Professional Documents
Culture Documents
اجلزء َّ
الثاين وزارة التربية
المديرية العامة للمناهج
اللغـــــــةُ العربيـــــةُ
اإلعدادي
ِّ س
ساد ِ
للصف ال َّ
ِّ
المؤلفون
أ .م .د .فاطمة ناظــم مطشـــر أ.م .د .عــــادل ناجــــح البصيصـي
أ .د .يوسف محمد جابر اسكندر أ .م .د .كريم عبد الحسين حمود
أ .م .د .أركـــــان رحيـــم جبــر أ .د .علـــــي حلــــو حــــــواس
تصميم الكتاب
محمد سعدي عزيز
2
اجلزء الوحدة السادسة
الثاني
تنهض األ ُ َّم ُة
ُ باإلصالح
ِ
التَّ ْم ِه ْيدُ:
ث هذا الخرابُ قرون خرابًا َعلَى ُك ِّل المستويا ِ
ت ،حتى بَ َع َ ٍ العربي من ُذ
ُّ يُعاني مجتمعُنا
المزمنَ ،و َش َّل حركتَهُم ،وهذا الخرابُ ال ب َّد
ِ والقنوط
ِ اليأس
ِ نفوس أبنا ِء األ َّم ِة حالةَ
ِ في
قرابين ِم ْن
َ ِّمون نفو َسهُم
الذين يُقد َ
َ َّادقون
َ المصلحون الص
َ له ِم ْن حرك ٍة إصالحي ٍة يقو ُدها
ب
ليس َع ِسيرًا كما رأينا ذلك في تجار ِ بالمجتمع واالرتقا ِء بِ ِه ،وهُ َو أم ٌر َ
ِ هوض
ِ أجل ال ُّن
ِ
نهضت بحرك ٍة إصالحي ٍة َش َملَ ْ
ت ك َّل نواحي ْ كانت حالتُها أردأَ من حال ِة أمتِنا حتى
ْ دول
ٍ
لألمثال.
ِ فأصبحت دولاً متقدمةً ومثالاً يُحت َذى و َم َ
ضربًا ْ حياتِهم،
المفاهيم المتضمنة
-مفاهي ُم اجتماعيَّةٌ
-مفاهي ُم دينيَّةٌ
-مفاهي ُم تربويَّةٌ
-مفاهي ُم لغويَّةٌ
-مفاهي ُم أدبيَّةٌ
َ
قرأت عنها؟ اذكرها باختصار. ت إصالحيةً ُك ْن َ
ت قد هل تتذ َّك ُر حركا ٍ
3
اإلصالح ضرورةٌ
ُ س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /
الدَّر ْ ُ
أهداف األنبيا ِء واألئ َّم ِة واألولياء والمصلحين، ِ هدف رئيسٌ ِم ْن ٌ اإلصال ُح
الناس نح َو عباد ِة هللاِ
ِ اإلصالح ،وتوجي ِه
ِ فالمجتمعات البشريَّةُ بها حاجةٌ دائمةٌ إلى
ُ
مكارم
ِ وتكريس
ِ القيم وال ُمثُ ِل العُليا،
ع َّز وجلَّ ،ومحارب ِة الفسا ِد واإلفسا ِد ،وإشاعـ ِة ِ
ومجتمع راش ٍد.
ٍ صالح،
ٍ جيل
األخالق ،وبنا ِء ٍ
ِ
وإصالح
ِ إصالح العقيد ِة،
ِ ون دو ًما إلى إن األنبيا َء واألئ َّمةَ(عليهم السَّال ُم) كانوا يَ ْس َع َ َّ
ت السلوك والعادا ِ
ِ وإصالح
ِ الفكر والثقاف ِة،
ِ وإصالح
ِ المجتمع،
ِ وإصالح
ِ األخالق،
ِ
الذين
َ للمجتمع كلِّ ِه حتَّى أولئك
ِ صلحين! ْإذ كانوا قُدوةًَ الفاسد ِةَ ،وأَ ْك ِر ْم بهم ِم ْن ُم
األخالق التي تتمثَّ ُل بصدقِ ِهم وسلو ِك ِهم ال َح َس ِن وأمانتِهم
ِ يُعارضونهم لما هُم عليه ِم َن
ونجاحهم في دعواهم.
ِ صالحهم
ِ والتيقن من
ِ اإلذعان اليهم
ِ التي تدعو مجتمعاتِهم الى
بمختلف أشكالِ ِه وأقسا ِم ِه ،ويحتا ُج
ِ اإلصالح
ِ ُ
الحديث عن العصر كثُ َر
ِ وفي هذا
الحقيقي
ِّ اإلصالح
ِ بين أجل ْ
أن يُميِّ َز َ استعمال قدراتِ ِه العقلي ِة بذكا ٍء من ِ
ِ ُ
اإلنسان إلى
مثل هؤال ِء بقولِ ِه ع َّز
باإلصالح ،وقد أشا َر هللاُ ع َّز وج َّل إلى ِ
ِ واإلفسا ِد الذي يُ َع ْن َو ُن
ُون أَلاَ إِنَّهُ ْم هُ ُم قائلَ ( :وإِ َذا قِي َل لَهُ ْم ال تُ ْف ِس ُدوا فِي الأْ َرْ ِ
ض قَالُوا إِنَّ َما نَحْ ُن ُمصْ لِح َ ِم ْن ٍ
نشر
ِ أجل
األرض من ِ ِ فالمفسدون في
َ ُون))(البقرة)12-11: ون َولَ ِك ْن لاَ يَ ْش ُعر َ ْال ُم ْف ِس ُد َ
صلحين،
َ اإلصالح ،يا لَلداهي ِة ،ويَ ُع ُّد َ
ون أنف َسهُم ِم َن ال ُم ِ يرفعون شعا َر
َ أهدافِ ِهم الخبيث ِة
المفسدين.
َ وما هُم في الحقيق ِة إلاَّ ِم ْن ُعتَا ِة
ُ
تهدف إليه ُ
تهدف -فيما اإلصالح المزيَّف ِة التي
ِ ولِ َذلك ،يجبُ االنتباهُ إلى دعوا ِ
ت
ونشر الخالع ِةِ بالدين،
ِ الناس
ِ تمسك
ِ وإضعاف
ِ نشر مبادئ اإللحا ِد واإلفسا ِد،ِ -إلى
إن اإلصال َح الذي تحتا ُج إليه األُ َّمةُ جتمعَّ .
ِ ُّفور ،والقضا ِء على قِيَ ِم األُسر ِة وال ُم
والس ِ
ُ
الحسين (عليه أعلن عنه اإلما ُم
َ عصر هو اإلصال ُح الذي ٍ العصر ،وفي كلِّ
ِ في هذا
األخالق
ِ وإصالح
ِ إصالح العقيد ِة،
ِ السال ُم) ،وهو اإلصال ُح ال َّشام ُل المشتم ُل على
واإلعالم …
ِ والمجتمع،
ِ والفكر والمعرف ِة ،والسِّياس ِة ،واالقتصا ِد،
ِ والسلوك ،والثقاف ِة
ِ
إلخ.
4
ين(عليه السَّال ُم) ،وما أعظ َمها ِم ْن رسال ٍة، اإلمام ال ُح َس ِ
ِ اإلصالح هي رسالةُ
ِ ورسالةُ
اإلصالح
ِ تحقيق
ِ أجل
ِ ونهض وق َّد َم نف َسهُ وأهلَهُ وأصحابَهُ فدا ًء ِم ْن
َ فَ ِم ْن أجلِها ثا َر
الهدف ِم ْن ثورتِ ِه:
َ الحسين(علي ِه السَّال ُم) ،وهو يُعلِ ُن
ُ امل في األُ َّم ِة ،يقو ُل اإلما ُمال َّش ِ
اإلصالح في أُ َّم ِة
ِ بت لطل ِ ((لم أخرجْ أَ ِشرًا وال بَ ِطرًا وال ُم ِ
فسدًا وال ظَالِ ًما وإنَّما خرجْ ُ
بن أبي علي ِالمنكر ،وأسي َر بسير ِة ج ّدي وأبي ٍّ
ِ بالمعروف وأنهى َع ِن
ِ جدي أُري ُد ْ
أن آ ُم َر
ق فاهللُ أولى بالحقِّ ،و َم ْن َر َّد عل َّ
ي هذا أصبرْ حتى يقض َي بقبول الح ِّ
ِ ب ،فَ َم ْن قَبِلَني
طال ٍ
الحاكمين).
َ ق وهو خي ُر القوم بالح ِّ
ِ وبين
َ هللاُ بيني
الهدف من ثورتـِـ ِه ،وهو
َ ُ
الحسين(علي ِه السَّال ُم) ت البليغ ِة أوض َح اإلما ُم
وبهذ ِه الكلما ِ
ق أي ِة مصلح ٍة شخصي ٍة،
وليس تحقي َ
َ اإلصالح ال َّش ِ
امل في األم ِة، ِ تحقيق
ِ السَّــ ْع ُي من ِ
أجل
ين(علي ِه السَّال ُم) يَعْل ُم أنَّهُ َسيُ ْقتَ ُل أجل تسلُّ ِم السُّلط ِة؛ ْإذ َ
كان اإلما ُم ال ُح َس ُ أو السَّع َي من ِ
بنفس ِه
ضحَّى ِ الحسين(علي ِه السَّال ُم)؛ ْإذ إنَّهُ َ
ِ اإلمام
ِ في المعرك ِة؛ و ِم ْن هُنا تبر ُز عظمةُ
الشامل ،والقضا ِء ِ اإلصالح
ِ األهداف السَّامي ِة المتلخص ِة في
ِ تحقيق
ِ أجل
وبأهلِ ِه من ِ
والمبادئ وال ُمثُ ِل .وال خيا َر أما َم األُ َّم ِة اإلسالمي ِة
ِ القيم
ونشر ِ ِ على الفسا ِد بكلِّ أشكاله،
القائم
ِ راإلصالح الحقيق ّي
ِ في األلفيَّ ِة الثَّالث ِة كي تتق َّد َم وتتطو َر حضاريًّا إلاّ بتبنِّي خياِ
ق ِم ْنلإلصالح .أ َّما اإلصال ُح ال ُمنطل ُ
ِ ت األُ َّم ِة
والمنطلق ِم ْن حاجا ِ
ِ س سليم ٍة،على أس ٍ
ت برَّاقةً وجميلةً ،إال أنَّهُ في المحصّل ِة النهائي ِة ب لَنَا فإنَّهُ وإن َرفَ َع شعارا ٍ
رؤي ِة الغَرْ ِ
ص ِة بِ ِه ،والتي قد اليناسبُ بعضُها ثقافتَنا وحضارتَنا يُري ُد الوصو َل إلى أهدافِ ِه الخا َّ
اإلصالح
ِ أن نبدأَ عمليةَ اإلسالميةَ .وهُنا يجبُ تأكي ُد حقيق ٍة ُمه َّم ٍة ،وهي أنَّهُ يجبُ علينا ْ
ضهُ علينا الغربُ برؤيتِ ِه وفلسفتِ ِه في ظلِّ عولم ٍة يُرا ُد أن يفر َالشامل لمجتم ِعنا قب َل ْ
ِ
امل والحقيق ّي اإلصالح ال َّش ِ
ِ الجميع .ويُم ِك ُن تلخيصُ أه ِّم مفردا ِ
ت ِ فرضُها على
ت العام ِة، توسيع دائر ِة الحريا ِ ِ الذي تحتا ُج إليه األمةُ اإلسالميةُ ،ومنها الدعوةُ إلى
ع ،وترسي ُخ التنو ِ
ُّ إطار
ِ اإلنسان ،والحفاظُ على الوحد ِة اإلسالمي ِة في ِ حقوق
ِ واحترا ُم
الحقوق
ِ الفرص ،والموازنةُ َ
بين ِ العدال ِة االجتماعي ِة ،والتوزي ُع العاد ُل للثرو ِة ،وتكاف ُؤ
ت ُمه َّم ٍة فيك ِم ْن مفردا ٍ
والحوار ..إلى آخر ما هُنال َ
ِ ت ،وإشاعةُ ثقاف ِة التسا ُم ِ
ح والواجبا ِ
اإلصالح ال َّش ِ
امل والحقيق ّي. ِ عملي ِة
5
ص
في أثنا ِء الن َّ ِّ الحسين (علي ِه السَّال ُم)
ِ اإلمام
ِ فلنتعلَّ ْم ِم َن
6
نشاط
ٌ
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
والشامل
ِ اإلصالح الحقيق ّي
ِ ث َع ْن ُخطُوا ِ
ت هل يُمكنُك في ضو ِء نصِّ المطالع ِة ْ
أن تتح َّد َ
لبال ِدنا؟
7
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
أن الجملةَ التَّعجُّ بيةَ تُو َ رقيم ،و َع َر ْف َ إنسان ال يمرُّ بها.
ٍ ِم ْن حياتِنا ،وما ِم ْن
ض ُع ت َّ التَّ ِ
ت جسمي ٍة ُ
اإلنسان بحركا ٍ ويُعبِّ ُر عنها
ب هي (!). آخرها عالمةٌ للتَّعجُّ ِ في ِ
االندهاش ،أو يُعبِّ ُر
ِ معين ٍة تُبي ُِّن حالةَ
وتراكيب ،فالتعجبُ :
َ ت
عنها بكلما ٍ
اإلنسان عن َدما يستعظ ُم أمرًا أو يستطرفُهُ أو يُن ِك ُرهُ لغرابتِ ِه. َ انفعال نفس ّي تُصيبُ
ٍ حالةُ
طريقتان:
ِ ب
وللتعج ِ
ت موروث ٍةت و ُج َم ٍل ومفردا ٍ
ق التعجبُ بعبارا ٍ األولى :الطريقةُ السماعيَّةُ ،أيْ يتحق ُ
ومدح ،أي هللِ ما
ٍ ك) ،وهي عبارةُ تع ّج ٍ
ب ب الفصحا ِء ،ومنها :قولُهم( :هللِ َدرُّ َ
عن العر ِ
رفع خب ٌرٍ بالالم في محلِّ
ِ المجرور
ِ عمل ،ولفظُ الجالل ِة
ٍ ت به من خير وما قُ ْم َ
بذلت من ٍ َ
(سبحان) الذي يُع َربُ مفعولاً
َ بالمصدر
ِ َّماعي
ُّ مقد ٌم وما بع َدهُ مبتدأٌ ،ويتحق ُ
ق التَّ َعجُّ بُ الس
ت إِلاَّ بَ َشرًا َر ُسولاً ))(االسراء،)93: مطلقًا ،كقولِ ِه تعالى(( :قُلْ ُس ْب َح َ
ان َربِّي هَلْ ُك ْن ُ
ومنها التَّ َعجُّ بُ على طريق ِة االستغاث ِة ،كما َو َر َد في نصِّ المطالع ِة( :يا لَلداهي ِة!)
ب وبع َدهُ االس ُم ال ُمتَعجَّبُ منهُ مسبوقًاحرف الندا ِء (يا) الذي أفا َد معنى التَّ َعجُّ ِ ِ باستعمال
ِ
ب!المثال ،ومثلُهُ :يالَك فارسًا! ،ويالَلعج ِ
ِ ب كما ترى في بـ(الم) مفتوح ٍة تُس َّمى ال َم التَّعجُّ ِ
الكالم،
ِ سياق
ِ ب وهو يُفهَ ُم من ومنها االستفها ُم المجازيُّ الذي يخر ُج الى معنى التَّ َعجُّ ِ
ُون بِاللهَّ ِ َو ُك ْنتُ ْم أَ ْم َواتًا فَأَحْ يَا ُك ْم ثُ َّم يُ ِميتُ ُك ْم ثُ َّم يُحْ يِي ُك ْم ثُ َّم إِلَ ْي ِه
ْف تَ ْكفُر َ
كقولِ ِه تعالىَ (( :كي َ
زوج إبراهي َم (عليه السَّال ُم) متعجبةً من ِ لسان
ِ ُون))(البقرة )28:وقا َل تعالى على تُرْ َجع َ
ت يَا َو ْيلَتَى أَأَلِ ُد َوأَنَا َعجُو ٌز َوهَ َذا بَ ْعلِي َش ْي ًخا إِ َّن هَ َذا لَ َش ْي ٌء
ق ((قَالَ ْ
بشار ِة هللاِ لها بإسحا َ
َع ِجيبٌ ))(هود.)72:
8
بصيغتين وهما( :ما أَ ْف َعلَهُ)
ِ والطريقةُ الثانية :هي الطريقةُ القياسيةُ التي تتحق ُ
ق
الفعل الذي تتواف ُر فيه شروطُ ِ الصيغتين من
ِ هاتين
ِ ق و(أَ ْف ِعلْ بِ ِه) أي إننا يُم ِك ُن ْ
أن نشت َّ
اشتقاقِهما.
الصيغتان من اآلتي:
ِ هاتان
ِ وتتألفُ
رفع ،وهي ٍ وتتألف ِم ْن :ما التَّعجُّ بي ِة التي تُع َربُ مبتدأً في محلِّ
ُ -1صيغةُ (ما أَ ْف َعلَهُ)
ُّكون ،و(أَ ْف َع َل) وهو فع ُل التَّعجُّ ِ
ب الذي يُ ْع َربُ :فعلاً ماضًيا مبنيًّا مبنيةٌ على الس ِ
الفتح ،وفاعلُهُ دائ ًما ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا يُق َّد ُر بـ(هو) ،و(الهاء) وهو يُمثِّ ُل ِ على
المتعجب منه ويُع َربُ مفعولاً بِ ِه َك َما َو َر َد في النصِّ ( :ما أَ ْعظَ َمها!) وكقولِنا( :ما
َ
وغيرها.
ِ أَجْ َم َل الرَّبي َع!) ،و(ما أَحْ َس َن ْالفضيلَةَ!)
ماض
ٍ الفعل (أَ ْف ِعلْ ) ،وهو فع ُل التَّعجُّ ِ
ب الذي هو فع ٌل ِ ُ
وتتألف من -2صيغةُ (أَ ْف ِعلْ بِ ِه):
ُ
حرف السكون ،و(الباء) وهو ِ ُ
ويكون دائ ًما مبنيًا على األمر
ِ فعل
جا َءعلى صيغ ِة ِ
الفعل فهو دو ًما مجرو ٌر لفظًا ِ جرٍّ زائ ٍد ،و(الهاء) وهو ال ُمتعجَّبُ منه ،ويُمثِّ ُل فاع َل
محل ،كما جا َء في نصِّ المطالع ِة (أَ ْك ِر ْم بِ ِهم!). ع اًّ بالحرف الزائ ِد البا ِء مرفو ٌ
ِ
يكون:
َ الصيغتين ،أنْ
ِ هاتين
ِ ب في فعل التَّ ُّ
عج ِ الشتقاق ِ
ِ شروط
ٍ وال ب َّد من تواف ِر
غير الثالث ّي). -1ثالثيًا (فال يشت ُّ
ق من ِ
ككان وأخواتِها).
َ الناقص
ِ الفعل
ِ -2تا ًّما (فال يشت ُ
ق من
الفعل الجام ِد الذي يلتز ُم صيغةً واحدةً).
ِ -3متص ّرفًا (فال يشت ُّ
ق من
الفعل المنف ّي).
ِ -4مثبتًا (فال يشت ُّ
ق ِم َن
للمجهول).
ِ الفعل المبن ّي
ِ ق من للمعلوم (فال يشت ُّ
ِ -5مبنيًا
ق ،و َم َ
ات، الفعل الذي ال تفاض َل في ِه ،كـ( َغ ِر َ
ِ ق من والتفاضل (فال يشت ُّ
ِ -6قابلاً للتفاو ِ
ت
وغير ذلك.
ِ وهَلَ َ
ك ،وفَنِ َي)
9
فائدة وزن
ِ الوصف منه على ُ ليس
َ -7
(أَ ْف َعل – فَعْالء) أي ال يدلُّ على
وزن (أَ ْف َعل)ِ على ُّ
ق َ ت ْ
ش ُ ت ُ ة َّه ب ش مُ ال ُ ة الصف
َ الفعل
ِ ب أو ِح ْلي ٍة .مثا ُل لَ ْو ٍن أو عي ٍ
لون،
ٍ على ة
ِ للدالل ث
ِ للمؤن ْالء) ع ف و( ، للمذكر
ِ
للشروط:
ِ الجامع
ِ
ب ،مث َل (أَ ْع َرج مث َل( :أَحْ َمر َح ْم َراء) ،أو عي ٍ
( َج ُم َل) فنقول( :مـا أَجْ مل
َ َ َعرْ َجاء ،أَحْ َدب َح ْدباء ،أَحْ َمق َح ْمقاء ،أَ ْبلَه
َ
بَ ْلهاء...وغيرها) أو ِح ْلي ٍة مث َل( :أَ ْك َحل َكحْ الء، الرَّبيـ َع!) ،و(أجْ ِمــــلْ بالر ِ
َّبيـع).
ُ
أ َّما الفع ُل الذي ال تتواف ُر فيه شروط أَحْ َور َح ْو َراء...وغيرها) .والفع ُل الذي تُ ْشتَ ُّ
ق
ب.ق منه فع ُل التَّ َعجُّ ِ االشتقاق فيتعجبُ منه بوساط ِة منه الصفةُ هذه ال يُ ْشتَ ُّ ِ
(أن والفعل المصدر المؤ ّو ِل وهو ْ ِ
فائدة المضارع) أو (ما المصدرية
المصدر
ِ والفعل الماضي) أو
ْ
أومن ال يُتَ َعجَّبُ ِم َن ْالفِع ِْل ال َجا ِم ِد أبدًا بوساط ٍة
كان الفع ُل غي َر
َ الصريح ،فإذا
ِ
دون وساط ٍة.
ِ
ثالث ّي ،مث َل (ازدح َم) فهو فع ٌل
ص ُل الى التَّعجُّ ِ
ب خماس ّي مزي ٌد فنتو َّ
منهُ باستعمال فعل مناسب قابل للصياغة على وزني فعل التعجب
فائدة (ما أفعل ،وأفعل به) ،مثل (ما أش َّد)
َ ْ ْ
حين نتعجَّبُ منه َ كان الفع ُل منفيًا بـ(ال)أو (أش ِدد به) أو أي فعل آخر إذا َ
(أن والفعل المضارع) المصدر المؤ ّو ِل ْ
ِ بمصدر بطريق ِة
ِ مناسب ،ثم نأتي بع َد ذلك
(أن) بالم حرف النفي (ال) مثل (ال نون ْالفعل صريحًا ،وهو (ازدحام) ،ندغ ُم َ ِ
ْ
المؤول وهو (أن يهمل الطالب واجبه) نقول( :ما أَجْ َم َل ألاَّ يُه ِم َل ِ بالمصدر
ِ أو
10
ُ
المؤمن المؤمن أخاه) فنقولُ :ما أجم َل ألاَّ يشت َم
ُ المنفي( :ال يشت ُم
ِّ الفعل
ِ ومثا ُل
(كان
َ الناقص قولُنا:
ِ الفعل
ِ ُ
المؤمن أخاهُ! ،وغير ذلك .ومثا ُل أخاهُ! ،أو أَجْ ِملْ بألاَّ يشت َم
كان النجا ُح رائعًا!،النجاح رائعًا! ،و َما أَجْ َم َل ما َ
ِ النجا ُح رائعًا) نقولُ :ما أَجْ َم َل َ
كون
رمضان) نقول :ما أَرْ َو َع ْ
أن يُصا َم ُ للمجهول كما إذا ْقلنا( :يُصا ُم
ِ الفعل المبن ّي
ِ ومثا ُل
الوصف منه على ُ ُ
يكون الفعل الذي ِ ان! .ومثا ُل ض َص ْو َم َر َم َان! ،و َما أَرْ َو َع َ
ض ُ َر َم َ
ت السما ُء ،نقولُ :ما أَ َش َّد ُزرْ قَةَ ال َّس َما ِء! ،وأَ ْش ِد ْد بِ ُزرْ قَ ِة وزن (أفعل فعالء) مث َلَ :ز ِرقَ ِ ِ
ق ال َّرج ُِل! ،وأَ ْقبِحْ بِ ُح ْمقِ ِه!...الخ. ق ال َّر ُجلُ) :ما أَ ْقبَ َح ُح ْم َال َّس َما ِء! ،ونقو ُل في ( َح ُم َ
11
تقومي اللسان:
( َما أَ ْبلَهَ هذا ال َّر ُج َل) أم ( َما أَ َش َّد بَلاَ هَةَ هذا ال َّرج ُِل!)؟
قلَ :ما أَ َش َّد بَلاَ هَةَ هذا ال َّرج ُِل!
وال تقلَ :ما أَ ْبلَهَ هذا ال َّر ُج َل!
وزن(أَ ْف َعل) ومؤنثه
ِ ُ
الوصف منه على فعل
ق من ٍ ب ال تُ ْشتَ ُّ
ألن صيغةَ التَّعجُّ ِ السببُ َّ :
ب.
العقل فهو من العيو ِ
ِ ُ
ضعف (فَعْالء) .والبَلاَ هَةُ:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
تذكر
رفع خب ٌر
ٍ ب هو وال ُمتعجَّبُ منه في محلِّ أن المبتدأَ لهُ خبرٌَّ ،
وأن فع َل التَّعجُّ ِ َّ
للمبتدأ.
تعلمت
ماض وفاعلُهُ
ٍ وأن الفع َل (أَ ْف َع َل) هو أن صيغةَ (ما أَ ْف َعلَهُ) هي إلنشا ِء معنى التعج ِ
بَّ ، َّ
المنصوب بع َدهُ هو المتعجبُ
َ ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا دائ ًما في هذه الصيغ ِةَّ ،
وأن االس َم
منهُ مفعو ٌل بِ ِه.
12
االعراب
رفع مبتدأٌ.
ٍ السكون في محلِّ
ِ َما :تعجُّ بيةٌ مبنيةٌ على
الفتح ،وفاعلُهُ ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا تقدي ُرهُ (هو).
ِ مبني على
ٌّ ماض
ٍ س َن :فع ٌلأَ ْح َ
الفضيلةَ :مفعو ٌل ب ِه منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ الظاهرةُ.
رفع خب ٌر للمبتدأ.
ٍ وجملةُ (أَحْ َس َن الفضيلةَ) في محلِّ
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
13
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
ص ْي َغتَهُ:
ص التَّالِيَ ِةَ ،وبَيِّنْ نَ ْو َعهُ َو ِ صو ِ ب في النُّ ُ سلُو ِ
ب التَّ َع ُّج ِ ُد َّل على أُ ْ
-1قَا َل حافظ إبراهيم:
ك فِيْها َغ ْي ُر َمحْ ُمو ِد ص َّح أَنَّ َ
إن َْ أَ ْك ِر ْم بِهَا َزلَّةً فِي ْال ُع ْم ِر واح َدةً
-2قَا َل الرُّ صافي:
َما أَ ْفقَــ َر النُّـــو َر ْ
أن يُشبَّهَ بـــِ ِه ور بـــَلْ أُ ْفضِّلـــه
ْال ِع ْل ُم َكال ُّن ِ
ابن الرُّ وم ّي: -3قَا َل ُ
َوإِ ْن َك َ
ان َغيْري َو ِ
اجدًا فِ ْي ِه َم ْسبَ َحا ك بَحْ رًا لَ ْم أَ ِجـ ْد فِ ْي ِه َم ْش َربا
فَيَالَ َ
-4قَا َل األبيوردي:
ت أَ ْيقَظَ ْ
ــــت ُك َّل نَائِ ِم َعلَى هَبَوا ٍ ْف تَنَا ُم ْال َعي ُْن ِمـلْ َء ُجفُونِها
َو َكي َ
-5قَا َل أبو دالمة:
الس بال َّرج ُِل َوأَ ْقبَ َح ْال ُك ْف َر َو ِ
اإل ْف َ َما أحسن ال ِّدي َْن َوال ُّد ْنيَا إِ َذا اجْ تَ َم َعا
-6قَا َل ال َّشاعرُ:
صبُورًا َولَ ِكن لاَ َسبِي َل إِلَى ال َّ
صب ِْر َ ي َما أَحْ َرى بِ ِذي اللُّبِّ أَ ْن يُ َرى
َخلِيل َّ
14
-6صا َر الما ُء جليدًا.
-7العب ُد يُق َر ُ
ع بالعصا.
صلِ َع الرأسُ .
َ -8
التمرين ()3
الجمل التالية
ِ استخرج األفعا َل التي تُ ُع ِّج َ
ب منها بوساط ٍة أو بغي ِر وساط ٍة ،الواردة في ِ
السبب:
َ ذاك ًرا
-1ما أَجْ َم َل ال َّس َما َء!
-2أَ ْك ِر ْم بال َع َر َ
اقيين!
الخير!
ِ َ -3ما أَ ْنفَ َع أَ ْن يُب َذ َل الما ُل في
َ -4ما أَ ْقبَ َح أَ ْن يُخالِ َ
ف الول ُد أباهُ!
َ -5ما أَ َش َّد أَ ْن يُصبِ َح الفقي ُر جائعًا!
الفاضل!
ِ -6أَ ْقبِحْ بأَلاَّ يُع َر َ
ف فض ُل
َ
َ -7ما أحْ َس َن فَصْ َل الر ِ
َّبيع!
التمرين ()4
15
التمرين () 5
التمرين ()6
16
السكون.
ِ مبني على
ٌّ ب
األمر النشا ِء معنى التعج ِ
ِ ماض جا َء على صيغ ِةٍ أَ ْ
ض ِر ْر :فع ٌل
ب حرف نفي زائ ٌد َ
بين الناص ِ ُ حرف جرٍّ زائ ٌد ،أَ ْن :مصدريةٌ ناصبةٌ ،ال:
ُ بألاَّ :البا ُء
ب.
والمنصو ِ
ع منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ الظاهرةُ على ِ
آخر ِه. ق :فع ٌل مضار ٌ يصد َ
ع وعالمةُ رف ِع ِه الضمةُ الظاهرةُ على ِ
آخر ِه. الصان ُع :فاع ٌل مرفو ٌ
ب.
لفعل التعج ِ
ِ والمصد ُر المؤو ُل من (أَ ْن يصد َ
ق) مجرو ٌر لفظًا في مح ِّل ٍ
رفع فاع ٌل
17
َّالث :التَّعبير ُ
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
حريري:
ُّ ثانيا :التَّعبي ُر التَّ
اإلصالح ال َحقيق ِّي فِي َو َس ِط هَذا
ِ لن تَ ْن َ
بعث َشرارةُ األفغانيْ « :
ُّ يقو ُل جما ُل الدِّين
ت َع ْنها ،بِالثَّور ِة الظَّ ِ
الم ال َحالِ ِك إلاَّ إ َذا تَ َعلَّم ِ
ت ال ُّشعوبُ ال َعربيَّةُ َو َع ْ
رفت حُقوقَها ،و َداف َع ْ
ْ
دور
ِ ْبير َع ْن القَائِ َم ِة َعلى ال َع ْق ِل وال ِعل ِم)) .انطل ْق من هذ ِه المقول ِة ل ِكتاب ِة َم ْوض ِ
ُوع تَع ٍ
ْ
اإلصالح.
ِ ال َع ْق ِل وال ِعل ِم في َم ْش ِ
روع
18
س الرابع :األدب /املسرحيَّةُ:
الدَّر ْ ُ
بين
الحوار َ
ِ طريق
ِ ُ
المؤلف الكال َم عن المسرحيَّةَ بمفهو ِمها العا ِّم قصةٌ ي ِ
ُجري فيها
الباحثون أ َّوليَّةَ
َ ُ
يعرف المسرح .وال
ِ للمشاهدين على
َ يمثلون حادثتَها
َ شخوصها ،الذين
ِ
األدبي
ِّ النوع
ِ اإلغريق بهذا
ِ َّ
ولكن اهتما َم المسرحي ِة والمراح َل البدائيةَ الَّتي مر ْ
َّت بها
وإعال ِء شأنِ ِه جعلَها تُن َسبُ إليهم.
ولكن الصَّفةَ
َّ ت،
ت وتطورا ٍ ْ
شهدت فيه تغيّرا ٍ طويل
ٍ بتأريخ
ٍ ت المسرحيةُ وقد م َّر ِ
ف على االختفا ِء إذ ال يراهُ المشاه ُد وإنَّما يرى األساسيَّةَ المميِّزةَ فيها مقدرةُ المؤلِّ ِ
ك أصواتًا متباينةً. شخوصًا مختلفةً ،ويدر ُ
المسرحيَّةُ نوعان ،المسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ ،والمسرحيَّةُ النَّثريةُ ،وما يعنينا في هذا
الثامن عش َر في أوربا.
َ القرن
ِ المقام المسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ التي انحس َر ْ
ت في نهاي ِة ِ
القرن التاس َع عش َر ،وتهي ْ
َّأت في ِ عن المسرحي ِة ال ِّشعريَّة في
عرف العربُ شيئًا ِ
َ
أن ينقلَها
الع عليها في إيطاليا ،إذ حاو َل ْ
ط ِ أواخره لمارون نقاش (اللبناني) فرصةُ اال ِّ
اليازجي أ َّو َل َم ْن نَظَ َم مسرحيةَ
ُّ اللبناني خليل
ُّ وكان ال َّشاع ُر
َ إلى بال ِده وقد نج َح،
ولكن التجربةَ الحقيقيةَ تجربةُ أحمد شوقي ،فق ْد َّ (المروءة والوفاء) سنة (1876م)،
باريس
َ ْ
واستدعت إقامتهُ في نو َع والتَّميُّ َز، كان شاعرًا طموحًا يري ُد لفنِّه السَّعةَ والتَّ ُّ َ
وأن يقرأَ المسرحيا ِ
ت ويرى ما لهذا الفن من مكان ٍة ،فأبد َع في أن يشه َد المسار َحْ ،
ْ
آخرون في
َ روائ ِعه (مجنون ليلى) و(عنترة) و(علي بك الكبير) و(كليوباترا) ،ث َّم تب َعه
العراق :خالد الش َّواف وعاتكة
ِ مص َر مثل :عزيز أباظة ،وصالح عبد الصبور ،وفي
العربي.
ِّ الوطن
ِ وآخرون في بقي ِة أجزا ِء
َ الخزرج ّي ،ومحمد عل ّي الخفاج ّي.
ُ
األحداث فيها ج ِّديَّةً ُ
تكون والمسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ نوعان :التراجيديا(المأساة) ،التي
ذات صبغ ٍة ُ
األحداث فيها سعيدةً َ ُ
تكون والنهاية حزينة ،والكوميديا (الملهاة) ،التي
هزلي ٍة.
19
الفني للمسرحي ِة على المقدم ِة :وهي الّتي يعرضُ فيها ال َّشاع ُر ُّ يعتم ُد البنا ُء
ف الحوار ال ُمكثَّ ِ
ِ طريق
ِ ك ْ
عن ث وذل َ
ومكان األحدا ِ
َ ت وموضو َع المسرحي ِة ال َّشخصيَّا ِ
األساسي في بنا ِء ال َحبْك ِة الفنِّي ِة ،وفيها
ُّ شخوصها ،والعُقد ِة :وهي العنص ُرِ بين
الوجيز َ
ِ
قالمشاهدين القل َ
َ والتحوالت التي تثي ُر في
ُّ ث ووقائ ُع المسرحيَّ ِة ك األحدا ِ ُ
يحدث اشتبا ُ
ْ
وصلت والفضو َل لمعرف ِة الحلِّ .والحلُّ :هو الخاتمةُ التي تنطوي على النتيج ِة التي
ُ
أحداث المسرحي ِة. إليها
الخفاجي
ُّ ُم َح َّمد عل ّي
كنف أبي ِه
ِ عراقي ُولِ َد في مدين ِة كربال َء المقدس ِة عام (1942م) ،ونشأ َ في
ٌّ أديبٌ
مختلف
َ ُ
يغترف منها أحضان مدين ِة كربال َء المقدس ِة
ِ ونه َل من أخالقِ ِه ،وترعر َع في
العربي ،وأكم َل دراستَه االبتدائيةَ والثانويةَ فيها ،حص َل على
ِّ ب
العلوم وال سيما األد ِ
ِ
ك الم َّد ِة
البكلوريوس من كلي ِة التربي ِة-جامع ِة بغدا َد(1965م) .التقى في تل َ
ِ شهاد ِة
من فر ُد لهُ ساعةً ْ ْ
كانت تُ ِ ال َّشاعرةَ الكبيرةَ نازك المالئكة التي أول ْتهُ رعايةً خاصةًْ ،إذ
كانت تدرِّ ُسهُ ،فقد درَّس ْتهُ ألكث َر
ْ كان يج ُدهَا حينَما
الفرص التي َ
ِ عن
ِ أسبوع ،فضلاً
ٍ كلِّ
ونصف.
