You are on page 1of 214

‫د ﻣﻣدوح ﺑن ﺗرﻛﻲ اﻟﻘﺣطﺎﻧﻲ‬

‫تم بواسطة ‪:‬‬


‫اﻟوﺣدة اﻷوﻟﻰ‬
‫وﺳﻤﺎﺗُ ﻪ‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ُ‬
‫وأ ُﺳﺴﻪ ِ‬

‫اﻟدرس اﻷول‬
‫ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم‬

‫‪1‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫‪ . 1‬ﺗﻌرف اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻷﻣﺔ‪.‬‬


‫‪ .2‬ﺗُ ﱠﺒﻴﻦ ﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم‪.‬‬
‫ﺗﻌر َف ﻣﻔﮭوم اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن ﱢ‬
‫‪ .4‬أن ﺗﻌرف اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم‬

‫ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪:‬‬

‫ﮬﻮ ﻣﺷﺗﻖ ﻣن َﺟ َﻣ َﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺟﻣﻊ ﺿم اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗﻔﻘﺔ وﺿده اﻟﺗﻔرﯾﻖ واﻹﻓراد‪ ،‬وﺗﺟﻣﻊ اﻟﻘوم‬
‫اﺟﺗﻣﻌوا ﻣن ھﺎھﻧﺎ وھﺎھﻧﺎ‪ ،‬وﮬﻮ ﺗﻌﺑﯾر ﯾﻠﺣظ ﻣﻧﮫ اﺳﺗﺣﺿﺎر ﻣﺑدأ ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ‪.‬‬

‫وھذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟﮫ ﻋدة ﺗﻌرﯾﻔﺎت‪ ،‬ﻣﻧﺷؤھﺎ ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻧظرات ﺗﺑﻌًﺎ ﻟﻠﺗﺧﺻﺻﺎت‪ ،‬وﻟﻌل اﻷﻗرب ﻟﻣﺎ ﺳﻧذﻛره‬
‫أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ھو‪:‬‬
‫عدد كبير من األفراد المستقرين‪ ،‬تجمعهم روابط اجتماعية ومصالح مشتركة‪ ،‬تصحبها أنظمة تضبط‬
‫السلوك وسلطة ترعاها‪.‬‬
‫يمكن تعريف المجتمع اإلسالمي بأنه‪ :‬خالئق مسلمون في أرضهم مستقرون‪ ،‬تجمعهم رابطة اإلسالم‪،‬‬
‫وتدار أمورهم في ضوء تشريعات إسالمية وأحكام‪ ،‬ويرعى شؤونهم والة أمر منهم وحكام ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ‪:‬‬

‫اﻟﺟﻣـﺎﻋـﺔ ‪ :‬ھﻲ اﻟﻃـﺎﺋﻔـﺔ ﻣن اﻟﻧـﺎس ﯾﺟﻣﻌﮭـﺎ راﺑط ﻓـﺄﻛﺛر‪ ،‬ﻛـﺎﻟﻘراﺑـﺔ أو اﻟﺟﻧس‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺟزء ﻣن‬
‫ﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻣﻔﮭوم اﻷﻣﺔ أوﺳﻊ وأﺷﻣل‪.‬‬
‫ﺗﻌرﻳﻒ اﻷﻣﺔ‪:‬‬

‫اﻷﻣـﺔ‪ :‬ﻛـﻞ ﺟﻣـﺎﻋـﺔ ﯾﺟﻣﻌﮭم أﻣر ﻣـﺎ‪ ،‬إﻣـﺎ دﯾن واﺣـﺪ أو زﻣـﺎن أو ﻣﻛـﺎن واﺣـﺪ ﺳـــــﻮاء أﻛـﺎن ﮬـﺬا‬
‫اﺧﺗﯾﺎر ا ﻛﺎﻟﻣﻌﺗﻘد واﻷرض‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺗﺳﺧﯾر ا ﻛﺎﻟﺟﻧس واﻟﻠون‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫اﻷﻣر اﻟﺟـﺎﻣﻊ‬
‫واﻷﻣﺔ اﻹﺳـــﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺿـــﻮء دﻻﻻت اﻟﻧﺻـــﻮص اﻟﺷـــﺮﻋﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ‪( :‬ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﻧﺎس‬
‫ﺗﺟﻣﻌﮭم ﻋﻘﯾدة اﻹﺳـــﻼم ﺑﻐض اﻟﻧﻇﺮ ﻋن أي اﻋﺗﺑﺎر) وﯾﺷـــﮭد ﻟﮭذا اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﺑﻘوﻟﻪ‬
‫إن ﮬـــــــﺬه ﱠأﻣﺗﻛم‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪{ :‬ﻛﻧﺗم ﺧﯾر ﱠأﻣﺔ أﺧرﺟت ﻟﻠﻧﱠ ﺎس } [ آل ﻋﻣران ‪ ، ]110 :‬وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪{:‬و ﱠ‬
‫ﱠأﻣﺔ و اﺣدة و أﻧﺎ ر ﱡﺑﻛم ﻓﺎﺗﱠ ﻘون} [ﺳــﻮرة اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ‪] 52 :‬‬
‫ﻛﺛﯾر ا ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﺟـﺎورة ﻟم ﺗﺳـــــﺗطﻊ أن ﺗﻛون أﻣﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود رواﺑط‬
‫إن ً‬
‫ﻛﺛﯾرة ﺑﯾﻧﮭـﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ذﻟﻨﺎ ﻧﺳــﻣﻊ ﻣﺻــﻂﻠﺢ اﻷﻣم اﻷوروﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺛﻠﮭﺎ اﻟدول اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣن رواﺑط ﺗﺳــﻣﻰ اﻷﻣم اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳـﻣﻊ ﺑﻣﺻـﻂﻠﺢ اﻷﻣم‬
‫اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﺑل ھﻲ أﻣﺔ إﺳـﻼﻣﯾﺔ واﺣدة‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ﺑﯾن أﻓرادھﺎ ﻣن اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫واﻟﺟﻧس واﻷرض‪ ،‬وﮬﺬا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻷﻣﺔ اﻹﺳـــﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻻﻋﺗﺑﺎرات‬
‫ﺗﻔرض ﻧﻔﺳــﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺗواﻓﻖ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻣﻠﺣوظ ﺑﺳــﺑب اﺗﻔﺎﻗﮭم ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣرﺟﻌﯾﺔ واﺣدة ﻋﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻹﺳﻼم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اﻟوﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬
‫وﺳﻣﺎﺗُ ه‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ُ‬
‫وأ ُﺳ ُﺳه ِ‬

‫اﻟدرس اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫أﺳس ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم وﻋﻧﺎﯾﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﻫﺎ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﻫﺪاف اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﻗﺎدرا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫‪ .1‬تميِّز المجتمع اإلسالمي من غيره‪.‬‬


‫‪ .2‬تعدد األسس التي يقوم عليها بناء المجتمع اإلسالمي بعد األساس العقدي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أﺳس ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﻧﺎﯾﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﮭﺎ‬

‫إن أي مجتمع البد له من أسسسسس يبن عليها‪ ،‬وتكاد تكون هذه األسسسسس مكسسستركة بين المجتمعا ‪ ،‬بيد أن‬
‫المجتمع اإلسالمي تميز عن غيره من جهتين ‪:‬‬
‫أما األولى فإن العقيدة بكل مظاهرها والكسريعة بكل أككامها هما األسساس األكبر الذي تبن عليه األسسس‬
‫األخرى‪ ،‬وهذا ما ظهر جليًا في التربية النبوية للمسسسسلمين بخافسسسة في العهد المكي‪ ،‬وقد عرضسسسنا لهذه‬
‫األسسسس وبينا كيأ أن اإلسسسالم فسسببها بفسسببة عقيدية وفسساغها فسسياغة إسسسالمية‪ ،‬ومن هنا كان التميز‬
‫وكان اآلثار اإليجابية‪.‬‬
‫أما الثانية فإنه بما أوجده من موافساا ‪ ،‬وبما وضسعه من اعتبارا تجاه هذه األسسس‪ ،‬فجاء هذا المجتمع‬
‫ً‬
‫متميزا بتميز أسسه‪.‬‬
‫وهذه األسس أربعة‪:‬‬

‫اﻷﺳﺎس اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫اﻷﺳﺎس اﻷول‬

‫اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن‬

‫اﻷﺳﺎس اﻟراﺑﻊ‬ ‫اﻷﺳﺎس اﻟﺛﺎﻟث‬

‫اﻷرض‬ ‫اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬

‫اﻷﺳـﺎس اﻷول ‪:‬‬


‫اﻹﻧﺳـﺎن‪ :‬ﻋﻧﻲ اﻹﺳـﻼم ﺑﺎﻹﻧﺳـﺎن اﻟﻔرد ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻏﻴﺔ أن ﻳﻬﻴﺌﺔ ﻟﻴﻜﻮن اﻷﺳـﺎس‬
‫اﻷول ﻓﻲ ﺑﻧـﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬وﺑرزت ﮬـﺬه اﻟﻌﻧـﺎﯾـﺔ اﻹﻟﮭﯾـﺔ ﻣﻧـﺬ اﻟﺧﻠﻖ واﻟﺗﻛوﯾن ﺣﻴﻦ ﺧﻠﻗﻪ ﷲ‬
‫ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﺑﯾـﺪﻳﻪ وﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣن روﺣـﻪ وﻣﻨﺤﻪ اﻟﻌﻘـﻞ واﻟﺣواس‪ ،‬ﻓﺑـﺎن ﺑﮭـﺬا أﻧـﻪ ﻣﺧﻠوق ﻛرﯾم ﻋﻠﻰ‬
‫ﷲ ﺛم ﺗﺒﻌﺘﻪ اﻟﻌﻧـﺎﯾـﺔ اﻹﻟﮭﯾـﺔ ﺣﻴﻦﻗﺿــﻰ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻛون ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬وﻗد ﺗُ ﱢوﺟت‬
‫ﮬﺬه اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺷــﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳــﻼم وﺑﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻣن ﻫﺪاﻳﺎت وﺗوﺟﯾﮭﺎت ﺗﺧص اﻟﻔرد اﻟﻣﺳــﻠم‬
‫ﻛﺎدت ﺗﺳــﺗﻐرق اﻟﻌﮭد اﻟﻣﻛﻲ ﻛﻠﮫ‪ ،‬وﻟم ﯾﻐﻔﻠﮭﺎ اﻟﻌﮭد اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﮬﺪﻓت‬

‫‪33‬‬
‫كلها إل بناء كسخفسية للارد المسسلم متزنة مسستقلة تجمع بين ما اسستود فيها من رغبا ونزعا ‪ ،‬وبين‬
‫ما أنيط بها من مسسسلوليا عل مسسستوى الارد والجماعا ‪ ،‬وهذا ما جعل من هذا اإلنسسسان سسسسسسس بكك س‬
‫ً‬
‫وأهال للقيام بواجباته تجاه ناسسسسسه وتجاه‬ ‫متميزا ‪ ،‬وفسسسسار خليقًا ألن يفسسسسبف خلياة في األر ‪،‬‬
‫ً‬ ‫مخلوقًا‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫في اإلنسان نزعتين متباينتين في الظاهر‪ ،‬لكنهما متكاملتان وهما‪ :‬النزعة الاردية وهي التي‬ ‫وقد أود‬
‫تجعله يكب الخير لناسه ويدفع الكر عنها‪ ،‬ويكرص عل تكقيك ذاته‪.‬‬
‫والنزعة االجتماعية وهي التي تدفعه إل فسسسأ الجماعة وكضسسسن المجتمع‪ ،‬ألن تعال جعل بككمته‬
‫كاجة الارد إل الارد‪ ،‬ككاجة العضسو إل العضسو في الجسسد الواكد ‪ ،‬وياهم هذا إذا علم أن سسلول الارد‬
‫ورغباته كالكب والوفاء والتميز والاخر‪ ،‬البد لها من مكيط اجتماعي تمارس فيه ‪.‬‬
‫يضسساأ إل هذه الدوافع الاطرية‪ ،‬دوافع مكتسسسبة أوجدها الكسسار الككيم من خالل تكسسريعا وتكاليأ‬
‫خوطسب بهسا الارد‪ ،‬لهسا اتفسسسسسال مبساكسسسسسر بسالمجتمع‪ ،‬وهسذا ملكوظ في العبسادا كلهسا‪ ،‬ألن الكيساة داخسل‬
‫المجتمع‪ ،‬تمنف الارد قوة فوع قوته‪.‬‬

‫اﻷ ﺳﺎس اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓُ ِطر اﻹﻧﺳـــــﺎن ﻋﻠﻰ ﺣـب اﻻﻧﺗﻣـﺎء إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﮭو ﯾﻣﯾـل ﺑطﺑﻌـﮫ إﻟﻰ ﺑﻧﻲ ﺟﻧﺳـــــﮫ وﯾﻛره اﻟﻌزﻟـﺔ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺎ ھو ﱠإﻻ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻏرﯾزة ﻣﺳﺗﻛﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺻﻔﺔ ﻻزﻣﺔ ﻣن ﺻﻔﺎﺗﮫ‬

‫وﺣﯾﺛﻣﺎ وﺟد ﺗﺟﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑرزت ــ ﺑﻼ ﺷك ــ رواﺑط اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺻﻼت ( وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓﻛر وﺳﻠوك ﺗﻧﻣو‬
‫وﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﯾن اﻷﻓراد‪.‬‬

‫وھذه اﻟرواﺑط ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺻــداﻗﺔ واﻟﻣﺻــﺎھرة‪ ،‬وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﻋﻣﻠﯾﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺷــد‬
‫ﺗﻌﻘﯾدًا ﻣن ﺳــﺎﺑﻘﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺟوار واﻟﺻــراع‪ .‬وﻣﻧﮭم ﻣن ﯾﻘﺳــم ھذه اﻟرواﺑط إﻟﻰ ﻓطرﯾﺔ ﻛﺎﻟﻘراﺑﺔ‪ ،‬وإﻟﻰ ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺟوار‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫إن اإلسسالم يعتمد في بناء مجتمعه عل قوة الرابطة التي يضسعها بين المسسلمين ويجعل منهم جسس ًما واكدًا‬
‫ي تجه سسسسسسس بقوة إل غاية واكدة‪ ،‬ذلل ما يفسسوره الكدي النبوي المكسسهور‪ :‬وومثل الملمنين في توادهم‬
‫‪.‬‬ ‫وتراكمهم وتعاطاهم مثل الجسد‪ ،‬إذا اكتك منه عضو‪ ،‬تداع له سا ر الجسد بالسهر والكم‬

‫اﻷﺳﺎس اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪:‬‬


‫يلثر األفراد بعضسسسهم في بع عندما يضسسسمهم مجتمع واكد‪ ،‬فينكسسسن عن هذا مجموعة من السسسسلوكيا‬
‫واألكاسسيس والتفسورا ‪ ،‬تختلأ عما ياكر فيه الارد ويكس به أو يريده لناسسه‪ ،‬وربما اتخذ الجماعا‬
‫قرارا لم يردها بع أفرادها لو خلوا بنناسسسسسسهم الختالأ اإلرادة الاردية عن اإلرادة الجمساعيسة‪ ،‬وكنن‬
‫هذا يعني وجود كسسسخفسسسية جماعية تار ناسسسسها عل األفراد‪.‬وهذا هو الضسسسبط االجتماعي‪ ،‬ويعني‬
‫ضرورة الوعي بكعور اآلخرين‪ ،‬ومراعاة كقوقهم وانتهاج سلول يتنثر بهذا الوعي وهذا السلول‪.‬‬
‫ال كسسل في أن كاجة المجتمع ماسسسة لوجود ضسسوابط وأنظمة وتطلك نكسساط األفراد في مجاال ‪ ،‬وتكبس‬
‫تقوم األمور تبعًا لها‪.‬‬
‫نكاطهم في مجاال أخرى‪ ،‬وتضع لهم مقاييس للسلول َّ‬
‫لقد تنبه المعنيون بكسسلون المجتمع إل أهمية هذا األسسساس في بنا ه‪ ،‬وكان غاية ما توفسسلوا إليه من أجل‬
‫تكقيك هسذا البر مسا سسسسسسمي بنظريسة العقسد االجتمساعي‪ ،‬وهي فكرة مساديسة تقوم في كقيقتهسا عل تبسادل‬
‫المفسسسسسالف والتعسايا بين النساس لينسال كسل منهم كقوقسه‪ ،‬وهي مكساولسة ال بسنس بهسا لكأ نواز العسدوان‬
‫والتسسسسسسلط لكنهسا ال تقوى هي وال مثيالتهسا بكسال عل التسنليأ بين قلوب أفراد المجتمع‪ ،‬والبس المكبسة‬
‫بينهم‪ ،‬وال زر روح التسسسسسسامف في المجتمع‪ ،‬فهي ال تزيسد عل كونهسا مكساولسة للتوفيك بين الرغسا سب‪،‬‬
‫والمالءمة بين المفالف‪ ،‬كت ال يكد تفار وال اختالأ‪.‬‬
‫لإلسسسالم منهف في هذا المجال ما عرف البكسسرية في تاريخها الطويل منه ًجا يوازيه أو يدانيه‪ ،‬سسسلل فيه‬
‫سهال موفسسسس ًسال للجنسة‬
‫مسسسسسسالسل متنوعسة‪ ،‬فسهتس ثمسارهسا‪ ،‬وكسان من ذلسل أن زين ألفراد المجتمع طري ًقسا سسسسس ً‬

‫‪55‬‬
‫ولرضسوان عن طريك مكبة اآلخرين‪ ،‬قال‪ :‬وو ال تدخلون الجنة كت تلمنوا‪ ،‬وال تلمنوا كت تكابوا‪،‬‬
‫أوال أدلكم عل كيء إذا فعلتموه تكاببتم؟ أفكو السالم بينكم ‪.‬‬
‫فجعل انتكسسسسار المكبة المتبادلة بين أفراد المجتمع‪ ،‬عالمة عل تكقك اإليمان‪ ،‬ورتب عليه دخول الجنة‪،‬‬
‫وهذا من أعظم الكوافز التي توضسع بين يدي المسسلم اليقظ‪ ،‬وال كسل أن المكبة في إذا فكس بين أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬كان لها من اآلثار والثمار ما هو كايل بتجاوز كثير من األزما ‪ ،‬ونمو التسامف في المعامال ‪.‬‬
‫كذلل رغب اإلسسسالم أبناءه في العناية بقضسسايا المجتمع وكاجا أفراده‪ ،‬ورتب عل هذا مكاسسسب عظيمة‬
‫عليه وسسلم‪ :‬وو المسسلم أخو المسسلم‪ ،‬ال يظلمه وال يسسلمه‪ ،‬من كان في كاجة‬ ‫بينها الرسسول بقوله فسل‬
‫فرج عن مسسسسسلم كربة فرج عنه بها كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن‬ ‫أخيه ‪،‬كان في كاجته‪ ،‬ومن َّ‬
‫ستر مسل ًما‪ ،‬ستره يوم القيامة ‪.‬‬
‫ً‬
‫وكافزا داخليًا يكمله عل‬ ‫لقد أوجد هذه النفسوص الكسرعية وأمثالها‪ ،‬رقابة ذاتية لدى اإلنسسان المسسلم‪،‬‬
‫التااعل اإليجابي مع أبناء مجتمعه‪ ،‬وتجعله يسسسستكضسسسر المسسسسلولية المنوطة به تجاههم لتقوى أوافسسسر‬
‫المكبة والتسامف والنفف واإليثار وكسن العكرة وكأ األذى بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫دع الكاجة‪ -‬إضسافة إل ذلل كله‪ -‬إل وجود بع الرواد تمثل في تكسريعا تتعلك بالعقوبا عل‬
‫تقوم اعوجاج بع األفراد‪ ،‬وتردهم إل الفواب‪ ،‬كماية لهم من كرور أناسهم‪ ،‬وفيانة ألمن‬
‫أنواعها‪ِّ ،‬‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫األساس الرابع‪ :‬األر‬
‫‪،‬‬ ‫واكدة من األسس التي يبن عليها المجتمع‪ ،‬فاهلل تعال كر دين اإلسالم ليككم في األر‬ ‫تعد األر‬
‫الواقع‪ ،‬يمتثلسه النساس في كسسسسسلون كيساتهم من أجسل تقسديم أنموذج كي ومثسالي لمجتمع‬ ‫ويطبك عل أر‬
‫مسلم متميز‪.‬‬

‫ال يخا أن هذه البسايا الكبرى تسسسسستسدعي توفر كرية التفسسسسسرأ لدى األفراد‪ ،‬والسسسسسسالمة من التسنثير‬
‫وتكسريعاته‪ ،‬ثم وجود سسلطة تملل فسالكية اتخاذ القرار‬ ‫الخارجي‪ ،‬ووجود مناخ مناسسب إلقامة أككام‬
‫تجمع المسسسسلمين‪ ،‬وتكون الكلمة‬ ‫وتنايذه‪ ،‬ويتعذر توافر هذه العوامل أو يكاد إذا لم توجد بقعة من األر‬
‫فيها لهم‪.‬‬

‫عليه وسسلم وأتباعه الكرام‪ ،‬إكسارا توضسف هذا المعن ‪ ،‬فإن النبي فسل‬ ‫تتضسمن سسيرة النبي فسل‬
‫عليه وسسسلم‬ ‫عليه وسسسل م لما بع في مكة وفسسار له أتبا ‪ ،‬كرفسسوا عل االلتااأ كول النبي فسسل‬
‫وتكوين تجمع خساص بهم‪ ،‬متميز في كثير من نواكي الكيساة عن المجتمع الجساهلي الكبير السذي يعيكسسسسون‬
‫واألخالع وتعسذر التميز في جوانسب أخرى كسالمعسامال العسامسة‬ ‫فيسه‪ ،‬فسنمكنهم التميز في جوانسب كسالعبسادا‬
‫ولم يكن لإلسسسالم يوم ذ قانون نافذ‪ ،‬ولم يكن له قوة يسسستطيع بها تنايذ تعاليمه‪ ،‬فكان الواز الداخلي لدى‬
‫المسلمين آنذال‪ ،‬مبنيًا عن القانون والسلطان‪.‬‬

‫يقيم بها هو وأفسسكابه‪ ،‬لينكسسا مجتمعًا‬ ‫عليه وسسسلم منذ وق مبكر عن أر‬ ‫لقد بك النبي فسسل‬
‫دعوته عل أهل المدينة‪ ،‬فاسسسسستجاب أهلها الكرام‬ ‫خافسسسسا‪ ،‬فقفسسسسد أهل الطا أ فلم يجيبوه‪ ،‬ثم عر‬
‫ً‬
‫عليه وسسلم وجمو المسسلمين من كل مكان‪ ،‬فكان‬ ‫لدعوته‪ ،‬وفتكوا أبواب مدينتهم أمام الرسسول فسل‬
‫ووفر المناخ المناسسسب‬ ‫الهجرة من أعظم أكدا التاري اإلسسسالمي عل اإلطالع‪ ،‬ألنها هين األر‬
‫إلقامة مجتمع إسسسالمي مسسستقل ومتميز‪ ،‬فبدأ معالم هذا المجتمع تبرز للعيان‪ ،‬وتتابع التكسسريعا في‬
‫كت المجاال بخافة تلل التي تنظم العالقا والمعامال بين أفراد المجتمع الواكد‪.‬‬

‫كين قال تعال ‪:‬‬ ‫لقد تضسسسسمن القرآن الكريم رب ً‬


‫طا بين إقامة األككام الكسسسسرعية وبين التمكين في األر‬
‫عاقِّبَة‬ ‫ع ِّن ْالم ْنك َِّر َو ِّ َّ ِّ‬
‫ّلِل َ‬ ‫الز َكسساةَ َوأَ َمرواْ بِّ ْال َم ْعر ِّ‬
‫وأ َونَ َه ْواْ َ‬ ‫{الَّذِّينَ إِّ ْن َّم َّكنَّاه ْم فِّي األ َ ْر ِّ أَقَامواْ ال َّ‬
‫فالَةَ َوآتَواْ َّ‬
‫األمور } [سورة الكف آية ‪.]41:‬‬

‫تعال بإقامة‬ ‫يقتضسسسي كسسسكر‬ ‫فقد سسسسيق اآلية الكريمة في مقام الكسسسكر لبيان أن التمكين في األر‬
‫أككامه التي أمر بها بسبب زوال كثير من العوا ك‪.‬‬

‫الكار‪،‬‬ ‫إذا فهم هذا‪ ،‬تبين العلة التي من أجلها كسنَّع القرآن الكريم عل أول ل الذين آثروا البقاء في أر‬
‫اإلسسالم لالنضسمام إل المجتمع المسسلم‪ ،‬وذلل في قوله تعال ‪ِّ { :‬إ َّن الَّذِّينَ ت ََوفَّاهم‬ ‫ولم يهاجروا إل أر‬

‫‪77‬‬
‫اسسسعَةً‬ ‫َّ ِّ‬
‫َّللا َو ِّ‬ ‫َضسسعَاِّينَ فِّي األ َ ْر ِّ قَ ْالواْ أَلَ ْم تَك ْن أَ ْر‬
‫يم كنت ْم قَالواْ كنَّا م ْسسست ْ‬ ‫ْال َمال ِّكَة َ‬
‫ظا ِّل ِّمي أَ ْنا ِّسسس ِّه ْم قَالواْ فِّ َ‬
‫يرا} [سورة النساء آية ‪] 97 :‬‬ ‫ف ً‬ ‫اجرواْ فِّي َها فَن ْولَس ِّلَ َمن ْ َواه ْم َج َهنَّم َو َ‬
‫سه َء ْ َم ِّ‬ ‫فَت َه ِّ‬

‫‪88‬‬
‫اﻟوﺣدة اﻷوﻟﻰ‬
‫وﺳﻣﺎﺗﻪ‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ُ‬
‫وأ ُﺳﺳﻪ ِ‬

‫اﻟدرس اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺳﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم وﺧﺻاﺋﺼﻪ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻋزﯿزي اﻟطﺎﻟب ﺒﻌد دراﺴﺗك ﻟﮭذا اﻟﻤوﻀوع ﺴﺗﻛون ﻗﺎدرً ا ﻋﻠﻰ أن‪:‬‬

‫‪ .1‬تذكر السمات التي ينبغي أن يتسم بها المجتمع المسلم‪.‬‬


‫‪ .2‬تذكر الطرق التي تحقق صفة األمن للمجتمع المسلم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لإلسالالالنم نهرتل المسالالالتقلة لتسالالالو التي تقوم جليها المجتمأات وه أ ت ةذو النهرب وما صالالالاحبها من‬
‫مواصالالفات لهذو األسالالو تلي تميم المجتمع ايسالالنمي جن يرو من المجتمأات بأ من السالالمات جألتل‬
‫بحق مجتمأًا فري ًا لم تأرف البشالالرية مجتمأًا يرو جمع في أانا ل ةذو السالالمات الحمي ب ليكون أنموذ ًجا‬
‫ومااًل يحتذى جن الأقنء من بني البشر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يرتجي‬
‫لما كان يتأذر في ةذا المقام أن نذكر سالالمات المجتمع ايسالالنمي جميأها ف ننا سالالنذكر منها ما لل صالاللة‬
‫بالالمووالالالالالوجالات التي نأري لهالا في ةالذا المقرر ونفصالالالالالع القوع في أربأالة منهالا ونال األربأالة البالاهيالة‬
‫لم ِّرو المقرر يكلف الطنب شرحها – طلبًا لنختصار –‪:‬‬
‫إن ﻣن أﺑرز ﺳﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم اﻧﻪ ﻣﺟﺗﻣﻊ‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫ﻣﻠﺗزم‬
‫ﻣﺗﺳﺎﻣﺢ‬ ‫ﺟﺎد‬ ‫ﺑﺎﻟﺷرع‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺗﺳوده اﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺗﻧﺎﺻﺢ‬ ‫آﻣن‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫ﻣطﯾﻊ ﻷوﻟﻲ‬ ‫ﻣﺗراﺣم‬
‫اﻷﻣر‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﺳﻣﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬أﻧﮫ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺷر ‪:‬‬
‫نأني بهذو السالمة أن للمجتمع ايسالنمي مرجأيتل الأالية وةي الوحي بشالقيل –الكتاب و السالنة – يصال ر‬
‫جنها المجتمع في كع تصالالرفاتل فهي التي ت ير شالالنون أفرا و وتحكم تصالالرفاتهم وةذا من مقتوالاليات‬
‫سالو ِّل ِّل ِّلياحل ؤك ام با لينا ؤه لم أان ياقؤولؤوال ا‬
‫سال ِّم لأناا‬ ‫اًلسالتخنف في األري‪ :‬إتِّنم اما اكانا ها لو اع لال ؤمنل ِّمنِّينا تِّ اذا ؤ ؤ‬
‫جوال تِّلاي م ِّ‬
‫ه او ار ؤ‬
‫ط لأناا اوأ ؤ لولاال ِّكا ؤة ؤم لال ؤم لف ِّل ؤحون} [النور آية‪.]51:‬‬
‫اوأا ا‬

‫تن اًللتمام والقيام بما تأمر بل شالريأة المجتمع ةو الجانب الأملي في الأقي ب وةو ليع هوب اًلسالتمسالاك‬
‫بالأقي ب تذ الأمع جمء من الأقي ب مرتبط بها يألو بألوةا وينحط بانحطاطها وةذا ما يجألنا نشال جلي‬
‫أن المجتمع ايسالالالنمي مجتمع يقوم جلي أسالالالاو الأقي ب وأن أارةا فيل يفوق كع أار وأنها أكبر ميمب‬
‫تميمو جن يرو من المجتمأات‪.‬‬
‫يأني ةذا أن المجتمع ايسالالنمي يحتكم تلي هاج ب الحسالالن ما حسالالنل الشالالر والقبيح ما هبحل الشالالر فهو‬
‫ملتمم التما ًما ًل تحويع جنل وًل تب يع باألحكام الشالالرجية التي تنهم تصالالرفات األفرا وشالالنون األسالالرب‬
‫وأخنهيالات المجتمع ويرى ذلالك كلالل جم ًءا من التمامالل الال يني وجبو يتالل ى تأالالي فهو ًل يلتفالت تلي تلالك‬
‫ال جوات التي تصال ر بين الحين واخخر باسالم الحرية والتطور وحقوق اينسالان والتي تسالأي تلي النيع من‬
‫اوابت المجتمع والمساو بالتماماتل تجاو مرجأيتل الأليا ‪.‬‬
‫ً‬
‫متميما يجألل كذلك جروالة للنق والهجوم من هبع أج اء‬ ‫تن ةذا اًللتمام والذي يجأع المجتمع ايسالنمي‬
‫اينسانية الطاةرب وةو ما ينبغي أن يتنبل لل أفرا المجتمع ايسنمي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﺳﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أﻧﮫ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﺎد ‪:‬‬
‫في المجتمع ايسالالنمي مهاةر ج ب تشالاله جلي أنل مجتمع جا ًل مكان فيل لصالالغا ر األمور وسالالفاسالالفها‬
‫ويمكن أن نأ الحرص جلي الألم النافع والسالالأي تلي الأمع الصالالالح أبرم مههرين يتوالالح من خنلهما‬
‫ج ية ةذا المجتمع‪.‬‬

‫اﻟﻌﻣل‬ ‫اﻟﻌﻠم‬
‫اﻟﺻﺎﻟﺢ‬ ‫اﻟﻧﺎﻓﻊ‬

‫اﻟﻤﻈﻬﺮ اﻻول ‪ :‬اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ‬

‫تن الألم النافع ةو كع جلم يحقق مروالالاب ت تأالي ويجلب النفع لأبا و فالمجتمع ايسالالنمي يرحب بهذا‬
‫الألم ويهيئ المناخ المناسالالب لل ألنل الوسالاليلة الفاجلة لتحقيق مقاصالال اناة يحرص المجتمع جليها وةي‬
‫توجيل التفكير وتصنح الأمع وتيجا الوام النفسي ‪.‬‬

‫تن المجتمع ايسالالنمي يرفي كع جلم ًل يكون وسالاليلة لتحقيق تح ى الغايات السالالامية للمجتمع ويصالالنفل‬
‫جلي أنل جلم ًل ينفع وه أرشال نا النبي صالاللي ت جليل وسالاللم تلي ةذا الفهم حين اسالالتأاذ صالاللي ت جليل‬
‫وسالالاللم من ةذا الألم فكان يقوع‪ :‬اا اللهم تني أجوذ بك من جلم ًل ينفع‪ ، ،‬ةذا النو من الألم يسالالالأي‬
‫المجتمع ايسالالالنمي تلي محاصالالالرتل والتوالالالييق جلي أةلل أيًا كان الوجاء الذي يههر فيل ةذا الألم ألن‬
‫محصالالاللتل واح ب وةي الترويل للأبإ وتوالالالاجة الوهت والتشالالالكيك في الاوابت وتاارب الشالالالبهات وةي‬
‫أمور كان يخلو المجتمع ايسنمي منها في جصورو الذةبية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻣظﮭر اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺻﺎﻟﺢ‪:‬‬
‫يتبع الألم النافع الأمع الصالالح تذ تنهما متنممان وًل يتصالور انفصالالهما تذ ًل يكون الأمع صالال ًحا ما لم‬
‫يبن جلي جلم نافع ولهذا ه مم ت تأالي األمر بالألم جلي األمر بالأمع في هولل تأالي‪ :‬إ فاا لجلا لم أانملؤ ًلا ِّتلاال اللا‬
‫ت } [سالالورب محم آية ‪ ]19:‬وًل هيمة لألم نافع ما لم يتبأل‬ ‫اسالالتا لغ ِّف لر ِّل اذنبِّكا او ِّل لل ؤمنل ِّمنِّينا او لال ؤمنل ِّمناا ِّ‬
‫هؤ او ل‬
‫تًِّل م‬
‫ه أان تاقؤولؤوال اما ًلا‬ ‫جمع صالالح فق ذم ت تأالي ةذا اًلنفصالام النك في هولل سالبحانل ‪ :‬إ اكب اؤر ام لقتًا ِّجن ا م ِّ‬
‫تا لفأالؤونا } [سورب الصف آية‪.]3:‬‬
‫تن مفهوم الأمع الصالالالالح مرتبط بمفهوم الأبا ب كما يفهمها المجتمع ايسالالالنمي ف ا رب الأمع الصالالالالح‬
‫واسالأة فكع جمع ين ي تلي مروالاب ت ويجلب النفع تلي البشالرية فهو جمع صالالح يرحب بل المجتمع‬
‫ايسالنمي ويفتح لل أبوابل ويشالجع جليل أصالحابل وليو من طبيأة المجتمع ايسالنمي تصالنيف األجماع‬
‫تلي رفيع وووالاليع وًل التنفير من جمع هط ما ام صالالال ًحا وت جو الحاجة تليل في الوهت نفسالالل يوال ِّاليق‬
‫المجتمع ايسالالالنمي جلي األجماع الأباية بكع أنواجها ألنها موالالاليأة للوهت مه رب للجه مشالالالغلة جن‬
‫الجال وًل مكالان في مجتمع أنيطالت بالل مهمالة الخنفالة في األري لماالع ةالذو األجمالاع مهمالا حالاوع أةلهالا‬
‫تميينها للناو ذلك أن المجتمع ايسنمي يقه بكع أفرا و‪.‬‬
‫ح‪:‬‬ ‫اﻟﺳﻣﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬أنل مج م مما‬
‫التسالامح في اللغة‪ :‬مصال ر سالامحل تذا أب ى لل السالماحة القوية ألن صاليغة التفاجع ةنا ليو فيها جانبان‬
‫فيتأين أن يكون المرا بها المبالغة في الفأع ماع‪ :‬جافاك ت وأصالالع السالالماحة‪ :‬السالالهولة في المخالطة‬
‫والمأاشرب وةي لين في الطبع في مهان تكار في أماالها الش ب‪.‬‬
‫تن السالالماحة صالالفة بارمب من صالالفات المجتمع ايسالالنمي ألنها هاةرب في انايا ايسالالنم كلل فاألحكام‬
‫جلايلل ِّ} [سورب‬‫جا ٍ فان ِّتال ام ا‬ ‫ط مر اي الر بااغٍ اوًلا ا‬ ‫و ؤ‬ ‫الشرجية مبنية جليها فهذا هوع ت تأالي ينطق بها‪ :‬إفا ام ِّن ا ل‬
‫البقرب آية ‪ ] 173:‬وت تأالي يصالالف رسالالولل صالاللي ت جليل وسالاللم بالسالالماحة ويوجهل للم اومة جليها‬
‫و وال ِّم لن اح لولِّكا } [سالورب‬ ‫ه لالقا لل ِّ‬
‫ب ًلا لنفا الو‬ ‫ه لِّنتا لا ؤه لم اولا لو ؤك لنتا فا ًّ‬
‫ها ا ِّلي ا‬ ‫وذلك في هولل تأالي‪ :‬إفا ِّب اما ارحل ام ٍة ِّمنا م ِّ‬
‫آع جمران آية‪ ] 159 :‬ويلخص ةذا القوع النبي صالاللي ت جليل وسالاللم ‪ :‬اا أحب ال ين تلي ت الحنيفية‬
‫السمحة‪.،،‬‬
‫تههر السالماحة في المجتمع ايسالنمي جلية في المواطن التي يهن فيها ههور وال ةا كاًلنفأاع والمشالا ب‬
‫والغوالالالب واألنانية وذلك في حاًلت البيع والشالالالراء واًلختنط في أماكن المنافع واًلحتكاك في الطرق‬
‫ً‬
‫رجن سالم ًحا تذا‬ ‫الأامة ف ن أبناء المجتمع ايسالنمي يمتالون هوع النبي صاللي ت جليل وساللم اا رحم ت‬
‫با تذا اشالالترى وتذا اهتوالالي‪ ،،‬فالسالالماحة بمفهومها الواسالالع صالالفة مصالالاحبة لتصالالرفات أفرا المجتمع‬
‫ايسالالالنمي فهم بأي ون جن اًلنفأاًلت حذرون من المشالالالاحنات مأروالالالون جن التجاومات وةذا ما‬
‫تقتويل األخوب في ال ين‪.‬‬
‫وًل يأني ةذا أن السالالالماحة محصالالالورب بين المسالالاللمين فيما بينهم فق أمر ت تأالي بها مع المخالفين في‬
‫ال ين فأمر بايحسالالان تلي الوال ين الكافرين وأذن سالالبحانل ببر المخالفين ما لم يكونوا محاربين وأباح‬
‫المواج من نسالالاء اليهو والنصالالارى وأجام المأامنت ال نيوية مأهم وةذو ةي السالالماحة بأينها وةذا‬
‫ير الوًلء الذي ًل يكون تًلم ى وفي ت‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وليو يؤ لأ اذر المسالالالاللم بترك السالالالالماحة وايجراي جنها بحجة أن يرو ًل يأني بها أو بحجة كارب الهموم‬
‫الن المذِّينا اي لم ؤ‬
‫شونا‬ ‫الرحل امالالال ِّ‬
‫ووغط الأمع وسوء األحواع ف ن ت تأالي وصف جبا الرحمن بقولل إ او ِّج ابا ؤ م‬
‫طبا ؤه ؤم ال اجا ِّةلؤونا هاالؤوال ا‬
‫سنا ًما} [سورب الفرهان آية ‪.]63:‬‬ ‫جلاي األ ا لر ِّ‬
‫ي ة لاونًا او ِّت اذا خاا ا‬ ‫ا‬
‫وسالالاليرب النبي صالالاللي ت جليل وسالالاللم حافلة باألح اإ التي تنك سالالالماحتل مع كع من تأامع مأهم فهذا‬
‫أارا في جنقل وةو يقوع لل‪ :‬اجطني‬
‫أجرابي يجذب رسالالوع ت صالاللي ت جليل وسالاللم من اوبل حتي ترك ً‬
‫مما أجطاك ت ف نك ًل تأطني من مالك وًل من ماع أبيك فتبسم لل النبي وأمر لل بأطاء‪.‬‬
‫كلما كان المجتمع تلي ايسالالنم أهرب كان باب السالالماحة فيل أوسالالع وأرحب فيحسالالن بالمرء أن يجاة‬
‫إو اما يؤلاقماةاا ِّتًلم المذِّينا ا‬
‫صالبا ؤروال او اما يؤلاقماةاال ِّتًلم ؤذو اح ٍه ا‬
‫ج ِّه ٍيم} [سالورب‬ ‫نفسالل لتصالب اح السالماحةؤ خلقًا ًلم ًما لل‪ :‬ا‬
‫فصلت آية ‪]35:‬‬

‫‪77‬‬
‫من‪:‬‬ ‫اﻟﺳﻣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‪ :‬أنل مج م‬
‫يتصالالف المجتمع ايسالالنمي بأنل مجتمع آمن واألمن مطلب ر يو للمجتمأات جميأها بي أن حصالالولها‬
‫جليل ليو باألمر اليسير وتن الوها ع واألح اإ من حولنا لتشه بهذا‪.‬‬
‫ات ِّآمناةً وم ل‬
‫ط ام ِّنمةً‬ ‫هؤ اماا ًن ها لر ايةً كاان ل‬ ‫ب م‬ ‫وامة تنمم واوالح بين األمن واييمان وبين الكفر والخوف‪ :‬إ او ا‬
‫وال ار ا‬
‫او لال ؤجو ِّ او لالخ لاو ِّ‬
‫ف بِّ امالا كاانؤوال يا ل ال‬
‫صالالالالناأؤونا }‬ ‫ه افأ ا اذا اه اهالا م‬
‫هؤ ِّل ابال ا‬ ‫ت بِّأ ا لنأؤ ِّم م ِّ‬ ‫ياألتِّي اهالا ِّر لمهؤ اهالا ار ا ًا ِّمن ؤك ِّع امكال ٍ‬
‫اان فا اكف اار ل‬
‫[سورب النحع آية‪.]112:‬‬
‫ولما كان المجتمع ايسنمي مجتم ًأا منم ًنا ملتم ًما كان بالورورب آم ًنا ونحسب أننا ًل نبالغ جن ما نقوع‬
‫تن البشالرية هلما شاله ت مجتمأًا سالا و األمن واألمان كالمجتمع ايسالنمي جلي مر الأصالور وحسالبنا ً‬
‫لين‬
‫جلي ةالذا تلالك األرهالام وايحصالالالالالاءات التي تتحال إ جن أجال ا مالذةلالة ومخيفالة من جرا م القتالع والسالالالالالرهالة‬
‫واًل تصاب تشه ةا ال وع المتق مة والتي تصنف جلي أنها وع الأالم األوع‪.‬‬
‫ﻃﺮق ب ﺗﻤﻊ اﻳﺴﻨﻤﻲ ﺑﺄﺟﻤﻠﻞ وذة ﺻﻔﺔ اﻷﻣﻨﺘﻖ ﺗﺤﻘﻘﻞ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬جن طريق سالنمة منهل الفر ‪ :‬واسالتقامة ساللوكل ف ن األصالع في اينسالان المساللم أنل ًل يحتاج تلي‬
‫رهابة القانون وساللطة ال ولة لكي يرت جن الجرا م ألن رهابة اييمان أهوى والوام اييماني في هلب‬
‫المنمن حارو يقه ًل يفارق الأب المنمن وًل يتخلي جنل‪.‬‬
‫جسيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وةذا ما تفتق و المجتمأات األخرى كافة مما جأع أمر المحافهة جلي أمنها‬

‫اانيهما ‪ :‬جن طريق المجتمع‪ :‬فما المجتمع ايسالنمي في أصالع تكوينل تًلم ج كبير من األسالر التي نشالأت‬
‫جلي ة ي من ت تأال ي فقامت ب ورةا المنوط بها في رجاية أفرا ةا وتوجيههم ليكونوا جناصالالالالر خير‬
‫وحراو أمن في المجتمع‪.‬‬
‫يوالالاف تلي ةذا أن المجتمع نفسالالل تحكمل والالوابط وتسالالو فيل روابط اجتماجية منبأها كلها اييمان‬
‫وةي بمجموجها تمين ألبناء المجتمع الخير بكع أشكالل وتحإ جليل بالتر يب وتقبح الشر بكع صورو‬
‫وتحالذر منالل بالالترةيالب وةالذا كلالل ينتهم في تشالالالالالريع األمر بالالمأروف والنهي جن المنكر الالذي امتالام بالل‬
‫المجتمع المسلم والذي يؤأ بماابة السياج والأنج‪.‬‬
‫تن المجتمع ايسالالنمي بمواصالالفاتل المتميمب يرجي أبناءو ويحاصالالر فيهم نمجة التفر والتمر ويأم في‬
‫نفوسهم احترام القيم الجماجية وةذا يسهم تلي ح بأي في توفير األمن لهذا المجتمع‪.‬‬
‫االاها ‪ :‬جن طريق الأقوبات‪ :‬فهي موانع لف ة من الناو جن المساو بأمن المجتمع‬
‫فال ن ايسالالالالالنم ًل يركن في ةالذا المقالام تلي الوام الفر ي والرهالابالة الجمالاجيالة فحسالالالالالب فحيالإ تن بأي‬
‫النفوو تميع تلي حب الساليطرب والأ وان والقوي مياع تلي النيع من الوالأيف فق ًل تكفي والحالة ةذو‬
‫صالالالاليحات التهذيب وايصالالالالنح وًل آيات الوجي بأليم الأذاب في اخخرب للمأت ين ه ًل يكفي ةذا وًل‬
‫ذاك فنب من را ما ي وجقاب جاجع كي تنمجر ةذو الف ة ويأيش المجتمع آمنًا ‪.‬‬
‫ًل يخ في أن المقصال األسالمي لإلسالنم ةو تصالنح الفر والمجتمع وه بذع في سالبيع ةذا جهو ًا كبيرب‬
‫وه آتت امارةا بفوالالع ت فكان من تمام حكمة ت ومن مهاةر رحمتل أن يرجي ةذا اينجام الأهيم‬
‫ويصونل من جبإ الأاباين فكانت الح و والأقوبات بأامة رحمة من ت تأالي بالمجتمع‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫تن الذين يأتروون جلي ةذو الح و بحجة ايشفاق جلي األفرا ةم في حقيقة األمر يأت ون جلي حقوق‬
‫مجتمع بأكملل فجرمهم بهذا المسلك أش وأهبح من جرم من ارتكب جريمتل‪.‬‬
‫كمالا أن أول ك الذين يرون أن بأي الأقوبات هاسالالالالالية تأذر جليهم – لجهلهم ‪ -‬أن يتصالالالالالوروا هسالالالالالاوب‬
‫الجريمالة التي هالام بهالا من اسالالالالالتحق ةالذو الأقوبالة تذ لو لم تكن الأقوبالة بمسالالالالالتوى الجريمالة لمالا كالانالت ةالذو‬
‫الأقوبة را جة‪.‬‬
‫لق اب جن ةنًلء الذين يأتروالالون جلي الأقوبات الشالالرجية أن حياب المجتمع وأمنل منوطة بها وه‬
‫اص احيااب أ يأؤو ِّلي األ ا للباا ِّ‬
‫ب} [سالالالورب البقرب‬ ‫أبان القرآن الكريم جن ةذا المأني بقولل تأالي‪ :‬إ اولا ؤك لم فِّي لال ِّق ا‬
‫صال ال ِّ‬
‫آية‪ ] 179:‬تن الته ي بقتع من يقتع أو تنفيذ حكم القصالالالاص فيل كفيع بأن يحوع بين جشالالالرات جرا م‬
‫القتع التي كانت ه تح إ لوًل الخوف من القصاص وتن الوها ع واألح اإ شاة ب جلي ةذا ‪.‬‬
‫ينبغي جلي أبناء المجتمع ايسالالنمي أن ًل يلتفتوا تلي أ جياء اينسالالانية والمسالالتترون بحقوق اينسالالان‬
‫والذين يه فون تلي ت مير المجتمع وتلي تشالالالالاجة الفاحشالالالالة فيل وتلي نم األمن من جنباتل وذلك جن‬
‫طريق اًلجتراي جلي الأقوبات الشالالالالرجية بحجة الغيرب الممجومة جلي حياب أفرا لم يأ لهم مكان في‬
‫المجتمع بسبب انحرافهم‪.‬‬
‫تن الأقوبات التي شالالرجها ت تأالي بشالالروط ووالالوابط ةي اية في اًلحتياط تأ رحمة من ت تأالي‬
‫ً‬
‫متميما بين المجتمأات األخرى بهذو السمة‪.‬‬ ‫ألنها تحفه جلي المجتمع أمنل وتجألل‬

‫‪99‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫أﺳﺑﺎب ﺗﻘوﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫الدرس األول‬
‫ﺗﺷرﯾﻊ ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺟﻣﻌﺔ واﻟﻌﯾدﯾن واﻟﺟﻧﺎزة‪،‬‬
‫ً‬
‫ﺗﻘوﯾﺔ ﻟﻠرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷھﺪاف اﻟﻘﯿﺎﺳﯿﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﻗﺎدرا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫تعرف حكم صالتي الجمعة والجماعة‪.‬‬ ‫•‬


‫تستنتج أثر الصلوات التي تشرع لها الجماعة في تقوية الروابط االجتماعية‪.‬‬ ‫•‬
‫تبين الحكمة من مشروعية صالة العيد‪.‬‬ ‫•‬
‫تستشعر أن على المسلم ألخيه حقًّا في حياته وبعد مماته‪.‬‬ ‫•‬

‫‪22‬‬
‫ﺗﺷرﯾﻊ ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺟﻣﻌﺔ واﻟﻌﯾدﯾن‬
‫ً‬
‫ﺗﻘوﯾﺔ ﻟﻠرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫واﻟﺟﻧﺎزة‪،‬‬

‫سبببا الحديع عن الروابط االجتماعية باعتبار ا واحدة من األسببت التي يبنى عليها المجتمس ايسببالمي‬
‫وعلى دي من ذا حرص الشارع الحكيم على ذه الروابط بتعا د الغراسة ومداومة الحراسة حتى ال‬
‫يخبو نور ا وال يضببببعف عملها ذلك أنه على الرغم من أن اينسببببان اجتماعي بطبعه يولف وي لف‬
‫ويحرص على لقاء اآلخرين ويغشبى تجمعاتهم الال أن ايسبالم لم يركن اللى ذا الدافس الذاتي وحده ألن‬
‫ً‬
‫وميال اللى شغل يلهيه‪.‬‬ ‫في اينسان ضعفًا ينسيه‬
‫تعبد العببادات بعبامة أبرل الوسببببباتل التي تعين على تقوية الروابط االجتمباعيبة بين أبناء المجتمس الواحد‬
‫فاالجتماع ظا ر في الصببببلوات كلها وفي اللكاة تعامل مس ثمانية أصببببناف من أبناء المجتمس ويظهر‬
‫معنى الجمباعبة جليبًا في الصبببببوم حين يمسبببببك أبنباء المجتمس الواحبد في وتبت واحبد ويفطرون في وتبت‬
‫واحد كذلك الحج م تمر جامس للمسلمين يبرل فيه مفهوم األمة الواحدة‪.‬‬
‫يضببببباف اللى بذا تشبببببريعبات وأحكبام تتصبببببل ببالواجببات االجتمباعيبة واألخال الفباضبببببلبة كبانبت‬
‫فبي بببذا البمبببحبببع اللبى بعب‬ ‫بابببا لبتبقبويبببة البرواببط االجبتبمببباعبيببة‪ .‬وسبببببوف نبعبر‬
‫كبلبهبببا أسبببببببب ً‬
‫ذه األسباب ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ‬

‫فر هللا تعالى على أبناء المجتمس المسبلم خمت صبلوات في اليوم والليلة ووجه سببحانه اللى أن نصبلي‬
‫الشبعارا‬
‫ً‬ ‫في المسباجد جماعة بغية أن يلتقي المسبلمون تحت سبقف واحد في صبفوف متراصبة ليكون ذا‬
‫لم كان خطاب هللا تعالى‬ ‫بعضببا ولعل ذا يفسبببر لنا ا‬ ‫ً‬ ‫لهم بونهم كالجسبببد الواحد وكالبنيان يشبببد بعضبببه‬
‫ار اكعُواْ ام اس َ‬
‫الرا ِكعِينا } [سببورة‬ ‫الصبالاةا اوُتُواْ َ‬
‫اللكااةا او ْ‬ ‫للمسببلمين في ذا الشببون بصببيغة الجمس‪ { :‬اوأاتِي ُمواْ َ‬
‫اجدِينا } [سببببورة الشببببعراء‬ ‫البقرة ُية‪ ]43 :‬وتول هللا تعالى ‪ {:‬الَذِي يا اراكا ِحينا تاقُو ُم اوتاقالُّباكا فِي َ‬
‫السبببب ِ‬
‫ُية‪.]219- 218:‬‬
‫فالصبالة ي الصبالة فردًا كانت أو جماعة بوركانها وواجباتها بيد أن فضبل التجمس ورغبة ايسبالم في‬
‫استمراره جعل صالة الجماعة أفضل بسبس وعشرين درجة ‪.‬‬
‫األسبمى الذي‬ ‫وأن يسبتحضبر الغر‬ ‫الن ذا تفاضبل كبير حري بالمسبلم أن يسبتحضبره عند كل فر‬
‫من أجله أتر الشارع الحكيم ذا التفاضل وما يحمل في أثناته من ثواب عظيم‪.‬‬
‫تلداد حكمة الشارع وضو ًحا في ذا المقام حين نرى النبي صلى هللا عليه وسلم يشتد غضبه على أولتك‬
‫الذين يميلون اللى االنفراد وال يستشعرون معنى أن يكون الواحد جل ًءا من الجماعة حين ي دون الصالة‬
‫المكتوبة فرادى في بيوتهم وتد بلغ الغضببب بالنبي صببلى هللا عليه وسببلم مبلغه حين َم بإحرا بيوتهم‬
‫عليهم حين تال‪ ( :‬والذي نفسبي بيده لقد ممت أن ُمر بحطب فيحطب ثم ُمر بالصبالة في ذن لها ثم ُمر‬
‫ً‬
‫رجال في م النات ثم أخالف اللى رجال فوحر عليهم بيوتهم) ‪.‬‬
‫لم يكن ذا الوعيد الشبديد بسببب ترك الصبالة بل بسببب التخلف عن االجتماع لها ألنه بتخلفه ذا يسب‬
‫اللى نفسه ويس اللى مجتمعه‪.‬‬
‫الن المسبلم اليقظ صباحب ايحسبات المر ف في التعامل مس النصبوص الشبرعية ليغنيه اسبتحضبار ذه‬
‫المعاني الس امية في صالة الجماعة عن أن يكون الحافل له في حضور ا معرفة الراجح من أتوال الفقهاء‬
‫أ ي فر عين أم أتل من ذلك‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ‬
‫ً‬

‫الذا كان الشببارع الحكيم تد أمر بصببالة الجماعة في المسببجد بنصببوص تدل على فرضببيتها فإنه ال شببك‬
‫لصببالاةِ ِمن يا ْو ِم‬ ‫فر صببالة أسبببوعية و ي صببالة الجمعة تال هللا تعالى{ يوايُّ اها الَذِينا ُ امنُواْ ِال اذا نُود ا‬
‫ِي ِل َ‬
‫ِ او اذ ُرواْ ْالبا ْي اس اذ ِل ُك ْم اخي لْر لَ ُك ْم الِن ُكنت ُ ْم تا ْعلا ُمونا }[سببورة الجمعة ُية‪ .]9:‬فقد‬ ‫ْال ُج ُمعا ِة ف َا ْ‬
‫اس بعا ْواْ الِلاى ِذ ْك ِر َ ِ‬
‫أمرت اآلية الكريمة بالسعي الليها واألمر للوجوب وال يجب السعي الالَ لواجب ‪.‬‬
‫أوجب الشبببارع الحكيم صبببالة الجمعة على الرجال المقيمين ذلك أن الء من تناط بهم المسببب وليات‬
‫داخل المجتمس و م أصببحاب القرار فيه كل في مجاله ورغب في حضببور ا لمن سببوا م من النسبباء‬
‫واألطفال‪.‬‬
‫الن تشبريس ذه الصبالة األسببوعية يفي بالحكمة الذ الن الحاجة تدعو أن ينتظم أبناء المجتمس الواحد في‬
‫لقاء أسببوعي ال ي ذن بالتخلف عنه الال لصباحب عذر شبرعي تال‪ :‬صبلى هللا عليه وسبلم ( لينتهين أتوام‬
‫عن ودعهم الجمعات أو ليختمن هللا على تلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) ‪.‬‬
‫الن صبببالة الجمعة م تمر أسببببوعي اجتماعي يتحقا من خالله منافس عدة يسبببتمس فيه المصبببلون اللى‬
‫توجيهات ومواعظ ترشبببد م اللى الخير وت ِقموم سبببلوكهم وتعالج مشببباكلهم االجتماعية في خطبتين حلتا‬
‫محل ركعتي الظهر ألنها أربس وصالة الجمعة ركعتان و و ما ي كد أ مية الحضور المبكر واالستماع‬
‫اللى الخطبتين‪.‬‬
‫لم توعد‬
‫الن تكرار ذا المشببهد المبارك كل أسبببوع وما يحمله من دايات دينية واجتماعية يوضببح لنا ا‬
‫النبي صببببلى هللا عليه وسببببلم المتخلفين عن صببببالة الجمعة بون يكونوا ممن ختم هللا على تلوبهم ومن‬
‫الغافلين في حين أن بع أعداء ايسبالم لم يغفل عن أثر صبالة الجمعة في تقوية المسبلمين حين تال لن‬
‫نتغلب على المسلمين ما دام فيهم القرُن الكريم وصالة الجمعة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﻌﯾدﯾن‬

‫لما تدم النبي صلى هللا عليه وسلم المدينة‪ :‬وجد أ لها يحتفلون في يومين من أيام السنة كما تال أنت ابن‬
‫مالك رضي هللا عنبه تدم النبي صلى هللا عليه وسلم المدينببة ولهم يومبان يلعبون في ما فقال النبي‬
‫خيرا منهما يوم الفطر ويوم األضحى))‪.‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬تد أبدلكم هللا تعالى بهما ً‬
‫شرع النبي صلى هللا عليه وسلم في ذين اليومين صالة ي صالة العيدين لتكون لقا ًء عا ًما للمسلمين‬
‫تمرا اجتماعيًا نصف سنوي ألبناء المجتمس ايسالمي كافة‪.‬‬
‫جميعًا وم ً‬
‫لقد كان من ديه صلى هللا عليه وسلم أن يخرج لصالة العيد في مكان عام ومكشوف ويخرج معه‬
‫المسلمون جميعًا بما فيهم النساء فعن أم عطية رضي هللا عنها تالت ‪ :‬أمرنا رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أن نخرجهن في الفطر واألضحى العواتا والحي وذوات الخدور فوما الحيَ فيعتللن الصالة‬
‫ويشهدن الخير ودعوة المسلمين تالت‪ :‬يا رسول هللا ‪ :‬الحدانا ال يكون لها جلباب تال‪(( :‬لتلبسها أختها‬
‫جلبابها))‪.‬‬
‫ففي ذا الحديع من الدالالت ما ي كد حرصه صلى هللا عليه وسلم على أن يشارك أبناء المجتمس ايسالمي‬
‫جميعًا في ذا االحتفال العام يبرال مفهوم األمة الواحدة كما تظهر من الحديع الدعوة اللى التكافل‬
‫االجتماعي في ذا اليوم ليفرح الجميس وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يوجه المسلمين اللى العناية بهذه‬
‫المناسبة وذلك بالغسل ولبت الثياب الجميلة والتطيب فقد ورد عن أنت بن مالك رضي هللا عنه أنه تال‪:‬‬
‫( أمرنا رسول هللا في العيدين أن نلبت أجود ما نجد وأن نتطيب بوجود ما نجد وأن نضحي بوجود ما‬
‫نجد) الن صالة العيد بهيتتها التي وجه الليها النبي صلى هللا عليه وسلم تعد ميلة من ميلات المجتمس‬
‫و ي بحا عيد لهذه األمة كما تال النبي‬ ‫ايسالمي وت كد ترابطه وانسجام أفراده بعضهم مس بع‬
‫صلى هللا عليه وسلم ألبي بكر رضي هللا عنه‪( ( :‬يا أبا بكر الن لكل توم عيدًا و ذا عيدنا((الن من تمام‬
‫الحكمة في ذه الصالة أن شرع الرسول صلى هللا عليه وسلم لها خطبة يعر فيها الخطيب لقضايا‬
‫اجتماعية يحسن عرضها في ذا االجتماع العام وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يخص النساء في ذه‬
‫الخطبة بحديع خاص مما ي كد أثر المرأة في المجتمس ومما ي كد الغر االجتماعي من صالة العيد‬
‫أنه يسن الذ اب اللى الصالة من طريا والرجوع منها من طريا ُخر كما كان يفعل الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم لتتاح الفرصة للقاء أكبر عدد من المسلمين لتبادل التهنتة معهم كما كان يفعل أصحاب النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم كل ذلك يجعل صالة العيدين وسيلة فعالة في تقوية الروابط االجتماعية بين أفراد‬
‫المجتمس المسلم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﺟﻧﺎزة‬
‫ً‬

‫بعضبا في أفراحهم‬
‫ً‬ ‫من أسببباب تقوية الروابط االجتماعية بين أفراد المجتمس المسببلم أن يشببارك بعضببهم‬
‫وأحلانهم وأن يستشعر كل واحد منهم أن لكل فرد في ذا المجتمس حقًا عليه حيًا كان أو ميتًا‪.‬‬
‫على دي من ذه المعاني ا لنبيلة شرع ايسالم صالة الجنالة وجعلها فر كفاية على المجتمس وتد‬
‫كثيرا وبما يتبعها من مشي اللى المقبرة ومشاركة في دفن الميت‬
‫رغب الرسول صلى هللا عليه وسلم فيها ً‬
‫واستغفار له فقد تال صلى هللا عليه وسلم (( من اتبس جنالة مسلم اليمانًا واحتسابًا وكان معها حتى يصلى‬
‫عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجس من األجر بقيراطين كل تيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجس‬
‫تبل أن تدفن فإنه يرجس بقيراط )) ‪.‬‬
‫الن المسبلم عندما يسبتحضبر ما في ذا الحديع من أجر عظيم وكثير مقابل عمل يبدو أنه يسبير يسبارع‬
‫من تلقاء نفسبه في تحصبيل ذا األجر بالصبالة على الميت والمشباركة في دفنه بغ النظر عن مدى‬
‫صببلته ومعرفته بالميت وأ له و ذا مسببلك حميد يسببهم في تقوية الروابط االجتماعية بين أفراد المجتمس‬
‫الواحبد بخباصبببببة في مثبل بذه الظروف التي يكون فيهبا أ بل الميبت في أمت الحباجبة اللى المواسببببباة‬
‫والوتوف اللى جانبهم لتخفيف مصببابهم كما يشببعر المشببيعون أنهم تجمعوا لوداع أك لهم كان جل ًءا من‬
‫مجتمعهم يدعون له ويسبتغفرون له يفعلون ذا و م يسبتحضبرون أن كل واحد منهم سبوف يحظى بهذه‬
‫العناية عند موته من أبناء مجتمعه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫أﺳﺑﺎب ﺗﻘوﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫الدرس الثاني‬
‫ﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼم ﻟﻠواﺟﺑﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫تعرف عظم حق الوالدين‪.‬‬ ‫•‬


‫تعلم شؤم قطيعة الرحم على صاحبها‪.‬‬ ‫•‬
‫تعرف حقوق الجار على جاره‪.‬‬ ‫•‬

‫‪22‬‬
‫ﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼم ﻟﻠواﺟﺑﺎت‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬

