‫‪%10‬‬

‫‪SAA‬‬ ‫‪%8.5‬‬

‫‪CAAT‬‬ ‫‪%8.30‬‬

‫‪CAAR‬‬ ‫‪%8.5‬‬

‫‪2A‬‬ ‫‪%5‬‬

‫‪TRUST‬‬ ‫‪%4‬‬

‫‪CIAR‬‬ ‫‪%2.5‬‬

‫‪CASH‬‬ ‫‪%2.5‬‬

‫‪CNMA‬‬ ‫‪%2‬‬

‫‪SALAMA‬‬ ‫‪%2‬‬

‫‪GAM‬‬ ‫‪%1.5‬‬

‫‪AXA‬‬ ‫‪%1.5‬‬

‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪%0.5‬‬

‫‪TOTAL‬‬ ‫‪%100‬‬
‫ادلصدر ‪:‬من إعداد الباحثة باالعتماد على إتفاقيات إعادة إعادة التأمُت للمجمع لسنة ‪.2014‬‬

‫‪10‬‬ ‫أما فيما ؼلص ادلطالبات ادلسجلة يف ىذا الفرع‪ ،‬و بإعتبار تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية ىو إلتزام ل‬
‫سنوات ىذا من جهة و كذا حداثة اجملمع من جهة أخرى‪ ،‬فلحد الساعة دل يتم تسجيل مطالبات كبَتة يف ىذا‬
‫الفرع ماعدا ما ؼلص ادلساكة (‪ )Etanchéité‬و مببالغ صغَتة دتت تسويتها حيث دل نتمكن من احلصول عليها‬
‫بلغة األرقام رغم اجلهود الذي بذلنها لذلك‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و من خالل ىذا العرض حول سوق التأمُت اجلزائري فيما ؼلص تأمُت ادلسؤولية ادلدنية العشرية قبل و بعد إنشاء‬
‫اجملمع‪ ،‬نالحظ أن اجملمع أعطى دفعا كبَتا و قدرة إكتتابية إضافية لشركات التأمُت اجلزائرية إذ مكنها من قبول‬
‫ما يعرض عليها من أعمال لتأمُت ىذه ادلسؤولية دون تردد خالف ما كانت عليو يف السابق‪ ،‬إذ ؽلكن القول أن‬
‫اجملمع و رغم حداثتو إال أنو حقق الغاية من إنشائو‪ ،‬و ىذا ما ترمجتو كل من عدد و ثائق التأمُت ادلكتتب فيها و‬
‫كذا حجم االقساط و اليت ىي يف تزايد مستمر من سنة ألخرى منذ نشأت اجملمع ‪.‬‬

‫و ما غلدر اإلشارة لو يف اخلتام أنو و بادلوازاة مع ادلنشآت اليت يتم تأمينها حاليا سيستقبل اجملمع يف السنوات‬
‫‪La grande‬‬ ‫القليلة ادلقبلة منشآت من الضخامة مبكان‪ ،‬و على سبيل ادلثال ال احلصر مسجد اجلزائر الكبَت(‬
‫‪ ) mosquée d’Alger‬و الذي تبلغ قيمة تأمينو من ادلسؤولية ادلدنية العشرية ما يقارب ‪ 1‬مليار دوالر‪ ،‬و كذا‬
‫ادلركز الدورل للمؤدترات (‪ )Le centre international de conférences‬و الذي تبلغ قيمة تأمينو ىو اآلخر‬
‫من ادلسؤولية العشرية ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬ىذا ما يعد حتديا كبَتا للمجمع و الذي سيلعب دورا ىاما يف ضمان‬
‫تأمُت ىذا النوع من ادلنشآت اليت تتسم باخلصوصية أي أن نشأت ىذا اجملمع و اليت جاءت يف خظم التطور‬
‫الكبَت الذي تشهده اجلزائر يف رلال البناء و التعمَت ستعطي أكلها من خالل محاية ىذه ادلنشآت احليويو و‬
‫اذلامة‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تعرفنا من خالل ىذا الفصل كيف أن املقاول و املهندس املعماري مسئوالن عما أجنزاه سواء خالل تنفيذ املشروع‬
‫أو حىت عند تسليمو فمسؤوليتهما تبقى مستمرة حىت و بعد التسليم النهائي للمشروع‪ ،‬ىذه املسؤولية و اليت تدوم‬
‫لعشر سنوات و اليت تعرف باملسؤولية املدنية العشرية و اليت جيري تأمينها على مستوى السوق اجلزائري‪ ،‬وكما رأينا‬
‫من خالل ىذه الدراسة كيف أن سوق اجلزائري كان يشكو من حمدودية قدرتو اإلستعابية قي جمال تأمني ىذه‬
‫املسؤولية العشرية‪،‬بالرغم من أن ما ىو معروض على شركات التأمني ليس باألخطار الضخمة‪،‬و نظرا لألمهية‬
‫البالغة هلذا النوع من التأمني و خوفا من تدىور نتائج ىذا الفرع‪ ،‬و كما رأينا مت استحداث جممعة جزائرية ختتص‬
‫بإعادة تأمني ىذه املسؤولية و اليت عمدت منذ إنشائها على حتسني نتائج ىذا الفرع‪ ،‬و الذي مت بالطبع حلد‬
‫الساعة رغم حداثة ىذا اجملمع و ىذا ما يربزه تطور رقم أعمال اجملمع من سنة ألخرى‪ ،‬و كذا زيادة عدد وثائق‬
‫التأمني املسجلة يف ىذا الفرع‪ ،‬كما تناولنا نصوص اإلتفاقيات املربمة على مستوى اجملمع و تطرقنا لشروطها‬
‫املختلفة‪ ،‬و تابعنا أعمال اجملمع بالدراسة و التحليل من خالل رقم األعمال احملقق و كذا سعة اجملمع و حجم‬
‫األقساط املكتتبة و كذا القيمة اإلمجالية املؤمنة‪.‬كما عرضنا نسب مشاركة كل شركة ضمن اجملمع‪.‬لنخلص يف‬
‫األخري أنو و رغم ما يشهده اجملمع من تطور حلد الساعة إال أن النتائج احملققة حلد الساعة تبقى حتت الطموح و‬
‫اليت تستوجب تضافر جهود شركات التأمني و القائمني على ىذا القطاع من أجل نشر الوعي التأميين حول أمهية‬
‫التأمني من أخطار املسؤولية املدنية العشرية‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتــــــــــــــــــــــمة‪:‬‬