ٍ سنتين
ِ ِم ْن
ظهرت موهبتُه منذ كان طفلاً صغيرًا؛ إذ نظ َم أ َّو َل قصيد ٍة له وهو في سنِّ التاسع ِة ْ
األمر موهبتُه ال ِّشعريةُ ،فضلاً عن
ِ (في المرحل ِة االبتدائي ِة) ،وم َّما ساع َد على هذا
المعروفين على مستوى
َ ي ،ول َّما اشت َّد عو ُدهُ أصب َح ِم َن ال ُّشعرا ِء
قراءتِ ِه ال ِّشع َر العرب َّ
20
كان ال َّشاع َر األ َّو َل في مرحل ِة الدراس ِة المتوسط ِة واالعدادي ِة،المحافظ ِة المق َّدس ِة ،إذ َ
بدأَ الشاع ُر ينظ ُم القصيدةَ العموديةَ فأبد َع فيها ،إلاَّ أنَّه َ
كان ميَّالاً إلى ال ِّش ِ
عر الحرِّ فنظ َم
فيه أيضًا.
21
مشه ٌد من المسرحي ِة الشعري ِة (ثانيةً يجي ُء الحسينُ )
أعناق المظلومين)
ِ بن أبي ....إلى :لكأنِّي يغمده في
للحفظ ِمنْ (يا َ
ِ
مان سنة 61هـ.ال َّز ُ
الحسين -مريضًا .خلفَهُ تق ُع
ِ بيت متواض ٌع يرق ُد في ِه محم ٌد ُ
بن الحنفي ِة -أخو المكانٌ :
ُ
الدار شجرةٌ تبدو يابسةً .في أ َّو ِل
ِ نافذةٌ ينكس ُر الضَّو ُء قب َل دخولِ ِه إيَّاها .وسطُ ساح ِة
انتظار اآلتي،
ِ العرض في
ِ كرسي كبي ٌر يظلُّ فار ًغا طوا َل م َّد ِة
ٌّ ك
رض هنا َ
ِ قاع ِة ال َع
َّفر إلى
لغرض الس ِ
ِ ُ
الحسين جالسٌ عن َد أخي ِه وه َو يرو ُم تودي َعهُ سيف ُم َعلَّ ٌ
ق، ٌ وإلى جانبِ ِه
كربال َء.
ُم َح َّم ٌد (يَ ْن َ
ص ُح ال ُح َسي َْن بِ َع َد ِم ال َّسفَ ِر):
بن أَبِي ...يا َمولاَ َ
ي يَا َ
ت ال َّدافِئ
ُكن البَي ِ
يَا ر َ
ين يَ ُخضُّ األيتا َم البر ُد
ِح َ
المخزون ويا َزا َد ال َوح َش ِة
ِ يا فَ َر َح
ين تُ َسافِرُ؟أَ َ
وال ُّدنيَا تَفتَرُّ على قَرْ ِن ِخيَانَ ٍة
ط ْيهَا األَ ْق َوى ْإذ يَ ْن َز ُ
ع قِرْ َ
َولَئِ ْن َسافَرْ َ
ت
يَ ْستَ ْد ِر ُ
ك:
ك؟َم ْن لِل َع ْد ِل إِ َما ٌم َغي ُر َ
اث بِاألَ ْد َر ِ
ان ال َعالَ ُم ُم ْلتَ ٌ
صاهُ ص َرهُ بِ َع ََوال َّز َم ُن األَ ْع َمى يَ ْخبطُ ُم ْب َ
ق (تَأ َ ُخ ُذهُ نَوبَةُ ُس َع ٍ
ال) جز األَعنَا ُإِ ْذ تُض َربُ قَب َل ال َع ِ
بن أَبِي َح ْسبَي َذلِ َ
ك ك يا َ ُسين ( ُمهَ ِّونًا َعلَ ْي ِه) َ :ح ْسبِي َذلِ َ
الح ُ
ف التَّ ِ
غيير ُؤاخي طَ َر َون ي ِ ان ال َك ُ اصلُ) :ما َك َ ق قَلِيلاً ثُ َّم يُ َو ُِطر ُ
(ي ِ
لَ ْولاَ اال ْستِ ْشهَا ُد
22
َولَ ْولاَ أَ ْن يَتَ َع َّم َد هَ َذا ال َعالَ ُم بال َّد ِم
ان لَحْ َم ِذ َرا ِع ِه َولَولاَ ْ أَ ْن يَأْ ُك َل َج ْو َع ٌ
الظ ْل ِم
َوإِ َما ٌم يَ ْس َم ُع بِ ُّ
ضى أَ ْن يَ ْغ ِم َد َس ْيفَهُ
َويَرْ َ
اق ال َم ْ
ظلُو ِم َ
ين لَ َكأَنِّي يَ ْغ ِم ُدهُ في أَعنَ ِ
لاَ تَر َج ُح َكفَّةُ ِمي َز ِ
ان ال َع ْد ِل
إِلاَّ بِالقَ ْت ِل ...قَ ْتلِي
يا ب َْن أَبِي
اناث بِاألَ ْد َر ِ ال َعالَ ُم ُم ْلتَ ٌ
اض ألُطهِّ َرهُ بِ َد ِمي َوأَنَا َم ٍ
َولَقَتلِي َ ...وأَنَا أَ ْختَا ُر
َخ ْي ٌر لِل َع ْد ِل ِم ْن ال َمحْ يَا
َولِ َذا ...فَأَنَا أَ ْب ِغي ال ُك ْوفَةَ
ت؟! ُم َح َّم ٌد (بِأ َ َسى)َ :ولِ َما َذا ال ُك ْوفَةُ بِ َّ
الذا ِ
ال ُح َسي ُْن ُ :كتُبٌ ُك ْث ٌر َو َ
صلَ ْتنِي ِم ْنهَا
تُ ْعلِ ُن أَ َّن ال ُك ْوفَةَ ثَائِ َرةٌ تَ َّوابَةٌ
ُم َح َّم ٌدَ :والثُّ ْو َرةُ فِيهَا َوجْ هٌ ُمتَّ ِش ٌح بِال َخ ْو ِ
ف
أَحْ َسبُ أَ َّن ال ُكوفَةَ لاَ َع ْه َد لَهَا
َوال ُكتُبُ ال ُك ْث ُر بِ َرحْ لِ َ
ك
ك ِسهَا ُم َخ ِد ْي َع ٍة ف تَ ْن َسابُ إِلَ ْي َرُبَّ ُحر ُْو ٍ
ك يَا ب َْن أَبِي ص ًّرا) :لِيَ ُك ْن َذلِ َ ال ُح َسي ُْن ( ُم ِ
لِيَ ُك ْن أَ َّن ال ُك ْوفَةَ َخ َّوانَةٌ
أَ ْو أَ َّن ال ُك ْوفَةَ ال َع ْه َد لَهَا
ت األَ ْم َر بِنَ ْف ِسي اختَرْ ُ فَأَنَا ْ
ُحلُ ِمي أَ ْن أَ ْن َز َع نَحْ َو ال ُك ْوفَ ِة
23
َحتَّى أَجْ لُ َو َما َر َ
ان َعلَ ْيهَا
ع ِس ِّك ْينًا فِي قَ ْلبِيُم َح َّم ٌد ( َم َع نَ ْف ِس ِه) :تَاهللِ َكأ َ َّن ال َخ ْشيَةَ تُ ْف ِر ُ
ح َو َكأَنَّهُ فِي َحالَ ٍة ِم َن التَّأ َ ُم ِل) ق ال َم ْس َر ِ ال ُح َسي ُْن (يَ ْنهَضُ ُمتَ َحرِّ ًكا إِلَى ُع ْم ِ
ى تِ ْل َ
ك أَيُّ رُؤ ً
تَتَ َع َّم ُد فِ ْيهَا الصَّحْ َوةَ
ف ال َم ْس َعىق َعلَى َش َر ِ
فَتُفِي ُ
تص ْو ٌ
يَصْ َر ُخ بِي َ
ص ْوتِي َ ...ك َ
ص َداهُ فَيَ ُك ْو ُن لَهُ َ
ظلُو ِمي األُ َّم ِة أَ ْنظُ ُر َم ْ
اط ال َجلاَّ ِدي َْن
ع بَي َْن ِسيَ ِ َو َكأ َ َّن ِج ْل ِد َ
ي يَتَ َو َّز ُ
صعُو ِدي ق ُ هَا أَنَا َذا أَ ْهبِطُ فَ ْو َ
فَتَ ِس ْي ُل ُخي ُْولِي نَحْ َو ال ُك ْوفَ ِة
كُم َح َّم ٌد :بَلْ تَجْ لِسُ فِي بَ ْيتِ َ
ك هَ ِذي البَ ْل َوى
َوتُجْ نِّبُ نَ ْف َس َ
ت ال ُح َسي ُْن (ثَائِرًا) :أَ ْختَا ُر ال َّ
ص ْم َ
ض ِم ْي ُر األُ َّم ِة تَ ْع َم ُل فِ ْي ِه النَّخ َرةُ؟!
َو َ
أَ ْغ ِم ُد َس ْيفِي
ف ال َم ْغرُوسُ َعلَى َجنَبَا ِ
ت ال َّدرْ ِ
ب َو ِسلاَ ُح ال َخ ْو ِ
اس؟!ب النَّ ِ يَتَلَ َّوى بَي َْن ِرقَا ِ
َويَ َ
ظلُّ إِ َما ُم ال َعصْ ِر
ت النَّ ْخ َو ِة تَحْ ُشو أُ ُذنَي ِه
يَ ْس َم ُع َكلِ َما ِ
صرْ َختَهَا فَيُ َذ ِّوبُ فِيَها َ
اب ُس ُكوتِ ِه؟! َويُ ِهي ُل َعلَى أُ ُذنَ ْي ِه تُ َر َ
ت َويَ ْختَا ُر قُعُو َد البَ ْي ِ
ت يَ ْنتَفِضُ َ :غي ِْري يَ ْختَا ُر ال َّ
ص ْم َ
ْج ِد
ت ال َمس ِ َوالنَّو َم َعلَى َد َّكا ِ
24
َغي ِْري يَ ْختَا ُر َ ...غي ِْري يَ ْختَا ُر
اس اس ...أَ ْختَا ُر هللاَ َوأَ ْختَا ُر النَّ َ َوأَنَا أَ ْختَا ُر هللاَ َوأَ ْختَا ُر النَّ َ
س إِلَى ال َّش َج ِرَ ،وقَ ْد نَ َما فِي أَ ْسفَلِهَا ُغصْ ٌن اإلنَا َرةُ تَ ْد ُخ ُل النَّافِ َذةَ َوتَجْ تَا ُز َكال َّش ْم ِ
(يَ ْخ ُرجُِ ،
س ال ُم َعلَّقَ ِة)
ار ِ ضرُ ،ثُ َّم إِلَى ال ُكرْ ِس ِّي ال َكبِي ِْر َوبَ َّز ِة الفَ ِأَ ْخ َ
(ظَلاَ ٌم)
ق النَّ ُّ
قدي: التَّعلي ُ
ُ
الحسين) بالمقدم ِة المسرحي في مسرحي ِة (ثانيةً يجي ُء
ِّ الفني للمشه ِد
ُّ يَتَ َح َّد ُد البنا ُء
األول ِم َن المسرحي ِة
ِ الفصل
ِ ت المقدمةُ ِم َن اللوح ِة األولى ِم َن
والعُقد ِة ث َّم الحلِّ .انطلق ِ
المسرح والقاع ِة
ِ تصوير
ِ ي عم َد إلى ك فيه َّ
أن الخفاج َّ المسرح .وم َّما ال ش َّ
ِ بوصف
ِ
ت ورغباتِهَا ونزعاتِهَا ،ومن ثَ َّم يفه ُمهَا المتلقي فَ ْه ًما يكا ُد تصوير ال َّشخصيا ِ
ِ لينز َع إلى
الفارغ يل ُج ال َّشاع ُر إلى المفارق ِة المسرحي ِة ،فداللةُِ الكرسي
ِّ طريق
ِ وعنْ يكون مؤ َكدًا،
ُ
انتظار اآلتي ،تفضي إلى أهمي ِة
ِ العرض في
ِ الكرسي الذي يظلُّ فار ًغا طوا َل مد ِة
ِّ هذا
من بين القاع ِة التي تمثِّ ُل الواق َع والمسر َح ،فيشار ُ
ك المسر َح في فعالي ِة القاع ِة ْ التفاعل َ
ِ
خص المنشو ِد ،وه َو ِ الكرسي بال َّش
ِّ أجل َملْ ء
من ِ وضع اإلسهام ِْ االنتظار إلى
ِ وضع
ِ
اإلمام
ِ موقف
َ َّيف الَّذي يمثِّ ُل
تعليق الس ِ
ِ وضع
ِ الحسين (علي ِه السال ُم) ،وكذلك ِم ْن
ُ اإلما ُم
من دواف َع معين ٍةالحسين (عليه السال ُم) إلى امتشاقِ ِه؛ ْإذ الب َّد للشخصي ِة المسرحي ِة ْ
ِ
الواقع.
ِ لتقترب ِم َن
َ يُضْ فِيها عليها المؤلِّ ُ
ف
بالصِّراع
ِ كانت كفيلةً باالرتقا ِء
ْ بمواقف ضمني ٍة كثير ٍة من ُذ بدايتها َ تعجُّ المسرحيةُ
أنالصراع فاعليةً ناميةً ُمتَ َجدِّدةً إلى ْ
ِ وتلوينه بشي ٍء ِم َن التَّ َو ُّت ِر الذي يساع ُد على ِ
منح
الحسين (علي ِه السال ُم) وثباتَهُ علي ِه ،وعجْ ِز
ِ اإلمام
ِ موقف
َ يص َل إلى ذروتِ ِه التي تمثِّ ُل
ع إلى الحلِّ متمثلاً بتأ ُّم ِل الموقف ،ثُ َّم ينتق ُل الصِّرا ُ
ِ تغيير ذلك
ِ بن الحنفي ِة عن محم ِد ِ
الناس) ،وال يت ُّم هذاَ وإصداره قرا َره بقول ِه(:أختا ُر هللاَ وأختا ُر
ِ الحسين (علي ِه السال ُم)
ِ
االختيا ُر اال بالتضحي ِة.
25
بسالس ٍة وتدفُّ ٍ
ق الحوار الخارج ِّي
ِ خصيتين بطريق ِة
ِ أدا َر ال َّشاع ُر الحوا َر بين ال َّش
بيسر
ٍ ْ
أفصحت انقطاع ،وبلغ ٍة مسرحي ٍة سهل ٍة واضح ٍة
ٍ غير
ِ ث ِم ْن
تتابع األحدا ِ
ِ في
المشاعر
ِ ت اللِّقا َء ،وصد َ
ق عن الفكر ِة ،وقد انتقى ال َّشاع ُر بعناي ٍة تعابي َرهُ التي ص َّور ِ ِ
أمران ،األ َّولُ :محوريةُ
ِ صميم
ِ أمر هللاِ ،وسببُ هذا التَّ وتصمي َم اإلمام على إمضا ِء ِ
الظلم،
ِ بالتغيير والثور ِة ض ّد
ِ المعني األو ُل
ُّ الحسين في األ َّم ِة؛ ألنه
ِ اإلمام
ِ شخصي ِة
والثاني :االختيارُ.
26
اجلزء الوحدة السابعة
الثاني
حقوق الطفل
التَّ ْم ِه ْيدُ:
طف ُل جُز ٌء ِم َن ْال ُمجت َم ِع اإل ْنسانِ ِّي وهُ َو أ َسا ُسهُ الَّ ِذي يرتك ُز َعلَيه؛ ألَنَّهُ ْال ُمستقب ُل ال ِّ
ف عليه آما ُل ْال َوطَ ِن وطُ ُموحاتُهُ في أبنائِ ِه ْالبُنَا ِة لَهُ ،و ِم َن ْال ُمج ِدي ِج ًّدا أَ ْن الَّ ِذي تَتَوقَّ ُ
منمن أَجْ ِل بِنائِ ِه بِنا ًء سلي ًما بدنيًّا وعاطفيًّا ونفسيًّا لكي نَضْ َ صةً ْ ط ْف ُل ِر َعايةً َخا َّ يُرْ َعى ال ِّ
جتمع تسو ُدهُ ْال َمحبةُ
ٍ ُمستقب َل ْال َوطَ ِن و ِم ْن أَجْ ِل ُم
األمراض ب ُكلِّ أشكالِها.
ِ واالحترا ُم ويخلو ِم َن
ض َّمنَةُ:المفاهي ُم ال ُمت َ
َ -مفاهي ُم اجتماعيَّةٌ
َ -مفاهي ُم نفسيَّةٌ
َ -مفاهي ُم دينيَّةٌ
َ -مفاهي ُم لغويَّةٌ
َ -مفاهي ُم أدبيَّةٌ
27
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /أبناؤنا :املسؤولي ُة املقدس ُة
الدَّر ْ ُ
ب غير اإليجابيَّ ِة في التَّعا ُم ِل مثل ال ِّشد ِة أمرًا مرفوضًا في يُ َع ُّد استعمال األسالي ِ
ْ ْال ُم
ُ
يكون اقع ،ولها آثارُها ،وعادةً جتمع اإلنسانِ ِّي ،ولكنَّهُ ظاهرةٌ تفرضُ نف َسها على ال َو ِ ِ
هذا باللَّ ِ
وم والتَّ ْق ِ
ريع.
تكون أيضًا من أشكالِ ِه السَّيطرةُ وفرضُ الر َّْأي َعلَى األبنا ِء ُ أَ َّما في إطار األُسر ِة ،فق ْد
ب، ار ربّما وصلّت إلى َمرْ حلَ ِة ِ
اإل ْكرا ِه والتَّ َعصُّ ِ اش ْ
وال ِح َو ِ بطريق ٍة حا َّد ٍة تخلو ِم َن النِّقَ ِ
الطفل وأقرانِ ِه من إخوتِ ِه أو المحيطين ِ الذ َك ِر واألُنثى ،وعقد موازنة بَي َْن ييز بَي َْن َّ
والتَّ ْم ِ
يكون بال َّدرج ِةُ ت ،وهذا قد ت أو ُمميزا ٍ يتمتعون بِ ِه ِم ْن ِس َما ٍ
َ به ،ولو ِم ِه؛ النه ال يتمت ُع بما
ب الحرص والحُبِّ الشديدين من الوالدين ألبنائهم؛ غير منتبهين إلى األساس ِم َن با ِ ِ
زمن آخ َر ،ولِ ُكلِّ َز َم ٍن ُمقتضياتُهُ ونِ ْع َم ْالقَ ْو ُل َما قَالَهُ الإِ َما ُم ٍ أن األبناء أبنا ُء حقيقة َّ
مخلوقون
َ قام(( :لاَ َ ْتقسرُوا أوال َد ُكم على آدابِكم فَإِنَّهُم علي( َعلَ ْي ِه السَّال ُم) في هَ َذا ْال َم ِ ٌّ
ان َغي ِْر َز َمانِكم)). لِ َز َم ٍ
غير اإليجابيَّ ِة في التربي ِة مثل ب ِ َّرت ظَاهرةَ استعمال األسالي ِ ظريات الَّتي فَس ْ ُ والنَّ
لكن ْالبَيئةَ ْال َحاضنةَ للفَرْ ِد ِه َي المؤثِّ ُر األ َّو ُل في سلو ِك ِه ،فهو ال ِّشد ِة مع األبناء ُمتعددةٌَّ ،
ت معينةً بمحيط ِه وباألُس َر ِة َو ْال ُمجت َم ِع ،و ِم ْن ثَ َّم تَتَش َّك ُل لديه أفكارٌ ،ويَتبنَّى ُمعتقدا ٍ ِ يتأثَّ ُر
ف على هذا النحو في داخ ُل أُسرتِ ِه؛ والسيَّما َم َع أطفالِ ِه. تدف ُعهُ نَحْ َو التَّصرُّ ِ
بهدفِ اإليجابي تجاهَ أطفالِ ِهم سواء أكان ِّ األشخاص هذا السبي َل غي َر ِ ويتَّخ ُذ بعضُ
يفقدون ال َّسيْطرةَ َ ضغوط حياتي ٍة تجعلُهُم ٍ لتعرضهم إلىِ ب اعتقا ِد ِهم ،أم تأديبِهم بحس ِ
آثار نفسي ٍة بعيدة ال َمدى ف َعلَيه ِم ْن ٍ س ْالفِع ُل هَ َذا؛ لِ َما يتوقَّ ُ والتَّح ُّك َم في أعصابِ ِهم وبِ ْئ َ
األطفال.
ِ لدى
كان األطفال مهما َ ِ أن استعما َل ال ِّشد ِة ال ُمفرط ِة مرفوضٌ تما ًما تجاهَ األم ُر ْال ُمؤ َّك ُد َّ
وك من دون أيِّ ْديل ال ُّسلُ ِ
ك أساليبُ كثيرةٌ تُؤدِّي إلى تَع ِ نو ُعهُ أو ِح َّدتُهُ أو تَ ْكرا ُرهُ ،فهنا َ
األطفال،
ِ إسا َء ٍة تُو َّجهُ إلى
ط ْف ِل َج َس ِديًّا ونَ ْف ِسيًّا ،وقد ك آثا ٌر ِم َن ْال ُمتوقَّ ِع ُح ُدوثُها ِع ْن َد التُّعا ُم ِل السَّلب ِّي مع ال ِّ وهُنا َ
ستقبلِ ،م ْنها اآلثار المرتبطة بالصِّ َّح ِة الجسديَّ ِة ،كمشكالت المناعة ،وكذلك ِ بال ُم تظه ُر ْ
ت ال ُّسلُوكيَّ ِة ببعض االضطرابا ِ ِ صابَ ِة واإل َ ص َّح ِة النَّ ْف ِسيَّ ِة ْ
وال َعقليَّ ِةِ ، صعوبات ُمرتبطةٌ بال ّ ٌ
28
ت أو الذا ِ ت وإيذا ِء َّ ْف في اتِّخا ِذ ْالقَرارا ِ ضع ٍ كيز و َ الذاكر ِة والتَّرْ ِ ت في َّ والنَّ ْف ِسيَّ ِة و ُمشكال ٍ
حيط. ْال ُم ِ
طفالِ ِه بوصفِها أُسلوبًا في التَّربي ِة اش ٍد يُفضِّل ال ِّشدة مع أَ ْ ط ْف ِل إلى َر ِ يتحو ُل هذا ال ِّ ُّ وقد
حو يَو ًما ما. قد يراه األفضل؛ ألنَّه تربَّى على هذا النَّ ِ
ق وغير واثِ ٍ ِ نطوي ٍة على ذاتِها صيَّ ٍة ُم ِ ير بال ِّذ ْك ِر أنَّه قد يتح َّو ُل إلى َش ْخ ِ و ِم َن ْال َج ِد ِ
واالستقرار ،و ُربَّما ِ باألمان
ِ ساس
ِ اإلحْ ب ،فاق ِد ِ ض ِ وال َغ َ الم َسريع ْالبُكا ِء ْ قليل ْال َك ِ بِنَ ْف ِس ِهِ ،
ِ
ت، مفهوم َّ
الذا ِ ِ فاض
ِ ق ،وا ْن ِخ الطفُول ِةْ ،
والقَلَ ِ ب ُّ ت نفسيَّ ٍة ِم ْث ُل اكتئا ِ َد َخ َل في اضطرابا ٍ
ض ْعفًا الجامعي ،ويُعانِي َ ُّ ت تظه ُر في المدر َس ِة ،ف ِم َن ْال ُم ْم ِك ِن أَ ْن يَتَأثَّ َر تَحْ صيلُهُ و ُمشكال ٍ
اإلجرا َء والمجتمع وال َّدول ِة ِ ِ ب
المعنيون كاألقار ِ َ ت ،وال بُ َّد أَ ْن يتَّ ِخ َذ في إِ ْنشا ِء ْال َعلاَ قا ِ
لعالج هذا األسلوب في التربية ووقفِ ِه ،وإرشاد األهل إلى عدم االستمرار ِ ناسب
َ ْال ُم
غ أبدًا ولاَ َحبَّ َذا ِهي، ألن ال ِّشدةَ في التَّربية ال تُس َّو ُ فل أو والدتَهُ؛ َّ ط ِ به ب ُح َّج ِة أنَّه وال َد ال ِّ
ع ِم َن ث هذا النَّ ْو ِ ُبل ْال ِوقاي ِة لل َح ِّد ِم ْن ُح ُدو ِ باع س ِ َّ
ولكي نُعالِ َج ه ِذ ِه الظا ِهرةَالبُ َّد أوال ِم َن اتِّ ِ
التَّعا ُم ِل مع األبنا ِء ،ويتمثَّ ُل األم ُر باآلتي:
ص ٍة تُح ِّذ ُر أخطا َر هكذا سلوك تجاهَ ت تَوعي ٍة تحتوي على برام َج خا َّ -القيا ُم بحمال ِ
ط ْف ِل واألُسر ِة. ت ْال ُمتعلّق ِة بحماي ِة ال ِّ بالقوانين والتَّ ْشريعا ِ ِ طفال ،وتُذ ِّك ُر األَ ِ
بهدف تهيئتِهم للحيا ِة ال َّزوجيَّ ِة ،وتبني لهم أُ ُسسًا ِ للمقبلين على ال َّز ِ
واج َ ت -عق ُد دورا ٍ
ت الَّتي بعض ْال ِخبر ِة في حلِّ ْال ُمشكال ِ سرهم وتكسبُهم وقواع َد تُحافِظُ على تماس ِ ُ
َ ُك أ ِ
أن تَحْ ص َل بَينَهم أو ِم َن ْال ُمم ِك ِن أَ ْن يُواجهوها َم َع أطفالِ ِهم في ْال ُمستقبل. ِم َن ْال ُمتوقَّ ِع ْ
لعالج هَ ِذ ِه ْال ُمشكل ِة ِ ٌ
إجراءات أن تُتَّخ َذ األطفال ْ
ِ استعمال ال ِّشد ِة في تربية ِ ويُم ِك ُن في ِ
حال
ال ُمؤلم ِة وتخطيها ،ومنها:
كبير ِم َن ْالحُبِّ ٍ بقدر
ٍ فل
ط ِ ُّلوكَ ،وإِحاطَة ال ِّ ف هذا الس ِ الج ِه َي َو ْق ُ ْ
-أ َّو ُل خطو ٍة نَحْ َو ال ِع ِ
ب في ِظلِّ ك ِع ْن َد ْال َع َر ِ ِّراسات ْال َحديثةُ ،في حين َجا َء َذلِ َ ُ وصي بِ ِه الد ان ،وهذا ما تُ ِ وال َحنَ ِْ
ُون ،فَقد أَ َّك َد اإلسْال ُم هَ ِذ ِه ق ال َّد ْوليَّةَ ْال َح ِديثَةَ بِقُر ٍ ت ْال َم َواثِي َ ارتِ ِهم اإل ْسلاَ ِميَّ ِة الَّتِي َسبَقَ ِ ض ِ َح َ
ك تَ ْقبيلُه، ت في تَرْ بيه ،و ِم ْن َذلِ َ صائِ َح وإرْ شاَدا ٍ ط ْف ِل خيرًا وقَ َّد َم نَ َ صى بال ِّ أو َ ْال َحقِيقَةَ َو ْ
اس على تَرْ بِي ٍة صالِح ٍة ث النَّ ِ ب َح ِّ فل والبِرِّ به ِم ْن با ِ بيل الطَّ ِ ت نَتَائ َج ت ْق ِ وايات بَيَّنَ ُْ والرِّ
ت أَ َّن َم ْن يُقَبِّل طفلَه تُ ْكتَب ق وال َّشفَقَ ِة ،فبَيَّنَ ْ ترام والرِّ ْف ِ بالحُبِّ واالحْ ِ تماس َك ٍة ْ َوأُسْر ٍة ُم ِ
ب هللاُ لَهُ صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه وآلِ ِه َوسلَّ َم) َ ( :م ْن قَبَّ َل َولَ َدهُ َكتَ َ لَهُ َح َسنةٌ ،فَقَ ْد َو َر َد َع ِن النَّبِ ِّي ( َ
29
صلى هللاُ َعليَه وآلِ ِه َو َسلَّ َم)( :أَ ْكثِرُوا ْالقُ ْبلَةَ َح َسنَةً) ،وتُ ْكتَبُ لَهُ َد َرجةٌ فِي ْال َجنَّ ِة ،قَا َل ( َ
صلى هللاُ َعليَه وآلِ ِه ث( َ إن َم ْن قَبَّ َل َولَ َدهُ َكانَت لَهُ َد َر َجةٌ في ْال َجنَّ ِة)َ ،و َح َّ ألَ ْولاَ ِدكم؛فَ َّ
ث(( :بِرُّ وا أَ ْوال َد ُكم وأَحْ ِسنُوا إليهم؛ فَإنَّهُم ي في ْال َح ِدي ِ ط ْف ِل فَقَ ْد ر ُِو َ َو َسلَّ َم) على ْالبِرِّ بال ِّ
ث آخ َرَ (( :م ْن فَ َّر َح ِط ْفلاً فَ َّر َحهُ هللاُ)) ،وإِ ْدخا ُل يَظنُّون أَنَّ ُكم تَرْ زقُونَهُم)) ،وفي َح ِدي ٍ
ت الطَّيِّب ِة أيضًا وهي ْنويَّ ٍة َك ْال َكلِما ِ
يكون بِطريق ٍة مادي ٍة،وطَ ِريق ٍة َمع ِ ُ ط ْف ِل ْالفَرْ ح ِة على ال ِّ
ان َرسُو ُل هللاِ يَ ْم َس ُح على ُر ُؤ ِ
وس ك َك َ أثر بعيد المدى في نفسهَ ،ك َذلِ َ األه ُّم لما لها من ٍ
ك يُست َحبُّ في وسهم ،بَلْ أَ ْكث ُر ِم ْن َذلِ َ ث الرَّا َحةَ في نُفُ ِ ك تَأثِي ٌر نَ ْف ِس ٌّي يَ ْب َع ُ فال وفي َذلِ َ ط ِ األَ ْ
صى ْتو َ ط ْف ِل ،بَ ِل اس ْ صبِ ّي والنُّ ُزو ُل إلى ُمسْت َوى ُع ُم ِرال ِّ صابِي) لِل َ اإلسْال ِميَّ ِة (التَّ َ ال َّش ِريع ِة ِ
يرنا)) ف َكبِ ِ ف َش َر َ ْر ْ ص ِغي َرنا َويَع ِ ْس ِمنَّا َم ْن لَ ْم يَر َح ْم َ فال َخ ْيرًا ،فَهُ َو ْالقَائِلُ((:لَي َ ط ِ باألَ ْ
فَ َما أَرْ َح َم ِد ْينَنا!
َو َما أَرْ َح َم نَبِيَّهُ!.
ص
في أثنا ِء الن َّ ِّ ت أيضّا عرضُ و ِم ْن هذه اإلجراءا ِ
ك ظ َما َجا َء فِي النَّصّ (( :بَلْ أَ ْكث َر ِم ْن َذلِ َ لاَ ِح ْ ت معه ال ِّشدةُ على فل الَّذي استُع ِملَ ْ ط ِ ال ِّ
ُ ُ ْ ْ
صابِي) اإلسْال ِميَّ ِة (التَّ َ نفسي ،وال ُمتَابعة ال ُمستم َّرة له يُست َحبُّ في ال َّش ِريع ِة ِ ٍّ عالج
ُم ٍ
ط ْف ِل، صبِ ّي والنُّ ُزو ُل إلى ُمسْت َوى ُع ُم ِرال ِّ صاص ّي ،لِل َ ِ ْ
االختِ ك ِم ْن ان َذلِ َ َس َواء أ َك َ
صفةَ إن ِ ْالم ))...فَ َّ اإلس ِ ان يف َع ُل نَبِ ُّي ِ َوهَ َكذا َك َ أَ ْم من أَ ْفرا ِد األُ ْس َر ِة.
ُ ْ
ت ص َد َر ْ صابِي) في نَ ْف ِسها َمذ ُمومةٌ إ َذا َ راءات ،فَلنتذ َّكرْ (التَّ َ و َحبَّ َذا هَ ِذ ِه اإلجْ
َّ َدائِ ًما أَنَّنا َم ْس ُؤولُ َ َ
ار ال ِّسنِّ ،لَ ِكنَّها اس ِم ْن ِكبَ ِ ير أ َما َم النَّ ِ ون أما َم هللاِ َعز َو َج َّل ِم َن ْال َكبِ ِ
َ ْ
ض ِع؛ بِوصفِها َو ِسيلَةً َع ْن أطفالِنا ،فهم مسؤوليتُنا ال ُمق َّدسةَُ ،مم ُدوحةٌ فِي هَ َذا ْال َم ْو ِ
ُ َّ َ َ
فل ،وتَ ْمنَ ُحهُ ط ِ س ال ِّ ث الثِّقَةَ فِي نَ ْف ِ َولهُم َعلينا ُحس ُْن الترْ بي ِة َوتَ ْوفِي ُر ك ّل تَرْ ِ
بويَّةً تَ ْب َع ُ
ون لَهَا أَ ْكب ُر األثَ ُر فِيْما بَ ْع ُد يحتاجون إلي ِه و َغ ْم ُرهُم بِ ْالحُبِّ ُحبًّا َكبِيرًا ِم َّما يَ ُك ُ َ ما
حَ ،وأَ ْن نَ ُك َ َو ْال َع ْ
ون لَهُم فِي َش ْخصيَّتِ ِه. ف والتَّ َسا ُم ِ ط ِ
وال َمل َجأ َ رار ْ ان واال ْستِ ْق ِ َمصْ د َر األَ َم ِ
ال َّدافِ َئ َو ْال ِحضْ َن ْال َحنُ َ
ون.
30
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
ق َو ِه َي ْال ُعهُو ُد واالتفاقي ُ
َّات. ق :جم ُع ِميثَا ٍ -ال َم َواثِي ُ
ْيانَ ،وهُ َو ْال َم ْي ُل إلى اللَّه ِْو َواللَّع ِ
ب. ف الصِّ ب ِ ير تَصرُّ َ ف اإل ْن ِ
سان ال َكبِ ِ صابِي :تَصرُّ ُ -التَّ َ
ين: ك ِإليجا ِد َم َعاني ْال َكلِ َمتَ ِ
ين اآلتِيَتَ ِ ا ْستَعملْ ُمعْج َم َ
ال ِّشدة -حضارة.