‫عمل اإلسالال م على تقوية الروابط االجتماعية بتشالالالري العديد من الواجبات الخاصالالالة في دائرة اإلنسالالالان‬
‫المحيطة به مباشرة‪ ،‬ومن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫وطﺎﻋﺗﮭﻣﺎ‬
‫‪:‬‬ ‫أوﻻ ـ ﺑراﻟواﻟدﯾن‬
‫ً‬
‫جعل اإلسال ال م بر الوالديالالالن وخاصة األم لضعفها ووفرة عاطفتها – جعله فرض عين على كل ابن وابنة‬
‫قوال وفع ً ؛ ألن األبوين سالالالالالبال في وجود الولالد‪ ،‬فقالد تحم العال الكبير والشالالالالالي الكثير في رعالايتاله‬ ‫ً‬
‫ضالالالالى ربالكك أال ت ْعبالدددواْ إِال إِيالاهد و ِبال ْالوا ِلالد ْ ِن إِحْ سالالالالا ًنالا إِمالا ي ْبلدغن ِعنالدك ْال ِكبر‬
‫وتربيتاله‪ ،‬قالال هللا تعالالى‪ { :‬وق ال‬
‫ض ل دهمالا جنالا الال كذ ِل ِمن‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫د‬
‫أحال دد دُمالا أ ْو ِك دُمالا ف تقدالل ل دهمال أف وال ت ْنه ْر دُمالا وقدالل ل دهمالا ق ْو ًال ك ِري ًمالا‪ ،‬و ْ‬
‫يرا } [اإلسرا ‪.]24- 23 :‬‬ ‫الرحْ م ِة وقدل ر ِ ْ‬
‫ارح ْم دهما كما ربيانِي ص ِغ ً‬
‫وقالد ذُال كثير من العلمالا إلى أن فعالل المبالا ينقلال إلى واجال إذا أمر باله أحالد الوالالدين أو ك ُمالا‪ ،‬وأناله‬
‫ال يجوز ل بن أن يسافر في مبا إال بإذن والديه‪.‬‬
‫واألصالالل في ُذا‪ ،‬أن رج جا إلى رسالالول هللا صالاللى هللا عليه وسالاللم فقال‪ :‬جئت أبايعك على الهجرة‪،‬‬
‫وتركت أبو يبكيان ؟ قال‪(( :‬ارج عليهما‪ ،‬فأضحكهما كما أبكيتهما(( ‪.‬‬
‫وُكذا يكون بر الوالدين واإلحسالان إليهما من أسالبا الترابط في بيئة اإلنسالان الخاصالة المحيطة به‪ ،‬وال‬
‫تزال آثالاره مشالالالالالهودة في المجتم اإلسالال الالال مي‪ ،‬بينمالا تفتقالدُالا كثير من المجتمعالات حول العالالم‪ ،‬كمالا ُو‬
‫مشالالالاُد‪ ،‬حيث يهجر األبنا آبا ُم وال يسالالالألون عنهم‪ ،‬وربما مرت الشالالالهور وُم ال يعرفون شالالاليئا عن‬
‫أخبارُم وأحوالهم‪ ،‬وما إذا كانوا في مرض أو عجز أو حاجة إلى إعانة ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ـ ﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم واﻹﺣﺳﺎن إﻟﯾﮭم‪:‬‬
‫ً‬
‫اإلنسالالالالالالان من جهالالة أبيالاله أو أمالاله‪ ،‬كالالأعمالالامالاله وعمالالاتالاله وأخوالالاله وخالالاالتالاله‬ ‫األرحالالام ُم‪ :‬أقالالار‬
‫وأبنائهم جمي ًعا ‪.‬‬
‫وقد أوج هللا تعالالى برُم وحبهم والتعاطف معهم‪ ،‬ودعا إلى صالالالالاللتهم بالكلمة الطيبة والهدايا‪ ،‬وإمدادُم‬
‫بأنواع الخير والمعروف‪ ،‬ومواسالالالالاتهم في دك درباتهم‪ ،‬كما حرم إيذا ُم ونهى عن مجافاتهم ولو كانوا غير‬
‫ض وتدق ِطعدواْ أ ْرحام دك ْم } { أ ْولالئِك الذِين‬
‫مسلمين‪ ،‬قال هللا تعالى‪ { :‬فه ْل عس ْيت د ْم إِن تول ْيت د ْم أن ت د ْف ِسددواْ فِي األ ْر ِ‬
‫لعن ده دم َّللاد فأصم ده ْم وأعْمى أبْصار دُ ْم } ] سورة محمد ‪22 :‬و‪.[23‬‬
‫قدمت أمي وُي مشركة‪ ،‬راغبة في عهد النبي‬ ‫ْ‬ ‫الالالالال قالت‪:‬‬
‫الالالالال رضي هللا عنهما ال‬
‫وعن أسالما بنت أبي بكر ال‬
‫صلى هللا عليه وسلم الالال أ ‪ :‬منتهزة صلا الحديبية واتصال الناب ببعضهم الالال فسألت النبي صلى هللا عليه‬
‫أصلدها؟‪ .‬قال‪ (( :‬نعم))‪.‬‬ ‫وسلم ِ‬
‫إن صالاللة األرحام تعود على فاعلها بالخير العميم في المال والعمر والعافية‪ ،‬ففي الحديث الشالالريف‪(( :‬‬
‫رحمه )) ‪ .‬وفي المقابل نجد أن قطيعة الرحم‬ ‫صال ْل ِ‬
‫أثره‪ ،‬فلي ِ‬
‫من أح أن يدبسالط له في رزقه‪ ،‬ويدنسالأ له في ِ‬
‫شالالالالالؤم على صالالالالالاحبهالا‪ ،‬فهي تبعالده عن رحمالة هللا تعالالى‪ ،‬وتحرماله من نعيم الالدنيالا وا خرة‪ ،‬ففي الحالديالث‬
‫الشريف‪ (( :‬ال يدخل الجنة قاط رحم )) ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وإذا كانت صالاللة األرحام علالالى ُذه الشالالاكلة الحميدة والمناف ال العديدة‪ ،‬فهي تعتبر الالسببًا من أسبا الت لف‬
‫والترابط االجتماعي التي عني بها اإلس م وأوالُا رعايته واُتمامه‪.‬‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ـ اﻹﺣﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺟﯾران وﺗﺟﻧب إﯾذاﺋﮭم‪:‬‬
‫الجيران ُم‪ :‬من يسالالاكنوننا في الحي‪ ،‬ويشالالمل ذلك الجار الم صالالق وغير الم صالالق‪ ،‬ومرج ذلك إلى‬
‫العرف‪.‬‬
‫والجيران على ث ث درجات كما تدل عليه النصوص الشرعية العامة‪:‬‬
‫جار له حق واحد‪ ،‬وُو الجار الكافر‪ ،‬له حق الجوار‪.‬‬
‫وجار له حقان‪ ،‬وُو الجار المسلم‪ ،‬له حق الجوار وحق اإلس م‪.‬‬
‫وجار له ث ثة حقوق‪ ،‬وُو الجار المسلم ذو الرحم‪ ،‬له حق الجوار وحق اإلس م وحق الرحم‪.‬‬
‫وقد دعا اإلسال م إلى إكرام الجار في سالبيل زيادة الت لف االجتماعي‪ ،‬وأوج له حقوقا كثيرة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫االبتدا بالسال ال م‪ ،‬وإظهار السالالالرور معه‪ ،‬وغض البصالالالر عن حرماته‪ ،‬والتلطف م أوالده‪ ،‬وحفظه في‬
‫غيبته‪ ،‬والصالبر عليه‪ ،‬وسالتر زالته وما انكشالف من عوراته‪ ،‬ومشالاركته أفراحه‪ ،‬ومواسالاته في مصاليبته‪،‬‬
‫وداللتاله على الخير والمعروف‪ ،‬وبالذل ذلالك لاله ‪ .‬واألصالالالالالل في ُالذه الحقوق حالديالث‪ :‬ن من كالان يؤمن بالا‬
‫واليوم ا خر‪ ،‬فليدكر م جالاره ن ‪ .‬وفي حالديالث آخر‪ :‬ن مالا زال جبريالل يوصالالالالاليني بالالجالار حتى ظننالت أناله‬
‫سيورثه ن‪.‬‬
‫ِ‬
‫ولعل ُذه المعاني تشالالالمل تعاون الجيران فيما بينهم على رعاية الحي الذ يسالالالكنون فيه‪ ،‬واالرتقا به‪،‬‬
‫وتنمية مرافقه‪ ،‬بما يعود عليهم وعلى حيهم بالخير‪.‬‬
‫وفي المقابل من ذلك‪ ،‬حرم اإلسال ال م إيذا الجار‪ ،‬ومن من التعد على حقوقه‪ ،‬أو االسالالالتع على داره‬
‫بزيادة البنيان؛ مخافة االط ع على عوراته‪ ،‬أو حج الهوا أو نور الشمب عن مسالالالالكنه‪ ،‬وفي الحديث‬
‫جاره بوائقه ن ‪.‬‬
‫الشريف‪ :‬ن وهللا ال يؤمن ال كررُا ث ثا ال الذ ال يأمن د‬
‫ُذه نماذج وصالالالور من الواجبات االجتماعية تجاه الجيران‪ ،‬فإذا قام كل إنسالالالان بحقوق جيرانه‪ ،‬أصالالالبا‬
‫أفراد المجتم جميعا متحابين متعاضالدين؛ ألنهم جميعا جيران‪ ،‬سالوا في السالكن أو في العمل واألسالواق‬
‫أو في المزارع‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫أﺳﺑﺎب ﺗﻘوﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫الدرس الثالث‬
‫دﻋوة اﻹﺳﻼم إﻟﻰ أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺂﻟف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﻌﺎم‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﻗﺎدرا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫• تعلم منهج اإلسالم في دعوته إلى أسباب التآلف االجتماعي‪.‬‬


‫• تعلم فضائل إفشاء السالم وتوقير الكبير والعطف على الصغير‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫دﻋوة اﻹﺳﻼم إﻟﻰ أﺳﺑﺎب‬
‫اﻟﺗﺂﻟف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫يحتاج اإلنسااااا في أر عصاااار م العصااااورش إلى أ يعيم حياته االجتماعية العامة في وفا وتآلف‬
‫وتعاو مع اآلخري ش وقد حرص النبي صاالى ع عليه وساالم على تحهيا الا المعنى وتطبيهه عمليا أول‬
‫اجرته إلى المدينةش وللك م خالل مؤاخاته بي المهاجري واألنصار‪.‬‬
‫ثم توالت تشااريعات اإلسااالم تسااهي شااجره الم المؤاخاه وتغ اليها ببسااباب التآلف االجتماعيش التي انهلبت‬
‫إلى حهو ثابتة للمسلم على أخيه المسلمش ال يسعه التساال فيها أو تركهاش وم للك ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوالـ إفشاء السالم‪:‬‬
‫معنام‪ :‬نشااارم وتعميمه على الناا بالصااايغة المبثوره‪ (:‬الساااالم عليكم ال بغيراا م الصااايق كهول‪:‬‬
‫صاااااباار الخير أو مرحباا أو تحرياك الرأا أو العيني ش أو نحو للاك مماا فياه اجر للتوجيهاات‬
‫والشعائر اإلسالميةش وال يمنع م لكر الم األلفاظ ونحواا بعد السالم‪.‬‬
‫ساليم عليهش واو وسايلة مم اهده لتعارف‬
‫والبدء بالساالم سانة م سان اإلساالمش والحكمة منه‪ :‬بلل األما للم ع‬
‫الناا بعضااهم على بع ش قال رسااول ع صاالى ع عليه وساالم ‪(( :‬ال تدخلو الجنة حتى تؤمنواش وال‬
‫تؤمنوا حتى تحابُّواش أع عوال أدلُّكم علاى شيء إلا فعلتموم تحاببتم؟‪ .‬أفشوا السالم بينكم ‪.‬‬
‫وقد أكد اإلساالم على ابتداء اآلخري بالساالم ومصاافحتهم إ أمك للك؛ لما فيه م تعميا معاني الموده‬
‫والتآلفش والفوز بمغفره ع تعالىش ففي الحديث الشااريف‪ :‬ما م مساالمي يلتهيا فيتصااافحا إال فر‬
‫لهما قبل أ يفترقا ‪.‬‬
‫والمار على الهاعدش‬
‫ُّ‬ ‫وم أحكام السااالم وادابه‪ :‬ما ورد في الحديث النبور‪ :‬يسالام الصااغير على الكبيرش‬
‫وتهديرا لهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫والهليل على الكثير ‪ .‬وأ يكو باللفظ ال باليد واألصابع فهط؛ احترا ًما لآلخري‬
‫إشااااعارا لهم باللاابش واحترا ًما لهمش وداللة على اسااااتمرار حساااا‬
‫ً‬ ‫ومنها‪ :‬بلله عند مفارقة اآلخري ش‬
‫العالقةش وفي الحديث‪ :‬إلا انتهى أحدكم إلى المجلا فليساالامش فالا أراد أ يهوم فليساالمش فليساات األولى‬
‫ببحا م اآلخره ‪.‬‬
‫أما رد الساااالم‪ :‬فهو واجب ديني باتفا الفههاءش يبثم تاركه ويحاساااب عليهش قال ع تعالى‪ :‬ذ عوإ علا حيايتم‬
‫ع ا عل اى كاا ال ع‬
‫شاااا ا نيءا عحساااا ايا ًابااا‬ ‫ساااا ا ع م ا نن ا عهااآ أع نو رد ع‬
‫ُّواااآ إ ي ي ع عكااا ع ع‬ ‫ب اتع اح ا يياا اة عف ا عح ا ُّي اوان باابعحن ع‬
‫[ النساء ‪.[ 86 :‬‬
‫ً‬
‫وفضاال ع الاش فا عدم المبااله برد الساالم منهي عنهش فضاال على أنه يدل على جفاء في الطبعش وم‬
‫أجل تالفي للكش شرع اإلسالم إفشاء السالم وأوجب ردم؛ لما فيه م تهوية للتآلف االجتماعي العام ونشر‬
‫للموده بي الناا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ثان ًياـ توقير الكبار والعطف على الصغار‪:‬‬
‫ليا م دي وال نظام حث على توقير الكبارش ورحمة الصااااغارش كما فعل اإلسااااالمش فهد ع يد الا طاعة‬
‫صغيرنا ويوقار كبيرنا ‪.‬‬
‫ع‬ ‫يتهرب بها اإلنساا إلى خالههش ففي الحديث الشريف‪ :‬ليا منا م لم يرحم‬
‫وكا النبي صالى ع عليه وسالم يتلطف بالصاغار ويداعبهم؛ لما في للك م إدخال السارور عليهم وعلى‬
‫أاليهمش وتهوية تآلفهم االجتماعيش واو اللر مازر ً‬
‫طفال وواساااااااااااام حال حزنه على موت عصااافورم‬
‫الصغير قائال‪ :‬يا أبا عميرش ما فعل النُّغعينر؟‪. .‬‬

‫ثالثًاـ أسباب أخرى ِّ‬


‫تقوي التآلف االجتماعي‪:‬‬
‫شارع اإلساالم العديد م األساباب األخري في التآلف االجتماعيش وجعلها م الحهو الثابتة للمسالم على‬
‫المساالمش بحيث ال يسااعه تركها م ير علرش وم للك‪ :‬الدعاء لهش وإجابة دعوتهش وتبادل الزياره معهش‬
‫وبر قسامهش وساتر عثراتهش والصافه عنهش وإساداء النصايحة لهش‬
‫وتشاميته إلا عطاش وعيادته إلا مر ش ُّ‬
‫وإيثارم على النفاش وصادقه في الحديثش واللب عنه في يبتهش وأ تحب له ما تحب لنفساكش وأ يكو‬
‫قلبك سلي ًما عليهش وأ تشهد جنازته إلا مات‪ .‬واألصل في الا حديث‪:‬‬
‫ش وات اباع الجنائزش وإجابة الدعوهش وتشااميت‬ ‫ُّ‬
‫حا المساالم على المساالم خما‪ :‬رد السااالمش وعياده المري‬
‫العاطا ‪.‬‬
‫الاش وم أساباب التآلف االجتماعي التي شارعها اإلساالم‪ :‬التزاور فيما بي الجيرا واألصادقاءش وكفالة‬
‫علعى نال ا‬
‫بر‬ ‫اونوان ع‬
‫اليتيمش واإلحسااااا إلى األرملة والمسااااكي ‪...‬إلص‪ .‬واألصل في الا كله قوله تعالى‪ :‬ذ عوتععع ع‬
‫عوالت ي نه عوي ]المائده ‪.[2 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫أﺳﺑﺎب ﺗﻘوﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫الدرس الرابع‬
‫دﻋوة اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تتعرف على مكانة مكارم األخالق في الدين اإلسالمي‪.‬‬


‫• تتعرف على جملة من مكارم األخالق التي عززها اإلسالم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫دﻋوة اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‬

‫تصور‪ ،‬وقد بلـــــ من عنايتا بنا عن جعل تهايانا من تايات‬


‫ُّ‬ ‫اعتنى اإلســـــالم باألخالق عناية فاقت كل‬
‫ألتمم مكارم األخالق " ‪.‬‬
‫البعثة النبوية‪ " :‬إنما بُعثت ِّ‬
‫الجبِّ ِّلية المه‪،‬ـة‪ ،‬وهي‬
‫وفي هذا الهديث إشـار بيِّنة إلى عن مكارم األخالق من األمور المكتسـبة تالبا ا ِّ‬
‫عي‪،‬ـا من عهداف دعو النبيين عجمعين‪ ،‬بل لاد كثرت توصـيات الرسـول صـلى ل عليا وسـلم بنا في كل‬
‫زمان ومكان هتى قال‪ " :‬ما من شــيأ عثال في ميزان المنمن يوم الايامة من خلح هســن‪ ،‬وإن ل تعالى‬
‫ليُب ِّغض الفاهش البذئ"‬
‫هذا‪ ،‬وليس الخلح المطلوب في اإلسـالم مجرد معرفة عن الصـدق ف‪،‬ـيلة‪ ،‬والكذب رذيلة‪ ،‬وعن اإلخال‬
‫سـمو‪ ،‬والخدا انهطاط‪ ،‬وا مجرد الهديث فيما بين الناس عن ذل‪ ،،‬إنما الخلح هو تفاعل النفس وتثثرها‬
‫بما ينبغي عن تكون عليا‪ ،‬وتتَّصـف با من مكارم األخالق ابتغاأ ر‪،‬ـوان ل تعالى‪ ،‬وما ينبغي عن تنجر‬
‫وتتركا من ذميمنا وفاسـدها ابتغاأ ر‪،‬ـوان ل عي‪،‬ـان ألن إصـالب الباطن هاياة هو عسـاس لكل إصـالب‬
‫ظاهري‪ ،‬وإن األخالق الكريمة هي الشـجر الطيبة التي تنتي عكلنا كل هين بذذن ربنا ومن عجلا‪ ،‬ا من‬
‫عجل األعراف والعادات واألنظمة‪.‬‬
‫أﺻﻧﺎف اﻷﺧﻼق‪:‬‬

‫ﺻﻧف ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﻗﺳﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫األخالق الفردية‪ :‬كالصبر‪ ،‬والعفة‪ ،‬و‪،‬بط النفس‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫كبر الوالدين‪ ،‬واإلهسان للزوجة‪ ،‬وصلة األرهام‪.‬‬ ‫األخالق األسرية‪ِّ :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫األخالق ااجتماعية‪ :‬كذفشـاأ السـالم‪ ،‬وعياد المريض‪ ،‬والوفاأ بالعند‪ ،‬والجد في العمل‪ ،‬واإلصـالب بين‬ ‫‪.3‬‬
‫المتخاصمين‪ ،‬وإماطة األذى عن الطريح‪.‬‬
‫األخالق المتصـلة بهح ل تعالى‪ :‬كالصـدق م ل تعالى‪ ،‬والايام بهاوقا‪ ،‬وشـكر على نعما‪ ،‬ومناصـر‬ ‫‪.4‬‬
‫دينا‪ ،‬وهسن التوكل عليا‪.‬‬
‫وتهري‬
‫ِّ‬ ‫عخالق الـدولـة‪ :‬كـالرفح بـالرعيـة‪ ،‬والعمـل بـالشـــــورى‪ ،‬وهمـايـة النفوس واألعراض واألموال‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المصالح العامة‪ ،‬والوفاأ بالمعاهدات ‪.‬‬
‫ﮬﺬا‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻛﺎرم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ دﻋﺎ إﻟﯾﮭﺎ اﻹﺳﻼم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫أوﻻ ً ـ اﻟﺻدق‬

‫وهو التزام الهاياة دائما‪ ،‬ظاهرا وباطنا‪ ،‬في األقوال واألفعال وفي الهديث الشريف‪ " :‬إن الصدق يندي‬
‫إلى ال ِّب ِّر‪ ،‬وإن البر ينـدي إلى الجنـة‪ ،‬وإن الرجـل ليصـــــدق هتى يكون ِّ‬
‫صـــ ـدِّياـا‪ ،‬وإن الكـذب ينـدي إلى‬
‫الفجور‪ ،‬وإن الفجور يندي إلى النار‪ ،‬وإن الرجل ليكذب هتى يُكتب عند ل كذابا " ‪.‬‬
‫وا يخفى عن للصـــدق مظاهر يتجلى فينا‪ ،‬ومن ذل‪ :،‬الصـــدق في المعاملة‪ ،‬والعمل‪ ،‬والهديث‪ ،‬والوعد‪،‬‬
‫ورد األمانة‪ ،‬قال النبي صــلى ل عليا وســلم‪ " :‬اية المنافح ثالث‪ :‬إذا هدَّث كذب‪ ،‬وإذا وعد عخلف‪ ،‬وإذا‬
‫ِّ‬
‫انتمن خان" ‪.‬‬
‫شـر الناس ذا‬
‫ومننا عي‪،‬ـا‪ :‬صـدق الهال والسـرير م الناس‪ ،‬قال النبي صـلى ل عليا وسـلم ‪ ":‬تجدون َّ‬
‫الوجنين‪ ،‬الذي يثتي هناأ بوجـا وهناأ بوجا " ‪.‬‬
‫وهـــذا مـــا يســـــمـى الـيـوم‪ :‬الـنـفـــاق ااجـتـمـــاعـي‪ ،‬وهـو مـن عخـطـر األمـور عـلـى مســـــيـر عي‬
‫مجتم ونن‪،‬تا‪.‬‬
‫إن للصدق ثمرات يسعد بنا الفرد والمجتم ‪ ،‬ومن ذل‪ :،‬راهة النفس‪" :‬الصدق طمثنينة" ‪.‬ومننا‪ :‬هصول‬
‫الــبــركـــة‪ " :‬الــبـ ِّـيـعـــان بـــالــخــيـــار مـــا لــم يــتــفــرقـــا‪ ،‬فـــذن صـــــــدقـــا وبـ َّـيـنـــا بــور‪ ،‬لــنــمـــا فــي‬
‫بيعنما " ‪ .‬ومننا‪ :‬الفوز بر‪،‬ــوان ل ودخول جنتا‪ ،‬ومننا‪ :‬اســتارار التعامل بين الناس‪ ،‬وكســب ثاتنم‪،‬‬
‫ونهوها مما يزيد في تاوية الروابط ااجتماعية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ـ اﻟﺣﯾﺎء‬
‫ً‬

‫عرفا الجرجاني بثنا‪ :‬اناباض النفس من شيأ‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬نفساني خلاا ل في عامة الناس‪ ،‬كالهياأ‬
‫من كشف العور ‪ ،‬وإيماني يمن المنمن من فعل المعاصي خوفا من ل تعالى ‪ .‬والهياأ تير الخجل‬
‫المذموم الذي هو ‪،‬عف في النفس‪.‬‬
‫وقد ع َّد الرسول صلى ل عليا وسلم ‪ " :‬الهياأ شعبة من اإليمان " ‪ .‬واإليمان كلا خير‪ ،‬وهو ِّقوام هيا‬
‫اإلنسان السوين ويبعث على الف‪،‬ائل والخيرات‪ ،‬ويصرف عن المعاصي والمنكرات‪ ،‬سواأ فيما يتعلح‬
‫بهاوق ل تعالى عو بهاوق الناس‪ ،‬وكذل‪ ،‬الهياأ الذي هو فر منا‪ ،‬كلُّا خير‪ ،‬فذذا تخلح با المرأ‪ ،‬عهبا‬
‫ل وكتب لا المهبة عند الناس‪.‬‬
‫وإنا كما يستهيي اإلنسان من الخلح‪ ،‬ينبغي عن يستهيي من الخالح‪ ،‬بل إن ل تعالى عهح عن يُستهيا منا‪:‬‬
‫َّللا وهُو مع ُن ْم إِّ ْذ يُبيِّتُون ما ا ي ْر‪،‬ى ِّمن ْالا ْو ِّل وكان َّ‬
‫َّللاُ بِّما‬ ‫اس وا يسْت ْخفُون ِّمن َّ ِّ‬
‫{ يسْت ْخفُون ِّمن النَّ ِّ‬
‫ي ْعملُون ُم ِّهيطا } ‪ ] .‬النساأ‪.[108 :‬‬
‫عما نايض الهياأ‪ :‬فنو الوقاهة والبذاأ في الاول عو الفعل‪ ،‬وهي من صفات عهل النار‪ " :‬الهياأ من اإليمان‪،‬‬
‫واإليمان في الجنـة‪ ،‬والبذاأ مـن الجفاأ‪ ،‬والجفاأ في النار " ‪ .‬ومن المالهظ عن الناس جبلوا على هب‬
‫الهيي اللطيف‪ ،‬وكراهة البذئ الفاهش‪.‬‬

‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ اﻟﺑﺷﺎﺷﺔ وطﻼﻗﺔ اﻟوﺟه‬

‫هي من الصفات التي تدل على هسن في الخلح‪ ،‬واعتدال في المزاج‪ ،‬وسالمة في الصهة النفسية‪ ،‬كما‬
‫عننا من عهم األسباب التي تارب‪ ،‬من الناس‪ ،‬وتوثِّح عالقت‪ ،‬بنم‪ ،‬وتكسب‪ ،‬مهبتنم وثاتنم‪ ،‬وبنا يتعاشر‬
‫اهكةٌ ُّمسْت ْب ِّشر ٌ } ‪ ].‬عبس ‪ .[39- 38 :‬وفي‬
‫عهل الجنة‪ ،‬قال ل تـعـالى‪ُ { :‬و ُجو ٌ ي ْومئِّ ٍذ ُّم ْس ِّفر ٌ } { ‪ِّ ،‬‬
‫وإن من المعروف عن تلاى عخا‪ ،‬بوجا ط ْلح" ‪.‬‬ ‫الهديث الشريف‪ " :‬كل معروف صدقة‪َّ ،‬‬
‫وعن جرير بن عبد ل البجلي عنـا قال‪ " :‬ما راني النبي صلى ل عليا وسلم إا تبسم في وجني" ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ﻒ ﺑﺎﻵﺧرﯾن‬ ‫ﱡ‬
‫واﻟﺗﻠﻃ ُ‬ ‫راﺑﻌﺎـ اﻟﻣداراة‬
‫ً‬

‫المدارا هي‪ :‬التلطف باإلنسان للهد من ‪،‬رر ‪ ،‬وهي من الد ْر ِّأ والدف ‪ ،‬عو من المداور والمجارا للوصول‬
‫إلى الخير‪ ،‬وهي تير النفاق والمداهنة باصد إقرار اإلنسان على باطلا‪ .‬والغاية مننا‪ :‬تجنُّب إثار الخالف‬
‫م اآلخرين للوصول بنم إلى الهح‪ ،‬وهي تدل على كمال في العال وهسن في الخلح‪ ،‬وفي الهديث‪ " :‬إن‬
‫ل عمرني بمدارا الناس " ‪.‬‬
‫ومن ذل‪ ،‬مداراتـا صلى ل عليا وسلم ألنس بن مال‪  ،‬الذي قال‪ " :‬خدمت النبي صلى ل عليا وسلم‬
‫عشر سنين‪ ،‬فما قال لي‪ :‬ع ُ ٍ‬
‫ف قط‪ ،‬وما قال لشيأٍ صنعتُا‪ِّ :‬لم صنعتا؟‪ .‬وا لشيأ تركتُا‪ِّ :‬لم تركتا؟‪. " .‬‬
‫وقد بل من مداراتا ألصهابا صلى ل عليا وسلم عنا‪ " :‬ما عاب طعاما قط‪ ،‬كان إذا اشتنا عكلا‪ ،‬وإا‬
‫تركا‪ ،‬وا ياول‪ :‬ا عهبا‪ ،‬عو عكرهان مراعا لخاطر من يهبا‪.‬‬
‫والمدارا عالمةٌ على بُ ْع ِّد النظ ٍر‪ ،‬وسع ِّة ِّ‬
‫اله ِّلم‪ ،‬ألن النفوس تالبا ما تشمئز ممن يعاكس مرادها ويستفزها‪،‬‬
‫والمدارا توقف ذل‪ ،،‬وتمت ُّ اانفعال والنفور‪.‬‬
‫قال عنس بن مال‪ " :،‬كنت عمشي م رسول ل صلى ل عليا وسلم وعليا ب ُْرد نجراني تليظ الهاشية‪،‬‬
‫فثدركا ععرابي فجذبا بردائا جذبة شديد ‪ ،‬فنظرتُ إلى صفهة عنح رسول ل صلى ل عليا وسلم وقد‬
‫عثَّر بنا هاشية الرداأ من شد جذبتا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا مهمد‪ُ ،‬م ْر لي من مال ل الذي عند‪ ،،‬فالتفت إليا ف‪،‬ه‪،،‬‬
‫ثم عمر لا بعطاأ" ‪.‬‬
‫وليست بعيد عنا قصة األعرابي الذي بال في المسجد‪ ،‬فاام إليا الصهابة لياعوا فيا‪ ،‬فدارا النبي صلى‬
‫ميسرين ولم تبعثوا‬
‫ل عليا وسلم وقال‪(( :‬دعو ‪ ،‬وعرياوا على بولا سجْال [دلوا] من ماأ‪ ،‬فذنما بُعثتم ِّ‬
‫معسرين)) ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ولو عنا لم يفعل ذل‪ ،‬لت‪،‬ارب الطرفان‪ ،‬وخسر المسلمون رجال كان بذمكاننم عن يدارو ويرشدو إلى‬
‫التصرف الصهيح‪ ،‬ويغسلوا عثر بولا‪ ،‬كما وجَّننم إلى ذل‪ ،‬صاهب الخلح العظيم صلى ل عليا وسلم ‪.‬‬
‫وهكذا تكون المدارا ودماثة الخلح والتلطف بالناس‪ ،‬عوامل ج ْذب وكسب لآلخرين‪ ،‬تهبب صاهبنا إلينم‬
‫فيثاون با‪ ،‬ويعتمدون عليا‪ ،‬ويرتاهون إليا‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳ ﺎً ‪:‬أﺧﻼق أﺧرى دﻋﺎ إﻟﯾﮭﺎ‬
‫اﻹﺳﻼم وأﺧﻼق ﺣذر ﻣﻧﮭﺎ‬
‫هنا‪ ،‬قيم إنسانية وعخالق فا‪،‬لة عخرى ـ ا تال عهمية عما سبح بيانا ـ دعا إلينا اإلسالم عي‪،‬ا‪ ،‬ومن ذل‪:،‬‬
‫طيب الكالم‪ ،‬والتوا‪ ، ،‬واألمانة‪ ،‬والهلم‪ ،‬والكرم‪ ،‬والعدل‪ ،‬واإلهسان‪ ،‬واإليثار‪ ،‬ومواسا اآلخرين‪ ،‬وتر‪ُ،‬‬
‫المراأ والجدا ِّل‪ ،‬والاناعةُ‪ ،‬وبذ ُل الجا والمعروف لآلخرين‪ ،‬وإتاثة الملنوف‪ ،‬واإلصالب بين الناس‪،‬‬
‫وشر‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫واألمر بكل خير وبر‪ ،‬والنني عن كل إثم‬
‫وفي ماابل ذل‪ ،‬هذر اإلسالم وننى عن كل خلح لئيم سيئ‪ ،‬يسخط ل تعالى‪ ،‬ويجلب الشرور واآلثام على‬
‫صاهبا‪ ،‬وي‪،‬ر بالمجتم ‪ ،‬ويفاد األمان وااستارار‪ ،‬ويفسد الهيا العامة‪ ،‬ومن ذل‪:،‬السرقة‪ ،‬والزنى‪،‬‬
‫والرشو ‪ ،‬والخيانة‪ ،‬والشح‪ ،‬وال ِّكبْر‪ ،‬والتجسس على الناس‪ ،‬وسوأ الظن بنم‪ ،‬والنميمة‪ ،‬وكثر الهلف‪،‬‬
‫ونشر اإلشاعات‪ ،‬واليثس من رهمة ل‪ ...‬واألصل في عموم ما سبح من األخالق الهسنة و‪،‬دها قول‬
‫اأ و ْال ُم ْنك ِّر و ْالب ْغي ِّ ي ِّع ُ‬
‫ظ ُك ْم‬ ‫آأ ذِّي ْالاُ ْربى وي ْننى ع ِّن ْالفهْ ش ِّ‬ ‫َّللا يث ْ ُم ُر بِّ ْالع ْد ِّل واإلهْ س ِّ‬
‫ان و ِّإيت ِّ‬ ‫ل تـعـالى ‪ِّ { :‬إ َّن َّ‬
‫لعلَّ ُك ْم تذ َّك ُرون } ]النهل ‪. [90 :‬‬

‫‪77‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫أﺳﺑﺎب ﺗﻘوﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫الدرس الخامس‬
‫ﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺗﻛﺎﻓل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬

‫‪11‬‬
‫اﻷﮬﺪاف اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﻗﺎدرا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ﻋزﯾزي اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد دراﺳﺗك ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﺗﻛون‬

‫تعرف ما تميز به اإلسالم عن غيره من النظم في حفظ حق الفرد وحق المجتمع‪.‬‬ ‫•‬
‫تعرف مفهوم الزكاة وزكاة الفطر وأهدافها وغاياتها‪.‬‬ ‫•‬
‫تبين ما يجب من النفقات‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫•‬
‫تتعرف على جملة من الواجبات المالية التكافلية‪.‬‬ ‫•‬

‫‪22‬‬
‫دﻋوة اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‬

‫مما تميز به اإلسالم عن غيره من النظم‪ ،‬أنه حفظ للفرد حقه في العمل والكسب‪ ،‬وحفظ للمجتمع حقه على‬
‫الفرد في المعونة والتضامن؛ لذا دعا إلى الكسب‪ ،‬ورغب في طلب الرزق وأوجبه‪ ،‬وذلك من خالل العمل‬
‫الجاد المنتج النافع‪ ،‬ال فرق في ذلك بين الجهـد البدني والجهد الذهني‪ .‬وطالب كل قادر على العمل أن‬
‫يعمل‪ ،‬وأن يعان على عمله‪ ،‬ليكفي نفسه وأسرته‪ ،‬وفي الحديث الشريف‪ " :‬إن هللا يحب المؤمن المحترف‬
‫" ‪ .‬وفي حديث آخر‪ " :‬ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده‪ ،‬وإن نبي هللا داوود عليه‬
‫السالم كان يأكل من عمل يده"‪.‬‬
‫بل لقد ع َّد اإلسالم العمل والكسب عبادة يؤجر عليها اإلنسان‪ ،‬لما يترتب على ذلك من الكفاية الذاتية‪،‬‬
‫مر على النبي صلى هللا عليه وسلم رجل‪،‬‬‫وتحقيق حاجات المجتمع وتنمية موارده‪ ،‬وفي الحديث الشريف‪َّ :‬‬
‫فرأى الصحابة من نشاطه و َجلَدِّه‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو كان هذا في سبيل هللا؟!‪ .‬فقال لهم الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ " :‬إن كان خرج يسعى على ولده صغارا‪ ،‬فهو في سبيل هللا‪ ،‬وإن كان خرج يسعى على أبوين‬
‫شيخين كبيرين‪ ،‬فهو في سبيل هللا‪ ،‬وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها‪ ،‬فهو في سبيل هللا" ‪ .‬وبذلك‬
‫نرى أن النبي صلى هللا عليه وسلم جعل العمل مكافئًا للجهاد في سبيل هللا‪ ،‬وهذا من أوضح العبادات‪.‬‬
‫ً‬
‫عمال‪ ،‬أو ال‬ ‫أما العاجزون الذين ال يستطيعون العمل لمرض أو شيخوخة‪ ،‬أو القادرون الذين ال يجدون‬
‫أضرت بهم الحروب والكوارث‪ ،‬فلم يتركهم اإلسالم‬‫َّ‬ ‫يكفيهم دخلهم لتحقيق معيشة الئقة بهم‪ ،‬أو الذين‬
‫ألنياب الفاقة والحاجة‪ ،‬بل شرع لهم العديد من التدابير الحاسمة في التكافل االجتماعي لرعايتهم والنهوض‬
‫بهم‪ ،‬وتأمين الحياة المعيشية الالئقة بهم‪ ،‬وبعض هذه الوسائل هي على سبيل الوجوب والفرض‪ ،‬وبعضها‬
‫اآلخر على سبيل الترغيب والندب‪ ،‬وبيان هذا فيما يلي‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫أوﻻ ‪:‬ﺗﺷرﯾﻊ ﻓرﯾﺿﺔ اﻟزﻛﺎة‬
‫ً‬

‫نام أو قابل للنماء‪ ،‬إذا بلغ نصابًا وحال عليه الحول‪.‬‬


‫الزكاة‪ :‬إعطاء نسبة مخصوصة لمستحقها‪ ،‬من مال ٍ‬
‫وهي من فروض اإلسالم‪ ،‬ومن حقوق الفقراء ونحوهم في أموال األغنياء‪ ،‬ليست على سبيل المنحة والمنة‪.‬‬
‫وم } ] المعارج‪.[ 25 – 24:‬‬ ‫{ َوالَّذِّينَ فِّي أَ ْم َوا ِّل ِّه ْم َح ٌّق َّم ْعلُو ٌم ‪ِّ 0‬للسَّآئِّ ِّل َو ْال َمحْ ُر ِّ‬
‫وتطهير المال مما دا َخلَه بغير حق بدون علمه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ومن أهدافها وغاياتها‪ :‬طاعة هللا تعالى و تنفيذ أوامره‪،‬‬
‫وتطهير نفس‬
‫ُ‬ ‫وتطهير نفس الغني من الشح والبخل والمغاالة في حب المال‪ ،‬ودفعُه إلى البذل والعطاء‪،‬‬‫ُ‬
‫ً‬
‫فضال عن إقامة المصالح العامة للمسلمين‪.‬‬ ‫الفقير من الحسد والتطلع إلى ما في أيدي الناس‪،‬‬
‫وال شك أن الزكاة تحد من انتشار الجرائم وخاصة الجرائم المالية؛ ألنها توفر سيولة كريمة بين أيدي‬
‫الفقراء والمحرومين‪ ،‬فيرعوون عن جرائمهم واعتدءآتهم على أموال اآلخرين‪ ،‬وفي جميع هذا يصدق‬
‫قول هللا تعالى‪ُ { :‬خ ْذ ِّم ْن أَ ْم َوا ِّل ِّه ْم َ‬
‫ص َدقَةً ت ُ َ‬
‫ط ِّه ُر ُه ْم َوتُزَ ِّكي ِّه ْم ِّب َها } ] التوبة ‪ .[103 :‬والزكاة وسيلة مهمة‬
‫من وسائل تقوية الروابط االجتماعية‪ ،‬تُذهِّب ال ِّغ َّل والطمع من نفوس الذين ال يملكون ما يكفيهم تجاه الذين‬
‫بعض أموال أغنياء األمة إلى األمة‬ ‫ِّ‬ ‫يملكون ويتنعمون‪ ،‬وتحقق التوازن االقتصادي النسبي حال صرف‬
‫نفسها‪ ،‬ممثلة في فقرائها وبقية مصارف الزكاة المعروفة‪ ،‬وفي هذا السياق جاء التعبير القرآني‪َ{ :‬آتُو ُه ْم‬
‫َّللا الَّذِّي آتَا ُك ْم } ]النور ‪ .[33 :‬وما اليد المعطية واليد اآلخذة إال يدان لكيان واحد‪ ،‬كلتاهما تعمل‬ ‫ِّمن َّما ِّل َّ ِّ‬
‫لخدمة ذلك الكيان‪ ،‬أال وهو كيان األمة المسلمة‪ ،‬التي ال قوام لها وال بقاء إال بتكافل جميع أفرادها وتعاطفهم‬
‫مع بعضهم‪ ،‬ولهذا أجمع الصحابة رضي هللا عنهم على محاربة مانعي الزكاة‪ ،‬الذين منعوا حق هللا تعالى‪،‬‬
‫وشقوا وحدة األمة‪ .‬وتذكر الروايات التاريخية‪ :‬أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه كان يعطي الفقراء ما‬
‫يغنيهم ويعينهم على القيام بمشاريع وأعمال تجارية وإنتاجية تنموية‪ ،‬تدر عليهم المال الوفير‪ ،‬بحيث‬
‫يبدؤون حياة جديدة يودِّعون فيها الفقر والبطالة واستجداء الناس‪ ،‬وكان يقول‪ " :‬إذا أعطيتم فأغنوا " ‪.‬‬
‫ولنا أن نتصور‪ :‬كم ستبلغ أموال الزكاة لو أخرجها أغنياء المسلمين جميعهم‪ ،‬من نقودهم وزروعهم‬
‫وتجاراتهم وعقاراتهم ومواشيهم وبقية ثرواتهم المستثمرة في عموم العالم اإلسالمي وخارجه؟‪ .‬وكم ستَ ُ‬
‫س ُّد‬
‫س ِّرهم السعادة والهناء ؟!‪.‬‬
‫من حاجات إخوانهم الفقراء‪ ،‬وتعيد إليهم وإلى أ َ‬

‫‪44‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﺷرﯾﻊ زﻛﺎة اﻟﻔﻃﺮ‬
‫ً‬

‫هي واجبة على كل مسلم‪ ،‬ذكر أو أنثى‪ ،‬صغير أو كبير‪ ،‬عنده قوتُ يوم العيد‪ ،‬قال هللا تعالى‪ { :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح‬
‫َمن تَزَ َّكى } ]األعلى‪ . [14 :‬قال بعض أهل التفسير‪ :‬نزلت في زكاة الفطر التي تؤدى قبل صالة عيد‬
‫الفطر‪.‬‬
‫لتصرفٍ قد يُن ِّقص أجر صيامه‪ ،‬ففي الحديث الشريف‪ " :‬فرض رسول‬ ‫ُّ‬ ‫وقد ُ‬
‫ش ِّرعت طهرة للصائم‪ ،‬وتالفيًا‬
‫حر أو عبد‪ ،‬ذكر أو‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير‪ ،‬على كل ٍ‬
‫ش ِّرعت سدا لحاجة المحتاجين ومعونة لهم؛ ليشاركوا بقية أفراد المجتمع بفرحة‬ ‫أنثى من المسلمين" ‪ .‬كما ُ‬
‫العيد‪ ،‬بعيدا عن الحاجة والسؤال في هذا اليوم‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه الوسيلة من التكافل االجتماعي تلزم مئات الماليين من المسلمين الميسورين‪ ،‬ويستفيد منها‬
‫ضا من المسلمين الفقراء والمحرومين‪ ،‬مهما كانت صعوبة األوضاع االقتصادية‪ ،‬ولذلك‬ ‫مئات الماليين أي ً‬
‫فإن زكاة الفطر تغني اآلخذين وال تفقر المعطين‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪:‬ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟواﺟﺑﺔ‬

‫عا من النفقات يلزم دفعها إليهم عن طواعية واختيار‪ ،‬فإن امتنع أقرباؤهم‬
‫فرض اإلسالم لبعض األقرباء أنوا ً‬
‫ع ْي هذه النفقات الواجبة على‬
‫جبرا عن طريق القضاء‪ .‬ونشير هنا إلى نو َ‬ ‫األغنياء عن أدائها‪ ،‬أُلزموا بها ً‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬النفقة على الزوجة‪ :‬هي واجبة باالحتباس ال بالفقر‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ { :‬وع َلى ْال َم ْولُو ِّد لَهُ‬
‫تفرغ أوقاتها‪ ،‬وتحتبس نفسها للقيام بشؤون‬ ‫وف } ] البقرة ‪ .[233 :‬ألن الزوجة ِّ‬ ‫ِّر ْزقُ ُه َّن َو ِّكس َْوت ُ ُه َّن بِّ ْال َم ْع ُر ِّ‬
‫الزوج واألوالد ورعاية البيت واألسرة‪ ،‬وتهيئة المناخ المناسب لحياة سعيدة وهانئة‪ ،‬وكل هذا مما يقوي‬
‫الروابط االجتماعية ويحقق التكافل األسري‪.‬‬
‫وهذا الذي تقدم خالف ما عليه العمل في المجتمعات غير اإلسالمية‪ ،‬حيث امتنع الزوج من إعالة الزوجة‬
‫بتأييد من القانون‪ ،‬وفرض عليها المجتمع أن تعمل‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬النفقة على األقارب‪ :‬هي واجبة على الرجل الموسر لوالديه وأوالده وأقربائه المحتاجين‪،‬‬
‫ضى َربُّكَ أَالَّ تَ ْعبُدُواْ إِّالَّ إِّيَّاهُ َوبِّ ْال َوا ِّل َدي ِّْن إِّحْ َ‬
‫سانًا } ] اإلسراء ‪.[23 :‬‬ ‫واألصل في ذلك قوله تعالى‪َ { :‬وقَ َ‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم لزوجة أبي سفيان‪" :‬خذي ـ أي من مال زوجك ـ ما يكفيك وول َدك‬
‫بالمعروف" ‪.‬‬
‫وولَدِّه الذكور واإلناث إذا كانوا فقراء وكان له‬
‫قال ابن قدامة في المغني‪ :‬ويُجْ بر الرجل على نفقة والديه َ‬
‫ما ينفق عليهم ‪.‬‬
‫وفي مذهب الحنابلة‪ :‬تجب النفقة على الرجل الموسر ألقربائه الفقراء من ذوي الفروض والعصبات‪ ،‬إ ْذ‬
‫ك ُّل قريب يرث قريبه الفقير العاجز عن الكسب لو مات غنيًا‪ ،‬تجب عليه نفقته حال فقره وعجزه؛ ألن من‬
‫ث ِّمثْ ُل ذلِّكَ } ] البقرة ‪.[233 :‬‬
‫علَى ْال َو ِّار ِّ‬ ‫المقرر في اإلسالم‪ :‬أن الغُ ْرم بالغُ ْنم ‪ .‬قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫{و َ‬
‫وبناء على هذا‪ ،‬تجب النفقة في مال القريب الموسر للمحتاجين إليها من أصوله وفروعه‪ ،‬وإخوته وأخواته‪،‬‬
‫وأعمامه وأبنائ هم‪ ،‬ونحو هؤالء من الوارثين أصحاب الفروض والعصبات‪ ،‬ال العمات والخاالت اللواتي‬
‫لهن أقرباء من ذوي الفروض والعصبات ينفقون عليهن‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن اإلسالم َّ‬
‫نظم صورة تكاملية ـ ليس لها مثيل في األنظمة األخرى ـ لتحقيق مزيد من التكافل‬
‫االجتماعي وتقوية الروابط بين أطراف المجتمع؛ ألن المجتمع في الحقيقة يتكون من مجموعات األسر‬
‫كلها‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﺗﺷرﯾﻊ واﺟﺑﺎت‬
‫ً‬
‫ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﺗﻛﺎﻓﻠﯾﺔ‬

‫حرص اإلسالم على تحقيق أكمل صورة من التكافل االجتماعي‪ ،‬وذلك حين أوجب تشريعات مالية أخرى‬
‫على المسلمين من مثل‪ :‬النذور‪ ،‬والكفارات‪ ،‬وال َهدْي الواجب في الحج‪ ،‬واألضاحي ـ وهي واجبة عند‬
‫الحنفية ـ ودية القتل الخطأ على العاقلة{العصبة)‪ ،‬والمواريث ونحوها مما تقوم عليه منظومة التآلف‬
‫والتكافل االجتماعي في اإلسالم من أجل سد الخلل قدر اإلمكان‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬ﺗﺷرﯾﻊ‬
‫ً‬
‫اﻟﺻدﻗﺎت اﻟﺗﻃﻮﻋﯾﺔ‬

‫لم يقتصر اإلسالم في تشريع ما يحقق التكافل االجتماعي على الزكاة والنفقات الواجبة‪ ،‬بل عضَّد ذلك‬
‫بالدعوة إلى البذل االختياري المفتوح دون حدود‪ ،‬وذلك من خالل ما يعرف بالصدقات التطوعية‪ :‬النقدية‬
‫والعينية‪ ،‬التي يبذلها المسلم للفقراء والمحتاجين ونحوهم‪ ،‬ابتغاء ثواب هللا تعالى ورضوانه‪ ،‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫علَ ْي ِّه ْم َوالَ ُه ْم يَحْ زَ نُونَ‬ ‫عالَنِّيَةً فَلَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِّعن َد َربِّ ِّه ْم َوالَ خ َْو ٌ‬
‫ف َ‬ ‫{ الَّذِّينَ يُ ْن ِّفقُونَ أَ ْم َوالَ ُه ْم بِّاللَّ ْي ِّل َوالنَّ َه ِّ‬
‫ار ِّس ًّرا َو َ‬
‫} ]البقرة‪.[274:‬‬
‫كثيرا‪ ،‬فينقذ أسرة من جوع ومرض‬ ‫ً‬ ‫إنه ال ينبغي ألحد أن يحتقر الصدقة القليلة؛ ألن القليل يصير بمثله‬
‫عا ألسرة محتاجة‪ ،‬فيفتح لها طريق الغنى واالعتماد على النفس‪ ،‬ولهذا يقول النبي‬ ‫يمول مشرو ً‬
‫ع ِّريٍ‪ ،‬أو ِّ‬
‫و ُ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬اتقوا النار ولو بشق تمرة" ‪.‬‬
‫ت التطوعية إلى أنواع‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫هذا‪ ،‬ويقسم العلما ُء الصدقا ِّ‬
‫النوع األول‪ :‬الصدقة النافلة المطلقة‪ :‬يجوز أن تكون نقدية أو عينية‪ ،‬كطعام أو كساء أو عالج أو أدوات‪،‬‬
‫قليلة أو كثيرة‪ ،‬وهي ال ترتبط بزمان وال مكان‪ ،‬وفيها يصدق قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬إن هللا‬
‫يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه‪ ،‬فيُربِّيها ألحدكم‪. " ...‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الصدقة الجارية‪ :‬هي‪ :‬الوقف‪ ،‬ومعناه‪ :‬تحبيس األصل وتسبيل المنفعة ‪ .‬أي‪ :‬التنازل عن‬
‫ملكية ذات المال هلل تعالى‪ ،‬من أجل أن ينتفع به الناس‪ ،‬وذلك كوقف المساجد ولوازمها‪ ،‬والمدارس‬
‫والمكتبات والمسـتشفيات والبيوت والمزارع ومياه الشـرب وغيرها‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬إذا‬
‫مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له " ‪.‬‬
‫وقد بلغ المسلمون الذروة في اإلقبال على الوقف الخيري العام‪ ،‬والوقف ال ُّذري األهلي‪ ،‬على الذرية و‬
‫األهل فما تجد بلدًا إال وفيها مساجد أو مدارس أو مساكن أو مستشفيات أو مياه موقوفة‪ ،‬رغبة في ثواب‬
‫ً‬
‫وبذال ألسباب التكافل االجتماعي‪ ،‬وإعانة للناس على العيش في سعادة ورخاء‪.‬‬ ‫هللا تعالى‪،‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الوصايا‪ :‬هـي تبرعات مالية مضافة إلى ما بعد الموت‪ ،‬تُصرف ألصحابها بعد وفاء‬
‫الديون‪ ،‬م َّما ال يزيد على ثلث التركة‪ ،‬حتى يستدرك بها اإلنسان ما قد يكون فاته من أعمال البر والخير‪،‬‬
‫ُوزع الباقي بين الورثة‪ ،‬وهي تسهم في تقوية الروابط االجتماعية وزيادة التآلف بين الناس‪ ،‬وفي‬‫ثم ي َّ‬

‫‪77‬‬
‫الحديث الشريف‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم عاد سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه في مرضه‪،‬‬
‫فسأله‪ :‬أَفَأ ُ ْو ِّ‬
‫صي بمالي كله؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ...‬قال‪ :‬فبالثلث؟‪ .‬قال‪ :‬الثلث والثلث كثير ‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬العواري والمنائح والقروض الحسنة واألعطيات والهدايا والهبات‪ :‬هي من صور التكافل‬
‫صد بها التيسير على اآلخرين‪ ،‬وتفريج كرباتهم‪ ،‬والتحبُّب إليهم‪،‬‬
‫االجتماعي وأعمال البر واإلرفاق‪ ،‬التي يُق َ‬
‫طمعًا في ثواب هللا وحده وحسن جزائه‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم في العواري والمنائح‪ " :‬من كانت‬
‫له أرض فليزرعها‪ ،‬أو ليمنحها أخاه فليزرعها" ‪.‬‬
‫وقال أيضا في ال ِّهبات ونحوها‪ " :‬تها َد ْوا تحابُّوا‪ ،‬وتصافحوا يَذهب ال ِّغ ُّل عنكم" ‪.‬‬

‫علَى ْال ِّ‬


‫بر َوالت َّ ْق َوى } ]المائدة ‪.[2 :‬‬ ‫اونُواْ َ‬
‫وفي عموم ما تقدم في هذا النوع يصدق قوله تعالى‪َ { :‬وتَعَ َ‬
‫معالم‬
‫َ‬ ‫تشريع‬
‫ِّ‬ ‫وهكذا يتضح‪ :‬مدى حرص اإلسالم على استكمال أسباب الروابط االجتماعية‪ ،‬من خالل‬
‫للتكافل االجتماعي‪ ،‬على سبيل الوجوب‪ ،‬أو على سبيل االستحباب‪ ،‬وهذا مما لم يعرف في أي تشريع أو‬
‫نظام آخر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫أهم المشكالت االجتماعية‪ ،‬وسبل الوقاية‬
‫منها‪ ،‬وعالجها‬

‫الدرس األول‬
‫انحراف بعض الشباب‪ ،‬االنحراف الفكري والسلوكي‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تعرف خطر االنحراف الفكري والسلوكي لدى الشباب‪.‬‬


‫• تدرك أهمية المحافظة على الهوية والشخخخخخخخسالخخخخخخخية اةسخخخخخخخالمية المتميزة بعقيدتها‬
‫وسلوكها وعاداتها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫انحراف بعض الشباب‪ ،‬االنحراف‬
‫الفكري والسلوكي‬

‫وبيان سخخخخخبل الوقاية‬ ‫ال تسلو حياة المسخخخخخلمين المعانخخخخخرة من مشخخخخخكالت تنتظر التشخخخخخسي‬
‫والعالج‪ ،‬ومن هذه المشكالت ما يلي‪:‬‬

‫انحراف بعض الشباب‪:‬‬

‫ال يسفى أن الشخخخخخخخباب الالخخخخخخخالج مالخخخخخخخدر قوة للمآلتمعات‪ ،‬فعليهم تعقد ا مال‪ ،‬وب راداتهم‬
‫الآلادة وسخخخخخخواعدهم المنتآلة‪ ،‬تتحقق الطموحات السخخخخخخامية‪ ،‬أما نوا كانوا فاسخخخخخخدين‪ ،‬ف نهم‬
‫يكونون سببا في تدمير أنفسهم‪ ،‬وتدمير مآلتمعهم وتحطيم آمالهم وآماله‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ومن أهم أنواع انحراف الشباب ما يلي‪:‬‬

‫أفكارا يير سخخخخخخوية تهدم‬


‫ً‬ ‫‪ .1‬االنحراف الفكري‪ :‬وهو أخطر أنواع االنحراف‪ ،‬حيث يعتنق الشخخخخخخباب‬
‫خالعلن مخانيخة [العخالمخانيخة ‪ ،‬والقوميخة‪ ،‬وانتقخاأ أحكخام اةسخخخخخخخالم‪ ،‬أو اعتقخاد عخدم‬
‫معخالم الخدين‪ ،‬ك م‬
‫وجوب الحكم بما أنزل الله‪ ،‬أو انتقاأ الالخخحابة والسخخلص الالخخالج‪ ،‬أو التشخخكيك في الح خخارة‬
‫اةسخخخخخخالمية ومقوماتها ‪ ،‬أو الفهم السانى لمعنى الق خخخخخخا والقدر‪ ،‬أو التشخخخخخخدد في األخذ‬
‫بتعخاليم الخدين وأحكخامخه‪ .‬ويخال ًبخا مخا يترتخب على هخذا االنحراف الفكري‪ ،‬التسخخخخخ خبخب في هخدم‬
‫الدين من داخله أو من خارجه‪.‬‬

‫أبدا‪،‬‬
‫ويشخهد لهذا ما ورد‪ :‬أن بعض أنخحاب النبي نخلى الله عليه وسخلم قال‪ :‬أنا أنخلي الليل ً‬
‫أبدا‪ ،‬فآلا نليهم‬
‫وقال آخر‪ :‬أنا أنخوم الدهر وال أفطر‪ ،‬وقال آخر‪ :‬أنا أعتزل النسخخخخخخخخخخا فال أتزوج ً‬
‫النبي نلى الله عليه وسلم فقال‪(( :‬أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟‪ .‬أما والله نني ألخشاكم لله‬
‫وأتقاكم له‪ ،‬لكني أنخخخخخخخوم وأفطر‪ ،‬وأنخخخخخخخلي وأرقد‪ ،‬وأتزوج النسخخخخخخخا ‪ ،‬فمن ريب عن سخخخخخخخنتي‬
‫فليس مني))‪.‬‬

‫وهكخذا اسخخخخخخختطخاع النبي نخخخخخخخلى اللخه عليخه وسخخخخخخخلم ببيخانخه أن يحقق األمن الثقخافي للمآلتم‬
‫المسخخخخخخخلم‪ ،‬ويحميخه من االنحراف الفكري والللو في الخدين ونن كخانخم دواعيخه سخخخخخخخاميخة ل ال‬
‫يالخخخخير هاال النفر قدوة لليرهم‪ ،‬في السروج على سخخخخنن االعتدال والوسخخخخطية التي جا بها‬
‫خببا في تشخخخخدد المآلتم‬
‫ييرهم بلير علم وال هدى‪ ،‬ويكونون سخخخ ً‬
‫اةسخخخخالم‪ ،‬وحين ذ ُّي ر خخ خله ون م‬
‫الناس عنه‪.‬‬
‫م‬ ‫وانلالقه على واته‪ ،‬فيهدمون اةسالم من داخله و ينفرون‬

‫‪33‬‬
‫وممخخا يهخخدم الخخدين من خخخارجخخه نقبخخال بعض الشخخخخخخخبخخاب على الثقخخافخخات واألفكخخار التي تسخخالص‬
‫اةسالم‪ ،‬وتادي نلى زعزعة فطرتهم‪ ،‬وخلسلة معتقداتهم‪ ،‬وولك قبل أن يتعمقوا في دين‬
‫في‬ ‫يكونوا ألنفسخخخخهم حالخخخخانة فكرية تحميهم من االنزال‬
‫الله ويحيطوا بمعالمه العامة‪ ،‬و ِّ‬
‫مررت بيهودي من‬
‫ُّ‬ ‫قلم للنبي نلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الشبهات واتِّ باع يير الحق‪ ،‬قال عمر ‪:‬‬
‫يهود قريظخة‪ ،‬فكتخب لي جوام من التوراة ألعرضخخخخخ خهخا عليخك‪ ،‬قخال‪ :‬فتلير وجخه رسخخخخخخخول اللخه‬
‫نخخلى الله عليه وسخخلم‪ ،‬قال عبد الله بن ‪:‬ابم‪ :‬فقلم لعمر‪ :‬أال ترى نلى ما بوجه النبي نخخلى‬
‫فسخخ ِّري‬
‫رسخخوال‪ ،‬قال‪ُّ :‬‬
‫ً‬ ‫الله عليه وسخخلم؟‪ .‬فقال عمر‪ :‬رضخخينا بالله ًربا وباةسخخالم دينً ا وبمحمد‬
‫عن النبي نخخخخخخلى الله عليه وسخخخخخخلم ‪:‬م قال‪(( :‬والذي نفسخخخخخخي بيده‪ ،‬لو أنخخخخخخبج موسخخخخخخى بين‬
‫وس معه نال أن يتبعني‪ ،‬ولو تركتموني ل للتم )) ‪.‬‬
‫أظ ُّه رركم‪ ،‬ما ر‬
‫ن‬

‫وال يفهمن أحخد أن اةسخخخخخخخالم يمن من االبتكخار والتآلخديخد واالنفتخاح على العلوم والثقخافخات‬
‫األخرى النافعة‪ ،‬نو ال يسفى ما حفلم به آيات القرآن الكريم‪ ،‬وأحاديث النبي نخخخخلى الله عليه‬
‫خخخخخخانها‪ ،‬ومن هذا‬ ‫ينمي المآلتمعات‪ ،‬ويرف من‬
‫وسخخخخخخلم من الدعوة نلى العلم الناف الذي ِّ‬
‫قوله تعالى‪ { :‬مو ُّقل ر ِّب رز ندنر ي رعلن ًما } ] نه ‪ .[114 :‬وقوله نخخلى الله عليه وسخخلم ‪(( :‬الحكمة‬
‫ضالة المامن‪ ،‬فحيث وجدها فهو أحق بها ))‪.‬‬

‫‪ .2‬االنحراف السخلوكي‪ :‬ال يسفى وجود بعض مظاهر االنحراف السخلوكي عند بعض المسخلمين‬
‫في المعخامالت المخاليخة وفي األخال ‪ ،‬وقخد نت عن ولخك ازديخاد أعمخال الفسخخخخخخخاد والآلريمخة‪،‬‬
‫من نالخخخخخخخب‪ ،‬واحتيخال‪ ،‬وسخخخخخخخرقخة‪ ،‬وأكخل للمخال بخالبخانخل‪ ،‬ومحخابخاة‪ ،‬ونفعيخة‪ ،‬ف خخخخخخ ًخال عن التبرج‪،‬‬
‫واالختالط الممنوع‪ ،‬والتوانخخخخخخخل بين الشخخخخخ خبخاب والفتيخات خخارج حخدود الشخخخخخخخرع‪ ،‬والآلرأة على‬
‫اقتراف المنكرات‪ ،‬والتقانخخخخخخخر عن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬واالسخخخخخخختهتار با خرين‬
‫وعدم االستحيا منهم‪...‬‬

‫كما نم رشخخخخ مل التشخخخخبه بلير المسخخخخلمين في األعياد‪ ،‬والمناسخخخخبات‪ ،‬والمواسخخخخم‪ ،‬واالجتماعات‪،‬‬


‫والمهرجانات‪ ،‬وأزيا المالبس{الموضخخخخخخات)‪ ،‬وفي حفالت الزواج‪ ،‬وفي العطلة األسخخخخخخبوعية‪،‬‬
‫واةجخازات‪ ،‬ونحو ولخك ممخا فيخه ابتعخاد عن هخدي النبوة‪ ،‬وينطبق عليخه حخديخث‪ :‬ه من تشخخخخخ خبخه‬
‫بقوم فهو منهم ه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫خخسالخخيتهم‪،‬‬ ‫تآلنبا لحبهم ومواالتهم‪ ،‬وتقم‬
‫ً‬ ‫هذا‪ ،‬وننما نهينا عن التشخخبه بلير المسخخلمين‬
‫وحفاظا على الهوية اةسخخخخخخالمية والشخخخخخخسالخخخخ خية المسخخخخخخلمة المتميزة بعقيدتها وسخخخخخخلوكها‬ ‫ً‬
‫وعاداتها ووالئها لدين الله تعالى القائل‪ { :‬رنخخ نب مل مة الل ره مو مم نن مأ نح مسخخ ُّن رم من الل ره رنخخ نب مل ًة مونم نح ُّن لم ُّه‬
‫] البقرة ‪.[138 :‬‬ ‫دون }‬
‫مع راب م‬