‫يف ختام ىذا البحث ادلتواضع بشقيو النظري و التطبيقي و الذي حاولنا من خاللو اإلجابة على إشكالية‬
‫البحث و اليت كان مضموهنا " ماهو دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى "‪ ،‬و زلاولة منا‬
‫لإلحاطة هبذا ادلوضوع و اإلجابة عن التساؤل اجلوىري ادلطروح جسدهنا من خالل ثالث فصول‪ ،‬حيث خصصنا‬
‫الفصل األول لإلطار النظري للتأمني و إعادة التأمني من خالل معرفة مفهوم كل من مها‪ ،‬و تناولنا بشكل من‬
‫التفصيل نشاط إعادة التأمني من خالل معرفة العقود ادلنظمة لو و كذا صور إعادة التأمني ادلختلفة ‪ ،‬باإلضافة‬
‫لعرض الطرق و صور اليت يتم هبا اإلسناد و القبول يف عمليات إعادة التأمني و كذا الطبيعة الفنية للتغطية‪ ،‬لنعرج‬
‫بعدىا إىل أىم األسواق اليت تزاول نشاط إعادة التأمني يف العامل ‪.‬لننتقل بعدىا إىل الفصل الثاين و الذي يعد لب‬
‫و جهور موضوعنا حيث عرضنا األخطار الكربى و رلمعات إعادة التأمني من خالل التطرق إىل ماىية ىذا النوع‬
‫من األخطار ىذا من جهة و كذا معرفة كل ما يتعلق باجملمعات ادلختصة بإعادة التـأمني من جهة أخرى‪ ،‬و بعدما‬
‫عرفنا أن األخطار الكربى تنقسم إىل أخطار طبيعية و أخرى تكنولوجية‪ ،‬تناولنا كل منها على حدى بشكل‬
‫مفصل و ذلك بعرض مجلة من األخطار اليت تنطوي حتت ظل كل صنف منها‪ ،‬لنرفق بعدىا كل صنف بنماذج‬
‫عن رلمعات تضمن تغطية ىذا النوع من األخطار‪ .‬أما أخر فصل فقد كان مبثابة اإلسقاط التطبيقي دلا تطرقنا لو‬
‫نظريا يف الفصليني السابقني‪ ،‬وذلك من خالل دراسة ميدانية على مستوى اجملمع اجلزائري إلعادة تأمني ادلسؤولية‬
‫مستوى سوق التأمني اجلزائري‪ ،‬حيث عرضنا ادلسؤولية ادلدنية‬ ‫ادلدنية العشرية و اليت تعد اجملمعة الوحيدة على‬
‫العشرية وكذا األطراف ادلتداخلة فيها‪ ،‬ىذا من جهة و تناولنا عرضا ذلذا اجملمع و نشاطو من خالل ما يربمو من‬
‫إتفاقيات و ما حيققو من نتائج‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالنتائج ادلتوصل إليها من خالل ىذا البحث و الدراسة‪ ،‬وكذا مدى حتقق الفرضيات ادلوضوعة‬
‫آنفا‪ ،‬فسنعرض ىذه النتائج على النحو التايل‪:‬‬

‫من خالل اجلانب النظري ذلذه الدراسة‪ ،‬توصلنا إىل‪:‬‬


‫أن شركات التأمني ال تكون قادرة و يف كل األحوال على ضمان تغطية دلا يعرض عليها من أخطار فقد تعرض‬
‫عليها أخطار قد تفوق قدرهتا و ال تستطيع بذلك قبوذلا و حتمل تبعاهتا لوحدىا‪ ،‬و كما رأينا أن شركات التأمني‬
‫ويف ىذه احلالة تلجأ إىل شركات إعادة التأمني و اليت تعد أسواقا خلفية ذلا تضمن ذلا قدرة إكتتابية إضافية دتكنها‬
‫من قبول ىتو األخطار و تضمن أفضل إنشار ذلا‪ ،‬ىذا ما جينب شركات التأمني حصر نشاطها وعمليتها التأمينية‬

‫‪186‬‬
‫الخاتمة‬

‫يف نطاق ضيق جدا‪،‬و بذلك حتافظ ىذه الشركات على مسعتها و نشاطها و كذا والء عمالءىا‪ .‬وىذا ما يؤكد‬
‫صحة الفرضية األوىل‪.‬‬

‫كما توصلنا بأن ىناك نوع من األخطار يعرف باألخطار الكربى و أن ىذه األخطار تنقسم إىل صنفني أخطار‬
‫طبيعية و أخرى تكنولوحية و ما دييز ىذه األخطار أهنا قليلة العدد و عالية القيمة و احلجم فضال من أهنا ختلف‬
‫أضرارا بالغة اجلسامة تعجز معها ُكربيات شركات التأمني وشركات اإلعادة و فق نظام التأمني العادي حتملها و‬
‫قبول تغطيتها‪ ،‬إذ مهمة ادلؤمنني يف تغطية ىذا النوع من األخطار شائكة جدا و بالغة الصعوبة والتعقيد‪ ،‬وىذا ما‬
‫يؤكد صحة الفرضية الثانية‪.‬‬

‫و عرفنا أن رغم ما دتنحو شركات إعادة التأمني من قدرة إكتتابية لشركات التأمني‪ ،‬قد يأيت على ىذه الشركات‬
‫بدورىا مرحلة ال ديكنها قبول إعادة تأمني بعض األخطار أو و ضع حدود و شروط صارمة لقبول إعادة تأمينها‬
‫و ىذا ىو حال تأمني و إعادة تأمني األخطار الكربى‪.‬‬

‫كما توصلنا أنو ولضمان تغطية تأمينية ذلذا النوع من األخطار ذات الطبيعة اخلاصة‪ ،‬إستحدثت شركات التأمني‬
‫و إعادة التأمني أسلوبا جديدا ديكنها من شحن و تعبئة قدرات أكرب‪ ،‬و ذلك من خالل تكوين رلمعات تضمن‬
‫تأمني و إعادة تأمني ىذا النوع من األخطار‪ ،‬ىذه اجملمعات اليت يتم تكوينها على مستويات زللية أو قارية وحىت‬
‫وىذا ما يؤكد صحة‬ ‫دولية‪ ،‬ىذا ما أعطى دفعا جديدا لشركات التأمني لقبول تغطية ىذه النوع من األخطار‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪.‬‬

