You are on page 1of 124

‫الدر ِاسيَّةُ‪ِ ،‬ع ْل ُم الح ِديث‪ ،‬املستوى (األول)‪.

‬‬ ‫العنوان‪ِ :‬‬
‫املناه ُج ِّ‬

‫الدر ِاسيَّة يف اململ حكة العربيَّة ُّ‬ ‫لميَّةُ تحه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ‬
‫املادة العِ ِ‬
‫ختصرة‪ :‬تُعتحبح ُر هذه َّ‬
‫السعوديَّة‬ ‫لمناه ِج ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫نُب َذةٌ ُم َ‬
‫ص بِ ِدراس ِة ِع ْل ِم ِ‬
‫الف ْق ِه‪ ،‬وهي‬ ‫ويات‪ِ ،‬‬
‫ومن ِض ْم ِن هذه َّ‬ ‫املو َّجه ِة لِلطُّاّل ِ‬
‫ب‪ ،‬وهي م حق َّسمةٌ على ِعدَّة مستح ٍ‬
‫املادة ما حَيتح ُّ ح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُح ح‬
‫األول ِمن املوضوعات واملسائِل ما يلي‪:‬‬ ‫اشتم حل عليه املستوى َّ‬ ‫وإن ِمن ِّ‬
‫أهم ما ح‬
‫قسمةٌ إىل ِ‬
‫مثاِن (‪ُ )8‬م ْستح حويات‪َّ ،‬‬ ‫ُم َّ ح‬
‫ومدى ُح ِّجيَّتِها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومكانحتها يف التَّش ِريع ح‬ ‫بحيان تا ِريخ ُّ‬
‫السنَّة ح‬ ‫‪-1‬‬
‫احله‪ ،‬وخصائِص كل مرحلحة‪ ،‬و ِ‬
‫املناهج اليت اتِّبِ حعت‬ ‫اعثِه‪ ،‬ومر ِ‬
‫السنَّة النَّبويَّة‪ ،‬وبو ِ‬
‫ال حكّلم حول تحد ِوين ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ا حْ ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫يف التَّ ْد ِوين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التَّع ِريف بِع ْل حمي الحديث ِروايحةً ودرايحةً‪ ،‬وأح حه ام ح‬
‫املصنَّفات فيه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ومراتِبِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التَّع ِريف بِعِْلم ِّ‬
‫الرجال‪ ،‬وبيا ُن ُشروط املتح حكلِّمني فيه‪ ،‬وتوضيح أحلْفاظ الحْرح والتَّعديل ح‬ ‫‪-4‬‬

‫وحبسب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫أحقْ ُ‬
‫وحبسب ُوصوله إلحْينا كاملتحواتر واآلحاد‪ ،‬ح‬
‫سام الحديث باعتبار قائله كاملرفوع واملوقوف‪ ،‬ح‬ ‫‪-5‬‬

‫الضعِيف‪ ،‬واملن حكر‪ ،‬و ا‬


‫الشاذ‪ ،‬واملوضوع‪ ،‬وغري‬ ‫تح حوفُّر ُشروط قحبولِه ِمن حع حد ِمها َّ‬
‫كالص ِحيح‪ ،‬والح حسن‪ ،‬و َّ‬

‫ذلك ِمن األنواع‪.‬‬

‫كل ِمْنهما‪.‬‬ ‫تح ْع ِريف التَّ حح امل واألحداء يف ِع ْلم ِّ‬


‫الروايحة‪ ،‬وبحيان طُُرق ا‬ ‫‪-6‬‬
‫نُب حذة حوحل ال حكّلم على التَّخ ِريج وطُرقِه‪ ،‬مع التَّمثِيل والت ِ‬
‫َّوضيج على سبيل االختِصار‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ُ‬ ‫ْ حْ‬

‫‪1‬‬
‫الحديث‬
‫يخ السنة وعلوم َ‬
‫تار ُ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪3‬‬
‫ال ُمقدمة‪:‬‬
‫حممد وعلى آله وصحبه‬ ‫ث حر ْححةً لِلعاملني‪ ،‬حسيِّدنا َّ‬ ‫السّلم على حمن بُعِ ح‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫رب العاملني‪ ،‬و َّ‬ ‫المد هلل ِّ‬ ‫ُ‬
‫وسلَّم تحسلِيماً كثرياً‪ ،‬اأما بعد‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫املدخل لِتا ِريخ ُّ‬
‫ناول‪ ،‬حم ْر ُج او‬ ‫ٍ‬
‫املشَّرفحة وعلوم الديث بأسلوب حس ْهل التَّ ُ‬ ‫السنَّ ِة ح‬ ‫فقد يح َّسحر اهللُ تعاىل كتابحةح هذا ح‬
‫الاجة إىل اإلملام بِه‪ ،‬وقد‬ ‫ومسيس ح‬
‫روع هذا العِْلم مع أهِّيَّتِه ِ‬
‫ح‬ ‫عقيدات‪ ،‬وذلك نحظحراً لِتح حش ُّعب فُ ِ‬ ‫الفائِ حدة‪ ،‬بعِيداً عن التَّ ِ‬
‫ح‬
‫ب وحيتاج إىل حم ْع ِرفحتِه‪ِ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫قدم هذا الكتاب من املباحث ما يح ُه َّم الطاال ح‬
‫ف الطاالِب ذلك‬ ‫وخلحفاً هبا لِيح ْع ِر ح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومدى اهتمام عُلماء األَُّمة حسلحفاً ح‬ ‫وح ِّجيَّتها وتا ِريخ تح ْد ِوينها‪ ،‬ح‬ ‫السنَّة ُ‬ ‫حمكانحة ُّ‬
‫ب‬ ‫اعها وفائِ حدهتا‪ ،‬وتا ِريخ تح ْد ِوينِها و حأهم ال ُكتُ ِ‬ ‫لوم ال ِديث مع ب ِ‬
‫يان أحنْو ِ‬ ‫الكتاب َّ ِ‬ ‫بِأحيس ِر ِعبارة وأحقحرِهبا‪ ،‬ويتحناول ِ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫مادة عُ ح‬ ‫ح‬ ‫ْح ح ح‬
‫املصنَّ حف ِة فيها‪.‬‬
‫ح‬
‫ِ ِ ِ‬
‫عندها حمن ال يح ْشتحغِل هبذا العِْلم وال ِيد هلا حم ْد حخّلً فحيح َّسر‬ ‫خاصة يحِقف ح‬ ‫لحات َّ‬ ‫صطح ٌ‬ ‫ولعُلحماء الحديث ُم ْ‬
‫يث يف كتبِه؛ لِي ع ِر ح ِ‬ ‫كيفيَّة قِراءة ِ‬
‫الد ِ‬ ‫قدم إفادةً ال بأس هبا عن ِ‬
‫ناول‬‫ف الطاالب كيف يحتح ح‬ ‫ُ حْ‬ ‫ح‬ ‫الكتاب ذلك‪ ،‬كما َّ ح‬ ‫ُ‬
‫يث دون أدىن حخلح ٍل يف قِراءحتِه‪.‬‬ ‫الد ح‬
‫ِ‬
‫ف الكتاب بِعِْلم ِر ِ ِ‬
‫يف بِأح حهم كتُبِه‪ ،‬وذلك ِّ‬
‫ميك ُن‬ ‫ا‬ ‫السنَّ ِة ح‬
‫املشَّرفحة مع التَّع ِر ِ‬ ‫ود ْوِره يف ِخ ْد حمة ُّ‬ ‫جال الحديث‪ ،‬ح‬ ‫ُ‬ ‫وعر ح‬
‫َّ‬
‫ف عن حح ِقي حقة ُرواة الديث وبحيان حد حر حجتِهم يف الفظ واإلتقان‪ ،‬و حغ ِريب الديث ماا يح ُه ام‬ ‫الطاالِب ِمن ال حك ْش ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ناول‬‫ومسالكه‪ ،‬كذلك علحل الديث من أح حج ال عُلوم الديث وأح َّدقها وأح ْعظحمها فائ حدةً فتح ح‬ ‫ب حم ْع ِرفحة كتُبِه ح‬ ‫الطاال ح‬
‫الكتاب ذلك بِطح ِري حق ٍة حس ْهلح ٍة ُميح َّسحرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إفادة عن‬ ‫قدم الكتاب ح‬ ‫الشريف‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ي لِلوقوف على حقي حقة ارواة الديث َّ‬ ‫ضروِر ا‬ ‫أمر ح‬
‫ِ‬
‫والرح والتَّعديل ٌ‬
‫املصنَّ حفة فيه‪ ،‬وذلك لِيح ُد ال‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ع ْلم خمتحلف الديث وأح حهم ال ُكتُب ح‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تناول‬
‫ومشروعيَّته‪ ،‬كما ح‬
‫ِ‬
‫األم ِر ح‬‫رورة هذا ْ‬ ‫ض ح‬ ‫ح‬
‫سامه باعتِباراته‬ ‫عار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع الديث وأحقْ ح‬ ‫ناوحل أحنْو ح‬
‫ض‪ ،‬كما تح ح‬ ‫ودفْع ما بينها من تح ُ‬ ‫ب على كيفيَّة المع بني األحاديث ح‬ ‫الطاال ح‬
‫وحبسب قائِلِه أحيْضاً‪ ،‬وقح َّدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫أقسامه حبح حسب ُوصوله إلينا‪ ،‬ح‬ ‫صّلً‪ ،‬و ح‬ ‫وو ْ‬
‫وض ْعفاً‪ ،‬وانقطاعاً ح‬ ‫املختحل حفة ِص َّحةً ح‬
‫الديث ِمن حمظانِّه‪ ،‬مع ِذ ْكر ال ُكتُب‬ ‫الديث‪ ،‬وهو أحمر م ِهم فحي ع ِرف هبا كيف تري ِج ِ‬ ‫رق حتْ ِريج ِ‬ ‫لِلطاالِب أحبسط طُ ِ‬
‫ٌْ ُ ا ح ْ‬ ‫ْح‬
‫الو ْسع‬ ‫املساع حدة على ذلك‪ ،‬ولحما كان ِذ ْكر األحمثِلحة ماا يساعِد على فحهم َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫حاولْنا ذلك قح ْد حر ُ‬ ‫املادة العلميَّة‪ ،‬فقد ح‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫أهم ما جاء فيه‪.‬‬ ‫يدة‪ ،‬و ا‬ ‫ث مبناقح حش ٍة ُم ِف ح‬ ‫و حذيَّْلنا كل مبح ٍ‬
‫ا حْ ح‬
‫وميح َّسحرة غري ُم حع َّق حدة فإنَّنا نح ْعتح ِقد َّ‬
‫أن‬ ‫صة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫تامة غري ناق ح‬ ‫صورة َّ‬‫ومهما بُذ حل من جمهود إلخراج هذا الكتاب يف ح‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫الو ْجه األح ْك حمل‪ ،‬واهلل من وراء‬ ‫دور هلم ما جاء فيه على ح‬ ‫وحده‪ ،‬ونحسأل اهللح أن يُ حوفِّق ويح ْشحرح ُّ‬
‫الص ح‬ ‫الكمال هللِ تعاىل ح‬ ‫ح‬
‫القصد وله المد يف األوىل واآلخرة‪ ،‬وله الكم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫القسم األول‪َ :‬مكانَة السنة في التشريع اإلسالمي‬