‫هخخذا‪ ،‬وال ينبلي السلل بين عبخخادات يير المسخخخخخخخلمين وعخخاداتهم‪ ،‬وبين ننآلخخازاتهم التي فيهخا‬
‫مالخخخخخخخلحخة للمسخخخخخخخلمين في حيخاتهم الخدنيويخة‪ ،‬كخاالبتكخارات واالختراعخات والمالخخخخخخخالج األخرى‬
‫المشخخخخخابهة‪ ،‬ف نه ينبلي االسخخخخختفادة منها والعمل بها‪ ،‬وهي ليسخخخخخم من التشخخخخخبه بهم في‬
‫خخخخخي ‪ ،‬ويشخخخخخهد لهذا‪ :‬اقتراح سخخخخخلمان الفارسخخخخخي ‪ ‬على النبي نخخخخخلى الله عليه وسخخخخخلم حفر‬
‫السند لالد هآلوم األحزاب على المدينة‪ ،‬وقوله للنبي نلى الله عليه وسلم‪ :‬كانم الفرس‬
‫تالخخخخخخخن مثخل هخذا نوا حزبهم البخاس‪ ،‬فخاقر النبي نخخخخخخخلى اللخه عليخه وسخخخخخخخلم هخذا االقتراح‪ ،‬وأمر‬
‫أنحابه بحفر السند ‪....‬‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫أهم المشكالت االجتماعية‪ ،‬وسبل الوقاية‬
‫منها‪ ،‬وعالجها‬

‫الدرس الثاني‬
‫انتشار وسائل اإلعالم المضلِّ لَ ة‪ ،‬وضعف صلة كثير من‬
‫الشباب بعلماء اإلسالم‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تدرك الرسالة التي ينبغي أن يؤديها اإلعالم الهادف‪.‬‬


‫• تعلم خطر وسائل اإلعالم المضللة‪.‬‬
‫• تتعرف على الطرق التي تحمي من أخطار وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫• تدرك أهمية ارتباط الشباب بالقدوات وأهل العلم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫انتشار وسائل اإلعالم المضلِّ لَ ة‪ ،‬وضعف‬
‫صلة كثير من الشباب بعلماء اإلسالم‬

‫ب‪ .‬انتشار وسائل اإلعالم المضللة‪:‬‬


‫يكاد يتفق الباحثون على أن اإلعالم بمعناه الصحيح هو‪ :‬تزويد الناس بالمعلومات الصحيحة‪،‬‬
‫والترفيه عنهم بنشر األخبار الصادقة‪ ،‬واإلبداعات المفيدة‪ ،‬والحقائق والحوادث وغيرها‪ ،‬مما‬
‫يساعد على فهم المشكالت وتكوين رأي صائب ينمي المجتمع ويرتقي بأفراده‪ .‬فإذا خلت‬
‫وسائل اإلعالم من هذه المعاني‪ ،‬صارت وسائل تضليل وتدمير للناس‪.‬‬

‫وقد تعددت وتنوعت وسائل اإلعالم المعاصرة من مقروءة ومسموعة ومرئية‪ ،‬وإن كثيرا‬
‫من مواقع " اإلنترنيت " وقنوات " التلفزيون " من أخطر هذه الوسائل اإلعالمية‪ ،‬فهي قد‬
‫أخذت مكان الصدارة في شؤون التربية والتعليم والترفيه والتوجيه والتأثير وخاصة على‬
‫الناشئة‪ ،‬بما فيها من إمكانيات متنوعة وفائقة وجذابة‪ ،‬يسهل التعامل معها والوصول إليها‬
‫في أغلب األحيان واألماكن‪.‬‬

‫وال يخفى أن النسبة العظمى من هذه الوسائل اإلعالمية بما هي عليه اآلن‪ ،‬تقوم بعملية‬
‫بعيدا عن القيم اإلنسانية النبيلة‪ ،‬والسلوك الفطري السوي‪ ،‬وعن تعاليم‬
‫ً‬ ‫غسيل المخ‬
‫كبارا‬
‫ً‬ ‫عرض فيها على جميع أفراد األسرة والمجتمع ـ‬
‫اإلسالم وهديه ومقاصده‪ ،‬حيث تُ َ‬
‫ورجاال‪ ،‬مثقفين وغير مثقفين ـ األفكار والقيم الضالة المحطمة للعقيدة‬
‫ً‬ ‫وصغارا‪ ،‬نساء‬
‫ً‬
‫والمدمرة لألخالق‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد أجرى الدكتور محيي الدين عبد الحليم دراسة جادة بحث فيها اآلثار السلبية‬
‫للتلفزيون على مجموعات من الشباب في ست جامعات مصرية‪ ،‬فتبين له‪ :‬أن كِ َّفة السلبيات‬
‫رجحت على كفة اإليجابيات‪ ،‬وأن كثيرا من التمثيليات ال تقدم ما يفيد‪ ،‬وأنها تحطم قيم‬
‫المجتمع الدينية وأخالقه الفاضلة‪ ،‬وتساعد على االنحراف‪ ،‬وتدفع إلى الرذيلة‪ ،‬وتقتل‬
‫قبل على مشاهدة‬
‫الوقت‪ ،‬وال تتناول قضايا المجتمع ومشاكله‪ ،‬وأن الجمهور وإن كان ُي ِ‬
‫وسائل اإلعالم هذه‪ ،‬فليس معنى ذلك أنه مقتنع بها أو راض عن هذه األعمال‪ ،‬وإنما يراها‬
‫لقوة تأثيرها وانعدام البدائل األخرى‪. ...‬‬

‫‪33‬‬
‫إنه ال يسع المسلم أمام هذه األخطار المحدقة به من وسائل اإلعالم المضللة‪ ،‬إال أن يعمد‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ مراقبة الله تعالى في السر والعلن‪ ،‬وطلب رضوانه من خالل العمل على مقاطعة الوسائل‬
‫أيضا على دعوة‬
‫والمواقع والقنوات اإلعالمية التي اشتهرت باالنحراف والفساد‪ ،‬والعمل ً‬
‫اآلخرين إلى مقاطعتها والتحذير منها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تنظيم األوقات في مشاهدة وسائل اإلعالم فيما فيه جدية ظاهرة ونفع وفائدة‪ ،‬وعدم‬
‫عموما‪ ،‬وعدم تضييع‬
‫ً‬ ‫االنجرار وراء وسائل اإلعالم واالنغماس في مسلسالتها وبرامجها‬
‫األوقات فيما ال جدوى فيه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ملء أوقات الفراغ باألعمال والهوايات المفيدة‪ ،‬كالقراءة الهادفة‪ ،‬والرياضة المناسبة‪ ،‬وزيارة‬
‫األقارب واألصدقاء‪ ،‬وتقوية الوازع الديني بحضور المحاضرات والندوات ونحوها من‬
‫النشاطات الثقافية واالجتماعية والتطوعية النافعة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ عدم السكوت على هذه المواقع والمشاهد والمواقف المنحرفة والمضللة‪ ،‬بل مناقشة‬
‫أفكارها‪ ،‬وبيان أخطارها ـ للصغار والكبار ـ وتحذيرهم منها‪ ،‬وتجلية الموقف الصحيح الذي‬
‫اح َش ُة ِفي الَّ ِذ َ‬
‫ين َآمنُ واْ لَ ُه ْم‬ ‫ون َأن تَ ِش َ‬
‫يع الْ َف ِ‬ ‫ين ُي ِح ُّب َ‬‫تحجبه عن الناس‪ .‬قال الله تعالى‪ِ { :‬إ َّن الَّ ِذ َ‬
‫ون } ] النور ‪.[ 19 :‬‬ ‫اآلخ َر ِة َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َو َأنْ تُ ْم َال تَ ْعلَ ُم َ‬
‫الدنْ َيا َو ِ‬ ‫اب َألِ ٌ‬
‫يم ِفي ُّ‬ ‫َع َذ ٌ‬

‫ج ـ ضعف صلة كثير من الشباب بعلماء اإلسالم‪:‬‬


‫أثرا‪ ،‬ابتعاد كثير من الشباب عن علماء الدين وضعف الصلة‬
‫من أخطر المشكالت االجتماعية ً‬
‫بمجالسهم‪ ،‬وعدم االهتمام بها‪ ،‬ظنً ا منهم أنهم قادرون بأنفسهم على تكوين مشاعر‬
‫إيمانية‪ ،‬وأخالق دينية‪ ،‬وثقافة إسالمية كافية من الكتب التي تقع عليها أيديهم‪ ،‬أو من‬
‫وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫والواقع غير ذلك؛ ألن علماء األمة الربانيين‪ ،‬هم منارات الهدى في أي مجتمع؛ بما أعطاهم‬
‫عرف به الحالل من الحرام‪ ،‬والصواب من الخطأ‪،‬‬
‫الله تعالى من العلم النافع‪ ،‬الذي ُي َ‬
‫وهم الحصانة لألفراد في السراء والضراء‪ ،‬ولهذا فضلهم الله تعالى على غيرهم فقال { ُق ْل‬
‫ون ِإنَّ َما َيتَ َذكَّ ُر ُأ ْولُ و َ‬
‫األلْ َبابِ } ]الزمر‪.[9:‬‬ ‫ين َال َي ْعلَ ُم َ‬
‫ون َوالَّ ِذ َ‬
‫ين َي ْعلَ ُم َ‬
‫َه ْل َي ْستَ ِوي الَّ ِذ َ‬

‫إن العلماء هم ورثة األنبياء‪ ،‬وإن صحبتهم من أقوى العوامل في إصالح الفرد المسلم‪،‬‬
‫وتعميق إيمانه‪ ،‬وتطبيع أخالقه على االعتدال من غير إفراط وال تفريط‪ ،‬وتفقيهه أمور الدين‪،‬‬
‫تربويا‪ ،‬واألخذ بيده نحو الكمال المنشود ‪َ { :‬ي َـأ ُّي َها الَّ ِذ َ‬
‫ين َآمنُ واْ اتَّ ُقواْ‬ ‫ً‬ ‫روحيا‪ ،‬وتكوينه‬
‫ً‬ ‫وإعداده‬

‫‪44‬‬
‫أي‬
‫ين } ]التوبة ‪ .[119 :‬وعن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول الله‪ُّ :‬‬
‫الص ِاد ِق َ‬
‫اللَّ َه َوكُ ونُ واْ َم َع َّ‬
‫منطقه‪ ،‬وذكَّ ركم باآلخرة عملُ ه"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الله رؤيتُ ه‪ ،‬وزاد في عملكم‬
‫جلسائنا خير ؟ قال‪" :‬من ذكَّ ركم َ‬

‫إن مما ينبغي على شباب هذه األمة‪ ،‬توثيق صلتهم بالعلماء الربانيين المخلصين وتقويتها‪،‬‬
‫واإلكثار من زياراتهم‪ ،‬وحضور مجالسهم والتعلم منهم‪ ،‬واحترامهم وإكرامهم‪ ،‬وعرض‬
‫المشكالت عليهم‪ ،‬واالستماع إلى آرائهم وتوجيهاتهم‪ ،‬وتلك الصفات ـ بحق ـ من أهم أسباب‬
‫أيضا من أبرز عوامل االرتقاء باألمة‪،‬‬
‫الحصانة من االنحراف بكافة أنواعه وصوره‪ ،‬وهي ً‬
‫وتحقيق آمالها وطموحاتها‪ ،‬وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها المسلمون‪،‬‬
‫فقربت إليه بغلته ليركبها‪ ،‬فجاء ابن عباس ‪‬‬
‫قال الشعبي‪ :‬صلَّ ى زيد بن ثابت ‪ ‬على جنازة‪ُ ،‬‬
‫فأخذ بركابه‪ ،‬فقال زيد‪ :‬خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس‪:‬‬
‫هكذا ُأ ِم ْرنا أن نفعل بعلمائنا‪َّ ،‬‬
‫فقبل زيد يده وقال‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫فضال عما تقدم ذكره من سبل الوقاية والعالج‬


‫ً‬ ‫سبل الوقاية من هذه المشكالت وعالجها‪:‬‬
‫للمشكالت االجتماعية اآلنفة‪ ،‬يجدر التنويه بسبل أخرى منها‪:‬‬

‫‪ .1‬تحصين الشباب بالثقافة اإلسالمية الواعية من خالل االهتمام بالرعاية األسرية والبرامج‬
‫اإلعالمية الدينية والتربوية‪ ،‬وربطهم بالمساجد‪ ،‬وتعريفهم باألحكام الشرعية لتلك‬
‫ون‬
‫ين َي ْعلَ ُم َ‬
‫المشكالت‪ ،‬والخطورة المترتبة عليها‪ ،‬قال الله تعالى‪ُ { :‬ق ْل َه ْل َي ْستَ ِوي الَّ ِذ َ‬
‫ون ِإنَّ َما َيتَ َذكَّ ُر ُأ ْولُ و َ‬
‫األلْ َبابِ } ]الزمر‪.[9:‬‬ ‫ين َال َي ْعلَ ُم َ‬
‫َوالَّ ِذ َ‬
‫لرجال وشبابٍ ونساءٍ كانوا في موضع‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .2‬اإلكثار من ذكر القصص والنماذج والمواقف التاريخية‬
‫القدوة الصالحة‪ ،‬وقد قيل‪:‬إن الحكايات جند من جنود الله تعالى‪ ،‬يثبت بها قلوب أوليائه‪،‬‬
‫وهذا مصداق قوله تعالى‪َ { :‬وكُ ًـال نَّ ُق ُّص َعلَ ْي َك ِم ْن َأنْ َباءِ ُّ‬
‫الر ُس ِل َما نُ َثب ُت ِب ِه ُف َؤ َاد َك }‬
‫] هود ‪.[120 :‬‬
‫‪ .3‬حث الشباب والفتيات على الزواج المبكر‪ ،‬وتيسير أسبابه لهم‪ ،‬وتقليل المهور ونفقات‬
‫األعراس؛ لتحصينهم ضد اإلغراءات والمفاسد‪(( :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة‬
‫فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له ِو َجاء))‪.‬‬
‫المحرم‪ ،‬في‬
‫َّ‬ ‫‪ .4‬عدم التهاون مع المتبرجات‪ ،‬ومنع الخلوة والمحادثات الفاتنة‪ ،‬واالختالط‬
‫المجالس والمنتديات ونحوها‪ ،‬والعمل على تجنُّ ب ما يثير الغرائز‪ ،‬ومحاسبة من يجترئ على‬
‫وج ُه ْم ذلِ َك َأزْ كَ ى‬
‫ين َي ُغ ُّضواْ ِم ْن َأ ْب َص ِار ِه ْم َو َي ْح َف ُظواْ ُف ُر َ‬
‫ذلك‪ ،‬قـال الله تـعـالى ‪ُ { :‬ق ْل للْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬

‫‪55‬‬
‫ات َي ْغ ُض ْض َن ِم ْن َأ ْب َص ِار ِه َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُر َ‬
‫وج ُه َّن }‬ ‫ون } { َو ُقل للْ ُم ْؤ ِمنَ ِ‬
‫لَ ُه ْم ِإ َّن اللَّ َه َخ ِب ٌير ِب َما َي ْصنَ ُع َ‬
‫]النور‪.[31-30:‬‬
‫‪ .5‬إنزال العقوبة الشــــــرعية بالمفســــــدين والمجرمين‪ ،‬وعدم التهاون معهم؛ لما يســــــببونه من‬
‫عاجال أو‬
‫ً‬ ‫أضــ ـرار ومفاســــد دينية وأخالقية وصــــحية ومعيشــــية‪ ،‬تدمر المجتمع ومكتســــباته‬
‫ون }‬ ‫ال َحـ َيــ ـ ٌاة يـــ ُـأو ـِلي َ‬
‫األ ـْل َبــ ـابِ ـَل َعـ ـَّل ـُك ْم ـَت ـَّت ُقـ َ‬ ‫آج ًـال‪ ،‬قــــال الـلــــه تـعــــالـى‪َ { :‬و ـَل ـُك ْم ِفـي ا ـْل ِق َصــــــــ ـ ِ‬
‫] البقرة ‪.[179 :‬‬

‫‪66‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫أهم المشكالت االجتماعية‪ ،‬وسبل الوقاية‬
‫منها‪ ،‬وعالجها‬

‫الدرس الثالث‬
‫فشو الفواحش األخالقية كالزنا واللواط والقذف‬
‫واالختالط‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تدرك خطر الفواحش بشتى أنواعها‪.‬‬


‫الحكَ م التي من أجلها ُح ِّرمت الفواحش‪.‬‬
‫• تعلم بعض ِ‬
‫• تعلم مكانة األعراض في اإلسالم وأهمية المحافظة عليها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫فشو الفواحش األخالقية كالزنا واللواط‬
‫والقذف واالختالط‬

‫ماديا‬
‫ً‬ ‫نقيا‪،‬‬
‫نظيفا ً‬
‫ً‬ ‫سليما‬
‫ً‬ ‫حرم الله سبحانه وتعالى الفواحش بشتى أنواعها‪ ،‬ليبقى المجتمع‬
‫اح َش َما َظ َه َر ِمنْ َها َو َما َب َط َن } [األنعام‪ ]151 :‬ومن‬
‫ومعنويا‪ ،‬قال تعالى ‪َ { :‬و َال تَ ْق َر ُبواْ الْ َف َو ِ‬
‫ً‬
‫هذه الفواحش‪:‬‬

‫الزنى‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫حكمه‪ :‬هو حرام ومن كبائر الذنوب بالكتاب والسنة وإجماع األمة‪.‬‬

‫اح َش ًة َو َس َآء َس ِب ًيال } [االسراء‪ ]32:‬وقال صلى الله‬


‫ان َف ِ‬
‫قال تعالى‪َ { :‬و َال تَ ْق َر ُبواْ الزِّ نَ ى ِإنَّ ُه كَ َ‬
‫عليه وسلم‪(( :‬من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل‪ ،‬ويشرب الخمر ‪ ،‬ويظهر الزنى‬
‫‪ )) ..‬وقال ‪ " :‬ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" وأما اإلجماع فقد أجمع المسلمون على‬
‫تحريم الزنى‪.‬‬

‫الحكمة من تحريم الزنى‪:‬‬

‫تتجلى الحكمة من تحريم الزنى‪ ،‬بإظهار مفاسده وأضراره على الفرد والمجتمع‪ ،‬بل وعلى‬
‫اإلنسانية كلها في حال معاشهم ومعادهم ومن هذه األضرار والمخاطر التي ُح ِّرم الزنا‬
‫من أجلها‪:‬‬

‫أمراضا فتاكة تعصف بحياة أفراد المجتمع‪ ،‬كالسيالن والزهري واأليدز وغيرها‪،‬‬
‫ً‬ ‫الزنى يسبب‬ ‫‪-1‬‬
‫كما أنه متوعد عليه بالعذاب يوم القيامة‪ ،‬وهو من الكبائر‪.‬‬

‫الزنى يفسد نظام البيت ويقطع العالقة بين الزوجين‪ ،‬ويعرض األوالد لسوء التربية والتشرد‬ ‫‪-2‬‬
‫واالنحراف‪ ،‬كما أنه يسبب ضياع النسب‪.‬‬

‫الزنى وإن أشبع الرغبات الجنسية ‪ ،‬إال أنه ال يشبع الرغبات الروحية‪ ،‬والتي هي من مقاصد‬ ‫‪-3‬‬
‫الزواج الشرعي‪.‬‬

‫الزنى سبب في العزوف عن الزواج الشرعي‪ ،‬وهو عملية مؤقتة ال تبعة وراءها‪ ،‬يمجها الطبع‬ ‫‪-4‬‬
‫السليم‪ ،‬وينأى عنها اإلنسان السوي الشريف‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اللواط ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫هو أن يأتي الرجل الرجل‪ ،‬وهو فعل قذر وانحراف عن الفطرة‪ ،‬وشذوذ في السلوك‪ ،‬ومن‬
‫أبشع المنكرات وأخطرها على اإلنسانية من جميع الجوانب‪ ،‬وقد فعله قوم لوط عليه‬
‫شديدا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫عقابا‬
‫ً‬ ‫السالم‪ ،‬فعاقبهم الله‬

‫حكم اللواط ‪:‬هو حرام من كبائر الذنوب‪ ،‬ودليله من الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫اح َش َة َما َس َب َقكُ ْم ِب َها ِم ْن َأ َح ٍد‬ ‫ال لِ َق ْو ِم ِه َأتَ ْأتُ َ‬


‫ون الْ َف ِ‬ ‫وطا ِإ ْذ َق َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ { :‬ولُ ً‬
‫ون }‬ ‫ون النِّ َسآءِ َب ْل َأنْ تُ ْم َق ْو ٌم ُّم ْس ِر ُف َ‬‫ال َش ْه َو ًة ِّمن ُد ِ‬ ‫الر َج َ‬ ‫ين { } ِإنَّ كُ ْم لَ تَ ْأتُ َ‬
‫ون ِّ‬ ‫ِّمن الْ َعالَ ِم َ‬
‫[ألعراف‪ ]81 ، 80:‬وقال صلى الله عليه وسلم "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط‪ ،‬فاقتلوا‬
‫الفاعل والمفعول به" و قد أجمعت األمة على تحريمه‪.‬‬

‫الحكمة من تحريم اللواط ‪ُ :‬ح ّرم اللواط ألنه من أكبر الجرائم والفواحش التي تسبب فساد‬
‫مناسبا لبشاعة‬ ‫ً‬ ‫الدين والخلق‪ ،‬والفطرة والدنيا‪ ،‬والحياة نفسها‪ ،‬ولهذا كان عقاب مرتكبيها‬
‫فعلهم‪ ،‬فخسف الله األرض بقوم لوط‪ ،‬وأمطر عليهم { َفلَ َّما َج َآء َأ ْم ُرنَ ا َج َعلْ نَ ا َعالِ َي َها َس ِ‬
‫افلَ َها‬
‫يد }‬ ‫ين ِب َب ِع ٍ‬
‫الظالِ ِم َ‬
‫ند َر ِّب َك َو َما ِه َي ِم َن َّ‬ ‫ود ‪ُّ ،‬م َس َّو َم ًة ِع َ‬ ‫َو َأ ْم َط ْرنَ ا َعلَ ْي َها ِح َج َار ًة ِّمن ِس ِّج ٍ‬
‫يل َّمنْ ُض ٍ‬
‫[هود‪.]83 ، 82:‬‬

‫ومن األخطار واألضرار المترتبة على هذا الفعل ‪:‬‬

‫‪ -1‬مقت الله سبحانه وتعالى ولعنته‪ ،‬ثم مقت الناس وازدراؤهم لمن يتجرأ على مثل هذا الفعل‪.‬‬

‫‪ -2‬يسبب هذا الفعل انصراف الرجل عن المرأة‪ ،‬وعجزه ‪ -‬أحيانً ا ‪ -‬عن مباشرتها‪ ،‬وبهذا تتعطل‬
‫وظيفة الزواج وإنجاب األوالد‪ ،‬وقد قال قوم لوط له عندما عرض عليهم نكاح بناته وترك‬
‫يد } [هود‪]79:‬‬
‫أضيافه‪َ { :‬قالُ واْ لَ َق ْد َعلِ ْم َت َما لَ نَ ا ِفي َبنَ اتِ َك ِم ْن َح ٍّق َو ِإنَّ َك لَ تَ ْعلَ ُم َما نُ ِر ُ‬

‫أمراضا فتَّ اكة‪ ،‬منها الحمى التيفودية‪ ،‬والدوسنطاريا‪ ،‬وااليدز وغيرها‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬يسبب لفاعله‬
‫يسبب تمزق المستقيم ‪ ،‬وهتك أنسجته‪ ،‬وارتخاء عضالته‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -4‬اللواط لوثه أخالقية‪ ،‬ومرض نفسي‪ ،‬وفساد للطباع‪ ،‬فصاحبه ال يميز بين الفضيلة والرذيلة‪،‬‬
‫عديم الوجدان ميت الضمير‪ ،‬ال يتحرج من السطو‪ ،‬وارتكاب الجرائم‪ ،‬واختطاف األبرياء وإن‬
‫صغارا‬
‫ً‬ ‫كانوا‬

‫القذف‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وج ُب‬
‫ذكرا كان أم أنثى بالزنى في معرض التعيير أو حال رفض النَّ َسبِ ‪ ،‬مما ُي ِ‬
‫الغير ً‬
‫ِ‬ ‫رمي‬
‫هو ُ‬
‫الح َّد‪.‬‬
‫َ‬

‫حكم القذف ‪ :‬هو محرم بالكتاب والسنة وإجماع األمة‪.‬‬

‫الدنْ َيا‬
‫يم ِفي ُّ‬ ‫اب َألِ ٌ‬
‫ين َآمنُ واْ لَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫اح َش ُة ِفي الَّ ِذ َ‬ ‫ون َأن تَ ِش َ‬
‫يع الْ َف ِ‬ ‫ين ُي ِح ُّب َ‬‫قال تعالى ‪ِ { :‬إ َّن الَّ ِذ َ‬
‫ات‬ ‫ون الْ ُم ْح َصنَ ِ‬‫ين َي ْر ُم َ‬‫ون } [النور‪ ]19:‬وقال تعالى‪ِ { :‬إ َّن الَّ ِذ َ‬ ‫اآلخ َر ِة َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم َو َأنْ تُ ْم َال تَ ْعلَ ُم َ‬‫َو ِ‬
‫يم } { َي ْو َم تَ ْش َه ُد َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫اب َع ِظ ٌ‬ ‫اآلخ َر ِة َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫الدنْ َيا َو ِ‬ ‫نات لُ ِعنُ واْ ِفي ُّ‬ ‫اف َال ِت الْ ُم ْؤ ِم ِ‬ ‫الْ َغ ِ‬
‫ون } [النور‪]24 ، 23 :‬‬ ‫يه ْم َو َأ ْر ُجلُ ُه ْم ِب َما كَ انُ واْ َي ْع َملُ َ‬‫َألْ ِسنَ تُ ُه ْم َو َأ ْي ِد ِ‬

‫وقال النبي صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا‪ :‬يا رسول الله وما هن؟‬
‫قال‪ :‬الشرك بالله ‪ ...‬وقذف المحصنات المؤمنات الغافالت"‪ .‬كما أجمع العلماء على تحريم‬
‫القذف وعدوه من الكبائر‪.‬‬

‫أيضا‪:‬‬
‫حكمة تحريم القذف ‪ :‬تقدم الكالم على الحكمة من تحريم الزنى واللواط‪ ،‬ويضاف هنا ً‬
‫شنيعا وذلك لحماية األعراض وصونها عن التهم‬
‫ً‬ ‫لبشاعة هذه الجرائم كان الرمي واالتهام بها‬
‫والطعون‪ ،‬والمحافظة على سمعة اإلنسان وصيانة كرامته‪ ،‬ومنع ضعاف النفوس من‬
‫إشاعة الفاحشة في األبرياء الغافلين‪ ،‬والمحافظة على مشاعر أفراد األسرة والعمل على‬
‫تماسكها‪ ،‬وبالتالي تماسك أفراد المجتمع بشكل عام‪.‬‬

‫المخاطر المترتبة على القذف ‪ :‬ال شك أن القذف له خطر عظيم‪ ،‬ولهذا رتب الله تعالى عليه‬
‫عقوبة تناسب هذا الفعل‪ ،‬وهو جلد القاذف ثمانين جلدة‪ ،‬ووصفه بالفاسق‪ ،‬وعدم قبول‬
‫شهادته ومن هذه المخاطر‪:‬‬

‫أن القذف يؤدي إلى لحوق العار والمعرة بالمقذوف و المقذوفة‪ ،‬و من يقربهما وتشعب‬
‫ظنون الناس حوله‪ ،‬ويؤدي إلى التشكيك في نسب األوالد‪ ،‬ويتسبب في تفكك‬

‫‪55‬‬
‫األسر وانهيارها‪ ،‬كما يؤدي إلى األحقاد والعداء بين أفراد األسرة‪ ،‬وأحيانً ا إلى المشاجرات‬
‫وسفك الدماء‪.‬‬

‫االختالط‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫المنظم المقصود الذي ال حاجة وال ضرورة إليه‪،‬‬


‫َّ‬ ‫حكمه‪ :‬االختالط المنهي عنه هو االختالط‬
‫لما له من أضرار ومخاطر كثيرة‪ ،‬وذلك كاالختالط في الحفالت أو المناسبات‪ ،‬والمنتديات‬
‫واستقبال الزوار‪ ،‬أو ميدان العمل أو الدراسة بال ضرورة‪.‬‬

‫اهلِ َّي ِة ُ‬
‫األولَ ى }‬ ‫ومن أدلة النهي عنه قوله تعالى‪َ { :‬و َق ْر َن ِفي ُب ُيوتِ كُ َّن َو َال تَ َب َّر ْج َن تَ َب ُّر َج الْ َج ِ‬
‫[األحزاب‪ ]33 :‬وقوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال‬
‫من النساء"‬

‫وقولـه صلى الله عليه وسلم "خير صفوف الرجال أولها‪ ،‬وشرها آخرها‪ ،‬وخير صفوف النساء‬
‫آخرها وشرها أولها"‬

‫قال اإلمام النووي ‪ :‬المراد بالحديث‪ :‬صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال‪ ،‬وأما إذا صلين‬
‫متميزات ال مع الرجال‪ ،‬فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها‪ ،‬وإنما فضل آخر‬
‫صفوف النساء الحاضرات مع الرجال‪ ،‬لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم‪ ،‬وتعلق القلب‬
‫بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كالمهم ونحو ذلك‪ ،‬وذم أول صفوفهن‪ ،‬لعكس ذلك‪.‬‬

‫حكمة تحريم االختالط ‪:‬‬

‫سد باب الفتنة‪ ،‬ومنع وقوع الفواحش ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حفظ األعراض‪ ،‬والبقاء على الحياء عند الرجال والنساء على حد سواء‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تحقيق الطمأنينة‪ ،‬والمحافظة على السالمة العقلية والنفسية والصحية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -4‬المحافظة على تماسك األسرة‪ ،‬وحفظها من الشكوك‪ ،‬والتهتك والتفكك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫األخطار المترتبة على االختالط‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬

‫فساد األخالق وإماتة الضمائر‪ ،‬وقتل الغيرة لدى الناس‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حريصا على أن يظهر في‬


‫ً‬ ‫ظهور المنكرات‪ ،‬من تبرج وعري‪ ،‬وفاحشة الزنى‪ ،‬إذ يكون كل جنس‬ ‫‪-2‬‬
‫أعين الجنس اآلخر بأجمل مظهر وأحسن لباس‪ ،‬ويؤدي هذا التسابق إلى وجود الفجور والزنى‪.‬‬

‫تدمير األسرة‪ ،‬وبالتالي تفكك المجتمع وسقوطه وحلول القلق والتوتر‪ ،‬واألمراض‬ ‫‪-3‬‬
‫النفسية والعصبية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫أهم المشكالت االجتماعية‪ ،‬وسبل الوقاية منها‪ ،‬وعالجها‪.‬‬

‫الدرس الرابع‬
‫المخدرات والمسكرات والدخان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تعرف مفهوم المخدرات والمسكرات والدخان‪.‬‬

‫• تعرف أحكام المخدرات والمسكرات والدخان‪.‬‬

‫• تدرك األضرار الدينية والصحية واالقتصادية للمخدرات والمسكرات والدخان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المخدرات‬

‫• لُ غة‪ :‬مأخوذة من َ‬
‫الخ َدر ‪ ،‬وهو الكسل أو الفتور‬

‫• وفي االصطالح‪ :‬هي ما يغيب العقل والحواس‪ ،‬دون أن يصحب ذلك نشوة‬

‫• وفي المفهوم الطبي‪ :‬هي كل مادة تؤثر على الجهاز العصبي بدرجة تضعف وظيفه‬

‫أو تفقدها بصفففففففة مؤقتة‪ ،‬ومن أنواد المخدرات ‪ :‬الحشففففففين ‪ ،‬والهيروين ‪ ،‬والكوكايين‪،‬‬

‫واألفيون‪ ،‬والقات‪ ،‬والبنج‪ ،‬وجوزة الطيب ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المسكرات‬

‫• المسكر ‪ :‬هو المغيب للعقل مع نشوة وسرور‪ ،‬وميل إلى البطن‪ ،‬واالنتقام‬
‫• ومن أنواد المسكرات‪ :‬البيرا‪ ،‬والنبيذ‪ ،‬والعرق‪ ،‬والويسكي‪ ،‬والكحول‪.‬‬

‫شيء واحد أو ال؟‬


‫ٌ‬ ‫هل المخدرات والمسكرات‬
‫من خالل التعريففات السفففففففابقفة يبفدو أن هنفاك بعم الفروق‪ ،‬كمفا أن هنفاك اجتمفاعفا أو اتففاقفا‬
‫بينهما في جوانب ‪.‬‬

‫وقفد ذهفب بعم العلمفال إلى أن هنفاك فرقفا بينهمفا من حيفي التعريف الوصففففففففي‪ ،‬ففذهفب‬
‫القرافي إلى أن متناول المخدرات ‪ -‬غالبا ‪ -‬تغيب معه الحواس كالبصففففر ‪ ،‬والسففففمع واللم‬
‫والشم‪ ،‬وأما المسكرات‪ :‬فال تغيب مع متناولها ‪ -‬غالبا ‪ -‬الحواس‬

‫وعلى كل حال‪ ،‬فهي جميعها تشفففترك في تخدير العقل‪ ،‬وإحدات فتور عام في البدن ‪ -‬على‬
‫مر في التعريفات ‪ -‬مع وجود تخيالت فاسدة‪ ،‬وأفكار غير حقيقية‪ ،‬قد يترتب عليها بعم‬
‫ما َّ‬
‫الجرائم والجنايات‬

‫وبنال على هذا تلحق المخدرات بالمسكرات الشتراكهما في علة تحريم المسكر‬

‫حكم المخدرات والمسكرات ‪:‬‬

‫المخففدرات والمسفففففففكرات‪ ،‬وإن اختلفففت أنواعهففا وتفففاوتففت في تففأثيرهففا على العقففل‪ ،‬إال أنهففا‬
‫محرمة‪ ،‬فيحرم تناولها وتعاطيها‪ ،‬واالتجار بها‪ ،‬وترويجها ونحوه‪ ،‬ومن أدلة تحريمها‪:‬‬

‫م لن َع َم ال‬ ‫اس َو َ‬
‫األزل َال ُم ار لج‬ ‫نصفف ف ُ‬
‫األ َ‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬يففففففففففف َفأ ني َها الَّ اذ َ‬
‫ين َنمنُ وال اإنَّ َما الل َخ لم ُر َوالل َم لي اسفف ف ُر َو َ‬
‫ون } [المائدة‪]90:‬‬
‫وه لَ َعلَّ كُ لم تُ لفلا ُح َ‬
‫اجتَ نا ُب ُ‬
‫ان َف ل‬ ‫َّ‬
‫الش لي َط ا‬

‫وقوله صلى الله عليه وسلم‪ (( :‬كل مسكر خمر‪ ،‬وكل مسكر حرام))‪.‬‬

‫وسففأل أبو موسففى األشففعرا رضففي الله عنه رسففول الله صففلى الله عليه وسففلم‪ :‬عندما بعثه‬
‫النبي صفلى الله عليه وسفلم إلى اليمن عن شفراس هناك قائال‪ :‬يا رسفول الله إن شفرابا يصفنع‬

‫‪44‬‬
‫المفففففففففشل ر من الشفعير‪ ،‬وشفراس يقال له البتع من العسفل فقال رسفول الله صفلى‬
‫بأرضفنا يقال له ا‬
‫الله عليه وسفلم‪(( :‬كل مسفكر حرام)) ‪ ،‬وعن أم سفلمة ‪ -‬رضفي الله عنها ‪ -‬قالت‪( :‬نهى رسفول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬عن كل مسكر ومفتر)‪.‬‬

‫واتفق العلمال قديما وحديثا على تحريم المخدرات ومنها الحشين ‪.‬‬

‫الحكمة من تحريم المخدرات والمسكرات ‪ :‬حرمها الشارد لحكم منها‪:‬‬


‫‪ ،‬والمفال‪ ،‬والتي جفال الشفففففففرد‬ ‫‪ ،‬والعر‬ ‫‪ ،‬الفدين‪ ،‬والعقفل‪ ،‬والنف‬ ‫‪ -1‬حفظ الكليفات الخم‬
‫بحفظها‪.‬‬
‫‪ -2‬حفظ كرامة اإلنسفان‪ ،‬والمحافظة على المنفففففففففشلة التي تليق ب‪،‬نسفانيته ‪ ،‬والبعد عن الذلة‬
‫والصغار‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ األسرة من التفكك والضياد‪ ،‬والمجتمع من االنحالل والدمار‪.‬‬

‫أخطار المخدرات والمسفففففففكرات وأضفففففففرارها ‪ :‬إن لتعاطي المخدرات أضفففففففرارا كثيرة‬


‫وخطيرة على الفرد والمجتمع منها‪:‬‬
‫‪ )1‬أضرار دينية‪:‬‬

‫تعاطيها يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصالة‪ ،‬وباقي العبادات والطاعات‪.‬‬

‫‪ )2‬أضرار اجتماعية‪:‬‬
‫أ‪ -‬يوقع العداوة والبغضفففففففال والتدابر والتقاطع بين أفراد األسفففففففرة الواحدة‪ ،‬وبين المجتمع‬
‫ان َأن ُي ا‬
‫وق َع َب لينَ كُ ُم الل َع َد َاو َة َوالل َب لغ َضف َل افي الل َخ لم ار َوالل َم لي اسف ار }‬ ‫يد ال َّشف لي َط ُ‬
‫بشفكل عام‪ { ،‬اإنَّ َما ُي ار ُ‬
‫[المائدة‪]91 :‬‬

‫س‪ -‬كثرة الحوادت المؤلمة التي يذهب ضحيتها كثير من أبنال المجتمع‪.‬‬
‫ت‪ -‬يؤدا إلى الطالق وتفكك األسرة وتشرد األطفال‪.‬‬

‫‪ )3‬أضرار صحية‪:‬‬
‫وهي كثيرة جدا وقاتلة ‪ ،‬كالتسففمم والسففكتة الدماغية‪ ،‬والتهابات األعصففاس‪ ،‬ومشففاكل‬
‫التنف ‪ ،‬وتصففففف فلفب الشفففففففرايين‪ ،‬والنوبفات القلبيفة‪ ،‬والتهفاس البلعوم وسفففففففرطفان المر ل‪،‬‬
‫وفقدان الشففففهية ‪ ،‬والتهابات األمعال بأنواعها‪ ،‬وتضففففخم الطحال‪ .‬ونقة المناعة ‪ ،‬فهو‬
‫ُي َحول االنسان الجميل الباسم‪ ،‬إلى هيكل عظمي شاحب اللون كئيب المنظر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ )4‬أضرار اقتصادية ومنها‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضعف جسم اإلنسان وانهيار قواه مما يجعله يتسبب في ضعف اإلنتاج‪.‬‬

‫س‪ -‬ابففتففشاز األمففوال ونففهففففب ثففروة األمففففة مففن قففبففففل األعففففدال الففففذيففن يففروجففون الففمففخففففدرات‬
‫والمسكرات‪ ،‬وبالتالي سيطرتهم على األمة ماديا ومعنويا‪.‬‬

‫ت‪ -‬عالج المدمنين ‪ ،‬ومالحقتهم‪ ،‬يضيف عبئا على الدولة ويكلفها أمواال كثيرة‪.‬‬

‫• ذهاس بركة األموال وزوال النعم وحلول النقم باألمة أفرادا وجماعات‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الدخان أو التبغ‬

‫تعريفه‪ :‬هو نبات حشين مخدر‪ ،‬مر الطعم مشتمل على النيكوتين السامة بنوعيه‬
‫التوتون والتنباك‬

‫• حكمه‪ :‬محرم‪ ،‬لتحقق ضرره على الدين والبدن والمال‪ ،‬مع عدم نفعه مطلقا‪.‬‬

‫ومن األدلة على تحريمه ‪:‬‬

‫ات َو ُي َحر ُم َعلَ لي اه ُم‬


‫الطي َب ا‬
‫اه لم َع ان الل ُمنل كَ ار َو ُي اح نل لَ ُه ُم َّ‬ ‫▪ قوله تعالى‪َ { :‬ي لأ ُم ُر ُهم ابالل َم لع ُر ا‬
‫وف َو َينل َه ُ‬
‫خبيثفا مسفففففففتقفذرا طعمفا‬ ‫الل َخ َبف فائ َي } [األعراف‪ ،]157 :‬ومفا من عفاقفل يقول‪ ،‬إن الفدخفان لي‬
‫ورائحة‪.‬‬
‫▪ قوله تعالى ‪َ {:‬و َال تَ لقتُ لُ وال َأنل ُف َسفف فكُ لم اإ َّن اللَّ َه كَ َ‬
‫ان ابكُ لم َر احيما } [النس اااا ‪ . ]29 :‬وقد ثبت ضففففرر‬
‫كثيرة مهلكة تسفففوق صفففاحبها إلى‬ ‫الدخان على الصفففحة‪ ،‬وأنه سفففام‪ ،‬وسفففبب في أمرا‬
‫حتفه‪ ،‬فهو محرم‪.‬‬
‫▪ تقدم في المخدرات أن النبي صفلى الله عليه وسفلم‪ :‬قال‪ :‬لكل مسفكر حرامل ونهى صفلى‬
‫الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفترل والدخان على أقل تقدير مفتر‪.‬‬
‫▪ قوله تعالى‪ { :‬وكُ لُ وال َوا لشف َر ُبوال َو َال تُ لسف ار ُفوال اإنَّ ُه َال ُي اح نب الل ُم لسف ار اف َ‬
‫ين} [األعراف‪ ]31:‬وقال { َو َال‬
‫ين } [االسا اارا ‪ ]27 ،26 :‬اإلسفففراف أو التبذير‬ ‫اط ا‬ ‫الشف ف َي ا‬‫ان َّ‬ ‫ين كَ انُ وال اإ لخ َو َ‬‫تُ َبذ لر تَ لب اذيرا } { اإ َّن الل ُم َبذ ار َ‬
‫هو إنففاق المفال وإن قفل في غير حقفه‪ ،‬وإنففاق المفال على الفدخفان هو من هفذا القبيفل‪،‬‬
‫في كل ما ذكر هنا وغيره دليل صفري يقضفي‬ ‫فالدخان إذن حرام ‪ ،‬وال يقولن قائل‪ :‬لي‬
‫بتحريم الدخان‪.‬‬

‫كل شففففففيل ال بد وأن ُينَ ة على‬ ‫والجواس إن الدخان يقاس على غيره من المخدرات‪ ،‬إذ لي‬
‫حكمفه في الشفففففففريعفة‪ ،‬وإنمفا هنفاك كليفات عفامفة وقواعفد شفففففففرعيفة ينفدرج تحتهفا أحكفام كثيرة‪،‬‬
‫ومنها الدخان وأمثاله‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫حكمة تحريم الدخان‪:‬‬
‫الدخان على كثير من األضفرار‬ ‫نهى اإلسفالم عن كل ما فيه مضفرة على اإلنسفان‪ ،‬وقد احتو‬
‫كاألضففرار الدينية‪ ،‬واألضففرار األخالقية‪ ،‬واألضففرار االجتماعية‪ ،‬واألضففرار االقتصففادية‪ ،‬واألضففرار‬
‫الصحية‬

‫• أما األضرار الدينية‪:‬‬

‫الذكر‬ ‫فالدخان من أسفباس الصفد عن ذكر الله وعن الصفالة‪ ،‬وعدم حضفور صفاحبه مجال‬
‫‪ -‬غالبا ‪ -‬كما أنه يثقل عليه الصيام‪ ،‬واالعتكاف‪.‬‬

‫• وأما أضراره الخلقية واالجتماعية‪:‬‬

‫كثيرا من المدخنين لديهم الجرأة على إسفففالة األخالق‪ ،‬باإلضفففافة إلى‬ ‫فبالمشفففاهدة نر‬
‫أن المدخن كثير الغضفب يثور ألتفه األسفباس‪ ،‬ال سفيما إذا نفد ما عنده من الدخان‪ ،‬وربما‬
‫يضطر إلى طلب الدخان بطرق متعددة‪.‬‬

‫• وأما أضراره الصحية‪:‬‬

‫المفدخن وبفدنفه‪،‬‬ ‫فهي مؤلمفة وقفاتلفة‪ ،‬فسفففففففموم الفدخفان وتعفنفه كلهفا تصفففففففب في نف‬
‫كثيرة في كل جهاز من أجهشة جسفففففمه‪ ،‬كسفففففرطان الحنجرة وسفففففرطان‬ ‫فيصفففففاس بأمرا‬
‫القصبات الهوائية‪ ،‬وسرطان المعدة والبنكرياس‪ ،‬وتصلب الشرايين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫• وأما أضراره االقتصادية‪:‬‬

‫فهي كثيرة وكبيرة‪ ،‬إذ يصففففرف على السففففجاير مبال كبيرة‪ ،‬ويصففففرف على عالج األمرا‬
‫التي يسفففففففببهفا كفذلفك مبفال طفائلفة‪ ،‬كمفا أن المفدخن يقتر على أهلفه وأوالده‪ ،‬ليؤمن ثمن‬
‫سجايره‪ ،‬وهذا يسبب مشاكل اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫أهم المشكالت االجتماعية‪ ،‬وسبل الوقاية منها‪ ،‬وعالجها‪.‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫ومضارها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الرشوة‪ ،‬مفهومها‪ ،‬وحكمها‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تعرف مفهوم الرشوة والهدية والفروق بينها‪.‬‬


‫• تعرف حكم الرشوة والهدية‪.‬‬
‫• تعدد مضار الرشوة وأثرها في إفساد العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الرشوة‪ ،‬مفهومها‪ ،‬وحكمها‪،‬‬
‫ومضارها‪.‬‬
‫ُّ‬

‫الرشووا ‪ :‬رسوون الدلو أو حب ا ال ي يتو وول با إلم الما ‪ ،‬أو من رشووا‬


‫الرشوووة موذو ة من ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪-‬‬

‫مد رأسا إلم ّأما لتزقا [أي تطعما]‪.‬‬


‫الفرخ إ ا ّ‬
‫‪ -‬وفي اال طالح‪ :‬هي ما يعطيا الشخص لحاكم أو غيره إلبطال حق أو إلحقاق باطل ‪.‬‬
‫‪ -‬حكم الرشووووووووة‪ :‬هي محرموة‪ ،‬وتعود من كبواار الو نوى ع م اوذو والمعطي والوسوووووووي‬
‫بينهما‪ ،‬بالكتاى والسنة واالجماع‪.‬‬
‫ام‬ ‫‪ -‬أما من الكتاى‪ :‬فقولا تعالم‪َ { :‬و َال تَ ْوكُ ُ واْ َأ ْم َوالَ كُ ْم َب ْينَ كُ ْم ِبالْ َب ِ‬
‫اط ِل َوتُ ْدلُ واْ ِب َها ِإلَ م الْ ُحكَّ ِ‬
‫اإل ْث ِم َو َأنْ تُ ْم تَ ْع َ ُمو َ } [البقرة‪ ]188:‬وقولووووا تعووووالم‬ ‫اس ِبوو و ِ‬ ‫النوو و ِ‬ ‫يقوو وا ِّم ْن َأ ْم َو ِ‬
‫ال َّ‬ ‫لِ َتوو و ْوكُ ُ واْ َف ِر أ‬
‫ت } [المائدة‪]42 :‬‬‫اعو َ لِ ْ كَ ِ ىِ َأكَّ الُ و َ لِ ُّس ْح ِ‬
‫{ َس َّم ُ‬
‫‪ -‬ففي اوية‪ ،‬م اليهود لسوووماعهم الك ى وأك هم ل سوووحت‪ ،‬وقال ابن سووويرين كا يقال‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫السحت الرشوة في الحكم‬
‫وأما من السونة‪ :‬فعن عبدال ا بن عمرو ‪ -‬رضوي ال ا عنهما ‪ -‬قال‪" :‬لعن رسوول ال ا و م‬
‫ال ا ع يا وس م الراشي والمرتشي" ‪.‬‬
‫‪ -‬وأموا اإلجمواع ‪ :‬فقود اتفق الحووووو وحوابوة والتوابعو ومن بعودهم ع م تحريم الرشووووووووة أذو أ ا‬
‫وتوسطا‪.‬‬
‫أ‬ ‫وب أال‬

‫الهدية‪ :‬تعريفها و حكمها‪:‬‬

‫الهدية ‪ :‬هي ما يعطم من غير ط ب أو شوووورق‪ ،‬بقحوووود إوهار المودة وححووووول ا لفة‪،‬‬ ‫•‬

‫ووووووودقا والحوووووو حا ‪ ،‬ومن يحسووووووون ال ن بهم ‪ ،‬وهي مسوووووووتحبة‪،‬‬ ‫والثواى‪ ،‬لألقربا وا‬
‫و م ال ا ع يا وس و م يقبل الهدية‬ ‫قالح و م ال ا ع يا وس و م ‪ ":‬تهادوا تحابوا" ‪" ،‬وكا‬
‫‪.‬‬
‫ويثيب ع يها "‬
‫• الفرق بين الرشوة والهدية‪:‬‬

‫ل مستحبة باتفاق ‪.‬‬ ‫‪ .1‬الرشوة محرمة باتفاق‪ ،‬والهدية في ا‬

‫‪ .2‬الرشوة ما يعطيا بشرق أ يعينا‪ ،‬والهدية ال شرق معها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عفوا ‪،‬وقد تط ب ولكن تقابل بمث ها‬
‫أ‬ ‫‪ .3‬الرشووووووة ما أذ ت ط أبا‪ ،‬والهدية ما ب لت‬
‫أو أحسن منها‪.‬‬

‫وول أ الهدية جاازة‪ ،‬بيد أ َّ سو َّود ال ريعة يقتضووي عدم قبولها من قبل القضوواة والوالة‬ ‫فا‬
‫النبي ووووو و م ال وا‬ ‫ومن في حكمهم‪ ،‬والتعفف عنهوا ذشووووو ويوة الوقوع في الحرام‪ ،‬و لو‬
‫رجال ‪ ..‬يقال لا ابن ال تبية ع م الحوووودقة‪ ،‬ف ما قدم قال‪ :‬ه ا لكم‬
‫ع يا وسوو و م " اسووووتعمل أ‬
‫فهال ج س في بيوت أبيوا ‪ -‬أو بيوت أموا ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫وهو ا أهودي لي قوال ووووو و م ال وا ع يوا وسووووو و م ‪ :‬أأ‬
‫فين ر أيهدى لا أم ال؟ وال ي نفسوووي بيده‪ ،‬ال يوذ أحد منكم شوووي أ ا إال جا با يوم القيامة‬
‫بعيرا لوا رغوا ‪ ،‬أو بقرة لهوا ذوار‪ ،‬أو شووووووواة تيعر ‪ -‬ثم رفع بيوده حتم‬
‫أ‬ ‫يحم وا ع م رقبتوا إ كوا‬
‫رأينا ُعفرة إبطيا ‪ -‬ال هم هل ب غت ال هم هل ب غت؟)) أ‬
‫ثالثا‬
‫‪.‬‬

‫وقد امتنع عمر بن عبدالعزيز عن قبول تفاح ُأهدي لا ‪ -‬مع رغبتا الشووووديدة إليا ‪ -‬فقيل لا‪:‬‬
‫ألم يكن رسوووووووول ال وا ووووو و م ال وا ع يوا وسووووو و م وأبو بكر وعمر يقب و الهوديوة؟ فقوال‪ :‬كوانت‬
‫م ال ا ع يا وس م هدية‪ ،‬واليوم رشوة"‬ ‫الهدية زمن رسول ال ا‬
‫• مضار الرشوة وأثرها في إفساد العالقات االجتماعية ‪:‬‬
‫ذطيرا‪ ،‬يتسووووبب تفشوووويا إفسوووواد حياة ا فراد‬
‫أ‬ ‫اجتماعيا‬
‫أ‬ ‫مرضووووا‬
‫أ الرشوووووة تعد أ‬ ‫ال شوووو‬
‫والجماعات‪ ،‬واضطراى ن امهم‪ ،‬ومن آثارها السي ة‪:‬‬
‫م‪.‬‬ ‫‪ .1‬إهدار القيم اإلسالمية الع يا‪ ،‬كالعدل‪ ،‬فينتشر ال‬
‫‪ .2‬تولية الووااف العامة والمراكز المهمة في الدولة لغير مستحقيها‪ ،‬و انتشار الحقد بين‬
‫الناس‪ ،‬واستيال الخوف واليوس ع م ق وى الضعفا ‪.‬‬
‫‪ .3‬أكل المال بالباطل‪ ،‬وانححار المحالح ورؤوس ا موال لدى ف ة معينة من الناس‪.‬‬
‫تعود أ ال ينجز الحقوق‬
‫‪ .4‬اإلعانة ع م ضوياع حقوق من ال يقدر ع م الرشووة لحوالح ال ي َّ‬
‫إال بالرشوة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫أهمية األسرة‪ ،‬ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬

‫الدرس األول‬
‫وتكونها من خالل الزواج الشرعي دون غيره‬
‫ُّ‬ ‫أهمية األسرة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تدرك أهمية األسرة وتكونها من خالل الزواج الشرعي‪.‬‬


‫• تعرف خطر االتصال غير المشروع بين الرجل والمرأة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫وتكونها من خالل الزواج الشرعي‬
‫ُّ‬ ‫أهمية األسرة‬
‫دون غيره‬

‫اقتضتتتن ستتتنة ى تعالل لي الخيك أن يكون قالما عيل الزوجيلة لخيك ستتتبلانم وتعالل من كل شتتتي‬
‫عيَّ ُك ْم ت َ َذ َّك ُرونَ } [الذاريان‪]49:‬‬
‫ش ْي ٍ َخيَ ْقنَا زَ ْو َجي ِْن لَ َ‬
‫زوجين قال تعالل ‪َ { :‬و ِمن ُك ِلل َ‬
‫كمتا أودع ستتتتتبلتانتم وتعتالل ميال لطريتا بين زوجي كتل جني لكتل ذكر يميتل إلل أنثتا‪ ،‬والعكي وذلتك‬
‫لتكاثر المخيوقان واستتمرار اللياة عيل وجم األر‪ ،‬وجعل ستبلانم ميل الرجل إلل األنثل واألنثل إلل‬
‫الرجل مختيفا عن باقي الكالنان لالميل عند اإلنستان غير مقيلد بوقن وال متنا‪ ،‬عند لد الوييفة الجنستية‬
‫وذلك الختالف طبيعة اإلنسان عن طبيعة الليوان لالصية القيبية والتعيك الرولي عند اإلنسان ال يقفان‬
‫عند قضا المأرب للسب بل يستمران مدى اللياة ‪.‬‬
‫مكرما مفضتال عند خالقم ‪ -‬عز وجل ‪ -‬عيل كثير ممن خيك لقد جعل تلقيك هذا الميل‬ ‫ولما كان اإلنستان َّ‬
‫واتصتتتتال الرجل بالمرأة عن طريك الزواج الشتتتترعي لقط ولهذا خيك ى دم عييم الستتتتالم وخيك منم‬
‫لوا ثم أسكنهما الجنة لقتتال تعالل‪ { :‬ه َُو الَّ ِذ َخيَقَ ُك ْم ِ لمن نَّ ْف ٍي َو ِ‬
‫ال َد ٍة َو َج َع َل ِم ْن َها زَ ْو َج َها ِل َي ْس ُكنَ ِإلَ ْي َها }‬
‫جنَّةَ } [البقرة‪.]35 :‬‬ ‫[ألعراف‪ ]189 :‬وقال تعالل ‪َ { :‬وقُ ْينَا يَا َد ُم ا ْس ُك ْن أَ ْننَ َوزَ ْوجُكَ ْال َ‬
‫وهكذا كانن أول أسترة لي تاري البشترية هي أسترة دم عييم الستالم ثم تكاثرن األستر وانتشترن إلل ما‬
‫ارلُوا } [اللجران‪]13 :‬‬ ‫نرا‪ ،‬اليوم مصداقا لقولم تعالل ‪َ { :‬و َج َع ْينَا ُك ْم ُ‬
‫شعُوبا َوقَ َبآلِ َل ِلتَ َع َ‬
‫ي اإلستالم باألسترة لألاطها بستياج من العناية والرعاية ولرل عيل استتمرارها قوية متماستكة‬
‫عنِ َ‬
‫لقد ُ‬
‫وما ذلك إال لمكانة األسرة وأهميتها لما مكانة األسرة لي اإلسالم؟‬
‫تبرز أهمية األسرة ومكانتها من خالل ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تلقيك النمو الجسد والعاطفي وذلك بإشباع النتتتتتزعان الفطرية والميول اليريزية وتيبية المطالب‬
‫النفسية والرولية والجسدية باعتدال ووسطية ‪.‬‬
‫‪-2‬تلقيك الستكن النفستي والطمأنينة قال تعالل‪َ { :‬و ِم ْن يَاتِ ِم أَ ْن َخيَكَ لَ ُكم ِ لم ْن أَنفُ ِست ُك ْم أَ ْز َواجا ِللتَستْ ُكنُواْ ِإلَ ْي َها‬
‫ل بَ ْينَ ُكم َّم َودَّة َو َرلْ َمة } [الروم‪]21 :‬‬
‫َو َجعَ َ‬
‫والبنوة ولفي‬
‫ل‬ ‫‪-3‬األسرة هي الطريك الوليد إلنجاب األوالد الشرعيين وتربيتهم وتلقيك عاطفة األبوة‬
‫األنساب ‪.‬‬
‫‪-4‬تُعد األسرة مؤسسة ليتدريب عيل تلمل المسؤوليلان وإبراز الطاقان إذ يلاول ك ٌّل من الزوجين بذل‬
‫الوسع ليقيام بواجباتم وإثبان جدارتم لتلقيك سعادة األسرة‪.‬‬
‫‪-5‬تعد األسرة هي اليبنة لبنا المجتمع لالمجتمع يتكون من مجموع األسر ‪.‬‬
‫أما اتصتال الرجل بالمرأة عن طريك غير مشتروع {الستل فافه لهو اتصتال ال يييك بكرامة اإلنستان و هو‬
‫وإن لقَّك الشتهوة العابرة المشتوبة باللسترة والندامة إال أنم ال يلقك بلال من األلوال الستكن والهدو‬
‫واالستتقرار كما أنم لم يكن من مقاصتد‪ ،‬تلمل المستؤوليان وإنجاب المواليد وإن جا مولود لهو ستقط‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫أو لقيط طريد وهكذا يكون مثل هذا االتصتال بين الذكر واألنثل مصتدر شتقا وتعاستة وأشتباف شتريرة‬
‫تطارد الفاعيين لم لهم ال يشعرون بسعادة وال استقرار ما داموا عيل هذ‪ ،‬اللال ويبقل الزواج الشرعي‬
‫وسر سعادتها وبقالها ويتيو ذلك سعادة المجتمع واستقرار‪.،‬‬
‫ُّ‬ ‫أي تكون األسرة‬
‫ُّ‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫أهمية األسرة‪ ،‬ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬

‫الدرس الثاني‬
‫المكانة التي حظيت بها المرأة في اإلسالم مقارنة بالمجتمعات األخرى قديمها‬
‫وحديثها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تعرف الحال التي كانت عليها المرأة في المجتمعات القديمة قبل اإلسالم‪.‬‬
‫• تدرك كيف أبدل اإلسالم حالها ورفع منزلتها وبرأها مما ألصقته بها الديانات المنحرفة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫المكانة التي حظيت بها المرأة في اإلسالم مقارنة‬
‫بالمجتمعات األخرى قديمها وحديثها‬

‫ً‬
‫أول‪-‬المرأة عند غير المسلمين‪:‬‬

‫قبلل الحلديلن عك مكلانلة المرأة في اإلسلللللالمإ ق بلد مك لقلاأ العلللللوأ عل أوعلللللا المرأة في بع‬
‫المجتمعات غير اإلسلالمية قديمة كانت أم حديةةإ وللك ليبرز بجالأ ووعلوف فعلل اإلسلالم عل المرأة‬
‫بانقالها و نصافها في جميع المجاقتإ ومك تلك المجتمعات عل سبيل المةال‪:‬‬

‫‪ -1‬اليونانيوك‪:‬‬

‫كانت المرأة عند اليونانييك مسللللوبة الحريةإ والحقوإل اإلنسلللانية واقجتماعيةإ واققتصلللادية‪ .‬كما كانت‬
‫تبلا وتتلللللترتإ وق تحت بلاحترامإ وبقيلت المرأة عل هللا الحلال حت تبللللت واتتلطلت بلالرجلال في‬
‫المجامع والسلهراتإ فتلا الزن عندهم وصلار فعل الحاحتلة غير مسلتبتلع وق مسلتنكر إ فكاك للك يلانا‬
‫بانهيار حعارتهم وسقوطها‪.‬‬

‫‪ -2‬الرومانيوك‪:‬‬

‫كلانلت المرأة الروملانيلة معلدوملة اتهليلة تملاملا كلالصلللللعير والمجنوكإ وعنلدملا تتزو تلدتلل في سلللليلادة‬
‫اتحياكإ ةم تعير وعلعهاإ‬ ‫زوجهاإ وتصلير في حكم ابنتهإ وله أك يحاكمهاإ ويعاقبها باإلعدام في بع‬
‫فترجت ل مجالس اللهو والطربإ وترب التمور مما أدت ل تراب حعارة الروماك وزوالها‪.‬‬

‫‪ -3‬المرأة في الحعارة الهندية‪:‬‬

‫كلانلت المرأة عنلدهم قلاصلللللرةإ وليس لهلا حع اقسلللللتقالل عك أبيهلا أو زوجهلا أو ابنهلاإ وهي في نترهم‬
‫مصللدر تل م إ ومدنلسللة لكل تلليأ تمسللهإ وق بد لها مك حرإل نحسللها عند موت زوجهاإ و ق عرعللت‬
‫نحسها لهواك أتد علابا مك النارإ وكانت المرأة تقدم قربانا لآللهة لترع إ أو لتأمر بالمطر أو الرزإل‪.‬‬