‫كما توصلنا أن أسلوب عمل اجملمعات و الذي يعتمد على تعبئة القدرات اإلكتتابية لألعضاء ادلنظمة للمجمع‬
‫يعطي إنتشارا أكرب للخطر ادلمؤمن لو‪،‬كما خلصنا أنو و كلما إتسعت دائرة نشاط اجملمع زاد معها ىذا اإلنتشار‬
‫وىذا ما يؤكد صحة الفرضية‬ ‫ىذا ما شجع الدول على إقامة رلمعات فيما بينها من أجل حتقيق ىذه الغاية‪،‬‬
‫الرابعة‪.‬‬

‫وقد توصلنا من خالل الدراسة ادليدانية اليت قمنا هبا على مستوى الشركة ادلركزية إلعادة التأمني‪ ،‬و اليت تعد‬
‫الشركة ادلديرة و ادلنظمة لشؤون عمل اجملمع‪ ،‬ىذا األخري و الذي يقوم مبهمة ضمان إعادة تأمني ما يتم إكتتابو‬
‫من أخطار على مستوى السوق اجلزائري يف فرع التأمني من ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪.‬حيث أن كل الشركات سواء‬

‫‪187‬‬
‫الخاتمة‬

‫خاصة أو عمومية جزائرية أو أجنبية و اليت تكتب يف ىذا اخلطر والعاملة يف سوق اجلزائري ىي عضو يف ىذا‬
‫اجملمع و لقد إستخلصنا مجلة من النقاط وىي‪:‬‬

‫أن التأمني من ادلسؤولية ادلدنية العشرية يعد فرعا يف غاية األمهية ىذا من جهة و يعد فرعا خاصا من جهة أخرى‬
‫نظرا خلصوصية اإللتزام بني الطرفني ادلتعاقدين و الذي ديتد لعشرة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬ما جعل شركات التأمني اجلزائرية‬
‫قبل إنشاء اجملمع تتعامل بشكل حذر يف إكتتاب ىذا النوع من األخطار لعدم إمتالكها لقدرة إكتتابية دتكنها من‬
‫مواجهة اخلسائر و اليت من احملتمل أن تكون كارثية يف أي وقت خالل فًتة ىذا اإللتزام‪.‬‬

‫أن إنشاء اجملمع اجلزائري إلعادة تأمني ادلسؤولية ادلدنية العشرية أعطى دفعا لشركات التأمني اجلزائرية من خالل‬
‫تنظيم ىذا الفرع‪ ،‬و زيادة القدرة اإلكتتابية للشركات األعضاء ‪،‬ما جعل ادلخاوف و كذا احلذر الذي كان يسود‬
‫ىذا الفرع تندثر مع تواجد ىذا اجملمع‪.‬‬

‫أنو و بالرغم من حداثة ىذا اجملمع إىل أنو يسري بوترية جيدة خاصة ما تعلق حبجم األقساط ادلكتتبة اليت تشهد‬
‫إرتفاعا من سنة ألخرى‪ ،‬كما أن القدرة اإلكتتابية للمجمع شهدت قفزات نوعية منذ نشأتو‪ .‬إال أن ىذه النتائج‬
‫تبقى حتت الطموح و ىذا إذا ما قارنا حجم األعمال ادلكتتبة مبجموع ادلشاريع ادلنجزة فعال و اليت ال حتظى‬
‫غالبيتها بالتأمني من ىذه ادلسؤولية رغم أهنا إجبارية و ىذا ما وىذا ما يؤكد صحة الفرضية اخلامسة‪.‬‬

‫و ما حيسب ذلذا اجملمع أنو يضم شريكتني إلعادة التأمني تعدان من األوائل يف إعادة تأمني ادلسؤولية العشرية و‬
‫مها شركيت ‪ SCOR‬و ‪ Swiss RE‬و اللتان تضمانان السري احلسن للمجمع دلا ذلما من خربة يف ىذا اجملال و‬
‫تعطي قوة و مكانة للمجمع‪.‬‬

‫كما توصلنا أنو وحلد الساعة مل يربم اجملمع تغطيات إختيارية ألعمالو‪ ،‬بل كل مل يتم إكتتابو من أخطار ىو‬
‫ضمن القدرة اإلستعابية لو‪ ،‬و يرجع السبب يف ذلك أن اجملمع وحلد الساعة مل يسجل أخطار ذات حجم كبري و‬
‫لكن يرتقب أن يستلم أعماال قد تفوق قدرة اجملمع يف مستقبل السنوات دلا تشهده اجلزائر من وترية متصاعدة يف‬
‫رلال البناء و التعمري‪ .‬ذلذا يعد إنشاء ىذا اجملمع يف ىذا الوقت بالذات أمر يف غاية األمهية‪.‬‬

‫التوصيات واالقتراحات‪:‬‬

‫من خالل ىذه الدراسة والنتائج ادلتوصل إليها ضلاول طرح مجلة من االقًتاح ات و التوصيات‬

‫‪188‬‬
‫الخاتمة‬

‫ضرورة العمل على نشر الوعي التأميين لدى أفراد اجملتمع فيما خيص األمهية البالغة اليت يكتسيها ىذا النوع‬
‫من التأمني من ادلسؤولية ادلدنية العشرية‪،‬و ذلك من خالل القيام حبمالت إشهارية وإقامة الندوات‬
‫وادللتقيات و كذا الربامج التلفزيونية‪،‬وغريىا من القنوات واليت ترمي لتحقيق ىذا اذلدف‪.‬‬

‫خلق قناة تواصل و كذا التعاون بني شركات التأمني و األطراف القائمة على أعمال البناء من أجل الوقوف على‬
‫إحتياجاهتم التأمينية فيما يتعلق بالتأمني من ىذه ادلسؤولية‪ ،‬و ىذا كلو سيحسن من أداء الفرع و ضمان تغطية‬
‫لكل األخطار اليت من ادلمكن أن تقع‪.‬‬