نشاط:
ٌ
الخبر
ِ بضمير يعو ُد على
ٍ َو َر َد فِي نَصِّ ال ْمطالَ َع ِة مبتدأ مؤ َّخر وجوبًا؛ التصالِه
ب الجمل ِة االسميَّة. ال ُمقَ َّدم ،ث َّم ِ
أعر ِ
واالستيعاب:
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
31
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
ْح َو َّ
الذ ِّم وب ا ْل َمد ِ سل ُ ُأُ ْ
فأنت–َ صةٌ،ص ٍةَ ،ولَهُ أَ ْفعا ٌل َخا َّ ق َخا َّب اللُّ َغ ِة ْال َع َربِيَّ ِة الَّتِي تُؤ َّدى بِطَ َرائِ َ ِم ْن أَسالي ِ
ْ استعمل َ َ
ْ
دح َو ِهي (نِ ْع َمَ ،و َحبَّ َذا) ،وإذا ت أ ْفعا َل ال َم ِ ت ْ
أن تَم َد َح عزيزي الطالب -إذا أر ْد َ
ْ ت أَ ْفعا َل َّ
الذ ِّم َو ِه َي (بِ ْئ َ ْ ت أَ ْن تَ ُذ َّم
أو
ح ِ س ،وال َحبَّ َذا)َ ،ويَأتِي بَ ْع َد فِع ِْل ال َم ْد ِ استعمل َ أر ْد َ
الذ ِّم ،فَلَو قُ ْلنا
أو َّ
ح ِ ْ ْ
وعان ،أح ُدهُما الفَا ِع ُل والثَّانِي الَّ ِذي خصصْ تَهُ بال َم ْد ِ ِ ْمان َمرْ فُ الذ ِّم اس ِ َّ
يل ْال ِمثَ ِ
ال: َعلَى َسبِ ِ
فائدة
نِ ْع َم ال َّر ُج ُل ُم َح َّم ٌد
ك فِ ْع ٌل آ َخ ُر يَتض َّم ُن َم ْعنَى َّ
الذ ِّم هُنَا َ ْس ال َّر ُج ُل أَبُو لَ َه ٍ
ب بِئ َ
س ولاَ َحبَّ َذا) َوهُ َو ْالفِ ْعلُ( َسا َء) فَهُ َو كـ(بِ ْئ َ ْ
الحظنا أَ َّن هَاتَي ِْن ْال ُج ْملتَي ِْن ُ
ص ِّد َرتَا لَ
ب) ،و( َسا َء َكقَ ْولِناَ ( :سا َء ال َّر ُج ُل أبُو لَهَ ٍ بِفِع ٍْل فِي ْال ُج ْملَ ِة األُولَى َوهُ َو (نِ ْع َم)
رآن ْال َك ِر ِيم
ْالفِ ْع ُل النَّ ِم ْي َمةُ)َ ،وقَ ْد َو َر َد فِي ْالقُ ِ ْ
س) حَ ،وفِي الثَّانِي ِة (بِ ْئ َ إل ْنشا ِء ال َم ْد ِ
ص َدةٌ ك قَ ْولُهُ تَ َعالَىِ (( :م ْنهُ ْم أُ َّمةٌ ُم ْقتَ ِ و ِم ْن َذلِ َ
انين ا ْس َم ِالذ ِّمَ ،و َجا َء بَ ْع َد ْالفِ ْعلَ ِ
إل ْنشا ِء َّ
ون))(المائدة.)66: َو َكثِي ٌر ِم ْنهُ ْم َسا َء َما يَ ْع َملُ َ
وعان في ْال ُج ْمل ِة األُولى (ال َّرجُل) ِ َمرْ فُ
وفِي الثَّانِي ِة أَ ْيضًا (ال َّر ُجلُ)َ ،وهُ َو فَا ِع ٌل
ع فِي ْال ُج ْملَ ِة األُولى ( ُم َح َّم ٌد) وفِي الثَّانِي ِة (أَبُو
الذ ِّم ،واال ْس ُم الثَّانِي ْال َمرْ فُو ُ
ح َو َّ ْ
لِفِع ِْل ال َم ْد ِ
أو ْال َم ْخصُوصُ َّ
بالذ ِّم؛ ح ِ ْ ْ
ان هُ َما ال َم ْخصُوصُ بال َم ْد ِ
ان اال ْس َم ِانَ ،وهَ َذ ِ ب) َوهُما َمرْ فُو َع ِ لَهَ ٍ
أو َّ
الذ ِّم. دح ِ أو ت ُذ ُّم تَخصُّ َش ْيئًا بِ َذلِ َ ْ إِ ْذ إِنَّ َ
ك ِحي َْن تَم َد ُح ْ
ك ال َم ِ
اآلن ُع ْد إلى نَصِّ ْال ُمطالَ َع ِة تَ ِج ْد ال ُج َمل اآلتية:َ
-1نِ ْع َم ْالقَو ُل َما قَالَهُ ِ
اإل َما ُم َعلَ ٌّي...
اإلجْ َر ُ
اءات َ -2حبَّ َذا هَ ِذ ِه ِ
س ْالفِ ْع ُل هَ َذا...
-3بِ ْئ َ
-4لاَ َحبَّ َذا ِه َي...
32
ت للمدح ،بُ ِدئَ ْ
ِ الذ ِّم ،فالجملتان األولى والثانية أو َّ
ح ِ ص َّد َرها فع ٌل لل َم ْد ِ وهَ ِذ ِه ْالجُم ُل تَ َ
يتصرفان ،و َجا َء الفَا ِع ُل بَ ْع َد
ِ جامدان ال
ِ والفع ُل ( َحبَّذا) وهُما فعالنِ بفِع ِْل المدح (نِ ْع َم) ْ
ِ
فائدة ْ
فعل (نِ ْع َم) َوهُ َو (القَ ْولُ) و(ذا) للفعل ْال ِ
(حبَّ ) ،أ َّما ْال ُج ْملةُ الرَّابِعةُ ففِيْها ْالفع ُل
عل المدح (حبذا) وفعل ْ الفَا ِع ُل ( َذا) في فِ ِ ْ
ح وفا ِعلُهُ ( َذا) وهُو (حبَّ َذا) وهُ َو لل َم ْد ِ
َّ لاً الذم (الحبذا) يكون للمفرد وللمثنى وللجمع،
يكون ُمتص ُ االس ُم إشار ٍة ،وهو دائِما
وللمذكر والمؤنث ،مثل( :حبذا الرجل
عل ( َحبَّ ) ،ثُ َّم َجا َء ْال َمخصوصُ بالفِ ِ ْ
الصالح) و(حبذا المرأة الصالحة) و(حبذا
بع كاآلتِيَ ( :ما) ُمل األرْ ِ دح في ْالج ِ بال َم ِ
ْ
الرجالن الصالحان) و(حبذا المرأتان
صول ،و(هَ ِذ ِه) .أ َّما ْالج ِ
ُملتان ِ اس ُم ْال َم ْو
الصالحتان) و(حبذا الرجال الصالحون)...
الثالثة والرابعة فَقَ ْد َو َر َد فيهما فع ُل
الخ.
س) ين َوهُما (بِ ْئ َ الذ ِّم ُمتص ِّدرًا ْالجُملتَ ِ َّ
س) عل (بِ ْئ َ والفَا ِع ُل َم َع ْالفِ ِ و(لاَ َحبَّذا)ْ ،
والفَا ِع ُل َم َع ْالفِ ِ
عل (لاَ َ َحبَّ َذا) هُ َو ا ْس ُم بالذ ِّم فَهُ َو (هَ َذا)ْ ، (الفِ ْعلُ) ،أ َّما ْال َمخصُوصُ َّ هُ َو َكلِمةُ ْ
ض ِمي ُر ( ِه َي). بالذ ِّم ال َّ وال َمخصُوصُ َّ اإل َشار ِة ( َذا)ْ ، ِ
أو َّ ْ ْ ك تَتبي َُّن لَنَا ُ ِم ْن ّذلِ َ
الذ ِّم و ِه َي على النحو: ح ِ ص َو ُر الفَا ِع ِل في ُج ْمل ِة ال َم ْد ِ
33
صوب ٍة َعلَى التَّ ْميي ِز س ًرا بنَ ِك َر ٍة َم ْن ُ ستتِ ًرا ُو ُجوبًا ُمفَ َّ ض ِمي ًرا ُم ْ ون ا ْلفَا ِع ُل َ -3أنْ ي ُك َ
ق ان ِم َن ْال ِجنِّ فَفَ َس َ يس َك َ كقولِ ِه تَ َعالَىَ (( :وإِ ْذ قُ ْلنَا لِ ْل َملاَ ئِ َك ِة ا ْس ُج ُدوا لآِ َد َم فَ َس َج ُدوا إِلاَّ إِ ْبلِ َ
ين بَ َدلاً )) س لِلظَّالِ ِم َ َع ْن أَ ْم ِر َربِّ ِه أَفَتَتَّ ِخ ُذونَهُ َو ُذرِّ يَّتَهُ أَ ْولِيَا َء ِم ْن ُدونِي َوهُ ْم لَ ُك ْم َع ُد ٌّو بِ ْئ َ
ح ،وفَا ِعلُهُ َ ْ اض إلنشا ِء َّ
ض ِمي ٌر ُمسْتتِ ٌر الذ ِّم َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ س) فِ ْع ٌل َم ٍ (الكهف( )50:بِ ْئ َ
س) ،وكقولِنا: ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هُ َو) ،بَدلاً :تَ ْميي ٌز َم ْنصُوبٌ لِ ْلفَا ِع ِل ْال ُمسْتتِ ِر في فِع ِْل َّ
الذ ِّم (بِ ْئ َ
احبًا ص ِ عل ،وكقولِنا( :نِ ْع َم َ (نِ ْع َم َشا ِعرًا ُزهَ ْيرٌ) فـ( َشا ِعرًا) تَ ْميي ٌز لِلفا ِع ِل ْال ُمسْتتِ ِر فِي ْالفِ ِ
ْال ِكتَابُ ).
ت النَّظَ َر فِي النَّصِّ ْال ُمتَقَد ِِّم فِي أَعْلاَ ه َوهُ َو قَ ْولُهُ تَ َعالىَ (( :و َوهَ ْبنَا لِ َدا ُوو َد َولَو أَع ْد َ
ت أَ َّن ْالفَا ِع َل ُذ ِك َر َوحْ َدهُ بَع َد ان نِ ْع َم ْال َع ْب ُد إِنَّهُ أَ َّوابٌ )) (سورة ص )30:لَلاَ ْ
حظ َ ُسلَ ْي َم َ
المذوف لدالل ِة ْال َك ِ ٌ دح ،فَهُ َو َمحْ بال َم ْدح بَ ْع َد ِ ْ
فعل ال َم ِ ِ
ْالفِع ِْل (نِ ْع َم) ،ولَ ْم ي ُْذ َك ِر ْال َمخصُوصُ ْ
ك قَ ْولُهُ تَ َعالى(( :لاَ انَ ،وهُ َو َكثِيرٌ ،و ِم ْث ُل َذلِ َ الم :نِ ْع َم ْال َع ْب ُد ُسلَ ْي َم ُ ْال ُمتقد ِِّم َعلَيْه ،وتقدي ُر ْال َك ِ
صيرُ))(النور)57 : س ْال َم ِ ض َو َمأْ َواهُ ُم النَّا ُر َولَبِ ْئ َ ين فِي الأْ َرْ ِ ْج ِز َين َكفَرُوا ُمع ِ تَحْ َسبَ َّن الَّ ِذ َ
ص ْي ُر النَّارُ.س ْال َم ِ والتَّ ْقديرُ :بِ ْئ َ
س)، الذ ِّم َم َع ْالفِعلَي ِْن (نِ ْع َم وبِ ْئ َ أو َّ ح ِ ِ ْ
ُوص بال َم ْد ِ ب االس ِْم ْال َم ْخص َّف إلى إِ ْع َرا ِ اآلن نَتَعر ُ َ
فَفِي إِ ْعرابِ ِه َو َجه ِ
ْان:
ذوف ُوجُوبًا. ٍ ب َخبَرًا لِ ُمبت َدأ َمحْ أن يُع َر َ األ َّو ُلْ :
وال ُج ْملةُ ْالفِعليَّةُ ْال ُمتقدِّمةُ َعلَيْه فِي َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَ ٌر مق ّدم. ب ُمبْت َدأً ُمؤ َّخراًْ ، أن يُ ْع َر َ الث َّانِيْ :
نِ ْع َم ال َّر ُج ُل ُم َح َّم ٌد
ْ ْ
ح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ
ح. اض إلنشا ِء ال َم ْد ِ نِ ْع َم :فِ ْع ٌل َم ٍ
ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على ِ
آخر ِه. ع َو َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّ ال َّر ُج ُل :فَا ِع ٌل َمرْ فُو ٌ
ض َّمةُ ع و َعلاَ َمةُ َر ْف ِع ِه ال َّ وف ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هُ َو ُم َح َّم ٌد) َمرْ فو ٌ ُم َح َّمدٌَ :خبَ ٌر لِ ُمبت َدأ َمحْ ُذ ٍ
الظَّا ِهرةُ َعلَى ِ
آخر ِه.
آخر ِه، ِ ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على ع َو َعلاَ ُمة َر ْف ِع ِه ال َّ بُ :م َح َّم ٌدُ ،مبتدأٌ ُمؤ َّخ ٌر َمرْ فو ٌ أَ ْو يُ ْع َر ُ
والفَا ِع ِل في َم َحلِّ َر ْف ٍع خب ٌر ُمق َّد ٌم. و ُج ْملةُ (نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) ِم َن ْالفِع ِْل ْ
والجُملةُ والفَا ِع ِل فَيُع َربُ ُمبْتدأًْ ، عل ْ الذ ِّم على ْالفِ ِ أو َّ ْ ْ َ
ح ِ أ َّما إ َذا تَقَ َّد َم ال َم ْخصُوصُ بال َم ْد ِ
عْالفِعليَّةُ بَ ْع َدهُ فِي َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَرٌ ،كقولِناُ ( :م َح َّم ٌد نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) ُم َح َّم ٌدُ :مبتدأٌ مرفو ٌ
ْ ْ ض َّمةُ ،نِ ْع َم :فِ ْع ٌل وعالمةُ رف ِع ِه ال َّ
ح ،وال َّر ُجلُ :فَا ِع ٌل ح َم ْبنِ ٌّي على الفَ ْت ِ ماض إلنشا ِء ال َم ْد ِ ٍ
34
ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ .وجملةُ (نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) في َم َحلِّ َر ْف ٍع خبرٌ. ع وعالمةُ رف ِع ِه ال َّ مرفو ٌ
ُوص َم َع ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) فَهُو ُمبتدأٌ وجملةُ ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) في ِ أَ َّما إ ْعرابُ ْال َمخص
َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَ ٌر ُمق َّد ٌم.
أو َّ ْ ْ
الذ ِّم على ( َحبَّذا وال َحبَّذا). وال يَتق َّد ُم ال َم ْخصُوصُ بال ِ
مدح ِ
ان ْالفَا ِع ُلث السَّا ِكنةُ إ َذا َك َ س) تَتَّص ُل بِ ِهما تَا ُء التَّأنِ ْي ِ أن ْالفِعلَي ِْن (نِ ْع َم ،وبِ ْئ َ ف َّ ْر َأن تَع ِ بَقِ َي ْ
ب). ت ْال َمرْ أَةُ َح َّمالَةُ ْال َحطَ ِ اط َمةُ) ،و(بِ ْئ َس ِ ت ْال َمرْ أَةُ فَ ِ ُمؤنَّثًاِ ،م ْثلُ( :نِ ْع َم ِ
ث السَّا ِكنَةُ ح ،والتَّا ُء تَا ُء التَّأْنِي ِ ْ
ح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ
ْ
اض إل ْنشا ِء ال َم ْد ِ نِ ْع َمتْ :نِ ْع َم ،فِ ْع ٌل َم ٍ
ين...الخ ص ِم َن التِقا ِء السَّا ِكنَ ِ ْر للتَخلُّ ِ ت بِ ْال َكس َِوحُرِّ َك ْ
ق هَ ِذ ِه التَّا ُء ْالفِعلَي ِْن ( َحبَّ َذا وال َحبَّذا). َولاَ تَلح ُ
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
ب اللُّ َغويَّ ِة ،يُؤ َّدى بأ َ ْف ٍ َّ ْ ُ
عال َجا ِمد ٍة ال تَتَصر ُ
َّف، والذ ِّم ِم َن األ َسالِي ِ -1أ ْسلُوبُ ال َم ْد ِ
ح
س ،وال َحبَّذا). والذ ُّم أَ ْفعالُهُ (بِ ْئ َفال َم ْد ُح أَ ْف َعالُهُ (نِ ْع َم ،و َحبَّ َذا)َّ ، ْ
ح َّ ْ ُ ْ
والذ ِّم: يكون الفَا ِع ُل فِي ُج ْمل ِة ال َم ْد ِ -2
أُ -م َع َّرفًا بـ(ال).
َّف بـ(ال). ضافًا إلى ْال ُمعر ِ بُ -م َ
ض ِميرًا ُمستتِرًا ُوجُوبًا ُم َميَّ ًزا بنَ ِكر ٍة. جَ -
أو َّ
الذ ِّم إ َذا تَأ َّخ َر َع ْن (نِ ْع َم ،أو بِ ْئ َ ْ ْ
س): ح ِ -3يُ ْع َربُ اال ْس ُم ال َمخصُوصُ بال َم ْد ِ
وف ُوجُوبًا. أَ -خبرًا لِ ُمبت َدأ َمحْ ُذ ٍ
س).بُ -مبت َدأخب ُرهُ ُج ْملةُ (نِ ْع َم)ـ أو (بِ ْئ َ
ب ُمبت َدأًخب ُرهُ جُملةُ (نِ ْع َم) و(بِ ْئ َ ُ
س). ج -وإ َذا تَق َّد َم ْال َم ْخصُوصُ أ ِ
عر َ
قترنًا بِ ِهما َوهُ َو ا ْس ُم اإلشار ِة ( َذا) َدائِ ًما، يكون فَا ِع ُل ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) ُم ِ ُ -4
ً
وال َم ْخصُوصُ يُ ْع َربُ ُمبْتدأ ُمؤ َّخرًا ،و ُج ْملةُ ( َحبَّذا) تُ ْع َربُ َخبَرًا ُمق َّد ًما ،ولاَ يَجُو ُز ْ
ُوص َعلَيْهما. ِ تَ ْقدي ُم ْال َم ْخص
تقومي اللسان:
( ُربَّ َما لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّ سُ ) أَ ْم (لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّسُ ،أو قَ ْد لاَ يَأتِي ْال ُمدرِّسُ )
قُلْ :لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّسُ ،أو قَ ْد لاَ يَأتِي ْال ُمدرِّسُ
ولاَ تَقُلْ ُ :ربَّ َما لَ ْن يَأتِ َي ْال ُم َدرِّسُ .
ألن ( ُربَّ َما) و(لَ ْن) لاَ يَجْ تَ ِ
معان. ال َّسبَبُ َّ :
35
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
تذكر
ض َمائِ ِر أو اتَّصلَ ْ ْ أن ْالفِ ْع َل ْال َم ِ
ت صلْ بِ ِه َش ْي ٌء ِم َن ال َّ اض َي يُ ْبنَى َعلَى الفَ ْت ِ
ح إِ َذا لَ ْم يَتَّ ِ َّ
بالكسر
ِ بساكن تُحرَّك
ٍ ْ
التقت ث الساكنةَ إذا وأن تا َء التَّأني ِ ث الساكنةَُّ ، ب ِه تا ُء التَّأني ِ
تخلُّصًا ِم ْن ذلك.
تعلمت
ْراب:
اإلع ُ ِ
ث الساكنةُ. ْ ْ
ح .والتَّا ُء تا ُء التَّأني ِح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ اض َجا ِم ٌد ِإل ْنشا ِء ال َم ْد ِ ت :فِ ْع ٌل َم ٍ س ِبِ ْئ َ
ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على ِ
آخر ِه. ع و َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّ ا ْل َم ْرأَةُ :فَا ِع ٌل َمرْ فُو ٌ
ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ ع و َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّوف ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هي) َمرْ فُو ٌ َح َّمالَةَُ :خبَ ٌر لِ ُمبتدأٍ َمحْ ُذ ٍ
ضاف إلي ِه َمجرُو ٌر و َعلاَ مةُ َجرِّ ِه الكسرةُ ٌ ب ُم ضاف ْ
وال َحطَ ِ ٌ َعلَى ِ
آخر ِه .وهُ َو ُم
الظَّا ِهرةُ في ِ
آخر ِه.
ضاف إلي ِه ٌ ب ُم ض َّمةُ الظَّا ِهرةُْ ،
وال َحطَ ِ ع و َعلاَ َمةُ َر ْف ِع ِه ال َّ أوَ :ح َّمالَةُُ ،مبْت َدأٌ ُمؤ َّخ ٌر َمرْ فُو ٌ
آخر ِه ،و ُج ْملةُ (نِ ْع َم ْال َج َملُ) فِي َم َحلِّ َمجرُو ٌر و َعلاَ مةُ َجرِّ ِه الكسرةُ الظَّا ِهرةُ في ِ
َر ْف ٍع َخبَرٌ.
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
ال حبَّذا االرهابُ .
36
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
الذ ِّمُ ،د َّل َعلَى ُج ْملَتِهماُ ،مبَيِّنًا ْح َو َّ وب ا ْل َمد ِسلُ ُ ص ا ْل َك ِر ْي َم ِة التَّالِيَ ِة أُ ْ صو ِ َو َر َد فِي النُّ ُ
وص: ص َ ا ْلفَا ِع َل َوا ْل َم ْخ ُ
ات تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا الأْ َ ْنهَا ُر ك َج َزا ُؤهُ ْم َم ْغفِ َرةٌ ِم ْن َربِّ ِه ْم َو َجنَّ ٌ -1قال تعالى(( :أُولَئِ َ
ين)) (آل عمران)136: ين فِيهَا َونِ ْع َم أَجْ ُر ْال َعا ِملِ َ َخالِ ِد َ
اخ َش ْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم إِي َمانًا اس قَ ْد َج َمعُوا لَ ُك ْم فَ ْ ين قَا َل لَهُ ُم النَّاسُ إِ َّن النَّ َ -2قال تعالى(( :الَّ ِذ َ
َوقَالُوا َح ْسبُنَا للاهَّ ُ َونِ ْع َم ْال َو ِكيلُ))(آل عمران)173:
صيرُ)) -3قال تعالىَ (( :وإِ ْن تَ َولَّ ْوا فَا ْعلَ ُموا أَ َّن للاهَّ َ َم ْولاَ ُك ْم نِ ْع َم ْال َم ْولَى َونِ ْع َم النَّ ِ
(األنفال.)40:
اج ِه ْم َو ُذرِّ يَّاتِ ِه ْمصلَ َح ِم ْن آَبَائِ ِه ْم َوأَ ْز َو ِ ات َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُونَهَا َو َم ْن َ -4قال تعالىَ (( :جنَّ ُ
ار)) صبَرْ تُ ْم فَنِ ْع َم ُع ْقبَى ال َّد ِ ب َسلاَ ٌم َعلَ ْي ُك ْم بِ َما َ ون َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن ُكلِّ بَا ٍ َو ْال َملاَ ئِ َكةُ يَ ْد ُخلُ َ
(الرعد.)24-23 :
ار َجهَنَّ َم ين بَ َّدلُوا نِ ْع َمةَ للاهَّ ِ ُك ْفرًا َوأَ َحلُّوا قَ ْو َمهُ ْم َدا َر ْالبَ َو ِ -5قال تعالى(( :أَلَ ْم تَ َر إِلَى الَّ ِذ َ
س ْالقَ َرارُ))(إبراهيم)29-28 : يَصْ لَ ْونَهَا َوبِ ْئ َ
صيرُ)) س ْال َم ِ ين َكفَرُوا َوبِ ْئ َ -6قال تعالى(( :قُلْ أَفَأُنَبِّئُ ُك ْم بِ َشرٍّ ِم ْن َذلِ ُك ُم النَّا ُر َو َع َدهَا للاهَّ ُ الَّ ِذ َ
(الحج)72 :
ُوع، ْ صلَّى للاهَّ ُ َعلَ ْي ِه وآله َو َسلَّ َم -يَقُولُ ((:اللَّهُ َّم إِنِّي أَ ُعو ُذ بِ َ ان َرسُو ُل للاهَّ ِ َ - َ -7ك َ
ك ِم َن الج ِ
ت ْالبِطَانَة)). ك ِم َن ْال ِخيَانَ ِة ،فَإِنَّهَا بِ ْئ َس ِ َّجيعَُ ،وأَ ُعو ُذ بِ َ س الض ِ فَإِنَّهُ بِ ْئ َ
س ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ ،فَقَا َل صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه وآله َو َسلَّ َم :بِ ْئ َ ُول للاهَّ ِ َإن َر ُجلاً قَا َل ِع ْن َد َرس ِ َّ -8
صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم(( :نِ ْع َم ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ لِ َم ْن أَ َخ َذهَا بِ َحقِّهَا َو ِحلِّهَا، َرسُو ُل للاهَّ ِ َ
ون َعلَ ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة َح ْس َرةً س ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ لِ َم ْن أَ َخ َذهَا بِ َغي ِْر َحقِّهَا َو ِحلِّهَا تَ ُك ُ َوبِ ْئ َ
َونَ َدا َمة)).
التمرين ()2
أ -ا ْم َدحْ بـ(نِ ْع َم) َم َّرةً ،وبـ( َحبَّذا) َم َّرةً أُ ْخ َرىُ ،م ْستَ ْع ِملاً ْال َكلِ َما ِ
ت التَّالِيَةََ ،و َجا ِعلاً إِيَّاهَا
ْ
ح: َم ْخصُوصًا بال َم ْد ِ
عبي ،ال ُّدعاء ،بغداد ،صلةُ الرّحم ،التَّسامحُ ،القناعة. الكتابُ ،الحش ُد ال َّش ُّ
37
ب -ذ َّم بـ(بئس) مرة ،وبـ(الحبَّذا) مرة أخرى ،مستعمال الكلمات التالية ،وجاعال إياها
مخصوصا َّ
بالذ ِّم
لألخالق.
ِ اإلرهاب ،التن ُّمر ،جلسا ُء السُّو ِء ،الطَّمع ،صدي ُ
ق الرَّخاء ،الكتبُ المفسد ِة
التمرين ()3
صلاَ حًا – وهُ َو نِ ْع َم ْال ُم ِري ُد – َولَّى َعلَيْهم اس َ ((إن هللاَ – َع َّز وج َّل – إ َذا أَ َرا َد بالنَّ ِ َّ
ضى بَ ْينَهُم فُقَهَا ُؤهُمَ ،و َج َع َل ْال َما َل فِي ُس َم َحائِ ِهم ونعم النَّاسُ السُّمحاء، صُلحاءهمَ ،وقَ َ
ضى بينهم جُهالؤهم – وال وبئس الوالةُ – وقَ َ َ وإذا أرا َد بِهم ش ًّرا ولَّى عليهم سُفها َءهم –
الح الوال ِة أَ ْنص ِ وإن ِم ْن َ حبذا الجهالء – و َج َعل الما َل في بُ َخالئِهم – وبئس رجاال – َّ
يَصْ ل َح قرناؤهم)).
ح ،و ُك َّل أُسلُو ِ
ب وال َم ْخص َ ْ
ُوص بال َم ْد ِ
ح وبَي ِّْن فَا ِعلَهُ ْ
ب َم ْد ٍ ْتخرجْ ِم َن النَّصِّ ُك َّل أُسلُو ِ
اس ِ
ُوص َّ
بالذ ِّم. وال َمخص َ َذ ٍّم وبَي ِّْن فَا ِعلَهُ ْ
التمرين ()4
وص بِ ِهما. ص َ الذ ِّمُ ،مبَيِّنًا ا ْلفَا ِع َل وا ْل َم ْخ ُ ْح أ ِو َّ ب ا ْل َمد ِ سلُو ِ ُد َّل َعلَى أُ ْ
مالك:
ٍ -1قَا َل سع ٌد ُ
بن
أَوال ُدنا يَ ْش ُك َر َواللِّقَاح ف بَ ْع َدنَا س ْالخَلاَ ئِ ُ بِ ْئ َ
-2قَا َل ُزهَ ْيرٌ:
ال َولُ َّج فِي ّ
الذ ْع ِر دعيت :نَ َز ِْ ت إ َذا ع أَ ْن ََولَنِ ْع َم َح ْش ُو ال ّدرْ ِ
الرومي:
ِّ -3قَا َل ابن
س َما َولَ ُدوا ت َولَ ِكن بِ ْئ َ ص َد ْق َ لَقَ ْد َ ت بآبا ٍء ذوي حسب ئن فَخَرْ َ لَ ْ
-4قال هارون بن عل ّي المنجم:
إل ْن ِ
سان َغيْر أَ ْن لاَ بَقَا َء لِ ِ ت تَبْقى ع لَ ْو ُك ْن َ ت نِ ْع َم ْال َمتَا ُ أَ ْن َ
ي -5قَا َل َمحْ ُمو ُد َسا ِمي ْالبَارُو ِد ّ
ْري َعلَى َج ْد َو ٍل بِ ْال َما ِء َدفَّ ِ
اق يَس ِ قيَا َحبّذا نَ َس ٌم ِم ْن َج ِّوهَا َعبِ ٌ
التمرين ()5
أَ ْع ِر ْب َما ت َْحتَهُ َخ ٌّ
ط إِ ْع َرابًا ُمفَ َّ
صلاً :
س ا ْمرأً َم ْن ال ي ُ
ُعين َعلَى ال َّد ْه ِر َوبِ ْئ َ ان َع ْونَهُ ق ْال َمر ِء َم ْن َك َ فَن ْع َم َ
ص ِدي ُ
38
األدب
ُ َّالث :
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
39
روط ،تبقى ال َخطَابَةُ
َّغم ِم ْن ُك ِّل هَ ِذه ال ُّش ِ
ث َع ْنهَ .و َعلى الر ِالموضوع الَّذي يتح َّد ُ
ِ َع ِن
ف والبيئةُ. َم ْو ِهبةً فِ ْ
طريَّةً تُولَ ُد َم َع الخطي ِ
ب وتنميِها ال َمواقِ ُ
اإلسالم؛ ألهميَّت ِه في نَ ْش ِر ال َّدعو ِة اإلسالميَّ ِة ،وبَ ِ
يان ِ َوقَد تط َّو ُر هذا ُّ
الفن بَ ْع َد َمجي ِء
ول ُصور التَّالي ِة؛ ْإذ أَ َخ َذ أتبا ُ
ع ال ُّد ِ ِ ْ
وازدادت أهميتهُ في الع األحكام الدِّينيَّ ِة واالجتماعيَّ ِة،
ِ
الجديد ِة بالدعوة لها عبر الخطب.
أواخر القَرْ ِن التَّاسع
ِ هوض األُ َّم ِة في
ِ الفن بنُ
نهض هذا ُّ
َ ث فَقَ ْد
العصر الحدي ِ
ِ أ َّما في
ت ض ّد المحتلِّين ،فَبر َز عد ٌد ِم َن قيام الثَّورا ِ َع َش َر و َم ْ
طلَ ِع القَرْ ِن ال ِعشرين ،والسيَّما بعد ِ
كان لهم تأثي ٌر في السَّاح ِة العربي ِةِ ،م ْث ُل أحمد عرابي وسعد زغلول في
ال ُخطبا ِء الَّذين َ
ْت خطبتَه في الصَّفِّ الثَّال ِ
ث المتوسِّط ِمصْ َر ،وفي العراق فهمي ال ُمدرِّ س الَّذي َد َرس َ
وال َّشيخ ُمح َّمد الحسين كاشف الغطاء الَّذي ُج ِم َع ْ
ت ُخطَبُه َع ِن القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة في
َّاحل محمد الحسين كاشف اإلمام الر ِ
ِ فلسطين ال ُكبرى في ُخطَب
َ بعنوان ( قضيةُ
ِ ب
كتا ِ
أفرزت عددًا كبيرًا ِم َن ال ُخطبا ِء الَّذين
ْ العراق
ِ الغطاء) ،وال ننسى َّ
أن ثورةَ العشرين في
البريطاني.
ِّ يقودون الجماهي َر ل ُمقاوم ِة ال ُمحْ تَلِّ
َ كانوا
لع القَرْ ِن الحادي ْ
ت القَرْ ِن العشرين و َمط ِ باالنحسار في نهايا ِ
ِ أن هذا َّ
الفن بدأ َغ ْي َر َّ
ب الدِّينيَّ ِة ك ُخطب ِة ال ُج ُم َع ِة وال َجماع ِة و ُخطَ ِ
ب والعشرين حتَّى كاد يقتص ُر على ال ُخ َ
ط ِ
صال ِة العيدين.
اط
األو َس ِ
ار في ْ الفنون النَّثريَّ ِة الَّتي أَ َخ َذ ْ
ت بِاال ْن ِح َس ِ ِ كثير ِم َن
ٍ ت ال َخطَابةُ مثل وإذا كان ِ
اط األدبيَّ ِة كالسِّير ِة بِنَ ْو َعيْهااألو َس ِار في ْ فإن ث َّمة فنونًا أُ ْخ َرى أَ َخ َذ ْ
ت بِاال ْنتِ َش ِ األدبيَّ ِةَّ ،
َّ
الذاتيَّ ِة والموضوعيَّ ِة.
أسئلة المناقشة:
الف بَي َْن نَ ْو َعيْه :الفنِّ ِّي وغير الفنِّ ِّي.
واالختِ ِ ْ عرِّف النَّ ْث َر ،وبي ِّْن أوجهَ ال َّشبَ ِه
ِ -1
ون النَّ ْث ِر اليو َم؟
ْض فُنُ ِانحسار بَع ِ
ِ ك َما سببُ -2بِرأي َ
َّفات الَّتي يَ ْنبَ ِغي تَ َوافرُها في ال َّخ ِط ْي ِ
ب؟ طابَ ِة؟ و َما الص ُ تعريف ال َخ َ
ُ َ -3ما
40
طور ُ) ص ُة القَ ِ
ص ْيرة ُ (النَّشأة ُ والتَّ ُّ الق َّ
ِ
41
ت مختلف ٍة، قصص ع َّدة في موضوعا ٍ
ٍ صهُ القصيرةَ في صحيف ِة (السفور) وه َيقص َ
ت الشعبي ِة ،يدرسُ أفكا َرهَا
يتعايش مع الطبقا ِ
َ أن كلُّ واحد ٍة قائمةٌ ِ
بنفسها ،حاو َل فيها ْ
قصص ِه صورةً صادقةً
ِ نقائصها ومعائبِها ليجع َل ْ
من ِ ب إلى ورغباتهَا ،ويتعر ُ
َّف من قر ٍ
ت الطبق ِة ال ُّدنيا ِم َنب نفسيا ِ فجاءت فتحًا جديدًا ،وحلَّ ْ
لت بإسها ٍ ْ للحيا ِة حيَّةً مقنعةً،
ْ
فتقدمت ق ولغ ٍة مبسط ٍة، كانت خفيةً بأسلو ٍ
ب شائ ٍ ْ ْ
وأبانت أشيا َء المصريين وأخالقِ ِهم،
َ
ت واسعةً.
على يدي ِه القصة القصيرة خطوا ٍ
كان محمود تيمور وتوفيق الحكيم وعميد األدب العرب ّي طه حسين ِم َن الطبق ِة َ
ْ
لمعت ي ،ثم من أدبا ِء مص َر الذين احتلوا المنزلةَ العاليةَ ورفعوا َّ
الفن القصص َّ األولى ْ
أقال ٌم جديدةٌ في مص َر منها :إحسان عبد القدوس ،ويوسف إدريس.
التأثر بما
ِ كان متأثراً أش َّد
كان رائ ُد القص ِة (محمود أحمد السيد)؛ إذ َ
العراق َ
ِ وفي
قصص ِه ،مثل( :في ساعة من
ِ أخطار عبَّ َر عنها تعبيرًا واضحًا في
ٍ ق بالبال ِد ْ
من حا َ
آخرون ،مثل :سافرة جميل
َ ال َّزمن) و(جالل خالد) و(النَّكبات) و(مجاهدون) ،وتب َعهُ
وجعفر الخليلي وذو ال ُّنون أيوب .بع َد ذل َ
ك ظه َر عبد المجيد لطفي وأنور شاؤول
وشاكر خصباك وعبد الملك نوري ،وفؤاد التَّكرلي ،وعبد الحق فاضل ،ومهدي عيسى
الصَّقر ،ومحمود عبد الوهاب ،ومحمد خضير ،ومحمود جنداري ،وجليل القيسي
وموسى كريدي وديزي األمير ولطفية ال ُّدليمي وميسلون هادي ومي مظفر وغيرهم
كثير.
الشام ا ُشت ِه َر بها عد ٌد من الكتا ِ
ب ،في لبنان :ميخائيل نعيمة ومارون عبود، ِ وفي بال ِد
فلسطين ف ِم ْن أبرز ِهم
َ وفي سوريا :الدكتور عبد السالم العجيلي ،وزكريا تامر ،وأ َّما في
غسَّان كنفاني وعلي زين العابدين.
العربي ظه َر محمد زفزاف وعبد الجبار السّحيمي والطَّاهر وطار ،وفي
ِّ ب
وفي المغر ِ
ُّودان الطَّيِّب صالح.