‫‪ -4‬اليهود‪:‬‬
‫يع ُّد اليهود ‪ -‬بناأ عل أصلللللهم المحرف ‪ -‬المرأة لعنةإ ل هي أصللللل التللللرور ومنبع التطاياإ تنها ‪-‬‬
‫بحسلللب زعمهم ‪ -‬أغرت آدم ‪ -‬عليه السلللالم ‪ -‬باتكل مك التلللجرة الملعونة كما يعدونها نجسلللة في أيام‬
‫حيعللللهاإ وهي عندهم بمرتبة التادمإ وتبيها الحع في بيعها قاصللللرةإ وهي محرومة مك الميرانإ ةم‬
‫ل النقي إ ويكحي أك نعلم أك المرأة أصبحت عندهم‬ ‫تعير حال المرأة عند كةير مك اليهودإ مك النقي‬
‫مك اتسلحة التي يستتدمونها في غزو قلوب التباب و فسادهمإ والسيطرة عل العالم‪.‬‬
‫وقد جاأ في بروتوكوقت حكماأ صلهيوك‪ :‬ييجب أك نعمل لتنهار اتتالإل في كل مكاك فتسلهل سليطرتنا‬
‫إ ك فرويد منا وسليتل يعر العالقات الجنسلية في علوأ التلمسإ لكي ق يبق في نتر التلباب تليأ‬
‫مقدسإ ويصبح همه اتكبر هو رواأ غرائزه الجنسيةإ وحينئل تنهار أتالقهي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -5‬النصارت‪:‬‬
‫كانت النترة ل المرأة عند رجال الكنيسلللة قديما نترة سلللوداويةإ تنها في نترهم هي التي أغرت آدم‬
‫عليه السللالم باتكل مك التللجرة الملعونةإ وكانوا يتللككوك في نسللانية المرأةإ وليس لها عندهم حع في‬
‫التمللكإ بلل نله يبلاف بيعهلا في بع اتحيلاكإ كملا أنهم كلانوا يحتقروك العالقلة الجنسلللليلة بيك الرجلل‬
‫والمرأة إ ويز لهِّدوك بهاإ و ك كانت عك طريع مترو ‪.‬‬
‫وقد حاول بع مجددي القرك الةامك عتلر تعديل هله النترة نحو المرأةإ لكك تليئا فتليئا تجاوز اتمر‬
‫الحد ل أك تمت النتام اقجتماعي في القرك العتريك عك نتريات ةالن هي‪ :‬المساواة بيك الرجال‬
‫والنسلاأإ واسلتقالل النسلاأ بتل وك معاتلهكإ واقتتالط المطلع بيك الرجال والنسلاأ ‪ .‬وهله النتيجة و ك‬
‫ل حعلللي إ‬ ‫أوهمت المرأة بأنها نالت تللليئا مك حقوقهاإ ق أنها في الحقيقة انتقال بها مك حعلللي‬
‫ومك فراط ل تحريطإ باإلعافة ل كةرة الحواحش والمصائب واتمرا الحتاكة‬
‫وقد أحسللللك مصللللطح صللللبري ل قال‪ :‬ي ك مك نتر ل متاهر العربإ يحسللللب أهله يعبدوك المرأة‬
‫ويجلُّونهلا بهللا الحلدإ ومك هله المتلاهرإ اعتبرت المرأة التلللللرقيلة مقهورة منكودة الحتإ لكك الحقيقلة أك‬
‫العربييك ومق ِّللدتهم منلاإ يعبلدوك هوت أنحسلللللهم في عبلادة المرأةإ وملا جالل الرجلل العصلللللري المرأة‬
‫وتقديمه ياها عل نحسلهإ ق نوعا مك العلحك عل لقنها لمتادعتها وجعلها أداة للهو واللعبإ كما أك‬
‫تراجهلا مك تدرها وستورهاإ معناهإ نزالها مك عرتها المنيع ل أسواإل اقبتلال‪..‬ي‬
‫‪ -6‬العرب في الجاهلية‪:‬‬
‫تللر أحده بم بِّات بنة تل وجب هه م بسللودَا وهو‬ ‫كاك العرب يتتللاأموك مك وقدة اتنة إ قال تعال ‪ { :‬و ِّلا ب ِّ ل‬
‫ب أق سآأ ما يحب كموك‬ ‫وك أ بم يدسُّه ِّفي التُّرا ِّ‬ ‫ك ِّتي ٌم } { يتوارت ِّمك بالق بو ِّم ِّمك س ِّ‬
‫وأ ما ب ِّ ل‬
‫تر ِّب ِّه أي بم ِّسكه عل ه ٍ‬
‫} [النحل‪58 :‬إ ‪ ] 59‬وليس للمرأة حع في المتورة أو بداأ الرأيإ ولو كاك للك في أتص تصوصياتهاإ‬
‫كلاتتيلار الزو مةالإ وليس لهلا حع في اإلرنإ وق في المهرإ وليس لتعلدد الزوجلات عنلدهم حلد معيكإ‬
‫وق للطالإل علدد محلدودإ وتعلد زوجلة اتب رةلا تكبر أبنلائله مك غيرهلاإ كملا كلانلت هنلاك بع اتنكحلة‬
‫الحاسدة إكالتعار واقستبعا والبعاأ وغيرها‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬مكانة المرأة في اإلسالم‪:‬‬
‫أنصلف اإلسلالم المرأةإ وأعطاها حقوقها المتتلحةإ ورد لها اعتبارها كسنسلاكإ وحتيت بمكانة عتيمة لم‬
‫تحت بها في أي مجتمع غير مسلمإ سواأ أكاك قديما أم حديةاإ ومك متاهر هلا التكريم‪:‬‬
‫‪-1‬أقر اإلسللللالم نسللللانية المرأة وكرامتهاإ وأنها متلوقة مك نحس الرجلإ وهي نسللللانة مةله تماماإ في‬
‫التلقلة وأصلللللل الكراملة إ قلال تعلال ‪ { :‬يلأيُّهلا النلاس اتقواب ربكم ا للِّي تلقك بم ِّ لمك ن بح ٍس وا ِّحلدةٍ وتلع ِّم بنهلا‬
‫ز بوجها }‬
‫‪ -2‬برأها مما ألصلقه بها بع أصلحاب الديانات السلابقة مك أنها أم المصلائبإ وأنها سلبب ترا آدم مك‬
‫الجنةإ وبيلك أك التيطاك هو السبب في غراأ آدم وحواأإ قال تعال ‪:‬‬
‫[البقرة‪]36 :‬‬ ‫{ فأزلهما التيبطاك ع بنها فأ بترجهما ِّمما كانا فِّي ِّه }‬
‫لحياتها بعير حعإ بأي تكل مك اتتكال‪.‬‬ ‫‪-3‬حرم التتا م بوقدتهاإ أو التعر‬
‫‪-4‬أمر اإلسالم بسكرام المرأة في جميع مراحل حياتهاإ سواأ كانت أ َما أو بنتا أو زوجة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫أما اتم‪ :‬فقد ةبت كرامها بنصوص كةيرة منها‪:‬‬
‫قولللللللله تعال ‪ { :‬وقع ل ربُّك أق ت بعبدواب ِّق ِّياه و ِّب بالوا ِّلدي ِّبك ِّحب س لانا } [اقسللراأ‪ ]23 :‬فقد قرك هنا سللبحانه‬
‫اإلحساك لألبويك بعبادته‪.‬‬
‫وقد جاأ رجل ل رسول هللا صل هللا عليه وسلم فقال‪( :‬مك أحع الناس بحسك صحابتي؟ قال‪(( :‬أمك))إ‬
‫قال‪ :‬ةم مك؟ قال‪(( :‬ةم أمك))إ قال‪ :‬ةم مك؟ قال‪(( :‬ةم أمك)) قال ةم مك؟ قال‪(( :‬ةم أبوك))‪.‬‬
‫وأما البنت‪ :‬فقد رغب اإلسلالم في تربيتهاإ واإلحسلاك ليهاإ ورتلب اتجر العتيم عل للكإ فعك عائتلة ‪-‬‬
‫رعلي هللا عنها ‪ -‬أك النبي صلل هللا عليه وسللم قال‪(( :‬مك ابتلي مك البنات بتل أ فأحسلك ليهك كك له‬
‫سترا مك النار))‪.‬‬
‫اتللللروهك ِّبل بالم بعر ِّ‬
‫وف فلسِّك‬ ‫وأملا الزوجلة فقلد جلاأ كرامهلا كللللك في القرآك والسللللنلةإ قلال تعلال ‪ { :‬وعل ِّ‬
‫هتموهك فعس أك ت بكرهواب تيبئا ويجب عل َّللا ِّفي ِّه تيبرا ك ِّةيرا } [النساأ‪]19 :‬‬
‫ك ِّر ب‬
‫وقال صل هللا عليه وسلم ‪ :‬يالدنيا متا إ وتير متا الدنيا المرأة الصالحةي‬
‫‪-5‬جعل اإلسللالم المرأة أهال للتكليفإ فهي مكلحة كما أك الرجل مكلفإ ومجزية بأعمالها دنيا وآترةإ ك‬
‫تيرا فتير و ك تلرا فتلرإ قال تعال ‪ { :‬م بك ع ِّمل صلا ِّلحا ِّ لمك لك ٍر أ بو أ بنة وهو م ب ِّم ٌك فلنحب ِّيينه حياة ط ِّيلبة‬
‫ك ما كانواب ي بعملوك } [النحل‪]97:‬‬ ‫ولنجب ِّزينه بم أجب رهم بِّأحب س ِّ‬
‫‪-6‬أعطاها اإلسلللالم حقوقا مالية بعد أك كانت محرومة منهاإ فلها حع المهرإ ولها أك ترنإ وتتصلللرف‬
‫فيما تمتلكإ وفع حدود التر ‪.‬‬
‫‪-7‬جعل لها الحع في المتاورة و بداأ الرأيإبعد أك كانت مسلوبة تماما مك هلاإ قللال تعال ‪ { :‬فسِّ بك أرادا‬
‫ِّفصاق عك ترا ٍ ِّ لم بنهما وتتاو ٍر فال جناف عل بي ِّهما} [البقرة‪]233 :‬‬

‫كما ي تل رأيها في الزوا إ ولها حع في التلعإ لا ما كرهت اقسلتمرار في الزوا إ هلا باإلعلافة ل‬
‫حقوإل كةيرة يأتي لكرها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫أهمية األسرة‪ ،‬ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬

‫الدرس الثالث‬
‫بعض الشبه المثارة حول مكانة المرأة في اإلسالم‬
‫(عمل المرأة‪ ،‬وإرثها‪ ،‬وشهادتها)‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تعلم أن اإلسالم ال يمنع المرأة من العمل مطلقا‪ ،‬وإنما يبيح لها العمل الذي يناسبها‪.‬‬
‫• تستطيع الرد على الشبه المثارة حول عملها وإرثها وشهادتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫بعض الشبه المثارة حول مكانة المرأة في اإلسالم (عمل‬
‫المرأة‪ ،‬وإرثها‪ ،‬وشهادتها)‬

‫على الرغم من إنصااااااال اإلساااااالم للمرأة‪ ،‬وإعطاااهاا قال تاذح الحقون التر نحرماف من قثير منهاا ر‬
‫المجتمعااف اخرر ‪ -‬على ماا مر ‪ -‬وعلى الرغم من المقااناة التر حتياف بهاا المرأة ر تال النتاام‬
‫اإلسااااالمر‪ ،‬إال أن بعح الحا دين من أعدام المساااالمين‪ ،‬وبعح المهتونين بهم من أبنام تذح اخمة‪ ،‬أبى‬
‫عليهم حقدتم‪ ،‬وطبعهم ر حبهم لذواتهم وعبادتهم لشااااهواتهم ‪ ،‬إال أن يطلوا بر وسااااهم نا ثين بسااااموم‬
‫حقدتم‪ ،‬ناعقين بالهتنة‪ ،‬متهرين التباقر والحسارة على حقون النساام المَّايعة ر اإلساالم‪ ،‬مدعين شابها‬
‫ما أنزل هللا بها من سلطان‪ .‬وتذح بعح شبههم‪ ،‬والرد عليها شبهة شبهة‪:‬‬

‫بعض الشبه والرد عليها‪:‬‬

‫ما يمارساه الرجل من اخعمال والوتااال‪ ،‬وبهذا‬ ‫‪-1‬عمل المرأة‪ :‬الوا‪ :‬إن المرأة ر اإلساالم لم تمار‬
‫يصبح نصال المجتمع عاطال عن العمل‪ ،‬وتحل البطالة باخمة‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫والرد على تذح الشبهة يقون بذقر الحقااق اآلتية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إن اإلساااااالم ال يمنع عمال المرأة من حياأ المبادأ ر المجااالف التر تادعو الحااجاة إليهاا‪ ،‬قاالتادري‬
‫والتطبيب بشااااروط منها‪ :‬االلتزام بالحجاب الشاااارعر‪ ،‬وموا قة الزو أو ولر اخمر‪ ،‬وتجنب االرتالط‬
‫الممنوع والرلوة‪ ،‬وأن ال يستغرن العمل جهدتا وو تها على حساب الحقون اخرر ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إن دعو منع المرأة من العمل وتعطيل نصال المجتمع‪ ،‬مغالطة ومقابرة‪ ،‬بل المرأة تعمل ر بيتها‪،‬‬
‫تربى أطهالها وت دي حق الزو ‪ ،‬قما أن على الزو أدام حقو ها‪ ،‬وتذح مسا ولية عتيمة‪ ،‬وما الوح إنما‬
‫ينطبق على مجتمع ال تحتى يه المرأة بالرعاية‪ ،‬وال يتحمل مساا ا ولية اإلنهان عليها اخب أو الزو أو‬
‫اإلبن‪ ،‬وال ينطبق على المجتمع المسلم‪.‬‬

‫‪ -‬إن المطالبة بعمل المرأة ر اخعمال التر ال تناساب طبيعتها‪ ،‬قالوالية العامة ال يناساب طبيعة المرأة‪،‬‬
‫التر يطلب منها الساتر وعدم البروز واالرتالط‪ ،‬إَّاا ة إلى ما يه من تحمل أعمال تَّااال إلى أعمالها‪،‬‬
‫و د يرل ذلك بتربية أوالدتا إن قان عندتا أوالد‪ ،‬وربما ساااابب ذلك تهقك اخساااارة والمراصاااامة بين‬
‫الزوجين الذي د ي دي إلى الطالن‪.‬‬

‫د‪ -‬قيان المرأة النهساار والجساادي يرالال تقوين الرجل‪ ،‬المرأة يعتريها حيح وحمل ونها ‪ ،‬ورَّاااع‪،‬‬
‫وما يرا ق ذلك من آثار نهسية‪ ،‬قل ذلك يعيقها عن العمل رار المنااازل‪ ،‬من الطبيعر أن يقون لقل من‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫آل‬ ‫الرجل والمرأة عمل يناسااب طبيعته‪ ،‬سااو اخعمال المشااترقة‪ ،‬ال تعالى‪ :‬ي َولَ ذي َ الذق نَر قَاخ ن ذنثَى‬
‫عمران‪]36 :‬‬

‫وأريرا ننتر إلى نتااج تجربة عمل المرأة رار بيتها عند بعح الدول‪:‬‬

‫يقول الهيلسااااوال نبرانزاندرساااالن ‪ :‬نإن اخساااارة انحلف باسااااتردام المرأة ر اخعمال العامة‪ ،‬وأتهر‬
‫االرتباار أن المرأة تتمرد على تقاالياد اخرالن الماةلو اة‪ ،‬وتاةبى أن تتال أميناة لرجال واحاد إذا تحررف‬
‫ا تصااديان ‪ .‬و د أجري اساتهتام عام ر جميع اخوسااط ر الوالياف المتحدة لمعر ة رأي النساام العامالف‬
‫ر العمل‪ ،‬وقانف النتيجة قاآلتر‪:‬‬

‫إن المرأة متعبة اآلن‪ ،‬ويهَّال ‪ %65‬من نساام أمريقا العودة إلى منازلهن‪ ،‬قانف المرأة تتوتم أنها بلغف‬
‫أمنياة العمال‪ ،‬أماا اليوم ‪ -‬و اد أدماف عثراف الطريق ادمهاا واساااااتنز اف الجهود واتاا ‪ -‬اننهاا تود الرجوع‬
‫إلى بيتها والتهرغ لحَّانة أوالدتا وتربيتهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-2‬إرأ المرأة ‪ :‬زعم بعح المنتقصين لإلسالم أن اإلسالم أسام إلى المرأة وتلمها حين جعل حصتها ر‬
‫الميراأ نصال حصة الرجل بزعمهم‪.‬‬

‫والجواب عن تذا أن يقال‪ :‬إن اإلسااااالم ارتهع بنتام اإلرأ عما قان معموال به عند العرب ر الجاتلية‬
‫يورثون الرجال دون النسام‪.‬‬
‫وغيرتم من اخمم‪ ،‬حتى عند بعح الشعوب ر العصر الحاَّر الذين ِّ‬

‫و د راعى اإلسالم ر توزيع اإلرأ مبدأين‪:‬‬

‫اخول ‪ :‬حصر اإلرأ ر ريب المتو ى الذي يرتبط به نسب أو زوا ‪ ،‬وجعل حصة اخوالد ا بنين وبناف‬
‫معا ا ال تنزل عن نصال الترقة‪ ،‬وتر نسبة عالية يستحقونها باعتبارتم امتدادا لشرص والدتم المتو ى‪.‬‬

‫الثانر ‪ :‬مراعاة مقدر حاجة الوارأ إلى المال ولو بعد حين‪ ،‬قلما قانف حاجة الوارأ أشاااد قان نصااايبه‬
‫من الترقة أقثر‪ ،‬ولعل ذلك تو السار ر أن نصايب اخوالد أقثر من نصايب اخبوين‪ ،‬مع أنهما ر درجة‬
‫واحدة ر القرابة‪ ،‬ولق ن لما قانف حاجة اخوالد إلى المال أشاااد قانف حصاااتهم من الميراأ أقثر‪ ،‬خنهم‬
‫ر الغاالاب محتااجون‪ ،‬وتم يساااااتقبلون الحيااة بتقااليههاا ولوازمهاا ومتطلبااتهاا الماالياة‪ ،‬أماا الوالادان هماا ر‬
‫الغالب من أصاحاب اخموال َّاال عن أنهما يساتدبران الحياة‪ ،‬حاجتهما إلى المال ليساف قحاجة اخوالد‬
‫الصاعدين ر سلم الحياة‪.‬‬

‫تذا ومثلما راعى اإلساالم ر توزيع الميراأ بين الورثة شادة الحاجة إلى المال‪ ،‬وأعطى صااحب الحاجة‬
‫الملحة نصاايبا أقثر من غيرح قد راعى تذا المبدأ أيَّااا ر جعل حص الذقر َّااعال حصااة اخنثى ر‬
‫بعح المساااااااال‪ ،‬خن النهقااف والتقااليال الماالياة التر تترتاب على المرأة تر أ ال من النهقااف والتقااليال‬
‫المالية التر تترتب على الذقر بال شك‪ ،‬هو المقلال بمهر الزوا وإعداد السقن وما يتبعه من أثاأ ونهقة‬
‫والعال والمواصاااااالف والهاداياا وماا يطرأ من نهقااف‬ ‫على زوجتاه وأوالدح‪ ،‬وتو المقلال بنهقااف اللباا‬
‫أرر بااعتباارح واماا ع لى اخسااااارة وتقاذا تقون حااجاة اخنثى الوارثاة إلى الماال أ ال من حااجاة الاذقر‬
‫الوارأ‪ ،‬سااااوام قانف الوارثة بنتا للميف أو أرتا له‪ ،‬خن زوجها يتولى اإلنهان عليها برالال أريها الذي‬
‫يتولى تو اإلنهان على زوجته وأسرته‪.‬‬

‫له عال ة بقونها أنثى‪،‬‬ ‫وتقذا يتهر أن توزع اإلساااالم إلرأ المرأة وجعله نصاااال نصااايب الرجل لي‬
‫تورر المسااااااواة عناد تهااوف الحااجة‬
‫وإنماا بقونهاا أ ال احتيااجاا إلى الماال‪ ،‬وتاذا تو العادل قال العادل‪ ،‬خن ِّ‬
‫تو التلم والحيال‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫وإن الذين ينتقدون اإلسااالم ر توريثه الرجل حصااة َّااعال حصااة المرأة ال يساايرون ورام المساااواة‬
‫العادلة بل ورام المسااواة التالمة‪ ،‬وصادن هللا العتيم‪ ،‬حيأ ذقر أحقام المواريأ ثم أعقبها بقوله‪ :‬ييبين‬
‫هللا لقم أن تَّلوا وهللا بقل شرم عليم ‪.‬‬

‫على أنه ال بد من القول بةن تناك حاالف أرر ترأ يها المرأة مثل الرجل وربما أقثر منه‪.‬‬

‫وبيانها على النحو التالر‪:‬‬

‫حااالف ترأ يهاا اخنثى مثال الاذقر‪ :‬قماا لو تو ر رجال وترك أباا وأماا وأوالدا‪ ،‬ل‪،‬ب الساااااد ‪ ،‬ول‪،‬م‬
‫السااااد ‪ ،‬ول‪،‬والد البا ر‪ ،‬نصاااايب اخم قنصاااايب اخب‪ ،‬واخوالد يةرذون أقثر منهما معا‪ ،‬خنهم أقثر‬
‫حاجة‪ ،‬وتذا يتهق مع المبدأين اللذين توراتما اإلسالم‪.‬‬

‫و ل نحو ذلك إذا ما ف رجل وترك إروة خم ذقورا وإناثا‪ ،‬هم يشااترقون ر الثلأ بالسااوية‪ ،‬ال تعالى‪:‬‬
‫ي نن قانوا أقثر من ذلك هم شرقام ر الثلأ ‪ ،‬وتذح اآلية ر اإلروة خم باإلجماع‪.‬‬

‫حالف ترأ يهاا اخنثى أقثر من الاذقر‪ ،‬قماا لو مااتاف امرأة عن زو وبناف وعم‪ ،‬للزو الربع‪ ،‬وللبناف‬
‫النصال‪ ،‬ولل عم البا ر وتو الربع‪ ،‬نصيب البنف ااا اخنثى ااا أقثر من نصيب والدتا ااا الذقر خنها أ رب‬
‫منهما إلى المتو اة‪ ،‬وأحو منهما إلى المال‪ ،‬هر تسااتقبل الحياة بتقاليهها ومسااتلزماتها‪ ،‬وتما يسااتدبران‬
‫الحياة‪ ،‬اخب أقبر منها‪ ،‬والعم ر الغالب أقبر منها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-3‬شاااهادة المرأة‪ :‬ومهاد الشااابهة‪ ،‬أن اإلساااالم انتقص المرأة وعاملها دون الرجل جعل شاااهادتها على‬
‫اس ات ذَش ا ِّهدنواذ‬
‫النصااال من شااهادة الرجل و ر تذا تدر إلنسااانيتها وقرامتها‪ ،‬يشاايرون إلى وله تعالى‪ :‬ي َو ذ‬
‫آم أَن ت ِّ‬
‫ََّاال ذإحذ َدا نت َما‬ ‫َّاا ذونَ ِّمنَ َ‬
‫الشاا َه َد ِّ‬ ‫شاا ِّهي َدي ِّذن ِّمن ِّر َجا ِّل نق ذم َنِّن ل ذم َي نقونَا َر نجلَي ِّذن َ َر نج ول َو ذام َرأَت ِّ‬
‫َان ِّممن ت ذَر َ‬ ‫َ‬
‫البقرة‪]282 :‬‬ ‫َت ن َذ ِّق َر ِّإحذ َدا نت َما اخ ن ذر َر‬

‫الرد‪:‬‬

‫أ‪ .‬موَّوع الشهادة ال عال ة له باإلنسانية والقرامة‪ ،‬اإلسالم سو بين الرجل والمرأة ر تذا الجانب‪.‬‬

‫من‬ ‫ب‪ -‬إن موَّاااااوع الشاااااهاادة رااص با اخمور الماالياة‪ ،‬وإثبااف الحقون‪ ،‬والجناايااف‪ ،‬وتاذا قلاه لي‬
‫ارتصاااااص المرأة‪ ،‬وال من َّاااامن اتتماماتها‪ ،‬هر تنسااااى تذح اخمور‪ ،‬وال تلقر لها باال‪ ،‬ولذلك جام‬
‫البقرة‪]282 :‬‬ ‫ََّل إذحذ َدا نت َما َت ن َذ ِّق َر ِّإحذ َدا نت َما اخ ن ذر َر‬
‫التعليل ر اآلية‪ :‬ي أَن ت ِّ‬

‫اااااااا إن المرأة عاطهية بطبعها‪ ،‬د تتةثر بالمو ال أو تتةثر بالمشااااهود له أو عليه‪ ،‬ذقرا قان أو أنثى‪،‬‬
‫ذلك على شاهادتها ومما يدل على أن شاهادتها ال عال ة لها باإلنساانية وال باالنتقاص من قرامتها‬ ‫ينعق‬
‫و درتا‪ ،‬أن اإلساالم بل شاهادتها وحدتا يما يرص النساام‪ ،‬ومما يطلعن عليه دون الرجال غالبا‪ ،‬تقبل‬
‫بهذا شهادتها وحدتا ر إثباف الوالدة‪ ،‬و ر الثيوبة والبقارة‪ ،‬و ر الرَّاع ونحوح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪7‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫أهمية األسرة‪ ،‬ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬

‫الدرس الرابع‬
‫بعض الشبه المثارة حول مكانة المرأة في اإلسالم‬
‫(دية المرأة‪ ،‬تعدد الزوجات‪ ،‬حجاب المرأة)‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تستطيع الرد على الشبه المثارة حول دية المرأة‪.‬‬


‫• تعلم حكم تعدد الزوجات في اإلسالم وضوابط ذلك‪.‬‬
‫• تدرك أهمية الحجاب للمرأة والحكمة من مشروعيته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫بعض الشبه المثارة حول مكانة المرأة في اإلسالم (دية‬
‫المرأة‪ ،‬تعدد الزوجات‪ ،‬حجاب المرأة)‬

‫الدية‪:‬‬

‫سححور بين الرجل والمرأة في حين يرر أن دية المرأة على‬


‫قال أصحححاب الشححبتة‪ :‬تنولون إلن اإلسححالم ل‬
‫إلهدارا لميححححححزلة المرأة وكرامتتا من جتة‬
‫ا‬ ‫من جتة كما أن فيه‬ ‫من دية الرجل فتذا فيه تياق‬ ‫اليصح‬
‫أخرر‪ .‬الرد‪:‬‬

‫أ‪-‬تندم أن اإلسحالم قد سحور بين الرجل والمرأة في الكرامة واإليسحايية فتما في ذلك سحوا ولتذا في حال‬
‫ا‬
‫رجال أو‬ ‫ا‬
‫رجال أو إلمرأة أو المنتول‬ ‫االعتحدا على اليس عمحداا ينتحل النحاتحل بحالمنتول سحححححوا أكحان النحاتحل‬
‫إلمرأة‪.‬‬

‫َوا ُ ُذنَ بحا ُ ُذن َو ل‬


‫السححححن‬ ‫َو َالعَيَنَ بح َالعَيَن َوا َ َي َ بحا َ َي‬ ‫علَيَت َم في َتحن أَن الي َس َ بحالي َس‬
‫قحال تعحالى ‪ :‬و َو َكتَ َبيحَا َ‬
‫اص } [المائدة‪]45 :‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫س لن َو َال ُج ُرو َح ق َ‬
‫بال ل‬

‫ذكرا أو أيثى حي قضحى فيه رسحول ل صحلى ل عليه‬


‫ُسر في دية الجيين بين كويه ا‬ ‫كما أن اإلسحالم لم ي ل‬
‫سا وفيتا دية‪.‬‬
‫وسلم((بغرة عبد أو أمة)) باعتباره يس ا‬

‫ب‪-‬أما في ح ال قتل الخطأ ويحوه أو تيازل ولي المنتول عمداا عن النصحاص وقبوله الدية فتكون حييئذ‬
‫من دية الرجل ال ن إليسححححاييتتا نير إليسححححايية الرجل وإليما تكون الدية هيا‬ ‫دية المرأة على اليصحح ح‬
‫ضا للضرر الذي ألححححم بأسرة المنتول والخسارة التي حلت بتا فخسارة ا والد والزوجة بسند ا ب‬
‫تعوي ا‬
‫بحاإليسحا عليتم وتعليمتم نير خسحححححارة الزوا وا بيحا بسنحد زوجتحه وأم أبيحائحه التي لم تكل‬ ‫المكل‬
‫فسي الحالة ا ولى الخسححارة خسححارة مالية وفي الثايية خسححارة‬ ‫باإليسا على يسسححتا وال على نيرها‬
‫بمال‪.‬‬ ‫معيوية والخسارة المعيوية ال تعو‬

‫تعدد الزوجات‪:‬‬

‫ويمكن تلخيص هذه الشبتة بما يأتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعدد بزعمتم ابتدعه اإلسالم والمسلمون وينولون هو مجرد استجابة لليحزوات والشتوات‪.‬‬

‫ب‪-‬في التعدد امتتان للمرأة وتسلط عليتا وهذا كما يزعمون ميا ٍ للمساواة واإليسايية‪.‬‬

‫ا‪ -‬التعدد يؤدي بزعمتم إللى الخصام والشنا بين أفراد ا سرة الواحدة‪.‬‬

‫د‪ -‬التعحدد يؤدي إللى كثرة اليسحححححل ممحا يصحححححعحب معحه التربيحة والتعليم كمحا يؤدي إللى البطحالحة وكثرة‬
‫االيحرا ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫وقبل الرد على هذه الشبتة بجوايبتا المتعددة ال بد من التأكيد على الحنائق اآلتية‪:‬‬

‫إلن اإلسحالم لم يجعل التعدد فرضحا واجبا ال يمكن تركه وال مخالسته وإليما أباح اإلسحالم التعدد لمن رنب‬
‫سحححن َم َثيَى َوثُالَ َ َو ُر َبا َ‬
‫ا‬ ‫اب لَ ُك َم لمنَ اليل َ‬
‫ط َ‬‫فيه وقدر عليه فتو مشحححروا جائز فنال تعالى‪ :‬و فَايك ُحواَ َما َ‬
‫وال يجوز ميعه بشحححكل‬ ‫[اليسحححا ‪]3 :‬‬ ‫َت أَ َي َمايُ ُك َم ذلكَ أَ َديَى أَال تَعُولُواَ }‬
‫فَإ َن خ َست ُ َم أَال تَ َعدلُواَ فَ َواح َدة ا أَ َو َما َملَك َ‬
‫عام أو التشكيك فيه أو التيسير عيه‪.‬‬

‫إلن ل تعحالى أحكم شحححححرعحة التعحدد وياحامحه إلحكحا امحا متن ايحا بمحا يزيع عيحه كحل ينحد وعيحب واإلسحححححا ات التي‬
‫تحصل في التعدد إلي ما هي من سو استخدام حق التعدد وهذا ال يكون حجة على الشرا‪.‬‬

‫في‬ ‫يجب على من يعدد أن يعدل بين زوجاته في المسححكن واليسنة والكسححوة والمعاشححرة وأما ما لي‬
‫مندوره أو اسحتطاعته كالميل النلبي فلي مؤاخ اذا به لنوله تعالى‪ :‬و َولَن ت ََسحتَطيعُواَ أَن تَ َعدلُو َا َبيَنَ اليل َ‬
‫سحن‬
‫[اليسا ‪]129 :‬‬ ‫صت ُ َم فَالَ تَميلُواَ ُكل َال َميَل فَتَ َذ ُروهَا ك ََال ُم َعلنَة }‬
‫َولَ َو َح َر َ‬

‫وعن أم المؤميين عائشحة ‪ -‬رضحي ل عيتا – قالت كان اليبي صحلى ل عليه وسحلم كان ينسحم بين يسحائه‬
‫فيعدل وينول ‪" :‬اللتم هذه قسمتي فيما أملك فال تلميي فيما تملك وال أملك"‬

‫‪ -‬إلن زواا اليبي صحححلى ل عليه وسحححلم بزوجاته الطاهرات أمتات المؤميين كان مضحححرب المثل في‬
‫والطتر والغحايحات اليبيلحة وكحان جمعحه كثر من أربع من أمتحات المؤميين خصحححححوصححححيحة من‬ ‫العسحا‬
‫سحامية ومصحلحة دييية كبيان التشحريع أو‬ ‫خصحوصحياته التي أكرمه ل بتا وكان زواجه بتن نرا‬
‫وتنريبتم إللى اإلسحححححالم أو تنحدير وتكريم‬ ‫قلوب اليحا‬ ‫تحنيق التكحافحل بجبر خواطر ا رامحل أو تحألي‬
‫ا صححاب الذين ضححوا وأبلوا في اإلسحالم بال ا حسحياا وقد كان أول زواجه بأم المؤميين خديجة‬ ‫بع‬
‫وكايت ثيباا وتكبره بخمسحححة عشحححر عا اما ولم يتزوا عليتا في حياتتا‪ .‬رضحححي ل عن أمتات المؤميين‬
‫أجمعين‬

‫ومع ما سحبق قد يكون التعدد ‪ -‬أحياياا ‪ -‬ضحرورة من الضحرورات االجتماعية أو الشحخصحية ولتذا أباحه‬
‫الشارا الحكيم ومن هذه الضرورات‬

‫أ ‪ -‬ازدياد عدد اليسا على الرجال لكثرة المواليد ميتن‪.‬‬

‫ب ‪ -‬حاجة ا مة المستمرة إللى التكاثر بشكل عام‪.‬‬

‫ا ‪ -‬قحد تكون الزوجحة مريضحححححة أو عني امحا فمن ا كرم لتحا ولزوجتحا أن يتزوا بحأخرر مع بنحا ا ولى‬
‫واإلحسان إلليتا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫د ‪ -‬قد يكون الرجل كثير ا سححسار وال يسححتطيع اصححطحاب زوجه وهو يخشححى على يسسححه الستية فمن‬
‫يسسه‪.‬‬ ‫الضروري هيا أن يتزوا ويع‬

‫الرجال ولديتم رنبة جيسحية زائدة فكان من المياسحب مثال هؤال أن يعددوا إلن‬ ‫هحححححح ‪ -‬خلق ل بع‬
‫‪.‬‬ ‫ومر‬ ‫وحمل ويسا‬ ‫حي‬ ‫شاؤوا وبخاصة أن المرأة تمر بارو‬

‫الر لد على ما ذكروه من شبه حول التعدد‪:‬‬

‫أ ‪ -‬قولتم‪ :‬إلن اإلسالم هو أول من جا بالتعدد ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫صحححححي احا فالتعدد كان موجوداا قبل اإلسححححالم وعرفته شححححعوب كثيرة كالعبريين والصححححنالبة‬ ‫لي‬
‫والجرماييين والسحكسحوييين واليتود واليصحارر وكذلك ا يبيا عليتم السحالم كما كان التعدد موجوداا‬
‫في الجاهلية قبل اإلسحححال م بال حدود فأقره اإلسحححالم وقيده بأربع زوجات والتعدد موجود حتى اآلن عيد‬
‫شعوب نير إلسالمية في افرينية والتيد والصين واليابان ونيرها وبتذا يتضع بطالن هذا الزعم‪.‬‬

‫صححححححي اححا ما ادعوه بل في التعحدد إلكرام للمرأة‬ ‫ب ‪ -‬قولتم‪ :‬التعحدد امتتحان للمرأة وتسحححححلط عليتحا ‪ ..‬لي‬
‫وحسا لمصحححالحتا وقد سحححبق ذكر ضحححرورات التعدد وحكمه فالمرأة ا ولى من مصحححلحتتا البنا مع‬
‫زوجتا والمرأة الثايية لم تجبر على الزواا وفي التعدد مصحلحة عامة تندم على مصحلحة الزوجة التي‬
‫تسضحل وحدة الزوجية والمرأة من ا فضحل لتا أن تكون ثايية أو ثالثة أو رابعة وتيجب ا طسال من أن‬
‫تكون بال زوا متددة با خطار والستية‪..‬‬

‫ا ‪ -‬قولتم‪ :‬إلن التعدد ييشحأ عيه المشحاكل وا حناد بين أفراد ا سحرة‪ ..‬الخ يعم قد يوجد مثل هذه المشحاكل‬
‫فيتا تعدد ووجود مثل هذا ال يميع‬ ‫الياشححئة عن الغيرة كما أن مثل هذا قد يوجد في ا سححرة التي لي‬
‫والطبائع وهذا دال على أن مناصد‬ ‫التعد د وال يعطله فاهلل سبحايه شرا التعدد مع علمه سبحايه باليسو‬
‫أثرا لتذه الغيرة الطبيعية ‪.‬‬
‫ا‬ ‫التعدد تسمو بكثير عما قد ينع من الكيد والتبان‬

‫يمكن أن يتالشححى تما اما أو يكبر ويعام خطره ا‬


‫فعال وذلك‬ ‫وما يحصححل في ا سححرة من خصححام وخال‬
‫بحسحب حكمة الزوا وحسحن تصحرفه وإلدراكه لمسحؤوليته وبحسحب عدله والمه فكلما كان الزوا محسحياا‬
‫ا‬
‫عادال بييتم سححال اكا بتم طريق الصححالح والرشححد تعلي اما وتربية ويصحح احا كايت حياته‬ ‫زواجه وأبيائه‬
‫ا‬
‫متمال في التربيحة والرعحايحة كحايحت‬ ‫حرا في الحنو‬
‫وحيحاتتم تسحححححودهحا المودة والمحبحة وكلمحا كحان منصحححح ا‬
‫ا سرة مضطربة يسودها التذ ُّمر معرضة لاليتيار سوا مع التعدد أو بدويه‪.‬‬

‫د‪ -‬قولتم‪ :‬التعدد يؤدي إللى كثرة اليسل مما يصعب معه التربية والتعليم‪ ...‬الخ‬

‫مما ال شحك فيه أيه كلما ازداد عدد أفراد ا سحرة اتسحعت مسحؤوليات ا ب وا م واحتاجت أمور ا سحرة‬
‫إللى مزيحد عيحايحة ورعحايحة واهتمحام من جميع اليواحي لكن محا قحالوه يمكن أن ييطبق على مجتمع تسحححححوده‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الرذيلة ال السضحيلة وتحكمه الشحتوة والمادة ال الشحريعة والخلق النويم حي يكثر فيه اللنطا الذين لم‬
‫آباؤهم وال ييتمون إللى أسححرة يعتزون بتا ويحافاون على سححمعتتا وكرامتتا بل هم ياقمون على‬ ‫يُعر‬
‫مجتمعتم وأما كثرة اليسحَ ل الياشحي عن التعدد المشحروا وفي ال التربية الصححيحة والتوجيه السحليم‬
‫فتو مصحدر سحعادة لذويتم ومجتمعتم وا مة تحتاا لجتودهم وبتم تستخر أما إلذا تخلست التربية ونابت‬
‫والشنا لديتم وإلن قل عدد أفرادها‪.‬‬ ‫السضيلة عن أفراد ا سرة كان االيحرا‬

‫إلليه‪ :‬أن المجتمعات التي أُطلنت فيتا الحريات‬ ‫وممحا يدل على ضحححححرورة التعحدد ‪ -‬أحيحاياا ‪ -‬وحاجة اليا‬
‫وأخذت بمبدأ المسححاواة بين الرجال واليسححا قد تجرعت مرارة السجور واإلباحية والتشححرد والتسكك مما‬
‫حدا بمسكريتم وعنالئتم يسحححا ورج ا‬
‫اال بالمياداة با خذ بياام التعدد كما هو الحال عيد المسحححلمين ومن‬
‫هذه البالد ايكلترا وأمريكا وألماييا وفريسا ونيرها‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫الحجاب‪:‬‬

‫شححرعي سححابت تسححتتر به المرأة المسححلمة ليميع الرجال ا جايب من رؤية شححى من جسححدها‬ ‫هو لبا‬
‫وينابله التبرا والسسور‪.‬‬

‫حكم الحجاب‪ :‬الحجاب واجب على المرأة المسلمة بالنرآن والسية‪.‬‬

‫َصحارهن َويَحَ س َ‬
‫َانَ فُ ُرو َج ُتن َوالَ يُبَدينَ‬ ‫ضحنَ م َن أَب َ‬ ‫‪ -1‬فمن النرآن قولححححححه تعالى‪ :‬و َوقُل لل َل ُمؤَ ميَات يَ َغ ُ‬
‫ضح َ‬
‫علَى ُجيُوبتن َوالَ يُبحَدينَ زييَتَ ُتن إلال لبُعُولَتتن أَ َو آ َبحنئتن أَ َو‬‫ضححححربَنَ ب ُخ ُمرهن َ‬ ‫ا َت َر م َي َتحا َو َليَ َ‬
‫زييَتَ ُتن إلال َمحا َ‬
‫سححححنئتن أَ َو َما‬ ‫آبَن بُعُولَتتن أَ َو أَ َبيَنئتن أَ َو أَ َبيَن بُعُولَتتن أَ َو إل َخ َوايتن أَ َو بَيي إل َخ َوايتن أَ َو بَيي أَخ ََواتتن أَ َو ي َ‬
‫سححححن‬ ‫علَى َ‬
‫ع َو َرات اليل َ‬ ‫الط َسحل الحذينَ لَ َم يَ َ‬
‫ا َت ُرواَ َ‬ ‫نيَر أ ُ َولي اإل َر َبحة منَ ل‬
‫الر َجحال أَو ل‬ ‫َت أَ َي َمحايُ ُتن أَو التحابعينَ َ‬‫َملَكح َ‬
‫ضححححربَنَ بحأ َ َر ُجلتن ليُ َعلَ َم َمحا ي َُخسينَ من زييَتتن َوتُوبُواَ إللَى ِ َجمي اعحا أَيُّ َتحا َال ُمؤَ ميُونَ لَ َعل ُك َم ت ُ َسل ُحونَ }‬
‫َوالَ يَ َ‬
‫[اليور‪]31:‬‬

‫سن َال ُمؤَ ميينَ يُدَيينَ َ‬


‫علَيَتن من َجالَبيبتن ذلكَ أَ َديَى‬ ‫ي قُل َ َز َواجكَ َوبَيَاتكَ َوي َ‬ ‫‪-1‬وقولححه تعالى ‪ :‬و يأَيُّ َتا اليب ُّ‬
‫ورا رحي اما } [ا حزاب‪]59:‬‬ ‫أَن يُ َع َر َفنَ فَالَ يُؤَ َذيَنَ َو َكانَ ُِ َ‬
‫نس ُ ا‬

‫ومن السية ‪:‬‬

‫يوم العيحد وذوات الخحدور فيشححححتحدن‬ ‫عن أم عطيحة ‪ -‬رضحححححي ل عيتحا ‪ -‬قحالحت‪ :‬أمريحا أن يخرا ال ُحي‬
‫لتا‬ ‫عن مصححالهن قالت أمرأة‪ :‬يا رسححول ل‪ :‬إلحدايا لي‬ ‫جماعة المسححلمين ودعوتتم ويعتزل الحي‬
‫جلباب قال‪" :‬لتلبستا صاحبتتا من جلبابتا " ‪.‬‬

‫دل الحدي على أن يسحححا الصححححابة ‪ -‬رضحححي ل عيتم ‪ -‬ال تخرا إلحداهن إلال بجلباب لذا لم يرخص‬
‫يرخص لتن في ترك‬ ‫اليبي صححححلى ل عليه وسححححلملتن بالخروا بغير جلباب فيما هو مأمور به فكي‬
‫الجلباب لخروا نير مأمور به وال محتاا إلليه؟‬

‫‪7‬‬
‫‪7‬‬
‫مناصد الحجاب ‪ :‬شرا الشارا الحكيم الحجاب لحكم عديدة ميتا‪:‬‬
‫وتميت النلوب‬ ‫‪-1‬طتارة قلححوب الرجححال واليسححا من الوساو والخواطر الشيطايية التي تسسد اليسو‬
‫قال تعالى‪ :‬و ذل ُك َم أَ َ‬
‫ط َت ُر لنُلُوب ُك َم َوقُلُوبتن } [ا حزاب‪]53 :‬‬
‫‪ -2‬حسا اليسحا وصحيايتتن من أن يتعرضحن ذر أو شحر وذلك ن الحجاب يضحسي على مرتديته متابة‬
‫تصد السسا عن التجرؤ عليتا باللسا أو اللحا قال تعالى و َذلكَ أَ َديَى أَ َن يُ َع َر َفنَ فَال يُؤَ َذيَن } [ا حزاب‪:‬‬
‫‪]59‬‬
‫حعارا بحسححن مسححلكتا وبنائتا على‬
‫‪-3‬يعد الحجاب في الااهر ترجمة لصححالح المرأة في الباطن وإلشح ا‬
‫فطرة الحيا الذي هو الزم من لوازم أيوثتتا ومجايبتتا للرجال ومخالطتتم‪.‬‬
‫حنينة الحجاب‪:‬‬
‫الكالم عليه من جايبين هما‪ :‬صسات الحجاب حدود الحجاب وما الذي تبديه أو تخسيه المرأة من بديتا ‪.‬‬
‫صسات الحجاب الشرعي‪:‬‬
‫ال بحد وأن تكون طبيعتحه ميحاسححححبحة لطبيعحة المرأة التي فطرهحا ل تعحالى على‬ ‫لكي يحنق الحجحاب الغر‬
‫طا في الحجاب الشرعي هي‪:‬‬ ‫الحيا والستر وقد اشترط العلما رحمتم ل شرو ا‬

‫فضححساضححا نير‬
‫ا‬ ‫عما تحته وأن يكون‬ ‫اترا لجميع بدن المرأة وأن يكون ثخيياا ال يشحح‬
‫‪ -1‬أن يكون سحح ا‬
‫ضيلق حتى ال يص جسمتا‪.‬‬
‫أقدامتن ‪.‬‬ ‫ولتذا رخص الرسول صلى ل عليه وسلم في ذيول اليسا قدر ذراا حتى ال تيكش‬
‫وقال صحححلى ل عليه وسحححلم‪" :‬صحححيسان من أهل اليار لم أرهما‪ ..‬ويسحححا كاسحححيات عاريات مميالت‬
‫محائالت رؤوسحححححتن كحأسحححححيمحة البخحت المحائلحة ال يحدخلن الجيحة وال يجحدن ريحتحا وإلن ريحتحا ليوجحد من‬
‫مسيرة كذا وكذا"‬
‫‪ -2‬أن ال يكون زيية في يسسحه وال يكون مطيلبا بأي يوا من أيواا الطيب قال صحلى ل عليه وسحلم‪" :‬إلذا‬
‫شتدت إلحداكن المسجد فال تم طيباا"‬
‫فإذا يتيحت المرأة عن التطيحب في الذهاب إللى المسحححححاجد فمن باب أولى أن تميع من ذلك في الذهاب إللى‬
‫نيرها‪.‬‬
‫وقال صححلى ل عليه وسححلم‪" :‬إلذا اسححتعطرت المرأة فمرت على النوم ليجدوا ريحتا فتي كذا وكذا" قال‬
‫ا‬
‫قوال شديداا‬
‫‪ -3‬أن ال يشحبه لبا الرجال فسي الحدي الصححيع‪" :‬لعن رسحول ل صحلى ل عليه وسحلمالمتشحبتين من‬
‫الرجال باليسا والمتشبتات من اليسا بالرجال"‬
‫ثوب شحترة في الدييا‬ ‫‪ -4‬أالل يكون الحجاب لبا شحترة قال رسحول ل صحلى ل عليه وسحلم‪" :‬من لب‬
‫ألبسه ل ثوب مذلة يوم النيامة" ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪8‬‬
‫حدود الحجاب‪:‬‬
‫تحنحححدم أن الحححجحححاب واجحححب و يحاحتحر محن عحمحوم ا دلحححة أيحححه يشحححححمحححل جحمحيحع الحبحححدن وأن الحمحرأة‬
‫كلتا عورة‪.‬‬
‫ومن ا دلة على ذلك‪:‬‬
‫ني ََر‬ ‫علَيَتن ُجيَا ٌح أَن يَ َ‬
‫ض ح َعنَ ثيَابَ ُتن َ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪ :‬و َو َالنَ َواع ُد منَ اليل َ‬
‫س حن الالَتي الَ يَ َر ُجونَ يكَا احا فَلَ َي َ َ‬
‫سمي ٌع علي ٌم } واليور‪ )60:‬فسي اآلية يسي اإلثم عن العجحححائز‬ ‫ُمتَبَ لر َجات بزييَ ٍة َوأَن يَ َستَ َعس َسنَ َخي ٌَر ل ُتن َوُِ َ‬
‫الالتي ال يرجون يكا احا وال يُرنب في مثلتن في حالة التخس مححن بع الثياب التي تستر جميع البدن‬
‫وإلاتار مثل الوجه والكسين والندمين من نير تبرا بزيية فدل هذا على أن الشححواب من اليسححا والالتي‬
‫يرجون يكا احا يجب عليتن الحجاب وستر جميع البدن‪.‬‬
‫‪-2‬قال صححلى ل عليه وسححلم‪ " :‬من جر ثوبه ُخيال لم ييار ل إلليه يوم النيامة فنالت أم سححلمة‪ :‬فكي‬
‫عا ال يزدن‬
‫شححبرا فنالت‪ :‬إلذا تيكشحح أقدامتن قال‪ :‬فيرخيية ذرا ا‬
‫ا‬ ‫يصححيعن اليسححا بذيولتن؟ قال‪ :‬يُرخين‬
‫عليه"‬
‫دل هحذا الححديح على وجوب سحححححتر قحدم المرأة مع أن النحدم أقحل فتيحة من نيره ممحا يحدل على أن المرأة‬
‫عورة ويجب ستر جميع بديتا‪.‬‬
‫‪-3‬عن عائشة‪-‬رضي ل عيتا‪ -‬قالت‪:‬يرحم ل يسا المتاجرات ا ُول لما أيزل ل‬
‫ع َلى ُجيُوبتن } [اليور‪]31:‬شحححححننن مروطتن فحاختمرن بتحا " هكحذا فتمحت‬ ‫و َو َليَ َ‬
‫ضححححربَنَ ب ُخ ُمرهن َ‬
‫الصححححابيات السضحححليات من اآلية أن الحجاب يشحححمل جميع البدن فبادرن إللى شحححق مروطتن وسحححتر‬
‫رؤوستن ووجوهن‪.‬‬
‫‪ -4‬عن عائشحة رضحي ل عيتا قالت‪" :‬إلن كان رسحول ل صحلى ل عليه وسحلم ليصحلي الصحبع فييصحر‬
‫اليسا متلسعات بمروطتن ما يعرفن من الغل " وعيتا قالت ‪" :‬لو أدرك رسول ل صلى ل عليه وسلم‬
‫ما أحد اليسا لميعتن كما ميعت يسا بيي إلسرائيل" ‪.‬‬
‫فدل الحدي على أن الحجاب والتسحتر كان من عادة يسحا الصححابة ‪ -‬رضحي ل عيتم أجمعين وهم خير‬
‫النرون كما دل على أن عائشحة أم المؤميين ‪-‬رضحي ل عيتا ‪ -‬رأت من بع يسحا ذلك النرن الساضحل‬
‫ما يجعل اليبي صححلى ل عليه وسححلم يميعتن من المسححاجد لو كان حييا فكي ببع يسححا زماييا اليوم‬
‫ممن تساهلن بالحجاب‪.‬‬
‫يخلص من هذا إللى أن المرأة يجب عليتا االلتزام بطاعة ربتا عز وجل وطاعة رسححوله صححلى ل عليه‬
‫وسححلم بارتدا الحجاب السححاتر لجميع جسححمتا وعدم إلبدا شححي من زييتتا لغير من اسححتثياهم ل تعالى‬
‫بنوله‪ :‬و َوالَ يُبَدينَ زييَتَ ُتن إلال لبُعُولَتتن أَ َو آبَنئتن أَ َو آبَن بُعُولَتتن أَ َو أَ َبيَنئتن أَ َو أَ َبيَن بُعُولَتتن أَ َو إل َخ َوايتن‬
‫نيَر أ ُ َولي اإل َربَة منَ ل‬
‫الر َجال‬ ‫َت أَ َي َمايُ ُتن أَو التابعينَ َ‬‫سحنئتن أَ َو َما َملَك َ‬ ‫أَ َو بَيي إل َخ َوايتن أَ َو بَيي أَخ ََواتتن أَ َو ي َ‬
‫سححح حن } واليور‪ )31:‬هم البعحل والزوا) وا ب وأبو الزوا‬ ‫ع َو َرات اليل َ‬‫علَى َ‬ ‫ا َت ُرواَ َ‬‫الط َسحل الحذينَ لَ َم َي َ‬
‫أَو ل‬
‫واالبن وابن الزوا وا خ وابن ا خ وابن ا خت واليسا المسلمات والرقيق والخدم ممن ال شتوة‬
‫لتم وا طسال الذين ال شتوة لتم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪9‬‬
‫وقد أثير حول الحجاب شبه ميتا‪:‬‬
‫الشبتة ا ولى‪ :‬إلن الحجحاب فيه اعتدا علحى حنو المرأة وتنييد لحريتتا وازدرائتا ‪.‬‬
‫الرد على الشبتة‪ :‬لي هحححححذه الدعور صحيحححح حة وقد سبق البيان بأن المرأة موضع تكريم واحترام في‬
‫المجتمع المسحلم ومن مناصحد الشحرا في إليجابه الحجاب أن تبنى المرأة درة مصحوية نالية ما دامت‬
‫محافاة على سحترها وحيائتا وبتذا يكون تعاملتا مع الرجل على أسحا الطتر والعسا فتكبر في عين‬
‫الرجل ويسمو دورها في الحياة والمجتمع فالحجاب إلذن لسعادتتا وحسا حنوقتا ال العك ‪.‬‬
‫الشحححبتة الثايية‪ :‬قالوا‪ :‬الحجاب فيه تكبيل للمرأة وسحححبب في تخلستا وتندمتا إليما يكون مرهوياا بتحررها‬
‫ميه‪.‬‬
‫الرد على الشحبتة‪ :‬لي هيححححححاك عالقة أو مالزمة بين التندم أو التخل بشحكل عام وبين الحجاب فتياك‬
‫يسحححا بلغن الذروة في المجاالت العلمية والخدمات االجتماعية والسكرية من لدن الصححححابة وإللى اليوم‬
‫فتل هؤال يوصححسن بأيتن متخلسات؟ وهل حال الحجاب بييتن وبين التميز؟ وهل يسححتطيع عاقل أن يسححم‬
‫الصححابيات السضحليات ومن بعدهن بالتخل وعدم التندم؟ اللتم إلال إلذا أرادوا بالتندم االيسحالخ من الكرامة‬
‫والحيا ونالباا ما يريدون هذا‪.‬‬
‫الشبتة الثالثة‪ :‬قالوا‪ :‬الحجاب دليل على إلسا ة الان بالمرأة وعدم وثو الزوا بتا‪.‬‬
‫الرد‪:‬‬
‫الحجاب شححححرا لصححححون المرأة وسححححترها وهي مأمورة بالحجاب متزوجة كايت أم عزبا والتزامتا‬
‫بالحجاب فيه إلرضحا لخالنتا ثم إلرضحا لزوجتا وذويتا وهذا من شحأيه أن يبع الثنة بتا واالطمئيان‬
‫إلليتا وإللى سلوكياتتا فالحنينة هي عك ما ينوله هؤال تما اما‪ .‬وخالصة النول‪ :‬فإن هذه الشبه وأمثالتا‬
‫ال يراد بتا مصحححلحة المرأة والغيرة على حنوقتا أو سحححعادتتا وإليما يراد بتا إلشحححباا نرائز أصححححابتا‬
‫وتحنيق أيحاييتتم التي تملي عليتم إليجحاد صححححيحد سحححححمين دائ امحا وآخر محا يسكر بحه هؤال ‪ -‬إلن فكروا ‪ -‬هو‬
‫مصححلحة المرأة وسححعادتتا فلتحذر الستاة المسححلمة هذه اليدا ات الكاذبة والشححعارات الزائسة والتجارة‬
‫ي إللَى ص َراطٍ لم َستَن ٍ‬
‫يم } [آل عمران‪[101 :‬‬ ‫الخاسرة ولتعتصم باهلل عز وجل و َو َمن َي َعتَصم باَّلل فَنَ َد هُد َ‬

‫‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫أهمية األسرة‪ ،‬ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫عوامل حماية األسرة (غض البصر‪ ،‬االستئذان لدخول‬
‫البيوت‪ ،‬تحريم الخلوة‪ ،‬القرار في البيوت‪ ،‬الغيرة على‬
‫المحارم‪ ،‬عقوبة الزنا والقذف)‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون ً‬

‫• تعرف أثر غض البصر على الرجل والمرأة وفوائده عليهما‪.‬‬


‫• أن تدرك فوائد االستئذان لدخول البيوت صيانة ألهله وحفا ً‬
‫ظا عليهم‪ ،‬ومراعاة لحرياتهم ‪.‬‬
‫• تعلم عظم شأن الغيرة على المحارم‪ ،‬واألثر السيء في التساهل فيها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫عوامل حماية األسرة‬

‫اعتنى اإلسالمم باألسالرة لما لها من منانة عالية مرمو‪،‬ة‪ ،‬ذ أن نل أسالرة تع بد لبنة من لبنات بناء المجتم‬
‫النبير‪ ،‬وهي المحضن األول الذي ينشأ فيه الفرد المسلم‪ ،‬وتتربى فيها األجيال‪.‬‬

‫سالبحانه أحنا ًما وادابًا تتعلب باألسالرة المساللمة‪ ،‬تعد عوامل للحفاظ عليها من االنحراف‪ ،‬وحماية‬ ‫فشالر‬
‫لها من اإلنزالق في حمأة الرذيلة‪ ،‬فتنون في حصالن حصالين وساليان مني ‪ ،‬عن نل أسالباف الفسالاد ودواعي‬
‫الضمل‪.‬‬

‫و ن من أبرز هذه العوامل ما يلي‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬غض البصر‪:‬‬

‫أثرا البصالالالالر‪ ،‬لما يو‪،‬عه‬


‫ن من المعلوم أن لقلف اإلنسالالالالان منافذ عدة‪ ،‬ومن أخطر هذه المنافذ‪ ،‬وأعظمها ً‬
‫استحسان المنظور ليه في ‪،‬لف من ينظر ليه ‪ ،‬فنم من نظرةٍ محرمة أفسدت على المرء دينه‪ ،‬وأمرضت‬
‫‪،‬لبه‪ ،‬وأو‪،‬عته في المهالك‪ ،‬وسبَّبت له الننبات‪.‬‬

‫بغض أبصالارهم‬ ‫َّ‬ ‫لذا شالدَّد اإلسالمم في أمر النظر‪ ،‬فأمر تعالى نبيه صاللى عليه وساللم أن يأمر المنمنين‬
‫ير‬ ‫ظو ْا فُ ُرو َج ُه ْم ذلِّكَ أَ ْزنَى َل ُه ْم ِّ َّن َّ َ‬
‫َّللا َخ ِّب ٌ‬ ‫ار ِّه ْم َو َيحْ فَ ُ‬
‫ْص ال ِّ‬ ‫عن المحرمات فقال‪ْ ُ، { :‬ل ِّل ْل ُمنْ ِّمنِّينَ َيغُ ب‬
‫ض الواْ ِّم ْن أَب َ‬
‫[النور‪.]30 :‬‬ ‫صنَعُونَ }‬
‫بِّ َما يَ ْ‬

‫‪ :‬ييغضالوا من أبصالارهمي عن النظر لى العورات‪ ،‬و لى النسالاء األجنبيات‪ ،‬و لى‬ ‫‪،‬ال ابن سالعدي رحمه‬
‫المردان‪ ،‬الذين يخاف بالنظر ليهم الفتنة‪.‬‬

‫ضالالالنَ ِّم ْن‬


‫ضالالال ْ‬ ‫و‪،‬د أمر تعالى النسالالالالاء بما أمر به الرجال من غض البصالالالالر ‪ ،‬فقال‪َ { :‬و‪ُ،‬ل ِّل ْل ُمنْ ِّمنَا ِّ‬
‫ت يَ ْغ ُ‬
‫اره َِّّن َو َيحْ ف ْ‬
‫َظنَ فُ ُرو َج ُه َّ‬
‫ن } [النور‪.]31 :‬‬ ‫أَ ْب َ‬
‫ص ِّ‬
‫‪ ،‬من أعظم وأ‪،‬و‬ ‫ومن فوائد ذنر حفظ الفرون بعد غض األبصالالالالار‪ ،‬أن طمق البصالالالالر فيما حرم‬
‫أسباف الو‪،‬و في الفواحش‪.‬‬

‫عليه وسالالالاللم أحاديت نثيرة توجه المسالالالاللم وتحثه على التزام هذا األمر‬ ‫و‪،‬د وردت عن النبي صالالالاللى‬
‫عنهما ‪،‬ال‪ :‬ينان الفضالل بن عباس رديف رسالول‬ ‫بن عباس رضالي‬ ‫اإللهي‪ ،‬من ذلك‪ :‬ما رواه عبد‬
‫عليه وساللم‪ ،‬فجاءته امرأته من خثعم تسالتفتيه‪ ،‬فجعل الفضالل ينظر ليها‪ ،‬وتنظر ليه‪ ،‬فجعل‬ ‫صاللى‬
‫الشب اآلخري الحديت‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عليه وسلم يصرف وجه الفضل لى‬ ‫صلى‬ ‫رسول‬

‫تنفيرا منه‪ ،‬فعن أبي‬


‫ً‬ ‫به‪ ،‬وذلك‬ ‫زنى تمارساله العين‪ ،‬يُعصالى‬
‫ً‬ ‫عليه وساللم ‪،‬د ع َّد النظر‬ ‫بل نه صاللى‬
‫نتف على ابن ادم َّ‬
‫حظه من الزنى‪،‬‬ ‫عليه وسالاللم ‪،‬ال‪ :‬ي ن‬ ‫عنه عن النبي صالاللى‬ ‫هريرة رضالالي‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫أدرك ذلك ال محالة‪ ،‬فزنى العين النظر‪ ،‬وزنى اللسالالان النطب‪ ،‬والنفس تتمنَّى وتشالالتهي‪ ،‬والفرن يصالالدِّق‬
‫ذلك نلَّه أو ينذبه‪.‬‬

‫رضالي‬ ‫سالئل عليه الصالمة والسالمم عن نظر الفجأة‪ ،‬أمر بصالرف البصالر‪ ،‬فعن جرير بن عبد‬
‫ول َّما َ‬
‫عليه وساللم عن نظر الفجأةم فأمرني أن أصالرف بصالري‪ ..‬أي أمره‬ ‫صاللى‬ ‫عنه ‪،‬ال ‪ :‬سالألت رسالول‬
‫بصرف بصره مباشرة‪ ،‬بمعنى أال يتماد فيناخذ‪ ،‬ألن نظر الفجأة بغير ‪،‬ص ٍد ‪ ،‬معفو عنه‪.‬‬

‫غض البصالر في المرتبة األولى من حب الطريب‪ ،‬الذي يجف أدانه على‬


‫َّ‬ ‫و‪،‬د جعل عليه الصالمة والسالمم‬
‫عليه وسلم‬ ‫عنه‪ ،‬عن النبي صلى‬ ‫نل من ساللنه أو جلس على جانبه‪ ،‬فعن أبي سعيد الخدري رضي‬
‫ما لنا بد من مجالسالنا نتحدت فيها‪، ،‬ال رسالول‬ ‫‪،‬ال ي يانم والجلوس في الطر‪،‬اتي ‪،‬الوا ‪:‬يا رسالول‬
‫ونف‬
‫ب‬ ‫يغض البصالالالر‪،‬‬
‫ب‬ ‫عليه وسالالاللم‪ :‬ي فيذا أبيتم فأعطوا الطريب حقهي ‪،‬الوا‪ :‬وما حقهم ‪،‬ال‪:‬‬ ‫صالالاللى‬
‫األذ ‪ ،‬ور بد السمم‪ ،‬واألمر بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المننري متفب عليه‪.‬‬

‫منها‪:‬‬ ‫ولغض البصر فوائد نثيرة‪ ،‬ومناف عديدة‪ ،‬ذنرها ابن القيم رحمه‬

‫الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده‪.‬‬ ‫أنه امتثال ألمر‬

‫أنه يمن وصول أثر السهم المسموم لى ‪،‬لبه‪.‬‬

‫نورا‪.‬‬
‫أنه يقوي القلف ويفرحه‪ ،‬وينسبه ً‬

‫يورت الفراسة الصاد‪،‬ة التي يميز بها بين المحب والمبطل ‪.‬‬
‫أنه ِّ‬

‫أنه يس بد على الشيطان مدخله من القلف‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫عليه وسلم‪، ،‬ال تعالى‪:‬‬ ‫ي بنل مسلم ومسلمة أن يستجيف لربه‪ ،‬ولنبيه صلى‬
‫فحر ٌّ‬
‫عا ُنم ِّل َما يُحْ ِّيي ُن ْم } [األنفال‪.]24:‬‬
‫سو ِّل ِّ َذا َد َ‬
‫لر ُ‬ ‫{ يأَيب َها الَّذِّينَ ا َمنُواْ ا ْست َِّجيبُواْ َّ ِّ‬
‫َّلل َو ِّل َّ‬