‫تأطري و تكوين سلتصني يف رلال الرقابة التقنية ألعمال البناء و التشيد فيما خيص ادلشاريع اليت تتسم بالتعقيد و‬
‫اخلصوصية ‪.‬‬

‫تضافر اجلهود و العمل سويا بني شركات التأمني و ادلراقبني التقنيني من أجل ضمان سالمة ادلباين ادلقامة‪ ،‬و من‬
‫أجل الوقوف على مكامن اخلطر الذي تواجو ىذه ادلشاريع‪.‬‬

‫و يف اخلتام ال بأس أن نشري إىل ضرورة تشجيع إقامة رلمعات تأمينية شلاثلة ذلذا اجملمع يف الفروع التأمينية‬
‫األخرى خاصة ما تعلق منها بتأمني األخطار الكربى‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫و خالل مسريتنا يف ثنايا ىذا ادلوضوع واجهتنا العديد من الصعوبات و أرىقتنا ‪ ،‬نذكر البعض منها‪:‬‬

‫‪ ‬صعوبة ادلوضوع نظرا حلداثتو ىذا من جهة و لضيق الوقت من جهة أخرى حيث أن موضوعا هبذا العنوان‬
‫كان من ادلفروض أن يتم تناولو على مستوى الدكتوراه‪.‬‬
‫‪ ‬قلة ادلراجع خاصة ما تعلق منها باجملمعات حيث مل صلد و ال مرجع تناوذلا بشكل من التفصيل‪ .‬ما جعلنا‬
‫نستغرق وقتا يف البحث ادلكتيب داخل الوطن و خارجو حبثا عن ادلعلومة‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫قائمة المصطلحات‬
:‫قائمة المصطلحات‬

‫المصطلح باللغة الفرنسية‬ ‫المصطلح باللغة العربية‬


traité de rétrocession ‫إتفاقية إعادة إعادة التأمين‬
Rétrocession ‫إعادة إعادة التأمين‬
moyen de crédit ‫وسيلة ائتمان‬
assurance crédit ‫تأمين الثقة‬
bordereaux provisoires ‫قوائم مؤقتة‬
dépots ‫وديعة‬
commission ‫عمولة‬
identité de la fortune ‫لمبدأ وحدة المصير‬
la retention ‫بحد اإلحتفاظ‬
la réassurance non proportionnelle ‫إعادة التأمين غير النسبية‬

programme complémentaire de soutien à la ‫البرنامج التكميلي لدعم النمو‬


croissance
programme de consolidation de la ‫برنامج توطيد النمو االقتصادي‬
croissance économique
programme de soutien à la relance ‫برنامج ﺩعم ﺍإلنعاﺵ ﺍالقتصاﺩﻱ‬
économique
franchise minimum ‫الحد االدنى لإلعفاء‬
part rétrocessionnaire ‫حصة معيد إعادة التأمين‬
garantie étanchéité de la toiture ‫مساكة السقف‬
ّ ‫ضمان‬
le centre international de conférences ‫المركز الدولي للمؤتمرات‬
l’étanchéité ‫المساكة‬
la grande mosquée d’Alger ‫مسجد الجزائر الكبير‬
Rétrocessionnaire ‫معيد إعادة التأمين‬
Réassureur ‫معيد التأمين‬
Rétrocédant ‫المعيد المسند‬

190
191
‫المراجع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أ‪ .‬قائمة الكتب باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ .1‬إبراهيم علي إبراهيم عبد ربه‪ ،‬التأمني و رياضياته‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم علي إبراهيم عبد ربه‪ ،‬مبادئ التأمني‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .3‬أمحد أبو السعود‪،‬عقد التأمني بني النظرية والتطبيق‪،‬دار الفكر اجلامعي‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪.2009،‬‬


‫‪ .4‬أمحد وجدي زريق‪ ،‬فؤاد إبراهيم اجلوهري‪،‬إعادة التأمني‪ ،‬مطابع الدر البيضاء‪ ،‬مصر‪.2001،‬‬
‫‪ .5‬أسامة عزمي سالمة‪ ،‬نوري موسى شقريي‪ ،‬إدارة اخلطر و التأمني‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2007،‬‬

‫‪ .6‬هباء هبيج شكري ‪،‬إعادة التأمني بني النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪.2008،‬‬
‫‪ .7‬ثناء زلمد طعيمة ‪،‬زلاسبة شركات التـأمني‪ ،‬إيرتاك للطباعة والنشر‪،‬مصر‪.2002،‬‬
‫‪ .8‬جديدي معراج‪ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪. 2000،‬‬
‫‪ .9‬مجال صاحل‪ ،‬السالمة من الكوارث الطبيعية و ادلخاطر البشرية‪ ،‬دار الشروق‪،‬القاهرة‪.2002،‬‬
‫‪ .10‬جورج رجيدا‪ ،‬ترمجة زلمد توفيق البلقيين‪ ،‬إبراهيم زلمد‪ ،‬دار ادلريخ للنشر‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .11‬حريب زلمد عريفات‪ ،‬سعيد مجعة عقل‪ ،‬التأمني و إدارة اخلطر‪،‬دار وائل لنشر‪،‬األردن‪.2008،‬‬
‫‪ .12‬سامي زلمد هشام حريز‪ ،‬زيد منري عبوي‪ ،‬إدارة الكوارث و ادلخاطر‪،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪.2007،‬‬
‫‪ .13‬سعد السعيد عبد الرزاق‪ ،‬مصطفى عبد الغين‪ ،‬اقتصاديات إعادة التأمني‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .14‬شريف زلمد العمري و زلمد عطا ‪ ،‬األصول العلمية والعملية للخطر والتأمني‪.2012 ،‬‬

‫شوقي سيف النصر سيد‪ ،‬األصول العلمية والعملية للخطر و التأمني‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة‬ ‫‪.15‬‬
‫‪.1999 ،3‬‬
‫‪ .16‬عادل داود‪ ،‬مقدمة يف إعادة التأمني‪ ،‬دار ويذريب‪،‬لندن ‪.1991‬‬