‫‪5‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف السنة‪:‬‬
‫السنَّة يف اللُّغة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫املعتادة‪ ،‬حح حسنحة كانت أم غري ذلك‪ ،‬وجحْعُها ُسنحن‪.‬‬ ‫الس حرية والطَِّريقة ح‬ ‫ِّ‬
‫رسول اهلل ‪ ((:‬حمن حس َّن يف اإلسّلم ُسنَّةً حح حسنحةً فلحه أح ْج ُرها وأح ْجر حمن حع ِمل هبا حمن بح ْع حده‬ ‫ويف الديث قال ُ‬
‫ومن حس َّن يف اإلسّلم ُسنَّةً حسيِّئحة فح حعلحْيه ِوْزرها وِوْزر حمن حع ِمل هبا))‪ .‬رواه‬ ‫ِ‬ ‫ِمن غ ِري أن ي ْن ُق ِ‬
‫ص من أُجوِرهم حشيء‪ ،‬ح‬ ‫ح ح‬
‫مسلم‪.‬‬
‫اصطّلح العُلحماء كما يلي‪:‬‬ ‫السنَّة يف ِ‬ ‫و ُّ‬
‫احملدثِني‪:‬‬
‫اصطّلح ِّ‬ ‫‪ -1‬يف ِ‬
‫ب ‪ِ ‬من قح ْوٍل أو فِ ْع ٍل أو تح ْق ِري ٍر أو ِص حف ٍة ِخ ْل ِقيَّ ٍة أو ُخلُِقيَّة أو ِس حرية‪ ،‬سواء كان قبل البِ ْعثحة‬ ‫((ما أثر عن النَّ ِّ‬
‫(من قح ْول)‪:‬‬ ‫أم ب ع حدها)) وهي هبذا مر ِادفحة للح ِديث على ما سيأيت‪ ،‬ومعىن‪ :‬أُثِر عن النَّب ‪ ‬أي‪ :‬نُِقل ورِوي عنه ِ‬
‫ح ُ ح‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫حْ‬
‫الدين‬ ‫السّلم‪ِّ ((:‬‬ ‫ب ‪ ‬يف العبادات واألخّلق واآلداب وغري ذلك‪ ،‬كقولِه عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬ ‫ِ‬
‫يح ْش حمل ما نُقل عن النَّ ِّ‬
‫يحة ))‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النَّص ح‬
‫الصحابحة عنه ‪ ‬يف العِبادات واألعمال و َّ‬
‫الش ِر حيعة و ُّ‬
‫السلوك‪.‬‬ ‫كل أحفْعالِه اليت نح حقلحها َّ‬ ‫ِ‬
‫(أو ف ْعل)‪ :‬يح ْش حمل ا‬
‫الصّلةح حرفح حع يح حديْه حح ْذو‬
‫رسول اهلل ‪ ‬كان إذا افْ تحتحح َّ‬ ‫أن ح‬ ‫كما نقل عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪َّ ((:‬‬
‫حمْن ِكبح ْيه )) (رواه مسلم)‪.‬‬
‫الصحابحة رضي اهلل عنهم شيئاً حبضوِره ‪ ‬ويح ْس ُكت عنه مع استِ ْحسانِه‬ ‫(والتَّق ِرير)‪ :‬يكون عندما يح ْف حعل َّ‬
‫له‪ ،‬أو ظُهور ما يح ُد ال على ِرضاه عنه‪.‬‬
‫ث حر ُجّلً على حس ِريَّة وكان يح ْقحرأ‬ ‫ب ‪ ‬بح حع ح‬ ‫مثال ذلك‪ :‬ما رواه البخاري عن عائشة رضي اهلل عنهما َّ‬
‫أن النَّ َّ‬
‫ألصحابِه يف صّلتِه فحيختِم بِ‪ ":‬قُل هو اهلل أححد " فلما رجعوا ذح حكروا ذلك للنَّب ‪ ‬فقال‪ ((:‬سلُوه ألي ٍ‬
‫شيء‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫ا حح‬ ‫ُ ح‬ ‫حْ‬ ‫ح‬
‫أخبوه َّ‬
‫أن اهللح حيبُّه‬ ‫الرحن‪ ،‬وأنا أُ ِحب أن أقرأح هبا‪ ،‬فقال النَّب ‪ِ ((:‬‬ ‫ألّنا ِص حفة َّ‬ ‫صنحع ذلك ؟))‪ ،‬فسألوه فقال‪َّ :‬‬ ‫يح ْ‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫الر ُج ِل ُم ْشعٌِر بأنَّه أحقح َّر على ذلك‪.‬‬
‫اب َّ‬ ‫سول اهلل ‪ ‬بعد جو ِ‬
‫حح‬
‫))‪ .‬فحسكوت ر ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ووج حدت فيه ‪ ‬كما نُق حل عن الباء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(أو ص حفة خ ْلقيَّة)‪ :‬بِ حك ْسر اخلاء وسكون ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الّلم‪ ،‬أي ص حفة فُطحر عليها ُ‬
‫ب ‪ ‬أح ْح حسن النااس حو ْجهاً‪ ،‬وأح ْح حسنُهم حخ ْلقاً ليس بِالطَّ ِو ِيل البائِن وال‬ ‫بن عازب يف و ِ‬
‫صفه ‪ ‬قال‪ ((:‬كان النَّ ُّ‬ ‫حْ‬
‫صري )) (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫بِال حق ِ‬
‫تدل على كرمي‬ ‫الشريفة ‪ ‬اليت ُّ‬ ‫نفسه َّ‬ ‫الصفات الصادرة عن ِ‬ ‫الّلم‪ ،‬وهي ِّ‬ ‫بضم اخلاء و ا‬
‫ا حح‬ ‫(أو ُخلُقياة)‪ :‬ا‬
‫اهحرة‪ ،‬كقول عائِ حشة‬ ‫الش ِري حفة الطا ِ‬
‫وشائِلِه َّ‬ ‫الرحة باألَُّمة وحكظْم الغحْيظ وسائِر أح ْخّلقِه ح‬ ‫كوصفه بالِلم وال حكرم و َّ‬‫ِخصاله‪ِ ،‬‬