‫وعليه أن يتعاهد بصالالره عما ال يحل له من النظر‪ ،‬وفي ذلك بعد عن الشالالر والرذيلة‪ ،‬وسالالممة من الفتن‪،‬‬
‫ويدخل في النظر المحرم ‪ ،‬النظر لى الصالالالور الفاتنة‪ ،‬والمناظر الفاضالالالحة‪ ،‬عبر الصالالالحف والمجمت‪،‬‬
‫واإلنترنت والقنوات‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬االستئذان لدخول البيوت‪:‬‬

‫ن من صور اهتمام اإلسمم بأتباعه‪ ،‬وحفاظه على األسرة المسلمة‪ ،‬مشروعية االستئذان‪.‬‬

‫حرم اإلسالمم دخول مسالانن وبيوت الغير ال بيذن‪، ،‬ال تعالى‪ { :‬يأَيب َها الَّذِّينَ ا َمنُواْ الَ تَ ْد ُخلُواْ بُيُوتًا َ‬
‫غي َْر‬ ‫فقد َّ‬
‫علَّ ُن ْم ت َ َذ َّن ُرونَ [سورة النور‪]27 :‬‬
‫علَى أَ ْه ِّل َها ذ ِّل ُن ْم َخي ٌْر لَّ ُن ْم لَ َ‬
‫س ِّل ُمواْ َ‬ ‫بُيُوتِّ ُن ْم َحتَّى تَ ْستَأ ْنِّ ُ‬
‫سواْ َوت ُ َ‬

‫والمراد باالستئناس في اآلية ‪ :‬االستئذان‪ ،‬فسره بذلك ابن عباس وغير واحد‪.‬‬

‫سا ‪ ،‬ألنه به يحصل االستئناس‪ ،‬وبعدمه تحصل الوحشة{‪.)1‬‬


‫‪،‬ال ابن سعدي‪ :‬سمي االستئذان استئنا ً‬
‫تعالى االسالالالالتئذان صالالالاليانة للذين في داخل البيوت وحفا ً‬
‫ظا عليهم‪ ،‬ومراعاة لحرياتهم في‬ ‫و‪،‬د شالالالالر‬
‫بيوتهم‪ ،‬لئم يطل أحد على العورات وما ال يجوز النظر ليه‪ ،‬من النسالاء وغيرهن‪ ،‬فينه يترتف على ذلك‬
‫مفاسد نثيرة‪ ،‬وعوا‪،‬ف وخيمة‪.‬‬

‫وحنَم مشالالروعية االسالالتئذان‪ ،‬لما رو سالالهل بن سالالعد‬


‫وهذا األمر ‪-‬أي المن من النظر‪ -‬هو أبرز أسالالباف ِّ‬
‫عليه‬ ‫عليه وساللم وم النبي صاللى‬ ‫عنه ‪،‬ال‪ :‬اطل رجل من جُحْ ٍر في ُح َجر النبي صاللى‬ ‫رضالي‬
‫وسالاللم مدر ً يحكب به رأسالاله‪ ،‬فقال‪ :‬لو أعلم أنك تنظر‪ ،‬لطعنت به في عينيك‪ ،‬نما ُجعل االسالالتئذان من‬
‫أجل البصر)) متفب عليه‪.‬‬

‫‪،‬ال الحافظ ابن حجر‪ :‬أصالالالل مشالالالروعية االسالالالتئذان لمحتراز من و‪،‬و النظر لى ما ال يريد صالالالاحف‬
‫المنالزل النظر ليه لو دخل بغير ذن‪ ،‬وأعظم ذلك النظر لى النساء األجنبيات‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن أهل البيت ذا اسالالالالتأذنهم أحد بالدخول‪ ،‬فينهم ‪،‬بل اإلذن له سالالالاليهيئون المنان ن لم ينن‬
‫مهيئًا‪ ،‬وتذهف النسالالالاء عن منان االسالالالتقبال‪ ،‬أو طريب الداخل‪ ،‬ويبذلون نل ما من شالالالأنه الحفاظ على‬
‫مظهر بيتهم ‪ ،‬وعدم اطم أحد على ما يسونه‪ ،‬أو يلوم أهل البيت عليه‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫و‪،‬د ذنر ابن سالعدي في تفساليره مفسالدتين من مفاسالد ترك االسالتئذان فقال‪ :‬منها‪ :‬ما ذنر الرسالول صاللى‬
‫نما ُجعل االسالالتئذان من أجل البصالالر)) فبسالالبف اإلخمل به‪ ،‬يق البصالالر على‬ ‫عليه وسالاللم حيت ‪،‬ال‪:‬‬
‫العورات التي داخل البيوت‪ ،‬فين البيت لإلنسان في ستر عورة ما وراءه‪ ،‬بمنالالالالزلة الثوف في ستر عورة‬
‫جسده‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ذلك يوجف الريبة من الداخل‪ ،‬ويُتَّهم بالشالالالر‪ ،‬سالالالر‪،‬ة أو غيرها‪ ،‬ألن الدخول ُخفية ‪ ،‬يدل على‬
‫الشر‪.‬‬

‫أيضالالا ‪،‬د من من مجرد اإلطم على البيت من خارن‪،‬‬


‫ً‬ ‫و ذا نان اإلسالالمم ‪،‬د حرم الدخول ال بيذن‪ ،‬فينه‬
‫وأذن ألهل البيت أن يفقنوا عينه‪ ،‬ولو فعلوا ذلك لما عوتبوا‪ ،‬وال عو‪،‬بوا‪ ،‬ألنهم فعلوا ما أذن به الشالار ‪،‬‬
‫والمطل هو الذي تسبف على نفسه بفعله المشين‪،‬‬

‫عليه وساللم‪ :‬من اطل في‬ ‫صاللى‬ ‫عنه ‪،‬ال‪، :‬ال رسالول‬ ‫ويدل لذلك ما رو أبو هريرة رضالي‬
‫بيت ‪،‬وم بغير أذنهم ‪ ،‬فقد ح َّل لهم أن يفقنوا عينه))‪ ،‬وفي لفظ ي‪ ...‬فحذفته بحصالالالاه ففقأت عينه ‪ ،‬لم ينن‬
‫عليك جناحي متفب عليه‪.‬‬

‫ولهالذا ‪،‬الال في الحالديالت المتقالدم‪ :‬لو أعلم أنالك تنظر ‪ ،‬لطعنالت باله في عينيالك)) و‪،‬الد عال َّد عمر ابن الخطالاف‬
‫عنه مثل هذا العمل ‪ ،‬من مظاهر الفسالالب ‪ ،‬فقال‪ :‬من من عينيه من ‪،‬ا بيت ‪،‬بل أن ينذن له ‪،‬‬ ‫رضالالي‬
‫فقد فسب‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الخلوة‪:‬‬

‫ن خلوة الرجل بيمرأةٍ أجنبيالة عناله ‪ ،‬مظنالة لحصالالالالالول الفتنالة بينهمالا‪ ،‬ألن ميالل نل جنس لى اآلخر موجو ٌد‬
‫متمث ًم في تزيين الفاحشالة في نفساليهما‬
‫ِّ‬ ‫عندهما ال محالة‪ ،‬يضالاف لى الدور النبير الذي يقوم به الشاليطان‪،‬‬
‫واإلغراء بها‪.‬‬

‫لذا فيننا نجد اإلسالالالمم ‪،‬د و‪،‬ف مو‪،‬فًا حاز ًما من ذلك‪َّ ،‬‬
‫فحرم هذه الخلوة من أصالالاللها‪ ،‬سال الدَّا لذري ة الفتنة‪،‬‬
‫ظا على سالمعة المرأة من أن تلونها األلسالن المعادية والمغرضالة ‪ ،‬فقال‬ ‫وحماية من دواعي الجريمة‪ ،‬وحفا ً‬
‫عليه الصمة والسمم‪ :‬ال يخلون رج ٌل بامرأة ال م ذي محرم))‪.‬‬

‫َّ‬
‫يدخلن رج ٌل بعد يومي هذا على مغيَّب ٍة ‪ ،‬ال ومعها رج ٌل أو اثنان))‪.‬‬ ‫و‪،‬ال‪ :‬ال‬

‫فينه ال يزيل الخلو ة ويقطعها ال وجود محرم للمرأة‪ ،‬يحصالل بوجوده األمن‪ ،‬وتزول بسالببه دواعي الفتنة‪،‬‬
‫ضا في غير مواطن الريف‪.‬‬
‫ووساوس الشيطان‪ ،‬و ذا وجد أنثر من امرأة أو رجل زالت الخلوة أي ً‬

‫رابعًا‪ :‬قرار النساء في البيوت‪:‬‬

‫تعالى ‪،‬د جعل لنل واح ٍد من الجنسالين ما يناسالف فطرته وتنوينه من المهام والمسالنوليات‪ ،‬فالرجل‬ ‫ن‬
‫مسالنوليته تتمثل في الضالرف في األرض‪ ،‬والسالعي في منانبها لنسالف الرزق الحمل‪ ،‬لينفقه على نفساله‪،‬‬
‫وعلى من وجبت عليه نفقته من الزوجة واألوالد وغيرهم‪.‬‬

‫أما المرأة فمسالنوليتها الرئيسالية تتمثل في رعاية شالنون البيت‪ ،‬والمحافظة على األوالد‪ ،‬وحسالن رعايتهم‪،‬‬
‫وتهيئة البيت من جمي الجوانف‪ ،‬ليجد فيه الرجل عند عودته الراحة والطمأنينة والسالالالالعادة‪ ،‬ويذهف عنه‬
‫ما ‪،‬د يعرض له أثناء عمله من تعف و رهاق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫ولما نان في خرون المرأة من بيتها بم حاجة ‪ ،‬تعريض لها للفتنة ‪ ،‬و خمل واضالالب بالمسالالنولية الملقاة‬
‫على عالاتقهالا‪ ،‬فقالد أمر تعالالى النسالالالالالاء بالالقرار في البيوت ‪ ،‬فقالال‪َ { :‬و َ‪ْ ،‬رنَ فِّي بُيُوتِّ ُن َّن َوالَ تَ َب َّرجْ نَ تَ َب بر َن‬
‫ْال َجا ِّ‬
‫ه ِّليَّ ِّة } [األحزاف‪.]33 :‬‬

‫‪،‬ال ابن نثير‪ :‬أي لزمن بيوتنن فم تخرجن لغير حاجة{‪ .)2‬ولما َّ نان لزوم النسالالاء بيوتهن هو األصالالل‪،‬‬
‫َّ‬
‫أولياءهن‬ ‫نجد أن النبي صالاللى عليه وسالاللم ر َّخص لهن بالذهاف لى المسالالاجد ألداء الصالالمة‪ ،‬وخاطف‬
‫))‪.‬‬ ‫مساجد‬ ‫ال تمنعوا ماء‬ ‫بذلك‪ ،‬ذ ‪،‬ال عليه الصمة والسمم‪:‬‬

‫ذا اسالالالالتأذنت امرأة أحدنم فم يمنعها))‪ ،‬فم تخرن المرأة من بيتها ال‬ ‫و‪،‬ال عليه الصالالالالمة والسالالالالمم‪:‬‬
‫برضها وليها ملتزمة بالحجاف الشرعي نابذة التبرن والسفور‪.‬‬

‫سا‪ :‬الغيرة على المحارم‪:‬‬


‫خام ً‬

‫ن غيرة الرجل على محارمه من العوامل المهمة ‪ ،‬والوسالائل الناجعة في حماية األسالرة من االنحراف ‪،‬‬
‫والتعرض ألسالالالالالبالاباله ودواعياله ‪ ،‬ونلمالا ‪،‬وي اإليمالان في ‪،‬لالف المنمن ‪، ،‬ويالت عنالده الغيرة وزادت‪ ،‬وهي‬
‫تنقص بنقص اإليمان ‪ ،‬بل ‪،‬د تتمشالالى وتضالالمحل بسالالبف ما يقترفه العبد من الذنوف‪ ،‬ولهذا ع َّد ابن القيم‬
‫أثرا من اثار الذنوف والمعاصالالالي فقال‪ :‬ومن عقوباتها‪ :‬أنها تطفن من القلف نار الغيرة التي‬
‫ذهاف الغيرة ً‬
‫‪،‬درا‬
‫هي لحياته وصالالالالمحه نالحرارة الغريزية لحياة جمي البدن ‪ ،‬لى أن ‪،‬ال‪ :‬أشالالالالرف الناس وأعمهم ً‬
‫وهمة ‪ ،‬أشدهم غيرة ً على نفسه وخاصته وعموم الناس‪.‬‬

‫عنه ‪ ،‬أن‬ ‫والغيرة من صالالفات الرف جل وعم‪ ،‬وتفسالالير غيرته سالالبحانه ما رو أبو هريرة رضالالي‬
‫))‪.‬‬ ‫حرم‬
‫أن يأتي المنمن ما َّ‬ ‫يغار‪ ،‬وغيرة‬ ‫ن‬ ‫عليه وسلم ‪،‬ال‪:‬‬ ‫النبي صلى‬

‫‪ ،‬من أجل‬ ‫عليه وساللم ‪،‬ال‪ :‬ما من أحد أغير من‬ ‫عنه عن النبي صاللى‬ ‫وعن ابن مسالعود رضالي‬
‫عليه وسالاللم أشالالد األمة غيرة‪،‬‬ ‫))‪ ،‬والنبي صالاللى‬ ‫حرم الفواحش‪ ،‬وما أحد أحف ليه المدح من‬
‫ذلك َّ‬
‫ألنه نان يغار هلل ولدينه ‪.‬‬

‫أغير مني))‪.‬‬ ‫و‪،‬د ‪،‬ال عليه الصمة والسمم ألصحابه‪ :‬أتعجبون من غيرة سعدم ألنا أغير منه ‪ ،‬و‬

‫صاللى‬ ‫عنه‪ ،‬و‪،‬د ‪،‬ال رسالول‬ ‫و‪،‬د د َّل هذا الحديت ‪ ،‬على شالدة و‪،‬وة غيرة سالعد بن ُ‬
‫عبَادة رضالي‬
‫ً‬
‫رجم م امرأتي لضالالالربته بالسالالاليف غير‬ ‫عليه وسالالاللم هذا الحديت ‪ ،‬عندما سالالالم سالالالعدًا يقول‪ :‬لو رأيت‬
‫صفب‪.‬‬
‫ُم ْ‬

‫عليه وساللم لبعض أصالحابه بشالدة الغيرة ‪ ،‬نما شالهد بها لسالعد بن عبادة‪ ،‬ومنهم ‪:‬‬ ‫و‪،‬د شالهد النبي صاللى‬
‫صالاللى‬ ‫عنه ‪،‬ال‪ :‬بينما نحن عند رسالالول‬ ‫عنه‪ ،‬فعن أبي هريرة رضالالي‬ ‫عمر بن الخطاف رضالالي‬
‫عليه وسلم ‪ :‬بينما أنا نائم رأيتني في الجنة‪ ،‬فيذا امرأة‬ ‫صلى‬ ‫عليه وسلم جلوس ‪ ،‬فقال رسول‬
‫مدبرا)) فبنى عمر‬
‫ً‬ ‫تتوضالالالأ لى جانف ‪،‬صالالالر‪ ،‬فقلت ‪ :‬لمن هذام ‪،‬ال‪ :‬هذا لعمر‪ ،‬فذنرت غيرتك ‪ ،‬فوليت‬
‫وهو في المجلس ثم ‪،‬ال‪ :‬أَ َو عليك يا رسول أغارم‬

‫‪7‬‬
‫‪7‬‬
‫والغيرة المحمودة هي التي تنون في الريبالة ‪ ،‬أمالا الغيرة من غير ريبالة ‪ ،‬فهي هوس وظن فالاسالالالالالد ‪ ،‬وهي‬
‫‪ ،‬ومنها ما ينره‬ ‫ن من الغيرة ما يحف‬ ‫تعالى ينرهها‪، ،‬ال عليه الصالالالمة والسالالالمم ‪:‬‬ ‫مذمومة‪ ،‬و‬
‫‪ ،‬الغيرة في غير ريبة))‪.‬‬ ‫‪ ،‬الغيرة في الريبة‪ ،‬والغيرة التي ينره‬ ‫‪ ،‬فالغيرة التي يحبها‬

‫فعلى أولياء النسالاء أن يدرنوا ذلك‪ ،‬فم يطلقوا ألنفسالهم العنان بيسالاءة الظن في نسالائهم وبناتهم دون دليل‬
‫وبرهان‪ ،‬وليعلموا أن الغيرة دون شالالاليء مريف‪ ،‬هي مجرد سالالالاءة ظن‪ ،‬وتهمة ال صالالالحة لها‪ ،‬و ن ذلك‬
‫أن يغار من غير ريبة ‪ ،‬بل‬ ‫يضالر وال ينف ‪ ،‬ويفسالد العم‪،‬ة بين الزوجين‪، ،‬ال ابن القيم‪ :‬والتي ينرهها‬
‫مجرد سوء ظن‪ ،‬وهذه الغيرة تفسد المحبة ‪ ،‬وتو‪ ،‬العداوة بين المحف ومحبوبه‪.‬‬

‫‪،‬ال الدنتور أحمد الشر‪،‬اوي‪ :‬وغيرة الرجل على أهله أمر واجف‪ ،‬وللغيرة‬

‫حدود وضوابط‪ ،‬فهي غيرة معتدلة‪ ،‬غيرة ال تلقي بصاحبها في خضم الشك وظلمات‬

‫الوهم‪ ،‬ألن األصالالالالل في المعاملة ‪ ،‬حسالالالالن الظن والثقة بالغير ما لم يثبت خمف ذلك‪ ،‬ونم من بيو ٍ‬
‫ت ‪،‬د‬
‫أسر تحطمت وتفر‪،‬ت بسبف األوهام والظنون التي ال أساس لها من الصحة‪.‬‬
‫تهدمت‪ ،‬ونم من ٍ‬
‫سا ‪ :‬عقوبة الزنا والقذف‪:‬‬
‫ساد ً‬

‫ن عرض المساللم أحد النليات الخمس التي جاءت الشالريعة بالعناية بها والمحافظة عليها ‪ ،‬ولهذا شالر ما‬
‫سبب ذنره من األحنام واآلداف ونحوها مما يحقب سد الذريعة لى و‪،‬و المحرمات ‪ ،‬وارتناف الفواحش‬
‫والموبقات ‪.‬‬

‫يضالالالاف لى ذلك ما أوجبه على نل من لم يننب من الجنسالالالين من االسالالالتعفاف ‪ ،‬حماية لعرضالالاله ‪،‬‬
‫وصاليانة لنفساله من ارتناف ما حرم ‪ .‬فقال تعالى ‪َ { :‬و ْليَ الْس تَ ْع ِّف ِّ‬
‫ف الَّذِّينَ الَ يَ ِّجدُونَ نِّنَا ًحا َحتَّى يُ ْغنِّيَ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ‬
‫‪.‬‬ ‫[ النور ‪] 33 :‬‬ ‫ِّمن فَ ْ‬
‫ض ِّل ِّه }‬

‫ن الزنى والقذف من أخطر الجرائم‪ ،‬لما لهما من اثار عظيمة على الفرد واألسالرة‪ ،‬بل والمجتم بأسالره‪،‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬انحراف السالالالاللوك‪ ،‬وشالالالاليو الفاحشالالالالة‪ ،‬وتلطيل السالالالالمعة‪ ،‬والتعرض للعفيفات‪ ،‬والو‪،‬و في‬
‫األعراض المحرمة بفعل ‪ ،‬أو ‪،‬ول أو عليهما نحو ذلك‪.‬‬

‫تعالى ‪،‬د‬ ‫‪ ،‬نجد أن‬ ‫فحماية لنسالالالرة‪ ،‬وتحقيقًا لسالالالممة المجتم ‪ ،‬وتأديبًا للمجرمين المتعدين لحدود‬
‫رتف عليهما عقوبات مغلظة‪.‬‬

‫فجعل سالبحانه الرجم للزاني ن نان محصال ًنا‪ ،‬وجلد مائة م تغريف عام ن نان غير محصالن‪، .‬ال تعالى‬
‫الزانِّي َفالاجْ ِّلالدُواْ ُنال َّل َوا ِّحال ٍد ِّم ْن ُه َمالا ِّمئالَةَ َج ْلال َدةٍ َوالَ تالَأ ْ ُخال ْذ ُن ْم ِّب ِّه َمالا َرأْ َفالةٌ فِّي د ِّ‬
‫ِّين َّ ِّ‬
‫َّللا } [ النور ‪، ] 2 :‬‬ ‫الزانِّ َيالةُ َو َّ‬
‫‪َّ { :‬‬
‫البيم ‪ ،‬البنر بالبنر جلد مائة ونفي عام ‪،‬‬ ‫و‪،‬ال عليه الصالالمة والسالالمم ‪ :‬خذوا عني ‪، ،‬د جعل لهن سال ً‬
‫والثيف بالثيف ‪ ،‬جلد مائة والرجم )) ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪8‬‬
‫وجعل حد القذف ثمانين جلدة ‪، ،‬ال تعالى ‪:‬‬

‫شال ال َها َدة ً أَ َبدًا‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم َيأْتُواْ ِّبأ َ ْر َب َع ِّة ُ‬


‫شال ال َه َدا َء فَاجْ ِّلدُو ُه ْم ثَ َمانِّينَ َج ْل َدة ً َوالَ تَ ْق َبلُواْ لَ ُه ْم َ‬ ‫{ َوالَّذِّينَ َي ْر ُمونَ ْال ُمحْ َ‬
‫صال النَا ِّ‬
‫سقُونَ } [ النور ‪. ] 4 :‬‬ ‫َوأ ُ ْولَالئِّكَ ُه ُم ْالفَا ِّ‬

‫فهالذه العقوبالات فيهالا غالايالة التالأديالف للفالاعالل‪ ،‬ليقل عن الجريمالة‪ ،‬ويتوف منهالا‪ ،‬ويعود لى اإليمالان ‪ ،‬وفيهالا‬
‫ضا رد لنل من تسول له نفسه الالالالال من أفراد المجتم الالالالال الو‪،‬و في شيء من ذلك‪، ،‬ال تعالى في حد‬ ‫أي ً‬
‫طآئِّفَةٌ ِّمنَ ْال ُمنْ ِّمنِّينَ } [النور‪.]2 :‬‬ ‫الزنا‪َ { :‬و ْليَ ْش َه ْد َ‬
‫ع َذابَ ُه َما َ‬

‫فين المساللم ذا تذ َّنر العقوبة التي تترتف على الجريمة‪ ،‬فينه سالرعان ما يعرض عنها‪ ،‬ويضالاف لى ذلك‬
‫العقوبة االجتماعية المتمثلة في التشهير بين الناس‪ ،‬وتلطيل السمعة‪ ،‬وازدراء المجتم ‪.‬‬

‫فيظهر لنالا جل الًي ا ‪ ،‬أن عقوبالة الزنالا والقالذف ‪ ،‬من عوامالل حمالايالة األسالالالالالرة‪ ،‬والحفالاظ على أفرادهالا من‬
‫االنحراف‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪9‬‬
‫الوحدة الخامسة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس األول‬
‫الخطبة‪ ،‬ومشروعيتها‪ ،‬ومعايير اختيار الزوجين‬
‫معنى ِ‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون قادراً على أن‪:‬‬

‫• تعرف مفهوم الخطبة وتبين أهدافها‪.‬‬


‫• تتعرف على المعايير اإلسالمية عند اختيار الزوج والزوجة‪.‬‬
‫• تُ لِ َّم ببعض األوصاف المستحبة في المرأة المخطوبة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫إن عقد النكاح من أهم وأخطر العقود في اإلسالم‪ ،‬لذا فقد اعتنى اإلسالم به عناية بالغة‪،‬‬
‫ف تَ ْأ ُخ ُذونَ ُه َو َق ْد َأ ْف َضى‬
‫حتى صارت له مكانته المرموقة‪ ،‬ومنـزلته السامية‪ ،‬قال الله تعالى‪َ { :‬وكَ ْي َ‬
‫[النساء‪.]21 :‬‬ ‫َب ْع ُضكُ ْم ِإلَ ى َب ْع ٍض َو َأ َخ ْذ َن ِمنكُ م ِّم َيث ًاقا َغلِ ً‬
‫يظا }‬

‫ميثاقا‪ ،‬ووصفه بأنه غليظ‪ ،‬مما يدل على كبير‬


‫ً‬ ‫ففي هذه اآلية الكريمة اعتبر الله عقد النكاح‬
‫قدره‪ ،‬وعظيم أثره‪ ،‬ومن صور اهتمام اإلسالم بهذا العقد‪ ،‬ما شرع في بدايته من أحكام وآداب‪.‬‬
‫ومنها ما ُيعرف بالخطبة‪.‬‬

‫أ – الخطبة‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬معنى الخطبة‪:‬‬


‫ً‬

‫وخ ً‬
‫طبة‪ :‬إذا طلبها للزواج‪ ،‬وخطب المرأة‬ ‫طبا ِ‬
‫الخطبة لغة بكسر الخاء‪ ،‬مصدر َخ َطب فالن فالنة ِخ ً‬
‫ِ‬
‫إلى القوم‪ ،‬إذا طلب أن يتزوج منهم‪.‬‬

‫واختطب القوم فالنً ا‪ ،‬أي‪ :‬دعوه إلى تزوج امرأة منهم‪.‬‬

‫شرعا‪ ،‬إًل أنها متقاربة‪ ،‬فقال في مغنى‬


‫ً‬ ‫الخطبة‬
‫وقد تعددت عبارات العلماء في تعريف ِ‬
‫المحتاج‪ :‬الخطبة التماس الخاطب النكاح من جهة المخطوبة‪.‬‬

‫عرفها بأنها‪ :‬طلب الرجل وإظهار رغبته في الزواج من امرأة معينة‬


‫ومن الباحثين المعاصرين من ّ‬
‫خالية من الموانع الشرعية‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعيتها‪:‬‬
‫ً‬

‫اح‬
‫وقد ثبتت مشروعيتها بالقرآن والسنة واإلجماع والعرف‪ ،‬فمن القرآن‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬و ًَل ُجنَ َ‬
‫يما َع َّر ْضتُ ْم ِب ِه ِم ْن ِخ ْط َب ِة النِّ َسآءِ } [البقرة‪.]235:‬‬
‫َعلَ ْيكُ ْم ِف َ‬
‫ومن السنة‪ :‬قوله صلى الله عليه وسلم‪ ":‬إذا خطب أحدكم امرأة‪ ،‬فإن استطاع أن ينظر إلى ما‬
‫يدعوه إلى نكاحها فليفعل"‪ ،‬وكذلك فعله عليه الصالة والسالم عندما خطب أزواجه رضي الله‬
‫عنهن‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما قاله عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‪:‬أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‬
‫حين تأيمت حفصة‪ ،‬قال‪ :‬لقيت أبا بكر فقلت‪ :‬إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر‪ ،‬فلبثت ليالي‬
‫ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ...‬الحديث‪.‬‬

‫واإلجماع منعقد على جوازها‪ ،‬وقد تواضع الناس في عرفهم عليها‪.‬‬

‫وليس لها مدة محددة في الشرع‪ ،‬وإن كان يستحسن أًل تطول لئال تخالطها محظورات شرعية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف الخطبة‪:‬‬

‫تتحقق بالخطبة األمور التالية‪:‬‬

‫‪-1‬التعرف على رغبة الخاطب في نكاح المرأة‪ ،‬وذلك عندما يطلبها من وليها‪.‬‬

‫‪ -2‬وضوح الرؤية للخاطب في الموافقة على تزويجه من عدم ذلك‪.‬‬

‫‪-3‬تبين الخاطب عن طريق الخطبة في أن المرأة التي تقدم لخطبتها ليست مخطوبة لغيره‪.‬‬

‫ترو وتبصر للطرفين‪ ،‬ليطمئن كل واحد‬


‫‪ -4‬إن المدة التي بين الخطبة وبين العقد‪ ،‬تمثل مرحلة ّ‬
‫وفق لحسن اًلختيار‪ ،‬بحيث لو ظهر ألحدهما رغبة في العدول عن النكاح ألي‬
‫منهما ويتأكد أنه ِّ‬
‫سبب من األسباب ألمكنه ذلك‪ ،‬إذ أن الترك قبل عقد النكاح أيسر وأسهل من حصوله بعده‪،‬‬
‫فالتراجع بعد إبرام العقد والدخول صعب‪ ،‬بل قد يترتب عليه مشاكل ودعاوى كثيرة‪.‬‬

‫غالبا إًل بعد الخطبة‪ ،‬ومن خالله‬


‫‪-5‬إن نظر الخاطب إلى مخطوبته بالشروط الشرعية‪ً ،‬ل يتأتى ً‬
‫والخلقية‪ ،‬وهو من أسباب دوام الحياة الزوجية كما‬
‫ُ‬ ‫الخلقية‬
‫يتعرف على أوصاف مخطوبته َ‬
‫سيأتي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬معايير اًلختيار في الزوجين‪:‬‬


‫ً‬

‫اإلسالم حث كل من يرغب في النكاح من الجنسين‪ ،‬على حسن اًلختيار‪ ،‬وبذل الجهد في اختيار‬
‫الطرف اآلخر المناسب‪.‬‬

‫وجه الشرع إلى‬


‫وفق كل واحد منهما في اختياره‪ ،‬بأن راعى المعايير والصفات التي َّ‬
‫فإن ّ‬
‫مراعاتها‪ ،‬فإن السعادة سترفرف على حياتهما الزوجية‪ ،‬واألنس والسرور سيغمرهما‪.‬‬

‫وقد جعل كثير من العلماء والمربين حسن اختيار الزوج لزوجته‪ ،‬من حقوق األوًلد على أبيهم‪-‬‬
‫وهو كذلك في حق الزوجة‪ -‬ألن نتائج هذا اًلختيار‪ ،‬ستظهر على األوًلد بال ريب‪ ،‬إذ إن حال‬
‫الزوج أو الزوجة من حيث الدين واألخالق والسلوك‪ ،‬سينعكس على أبنائهم‪ ،‬وًل ينتبه لمثل‬
‫هذا األمر إًل الموفقون الذين منحهم الله ُبعد النظر‪ ،‬والتنبه للعواقب‪.‬‬

‫وأول هذه المعايير ًلختيار الزوج أو الزوجة هو الدين‪ ،‬فالدين هو األساس الذي يبنى عليه‬
‫اًلختيار‪ ،‬ثم بعد ذلك ينظر إلى غيره من الصفات والمعايير‪.‬‬

‫وقد حث اإلسالم األولياء على تزويج بناتهم وأخواتهم من صاحب الدين والخلق‪ ،‬قال عليه‬
‫الصالة والسالم‪(( :‬إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه‪ ،‬إًل تفعلوا تكن فتنة في األرض‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫وفساد عريض)) فصاحب الدين واًلستقامة‪ ،‬هو الذي يقوم بالواجب األكمل في رعاية األسرة‪،‬‬
‫وهو الذي يؤدي ما لزوجته من حقوق شرعية‪ ،‬ألنه يخاف الله تعالى ويراقبه‪ ،‬بل إنه إن لم ُيكرم‬
‫المرأة‪ ،‬فإنه ًل يظلمها‪ ،‬وهذا من أهم أسباب دوام الحياة الزوجية واستمرارها‪.‬‬

‫وبالنسبة لتوفر هذا الوصف المهم في المرأة المخطوبة‪ ،‬فإنه قد وردت أحاديث كثيرة تحث‬
‫على اختيار ذات الدين‪ ،‬من ذلك‪ :‬قوله عليه الصالة والسالم‪(( :‬تنكح المرأة ألربع‪ :‬لمالها‬
‫ولحسبها ولجمالها ولدينها‪،‬فاظفر بذات الدين تربت يداك)) متفق عليه‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬والمعنى‪ :‬أن الالئق بذي الدين والمروءة‪ ،‬أن يكون الدين مطمع نظره‬
‫في كل شيء‪ً ،‬ل سيما فيما تطول صحبته‪ ،‬فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة‬
‫الدين الذي هو غاية البغية‪.‬‬

‫ودين المرأة يدعوها للقيام بواجباتها نحو ربها ونحو أسرتها‪ ،‬فهي طائعة لربها‪ ،‬منفذة أوامره‪،‬‬
‫ات‬
‫ات َح ِاف َظ ٌ‬
‫ات َقانِ تَ ٌ‬
‫الصالِ َح ُ‬
‫حافظة لغيبة زوجها‪ ،‬كما وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله‪َ { :‬ف َّ‬
‫[النساء‪.]34 :‬‬ ‫لِّ لْ َغ ْيبِ ِب َما َح ِف َظ اللَّ ُه }‬

‫ات لِّ لْ َغ ْيبِ } يعني‪َ :‬غيبة زوجها‪ً ،‬ل تأتي في مغيبه بما يكره‬
‫قال ابن العربي‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬ح ِاف َظ ٌ‬
‫أن يراه منها في حضوره‪.‬‬

‫وجعل الدين هو األساس في اًلختيار ألهميته‪ ،‬وألنه هو الذي يبقى ويدوم بإذن الله‪ ،‬بخالف‬
‫ُ‬
‫مثال‪.‬‬
‫غيره من المعايير فسرعان ما تتالشى وتزول كالجمال ً‬

‫وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أوصاف الزوجة الصالحة بقوله‪ " :‬ما استفاد المؤمن بعد‬
‫أبرته‪،‬‬
‫سرته‪ ،‬وإن أقسم عليها َّ‬
‫خيرا من زوجة صالحة‪ ،‬إن أمرها أطاعته‪ ،‬وإن نظر إليها َّ‬
‫تقوى الله ً‬
‫وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله"‪.‬‬

‫حنبل فقد قال‪ :‬إذا خطب رجل امرأة سأل عن جمالها أوًل‪ ،‬فإن ُحمد‬
‫ٍ‬ ‫ولله َد ُّر اإلمام أحمد بن‬
‫سأل عن دينها‪ ،‬فإن ُحمد تزوج‪ ،‬وإن لم ُيحمد يكون ردها ألجل الدين‪ ،‬وًل يسأل أوًل عن الدين‪،‬‬
‫فإن ُحمد سأل عن الجمال‪ ،‬فإن لم يحمد ردها فيكون رده للجمال ًل للدين‪ .‬وقد استحب بعض‬
‫توفر بعض األوصاف في المرأة المخطوبة‪ ،‬لما لها من آثار إيجابية‪ ،‬وفوائد كثيرة‪ ،‬على‬
‫العلماء ّ‬
‫الحياة الزوجية‪ ،‬من ذلك‪:‬‬

‫ودودا لما روى أنس رضي الله عنه قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ً‬ ‫▪ أن تكون‬
‫يقول‪" :‬تزوجوا الودود الولود‪ ،‬فإني مكاثر بكم األمم يوم القيامة‪ ،‬أي متوددة إلى‬
‫زوجها‪ ،‬وهذا يؤكد على استحباب التزوج من ذات الخلق‪ ،‬ألن ذات الخلق هي التي تتودد‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫إلى زوجها‪ .‬وإن المودة بين الزوجين من أهم مالمح الحياة الزوجية السعيدة‪ ،‬ومسببات‬
‫نف ِسكُ ْم َأزْ َو ً‬
‫اجا لِّ تَ ْسكُ نُ واْ ِإلَ ْي َها َو َج َع َل‬ ‫دوامها‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬و ِم ْن َآياتِ ِه َأ ْن َخلَ َق لَ كُ م ِّم ْن َأ ُ‬
‫ون } [ الروم‪.] 21 :‬‬ ‫ات لِّ َق ْو ٍم َيتَ َفكَّ ُر َ‬ ‫َب ْينَ كُ م َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة ِإ َّن ِفي َذلِ َك َ‬
‫آلي ٍ‬
‫ولودا‪ ،‬للحديث السابق "‪ .‬وألن وجود األوًلد‪ ،‬يوثق العالقة الزوجية ويقويها‪،‬‬
‫ً‬ ‫▪ أن تكون‬
‫ولودا بأن تكون من نساء يعرفن بكثرة األوًلد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويعرف كون المرأة‬
‫ثيبا‪ " :‬فهال‬
‫بكرا‪ ،‬لقوله عليه الصالة والسالم لجابر رضي الله عنه وقد تزوج ً‬
‫▪ أن تكون ً‬
‫بكرا تالعبها وتالعبك " متفق عليه‪ ،‬وقد استثنى الفقهاء من ذلك إن كانت له مصلحة‬
‫ً‬
‫صالحا وأوفق للرجل‪.‬‬
‫ً‬ ‫راجحة في نكاح الثيب‪ ،‬فقد تكون الثيب أكثر‬
‫▪ وقد قال جابر رضي الله عنه‪( :‬إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن‬
‫وتقوم عليهن) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كلهن ثيبات إًل عائشة رضي الله عنها‪.‬‬
‫أن تكون ذات عقل‪ ،‬غير عجولة وًل متهورة‪ ،‬فالحمقاء ًل تصلح العشرة معها‪ ،‬وًل يطيب‬ ‫▪‬

‫العيش معها‪ ،‬وربما تعدى الحمق إلى ولدها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫الوحدة الخامسة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الثاني‬
‫والمحرمات من النساء‬
‫َّ‬ ‫المرأة التي يحل خطبتها‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تعرف مفهوم النسب والمصاهرة والرضاع‪.‬‬


‫• تعدد المحرمات من النساء حرمة مؤقتة أو مؤبدة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫المرأة التي يحل خطبتها‬

‫إن الخاطب ال يجوز له أن يخطب إال من تحل له من النساء‪ ،‬فالالتي يحرم نكاحهن‬

‫عليه‪ ،‬ال يجوز أن يتقدم لخطبتهن‪.‬‬

‫والمحرمات من النساء نوعان‪:‬‬

‫النوع األول محرمات حرمة مؤبدة‪ :‬وهن الالتي يرجع تحريمهن إلى سبب ال يقبل الزوال‪،‬‬
‫فيحرم على الرجل الزواج بواحدة منهن بأي حال‪ ،‬وعلى مدى الدهر‪.‬‬

‫والمحرمات على التأبيد ثالثة أصناف‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫محرمات‬
‫بالنسب‬

‫‪2‬‬

‫محرمات‬
‫بالمصاهرة‬

‫‪3‬‬

‫محرمات‬
‫بالرضاع‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬المحرمات بالنسب‪:‬‬

‫نص الله تعالى عليهن بقوله‪ { :‬حرمت عليكم أ َّمهاتكم وبناتكم وأخواتكم‬
‫وهن سبع‪ ،‬وقد َّ‬
‫وع َّماتكم وخاالتكم وبنات األخ وبنات األخت } [النساء‪.]23 :‬وهن على التفصيل كاآلتي‪-:‬‬

‫‪-1‬األمهات‪:‬‬

‫وهن كل امرأة انتسب إليها الرجل بوالدة‪ ،‬وهي األم‪ ،‬والجدات من جهة األم‪ ،‬أو من جهة األب‬
‫وإن علون‪.‬‬

‫‪-2‬البنات‪:‬‬

‫وهن كل من انتسب إلى الرجل بوالدة‪ ،‬وهي ابنة الصلب وأوالدها‪ ،‬وأوالد البنين وإن نزلت‬
‫درجتهن‪.‬‬

‫‪-3‬األخوات‪:‬‬

‫أي أخوات الرجل من أي الجهات كن‪ ،‬سواء كن أخوات شقيقات‪ ،‬أو أخوات ألب‪ ،‬أو أخوات ألم‪.‬‬

‫‪-4‬العمات‪:‬‬

‫وهن كل من أدلت بالعمومة من أخوات األب‪ ،‬وأخوات األجداد وإن علوا‪ ،‬من جهة األب أو‬
‫األم‪.‬‬

‫‪-5‬الخاالت‪:‬‬

‫وهن كل من أدلت بالخئولة من أخوات األم‪ ،‬وأخوات الجدات وإن علون‪ ،‬من جهة األب أو األم‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪-6‬بنات األخ‪:‬‬

‫وهن كل من ينتسب ببنوة األخ من أوالده وأوالد أوالده الذكور واإلناث‪ ،‬وإن نزلن ‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪-7‬بنات األخت‪:‬‬

‫وهن كل من ينتسب ببنوة األخت من أوالدها وأوالد أوالدها الذكور واإلناث‪ ،‬وإن نزلن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحرمات بالمصاهرة وهن أربع‪:‬‬
‫ً‬

‫الربائب‬ ‫أمهات النساء‬

‫زوجات األب‬ ‫حالئل األبناء‬


‫القريب والبعيد‬

‫‪-1‬أمهات النساء‪ ،‬فمن عقد على امرأة‪ ،‬حرم عليه جميع أمهاتها من النسب والرضاع وإن علون‪،‬‬
‫والدليل قوله تعالى في آية المحرمات‪ { :‬وأ َّمهات نسآئكم } سواء دخل بالمرأة التي عقد عليها‬
‫أو لم يدخل‪ ،‬لعموم اللفظ في اآلية‪.‬‬

‫‪-2‬الربائب‪ ،‬وهن بنات النساء‪ ،‬فكل بنت للزوجة من نسب أو رضاع‪ ،‬تحرم على الرجل إن دخل‬
‫بأمها‪ ،‬وبنت بنتها بمنزلة بنتها وإن نزلت‪ ،‬وإن فارق أمها قبل أن يدخل بها‪ ،‬حلَّ ت له ابنتها‪ ،‬ودليل‬
‫الالتي في حجوركم من نسآئكم‬
‫ذلك قوله تعالى في آية المحرمات من النساء‪ { :‬وربائبكم َّ‬
‫الالتي دخلتم به َّن فإن لَّ م تكونوا دخلتم به َّن فال جناح عليكم } [النساء‪. ]23 :‬‬
‫َّ‬

‫‪-3‬حالئل األبناء‪ ،‬وهن زوجات أبنائه‪ ،‬وأبناء أبنائه‪ ،‬وإن سفلوا‪ ،‬سواء كان ابنه من نسب أو رضاع‪،‬‬
‫لقوله تعالى في اآلية المشار إليها‪ { :‬وحالئل أبنائكم الَّ ذين من أصالبكم }‪ ،‬وهؤالء يحرمن‬
‫بمجرد عقد األبناء عليهن‪ ،‬لعموم اآلية‪.‬‬

‫‪-4‬زوجات األب القريب والبعيد‪ ،‬من قبل األب أو األم‪ ،‬من نسب أو رضاع‪ ،‬والدليل على تحريمهن‬
‫[النساء‪.]22 :‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النسآء إ َّال ما قد سلف }‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫ويحرمن هؤالء على االبن‪ ،‬بمجرد عقد أبيه عليهن‪ .‬والعلة في التحريم أن زوجة األب مقامها‬
‫مقام األم‪ ،‬تكريما وتعظيما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحرمات بالرضاع‪:‬‬

‫الالتي‬
‫وهن كل امرأة حرمت من النسب‪ ،‬حرم مثلها من الرضاع‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬وأ َّمهاتكم َّ‬
‫َّ‬
‫الرضاعة } [النساء‪ ،]23 :‬فنص على األم واألخت وما سواهما من‬
‫أرضعنكم وأخواتكم من َّ‬
‫المنصوص عليهن في النسب‪ ،‬مثلهن في التحريم‪ ،‬لقوله عليه الصالة والسالم‪" :‬يحرم من‬
‫الرضاعة ما يحرم من الوالدة" أي النسب‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬

‫ويشترط في التحريم بالرضاع‪:‬‬

‫أن يكون الرضاع في‬


‫الحولين‪.‬‬
‫أن يكون خمس‬
‫رضعات‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬المحرمات حرمة مؤقتة‪ ،‬وهن األصناف التالية‪:‬‬

‫أ) المحرمات بسبب الجمع‪ ،‬وهو ضربان‪:‬‬

‫األول‪ :‬جمع حرم ألجل القرابة بين المرأتين‪ ،‬وهو ثابت في ثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬الجمع بين األختين‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬وأن تجمعوا بين االختين } [النساء‪ ،]23 :‬وسواء كانتا من‬
‫أبوين‪ ،‬أو من أحدهما‪ ،‬من نسب أو رضاع‪.‬‬

‫‪ -2‬الجمع بين المرأة وعمتها‪.‬‬

‫‪ -3‬الجمع بين المرأة وخالتها‪ ،‬وال دليل في هذين ما روى أبو هريرة رضي الله عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬ال يجمع بين المرأة وعمتها‪ ،‬وال بين المرأة‬
‫وخالتها"متفق عليه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫وقد نبه صلى الله عليه وسلم على الحكمة في تحريم ذلك بقوله في حديث آخر‪" :‬إنكن إذا‬
‫فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن"‪.‬‬

‫والضابط لهذا النوع‪ :‬أنه يحرم الجمع بين كل امرأتين لو كانت إحداهما ذكرا‪ ،‬يح َّل له التزوج‬
‫باألخرى‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬تحريم الجمع لكثرة العدد‪ ،‬فال يحل للرجل أن يجمع بين أكثر من أربع زوجات باتفاق‬
‫العلماء‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬فانكحوا ما طاب لكم من النسآء مثنى وثالث ورباع } [النساء‪ ]3 :‬يعني‬
‫اثنتين أو ثالثا أو أربعا‪ .‬وألن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغيالن بن سلمة حين أسلم وتحته‬
‫عشر نسوة‪" :‬أمسك أربعا وفارق سائرهن"‪.‬‬

‫ب) زوجة الغير‪ ،‬ومعتدة الغير‪:‬‬

‫لقوله تعالى‪ { :‬والمحصنات من النسآء إ َّال ما ملكت أيمانكم } [النساء‪ ]24 :‬والمراد بالمحصنات‬
‫هنا‪ ،‬المتزوجات‪ ،‬وقد عطفهن على المحرمات من النساء في اآلية التي قبلها‪.‬‬

‫[البقرة‪.]235 :‬‬ ‫ولقوله تعالى في المعتدة‪ { :‬وال تعزموا عقدة النكاح حتَّ ى يبلغ الكتاب أجله}‬

‫وألن تزوج هؤالء ‪ ،‬يفضي إلى اختالط المياه‪ ،‬واشتباه األنساب‪.‬‬

‫جـ) المطلقة البائن بينونة كبرى ‪:‬‬

‫فإنها ال تحل لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬فإن طلَّ قها فال تح ُّل له من بعد‬
‫حتَّ ى تنكح زوجا غيره } [البقرة‪ .]230 :‬والعلة في ذلك تعظيم أمر النكاح‪ ،‬وإكرام المرأة‪ ،‬التي‬
‫حد‪.‬‬
‫حد‪ ،‬وتراجع مرات عديدة دون ّ‬
‫كانت في الجاهلية تطلّ ق مرات عديدة دون ّ‬

‫د) المحرمات الختالف الدين ‪:‬‬

‫[ الممتحنة‪،]10 :‬‬ ‫ال يحل لمسلم نكاح كافرة غير كتابية‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬وال تمسكوا بعصم الكوافر }‬

‫} [البقرة‪]221 :‬‬ ‫وقوله‪ { :‬وال تنكحوا المشركات حتَّ ى يؤم َّن‬

‫وال يحل لمسلمة أن ينكحها كافر‪ ،‬كتابيا كان أو غير كتابي لقوله تعالى‪ { :‬وال تنكحوا المشركين‬
‫حتَّ ى يؤمنوا } [البقرة‪]221 :‬‬

‫ات فال ترجعوه َّن إلى الك َّفار ال ه َّن ح ٌّل لَّ هم وال هم يحلُّ ون له َّن‬
‫وقوله‪ { :‬فإن علمتموه َّن مؤمن ٍ‬
‫} [الممتحنة‪.]10:‬‬

‫المحرمة بسبب اإلحرام‪،‬‬


‫َّ‬ ‫هـ)‬

‫‪7‬‬
‫‪7‬‬
‫ال يحل نكاح محرم وال محرمة في أرجح قولي أهل العلم‪ ،‬لقوله عليه الصالة والسالم‪" :‬ال‬
‫ينكح المحرم وال ينكح وال يخطب"‪.‬‬

‫و) الزانية‪،‬‬

‫فإنه يحرم نكاحها حتى تتوب‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬الزَّ اني ال ينكح إ َّال زانية‬

‫أو مشركة } [النور‪ ]3 :‬وألنها إذا كانت مقيمة على الزنا‪ ،‬لم يأمن أن تلحق به ولدا من غيره‪،‬‬
‫وتفسد فراشه‪ ،‬فحرم نكاحها كالمعتدة‪.‬‬

‫ز) المرأة المخطوبة للغير إن أجيب‪،‬‬

‫فال تحل خطبتها‪ ،‬لما روى ابن عمر رضي الله عنهما‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ال‬
‫يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك أو يأذن له" متفق عليه‪ ،‬وألن في ذلك إفسادا على‬
‫الخاطب األول واعتداء على حقه‪ ،‬وإيقاعا للعداوة بينهما‪ ،‬فحرم كبيعه على بيعه‪.‬‬

‫أما إن لم تسكن المرأة إلى الخاطب األول‪ ،‬ولم تعطه جوابا فلغيره خطبتها‪ ،‬قال ابن قدامة‪:‬‬
‫أحد أن يمنع المرأة النكاح‪ ،‬إال منعها‬
‫ألن تحريم خطبتها على هذا الوجه إضرار بها‪ ،‬فإنه ال يشاء ٌ‬
‫بخطبته إياها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪8‬‬
‫الوحدة الخامسة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الثالث‬
‫الخطبة‪ ،‬وبعض المخالفات في أثناء الخطبة‬
‫أحكام ِ‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫ف أحكام الخطبة‪.‬‬
‫• تَ ْع ِر َ‬
‫َ‬
‫الحكمة من مشروعية النظر إلى المخطوبة‪.‬‬ ‫تدرك‬
‫َ‬ ‫•‬
‫تعرض نماذج من المخالفات الشرعية في الخطبة‪.‬‬
‫َ‬ ‫•‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫أحكام الخطبة‬

‫أول‪ :‬النظر إلى المخطوبة‪:‬‬


‫ً‬

‫شرع اإلسالم للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته بل استحب له ذلك‪ ،‬كما ثبت في عدة أحاديث‬
‫صحيحة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪-1‬عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه‬
‫تزوج امرأة من األنصار‪ ،‬فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ " :‬أنظرت إليها ؟ " قال‪ :‬ل ‪،‬‬
‫قال‪ (( :‬فاذهب فانظر إليها‪ ،‬فإن في أعين األنصار شيئا))‬

‫‪-2‬قول النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه وقد خطب امرأة‪" :‬أنظرت‬
‫ؤدم بينكما))‪.‬‬
‫أحرى أن ي َ‬
‫إليها؟" قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪(( :‬انْ ظر إليها‪ ،‬فإنه ْ‬

‫قوله‪":‬أحرى أن يؤدم بينكما" أي يجمع بينكما بالحب والموافقة‪.‬‬

‫خطب‬
‫َ‬ ‫‪-3‬روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪(( :‬إذا‬
‫كاحها‪َ ،‬ف ْليفعل))‪.‬‬
‫أحدكم المرأة‪ ،‬فإن استطاع أن َينظر إلى ما َيدعوه إلى نِ ِ‬

‫فهذه األحاديث وما في معناها‪ ،‬تدل دللة صريحة على استحباب نظر الخاطب إلى المرأة التي‬
‫يرغب في نكاحها‪.‬‬

‫وقد اتفق الفقهاء على ذلك‪ ،‬فقال الوزير ابن هبيرة‪ :‬واتفقوا على أن من أراد تزوج امرأة‪ ،‬فله‬
‫أن ينظر منها ما ليس بعورة‪.‬‬

‫ويتحقق بهذا النظر مصلحة الطرفين‪ ،‬فإن الخاطب والمخطوبة إذا رأى أحدهما اآلخر‪،‬واجتمع‬
‫به ‪-‬مع حضور المحرم من أقاربها‪ -‬فإما أن يطمئن إلى اآلخر ويميل إليه‪ ،‬ويقع لديه موقع‬
‫القبول‪ ،‬فتصح رغبتهما في الزواج‪ ،‬فإن تم كان ذلك أدعى للوفاق ودوام العشرة بينهما‪ ،‬وإما‬
‫أن يحصل عكس ذلك‪ ،‬فيعدلن عن الخطبة‪ .‬واألرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما‬
‫وانتفاء للجهل والغش‪ ،‬وحصول النكاح‬
‫ٌ‬ ‫تناكر منها اختلف‪ ،‬وفي حصول النظر احتراز من الغرر‪،‬‬
‫بعد رؤية أبعد عن الندم‪ ،‬الذي ربما يحصل للمتزوج لو لم تحصل رؤية‪ ،‬فيظهر له األمر على‬
‫خالف ما يحب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫غالبا‪ ،‬وأكثر ما ينص‬
‫ويكون النظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها كما في الحديث السابق مما يظهر ً‬
‫غالبا‪ ،‬وألنه‬
‫عليه أهل العلم في هذا الباب النظر إلى الوجه والكفين‪ .‬ألنهما أكثر ما يظهر منها ً‬
‫بالنظر إليهما يتم المراد‪.‬‬

‫قال ابن قدامة‪ :‬ل خالف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجهها‪ ،‬ألنه ليس بعورة‪ ،‬وهو‬
‫مجمع المحاسن‪ ،‬وموضع النظر "‪.‬‬

‫ولذا أمرت المرأة بسترهما عن األجانب كبقية جسدها‪ ،‬وللخاطب أن يكرر النظر‪ ،‬ويتأمل‬
‫المحاسن‪ ،‬ألن المقصود إنما يحصل بذلك‪.‬‬

‫ويشترط إلباحة النظر إلى المخطوبة ما يلي‪:‬‬

‫أن تكون المرأة ممن ترجى موافقتها‪.‬‬

‫أن يكون النظر بوجود محرم المرأة كأبيها أو أخيها‪ ،‬ألنها أجنبية عنه‪،‬‬
‫فال تجوز الخلوة بها‪ ،‬ألن الجائز النظر‪ ،‬أما الخلوة فهي باقية على أصل‬
‫التحريم‪.‬‬

‫أل يقصد من النظر الشهوة والتلذذ‪.‬‬

‫أن يقتصر على القدر الذي يجوز النظر إليه‪.‬‬

‫ويرى الجمهور جواز النظر إليها بدون إذنها أو علمها‪ ،‬واستدلوا بفعل جابر رضي الله عنه حيث‬
‫قال‪ :‬خطبت امرأة فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها‪ ،‬وألن النظر بغير إذنها‬
‫يجعل الخاطب يراها بدون تصنع‪ ،‬بعيدة عن الزينة المبالغ فيها التي قد تخرجها أحيانً ا عن خلقتها‬
‫الحقيقية‪ ،‬وألن في ذلك تجنب أذى الفتاة وأهلها‪ ،‬فالرؤية إذا كانت عالنية ولم يتحقق النكاح‪،‬‬
‫قد يحصل بذلك كسر لكرامة الفتاة‪ ،‬بل وسيتساءل الناس عن سبب ترك الخاطب‪ ،‬وفي هذا‬
‫إحراج كبير للفتاة وأهلها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫وإن لم يتيسر للخاطب النظر إلى مخطوبته لسببٍ ما‪ ،‬فله أن يرسل امرأة ثقة من قريباته كأمه‬
‫أو أخته تتأملها ثم تصفها له‪ ،‬وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم رضي الله عنهما‬
‫إلى امرأة فقال‪(( :‬ش ِّمي عوارضها وانظري إلى عرقوبيها))‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المخالفات الشرعية في الخطبة‪:‬‬


‫ً‬

‫إن خطبة النكاح ل يترتب عليها أثر شرعي مما يكون من آثار العقد‪ ،‬فيبقى كل واحد من الخاطب‬
‫كثيرا من‬
‫ً‬ ‫أجنبيا عن اآلخر‪ ،‬وبالتالي فال تجوز الخلوة بينهما‪ ،‬ومما يؤسف له أن‬
‫ً‬ ‫والمخطوبة‬
‫المجتمعات اإلسالمية تمارس فيها تصرفات غير مشروعة في هذا الباب فسمحوا بإجراء‬
‫عالقات بين الخاطب والمخطوبة‪ ،‬بعيدة كل البعد عن المنهج اإلسالمي‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫ضعف الوازع الديني‪ ،‬والتقصير في التربية اإلسالمية الصحيحة‪ ،‬والتأثر بأحوال وعادات وتقاليد‬
‫غير المسلمين‪ ،‬ودعاة الزيغ والنحالل‪ ،‬حيث سمح هؤلء وأولئك للخاطب أن يختلي بمخطوبته‪،‬‬
‫وأذنوا له بالخروج بها إلى األسواق والمالهي والحدائق ونحوها من األماكن العامة‪ ،‬ولربما‬
‫وافق أهل الفتاة على سفر الخاطب بها دون حسيب ول رقيب‪ ،‬بدعوى التعرف على بعضهما‬
‫ويحذر منها‪ ،‬ويجعل المخطوبة‬
‫ِّ‬ ‫البعض عن قرب‪.‬وهذه التصرفات ل يقرها اإلسالم‪ ،‬بل يمنعها‬
‫في سياج حصين‪ ،‬درة مصونة في بيت أهلها‪ ،‬حتى يتم عقد النكاح‪ ،‬وليست ألعوبة يعبث بها‬
‫كل عابث‪ ،‬ويتمتع بها كل مستهتر بحجة أنها مخطوبته‪ ،‬حتى يذهب حياؤها‪ ،‬ويقضى على‬
‫عفافها في حالة ضعف من الخاطبين اللذين جمع بينهما الشيطان‪.‬‬

‫إن اإلسالم يحرم الخلوة بالمخطوبة‪ ،‬ألنها مازالت أجنبية عن الخاطب‪ ،‬وقد قال عليه الصالة‬
‫والسالم‪" :‬ل َي ْخلون رجل بامرأة إل مع ذي ِم ْح َرم"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫النكاح ومقاصده وأحكامه‪.‬‬

‫الدرس األول‬
‫تعريف النكاح‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وأركانه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• ُﺗَ ﱢﻌ َ‬
‫ﺮف ﻣﻔﻬﻤﻮ م اﻟﻨﻜﺎح‪.‬‬
‫اﻟﺠﻤﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻜﻠﻴﻔﻴﺔ اﻟﺨﻤﺴﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺗَ ﻌﻠَ ﻢ ُﺣﻜﻢ اﻟﻨﻜﺎح ﻓﻲ ُ‬
‫• ُﺗﻌﺪد أرﻛﺎن اﻟﻨﻜﺎح‪ ،‬وﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻹﻳﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تعريف النكاح‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وأركانه‪.‬‬

‫➢ تعريف النكاح‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫• النكاح في اللغة‪ :‬الضمممم والتدايق يقال‪ :‬تناكحأل األشمممجار ‪ ،‬ضما انضمممم بعضمممها ضل بع‬
‫نكاحا ضما تزوجها‪ ،‬ويراد به أي ًضمممممما‬
‫ويطلق ويراد به عقد الزواج‪ ،‬يقال‪ ،‬نكح فالن امرأة ينكحها ً‬
‫الوطء‪.‬‬

‫لطيفا يعرف به موعممم م العقد من الوطء‪ ،‬ف ما‬


‫ً‬ ‫فرقا‬
‫فرقأل العرً ً‬
‫قال أبو علي الفارسمممممي‪ :‬ل‬
‫قمالوا‪ ،‬نكح ُفالنمة أو بنمأل فالن أو أيتمه‪ ،‬أرادوا تزوجهما وعقمد عليهما‪ ،‬وضما قمالوا‪ :‬نكح امرأتمه أو‬
‫زوجته‪ ،‬لم يريدوا ضال المجامعة‪ ،‬ألن بذكر امرأته وزوجته يستغن عن العقد‪.‬‬

‫يتضمن ضباحة وطءٍ بلفظ ضنكاح أو تزويج أو ترجمته‪.‬‬


‫ل‬ ‫شرعا‪ :‬عقد‬
‫ً‬ ‫• والنكاح‬
‫➢ حكم النكاح‪:‬‬

‫النكماح منمدوً ضليمه في الجملمة للناممممممموي الواردة في التر يمأ فيمه كمما سممممم ميم تي‪ ،‬قمال‬
‫الوزير ابن هبيرة‪ :‬اتفقوا عل أن النكاح من العقود الشرعية المسنونة ب صق الشرع‪.‬‬

‫لكن عنمد التفاممممم ميمق ‪ ،‬يختلف حكممه بمايتالف حمال الشمممممممخإ‪ ،‬لمذا فم ن العلمماء مكروا أنمه‬
‫تعتريه األحكام التكليفية الخمسة‪ ،‬وهي الوجوً والندً والتحريم والكراهة واإلباحة‪.‬‬

‫فيجأ عل من يخاف عل نفسممممممه الزنا بتركه‪ ،‬ويندً لذ شممممممهوة وال يخاف الزنا بتركه‪،‬‬
‫ويحرم عل من ال يقممدر عل النفقممة أو عل الوطء ممما لم تر بممذلم ‪ ،‬ويكره لمن لم‬
‫يحتج ضليه ويخش م أن ال يقوم بما أوجأ الله عليه من القيام بحقوا الزوجة‪ ،‬فيق في‬
‫ظلمها ضن تزوج‪ ،‬ويباح فيما عدا مل ‪.‬‬

‫➢ الترغيب في النكاح‪:‬‬

‫وتحث عليه‬
‫ُّ‬ ‫قد وردت ناوي كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية ‪ ،‬تر ّ أ في النكاح‬
‫‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬

‫َو ُث َال َث َو ُر َب َ‬
‫اع } [النساء‪.]3:‬‬ ‫اً لَ كُ ْم ِّم َن النِّ َسآءِ َم ْثنَ‬
‫‪ -‬قوله تعال ‪َ { :‬فانكِ ُحواْ َما َط َ‬

‫‪33‬‬
‫الب َاء َة‬
‫اع ِمنْ كُ ُم َ‬‫اسممم متَ َط َ‬ ‫‪ -‬قوله عليه الامممممالة والسمممممالم‪ :‬يا َم ْع َشممم م َر ل‬
‫الشممم م َباًِ ‪َ ،‬م ِن ْ‬
‫َفلْ َيتَ زَ لو ْج‪َ ،‬ف ِ نل ُه َأ َ ُّ لِ لْ َب َا م ِر َو َأ ْح َا م ُن لِ لْ َف ْر ِج‪َ ،‬و َم ْن لَ ْم َي ْس متَ ِط ْ َف َعلَ ْي ِه ِب ل‬
‫الا م ْو ِم‪َ ،‬ف ِ نل ُه‬
‫لَ ُه ِو َجاء))‬
‫األنبياء‬
‫َ‬ ‫لود ‪ ،‬ف ني ُمكَ اثِ ر بكم‬
‫الو َ‬
‫ود َ‬
‫الو ُد َ‬
‫‪ -‬قوله عليه الامممممالة والسمممممالم ‪ :‬تَ زَ لو ُجوا َ‬
‫القيامة))‬
‫ِ‬ ‫يوم‬
‫َ‬

‫➢ أركان النكاح ‪:‬‬


‫• ركن الشيء لغة‪ :‬جانبه األقوى ‪.‬‬
‫الشيء ضال به‪ ،‬كالقيام والركوع‬ ‫• وفي االصطالح‪ :‬ركن الشيء ما ال وجود لذل‬
‫والسجود للاالة‪.‬‬