‫‪ ،7‬دار النهضة‬ ‫‪ .17‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط يف شرح القانون ادلدين‪،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬ج‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.1994 ،‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ .18‬عبد الرزاق حسني يس‪ ،‬ادلسؤولية اخلاصة بادلهندس ادلعماري و مقاول البناء‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ .19‬عبد الطيف عبود‪ ،‬مدخل إلعادة التـأمني‪ ،‬مكتب اخلدمات الطباعة‪ ،‬دمشق‪.1985 ،‬‬
‫‪ .20‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ ،‬مبادئ يف التأمني‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1985 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ ،‬مبادئ يف التأمني‪ ،‬دار اجلامعية ‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1987،‬‬

‫‪ .22‬عبد القادر العطري‪ ،‬التأمني الربي يف التشريع‪، ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪ .23‬عبد الودود حيي‪ ،‬إعادة التأمني‪ ،‬مكتبة القاهرة احلديثة‪. 1960،‬‬

‫‪ .24‬علي ادلشاقبة‪ ،‬زلمد العدوان‪ ،‬إدارة الشحن والتأمني‪،‬دار الصفاء‪،‬عمان‪.2003،‬‬


‫‪ .25‬علي زلمود بدوي‪ ،‬التأمني دراسة تطبيقية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .26‬عيد أمحد أبو بكر و وليد إمساعيل السيفو‪ ،‬إدارة اخلطر والتأمني‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬عمان‪.2009،‬‬

‫‪ .27‬فاطمة مروة‪ ،‬الفنون التجارية بنوك‪ -‬تأمني ‪-‬بورصة ‪ -‬ادلراسالت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫طبعة ‪.1994 ،2‬‬
‫‪ .28‬قرة فتيحة‪ ،‬أحكام عقد ادلقاولة‪ ،‬منشأة ادلعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1992 ،‬‬
‫‪ .29‬كمال عباس احللواين‪ ،‬مقدمة يف اخلطر والتأمني‪ ،‬دار اإلحتاد‪ ،‬القاهرة‪.1980 ،‬‬
‫األكادميي‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫ة‬ ‫‪ .30‬زلمد توفيق البلقيين‪،‬مجال واصف‪،‬مبادئ إدارة التأمني واخلطر‪،‬دار الكتب‬
‫‪ .31‬زلمد حسني منصور‪ ،‬أحكام التأمني‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪.1999 ،‬‬
‫‪ .32‬زلمد حسني منصور‪ ،‬ادلسؤولية ادلعمارية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫زلمد شكري سرور‪،‬التأمني ضد األخطار التكنولوجية‪،‬دار الفكر العريب‪،‬القاهرة‪.1987،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫‪ .34‬زلمد لبيب شنب‪ ،‬شرح أحكام عقد ادلقاولة يف ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬منشأة ادلعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط بعة ‪،2‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .35‬سلتار زلمود اذلانسي‪ ،‬إبراهيم عبد النيب محودة‪ ،‬مبادئ اخلطر و التأمني‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫مصر‪.2001،‬‬
‫‪ .36‬شلدوح محزة أمحد‪ ،‬ناهد عبد احلميد‪ ،‬إدارة اخلطر و التأمني‪،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.2003،‬‬

‫‪192‬‬
‫‪ .37‬مولود ديدان ‪ ،‬القانون ادلدين حسب آخر تعديل له‪ ،‬رقم ‪ ،05-07‬ادلؤرخ يف ‪ 13‬ماي ‪ ،2007‬دار‬
‫بلقيس للنشر‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫ادلشروعات الصناعية و التجارية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪،‬‬ ‫‪ .38‬ناشد زلمود عبد السالم‪،‬إدارة أخطار‬
‫القاهرة‪.1989،‬‬
‫‪ .39‬نبيل زلمد سلتار ‪ ،‬إعادة التأمني‪ ،‬دار الفكر اجلامعي ا‪،‬إلسكندرية ‪.2011،‬‬

‫‪ .40‬نبيلة إمساعيل رسالن‪ ،‬التأمني ضد أخطار التلوث‪،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬اإلسكندرية‪.2007،‬‬

‫ب‪ .‬قائمة الكتب باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪1. François Couilbault - Constant Eliashberg , Les grandes principes de‬‬


‫‪l’assurance ,8’édition , Paris, 2007 .‬‬
‫‪2. Jean-François Walhin , La Réassurance, Larcier , Bruxelle,2007 .‬‬
‫‪3. Philippe Malinvaud, Architectes et techniciens, R.D.I 21 (1)Janv /Mars‬‬
‫‪1999 .Dalloz.‬‬
‫ت‪ .‬التظاهرات العليمة (المؤتمرات و الملتقيات و األيام الدراسية)‪:‬‬

‫‪ .1‬أمني عبد اهلل‪ ،‬دور إعادة التأمني يف أسواق التأمني‪ ،‬رللة الرائد العريب‪،‬عدد ‪ ،88‬ديسمرب‪.2005،‬‬
‫‪ .2‬أمينة زلمود‪ ،‬تزايد ضحايا الكوارث الطبيعية‪ ،‬رللة احلارس‪،‬العدد ‪،80‬ديسمرب ‪. 1992‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .3‬باسل صقر‪،‬أسواق إعادة التأمني الواقع و األمهية‪ ،‬رللة الرائد العريب‪ ،‬العدد ‪2010،106‬‬
‫‪ .4‬توفيق غالب اليازجني‪،‬الزالزل و زلزالية الشرق األوسط‪ ،‬رللة الرائد العريب‪،‬العدد ‪ ،57‬ديسمرب ‪.1997‬‬
‫‪ .5‬رضا صاحل عبد الباقي‪ ،‬إدارة و تأمني أخطار الزالزل‪ ،‬رللة الشرق للتأمني‪،‬العدد ‪،26‬جوان ‪.1998‬‬
‫‪ .6‬رؤوف حليم مقار‪،‬إعادة التأمني وتطبيقاهتا العملية‪ ،‬اإلحتاد العام العريب للتأمني‪.1960،‬‬