‫‪6‬‬
‫السيِّئح ِة َّ‬
‫السيِّئحةح‬ ‫ص اخاباً يف األسواق‪ ،‬وال ي ِزي بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫رضي اهلل عنها يف و ِ‬
‫صفه ‪ ((:‬مل يح ُكن فاحشاً وال ُمتح حف ِّحشاً‪ ،‬وال ح‬ ‫حْ‬
‫ص حفح )) (رواه أبو داود والرتمذي)‪.‬‬ ‫ولكن يح ْع ُفوا ويح ْ‬
‫وء ُخلُِقه‪.‬‬ ‫الصخاب‪ :‬الذي ي رفحع صوتحه لِس ِ‬
‫حْ ح ْ ُ‬ ‫و َّ ا‬
‫خاصة‬
‫السنَّةح َّ‬ ‫أن ُّ‬ ‫(أو ِس حرية)‪ :‬هي الطَِّري حقة اليت كان عليها ‪ ‬يف كافَّة أُموره وأحوالِه‪ ،‬ويرى بعض العلماء َّ‬
‫األعمال واألقو حال فقط‪.‬‬ ‫ح‬ ‫وسلوك‪ ،‬اأما الديث فيح ْش حمل‬ ‫ص حدر عنه من أعمال ُ‬
‫ِ‬
‫السّلم وما ح‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫بِأفعالِه عليه َّ‬
‫السنَّة عند ال ُفقهاء‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫جوب‪ ،‬فح ِهي تُقابِل الو ِاجب‪.‬‬
‫اض وال و ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫هي ما ثبت عنه ‪ ‬من غري افرت ٍ ُ‬
‫السنَّة ما يُقابِل البِ ْد حعة‪.‬‬
‫وقال بعض العُلحماء‪ُّ :‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانياً‪َ :‬مكانَة السنة في التشريع اإلسالمي‬
‫الع حمل مبا جاء فيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصدر األحساسي الذي يب األح ْخ ُذ به‪ ،‬و ح‬ ‫لدين‪ ،‬و ح‬ ‫األول لِ ِّ‬
‫ص ُل َّ‬ ‫القرآن الكرمي هو األح ْ‬
‫املشَّرفحة هي األصل الثااِن‪ ،‬حورتَّْبتُها بعد الكتاب الكرمي‪ ،‬نُ ْؤِمن هبا ونح ْلتح ِزم مبا جاء فيه وال يُْن ِك ُرها اإال‬ ‫السنَّة ح‬‫و ُّ‬
‫ِ‬
‫جاحد‪.‬‬
‫اإلسّلمي فيما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ونبح ِّني حمرتحبحتحها يف التَّش ِريع‬
‫السنَّة تُوافِق ال ُقرآن الكرمي مبا جاء فيه‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الب فقال تعاىل‪ :‬ﱡ‬ ‫ِ‬
‫أعمال ِ ِّ‬ ‫الج‪ ،‬وغري ذلك ِمن‬ ‫بالصّلةِ‪ ،‬والزكاة‪ ،‬و َّ‬
‫الصوم و ا‬ ‫أمر القرآ ُن ال حك ِرمي َّ‬ ‫فقد ح‬
‫ﲹ ﲺﲻ ﲼ ﱠ (البقرة اآلية‪.)83 :‬‬
‫(البقرة‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ‬
‫اآلية‪.)183 :‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ (آل عمران‪.)98 :‬‬
‫يحني عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما قال‪ :‬قال‬ ‫السنَّة على ذلك فقد جاء يف َّ ِ‬
‫الصح ح‬ ‫وقد وافح حقت ُّ‬
‫الصّلة‪،‬‬
‫عبده ورسولُه‪ ،‬وإقام َّ‬ ‫حممداً ُ‬‫أن َّ‬ ‫شهادة أن ال إله اإال اهلل و َّ‬
‫ن اإلسّلم على خحْس‪ :‬ح‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪ ((:‬بُ ا‬
‫الذ ْكر الكيم يف العبادات‬ ‫السنَّة ال حكثِري ماا جاء به ِّ‬ ‫وح اج البح ْيت )) كما قح َّرحرت ُّ‬ ‫وص ْوم حرحمضان‪ ،‬ح‬ ‫وإيتاء الزكاة‪ ،‬ح‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫واملعامّلت واآلداب وغري ذلك‪.‬‬
‫ضح ال ُقرآ حن ال حك ِرمي وتُبح ِّني ما جاء فيه‪:‬‬ ‫السنَّة تُ حو ِّ‬
‫ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫جممّلً يف القرآن وتُ حقيِّد ُمطلح حقه‪ ،‬فقد‬
‫فصل ما جاء ح‬ ‫لسنَّ ِة أهِّيَّتُها الكبى بالنِّسبحة للقرآن الكرمي؛ إذ إّنا تُ ِّ‬ ‫لِ ُّ‬
‫ناسبها ِمن ٍ‬
‫قول أو حع حم ٍل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬مبا يُ ُ‬ ‫ض ححها ُ‬ ‫جمملحةٌ حو َّ‬
‫جاءت آيات كث حرية ح‬
‫الصّلة‪ ،‬فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲹ ﲺﲻ ﲼﱠ (البقرة‬ ‫أن اهللح حجلَّت قُ ْد حرتُه أححمر بِ َّ‬ ‫ِمن ذلك َّ‬
‫اآلية‪.)83 :‬‬
‫رسول اهلل ‪ِ ‬‬
‫بالقول‬ ‫الصّلةِ وال ِ‬
‫كيفيَّة إقامتها‪ ،‬فبح َّني ذلك ُ‬ ‫لكنَّه مل يحِرد يف القرآن الكرمي ِذ ْكٌر لِ حع حد ِد رحكعات َّ‬
‫صلِّي )) (رواه أحد)‪.‬‬‫صلاوا كما رأيتُموِن أُ ح‬‫تارةً أخرى‪ ،‬كما قال رسول اهلل ‪ ((:‬ح‬ ‫الع حمل ح‬ ‫تارةً‪ ،‬و ح‬
‫ِ‬
‫وكذلك الزكاة حأمر اهللُ هبا ومل يُعلم النااس مقاد حيرها وال ما ِتب فيه‪ ،‬اإال عن طريق ال ُّسنَّة ح‬
‫املشَّرفحة‪ ،‬وهلذا قال‬
‫حج ال حجّللُه‪ :‬ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱠ (النَّحل اآلية‪.)44 :‬‬
‫تاب ِ‬ ‫الصحابة ِرضوان اهلل عليهم‪ ،‬ولذلك قال عمران بن حصني ‪ ((:‬أححِتد يف كِ ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫وهذا ما فح ِه حمه َّ ح‬
‫أتد هذا يف كتاب اهللِ‬ ‫الصّل حة والَّزكا حة وحنو هذا‪ ،‬مثَّ قال‪ِ :‬‬ ‫الظُّهر أحربعاً ال يهر فيها بِ ِ‬
‫القراءحة )) ؟‪ ،‬مث حع َّدد عليه َّ‬ ‫ْح‬ ‫ْ ح ْح‬
‫‪8‬‬
‫جمملح ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫كتاب اهللِ أحبْ حهم هذا َّ‬ ‫ُم حف َّسراً ؟ َّ‬
‫السنَّةح تُ حف ِّسر ذلك‪ ،‬وهذا التَّفسري لما جاء يف القرآن من آيات ح‬ ‫وإن ُّ‬ ‫إن ح‬
‫املعامّلت‪ ،‬والدود‪ ،‬وغ ِري ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يح ْش حمل ما جاء يف العبادات‪ ،‬و ح‬
‫السا ِرقة‪ ،‬فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱏ ﱐ‬ ‫ومن تح ْقييد املطلح ِق‪ :‬ما أححمر اهللُ بِه ِمن قحطْع يح ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫السارق و ا‬ ‫ا‬
‫ﱘ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ (املائدة اآلية‪.)38 :‬‬ ‫ﱑ ﱒﱓﱔﱕﱖﱗ ﱙ‬
‫طع يكون يف اليُمىن‬ ‫وبني رسول اهلل ‪َّ ‬‬
‫أن ال حق ح‬ ‫فلم يبح ِّني القرآن الكرمي اليح حد اليت تُقطحع أو مكا حن ال حقطْع‪َّ ،‬‬
‫ومن ال ُكوع ال ِمن ال ِم ْرفحق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يطان‪ ،‬ومل‬‫الش ِ‬ ‫س ِمن حع حم ِل َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحذر القرآن الكرمي من ُش ْرب اخلمر وأححمر باجتناهبا ُمبح يِّناً خماطحرها وأّنا ر ْج ٌ‬
‫ح َّ‬
‫رسول اهلل ‪.‬‬‫الشا ِرب وعُقوبحتِه فحبح َّني ذلك ُ‬ ‫ص القرآن الكرمي على حح اد ا‬ ‫يحنُ ا‬
‫بعض األحكام‪:‬‬ ‫السنَّة بِتح ْش ِريع ِ‬ ‫‪ -3‬استِقّلل ُّ‬
‫أمر به‪ ،‬سواء وافق أمره ما جاء به‬ ‫جوب ح ِ ِ‬ ‫يدل على و ِ‬ ‫صوص ما ُّ‬ ‫جاء ِمن النُّ ِ‬
‫كل ما ح‬ ‫طاعة حرسول اهلل ‪ ‬يف ا‬ ‫ُ‬
‫ستح ِق اّلً مل يح ِرد له ِذ ْكٌر يف القرآن الكرمي فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ‬ ‫القرآن الكرمي‪ ،‬أو كان أحْمره ُم ْ‬
‫ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ (الشر اآلية‪.)7 :‬‬
‫صدور أحو ِامر منه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص َّور ُوقوع خطأ منه فّل مان حع من ُ‬ ‫وحى إليه ال يُتح ح‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬حم ْعصوماً يُ ح‬ ‫دام ُ‬ ‫وما ح‬
‫جوب ِ‬ ‫ِ‬
‫وح َّذر‬
‫كل ما أححمحر به ح‬ ‫طاعته يف ا‬ ‫وأححكام مل يحِرد هلا ذ ْكٌر يف القرآن‪ ،‬وقد دلَّت نصوص القرآن الكرمي على ُو ِ ح‬
‫ف عن أحْم ِره‪ ،‬فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ‬ ‫الش ِديد لكل خمالِ ٍ‬ ‫الو ِعيد َّ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫منه‪ ،‬بل أحنْ حذ حرت ب ح‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ (النُّور اآلية‪.)63 :‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فيما يأمرها به استِقّلالً‪ ،‬حىت ولو مل‬ ‫يع ح‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقوله‪( :‬عن أحم ِره) م ْشعِر َّ ِ‬
‫ب األَُّمة أن تُط ح‬ ‫بأن واج ح‬ ‫ْ ُ ٌ‬
‫ي ِرد ذلك يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫وقد جاء ِمن النَّصوص النَّبويَّة ما يُفيد هذا املعىن‪.‬‬
‫تاب اهللِ فحما كان‬ ‫ِ‬
‫يقول هذا ك ُ‬ ‫وشك أح حح ُدكم أن ح‬ ‫روى الطَّباِن يف األوسط عن جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪ ((:‬ي ِ‬
‫ُ‬
‫ب اهللح‬ ‫ب به فقد حك َّذ ح‬
‫يث فح حك َّذ ِ‬
‫ح‬ ‫عن حح ِد ٌ‬‫ّلل أح ْحلحْلناه‪ ،‬وما كان فيه ِمن ححرٍام ححَّرْمناه‪ ،‬أال حمن بحلحغحه ِّ‬ ‫فيه ِمن ح ٍ‬
‫ح‬
‫الّلل والحرام مل تح ِرد يف القرآن الكرمي‪،‬‬ ‫السنَّةح قد تأيت بأموٍر ِمن ِ‬ ‫أن ُّ‬ ‫يد َّ‬ ‫ورسولحه والذي حح َّدثحه )) وهذا الح ِديث يُِف ُ‬
‫ومن فح حع حل فقد حخ ِسر وخاب‪،‬‬ ‫يأخذ اإال ما جاء يف القرآن الكرمي‪ ،‬ح‬
‫ِ‬
‫أن بعض النااس حسيُ ْع ِرض عنها ُم َّدعياً أنَّه لن ُ‬ ‫و َّ‬
‫رسول اهللِ فهو ِمن ِجْنس ما َّ‬
‫حرحم اهللُ تعاىل‪.‬‬ ‫حرم ُ‬ ‫أن ما َّ‬ ‫السبِيل‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫وض َّل حسواء َّ‬‫ح‬
‫ب ‪ ‬إىل اليح حمن قال له‪ ((:‬مبا حت ُكم ؟ قال‪ :‬بكتاب اهلل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وعن معاذ بن جبل ‪ ‬أنَّه لح اما بعثحه النَّ ُّ‬
‫ضحرب‬ ‫صر) فح ح‬ ‫رسول اهللِ ‪ ،‬قال‪ :‬فإن مل ِتد ؟ قال‪ :‬اجتح ِهد رأيي وال آلوا‪( ،‬أي ال أُقح ِّ‬ ‫فإن مل ِتد ؟ قال‪ :‬فحبِسنَّة ِ‬
‫ُ‬
‫‪9‬‬
‫رسول اهلل لِما يُْر ِضي اهللح ورسولحه )) [رواه‬ ‫المد هللِ الذي وفَّ حق ح‬
‫رسول ِ‬ ‫رسول اهلل على ص ْدر ٍ‬
‫معاذ ‪ ‬وقال‪ُ :‬‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫الرتمذي]‪.‬‬‫أحد وأبو داود و ِّ‬
‫حبث عنه يف سنَّة رسول اهلل‬ ‫الكم يف القرآن الكرمي ح‬ ‫ح‬ ‫فقد ذكر معاذ ‪ ‬يف هذا الديث أنَّه إذا مل ِيد‬
‫وجد يف القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫السنَّة وال يُ ح‬
‫وجد يف ُّ‬ ‫الكم قد يُ ح‬ ‫ح‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬على ذلك‪ ،‬وهذا يُِفيد َّ‬
‫أن‬ ‫أقره ُ‬ ‫‪ ،‬و َّ‬
‫ض مبا يف كتاب اهلل‪ ،‬فإن أتاك مبا ليس يف‬ ‫وكتحب عُ حم ُر ‪ ‬إىل ُشحريح القاضي يقول‪ ((:‬إذا أتاك أحْمٌر فاقْ ِ‬
‫رسول اهلل ‪.)) ‬‬ ‫ض مبا حس َّن فيه ُ‬ ‫كتاب اهللِ فاقْ ِ‬
‫أحداً‪ ،‬وما مل يحتحبح َّني لك يف كتاب اهلل‪،‬‬ ‫ويف رواية قال‪ ((:‬انظُر ما تحبح َّني لك يف كتاب اهلل‪ ،‬فّل تح ْسأل عنه ح‬
‫رسول اهللِ ‪.)) ‬‬
‫فاتَّبِع فيه سنَّةح ِ‬
‫ُ‬
‫ض مبا يف كتاب اهلل‪ ،‬فإن جاءحه ما ليس يف‬ ‫ض له ِمْنكم قحضاء فح ْليح ْق ِ‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ ((:‬حمن حعحر ح‬
‫ول اهلل ‪ ‬قال به ))‪.‬‬ ‫كتاب اهلل وكان عن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫حُ‬
‫أن ما جاء يف‬ ‫السنَّة‪ ،‬وأّنا ِصْنو القرآن الكرمي‪ ،‬و َّ‬ ‫الصحابحة رضي اهلل عنهم ملكانحة ُّ‬ ‫وهذا يُبح ِّني مدى فح ِهم َّ‬
‫وجد نح ِظريُه يف القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫السنَّة مثل ما جاء يف القرآن الكرمي‪ ،‬يُ ْع حمل به إذا مل يُ ح‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫يادة على ما يف القرآن‪:‬‬ ‫السنَّة ِز ح‬
‫ومن األحكام اليت جاءت هبا ُّ‬
‫وعمتها أو خالتها‪.‬‬ ‫‪ -1‬حت ِرمي المع بني املرأة َّ‬
‫باحملرمات من النَّسب‪.‬‬‫هلن َّ‬ ‫الرضاعة إلاقاً ا‬ ‫‪ -2‬حترمي نِكاح ال حقريبات بِ حسبب َّ‬
‫السباع‪ ،‬وكل ذي خملحب ِمن الطَّري‪.‬‬ ‫‪ -3‬حترمي أكل كل ِذي ناب ِمن ِّ‬
‫‪ -4‬حترمي أكل المر األهلِيَّة‪.‬‬
‫اهد‪.‬‬ ‫الش ِ‬
‫‪ -5‬ال حقضاء باليحمني مع ا‬
‫إىل غ ِري ذلك من األحكام‪.‬‬
‫ُحجيةُ السنة‪:‬‬
‫السنَّة ِمن األحو ِامر والنَّو ِاهي‪ ،‬كما يأخذ مبا جاء به القرآن الكرمي‪ ،‬ال‬
‫يأخذ مبا جاءحت به ُّ‬ ‫ِ‬
‫املسلم القيقي ُ‬
‫ِ‬
‫الع حم ِل به‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يحفر بحْي نحهما‪ ،‬فأقوالُه وأفعاله وتقريراته من جلحة ما أمرنا اهللُ تعاىل بأخذه و ح‬
‫السنَّة بِراد أحح ِد ِها فهو راد لآلخر‪ ،‬ومن فحعل ذلك فّل ي ِ‬
‫ص اح منه اإلسّلم‪.‬‬ ‫ح‬ ‫ح ح ح‬ ‫ومن فح َّرق بني القرآن و ُّ ح ح‬ ‫ح‬
‫ضح ذلك من خّلل هذه اآليات واألحاديث‪:‬‬ ‫ويتَّ ِ‬

‫‪10‬‬
‫طاعةً هلل تعاىل‪ ،‬وخمالححفتحه ‪ ‬فيما حأمحر بِه أو ّنى عنه‬ ‫طاعةح ر ِ‬
‫سول اهلل ‪ ‬ح‬‫فقد جعل القرآن الكرمي ح ح‬ ‫‪-1‬‬
‫ﱆﱈﱉﱊﱋ‬ ‫عز وجل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱇ‬ ‫خمالححفة هللِ تعاىل‪ ،‬فقال َّ‬
‫ﱌ ﱍ ﱠ (النِّساء اآلية‪.)80 :‬‬
‫طاعتِه فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱻ‬ ‫طاع ِة ِ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قح ِرين األح ْمر بِ ح‬ ‫الق حج ال حجّلله األح ْمحر بِ ح‬
‫جعل َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ‬

‫ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ (األنفال اآلية‪.)21-20 :‬‬ ‫ﲋﲌ‬

‫ﳍﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕ‬
‫ﳎ‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‬

‫ﳜ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﱠ (النِّساء اآلية‪.)59 :‬‬ ‫ﳝ‬ ‫ﳖﳗﳘﳙﳚﳛ‬


‫طاع ِة حرسولِه يف حياته فيما حأمر وّنى‪ ،‬وبعد وفاتِه باتِّباع ُسنَّتِه‪ ،‬وذلك َّ‬
‫أن‬ ‫ِ ِ‬
‫قال أبو جعفر‪ :‬هو أحْمر من اهلل بِ ح‬
‫حال دون حال‪.‬‬ ‫صص بذلك يف ٍ‬ ‫طاعتِه ومل َيح ِّ‬
‫اهللح حع َّم باألح ْمر بِ ح‬
‫وقوله‪ :‬ﱡ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ (النِّساء اآلية‪ ،)59 :‬أي فإن اخت لح ْفتم يف ش ٍ‬
‫يء‬ ‫ح‬ ‫ح ُ‬
‫بالسؤال يف ححياتِه‪ ،‬أو بالنَّظحر يف‬
‫سول ‪ُّ ‬‬ ‫الر ِ‬ ‫وتادلْتُم فيه ِمن أحْم ِر ِدينِكم فحرادوا ذلك ال ُكم إىل ِ‬
‫كتاب اهلل وإىل َّ‬ ‫ح‬
‫ُ‬
‫الصحيح‪.‬‬‫ُسنَّتِه بعد حوفاتِه ‪ ،‬هذا هو َّ‬
‫سول ‪ ) ‬حدلِيل على َّ‬
‫أن ُسنَّتحه ُح َّجة يُ ْع حمل هبا كما يُ ْع حمل مبا جاء يف القرآن وُميتحثحل ما فيها‪.‬‬ ‫الر ِ‬‫وقوله‪ (:‬إىل َّ‬
‫ومن أطاع أم ِريي فقد أطاعن‪،‬‬ ‫أطاع اهللح‪ ،‬ح‬
‫أطاعن فقد ح‬ ‫وعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ ((:‬حمن ح‬
‫الشيخان وغريها)‪.‬‬ ‫ومن حعصا أحِم ِريي فقد حعصاِن )) (رواه َّ‬ ‫ومن حعصاِن فقد عصا اهللح‪ ،‬ح‬ ‫ح‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱠ (النِّساء اآلية‪.)80 :‬‬
‫طاعتِه إيااه‪،‬‬
‫حممداً فقد أطاعن بِ ح‬ ‫يقول اهللُ تعاىل ِذ ْك ُره هلم‪ :‬حمن يُ ِطع منكم أياها النااس َّ‬
‫قال أبو جعفر‪ُ ((:‬‬
‫فمن نح ْهيي‬ ‫شيء فح ِمن أحم ِري يأمركم‪ ،‬وما ّناكم عنه ِمن ٍ‬
‫شيء ِ‬ ‫أطيعوا أمره‪ ،‬فإنَّه مهما يأمرُكم به ِمن ٍ‬ ‫فامسعوا قولحه و ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ح‬
‫السنَّة كذلك باألحكام‪ ،‬وكما أمرنا باتِّباع ما جاء به القرآن فقد كلَّحفنا‬ ‫فكما يأيت القرآن باألحكام تأيت ُّ‬
‫(‪)1‬‬