الس ِ
42
فؤاد التكرلي:
مدار ِسهَا،
ِ ودرس في
َ عام (1927م)،
روائي عراق ٌّي ُولِ َد في بغدا َد في ِ
ٌّ قاصٌّ و
مناصب عدة في الدول ِة ومنها في
َ الحقوق عا َم (1949م) ،تولَّى
ِ وتخ َّر َج في كلي ِة
ب ت بأسلو ٍ القصص و الروايا َِ العراقي؛ إذ ُعي َِّن قاضيًا عام (1964م) .ألَّ َ
ف ِّ القضا ِء
أبرز
ِ ت الكالسيكي ِة الحديث ِة .ومن لت ببنائِهَا أُنموذجًا للروايا ِ متميز؛ ألنَّها مثَّ ْ ٍ إبداعي
لحقب ٍة تاريخي ٍة
ت ِمتميز وأ َّر َخ ْ
ٍ روائي
ٍّ ب (الرجع البعي ِد) التي أَ َّس َس ْ
ت لخطا ٍ ِ أعمالِ ِه روايةُ
سعراف ال َّشعبيَّ ِة ،وكلِّ طق ٍ
ِ وكانت ُمف َع َمةً بالروح واألَْ مه َّم ٍة في الحيا ِة العراقيَّ ِة،
ِ
ألهل بغدا َد حينَها. ِ اجتماعي
ٍّ
كرلي أُ ْولَى قصص ِه القصير ِة عام (1951م) في مجل ِة األدي ِ
ب اللبناني ِة، ُّ نش َر التَّ
ت العراقي ِة والعربي ِة ،فنشرت في قصص ِه في الصُّ ِ
حف والمجال ِ ِ نشر
ِ ول ْم ينقط ْع َع ْن
مجموع ٍة األعما ُل الكاملةُ.
ِم ْن أَعمالِ ِه األَدبي ِة في الرُّ وايَ ِة :الوجهُ اآلخ ُر (1960م) والرَّج ُع البعي ُد (1980م)
قصصيتان
ِ مجموعتان
ِ ع (1998م) ،وله ُ
والمسرات واألوجا ُ َّمل (1995م)
وخات ُم الر ِ
األردن
ِ التكرلي في
ُّ ت (2004م) .توف َي ُ
وخزين الالمرئيا ِ هما :موع ُد النَّ ِ
ار (1991م)
عضال.
ٍ مرض
ٍ عام (2008م) إث َر
43
ي؟ إنَّهُ البابُ ذو الر ِ
َّقم (.)18 ك يا بُن َّ
-وماذا في ذل َ
أرقام فر ِّديَّ ٍة
ٍ وارع تُق َّس ُم إلى
ِ أن أرقا َم ال َّش
تعلمين َّ
َ تفهمين جيِّدًا يا ماما .أال
َ -ولكنَّ ِك ال
ت ال تعرفينَهُ. على جه ٍِة وأخرى زوجيَّ ٍة على الجه ِة الثَّاني ِة؟ هذا تقلي ٌد قدي ٌم ،وأن ِ
بالكالم.
ِ -ال تُ َجه ِّْلنِي هكذا .ماذا تري ُد ْ
أن تقو َل؟ عجِّ لْ
أن أطرقَهُ. ُ
أحببت ْ اليوم .لق ْد
ِ ك البابُ الجمي ُل الَّذي ل ْم يسب ْق لي ْ
أن رأيتَهُ قب َل -إنَّهُ ذل َ
َ
فهمت؟ ت الغربا ِء مطلقًا هلْ
أبواب بيو ِ
َ أنت ال تطر ُ
ق ي أقوالَ َ
ك هذ ِهَ . -ال تُع ْد عل َّ
-لماذا يا أمي؟ بدا لي بابًا ُمزوقًا وجميلاً جدًا.
َ
فهمت؟ أبواب النَّ ِ
اس الغربا ِء مرةً أخرى ..هلْ َ ق ك ْ
أن تطر َ -ألنِّي ال أري ُد َ
-وال يمكنَنِي ْ
أن أسأ َل لماذا ،أيضًا؟
الدروس.
ِ ك في اآلن ،تعا َل معي لِنطَّلِ َع على ِ
آخر اخفاقاتِ َ -بالتأكي ِد يا ولدي .د ْعنَا نَ َر َ
نفسهَا وهو يستسل ُم لها تسحبُهُ أن تُ َ
علن عن ِ ي غي ُر شكوى ال تحبُ ْ ول ْم ْ
تكن في نظرتِ ِه إل َّ
إلى غرفتِ ِه الصغير ِة.
األمر حينما ل ْم يَتَ َعر ْ
َّف، ِ توقعت ،ارتف َع صوتُهَا بغض ٍ
ب أ َّو َل ُ وجريا ً على عاداتِهَا ،وك َما
عال
صراخ ٍ
ٍ ُ
الصوت الغاضبُ إلى انقلب
َ كما يبدو ،األعدا ِد ال ُكبرى ِ
من الصغرى ،ث َّم
كان وجهُها ُمحتقنًا ،بحمر ٍة بنفسجي ٍة قاتم ٍة ,وه َي تض ُّم قبضتَيها
قليل َ ٍ متشنج ،بع َد
ٍ
ت
ب الرياضيا ِ ت كتا ِحين ر َّك َز الطف ُل عينَهُ في صفحا ِِ صدرهَا ،فيِ المتشابكتين إلى
ِ
بأن التعام َل ُ
ماكنت أرد ُدهُ عليها َّ المفتوح ،ل ْم تفه ْم منِّي ،ال قبالً وال بع َد ذل َ
ك بمد ٍة طويل ٍة ِ
كان ابنها ْ
فقط ،كما تعتق ُد ،وال المخفيَ .
ِّ االحترام
ِ من
نوع ِ
أساس ٍ
ِ معهُ يجبُ ْ
أن يت َّم على
خالل هذا الحبِّ .
ِ أن يشار َكها في حبِّ ِه وفي تعذيبِ ِه كما تشا ُءْ ،
من العالم ْ
ِ ح َّ
ق ألح ٍد في
ُ
اكتفيت بكلم ٍة أو ذكريات مؤلمةٌ ،فق ِد
ٌ كنت أخشى ْ
أن تعذبَنِي ب غامض ٍةُ ، وألنِّي ألسبا ٍ
كلمتين محذرًا ومنبهًا ومتعاطفًا مع النظرا ِ
ت البريئ ِة الشاكي ِة. ِ
ُ
وكنت أعتق ُد َّ
أن األطفا َل ب، كانت حالُنا بع َد ذل َ
ك تسو ُء وتكا ُد تنفص ُم رغ َم تفاه ِة األسبا ِ ْ
ونحن نعو ُد
ُ ينسون ك َّل شي ٍء لكنَّهُ بع َد ٍ
أيام َ ت ث َّم
ويختلقون التصورا ِ
َ يكذبون بتلقائي ٍة
َ
الشارع ..
ِ سويا ً ِم َن المدرس ِة أشا َر إلى جه ٍة ما في
44
ك .أل ْم أقُلْ ل َ
ك؟ -انظرْ يا أبي .انظرْ جيدًا هنا َ
ت واضحةً وه َي تتب ُع تسلسلَهَا المعتا َد.)19(..)17(..)15( : ْ
كانت أبوابُ البيو ِ
ك عنهُ؟ الباب الجمي َل الذي ح َّد َ
ثت والدت َ َ -أتقص ُد ذل َ
ك
أنت تراهُ مع َي وستخب ُر أمي بأنَّ َ
ك رأيتَهُ كما أراهُ. -نع ْم ،نع ْم .ه َو ذا َ .
ْ
كانت عيناهُ العزيز،
ِ فل نوع خاصٍّ ال أعرفُهُ يحيطُ بنا وبهذا ال ِّ
ط ِ من ٍأن سو ًءا ْ ُ
فأدركت َّ
بفرح مضي ٍء.
ٍ منبهرتين تشعان
ِ متسعتين
ِ زرقاوين
ِ ُحيرتين
ِ مث َل ب
ك؟ قلْ لي.
أليس كذل َ
َ َ
ورأيت ك ْم ه َو جميلٌ ،ستخبرُها -ستخب ُرهَا يا أبي بأنَّك رأيتَهُ معي
ُ
وتظاهرت بأنِّي أرى شيئًا ال أراهُ في الحقيق ِة شددت على كفِّ ِه الصغير ِة الناعم ِةُ
وابتسمت ُم ْخفِيًا شكو ِكي.
ُ
وهتف بوالدتِ ِه:
َ ب خاطف ٍة .فرمى حقيبتَهُ المدرسيةَ جانبًا كالمنتصر في حر ٍ
ِ َ
البيت دخ َل
الباب أنا وأبي .شاه ْدنَاهُ سويًا؛
َ لن تص ِدقِ ْي ما سأقولُهُ ِ
لك .لق ْد شاه ْدنَا -انظري يا أميْ ،
ُك.
الجمال ،استمعي إلي ِه سيخبر ِ
ِ ورأى بعينِ ِه مثلي ك ْم ه َو جمي ٌل وفي غاي ِة
ك ودعنا ك واذهبْ اغسلْ يدي َ
ك ووجه َ ك القديمةَ هذ ِه ،ها ِ
ت محفظت َ -ال تلعبْ معي لعبتَ َ
ك الالمرئي ِة. نفط ُر بهدو ٍء بعيدًا ْ
عن أبوابِ َ
-ال مرئيةً ،ما هذا؟ ولكنَّهُ رآهُ مثلي ،أقو ُل ِ
لك لماذا ال تصدقيني؟
-ألنَّ َ
ك ال تميِّ ُز األعدا َد الصَّغيرةَ ِم َن الكبير ِة.
ك؟
-ما معنى ذل َ
ك.ك ال ترى جيِّدًا بعينِ َ -معناهُ أنَّ َ
واحتضن أ َّمهُ:
َ ق ضحكتهَ ال َّرنَّانةَ ُّ
الطفوليةَ فأطل َ
العالم
ِ -لق ْد رآهُ معي يا أمي الحبيبةَ .رأيناهُ معاً؛ وسأطرقُهُ يوما ً ما لينفت َح لي على
الجدي ِد ورا َءهُ.
القبل وهي تش ُّدهُ إليها مسترسلَةً بالض ِ
َّحك معهُ؛ غي َر َّ
أن وع َي السَّعاد ِة ِ قبَّل ْتهُ عدي َد
البطر
ِ لمشاعر
ِ الحرص عليها واحاطتَها بالعناي ِة ،فإذا استسلمنا
َ المتوازن ِة يتطلبُ
بأن األمو َر باقيةٌ ومستقرةٌ ،نكون خ َّربْنا بحم ٍ
ق ما يمل ُكهُ وساو َرنا االعتقا ُد الخاط ُئ َّ
45
الفرح واالنتشا ِء.
ِ اإلنسان الفر ُد من قابليا ِ
ت ُ
العين ،وأص َّر على أنَّنا نرى مثلَهُ ولكنَّنا نُنك ُر
ِ ي
أن يتراج َع ع َّما يراهُ رأ َيرض طفلُنا ْ
َ ل ْم
ُ
تعاونت م َع غير مالئم ٍة تما ًما، ب ال يعرفُها؛ واستنادًا إلى طريق ٍة في التَّ ِ
عليم ِ ك ألسبا ٍ ذل َ
المسالك الطبيعي ِة.
ِ اندفعت هذه النفسُ الطريَّةُ بعيداً عن
ْ معترف بها،
ٍ رؤاهُ غي َر
ق؛ فال النَّصائ ُح تثي ُر
ث مطل ٍ بعدم اكترا ٍ
ِ فولي
الط ُّتباطأ َ مسي ُر حياتِ ِه واختلطَ تمرُّ ُدهُ ُّ
الكلمات ال َّزاجرةُ أو الصَّرا ُخ ،واستطا َل وقوفُهُ في ال ُّشرف ِة المطل ِة على
ُ اهتما َمهُ وال
المثير .سألني مرة: ِ ب من شار ِع ِه جان ٍ
يقبالن القسمةَ على أيِّ عد ٍد؟
ِ رقمين ال
ِ بين أليس عجيبًا يا أَبي ،ذل َ
ك البابُ الرَّائ ُع يستقرُّ َ َ -
يقبالن القسمةَ على نفسي ِه َما وعلى العد ِد واح ٍد.
ِ -
باستمرار.
ٍ أعجب هذا إنَّهما واح ٌد يتكر ُر
َ -أترى ما
ك؟
-وما معنى ذل َ
-استنا َر وجههُ الصغي ُر المدو ُر بابتسام ٍة مرتبك ٍة:
أنت الذي يعل ُم َّ
بأن الواح َد ك َ ظننت بأنَّ َ
ُ كيف يمكنني ْ
أن أعل َم أنا؟ َ -
هو الواح ُد األح ُد ،وهو إذا يتكر ُر ويتكر ُر فألنَّهُ ينادي يا أبي .إنَّهُ ينادينا.
ك؟ انظرْ إلى
ك ودرو َس َ
األمور الغامض ِة يا بُني وتهم ُل طعا َم َ
ِ ك بهذ ِه
-لماذا تشغ ُل نفس َ
ك؟ كيف تشقيهَا بتصرفاتِ َ
َ ك،
والدتِ َ
الشارع..
ِ بنظر ِه نح َو
ِ لبث ،لحظات ،صامتا ً ساهماً :ث َّم استدا َر
َ
ك.. -أمس يا أبي ،يجبُ ْ
أن أقو َل ل َ
َ
يلتفت .. دون ْ
أن همس َ
َ
الباب الذي يفتنُنِي بجمالِ ِه.
َ ك ُ
طرقت ذل َ ك بأنِّي -يجبُ ْ
أن أقو َل ل َ
-آ ٍه؟
تساؤل وخيبةُ ٍ
أمل: ٍ ُ
نظرات -وأدا َر رأ َسهُ وفي عيني ِه
-ل ْم يجبنِي أح ٌد.
-آ ٍه؟
46
يجيب أح ٌد؟
َ يمكن يا أبي ألاَّ
ُ كيف
َ -
يجيب.
َ من يستطي ُع ْ
أن ك ْ -ربَّما ل ْم ْ
يكن هنا َ
ب؟
الطارقين على األبوا ِ
َ مشغولين بما ه َو أه ُّم ْ
من إجاب ِة َ -أتراهُم
-ربما.
الطارقين.
َ أن يتفرغوا قليلاً لهؤال ِء
أتظن؟ ..لع َّل بإمكانِ ِهم ْ
ُّ -ولعلَّهُم في مر ٍة ثاني ٍة..
-ربما .لِ َم ال؟
ق وقبَّلَنِي في وجنَتِي قُ ِ
بلتين: صدري فاحتضنَنِي بشو ٍ
ِ أمسكت بِ ِه ورفعتُهُ إلى
ُ ث َّم
أنت تحبُّنِي يا أَبي.
َ -
ك.
ك والدت َ
-وكذل َ
اآلن. ك والدتي .أحبُّ ْ
أن أراها َ -وكذل َ
ك في غرفتِهَا. -هي تنتظ ُر َ
المطبخ ،تع ُّد لنا فطورًا شهيًا.
ِ -أ ْم لعلَّهَا في
أنت جائعٌ؟ أسر ْع إليها ْ
إذن. َ -
ضي بنا األيا ُم ،فيستر ُّد صحتَهُ خال َل أسابي َع ويجتا ُز امتحانَهُ
وينسى وننسى ولِ َم ال؟ وت ْم ِ
ُ
اإلنسان ليخل َد بهدو ٍء األزمان؛ إذا ال يُتر ُ
ك ُ ب علينا أن تُحْ َس َ
بقليل من المشقة .ث َّم ال ب َّد ْ
َّيف
من بداي ِة الص ِك المسا ُء ْمعهُ شؤونُهُ الصَّغيرةُ العزيزةُ وسعادتُهُ الخفيَّةُ ويأتِي ذل َ
فق،طرف األُ ِ
ِ ت الشمسُ على أن نقو َم بنزه ٍة قصير ٍة في األنحا ِء .كان ِ حين يرجونِي ْ
َ
ْ
فباركت لنا والدتُهُ هذ ِه غير العاد ِة؛
ِ تلونَهُ بأشعتِها الباهت ِة الحمرا ِء ،والهوا ُء نديًّا على
ِّ
المسير ِة وشجع ْتنَا عليها.
ي؛ ذلك أنَنَا ،بع َد انعطافِ ِه غير هدًى أو هذا ما ُخيِّ َل إل َّ ِ سرْ نا الهوينى طويلاً ،على
يبحث عنه ُ ك حين ُغ َّر ٍة ،إلى شار ِع ِه الذي َ
كان ال ش َّ ِ ق ،خرجْ نَا ،على ق ضي ٍ ْ
من زقا ٍ
األرقام السحري ِة ،ث َّم توق ْفنَا
ِ ت
ب ذا ِ توقعت ،تباطأَنَا بمواجه ِة تل َ
ك األبوا ِ ُ بإصرار .وكما
ٍ
ي وهو يبتس ُم ابتسامةً ل ْم أفه ْمهَا وضغطَ على يدي ُ
حيث أرا َد .رف َع نظ َرهُ إل َّ األمر
ِ آخ َر
بأصاب ِع ِه الرقيق ِة:
47
ب مرةً أخرى؛ إذ ْ
من يدري.. -هلْ تسم ُح يا أبي؟ سأجربُ طر َ
ق البا ِ
-أيُّ با ٍ
ب يا بني؟
-أتماز ُحنِي؟ هذا الذي قُ َّدامنا ،بكلِّ جاللِ ِه .إنِّي أطرقُهُ.
مألوف حولنَا وعلى
ٍ غير
ِ بشكل
ٍ مس البنفسجيةُ ال َّزرقا ُء تتماو ُج كانت أشعةُ ال َّش ِ ْ
ق ث َّم تختلطُ فيما بينهَا وتختفِي؛
ألحان موسيقى تنبث ُ ُ واألشجار والما َّر ِة ،وكأنَّها
ِ الجدران
ِ
وبين غراب ِة ما يحيطُ بي من أجوا ٍء .ورف َع، َ بين خوفِي على ولدي فس َوكنت مو َّز َع النَّ ِ
ُ
رق على شي ٍء ما أ َما َمهُ مع كلماتِ ِه األخير ِة ذراعًا نحيلةً وبدا لي كأنَّهُ يهُ ُّم فعلاً بالطَّ ِ
األمام
ِ ولطف ال مثي َل له َما إلى
ٍ بلين
انساب ٍ َ ك
ثوان حلمي ٍة وم َع حركتِ ِه تل َ
ٍ ؛ وخال َل
لون لها مث َل
دخان ال َ
ٍ الجدار األص ِّم .مث َل هب ِة
ِ وبين
َ بغموض في الفضا ِء بيني
ٍ وتماهى
بهيم هو ال شي َء. طائر في الما ِء .مث َل لُها ٍ
ث حارٍّ في ليل ِة شتا ٍء ،مث َل شي ٍء ٍ ٍ انغمار
ِ
واألحزان في عه ِد الهنا ِء الغالي
ِ ت
األوان والبسما ِ
ِ سلف؛ في عه ِد
َ ك في عه ٍد
كان ذل َ
َ
ق ما ْ
انكسرت حياتُنا ،أنا ووالدته فال ه َي تص ِّد ُ ْ
ومن بع ِد ما مرتين.
ِ الذي ال يأتي
ك
وكان ذل َ
َ يعيش كلٌّ منا شقا َءهُ على انفرا ٍد؛
َ ق نفسي .تحتَّ َم ْ
أن أخبرْ تُها وال أنا أص ِّد ُ
حين ال
َ بشكل سويٍّ
ٍ أن يحيالإلنسان ْ
ِ ُ
يمكن فكيف
َ الجحيم
ِ بالنسب ِة لي مدخلاً سرِّ يًّا إلى
نفس ِه؟
تصديق ِ
ِ يتو َّ
ص ُل إلى
النص:
ِّ تحلي ُل
العراقي أشواطًا كبيرةً نح َو التَّ ُّم ِ
يز والتَّفر ِد؛ وال سيَّما ُّ القصصي
ُّ بع َد ْ
أن قط َع المنت ُج
بين جمل ٍة العراقي َ
ِّ للقصص
ِ اإلبداعي
ِّ نافس
ِ ْ
زادت وتيرةُ التَّ العربي،
ِّ على المستوى
واالمتثال للبيئ ِة العراقي ِة ال ُم ْف َع َم ِة
ِ بالمخزون الثَّ ِّ
قافي للتُرا ِ
ث ِ مستعينين
َ القاصين
َ ِم َن
المنتج الجدي ِد
ِ العراقي على
ِّ والمبدع
ِ المثقف
ِ وانفتاح
ِ ث واألَع َر ِ
اف والتَّقالي ِد، بالحوا ِد ِ
َّير على هَ ْدي األَ ِ
فكار الجديد ِة في النَّ ِ
سج الَّذي أعطاهُ رغبةً و ُميولاً نح َو المواكب ِة والس ِ
إظهار الصُّ ور ِة الموضوعي ِة المحلِّيَّ ِة
ِ القصصي م َع رغب ٍة واضح ٍة في
ِّ البنائي للنصِّ
ِّ
األحيان.
ِ كثير ِم َن
ٍ في
48
واألمراض
ِ بتشخيص المشكالت
ِ ذين أَب َدوا اهتما ًما ملحوظًا
عين الَّ َ و ِم َن الكتَّا ِ
ب ال ُمب ِد َ
االجتماعي ِة المحيط ِة بهم ،و ُمحاول ِة معال َجتِها في أَدبِهم (فؤاد التكرل ّي) في جُمل ِة
ب األُسريِّ؛
أَعمالِ ِه؛ وال سيَّما في قصَّت ِه (البابُ اآلخرُ) التي يُبدي اهتما َمهُ فيها بالجان ِ
ببعض ،السيما عالق ِة األُ ِّم
ٍ بعضهم
ِ إطار األُسر ِة وعالق ِة أفرا ِد ِها ِ إذ تدو ُر أحداثُها في
َ
األحداث ك ُ
ويكشف الكاتبُ تل َ بابنها وما تؤو ُل إلي ِه أساليب تعا ُم ِل األُ ِّم َم َعهُ ِم ْن نَتائ َج.
ق به نح َو غايتِ ِه التي الحوار الَّذي َج َعلَهُ عنصرًا مفتاحيًّا من بداي ِة الق َّ
ص ِة ،لِينطل َ ِ عب َر
(االبن) وأُ ِّم ِه يَ ُشوبُها شي ٌء
ِ َّغير
بين الص ِ إن العالقةَ القائمةَ َ سيبثُّها في ُع ِ
موم النَّصِّ َّ .
أن نلحظَهُ ِم َن اهتمامها ال ُم ِ
فرط الذي تُبدي ِه ب وااللتباس ،وهو ما أَمكنَنَا ْ ِم َن االضطرا ِ
الجوانب النَّفسيةَ الَّتي كثيرًا ما َح َّذ َر ِم ْنهَا وال ُدهُ ُمشيرًا إلى
َ ب التَّعليمي ِة وإهمالِهَا
بالجوان ِ
األفكار
ِ عنيف والتَّأنيبُ والتَّكذيبُ ورفضُأنَّها ستقو ُدها إلى نتائ َج غاية في السُّو ِء .فالتَّ ُ
ق ال
فل ،وتجع ُل المجتم َع القاد َم أما َم مأز ٍ
ط ِكانت صغيرةً تؤث ُر سلبًا في ال ِّ
ْ الجديد ِة ْ
وإن
ث -عب َر
من أحدا ٍ كشف الكاتبُ عن هذا –وما سيأتي ْ َ يستطي ُع الخرو َج منه أبدًا .وق ْد
كان يُبدي ِه ِم ْن نَصائ َح تجاهَ تعا ُملِها م َع الص ِ
َّغير .وقد بين األُ ِّم وابنِها ،و َس َر َد ما َ
الحوار َ
ِ
غير ُمباشر ٍة َع ْب َر الرَّاوي (األَب) ِ ق َّد َم التَّكرلي شخصياتِهُ إلى ال ُمتلقي بطريق ٍة ذكيَّ ٍة
واالبن ِم ْن جه ٍة،
ِ وبالحوار بي ََّن توجُّ هَ األُ ِّم
ِ وسر ِد ِه االحداث وهو را ٍو من داخل القصة-
واالبن ِم ْن جه ٍة أُخرى.
ِ واألَ ِ
ب
َّغير (االبن) بهذا
ق الص ِ العنوان (البابُ اآلخرُ) ،وتَ َع ُّل ِ
ِ توظيف
ِ تَم َّك َن الكاتبُ ِم ْن
العالم
ِ يكن ق ْد رآهُ قبلُ) عالمةٌ على رحيلِ ِه إلى ق وعبارةُ (أنَّه ل ْم ْالجميل ال ُمنَ َّم ِ
ِ ب
البا ِ
ك
ضعف) مؤكدًا ذل َ ٌ ضهُ ُمن ُذ البد ِء بعبار ِة (:بل ينتابُهُ
أعلن الكاتبُ مر َ
َ الجدي ِد ،بع َد ْ
أن
ص ِة على النِّهاي ِة بقول ِه (:فيستر ُّد صحتَهُ خال َل أسابي َع ث ومشارف ِة الق َّ سير األحدا ِ
ِ بع َد
ُ
اإلنسان كاألزمان؛ إذ ال يُتر ُ
ُ أن تُحْ َس َ
ب علينا بقليل ِم َن المشق ِة .ث َّم ال ب َّد ْ
ٍ ويجتا ُز امتحانَهُ
ليخل َد بهدو ٍء معهُ شؤونُهُ الصَّغيرةُ العزيزةُ وسعادتُهُ الخفيَّةُ) ،واأل ُّم ال تُص ِّد ُ
ق صغيرها
أن الصغي َر يؤك ُد أنَّه سيط ُرقُهُ يو ًما.
ب ،إلاَّ َّ يتمكن ِم ْن رُؤي ِة ذل َ
ك البا ِ ْ ُ
يؤمن ب ِه ول ْم واألبُ
49
ت
مسوغا ٍِّ ص ِة؛ فالب َّد ْ
من موضوع الق َّ
ِ ْ
كشفت عن والصغير
ِ ب والعالقةُ َ
بين األ ِ
ث ،فعن َد َما يأخ ُذ األبُ دو َر راويِّتطو ِر البنا ِء الدِّرامي لألحدا ِ
ت تتي ُح للقارئ فه َم ُّ
وتعليقا ٍ
ي، ُّ
تستفز ال ُمتلق َّ المضامين الَّتي
ِ َّغير يُحاو ُل التَّركي َز في
ث ويَتَقاس ُم البطولةَ مع الص ِ
األحدا ِ
من نَتائ َج ،و ِم ْن ِ
فهم ُّلوك وما تؤو ُل إليه ْ ت خا َّ
ص ٍة بالس ِ نظر ِه إلى عنوانا ٍ
ِ َ
إلفات ويحاو ُل
كان
ت َت وتخيال ٍ بأن هذ ِه القصةَ َمحْ ضُ تصورا ٍهذ ِه العالق ِة يفاجئنا الراوي (األبُ ) َّ
صغيره الَّذي ح َّو َل حياتَهما
ِ غوط النَّفسيَّ ِة الَّتِي خلَّفَهَا رحي ُل
يعي ُشها األبُ ،ناتجةً َع ِن الضُّ ِ
سلف؛ في عه ِد
َ ك في عه ٍد جحيم جدي ٍدَ ،ع ْب َر ما ق َّر َرهُ في نهايتِهَا بقولِ ِهَ (:
كان ذل َ ٍ إلى
مرتين).
ِ واألحزان في عه ِد الهنا ِء الغالي الَّذي ال يأتي
ِ ت
األوان والبسما ِ
ِ
جماليات النَّصِّ في طريق ِة سر ِد األحدا ِ
ث وتقديمها للمتلقي بالطريق ِة ُ ت َوقَ ْد تَ َم ْ
ظهَ َر ْ
االستعمال
ِ ك ،وعب َر والحوار كذل َ
ِ داخل الق َّ
ص ِة ِ غير ال ُمباشر ِة َع ْب َر را ٍو (األب) ِم ْن ِ
واضح ال
ٍ سهل
ٍ الطفولة ،األم ) وطريق ِة توظيف ِه بأُسلو ٍ
ب الرَّمزي ال ُمتَ َمثِّ ِل بـ(البابُّ ،
الموضوع
ِ ت الَّذي نَ ِج ُد أَبعا َدب ،في الوق ِ ي عنا ٍء في التَّلقِي واالستيعا ِ
ئ أ َّ يَ ِج ُد َم َعهُ القار ُ
س سلوكي ٍة واقعي ٍة في األُسر ِة العربي ِة ،وال سيَّما خيالي َم ْسنُو ٍد بأُس ٍ
ٍّ عالم
ٍ تأخ ُذنَا إلى
ت إلى دون أَ ْن تَلتَفِ َ
ِ ْ
زالت تُصرُّ على بنا ِء حياتِها ِم ْن األسر العراقيَّة الَّتي ماِ بعض
ِ
ت وما تُ َخلِّفُهُ ِم ْن عواقِ َ
ب نَف ِّسيَّ ٍة ،وبهذا استطا َع الكاتبُ النَّجا َح في التَّنبي ِه ه ِذ ِه السُّلوكيا ِ
ذهن القارئ نح َوهَا.
وصرف ِ
ِ
50
اجلزء الوحدة الثامنة
الثاني
جائزة نوبل
التمهيد:
واألدبي خاصةً؛
ِّ اإلنساني عا َّمةً،
ِّ لتطوير ال ُم ْنتَ ِ
ج ِ تع ُّد الجوائ ُز إحدى أه ِّم ال ُمحفِّ َزا ِ
ت
لتقديم
ِ يكون الحائ ُز علَى جائز ٍة َما أما َم مسؤولي ٍة تأريخيَّ ٍة وأخالقيَّ ٍة تد ُعوه ُ فغالبًا َما
األفضل.
ِ
ت األُ َدبا ِء ِم َّم ْن نالوا
ف إلى إبداعا ِ ئ فيُ ْقبِ ُل علَى نَح ٍو ال شعوريٍّ على التعرُّ ِ أ َّما القار ُ
ُموم ال تست ِم ُّد أهميَّتَها وقيمتَها ِم َن غيرهم .والجوائ ُز علَى الع ِ ِ جوائ َز عالميَّةً أكث َر ِم ْن
ب الماديِّ لهَا ،بَلْ ِم ْن ِمصداقيَّتِها وأهدافِها الَّتي أُ ْن ِشئَ ْ
ت ألجلِها. الجان ِ
ص
ما قبل الن َّ ِّ
الجوائز أهميةً في ِ
تقييم ال َع َم ِل؟ ولِ َما َذا؟ ِ -هَلْ تَ َرى لِ َم ْن ِ
ح
ف َع ْن جائز ِة نوب َل؟ َ -ما َذا تَع ِ
ْر ُ
51
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /جائزة نوبل لآلداب
الدَّر ْ ُ
ب جمي ِعها؛ لِ َذا تتع َّدد الف أ ْن َوا ِع ِه مكانةٌ َمرْ ُم ْوقةٌ في نُفُ ِ
وس ال ُّشعو ِ اختِ ِب على ْ لأل َد ِ
اإلنساني األ ْب َر ِز
ِّ وتسليط الضَّو ِء على ال ُم ْنتَ ِ
ج ِ الجوائ ُز الَّتي تُ ْمن ُح لألدبا ِء بُغيةَ تكري ِم ِهم
ت ت البشريَّ ِة وأكثرُها نفعًا و ِه َي الكتابةُ ،الَّتي ْ
اختُ ِر َع ْ ف فيه أعظ ُم اختراعا ِ الَّذي يوظَّ ُ
آالف سن ٍة في وادي الرِّافدين.
ِ قب َل سبع ِة
األدبي علَى
ِّ لإلبداع
ِ الجوائز الَّتي تُمن ُح
ِ ب تُمثِّ ُل واحدةً ِم ْن أه ِّم
ولع َّل جائزةَ نوبل لآلدا ِ
ناعي السُّويديُّ ألفريد
ُّ ُمستوى العالَ ِم أَجْ مع ،و ِه َي جائزةٌ سويديةٌ أنشأهاعام 1895الصِّ
طبّ ،واآلداب، ت اآلتية :الفيزياء ،والكيمياء ،وال ِّ نوبل ،وقد كانَ ْ
ت تُمن ُح أ َّولاً للمجاال ِ
صة ٌ ُ
ذات ِعبْر ٍة صارت تُمن ُح فِي االقتصا ِد عام .1968ولجائز ِة نوبل قِ َّ ْ والسَّالم ،ثُ َّم
العمل ِم ْن ِ
أجل اإلنساني ِة. ِ ص ال ُمحفِّز ِة علَى
ص ِ
أفضل القِ َ
ِ ت إلى إنشائِها ،لَعلَّها ِم ْن أَ َّد ْ
كان ألفريد نوبل المولود عام 1833في استوكهولم راب َع ثماني ِة أبنا ٍء ألُسْر ٍة فَقَ ْد َ
صناع ِة انتقلت عام 1842إلى سانت بطرسبرغ ،ليعم َل وال ُده في ِ ْ سويديَّ ٍة فقير ٍة،
إلنتاج األسلح ِة أَ ْفلَ َ
س بَ ْع َد ِ أنشأت أسرتُه مصنعًا ْ ت والطوربيدات، ت والمتفجِّرا ِ اآلال ِ
ب القَرْ ِم عام (.)1856-1853 ف َحر ِ تَ َوقُّ ِ
للتعليم ،فبر َع في دراستِ ِه؛ والسيَّما في ِ وضع األُسر ِة ماديًّا أُرْ ِس َل ألفريد
ِ بع َد تَحس ُِّن
ث اإلنكليزيَّةَ ،والفرنسيَّةَ ،واأللمانيَّةَ ،والرُّ وسيَّةَ بِطَالقَ ٍة. فكان يتح َّد ُ
َ الكيميا ِء واللُّغا ِ
ت،
باريس سنة 1850وعندما َ واص َل دراستَهُ مع البروفيسور نيكوالي زينين ،ثُ َّم انتق َل إلى
ت،
أربع سنوا ٍ
ِ ت ال ُمتَّحد ِة األمريكيَّ ِة ُم َّدةَ
الواليا ِ
ب إلى ِأكم َل 18عا ًما من عمره َذهَ َ
اختراع له عام
ٍ أول براء ِة ص َل ألفرد على ِ و َع ِم َل ُم َّدةً قصيرةً مع جون أريكسون ،ف َح َ
الغاز.
ِ اختراع ع َّدا ِد
ِ َ 1857ع ْن
أنت َع َسى ْ
َوبَ ْع َد عودتِ ِه مع والدي ِه إلى استوكهولم كرَّس نف َسهُ لدراس ِة ال ُمتفجِّرا ِ
ت نوبل جها ُزبين ُمخترعا ِ وكان ِم ْن َ
َ اآلمن (للنتيروجلسرين)،
ِ لالستعمال
ِ يَ ِج َد طريقةً
تفجير.
