You are on page 1of 9

‫‪ ‬أسس بناء ألمجتمع وعناية أ إلسالم بها‬

‫أ‪.‬نوف ألسامر‬ ‫أ‪.‬مؤيد ألصبيح‬


‫ألفصل ألدرأسي ألول‬
‫ألعام ألجامعي ‪2019‬‬
‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الفصل الثاني‬
‫اسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها‬
‫كيانا ً‬
‫قائما بذاته‪ ,‬البد له من اسس يبنى عليها‪ ،‬وتكاد تكون‬ ‫• إن اي مجتمع باعتباره ً‬
‫هذه االسس مشتركة بين المجتمعات كلها‪ ،‬بيد ان المجتمع اإلسالمي تميز عن غيره‬
‫في هذا المجال وكان تميزه من جهتين‪:‬‬
‫• أما ألولى‪ :‬فهو انه جعل العقيدة بكل مظاهرها والشريعة بكل احكامها االساس‬
‫اال كبر الذي تبنى عليه االسس االخرى‪ ،‬إذ ال قيمة الي اساس ال تكون العقيدة‬
‫والشريعة متمثلة فيه قائمة عليه‪.‬‬
‫• وأما ألثانية ‪ :‬فإنه بما اوجده من مواصفات‪ ،‬وبما وضعه من اعتبارات تجاه هذه‬
‫ً‬
‫االسس‪ ،‬فجاء هذا المجتمع متميزا بتميز اسسه ‪.‬‬
‫تابع ‪ :‬اسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها ‪:‬‬
‫• يمكن ألقول إأن ألسس ألعامة ألتي يقوم عليها بناء ألمجتمع أ إلسالمي– بعد ألساس‬
‫ألعقدي ألمهمين عليها – هي ‪:‬‬