‫ومن خالحف ذلك‬ ‫السنَّة حىت ولو مل ي ُكن يف القرآن الكرمي بل ان حفرحدت ُّ ِ‬ ‫باتِّباع ما جاءت به ُّ‬
‫السنَّة باألح ْمر به )) ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫السنَّة ُح حجةٌ على العالح ِمني ال يحِزيغ‬
‫أن ُّ‬‫ض َّل‪ ،‬وهذا يُِفيد َّ‬
‫فقال‪ :‬ال نحأْ ُخذ اإال ما جاء به القرآن أو ما وافح حقه فح حقد ح‬
‫عنها اإال هالِك‪.‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬

‫‪ )1‬تفسري الطَّبي (‪.)561/8‬‬


‫‪11‬‬
‫اص ِطّلحاً واشرح التَّع ِريف‪.‬‬ ‫السنَّة لغةً و ْ‬
‫عرف ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫يث ؟‬ ‫السنَّة وال ِد ِ‬
‫ما ال حف ْرق بني ُّ ح‬ ‫‪-2‬‬
‫السنَّة ال ُقرآ حن ال حك ِرمي ؟ مثِّل لِذلك‪.‬‬
‫وضح ُّ‬ ‫كيف تُ ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫كام ؟ وما حدلِيل ذلك ؟ وما ِمثالُه ؟‬ ‫هل تح ْستح ِق ُّل ُّ‬
‫السنَّة بِتحش ِريع األح ْح ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫السنَّة‪ ،‬مع ِذ ْكر حشو ِاهد ذلك ِمن الكتاب ال حك ِرمي والح ِديث َّ‬
‫الش ِريف‪.‬‬ ‫حجيَّة ُّ‬ ‫صيل عن ِّ‬ ‫تح حكلَّم بالتَّ ْف ِ‬ ‫‪-5‬‬

‫شرفَة‪.‬‬
‫الم َ‬
‫القسم الثاني‪ :‬تَدوين السنة ُ‬

‫‪12‬‬
‫بَواعث التدوين‪:‬‬
‫‪ - 1‬بو ِ‬
‫اعثه‪:‬‬ ‫ح‬
‫ضْب ِطها وتح ْد ِوينِها‪ ،‬وذلك ألموٍر منها‪:‬‬ ‫وشعروا ِ‬
‫حباجت ِهم إىل ح‬
‫ح‬ ‫السنَّة ح‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم أه ِّميَّة ُّ‬ ‫أدرك َّ‬
‫لكن الِْف ح‬
‫ظ‬ ‫الص ْدر‪ ،‬وهو الِْفظ‪َّ ،‬‬ ‫ضْبط َّ‬ ‫الضْبط‪ ،‬والنَّوع الثااِن ح‬ ‫إحدى حعو ِامل َّ‬ ‫السنَّة ْ‬
‫أن كتابحةح ُّ‬ ‫َّ‬ ‫(أ)‬
‫الش ْخص ما يُْن ِسيه ِح ْفظحه لِ ِك حِبهِ وتحغحُّري حالِه‪ ،‬فكان ال‬ ‫حخ اوان‪ ،‬أي‪ :‬إنَّه قد ال يحدوم وقح ْد يحطْحرأ على َّ‬
‫رص ِهم‬‫الصحابة يشكون إىل رسول اهلل ‪ ‬سوء ِح ْف ِظ ِهم ونِسياّنم مع ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ح‬ ‫بُ َّد من الكتابحة وهلذا راح َّ ح‬
‫ب ‪ ‬قِلَّة‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫كا‬ ‫ش‬
‫ح‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ا‬‫أن رجّلً أنصا ِ‬
‫ر‬ ‫فأذن هلم بالكتابة فعن أيب هريرة ‪َّ ‬‬ ‫السماع ِ‬ ‫َّ‬ ‫ة‬‫على ِدقَّ‬
‫استحعِن بِيح ِمينك )) (رواه الرتمذي)‪.‬‬ ‫ح ْفظه فقال‪ْ ((:‬‬
‫ِ ِ‬
‫صرت بِه اآلجال‪،‬‬ ‫تفرق ال افاظ أو قح َّ‬ ‫الزحمن مهما َّ‬ ‫السنَّة‪ ،‬وأب حقى على َّ‬ ‫ض حمن لفظ ُّ‬ ‫أن الكتابحة أح ْ‬ ‫(ب) َّ‬
‫رجحتِها إىل اللُّغات األخرى‪.‬‬ ‫وأح ْع حون على نح ْشر األحكام ونح ْقلِها إىل سائِر األح ْمصار وتح ح‬
‫أن قد كثُر االبتِداع واملبتح ِد حعة‬ ‫السنَّة وتد ِوينها ُمرتَّبةً يف الو ِامع َّ‬
‫اعث على كتابة ُّ‬ ‫أن ِمن أهم البو ِ‬
‫ا ح‬ ‫(ج) َّ‬
‫يأخذ اإال بِال ُقرآن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وظح حهر حمن يُْن ِكر ُّ‬
‫السنَّة ُم َّدعياً أنَّه ال ُ‬
‫القراءحة‪ ،‬وذلك لكتابة رسائِله إىل امللوك‬ ‫الكتابة و ِ‬‫الصحابة ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫(د) َّ‬
‫ح‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬قد اهتح ام بتح ْعليم َّ ح‬ ‫أن ح‬
‫أعدادهم‪ ،‬وهذا قد حدفح حعهم إىل‬ ‫الرؤساء وقِراءة ما يأتيه منهم‪ ،‬وكتابة أمساء الند يف الغحزوات و ِ‬ ‫و ُّ‬
‫ح‬
‫يسمعون منه ‪‬‬ ‫املساعدة على الكتابة ِ‬ ‫ِ‬ ‫استِحداث األدوات‬
‫الرغبحة عندهم يف كتابة ما ح‬ ‫وتأصيل َّ‬
‫ماا يتعلَّق باألحكام واآلداب واألخّلق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫َمراحل كتابَة السنة‪:‬‬
‫الحديث وأَسبابه‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الن هي عن كتابة َ‬
‫الباطنة على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أنزل اهلل تعاىل القرآن الكرمي زكا ًة ِمن لح ُدنه ورحة ِ‬
‫قوم‬ ‫وشفاء ِمن العِلل الظااهحرة و ِ ح‬ ‫بعباده ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫الكتاب وفح ْهم حمعانِيه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يوجه عنايةح أصحابِه لِْفظ هذا‬ ‫ماسة‪ ،‬وأخذ رسول اهلل ‪ِّ ‬‬ ‫حاجتُهم إىل آياتِه َّ‬ ‫أصبححت ح‬
‫بشيء ِسوى القرآن‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬أن يشغِلحهم ٍ‬ ‫فوسهم‪ ،‬ومل يشأ ُ‬ ‫والعمل مبا جاء فيه‪ ،‬تط ِهرياً لِع ِ‬
‫قائدهم وتزكِيةً لنُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫حح‬
‫شيء ِسوى القرآن الكرمي يف نُ ٍ‬
‫صوص‬ ‫توجه ّنيه ‪ ‬عن كتابة ٍ‬ ‫وحفظاً‪ ،‬ولذلك َّ‬ ‫فرغوا له ويتقنوه ضبطاً ِ‬ ‫الكرمي؛ ليتح َّ‬
‫ح‬
‫ناسبات حع ِد ح‬
‫يدةٍ منها‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وم‬
‫كثرية ُ‬
‫عن شيئاً غري القرآن‪ ،‬ومن كتحب‬ ‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ ((:‬ال تكتُبوا ِّ‬ ‫‪ -1‬عن أيب سعيد اخلدري ‪َّ ‬‬
‫القرآن فح ْليح ْم ُحه )) (صحيح مسلم)‪.‬‬ ‫ع ِّن حشيئاً غري ِ‬
‫ح‬
‫‪ -2‬ويف سنن أيب داود عن املطلَّب بن عبد اهلل بن حنطب قال‪ :‬دخل زيد بن ثابت على معاوية‬
‫ب حشْيئاً ِمن‬ ‫أمرنا اأال نح ْكتُ ح‬
‫رسول اهلل ‪ ‬ح‬ ‫إن ح‬ ‫فسأل عن حديث فحأححمر إنْساناً يح ْكتُبه فقال له زيد‪َّ :‬‬
‫حح ِديثِه فح حمحاه‪.‬‬
‫‪ -3‬وعن أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬ما كناا نكتُب شيئاً غري التَّ حش ُّهد والقرآن‪( .‬سنن أيب داود) وإمنا‬
‫شيء ِسوى القرآن‪ ،‬ولو كان املكتوب قح ْوالً له ‪ ‬أو فِ ْعّلً ألسباب رآها‬ ‫ّنى ‪ ‬عن كتابة ٍ‬
‫العلماء منها‪:‬‬
‫ب حع ْه ِد ِهم بِالقرآن ونُزولِه‪.‬‬‫بالسنَّة وذلك لُِقر ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ -1‬حخ ْوف التِباس القرآن الكرمي ُّ‬
‫وتوجيه اهلِ حم ِم إىل إتقانِه‬‫متكنِه ِمن قُلوهبم ِ‬ ‫الصحابةح عن ِح ْفظ القرآن الكرمي و ُّ‬ ‫‪ -2‬أراد ‪ ‬اأال يُ ْشغِ حل َّ‬
‫املشَّرفحة‪.‬‬ ‫خباصيَّ ِة اإلعجاز والتَّ ِ‬ ‫ِح ْفظاً وفح ْهماً َّ‬
‫خاصة و َّ‬
‫السنَّة ح‬‫حديث خبّلف ُّ‬ ‫ميتاز ِّ‬
‫أن لحْفظحه ُ‬
‫وصفاء ِذ ْهن كانوا يعتمدون على الِفظ يف كثري ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب مبا حوحهبحهم اهلل تعاىل من َّقوة ذاكرة ح‬ ‫أن ح‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫األحداث واملناسبات ولكثري ِمن األخبار واآلثار‪.‬‬
‫نادرة وغري كافية يف الغالِب اإال لكتابحة القرآن الكرمي‬ ‫املساعدة على الكتابة كانت ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوسائل‬
‫أن ح‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫الوسائل‪ ،‬لذلك تح حو َّجه ّنيُه ‪ ‬يف‬ ‫الذي أراد رسول اهلل ‪ ‬أن ي و ِّجه نحشاطحهم إليه ِّ ِ ِ‬
‫بكل حوسيلحة من ح‬ ‫ُح‬
‫يء غري القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫َّأوِل األحم ِر عن كِتابة أي ش ٍ‬
‫ح ا ح‬ ‫ْ‬
‫ودوافعه‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬اإلذن بالكتابَة َ‬

‫‪14‬‬
‫الشريف ومع‬ ‫بوي َّ‬ ‫مضى زمن أو وقْت على ِ‬
‫الصحابة مييِّزون بينه وبني الديث النَّ ا‬ ‫نزول القرآن الكرمي وراح َّ‬ ‫ح ح ح‬
‫وضْبط ما يح ْس حمعون منه ‪ ‬تح حو َّجه إ ْذنُه ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ما بدا منهم أو ِمن ِ ِ ِ‬
‫بعضهم من حمسيس الاجة إىل كتابحة الديث ح‬ ‫ح‬
‫تارةً أخرى‪ِ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫لبعض تارةً ولِ ِ‬‫ِ‬
‫لجميع ح‬ ‫بالكتابحة ل ِ ح ح‬
‫رجل ِمن‬‫اس‪ ،‬فقام ٌ‬ ‫ب يف النا ِ‬ ‫الرسول ‪ ‬وخطح ح‬ ‫قام َّ‬ ‫أن أبا هريرة ‪ ‬قال‪ :‬لحما فتحح ُ ِ‬
‫رسول اهلل حم َّكةح ح‬ ‫ا ح‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أهل اليح حمن يُقال له‪ :‬أبو شاه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬اكتبوا يل‪ ،‬فقال ‪ ((:‬اكتُبوا له ))‪ ،‬ويف‬ ‫ِ‬
‫رواية‪ ((:‬اكتُبوا أليب شاه )) (رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫شيء أحس معه ِمن ِ‬
‫رسول‬ ‫‪ -2‬روى أبو داود والاكم عن عب د اهلل بن ع مرو قال‪ :‬كانت أكت ب كل ٍ‬
‫ْح‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫شيء تح ْس حمعُه‪ ،‬ورسول اهلل ‪ ‬بح حشر يحتح حكلَّم‬ ‫اهلل ‪ ‬أريد حفظحه فحن هْت ِن قُريش وقالوا‪ :‬أتكتب كل ٍ‬
‫ُ َّ‬ ‫حح ح ٌ‬ ‫ُ‬
‫فأومأ بإصبعُه إىل فيه‬ ‫ِ ِ‬
‫فأم حس ْكت عن الكتابة ف حذ حكرت ذلك لرسول اهلل ‪ ‬ح‬ ‫الرضا‪ْ ،‬‬ ‫ضب و ِّ‬ ‫يف الغح ح‬
‫نفسي بِيح ِده ما َيرج منه اإال حح اق ))‪ ،‬فهذا إذ ٌن عام ِمن رسول اهلل ‪‬‬ ‫فقال‪ ((:‬اكتُب فو الذي ِ‬
‫الق ‪.‬‬ ‫يصدر منه اإال َّ‬ ‫يصدر عنه ِمن حديث وغريه؛ ألنَّه ال ُ‬ ‫بكتابة ما ُ‬
‫ب ‪ ‬فيح ْستح ِمع منه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬وروى الرتمذي وغريه عن أيب هريرة‪ :‬أن رجّلً من األنصار كان يلس إىل النَّ ا‬
‫ب ‪ ‬فقال ‪ ((:‬استحعِن بِيح ِمينك))‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الديث فحيُ ْعجبه وال يح ْستحطيع أن حي حفظحه فح حشكا ذلك للنَّ ِّ‬
‫وأحشار بي ِده إىل ِ‬
‫الكتابة‪.‬‬ ‫ح‬