ٍ تفجير ،وكبسولةُ
ٍ
52
كانت تُستَعْم ُل إلعدا ِد النتيروجلسرين في مصنِعهم ْ انفجرت َسقيفةٌ
ْ فِي عام 1864
ق ألفرد األصغرَُ ،ولَي َ
ْت هَ ِذ ِه ص ِم ْن بِ ْينِ ِهم أميل شقي ُ ِم َّما أ َّدى إلى َم ْقتَ ِل خمس ِة أشخا ٍ
ال الَّتي ا ْستَ َم َر فِ ْيهَا حتَّى إنَّه ف َع ْن تَ ْ
ط ِوي ِْر ِم ْث ِل هَ ِذ ِه األ ْع َم ِ ال َحا ِدثَةَ َمنَ َح ْتهُ ال ِع ْب َرةَ لِ ْلتَ َو ُّق ِ
ت ،فاختر َع الدِّيناميت عام استقرار ال ُمتفجِّرا ِ
ِ حسين
ِ ركيز في تَ ِ بَنَى مصان َع أُ ْخ َرى مع التَّ
،1867وهي مادة من النتيروجلسرين أسه ُل في التَّعا ُم ِل وأكث ُر أمانًا ،فحص َل على
واسع
ٍ قوكان يُ ْستَ ْع َم ُل على نِطَا ٍ
َ ت ال ُمتَّ ِحد ِة والمملك ِة ال ُمتَّ ِحد ِة، براء ِة اخترا ِع ِه في ال ُواليا ِ
ت اختراعاتُهُ الَّتي هي ِم ْن هَذا النَّ ِ
وع. ت النَّ ْق ِل .ثُ َّم توال ِ
عدين وبِنَا ِء َشبَ َكا ِ ال التَّ ِ في َم َج ِ
ص
ب نوبل عض ًوا في األكاديميَّ ِة الملكيَّ ِة انُتُ ِخ َ
في أثنا ِء الن َّ ِّ
للعلوم في ،1884و ِه َي ال ُمؤسسةُ ِ السُّويديَّ ِة
أن الدِّيناميت سال ٌح ذو ْ
الحظ َّ الثنين ِم ْن َجوائز
ِ الفائزين
َ نفسُها الَّتي تختا ُر
نوبل حتى االنَ .ولَ َع َّل ال َحا ِدثَةَ ال ُم ِه َّمةَ الَّتي َح َّدين ،فَهُو ُمفي ٌد ِع ْن َد استعمالِه في
ت ب ِه إلى مشاري َع تخد ُم اإلنسانيَّةَ ،و ُمضرٌّ ِع ْن َد
ت فِي نَ ْف ِس ِه أثَرًا َكبيرًاَ ،وأ َّد ْ ِ تَ َر َك ْ
ت.ب والنِّزاعا ِ ُم َرا َج َع ِة نَ ْف ِس ِه وأ ْع َمالِ ِهِ ،ه َي َحا ِدثَةُ نَ ْش ِر نَ ْعيِ ِه استعمالِ ِه في ال ُحرُو ِ
ك في ناقشْ ُمدرِّ َسك و ُز َمال َء َ طريق حدث ذلك ِمن َ َوهُ َو َما َزا َل َحيًّاَ ،وقَ ْد
ِ
باإلمكان
ِ أُ ْخرى ت
الخطأِ ال َمحْ ض ،ففي عام 1888تُ ُوفِّي لودفيج اختراعا ٍ
حوُ ،محاولاً ق ألفرد نوبل ِع ْن َد ِزيَارتِه مدينةَ (كان) استعمالُها على ه ِذا النَّ ِ شقي ُ
ول للح ِّد ِم ْن استعمالِها فنشرت صحيفةٌ فرنسيَّةٌ نعيًا أللفرد إعطا َء ُحلُ ٍ ْ الفرنسيِّ ِة،
من طريق ال َخطَأِ بَ َدلاً ِم ْن أخي ِه ،ونُ ِّد َد به على نَحْ ِو َسي ٍء. نوبل ْ
ِ ِ
الخترا ِعه الدِّيناميت ،فَبَ َدأ النَّع ُي بِجُمل ٍة قاسي ٍة
ت الصَّحيفةُ الفرنسيَّةُ« :ال ُّدكتور ألفرد نوبل ،الَّذي أصب َح ِّت» ،وأضاف ِ ت َمي ٌ«تاج ُر المو ِ
أمس».ِ ضى ،تُوفِّي ت َم َ اس أسر َع ِم ْن أيٍّ وق ٍ لقتل المزي ِد ِم َن النَّ ِ ق ِ غنيًّا بإيجاِد طرائ َ
بشأن ِذكراهُ بَ ْع َد موتِ ِه ،فأ َ َخ َذ يُفَ ِّك ُر بطريق ٍة
ِ أمل ِم َّما قرأَهُ وانتابَهُ القَلَ ُ
ق فشع َر نوبل بخيب ِة ٍ
أن َّيئ ِم ْن اختراعاتِ ِه ،ع َسى الصُّ ورةُ الَّتي يَع ِ
ْرفُها النَّاسُ َع ْنه ْ ب الس ِ تُ َكفِّ ُر َع ِن الجان ِ
األجيال.
ِ تتغي َر أما َم
53
في 27تشرين الثَّاني َ ،1895وقَّ َع نوبل وصيتَهُ األخيرةَ فِي النَّادي السُّويديِّ
جوائز نوبل الَّتي تُ ْمنَ ُح
ِ لتأسيس
ِ باريسُ ،مكرِّ سًا الجُز َء األكب َر ِم ْن ثروتِ ِه
َ رويجي في
ِّ النَّ
َّص ِ %94م ْن ثروتِ ِه لَهَا.ائز؛ فخص َ تمييز لجنسيَّ ِة الفَ ِ
ٍ ُك َّل سن ٍة ْ
من ُد ْو ِن
الفائز بِهَ ِذه
ِ عام تُ ْعلِ ُن األكاديميَّةُ السُّويديَّةُ اس َم
أوائل تشرين األ َّو ِل ِم ْن كلِّ ٍ ِ في
الفرنسي رينيه سولي برودوم أ َّو َل َم ْن فا َز بجائز ِة نوبل ُّ الجائز ِة ،وقَ ْد َ
كان الكاتِبُ
تأسيسها
ِ ب عام ،1901ووص َل عد ُد الفائزين به ِذ ِه الجائز ِة إلى 117أديبًا ُمن ُذ لآلدا ِ
وائي ال ِمصْ ريُّ نجيب محفوظ الَّذي نا َل الجائزةَ حتَّى عام (َ ،)2021
كان ِم ْن بينِهم الرُّ ُّ
عام 1988عن ثُالثيتِه الرائعة (قصر الشوق ،وبين القصرين ،والسُّكرية) و ُمجْ َم ِل
األدبي.
ِّ نِتَ ِ
اج ِه
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
نشاط
ٌ
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
ب
تفعيل جان ِ
ِ ص الفكرةَ الرَّئيسةَ فيه ُمر ِّك ًزا في كيفي ِة
بَ ْع َد قراءتك نَصَّ ال ُمطالع ِة ،لَ ِّخ ِ
عمل.
ٍ الخير ِم ْن كلِّ
ِ
54
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
55
(إن) وتُ ْفي ُد معنى التَّرجِّي،
ت َّالجوائز) ،تج ْد فِيْها (لعلّ) الَّتي ِه َي أ ْيضًا ِم ْن أخوا ِ
ب ُم ْم ِك ٍن أو ُمتوقَّ ٍع حصولُهُ ،ومثله جملة (لع َّل الحادثةَ
أمر محبو ٍ
ٍ والتِّرجِّي هُ َو طَلَبُ
نفسه أثرا كبيرا).تركت في ِ ْ ال ُمهِّمةَ الَّتي
فائدة و يؤ َّدى معنى التَّرجِّي أيضًا بـ( َع َسى)
مبني علَى قَ ْد تَأتِي ( َع َسى) تا َّمةً ،و َذلِ َ
ك ِحي َْن ٌّ ماض ناقِصٌ جا ِم ٌد
ٍ وهُو فِ ْع ٌل
ق ع َمسبو ٌ ضار ٌ
ِ األلف تعم ُل عم َل (كان) ،يَأتِي بَ ْع َدها فِ ْع ٌل ُمِ الفَ ْت ِ
ح ال ُمقَ َّد ِر على
فيكون في ه ِذ ِه ُ بـ(أن) المصدريَّ ِة، ْ ع يعربُ اس ًما لها، إذا جاء بعدها اس ٌم مرفو ٌ
الحال المصد ُر المؤ َّو ُل فاعلاً لَهَا، ِ يكون مسبوقًا
َ ع إما أن يأتي بعده فع ٌل مضار ٌ
ق بها ،كقولِه تَعالىِ :م ْثلُ( :عسى ْ
أن يج َد طريقةً). بـ(أن) ،أو غير مسبو ٍ
« َولَ َّما تَ َو َّجهَ تِ ْلقَآ َء َم ْديَ َن قَا َل َع َس ٰى َرب ِّٓى أَن
يل» (القصص،)22 : يَ ْه ِديَنِى َس َو ٓا َء ٱل َّسبِ ِ
ومثله الجملة الواردة في النَّصِّ ( ع َسى الصُّ ورةُ الَّتي يعرفُها النَّاس عنه أن تتغيَّ َر).
56
تقومي اللسان:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
ت قَ ْب َل هَ َذا َو ُك ُ
نت نَ ْسيًا ت يَا لَ ْيتَنِي ِم ُّ حلِّ ْل ،ثُ َّم أَع ْ
ْرب َما ت َْحتَهُ َخ ٌّ
ط :قا َل تَعالى « :قَالَ ْ
نسيًّا « (مريم.)23 : َم ِ
تذكر
(إن) وأخواتِها تَدخ ُل َعلَى الجمل ِة االسميَّ ِة ،فتنصب المبتدأَ اس ًما لها ،وترف ُع
أن َّ
َّ
الخب َر خبرًا لها.
تعلمت
اإلعراب:
ُ
ب يُفي ُد التَّنبيهَ.
حرف ندا ٍء ال َم َح َّل لَهُ ِم َن اإلعرا ُِ يا:
للوقَاي ِة ،واليا ُء ضمي ٌر ُمتَّص ٌل فَي َم َحلِّ نَصْ ٍ
ب ون ِ رف يَفي ُد التَّمنِّي ،وال ُّن ُ
ْت) َح ٌ لَ ْيتَنِي( :لَي َ
اس َم (لَي َ
ْت).
مبني في َمحلِّ رفع فاعال ٌّ ْني علَى السُّكون ،والتَّاء ضمي ٌر متَّ ِ
ص ٌل ماض َمب ٌّ
ٍ ِمتُّ :فِ ْع ٌل
ْت).الفعل والفا ِع ِل في مح ِّل رفع َخبْر لَي َ
ِ (الجملةُ الفعليَّةُ ِم َن
ٌ
ضاف. ب وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ ،وهُ َو ُم زمان منصو ٍٍ ُ
ظرف قَ ْب َلَ :م ْفعو ٌل فيه
ضاف إليه.
ٍ مبني في محلِّ جرٍّ ُم
ٌّ هذا :اس ُم إشار ٍة
57
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
التمرين ()2
58
التمرين ()3
التمرين ()4
التمرين ()5
59
األدب
ُ َّالث :
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
الروايةُ
ِّ
َ
القصصي وما تنطوي
ِّ ب النَّثريِّ ،متميِّزةً بطاب ِع ِها تُ َع ُّد الرّوايةُ نوعًا ِم ْن أ ِ
نواع األد ِ
واسع.
ٍ خيال
ٍ علي ِه ِم ْن
الخيال فيها ،و َع ِن الق ّ
ص ِة القصير ِة ِ عنصر
ِ تختلف َع ِن السِّير ِة َّ
الذاتيّ ِة بوجو ِد ُ فه َي
ث وتش ُّعبِ ِها .وهي تعرضُ قضايا أخالقيّةً ت وكثر ِة األَحدا ِ ول ووفر ِة ال َّشخصيّا ِ ُّ
بالط ِ
ك تَح ُّ
ُث بعضُ ث فيها؛ لذل َبهدف معالجتِها أو محاول ِة البح ِ
ِ واجتماعيّةً وسياسيّةً مختلفةً
مألوف
ٍ غير
ِ موضوع
ٍ ت َع ْن اإلصالح والتَّ ِ
غيير ،ومنها مايُقَ ِّد ُم معلوما ٍ ِ ت على الرِّ وايا ِ
ُ
الهدف كاهي
ٍّ ي بحسٍّ فُ
للقارئ ،وبعضُها اآلخ ُر يق ّد ُم العم َل الرِّ وائ َّ
ِ وفي ِه بعضُ الغراب ِة
القارئ وتسليتُهُ .والرِّوايةُ حكايةٌ يرويها را ٍو ينظ ُر إلى ال َّشخصيا ِ
ت كأنَّهُ ِ منهُ إمتا ُ
ع
ث أو ت أحيانًا ،ويفس ُح لها المجا َل للحدي ِ بلسان ال َّشخصيا ِ
ِ يعرفُها جميعًا ،فيتح َّد ُ
ث
األنواع األدبيّ ِة وتتمي ُز بأنَّها تتعاملُ ،غالبًا،
ِ الحوارفيما بينَها أحيانًا أخرى ،وهي أطو ُل
ِ
ث تمت ُّد على ُم َّد ٍة زمنيّ ٍة طويل ٍة.
م َع أحدا ٍ
نشأةُ ِّ
الرواي ِة:
ب
المباشر باآلدا ِ
ِ االتصال
ِ العربي تعو ُد إلى
ِّ ريب في أَ َّن نشأةَ الرِّواي ِة في األد ِ
ب َ ال
األثر األَ ِّ
جنبي إلاّ ِ القرن التَّاس َع عش َر الميالديِّ .وم َع ص ّح ِة هذا
ِ األجنبيّ ِة الغربيّ ِة إب َ
ّان
وأقاصيص
ِ ِّير ال َّشعبيّ ِة
ت ال ُّس َّمار والس ِ ٌ
معين زاخ ٌر بحكايا ِ ي راث األَدب َّ
ي العرب َّ أَ َّن التُّ َ
تركت أثرًا في فنِّ الرِّواي ِة ْ ت العربيّةَ المعروفةَ التي الحُبِّ الع ُْذريِّ ،وال ننسى المقاما ِ
العربيّ ِة الحديث ِة.
اثنتين؛ أُوالهُما مرحلةُ ِ مرحلتين
ِ أن تنقس َم نشأةُ الرِّواي ِة العربيّ ِة على ويمكن ْ
ُ
ب األَجنبيّ ِة إلى اللغ ِة العربيّ ِة ،واآلخرى مرحلةُ التَّ ِ
أليف والتَّقلي ِد التَّرجم ِة والنَّ ِ
قل ِم َن اآلدا ِ
للرِّواي ِة .وتُ َع ُّد ترجمةُ رفاعة رافع الطهطاوي لرواي ِة فينيلون التي أطل َ
ق عليها (مواقع
ترجمات كثيرةٌ في
ٌ األفالك في وقائع تليماك) األولى ِم ْن نو ِعهاعام ،1867ثُ َّم تل ْتها
60
تأليف الرِّواي ِة
ِ ت األولى في برزت رُويدًا رُويدًا طالئ ُع المحاوال ِ ْ مص َر وال َّش ِام ،حتّى
ت مختلف ٍة. ب ِم َن البال ِد األوروبيّ ِة ومحاولتِهم كتابةَ روايا ٍ ب العر ِاألدبيّ ِة عند عودة ال ُكتَّا ِ
ب أو غادةُ ُ
(حسن العواق ِ العربي أَ َّن أ ّو َل رواي ٍة عربيّ ٍة هي
ِّ وق ْد ذك َر مؤرخو األَد ِ
ب
الزاهرةُ) لألديبة اللبنانيّ ِة زينب ف ّواز ،التي صدرت عام ،1899ث ّم تالها صدو ُر عد ٍد
ب المصريِّ محمد حسين ت العربيّ ِة ،بَ ْي َد أَ َّن ال ُّنقّا َد ع ّدوا روايةَ(زينب) لألدي ِ
ِم َن الرِّ وايا ِ
هيكل ،الصادرةَ في عام 1914أفض َل بداي ٍة فنيّ ٍة للرِّ واي ِة العربيّ ِة.
العراق،
ِ ت محمود أحمد ال َّسيّد هي بداية الرُّ واي ِة في وق ْد أجم َع ال ُّنقَّا ُد على َّ
أن كتابا ِ
عام ،1921ولكنَّهم صدرت روايتُهُ األولى (في سبيل ال َّزواج) في ِ ْ فهو رائدها؛ ْإذ
عام 1927كانت أنض َج أن روايتَهُ الثانيةَ (جالل خالد) ،الصادرةَ في ِ اتَّفقوا على َّ
ب ال ُّنقّا ِد،
العراق ،بحس ِ
ِ وأكم َل ِم َن األولى ،إلاّ َّ
أن الرُّ وايةَ المكتملةَ ِم َن الناحي ِة الفنيّ ِة في
عام .1966 ْ
صدرت في ِ ُ
والجيران) التي تمثّ ْ
لت في رواي ِة غائب طعمة فرمان (النَّخلةُ
الرواية:
ع ِّأنوا ُ
ع ع ّدةٌ؛ فمنها التَّاريخيّةُ والرُّ ومانسيّة والنَّفسيّةُ والواقعيّةُ االجتماعيّةُللرِّواي ِة أنوا ٌ
العلمي والفنطاسيّةُ أو العجائبيّةُ.
ِ الخيال
ِ والبوليسيّةُ وروايةُ
ت تاريخيّ ٍة
تطوير شخصيّا ٍ
ِ وائي فيها على تنما ُز الرِّوايةُ التاريخيّةُ بقدر ِة الكات ِ
ب الرِّ ِّ
يمكن وقو ُعها في أزمن ٍة
ُ ْ
وقعت أو ث
وتصوير أحدا ٍ
ِ أكانت حقيقيّةً أم خياليّةً،
ْ سوا ٌء
ت الرِّوايةُ التَّاريخيّةُ كتابًا يَقُصُّ أحداثًا كما تقصُّ كتبُ
تأريخيّ ٍة ماضي ٍة .وعلى هذا ،ليس ِ
ّين ك فسحةً واسعةً لالبتكار ،و ِم ْن أَ ِ
شهر الروائي َ الخيال وتتر ُ
ِ التّ ِ
اريخ ،لكنَّها تَجن ُح إلى
الذين أبدعوا في هذا النَّوع ِم َن الرِّواي ِة جرجي زيدان الذي َ
كتب عددًا كبيرًا ِم َن َ ب
العر ِ
القيروان) ،ورواي ِة (أحمد بن
ِ ت التَّاريخيّ ِة كـرواي ِة (شجرة ال ُّدرِّ ) ،ورواي ِة (فتاة
الرِّ وايا ِ
طولون) ،وغيرُها كثي ٌر ج ًّدا.
َ
ت ،وأوس َعها انتشارًا ،فه َي تص ّو ُر وتُ َع ُّد الرِّوايةُ العاطفيّةُ الرُّ ومانسيّةُ أه َّم أ ِ
نواع ال ِّروايا ِ
والغرام وما
ِ موضوع الحُبِّ
ِ رجل وامرأة ،وتعبّ ُر ْ
عن ٍ ت اإلنسانيّةَ التي تق ُع َ
بين العالقا ِ
ب في ك ِم ْن مشاع َر إنسانيّ ٍة رقيق ٍة وسامي ٍة ،وق ْد أبد َع معظ ُم الرِّ وائي َ
ّين العر ِ يراف ُ
ق ذل َ
61
ك الحُبَّ ) ُ
(أعلنت علي َ هذا النَّ ِ
وع ِم َن الرِّواي ِة ،كرواي ِة (نادية) ليوسف السباع ّي ،ورواي ِة
لغادة الس ّمان ،ورواي ِة (قصةُ حبٍّ مجوسيّةٌ) لعبد الرحمن منيف ،وروايةُ (األَسو ُد يلي ُ
ق
داخل،
ٍ بفحص ال ّشخصيّ ِة وتحليلِها ِم ْن
ِ بك) ألحالم مستغانمي .وتنما ُز الرِّوايةُ النَّفسيّةُ ِ
تكون قليلةً ،وتُبي ُِّن َ
كيف َّ
أن ُ لتتأ ّم َل في ال ُعقَ ِد النَّفسيّ ِة ال َّدفين ِة في شخصيّاتِها التي غالبًا ما
ت ث ،و ِم ْن أَ ِ
برز روايا ِ للقيام بأَفعالِها في األحدا ِ
ِ ك ال َّشخصيّا ِ
ت هذ ِه ال ُعقَ َد النَّفسيّةَ تُح ّر ُ
وع روايةُ (اللصُّ والكالبُ ) لنجيب محفوظ ،وروايةُ (ال َّشمعةُ والدِّهلي ُز) للطَّاهر هذا النّ ِ
َوطَّار ،وروايةُ (مملكةُ الفراش ِة) لواسيني األَعرج .أ ّما الرِّ وايةُ الواقعيّةُ فتمثِّ ُل الحياةَ في
تي وتظه ُر التَّناقضا ِ ي والسِّياس َّ تصو ُر الواق َع االجتماع َّ
ِّ صورتِها الواقعيّة ال َمعيش ِة؛ ْإذ
ت االجتماعيّ ِة المتباين ِة ،ويُ َع ُّد نجيب محفوظ رائ َد ت والفئا ِ بين الطَّبقا ِت َ والصِّ راعا ِ
الرُّ واي ِة الواقعيّ ِة االجتماعيّ ِة العربيّ ِة؛ وال سيَّما في رواياتِ ِه (القاهرةُ الجديدةُ) ،و(بدايةٌ
وق) و(ال ُّس َكريّةُ) ،وه َي ثالثةُ
القصرين) و(قص ُر ال َّش ِ
ِ ونهايةٌ) ،وثالثيّته ال َّشهيرةَ :
(بين
أجزا ٍء لرواي ٍة طويل ٍة واحد ٍة .ويُ َع ُّد غائب طعمة فرمان رائ َد الواقعيّ ِة االجتماعيّ ِة في
ت) و(المخاضُ ). والجيران) و(خمسةُ أصوا ٍُ العراق ،وال سيَّما في رواياتِ ِه (النَّخلةُ
ِ
شويق
ِ بعنصر التَّ
ِ الخيال العلم ِّي والرِّ وايةُ العجائبيّ ِة
ِ وتنما ُز الرِّوايةُ البوليسيّةُ وروايةُ
عصرنا ،وق ْد راو َح ظهو ُر هذ ِه ِ الواسع ،فضلاً َع ِن التَّأثُّ ِر بالتَّق ُّد ِم العلم ِّي في
ِ والخيال
ِ
المجتمع
ِ ب كثير ٍة تتعلّ ُ
ق بطبيع ِة واالنحسار ألسبا ٍ
ِ االتساع
ِ بين
العربي َ
ِّ ب
األنواع في األد ِ
ِ
عبير ع ْنها.
ت االجتماعيّ ِة والتَّ ِ
العربي ووظيف ِة الرِّواي ِة العربيّ ِة في التَّغيّرا ِ
ِّ
62
ت اليوتوبيا أو ال ُم ُد ِن الفاضل ِة المتخيَّل ِة. في روايا ِ
ث ال ُمتَّصل ِة أو ال ُمنفصل ِة التي تتط ّو ُر
يان األحدا ِ أو العُقدةُ ب َج َر ِ الح ْب َكةُ :تتمثَّ ُل الحُبكةُ ِ
َ -3
عن تنفك ْ
ُّ زماني ،وه َي الٍّ مكاني أو
ٍّ واضح أو
ٍ سببي
ٍّ برباط
ٍ شيئًا فشيئًا محكومةً
عوامل
ِ ت الرِّواي ِة .وتنتهي ال َح ْب َكةُ بالحلِّ غالبًا في نهاي ِة الرِّ واي ِة .و ِم ْن أه ِّم
شخصيّا ِ
ئ ،وواقعيّةُ الفكر ِة التي تقو ُم عليها ف ِم ْن شويق الذي يش ُّد القار َ ِ ال َحبك ِة عنص ُر التَّ
ْف. واالنحالل وال َّ
ضع ِ ِ دونِها تتعرضُ ال َحبكةُ للتف ُّك ِك
غير
ِ يمكن قيا ُم رواي ٍة ِم ْن
ُ العناصر ال ُمه َّم ِة في الرُّ واي ِة ،فال
ِ -4الشَّخصيّاتُ ِ :م َن
ث بإفعالِها وأقوالِها وحواراتِها ،وتنقس ُم ال َّشخصيّةُ شخصيّ ٍة تؤدي إلى تط ّو ِر األحدا ِ
نوعين ،الشَّخصيَّةُ الرئيسةُ وهي ما يُطلق عليها البطل ِ وائي على
العمل الرِّ ِّ ِ في
ق الرِّوايةَ ِم ْن بدايتِها حتّى نهايتِها ،وتتميَّ ُز هذه ال َّشخصيّةُ بسما ٍ
ت أيضًا ،وتستغر ُ
ت ،أَ ّما النَّو ُ
ع اآلخ ُر فهو الشَّخصيّاتُ الثَّانويّةُ التي سائر ال َّشخصيّا ِ
ِ تتف َّر ُد بها عن
تتج ّس ُد فيها وظيفةٌ مرحليّةٌ في الرُّ واية فحسبُ .
َ
أحداث أحاديث تُج ِّس ُد
َ ت ِم ْن -5الحوا ُر واللغةُ :الحوا ُر هو ما يدو ُر َ
بين ال َّشخصيّا ِ
بين ال َّشخصيّا ِ
ت ت المباشر ِة التي تق ُع َ ع مختلفةٌ ِم َن الحوارا ِ ك أنوا ٌ
الرِّواي ِة .وهنال َ
غير المباشر ِة التي ينق ُل الراوي معناها في ِ ت
المتحاور ِة في الرِّواي ِة ،والحوارا ِ
المباشر واقعيّةً؛ لذا لجأ َ كثي ٌر ِم َن
ِ الحوار
ِ تكون لغةُ
ُ أثنا ِء سر ِد ِه األحداث .وغالبًا ما
ت المباشر ِة طلبًا لمزي ٍد ِم َن الواقعيّ ِة،
ت العاميّ ِة في الحوارا ِ الروائّ َ
يين إلى اللهجا ِ
يان بلغ ٍة سامية الوصف أو السَّر ِد يتجلّ ِ
ِ الروائي وأسلوبَهُ التَّعبير ّ
ي في ِّ أن لغةَ
على َّ
ق بمكانة الرِّواي ِة وأدبيّتِها. تلي ُ
إن أَ َّو َل ما يجبُ أَ ْن يُف ِّك َر في ِه الرِّ ِّ
وائي ه َو فكرةُ الرِّ واي ِة التي يرغبُ في إيصالِها -6الفكرةَُّ :
رسم شخصيّاتِ ِه وسماتِهم
لبلوغ ال َحبك ِة المناسب ِة ،ومنه ُجهُ في ِ ِ القارئ .فه َي سبيلُهُ
ِ إلى
للقارئ.
ِ أن تمثِّ َل فكرةُ الرِّواية ِقيمةً ومثلاً حسنًا أعلى تضيفُهُ
األساسيّ ِة ،وينبغي ْ
63
أسئلةُ المناقش ِة:
بين الرِّواي ِة والقص ِة القصير ِة؟ ق َ -1ما الفر ُ
ت التي تَ ْ
ط َرحُها الرّوايةُ وتُق ِّد ُمها للقرّاء؟ -2ما أبر ُز القضايا والموضوعا ِ
ت فيها؟ -3ما أسبابُ نشأ ِة الرِّواي ِة العربيّ ِة وأَبر ُز المؤثرا ِ
ت إلى اللغ ِة العربيّ ِة ؟ و َم ْن ترج َمها؟ ومتَى ظهرت؟ -4ما أ ّو ُل رواي ٍة أَجنبيّ ٍة تُ ِ
رج َم ْ
صدرت أ ّو ُل رواي ٍة عربيّ ٍة و َم ْن مؤلِّفُها؟
ْ -5متى
تاريخ الرِّ واي ِة العراقي ِة؟
ِ -6ما البدايةُ الفنيّةُ المكتملةُ في
أنواع الرِّواي ِة األدبيّ ِة؟
ِ -7ما أه ُّم
(للفرع األدبي فقط) احلديث
ُ النَّقدُ األدبيُّ
(المذاهب األدبيةُ)
ُ
الواقعية
نوعان:
ِ واإلنسان ،والواق ُع
ِ الواقع وهو الموجو ُد حقيقةً في الطَّبيع ِة
ِ الواقعيَّةُ نسبةً الى
كان صادقًا وأمينًا لموافقتِ ِه ما هو موجو ٌد ُ
اإلنسان َ حقيقي وفَنِّ ٌّي ،واأل َّو ُل إذا ما و َ
صفَهُ ٌّ
الواقع كالصُّ ور ِة الفوتوغرافي ِة .والثاني هو ال َمع َّو ُل
ِ ٌ
وكائن ،وهو ما يُعبِّ ُر بنسخ ٍة َع ِن
بحذافير ِه،
ِ يكون حقيقيًا
َ لواقع ال يُشتَ َرطُ ْ
أن ٍ إبداعي
ٍّ ق
ب ،إذ يقو ُم على خل ٍ علي ِه في األد ِ
الحقيقي لكنَّهُ يُ َح ِّو ُر ويزي ُد ويُنقِصُ ويختل ُ
ق ِّ الواقع
ِ ُ
يغترف عناص َرهُ ِم َن صحي ٌح أنَّهُ
ُ
وممكن محاك لهُ
ٍ الحقيقي؛ بل هو
ِّ للواقع
ِ ليس نسخةً أمينةً
بواقع َ ٍ التكوين ،لِيأتِ َي
َ ويُعي ُد
لشروط ِه وآلياتِ ِه االعتيادي ِة.
ِ صو ِر؛ ألنَّهُ يجري في نطاقِ ِه ويخض ُع
الوجو ِد والتَّ ُّ
ولكنْ ويصو ُر البيئةَ كما يشا ُء ِّ صهُ ويرس ُم مالم َحهُم ق أشخا َ ي يخل ُالكاتب الواقع َّ
َ إن َّ
واالستنكار ،وبهذا يُ َشبِّهُ اللوحةَِ ضمن األُطُ ِر المألوف ِة الَّتي ال نشع ُر بإزائهَا بالغراب ِة َ
الحقيقي و ُم َخيِّلاً واقعًا
ِّ الخارجي
ِّ الواقع
ِ الفنان ُمستَ ِم ًّدا عناص َرهَا ِم َن
ُ الفنيَّةَ الَّتي يرس ُمهَا
باأللوان
ِ آخ َر هو واق ُعهُ الخاصُّ الَّذي يراهُ ِم ْن زاويتِ ِه االبداعي ِة ال ُح َّر ِة ،فَنَ َراهُ يتلَعَّبُ
الواقع
ِ منطق
ِ دون االبتعا ِد من كوين كما يشا ُء ِم ْن ِ واألشكال والتَّ ِ
ِ والخطوط
ِ الل
ظ ِ وال ِّ
والمحيط.
ِ اإلنسان
ِ وطبائ ِع ِه في
64
خصائص الواقعي ِة
ُ
باإلنسان
ِ واالنطالق ِمنهُ :أي االرتباطُ
ِ واالجتماعي
ِّ الواقع الطَّ ِّ
بيعي ِ -1ال ُّنزو ُل إلى
واالجتماعيِ .م ْن
ِّ المحيط الطَّبيع ِّي
ِ البيئي ،وتفاعلُهُ ،وصرا ُعهُ ،م َع
ِّ حيط ِه
في ُم ِ
هُنا يست ِم ُّد الكاتبُ موضوعاتِ ِه وحوادثَهَ وأَشخا َ
ص ِه وك َّل تفصيالتِ ِه .إنَّهُ ينز ُل إلى
ت ،وما يعنيه ت والخياليا ِ ك ِم َن المثاليا ِ ُ
ويصرف نظ َرهُ ع َّما عدا ذل َ والبشر،
ِ األرض
ِ
هو األمو ُر الواقعيَّةُ الَّتي يعي ُشها النَّاس ويعانُونَها.
65
العربي:
ِّ الواقعيَّةُ في األَد ِ
ب
القرن العشرين ،وع َّدها
ِ العربي من ُذ خمسينيا ِ
ت ِّ ظهرت مالم ُح الواقعيَّ ِة في األَد ِ
ب ْ
ت وفق مبا ِدئِها ،وق ْد نشأ ِ
ِ ب والكتاب ِة على ي لدراس ِة األد ِ األدبا ُء العربُ المنه َج المثال َّ
تصوير
ِ كان فيها األُدبا ُء بحاج ٍة إلى أدا ٍة تساع ُدهُم على ظروف َ ٍ الواقعيَّةُ في ظلِّ
عبيرعنها بأ َ َدبِ ِهم وأَعمالِ ِهم الَّتي يقدمونَهَا بعيدًا من الرُّ ومانسيَّ ِة
الحقائق والتَّ ِ
ِ ونقل
ِ واق ِع ِهم،
الخيال.
ِ واإلغراق في
ِ
66
اجلزء الوحدة التاسعة
الثاني
بني اجلديد والقدمي
التمهيد:
الحاضر فقط ،وإنَّما تُ ْبنَى باإلفاد ِة
ِ ال تُ ْبنَى الحضارةُ بِما يُنج ُزه أهلُها في ال َّز ِ
من
وتجاربِهم ،فيأتي الجي ُل الجدي ُد ليأخ َذ الصَّال َح من ذلك ِ وأفكارهم
ِ لين
ث األ َّو َ
من إر ِ
وليس
َ األجيال
ِ لألحسن ويطر َح الطَّال َح ،فالتق ُّد ُم إنّما هو تكام ٌل َ
بين ِ ويطو َره
ِّ ث
اإلر ِ
تقاطُعًا.
صراع ال يلتقيان؟
ٍ القديم والحديث في
67
(*)
أب إلى ابنه
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /رسالة من ٍ
الدَّر ْ ُ
68
كان لنا شبابٌ مث ُل شبابِ ُكم ،نتص َّو ُر ب ِه كما تتص َّورون ،ونف ِّك ُر كما في زمانِنا ،فقد َ
واألفكار
ِ أنفسنا وأحاديثِنا وعلى أَ َسال ِ
ت أقال ِمنا جمي َع هذ ِه اآلرا ِء تف ِّك َ
رون ،ونُر ِّد ُد في ِ
عن ُكلِّ ما هو جدي ٌد حولَكم ،حتَّى التي تُردِّدونها اليو َم ،وتص ّوراتِكم التي تحملونها ْ
ْ
كانت ك الثَّورةُ النَّفسيَّةُ التي
إثر ِه تل َ ْ
وهدأت على ِ ْ
وزالت معال ُمهُ، انطوى ذلك العه ُد،
والعمل والنَّظَ ِر والتَّأ ُّم ِل،
ِ جوانحنا ،و َد َخ ْلنا ِغما َر الحيا ِة الحقيقيَّ ِة،حيا ِة الج ِّد
ِ بين
ك َ تعتر ُ
ونستعرض
َ أعماق قلوبِنا،
ِ وسكون إلى
ٍ أن نهبطَ بهدو ٍء فاستطعْنا بمشيئ ِة هللاِ تعالى ْ
بعين فاحص ٍة ُمدقِّق ٍة،ونعتب َر من تجار ِ
ب ٍ ك اآلرا َء واألفكا َر ،وننظ َر إلى ك ِّل جدي ٍد
تل َ
الماضي َْن .
ِ
التكون ِم َن الّذين
َ والمستقبل؛ حتَّى
ِ والحاضر
ِ بين الماضي ُ
توازن َ كيف
َ هلاَّ تعلَّ ْم َ
ت
ويقضون ال َّش ْ
ط َرالثَّاني في َ ط َراأل َّو َل ِم ْن حياتِهم في اشتهاء ِال َّش ْ
ط ِرالثَّاني، َيقضون ال َّش ْ
َ
ق حاض ٌر جمي ٌل ومستقب ٌل واع ٌد ،فأَال ُّف على ال َّش ْ
ط ِراأل َّو ِل ،فلوما الماضي ما تحقَّ َ التَّأس ِ
الباطل.
ِ تمييز الح ِّ
ق من ِ اعتبار تُم ِّكنُ َ
ك من ٍ ك ِم ْن أخطا ِء الماضي وقفةُ
كفا َ
َّ اإلنسان ْ
ُ
ب ،والمعقو َل
ق من الكاذ ِ أن يُميِّ َز الصَّال َح ِم َن الطالِ ِ
ح ،والصَّاد َ وبهذا يستطي ُع
جميع وجو ِهها لِتَرى وجوهَ ال ُحس ِْن فيها ووجوهَِ الموهوم ،فلوال تُقلِّبُ األشيا َء على
ِ ِم َن
ْ
زادت ْ
أربت حسناتُهُ على سيّئاتِ ِه ،وتطر َح ما ك،وتأخ َذ بما
فتواز َن بين هذ ِه وتل َ
ِ القُب ِ
ْح،
سيِّئاتُهُ على حسناتِ ِه.
تبتهجون أَنت ُم اليو َم ،وننف ُر
َ ولدي -قُ َّرةَ عيني َّ
وفلذةَ َكبِدي ُ -كنَّا نبته ُج بكلِّ جدي ٍد كما
ت قيمتُهُ ،والثَّان َيف وقلَّ ْ
ت مهما َس ُخ َ تنفرون ،ونع ُّد األ َّو َل آيةً ِم َن اآليا ِ
َ ِم ْن كلِّ ٍ
قديم كما
ْ
وفاضلنَا َ
بين س قَد ُرهُ ،ال ألنَّنا وا َزنَّا بينهمات قيمتُهُ ونفُ َ نكبةً ِم َن النَّكبا ِ
ت مهما َغلَ ْ
الملل
ِ بزمن الطفول ِة ،وال ِّ
طف ُل سري ُع ِ مزاياهُما ،فَحك ْمنَا عليهما ،بل ألنَّنا ُكنَّا قريبي َع ْه ٍد
يوم ثُ َّم يم ُّلها فيكسرُها ويستبد ُل منها.