‫أركان الزواج ثالثة ‪:‬‬

‫القبول‬ ‫اإليجاً‬ ‫الزوجان‬

‫• األول‪ :‬الزوجان‪:‬‬
‫وينبغي أن يكونمما يمماليين من الموان التي تمن صمممممممحممة النكمماح‪ ،‬بم ن ال تكون المرأة من‬
‫‪.‬‬ ‫اللواتي يحرمن عل الرجق بنسأ‪ ،‬أو رعاع‪ ،‬أو مااهرة‪ ،‬أو عدة أو ير مل‬

‫• الثاني‪ :‬اإليجاً‪:‬‬
‫أوال إلنشممممماء العقد‪ ،‬ب ن يامممممدر من الولي أو الخاطأ‪ ،‬ك ن يقول الولي‪:‬‬
‫وهو ما يحامممممق ً‬
‫عل مهر‬ ‫ابنتي عل مهر قمدره كمذا‪ ،‬أو يقول الخماطمأ‪ :‬تزوجمأل ابنتم‬ ‫أو أنكحتم‬ ‫زوجتم‬
‫قدره كذا ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫• الثالث‪ :‬القبول‪:‬‬
‫تاليا إلتمام العقد‪ ،‬ويامممممدر من الخاطأ أو‬
‫وهو اللفظ الدال عل الرعممممما بالزواج‪ ،‬في تي ً‬
‫الولي‪ ،‬ك ن يقول‪ :‬قبلأل هذا الزواج أو هذا النكاح‬

‫األلفاظ التي ينعقد بها النكاح‬


‫ينعقد النكاح بلفظ {اإلنكاح والتزويج) باممممميغة الماعمممممي للداللة عل العزم‪ ،‬وهما اللف ان‬
‫في قولمه تعمال ‪َ { :‬و َال تَ نكِ ُحواْ َمما‬ ‫الامممممممريحمان في النكماح‪ ،‬ألن نإ الكتماً ورد بهمما‪ ،‬وملم‬
‫نَ كَ َح َآب ُاؤكُ ْم ِّم َن النِّ َس مآءِ ِض لال َما َق ْد َس ملَ َ‬
‫ف } [النساااء‪ ،]22 :‬وقوله تعال ‪َ { :‬فلَ لما َق َض م زَ ْيد ِّمنْ َها‬
‫َو َط ًرا زَ لو ْجنَ اكَ َها } [األحزاب‪ ،]37 :‬ولم يذكر سممواهما في القرآن الكريم‪ ،‬فوجأ الوقوف معهما‬
‫واحتياطا‪ ،‬وال ياممممح أن ينعقد بغيرهما من األلفاا‪ ،‬كالهبة والتملي ‪ ،‬ألن الزواج عقد‬
‫ً‬ ‫تعبدا‬
‫ً‬
‫يعتبر فيممه النيممة م اللفظ الخمماي بممه‪ ،‬ولو كممان بغير العربيممة‪ ،‬أممما األيرس فتعتبر ضشممممممممارتممه‬
‫المعهودة‪.‬‬

‫شروط صحة اإليجاب والقبول‬


‫يشترط لاحة اإليجاً والقبول ستة شروط ‪:‬‬

‫أهال لمباشرة العقد‪ ،‬ومل‬


‫‪ .1‬أهلية تارف العاقدين‪ ،‬ب ن يكون العاقد لنفسه أو لغيره ً‬
‫بالتمييز؛ ف ما كان أحدهما ير مميز كابي ومجنون لم ينعقد النكاح ‪.‬‬
‫أال يفاق بينهما بكالم أجنبي أو بما يعد في‬ ‫‪ .2‬اتحاد مجلس اإليجاً والقبول‪ ،‬بمعن‬
‫ضعراعا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫العرف‬
‫‪ .3‬توافق القبول م اإليجاً‪ ،‬يتحقق التوافق بتطابق القبول واإليجاً في محق العقد‬
‫وفي مقدار المهر؛ ف ما كانأل المخالفة في محق العقد مثق‪ :‬قول ولي المرأة‪ :‬زوجت‬
‫ير من‬ ‫يديجة‪ ،‬فيقول الزوج‪ :‬قبلأل فاطمة لم ينعقد النكاح‪ ،‬ألن القبول انارف ضل‬
‫وجد اإليجاً فيه‪ ،‬فلم ياح ‪.‬‬
‫ابنتي عل يمسين‪ ،‬فقال الزوج‪ :‬قبلأل‬ ‫وضن كانأل المخالفة في مقدار المهر مثق‪ :‬زوجت‬
‫الزواج ب ربعين لم ينعقد النكاح ضال ضما كانأل المخالفة لما هو أحسن‪ ،‬ك ن يقول‪ :‬قبلأل‬
‫الزواج بستين فياح العقد ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .4‬سماع كق من المتعاقدين كالم صاحبه‪ ،‬وفهمه أن المراد منه هو ابتداء العقد‬
‫أو ضتمامه‪ .‬ولو كان هذا عبر اإلنترنأل كما مهأ ضليه عدد من الفقهاء المعاصرين‪.‬‬
‫منجزة‪ ،‬بمعن دالة عل تحقيق الزواج وترتأ اآلثار عليه في الحال‪ ،‬من‬
‫‪ .5‬أن تكون الايغة ل‬
‫ير ضعافة ضل زمن مستقبق أو تعليق عل شرط ‪.‬‬
‫مستقبال مبتدأ‬
‫ً‬ ‫ظرفا‬
‫ً‬ ‫زمن مستقبق فمعناها أن يجعق المتعاقدان‬ ‫• أما اإلعافة ضل‬
‫ابنتي بعد د‪ ،‬أو بعد سنة‪،‬‬ ‫لثبوت حكم العقد وترتأ آثاره‪ ،‬ك ن يقول الولي‪ :‬أزوج‬
‫فيقول الزوج‪ :‬قبلأل‪.‬‬
‫يوجأ حق‬ ‫المستقبق تنافي عقد الزواج الذ‬ ‫• وهذا ال ياح‪ ،‬ألن اإلعافة ضل‬
‫االستمتاع في الحال ‪.‬‬
‫• وأما الايغة المعلقة عل شرط فك ن يقول الولي للخاطأ‪ :‬ضن نجحأل في االمتحان‬
‫ابنتي‪ ،‬فيقول الخاطأ‪ :‬قبلأل‪ ،‬والزواج ال ينعقد بهذه الايغة‪ ،‬ألن ضنشاء‬ ‫زوجت‬
‫العقد معلق عل شيء مستقبق قد يحدث وقد ال يحدث‪.‬‬
‫ير معقتمة بوقمأل‪ ،‬فم ن صمممممممحبهما توقيمأل‪ ،‬كمان العقمد‬ ‫‪ .6‬أن تكون الاممممممميغمة معبمدة‪ ،‬بمعن‬
‫ماطال‪ ،‬عينمأل الممدة أو لم تعين‪ ،‬كمانمأل الممدة قاممممممميرة أو طويلمة‪ ،‬فلو قمال لهما‪ :‬تزوجتم‬
‫ب ً‬
‫العقد ال ياح ‪.‬‬ ‫شهرا أو سنة عل مهر قدره كذا‪ ،‬فقالأل‪ :‬قبلأل‪ ،‬ف ن مل‬
‫ً‬

‫‪66‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫النكاح ومقاصده وأحكامه‪.‬‬

‫الدرس الثاني‬
‫شروط النكاح الصحيح‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تُ عدد شروط النكاح‪.‬‬


‫• تذكر الحكمة من إيجاب اإلشهاد في النكاح واشتراط الولي‪.‬‬
‫• تعرف حكم َع ْضل المرأة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫شروط النكاح الصحيح‪.‬‬

‫اإلنسااااااااا‬ ‫الزواج من أغلظ المواثيق وأكرمهااا عنااد اللااه تعااالقد مناه عقااد متعلق اذا‬
‫ونسااااوهد ولهذا العقد شااااروط كساااااصر العقود الصااااحيحةد لكنه يساااامو عليها ا تصااااا‬
‫ف تَ ْأ ُ ُذونَ ُه َو َو ْد َأ ْف َضاق َ ْع ُضاكُ ْم‬
‫وصاهه الميثا اللليظ كما ورد في ووله تعالق { َوكَ ْي َ‬
‫ِإلَ ق َ ْع ٍض َو َأ َ ا ْذ َ ِمنكُ م ثم َيثا ِ‬
‫اواا َغلِ ي ِ اا [النسا اا اا ا ‪]21‬د ولهااذا التعوير ويمتااه في اإليحااا‬
‫الحهظ والمودة والرحمةد والهدف من هذه الشاااروط هو حماية امسااارة التي‬ ‫موجوا‬
‫والتهكا د وتهي اة المناا المفصم‬ ‫سااااااايتم إنشااااااااوهاا من اا تفف والتصااااااادي والتهر‬
‫لتحقيق امهداف المرجوة من النكاحد ومن ثم كا لهذا العقد شروط أر عة‪:‬‬

‫ا نتي إذا كا له عدة نا د أو يقول‬ ‫‪ .1‬امول تعيين الزوجيند فف يكهي أ يقول زوجت‬
‫زوجتها ا ن د وله عدة أ نا د ويحصل التعيين اإلشارة إلق المتزوجد أو تسميتهد أو وصهه‬
‫ما يتميز ه‪.‬‬
‫‪ .2‬الثاني رضاا كل من الزوجين اآل رد فف يصاح إ أكره أحدهما عليهد وا سايما المرأةد ف‬
‫ثيواد لقوله صالق الله عليه وسالم‬ ‫كرا أي ِ‬ ‫رضااها أسااس في عقد الزواجد ساوا أكانك ِ‬
‫ف‬ ‫ام ثي ُم َحتَّ ق تُ ْسااا اتَ ْأ َم َرد َو َا تُ نْ كَ ُح الْ ِوكْ ُر َحتَّ ق تُ ْسااا اتَ ْأ َذ َ د َوالُ وا ‪َ :‬يا َر ُسااا ا َ‬
‫ول اللَّ ِهد َوكَ ْي َ‬ ‫َا تُ نْ كَ ُح ْ َ‬
‫ال ‪َ :‬أ ْ تَ ْسا اكُ َك))د و هذا ندرك أ رضاااا المرأة ا د منه عند الزواجد ساااوا ساااوق‬
‫ِإ ْذنُ َها؟ َو َ‬
‫كرا‪.‬‬
‫لها الزواج أو كانك ِ‬

‫أما التي سااااوق لها الزواجد فف د أ تصاااارح رضاااااهاد إذ ا يمنعها الحيا من أ تصاااارحد‬
‫أو أية ورينة يههم‬ ‫خفف الوكر التي يللب عليها الحيا عادةد فيكتهق منها السااااااكو‬
‫منها رضاها‪.‬‬

‫احيحا‬
‫‪ .3‬الثالث الشااااااهادة علق عقد النكاحد فهي شاااااارط ازي في عقد النكاح ا يعتور صااااا ِ‬
‫اح ِإ َّا ِ َولِ ٍّي َو َش ِ‬
‫اه َد ْي َع ْد ٍل))‪.‬‬ ‫َا نِ كَ َ‬ ‫مرفوعا‬
‫ِ‬ ‫دونهاد لحديث جا ر‬

‫‪33‬‬
‫الحكمة من وجوب اإلشهاد‪:‬‬

‫أ النكاح يتعلق ه حق غير المتعاوديند وهم امواد والمحاريد فاشااااترلك الشااااهادة‬ ‫•‬
‫فيه ل ف يجحدد فيضيع النسبد ويتزوج الرجال المحاري‪.‬‬
‫• أ عقاد النكااح ع يم الخ ر ارتواالاه اامعراإلد واإلشاااااااهااد علياه ينهي التهم ويوعاد‬
‫ال نو إذا روي معها ‪.‬‬
‫‪ .4‬الرا ع موافقااة الوليد وهو أ يعقااد للمرأة وليهاااه كااأ يهااا وأ يهاااد فلو زوجااك المرأة‬
‫نهسهاد أو زوجك غيرها كا نتها أو أ تهاد أو وكلك غير وليها في تزويجها ولو ذ وليها‬
‫لم يصح النكاح في الحاا الثفثد وذل لما يأتي‪:‬‬
‫امق ِمنْ كُ ْم [النور ‪.]32‬‬ ‫• أ الله تعالق الب اموليا النكاح فقال { َو َأنْ كِ ُحواْ َ‬
‫ام َي َ‬
‫اح ِإ َّا‬
‫َا نِ اَك َ‬ ‫• حادياث أ ي موساااااااق امشاااااااعري أ النوي صااااااالق اللاه علياه وسااااااالم واال‬
‫ِ َولِ ٍّي))‪.‬‬

‫وهو لنهي الحقيقة الشارعيةد أي ا نكاح موجود في الشاري إا وليد دليل ما ورد عن‬
‫كحك‬
‫ْ‬ ‫امرأة نُ‬
‫ٍ‬ ‫أيما‬ ‫عاصشاة رضاي الله عنها والك وال رساول الله صالق الله عليه وسالم‬
‫فنكاحها الل))‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فنكاحها الل ‪,‬‬
‫ُ‬ ‫فنكاحها الل ‪,‬‬
‫ُ‬ ‫وليها ه‬
‫لير إذ ِ ث‬
‫ِ‬

‫الحكمة من اشتراط الولي‪:‬‬

‫• أناه يكو أكثر ورة منهاا االرجاالد ا تفلاه االنااس ومعرفتاه اأحوالهمد إضاااااااافاة إلق أ‬
‫المرأة ساريعة التأثر مما يساهل معه أ تخدي مساواب كثيرةد فتخ ي في ا تيار امصالح‬
‫لها‪.‬‬
‫• أ زوج المرأة ساايصااوح عضا ِاوا في أساارتهاد ومن غير الفصق أ ينضاام إلق امساارة عضااو‬
‫يكو رب امسرة غير راإل عنه‪.‬‬
‫عادا لها عن دش حياصها عند ما تتولق تزويج نهسها‪.‬‬
‫إكراما للمرأة وإ ِ‬
‫ِ‬ ‫• أ فيه‬

‫عضل الولي‪:‬‬

‫العضاااااال في الللة يأتي معنق المنع والحوس عن الشااااااي د يقال عضاااااال المرأة عن الزوج‬
‫منعها وحوسها عنه‪.‬‬

‫ورغااب كاال واحااد منهمااا في‬ ‫فح اا منع المرأة من التزويج كه هااا إذا للوااك ذل ا‬
‫ِ‬ ‫واصااااا ا‬
‫صاحوه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫والعضاااااال ضلم وإضاااااارار المرأة في منعها حقها في التزويج من ترضاااااااهد وذل لنهي الله‬
‫وه َّن َأ َينكِ ْح َن َأزْ َو َ‬
‫اج ُه َّن [البقرة ‪.]232‬‬ ‫مخالوا اموليا { َف َف تَ ْع ُضلُ ُ‬
‫ِ‬ ‫تعالق عنه في ووله‬

‫ف ذا تحقق العضااااال من الولي دو ساااااوب مقوولد انتقلك الواية إلق امورب الصاااااالح من‬
‫صالحا انتقلك الواية إلق السل ا لما يأتي ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أوليا المرأةد ف لم يكن‬

‫السلْ َ ا ُ َولِ ُّي َم ْن َا َولِ َّي لَ ه))‬ ‫‪ .1‬وول النوي صلق الله عليه وسلم َف ِ ْ ْ‬
‫اشتَ َج ُروا َف ُّ‬
‫‪ .2‬م الولي واد امتنع ضل ِماا من حق توجاه علياهد فيقوي السااااااال اا أو نااصواه مقااماه إلزالاة‬
‫ال لمد كما لو كا عليه دين وامتنع عن وضاصه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫النكاح ومقاصده وأحكامه‪.‬‬

‫الدرس الثالث‬
‫الشروط في النكاح‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تَ ذكر شروط النكاح الصحيحة‪.‬‬


‫• تُ عدد شروط النكاح الفاسدة‪.‬‬
‫• تَ عرف الحكمة من تحريم نكاح المتعة‪.‬‬
‫وحكم نكاح الشغار‪.‬‬
‫َ‬ ‫حكم نكاح التحليل‪،‬‬
‫َ‬ ‫• تَ عرف‬

‫‪22‬‬
‫الشروط في النكاح‬

‫المراد بها ما يشتتتترأه أحد اليو ين أو كا ما في صتتتلد العقد‪ ،‬أو يتفقا بليه عقل العقد‬
‫مما يصلح بذله واالنتفاع به‪ ،‬و ي غير شروط النكاح وتنقسم إلى عسمين ‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الشروط الصحيحة وهي نوعان ‪:‬‬

‫• النوع األول‪ :‬شتتتروط يتهتتتمنها العقد وإ لم تذكر في صتتتلقه‪ ،‬أل مشتتتروبية العقد من‬
‫أ لهتا‪ ،‬فا حتا تة لتذكر تا‪ ،‬بتل ي الجمتة بمقرد العقتد‪ ،‬و كر تا في العقتد ال ين ر‪ ،‬كمتا أ‬
‫جو هتا وتمكينته من‬ ‫إ متالهتا ال يستتتتتتتق هتا‪ ،‬و لتا مثتل‪ :‬اشتتتتتتتتراط انتقتال المرأة إلى بيت‬
‫االستتمتاع بها‪ ،‬وكاشتتراط النفقة والستكنى بلى اليوف‪ ،‬فهذه من مهتمو العقد ودال‬
‫برفا وبادة‪.‬‬
‫بليها شر ًبا‪ ،‬كما دل بليها ً‬
‫• النوع الثاني‪ :‬شتتتتروط نفي معينة‪ ،‬يشتتتتترأها أحد اليو ين‪ ،‬فتكو مليمة لرضر إ ا ر تتتتي‬
‫بها ولم تكن مخالفة للشتترعف فاشتتتراط الر ل بلى امرأته في بقد اليواف تقستتير المهر‬
‫الجما‪ ،‬وكذلا‬
‫ً‬ ‫أو تأ يله غير مفهوم من مقتهتتتتتتتى العقد‪ ،‬لكن لما اشتتتتتتتترأه بليها كا‬
‫اشتتتتتراأها بليه جيادة في المهر أو إكمال دراستتتتتها‪ ،‬أو أ تستتتتتمر في و يفتها‪ ،‬فعلى‬
‫اليوف أ يفي بما اشتتتترأ بليه‪ ،‬ولها حل الم القة به أوالفستتتم إ لم يو بما وبد ا‬
‫بتته ‪ ،‬وعتتد أمر اللتته تعتتالى بتتالوفتتاا بتتالعهود فقتتال‪َ {:‬و َأ ْو ُفواْ ِب َع ْه ت ِد إ‬
‫الل ت ِه ِإ َ ا َب تا َ تدت ْم }‬
‫وف))‪.‬‬ ‫الف ُر َ‬
‫استَ ْحلَ لْ تُ ْم به ُ‬ ‫وفوا به ما ْ‬ ‫وط َأ ْ تُ ُ‬
‫[النحل‪ ،]91:‬وفي الحديث‪(( :‬إ إ َأ َحل الش ُر ِ‬

‫القسم الثاني‪ :‬شروط فاسدة‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬

‫تحيحا‪ ،‬كأ يشتتتترط أال مهر لها‪،‬‬


‫• النوع األول‪ :‬شتتتروط فاستتتدة بنفستتتها مي بقاا العقد صتت ً‬
‫لا الشترط يعود إلى معنى جايد في‬ ‫أو ال نفقة لها‪ ،‬فيفستد الشترط ويصتح العقد‪ ،‬أل‬
‫العقد ال يليم كره وال يهر القهل به‪.‬‬
‫• النوع الثاني‪ :‬شتتروط فاستتدة مفستتدة للعقد‪ ،‬مثل‪ :‬أ يشتتترط تيو ها مدة معينة‪ ،‬و و‬
‫نكاح المتعة‪ ،‬أو يتيو ها ليحلِّ لها ليو ها األول‪ ،‬و و نكاح التحليل‪ ،‬أو يشتتترط الولي بلى‬
‫اليوف أ ييو ه أضته‪ ،‬و و نكاح الشغار‪ ،‬فهذه ا ة أنواع من األنكحة الفاسدة ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ )1‬األول ‪ :‬نكاح المتعة‬
‫المتعة ت لغة ت بهم الميم وكسر ا‪ :‬مشتقة من المتاع‪ ،‬و و ما يستمتي به‪.‬‬

‫احا‪ :‬أ ينكح الر ل المرأة بشتتتيا من المال مدة معينة ينتهي النكاح بانتهايها‬
‫ً‬ ‫واصت ت‬
‫من غير أاق‪.‬‬

‫حكمتته‪ :‬بتتاأتتل بتتاتفتتاق بلمتتاا المستتتتتتتلمين‪ ،‬وعتتد دل بلى تحريم نكتتاح المتعتتة الكتتتا‬
‫والسنة واإل ماع‪.‬‬

‫اف ُوو َ } { ِإ إال َبلَ ى َأجْ َوا ِ ِه ْم َأ ْو َمتا‬


‫ين ُ ْم لِ ُف ُرو ِ ِه ْم َحت ِ‬
‫فقولته تعتالى‪َ { :‬و إالت ِذ َ‬
‫أمتا الكتتا‬
‫جو تة‪ ،‬وال في حكم اليو تة في‬ ‫َملَ َكت ْ َأ ْي َمتانُ ُه ْم } [المؤمنون‪ ،]6-5:‬والمتمتي بهتا ليستتتتتتت‬
‫نور الشارع‪ ،‬وال فيما تعارف بليه الناس ‪.‬‬

‫حرم لا [أي المتعة] إلى‬


‫الله عد إ‬
‫َ‬ ‫ومن الستتنة عول النقي صتتلى الله بليه وستتلم‪(( :‬وإ إ‬
‫القيامة))‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يوم‬
‫ِ‬

‫إليه‪.‬‬ ‫بلى تحريم المتعة إال من ال يلتف‬ ‫وأما اإل ماع فإ األمة بأسر ا عد أ مع‬

‫الحكمة من تحريم نكاح المتعة‬


‫‪ .1‬أ المقصتتتود األستتتمى لليواف و الستتتكن وتكوين األستتترة‪ ،‬وال يأتي ذا كله إال بدوام‬
‫العشرة‪ ،‬وشعور اليو ة باالستقرار‪ ،‬وبأ حياتها اليو ية مستدامة‪.‬‬
‫اليواف المنع ‪ ،‬ألعقل الناس إليه ابتغاا عهتتتتتتتاا الحا ة القنستتتتتتتية‪ ،‬لقلة‬ ‫‪ .2‬أنه لو فتح با‬
‫كلفته‪ ،‬وستتتهولة منونته‪ ،‬ولهتتتاع بذلا الهدف األستتتمى الذي من أ له أودع الله فينا‬
‫غريية القنس‪ ،‬و و بقاا النوع اإلنساني وبمرا الكو ‪.‬‬
‫‪ .3‬إكرام المرأة من أ تتخذ للذة والمتعة من عقل العديد من األشخاص بلى التوالي ‪.‬‬

‫‪ )2‬الثاني‪ :‬نكاح التحليل‬


‫و و أ ي لل الر تل امرأتته ا ً تا‪ ،‬فيتيو هتا ر تل بلى شتتتتتتتري تة أ ي لقهتا بعتد وأ هتا‪،‬‬
‫لتحل ليو ها األول‪.‬‬

‫حكمه‪ :‬حرام‪ ،‬و لا لحديث بقد الله بن مسعود ‪(( :‬لَ َع َن اللإ ُه الْ ُم َحلِّ َل َوالْ ُم َحلإ َل لَ ُه))‪ ،‬فدل‬
‫من‬ ‫لتا بلى تحريم نكتاح التحليتل‪ ،‬ألنته ال يكو اللعن إال بلى فتابتل المحرم‪ ،‬و و أغل‬
‫نكاح المتعة من و هين ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫أحد ما‪ :‬هالة مدته‪.‬‬

‫ً‬
‫رغقة في المرأة‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أ الوطا فيه من أ ل التحليل‪ ،‬وليس‬

‫‪ )3‬الثالث‪ :‬نكاح الشغار‬


‫الشغار لغة‪ :‬الخلو من ِ‬
‫الع َوض‪ ،‬يقال‪ :‬مكا شاغر‪ ،‬أي‪ :‬ضال‪ ،‬والقهة شاغرة‪ ،‬أي‪ :‬ضالية‪،‬‬

‫وﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﺸﻐﺎر ﻟﺨﻠﻮه ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮ‪.‬‬


‫واﺻــﻄﻼﺣﺎ‪ :‬أن ﻳﻨﻜﺢ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻮﻟﻴﺘﻪ )اﺑﻨﺘﻪ أو أﺧﺘﻪ( ﻋﻠﻰ أن ﻳﺰوﺟﻪ اﻵﺧﺮ ﻣﻮﻟﻴﺘﻪ ﻟﻴﻜﻮن‬
‫ً‬
‫ﺻﺪاﻗﺎ ﻟﻸﺧﺮى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺑﻀــﻊ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻤﺎ‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪ :‬اﺗﻔﻖ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن ﻧﻜﺎح اﻟﺸﻐﺎر ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ‬
‫ﻣﺴــــــﻜﻮﺗﺎ ﻋﻨﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ‬
‫ً‬ ‫ﻣﺼــــــﺮﺣﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻔﻲ اﻟﻤﻬﺮ أو‬
‫ً‬ ‫ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺳــــــﻮاء ﻛﺎن‬
‫اﻟﺸ َﻐﺎر"‪،‬‬
‫اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳــﻠﱠ ﻢ ﻧﻬﻰ َﻋ ِﻦ ِ‬
‫َرﺳــﻮل اﻟﻠﻪ ﺻــﻠﱠ ﻰ ُ‬
‫َ‬ ‫"أن‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ـ رﺿــﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ‪ :‬ﱠ‬
‫ﻓﺎﺳﺪا ﺑﺎﻃﻼ‪.‬‬
‫ً‬ ‫واﻟﻨﻬﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻔﺴﺎد ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫النكاح ومقاصده وأحكامه‪.‬‬

‫الدرس الرابع‬
‫مقاصد النكاح‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• ﺗُ ﻌﺪد ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﻨﻜﺎح‪.‬‬


‫َ‬
‫اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫ﺗﺒﻴ َﻦ‬
‫• ﱢ‬

‫‪22‬‬
‫مقاصد النكاح‪.‬‬

‫لما كان أساااااس ياس ا ساااارة جو الدواهت قد اجتب اأسااااهس به أفما اجتماسن نقاه من أن‬
‫فكون زوا اجاا جااجً اياات باسن اساااااااتبعاد التاااااااور التج كااةا‪ ،‬موجودة ج ال ااجًياة تكنكااح ال ادنت‬
‫واالساتبااا ت وأبقع عًع التاورة الشارعية التج تنسا ب مع الرةرةت وفقرجا العقا الساًيبت‬
‫وذلك لتحقيق مقاصد عدفدةت من أجمها‪:‬‬

‫‪1 )1‬تحقيق الرةرة اأةساةية وإشباعها‬

‫خًق الًه ج اأةساااان زرفدة البحن عن الةعاس التج باشاااباعها فبقع شاا تاااهت وال رفدة‬
‫ال نساااااااية التج باالسااااااات ابة لها فبقع ةوعهت وكان ال بد لإلةساااااااان أن فقا أمامها أحد‬
‫موا ا ثهثة ‪:‬‬

‫• ا ول‪ :‬أن فةًق لها العنان تساب أفن شاا و وكيا شاا وت به رواد تردعهات من دفن أو‬
‫خًق تكما جو الشاااااااسن ج المباجي اأباحية التج ال تدمن بالدفن وال بالراااااااايًةت و ج‬
‫جبا المو ا اةحةاط باأةسان إلع مرتبة الحيوانت وإ ساد لًررد وا سرة كًها ‪.‬‬
‫• الثاةج‪ :‬أن فكبتها تكما جو الشااااااسن ج مباجي التقشااااااا والحرمان كالرجباةية وةحوجات‬
‫و ج جبا المو ا وأد لً رفدةت ومنا اة لحكمة من ركبها ج اأةساااااااان و ةره عًيهات‬
‫ومتادمة لسنة الحياة التج تست دس جبه ال رائد لتستمر ج سيرجا‪.‬‬
‫ودا تنةًق ج داخًهاا ومااااااامن إواارجاات دون كبا‪ ،‬مرذولت وال‬
‫• الثاالان‪ :‬أن فااااااااع لهاا حاد ا‬
‫اةةهق م نونت كما جو الشااسن ج الدفن اأسااهمج البم حرس السااراحت وشاار النكاحت‬
‫واعترف بال رفدةت يسر لها سبيًها من الحهل‪.‬‬

‫وجبا المو ا جو العدل والوسطت ًوال شر الدواه ما أدو ال رفدة دورجا ج استمرار‬
‫بقا اأةساان بالةرفقة الشارعيةت ولوال تحرفب الساراح وإف اخ اختتاار الرجا بامرأةت ما‬
‫ةشااااااسو ا ساااااارة التج تكون ج فهلها العواوا االجتماعية الرا ية من مودة ورحمة‬
‫وحنانت وحي وإفثارت ولوال ا سرة ما ةشس الم تمع وال أخب ورفقه إلع الر ج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ )2‬تحقيق السكن النرسج والروحج‪:‬‬
‫بالدواه ف د كا من الدوجين ج فا صااااااحبه ساااااكن النرات وساااااعادة القًيت وراحة‬
‫الاااااميرت إذ فسوم إلع من فحنو عًيهت وفنساااايه جموس الحياةت وفمساا ا عنه وا جات ال‬
‫تعالع ‪:‬‬

‫{ َو ِم ْن َآفاتِ ِه َأ ْن َخًَ َق لَ كب ِّم ْن َأةر ِسااااك ْب َأزْ َو ا‬


‫اجا لِّ تَ ْسااااكنواْ ِإلَ ْي َها َو َج َع َا َب ْينَ كب َّم َو َّد اة َو َر ْح َم اة‬
‫ون } [الروم‪. ]21:‬‬ ‫او لِّ َق ْو ٍس َفتَ َركَّ ر َ‬
‫آلف ٍ‬
‫ِإ َّن ِ ج َذلِ َك َ‬

‫‪ )3‬صياةة أ راد الم تمع من االةحراف ‪:‬‬


‫فساااااااااعاد الدواه عًع حمااافاة الم تمع من االةحرافت والو و ج الرذفًااةت االدواه جو‬
‫الوسااايًة الوحيدة لتكوفن ا سااارةت وا سااارة جج التج تحمج أ رادجا بالتربية الساااًيمةت‬
‫والر ااابااة والمتااابعااة الاادائمااة لهبت وةًما ذلااك إذا ةمرةااا إلع الم تمعاااو التج تنااادم‬
‫بتسخير الدواهت أو الم تمعاو التج تاااااع العرا يا أماس الشااااباخ الرازي ج الدواهت حين‬
‫تنتشر الرذفًة بتورة أزع ‪ ،‬القائمين عًع جبه الم تمعاو‪.‬‬

‫‪ )4‬صياةة الم تمع من ا مراض الرتاكة‪:‬‬


‫وجج أمراض وأدوا وعًا تنتشر باةتشار الدةا وشيو الراحشةن كالدجرمت ومرض ةقص‬
‫المناعة (اأفدز)ت والهربات وجا جج الم تمعاو المنحًة تعاةج من وفهتها ما تعاةج‬
‫بسبي اةعتاق الناس يها من رباط الدواه المقدست وات اجهب إلع كا لون من ألوان‬
‫تحقيقا لما أخبر عن و وعه المتةرع صًع الًه‬ ‫ا‬ ‫االتتال الحراس والمشبوهت كا ذلك‬
‫فن َخ ْم ٌا ِإ َذا ْابتًِ يت ْب ِب ِه َّن َو َأعوذ ِبالًَّ ِه َأ ْن‬ ‫عًيه وسًب ج وله‪َ ":‬فا َم ْع َش َر الْ م َه ِ‬
‫اج ِر َ‬
‫الةاعون‬ ‫اح َشة ِ ج َ ْو ٍس َ ُّط َحتَّ ع ف ْعًِ نوا ِب َها ِإ َّال َ َشا ِ ِ‬
‫يه ْب َّ‬ ‫ت ْد ِركوج َّن لَ ْب تَ ْم َه ْر الْ َر ِ‬
‫َم َا ْوا"‬ ‫فن‬
‫الَّ ِب َ‬ ‫َأ ْس َه ِ ِه ْب‬ ‫ِج‬ ‫َم َا ْ‪،‬‬ ‫تَ ك ْن‬ ‫لَ ْب‬ ‫الَّ تِ ج‬ ‫َوا ْ َ ْو َجا‬

‫‪ )5‬زض البتر وحرظ الرره ‪:‬‬


‫ذلك أن الدواه وسااايًة عميمة من الوساااائا التج تسااااعد المساااًب عًع تحقيق التوجيه‬
‫األهج الكرفب لعباااده ب ض البتااااااار وحرظ الررهت والمتمثااا ج ولااه تعااالع‪ { :‬ا ْا‬
‫ذلا َك َأزْ كَ ع لَ ه ْب ِإ َّن َّ‬
‫الًا َه َخ ِب ٌير ِب َماا‬ ‫ين َف ُّاااااا اواْ ِم ْن َأ ْب َتاااااا ا ِار ِج ْب َو َف ْح َرمواْ ر َ‬
‫وجه ْب ِ‬ ‫لِّ ًْ م ْد ِمنِ َ‬
‫او َف ْ ا ْا َن ِم ْن َأ ْب َت ِار ِج َّن } [النور‪. ]30،31:‬‬‫ون } { َو ا لِّ ًْ م ْد ِمنَ ِ‬ ‫َف ْتنَ ع َ‬
‫و د بين النبج صااًع الًه عًيه وسااًب جبا ا ثر العميب لًدواه ج صااياةة البتاار والرره‬
‫بقوله‪َ (( :‬فا َم ْع َشا َر ال َّشا َباخِ ت َم ِن ا ْساتَ َةا َ ِمنْ كب الْ َبا َ َة َ ًْ َيتَ دَ َّو ْهت َ ِاةَّ ه َأ َز ُّض لِ ًْ َب َتا ِرت َو َأ ْح َتان‬

‫‪44‬‬
‫لِ ًْ َر ْر ِهت))ت رج زض البتااااار ساااااهمة لًم تمع من االةحهل والترساااااةت وإزهق لًنا بة‬
‫ا ولع من ةوا ب الرتنة وال وافة ‪.‬‬

‫‪ )6‬المحا مة عًع النسا‪:‬‬

‫خًق الًه ساااااابحاةه ال ًق لعبادتهت والسااااااتمرار جبه العبادة البد من اسااااااتمرار النسااااااا‬
‫بالةرفقة الشااااارعية وعدس اةقةاعهت ولبلك رزي اأساااااهس ج الدواهت وخاصاااااة بالمرأة‬
‫لود ت اةج مكَ اثِ ٌر بكب ا ةبيا َ‬
‫الو َ‬
‫ود َ‬
‫الود َ‬
‫الولودت قال صاااااًع الًه عًيه وساااااًب‪(( :‬تَ دَ َّوجوا َ‬
‫القيامة))ت وبهبا تمتد الحياة إلع آخر مةا هات وفكتي لًنساا البشارم البقا ت يعمر‬ ‫ِ‬ ‫فوس‬
‫َ‬
‫الكون وفقوس اأةسان بدوره ج خه ة ا رض‪.‬‬

‫‪ )7‬المحا مة عًع ا ةساخ ‪:‬‬

‫إن ا تران الرجا بالمرأة ممن جبه المدسسة االجتماعية التج جج ا سرة فامن لألبنا‬
‫االةتساااااااااخ إلع آباائهبت مماا فشاااااااعرجب بااعتباار ذواتهبت وف عًهب فحساااااااون بكرامتهب‬
‫اأةسااااااةيةت الولد ر من شااااا رة معرو ة ا صاااااا والمنب‪،‬ت وبهبا فرجع كا ر إلع‬
‫واجرا كج فعتد به وفر رت ولوال جبا التنميب الرباةج‬
‫ا‬ ‫ةقيا‬
‫أصاًهت يساعع أن فحا ظ عًيه ا‬
‫ل مو البشرفة لتحول‪ ،‬الم تمعاو إلع أخهط وأةوا ال تعرف رابةةت وال فامها كيانت‬
‫ول دا الناس كالبهائب فهيمون ج كا واد ‪.‬‬

‫‪ )8‬العنافة بتربية النش ‪:‬‬

‫من المعًوس أن ورولة اأةسااان تمتد باااع عشاارة ساانةت والةرا ج جبه المرحًة ج‬
‫حاجة ماساة إلع التوجيه الساًيب ليساتقيب ساًوكهت وال فمكن جبا إال عن ورفق ا سارة‬
‫التج وامهااا الدوه والدوجااةت ه أحا ااد زير ا خ وا س فمكن أن فقاادس جاابه المتةًباااو‬
‫لًةراا أو المراجقت ةهماا فمًكاان العااوراة ا بوفاة التاااااااااد اة ت ااجاهت ومن جناا تبادو‬
‫أجميااة خروه ا ورااال إلع الاادةيااا عن ورفق الدوجين الًاابفن جمعهمااا الدواه الشااااااارعجت‬
‫وتبادو أجمياة يااس ا س وا خ بهابه المهماة مبااشااااااارة دون االعتمااد عًع زيرجماا ج‬
‫العنافة بتنشئة وتربية ا بنا ‪.‬‬

‫وماا فحادا اآلن من اعتمااد بعض الم تمعااو عًع ال اادمااو ا جنبيااو فنابر ب ةر اد‬
‫فهدد النش با سااد دفنهب وأخه هبت وحتع ل تهبت ةاجيك عن اأساا ة وا ذا البم‬
‫د فًحق الةرا من جرا االعتماد عًع جبه ال ادمة أو تًك المربية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ )9‬تحقيق الستر لًمرأة والرجا‪:‬‬
‫اس لَّ ك ْب َو َأةْ ت ْب لِ َبا ٌ‬
‫اس لَّ ه َّن } [البقرة‪،]187:‬‬ ‫من ولاه تعاالع‪ { :‬ج َّن لِ َبا ٌ‬ ‫وجابا ال رض وامااااا ا‬
‫الدوه ساااتر لدوجتهت وجج ساااتر له كما فساااتر الًباس صااااحبهت ساااتر جسااادمت وةرساااجت‬
‫وروحجت وليا من أحد أساااااااتر حد من الدوجين المتيلرينت فحرر كا منهما عًع عرض‬
‫واه والعيونت كا‬ ‫صااحبهت ومالهت وةرساهت وأساراره أن فنكشاا شاج منهات تنهبه ا‬
‫ج الراحشااااااةت والتردم ج الرذفًةت وفحرظ عًيه الشاااااارف‬ ‫واحد فقج صاااااااحبه الو و‬
‫والسمعةت كما فقج الثوخ البسه أذا الهاجرة وفحرمه شر الدمهرفر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫النكاح ومقاصده وأحكامه‪.‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫دعوى تحديد النسل‪ ،‬وحكم اإلجهاض‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تتعرف على دعوة تحديد النسللللللل و وللللل تها وت ور ا وأ دافها وموقف الوللللللريعة‬
‫منها‪.‬‬
‫• تعرف حكم اإلجهاض وأ واعه وموقف الوريعة منه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫دعوى تحديد النسل‪ ،‬وحكم‬
‫اإلجهاض‪.‬‬

‫و وقف النسلللل اإل سلللا ل عو النمو وال يادة‪ ،‬فلقدج ال وو وال وجة‬ ‫المراد بتحديد النسلللل‬
‫على المعاشرة‪ ،‬لكو مع الحللولة دون وقوع الحمل‪.‬‬

‫نشأتها وتطورها‪:‬‬

‫يللعلللللللد ال ل للللاح ل للون ملللللذد للللةه الللللدعللوة فللل الللعللللالللم شلللى أوا للر الللقللرن ال ل للللامللو عوللللللللر‬
‫الملذدي‪،‬ويرب و ها بالقسللس والعالم اققتالادي ال ري ا ل مالتوس ‪ Malthus‬فقد كان‬
‫الوعب ال ري ا ل يتقلب شذ ذاك فل سعة مو العلش وترف ور اء عظلملو‪ ،‬وقد قحظ أن‬
‫مقاق بعنوان "ت ايد السلكان وت رلره‬
‫ا‬ ‫الولعب ال ري ا ل يتكارر عدده أك ر مو المتوقع‪ ،‬فنولر‬
‫فل تقدج المجتمع فل المسلتق ل" فل عاج ‪1798‬ج‪ ،‬أوضل فله أن وسلا ل اإل تاو وأسل ا‬
‫الرزق فل األرض محدودة‪ ،‬غلر أ ه ق يوجد حد يقف عنده ت ايد السلللللكان وتللللللخم النسلللللل‪،‬‬
‫فإذا ترك األمر بدون تنسلل‪ ،،‬فسلل تل يوج تللل‪ ،‬األرض بسلكا ها‪ ،‬وتقل فله وسلا ل العلش‬
‫عو تل لة حاجاتهم‪ ،‬وحتى يكون مو عدد السلللللللكان متذ اما مع مو وسلللللللا ل اإل تاو‪ ،‬وأن ق‬
‫ي يد األول على ال ا ل بحال‪ ،‬اقترح لتنفلة ةا التنسل‪ ،‬س لللو ارنلو‬

‫شق بعد أن تتقدج بهم السو ‪.‬‬ ‫• أولهما أق يت وو الو ا‬


‫• را لهما أن ي ةل األزواو للل ل بعد أن تجمعهم الحلاة ال وجلة للل ل قاارى جهد م‪ ،‬وبمختلف‬
‫‪.‬‬ ‫الوسا ل‪ ،‬فل س لل اإلقذل مو اإل جا‬

‫وما كادت أفكار مالتوس ‪ Malthus‬ةه تنتوللللللر‪ ،‬حتى بهر ال احن الفر سللللللل فرا سلللللللس‬
‫بذس ‪ Francis palace‬فنادى بدعوته ودعا شلى ضلرورة الحد مو ت ايد السلكان‪ ،‬وبعد ذل‬
‫للب المولللللللهور تولللللللارلس وروتون ‪ Charles knorotton‬فل يلد‬ ‫بقلللل بهر فل أمريكلا ال‬
‫ةه‬ ‫لة التل اقترحها لتنفلة الفكرة ‪ ،‬وسلللللرعان ما لقل‬ ‫الفكرة ذاتها‪ ،‬موضلللل الحا التدابلر ال‬
‫رواجلا فل األوسللللللللا المختلفلة مو اللر ‪ ،‬ووجلد ال لاح ون عو الللةة الهلاربون مو‬
‫ا‬ ‫اللدعوة‬
‫دفهم ‪.‬‬ ‫ملارج المسؤوللة فل اقستجابة لها ما يحق‪ ،‬بللتهم ويقر‬

‫‪33‬‬
‫بطالن هذه الدعوة ‪:‬‬
‫كل النظريات ب ذ ها ارار ا السلللللللل ة على النفس‬ ‫شن الدعوة شلى تحديد النسلللللللل قد أر ت‬
‫اإل سا لة‪ ،‬وعلى اققتااد‪ ،‬واأل ذق‪:‬‬

‫األمم أن فقر المناط‪ ،‬المكتظة بالسللكان فل أي أمة‬ ‫وقا ع التاريخ وتجار‬ ‫أوق أر ت‬
‫ا‬ ‫•‬
‫مرده شلى عدج اسللتلذل الخلرات والموارد‪ ،‬ق شلى ك رة األوقد وت ايد السللكان‪ ،‬ألن الله‬
‫السللللل لملقءِ ِرزقكم‬
‫تعلالى تكفلل بلالرزق لكلل كلا و حل‪ ،‬حللن قلال فل كتلابله الكريم { و ِفل ر‬
‫وما توعدون } [الةاريات ‪ ،]22‬وقال سللل ل حا ه وتعالى { وما ِمو د ربة ِفل األر ِض ِش رق على‬
‫ُّم ِ لو } [هود‪]6 :‬‬ ‫اللر ِه ِرزقها ويعلم مستق رر ا ومستودعها ك ٌّل ِفل كِ تا‬
‫لعلة‬ ‫• را الا أ ها قاللرت الحاجات اإل سللا لة على الخلرات ال ابتة فل األرض‪ ،‬والمنافع ال‬
‫الكامنة فلها‪ ،‬بلض النظر عو أي تفاعل بلنها وبلو اإل سان‪.‬‬

‫وللس األمر كلةلل ‪ ،‬فلإن مقوملات العلش تتم لل فل لةا وفل التفلاعلل بلنهلا وبلو بنل‬
‫اإل سلان‪ ،‬فك رة النسلل ت يد مو تفاعل اإل سلان مع لرات األرض‪ ،‬فتك ر الموارد ويتسلع‬
‫الرزق‪.‬‬

‫• رلال ا لا أن رقل األمم يحتلاو للع لاقرة والم لدعلو‪ ،‬و م قللة فل كلل أملة‪ ،‬فكلملا ك ر العلدد‬
‫ك رت س تهم‪.‬‬

‫أن مراف‪ ،‬الحلاة ك لرة واحتلاجات اإل سللان ق تكاد تحاللى‪ ،‬فإذا قل عدد‬ ‫والسل ب فل ذل‬
‫اقحتلاجات‪ ،‬وضاع وقتهم فلها‪ ،‬وشذا‬ ‫جملعا شلى اق هماك فل تحقل‪ ،‬تل‬
‫ا‬ ‫السكان اض روا‬
‫ك ر العلدد وجلدت فرصللللللللة لإلتقلان واإلبلداع‪ ،‬وك ر علدد اللةيو ي تكرون ويكتولللللللفون‪ ،‬فتك ر‬
‫الموارد‪.‬‬

‫أهدافها‪:‬‬

‫إن اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﺴـــﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳـــﻼﻣﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ودﻋﻤﻬﺎ اﻟﻤﺎدي‬
‫ﻣﺆﺳـﺴـﺎت ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ اﻷﻋﺪاد‪ ،‬واﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﺴـﺒﺔ اﻟﻤﻮاﻟﻴﺪ‪ ،‬ﻹﺑﻌﺎد‬
‫اﻟﻤﺴــــﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ أﻫﻢ ﻣﺼــــﺪر ﻟﻠﻘﻮة؛ وﻫﻮ اﻟﻘﻮة اﻟﺒﺸــــﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ أﻫﺪاف أﻋﺪاﺋﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫أﺧﺸﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﻮﻧﻪ أن ﻳﻨﺘﺒﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وﻳﻌﻮدوا إﻟﻰ دﻳﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺘﺆول إﻟﻴﻬﻢ ﻗﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬
‫مو التسلهلذت الك لرة‬ ‫فهل دعوة سللاسللة دفها شضلعاف المسللملو‪ ،‬وق أدل على ذل‬
‫لتحديد النسللللل فل العالم اإلسللللذمل‪ ،‬شذ توزع وسللللا ل منع الحمل فل الالللللدللات وغلر ا‬
‫للا مو المال للس لنا ا ‪.‬‬
‫مجا ا ا‪ ،‬بلنما ل فل الدول األ رى تكلف طال لها م ا‬

‫‪44‬‬
‫موقف علماء الشريعة منها‪:‬‬
‫ةه القلللللة على عدد مو الهل ات والمجامع الفقهلة فل العالم اإلسلللذمل‪،‬‬ ‫لقد عرضل ل‬
‫فالدر فل حقها لللللللل باإلجماع مو علماء األمة لللللللل عدة قرارات‪ ،‬ت لو حرمة الدعوة شلى تحديد‬
‫المجلس‬ ‫النسللللللللل‪ ،‬والتحلةير مو مل تهلا لملا تن وي عللله مو أ لداف سلللللللل لة‪ ،‬ومو ذلل‬
‫الت سلللللللسللللللل لراب ة العالم اإلسللللللذمل‪ ،‬ومجمع ال حوب اإلسللللللذملة‪ ،‬و ل ة ك ار العلماء‪،‬‬
‫ومجلس المجمع الفقهل اإلسذمل‪.‬‬

‫لما فل ةا التحديد مو اعتداء على الديو‪ ،‬وعلى الحرية الوللللللخالللللللة‪ ،‬وعلى حقوق‬ ‫وذل‬
‫الةي يروجون لهةه المكلدة جد العدو الاهلو ل يستورد مو أق ار‬ ‫اإل سان‪ ،‬ففل الوق‬
‫الملتا ة ‪.‬‬ ‫الد لا شةاذ اافاق لتعملر بذد العر‬

‫تنظيم النسل‪:‬‬

‫الةرية‪ ،‬بحلن ق ي تل النسلل شق وف‪ ،‬ظاج مرتب ومنسل‪ ،‬بلو كل‬ ‫والمراد به ا تالار ش جا‬
‫مولود و ر‪.‬‬

‫شلرعلة القالدو منها مراعاة حال‬ ‫مؤقتا ا ألسل ا‬ ‫فإذا رغب ال وجان فل التوقف عو اإل جا‬
‫األسلللللرة وشلللللؤو ها‪ ،‬مو صلللللحة‪ ،‬أو إلتماج مدة الرضلللللاعة‪ ،‬أو تكون ال وجة ضلللللعلفة والحمل‬
‫لعفا‪ ،‬أو مر اضلا‪ ،‬و ل ك لرة الحمل‪ ،‬فذ ب س بتنظلم فترة حملها‪ ،‬وقد كان الالحابة‬
‫ي يد ا ض ا‬
‫امتناع‬ ‫يع لون فل عهد الن ل صللى الله علله وسللم ولم ينهوا عو ذل ‪ ،‬والع ل مو أسل ا‬
‫لررا باألج‪ ،‬أو‬
‫الحمل‪ ،‬ألن اإلسلللللذج ي نل أحكامه على دفع الللللللرر‪ ،‬فإذا كان الحمل يحدب ضلللل ا‬
‫فإن اإلسلذج ق ي ل‬ ‫ر‪ ،‬فإن الللرورة تقدر بقدر ا‪ ،‬وما سلوى ذل‬ ‫كان الجنلو فسله فل‬
‫المنع أو التنظلم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلجهاض‪:‬‬

‫‪ -‬و و شسقا الجنلو مو ب و أمه ق ل تمامه‪.‬‬


‫‪ -‬و و رذرة أ واع شجهاض ا تلاري‪ ،‬وشجهاض ضروري‪ ،‬وشجهاض عفوي‪.‬‬
‫‪ -‬و ةا األ لر معفو عنه‪ ،‬أل ه ق لار للمرأة فله‪.‬‬
‫لعل عمل الدا‬ ‫‪ -‬أمللا اإلجهللاض اق تلللاري فهو ش راو الحمللل مو الرحم فل غلر موعللده ال‬
‫وبذ ضرورة ب ي وسللة مو الوسا ل‪ ،‬وله عدة دوافع منها‬
‫‪ .1‬عللدج الرغ للة فل ك رة األوقد‪ ،‬و للةه موضللللللللة العالللللللر بلو األزواو الجللدد الللةيو تل رروا‬
‫بالدعاية المللللادة للنسلللل‪ ،‬فللل الذ عو اتسلللاج الجلل المعاصلللر بال حن عو حلاة مترفة بذ‬
‫أع اء ‪.‬‬
‫مكللا تهللا فل المجتمع مو مربلللة أجلللال شلى‬ ‫بعللد أن تحول ل‬ ‫‪ .2‬حفظ جمللال المرأة‪ ،‬وذل ل‬
‫مجرد متعة‪.‬‬
‫دور ك لر فل ا وللللل لللالهلا عو اق تملاج‬ ‫‪ .3‬د ول المرأة فل مللدان العمللو فقلد كلان للةلل‬
‫مو جنلنها عندما تدرك أ ه‬ ‫ب لتها وتهربها مو تربلة األوقد‪ ،‬مما يجعلها تسلعى للخذ‬
‫سلعلقها عو حلاتها‪.‬‬

‫وفل ةا النوع يحرج اإلجهاض فل جملع أطوار الجنلو‪ ،‬فدوافعه السللابقة تن ع عو حرمته‪،‬‬
‫أل له عملل شلللللللنلع وجريملة كراءو فلإن كلان بعلد فخ الروح فلله فهو جنلايلة على حل متكلاملل‬
‫فل شسللللل لقلاطله اللديلة كلامللة شن ل ح اللا رم ملات‪ ،‬أملا شن ل مل لاتا فتجلب‬ ‫وج ل‬ ‫الخل‪ ،،‬وللةلل‬
‫فله اف عور الدية قحتمال أن يكون قد مات بس ب ر‪.‬‬

‫اإلجهاض اللروري‬

‫ر‬ ‫قلاذا لحللاة فس يهلدد لا‬


‫لعل‪ ،‬ش ا‬ ‫و و ش راو الجنلو مو رحم أمله فل غلر موعلده ال‬
‫استمرار الحمل‪.‬‬

‫واألصل فل ةا النوع الجواز‪ ،‬ألن األج يجب ش قاذ ا لألمور التاللة‪:‬‬

‫‪ .1‬أن األج ل األصل والجنلو متكون منها‪ ،‬فإ قاذ ا أولى‪.‬‬


‫‪ .2‬أن حللاة األج ق عللة‪ ،‬وحللاة الجنلو محتمللة‪ ،‬والظنل أو اقحتملالل ق يعلارض الق عل‬
‫المعلوج‪ ،‬فإ قاذ األج أولى‪.‬‬
‫وتعرضللللللللا للهذك مو الجنلو‪ ،‬فل م للل للةه الظروف‪ ،‬ممللا يجعللل‬
‫ا‬ ‫ارا‬ ‫‪ .3‬أن األج أقللل‬
‫جاحا مو ش قاذ جنلنها‪ ،‬لةا تع ى األولوية فل اإل قاذ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ش قاذ ا أك ر‬

‫‪66‬‬
‫الوحدة السابعة‬
‫اآلثار المترتبة على عقد الزواج‬

‫الدرس األول‬
‫الحقوق الزوجية المشتركة‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫الواجبة لكل واحد من الزوجين على اآلخر‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الحقوق‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫• تَ ْع ِر َ‬
‫بحقوق الزوج وحقوق الزوجة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أهمية الوفاءِ‬ ‫• تُ ْد ِر َك‬

‫‪22‬‬
‫الحقوق الزوجية المشتركة‬

‫و وام وا‬ ‫عقود ال كوا‬ ‫بتحق‬ ‫يتشووووووووف اى وووووووية الى ا وووووووتمراريوة األ ووووووورة التا تكو و‬
‫وا تمرارها وال يتم ل ا ذلك حتى يقوة كل من الزوجين بدوره الم اط به والرجل والمرأة –‬
‫بحكم الفطرة – مؤهول كول م موا للقيواة بم واة اخول هواا الكيوا ال يمكن لاخر القيواة بوه‬
‫مقومات البقاء والدواة واال وووووووتمرار لت ووووووورة وتحق‬ ‫فإذا قاة كل م ما بدوره تكمل‬
‫تطوعا وال اختي اوارا وا موا هو‬
‫ا‬ ‫اال وووووووتقرار فا ل حقوق وواجبوات كل م موا لاخر بموا ليال‬
‫فرض والزاة حتى تقوة الحياة الزوجية على قواعد را و ة من التقدير والمحبة والوماة في‬
‫يتحمول العو ء واحد و اآلخر واال لرووووو و ر و تبرة من تلوك الحيواة ولكن موووووووعور كل م ما‬
‫الراحوة فيعي‬ ‫بودور اآلخر يودفعوه الى التفوا ا فا ا ووووو وعوا موووووووريكوه و تقوديم كول أ ووووو وبوا‬
‫وووووووعا ة وه اء وبالك تؤتا الحياة الزوجية ثمارها المرجوة من سووووووول تلح ه‬ ‫الزوجا فا‬
‫ع اية األبوة وترعاه عاطفة األمومة‪.‬‬

‫وا المتأمل فا الحقوق التا مووووورع ا الله فا هاا الدين لكل واحد من الزوجين يرا في ا‬
‫كي م ما من الحقوق‬
‫ووبحا ه قد م ك ا‬ ‫كمال علم الله وحكمته وكمال عدله ورحمته وأ ه‬
‫يطوال‬ ‫موا تقوة بوه الحيواة الزوجيوة على أكمول وجوه والحيواة األ وووووووريوة على أتم حوال فوالوا‬
‫حقوق الزوج مسوووووووتقلوة ي ن أ وه قود م ك من الحقوق موا لم ت ول الزوجوة ملل وا فوإذا طوال‬
‫ر‬ ‫من الحقوق موا لم ي ول الزوج ملل وا ولك وه اذا‬ ‫حقوق الزوجوة مسوووووووتقلوة ن أ وا م حو‬
‫ر له كمال الع اية الربا ية بال ا بين‪.‬‬ ‫الى هاه و تلك‬

‫حقوق الزوجين وواجباتهما‪:‬‬

‫يمكن تقسوووووويم الحقوق الزوجية الى ثيثة أقسوووووواةة حقوق مشووووووتركة بين الزوجين وحقوق‬
‫م فر ة للزوج وحقوق م فر ة للزوجة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أوالة الحقوق المشتركة بين الزوجين‪:‬‬
‫ا‬

‫‪ )1‬حسن العشرةة‬

‫حسوووون العشوووورة كلمة جامعة تشوووومل كل المعا ا الكريمة التا تحق ال اية من عمة‬
‫الزواج التا امتن اللوه ب وا علي وا اذ يقول تعوالىة { َو ِم ْن آ َيوا وِت ِه َأ ْ َخلَ َ لَ كُ م ْم ْن َأ ُف ِسووووو وكُ ْم‬
‫َأزْ َو ا‬
‫اجووا لْ تَ ْسووووو وكُ ُ واْ ِالَ ْي َ ووا َو َج َعوو َل َب ْي َ كُ م ةم َو ة اة َو َر ْح َموو اة } [الروم‪ ،]21 :‬وأ ووووووووواس العشووووووورة‬
‫الحسو ةاالمعروفا ويكو بالبعد عما ي فر والسوعا الى ما ير‪،‬وا واىخيي فا أ اء‬
‫وامووووواعة األ ال‬ ‫م العطف والتسوووووامك والتلطف فا الحديح واحتراة الرأ‬ ‫الواج‬
‫وف } [النسا اا ‪:‬‬
‫وه ةن ِبالْ َم ْع ُر ِ‬
‫اموو و ُر ُ‬
‫أل هاا من المعروف المأمور به فا قوله تعالىة { َو َع ِ‬
‫‪ ،]19‬وقد فسر القرطبا هاه اآلية‬

‫بحسوووووون لووووووحبة ال سوووووواء اذا عقدوا علي ن وذلك بتوفية حق ا من الم ر وال فقة وأال‬
‫طلقووا فا القول ال ف ا ووا وال ولي ا ووا وال‬
‫ا‬ ‫وأ يكو م‬ ‫ووا ب ير ذ وو‬ ‫يعبال فا وج‬
‫‪.‬‬ ‫ميي الى ويرها فإ هاا أه أ للعي‬
‫ارا ا‬ ‫م‬

‫➢ ويق على الزوج ع ء المعامرة بالمعروف أكلر من الزوجة لسببين ‪:‬‬


‫بوالحري على هواه األموا وة وبوال كول‬ ‫• أحودهمواة أ الزوجوة تعتبر أموا وة ع وده ف و مطوالو‬
‫ج ده فا لو ا والحفاظ علي ا‪.‬‬
‫• ثا ي ماة أ ال سوووووواء خلقن من ‪،‬وووووول أعوج ومقترووووووى ذلك أ يكو للزوج من الحكمة‬
‫ماه‬ ‫حتى ال ياه‬ ‫والكيا وووووة والمرو ة و وووووعة ال ووووودر ما يكبك به جما ال رووو و‬
‫الشوووووطذ ولالك حري الر وووووول لووووولى الله عليه و ووووولم على توجيه الزوج الى الم‬
‫فا معامووورة المرأة فقال لووولى الله عليه و ووولمة{ وا ْ و وتَ ْو ُلو ووا بال ْ سووواءِ َخ ْي ارا‬ ‫السوووو‬
‫يم ُه كَ َسو ْرتَ ُه وا ْ‬ ‫فإ ة ُ ةن ُخلِ ْق َن ِمن ِ‪،‬ولَ ‪ ،‬وا ة ْأع َو َج َمواء‪ ،‬فا ال ْرولَ ِ ْأع ُ‬
‫يه فإ ْ َذ َه ْب َ تُ ِق ُ‬
‫تَ َركْ تَ ُه لَ ْم َيزَ ْل ْأع َو َج فا ْ وووتَ ْو ُلووووا بال ْ سوووواءِ َخ ْي ارا‪ } .‬ومن ه ا جعل لوووولى الله عليه و وووولم‬
‫يما ا ا‬
‫ين ِا َ‬
‫ؤم ِ َ‬
‫الم ِ‬
‫ميزا التفا‪،‬ووول فا ال ل عشووورة الرجل الحسووو ة ل سوووامه فقالة{ أكْ َم ُل ُ‬
‫خلقا م امرأته فسيكو‬ ‫وخياركُ م ِخ َي ُاركُ ْم لِ ِ َسامِ ْم} فإ ه اذا كا أحسن ا‬
‫ُ‬ ‫َأ َ‬
‫حس ُ ُ م ُخلُ اقا‬
‫وكليرا ما يق ال اس فا هاه الم الفة فترا الرجل‬
‫ا‬ ‫خلقا م ويرها من ال اس‬
‫أحسوووووون ا‬
‫أخيقه‬ ‫عريكته وا بسوط‬ ‫أخيقا واذا لقا ويرهم ال‬
‫ا‬ ‫اذا قابل أهله كا أ ووأ ال اس‬
‫وجا ت فسه وكلر خيره وهاا من حرما التوفي ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ )2‬حل اال تمتاع واعفاف كل م ما لاخر‪:‬‬

‫وهو أ ه يحل لكل واحد م ما أ يتمت باآلخر فا الحدو التا ر ووووم ا الشووووارع لقوله‬
‫اج ِ ْم َأ ْو َموا َملَ وَك ْ َأ ْي َموا ُ ُ ْم َفو ِإ ة ُ ْم‬
‫اف ُ و َ ‪ِ .‬ا ةال َعلَ ى َأزْ َو ِ‬
‫وج ِ ْم َحو ِ‬
‫ين ُه ْم لِ ُف ُر ِ‬
‫تعوالىة { َوا وةل ِا َ‬
‫ين } [المؤمنون‪ ،] 6 – 5:‬وقود اتف أهول العلم على أ وه ي و على الزوج أ يعف‬ ‫وم َ‬‫َو ْي ُر َملُ ِ‬
‫من ج وة الوديوا وة‬ ‫زوجتوه من ال واحيوة ال سووووو ويوة حتى ال تق فا الحراة وأ هواا الواجو‬
‫فيموا بي وه وبين اللوه تعوالى فيحرة عليوه أ يشوووووووت ول ع وا بعمول أو عبوا ة كول وقتوه‬ ‫أ‬
‫أل ه يعر‪ ،‬ا بالك للفت ة‪.‬‬

‫‪ )3‬التعاو على طاعة الله عز وجل والت الك فا ال ير والتاكير به‪:‬‬

‫اة ِم َن‬
‫رح َم اللة ه َر ُجي َق َ‬
‫وهاا يشوووووومل العبا ات وويرها قال لوووووولى الله عليه و وووووولمة ِ‬
‫الماء َر ِح َم اللة ُه َام َر َأ اة َقام ِمن‬
‫َ‬ ‫وج ِ َ ا‬
‫رووووك فا ْ‬
‫َ‬ ‫ته فإ ْ َأ َب ْ َ‬ ‫وأي َق َم َ‬
‫امرأ ُ‬ ‫وووولى ْ‬
‫ة‬ ‫اللة ْي ِل ف‬
‫الماء))‪.‬‬
‫َ‬ ‫فإ َأبا َ َر َح ْ ِفا ْ‬
‫وج ِ ِه‬ ‫َ‬
‫اللة ْي ِل َف لة ْ وأ ْي َق َ ْ زَ ْو َج َ ا ِ‬