‫‪15‬‬
‫عارض‪:‬‬
‫َدف ُع الت ُ‬
‫أوالً‪ :‬عن طَريق الترجيح‪:‬‬
‫أباحت اجملموعة الثانية ِمن‬ ‫ٍ‬
‫أشارت النُّصوص اليت ذكرناها اأوالً إىل النَّهي عن كتابة شيء غري القرآن بينما ح‬
‫تعارض بني هذه الناصوص‬ ‫ح‬ ‫األحاديث الكتابة و ِأذنحت فيها‪ ،‬وإذا تتحبَّعنا أقو حال العلماء يف هذا األمر ِند أنَّه ال‬
‫املتأخر‪ ،‬فإذا ثبت َّ‬
‫أن أحاديث النَّهي ُمتح حق ِّد حمة على أحاديث اإلذن يف الكتابة كان‬ ‫خاصة عند مع ِرفة املتح حق ِّدم و ِّ‬
‫َّ‬
‫صةح أيب شاه‬ ‫بأن قِ َّ‬
‫االتاه بعض العلماء واستحدلُّوا على ذلك َّ‬ ‫ناسخاً للمتح حق ِّدم‪ ،‬وقد ر َّجح هذا ِّ‬
‫ح‬
‫املتأخر منها ِ‬
‫ِّ‬
‫تأخراً عنه؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫تأخحرة؛ ألّنا كانت يف فتح حم َّكة‪ ،‬وحديث النَّهي كان قبل ذلك‪َّ ،‬‬
‫وألن إسّلم أيب هريرة كان ُم ِّ‬ ‫ُم ِّ‬
‫أبا هريرة أسلم سنحة حسْبع‪.‬‬
‫الجمع بين األدلة‪:‬‬ ‫ثانياً‪َ :‬‬
‫وقد جع العلماء بني ِ‬
‫األدلَّة بأمور منها‪:‬‬
‫بالسنَّة‪ ،‬اأما عند أحْم ِن اخلوف ِمن االلتباس فقد أح ِذن ‪‬‬
‫‪ -1‬أن النَّهي كان عند خوف التِباس القرآن ُّ‬
‫بالكتابحة‪.‬‬
‫أن النَّهي عن الكتابة إمنا يكون إذا ُكتِبت مع القرآن يف صحي حفة و ِ‬
‫اح حدة‪ ،‬اأما إذا كتُب القرآ ٌن‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ْح‬
‫خاصة فّل مانِع‪.‬‬
‫حف َّ‬ ‫السنَّة ويف ص ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُمستح ِق اّلً عن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫درة‬
‫الشريف وأصبحح لح حديْهم قُ ح‬
‫باسه بالديث َّ‬ ‫صدورهم وأُمن الت ُ‬ ‫الصحابة لفظ القرآن الكرمي يف ُ‬ ‫تفرغ َّ‬ ‫وبعد َّ‬
‫الصحابحة رضي اهلل عنهم‬ ‫أن كثرياً ِمن َّ‬
‫ت َّ‬ ‫الشر ِ‬ ‫لفظه وبني ِ‬‫على التَّمييز بني أسلوب القرآن و ِ‬
‫يف‪ ،‬وقد ثبح ح‬ ‫الديث َّ‬
‫صحائِف َّ‬
‫خاصة منها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ود َّونوها يف ح‬
‫يث ح‬ ‫كتبوا األحاد ح‬
‫صحيفة علي بن أيب طالب‪ ،‬وصحيفة عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬وصحيفة جابر بن عبد اهلل‪،‬‬
‫وصحيفة سعد بن عبادة األنصاري‪ ،‬رضي اهلل عنهم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المناهج التي اتب َعت في التدوين‬
‫َ‬
‫المجرد من التبويب والترتيب‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التدوين ُ‬
‫السنَّة وأراد ذلك عمر بن‬ ‫الصحابحةُ ِرضوان اهلل عليهم يف كتابة ُّ‬ ‫الرفِيق األح ْعلى فح َّكر َّ‬
‫ب ‪ ‬إىل َّ‬ ‫ِ‬
‫بعد انتقال النَّ ِّ‬
‫ث حش ْهراً يح ْستح ِخري اهللح تعاىل‬ ‫عامتهم بِكتابحتِها‪ ،‬ولكنَّه لحبِ ح‬ ‫صحابحه يف ذلك‪ ،‬فأشار عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب ‪ ‬وأخ حذ يح ْستحشري أح ْ‬
‫السنحن ما قد حعلِمتُم مثَّ‬ ‫ت لكم ِمن كِتابحة ُّ‬ ‫يف ذلك شا اكاً فيه مث أصبحح يوماً فقال ألصحابِه‪ :‬إن كنت قد ذح حك ْر ُ‬
‫ِ‬ ‫تح حذ َّكرت فإذا أُ ِ‬
‫كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬وإِن‬ ‫ناس من أهل الكتاب قح ْب لحكم قد كتحبوا مع كتاب اهلل ُكتُباً فأح حكباوا عليها وترُكوا ح‬ ‫ٌ‬
‫واهللِ ال أُلْبِس كِتاب اهللِ بِ حش ْيء فحتح حرك كِتابحة ُّ‬
‫(‪)2‬‬
‫عض‬‫الصحابة على األمر ‪ -‬اإال ما كتحبه البح ُ‬ ‫ضى حوقت َّ‬ ‫وم ح‬
‫ح‬ ‫السنحن‬
‫ِ‬
‫اإلسّلميَّة‬ ‫ضهم يف البِّلد‬ ‫الد ِ‬ ‫اظ ِ‬ ‫الديث ِحفظاً حىت أسرع يف ح اف ِ‬ ‫منهم لِنح ْف ِسه ‪ -‬يأخذون‬
‫يث املوت وتح حفارق بح ْع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫عمر بن عبد العزيز أن يح ْهتح ام‬ ‫الضياع‪ ،‬فأهلحم اهللُ ح‬ ‫السنَّة ِمن َّ‬‫اليت فُتِ ححت وخاف بعض ال اكام املسلِ ِمني على ُّ‬
‫وضْب ِطها‪ ،‬فكتب عمر بن عبد العزيز‬ ‫ِ‬
‫خاصة وأنَّه مل يحعُد هناك حمن يح ْهتح ام حبفظها ح‬ ‫بح ْمعِها وتحد ِوينِها حخ ْوفاً عليها‪َّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رسول اهلل أو سنَّته أو حديث عمرة‬ ‫حديث ِ‬ ‫‪ ‬إىل أيب بك ٍر حممد بن عمرو بن حزم‪ :‬أن انظُر ما كان ِمن ِ‬
‫ا‬
‫هاب العلماء‪( .‬رواه مالك يف املوطأ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫روس الع ْلم و حذ ح‬
‫أو حنو هذا فاكتُبه يل فإِن خ ْفت ُد ح‬
‫الرحن‬ ‫العزيز ‪ ‬فكتحب ما عند عمرة بنت عبد َّ‬ ‫ولقد نح َّفذ أبو بكر بن حزم ما حأمحره به عمر بن عبد ح‬
‫ّلميذ عائِشة رضي اهلل عنها‪ ،‬فكانا أكثر‬ ‫حممد بن أيب بكر‪ ،‬وكّلها ِمن تح ِ‬ ‫القاسم بن َّ‬ ‫األنصا ِريَّة ِمن ال ِديث‪ ،‬و ِ‬
‫ح‬
‫مثرة حع حم ِل ابن حزم‪ ،‬وكان عمر بن‬ ‫ِ‬
‫من غريها إملاماً بأحاديثها‪ ،‬وقد تويف عمر بن عبد العزيز ‪ ‬قبل أن يرى ح‬
‫فسارع لِتح ْلبِيحة‬
‫الزهري املدِن‪ ،‬ح‬ ‫حممد بن شهاب ُّ‬ ‫الشام وحم ادثها وهو َّ‬ ‫السنَّة عامل الجاز و ا‬ ‫عبد العزيز قد حكلَّف بمع ُّ‬
‫حاديث أهل املدينة وقح َّد حمه إىل عمر بن عبد العزيز الذي بعث إىل‬ ‫شامّلً ض َّمنحه أح ِ‬‫أحم ِره وكتحب له يف ذلك كتاباً ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫أرض حدفْرتاً ِمن حدفاتِِره (‪.)4‬‬
‫كل ٍ‬
‫ا‬
‫الصحابة وفتاوى التاابعني‪.‬‬ ‫وكانت هذه الكتابة غري مرتَّبة وال ُمبح َّوبحة‪ ،‬وكانت مزوجة بأقو ِال َّ‬
‫الم َرتب على األبواب‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬التدوين ُ‬
‫أن جحْعها على األبواب أح ْج حدى وأحنْ حفع َّ‬ ‫رأى املهتحمون بِكتاب ِة ُّ ِ‬
‫فاتهوا حنو ذلك‪ ،‬وهذا حمَّر‬ ‫السنَّة من العلماء َّ ح‬ ‫ح‬ ‫ْا‬
‫مبر ِ‬
‫احل‪:‬‬
‫احد يح ْستح ِق ال هبا‪.‬‬
‫ف يض ُّمها وجزء و ِ‬
‫ُْ‬
‫ِ‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬جحْ ُع األحاديث ذات املوضوع الواحد يف ُم حؤلَّ ٍ ح ُ‬
‫ح‬