والسَّآم ِة ،ال يصب ُر على لُعبتِ ِه أكث َر ِم ْن ٍ
صةً ترتك ُز عليهاألنفسنا صورةً خا َّ
ِ ُ
نعرف عين بالتَّقلي ِد َولَ َع ُكم ب ِه،ال نكا ُد
و ُكنَّا ُمولَ َ
اختالف أنوا ِعها وألوانِها،
ِ كانت تمرُّ بنا جمي ُع الص ِ
ّور على ْ أعمالُنا في الحيا ِة ،بل
69
فنلتقطُها بأسر َع ِم َّما تلتقطُ عدسةُ الكاميرا الصُّ و َرَّ ،
كأن فضا َء حياتِنا معم ٌل لِتجار ِ
ب
اآلخرين بما
َ ب
ْت من تجار ِ ت من التقلي ِد األعمى،وانتفع َالحيا ِة واختباراتِها .فلَ ْوما ابتع ْد َ
ك.
ك ومبا ِدئِ َ
س بثوابِتِ َ ك نجاحًا وتميُّ ًزاِ ،م ْن ِ
دون مسا ٍ يُحقِّ ُ
قل َ
يفتتن بها وبأصحابِها افتتانًا شديدًا ُربَّما
َ أن ُ
يلبث ْ بلغ ٍة أجنبيَّ ٍة ال العارف ِمنَّا
ُ وكان
َ
وتأريخها ،فيترفَّ ُع َع ْن ِذ ْك ِر رجالِها و ُعظمائِها في أحاديثِ ِه
ِ لغتِ ِه
احتقار
ِ حملَهُ على
غير ِه ،ال ألنَّه يفه ُمهُم
ِ لسان أَ َح ٍد
ِ واستشهاداتِ ِه ،ويسخ ُر منهم ُكلَّما جرى ذكرُهم على
كان بسيطًا َغ ِريرًا يحتق ُر ُك َّل ما في ي ِد ِه ،ويستعظ ُم ُك َّل ما في
أو يفه ُم غي َرهم ،بَلْ ألنَّه َ
غير ِه.
يَ ِد ِ
ك التَّص ّورا ِ
ت جميع تل َ
ِ خطئين في
َ ك العه ِد أنَّنا ُكنَّا ُم
زوال ذل َ
ِ نعرف إلاّ بع َد
ْ ولَ ْم
نفوسنا،بَلْ أشباحًا وصورًا تتراءى في
ِ تكن عقائ َد راسخةً في واألفكار ،وأنَّها لم ْ
ِ
منظرها وبهج ِة ألوانِها ،فأصبحْ نا ِ جمال
ِ حياتِنا،فنُ ْع َجبُ بِها،ونَ ْستَ ِط ْي ُر فرحًا وسرورًا بِ
ئدين في أحكا ِمنا،نُحبُّ الجدي َد ،ونأخ ُذ النَّاف َع من موا ِّد
عتدلين في آرائناُ ،متَّ َ َ ك ُم بع َد ذل َ
أدب
َ مم األخرى بما ينسج ُم مع ثوابتِنا ومعتقداتِنا ،ونُحبُّ المدنيَّ ِة والحضار ِة من األُ ِ
ب ونُ ْع َجبُ بِأُدبائهم وعلمائهمِ ،م ْنالغر ِ
ص
في أثنا ِء الن َّ ِّ انبهارنا بكلِّ ما
ِ ب
أن نحتق َر – بسب ِ دون ْ
ِ
ت ميزان تق ُّد ِم األُ ِ
مم وق َّوتِها محكو ٌم بنتاجا ِ ُ هو جدي ٌد وغريبٌ – تأري َخنا ورجاالتِ ِه،
نتجين
َ نكون ُم
َ وحاض َرنا و ُمبدعي ِه.و ُكنَّا كما أنتم اليو َم أبنائها؛ لذا ينبغي لَنَا ْ
أن
ستهلكين فقط.
َ ْرفَ ِة ال ُم
ق ك َّل ما لل َمع ِ
الج َّدةَ والحداثةَ ،ونالح ُ
ن َّدعي ِ
ت، تفر ُزه الحداثةُ من سلوكيَّا ٍ
ت و ُمستحدثا ٍ
واإلغماض الذي
ِ ونتم َّس ُ
ك بالغراب ِة
إلنتاج الجدي ِد
ِ أن نسعى ونُثاب َر ونعتم َد على طاقاتِنا
دون ْيدعو إليه بعضُ الجدي ِد ،من ِ
غيركم والتكاس ُِل عن أدا ِء مسؤوليتِكم تُجاهَ
ِ افع .أَال تَع َ
ُون خطورةَ االعتما ِد على النَّ ِ
وطنِكم وشعبِكم.
70
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
ت:
معاني الكلما ِ
ال َغ ْو ُرِ :م ْن ُكلِّ شي ٍء قَ ْع ُرهُ و ُع ْمقُهُ.
الخيَال ُء :التَّ َكبُّر والعُجْ بُ .
ُ
األقالم :طَ َرفُها و ُم ْستَ َدقُّها.
ِ أَ َ
سالتُ
الفاس ُد.
ِ الطَّ ُ
الح:
الـ ُمتَّئِدُ :الـ ُمتَأنِّي.
اآلتيتين:
ِ َين
ست ِعنْ بِمعج ِم َك إليجا ِد معاني الكلمت ِا ْ
الج َوانِح ،األَناة
َ
نشاط:
ٌ
واالستيعاب:
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
ُّ
تحث َ
أحاديث نبويَّ ٍة ت قرآنيَّ ٍة أو ك النَّصَّ هلْ تستطي ُع ْ
أن تستشه َد بآيا ٍ في ضو ِء قرا َءتِ َ
ُسن معاملتِهما؟
ين وح ِ
على برِّ الوال َد ِ
71
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
ض والتَّحضي ِ
ض سلوب ال َع ْر ِ
ُ أُ
ب الطَّلبيَّ ِة التي
ت ُمتقدِّم ٍة قس ًما ِم َن األسالي ِ
الب -في موضوعا ٍْت –عزيزي الطَّ َ َدرس َ
ب ،وهي (االستفها ُم) ،و(النِّدا ُء) ،و(التَّمني والتَّرجّي)، العربي إ َذا أَرا َد الطَّلَ َ
ُّ يلجأ ُ إليها
ت الجمل ْ
والحظ َ ت الى النَّصِّب واح ٍد ،فلو ُع ْد َ ب ِس َوى أسلو ٍ ق ِم ْن ه ِذ ِه األسالي ِ ول ْم يب َ
ُ
توازن كيف
ت َ األكرم ُمح َّم ٍد) ،و(هلاَّ تعلَّ ْم َ
ِ ت قولَه تعالى) و(أَال تسم ُع قو َل نبيِّنا (أَ َما ْ
قرأ َ
ك َّ
أن ت من التقلي ِد األعمى) ،لَتبيَّن ل َوالمستقبل) ،و(لو ما ابتع ْد َ
ِ والحاضر
ِ بين الماضي َ
وش ّدتِ ِه ،يُس َّمى
ب ِنوع هذا الطَّل ِ
ق في ِ ب ،ولكنَّها تفتر ُك في صف ِة الطَّل ِ هذ ِه الجم َل تشتر ُ
األفعال،
ِ خول على ٌ
أدوات تختصُّ بال ُّد ِ حضيض) ،ولهما
َ ض والتَ هذا األسلوبُ (ال َعرْ َ
وتتض َّم ُن معنى (ا ْف َعلْ ).
ض:
أوال :ال َع ْر ُ
ق ولِي ٍْن ،يلجأ ُ إليه المتكلِّ ُم عندما يطلبُ ِم َن الـ ُم َخاطَ ِ
ب أمرًا ُمعيَّنًا هو طلبٌ برف ٍ
ثالث ،هي( :أَال) و (أَ َما) ٌ ٌ
أدوات ك في كال ِم ِه ونبر ِة صوتِ ِه .وله بِلُ ٍ
طف ورقَّ ٍة ،يظه ُر ذل َ
معنيان (ال َعرْ ضُ ) أو (ال َعتَبُ ):
ِ و (لَ ْو) ،وهي أَحر ٌ
ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ
ب ،لها
72
ت في الـ ُمسابق ِة) ،و(أَ َما َوقَ ْف َ
ت ماض ،كقولِنا( :أال شار ْك َ
ٍ فعل
ت على ٍ َب :إذا َد َخلَ ْ
ب -ال َعت ُ
ت دراستَ َ
ك). م َع الحقِّ) ،و(لَ ْو أَ ْك ْ
مل َ
حضيض:
ُ ثانيًا :التَّ
هو طلبٌ بق ّو ٍة وش َّد ٍة ،يلجأ ُ إليه المتكلِّ ُم عندما يطلبُ إلى الـ ُم َخاطَ ِ
ب أمرًا ُمعيَّنًا
العرض،
ِ وحث ،يظه ُر ذلك في كال ِم ِه ونبر ِة صوتِ ِه ،وهو أش ُّد توكيدًا من ٍّ بتحريض
ٍ
ُف ال مح َّل لها من أدوات أربعٌ،هي (لَ ْوال) و (لَ ْو َما) و (أَلاَ ) و (هَلاّ )،وهي أَحر ٌ ٌ وله
معنيان (التَّحضيضُ ) أو (التَّأْنيبُ واللَّ ْو ُم):
ِ ب ،ولها
اإلعرا ِ
73
معان أُخرى،وهي: ٍ ض إلى ض والتَّحضي ِ ت ال َع ْر ِ بعض أدوا ِ
ُ تخرج
ُ وق ْد
لالستفتاح والتَّنبيه ،إذا جا َءتَا في أ َّو ِل
ِ االستفتاح والتَّنبيهُ :تُ ْستَ ْع َم ُل (أَلاَ ) و (أ َما)
ُ -1
زائدتان ال يدلاّ ِن على
ِ أن يتأثَّ َر الم ْعنَى ،فهُما ون ْ وأمكن حذفُهما ِم ْن ُد ِ َ الجمل ِة،
ون﴾(يونس.)55: ق َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َرهُ ْم لاَ يَ ْعلَ ُم َ
ب ،كقول ِه تعالى﴿ :أَلاَ إِ َّن َو ْع َد للاهَّ ِ َح ٌّ َ
طلَ ٍ
وقول أبي العال ِء المع ّريّ:
ِ
ك َوه َو قَ ِ
اض ْت ِم ْثلَ َ
لَ َما آ َخي ُ أَ َما َوللاهَ ِ لَ ْو أَنّي تَ ٌّ
قي
إن الباط َل زائلٌ).َّادقين منزلةً عن َد هللاِ)،و(أَ َما وهللاِ َّ
إن للص َ ومثلُهُ قولُنا( :أَلاَ َّ
استفتاح وتنبي ٍه ال مح َّل لهما ِم َن
ٍ تُعربُ (أَلاَ ) و (أَ َما) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة حرفَي
ب. ب؛ ألنَّهما َجا َءتا في أ َّو ِل الجمل ِة ،ولم يَ ُدلاَّ على َ
طلَ ٍ اإلعرا ِ
ت شَرْ ٍط غي َر جازم ٍة ،تُفي ُد معنى النَّ ْف ِي -2الش َّْرطُ :تُ ْستَ ْع َم ُل (لَ ْوال) و (لَ ْوما) و (لَ ْو) أدوا ِ
امتناع
ٍ فتكون (لَ ْوال) و (لَ ْوما) حرفَيُ َّمني ،عن َدما تأتي بع َدها جملةٌ شرطيَّةٌ، الض ِّ
رط ،كقولِنا( :لَ ْوال ال َّش ْمسُرط لِوجو ِد ال َّش ِ
ب ال َّش ِ حصول جوا ِ ِ لوجو ٍد ،أيْ امتنا ُ
ع
اس لوجو ِد هالك النَّ ِ
ِ ع) ،والمعنى (امتنا ُ
ع ات ال َّزرْ ُ
ك النَّاسُ ) ،و(لَ ْوما الما ُء لَـ َم َ لَهَلَ َ
رع لوجو ِد الما ِء) .ومثلُهُ قولُهُ تعالىَ ﴿ :ولَ ْولاَ أَ َج ٌل ُم َس ًّمى
ت ال َّز ِ ال َّش ِ
مس) و(امتنا ُ
ع مو ِ
لَ َجا َءهُ ُم ْال َع َذابُ ﴾ (العنكبوت .)53:وتُ ْع َربُ (لَ ْوال) و (لَ ْوما) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة
امتناع لوجو ٍد ،أ َّما االس ُم الذي يليهما فيُعربُ
ٍ جازمتين ،وهُما حرفَا
ِ شرط غي َر
ٍ أداتَي
محذوف تقدي ُرهُ (موجو ٌد).
ٌ مبتدأً خب ُرهُ
القانون لَ ِع ْشنَا بِ ٍ
سالم)، َ المتناع ،كقولِنا( :لَ ْو طبَّ ْقنَا
ٍ امتناع
ٍ حرف
َ ُ
فتكون أ َّما (لَ ْو)
القانون) ،ومثلُهُ قولُهُ تعالى﴿ :لَ ْونَ َشا ُء َج َع ْلنَاهَُ المتناع تطبيقِنا
ِ بسالم
ٍ عيشنا
ع ِ أي (امتنا ُ
أُ َجاجًا﴾(الواقعة)70:
امتناع
ٍ ُ
حرف شرط غي َر جازم ٍة ،وهي ٍ المثالين الـ ُمتق ّد ِ
مين أداةَ ِ وتُعربُ (لَ ْو) في
المتناع.
ٍ
ب الطَّلبيَّ ِة ،وقد يحتا ُج
حضيض ِم َن األسالي ِ
َ ض والتَّ تذ َّكرْ عزيزي الطَّالب َّ
أن ال َعرْ َ
قحضيض فعلاً مضارعًا فإنَّه يُسب ُِ ض والتَّ
كان جوابُ ال َعرْ ِ ب ،فإذا َ الطَّلبُ إلى جوا ٍ
74
يكون ما قبلها سببًا لما بع َدها ،ويُنصبُ هذا الفع ُل
َ بفا ٍء تُس َّمى (الفا َء السَّببيَّةَ) ،وهي ْ
أن
ك) ،و(لَ ْوال تجته ُد
المسكين فيعل َو شأنُ َ
ِ ُ
عطف على (أن) ُمضمر ٍة وجوبًا ،كقولنا( :أَال تَ بـ ْ
فَتَ ْن َج َح).
منصوبان بـ
ِ ب (العرض والتَّحضيض)، جوابان للطَّل ِ
ِ فالفعالن (يعل َو) و(تنج َح)
ِ
(أن) ُمضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء السَّببيَّ ِة .ومثلُهُ قولُهُ تعالى﴿ :لَ ْولاَ أَ َّخرْ تَنِي إِلَى أَ َج ٍل قَ ِري ٍ
ب ْ
ق) منصوبٌ بـ ْ
(أن) مضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء ص َد َ ق ﴾(المنافقون )10:فالفع ُل (أ َّ ص َّد َفَأ َ َّ
حضيض.
ِ ب بصيغ ِة التَّالسَّببيَّ ِة؛ ألنَّه جوابٌ للطَّل ِ
75
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
ٌ
ثالث،هي: ٌ
أدوات ب ،وهو طلبٌ برف ٍ
ق ولِي ٍْن ،وله -1العرضُ أُسلوبٌ ِم ْن أسالي ِ
ب الطَّل ِ
معنيان
ِ ب ،ولها (أَال) و (أَ َما) و (لَ ْو) ،وهي أَحر ٌ
ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ
ماض.
ٍ فعل
ت على ٍ ضارع ،و(ال َعتَبُ ) :إذا َد َخلَ ْ
ٍ فعل ُم
لت على ٍ (ال َعرْ ضُ ) :إذا َد َخ ْ
ٌ
أدوات أربعٌ، ب ،وهو طلبٌ بق ّو ٍة وش َّد ٍة ،وله -2التَّحضيضُ أُسلوبٌ ِم ْن أسالي ِ
ب الطَّل ِ
ب ،ولها ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ هي (لَ ْوال) و(لَ ْو َما) و(أَلاَ ) و(هَلاّ ) ،وهي أَحر ٌ
تضارع ،و(التَّأْنيبُ واللَّ ْو ُم) :إذا َد َخلَ ْ
ٍ فعل ُم
لت على ٍ معنيان (التَّحضيضُ ) :إذا َد َخ ْ ِ
ماض.
ٍ فعل
على ٍ
غير الطَّلب ،فتُ ْستَ ْع َم ُل ٍ ُ العرض والتَّ
معان أخرى ِ حضيض إلى
ِ ِ ت
-3تخر ُج بعضُ أدوا ِ
مكن حذفُهُما ِم ْن ِ
دون لالستفتاح والتَّنبي ِه ،إذا جا َءتا في أ َّو ِل الجمل ِة ،وأَ َ
ِ (أَلاَ ) و(أ َما)
أن يتأثَّر المعنى .وتُ ْستَ ْع َم ُل (لَ ْوال) و(لَ ْوما) و(لَ ْو) لل َّش ِ
رط المتض ّم ِن معنى النَّ ْف ِي، ْ
المتناع.
ٍ امتناع
ٍ حرف
َ امتناع لوجو ٍد ،و(لَ ْو)
ٍ فتكون (لَ ْوال) و (لَ ْوما) حرفَي ُ
حضيض فعلاً ُمضارعًا
ِ ض والتَّ
كان جوابُ ال َعرْ ِ ب ،فإذا َ -4قَ ْد يحتا ُج الطَّلبُ إلى جوا ٍ
ب.(أن) ُمضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء السَّببيَّ ِة؛ ألنَّه جوابٌ للطَّل ِ
فإنَّه يُنصبُ بـ ْ
تقومي اللسان:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
76
تذكر
تعلمت
مضارع،
ٍ فعل ْ
دخلت على ٍ معنيين ،األ َّول (التَّحضيضُ ) إذا
ِ أن لألدا ِة (هلاّ )
َّ
ماض.
ٍ فعل
لت على ٍ والثَّاني (التَّأنيبُ واللّ ْو ُم) إذا َد َخ ْ
اإلعراب:
ُ
ي) منادًى منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه اليا ُء ألنَّه ُمثنًّى، أَ َع ْينَ َّي( :الهمزةُ) أداةُ نداءَ ( ،ع ْينَ َّ
مبني في محلِّ جرٍّ باإلضاف ِة.
ٌّ ضاف ،واليا ُء ضمي ٌر ُمتّص ٌل ٌ وهو ُم
تحضيض.
ٍ َهلاّ :أداةُ
األفعال الخمس ِة،
ِ ون ألنَّه َ
من ثبوت النَّ ِ
ُ ع وعالمةُ رف ِع ِهع مرفو ٌ يان :فع ٌل مضار ٌ
تَب ِك ِ
فاعل.
ٍ رفع
ٍ مبني في محلِّ ٌّ االثنين ضمي ٌر ُمتّص ٌل
ِ ُ
وألف
صخ ِر :جارٌّ ومجرورٌ.
َعلى َ
بِ َد ْم ٍع :جارٌّ ومجرورٌ.
نعت مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ.
ثٌ : َحثِ ْي ٍ
ال :نافيةٌ ُمعترضةٌ.
نعت مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ.
بَ ِكي ٍءٌ :
عطف( ،ال) زائدةٌ.
ٍ ُ
حرف َوال :الوا ُو
عطف مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ.
ٌ نَ ْز ِر:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
بب فيما يأتي: س َضُ ،مبيِّنًا معانيها وال َّ ض والتَّحضي ِ ت ال َع ْر ِ ست َْخ ِر ْج أدوا ِ
ا ْ
ين قَ ْوم َفِرْ َع ْو َن أَلاَ يَتَّقُ َ
ون﴾(ال ُّشعراء)11،10: ت ْالقَ ْو َم الظَّالِ ِم َ -1قا َل تعالى ﴿ :أَ ِن ا ْئ ِ
ُون ﴾(الواقعة)62: -2قا َل تعالىَ ﴿:ولَقَ ْد َعلِ ْمتُ ُم النَّ ْشأَةَ الأْ ُولَى فَلَ ْولاَ تَ َذ َّكر َ
ت سُو َرةٌ﴾( ُمح َّمد)20: ين آَ َمنُوا لَ ْولاَ نُ ِّزلَ ْ -3قا َل تعالىَ ﴿ :ويَقُو ُل الَّ ِذ َ
ُّون أَ ْن يَ ْغفِ َر للاهَّ ُ لَ ُك ْم َوللاهَّ ُ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم﴾(ال ُّنور)22:
-4قا َل تعالى﴿ :أَلاَ تُ ِحب َ
بن ُز ٍ
هير: -5قا َل َكعْبٌ ُ
َو ِشفا ُء ِذي ال ِع ِّي ال ُّس َؤا ُل َع ِن ال َع َمى ت َوأَ ْن ِ
ت َغ ْي ُر َعيِيَّ ٍة هَلاّ َسأ َ ْل ِ
صافي:
ُّ -6قا َل الرُّ
ان َم ْش ُغولاً بِ ِذ ْك َر ِ
اك َم ْن بَ َ
ات َس ْه َر َ يَا َربَّةَ الـ ُحس ِْن هَلاّ تَع ِ
ْطفِي َْن َعلَى
ت ِع ْن َدنَا فَتأْ ُك َل. -7لَ ْو نَ َز ْل َ
َّغير.
ف على الص ِ -8أَ َما تَع ِ
ْط ُ
-9أَلاَ أَ ْعطَ ْيتَنِي ِكتابًا.
تلتزمون بالنِّ ِ
ظام. َ -10أَ َما
ك. -11لَ ْوما أَ َع ْن َ
ت أخا َ
التمرين ()2
78
ق َعلَى أُ َّمتِي لأَ َ َمرْ تُهُ ْم
بي األكر ُم (صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم)« :لَ ْولاَ أَ ْن أَ ُش َّ -5قا َل النَّ ُّ
اك ِع ْن َد ُكلِّ َ
صلاَ ٍة». بِال ِّس َو ِ
علي(عليه السَّال ُم)« :أَلاَ وإنَّه لاَ يَ ْنفَ ُع ُك ْم بَ ْع َد تَضْ يِيْع ِد ْينِ ُك ْم شي ٌء َحافَ ْ
ظتُ ْم ٌّ -6قا َل اإلما ُم
ِ
َعلَ ْي ِه ِم ْن أَ ْم ِر ُد ْنيَا ُك ْم».
-7قا َل جريرٌ:
َولَـــــ ُزرْ ُ
ت قَب َر ِك َوال َحبِيْبُ يُـــزا ُر لَ ْوال ال َحياء ُ لَ َعا َدني اِستِعبــــــــا ُر
-8قا َل أبو العتاهي ِة:
ك لَ َمـــــــــا أَقالَك َوأُ ِ
قســـــ ُم لَو ْ أَتا َ أَ َما َوللاهَ ِ إِ َّن لَهـــــــــا َرســـــوالً
-9قا َل البُحتريُّ :
ك َعلى ال َخ ْل ِ
ق َعلى ُكلِّ َح ٍّي َواِصْ طَفا َ ك فَضْ لاً َوبَ ْسطَةً أَ َما َوالَّ ِذي أَ ْعطا َ
-10قا َل المتنبّ ّي:
ك َر َجا ُء
ضا َ ِم ْن بَ ْع ِد س ُْخ ِط َ
ك في ِر َ ان لِــي صا َخةُ لِل ُو َشا ِة لَ َك َلَ ْو َما اإل َ
صرٌ. ق لَ ُم ْنتَ ِ -11أَلاَ َّ
إن الح َّ
ك النَّاسُ .ْيان لَهَلَ َ
-12لَ ْوال النِّس ُ
ض َي هللاُ َع ْن َ
ك. ك لَـ َر ِ -13لَ ْو أَخلصْ َ
ت في عملِ َ
التمرين ()3
تحضيض) ،ثُ َّم ُد َّل على جوابِه ،وأَ ْع ِر ْبه ،فيما يأتي: ٌ (عرض أوٌ س ِّم نو َع الطَّلب
ك ﴾(طه)134: ت إِلَ ْينَا َر ُسولاً فَنَتَّبِ َع آَيَاتِ َ -1قا َل تعالى﴿ :لَ ْولاَ أَرْ َس ْل َ
ون َم َعهُ نَ ِذيرًا ﴾(الفرقان)7: -2قا َل تعالى﴿ :لَ ْولاَ أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه َملَ ٌ
ك فَيَ ُك َ
بن أبي ربيعةَ: -3قا َل ُع َم ُر ُ
ان لَ ْم تَ َد ِعي لَهُ قَ ْلبَا
ص ْديَ َ
َ صبّا ت فَتَر َح ِمي َ هَلاّ اِرْ َع َو ْي ِ
-4قا َل ال َّشاعرُ:
قَ ْد َح َّدثُو َ
ك فَ َما َرا ٍء َك َم ْن َس ِم َعا يَا اب َْن ال ِك َر ِام أَلاَ تَ ْدنُو فَتُب ِ
ْص َر َما
79
-5قا َل ال َّشاعرُ:
فَتُ ْخ ِم ِدي نار َوجْ ٍد َكا َد يُ ْفنِي ِه ين يَا َس ْل َمى َعلَى َدنِ ٍ
ف لَ ْوالَ تَ ِ
عوج َ
-6قا َل ال َّشاعرُ:
فَتُ َشا ِه َد المأْ ُم ْو َن والمأْ ُموال ت إلى ال َّرس ِ
ُول َسبِيْال هَلاّ اِتّ َخ ْذ َ
ص المواطنون ِم ْن ُش ِ
رورها. ير ال ُمتفجِّر ِة فيتخلّ َ
خائر َغ ِ
الذ ِ ت عن َّ -7أَلاَ تُبلِّغ السُّلطا ِ
ْ
ك. -8لَ ْوال تأتِيَنا فَنُ ِ
كر َم َ
ك. ت فَتَجْ نِ َي ثِ َما َر اجْ تِها ِد َ -9أَ َما اجْ تَهَ ْد َ
القانون فتأْ َم َن العُقوبةَ .
َ -10لَ ْو تَحْ تَ ِر ُم
ك. ت فَيَتَّ ِس َع فِ ْك ُر َ -11لَ ْوما قَ َر ْأ َ
التمرين ()4
ب والتَّأني ِ
ب الجمل التَّالي ِة إلى معاني ال َعتَ ِ
ِ ض والتَّحضي ِ
ض في ت ال َع ْر ِ
َح ِّول معاني أدوا ِ
بب.س َ واللّ ْو ِمْ ،
واذك ِر ال َّ
ك. -1أَال تزورُنا فَنَ ْف َر َح بِ َ
-2لَ ْو تُمارسُ الرِّ ياضةَ فيَصحِّ بدنُ َ
ك.
-3لَ ْو َما تبتع ُد من النَّميم ِة.
فيتوب َعلَ ْي ُك ْم.
َ تتوبون إلى هللاِ
َ -4لَ ْوال
ك.ض ُع فيرف َع هللاُ شأنَ َ -5هَلاّ تتوا َ
دخين فَتَ ْسلَ َم.
ِ -6أَال تُ ْقلِ ُع ِ
عن التَّ
التمرين ()5
عبِّر ع َّما يلي لواح ٍد ِم َن المعاني اآلتية( :العرضُ ،أو التَّحضيضُ ،أو ال َعتَبُ ،أو
ب ،ثُ َّم ْاذ ُكرْ نو َع
طلبي ُمناس ٍ
ٍّ التَّأنيبُ واللَّ ْو ُم ،أو ال َّشرطُ ،أو االستفتا ُح والتَّنبيهُ) ،بأسلو ٍ
ب
ب وأداتَهُ والس َ
َّبب. األسلو ِ
عن الـ ُم ْذنِ ِ
ب. -1العف ُو ِ
80
المظلوم.
ِ -2نُصْ َرةُ
ق بِ ِه. بالكالم قب َل النُّ ْ
ط ِ ِ -3التَّف ُّك ُر
باألخالق الكريم ِة.
ِ -4التَّخلُّ ُ
ق
ق.
فو ِ الحث على التَّ ُُّّ -5
العمل.
ِ اإلخالص في
ِ -6التَّحذي ُر ِم ْن ِ
عدم
التمرين ()6
-1قا َل َع ْنتَ َرة:
ت َجا ِهلَةً بِما لَ ْم تَعلَ ِمي
إِ ْن ُك ْن ِ هَلاّ َسأ َ ْل ِ
ت ال َخ ْي َل يا اِبنَةَ َمالِ ٍك
ب الذي تض َّمنَه النَّصُّ ،والمعنى الذي أَفَا َده ،ولماذا ؟ سلوب الطَّل ِ
َ أ -س ِّم أُ
لين) بـ ( َسأ َ ْل ِ
ت) ،ما الذي يتغيَّ ُر في معنى الجمل ِة ؟ ت (تَسْأ َ َ ْ
استبدل َ ب -لو
ب تؤدِّي معنى (هَلاّ ).ت الطَّل ِ ج -استعملْ أداةً ِم ْن أَدوا ِ
ت (أَ َما) بـ (هَلاّ ) ،فهلْ يتغيَّ ُر معنى الجمل ِة ؟ ْ
استبدل َ د -إذا
-2قا َل اإلما ُم ال َّش ُّ
افعي:
ت اليَ ْوم َأَ ْش َع َر ِم ْن لَبِ ْي ِدلَ ُك ْن ُ َولَ ْوال ال ِّش ْع ُر بِال ُعلَما ِء ي ُْز ِري
وكيف يُ ْع َربُ َما بَ ْع َدها ؟
َ -ما المعنى الذي أَفَادته (لوال) ؟
ع بال َّد ِم):
ت في حمل ِة التبرُّ ِ ع بال َّد ِم ) ( ،أَ َما شار ْك َ ك في حمل ِة التبرُّ ِ ( -3أَ َما تُشار ُ
الجملتين ؟
ِ -ما الذي تُفي ُدهُ (أَ َما) في
ُمل ،تُفي ُد في األولى معنى ثج ٍ -4استعملْ ُك ّاًل ِم ْن (لَ ْوال) و (لَ ْوما) و (لَ ْو) في ثال ِ
ب واللّ ْو ِم ،وفي الثَّالث ِة معنى ال َّشرْ ط.
حضيض ،وفي الثَّاني ِة معنى التَّأني ِ
ِ التَّ
81
س الثالث :ال ّتعبير ُ
الدَّر ْ ُ
حريري
ُّ ثانيًا :التَّعبي ُر التَّ
ب طاعتِ ِهما إلاّ فيما ح َّر َم هللاُ تعالى، اكتبْ مقالاً تتكلَّ ُم فيه على مكان ِة الوال َدي ِْن ووجو ِ
ك لِتُ ْش ِر َ
ك بِي َما ص ْينَا الإْ ِ ْن َس َ
ان بِ َوالِ َد ْي ِه ُح ْسنًا َوإِ ْن َجاهَ َدا َ من قول ِه تعالىَ (( :و َو َّ طلَقًا ْ ُم ْن َ
ك بِ ِه ِع ْل ٌم فَلاَ تُ ِط ْعهُ َما))( .العنكبوت)8: ْس لَ َ
لَي َ
82
س الرابع :األدب
الدَّر ْ ُ
ال َمقَالَةُ
ط َعةٌ إنشائيّةٌ طويلةٌ تُ ْكتَبُ نَ ْثرًا ،تُعالِ ُجال َمقَالَةُ ِهي إحدى أ ْن َواع فَنِّ النَّ ْث ِرَ ،و ِه َي قِ ْ
ِ
أنواع كثير ٍة و ُمتع ّدد ٍة.
ٍ ب .تُقَ َّس ُم ال َمقَالَةُ َعلى
موضوعًا ُمعيّنًا ِم ْن ِوجْ ه ِة نَظَ ِر ال َكاتِ ِ
ت ارتباطًا وثيقًا بالصَّحاف ِة الَّتي ت المقالةُ في اآلدا ِ
ب األوروبيَّ ِة الحديث ِة ،وارتبط ِ نشأ ِ
تطوراألنشط ِة الفكريَّ ِة وال ِع ْلميَّ ِة والثَّقافيَّ ِة
ِ عصر النَّهض ِة ،وما واكبَها ِم ْن
ِ ْ
ازدهرت في
ت.
ت ال ُمختلِف ِة ال ُموضوعا ِ والسِّياسيَّ ِة ،الَّتي أ َّدت إلى تزاي ِد َع َد ِد الصُّ ح ِ
ُف وال َم َجلاَّ ِ
الفرنسي (مونتيني) (ُ )1592-1523منش َئ المقال ِة الحديث ِة ،الَّتي
ُّ ويُ َع ُّد الكاتِبُ
83
الموضوع ،ووضو ُح الفكر ِة
ِ أ َّما خصائصُ المقالة األدبية ،فهي ال َوحْ دةُ في
فتكون كلُّ فكر ٍة ممهِّدةً للفكر ِة
ُ لألفكار؛
ِ والمنطقي
ُّ المعروض ِة ،والتَّرتيبُ المتسلس ُل
األلفاظ
ِ تضمين
ِ تكون نتيجةً للفكر ِة الَّتي تسبقُها ،واالبتعاد من
ُ الَّتي بعدها ،و أيضا
الغريب ِة ،وغير المفهوم ِة من النص األدبي.
84
(للدرس) الج ِد ْي َد ...وأنْ تَ ْق ُد َر َعلَ ْيه ! فَ ْر ٌ
ق بَ ْي َن أنْ تَ َّد ِع َي َ
ض ْ
ت ت َوا ْنقَ َ ف إ ْع َجابُهُ ِع ْن َد أُ ُم ْو ِر َم َ
ض ْ تَ ،ولَي َ
ْس فِ ْينَا َم ْن يَقِ ُ لَي َ
ْس فِ ْينَا َم ْن ي ُِحبُّ ال َم ْو َ
انَ ،ويَطب ُع التَّاري ُخ
أن يَ ُك ْو َن َع ِظ ْي ًماَ ،كبِ ْيرًا ،يُ َشا ُر إلَيْه بِالبَنَ ِ ..ثُ َّم لَي َ
ْس فِ ْينَا َم ْن ال يَ َو ُّد ْ
قوماتُه .إنَّه يُري ُد َك َذا في نَحْ ُن ،إ ًذا ،في َعصْ ٍر َج ِد ْي ٍدَ ،ولِهَ َذا ال َعصْ ُر ُم ْقتضياتُه و ُم ِّ
َّ
ولكن واالجتماعَ ،و َك َذا فَي الفَنِّ واألَ َد ِ
ب .إنَّه يُري ُد . ِ ال َم ْس َك ِن وال َمأْ َك ِل َ ،و َك َذا في السِّياس ِة
ق هَ ِذ ِه األُ ْمنِيةَ .أيَ ْستَ ِط ْي ُع َذلِ َ
ك ُكلُّ َم ْن طَلَبَهُ ؟ أيَ ْستَ ِط ْيعُه ا ْنتِهَ ِ
ازيٌّ ال َمسألةَ تَ ْبقَى فِي َم ْن يُ َحقِّ ُ
اع ؟ أيَ ْستَ ِط ْيعُه إ ْن َس ٌ
ان َكثِ ْي ُر لَهُ حا َّسةٌ قَ ِويَّةٌ فِي ال َّش ِّم ُد ْو ْن ْ
أن تَ ُك ْو َن لَهُ القُ ْد َرةُ علَى اإل ْب َد ِ
احَ ،كثِ ْي ُر الحُبِّ لِنَ ْف ِسهَ ،كثِ ْيرُالتَّ ْف ِكي ِْر فِي أَ ْن يُ ْد َعى ُم َج ِّددًا ؟ ال ِّ
ط َم ِ
الن وفُ ٌ
الن َملِيًّا فِي األ ْم ِر، إن ُك َّل َما فِي ال َج ِّو يَ ْد ُعو إلى ال َج ِد ْي ِد َويَرْ هَصُ لَهُ .وفَ َّك َر فُ ٌ
َّ
صريح بِ ِه.