‫‪ )4‬حرمة الم اهرة ‪:‬‬

‫وحيحا يحرة على الزوج ألوووول المرأة وبعد خوله ب ا يحرة عليه‬
‫فبم ر تماة العقد لوو ا‬
‫فروع ا كما يحرة على المرأة ألول الرجل وفروعه بم ر العقد‪.‬‬

‫الولد ‪:‬‬ ‫‪ )5‬ثبوت س‬

‫المولو الي ما في ي ووووك ألحد أ‬ ‫سوو و‬ ‫فيلب‬ ‫وحيحا وحدن اى ا‬


‫اذا تم العقد لووو ا‬
‫يحرم موا من ذلك كموا ال ي وز ألحدهموا أ يحرة اآلخر م وه وال ي وز ل موا أ يت وازال عن‬
‫المولو ‪.‬‬ ‫حتى ال يري ح‬ ‫هاا الح‬

‫‪ )6‬اىرن‪:‬‬

‫من الحقوق المشوووووتركة بين الزوجين التوارن فيرن الزوج زوجته كما ترن الزوجة زوج ا‬
‫متى توافرت الشوووووووروط وقود بين اللوه تعوالى ميران كول من الزوجين فا قولوه تعوالىة {‬
‫اجكُ ْم ِا ْ لة ْم َيكُ ْن لة ُ ةن َو َلو َد َفو ِإ َكوا َ لَ ُ ةن َو َلو َد َفلَ كُ ُم الر ُب ُ ِم ةموا‬ ‫ف َموا تَ َر َك َأزْ َو ُ‬ ‫َولَ كُ ْم ِ ْ ووووو و ُ‬
‫ين ِب َ َ َأ ْو َ ْي ‪،‬ن َولَ ُ ةن الر ُب ُ ِم ةما تَ َركْ تُ ْم ِا لة ْم َيكُ ْن لة كُ ْم َولَ َد َف ِإ‬‫ولوو و َ‬
‫تَ َركْ َن ِمن َب ْع ِد َو ِلوو و ةي ‪،‬ة ُي ِ‬
‫ولوو وو َ ِب َ َ َأ ْو َ ْي ‪،‬ن } [النس ااا ‪، ]11:‬‬ ‫كَ ا َ لَ كُ ْم َولَ َد َفلَ ُ ةن الل ُم ُن ِم ةما تَ َركْ تُ م ْمن َب ْع ِد َو ِلوو و ةي ‪،‬ة تُ ُ‬
‫لكل م ما بم ر تماة العقد ولو قبل الدخول‪.‬‬ ‫هاا الح‬ ‫ويلب‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة السابعة‬
‫اآلثار المترتبة على عقد الزواج‬

‫الدرس الثاني‬
‫حقوق الزوج والزوجة‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫الواجبة على زوجته‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الخاصة به‬
‫ِ‬ ‫الزوج‬
‫ِ‬ ‫حقوق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫• تَ ْع َر َ‬
‫َ‬
‫الواجبة على الزوج تُ جاه زوجته‪.‬‬ ‫المادية‬
‫ِ‬ ‫وغير‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المادية‬ ‫الحقوق‬
‫َ‬ ‫• تُ َع ِّد َد‬

‫‪22‬‬
‫حقوق الزوج‬

‫وهي الحقوق التي يجببع على الزوجببة القيببال بوببا للزوجز جوي للزوج حقوق وعلى الزوجببة‬
‫واجبببا ز وحقوق الزوج على زوجتببه جي الجملببة نعحق قه حقويوببا عليببه لقولببه تعببالى‬
‫اَ َعلَ ْي ِو َّه َد َر َجبة [البقرة ‪ . ]228:‬جمه حقوق الزوج‬ ‫{ َولَ ُو َّه ِق ْثب ُُ ا بَّل ِيع َعلَ ْي ِو َّه ِببالْ َم ْع ُر ِ‬
‫وف َولِ ِّلر َجب ِ‬
‫على زوجته ‪:‬‬

‫‪ )1‬الطاعة بالمعروف‬

‫جيجع على المرنة نن تطيع زوجوا طاعة قطلقة جي غير قعصية اللهز سواء جي قنزلوا‬
‫نو جي نسلوب حياتواز نو جي جراشواز ألن وجوب الطاعة قه تتمة التعاون بيه الزوجيهز‬
‫جال تستقيق حياة نع جماعة إال إذا كان لوا رئيس يدير شؤونوا‬

‫على كيبانوباز وال ت لذ هبيه الرئباسبببببببة إال إذا كبان الرئيس قطباعباز ألن جي عبدل‬ ‫ويحباج‬
‫طاعته ق سدة عحيمة تلحق األسرةز وتجعُ حياتوا جوضى ‪.‬‬

‫ليلك كان قه الضببرورع وجود رئيس قسببؤوَ عه األسببرةه يرعاها ويتحمُ قسببؤوليتواز‬
‫ولو حملناها المرنة لحلمناهاز ولو جعلناها قشببببتركة لما اسببببتقاقا نحواَ األسببببرةز ألن‬
‫ون َعلَ ى النِّ َسآءِ ِب َما َج َّض َُ اللَّ ُه‬
‫اَ َي َّو ُاق َ‬
‫الر َج ُ‬
‫كال قنوما يريد نن يستأثر برنيهز يقوَ تعالى { ِّ‬
‫َب ْع َضببببب ُو ْق َعلَ ى َب ْع ِب َو ِب َمآ َننْ َ ُقواْ ِق ْه َن ْق َوالِ ِو ْق [النسا اا ا ‪ ،]34:‬ويد حث النبي صبببببلى الله‬
‫عليه وسبببلق النسببباء على طاعة نزواجوهز لما جي ذلك قه المصبببلحة والخيرز حيث جعُ‬
‫صبببببلى الله عليه وسبببببلق رضبببببا الزوج على زوجته سبببببببا لد ولوا الجنةز جقاَ { ُّني َما ْاق َر ِنة‬
‫الجنَّ َة ‪.‬‬
‫اض َد َ لَ ِا َ‬
‫َقاتَ ْا ز َوزَ ْو ُج َوا َعنْ َوا َر ِ‬

‫‪ )2‬يرار الزوجة جي بيا الزوجية‪:‬‬

‫ال يحق للزوجبة نن تخرج قه بيبا الزوجيبة إال برضببببب با زوجوبا وقواجقتبهز ألنوبا هي القبائمبة‬
‫على شببببؤون البياز المحاجحة على قا جيهز وبويا الحق يصببببُ نقر بيا الزوجية إلى ير‬
‫قا يرال قه حسبببه تعود ورعايةز ودية إشبببراف وتنحيقز يقوَ صبببلى الله عليه وسبببلق {‬
‫والم ْر َن ُة جي َب ْي ِا زَ ْو ِج َوا َر ِاع َية وهي َق ْس ُؤولَ ة عه َر ِع َّيتِ َوا ‪.‬‬
‫َ‬

‫‪33‬‬
‫‪ )3‬عدل إذن الزوجة جي بيا الزوج لمه يكره د وله‪:‬‬

‫قه حق الزوج على زوجتبه نن ال تبأذن جي بيتبه ألحبد يكره د ولبهز سبببببببواء كبان غريببا نو‬
‫يوط َه‬
‫حقكق على نسببببببببائِ كُ ق جال ِ‬
‫جبأ َّقبا ُّ‬ ‫يريبباز لقوَ النبي صبببببببلى اللبه عليبه وسبببببببلق‬
‫هون ))‪.‬‬
‫كر َ‬
‫يأذ َّن جي بيوتِ كق لِ مه تَ َ‬
‫هون ز وال َ‬ ‫ُج ُر َشكق قه تَ َ‬
‫كر َ‬

‫جي البيبا نتيجبة د وَ نحبد بيه‬ ‫وحكمبة هبيا االلتزال ننبه كثيرا قبا تحصببببببببُ المنبازعبا‬
‫الزوجيه بالسببببعايةز نو اةثارة وسببببوء التوجيهز ج ذا تبيه للزوج ذلك وطلع قه زوجته نن‬
‫تمنع شخصا قعينا قه د وَ بيتهز جعليوا نن تطيعه جي ذلك‪.‬‬

‫‪ )4‬القيال على نقر البيا ‪:‬‬

‫يجببع على الزوجببة نن تقول بشبببببببؤون البيببا وقببا يتطلبببه قه نحبباجببةز وتنحيقز وإعببداد‬
‫للطعالز وغير ذلكز ويد جرى العرف جي كُ العصبور على نن تقول المرنة بخدقة بيتواز‬
‫ولق يكه هيا الحق قحُ نزاعه جقد كان النسببببباء يقمه بخدقة نزواجوه دون نن يشبببببعرن‬
‫بغضباضبة جي ذلكز بُ إن جاطمة رضبي الله عنوا عندقا نحسبا بشبيء قه اةجواد جي‬
‫دقة البيا والقيال بشؤونه ونصاب يديوا نلق قه طوَ إدارة الرحا لق تطلع قه زوجوا‬
‫علي رضبي الله عنه نن يأتي لوا بخادل يريحوا قه عناء هيه األعماَز بُ ذهبا إلى نبيوا‬
‫صببلى الله عليه وسببلق ليحقق لوا ذلكز جقضببى رسببوَ الله صببلى الله عليه وسببلق على‬
‫جاطمة بخدقة البياز وعلى علي رضي الله عنه قا كان ارجا قه البيا قه عمُ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫حقوق الزوجة‬

‫وهي الحقوق التي يجبع على الزوج نن يقول بوبا للزوجبةز جوي للزوجبة حقوقز وعلى الزوج‬
‫واجبا ز وهيه الحقوق بعضوا قادعز وبعضوا ندبي‪.‬‬

‫أـ الحقوق المادية ‪:‬‬

‫‪ )1‬المور‪:‬‬

‫وهو حق ققرر للمرنة يجع على الزوج بالنكاح الصبببببببحيذز ويد ثبا هيا الوجوب بالكتاب‬
‫والسببنة واةجماعز جمه الكتاب يوله تعالى { َوآتُ واْ النِّ َس ب َآء َص ب ُد َياتِ ِو َّه نِ ْحلَ ة [النسبباء ‪]4‬ز‬
‫التمس ولو اتما قه‬ ‫وقه السببببببنة يوَ النبي صببببببلى الله عليه وسببببببلق لمريد النكاح‬
‫حديد))ز وانعقد اةجماع على وجوب المور على الزوج للزوجة‪.‬‬

‫وهيا المور عطية الصببببة للزوجة بال ققابُز ألن النحلة قا ال عوض عليهز والقصببببد قه‬
‫المور تطييببع بباطر الزوجببة وكسببببببببع ودهبباز ولببيلببك ال ينبغي نن تكون المغبباالة جي‬
‫قه الزواجز كما هو الوايع جي هيا الزقان ‪ .‬ويد‬ ‫الموور سببببببا لمنع الشبببببان والشببببابا‬
‫اسببتنكر النبي صببلى الله عليه وسببلق حاَ رجُ نصببدق اقرنته نربع نواقز وجاء إليه ليصببيع‬
‫النبي َصبلَّ ى اللَّ ُه عليه‬
‫ُّ‬ ‫قاَ له‬ ‫إعانة قنه صببلى الله عليه وسببلق جقاَ علَ ى َن ْر َب ِع َن َو ِ‬
‫اقز َج َ‬
‫يكز‬ ‫ون ال ِ َّض ب َة ِقه ُع ْر ِض هيا َ‬
‫الج َب ُِز قا ِعنْ َدنَ ا قا نُ ْع ِط َ‬ ‫َو َس بلَّ َق علَ ى َن ْر َب ِع َن َو ِ‬
‫اقك كَ أنَّ ما تَ نْ ِحتُ َ‬
‫ذلك‬
‫ياَ َج َب َع َث َب ْعثا إلى َبنِ ي َع ْب ِس َب َع َث َ‬
‫يع قنهز َ‬ ‫َولَ كِ ْه َع َسببى َن ْن نَ ْب َع َث َك جي َب ْع ِث تُ ِصبب ُ‬
‫الر ُج َُ جيوق))‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ )2‬الن قة ‪:‬‬

‫تجبع للزوجبة الن قبة على زوجوبا بمجرد تمبال العقبد الصبببببببحيذ وانتقباَ الزوجبة إلى بيبا‬
‫ود َلبب ُه ِرزْ ُي ُو َّه‬
‫زوجوببا وتمكينببه قه االسبببببببتمتبباع بوبباز لقوَ اللببه تعببالى { َوعلَ ى الْ َم ْولُ ِ‬
‫وف [البقرة ‪]233‬ز جكلمبة {على) ت يبد اةلزالز وذلبك يقتضبببببببي‬
‫َوكِ ْسببببب ب َوتُ ُو َّه ِببالْ َم ْع ُر ِ‬
‫الله جي النسببببببباءِ ه ج نَّ كق‬
‫الوجوبز ويوَ رسبببببببوَ الله صبببببببلى الله عليه وسبببببببلق { اتَّ قوا َ‬
‫وط ْ َه‬
‫عليوه َّنال ُي ِ‬
‫َّ‬ ‫وإن لكق‬
‫وه بكلمب ِبة اللببهز َّ‬
‫جروج َّ‬
‫َ‬ ‫موهه بببأقببانب ِبة اللببهز واسبببببببتحلَ لْ تُ ق‬
‫َّ‬ ‫ن ببيتُ‬
‫وه‬
‫زي َّ‬
‫ولوه عليكق ِر ُ‬
‫َّ‬ ‫غير ُق َب ِّر ِحز‬
‫بوهه ضبببربا َ‬
‫َّ‬ ‫ُج ُر َشببكق نحدا تكرهونَ هز ج ْن َ‬
‫جعلْ َه ذلك جاضبب ِبر‬

‫‪55‬‬
‫بالمعروف ز ويببد انعقببد اةجمبباع على وجوب اةن بباق على الزوجببة ولق‬
‫ِ‬ ‫وه بب‬
‫وكِ سبببببببوتُ َّ‬
‫يخالف جي ذلك نحد‪.‬‬

‫وتشبمُ الن قة المسبكه والمأكُ والملبسز وتقدر بحسبع يسبار الزوج وإعسبارهز لقوله‬
‫ف‬
‫اه اللَّ ُه َال ُيكَ لِّ ُ‬
‫تعالى { لِ ُين ِ ْق ُذو َسب ب َع ِة ِّقه َسب ب َعتِ ِه َو َقه ُي ِد َر َعلَ ْي ِه ِرزْ ُي ُه َجلْ ُين ِ ْق ِق َّمآ آتَ ُ‬
‫اها َس َي ْج َع ُُ اللَّ ُه َب ْع َد ُع ْس ِر ُي ْسرا [الطالق‪]7:‬‬
‫اللَّ ُه نَ ْ سا ِإ َّال َقآ آتَ َ‬

‫وهبيا ندعى لالسبببببببتقرارز ألن المرنة إذا لق يويىء لوبا الزوج ذلبكز جقبد تضبببببببطر للخروج‬
‫للعمببُ وجلببع الرزق لقن بباق على ن سبببببببوبباز قمببا يجعلوببا تخببُ بواجببباتوببا نحو زوجوببا‬
‫ونسبببببببرتوباز وهو قبا يؤدع إلى ا تالَ نحبال األسبببببببرةز جكبُ قه الزوج والزوجبة لبه قومبة‬
‫يؤديوا تجاه األسرة ينبغي نن يت رغ لوا ونال ينشغُ بغيرها ‪.‬‬

‫ب ـ الحقوق غير المادية‪:‬‬

‫‪ )1‬الغيرة عليوا‪:‬‬

‫جيجع على الزوج نن يصببون زوجته عه كُ قا يخدش شببرجواز نو يدنس عرضببواز نو يح‬
‫قه يدرهاز نو يعرض سمعتوا للتجريذز وهيه هي الغيرة التي يحبوا اللهز وليسا الغيرة‬
‫الغيرة الَّ تي‬
‫ُ‬ ‫ونقا‬
‫َّ‬ ‫تعني سبوء الحه بالمرنة والت تيش عنواز ياَ صبلى الله عليه وسبلق‬
‫ريبة))‪.‬‬
‫غير ِ‬
‫يرة جي ِ‬
‫جالغ ُ‬
‫َ‬ ‫وجُ‬
‫َّ‬ ‫يبغب اللَّ ُه عزَّ‬
‫ُ‬

‫ويمكه إجماَ قحاهر الغيرة جيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬نن يأقرها بالحجاب حيه الخروج قه البيا‪.‬‬


‫‪ -‬نن يأقرها بغب بصرها عه الرجاَ األجانع‪.‬‬
‫‪ -‬نال يسمذ لوا ب بداء زينتوا الخاصة إال لهز نقا الزينة العاقة جيجوز ذلك بضواب ‪.‬‬
‫‪ -‬نن يمنعوا قه قخالطة الرجاَ األجانعز ويحرص على كونه قعوا حتى ال تحتاج إلى غيره‪.‬‬
‫‪ -‬نال يعرضوا لل تنة ز كأن يطيُ غيابه عنوا‪.‬‬
‫‪ -‬نن يلبي طلباتوا بن سه حتى ال يحوجوا ألحد غيره‪.‬‬
‫‪ )2‬تعليموا نقور دينوا‪:‬‬

‫على دينواز ويرعى سببببببلوكواز ويعنى بتوجيووا‬ ‫قه حقوق الزوجة على زوجوا نن يحاج‬
‫إلى الخير وال الح سبببببببواء بن سبببببببه إذا كبان ذا علقز نو يسببببب بوبُ لوبا طريق التعلقز وبوبيا‬
‫التعليق تعرف واجباتوا وحقويواز جال تقصبر جي نداء واجع وال تطمع جي غير حقز كما‬

‫‪66‬‬
‫نن تعليموبا هو نسببببببباس تعليق نجراد األسبببببببرةز ألنوبا إذا تعلمباز علمبا نبنباءهبا ببالقوَ‬
‫والقبدوة الحسببببب بنبةز وببيلبك يقي الزوج نهلبه شببببب بقباء البدنيبا واآل رةز يقوَ تعبالى { ي َبأ ُّي َوبا‬
‫اس َوالْ ِح َجب َار ُة َعلَ ْي َوبا َق َالئِ َكبة ِغ َال‬‫النب ُ‬
‫ود َهبا َّ‬ ‫يه َآقنُ واْ ُيواْ َنن ُ َسببببب بكُ ْق َو َن ْهلِ يكُ ْق َنبارا َو ُي ُ‬ ‫َّالب ِي َ‬
‫ون [التحريم‪ ،]6:‬جليس قه األقبانبة‬ ‫ون ال بَّل َه َقبآ َن َق َر ُه ْق َو َي ْ َعلُ َ‬
‫ون َقبا ُي ْؤ َق ُر َ‬ ‫ِشببببب ب َداد َّال َي ْع ُصببببب ب َ‬
‫تجاهُ الديه والحالَ والحرالز ج ن جي ذلك شقاء الداريه‪.‬‬

‫‪ )3‬المبيا عند الزوجة‪:‬‬

‫يجع على الزوج إذا كانا له اقرنة واحدة المبيا عندهاز وإن كان له نسببباء جلكُ واحدة‬
‫إن لِ َج َس ب ِد َ َعلَ ْي َك َح ‪،‬قاز‬
‫َّ‬ ‫قنوه ليلة قه كُ نربعز لقوَ الرسببوَ صببلى الله عليه وسببلق‬
‫وإن لِ زَ ْو ِج َك َعلَ ْي َك َح ‪،‬قا))ز وللقصببة المروية عه عمر رضببي الله عنه‬
‫وإن لِ َع ْينِ َك َعلَ ْي َك َح ‪،‬قاز َّ‬
‫َّ‬
‫حيه جاءته اقرنة تمدح زوجوا بقياقه الليُ وصببببياقه النوارز وجطه كعع به ُسبب بور رضببببي‬
‫الله عنه إلى شكواهاز جقضى لوا برابع ليلة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الوحدة السابعة‬
‫اآلثار المترتبة على عقد الزواج‬

‫الدرس الثالث‬
‫حقوق األوالد على الوالدين‬
‫و حقوق الوالدين على األوالد‬

‫‪11‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫عرف حقوق األوالد على الوالدين قبل الوالدة وبعدها‪.‬‬


‫َ‬ ‫• تَ‬
‫• تُ َع ِّدد حقوق الوالدين على األبناء في اإلسالم‪.‬‬
‫وبرهما‪.‬‬
‫• تستشعر فضل الوفاء بحقوق الوالدين ِّ‬

‫‪22‬‬
‫أوًل ‪ :‬حقوق األوًلد على اآلباء‬
‫ا‬

‫ون ِزينَ ُة‬


‫ات َوالْ َبنُ َ‬
‫مما ال مراء فيه أن األوالد في األسررة عماد سرعادت‪،‬اك اما قات تعالى { الْ َم ُ‬
‫حتى‬ ‫الْ َح َي ر ِاة الر َرداْ َي را [الكهف‪ ،]46 :‬وهم جزء من األسررررررررة ل‪،‬م حقوق على الوالرردينك و ل ر‬
‫يخرجوا إلى المجتمع وأبرداا‪،‬م حرررررررحيحرةك وعقول‪،‬م سرررررررليمرةك وأهالق‪،‬م رفيعرةك وهمم‪،‬م‬
‫عاليةك قد تربوا على العقيدة السررررليمةك ور ررررعوا القيم الفا ررررلةك لياواوا منهلين للن‪،‬و‬
‫بمجتمع‪،‬م المسلم ورفع المة التوحيد عالية‪.‬‬

‫وهره الحقوق تبردأ قبرل هروج‪،‬م إلى الحيراة الردايرا وهم في بهون أم‪،‬رات‪،‬م أجنرةك ثم وهم‬
‫أطفات ر عك ثم في مرحلة المراهقةك ثم في مرحلة الشباب‪.‬‬

‫فأما حقوق‪،‬م قبل أن يولدوا ف‪،‬ي‪:‬‬

‫‪ )1‬حق الولد في اختيار أبويه لبعضهما ‪:‬‬

‫في اهتيار‬ ‫والتحر‬ ‫حث اإلسررررررالم الخاطإ على إعمات أقاررررررى درجات التثبل والتحق‬
‫أسسا ينبغي على ال مسلم أن يلتزم‪،‬ا ج‪،‬د‬
‫ً‬ ‫شرياة العمرك ورفيقة الدربك وجعل لهل‬
‫اسرررررررتهراعترهك ليضرررررررمن لايرااره الجرديرد أن يبنى على الارررررررال والتقو ك وأن يردوم على‬
‫التفاهم والمحبة؛ فمن أسررررررا اهتيار الزوجة جاء قوله حررررررلى الله عليه وسررررررلم }تُ نْ اَ ُح‬
‫اك ك‬ ‫ين تَ ِر َب ْل َي َد َ‬
‫الد ِ‬
‫ات ِّ‬ ‫الْ َم ْر َأ ُة ِ َأل ْر َبع ‪:‬لِ َمالِ َ‪،‬ا ك َولِ َح َسررررر ر ِب َ‪،‬ا ك َولِ َج َمالِ َ‪،‬ا ك َولِ ِدينِ َ‪،‬ا ك َف ْ‬
‫اظ َف ْر ِب َه ِ‬
‫أن الزوجرة سررررررران لزوج‪،‬راك وهي‬ ‫فرالردين هو العنارررررررر األسررررررراس في اهتيرار الزوجرةك لر‬
‫فناد ك وربرة بيترهك وأم أوالد ك عن‪،‬را يرأهرهون حررررر رفرات‪،‬م وطبراأع‪،‬مك وبردهي أن‬ ‫م‪،‬و‬
‫أوالدا مفهورين على‬
‫ً‬ ‫الرجل إ ا تزوج المرأة الحسررريبة المنحدرة من أحرررل اريم أاجبل له‬
‫معررالي األمورك متهبعين بعررادات أحررررررريلررةك ألا‪،‬م سرررررررير رررررررعون من‪،‬ررا لبن الماررارمك‬
‫وياتسبون هاات الخير‪.‬‬

‫وأما المعايير المتعلقة بالزوج فيشررررير إلي‪،‬ا الحديث (( ِإ َ ا َه َه َإ ِإلَ ْياُ ْم َم ْن تَ ْر َ رر ر ْو َن ِدينَ ُه‬
‫اد َع ِري ف ))ك فرالزوج إ ا اران ا‬ ‫َو ُهلُ َقر ُه َفزَ ِّو ُجو ُ ك ِإال تَ ْف َعلُ وا تَ اُ ْن ِفتْ َنر فة ِفي َ‬
‫األ ْر ِ ك َو َف َسررررررر ف‬
‫ودين اان أمينً ا على زوجته ‪.‬‬ ‫هل‬

‫‪33‬‬
‫‪ )2‬حق الحياة للجنين‪:‬‬

‫رعرايرة الحرامرل حرررررررح ًيرا و رهاأ ًيرا‬ ‫عن طري‬ ‫تبردأ رعرايرة الهفرل منره المرحلرة الجنينيرةك و لر‬
‫وافسررياك باالبتعاد عما يحرم أو يضررر بالاررحةك ااالمتنا عن التدهينك والبعد عن أماانهك‬
‫ً‬
‫وعردم تنراوت األدويرة والعقراقير إال برأمر الهبيرإ المختاك وإحراطرة األب زوجتره برالرعرايرة‬
‫اثيرا من الحاالت‬
‫النفسية المناسبةك وبمشاعر الحنان والعهف واالهتمامك وقد ثبل أن ً‬
‫روهاك تعود جهورها في األحررررررل إلى‬
‫متخلفاك أو مشررررر ً‬
‫ً‬ ‫رعيفاك أو‬
‫التي يولد الهفل في‪،‬ا ررررر ً‬
‫اثيرا من العاهات الجنينية تعود إلى عوامل بيكية سرررريكةك‬
‫و ررررعية الحامل السرررريكةك وأن ً‬
‫عمومراك ف‪،‬و حرام‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫إسرررررررقراض الحمرل ‪،‬اإلج‪،‬را‬ ‫برهلر‬ ‫واران براإلماران تالفي‪،‬رال ويلح‬
‫واالعتداء على الجنين في هه المرحلة يشررررال جناية على مخلوق لم ير اور الحياةك فال‬
‫يبا إال لضرورة شرعية ب‪،‬دف إاقا األم من ههر محق ‪.‬‬

‫وأما حقوق‪،‬م بعد والدت‪،‬م فمن‪،‬ا‪:‬‬

‫باستقبات المولود ‪:‬‬ ‫• حقوق تتعل‬


‫هالفا لعادات الجاهلية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬المساواة في الفر عند استقبات المولود بين الهار واألاثىك‬
‫لما رو عن أبي رافع ر ي الله عنه قات رأيل‬ ‫ب‪ -‬استحباب األ ان في أ ن المولودك و ل‬
‫النبي حلى الله عليه وسلم أ ن في أ ن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالاالة‪.‬‬
‫عن أبي موسرى األشرعر‬ ‫ت‪ -‬اسرتحباب تحنياه بتمرة أو حالوة والدعاء له بالبراةك لما رو‬
‫ر ي الله عنه قات (ولد لي الم فأتيل به النبي حلى الله عليه وسلم فسما إبراهيم‬
‫وحناه بتمرة)‪.‬‬
‫اهتيار االسم الحسن ‪:‬‬ ‫• ح‬

‫الولد على والديه أن يختارا له االسررررررم الحسررررررن في اللفال والمعنىك وال يهل‬ ‫من ح‬
‫ربيال للسرررررررخريرة منرهك والثرابرل من فعرل رسررررررروت‬
‫عليره من األسررررر رمراء مرا ينفر أو ياون سرررررر ً‬
‫الل‪،‬اررررررلى الله عليه وسررررررلم أاه اان يغير األسررررررماء المنفرة والماروهة إلى األسررررررماء‬
‫الحسرنةك فغير اسرم عاحرية إلى جميلة ك وقات حرلى الله عليه وسرلم (( ِإن َأ َحإ َأ ْسر َماأِ اُ ْم‬
‫ِإلَ ى اللر ِه َع ْبر ُد اللر ِه َو َع ْبر ُد الر ْح َم ِن))ك و لر لمررا في االسرررررررم الجميررل من تررأثير ابير على‬
‫شخاية اإلاسانك وعلى سلواه طوات فترة حياته ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ )3‬حق الختان ‪:‬‬

‫وهو من الشرررعاأر الواجبة في ح الهاورك يقوت النبي حرررلى الله عليه وسرررلم ((الفهرة‬
‫هما الختانك واالستحدادك وقا الشاربك وتقليم األظافرك واتف اإلبط))‪.‬‬

‫فجعل الختان رأس هاات الفهرةك و ار ابن القيم ررررررحمه الله ررر ر أاه يجإ على الولي أن‬
‫مما ال يتم الواجإ إال بهك واألفضرررل أن ياون الختان‬ ‫يختن الاررربي قبل البلوفك فذن ل‬
‫في األيام األولى من والدة الولد حتى إ ا عقل وتف‪،‬م األمور وأحبح في مرحلة التمييز‬
‫هماك وقد‬
‫وجد افسره مختواً اك فال يحسرإ له في المسرتقبل حس ًراباك وال يجد في افسره ً‬
‫ثبل أن للختان فواأد حرررررررحية بالنسررررررربة للهاورك وأن الهين ال يختنون يعااون من القهارة‬
‫الخهيرة‪.‬‬ ‫األمرا‬ ‫وبع‬

‫‪ )4‬العقيقة عن المولود‪:‬‬

‫هي الهبيحة التي تهبح للمولودك وقد وردت أحاديث عن النبي حررررررلى الله عليه وسررررررلم‬
‫تهبح عنْ ُه‬
‫ُ‬ ‫ال الم مرتَ َ‪ ،‬فن بعقيقتِ ِه‬
‫من‪،‬ا قوله حرررلى الله عليه وسرررلم (( َ‬ ‫تبين هها الح‬
‫عن الهار بشرررراتينك وعن األاثى‬ ‫ويسررررمى))ك والسررررنة أن يع‬
‫رأسرر ر ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫ويحلَ ُ‬
‫ابع ُ‬
‫يوم السرر ر ِ‬
‫َ‬
‫بشاةك وهو أفضل من التادق بثمن‪،‬اك والحامة من‪،‬ا‪:‬‬

‫أ‪ -‬أا‪،‬ا سنةك والعمل بالسنة من أفضل القربات‪.‬‬


‫ب‪ -‬أا‪،‬ا سبإ تجدد النعمة من الله على الوالدينك وإظ‪،‬ار للفر والسرور‪.‬‬
‫ب‪،‬ا المولود من المااأإ واآلفات‪.‬‬ ‫ت‪ -‬فدية يفد‬
‫‪ )5‬حق النسب ‪:‬‬

‫لقد حاال الشريعة اإلسالمية النسإ من الضيا والعبث والاهب والتزييفك ولم تتراه‬
‫ألهواء من يرردعوارره أو ينفواررهك ف‪،‬و من الحقوق الشررررررررعيررة المترتبررة على عقررد الزواجك‬
‫به عدة حقوق ‪:‬‬ ‫ويتعل‬

‫اإلرث واإلافاق ‪.‬‬ ‫األب ألاه يترتإ على ثبوت اسإ الولد ثبوت الوالية عليه وح‬ ‫أ‪ -‬ح‬
‫ب‪ -‬ح األم ألن من حق‪،‬ا حيااة الولد من الضيا ودفع الت‪،‬مة عن‪،‬اك وثبوت ح الر اعةك‬
‫والحضااةك واإلرث ‪.‬‬
‫الولد دفع التعيير عن افسررررهك وثبوت حقوق النفقةك والر رررراعةك والسررررانك واإلرث‬ ‫ت‪ -‬ح‬
‫‪.‬‬ ‫و ير ل‬

‫‪55‬‬
‫‪ )6‬حق الرضاعة ‪:‬‬

‫الر رررررررا ح للهفل يثبل بمجرد والدتهك وواجإ على األمك تأثم بترك القيام به من ير‬
‫ات ُي ْر ِ رر ر ْع َن َأ ْو َال َد ُهن َح ْولَ ْي ِن اَ ِاملَ ْي ِن لِ َم ْن َأ َر َاد َأن ُيتِ م‬
‫عهر مشرررررو ك قات تعالى { َوالْ َوالِ َد ُ‬
‫واردا في حررررررريغرة الخبرك إال أاره في معنى األمر‬
‫الر َ ررررر را َعرة [البقرة‪.]233 :‬والنا وإن اران ً‬
‫الرردات على الوجوبك وأجرة الر ررررررررا واجبررة على األب في الحرراالت التي ال تاون األم‬
‫متعينة لإلر ا ‪.‬‬

‫والر ررررررراعة الهبيعية اعمة من الله وهب‪،‬ا لإلاسرررررررانك وهي ات فواأد مادية ومعنوية‬
‫وححية وتربويةك ال تعد وال تحاى ‪.‬‬

‫‪ )7‬حق الحضانة ‪:‬‬

‫بتربيتره من اضرافرة وتمري‬ ‫برالقيرام على مرا يتعل‬ ‫يحتراج الهفرل إلى العنرايرة برهك و لر‬
‫عليره‬ ‫ومعراوارة في المرأارل والمشررررررررب والملباك والقيرام ب‪،‬ره الم‪،‬مرة هو مرا يهل‬
‫النراس ب‪،‬را‬ ‫للارررررررغيرك وواجبرة على األمك وهي أح‬ ‫الفق‪،‬راء المرة (الحضررررررراارة)ك ف‪،‬ي ح‬
‫وأقردرهم علي‪،‬راك لمرا جبلرل عليره من مشررررررراعر الحنران والشرررررررفقرةك والقردرة على التحمرل‬
‫قات ُثم َم ْن؟ َ‬
‫قات‬ ‫َ‬ ‫قات ُأ َم َ‬
‫بح ْسرر ِن َحرر َح َابتِ ي؟ َ‬
‫اس ُ‬‫والارربرك وفي الحديث “ َمن َأ َح َ الن ِ‬
‫قات ُثم َأ ُب َ‬
‫وك”‬ ‫قات ُثم َم ْن؟ َ‬
‫َ‬ ‫قات ُثم ُأ َم َ‬
‫قات ُثم َم ْن؟ َ‬
‫َ‬ ‫ُثم ُأ َم َ‬

‫األوالد أن تخترار ل‪،‬م الحرا ررررر رنرات اللواتي يعنين ب‪،‬مك إلى جراارإ األم‪،‬رات إ ا‬ ‫فمن ح‬
‫دعل الحاجة إلى ههاك وينبغي أن تاون الحا نات معروفات بالدين والخل ك ألن األوالد‬
‫إيجاباك وال يسررتهيع أحد أن ينار ما للمربيات اليوم من أثر على‬
‫ً‬ ‫سررلبا اان أو‬
‫ً‬ ‫يتأثرون ب‪،‬ن‬
‫األوالد ‪.‬‬

‫‪ )8‬حق النفقة‪:‬‬

‫من حقوق األوالد على اآلباء إلى أن يسرررتهيع األبناء إعالة أافسررر‪،‬مك لقوت‬ ‫النفقة ح‬
‫بالمعروف))‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وولد ِك‬
‫َ‬ ‫ما َيافي ِ‬ ‫النبي حلى الله عليه وسلم ل‪،‬ند بنل عتبة (( ُهه‬

‫وتتضرررررررمن النفقرة براإل رررررررافرة إلى المرأارل والمشررررررررب والملبا والعالجك افقرة التربيرة‬
‫والتعليم في جميع المراحل التعليمية ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ )9‬حق التربية ‪:‬‬
‫إن أعضم م‪،‬مة لألسرررررة هي تربية الهفلك فمسررررنولية األسرررررة احو تربية الهفل تربية‬
‫رويا متزاً اك مسررنولية جسرريمةك السرريما‬
‫سررليمة ب‪،‬دف تاوين شررخاررية الهفل تاوينً ا سر ً‬
‫تاراثرت مشررررررراالرهك وترداهلرل الج‪،‬رات التي تنثر في هره التربيرةك‬ ‫في هرها العارررررررر الره‬
‫والحديث في هها المو و يهوتك ولاننا اشير إلى أهم ما ارا في هها المجات ‪:‬‬

‫أوال أن التربية تقوم على أسررراس رس العقيدة الارررافية في افسرررية الهفل المسرررلم‬
‫ً‬ ‫•‬
‫ومحبة الرسوت حلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫األراان األسررررراسرررررية في‬ ‫ثاايا وفي مرحلة التمييز يبدأ دور التعليم والتدريإ على بع‬
‫ً‬ ‫•‬
‫بتعليمه الارررررالة والقرآنك وآداب اإلسرررررالم الشرررررخارررررية واالجتماعيةك قات‬ ‫الدينك و ل‬
‫رربوهم‬
‫رنين وا ررر ُ‬
‫ربع سررر َ‬
‫أبناء سررر ِ‬
‫رالة وهم ُ‬
‫أوالدام بالاررر ِ‬
‫َ‬ ‫حررررلى الله عليه وسررررلم (( ُمروا‬
‫المضاجع‪. )).‬‬
‫ِ‬ ‫بين‪،‬م في‬
‫وفرقوا ُ‬
‫أبناء عشر ِّ‬
‫وهم ُ‬‫ْ‬ ‫علي‪،‬ا‬
‫ً‬
‫ثالثا تقوم التربية على أسرررراس أن ياون الوالدان أافسرررر‪،‬ما القدوة الحسررررنة ألوالدهما‬ ‫•‬
‫في أقوال‪،‬ما وأفعال‪،‬ما وتاررفات‪،‬ما المختلفةك فالقدوة الحسرنة ل‪،‬ا أثر ابير في افا‬
‫الهفررلك ألارره مولع بررالتقليررد والمحرراارراةك ف‪،‬و يراقررإ سرررررررلوك الوالرردينك فررذن وجرردهمرا‬
‫حادقين اشأ على الادقك وهاها في باقي األمور ‪.‬‬
‫• راب ًعرا التربيرة تعتمرد على التخهيط السرررررررليم القراأم على أسرررررررراس التشرررررررراور والتارامرل‬
‫بين األبوينك بحيث ال ي‪،‬دم أحدهما ما يبنيه اآلهر ‪.‬‬ ‫المسب‬
‫هامسا تجنإ المحا ير الثالثة وهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫•‬
‫به من شدة الخوف على الولد‪.‬‬ ‫أ‪ -‬التدليل المفسدك وما يتعل‬
‫ب‪،‬ا من تقريع الهفل على مش‪،‬د من اآلهرين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬القسوة المفرطةك وما يتعل‬
‫ك فهل‬ ‫األبناء على بع‬ ‫ب‪،‬ا من تفضررررريل وإيثار بع‬ ‫ت‪ -‬التفرقة في المعاملةك وما يتعل‬
‫يولد العداوة والبغضررررراء والحقد بين‪،‬م سرررررواء أاان التفا رررررل بين الهاور أم بين اإلااثك‬
‫واع ِدلُ وا ْبي َن ْأو َال ِداُ ْم))‪.‬‬
‫قات رسوت الل‪،‬الى الله عليه وسلم ((ات ُقوا الل َه ْ‬
‫رادس را أن تقوم التربية اإلسررالمية على الرحمة والتعاطف والمحبة والحنانك حررح عنه‬
‫• سر ً‬
‫حرررلى الله عليه وسرررلم أاه اان يقبل ات مرة الحسرررن بن علي ر ررري الله عن‪،‬ما وعند‬
‫أحداك فنضر إليه‬
‫إن لي عشررررررررة من الولد ما قبلل من‪،‬م ً‬ ‫األقر بن حاباك فقات األقر‬
‫رسوت الله حلى الله عليه وسلم ثم قات ((من ال َيرحم ال ُيرحم))‪.‬‬
‫رابعا أن ت‪،‬دف التربية إلى تاوين الشررررررخاررررررية المتوازاة والتي تجمع بين التمسررررر‬
‫• سررررر ً‬
‫بمبادئ الدين الحنيف وتعاليمه وقيمه ومقومات الحياة المعاحرررررةك فتاون شررررخاررررية‬
‫متمساة بدين‪،‬ا وهويت‪،‬اك ومنفتحة على عارها‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪)10‬حق األبناء في اإلرث‪:‬‬

‫قرر ل‪،‬م رب العالمين بقوله ‪:‬‬ ‫األبناء أن يرثوا آباءهم وأم‪،‬ات‪،‬مك وهها الح‬ ‫من ح‬

‫وحررررررياُ ُم الل ُه ِفي َأ ْو َال ِداُ ْم لِ لهاَ ِر ِم ْث ُل َح ِّال ُ‬


‫األاْ َث َي ْي ِن [النسا اا اا ‪ ،]11:‬فاالبن يرث بهري‬ ‫{ ُي ِ‬
‫التعاررررر ريرإ؛ فيحوز الترارة ال‪،‬را إ ا اافرد ولم يوجرد وارث ير ك فرذن ارااوا أاثر من واحرد‬
‫ً‬
‫وإااثاك فللبنل سرررر‪،‬م ولالبن سرررر‪،‬مانك‬ ‫اورا‬
‫ً‬ ‫اورا قسررررم بين‪،‬م بالتسرررراو ك وإن اااوا‬
‫ً‬
‫ظلما لإلااث رررر معا الله رررر ولان الحاجة وظروف ال من‪،‬ما‬
‫ً‬ ‫وليا هها تحيزً ا للهاور أو‬
‫في الناررررر ريرإك فرالولرد يتالف تاراليف ال تلزم ب‪،‬را‬ ‫هي التي اقتضرررررررل مثرل هرها التفري‬
‫البنلك ادفع الم‪،‬ر وتأثيث بيل الزوجيةك واإلافاق على الزوجة واألوالدك أما أهته فذا‪،‬ا‬
‫هالاا ل‪،‬ا ال تالف منه ً‬
‫شيكا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تأهه ميراث‪،‬ا ملاً ا‬

‫‪88‬‬
‫حقوق اآلباء على أبنائهم‬

‫إن حقوق الوالدين على األبناء من أجل الحقوق وأعضم‪،‬ا بعد ح الله تعالىك ف‪،‬ما يبهالن‬
‫من الج‪،‬ود من أجرل تربيرة األوالد وإعردادهم للحيراة مرا يسرررررررتحقران المارافرأة عليرهك وقرد بين‬
‫اثيرا من هه الحقوق بقوله تعالى { َو َق َضررررى َر َب َ َأال تَ ْع ُب ُدواْ ِإال ِإيا ُ‬ ‫الله سرررربحااه وتعالى ً‬
‫ند َك الْ اِ َب َر َأ َح ُد ُه َما َأ ْو اِ َال ُه َما َف َال تَ ُقل ل ُ‪َ ،‬م ُأف َو َال تَ نْ َ‪ْ ،‬ر ُه َما‬
‫َو ِبالْ َوالِ َد ْي ِن ِإ ْح َسرررررااً ا ِإما َي ْبلُ َغن ِع َ‬
‫اه ِف ْ لَ ُ‪َ ،‬مرا َج َنرا َ ال َره ِّت ِم َن الر ْح َمر ِة َو ُقرل ر ِّب ْار َح ْم ُ‪َ ،‬مرا اَ َمرا َرب َيرااِ ي‬
‫َو ُقرل ل ُ‪َ ،‬مرا َق ْو ًال اَ ِري ًمرا ك َو ْ‬
‫َحررر ِغ ًيرا [اإلسا اارا ‪ 23:‬ا اا ا ا اا‪ ،]24‬ف‪،‬اتان اآليتان تضررررمنتا حقوق الوالدين باررررورة ال لبا في‪،‬ا وال‬
‫حقوق‪،‬مك ومن‪،‬ا‪:‬‬ ‫ك واستهيع بس‪،‬ولة أن اتبين من‪،‬ا بع‬ ‫مو‬

‫‪ )1‬األمر باإلحسان إليهما ‪:‬‬

‫أبداك وقد قرن الله‬


‫فاإلحسرران إلى الوالدين أمر من الله تعالى ليا ألحد أن يت‪،‬اون فيه ً‬
‫سربحااه وتعالى اإلحسران إلي‪،‬ما بعبادته لعضم شرأا‪،‬ماك و رروب اإلحسران اثيرة تتعل‬
‫برالتعرامرل مع‪،‬مراك والبر ب‪،‬مراك وتفضررررررريل‪،‬مرا على األافا واألوالد واألزواجك وأن ااون‬
‫في رايرة األدب مع‪،‬مرا في القوت والعمرل بحسررررررررإ العرف حتى ياوارا مغتبهين بنراك‬
‫ولرد عليه‬ ‫النفقرة أن ينف‬ ‫ومن أعضم اإلحسررررررران برالوالردين إ ا اراارا أو أحردهمرا ال يملر‬
‫رإ مررا أالتم من اسرررررر ِربام وإن‬
‫بررالمعروفك يقوت حرررررررلى اللرره عليرره وسرررررررلم ))إن أطير َ‬
‫ً‬
‫مريكا))‪.‬‬ ‫ً‬
‫هنيكا‬ ‫اسبام والو‬
‫ِ‬ ‫أوالدام من‬
‫َ‬

‫‪ )2‬النهي عن نهرهما‪:‬‬

‫أ حرمة زجرهما بخشرواةك واإلسراءة إلي‪،‬ما بالالمة الجارحةك أو رفع الاروت علي‪،‬ماك أو‬
‫تغليال الاالم ل‪،‬مررا وإن ارران بالمررة ُ(أ ا‬
‫ف) الرردالررة على التضرررررررجر والتبرمك بررل يجررإ على‬
‫األوالد أن يتخيروا في مخررراطبرررة آبررراأ‪،‬م أجمرررل الالمرررات وألهف العبررراراتك وأن ياون‬
‫من‪،‬يا‬
‫ً‬ ‫اريما ال يارحبه شريء من العنفك وإ ا ااال المة فأفا القليلة الحروف‬
‫ً‬ ‫قول‪،‬م‬
‫هاحا بحالة الابرك وإاما في جميع األحوات‪.‬‬
‫عن‪،‬ا فما بالنا بغيرهاك وهو ا‪،‬ي ليا ً‬

‫‪99‬‬
‫‪ )3‬التواضع لهما إلى حد التذلل‪:‬‬

‫عيب راك بررل هو منرردوب ومهلوبك وإ ا ارران يجررإ على المسرررررررلم أن ياون‬
‫وهررها ليا ً‬
‫وتهلال مع‬
‫ً‬ ‫رحيما بهك فقد وجإ عليه أن ياون أاثر توا ررر ًعا‬
‫ً‬ ‫متوا ررر ًرعا مع أهيه المسررررلم‬
‫أبويه‪.‬‬

‫‪ )4‬وجوب شكرهما‪:‬‬

‫لقد قرن الله سرربحااه وتعالى شررار الوالدين بشررار فقات { َأ ِن ْ‬


‫اشراُ ْر لِ ي َولِ َوالِ َد ْي َ ِإلَ ي‬
‫الْ َم ِا ر ُير [لقم ن‪ ،]14:‬وهها الشررار لما يقدمه الوالدان لإلاسرران من أشررياء اثيرة لاررالحه‬
‫من الواجبات المناطة‬ ‫وهدمة لهك وبخاحررررة األم من حمل ور رررراعة وعناية وما إلى ل‬
‫إلي‪،‬اك ولهل قدمل األم على األب في البرك فقد سأت رجل النبي حلى الله عليه وسلم‬
‫قات ُثم َم ْن؟ واررها ثالث مراتك ثم قات في‬
‫َ‬ ‫قات ُأ َم َ‬
‫عن أح الناس بحسررن حررحبتهك َ‬
‫المرة الرابعة أبوك‪.‬‬

‫‪ )5‬تقديم برهما على الجهاد في سبيل الله‪:‬‬

‫لما في برهما من اإلحسرررررران إلي‪،‬ماك وعمل الاررررررالح اله ير ررررررا الله سرررررربحااه‬ ‫و ل‬
‫وتعالى ويرفعه إليهك سرررررأت عبد الله بن مسرررررعود ر ررررري الله عنه النبي حرررررلى الله عليه‬
‫ات ُثم َأ َ ؟ َقر َ‬
‫ات« ‪ِ :‬ب َر‬ ‫الع َمر ِل َأ َحر َإ إلَ ى الل ِره؟ َقرا َت« ‪:‬الاررررر ر ُ‬
‫الة َعلَ ى َو ْقتِ َ‪،‬را » َقر َ‬ ‫وسرررررررلم َأ َ َ‬
‫الله« والحديث دليل على عضم فضريلة‬
‫اد ِفي َسر ِب ْي ِل ِ‬
‫الج َ‪ُ ،‬‬ ‫ات ُثم َأ َ ؟ َق َ‬
‫ات« ‪ِ :‬‬ ‫ين » َق َ‬
‫الوالِ َد ِ‬
‫َ‬
‫برهماك وأاه يقدم على ج‪،‬اد التهو ‪.‬‬

‫‪ )6‬بر الوالدين ولو كانا كافرين‪:‬‬

‫البر واإلحسرررررررران والهراعرة فيمرا عردا الافر والمعراحررررررريك‬ ‫فرالوالردان الارافران ل‪،‬مرا ح‬
‫اللرره‬ ‫فررالهرراعررة في المعروفك وال طرراعررة لمخلوق في معاررررررريررة اللرره تعررالىك ألن ح‬
‫اك َعلَ ى َأن تُ ْشررررر ر ِر َك ِبي َمرا‬
‫وتوحيرد أعضم من ح الوالردينك يقوت تعرالى { َو ِإن َجرا َهر َد َ‬
‫وفا [لقم ن‪.]15:‬‬ ‫الداْ َيا َم ْع ُر ً‬
‫اح ْب ُ‪َ ،‬ما ِفي َ‬
‫لَ ْي َا لَ َ ِب ِه ِعلْ فم َف َال تُ ِه ْع ُ‪َ ،‬ما َو َح ِ‬

‫وعن أسررررماء بنل أبي بار ررررررررر ر ر رررري الله عن‪،‬ما ررررررررر ر قالل (قدمل أمي وهي مشررررراةك‬
‫فاسررتفتيل رسرروت الله حررلى الله عليه وسررلم فقلل إن أمي قدمل علي وهي را بةك‬
‫أفأحل‪،‬ا ؟ قات ((اَ َع ْم ك ِحلِ ي ُأم ِ ))‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ )7‬تجنب أسباب سبهما وشتمهما‪:‬‬

‫روت‬
‫والد ْيهك قالوا يا رسر َ‬
‫َ‬ ‫جل‬
‫رتم الر ِ‬
‫الاباأر شر ُ‬
‫ِ‬ ‫قات رسرروت الله حررلى الله عليه وسررلم ((من‬
‫ويسرر ر َإ أمه؛‬
‫فيسرر ر َإ أبا ؛ ُ‬
‫جل؛ ُ‬
‫يسرر ر َإ أبا الر ِ‬
‫والد ْيه؟ قات اعمك ُ‬
‫َ‬ ‫جل‬
‫الله! وهل يشررررتُ ُم الر ُ‬
‫ِ‬
‫فيس َإ َأمه))ك فام من إاسان يتسبإ في شتم والديه وهو ال يدر ‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪ )8‬بر الوالدين بعد وفاتهما ‪:‬‬

‫مقاورا على حيات‪،‬ماك وإاما هو ممتد إلى ما بعد الوفاةك ألن رابهة‬
‫ً‬ ‫إن بر الوالدين ليا‬
‫المودة باقية في الحياة وبعد الممات بالدعاء واالسررررتغفار وقضرررراء دين‪،‬ما سررررواء أاان‬
‫دي ًنرا للعبراد أم دي ًنرا للره عز وجرلك فقرد جراءت امرأة إلى النبي حرررررررلى اللره عليره وسرررررررلم‬
‫فقرالرل (إن أمي ارهرت أن تحل فلم تحل حتى مراترلك أفرأحل عن‪،‬را؟ قرات حرررررررلى اللره عليره‬
‫وسرررررررلم (( اَ َع ْم ُح ِّجي َعنْ ‪،‬را؛))ك والحل عن الوالردين بعرد موت‪،‬مرا او من أاوا البر ب‪،‬مرا‬
‫واإلحسان إلي‪،‬ما‪.‬‬

‫ومن تمام برهما حررررلة أهل ودهماك وهه الاررررلة ح من حقوق‪،‬ما ؛ وهي أن يحسررررن‬
‫الب ِّر َأ ْن َي ِا ر َل‬
‫إلى من اااا يحسررنان إليه ويودااهك قات حررلى الله عليه وسررلم (( ِإن ِم ْن َأ َب ِّر ِ‬
‫يه َب ْعد َأ ْن ُي َولِّ ي))‪.‬‬
‫الر ُج ُل َأ ْه َل ُو ِّد َأ ِب ِ‬

‫‪11‬‬
‫‪11‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس األول‬
‫الطالق وحكمه وحكمته‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫مفهوم الطالق‪.‬‬
‫َ‬ ‫ف‬‫• تَ ْع ِر َ‬
‫• تُ عدد األحكام التكليفية الخمسة التي تعتري الطالق‪.‬‬
‫بين الحكمة من إباحة الطالق‪.‬‬
‫• تُ َ‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الطــالق‬
‫َّ‬

‫تعريف الطالق‪:‬‬

‫شتق من اإلطالق‪ ،‬وهو‪ :‬اإلرسال والترك‪ُ ،‬يقال‪َ :‬طلِ ُق‬


‫الوثاق‪ُ ،‬م ُ‬
‫الطالق في اللغة هو‪َ :‬ح ُّل ِ‬
‫َّ‬
‫الوثاق‪،‬‬ ‫ُ‬
‫خلية من ِ‬ ‫الق التَّ‬
‫الط ِ‬
‫"أصل َّ‬
‫ُ‬ ‫اليد‪ ،‬أي‪ :‬كثير البذل والعطاء ‪ ،‬قال الراغب األصفهاني‪:‬‬
‫قت‬
‫قيد ‪ ،‬ومنه استعير ‪ :‬طلَّ ُ‬ ‫وطلْ ٌق بال ٍ‬
‫أطلقت البعير من ِعقالِ ه‪ ،‬وطلَّ قتُ ُه‪ ،‬وهو طالِ ٌق َ‬
‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫ُي ُ‬
‫الة عن ِحبالة النِّ كاح"‪.‬‬
‫المرأة‪ ،‬نحو خلَّ يتها فهي ‪ :‬طالق‪ ،‬أي ُم َخ ٌ‬

‫وفي اصطالح الفقهاء‪:‬‬

‫هنالك عدة تعريفات للطالق عند الفقهاء‪ ،‬فمن ذلك ‪ :‬ما عرفه الفقيه الحنبلي ابن قدامة‬
‫قي ِد النِّ كاح"‪.‬‬
‫"ح ُّل ْ‬
‫حيث قال‪َ :‬‬

‫المنعقدة بين الزوجين بألفاظ مخصوصة"‪ ،‬وقال الحافظ ابن‬


‫ِ‬ ‫العصمة‬
‫وقال القرطبي‪":‬هو َح ُّل ِ‬
‫حجر‪َ " :‬ح ُّل عقد التزويج"‪.‬‬

‫ُحكمه‪:‬‬

‫الطالق مما تعتريه األحكام التكليفية الخمسة‪ ،‬وهي‪ :‬التحريم واإلباحة واإلستحباب‬
‫والكراهة والوجوب‪.‬‬

‫حراما‪ ،‬إذا كان الطالق‪ ،‬طالق بدعة‪ ،‬وذلك أن يطلقها بلفظ الثالث‪ ،‬دفعة واحدة‪،‬‬
‫ً‬ ‫أ ‪-‬فيكون‬
‫أو في حيض‪ ،‬أو يطلقها في ُطهر جامعها فيه‪ ،‬قال ابن قدامة‪" :‬أجمع العلماء في جميع‬
‫ويسمى طالق البدعة‪ ،‬ألن المطلق خالف السنة‪ ،‬وترك‬
‫األمصار‪ ،‬وكل األعصار‪ ،‬على تحريمه‪ُ ،‬‬
‫أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ‪. "...‬‬

‫مباحا إذا ترتب على استمرارية الزواج ضرر بالزوجة أو الزوج‪.‬‬


‫ً‬ ‫ب‪-‬ويكون‬

‫مستحبا‪ ،‬إذا كانت الزوجة سليطة اللسان‪ ،‬مؤذية لزوجها أو ألهله‪ ،‬أو ِخيف عدم‬
‫ً‬ ‫ج ‪-‬ويكون‬
‫إقامة حدود الله بينهما‪.‬‬

‫مكروها‪ ،‬إذا كان الحال بين الزوجين مستقيمة‪ ،‬ولم تكن هنالك حاجة إلى إيقاع‬
‫ً‬ ‫د ‪-‬ويكون‬
‫ضررا بالزوجين‪ ،‬واألوالد‪ ،‬وفي الحديث ‪" :‬ال َض َر َر وال ِض َرار"‪،‬‬
‫الطالق‪ ،‬ألن في إيقاع الطالق ‪ً ،‬‬
‫ضررا بالزوجين‪.‬‬
‫ويذهب بعض الفقهاء إلى القول بالحرمة في هذه الحال ‪ ،‬ألن في ذلك ً‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫المولِ ي بعد التربص‪ ،‬إذا أبى الفيئة‪ ،‬وطالق الحكمين‬
‫واجبا‪ ،‬وذلك في طالق ُ‬
‫ً‬ ‫هـ ‪ -‬ويكون‬
‫المالعن‪ ،‬أو كان الرجل عنينً ا ‪ ،‬ففي هذه األحوال يجب‬
‫ِ‬ ‫في الشقاق إذا رأيا ذلك‪ ،‬وطالق‬
‫الطالق لرفع الضرر عن الزوجة ‪.‬‬

‫لكن األصل فيه ـ في أغلب األحوال ـ اإلباحة والحل‪ ،‬دل على ذلك الكتاب والسنة‪ ،‬فمن أدلة‬
‫وه َّن لِ ِع َّدتِ ِه َّن َو َأ ْح ُصواْ الْ ِع َّد َة َواتَّ ُقواْ‬
‫{يأي َها النَّ ِب ُّي ِإ َذا َطلَّ ْقتُ ُم النِّ َس َآء َف َطلِّ ُق ُ‬
‫الكتاب قوله تعالى‪ُّ :‬‬
‫اح َش ٍة ُّم َب ِّينَ ٍة َوتِ لْ َك ُح ُد ُ‬
‫ود اللَّ ِه‬ ‫وه َّن ِمن ُب ُيوتِ ِه َّن َو َال َي ْخ ُر ْج َن ِإ َّال َأن َي ْأتِ َ‬
‫ين ِب َف ِ‬ ‫اللَّ َه َر َّبكُ ْم َال تُ ْخ ِر ُج ُ‬
‫ود اللَّ ِه َف َق ْد َظلَ َم نَ ْف َس ُه َال تَ ْد ِرى لَ َع َّل اللَّ َه ُي ْح ِد ُث َب ْع َد َذلِ َك َأ ْم ًرا } [الطالق‪.]1 :‬‬ ‫َو َمن َيتَ َع َّد ُح ُد َ‬

‫ومن السنة ‪ :‬أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنهما ‪ ،‬ثم راجعها‪.‬‬

‫ثابت بن َق ْيس أتَ ت النَّ بي صلى الله عليه وسلم‬


‫امرأة ِ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫وعن ابن عباس –رضي الله عنهما‪َّ -‬‬
‫فر في‬
‫أكره الكُ َ‬‫ُ‬ ‫ين‪ ،‬ولكني‬ ‫لق وال ِد ٍ‬‫قيس ما ْأعتِ ُب عليه في ُخ ُ‬‫ثابت بن ٍ‬
‫رسول الله ُ‬
‫َ‬ ‫فقالت‪ :‬يا‬
‫ْ‬
‫قالت‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬قال‬
‫ْ‬ ‫ين عليه َح ِديقتَ ُه؟))‬ ‫ول الله صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬
‫((أتُ ُر ِّد َ‬ ‫رس ُ‬
‫اإلسالم‪ ،‬فقال ُ‬
‫يق َة وطلِّ قها تَ ْطلِ ً‬
‫يقة))‪.‬‬ ‫الح ِد َ‬
‫((اق َب ِل َ‬
‫رسول صلى الله عليه وسلم ‪ْ :‬‬

‫ومما تقدم من األدلة وغيرها ‪ُ ،‬يعلم أن الشريعة قد أباحت الطالق ‪ ،‬بخالف بعض الشرائع‬
‫السماوية المحرفة والقوانين األرضية المعاصرة ‪.‬‬

‫أح َّل‬
‫حذر من الطالق من غير أسباب موجبة لذلك ففي الحديث‪(( :‬ما َ‬ ‫غير أن شرع تعالى الله َّ‬
‫امر َأ ٍة َس َألَ ْت زَ ْو َجها َط َال ًقا في‬ ‫أيضا‪َ :‬‬
‫((أ ُّي َما َ‬ ‫الط َال ٍق)) وفي الحديث ً‬ ‫شي ًئا ْأب َغ َض ْ‬
‫إلي ِه ِم ْن َّ‬ ‫الله ْ‬
‫ُ‬
‫َغ ْي ِر َما َب َأ ِس ‪َ ،‬ف َح ٌ‬
‫رام َعلَ ْيها َرائِ َح ُة الْ َجنَّ ِة))‪.‬‬

‫اﻟﻄﻼق ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻣﻜﺮوه‪ ،‬إﻻ أﺑﺎ ﺣﻨﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻗﺎل‪:‬‬


‫أن ﱠ‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ُﻫﺑﻴﺮة‪" :‬أﺟﻤﻌﻮا ﱠ‬
‫ﻫﻮ ﺣﺮام ﻣﻊ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﺤﺎل"‪.‬‬

‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪" :‬األصل في الطالق الحظر‪ ،‬وإنما أبيح منه قدر الحاجة"‬

‫أيضا ‪ " :‬ولوال أن الحاجة داعية إلى الطالق ‪ ،‬لكان الدليل يقتضي تحريمه‪ ،‬كما دلَّ ت‬
‫وقال ً‬
‫عليه اآلثار واألصول ‪ ،‬ولكن الله تعالى أباحه رحمة منه بعباده ‪ ،‬لحاجتهم إليه أحيانً ا" ‪.‬‬

‫وقال الكاساني ‪ " :‬إن األصل في الطالق هو الحظر ‪ ...‬إال أنه أبيحت الطلقة الواحدة للحاجة‬
‫إلى الخالص عند مخالفة األخالق "‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫ومما يؤكد ما سبق‪ ،‬أن الشرع الحنيف حث األزواج على أن ال يلجأوا إلى الطالق إال بعد‬
‫استفراغ الوسع‪ ،‬وسد جميع منافذ اإلصالح‪ ،‬وذلك بعد الوعظ واإلرشاد‪ ،‬ثم الهجر في‬
‫المضجع‪ ،‬ثم الضرب غير المبرح‪ ،‬ثم بعث الحكمين لإلصالح بينهما‪ ،‬ثم إذا لم ينجح هذا كله‪،‬‬
‫أخيرا‪.‬‬
‫فيلجآن إلى الطالق ً‬

‫ِحكمتُ ُه‪:‬‬

‫اإلسالم دين العدل والحكمة في جميع تشريعاته وأحكامه‪ ،‬فال يحل وال يحرم ً‬
‫شيئا إال لِ ِحكَ ِم‬
‫عظيمة‪ ،‬علمها َم ْن علمها‪ ،‬وجهلها َم ْن جهلها‪َ { ،‬واللَّ ُه َي ْعلَ ُم َو َأنْ تُ ْم َال تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون } [البقرة‪.]216:‬‬

‫الحكَ م‪ :‬تشريعه للطالق إذا تعسرت الحياة الزوجية‪ ،‬ولم يكن ُب ٌّد إال الطالق‪.‬‬
‫فمن تلك ِ‬