‫لالقتصاد و التجارة‪ ،‬العدد ‪،2‬‬ ‫‪ .7‬سناء زلمد علي هالل‪ ،‬رلمعات تأمني األخطار النووية‪ ،‬اجمللة العلمية‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ .8‬عبد الطيف عبود‪ ،‬أخطار الطبيعة و التحدي الدائم لصناعة التأمني‪ ،‬رللة الرائد العريب‪ ،‬عدد ‪.1997، ،57‬‬
‫‪ ،19‬أفريل‪،‬‬ ‫‪ .9‬عبد الطيف عبود‪ ،‬عاصفة دمشق و إنذارات الطبيعة ادلتكررة‪ ،‬رللة التأمني و التنمية‪ ،‬العدد‬
‫‪.2004‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ .10‬عياشي شعبان‪ ،‬أشخاص الضمان العشري يف القانون اجلزائري‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية‬
‫والسياسية ‪ ،‬اجلزء ‪ 42‬رقم ‪ ،02‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ .11‬فوزية زلمد‪ ،‬تلوث البيئة مسبباته و وسائل الوقاية منه‪،‬رللة مصر للتأمني‪،‬العدد ‪.1991 ،6‬‬
‫استيعاب ادلخاطر اذلامة و اجلديدة‪ ،‬رللة‬ ‫‪ .12‬دلياء بن زلمود‪ ،‬قدرة صناعة التأمني و إعادة التأمني على‬
‫التأمني العريب‪ ،‬عدد ‪،114‬سبتمرب ‪.2012‬‬
‫‪ .13‬زلمد إمام طه‪ ،‬سياسة االحتفاظ يف شركات التأمني‪ ،‬رللة ادلعرفة‪،‬العدد ‪،20‬ديسمرب ‪.2006‬‬

‫‪ .14‬زلمد مصطفى إبراهيم‪ ،‬تأمني مجيع أخطار ادلقاولني‪ ،‬رللة احلارس‪ ،‬العدد ‪.1992 ،76‬‬
‫‪ .15‬زلي الدين جاد ادلوىل‪،‬الزالزل و تقيم أخطارها يف العامل‪،‬رللة مصر للتأمني‪،‬العدد ‪ ،49‬مارس ‪.1993‬‬
‫‪ .16‬يوسف جناد‪ ،‬إعادة تأمني أخطار الكوارث‪،‬رللة الرائد العريب‪،‬عدد ‪،111‬ديسمرب ‪.2011‬‬

‫‪ .17‬يوسف جناد‪ ،‬تغريات ادلناخ و األخطار احملتملة‪ ،‬رللة الرائد العريب‪،‬العدد ‪،94‬جوان ‪.2007‬‬
‫‪ .18‬يوسف فتيحة ‪ ،‬التأمني على تطور ادلسؤولية عن األشياء غري احلية‪ ،‬رللة الدراسات القانونية ‪ ،‬سلرب‬
‫القانون اخلاص األساسي‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪-‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪.2004‬‬
‫‪.19‬‬
‫ث‪ .‬الوثائق‪:‬‬

‫‪ .1‬أكرب احلوادث اإلشعاعية يف العامل‪:‬‬


‫‪http://arabic.rt.com/info/65506/ voir le.- 9/05/2014 à 10 :29‬‬
‫‪ .2‬زلمد السعيد منري مشرفة‪،‬الكوارث الطبيعية ودور التأمني و إعادة التأمني يف تغطيتها‪،‬من خالل الرابط‪:‬‬
‫‪https://drive.google.com/folderview?id=0B4fbonoZcEBOUWUwUnhFeE11akU‬‬
‫‪&usp=sharing voir le 12/03/2014 a 16 :13.‬‬
‫‪ .3‬وكيبيديا ادلوسوعة احلرة‪ ،‬من خالل الرابط‪:‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪voir le: 1/04/2014 à 23 :36‬‬

‫‪ .4‬ادلنتدى التأميين الرابع لشركة إحتاد إعادة التأمني‪ ،‬من خالل الرابط‪:‬‬

‫‪http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/10765 voir le 2/12/2013 à 10 :30‬‬

‫‪ .5‬حسام حطاب‪ ،‬إعادة التأمني‪،‬مدونة قانونية ‪،‬من خالل الرابط‪:‬‬

‫‪194‬‬
http://hussamhattab.blogspot.com/2009/01/blog-post.html voir le: 7/07/2013
à 13 :30.
:‫ادلركز الوطين للمعلومات من خالل الرابط‬،‫ إدارة الكوارث الطبيعية‬.6
www.yemen-nic.info/procesafe/imp-bales/disaster.pdf voir le: 12/01/2014 à
10 :34
:‫ الرابط‬.7
http://www.atlas-mag.net/article/les-pools-dassurance-et-de-reassurance

:‫ عن طريق الرابط‬،2010،‫ زلاضرات يف إعادة التأمني‬،‫ عصام الدين عمر‬.8

http://fr.scribd.com/doc/112536063 voir le 23/01/2014 a 17:41

:‫ عن طريق الرابط‬،‫اإلحتاد السوري لشركات التأمني‬،‫ رلمعات إعادة التأمني زلليا‬.9


http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=82988 voir le 25/01/2014 a
10 :33

:‫عن طريق الرابط‬،‫حزام النار‬،‫ هالة رؤوف أمحد‬.10


http://www.alukah.net/culture/10336/30708 voir le 24/05/14 a 21;00
:‫ادلوقع الرمسي للمجمعة‬ .11
http://www.treif.org.tw/treif/content/insurance/TREIP.htm voir le16/05/2014 a
20:12

:‫ ادلوقع الرمسي للمجمعة‬.12


http://www.maipark.com/content/display/background voir le 17/5/2014
:‫على الرابط‬،‫ قضايا البيئة يف ادلغرب و العامل‬- .13
https://mostadama.files.wordpress.com voir le11/05/2014 à 15 : 14
:‫ من خالل الرابط‬،‫ موسوعة التشريعات و القرارات ادلنظمة لسوق التأمني ادلصري‬- .14
http://mohamedbamby.blogspot.com/#uds-search-results voir le : 12/5/2014 a
01 :23.
15. Laporan Statistik Asuransi Gempa Bumi Indonesia cosulter disponible sur le
site: http://www.maipark.com/
16. Jean TUCCELLA ,Emmanuel DESPLANCHES,OUVRAGES
EXCEPTIONNELS ET ASSURANCE DECENNALE,workshop sur
l’assurance decennale au niveau da CCR, 15/05/2014