ِ وأطَاال التَّ ْف ِك ْي َر َو ْ
اختَلَ َسا َما لِآل َخ ِري َْنَ ،وتَ ْبنَّيَا َما لَ ْم يَجْ ر ُِؤ اآل َخر ُْو َن َعلَى التَّ
تُ َرى َما َذا ي ُِر ْي ُد النَّاسُ اليَ ْو َم ؟ لَقَ ْد َملُّوا القَ ِد ْي َمَ ،و َخلَبَهُم َج ِد ْي ُد َغي ِْر ِهم .فَلِ َم لاَ نَ ْهتَبِ ُل
أن صةَ ؟ قَ ْد نَ ُك ْو ُن فَاقِ ِدي ال َما َّد ِة الَّتي تُ ْو ِ
صلُنَا إلَى ال َج ِد ْي ِد ال ُم ْنتَظَ ِرَ ،ولَ ِكنَّنَا نَ ْستَ ِط ْي ُع ْ الفُرْ َ
أن نَ ْستَ ْولِي َعلَى لَقَبِ ِه َونَ ْستَحْ ُو ُذ َعلَى َمجْ ِد ِه َ .و ْليَ ُك َن بَ ْع َد
نَتَ َمتَّ َع بِ َم َكانَ ِة ال ُم َج ِّد ِد ال َحقِ ْيقِ ِّي َك ْ
85
الَ ،وال ُّدنيا تُ ْؤ َخ ُذ غَلاَ باَ ،و َسيَ ْبقَى لَنَا
ان َعلَى ُكلِّ َح ٍ
ك َما يَ ُك ْو ُن َو َما َذا يَ ُك ْو ُن ؟ إنَّنَا َرابِ َح ِ
َذلِ َ
ْس هَ َذا بِالقَلِي ِْل. فَضْ ُل التَّ ْب ِكي ِْر َوال َّسب ِ
ْق َوالرِّ يَا َد ِةَ ،ولَي َ
اس بِ َح ْذ ٍ
قَ ،و َع َرفَا ِم ْن أي َْن تُ ْؤ َك ُل ْض النَّ ِ
ف َجيِّدًاَ ،و َجسَّا نَب َ الن َوفُ ٌ
الن ال َم ْوقِ َ س فُ ٌ
َد َر َ
ان القَ ِد ْي َم ْش فُرُصٌ َ ،و َرا َحا يَ َّد ِعيَ ِ
ان التَّجْ ِد ْي َد َويُجْ رِّ َد ِ أن ال َعي َ ان َّ ف ،فَ َش َّم َرا َوهُ َما يَ ْعلَ َم ِال َكتِ ُ
ات َدلاَ لَ ٍةت َذ َ ت َداللَ ٍة؛ ألنَّها لَ ْو كانَ ْ ت بِ َذا ِص ُورًا لَ ْي َس ْان لِ ْل َج ِد ْي ِد ُ
ض ْيلَ ٍةَ ،ويَرْ ُس َم ِ ِم ْن ُكلِّ فَ ِ
ْف ..بَلْ ان ال َّزي ُ س األ َساسُ َ ،وبَ َ س لَ ُد ِر َ
ات أسا ٍ ت َذ َ تَ .ولَ ْو َكانَ ْ ض َح ْ ت َوفُ ِ لَفُ ِه َم ْ
ت َونُ ْوقِ َش ْ
ْ
اض .ألَ ْم يُ ْب ِه ِم الغَرْ بُ ؟ ألَ ْم يُ ْغ ِمضْ ؟ إن ال َعصْ َر ال َج ِد ْي َد يَطلُبُ اإل ْبهَا َم َويَ ْد ُعو إلَى اإل ْغ َم ِ َّ
طلُبُ َم ْن يَ ْخ َد ُعه بِهَ َذا ال َج ِد ْي ِدَ ،ويَرْ تَا ُح ات يَ ْ إن ال َعصْ َر ِم َن ال َجه ِْل بِ َك ْن ِه ال َج ِد ْي ِد بِ َحي ُ
ْث بَ َ بَلْ َّ
َّج ْي َج فِي ت الفِ ْل َسفِيَّ ِة الَّتي يَجْ هَلُهَاَ ،ويِ ِه ْي ُم بِاأل ْس َما ِء الَّتي أثَا َر ِ
ت الض ِ َكثِ ْيرًا لل ُمصْ طَلَ َحا ِ
بِال ِدهَا.
إنَّها َمسْألةُ َحاج ِة َعصْ ٍرَ ،و َر ْغبةٌ فِي ا ْستِ ِ
غالل ال َحا َج ِةَ .وتَقُ ْو ُم هَ ِذه ال َّر ْغبةُ أ َّو َل َما
ث– لَس ُْو ِء ال َح ِّ
ظ– ْ
أن قَ ،وتَتَّ ِس ُم ،أ َّو َل َما تَتَّ ِس ُم ،بِ َش ْع َوذ ٍة َر ِهيب ٍةَ .ويَحْ ُد ُ تَقُ ْو ُم َعلى ُخ ْب ٍ
ث َعمي ٍ
أن ال َّر ْغبةَ َوحْ َدها ال
ظ ْث بَ ْع َد َذلِك – لِ ُحس ِْن ال َح ِّ تَنج َح ِم ْث ُل هَ ِذه ال َّر ْغب ِةَ ،و َّ
لكن الَّذي يَحْ ُد ُ
أن َح ْب َل ال َّشعوذ ِة ال يَ ْمتَ ُّد طَويالً ،فيأتِي يَ ْو ٌم يَ ْنظ ُر النَّاسُ فِي حالِهم ،وفِي تَ ْفع ُل َش ْيئًاَ ،و َّ
رون أنَّه َس ْقطٌ َوتَ ْشويهٌ ،وأنَّه َعقَبَةٌ تُ ِّ
ؤخ ُر ِم ْن َميال ِد هَ ِذا الَّذي يُقَ َّد ُم إلَ ْي ِهم َعلى أنَّه َج ِد ْي ٌد ،فَيَ َ
ال َج ِد ْي ِد ال ُم ْنتَظَ ِر ..
يُ ْفتَ ُح البابُ علَى ِمصْ َراع ْي ِه َويَ ْخ ُر ُج ِم ْنهُ القَا ِد ُر علَى ال َج ِد ْي ِد ،الصَّا ِد ُ
ق فِيه ،ال ُم َؤهَّ ُل
َّفحات ال ُم َش َّوهةُ السَّابِقةُ،
ُ طوى الص لَه ..فَيُ َميِّ ُز النَّاسُ – ِحينئ ٍذ– بَي َْن َج ِد ْي ٍد َو َج ِد ْي ٍد ،فَتُ ْ
اضيت إلى ال َم ِ كأن لَ ْم تَ ُك ْنَ ،ويَ َرى النَّاسُ فِي ال َج ِد ْي ِد ال َج ِد ْي َد َما يَح ُْو ُل ُد ْو َن االلتِفا ِ َو ْ
دار َما يَ ْقتَضي اله ُْز ُء َوتد ُعو الس ُّْخريةُ .ويَ ْكفي أه َل ال َم ِ
اضي ب ،وإ َذا التَفَتُوا فَبِ ِم ْق ِ
القَ ِر ْي ِ
ال ُم َش َّو ِه هَ ِذ ِه الع ُْزلَةُ الَّتي يُعانونَها ،فَ َما هُ ْم ِم َن القَ ِدي ِْمَ ،و َما هُ ْم ِم َن الرُّ َّوا ِد ،إنَّهُم ِم ْن َس ْق ِط
ك َعبْرةٌ لِ َم ِن ا ْعتَبر .
اع ،وفِي َذلِ َ
ال َمتَ ِ
86
التعليق النقدي:
عنوان ال َمقال ِة يظه ُر موضو ُعها الَّذي أرا َد ال َّدكتو ُر عل ّي جواد الطَّاه ُر
ِ ابتدا ًء ِم ْن
القديم والجدي ِد مسألةٌ قديمةٌ متجدِّدةٌ.
ِ الصِّراع بين
ِ ضه ومناقشتَهُ ،فمسألةُ عر َ
يركبون ه ِذ ِه
َ بعض ُم َّدعي التَّجدي ِد ِم َّمن
ِ زيف
ِ فالفكرةُ الرَّئيسةُ لهذه ال َمقال ِة هي ُ
بيان
خصي ،وال ُّشهرة على ِحسا ِ
ب الحقيق ِة ،وهُم إنَّما يَلجْ ؤون ِّ حقيق ال َمجْ ِد ال َّش
ِ ال َم ْوجةَ بُغية تَ
أ َّوال إلى اله ُْز ِء بِ ِ
القديم وال َّدعو ِة إلى تر ِك ِه وتشوي ِه ِه.
تكون بِطَع ِ
ْن َ لنللناسْ ،
ِ افع أن الطَّاه َر يُبي ُِّن َّ
أن ال َّدعوةَ إلى الجدي ِد الحقيق ِّي النَّ ِ غي َر َّ
وقديم
ٍ القديم الَّذي هُ َو أصلُه وأُسُّه الَّذي يستنِ ُد إليه ،فَهُما يَتَضافَ ِ
ران َمعًا ،فَلَيْس ُكلُّ جدي ٍد ِ
دابر ِه ،فَ َما هُ َو جدي ٌد اليو َم سيُصب ُح
وقطع ِ
ِ تعارضينَ ،ولَيْس ُكلُّ ٍ
قديم ِسيِّئًا البُ َّد ِم ْن نب ِذ ِه ِ ُم
قدي ًما غدًا ،وه ِذ ِه ِهي ُسنَّةُ الحيا ِة.
ستكون عواقِبُهم التَّأريخيَّةُ ح ُم َّد ِعي التَّجدي ِد ِم َّم ْن وقَ ْد َع َر َ َّ
ُ ض الطا ِه ُر ه ِذ ِه الفِكرةَ لِفَضْ ِ
ك يد ُعو إلى التَّ َمه ُِّل في قَب ُْو ِل ما يبدو جديدًا؛
الحقيقي .وهُو بِ َذلِ َ
ُّ وخيمةً ْ
إن ظَهَ َر الجدي ُد
إن طَ َع َن فِي التُّرا ِ
ث. والسيَّما ْ
87
أسئلة المناقشة:
تعريف ال َمقال ِة؟ و َم ْن ُمنش ُئ ال َمقال ِة في ال َعصْ ِر الحد ْي ِ
ث؟ ُ َ -1ما
بإيجاز.
ٍ ع ال َمقال ِة؟ تح َّد ْ
ث َعنها َ -2ما أ ْن َوا ُ
َ -3ما َعالقةُ نُشو ِء ال َمقال ِة بالصَّحاف ِة؟
َ -4ما خصائِصُ ال َمقال ِة األدبيَّ ِة؟
وأين؟
َ -5متَى ُولِ َد ال ُّدكتو ُر عل ّي جواد الطَّاهرُ،
ُنوان؟ اهر؟ َوهَلْ َ
كان ال ُمحتوى ُمتناسبًا َم َع هذا الع ِ وان َمقال ِة الطَّ ِ
َ -6ما ُع ْن ُ
خصائص ال َمقال ِة؟
ِ ْث تحقَّ ُ
ق اهر ِم ْن َحي ُك بِ َمقال ِة الطَّ ِ
َ -7ما رأيُ َ
88
اجلزء الوحدة العاشرة
الثاني
السيرة احلسنة
التَّ ْم ِه ْيدُ:
ب والسُّخري ِة والنَّميم ِة
ان وال َك ِذ ِ
ت ،كال ِغ ْيبَ ِة والبُ ْهتَ ِ ك ّ
أن كثيرًا ِم َن اآلفا ِ اليَ ْخفَى علي َ
ت اللِّ ِ
سان ومفاس ِد ِه التي تُبع ُد وغيرها ،إنَّما ه َي ِم ْن آفا ِ ِ دال وال ِمرا ِء ،والفُحْ ِ
ش والج ِ ِ
سران.
َ اإلنسان ِم َن هللاِ سبحانَه وتعالى ،وتُسبِّبُ له ال ُخ
َ
ض َّمنةُ
الـ َمفَاهي ُم الـ ُمتَ َ
مفاهي ُم أخالقيَّةٌ
مفاهي ُم تربويَّةٌ
مفاهي ُم لُغويَّةٌ
مفاهي ُم أدبيَّةٌ
مفاهي ُم نقديَّةٌ
ق؟ َوضِّ حْ ذلك . -هَلْ َحثّت الشرائع السَّماويّةُ على حُسن ال ُخلُ ِ
ك بِ ُحسْن ال ُخلُ ِ
ق َد َرجةَ بي مح َّم ٌد (صلّى هللاُ عليه وآله وسلَّم) ّ
(إن ال ُمؤ ِم َن يُ ْدر ُ -قال النَّ ُّ
َّائم القَ ِ
ائم) الص ِ
ث النَّبويِّ ال َّش ِ
ريف؟ -ماذا تفهم من هذا الحدي ِ
89
اإليـمان
ِ السيرة ِمنَ
سنُ ِّ
ح ْ
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة ُ :
الدَّر ْ ُ
باألخالق الفاضل ِة، ِ راب هذه األرض ،وهو ُمز َّو ٌد اإلنسان تُ َ
ِ ت قد ُم من ُذ ْ
أن َو ِطئَ ْ
بالفضائل ُكلِّها ،لكي يص َل إلى الغاي ِة التي ِ ومأمو ٌر ِم َن هللاِ سُبحانَهُ وتَ َعالى بالتَّحلِّي
ت ْال ِج َّن َوالإْ ِ نس َإِلاَّ
ق ِم ْن أجلِها ،وهي عبادةُ هللاِ الواح ِد األح ِد ،قال تعالىَ ﴿ :و َما َخلَ ْق ُ ُخلِ َ
ون﴾(.الذاريات )56 لِيَ ْعبُ ُد ِ
ومن ُمقتضيات األرضْ ،
ِ ازم الحيا ِة الصَّحيح ِة على األخالق ِم ْن لَ َو ِ
ِ ْ
فصارت مكار ُم
اإلنسان غايةً لها ،ودعا األنبيا ُء
ِ ت ال َّشرائ ُع السَّماويَّةُ كما َل الرِّ ْف َع ِة والطَّهَار ِة ،فجعل ِ
الخاتم ُمح َّم ٍد (صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) إلى إرشا ِد البشريَّ ِة
ِ (عليهم السَّال ُم) ِم ْن آد َم إلى
اإليمان
ِ ص ُل َم ْن يتحلَّى بها إلىلضمان سير ٍة حسن ٍة تُ ْو ِ
ِ األخالق،
ِ مكارم
ِ وتربيتِها على
ب نواهي ِه. وااللتزام بأوامر ِه وتجنُّ ِ
ِ باهللِ تعالى
أضحت محطَّ ٍ
فخر ْ ال حميد ٍة كثير ٍة، صف العربُ قدي ًما قب َل البَعث ِة النَّبويَّ ِة بِخ َ
ص ٍ وق ِد اتَّ َ
الملهوف
ِ ق واألمان ِة وإغاث ِة بالكرم وال َّشجاع ِة والصِّ ْد ِ ِ معروفين
َ واعتزاز ،فكانوا
ٍ
بي ُم َح َّم ٌد(صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) إلاّ لِيُت ِّم َم هذ ِه ث النَّ ُّ
المستجير بهم ،لذا ل ْم يُ ْب َع ِ
ِ وإجار ِة
شذ عنها، ب ما َّ ق الحميدةَ وي ّ
ُهذ َ األخال َ
ص
ِّ َّ ن ال ء
ِ أثنا في
ت لأِ ُت ِّم َم مكار َم ْإذ قا َل« :إنَّما بُ ِع ْث ُ
ق الفاضلةُ ال ترتبطُ ُحس ُْن السِّير ِة واألخال ُ حث(صلَّى هللا عليه َّ األخالق» .وقد
ِ
َّ ُ ،بلْ َّ
األخالق الحسن ِة بشريع ٍة سماويَّ ٍة ُمحدد ٍة ه َي غاية الش ِ
رائع
ِ وآل ِه وسلَّم)على
ت ال َّشريعةُ ّ السَّماويَّ ِة جمعا َء،وعندما جاء ِ
الق ،فإن األخ ِ كار ِم ْبقولهَ « :علَي ُكم ب َم ِ
ْ
ق وهذبت ما َّ ك األخال َ ْ
اإلسالميَّة أت َّمت تل َ ُ
وإن ِمن َّ هللاَ ع َّز وج َّل بَعثَني بها،
ك ك َم َع ُمدرِّس َ ث َع ْن َذلِ َ انحرف منها .تح َّد ْ َ
أن يَ ْعفُ َو ال ّر ُج ُل َعم ْن الق ْ كار ِم ْ
األخ ِ َم ِ
َّ و ُزمالئك.
ص َل َمن ظَل َمهُ ،ويُعْط َي َمن َحر َمهُ ،ويَ ِ
وأن يَعو َد َمن اليَعو ُدهُ». قَط َعهُْ ،
مسلمين،
َ وإن كانوا غي َر اآلخرين ْ
َ حذر نبيُّنا الكري ُم ِم ْن ظُ ِلم إيَّاكم إيَّاكم ِم َن ُّ
الظ ِلم ،فق ْد َّ
دون هللاِ ع َّز وجلَّ».
كافر ،فإنَّه لها ِحجابٌ َ
ٍ ْ
كانت ِم ْن المظلومْ ،
وإن ِ بقولِ ِه« :إيَّاكم ودعوةَ
90
اإليمان ،وهو ال َّدالُّ
ِ ُ
قرين ق إلى هللاِ ،فال ُخلُ ُ
ق الح َس ُن ق فإنَّها الطَّري ُق األخال َاألخال َ
اإليمان
ِ ك فاحْ ُك ْم بِبُعْد ِه ِم َن
صاحبِ َ
ِ ق ِم ْنْت سُو َء ُخلُ ٍ
وص ُل إليه ،فإذا لَ َمس َعليه والـ ُم ِ
ص َّر َح ب ِه رسو ُل اإلنسانيَّ ِة (صلَّى هللاُ عليه وآله وسلَّم) ،بقوله: ك َما َ واالستقام ِة ،وذل َ
ك يُوصي(صلَّى مقابل ذل َ ِ ق» .وفي مؤمن :الب ُْخ ُل وسُو ُء ال ُخلُ ِ
ٍ معان في «خَصْ لَ ِ
تان ال تجْ تَ ِ
ك على خَصْ لَتَي ِْني الجلي َل أبا ذرٍّ بقوله« :يا أَبا َذرٍّ أَلاَ أَ ُد ُّل َ هللاُ عليه وآله وسلَّم) الصَّحاب َّ
الميزان ِم ْن َغي ِْرهما؟ قا َل :بَلَى يَا َرسُو َل هللاِ ،قا َل: ِ ف َعلَى الظَّه ِْر ،وأَ ْثقَ ُل في هُ َما أَ َخ ُّ
ق بِمثلِ ِهما». ت ،فَ َوالَّذي نَ ْفسُ مح َّم ٍد بِيَ ِد ِه ما َع ِم َل الخالئ ُ ول ال َّ
ص ْم ِ ق وطُ ِ ك بِ ُحس ِْن ال ُخلُ ِعلي َ
علي
ٌّ ت (عليهم السَّال ُم) ،قال اإلما ُم أهل البي ِ ِ كالم
ِ مكان في ٌ ولِ ُحس ِْن ال ُخلُ ِ
ق
ق ،والتَّ َواضعُ» .وعن «ثالث ي ُْو ِجب َْن المحبَّةَُ :حس ُْن ال ُخلُ ِ
ق ،و ُحس ُْن الرِّ ْف ِ ٌ (عليه السَّال ُم):
ك، داق ُحس ِْن ال ُخلُ ِ
ق ،قا َل« :تُلَي ُّن جنا َح َ َّادق (عليه السَّال ُم) ل ّما ُسئِ َل َعن ْ ِمصْ ِ
اإلمام الص ِ
ِ
ك ،وتَ ْلقَى أَخا َ
ك بِبِ ْش ٍر َح َس ٍن». وتُطيِّبُ كال َم َ
ق وجوهٌ متعدِّدةٌَّ ،
حذ َر منها أبو العتاهي ِة بقول ِه: ولسو ِء ال ُخلُ ِ
يان َوالرِّ ْيبَ ْه ك َو ُّ
الط ْغ َ ك َوال ِّشرْ َ
َوال َش َّ ك َوالبَ ْغ َي َوالبُه َ
ْتان َوال ِغ ْيبَةَ إِيّا َ
صف بها إلى سُو ِء ال َعاقب ِة وفسا ِد ق التي تؤدِّي بِ َم ْن يتَّ ُ ت سُو ِء ال ُخلُ ِ
فهذ ِه ِم ْن عالما ِ
ك بين النَّ ِ
اس، ت التي تُ ِسيء الى ِسيْرتِ َ ك اآلفا ِ ك ْ
أن تق َع في تل َ العمل ،و َوحْ َش ِة النَّ ْف ِ
س ،فإيَّا َ ِ
بي ُم َح َّم ٌد(صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم):
فَضْ لاً َع ْن أنَّها تَقُو ُد إلى فَ َسا ِد ِدينك ،قا َل النَّ ُّ
علي (عليه
ٌّ ُفس ُد الخَلُّ ال َع َس َل» ،ويؤ ِّك ُد ذل َ
ك اإلما ُم ُفس ُد ال َعم َل كما ي ِ «ال ُخلُ ُ
ق ال َّسيِّ ُئ ي ِ
ق والرَّفي ُ
ق». السَّال ُم) بقول ِهَ « :من سا َء ُخلقُهُ أ ْع َو َزهُ الصَّدي ُ
91
ص
ما بعد الن َّ ّ
ت:
معاني الكلما ِ
البُ ْهتانُ :ال َك ِذبُ .
الظ ْل ِم.
طغيانُ :تَ َجاو ُز الح ِّد في ُّ ال ُّ
الز ُم.
صاحبُ والـ ُم ِ
ِ القرينُ :الـ ُم
الـ ِم َرا ُءِ :
الج َدالُ.
الريبةُ :الظَّ ُّن وال َّش ُّك والتُّ ْه َمةُ.
ِّ
اآلتيتين:
ِ الكلمتين
ِ ستَ ِعنْ بـِ ُمعج ِم َك إليجا ِد معاني اِ ْ
ال ِغ ْيبَةُ ،النَّ ِم ْي َمةُ.
نشاط:
ٌ
واالستيعاب:
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
اإلسالم؟
ِ صال المحمود ِة الَّتي ُع ِرف بها العربُ قب َل هل تستطي ُع أن تتكلَّ َم على ِ
الخ ِ
وماذا قال الرَّسو ُل ُمح َّم ٌد (صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم) في ذلك؟
92
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
93
ف. ومعطوفًا على ما قَبْله في حال ِة ال َع ْ
ط ِ
َّ
المحذ ُر منه ب لل ُم َّ
حذ ِر ،ويأتي بكاف خطا ٍ
ِ مختوم
ٍ اسم ظاه ٍر
-3أنْ يشتم َل على ٍ
ْ بع َدهُ معطوفًا
ك وحرارةَ ال َّش ِ
مس)، و(رأ َس َ ك واألجسا َم الغريبةَ)،
بالواو ،كقولِنا( :ي َد َ
ِ
والمعطوف،
ِ االسم الظَّ ِ
اهر ِ ب
وع وجوبُ نص ِ ف) .وحك ُم هذا النَّ ِ و(مواعي َدك وال ُخ ْل َ
ق ،والتَّقدي ُر المعطوف بِما يُناسبُ السِّيا َ
ِ االسم الظَّ ِ
اهر وقَ ْب َل ِ محذوف وجوبًا قب َلٍ بفعل
ٍ
ظ َر ْأ َس َ
ك َواحْ َذرْ ك وأَ ْب ِع ِد األجسا َم الغريبةَ) ،و(احْ فَ ْ
في األمثل ِة المتقدِّم ِة( :ص ُْن ي َد َ
ف). ب ال ُخ ْل َ مس) ،و(تذ َّكرْ مواعي َد َ
ك وتَ َجنَّ ِ حرارةَ ال َّش ِ
ين ،تشتم ُل األُولى منهما على
وع ِم ْن جملتَ ِ حذير في هذا النَّ ِ ِ ك يتك َّو ُن أُسلوبُ التَّ
وبذل َ
عطف
َ ُ
العطف ُ
فيكون ُخاف عليه ،وتشتم ُل الثَّانيةُ على (الـ ُم َّ
حذ ِر منه)، ال َّشي ِء الذي ي ُ
جمل ٍة على جمل ٍة.
حذرُ) ضميرًا منصوبًا ،وهو (إيّا) المختو ُم بعالم ِة كن الثَّاني (الـ ُم َّ
يكون الرُّ ُ
َ ْ -4
أن
حذ ُر منه) اس ًما مسبوقًاَّاك ،إيَّا ُكما ،إيَّا ُكم ،إيَّا ُك َّن) ،وبع َدهُ (الـ ُم َّ
ك ،إي ِب (إيَّا َالخطا ِ
ت)، ك والـ ُمتفجِّرا ِ ق بها ،أو مجرورًا بـ ( ِم ْن) ،كقولِنا( :إيَّا َ بالواو ،أو غي َر مسبو ٍِ
بي ُمح َّم ٍد(صلَّى هللات) .ومنه قو ُل النَّ ِّ ك ِم َن الـ ُمتفجِّ را ِ
ت) ،و(إيّا َ ك الـ ُمتفجِّرا ِ
و(إيَّا َ
علي
ٍّ اإلمام
ِ ث» ،وقو ُل فإن الظَّ َّن أكذبُ الحدي ِعليه وآله وسلَّم)« :إِيَّا ُكم والظَّ َّنَّ ،
ك ِم ْنهَا وحُبَّ اإلطرا ِء»
ْجبُ َ اب بِنَ ْف ِس َ
ك ،والثِّقَة َبِ َما يُع ِ واإل ْع َج َ
ك ِ (عليه السَّال ُم)« :إِيَّا َ
وقو ُل أبي العتاهي ِة:
فَلَ ُربَّما َم َز َج اليَقين بِ َش ِّك ِه ك ِم ْن َك ِذ ِ
ب ال َكذو ِ
ب َوإِف ِك ِه إِيّا َ
وقو ُل ال َّش ِ
اعر:
إن ال ُّس َّم في ال َّد ِ
سم ك فَ َّت بِفِ ْي َ َراقَ ْ ال ْ
وإن ك أَ ْع َر َ
اض الرِّ َج ِ ك إيَّا َ
إيَّا َ
محذوف وجوبًا ،تقدي ُرهٍُ بفعل
ٍ ك) َّمير (إيَّا َ
ب الض ِ
وع وجوبُ نص ِ وحك ُم هذا النَّ ِ
بالواو ،فهو منصوبٌ ِ (أُ َح ِّذر) ،وكذلك (الـ ُم َح َّذ ُر منه) االس ُم الذي بعده ،إذا لم يُ ْسبَ ْق
ك) مفعولاً أ َّو َل ،واالس ُم بعده مفعولاً ثانيًا. ويكون الضَّمي ُر (إيَّا َ ُ نفس ِه،
المحذوف ِ
ِ بالفعل
ِ
ك محذوف وجوبًا ،التَّقدي ُر في قولِنا( :إيَّا ٍَ بفعل
ٍ يكون منصوبًا ُ بالواو فإنَّه
ِ ق
أ َّما إذا ُسبِ َ
الواو معطوفةً على الجمل ِة ِ فتكون الجملةُ بع َد
ُ ب)، ب) هو (إيَّاك أُح ِّذ ُر وأُقبِّ ُح ال َك ِذ َ وال َك ِذ َ
94
بحرف الجرِّ فهو اس ٌم مجرورٌ. ِ ق هذا االس ُم قَ ْبلَها ،وإذا ُسبِ َ
تكرار ِه ،و ِع ْن َد
ِ ك) وعد ُم ت المتقدِّم ِة يجو ُز تكرا ُر الض ِ
َّمير (إيَّا َ جميع الحاال ِ
ِ وفي
كرار يُ ْع َربُ الضَّمي ُر الثَّاني توكيدًا لفظيًّا لأل َّو ِل.
ِ التَّ
المضارع،
ِ والفعل
ِ َّمير مصدرًا ُمؤ ّولاً ِم ْن ْ
أن وقَ ْد يأتي (الـ ُم َح َّذ ُر منه) َما بع َد الض ِ
أن تَ ْنهَرُوا السَّائ َل) ،ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ
ريف الرَّض ّي: كقولِنا( :إيَّا ُك ْم ْ
ك أَن تَفِي بِه
ْس َع ْز ُم َ
ٍد لَي َ ك أَ ْن تَ ْس ُخو بِ َو ْعـإِيّا َ
بالواو.
ِ المسبوق
ِ غير
اهر ِ االسم الظَّ ِِ ويُ ْع َربُ المصد ُر المؤ َّو ُل بإعرا ِ
ب
ترغيب
َ مثال اإلغرا ِء فيج ُد أنَّه تض َّم َن أَمرًا محبوبًا ،حاو َل المتكلِّ ُم بِهَ
ِ أ َّما النَّاظرُفي
ب
أمر محبو ٍ
ب على ٍ ب في ِه وتشجي َعهُ علي ِه؛ لِ َذا فاإلغرا ُء هو (تنبيهُ المخا َ
ط ِ ط ِ المخا َ
ق ،فإنَّه نجاةٌ). لِيَ ْف َعلَهُ ويُ ْقبِ َل َعلَ ْي ِه) ،كقولِنا( :الصِّد َ
ق الصِّد َ
أركان ،هي (الـ ُم ْغ ِري) ،وهو المتكلِّ ُم ،و(الـ ُم ْغ َرى)، ٍ ف أُسلوبُ اإلغرا ِء ِم ْن ثالث ِة ويتألَّ ُ
طبُ ،و(الـ ُم ْغ َرى به) ،وهو األم ُر المحبوبُ .ويُ ْع َربُ (الـ ُم ْغ َرى بِ ِه) مفعولاً وهو المخا َ
محذوف جوا ًزا أو وجوبًا ،ويُقا ُل في ِه ما قِ ْي َل في (الـ ُم َّ
حذ ِر منه). ٍ فعل
بِ ِه لِ ٍ
حذف فعلِ ِه ،هي:
ِ ف عليها حك ُم ثالث ،يتوقَّ ُ
ٌ وللـ ُم ْغ َرى بِ ِه صو ٌر
ف ،كقولِنا( :االعتدا َل ،فإنَّه أَ ٌ
مان ط ِ كرار وال َع ْ
ِ يكون مج َّردًا ِم َن التَّ
َ -1المفردُ :وهو ْ
أن
محذوف مع مرفو ِع ِهٍ لفعل
ٍ ِم ْن سُو ِء ال َعاقب ِة)،فالـ ُم ْغ َرى بِ ِه (االعتدا َل) مفعو ٌل بِ ِه
أن نُ ْ
ظ ِه َر الفع َل، ك يجو ُز ْ جوا ًزا ،أيْ يجو ُز إظها ُرهُ؛ ألنَّه ُم ْف َر ٌد ،تقدي ُرهُ ْ
(ال َز ْم) لذل َ
فنقو َلْ :
(ال َز ِم االعتدا َل).
ب مرضا ِة هللاِ) ،ومثلُهُ قو ُل ِم ْس ِكين
-2الـ ُمك َّر ُر :كقولِنا( :األمانةَ األمانةَ ،فإنَّها من أسبا ِ
ال ّدارم ّي:
اع إلى الـهَ ْي َجا بِ َغي ِْر ِس ِ
الح َك َس ٍ ك إِ َّن َم ْن ال أَ ًخا لَهُ
ك أَخا َ
أَخا َ
محذوف
ٍ لفعل
ٍ ك) مفعولاً بِ ِه يكون الـ ُم ْغ َرى بِ ِه (األمانةَ) و (أَ َخا َ
ُ وفي هذه الحال ِة
(ال َزم) ،ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َدهُ توكيدًا لفظيًّا. وجوبًا( ،أَيْ يجبُ حذفُهُ؛ ألنَّه ُم َك َّررٌ) ،تقدي ُرهُ ْ
95
ُ
يكون -3المعطوفُ َعلَ ْي ِه :كقولِنا( :االجتها َد والمثابرةَ َك ْي تنج َح) ،وفي هذه الحال
محذوف وجوبًا( ،أَيْ يجبُ حذفُهُ؛ ألنَّه
ٍ لفعل
ٍ الـ ُم ْغ َرى بِ ِه (االجتها َد) مفعولاً بِ ِه
معطوف عليه) ،تقدي ُرهُ ْ
(ال َزم) ،ويُ ْع َربُ َما بَ ْع َده معطوفًا. ٌ
96
فب لِيَ ْف َعلَهُ ويُ ْقبِ َل َعلَ ْي ِه ،ويتألَّ ُ
أمر محبو ٍ -2اإلغرا ُء :هو تنبيهُ المخاطَ ِ
ب على ٍ
أركان( :الـ ُم ْغ ِري) ،وهو المتكلِّ ُم ،و(الـ ُم ْغ َرى) ،وهو ٍ هذا األُسلوبُ ِم ْن ثالث ِة
المخاطَبُ ،و(الـ ُم ْغ َرى بِ ِه) ،وهو األم ُر المحبوبُ ،ويُقا ُل في (الـ ُم ْغ َرى بِ ِه) ما
محذوف جوا ًزا أو وجوبًا ،ويأتي
ٍ لفعل
ٍ قِ ْي َل في (الـ ُم َّ
حذ ِر منه) ،فهو مفعو ٌل به
صور:
ٍ ث
بثال ِ
محذوف جوا ًزا.
ٍ لفعل
ٍ يكون مفعولاً به
ُ أُ -مفر ٌد:
محذوف وجوبًا ،ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َده توكيدًا لفظيًّا.
ٍ لفعل
ٍ يكون مفعولاً به
ُ بُ -مك َّررٌ:
محذوف وجوبًا ،ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َده معطوفًا.ٍ يكون مفعولاً به ٍ
لفعل ُ ٌ
معطوف عليه: ج-
تقومي اللسان:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
تذكر
المضارع
ِ الفعل
ِ ب
ت نص ِ
استقبال ،وهي من أدوا ِ
ٍ ون َح ُ
رف أَ ّن ْ
(أن) مخففةُ النُّ ِ
مصدر.
ٍ وتُس ّمى مصدريةً؛ ألنّها تؤ َّو ُل مع ما بَع ِدها بِ
97
تعلمت
اإلعراب:
ُ
ب مفعولاً بِ ِه أ َّو َلُّكون في مح ِّل نص ٍ
مبني على الس ٌِّ ص ٌلب ُم ْنفَ ِ
إِيّاكَ( :إيّا) ضمي ُر نص ٍ
كاف المخاطَ ِ
ب. ُ ُ
و(الكاف) محذوف وجوبًا تقدي ُرهُ (أُ َح ِّذر)،
ٍ لفعل
ٍ
أَنْ :مصدريَّةٌ ناصبةٌ.
ع منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ ،والمصد ُر المؤ َّو ُل ِم ْن ْ
(أن) تُ ْو ِج َ
ف :فع ٌل مضار ٌ
المحذوف وجوبًا.
ِ للفعل
ِ ب مفعولاً بِ ِه ثانيًا
المضارع في محلِّ نص ٍ
ِ والفعل
ِ
بِكَ :جارٌّ ومجرورٌ.
األلف َمنَ َع ِم ْن
ِ ض َّمةُ المق َّدرةُ على
ع وعالمةُ رف ِع ِه ال َّف) مرفو ٌللفعل (تُ ْو ِج َ
ِ َمطَايَا :فاع ٌل
ٌ
ضاف. ظهورها التَّع ُّذرُ ،وهو ُم
ِ
ضاف إليه مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ. ٌ الطَّ َم ِعُ :م
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
األكرم مح َّم ٍد(صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم): ِ َحلِّ ْل ثم أَ ْع ِر ْب قو َل النَّب ّي
«إيَّا ُك ْم والطَّ َم َع ،فإنَّه هوالفَ ْقر
ُالحاضرُ ،وإيَّا ُك ْم َو َما يُ ْعتَ َذ ُر ِم ْنهُ».