‫‪ )2‬تنوير الوالك (ص ‪ )4‬باختصار‪.‬‬


‫‪ )3‬عمرة بنت عبد الرحن األنصارية‪ :‬تابعية كانت ِمن أعلم النااس حبديث عائشة‪.‬‬
‫ضله البن عبد الب (‪.)76/1‬‬ ‫السابق وجامع بيان العلم وفح ْ‬
‫‪ )4‬املرجع ا‬
‫‪17‬‬
‫ضها إىل‬‫اب بح ْع ُ‬‫باب واحد‪ ،‬مع جحْ ِع ِع َّدة أبو ٍ‬ ‫ِ‬
‫املوضوعيَّة يف ٍ‬ ‫املرحلة الثاانية‪ :‬جع األحاديث ذات ال ِو ْح حدة‬ ‫ح‬
‫أعم نح ْفعاً‪ ،‬وتَّ هذا التَّد ِوين يف مْنتحص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ال حق ْرن الثاِن‬ ‫ح‬ ‫ض امها وكان هذا أكثحر فائدة و ح ا‬ ‫بعض يف ُم حؤلَّف واحد يح ُ‬
‫فوعة‪ ،‬ولكنَّهم أحضافوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المع قاصراً على األحاديث املر ح‬ ‫الزْه ِري‪ ،‬ومل يح ُكن هذا ُ‬ ‫اهلجري ويف الطَّبح حقة اليت تحلِي طحبح حقة ُّ‬
‫الصحابحة وفحتاوى التاابِعِني‪.‬‬ ‫إليها أقو حال َّ‬
‫ومَّن أحلَّف على هذا املنهج‪:‬‬
‫صبحيح وسعيد بن أيب عروبة وحااد بن‬ ‫الربيع بن ُ‬
‫مبكة‪ ،‬وابن إسحاق ومالك بن أنس باملدينة‪ ،‬و َّ‬ ‫ابن جريج َّ‬
‫وهْيثم وابن املبارك خبراسان‪ ،‬وكانوا جيعاً يف عصر‬ ‫سلحمة بالبصرة‪ ،‬وسفيان الثَّوري بالكوفحة‪ ،‬واألوز ِ‬
‫بالشام‪ ،‬ح‬
‫اعي ا‬ ‫ح ح ح ْح‬
‫واحد‪.‬‬
‫الحديث بالتدوين‪:‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إفراد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫السنَّة فرأى بعض األئ َّمة على رأس املائتني من اهلجرة إفر حاد أحاديث النَّ ا‬ ‫آخر يف كتابة ُّ‬‫َّاته العلماءُ ِّاتاهاً ح‬
‫صر أحتْباع التاابِعِني‪ ،‬فألَّف أبو داود‬ ‫وظهر هذا االتاه يف حع ْ‬
‫ِ‬
‫الصحابحة والتاابِعني‪ ،‬ح‬ ‫صلحها عن أقوال َّ‬ ‫خاصة وفح ْ‬
‫‪َّ ‬‬
‫العْب ِسي الكويف ُم ْسنحداً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الطَّيالسي ُم ْسنحداً‪ ،‬وألَّف ُم حس َّدد بن ُم حس ْرحهد البحص ِري ُم ْسنحداً‪ ،‬وعُبح ْيد اهلل بن موسى ح‬
‫لكن اإلمام أحد رحه‬ ‫وألَّف اإلمام أححد بن حنبل ُمسنحده الذي يُ حع اد ِمن أحْو حسع املسانيد وأح حع ِّمها فائِ حد ًة‪ ،‬و َّ‬
‫قاصراً على‬ ‫اهلل قد تويف بعد عشرين ومائتني ِمن اهلجرة فهو ِمن أتباع التابعني‪ ،‬واتَّسم هذا المع بأنَّه مل يكن ِ‬
‫األحاديث‬
‫ح‬ ‫فجمعوا يف ُمصنَّفاهتم‬ ‫الضعيف‪ ،‬ح‬ ‫السن و َّ‬
‫الصحيح و ح‬ ‫الصحيح من األحاديث فلم مييِّز العلماء بني َّ‬ ‫َّ‬
‫اعها املختحلِ حفة‪.‬‬
‫بأنو ِ‬
‫رابعاً‪ :‬قَصر التدوين على الصحيح من األَحاديث‪:‬‬
‫لحديث َّ ِ‬‫َّاته العلماء إىل نحه ٍج آخر وهو التَّد ِوين املميِّز لِ ِ‬
‫الصحيح عن غ ِريه‪ ،‬وكان يف ُم حق ِّد حمة حمن حشحرح اهللُ‬ ‫ُ ْ ح‬
‫الصحيح‬ ‫الامع َّ‬ ‫الصحيح الذي مساه‪ِ ((:‬‬ ‫فصنَّف كتابحه َّ‬
‫ا‬ ‫حممد بن إمساعيل البخاري)) ح‬ ‫ص ْد حره لذلك ((اإلمام َّ‬ ‫ح‬
‫الصحيحة حورتَّبحها على‬ ‫وسنحنِه وأحيا ِامه )) حجحع فيه نح ْسبحةً كبِ حريًة ِمن األحاديث َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسند املختحصر من أُموِر حرسول اهلل ُ‬
‫تأليف هذا الكتاب حر حغْبةح حشْي ِخه إسحاق بن راهويه إ ْذ قال له‪ :‬لو حجح ْعتُم كِتاباً خمتحصراً‬ ‫الف ْقه متحثِّلً يف ِ‬ ‫اب ِ‬‫أبو ِ‬
‫الصحيح ))(‪.)5‬‬ ‫الامع َّ‬ ‫لِص ِحيح سنَّ ِة النَّب ‪ ‬قال‪ ((:‬فحوقحع ذلك يف قلب فحأحخ ْذت يف جحْ ِع ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫وتحّله يف ذلك اإلمام مسلم بن الجاج فألَّف كتاب ((صحيح اإلمام مسلم)) مثَّ حد ِّونحت بعد ذلك بحِقيَّة‬
‫السنَّة وهي‪:‬‬ ‫كتُب ُّ‬

‫‪ )5‬تحدريب الاراوي (‪.)88/1‬‬


‫‪18‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬والنَّسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وكذلك صحيح ابن حبان‪ ،‬وصحيح ابن خزمية‪ ،‬وغري‬
‫سنن أيب داود‪ ،‬و ِّ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫السنَّة هو ال حق ْرن الثاالِث اهلِ ْج ِري‪.‬‬
‫بأن ْأزهى عُصوِر تح ْد ِوين ُّ‬
‫وميكن القول َّ‬
‫خامساً‪ :‬سمات التأليف بعد القرن الرابع الهجري‪:‬‬
‫وتعل الفائِ حدة منها‬ ‫السنَّة إىل طُُرٍق تدم ُّ‬
‫السنَّةح ح‬ ‫الرابع اهلجري يف التَّألِيف‪ ،‬وجحْع ُّ‬ ‫اته العلماء بعد القرن ا‬
‫َّ‬
‫حنو تح ْه ِذيب‬
‫فوجهوا ح‬‫صنِّ حفت يف القرن الثاالِث اهلِج ِري وقبله‪َّ ،‬‬ ‫فادة من ال ُكتُب اليت ُ‬
‫فاته التَّألِيف حنو االستِ ِ‬
‫ح‬ ‫حأتا‪َّ ،‬‬
‫يث كِتابح ْني أو‬ ‫ِ‬ ‫الص ِحيحة املشهورة‪ ،‬أو بس ِطها ح ِ‬ ‫واختِصار ال ُكتُ ِ‬
‫تمع أحاد ح‬ ‫وش ْرحها وبحيان حغ ِريبِها‪ ،‬فح ح‬
‫صنَّفوا ُكتُباً ح‬ ‫حْ‬ ‫ب َّ ح‬
‫يث املتح حعلِّ حقةح بِاألح ْحكام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أح ْكثحر‪ ،‬ومنهم حمن حجحع األححاد ح‬
‫الزائِ حدة على‬ ‫ِ‬ ‫الرت ِغيب و َّ ِ‬ ‫كما َّاته بعضهم حنو جع أح ِ‬
‫لمع األححاديث ا‬ ‫اآلخر ْ‬‫الرتهيب‪ ،‬والبعض ح‬ ‫حاديث َّ‬ ‫حْ‬ ‫ُ‬
‫الص ِحيحني على تحرتِيب املسانِيد‪ ،‬وجع أبو َّ‬ ‫ب معيَّنحة‪ ،‬فجمع المي ِدي ِ‬
‫السعادات بن األثري الكتب‬ ‫أحاديث َّ‬ ‫ح ُحْ‬ ‫كتُ ٍ ُ ح‬
‫الستَّة يف كتابه‬
‫الدين اهليثمي ما زاد على الكتب ِّ‬ ‫(جامع األصول)‪ ،‬وجع نور ِّ‬ ‫الستَّة مرتَّبة على األبواب يف كتابِه ِ‬
‫ِّ ُ ح‬
‫الع حشرة وغريها ِمن الكتب اليت ت ِزيد على خحْ ِسني كتاباً يف‬ ‫الستَّة واملسانيد ح‬‫السيوطي الكتب ِّ‬ ‫الزوائِد)‪ ،‬وجع ُّ‬ ‫(جممع َّ‬
‫ح‬
‫كتابِه ِ‬
‫(الامع الكبري)‪.‬‬
‫وش ْرِحها أو‬‫عض املسائِل ح‬
‫صص حد ْوحره يف بح ْس ِط بح ِ‬ ‫كل ُمتح حخ ِّ‬ ‫ومل تتح وقَّف حرحكة التَّصنِيف َّ ِ‬
‫حىت حوقْتنا هذا فحيُ حؤِّدي ا‬ ‫ح ح‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫حهت ِذيبِها واختِصا ِرها إىل غري ذلك ماا ُيحلِّي ُّ‬
‫السنَّةح ويُ حقِّرهبا من ُجهوِر املسلم ح‬
‫ني‪.‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫املشَّرفحة ؟‬ ‫‪ -1‬ما هي ُمبح ِّررات تحد ِوين ُّ‬
‫السنَّة ح‬
‫شيء كان اعتِماد النااس قبل ُّ‬
‫السنَّة ؟‬ ‫‪ -2‬على أي ٍ‬
‫ا‬
‫الكتابحة مع ِذ ْكر ِح ْك حمة النَّ ْهي‪.‬‬‫يدل على النَّهي عن ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ -3‬اذ ُكر ما ُّ‬
‫ودوافِعُه ؟‬
‫ب ‪ ‬بِكتابحة الديث فما ُم ِّبرات اإل ْذن ح‬
‫ِ‬
‫‪ -4‬أذ حن النَّ ا‬
‫ِ‬
‫عارض ؟‬ ‫ضت أدلَّة النَّهي واإلذن بالكتابحة فهل ميكنك حدفْع هذا التَّ ُ‬ ‫تعار ح‬
‫ح‬ ‫‪-5‬‬
‫األول‪.‬‬
‫املنهج َّ‬ ‫‪ -6‬تكلَّم عن ِ‬
‫املناهج اليت اتُّبِ حعت يف تح ْد ِوين ُّ‬
‫السنَّة‪ ،‬مع تفصيل القول عن ح‬
‫اعثه ؟ تح حكلَّم عن َّأول كِ ٍ‬
‫تاب يف ذلك‬ ‫قدماته وبو ِ‬ ‫بوي بالتحدوين ؟ وما ُم ِّ‬
‫ح‬ ‫‪ -7‬مىت كان إفراد الديث النَّ ا‬
‫وم حؤلِِّفه ؟‬ ‫ِ ِ‬
‫مع ذ ْكر امسه ُ‬

‫‪19‬‬
‫الحديث‬
‫لوم َ‬
‫القسم الثالث‪ :‬عُ ُ‬

‫‪20‬‬
‫الحديث‬ ‫التعريف بعُلوم َ‬
‫ث فيه يح ْشتح ِمل على‬ ‫ألن البح ْح ح‬ ‫وإمنا قِيل له (علوم) بالمع؛ َّ‬ ‫اعد واملسائِل‪َّ ،‬‬ ‫علوم ال ِديث جحْع ِع ْلم‪ ،‬وهو ال حقو ِ‬
‫ُ ح‬
‫السن‬ ‫و‬ ‫يح‬ ‫ح‬‫الص ِ‬
‫َّ‬ ‫السنحن‪ ،‬ومنها ما ي تح حعلَّق بِ‬‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫الص ِحيح ِ‬‫َّ‬ ‫الرجال‪ ،‬ومنها ما ي تح حعلَّق بِ‬ ‫ع ٍ‬
‫لوم حكثِريةٍ‪ ،‬منها ما يتعلَّق بِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫الضعِيف‪ ،‬ومنها ما يحتح حعلَّق باملوضوع‪:‬‬ ‫و َّ‬
‫وهو ين حق ِسم إىل قِ ْس حمني‪:‬‬
‫‪ِ -1‬ع ْلم الح ِديث ِروايحة‪.‬‬
‫‪ِ -2‬ع ْلم الح ِديث ِدرايحة‪.‬‬
‫الحديث روايَة‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬علم َ‬
‫فاظها‪،‬‬‫عَّرفحه ابن األكفاِن(‪ :)6‬بأنَّه ِع ْلم ي ْشتح ِمل على نح ْق ِل أحقْو ِال النَّب ‪ ‬وأحفْعالِه وِروايتِها وضب ِطها وحت ِرير أحلْ ِ‬
‫حْ‬ ‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫ب ‪ِ ‬من قح ْوٍل أو فِ ْع ٍل أو تح ْق ِري ٍر أو ِص حفة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لكل ما أُ ْسند إىل النَّ ا‬ ‫الدقيق ا‬
‫احملرر َّ ِ‬ ‫فهو ِع ْل ٌم يقوم على النَّ ْق ِل َّ‬
‫الصحابحة والتاابِعِني على َّ‬
‫الرأي املختار‪.‬‬ ‫يف إىل َّ‬ ‫ِ‬
‫كما يح ْشتحمل على نح ْقل ما أُض ح‬
‫ِ‬
‫الف ْقه والنَّ ْحو والح ِديث وغري ذلك ِمن العلوم‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬علم) ِجْنس يف التَّع ِريف ي ْشمل ِ‬
‫ح ح‬
‫ب ‪ِ ‬من غري القرآن‪.‬‬ ‫ظ هبا النَّ ُّ‬ ‫(نح ْقل أحقوالِه) أي‪ :‬اليت تحلح َّف ح‬
‫باعه فيها‪.‬‬‫(وأفعاله) هي األمور اليت ص حدرت عنه ‪ ‬واليت أُِمرنا باتِّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ح‬
‫الضْبط التا اام إىل حمن يح ْستح ِمع إليه‪.‬‬ ‫ص ِحيحاً مع َّ‬ ‫ِ‬
‫(وِروايحة ذلك)‪ :‬بِنح ْقله نح ْقّلً ح‬
‫ب‪.‬‬ ‫خاضعاً لقانون اللُّغة العربيَّة موافقاً الستِعمال العر ِ‬ ‫(وحت ِرير األحلْفاظ)‪ :‬بأن يكون ما ي رِويه ِ‬
‫حح‬ ‫ُ‬ ‫حْ‬
‫موضوعه‪ :‬هو ذات النَّب ‪ِ ‬من حيث أقوالُه وأحفْعالُه وتحق ِريراته ِ‬
‫وصفاته‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫ب ‪ ‬وبحيان حك ِيفيَّة االقتِداء به يف أفعالِه وأقوالِه‬ ‫ِ‬
‫فائدته‪ :‬االحرتاس من اخلطأ يف نح ْقل ما أُضيف إىل النَّ ا‬
‫ِ ِ‬
‫وصفاتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اجململ ِمن آيات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضله‪ :‬هو من أح ْشحرف العلوم حمْن ِزلحةً وأح حع امها فائ حدة‪ ،‬فعليه تُْبىن قحواعد األح ْحكام‪ ،‬وبه يحتَّضح ح‬
‫ِ‬ ‫فح ْ‬
‫القرآن‪ ،‬وبحيان ما حيتاج منها إىل بحيان‪.‬‬
‫الزهري (ت‪124‬ه )‪ ،‬وذلك يف ِخّلفحة عمر بن عبد العزيز استِجابحةً‬ ‫حممد بن شهاب ُّ‬ ‫َّأول حمن حد َّونحه‪ :‬هو َّ‬
‫ألم ِره‪.‬‬
‫ْ‬
‫الحديث درايَةً‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬علم َ‬

‫ووحر ِعه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫حممد قاضي قضاة َّ‬


‫الدولة العبااسيَّة املعروف بعلمه ح‬ ‫‪ )6‬هو أبو َّ‬
‫‪21‬‬
‫وع ْلم ِدرايحة الح ِديث‪.‬‬ ‫وع ْلم مصطحلح ال ِديث‪ ،‬وعلوم ال ِديث‪ِ ،‬‬
‫ُ ح‬ ‫ح‬ ‫ُْ‬
‫صول ال ِديث‪ِ ،‬‬
‫ح‬
‫ويطلحق عليه‪ِ :‬ع ْلم أُ ِ‬
‫ُ‬
‫وشروطهم‪،‬‬ ‫وشروطها‪ ،‬وأحنْواعها‪ ،‬وأح ْحكامها‪ ،‬وحال ُّ‬
‫الراواة ُ‬ ‫تع ِري ُفه‪ :‬هو ِع ْل ٌم يُ ْعحرف منه حح ِقي حقة ِّ‬
‫الروايحِة ُ‬
‫ي ِمن ححْيث ال حقبول‬ ‫الرا ِوي واملرِو ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صناف املرِوياات وما يحتح حعلَّق هبا‪ ،‬فهو ع ْل ٌم يح ْشتحمل على ال حقواعد ح‬
‫املعِّرفحة حبال ا‬ ‫وأح ْ‬
‫الراد‪.‬‬
‫و َّ‬
‫إجازةٍ أو غ ِري ذلك‪.‬‬
‫ماع أو ح‬ ‫الروايحة‪ :‬هي أن تكون عن طح ِريق التَّ حح امل بِ حس ٍ‬ ‫وشروط ِّ‬ ‫ُ‬
‫االنقطاع والتَّدلِيس‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫الرواية‪ :‬أي ِمن حيث االتِّصال و ِ‬
‫أنواع ِّ ح‬
‫وع حدم تحوثِ ِيق ِهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الرد وذلك بالبحث عن عدالحتِ ِهم ِ‬
‫وضْبط ِهم أو حج ْرح ِهم ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫حْ‬
‫وحال ُّ ِ‬
‫الراواة‪ :‬من حيث ال حقبُول و َّ ا‬
‫ووفياهتِم‪.‬‬ ‫يخ ِو ِِ‬
‫الدهتم ح‬
‫ِِ‬
‫كما يُ ْعحرف به ما يحتح حعلَّق مبواطن ِهم وتحوا ِر ِ ح‬
‫ث وعند ِروايحتِه‪.‬‬ ‫حتمل البح ِ‬
‫وشروطُهم‪ :‬أي اليت التح ُزموا هبا عند ُّ ح ْ‬ ‫ُ‬
‫الصحابحة والتاابِعِني‪.‬‬
‫ب ‪ ‬أو غ ِريه ِمن َّ‬ ‫ِ‬
‫وأحصناف املروياات‪ :‬من حيث كوّنا ُمضافحة إىل النَّ ا‬
‫ِ‬
‫يث ِرواية حكأُ ِ‬
‫صول‬ ‫املعمول بِه ِمن األحاديث‪ ،‬واملردود غري املقبول‪ ،‬وهو لِعلِم ال ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫فائِ حدته‪ :‬حم ْع ِرفحة املقبول‬
‫ح‬ ‫ْ ح‬
‫الف ْقه بِالنِّسبة لِعِْلم ِ‬
‫الف ْقه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْح‬
‫الرد أو التَّ حوقاف‪ ،‬فيُقال‪:‬‬ ‫السنحد أو املنت ِمن حيث القبول و َّ‬ ‫الراوي واملرِوي‪ ،‬أو َّ‬ ‫ِ‬
‫حموضوعُه‪ :‬البح ْحث عن أحوال ا‬
‫ضعِيف اإلسناد‪.‬‬ ‫صحيح اإلسناد‪ ،‬وهذا الديث ح‬
‫هذا الديث ِ‬
‫ح‬
‫املشَّرفة اليت هي األصل الثااِن للتَّشريع‪.‬‬ ‫السنَّة ح‬‫أشرف العلوم؛ ألنَّه يحتح حعلَّق بِ ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضله‪ :‬يُ ْعتححب هذا الع ْلم من ح‬ ‫فح ْ‬

‫‪22‬‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫نَشأة علم َ‬
‫الزهري‪ ،‬وبِتحتحبُّع جحْع الح ِديث وتحد ِوين العلماء له‬ ‫حممد بن شهاب ُّ‬ ‫اض حع هذا العِْلم هو َّ‬ ‫أن و ِ‬‫ذ حكر العلماءُ َّ‬
‫ص ويتح ححَّرون‬ ‫ِ‬ ‫أن أُ ح‬ ‫تبح َّني َّ‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬فقد كانوا يُ حفتِّشو حن عن النَّ ا‬ ‫صر َّ‬ ‫وجودةٌ منذ حع ْ‬
‫صول هذا الع ْلم حم ح‬
‫دول األحثْبات‪.‬‬ ‫الرواية فّل ي ْقبلون اإال ِرواية الع ِ‬
‫ح ُ‬ ‫حح‬ ‫عن ِّ ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيدث ويقول‪ :‬قال‬ ‫الع حد ِوي إىل ابن عباس ‪ ‬فجعل ِّ‬ ‫فقد روى مسلم بِ حسنحده عن جماهد قال‪ :‬جاء بحشري ح‬
‫لديثِي‪،‬‬ ‫لديثِه وال ي ْنظُر إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن عباس مايل ال أراك تحسمع ِ‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬فجعل ابن عباس ال يأْ حذن ِ‬
‫ْح‬ ‫ح ا‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫حح‬
‫رسول اهلل ‪‬‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬وال تح ْس حمع ؟ فقال ابن عبااس‪ :‬إناا ُكناا حمَّرةً إذا حِمسعنا حر ُجّلً يقول‪ :‬قال ُ‬ ‫أُح ِّدثك عن ِ‬
‫ح‬
‫لول مل نحأْ ُخذ ِمن النااس اإال ما نح ْع ِرف‪( .‬رواه‬ ‫الذ ح‬‫الص ْعب و َّ‬
‫اس َّ ح‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أصغحينا إليه بآذاننا‪ ،‬فلح اما ركب النا ُ‬ ‫ابْتح حد حرتْه أحبْ ُ‬
‫صارنا و ْ‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫حديث يُبح ِّني حم حدى احتِياط َّ‬
‫ب‬‫الص ْع ح‬‫اس َّ‬ ‫ب النا ُ‬ ‫الرا ِوي واملرِوي وقوله‪ ((:‬حرك ح‬ ‫الصحابة وحبثهم عن حال ا‬ ‫ٌ‬ ‫فهذا‬
‫الس ْهل‬‫الذلول َّ‬ ‫الص ْعب‪ :‬العُ ْسر املرغوب عنه‪ ،‬و َّ‬ ‫ك ماا ُْحي حمد ويُ حذ ام‪ ،‬و َّ‬ ‫كل مسلح ٍ‬ ‫َّ‬
‫اس َّ ح ْ‬ ‫والذلول )) أي‪ :‬حسلحك النا ُ‬
‫املرغوب فيه‪ ،‬فقد كانوا قح ْب حل ظُهور ال حك ِذب يح ْس حمعون لِ ُك ال ِروايحٍة ويحقبحلوّنا مَّن جاءح ِهبا‪ ،‬لكن بعد ظُهوِر ال حك ِذب‬
‫الع ْد ِل والثِّ حقة‪.‬‬
‫صاروا يحتح ححَّرون فّل يح ْقبحلو حن اإال ِروايحةح ح‬
‫ضوان اهلل عليهم‪ ،‬فكانوا يحتحثحبَّتون‬ ‫الصحابحة ِر ْ‬‫الرا ِوي كان منذ حع ْهد َّ‬ ‫ِ‬
‫الروايحة والبح ْحث عن حال ا‬ ‫فالتَّثحبُّت يف ِّ‬
‫الصحابحة قحد طُعِ حن يف ِروايحتِه لِنُ ْكرهتا‪.‬‬ ‫أن أح ححداً ِمن َّ‬ ‫ويحْن ُقدو حن ما يُْرحوى‪ ،‬وليس معىن ذلك َّ‬
‫ولكن ذلك كان فيمن ب ع حدهم كما قال ابن ِسريين‪ :‬مل يكونوا يسألو حن عن اإلسناد فلما وقحعت ِ‬
‫الفْت نحة‬ ‫ا حح‬ ‫ح‬ ‫ح حْ‬
‫ِ‬ ‫قالوا‪ ((:‬حمسوا لنا ِرجالحكم‪ ،‬فحي ْنظحر إىل أحه ِل ُّ ِ‬
‫السنَّة فحيُ ْؤ حخذ مْنهم‪ ،‬ويُْنظحر إىل أح ْه ِل البِ حد ِع فّل يُ ْؤ حخذ منهم )) ُ‬
‫(م حق ِّد حمة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫ص ِحيح مسلم)‪.‬‬ ‫ح‬
‫لكن ذلك‬ ‫اعه‪َّ ،‬‬ ‫ومس ِ‬‫يث ح‬ ‫الرواية وطحلحب التَّثبُّت كان منذ بِداية ِرواية ِ‬
‫الد ِ‬ ‫وميكن القول َّ‬
‫ح ح‬ ‫ح‬ ‫بأن التَّ ححِّري عن ِّ ح‬
‫خاصة عند جحْ ِع الح ِديث وتح ْد ِوينِه يف ال ُكتُب‪.‬‬ ‫التَّ ححِّري قد زاد وتحأح َّكد يف حزحم ِن اب ِن ِشهاب َّ‬