195
17. Jean Tuccella, les principes généraux de la RCD et la souscription des grands
risques, workshop sur l’assurance décennale au niveau da CCR, 15/05/2014.
18. the turkish catastrophe insurance pool and the compulsory earthquake
insurance: disponible sur le site:
http://info.worldbank.org/etools/docs/library/114715/istanbul03/docs/istanbul
03/11yazici3-n%5B1%5D.pdf voir le 10/5/2014 a 10:51
19. turkish catastrophe insurance pool: disponible sur le site:
http://www.gfdrr.org/sites/gfdrr.org/files/documents/DFI_TCIPJan11.pdf
voir le 13/5/2014 a 23:15
20. Le pool Turque disponible sur le site:
http://www.atlas-mag.net/article/les-pools-dassurance-et-de-reassurance: voir
le 14/5/2014 a 15:34.
21. the turkish catastrophe insurance pool and the compulsory earthquake
insurance disponible sur le site:
http://info.worldbank.org/etools/docs/library/114715/istanbul03/docs/istanbul
03/11yazici3-n%5B1%5D.pdf voir le 15/05/2014 a 18.34.
22. Assurpol en bref, disponible sur le site:
http://www.assurpol.fr/index.php?page=general voir le 10/5/2014 a 00 : 57

23. Condition générales , police dassurance responsabilité civile décennale, ccr.


24. http://akhbar.alaan.tv/news/post/28525/disaster-nuclear-reactor-japan-tokyo-
fukushim voir le: 9/05/2014 à 15 : 00
25. http://forum.arabia4serv.com/t50305.html#ixzz319sEbqz9 voir le: 8/05/2014
à 22 :14.
26. Dossier Départemental de Risques Majeurs, disponible sur le site:
http://www.risques.gouv.fr voir le 11-01-2013 a 12 :15 .

:‫ القرارات و المراسيم‬.‫ج‬

.1995 ‫ سنة‬،13 ‫ العدد‬، ‫ اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬.1


‫ ادلتعلق بالوقاية من الكوارث و‬2004 ‫ ديسمرب‬25 ‫ الصادر يف‬20 - 04 ‫ من القانون رقم‬2 ‫ ادلادة‬.2
. 2004 / 12 / 29‫ الصادرة يوم‬84 ‫ اجلريدة الرمسية رقم‬،‫تسيريها يف إطار التنمية ادلستدامة‬

196
‫‪ .3‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 07-94‬ادلؤرخ يف ‪ 18‬ماي ‪ 1994‬ادلعدل وادلتمم بقانون رقم ‪ 04-06‬ادلؤرخ يف‬
‫‪ 14‬أوت ‪ 2004‬ادلتعلق بشروط اإلنتاج ادلعماري وشلارسة مهنة ادلهندس ادلعماري ج‪.‬ر رقم ‪ 51‬لسنة‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .4‬قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 15‬ماي ‪ 1988‬يتضمن كيفيات شلارسة تنفيذ األشغال يف ميدان البناء‬
‫ادلعدل وادلتمم بالقرار الوزاري ادلشرتك ادلؤرخ يف ‪ 04‬جويلية ‪ ،2001‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪.2001 ،45‬‬

‫‪197‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪-‬‬ ‫اإلهداء‬

‫‪-‬‬ ‫الشكر‬

‫أ ‪-‬ز‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬األساس النظري للتأمين و إعادة التأمين‬

‫‪1‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪2‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم أساسية حول التأمين و إعادة التأمين‬

‫‪2‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية التأمين‬

‫‪2‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التأمين‬

‫‪3‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عقد التأمين خصائصه و المبادئ التي تحكمه‬

‫‪8‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬تقسيمات المختلفة للتأمين‬

‫‪11‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أهمية التأمين‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مدخل عام إلعادة التأمين‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬لمحة تاريخية عن نشأة و تطور إعادة التأمين‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم إعادة التأمين‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬وظائف إعادة التأمين‬

‫‪200‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تميز إعادة التأمين عن النظم المشابهة له‬

‫‪24‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عقد إعادة التأمين‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬تعريف عقد إعادة التأمين‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إلتزامات طرفي عقد إعادة التأمين‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬اآلثار المترتبة عن إفالس احد طرفي عقد إعادة التأمين‬

‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬طرق و صور اإلسناد والقبول في إعادة التأمين‬

‫‪30‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬طرق اإلسناد و القبول في إعادة التأمين‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعادة التأمين اإلختيارية‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة التأمين اإلجبارية (اإلتفاقية)‬

‫‪37‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إعادة التأمين اإلختيارية ‪ /‬اإللزامية‬

‫‪38‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬طريقة اإلسناد بموجب القانون‬

‫‪39‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مجمعات إعادة التأمين‬

‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صور إعادة التأمين(( الطبيعة الفنية للتغطية)‬

‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعادة التأمين النسبية‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة التأمين غير النسبية‬

‫‪49‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬أسواق إعادة التأمين‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المشترين‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬البائعين‬

‫‪201‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الوسطاء‬

‫‪54‬‬ ‫الفرع الرابع ‪:‬أهم أسواق اإلعادة في العالم‬

‫‪58‬‬ ‫الخالصة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األخطار الكبرى و المجمعات‬

‫‪59‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪60‬‬ ‫المبحث األول‪:‬ماهية األخطار الكبرى و مجمعات إعادة التأمين‬

‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية األخطار الكبرى‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األخطار الكبرى‬

‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سمات األخطار الكبرى من وجهة نظر تأمينية‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األسس الفنية لتقييم األخطار الكبرى و قبول االكتتاب فيها‬

‫‪68‬‬ ‫الفرع الرابع‪:‬تعبئة القدرات اإلكتتابية لتغطية األخطار الكبرى‬

‫‪70‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬مجمعات إعادة التأمين‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬ماهية المجمعات‬

‫‪71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب التي أدت لظهور المجمعات‬

‫‪72‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع المجمعات‬

‫‪82‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬األخطار الطبيعية و مجمعات تأمينها‬

‫‪82‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األخطار الطبيعية‬

‫‪82‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬ماهية األخطار الطبيعية ( الكوارث الطبيعية)‬

‫‪202‬‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬أهم األخطار الطبيعة الكبرى‬

‫‪93‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬اإلطار العام لتأمين الكوارث الطبيعة‬

‫‪101‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مجمعات الكوارث الطبيعية في بعض دول العالم‬

‫‪101‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مجمعة الكوارث التركية )‪(TCIP‬‬