‫• ‪ -1‬أ إلنسان ‪.‬‬

‫• ‪ -2‬ألروأبط ألجتماعية‪.‬‬

‫• ‪ -3‬ألضبط ألجتماعي‪.‬‬

‫• ‪ -4‬ألرض‬
‫وسنتحدث عن كل أساس على حدة ‪ ,‬فاول ألسس ألتي يبنى عليه ألمجتمع ‪:‬‬
‫تابع ‪ :‬اسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها ‪:‬‬
‫ألساس ألول ‪ :‬إألنسان ‪:‬‬ ‫•‬
‫عنى اإلسالم باإلنسان الفرد عناية ال مثيل لها‪ ،‬بغية ان يهيئه ليكون االساس االول في بناء المجتمع ‪،‬‬ ‫•‬
‫وبرزت هذه العناية اإللهية منذ الخلق والتكوين ‪ ،‬وابرز مظاهر عناية لإلنسان ‪:‬‬
‫أنه خلقه هللا سبحانه بيده‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫منحه ألعقل‪ ,‬وألحوأس‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ً‬
‫ـمخلوقا متمي ًزا ‪ ،‬وصار‬ ‫وقد ُ ًت ِّوجت هذه ألعناية بشريعة أ إلسالم ‪ ،‬وهذا ما جعل من هذا اإلنسان ـبحق‬ ‫ج‪-‬‬
‫خليقا الن يصبح خليفة هللا في االرض ‪.‬‬
‫لقد أسهم في تحقيق هذه ألغاية ألعظمى نزعتين وهما‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬ألنزعة ألفردية ‪ :‬وهي التي تجعله يحب الخير لنفسه ويدفع الشر عنها‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬وألنزعة ألجتماعية‪:‬وهي التي تدفعه إلى صف الجماعة وحضن المجتمع‪.‬‬ ‫•‬
‫يضاف إلى هذه الدوافع الفطرية‪ ،‬دوافع مكـتسبة اوجدها الشارع الحكيم من خالل تشريعات وتكاليف‬ ‫•‬
‫خوطب بها الفرد‪ ،‬لها اتصال مباشر بالمجتمع‪.‬‬
‫تابع ‪ :‬اسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها ‪:‬‬
‫• ألساس ألثاني ‪ :‬ألروأبط ألجتماعية ‪:‬‬
‫• فطر اإلنسان على حب االنتماء إلى المجتمع‪ ،‬فهو يميل بطبعه إلى بني جنسه ويكره العزلة‪ ،‬وحيثما وجد تجمع‬
‫إنساني برزت الروابط االجتماعية ‪.‬‬
‫• إن هذه الروابط منها ما هو عالقات اجتماعية‪ ،‬مثل الصداقة والمصاهرة‪ ,‬ومنها ما هو عمليات اجتماعية اشد‬
‫ً‬
‫تعقيدا من سابقتها‪ ،‬مثل الجوار والصراع ‪ ،‬ومنهم من يقسم هذه الروابط إلى فطرية كالقرابة ‪ ،‬وإلى مكـتسبة‬
‫كالجوار ‪ ,‬والصداقة‪.‬‬
‫• إن اإلسالم يعتمد في بناء مجتمعه على قوة الرابطة التي يضعها بين المسلمين ويجعل منهم ً‬
‫جسما ً‬
‫واحدا يتجه‬
‫إلى غاية واحدة‪.‬‬
‫تابع ‪ :‬اسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها ‪:‬‬
‫• ألساس ألثالث ‪ :‬ألضبط ألجتماعي ‪:‬‬
‫• يؤثر االفراد بعضهم في بعض عندما يضمهم مجتمع واحد‪ ،‬فينشا عن هذا مجموعة من السلوكيات واالحاسيس‬
‫والتصورات‪ ،‬تختلف عما يفكر فيه الفرد ويحس به او يريده لنفسه ‪ ،‬يطلق عليها علماء االجتماع بالضبط‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫آ‬
‫• ويقصد بالضبط االجتماعي ‪ :‬ضرورة ألوعي بشعور ألخرين ‪ ،‬ومرأعاة حقوقهم وأنتهاج سلوك يتاثر بهذأ ألوعي‬
‫وهذأ ألسلوك ‪.‬‬
‫آ‬
‫• او يمكن تعريفه بانه مجموعة من ألسس وأل ليات ألتي تضبط سلوك أفرأد ألمجتمع‪.‬‬
‫وسائل الضبط االجتماعي‬
‫• ألضبط ألجتماعي له وسائل‪ ,‬وتنقسم إألى قسمين ‪:‬‬
‫ونواه ‪ ,‬وهو ما‬
‫‪ .1‬وسائل رسمية‪ :‬هو ما تفرضه الدولة او الحكومة على افراد شعب ما من اوامر ٍ‬
‫يسمى بالقانون والنظام‪ ,‬الذي تفرضه الدول على االفراد‪.‬‬
‫‪ .2‬وسائل غير رسمية‪ :‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫‪ ‬ألنوع ألول‪:‬‬
‫العادات والتقاليد ‪ ,‬فعادات المجتمع وتقاليده في الغالب تضبط سلوك االفراد‪.‬‬
‫‪ ‬ألنوع ألثاني‪:‬‬
‫الوازع الديني‪ ,‬او ما يسمى بالضمير‪.‬‬
‫تابع ‪ :‬أسس بناء ألمجتمع وعناية أ إلسالم بها ‪:‬‬
‫• ألساس ألرأبع ‪ :‬ألرض ‪:‬‬
‫• تعد االرض واحدة من االسس التي يبنى عليها المجتمع‪ ،‬وبيان هذا ‪ :‬ان هللا تعالى انزل اإلسالم باحكامه‬
‫وتشريعاته ليحكم في االرض‪ ،‬ويطبق على ارض الواقع‪ ،‬يمتثله الناس في شؤون حياتهم من اجل تقديم‬
‫انموذج حي ومثالي لمجتمع مسلم متميز‪.‬‬
‫• ولذا جاء في القران الكريم ان هناك عالقة وربط بين إقامة االحكام الشرعية وبين التمكين في االرض حيث قال‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ َّ آ ْ‬ ‫هللا تعالى ‪َّ :‬أل ِّذ َين أ ْن َّم َّك َّن ُاه ِّْ‬
‫ألص َال َة َوأ َت ُوأ َّألز َك َـاة َو َأ َم ُروأ ِّبال َم ْع ُرو ِّف َو َن َه ْوأ َع ِّن أل ُم ْن َك ِّر‬ ‫ض أقاموأ‬
‫ِّ‬ ‫ر‬‫أل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫َو ِّ َّ ِّّلِل َع ِّاق َب ُة ُأل ُمور [سورة الحج اية ‪ ]41:‬فقد سيقت االية الكريمة في مقام الشكر لبيان ان التمكين في االرض‬
‫يقتضي شكر هللا تعالى بإقامة احكامه التي امر بها بسبب زوال كـثير من العوائق‪.‬‬
‫ً‬
‫متكامال‪.‬‬ ‫ً‬
‫إسالميا‬ ‫ً‬
‫مجتمعا‬ ‫• النبي صلى هللا عليه وسلم لما هاجر إلى ارض المدينة‪ ,‬هاجر حتى يبني‬

You might also like