ِ
98
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
التمرين ()2
99
التمرين ()3
التمرين ()5
101
األدب َ /فنُّ ِّ
السير ِة: ُ َّالث :
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
أنواع
ِ باسم التَّرجم ِة ،وهي نو ٌ
ع ِم ْن ِ الفنون القديم ِة الَّتي عرفَها ال َع َربُ
ِ ُّ
فن السِّير ِة ِم َن
ورسم صور ٍة دقيق ٍة ِ إنسان
ٍ ثر يجم ُع بين القِص ِة والتَّ ِ
أريخ ،يُرا ُد بِه َسر ُد مسير ِة حيا ِة النَّ ِ
واإلبداع لديه.
ِ ب العظم ِة وكشف جوان ِ
ِ لشخص ِه و ُمنجزات ِه
ب تختلف َع ِن التَّرجم ِة َّ
بأن األخيرةَ تُق ِّد ُم نظرةً ُمو َج َزةً لجان ٍ ُ ثَمةَ َم ْن يرى ّ
أن السِّيرةَ
بث َع ْن حياتِه بإسها ٍ أن السَّيرةَ تتح َّد ُ خص ال ُمتر َج ِم له ،في ِحين َّ
ِ ُمعي ٍَّن ِم ْن حيا ِة ال َّش
وتفصيل.
ٍ
الذاتيَّةُ فهي الَّتي يؤلِّفها الكاتبُ
نوعين ،ذاتيَّ ٍة وموضوعيَّ ٍة ،أ َّما َّ
ِ وتُقس ُم السِّيرةُ على
ت إلى بنا ِء أحداث حياتِه ال ُم ِه َّمةَ والبارزةَ الَّتي أ َّد ْ
َ ُدو ُن فيها
عن حياتِه وسيرتِ ِه ،في ِّ ْ
ُ
تختلف َع ِن أدبي ذي لغ ٍة جيد ٍة وأمان ٍة كبير ٍة ،وهي
ٍّ شخصيتِ ِه وتجاربِ ِه ال ُم ِه َّم ِة بأُسلو ٍ
ب
مثال على ٍ ث .وخي ُررح ال ُمفص َِّل لألحدا ِ ت الَّتي ي ِّ
ُدونها الكاتبُ بال َّش ِ ال ُمذ َّكرا ِ
ت واليوميَّا ِ
العربي ال ّدكتو ُر طه حسين َع ْن حياتِ ِه بثالث ِة
ُّ ذلك كتابُ (األيام) الَّذي كتبَهُ عمي ُد األدبُ
أجزا ٍء.
يكتب األديبُ َع ْن حيا ِة َ أ َّما السِّيرةُ الموضوعيَّةُ وتُس َّمى (ال َغي ِْريَّة) أيضًا ،فهي ْ
أن
مثال عليها (العبقريَّات) لل َعقَّا ِد الَّتي
أكان حيًّا َم ْن يكتبُ عنه أم ميِّتًا ،وخي ُر ٍ
غيره ،سواء َ ِ
ْض أصحاب ِه (رضي هللاَّسول (صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) وبَع ِ تحدث فيها عن حياة الر ِ
َّسول (صلَّى هللاُ عليه
عنهم) ،و(حياةُ مح َّم ٍد) لمح َّمد حسين هيكل الَّتي د َّو َن فيها حياةَ الر ِ
وآله وسلم) ،وكذلك ميخائي ُل نُعيمة الَّذي د َّو َن ِسيرةَ حيا ِة أُستا ِذ ِه (جبران خليل جبران).
المواقف
ِ ث ،مع انتقا ِء
ي لألحدا ِ ب يَتَّبِ ُع التَّسلس َل ال َّزمن َّ خصائص السِّير ِةَّ ،
أن الكاتِ َ ِ ِم ْن
وعرضها على القارئ بطريق ٍة مؤثِّر ٍة ،وفي السِّير ِة شي ٌء ِم َن ِ ت ال ِعبْر ِة، الحياتيَّ ِة ذا ِ
بالحقائق التَّأريخيَّ ِة ،بل يُضفي عليها الحيويَّةَ واإلثارةَ والتَّشوي َ
ق. ِ الخيال ال يَ ِخلُّ
ِ
102
طه حسين:
ُولِ َد األديبُ ال ِمصريُّ ال ّدكتو ُر طه حسين في ُمحافظ ِة ال ِمنيا في صعي ِد ِمصْ َرعام
أعوام فَقَ َد بص َره بعد إصابتِ ِه بال َّر َم ِد.
ِ عمر األربعة ِ ،1883وفي
فأدهش ُمعلِّ َمه وأهلَه
َ والقرآن وح ْف ِظه، ِ اب في قريتِه لِتعلُّ ِم اللُّغ ِة العربيَّ ٍة أُ ِ
دخ َل ال ُكتَّ َ
باألزهر ال َّش ِ
ريف ِ قالقرآن في ُم َّد ٍة َو ِج ْي َز ٍة .عام 1902التح َ َ بِسُرع ِة ِح ْف ِظه؛ ْإذ َحفِظَ
للتدريس في
ِ لوم العربيَّ ِة ،فَنَا َل شهادتَه الَّتي تُؤهِّلُه للدراس ِة الدِّينيَّ ِة ،واالستزاد ِة ِم ْن ُع ِ
ق بالجامع ِة ال ِمصريَّ ِة الَّتي َّ
ولكن طمو َحه وبَ َر َمهُ ب َرتَاب ِة الحيا ِة هُنَاك جعاله يلتح ُ الجامع ِة،
تحت أبوابُها عام 1908ليتلقَّى العلو َم العصريَّةَ ،والحضارةَ اإلسالميَّةَ والجُغرافيا فُ ْ
ت ال َّشرقيَّةَ كالحبشيَّ ِة والسُّريانيَّ ِة.
واللغا ِ
نفسه نا َل شهادةَ الدكتوراه عام 1914عن أطروحتِه (ذكرى أبي العالء) ،وفي ِ
العام ِ
س هُناك ِع ْل َم النَّ ِ
فس والتَّاري َخ أوفد ْتهُ الجامعةُ ال ِمصريَّةُ إلى منوبلييه في فرنسا ،ف َد َر َ
الحديث .بقي عا ًما واحدًا هُناك ثُ َّم عا َد إلى ِمص َر ،ليعو َد بعد ثالث ِة أ ْشه ٍُر إلى فرنسا،
َ
ق بجامعتِها فنا َل شهادةَ الدكتوراه الثَّانيةَ َع ْن ُ
حيث التح َ ولكن هذه المرَّة إلى باريسْ
اتقن الفرنسيَّةَ والالتينيَّةَ
ابن خلدون) عام َ .1918 أطروحتِ ِه (الفلسفةُ االجتماعيَّةُ عند ِ
فتم َّكن ِم َن الثَّقافَ ِة الغربيَّ ِة إلى َح ٍّد بعي ٍد.
الجاهلي) الجد َل حتَّى يومنِا
ِّ العربي) ،وأثا َر ِكتَابُه (في ال ِّش ِ
عر ِّ ب لُقِّ َ
ب بِـ(عمي ِد األد ِ
و(حديث المسا ِء) و(الحياةُ األدبيَّةُ
ُ هامش السِّير ِة)
ِ هذا ،له مؤلَّ ٌ
فات كثيرةٌ ،منها (على
ب) ،و(األيا ُم) الَّذي د َّو َن فيه ِسيرتَه َّ
الذاتيَّةَ. في جزير ِة العر ِ
مر نَاه َز الثَّ َ
مانين عا ًما. تُوفِّ َي عام َ 1973ع ْن ُع ٍ
103
ب (األيَّا ُم) :
ِمنْ كتا ِ
ان أَ َحبَّ إليه ِم ْن
ك إليه َوآثَ َرها ِع ْن َدهَ .ك َ
ار حياتِ ِه تِل َ وكان هَذا الطَّو ُر أَ َحبَّ ْ
أط َو ِ َ «
ان يَشع ُر فيها بِال ُغرْ ب ِة ُشعورًا قاسيًا؛ ألنَّه لاَ يعرفُها وال ك فِي ُغرفتِ ِه الَّتي َك َ طَ ْو ِر ِه َذا َ
تاع إلاَّ أقلَّهُ وأدنَاه إليه؛ فَهُو لاَ يعيشُ فيها َك َما َك َ
ان ث وال َم ِ يعرف ِم َّما اشتمل ْتهُ ِم َن األثا ِ
ُ
ْ
احتوت الرِّيفي وفي ُغ ُرفَاتِ ِه و ُحجُراتِ ِه تِلك الَّتي لَ ْم يَ ُك ْن يجه ُل ِم ْنهَا و ِم َّما
ِّ يعيشُ في بيتِ ِه
اس وغريبًا َع ِن األشيا ِء ،وضيقًا حتَّى
ان يعيشُ فِ ْيهَا َغريبًا َع ِن النَّ ِ
َعلَيه ِش ْيئًاَ ،وإنَّ َما َك َ
ان يتنفَّ َسهُ فَال يج ُد فيه راحةً وال حياةً ،وإنَّما َك َ
ان يج ُد فيه قيل الَّذي َك َ
ك الهوا ِء الثَّ ِ بِ َذل َ
أل ًما وثِ ْقلاً .
ان في واألزهر؛ فَقَ ْد َك َ
ِ ت
ك بَي َْن البي ِ طور ِه الثَّاني في طريقِ ِه تِل َ
ِ وكان أَ َحبَّ إليه ِم ْن َ
ضلَّ ِة ب ال ُخطَىُ ،م ُمتلِ َئ القَ ْل ِ
ب ،بِهَ ِذه ال َح ْي َر ِة ال ُم ِ ضطر َ
ِ سُ ،م َذلك الطَّ ْو ِر ُم َش َّردًا ُمفَ َّر َ
ق النَّ ْف ِ
غير هُدًى في طريقِ ِه ض ِة الَّتي تُ ْف ِس ُد َعلى ال َمر ِء أم َرهُ ،وتجعلَهُ يتق َّد ُم أما َمه ال َعلَى ِ البَا ِه َ
غير هُدًى في طريقِ ِه المعنويَّ ِة
ِ ك َم ْختو ًما َعليه -بَلْ َعلى الماديَّ ِة وح َدها -فَ ْق َد َك َ
ان َذلِ َ
ت وما يضطربُ حولَه ان مصروفًا َع ْن نَ ْف ِسه بِ َما يرتف ُع حولَه ِم َن األصوا ِ أيضًا؛ فَقَ ْد َك َ
وعجزه ِم ْن ْ
أن يُالئ َم بين ِ ب ُخطاه
نفسه ِم ِن اضطرا ِ تَ .وقَ ْد َ
كان ُمستخذيًا في ِ ِم َن الحركا ِ
ِمشيتِه الضَّال ِة الحائر ِة الهادئِ ِة و ِمشي ِة صاحبِ ِه ال ُمهتدي ِة العاز ِم ِة العنيف ِة.
كان يج ُد راحةً وأمنًا وطمأنينةً واستقرارًاَ .
كان هذا ث هذا فَقَ ْد َ طوره الثَّال ِ
ِ فأ َّما في
األزهَر ِحي َْن تُصلَّى الفَجْ ُر يتلقَّى وجهُهُ بالتَّحيَّ ِة ،فيمألُ النَّسي ُم الَّذي يترقَّر ُ
صحن ْ ِ ِ ق في
ت ت ْن َدى بالع َر ِ
ق ِم ْن سيم على جبهتِ ِه الَّتي كانَ ْ كان يُشبهُ وق َع ه َذا النَّ ِقلبُهُ أمنًا وأملاً .وما َ
وحي ٍْن،
ضعُها على جبهتِ ِه بَي َْن ِحي ٍْن ِ ت أ ُّمه ت َت الَّتي كانَ ْ ك القُبُال ِ
سُرع ِة ما َس َعى ،إلاَّ بِتِل َ
رآن أو يُ َمتِّعُها بِقِص ٍة ِم َّما قَ َرأ في الرِّيف ِحي َْن يُ ْقرئِها آيا ٍ
ت ِم َن القُ ِ ِ في أثنا ِء إقامتِ ِه في
شاحبًا ِم ْن ُخ ْل َوتِ ِه تِل َ
ك الَّتي ِ كان يخ ُر ُج ضعيفًاب ،أو ِحي َْن َ ب أثنا َء َعبَثِ ِه في ال ُكتَّا ِ
ال ُكتُ ِ
ت األُ ْس َر ِة. ك ِم ْن َحاجا ِ كان يتو َّس ُل فيها إلى هللاِ بِعديَّة (يس) ليقض َي هَ ِذه الحاجةَ أو تِ ْل َ
َ
ك النَّسي ُم وكان َذل َ
َ نفسه أ ْمنًا وأملاً و َحنانًا،
وتش ْي ُع في ِ ك القُب ُ
ُالت تن ِعشُ قلبَهَِ ، ت تِل َ كانَ ْ
نفس ِه هَ َذا ُكلَّه ،وير ُّده إلى الرَّاح ِة بَ ْع َد صحْ ِن ْ
األزهَ ِر يشي ُع في ِ ان يتلقَّاه في َ الَّذي َك َ
ك فَلَ ْم يَ ُك ْن
س .و َم َع َذلِ َ
االبتسام بَ ْع َد ال ُعب ُْو ِ
ِ ب ،وإلى الهُدو ِء بَ ْع َد االضطرا ِ
ب ،وإلى التَّ َع ِ
104
ان يكفيه ف ِم َّما يحتويه ْ
األزهَ ُر شيئًا ،وإنَّما َك َ يعل ُم ِم ْن أ ْم ِر ْ
األزهَ ِر شيئًاَ ،ولَ ْم يَ ُك ْن يَع ِ
ْر ُ
وأن يَ َمسَّ وجهَهُ نسي ُم هذا الصَّحْ ِنْ ،
وأن الحافيتين أرضُ هذا الصَّحْ ِنْ ،
ِ ْ
أن تَ َمسَّ قدميهُ
نفس ِه أو أن يَ ْن َش َ
ط ليعو َد إلى ِ أن يستيقظَ ،وهادئًا يُري ُد ْ يَ ِحسَّ ْ
األزهَ َر ِم ْن حولِ ِه نائ ًما يُري ُد ْ
طنِ ِه وبَي َْن أهلِ ِه ،ال يَ ِحسُّ ُغرْ بَةً وال يَ ِج ُد أل ًما،
لتعو َد إليه نف ُسهُ .وإ َذا هُ َو يَشع ُر أنَّه فِي َو َ
أقطار ِه ليتلقَّى ...ليتلقَّى
ِ جميع
ِ ق ِم ْنجميع أنحائِها ،وقلبُهُ يتش َّو ُ ِ وإنَّما هي نفسُه تتفتَّ ُح ِم ْن
يعرفُهُ ،ولكنَّه ي ُِحبُّه ويدفَ ُع إليه َد ْفعًا ،طالما َس ِم َع اس َمه وأرا َد
َماذا؟ ليتلقَّى شيئًا لَ ْم يَ ُك ْن ِ
ف َما ورا َء هَ َذا االس ِْم ،وهُ َو ال ِع ْل ُم.
يعر َ
أن ِ ْ
اس قَ ْد أن هَ َذا ال ِع ْل َم ال َح َّد لَهَُّ ،
وأن النَّ َ وكان يَشع ُر ُشعُورًا َغا ِمضًا ،ولكنَّه قويٌّ بَ َّ
َ
ق حياتَه ُكلَّها ْ
وأن يبلُ َغ أن يُ ْنفِ َ
وكان يُري ُد ْ
َ يبلغون ِم ْنه إال أيس َره،
َ ون حياتَهم ُكلَّها وال
يُ ْنفِقُ َ
وكان قَ ْد َس ِم َع ِم ْن أبيه
َ نفس ِه يسيرًا. ِم ْن هَذا ال ِع ْل ِم أكث َر َما يستطي ُع ْ
أن يبلُ َغ َم ْه َما يَ ُك ْن في ِ
أن ال ِع ْل َم بَحْ ٌر ال َس ِ
اح َل لَهُ ،فلَ ْم أهل ال ِع ْل ِم َّ يخ و ِم ْن أصحابِه الَّ َ
ذين كانوا يُ َجالِسونَهُ ِم ْن ِ ال َّش ِ
يأ ُخ ْذ هَ َذا ال َكال َم علَى أنَّه تَ ْشبيهٌ أو تَ َج ُّو ٌز ،وإنَّما أخ َذه علَى أنَّه الح ُّ
ق ُك ّل ال َحقِّ».
التعليق النقدي:
يتحدث ال ُّدكتو ُر طه حسين في هذا النَّصِّ ِم ْن كتابِ ِه (األيَّام) الَّذي د َّون فيه سيرتَهُ ُ
أساسيين،
ِ صرين
ِ ض َل بينها اعتمادًا على ُع ْن أطوار ِم ْن حياتِ ِه ميَّزها ففا َ
ٍ َّ
الذاتيَّةَ َع ْن ثالث ِة
فكان الطَّو ُر
َ واألمان ،ومدى معرفتِ ِه باألشيا ِء ِم ْن َح ْولِه.
ِ هُ َما :إحسا ُسهُ بالطَّمأنينَ ِة
ب عليه كان في األ َّو ِل جاهلاً بِ َما يدو ُر حولَه ،حتَّى تغلَّ َض َل لديهْ ،إذ َ
الث الطَّو َر المف َّ الثَّ ُ
فكان ُمضطَ ِربًا َو ِجلاً ُمتَ َحيِّرًا ،و َما سببُ هذ ِه
َ ال ُّشعو ُر بال ُغرْ بَ ِة .أ َّما في الطَّ ِ
ور الثَّاني
روج ِم ْن ذلك ،فقولُه « َوقَ ْد َ
كان ب إال الجه ُل بِ َما حوله ومحاولةُ ال ُخ ِ
ال َحيْر ِة واالضطرا ِ
وعجزه ِم ْن ْ
أن يُالئ َم بين ِمشيتِه الضَّال ِة الحائر ِة ِ ب ُخطاه
نفسه ِم ِن اضطرا ِ
ُمستخذيًا في ِ
الهادئِ ِة و ِمشي ِة صاحبِ ِه ال ُمهتدي ِة العاز ِم ِة العنيف ِة» دلي ٌل َعلى َذلِ َ
ك.
كان يَ ِج ُد الطَّمأنينةَالث ،ففيه َ ض ُل لديه ِم ْن حياته وهو الطَّو ُر الثَّ ُ أ َّما الطَّو ُر المف َّ
األحاسيس الَّتي راود ْتهُ فيه بِتِ ْل َ
ك الَّتي َش َع َر بِهَا َع ْب َر َ واألمان واالستقرا َر حتَّى شبَّهَ
أمان وال طمأنينةَ اإلنسان ،فال َ ُ أمان يعي ُشه
ٍ أحساس
ِ ف أ ِّمه وحنانِها ،وهو أصد ُ
ق ط ِ َع ْ
105
ك األحاسيسُ لِتَ َش ُّوقِه إلى تلقِّي ال ِع ْل ِم ،الَّذي رأى فيه
كالَّتي تهبُهما األ ُّم .وقَ ْد راود ْتهُ تِ ْل َ
ْب اإل َحاطَ ِة. بَحْ رًا بَ ِع ْي َد ال َغ ْو ِر َ
صع َ
ف ال ُّدكتو ُر طه حسين إحسا َسهُ تِ َجاه ال ِع ْل ِم و َش َغفَهُ بِ ِه بأقلِّ الكلما ِ
ت وأبل ِغها لَ ْق َد َو َ
ص َ
ق َما َذ َك َر. وكانت سيرتُه ال ِع ْلميَّةُ واجتها ُده دليلاً َعلى ِ
ص ْد ِ ْ معنًى،
ث، العربي الحدي ِ
ِّ الذاتيَّ ِة في األد ِ
ب ب السِّي َر ِة َّ
أشهر ُكتُ ِ
ِ كان ِكتابُ (األيَّام) يُ َع ُّد أح َد وإ َذا َ
ف التَّسلس َل ال َّزمن َّ
ي خصائص السِّير ِة َّ
الذاتيَّ ِة فيه ،فَ ْق َد اتَّبَ َع ال ُمؤلِّ ُ ِ ك إلاَّ لِتَ َوافِ ِر
فَ َما َذلِ َ
واقف
ِ ك على شبابِ ِه ،وهُ َو يَ ْنتَقِي ِم َن ال َم ث ،فَبَ َدأ بِطُفولتِ ِه ثُ َّم ِ
صباه لِيُعرِّ َج بَ ْع َد َذلِ َ لألحدا ِ
ئ وتَ ُحثُّهُ ضها بطريق ٍة مؤثِّر ٍة تَجْ ِذبُ القار َ الحياتيَّ ِة َما انطوى علَى ال ِعبْر ِة النَّافِ َع ِة ،فَ َعر َ
صلَ ِة القِ َراء ِة.
علَى ُموا َ
106
(للفرع األدبي فقط) النقد األدبي احلديث
(المذاهب األدبيةُ)
ُ
الرَّمزيّــة
ْ
وكانت ر َّد القرن التَّاس َع عش َر،
ِ ب والفنِّ في فرنسا أواخ َر ت الرَّمزيّةُ في األد ِ
ظهر ِ
واألدبي
ِّ الفني
ِّ اللذين َج َعلاَ ِم َن التَّ ِ
عبير ِ الواقعي والطَّ ِّ
بيعي، ِّ المذهبين
ِ شيوع
ِ فعل على
ٍ
واألدبي
ُّ الفني
ُّ كان التَّعبي ُر
ك َ تصويرًا فوتوغرافيًّا أو تسجيليًّا فحسبُ ،وعلى ال ِّ
ض ِّد ِم ْن ذل َ
الباطني بالموسيقى والصُّ َو ِر ال ِّشعريّة.
ِّ عن ال ُّش ِ
عور ّين إيحا ًء ورم ًزا ،يعبّ ُر ِ
عند الرَّمزي َ
بالمحاور اآلتي ِة:
ِ ي
ب الرَّمز ِّ
ئ التي يستهدي بها أصحابُ المذه ِ ويمكن ْ
أن نجم َل المباد َ ُ
ّون والطَّبيعي َ
ّون ،يص ّور الواقع تسجيلاً طبيعيًّا ،كما فع َل الواقعي َ
ِ تسجيل
ِ بدلاً ِم ْن
107
ت الرَّمزيةُ في فرنسا على ي ِد ال َّش ِ
اعر شارل بودلير (1867- 1821م)، ُولِد ِ
(أزهار ال َّش ِر) ،ث َّم جا َء بع َدهُ ستيفان ميالرميه (1898-1843م) الذي
ِ ديوان
ِ ب
صاح ِ
ي لها ،ث َّم بول فيرلين (1896-1844م) ،ث َّم أرتور رامبو (-1854 يع ُّد ال ُمن ِّ
ظ َر الحقيق َّ
ت الرَّمزيةُ ْ
أن تُرس َي قواع َدهَا وتر ِّس َخ 1891م) وعلى ي ِد هؤال ِء الرُّ وا ِد استطاع ِ
األدبي.
ِّ المجال
ِ وتكشف ْ
عن هُويَّتِهَا في َ أفكا َرهَا
القرن العشرين في
ِ صف الثَّاني من
ِ ْ
ظهرت في بداي ِة النِّ العربي فق ْد
ِّ ب
أ َّما في األد ِ
شعر بدر شاكر السَّياب ونازك المالئكة وعبد الوهاب البياتي وصالح عبد الصبور
ِ
األرض المحتل ِة.
ِ وأمل دنقل وأدونيس وخليل الحاوي وشعرا ِء
108
ـالـــب
معجـــم الطـَّ ِ
ُ
�أين
األَناة :أناة وجم ُعهُ أَنَواتَ :وقَار ،وتَ َر ٍّو وت َمهُّل ،يُقال :عَالَ َج األم َر بأنا ٍة ،وهو :ضبطُ
حصن السَّالم ِةْ ،
وال َعجلةُ ُ والح ْلم ،واألناةُ
ِ وال ِح ْلم ،يقال :عليك باألَنا ِة ص ْب ُر ْ
س وال َّ النَّ ْف ِ
ِم ْفتا ُح النَّدامة ،و َر ُج ٌل ذو أَنَا ٍةَ :حلِيم -طو ُل األنا ِة :ال َّ
ص ْبرُ.
بلق
ع التَّحْ ِج ِ
يل ق ال َّدابَّ ِة وهوَ :س َوا ٌد َوبَيَاضٌ ،والبَلَق والب ُْلقة َمصْ َد ُر األَبلق :ارتفا ُ البلَق :بَلَ ُ
ق وبَ ْلقاء .وفي بيت امرئ القيس في ق بلَقًاَ ،ويُقَا ُل لِل َّدابَّ ِة أَ ْبلَ ُ إِلَى ْالفَ ِخ َذي ِْنَ ،و ْالفِ ْع ُل بَلِ َ
ق يَ ْبلَ ُ
الليل
ِ القيس َس َوا َد
ِ ظ امرؤ درس المطالع ِة في ال َوحد ِة األولى تشبيهٌ جميلٌ ،إذ لَ َم َح ولاَ َح َ
سبيل
ِ الفرس إلى فخذيه على ِ اض قَ َو ِ
ائم بارتفاع بَيَ ِ ِ رق عليه فشبَّهُهُ اض ْالبَ ِ وارتفا َع بَيَ ِ
اض على ال َّس َواد. بجامع َغلَبَ ِة البَيَ ِ
ِ التَّشبي ِه التَّمثيلِ ّي وذلك
جنح
ضلع قصيرة م ّما يلي الصَّد َر وهي ٌّ
ست: ْال َج َوانحُ :مفر ُدهُ َجانِحة مؤنَّث جانِح ،وهو ِ
ت السَّكينةُ جوان َحه ،وبَ ْينَ َج َو ِ
انح ِه ،وفي ٌ
وثالث عن شمالِك ،يقال :مأل ِ ك ٌ
ثالث عن يمينِ َ
جوانح ِه :أي في قلبِ ِه أو أعماقِ ِه.
ِ
َح َ�ضاَرةٌ:
ضاَرة هي التم ُّدن ،وتعني ضاَرةُ مصد ُر الفعل َحض َر أي َس َكنَ ال ُم ُدنَ والقُ َرى ،وال َح َ ال َح َ
ِّين َوالفَنِّ َواألَ َد ِ
ب َوال ِم ْع َم ِ
ار . ين ال ِع ْل ِم َوالد ِ
َمظَا ِهر التَّقَ ُّد ِم َوالرُّ قِ ِّي فِي َميَا ِد ِ
دعو
ين أو فكر ٍة، الفعلَ :دعَا يدعو ،وال َّداعيَةٌَ ،م ْن يد ُعو إلى ِد ٍ
ِ ُدعَاة :جم ٌع مفر ُدهُ (دا ِعية) من
كقوله تعالى((:يَاقَوْ َمنَا أَ ِجيبُوا دَا ِع َي هللاِ)) (األحقاف ،)31:وال َّدا ِعيةَُ :م ْن يَ ْد ُعو ويُعلِّم
سالم ،وداعية إسالم ّي. ٍ ب ،وداعيةين أو فكر ٍة ،وداعيةُ َحرْ ٍ ويُرش ُد إلى ِد ٍ
�سوغ
سوغَ ،س َّو َغ يُس ِّو ُ
غ ،تَسْوي ًغا ،فَهُو ُم ِّ
سوغ ،والمفعو ُل ُمس َّوغَ ،س َّو َغ األم َر :أبا َحه،
وج َّوزه ،وابتدع له أسبابًا مرضيةً؛ لكنّها غي ُر صحيح ٍة،و َس ّو ْغتُهُ ما أصابَ :ج ّوزتُهُ له.
و َس َّو َغ ال َّشي َءَ :ج َعلَهُ َسائِ ًغا ،و َس َّو َغ له كذا :أعطاه إيّاه.
109
�سقف
َسقِيفةَ :سقيفة مفر ٌد،والجمع َسقيفات و َسقائِ ُ
ف :عريش يُستظ ّل به ،أو تكون لالحتماء
من حرارة الشمس.
ِّ
ال�شدة
فش َّدةُ البَرْ ِد قُ َّوتُهُ ،أَ ِ
ي البَرْ ُد الَّ ِذي اس ٌم من اال ْشتِدا ِد ،وهي اإلفراطُ في قو ِة كلِّ شي ٍءِ ،
ِّش َّدةُ ،وال ِّشدة في التعا ُمل القسوةُ. يَصْ عُبُ تَ َح ُّملُهِ ،
وش َّدةُ ال َحر ِ
�رصف
صرْ ف) ،تصاريفُهُ؛ ونوائبُهُ ومصائبُهُ وشدائ ُدهُ وتقلُّباتُهُ، صروف ال َّدهر :جم ٌع مفر ُدهُ ( َ
ُ
وتصاريف ال ِّريَاح :تقلُّبُها فِي وجهاتِها. ُ ُ
ُ ور :تواليها وتخالفُها، وتصاريف الأْ ُم ِ
عتو
ت الرّي ُح ت والجمع ُعتاة ،يُقَالَ :عتَ ِ ُعتَاة :عتا ُعتُ ّوا و ِعتيًّا :استكب َر َو َجا َو َز ْال َحد فَهُ َو عَا ٍ
ت زت ِم ْقدَا َر هُبُوبِها،ويُقَالَ :عتَا ال َّش ْي ُخَ :كبِ َر َوولَّىَ ،وفِي التَّ ْن ِزيل ْال َع ِزيزَ ((:وقَ ْد بَلَ ْغ ُ
َجا َو ْ
ِمنَ ْال ِكبَ ِر ِعتِيًّا))(مريم .)8:والعاتيْ :ال َجبَّار ،وجم ُعهُ ُعتاة.
غيب
َاب فالنًا:غَابَهُ؛ َاب يَ ْغتابُ ،ا ْغتِيابًا ،فهو ُم ْغتابٌ ،والمفعول ُم ْغتابٌ ،ا ْغت َ ال ِغيبة :ا ْغت َ
ض ُك ْم بَ ْعضًا)) َذ َك َر ُعيُوبَهُ في غيابِ ِهَ ،ذ َّمهُ في غيابِ ِه ،قَا َل تَ َعالَىَ (( :والَ يَ ْغتَبْ بَ ْع ُ
وال ِغ ْيبَةُ :أَ ْن تذك َر
والقذف واالفترا ِءْ .ِ (الحجرات ،)12:وتَ َكلّ َم عليه بحق ٍد و َميل لإلغاظ ِة
ب يَ ْستُ ُرهَا ويسو ُؤهُ ذك ُرهَا. أَخَا َ
ك من َو َرائِ ِه بِ َما فِي ِه من ُعيُو ٍ
قبل
ْالقِ ْبلَةْ :ال ِجهَةُ ،يُقَالَ :ما لكَلاَ ِم ِه قِ ْبلَةٌ :أي ِجهَةٌَ ،وأَ ْينَ قِبلتُك :جهتُك ،والقِبلةُ :الكعبةُ؛ لأِ َ َّن
ْال ُمسلمينَ يستقبلونَها فِي صلاَ تِهم ،وقال تعالى (( :اجْ َعلوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً)) (يونس،)87:
أمر ِه.
لجهَ ِة ِ ْجداَ ،و َما لَهُ ق ْبلَةٌ َولاَ دبرةٌ :إِذا لم يهت ِد ِأي َمس ِ
كر�س
ض َّم َّس يُكرِّسُ ،تَ ْك ِريسًا ،فهو ُمكرِّ س ،والمفعول ُمكرَّس ،و َكر َ
َّس ال َّش ْي َءَ : كرسَ :كر َ
رس: َّس الوقتَ لل ّد ِ بعض ،و َكر َ ٍ ضها إلى ض َّم بع َ بعض ،و َكر َ
َّس البضائ َعَ : ٍ ضهُ إِلَى
بع َ
َّس حياتَهُ لخدم ِة ْال ِع ِلم ،أي أَوْ قَفَها.
صهُ ،ووقَفه عليه ،يُقالَُ :كر َص َ َخ َّ
110
كلل
تُكلَّل :كلَّ َل يُكلِّلُ ،تَ ْكلِيلاً ،فهو ُمكلِّل ،والمفعو ُل ُمكلَّلَ ،كلَّلُوا القائدَ :ألبسوهُ اإلكلي َل ،وهو
ْ
انتهت إلى نتيج ٍة حسن ٍة. بالنجاح:
ِ لت مساعيه بالنجاح :بَلَ َغ ُمرا َدهُ .وتَكلَّ ْ
ِ التَّاج،و َكلَّ َل عملَهُ
كهن
تَ َكهَّنَ :تَ َكهَّنَ يَتكه َُّن ،تَ َكهُّنًا ،فهو ُمتكه ٌِّن ،والمفعول ُمتكه ٌَّن به ،تَ َكهَّنَ ال َّشخصُ ،تَ َكهَّنَ
ب. ب،وتَ َكهَّنَ لهَ :كهَنَ له؛ أخبره بالغي ِ بكذا :قَال َما يُشبِهُ قو َل ال َكهَنَ ِة ،وهو اإلخبا ُر بالغي ِ
خمين ،أو دراس ِة ِ طريق التَّ
ِ المستقبل قب َل وقو ِعها عن
ِ ث
النتائج أو أحدا ِِ والتَّكه ُُّن :تو ُّق ُع
حليل ْال ِعلم ّي واإلحصائ ّي لوقائ َع معروف ٍة. الماضي ،أو التَّ ِ
لهث
أخ َر َج لِ َسانَهُ من َحرٍّ أو َعطَ ٍ
ش ث الكلبُ ْ : ث ،لَهَ َ ث ،لَ ْهثًا ولُهاثًا ،فهو ال ِه ٌ ت َْلهَث ،لَهَ َ
ث يَلهَ ُ
ث))ث أَوْ تَ ْت ُر ْكهُ يَ ْلهَ ْ
ب إِ ْن تَحْ ِملْ َعلَ ْي ِه يَ ْلهَ ْ
ب،كقولِ ِه تَ َعالى(( :فَ َمثَلُهُ َك َمثَ ِل ْال َك ْل ِأو تَ َع ٍ
صابَهُ تَ َعبٌ أو إعيا ٌء. ث ال َّش ْخصُ :أَ َ (األعراف .)176:ولَهَ َ
حمل
اح ٌلت ،وبَلَ ٌد َم ِ كان :أَجْ د َ
َب ولم يُ ْنبِ ْ احلٌَ ،م َح َل ْال َم ُ ْال َمحْ لَُ :م َح َل يَ ْم َحلَُ ،محْ لاً ،فهو َم ِ
األرض:
َ س عنه المطرُ ،أَ ْم َح َل هللاُ المكان :أَ َ
صابَهُ ال َمحْ ُل وا ْن َحبَ َ ُ وأرضٌ ماحلةٌ ،وأَ ْم َح َل
َج َعلَها ُمجْ دبةً.
منم
ث على وج ِه اإلفسا ِد والوقيع ِة النَّ ِمينة :نَمي َمة مفرد،وجمعُها نمائِ ُم :وشايةٌ ،ونق ُل الحدي ِ
الكبائر.
ِ اس ،والغيبةُ والنَّميمةُ من
فالن يمشي بالنَّميم ِة بينَ النَّ ِ
ٌ بينَ النَّ ِ
اس ،يُقالُ:
هتك
كَ :ج َذبَهُ فأزالَهُ من
ك ،والمفعول َمهْتو ٌ ك ال ِّس ْت َر َونَحْ َوهُ يَهتِك ،هَ ْت ًكا ،فهو هَاتِ ٌ
ك ،هَتَ َ هَ ْت ٌ
بَ :شقَّهُ طولاً فَهُ َو هات ٌ
ك ك الثَّوْ َ ض ِع ِه أَو َش َّ
ق ِم ْنهُ ج ُْزءا فَبَدَا ِم ْنهُ َما َو َرا َءهُ ،وهَتَ َ َموْ ِ
ك هللاُ ِس َّرهَُ :ك َشفَ َمساوئَه للنّ ِ
اس. َب ِع ُّزهُ ،وهَتَ َ
ك َعرْ َشهَُ :ذه َ وهَتَّا ٌ
ك .ويُقَال :هَتَ َ
هون
ْالهُ َو ْينَى :اتِّئا ٌد وتمهُّ ٌل في ْال َمشي ،والهوينى :خ ْفض و َدعَة ،يقال :يعيش في هُ َو ْينَى،
أي في دع ٍة.
111
الفهــر�ست
املو�ضوع ...............................................................................................ال�صفحة
112