‫‪(Taiwan Residential‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مجمعة تأمين الزالزل في تايوان‬


‫‪105‬‬
‫)‪Earthquake Insurance Pool‬‬

‫‪109‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬األخطار التكنولوجية و مجمعات تأمينها‬

‫‪109‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األخطار التكنولوجية‬

‫‪109‬‬ ‫الفرع األول‪:‬ماهية األخطار التكنولوجية‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬أهم األخطار التكنولوجية‬

‫‪126‬‬ ‫الفرع الثالت‪ : :‬تأمين المسؤولية العشرية‬

‫‪132‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اإلطار العام لتأمين األخطار التكنولوجية‬

‫‪134‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مجمعات األخطار التكنولوجية في بعض دول العالم‬

‫‪134‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المجمعة المصرية لتأمين األخطار النووية‬

‫‪138‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المجمع الفرنسي لتأمين أخطار التلوث ‪ASSURPOL‬‬

‫‪145‬‬ ‫الخالصة‬

‫الفصل الثالث‪:‬دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية العشرية‬

‫‪146‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪203‬‬
‫‪147‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬لمحة تاريخية عن نشأة المجمع الجزائري‬

‫‪147‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقديم الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬

‫‪147‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نبذة تاريخية حول نشأة وتطور الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬

‫‪149‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬نشاط الشركة المركزية إلعادة التأمين ‪CCR‬‬

‫‪152‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬تقديم المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية المدنية العشرية‬

‫الفرع األول‪:‬نشأة المجمع الجزائري إلعادة تأمين المسؤولية المدنية العشرية و الهدف من‬
‫‪152‬‬
‫إنشائه‬

‫‪154‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة عمل المجمع وإجراءات إعادة التأمين‬

‫‪156‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬توزيع األخطار و العضوية في المجمع‬

‫‪156‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مهام الشركة المركزية إلعادة التأمين (‪ )CCR‬في إدارة التعويضات‬

‫‪157‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مضمون اإلتفاقية ومدة اإلتفاق‬

‫‪158‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إتفاقية اإلعادة و إعادة اإلعادة و عرض أعمال المجمع‬

‫‪158‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إتفاقية إعادة التأمين المسؤولية المدنية العشرية (على أساس الحصة النسبية)‬

‫‪158‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬

‫‪163‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الشروط الخاصة باتفاقية إعادة التأمين‬

‫‪165‬‬ ‫الفرع الثالت‪ :‬األخطار المغطات‬

‫‪166‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬دليل التسعير و االكتتاب‬

‫‪168‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إتفاقية إعادة إعادة التأمين‬

‫‪204‬‬
‫‪169‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬

‫‪170‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الشروط الخاصة باتفاقية إعادة إعادة التأمين‬

‫‪171‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عرض أعمال المجمع‬

‫‪171‬‬ ‫الفرع األول‪:‬لمحة عن سوق تأمين المسؤولية المدنية العشرية‬

‫‪175‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور رقم أعمال المجمع‬

‫‪178‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬تطور عدد وثائق التأمين المكتتبة‬

‫‪180‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬نسبة مشاركة األعضاء في المجمع‬

‫‪185‬‬ ‫الخالصة‬

‫‪186‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪190‬‬ ‫المصطلحات‬
‫‪191‬‬ ‫المراجع‬
‫‪198‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪199‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪200‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪205‬‬
206
:‫الملخص‬
‫يحتل النشاط التأميين مكانة ىامة يف اقتصاديات الدول ملا يقدمو من محاية و أمان على الصعيدين اإلقتصادي و‬
‫ هلذا فإن شركات التـأمني و سعيا منها لتحقيق ىذا املبتغى تبحث عن الطرق الكفيلة لضمان‬،‫اإلجتماعي معا‬
‫عاب متكنها من‬
‫ فنجدىا تلجأ لشركات إعادة التأمني لضمان قدرات إستي ية‬،‫تأمني كل ما يعرض عليها من أخطار‬
.‫الوفاء بالتزاماهتا جتاه عمالءىا‬
‫ اليت‬، ‫و يف ظل تزايد حجم األخطار و ظهور أنواع جديدة تتسم باخلصوصية كاألخطار الطبيعية و التكنولوجية‬
‫ ما جعل ىذه‬، ‫تعد من األخطار الكربى اليت يصعب حتمل نتائجها الكارثية من طرف شركة تأمني واحدة‬
‫ لضمان تغطية تأمينية هلا‬،‫الشركات حتشد قدراهتا اإلكتتابية ضمن جممعات إلعادة تأمني ىذا النوع من األخطار‬
‫عن طريق توزيع عبئ نتائجها على أكرب عدد ممكن من الشركات ىذا من جهة و كذا ضمان أفضل إنتشار هلا من‬
.‫و يتم إنشاء ىذه اجملمعات على مستويات عدة حملية و قارية و حىت دولية‬.‫جهة أخرى‬
‫ جممعات إعادة التأمني‬،‫ األخطار الكربى‬،‫إعادة التأمني‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Résumé :
L’activité d’assurance occupe une place importante dans l’économie des pays, pour
le rôle qu’elle joue dans la contribution à la sécurité et la protection sur les deux
plans social et économique, c’est pourquoi les compagnies d'assurance et dans le
but d’atteindre cet objectif, elle cherchent toujours les moyens qui garantissent
l’assurance de tous les risque, à cette effet les compagnies d’assurance recourent à la
technique de la réassurance pour assurer ses engagements vis à vis des
souscripteurs.
Et à la lumière du volume croissant des menaces et à l'émergence de nouveaux
types de risques,comme les catastrophes naturelles et technologiques l'un des
principaux risques qui sont difficiles à supporter ses conséquences désastreuses par
une seule compagnie d'assurance, faisant ces entreprises à mobiliser leurs capacités
de souscription dans des pools de réassurance pour couvrir ce type de risques,
grâce à la distribution du fardeau de leurs résultats sur le plus grand nombre
possible d'entreprises d'une part et,ainsi que pour assurer la meilleure diffusion de
ces risque d’ autre part . Et la mise en place de ces pools à plusieurs niveaux, des
collectivités locales et continental et même international.

Les mots clés: La Réassurance, Les Grands Risques, Les Pools de Réassurance.

You might also like