‫أمور‬
‫ُ‬ ‫فالزواج يقوم على المحبة ُ‬
‫واأللفة والوفاق بين الزوجين‪ ،‬فقد ُيعكِّ ر تلك الحياة الزوجية‬
‫معا‪،‬‬
‫يستحيل معها بقاء كل من الزوجين مع اآلخر‪ ،‬فمن غير المعقول أن يؤمر الزوجان بالبقاء ً‬
‫{و ِإن‬
‫بالح ِّل‪ ،‬وهو الطالق ‪َ :‬‬
‫مع وجود ما ُيعكِّ ر استمرارية الحياة الزوجية‪ ،‬فجاء الشرع الحنيف َ‬
‫يما} [النساء‪ ،]130 :‬قال ابن قدامة‪" :‬وأجمع‬
‫اس ًعا َحكِ ً‬
‫ان اللَّ ُه َو ِ‬
‫َيتَ َف َّر َقا ُي ْغ ِن اللَّ ُه كُ ًال ِّمن َس َعتِ ِه َوكَ َ‬
‫اس على جواز الطالق‪ ،‬والعبرة دالة على جوازه‪ ،‬فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين‪،‬‬
‫النَّ ُ‬
‫مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكنى‪ ،‬وحبس المرأة‬
‫ً‬ ‫وضررا‬
‫ً‬ ‫فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة‪،‬‬
‫مع ُسوء العشرة‪ ،‬والخصومة الدائمة من غير فائدة‪ ،‬فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح‪،‬‬
‫لتزول المفسدة الحاصلة منه"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الثاني‬
‫أقسام الطالق‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تَ ِع َي أهم التوجيهات التي ينبغي أن يلتزم بها المسلم في شأن الطالق‪.‬‬


‫ومدمها ومث‬
‫ُ‬ ‫الزوجية‬
‫ِ‬ ‫بقاء‬
‫حام الطالق مث حيم المي ح ومية ومث حيم ُ‬
‫• توض ح َ أقسح َ‬
‫العدد ومث حيم األلفاظ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصيغة ومث حيم‬ ‫حيم‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫أقسام الطالق‬

‫قسم الفقهاء ح رحمهم الله ح الطالق مث حيثيات مختلفة إلى أقسام متعددة‪:‬‬
‫ُي ِّ‬

‫أول‪:‬امناحيثاالمشروعية‪ :‬ا‬
‫ًا‬

‫السني‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الطالق ُّ‬

‫والم اد به الطالق الموافق للسحححنة وهو‪ :‬أن يطلِّ ق ال جل زوجته طلقة واحدة في ُطه لم‬
‫يمسها فيه قال ابث مسعود (طالق ال ُّسنة أن ُيطلقها طاه ً ا مث غي ِج َماع)‬

‫قحال ابث قحدامحة‪ :‬وال الي في أنحه إلا طلقهحا في طه لم يصحححححححبهحا فيحه ثم يت كهحا حتى‬
‫للسنة ُمطلِّ ق للعدة التي أم الله تعالى بها‪".‬‬
‫مصيب ُّ‬
‫ُ‬ ‫تنقضي مدتُ ها أنه‬

‫ب ‪ -‬طالق البدمة‪:‬‬

‫وهو الي طالق السحححنة ُسح حمي به ألنه طالق مخالل للسحححنة التي أم الله ورسحححوله بها‬
‫وهو‪ :‬أن يطلق ال جل زوجته بلفظ الثالث بكلمة واحدة أو يطلقها بلفظ الثالث في مجلس‬
‫أويطلقهحا في طه جحامعهحا فيحه فحالطالق في جمي هح‬ ‫واححد أو يطلقهحا وهي ححا‬
‫الحاالت يكون ح ًاما قال ابث قدامة‪( :‬أجم العلماء في جمي األمصحححار وكل األمصحححار ملى‬
‫أم الله تعالى ورسحححححوله‬ ‫تح يمه ويسحححححمى طالق البدمة ألن المطلق الل السحححححنة وت‬
‫صلى الله مليه وسلم‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬ا ومناحيثابقاءاالزوجيةاوعدمهااإلى‪ :‬ا‬


‫ً‬

‫أ ‪ -‬الطالق ال جعي‪:‬‬

‫يملحا الزوف فيحه م اجعحة زوجتحه محا دامحع في العحدة إلا طلقهحا طلقحة أو‬ ‫وهوالطالق الح‬
‫طلقتيث وللحا مث غي مه وال شحححححححهود وال مقحد جحديحد وال رضحححححححا الم أة ألنهحا زوجتحه محا‬
‫ات َيتَ َ بصح َث ِب َأن ُف ِسح ِهث َث َال َث َة ُق ُ وء َو َال َي ِح ُّل لَ ُهث َأن‬
‫دامع في العدة لقوله تعالى‪َ { :‬وال ُم َطل َق ُ‬
‫َيكتُ م َث َمحا َ لَ َق اللح ُه ِفي َأر َحح ِام ِهث ِإن كُ ث ُيِ ِمث ِبحاللح ِه َوال َيو ِم ا ِ ِ َو ُب ُعولَ تُ ُهث َأ َح ُّق ِب َ ِّد ِهث ِفي‬
‫ال َملَ ي ِهث َد َر َجح وة َواللح ُه َم ِزيزو‬
‫وي َولِ ل ِّ َجح ِ‬
‫َملَ ي ِهث ِبحال َمع ُ ِ‬ ‫َل حِل َا ِإن َأ َر ُادوا ِإصححححح ح َال ًححا َولَ ُهث ِمثح ُل الح ِ‬
‫الحقا حديم ابث مم رضي الله منهما‪.‬‬
‫ً‬ ‫يم } [البق ة‪ .]228 :‬وسيأتي‬
‫َحكُ و‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫ب ‪ -‬الطالق البا ث‪:‬‬

‫وهو ملى ض بيث‪:‬‬

‫‪ -1‬الطالقاالبائنابينونةاصغرى‪ :‬ا‬

‫وهو إرجاع المطلقة واحدة أو طلقتيث التي انقضححححع مدتها وللا ب ضححححاها وبمه جديد‬
‫ومقد جديد‪.‬‬

‫‪ -2‬الطالقاالبائنابينونةاكبرى‪،‬ا ا‬

‫وهو إرجحاع المطلقحة ثال ًثحا إلى زوجهحا األول وهح ا ييحححححححت ن فيحه أن يكون نكحا الزوف الثحاني‬
‫حقيقيا ثم مات منها أو طلقها فيجوز أن يتزوجها‬
‫ً‬ ‫وال‬
‫نكا رغبة النكا تحليل ود ل بها د ً‬
‫الزوف األول بعحد إنقضحححححححاء محدتهحا مث الثحاني بعقحد جحديحد ومه جحديحد فهح ا يسحححححححمى بينونحة‬
‫نكحا رغبحة وأن يحد حل بهحا‬ ‫كب ى ألنهحا بحانحع مث زوجهحا األول ولم تححل لحه إال بعحد نكحا ح‬
‫الق ظي أنه تَ زوف ام ًأة ثم طلقها فتزوجع‬
‫وت وق مسيلته وي وق مسيلتها لحديم رفامة ُ‬
‫ح َ فأتع النبي صححححلى الله مليه وسححححلم ف ك ت له أن ُه ليس َم َع ُه إال ِمث ُل ُهد َبة فقال‪(( :‬ال‬
‫سيلتا((‬
‫ِ‬ ‫وق ُم‬
‫وي ُ َ‬
‫ته َ‬
‫وقي ُمسيلَ ُ‬
‫حتى تَ ُ ِ‬

‫ً‬
‫ثالثا‪:‬ا ينقسماالطالقامناحيثاالصيغةاإلى‪ :‬ا‬

‫أ) ُمنَ جزَ ة‪ :‬وهي‪ :‬الصححححيغة التي ليسححححع معلقة ملى شحح ح ن وال مضححححافة إلى زمث معيث بل‬
‫حع طحالق وحكمحه‪ :‬وقوع الطالق‬
‫يقصحححححححد بهحا إيقحاع الطالق في الححال كحأن يقول لزوجتحه‪ :‬أن ِ‬
‫في الحال ويت تب مليه حثار بمج د التلفظ به‪.‬‬

‫ب) معلقحة ملى أم ممكث‪ :‬وهو أن يعلق الزوف الطالق ملى حصحححححححول شححححح ح ن معلق كحأن‬
‫يقول‪ :‬إن فعلححع ك ح ا فححأنححع طححالق وحكمححه‪ :‬وقوع الطالق إلا تحقق اليححححح ح ن وحصحححححححححل‬
‫المي ون‬

‫فأنع طالق ونحو‬


‫ِ‬ ‫ف) معلقة ملى أم مسحتحيل كأن يقول‪ :‬إن د ل الجمل في َسح ِّم الخيان‬
‫أنحه اليق بحه الطالق ألنحه ملقحه ملى صححححح حفحة لم توجحد واللحه‬ ‫للحا وهح ا فيحه الي أظه‬
‫أملم‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫رابعا‪:‬امناحيثاالعدد‪ :‬ا‬
‫ً‬

‫أمححا مث حيححم العححدد‪ :‬فقححد بيث اللححه تعححالى أن للزوف ثالث تطليقححات في قولححه تعححالى‪:‬‬
‫وهث‬ ‫ان َف ِإم َسحا و ِب َمع ُ وي َأو تَ سح ِ ي و ِب ِإح َسحان َو َال َي ِح ُّل لَ كُ م َأن تَ أ ُ ُ وا ِممت حتَ يتُ ُم ُ‬ ‫{الط َال ُق َم تَ ِ‬
‫يما‬
‫ود الل ِه َف َال ُجنَ ا َ َملَ ي ِه َما ِف َ‬‫يما ُح ُد َ‬ ‫ود الل ِه َف ِإن ِ فتُ م َأال ُي ِق َ‬
‫يما ُح ُد َ‬ ‫َشحح حي ًإا ِإال َأن َي َخا َفت َأال ُي ِق َ‬
‫ود الل ِه َف ُأولَ حححححححححححإِ َا ُه ُم ال الِ ُم َ‬
‫ون َف ِإن‬ ‫وها َو َمث َيتَ َعد ُح ُد َ‬ ‫ود الل ِه َف َال تَ عتَ ُد َ‬‫افتَ َدت ِب ِه تِ ل َا ُح ُد ُ‬
‫َطل َق َها َف َال تَ ِح ُّل لَ ُه ِمث َبع ُد َحتى تَ نكِ َ زَ و ًجا َغي َ ُه } البق ة)‪(229-230‬‬

‫فحدلحع ا يحة الك يمحة ملى أن الزوف يملحا مث الطالق ثالث تطليقحات ويجعلهحا متف قحات‬
‫م ة بعد أ ى‪.‬‬

‫خامسا‪:‬امناحيثااأللفاظ‪ :‬ا‬
‫ً‬

‫يحا بألفاظ تدل مليه دون ق ا ث وال تحتاف إلى نية‬


‫يكون الطالق مث حيم األلفاظ إما صححححح ح ً‬
‫كقوله لزوجته‪ :‬أنع طالق أو طلقتا أو مطلقة و نحو للا‬ ‫الطالق ألنها ال ي اد بها غي‬
‫مث ألفاظ مادة (الطالق)‬

‫وال‬ ‫و إمحا أن يكون الطالق بحألفحاظ الكنحايحة وهي التي تحتمحل معنى الطالق ومعنى غي‬
‫ق ينة تدل مليه كقول الزوف‬ ‫تنصححححح ي إلى الطالق وال يق إال إلا نوا الزوف أو كانع هنا‬
‫العبحارات‬ ‫أنحع ل ِّيحة ‪ ...‬فهح‬ ‫لزوجتحه‪ :‬ا جي الحقي بحأهلحا ال أريحد أن أرى وجهحا امت ِّحد‬
‫ونحوهحا ال يق بهحا الطالق محا لم ينو الزوف أو تقوم ق ينحة مليحه ححال غضححححح حبحه ونزامحه م‬
‫زوجته‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الثالث‬
‫أحكام الرجعة والخلع واللِّ عان‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫الرجعة‪.‬‬
‫• تَ ْع ِرف مفهوم الرجعة‪ ،‬واألمور التي تحصل بها َّ‬
‫ف مفهوم الخلع‪ ،‬وتذكر أقسامه·‬
‫• تَ ْع ِر َ‬
‫• تُ بين الحكمة من مشروعية الخلع‪.‬‬
‫شروطه‪.‬‬
‫َ‬ ‫• تَ ْعرف مفهوم اللعان وتعدد‬
‫• تُ َبين ما يترتب على اللعان بعد إيقاعه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الرجعة وبم تكون‬

‫الرجعة‪:‬‬

‫رد المرأة إلى النكام من‬


‫هي عود الزوجة المطلقة للعصمممة من رير تيديد عقد‪ ،‬وقيله هي ا‬
‫طالق رير بائن في العدة‪ ،‬علي وجه مخصوص‪.‬‬

‫ات َيتَ َر َّب ْصم َن ِب ََْْ ُف ِسم ِه َّن َال َال َال َة ُق ُرو و َو َ َي ِح ال لَ ُه َّن َأن‬
‫والدليل على ذلك قوله تعالىه { َوالْ ُم َطلَّ َق ُ‬
‫َيكْ تُ ْم َن َمما ََلَ ََ ال مَّل ُه ِفي َأ ْر َحم ِام ِه َّن ِإن كُ َّن ُي ِْ ِم َّن ِبمال مَّل ِه َوالْ َي ْو ِم ا َِ ِر َو ُب ُعولَ تُ ُه َّن َأ َح اَ ِب َر ِّد ِه َّن ِفي‬
‫َذ مِل َك ِإ ْن َأ َر ُادواْ ِإ ْْممممم م َال نحما َولَ ُه َّن ِم ْثم ُل ا مَّل ِذَّ َعلَ ْي ِه َّن ِبمالْ َم ْع ُر ِ‬
‫وف َولِ ِّلر َجما ِ َعلَ ْي ِه َّن َد َر َجمة َوال مَّل ُه َع ِزيز‬
‫[البقرةه من ‪.]228‬‬ ‫َحكُ يم }‬

‫حفصة بنت عمر‪ُ ،‬ال َّم راجعها‪.‬‬


‫َ‬ ‫أن النَّ بي ْلى الله عليه وسلم طلَّ ََ‬
‫ومن السنةه َّ‬

‫‪ ،‬فسمَ عمر النبي ْملى‬ ‫وقوله عليه الصمالة والسمالم بن عمر لما طلَ جوجته وهي حائ‬
‫ره فليراجعها ))‪.‬‬
‫((م ُ‬
‫الله عليه وسلم عن ذلك‪ ،‬فقا ه ُ‬

‫وتكون الرجعة بعدة أمور منها‪:‬‬

‫أ‪-‬باللفظ الصممريا الدا عليها‪ ،‬كَن يقو ه راجعتُ ِك‪ ،‬أو أرجعتُ ِك‪ ،‬أو رددتُ ِك‪ ،‬أو أمسممكتُ ِك‪ ،‬وْحو‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وأْت امرأتي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كنت‪،‬‬
‫أْت عندَّ كما ِ‬
‫الفقها ‪ ،‬ومن ألفاظهاه ِ‬ ‫ب‪-‬أو بلفظ الكناية عند بع‬

‫ج‪-‬أو بالفعل‪ ،‬كَن ييامعها‪ ،‬أو يقبلها‪ ،‬أو يلمسها بشهوة ‪.‬‬

‫مداق‪ ،‬و ِرىمى المرأة‪ ،‬و ِعلمها‪،‬‬


‫ولي‪ ،‬وْ و‬
‫تفتقر إلى ِّ‬ ‫قا ابن قدامةه "وجملتُ ُه أن الرجعة‬
‫بإجماع أهل العلم"‪.‬‬

‫وقا شيخ اإلسالم ابن تيميةه " أبو حنيفةه ييعل الوط رجعة‪ ،‬وهو أحد الروايات عن أحمد‪،‬‬
‫ييعله رجعةه وهو رواية عن أحمد‪ ،‬ومالكه ييعله رجعة مع النية‪ ،‬وهو رواية‬ ‫والشمممافعيه‬
‫عن أحمد‪ ،‬فيبيا وط الرجعية إذا قصد بها الرجعة‪ ،‬وهذا أعد األقوا ‪ ،‬وأشبهها باألْو "‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫الخلع‬
‫ُ‬

‫تعريف الخلع‪:‬‬

‫ْزعه وأجاله"‬
‫ُ‬ ‫الوبه ‪ ،...‬إذا‬
‫ُ‬ ‫الر ُج ُل‬
‫الخلع في اللغةه "من َلع َّ‬
‫ُ‬

‫وض‪ ،‬بَلفاظ مخصوْة"‬


‫"فراق الزوج لزوجته ِب ِع و‬
‫وفي االصطالحه ِ‬

‫ويقسم الفقها ألفاظ الخلع إلى قسمينه‬

‫يما ْافتَ َد ْت‬


‫ام َعلَ ْي ِه َما ِف َ‬
‫‪ .1‬ألفاظ ْممريحةه كَن يقو ه َالعتُ ِك‪ ،‬وفاديتُ ِك‪ ،‬قا تعالىه { َف َال ُجنَ َ‬
‫ْكاح ِك‪ ،‬وْحو ذلك‬
‫َ‬ ‫وفسخت‬
‫ُ‬ ‫ِب ِه } {البقرة ‪،)229‬‬

‫‪ .2‬ألفاظ كنايات‪ ،‬مثل بارأتُ ِك‪ ،‬وأبرأتُ ِك‪ ،‬وأبنتُ ِك‪ ،‬وْحو ذلك‪.‬‬

‫الخلع‪:‬‬
‫أدلة ُ‬

‫ود‬ ‫د على جواج الخلع‪ ،‬الكتاب والسممممنة‪ ،‬فمن الكتاب قوله تعالىه { َف ِإ ْن َِ ْفتُ ْم َأ َّ ُي ِق َ‬
‫يما ُح ُد َ‬
‫يما ْافتَ َد ْت ِبه } [ البقرةه ‪. ] 229‬‬
‫ام َعلَ ْي ِه َما ِف َ‬
‫اللَّ ِه َف َال ُجنَ َ‬

‫وأما من السممنةهفحديث الابت بن قيس السممابَ‪ ،‬وفيه أن النبي ْمملى الله عليه وسمملم قا‬
‫ن‬
‫طليقة))‪.‬‬ ‫َ‬
‫الحديقة وطلِّ قها تَ‬ ‫اقب ِل‬
‫ْعم قا َ رسو ُ اللَّ ِه ه َ‬
‫عليه حديقتَ ُه ؟ قالَ ت ه َ‬
‫ِ‬ ‫ين‬
‫أترد َ‬
‫لهاه (( ِّ‬

‫حكمة مشروعية الخلع‪:‬‬

‫سمممممممبَ أن ذكرْما أن الشمممممممارع الحكيم جعمل الطالق بيمد الرجمل عتبمارات معقولمة‪ ،‬وقمد يلحَ‬
‫بالمرأة ىمرر في اسمتمرارية النكام‪ ،‬لسمو َُلُ َ الزوج أو رير ذلك‪ ،‬فشمرع لها حَ الفرقة منه‪،‬‬
‫مقمابمل قمدر معلوم من المما ‪ ،‬يتفقمان عليمه‪ ،‬قما ابن رشممممممممده "والفقمه أن الفمدا إْمما ُجعمل‬
‫أَّ‬ ‫للمرأة في مقمابلمة مما بيمد الرجمل من الطالق فمإْمه لمما جعمل الطالق بيمد الرجمل إذا َف َر‬
‫الخلع بيد المرأة إذا َف َركت الرجل"‪.‬‬
‫كرهها‪ -‬المرأة‪ ،‬جعل ُ‬

‫كبره‪،‬‬
‫لقه أو َُلُ ِقه‪ ،‬أو ِدينه أو لِ َ‬
‫لخ ِ‬
‫وقا ابن قدامةه "وجملة األمر أن المرأة إذا كرهت جوجها‪َ ،‬‬
‫أو َىممممم م ْع ِفم ِه‪ ،‬أو ْحو ذلمك‪ ،‬وَشممممم ميمت أ تِدَّ حَ اللمه تعمالى في طماعتمه‪ ،‬جماج لهما أن تخمالعه‬
‫عمدد الطلقمات التي‬ ‫ِب ِعوض‪ ،‬تفتمدَّ بمه ْفسممممم مهما منمه ‪ "...‬وحكم الخلع أْمه كمالطالق‪ ،‬ينق‬
‫يملكها الزوج‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫اللِ عان‬

‫تعريف اللعان‪:‬‬

‫اللِ عان في اللغةه مصمممدر عن‪ ،‬وهو من الطرد واإلبعاد‪ ،‬على سمممبيل السمممخ ‪ ،‬وهو مشمممتَ‬
‫من اللعن‪ ،‬ألن الزوج يلعن ْفسه في الخامسة‪ ،‬إن كان كاذبا‪.‬‬

‫وفي اإلصطالح‪:‬‬

‫قذف الرجل جوجته البالغة الحرة المسلمة بالزْا‪ ،‬أوْفيه ْسب ولدها منه‬

‫صفتــه‪:‬‬

‫وْممممممفة اللعانه أن يقو الزوج وهو قائمه أشممممممهد بالله لقد جْت جوجتي هذه‪ ،‬ويشممممممير إليها‬
‫ويكرر أربع مرات‪ ،‬ويقو في الخمامسممممممممةه أن لعنمة اللمه عليمه‪ ،‬إن كمان من الكماذبين‪ ،‬الم تقوم‬
‫علي فيمما رمماْي بمه من الزْما‪ ،‬وتكرر ذلمك أربع مرات‪،‬‬
‫المرأة وتقو ه أشممممم مهمد بماللمه لقمد كمذب َّ‬
‫عن‬ ‫أن رضمممب الله عليها‪ ،‬إن كان من الصمممادقين‪ ،‬ويسمممتحب أن توق‬
‫وتقو في الخامسمممةه َّ‬
‫التلفظ بالخامسة وتوعظ‪،‬ويقا لهاهعذاب الدْيا أهون لك من عذاب ا َرة‪.‬‬

‫شروط اللعان‪ :‬ويشترط في اللعان شروط منهاه‬

‫{أ) أن يكون اللعان من جوجين مكلفين‪ُ ،‬حرين عاقلين بالغين مسلمين‪.‬‬

‫{ب) أن يكون اللعان بحضرة اإلمام أو ْائبه‪ ،‬كالقاىي وْحوه‪.‬‬

‫{ج) أن يبدأ الزوج باللعان‪ ،‬الم تليه الزوجة‪.‬‬

‫حكمـه‪:‬‬

‫اللعان جائز‪ ،‬وهو مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع ‪.‬‬

‫دليله‪:‬‬

‫اج ُه ْم َولَ ْم َيكُ ْن لَّ ُه ْم ُشممم م َه َدِ ُ ِإ َّ َأ ُْف ُسممم م ُه ْم‬ ‫ون َأجْ َو َ‬
‫ين َي ْر ُم َ‬ ‫أما الكتاب ففي قوله تعالىه { َوالَّ ِذ َ‬
‫ين } { َوالْ َخ ِام َس م ُة َأ َّن لَ ْعنَ َة اللَّ ِه َعلَ ْي ِه ِإن‬ ‫الص م ِاد ِق َ‬ ‫ات ِباللَّ ِه ِإَّْ ُه لَ ِم َن َّ‬ ‫اد ُة َأ َح ِد ِه ْم َأ ْر َب ُع َش م َه َ‬
‫اد و‬ ‫َف َش م َه َ‬
‫ين }‬ ‫ات ِباللَّ ِه ِإَّْ ُه لَ ِم َن الْ كَ ِاذ ِب َ‬ ‫اب َأن تَ ْش َه َد َأ ْر َب َع َش َه َ‬
‫اد و‬ ‫ين } { َو َي ْد َر ُؤاْ َعنْ َها الْ َع َذ َ‬‫ان ِم َن الْ كَ ِاذ ِب َ‬‫كَ َ‬

‫[ النوره ‪. ] 9-6‬‬ ‫ين }‬


‫الص ِاد ِق َ‬ ‫{ َوالْ َخ ِام َس َة َأ َّن َر َض َب اللَّ ِه َعلَ ْي َهآ ِإن كَ َ‬
‫ان ِم َن َّ‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫ومن السنة النبوية‪:‬‬

‫الع ْي َالِْ َّي َجا َ ِإلَ ى َعا ِْم ِم‬ ‫اع ِد ََّّ‪َ ،‬أ َْ َب َر ُأه َأ َّن ُع َو ْي ِم نرا َ‬
‫حديث ْاب ِن ِشم َهابو ‪َ ،‬أ َّن َسم ْه َل ْب َن َسم ْع ود ال َّسم ِ‬
‫اْممم ُم‪َ ،‬أ َر َأ ْي َت َر ُج نال َو َج َد َم َع ْام َر َأتِ ِه َر ُج نال‪َ ،‬أ َي ْقتُ لُ ُه َفتَ ْقتُ لُ وَْ ُه‪َ ،‬أ ْم‬ ‫ْب ِن َع ِد ٍَّّ َ‬
‫األْْ َصممم ِار َِّّ‪َ ،‬ف َقا َ لَ ُهه َيا َع ِ‬
‫اْ ُم َع ْن َذلِ َك َر ُسو َ اللَّ ِه ﷺ‪َ ،‬ف َس ََ َ َع ِ‬
‫اْم َع ْن َذلِ َك َر ُسو َ اللَّ ِهﷺ‪،‬‬ ‫كَ ْي َ َي ْف َع ُل؟ َس ْل لِ ي َيا َع ِ‬
‫اْممم وم َما َسممم ِم َع ِم ْن َر ُسمممو ِ اللَّ ِه ﷺ‪،‬‬ ‫الم َسمممائِ َل َو َع َاب َها‪َ ،‬حتَّ ى كَ ُب َر َعلَ ى َع ِ‬ ‫َفكَ ِر َأ َر ُسمممو ُ اللَّ ِه ﷺ َ‬
‫اذا َقا َ لَ َك َر ُسمممو ُ اللَّ ِه ﷺ؟ َف َقا َ‬ ‫اْممم ُم‪َ ،‬م َ‬ ‫اْمممم ِإلَ ى َأ ْهلِ ِه‪َ ،‬جا َ ُع َو ْي ِمر َف َقا َ ه َيا َع ِ‬
‫َفلَ َّما َر َج َع َع ِ‬
‫الم ْس ََلَ َة الَّ تِ ي َس ََلْ تُ ُه َعنْ َها‪َ ،‬قا َ ُع َو ْي ِمره َواللَّ ِه َ‬
‫اْمه لَ ْم تَ َْتِ نِ ي ِب َخ ْي ور‪َ ،‬ق ْد كَ ِر َأ َر ُسو ُ اللَّ ِه ﷺ َ‬ ‫َع ِ‬
‫اس‪َ ،‬ف َقا َ ه َيا َر ُسمو َ‬ ‫َأْْ تَ ِهي َحتَّ ى َأ ْسم ََلَ ُه َعنْ َها‪َ ،‬ف ََ ْق َب َل ُع َو ْي ِمر َحتَّ ى َأتَ ى َر ُسمو َ اللَّ ِه ﷺ َو ْسم َ النَّ ِ‬
‫وْمم ُه‪َ ،‬أ ْم كَ ْي َ َي ْف َعمم ُل؟ َف َقمما َ َر ُسممممم مو ُ‬
‫اللمم ِه َأ َر َأ ْيمم َت َر ُج نال َو َجمم َد َم َع ْام َر َأ ِتمم ِه َر ُج نال‪َ ،‬أ َي ْقتُ ُلمم ُه َفتَ ْقتُ لُ َ‬
‫َّ‬
‫اذ َهم ْب َفم َْ ِت ِب َهما َقما َ َسممممم م ْهمله َفتَ َال َع مَن ا َو َأ مَْا َم َع‬
‫اح َب ِتم َك‪َ ،‬فم ْ‬ ‫ال مَّل ِهﷺ ‪َ :‬قم ْد َأْْ زَ َ ال مَّل ُه ِفي َ‬
‫مك َو ِفي َْممممم م ِ‬
‫اس ِعنْ َد َر ُسم مو ِ اللَّ ِه ﷺ‪َ ،‬فلَ َّما َف َر َرا‪َ ،‬قا َ ُع َو ْي ِمره كَ َذ ْب ُت َعلَ ْي َها َيا َر ُسم مو َ اللَّ ِه ِإ ْن َأ ْم َسم مكْ تُ َها‪،‬‬ ‫النَّ ِ‬
‫المتَ َال ِعنَ ْي ِن‪".‬‬ ‫"فكَ اَْ ْت تِ لْ َك ُسنَّ َة ُ‬ ‫َف َطلَّ َق َها َال َال نالا َق ْب َل َأ ْن َي َْ ُم َر ُأ َر ُسو ُ اللَّ ِه ﷺ‪َ ،‬قا َ ْاب ُن ِش َهابو ه َ‬

‫ما يترتب على اللعان‪:‬‬

‫ويترتب على اللعان بعد إيقاعه‪ ،‬عدة أمور منهاه‬

‫كذب ْفسممه‪ ،‬كما في قصممة ُعويمر‬


‫أ) الفرقة األبدية‪ ،‬فال ييوج أن يتزوجها بعد المالعنة ولو َّ‬
‫السم منة َب ْع ُد في المتالعنين أن‬
‫العيالْي‪ ،‬ولقو سمممهل بن سمممعد رىمممي الله عنهماه (مضمممت ا‬
‫أبدا )‬
‫ييتمعان ن‬ ‫يفرق بينهما‪ ،‬الم‬

‫أن ِهال ابن أمية قذف‬


‫الحد عن الزوجين‪ ،‬لحديث ابن عباس رىممممي الله عنهماه َّ‬
‫ِّ‬ ‫ب) سممممقوط‬
‫إمرأته عند رسمممممممممو الله ْملى الله عليه وسملم بشمريك بن َسم ْحممممممممما ‪ ،‬فقا النبي ْملى الله‬
‫))‪.‬‬ ‫البينة وإ حد في َظ ْهر‬
‫عليه وسلمه (( َّ‬

‫{ج) ْفي الولد عن الزوج وإلحاقه بالزوجة‪ ،‬لحديث ابن عمر رىي الله عنهماه أن النبي ْلى‬
‫عليه وسلَّ َم واْتفى من ولدها‬
‫ِ‬ ‫الله‬
‫النبي ْلَّ ى ُ‬
‫ِّ‬ ‫جمن‬
‫عن امرأتَ ُه في ِ‬
‫َ‬ ‫رجال‬
‫أن ن‬
‫الله عليه وسلم َّ‬
‫الولد ُبَ ِّم ِه‪.‬‬
‫َ‬ ‫وألحَ‬
‫َ‬ ‫يه وسلَّ َم‬
‫الله عل ِ‬
‫الله ْلَّ ى ُ‬
‫ِ‬ ‫ففر َق بينهما رسو ُ‬
‫َّ‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الرابع‬
‫أحكام الظهار واإليالء وإسالم أحد الزوجين‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫وحكمه‪.‬‬
‫َ‬ ‫• تَ عرف مفهوم الظهار‬
‫المظاهر بعد إيقاعه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫• تذكر ما يلزم‬
‫عرف مفهوم اإليالء وحكمه‪.‬‬
‫َ‬ ‫• تَ‬
‫• تتَ عرف على أحكام إسالم أحد الزوجين وأثره في عقد النكاح‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الظهار‬
‫ِّ‬

‫تعريف الظهار‪:‬‬

‫الظهار لغة‪ :‬مشتتتم من الظهرق لاا ابن منظور‪ :‬الظهر من كل شتتيء فالف البطنق والجمع‬
‫وظهارا‬
‫ً‬ ‫أظهر وظهور وظهرانق والظهار من النستتاءق وظاهر الرجل امرأتهق وظاهرتها مظاهرة‬
‫علي كظهر ذات رحمق لاا ابن لدامة‪" :‬وإنما فصتتتوا الظهر بذلن من بين ستتتا ر‬
‫إذا لاا‪ :‬هي َّ‬
‫ظهراق لحصتتتوا الركوس على ظهره في األ‪،‬لفق فشتتتبهوا‬
‫ً‬ ‫األعضتتتاءق ألن كل مركوس يستتتمى‬
‫الزوجة بذلن"‬

‫تطالحا‪ :‬أما تعريف الظهار في اصتتتطالح الفقهاء فهو‪" :‬أن يشتتتبه امرأته أو عضتت ًتوا‬
‫ً‬ ‫تعريفه اصتت‬
‫منهتا بمن تحرم عليتهق ولو إلى أمدق كأفت زوجته أو بعضو منها ‪."...‬‬

‫ين‬‫حكمته‪ :‬الظهتار محرم بتالكتتاس والستتتتت تنتةق لتاا ابن لتدامتة‪" :‬وهو محرم لقولته تعتالى‪ :‬ا تَّل ِذ َ‬
‫ون‬ ‫ون ِمنكُ ْم من ن َستئ ِ ِه ْم َّما ُه َّن ُأ َّم َهاتِ ِه ْم ِإ ْن ُأ َّم َهاتُ ُه ْم ِإ ََّّ َّ‬
‫الال ِ ي َولَ ْدنَ ُه ْم َو ِإنَّ ُه ْم لَ َي ُقولُ َ‬ ‫اه ُر َ‬
‫ُي َظ ِ‬
‫ور } [ المجادلة‪ :‬آية ‪. ]2‬‬ ‫ورا َو ِإ َّن اللَّ َه لَ َع ُف ٌّو َ‪ُ ،‬ف ٌ‬
‫ُمنكَ ًرا م َن الْ َق ْو ِا َوزُ ً‬

‫ولاا ابن القيم‪" :‬والظهار حرام َّ يجوز اإللدام عليهق ألنه كما أفبر الله عنه منكر من القوا‬
‫وزور ‪"..‬‬

‫ون ِمنكُ ْم من‬ ‫اه ُر َ‬‫ين ُي َظ ِ‬‫ودليل تحريمه من الكتاس والستتتتتنةق فأما الكتاس‪ :‬فقوله تعالى‪ :‬الَّ ِذ َ‬
‫ون ُمنكَ ًرا م َن الْ َق ْو ِا‬ ‫ن َستتتتتتتئ ِ ِه ْم َّمتا ُه َّن ُأ َّم َهتاتِ ِه ْم ِإ ْن ُأ َّم َهتاتُ ُه ْم ِإ ََّّ َّ‬
‫الال ِ ي َو َلت ْدنَ ُه ْم َو ِإنَّ ُه ْم لَ َي ُقولُ َ‬
‫ون لِ َما َلالُ واْ َفتَ ْح ِر ُير َر َل َب ٍة‬
‫ود َ‬ ‫ون ِمن ن َستئ ِ ِه ْم ُث َّم َي ُع ُ‬ ‫اه ُر َ‬ ‫ين ُي َظ ِ‬‫ور} َوالَّ ِذ َ‬ ‫ورا َو ِإ َّن اللَّ َه لَ َع ُف ٌّو َ‪ُ ،‬ف ٌ‬‫َوزُ ً‬
‫ير } المجادلة‪ :‬آية ‪2‬ق‪.)3‬‬ ‫ون َف ِب ٌ‬
‫ون ِب ِه َواللَّ ُه ِب َما تَ ْع َملُ َ‬
‫وع ُظ َ‬ ‫ئسا َذلِ كُ ْم تُ َ‬ ‫من َل ْب ِل َأن َيتَ َم َّ‬

‫بن‬
‫أوس ُ‬
‫تاهر مني زَ وجي ُ‬
‫وأمتتا من الستتتتتتتنتتة‪ :‬فحتتديتتل فولتتة بنتتت متتالتتن بن ثعلبتتة لتتالتتت‪ :‬ظت َ‬
‫عليه‬
‫ِ‬ ‫ورستتوا اللَّ ِه صتتلَّ ى اللَّ ُه‬
‫ُ‬ ‫ليه‬
‫عليه وستتلَّ َم أشتتكو ِإ ِ‬
‫ِ‬ ‫رستتوا اللَّ ِه صتتلَّ ى اللَّ ُه‬
‫َ‬ ‫امت َف ِج ْت ُت‬
‫الصتت ِ‬
‫َّ‬
‫القرآن َل ْد َستتت ت ِم َع‬
‫ُ‬ ‫نزا‬
‫ابن عم ِن فما َب ِر ْح ُت حتَّ ى َ‬
‫ويقوا اتَّ قي اللَّ َه ف نَّ ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫فيه‬
‫يجادلُ ني ِ‬
‫ِ‬ ‫وستتتتتلَّ َم‬
‫توم‬
‫فيصتتتتتت ُ‬ ‫رلب ًتة لتا تَلت َّ َي ِجت ُد ل َ‬
‫تاا َ‬ ‫تاا ُيعتِ ُم َ‬
‫رف فق َ‬
‫الف ِ‬
‫ال تَّل ُه َل ْو َا الَّ تِ ي تُ َجت ِاد تُل َن ِفي زَ ْو ِج َهتا إلى َ‬
‫ين‬
‫طع ْم ستتتتت َ‬
‫لاا َف ُلي ِ‬
‫تيام َ‬
‫به ِمن صتتت ٍ‬ ‫كبير ما ِ‬
‫تيب ٌ‬ ‫توا اللَّ ِه إنَّ ُه شتتت ٌ‬
‫ين لالَ ْت يا رستتت َ‬
‫تاب َع ِ‬ ‫َشتت ت ْه ِ‬
‫رين ُمتَ ِ‬
‫لت يا‬
‫مر ُل ُ‬‫بع َر ٍ من تَ ٍ‬
‫تذ َ‬ ‫به لالَ ت ُ‬
‫فأتِ َي ستتتتتاعتَ ٍ‬ ‫عند ُن ِمن شتتتتتيءٍ يتَ صتتتت َّتد ُ ِ‬
‫ِمستتتتتكينً ا لالَ ْت ما َ‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫ين مستتكينً ا‬
‫عنه ستتت َ‬
‫فأيعمي ِبها ُ‬
‫ِ‬ ‫اذهبي‬
‫نت َ‬‫أحستت ِ‬
‫لاا لد َ‬
‫آفر َ‬
‫َ‬ ‫رستتوا اللَّ ِه ف ني أعينُ ُه ِب َع َر ٍ‬
‫َ‬
‫ابن عم ِن))‪.‬‬ ‫وارجعي إلى ِ‬ ‫ِ‬

‫ألفاظ الظهار‪:‬‬

‫علي كظهر أمي"ق وهتذا هو المتذكور في‬


‫تت ك‬
‫يقع الظهتار بلفظته الصتتتتتتتري ق كقوا الرجتل‪" :‬أن ِ‬
‫ون ِمنكُ م من ن َسا ِ ِهم}ق وَّ فالف بين العلماء في أن الظهار يقع‬
‫اه ُر َ‬
‫ين ُي َظ ِ‬
‫لوله تعالى‪ :‬الَّ ِذ َ‬
‫علي كظهر فتالتيق وعمتي ونحو‬
‫تت َّ‬
‫بهتذا اللف ق وافتلفوا في ‪،‬يرهقكقوا الرجتل لزوجتته‪ :‬أن ِ‬
‫ذلن" فذهف جمهور أهل العلم إلى أنه ظهارق لاا الحستتتن البصتتترظ‪ :‬من ظاهر بذات محرم‪:‬‬
‫أفتق أو فالةق أو عمةق فهو ظهار"‪.‬‬

‫مايلزم المظاهر‪:‬‬

‫يلزم المظاهر الكفارةق وهي على الترتيفق فيعتم رلبةق ف ذا لم يجد الرلبة فيصتتوم شتتهرين‬
‫متتابعينق وإذا لم يستتتتطع الصتتتيامق فيطعم ستتتتين مستتتكينً ا كما نصتتتت ا ية على ذلن في‬
‫ون لِ َما َلالُ واْ َفتَ ْح ِر ُير َر َل َب ٍة من َل ْب ِل َأن‬ ‫ون ِمن ن َستتتت تئ ِ ِه ْم ُث َّم َي ُع ُ‬
‫ود َ‬ ‫اه ُر َ‬
‫ين ُي َظ ِ‬
‫لوله تعالى‪َ :‬والَّ ِذ َ‬
‫ام َش ت ْه َر ْي ِن ُمتَ تَ ِاب َع ْي ِن‬
‫ون َف ِب ٌير } َف َمن لَّ ْم َي ِج ْد َف ِص ت َي ُ‬ ‫ون ِب ِه َواللَّ ُه ِب َما تَ ْع َملُ َ‬
‫وع ُظ َ‬ ‫ئس تا َذلِ كُ ْم تُ َ‬ ‫َيتَ َم َّ‬
‫ين ِم ْستتتكِ ينً ا َذلِ َن لِ تُ ْ ِمنُ واْ ِباللَّ ِه َو َر ُستتتولِ ِه‬ ‫ام ِستتتت َ‬ ‫ئستتتا َف َمن لَّ ْم َي ْستتتتَ ِط ْع َف ِ ْي َع ُ‬ ‫ِمن َل ْب ِل َأن َيتَ َم َّ‬
‫يم } المجادلة ‪3‬ق‪. )4‬‬ ‫اس َألِ ٌ‬ ‫ين َع َذ ٌ‬ ‫اف ِر َ‬
‫ود اللَّ ِه َولِ لْ كَ ِ‬‫َوتِ لْ َن ُح ُد ُ‬

‫ويحرم عليه جماع زوجته التي ظاهر منها لبل الكفارةق لآلية‪ِ :‬من َل ْب ِل َأن َيتَ َم َّ‬
‫استتتتتا} لاا ابن‬
‫القيم‪ َّ" :‬يجوز وطء المظاهر منها لبل التكفير ‪"...‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫اإليالء‬

‫تعريف اإليالء‪:‬‬

‫اإليالء لغة‪ :‬مصدر آلى يولي إيالءق وهو بمعنى الحلف واَّمتناع‪.‬‬

‫أما في اصطالح الفقهاء‪:‬‬

‫فهو الحلف على ترك وطء الزوجة‪ ,‬أو هو‪ :‬حلف الزوج بالله أو بصتتتتفة من صتتتتفاتهق على ترك‬
‫لربان زوجته مدة أربعة أشهر فأكثر‪.‬‬

‫ولاا الترمذظ‪ :‬اإليالء هو‪ :‬أن يحلف الرجل أَّ يقرس امرأته أربعة أشهر فأكثر‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬

‫حكم اإليالء في الشتتتترع‪ :‬أصتتتتله اإلباحةق فقد أباح الله تعالى اإليالءق لكن حدده بمدة َّ تزيد‬
‫ترارا‬
‫عن أربعة أشتتتتتهرق فقد كانوا في الجاهلية ي لون كيف شتتتتتا واق ولو لستتتتتنين عديدةق إضتتتت ً‬
‫بالمرأةق فجاء اإلسالم بتحريم اإليالءق إذا كان القصد منه اإلضرار بالمرأة‪.‬‬

‫دليله‪:‬‬

‫ون ِمن ن َستتتتت تئ ِ ِه ْم تَ َر ْب ُب َأ ْر َب َعت ِة َأ ْشتتتتت ت ُه ٍر َفت ِ ْن‬


‫ين ُي ْ لُ َ‬
‫ودليلته من القرآن الكريم لولته تعتالى‪ :‬ل تَّل ِذ َ‬
‫يم} [ا لبقرة ‪.]227- 226‬‬
‫َعلِ ٌ‬ ‫يع‬
‫الط َال َ َف ِ َّن اللَّ َه َس ِم ٌ‬
‫يم }ق َو ِإ ْن َعزَ ُمواْ َّ‬
‫ور َّر ِح ٌ‬
‫َف ُئءوا َف ِ َّن اللَّ َه َ‪ُ ،‬ف ٌ‬

‫شهرا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫رسوا اللَّ ِه ِمن نِ سا ِ ه‬
‫ُ‬ ‫(آلى‬
‫وأما من السنة فحديل أنس بن مالن رضي الله عنه لاا‪َ :‬‬

‫حكمة مشروعيته‪:‬‬

‫اإليالء نوع من العالج لبعض حاَّت نشتوز المرأة وتمردهاق فقد شترع اإلستالم تأديف المرأة‬
‫أيضتتاق فقد أباح الشتتتارع للزوج أن يولي‬
‫الناشتتتز بالهجر في المضتتتاجعق فكذلن اإليالء هجر لها ً‬
‫من زوجتهق إذا ظهر منها نشتوز أو إعرافق لكن حدده بمدة معلومةق وهي أربعة أشتهرق لرفع‬
‫"أدركت بضتعة عشتر‬
‫ُ‬ ‫الضترر عنهاق فيحرم الزيادة على المدة المضتروبةق لاا ستليمان بن يستار‪:‬‬
‫رجال من الصحابةق كلهم يولف المولي" يعني بعد أربعة أشهر‪.‬‬
‫ً‬

‫ولاا ابن القيم‪ :‬وألن الله جعل له مدة أربعة أشتتتتتهرق وبعد انقضتتتتتا هاق إما أن يطلقواق وإما‬
‫أن يفي وا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫إسالمِّأحدِّالزوجينِّوأثرهِّ‬
‫فيِّعقدِّالنكاح‬

‫النكتاحق افتالف التدينق فقتد منع الشتتتتتتتارع الحكيم من الزواج بتالمشتتتتتتتركتة في لوله‬ ‫من ُفر‬
‫[ البقرة‪. ]221:‬‬ ‫ات َحتَّ ى ُي ْ ِم َّن }‬
‫تعالى‪َ :‬و ََّ تَ نْ كِ ُحواْ الْ ُم ْش ِركَ ِ‬

‫ين ُأوتُ واْ‬ ‫ام َّال ت ِذ َ‬


‫‪،‬ير أنتته أبتتاح الزواج من الكتتتابيتتة َّعتبتتارات معينتتة في لولتته تعتتالى‪َ :‬و َي َع ت ُ‬
‫ين ُأوتُ واْ‬
‫ات ِم َن الَّ ِذ َ‬ ‫ات ِم َن الْ ُم ْ ِمنَ ِ‬
‫ات َوالْ ُم ْح َصتنَ ُ‬ ‫امكُ ْم ِح ٌّل لَّ ُه ْم َوالْ ُم ْح َصتنَ ُ‬
‫اس ِح ٌّل لَّ كُ ْم َو َي َع ُ‬
‫الْ كِ تَ َ‬
‫ين َو ََّ ُمتَّ ِخ ِذظ َأ ْف َد ٍ‬
‫ان َو َمن‬ ‫اف ِح َ‬
‫ين َ‪ْ ،‬ي َر ُم َستتت ت ِ‬ ‫وه َّن ُأ ُج َ‬
‫ور ُه َّن ُم ْح ِصتتت تنِ َ‬ ‫اس ِمن َل ْبلِ كُ ْم ِإ َذآ آتَ ْيتُ ُم ُ‬
‫الْ كِ تَ َ‬
‫} [ الما دة‪.] 5 :‬‬ ‫ين‬
‫اس ِر َ‬
‫ان َف َق ْد َح ِب َط َع َملُ ُه َو ُه َو ِفي ا ِف َر ِة ِم َن الْ َخ ِ‬
‫يم ِ‬
‫اإل َ‬
‫َيكْ ُف ْر ِب ِ‬

‫كتابيا أو ‪،‬يره في لوله تعالى‪:‬‬


‫ً‬ ‫حرم اإلسالم زواج المسلمة بالكافرق سواء كان‬
‫وكذا ك‬

‫[ البقرة‪.] 221 :‬‬ ‫ين َحتَّ ى ُي ْ ِمنُ واْ }‬


‫َو ََّ تُ نْ كِ ُحواْ الْ ُم ِش ِركِ َ‬

‫الفرقة بسبب اختالف الدين على النحو اآلتي‪:‬‬


‫وتتلخص ُ‬

‫‪ .1‬إذا أستتتتتتتلم الزوجتان م ًعتا أو أحتدهمتاق فهمتا على نكتاحهمتا فت ن كتان بينهمتا محرميتةق كتأن‬
‫بينهمتاق وهتذا محتل‬ ‫تكون أفتته من النستتتتتتتف أو الرضتتتتتتتاعق أو فتالتته أو عمتتهق ونحو ذلتنق ُفر‬
‫إجماع بين األمة ‪.‬‬

‫لاا ابن القيم‪ :‬ف ذا أستتلما وبينها وبينه محرمية من نستتف أو رضتتاع أو صتتهرق أو كانت أفت‬
‫حرم الجمع بينها وبينهق ُفر بينهما ب جماع األمة)‬
‫الزوجةق أو عمتها أو فالتهاق أو من َي ُ‬

‫‪ .2‬وإذا أستتتتتتتلم الزوج وحتدهق وكتانتت الزوجتة كتتابيتةق بقي الزواج كمتا هوق لعتدم وجود المتانعق‬
‫ألن الله تعالى أباح الزواج من الكتابية كما سبم ‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا أﺳـــــﻠﻢ اﻟﺰوج ﻗﺒﻞ اﻟﺰوﺟﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺰوﺟﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إذا اﻧﻘﻀﺖ‬
‫ﻮﻫ ﱠﻦ ِإﻟَ ﻰ اﻟْ ﻜُ ﱠﻔﺎر َﻻ ُﻫ ﱠﻦ ِﺣ ﱞﻞ ﻟﱠ ُﻬ ْﻢ َو َﻻ ُﻫ ْﻢ‬ ‫ﺎت َﻓ َﻼ ﺗَ ْﺮ ِﺟ ُﻌ ُ‬ ‫ﻮﻫ ﱠﻦ ُﻣ ْﺆ ِﻣﻨَ ٍ‬ ‫}ﻓ ِﺈ ْن َﻋﻠِ ْﻤﺘُ ُﻤ ُ‬ ‫اﻟﻌــﺪة ﻟﻶﻳــــﺔ‪َ :‬‬
‫ـﻮر ُﻫـ ﱠـﻦ َو َﻻ‬ ‫ﻮﻫ ﱠﻦ ُأ ُﺟـ َ‬ ‫ﺎح َﻋﻠَ ْﻴﻜُ ْﻢ َأن ﺗَ ﻨﻜِ ُﺤ ُ‬
‫ﻮﻫ ﱠﻦ ِإ َذا آﺗَ ْﻴﺘُ ُﻤ ُ‬ ‫ﻧﻔ ُﻘﻮا َو َﻻ ُﺟﻨَ َ‬ ‫ﻮﻫﻢ ﱠﻣﺎ َأ َ‬ ‫ﻮن ﻟَ ُﻬ ﱠﻦ َوآﺗُ ُ‬ ‫َﻳ ِﺤﻠﱡ َ‬
‫ﻧﻔ ْﻘﺘُ ْﻢ َوﻟْ َﻴ ْﺴ َﺄﻟُ ﻮا َﻣﺎ َأ َ‬
‫ﻧﻔ ُﻘﻮا َٰذﻟِ ﻜُ ْﻢ ُﺣﻜْ ُﻢ اﻟﻠﱠ ِﻪ َﻳ ْﺤﻜُ ُﻢ َﺑ ْﻴﻨَ ﻜُ ْﻢ‬ ‫اﺳ َﺄﻟُ ﻮا َﻣﺎ َأ َ‬‫ﺗُ ْﻤ ِﺴﻜُ ﻮا ِﺑ ِﻌ َﺼ ِﻢ اﻟْ ﻜَ َﻮ ِاﻓ ِﺮ َو ْ‬
‫ﻴﻢ{ ]اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ‪[10 :‬‬
‫ﻴﻢ َﺣﻜِ ٌ‬
‫َواﻟﻠﱠ ُﻪ َﻋﻠِ ٌ‬
‫أيضاق إذا انقضت العدة لآلية السابقة‪.‬‬
‫‪ .4‬وإذا أسلمت الزوجةق ولم ُيسلم الزوجق ُف كر بينهما ً‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫الخطبة وأحكامها العامة‬
‫ِ‬

‫الدرس الخامس‬
‫الع َّدة وأحكامها‬
‫ِ‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫األهداف القياسية‬

‫قادرا على أن‪:‬‬


‫ً‬ ‫عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الموضوع ستكون‬

‫• تَ عرف مفهوم العدة‪.‬‬


‫• تبين حكمها ودليلها من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫الحكمة من مشروعية العدة‪.‬‬
‫• تَ ذكر ِ‬
‫الع َدد‪..‬‬
‫• تعدد أنواع ِ‬
‫• تَ تعرف على بعض المخالفات الشرعية التي تقع فيها بعض النساء في العدة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الع َّـدة‬
‫ِ‬

‫تعريف العدة‪:‬‬

‫العدة في اللغة‪ :‬بكسرر العين‪ ،‬مأخوذة من العدد‪ ،‬ألن المعتدة تعدد الشرهر‪ ،‬قال الجوهري‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ِع َّدة المرأة أيام أقرائها‪ ،‬وقد اعتَ َّدت‪ ،‬وان َق َضت ِع َّدتها‪ ،‬والمرأة معتدة‪.‬‬

‫‪ :‬هي التربص المحدود شررررعا‪ ،‬أو هي‪ :‬مدة تتربص فيها المرأة عقب وقوع‬ ‫وفي اإلصرررط‬
‫سبب الفرقة‪ ،‬فتمتنع عن التزويج فيه‪.‬‬

‫حكمها ودليلها ‪:‬‬

‫العدة واجبة على كل امرأة مسرررررررلمة‪ ،‬أو كتابية‪ ،‬بنص الكتاب والسرررررررنة‪ ،‬فدليلها من الكتاب‬
‫يأي َها النَّ ِب ُّي ِإ َذا َطلَّ قتم النِّ َسر ر َء َف َطلِّ قوه َّن لِ ِع َّدتِ ِه َّن َو َأحار روا ال ِع َّد َة َواتَّ قوا اللَّ َه‬
‫قوله تعالى‪ُّ { :‬‬
‫اح َشررررر ر ِّة ُّم َب ِّينَ ِّة َوتِ ل َو حدود اللَّ ِه َو َمن‬ ‫َر َّبكم َال تخ ِرجوه َّن ِمن بيوتِ ِه َّن َو َال َيخرج َن ِإ َّال َأن َيأتِ َ‬
‫ين ِب َف ِ‬
‫و َأمرا } [الط ق‪]1:‬‬ ‫ود اللَّ ِه َف َقد َظلَ َم نَ ف َسه َال تَ د ِرى لَ َع َّل اللَّ َه يح ِدث َبع َد َذلِ َ‬ ‫َيتَ َع َّد حد َ‬

‫ون َأز َواجا َيتَ َر َّبارر َن ِب َأنف ِسرر ِه َّن َأر َب َع َة َأشرره ِّر َو َعشرررا‬
‫ين يتَ َو َّفو َن ِمنكم َو َي َذر َ‬
‫وقوله تعالى‪َ { :‬والَّ ِذ َ‬
‫ون‬
‫وف َوال َّلره ِب َمرا تَ ع َمل َ‬ ‫َفر ِِ َذا َبلَ غ َن َأ َجلَ ه َّن َف َ ج َنرا َ َعلَ يكم ِفي َمرا َف َعل َن ِفي َأنف ِسررررر ر ِه َّن ِبرال َمعر ِ‬
‫ير } [البقرة ‪]234‬‬
‫َخ ِب ٌ‬

‫وأما من السرررنة ‪ :‬فقوله عليه الاررر ة والسررر م لفاطمة بنت قيس‪(( :‬اعتدي في بيت ابن‬
‫أم مكتوم))‪.‬‬

‫الحكمة من مشروعية العدة‪:‬‬

‫لقد شرع الله العدة‪ ،‬وألزم المرأة بها‪ ،‬لِ ِحكَ ِّم عظيمة‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة براءة الرحم حتى ال تختلط األنساب‪.‬‬

‫المطلَّ قرة‪ ،‬ط قرا رجعيرا إذا‬


‫َ‬ ‫مردة‪ ،‬ليتمكن فيهرا من مراجعرة زوجتره‬ ‫المطلِّ‬
‫َ‬ ‫‪ .2‬إمهرال الزو‬
‫رغب فيها‪.‬‬

‫‪ .3‬تعظيم خطر عقد النكا ‪ ،‬ورفع قدره‪ ،‬وإظهار شرفه ومنزلته‪.‬‬

‫الحداد عليه‪ ،‬وإظهار األسف على فراقه‪.‬‬


‫‪ .4‬تمكين الزوجة المتوفى عنها زوجها من ِ‬

‫‪ .5‬مراعاة شعور أهل الميت‪،‬إذا كانت متوفى عنها زوجها‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫العدد‪:‬‬
‫أنواع ِ‬

‫تختلف أنواع العردة على حسررررررررب حرال المرأة ونوع الفراق‪ ،‬من ط ق‪ ،‬أو موت الزو ونحو‬
‫ذلو‪ ،‬وهي على أقسام ث ثة ‪:‬‬

‫العدة بواع الحمل‬ ‫العدة بالقروء‬ ‫العدة باألشهر‬

‫أوًل‪ :‬العدة باألشهر‪ ،‬والنساء المعتدات باألشهر صنفان‪:‬‬


‫ً‬

‫(أ)المطلقرة التي ال تحيض‪ ،‬سرررررررواء كرانرت يرائسرررررررة كرالكبيرة في السرررررررن‪ ،‬أو كرانرت ال تحيض‬
‫يض ِمن نِّ َسرر ئِ كم ِإ ِن‬
‫لاررغرها‪ ،‬وعدتهن ث ثة أشررهر‪ ،‬لاررري ا ية ‪َ { :‬وال َّ ئِ ي َيئِ سرر َن ِم َن ال َم ِح ِ‬
‫ارتَ بتم َف ِع َّدته َّن َث َ َثة َأشه ِّر َوال َّ تِ ي لَ م َي ِحض َن } [الط ق‪] 4 :‬‬

‫ين‬
‫(ب)المتوفى عنها زوجها‪ ،‬إذا لم تكن حام ‪ ،‬وعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام‪ ،‬لآلية { َوالَّ ِذ َ‬
‫ون َأز َواجا َيتَ َر َّبا َن ِب َأنف ِس ِه َّن َأر َب َع َة َأشه ِّر َو َعشرا } [ البقرة ‪]234:‬‬
‫يتَ َو َّفو َن ِمنكم َو َي َذر َ‬

‫ثرانيرا‪ :‬العردة برالقروء‪ ،‬والقروء جمع قرء‪ ،‬واختلف العلمراء فيره‪ ،‬فقيرل‪ :‬هو الحيض‪ ،‬وقيرل‪ :‬هو‬
‫الطهر‪ ،‬والمعترردات بررالقروء هن ذوات الحيض‪ ،‬أي كررل امرأة مطلقررة تحيض‪ ،‬ودليررل ذلررو‬ ‫ُّ‬
‫ا ية‪َ { :‬والم َطلَّ َقات َيتَ َر َّبا َن ِب َأنف ِس ِه َّن َث َ َث َة قروءِّ } {البقرة‪}228 :‬‬

‫ثرالثرا‪ :‬المعتردات بوارررررررع الحمرل‪ ،‬وهي‪ :‬كرل إمرأة حرامرل من زو إذا فرارقهرا الزو بط ق أو‬
‫ال َأ َجله َّن َأن َي َضع َن‬ ‫فسخ أو موت‪ ،‬فعدتها بتمام واع الحمل‪ ،‬لاري ا ية‪َ { :‬وأو َالت َ‬
‫األح َم ِ‬
‫َحملَ ه َّن } [الط ق‪]4 :‬‬

‫الع َّدة‪:‬‬
‫أحكام ِ‬

‫برالمعتردة المتوفى عنهرا زوجهرا بعض األحكرام‪،‬وهو( اإلحرداد) فمن ذلرو أنهرا تمتنع‬ ‫وتتعل‬
‫عن ا تي‪:‬‬

‫الطيب والزينة والكحل‪ ،‬ولبس الثياب المارربوغة ونحو ذلو‪ ،‬لحديث أم سررلمة رارري الله‬
‫‪ِّ .1‬‬
‫عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪)) :‬المتوفى عنها زوجها ال تلبس الم َعا َفر من‬
‫الثياب‪ ،‬وال الم َم َّش ‪ ،‬وال الحلِ ي‪ ،‬وال تختضب‪ ،‬وال تكتحل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .2‬وأيضرر را تجتنب لبس الذهب والحلي والمجوهرات‪ ،‬لحديث أم سررررلمة السرررراب ‪ ،‬وفيه {وال‬
‫الحلِ ي)‪.‬‬

‫‪ .3‬ويجرب عليهرا أيضرررررررا البيتوترة في بيتهرا‪ ،‬لحرديرث الفريعرة بنرت مرالرو‪ ،‬أن زوجهرا توفي ولم‬
‫يترك لها سرررركنا‪ ،‬فأرادت أن تسرررركن مع أهلها‪ ،‬فقال لها الرسررررول صررررلى الله عليه وسررررلم ‪:‬‬
‫وعشرررا‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫أرب َعة أش رهر َ‬
‫أجلَ ه)) قالت‪ :‬فاعتَ ددت فيه َ‬
‫((امكثِ ي في بيتِ ِو حتى يبل َغ الكِ تَ اب َ‬
‫إلي فسألني عن ذلو‪َ ،‬فأخبرته‪ ،‬فاتَّ بعه وقضى به‪.‬‬
‫فلما كان عثمان بن َع َّفان أرسل َّ‬
‫َّ‬

‫أما الخرو نهارا لقضاء حوائجها الضرورية‪ ،‬فقد أذن لها الشارع الحكيم بذلو‪ ،‬إذا لم يكن لها‬
‫من يخردمهرا‪ ،‬روى جرابر بن عبرداللره راررررررري اللره عنره قرال ‪ :‬طلِّ َقرت خرالتي ث ثرا‪ ،‬فخرجرت تَ ج ُّرذ‬
‫نخلهرا‪ ،‬فلقيهرا رجرل فنهراهرا‪َ ،‬فر َذكَ َرت ذلرو للنبي صرررررررلى اللره عليره وسرررررررلم‪ ،‬فقرال ‪(( :‬اخرجي‬
‫تادقي منه‪ ،‬أو تفعلي خيرا))‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فجذي نخلو‪ ،‬لعلَّ و أن‬
‫ِّ‬

‫وأمرا المطلقرة من ط ق رجعي‪ ،‬ف إحرداد عليهرا‪ ،‬قرال ابن قردامرة‪" :‬وال إحرداد على الرجعيرة‬
‫بغير خ ف نعلمه‪ ،‬ألنها في حكم الزوجات‪ ،‬لها أن تتزين لزوجها وتستشرف له ليرغب فيها"‪.‬‬

‫وأمرا المطلقرة من ط ق برائن‪ ،‬ففي وجوب اإلحرداد عليهرا خ ف بين أهرل العلم‪ ،‬أظهرهرا‬
‫عدم الوجوب ‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬

‫بيانه‪ ،‬غير أنه انتشررررت في‬ ‫اإلحداد الذي شررررعه الله وارتضررراه للمرأة المسرررلمة هو ما سرررب‬
‫كثير من المجتمعات اليوم كثير من العادات والتقاليد التي تخالف شرررررررع الله المطهر‪ ،‬فمن‬
‫ذلو ‪ :‬اعتقاد كثير من النسررررراء أن للعدة لباسررر را خاصررر را بها‪ ،‬كلبس السرررررواد مث ‪ ،‬وأن المرأة‬
‫المحادة ال تغتسرل‪ ،‬وال تكنس بيتها‪ ،‬وال تخر في اروء القمر‪ ،‬وال تارعد إلى سرط البيت‪،‬‬
‫وال تكلم محارمها‪ ،‬وال تكشف لهم‪ ،‬وال ترد على الهاتف‪ ،‬وال تنظر إلى المرآة‪ ،‬وأنها تفترش‬
‫األرض مدة إحدادها‪ ،‬وال تجلس على بسررررررا ‪ ،‬وغير ذلو من البدع والخرافات التي ال أصررررررل‬
‫لها في الشرع المطهر ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬

You might also like