‫‪23‬‬
‫الحديث‬‫صنفات في علوم َ‬ ‫الم َ‬
‫أهم ُ‬
‫عض حمسائِلِه َّأول األح ْمر يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مل يُ حد ِّون العُلماء حمسائل هذا الع ْلم ابْتداء يف كتب ُم ْستحقلاة‪ ،‬ولكن ُوج حدت بح ُ‬
‫الرتِم ِذي بعض حمسائِلِه كما هو بالنِّسبحة‬ ‫ض َّمنحت كتُب ِّ‬ ‫الرسالحة واألام لِإلمام ا ِ ِ‬
‫الشافعي‪ ،‬كما تح ح‬ ‫ب أُخرى‪ ،‬مثل ِّ‬ ‫كتُ ٍ‬
‫بعض املسائِل منها‪:‬‬ ‫تناول فيه ح‬ ‫الصحيح) ح‬
‫آخر كِتابِه ِ‬
‫(الامع َّ‬ ‫الصغِري)) الذي ي حقع يف ِ‬
‫ح‬ ‫لِكتاب ((العِلحل َّ‬
‫الروايحة باملعىن‪ ،‬وآداب التَّ حح امل واألداء‪ ،‬والديث السن والغريب‬ ‫ومراتِب ُّ‬
‫الراواة‪ ،‬و ِّ‬ ‫الرح والتَّعديل‪ ،‬ح‬
‫بعضهم بعد ذلك كتباً تح ْستح ِق ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املرسل‪ ،‬وغري ذلك من حمسائل هذا العلم‪ ،‬استحفاد العلماء من هذه التَّجربحة فحأحلَّف ُ‬ ‫و ح‬
‫بِبح ْعض املوضوعات ِمن هذه الكتب‪:‬‬
‫املتوّف سنة ‪360‬ه ‪.‬‬ ‫حممد الرامهرمزي َّ‬ ‫اعي‪ ،‬صنَّفه أبو َّ‬ ‫الفاصل بني الرا ِوي والو ِ‬ ‫احملدث ِ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ا‬
‫صنَّ حفه أبو بكر أحد بن علي اخلطيب البغدادي املتوّف سنة ‪464‬ه ‪،‬‬ ‫الروايحة‪ ،‬ح‬ ‫‪ -2‬الكفاية يف علم ِّ‬
‫الرواية ِمن قحو ِ‬ ‫ِ‬
‫اعد وآداب‪.‬‬ ‫كل ما يحتح حعلَّق ب ِّ ح‬
‫جع فيه ا‬
‫السماع‪ ،‬للقاضي عياض بن موسى اليحصب املتوّف سنة ‪544‬ه ‪،‬‬ ‫الروايحة و َّ‬‫صول ِّ‬‫‪ -3‬اإلملام يف أُ ِ‬
‫علوم الح ِديث منها‪:‬‬ ‫جامعة ألنواع ِ‬ ‫ِ‬
‫وصنافت بعد ذلك ُمصنَّفات ح‬ ‫ُ‬
‫الشهرزوري نزيل‬ ‫الصّلح َّ‬ ‫الصّلح‪ ،‬صنَّفه أبو عمرو عثمان بن َّ‬ ‫‪ -4‬علوم الديث املشهور مب حق ِّد حمة ابن َّ‬
‫يسري‪.‬‬ ‫املتوّف سنة ‪643‬ه ‪ ،‬وهذا الكتاب اختحصره اإلمام النَّوِوي يف كتابه التَّق ِريب والتَّ ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ِد حم ْشق َّ‬
‫وم ِفيد‬ ‫ِ‬
‫السيوطي‪ ،‬وهو شرح واسع ُ‬ ‫الدين ا‬ ‫الراوي حش ْرح تح ْق ِريب النَّوِوي‪ ،‬لإلمام جّلل ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬تح ْدريب ا‬
‫يسري لإلمام النَّوِوي‪.‬‬ ‫لِكتاب التَّق ِريب والتَّ ِ‬
‫حممد بن إمساعيل املتوّف سنة ‪1182‬ه ‪.‬‬ ‫للصْنعاِن َّ‬ ‫وضيح األفكار َّ‬ ‫‪ -6‬تح ِ‬
‫الدين القامسي املتوّف سنة ‪1332‬ه ‪.‬‬ ‫حممد جال ِّ‬ ‫حديث لِ حلع اّل حمة َّ‬‫اعد التَّ ِ‬ ‫‪ - 7‬قو ِ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سامها ؟‬‫‪ -1‬ما معىن عُلوم الديث ؟ وملح ُمسِّيت بذلك ؟ وما أحقْ ُ‬
‫ضله و َّأول‬
‫وموضوعه‪ ،‬وفح ْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬ما تحع ِريف ِع ْلم ال ِديث ِرواية ؟ اشرح التَّع ِريف‪ ،‬و ِّ ِ‬
‫ضح فائ حدة هذا الع ْلم‪ ،‬ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫حمن حد َّونه‪.‬‬
‫‪ -3‬ما حم ْعىن ِع ْلم الح ِديث ِدرايحة ؟ وما أمساؤه األُخرى ؟ وما شروط ِّ‬
‫الروايحة ؟ وما أحنْواعُها ؟ وما‬
‫صناف املرِوياات ؟‬ ‫ِ‬
‫الرواة وبِأح ْ‬
‫املقصود حبال ا‬
‫ضلُه ؟‬ ‫الديث ِدرايحة ؟ وما حموضوعُه ؟ وما فح ْ‬ ‫‪ -4‬ما فائِ حدة ِع ْلم ِ‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫صنَّفات لِبح ْع ِ‬
‫ض األحئِ َّمة‪ ،‬حو ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬ظح حهرت حمسائل هذا الع ْلم يف ُم ح‬

‫‪24‬‬
‫فصيل عن نح ْشأة ِع ْلم ِ‬
‫الديث ِدرايحةً‪.‬‬ ‫تكلَّم بالتح ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫الديث إجاالً‪.‬‬ ‫الامعة لعِْلم ِ‬
‫تكلَّم عن املصنحفات ِ‬ ‫‪-7‬‬
‫القول عن كتاب (م حق ِّدمة ابن الصّلح) مع ِذ ْكر ُش ِ‬
‫روحه وخمتحصراتِه‪.‬‬ ‫صل ح‬ ‫فح ِّ‬ ‫‪-8‬‬
‫ح‬ ‫ُ ح‬

‫‪25‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫المصطَلَحات الوار َدة في عُلوم َ‬
‫القسم الرابع‪َ :‬أهم ُ‬

‫‪26‬‬
‫الحديث‬
‫المصطَلَحات في عُلوم َ‬
‫ُ‬
‫المصطَلحات‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الديث على وضعها ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضها عن بح ْعض‪،‬‬ ‫ملعان متيِّز بح ْع ح‬ ‫ْ‬ ‫خمصوصة اتَّفق علماءُ‬‫ح‬ ‫ظ‬‫صطحلح‪ ،‬وهي‪ :‬ألفا ٌ‬ ‫جحْع ُم ْ‬
‫علماء الح ِديث لِبح ْعض األحلْفاظ منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ضها‪ ،‬فقد حكثُر استِ ْعمال‬ ‫حيدث التِباس بينها عند ِذ ْكر ب ع ِ‬
‫حْ‬ ‫ٌ‬ ‫حبيث ال ُ‬
‫فصيل ذلك فيما يلي‪:‬‬ ‫السنحد‪ ،‬املسنِد بِ حكسر الناون‪ ،‬املسنحد بِحفْتح الناون‪ ،‬وتح ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫السنَّة‪ ،‬املنت‪ْ ُ َّ ،‬‬ ‫الديث‪ ،‬اخلب‪ ،‬األحثحر‪ُّ ،‬‬
‫‪ -1‬الحديث‪:‬‬
‫يف اللَّغحة‪ِ :‬ض اد ال حقدمي‪.‬‬
‫ذاهب‪:‬‬‫االصطّلح‪ :‬فقد اختلف العلماء يف تع ِريفه على ثّلثحة م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫الّلم‬
‫وسكون ا‬ ‫ب ‪ ‬من قح ْول أو ف ْع ٍل أو تح ْق ِري ٍر‪ ،‬أو ص حفة خ ْلقيَّة ‪ -‬بكس ِر اخلاء ُ‬ ‫أوهلا‪ :‬أنَّه ما أُض ح‬
‫يف إىل النَّ ِّ‬
‫الصحايب أو التاابِعِي‪ ،‬وهذا التَّع ِريف هو املختار عند‬ ‫الّلم ‪ -‬أو أُ ِضيف إىل َّ‬ ‫ِ‬
‫ض ام اخلاء و ا‬ ‫‪ -‬أو ُخلُقيَّة ‪ -‬بِ ح‬
‫المهور‪.‬‬
‫وهو يح ْش حمل‪:‬‬
‫ِ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬املرفوع‪ :‬وهو ما أُضيف إىل النَّ ا‬
‫الصحايب وأُ ْسنِ حد إليه قوالً‪.‬‬ ‫‪ -2‬املوقوف‪ :‬وهو ما أُ ِضيف إىل َّ‬
‫يف إىل التاابِعِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬املقطوع‪ :‬وهو ما أُض ح‬
‫خاصة ِمن قح ْوٍل أو فِ ْع ٍل أو تح ْق ِرير أو ِص حفة ِخ ْل ِقيَّة أو ُخلُِقيَّة‪ ،‬فّل يح ْد ُخل‬‫ب ‪َّ ‬‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫يف‬ ‫ض‬‫ثانِيها‪ :‬أنَّه ما أُ ِ‬
‫فيه املوقوف وال املقطوع‪.‬‬
‫خاصاً باملرفوع ِمن‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املذهب يكون املذهب ا‬ ‫ب ‪ ‬من قح ْول أو ف ْع ٍل‪ ،‬وعلى هذا ح‬ ‫ثالثها‪ :‬أنَّه ما أُضيف إىل النَّ ا‬
‫الص ِحيح واملشهور عند أهل ال حف ان‪.‬‬ ‫األول هو َّ‬ ‫املذهب َّ‬‫الصفات‪ ،‬و ح‬ ‫األقوال واألفعال فقط دون التَّق ِريرات و ِّ‬
‫رسول اهللِ ‪ ‬يقول‪:‬‬ ‫أن ح‬ ‫سول اهللِ ‪ ‬يقول‪ ،‬أو َّ‬ ‫ومثال ال حق ْول‪ (:‬قح ْول را ِوي الح ِديث‪ :‬قال ‪ ‬أو حِمس ْعت حر ح‬
‫كذا)‪.‬‬
‫سول اهللِ ‪ ‬كذا‪ ،‬أو كان‬ ‫لح ِديث‪ :‬حرأحيْت حر ُس ح‬
‫ول اهللِ ‪ ‬يح ْف حعل كذا‪ ،‬أو فح حع حل حر ُ‬ ‫ِ‬
‫الرا ِوي ل ح‬
‫ِ ِ‬
‫ومثال الف ْعل‪ (:‬قح ْول ا‬
‫رسول اهلل ‪ ‬كان إذا استحوى على‬ ‫أن ح‬ ‫ومثالُه‪ :‬ما ُرِوي عن ابن عمر رضي اهلل عنهما َّ‬ ‫سول اهللِ ‪ ‬ي ْفعل كذا‪ِ ،‬‬‫حر ُ‬
‫حح‬
‫(الزخرف اآلية‪:‬‬ ‫بع ِريه خا ِرجاً إىل حس حف ٍر حكبَّ حر ثحّلثاً مثَّ قال‪:‬ﱡ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱠ ُّ‬
‫الرتِمذي)‪.‬‬ ‫‪ ،13‬والديث رواه مسلم و ِّ‬

‫‪27‬‬
‫ضحرتِه ولكن‬ ‫سول ‪ ‬فحيح ْس ُكت عليه وال يُْن ِكره‪ ،‬أو ال يُ ْف حعل يف حح ْ‬ ‫الر ِ‬‫ضحرةِ َّ‬
‫الش ْيءُ يف حح ْ‬ ‫والتَّقرير‪ ((:‬أن يُ ْف حع حل َّ‬
‫ب على مائِ حدتِه ‪ ‬وقد سبق ِمثال‬ ‫صل إليه ِع ْل ُمه عن طح ِريق ِّبني مثا حس حكت ومل يُْن ِكره)) ومثال ذلك‪ :‬أح ْكل َّ‬
‫الض ا‬ ‫حو ح‬
‫الصفة اخلِْل ِقيَّة ‪ -‬بِ حكسر اخلاء ‪.-‬‬ ‫ضم اخلاء ‪ -‬وكذلك ِمثال ِّ‬ ‫ِ‬
‫الص حفة اخلُلُقيَّة ‪ -‬بِ ح‬
‫ِّ‬
‫‪ -2‬اخلب‪:‬‬
‫يف اللُّغة‪ :‬النَّبأ‪ ،‬وجحْعه‪ :‬أخبار‪.‬‬
‫االصطّلح على ثحّلثحة أحقْو ٍال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫ّلحي‪ ،‬فحيُطْلحقان على املرفوع‪ ،‬واملوقوف‪ ،‬واملقطوع‪.‬‬ ‫االصط ِ‬
‫ِ‬ ‫لح ِديث مبعناه‬ ‫ِ ِ‬
‫(أ) أنَّه ُمرادف ل ح‬
‫ِ‬
‫اخلب ما جاء عن حغ ِْريه‪.‬‬‫ب‪‬و ح‬ ‫(ب) أنَّه ُمغايِر له‪ ،‬فالديث ما جاء عن النَّ ِّ‬
‫اخلب ما جاء عنه وعن غ ِريه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب‪‬و ح‬ ‫أع ام منه‪ ،‬فالديث ما جاء عن النَّ ا‬ ‫(ج) أنَّه ح‬
‫‪ -3‬األثحر‪:‬‬
‫لغةً‪ :‬بحِقيَّة َّ‬
‫الش ْيء‪.‬‬
‫اص ِطّلحاً على قح ْولح ْني‪:‬‬ ‫و ْ‬
‫الصحابة والتاابِعِني‪.‬‬ ‫ب ‪ ‬وإىل غ ِريه ِمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫(أ) أنَّه مر ِادف لِ ِ‬
‫لحديث‪ ،‬فحيح ْش حمل ما أُض ح‬
‫يف إىل النَّ ِّ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫الصحابحة أو التاابِعِني‪.‬‬ ‫يف إىل َّ‬ ‫ِ‬
‫(ب) وقيل هو خاص مبا أُض ح‬
‫السنحد‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ومسِّ حي بذلك؛ العتِماد ال افاظ عليه يف الكم على‬ ‫يف اللُّغة‪ :‬املعتح حمد ِمن قح ْوهلِم‪ :‬فُّل ٌن حسنحد‪ ،‬أي ُم ْعتح حمد‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫ض ْعفاً إىل غري ذلك‪.‬‬ ‫الحديث ِص َّحةً أو ح‬
‫اصطّلحاً‪ :‬هو الطَِّريق ِ‬
‫املوصل إىل املنت‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫اإلسناد‪ :‬حرفْع الح ِديث إىل قائِلِه وإضافحته إليه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مبعىن َّ‬
‫السنحد‪.‬‬
‫املسنحد‪ :‬بفتح الناون يُطْلحق ويُراد بِه ما يلي‪:‬‬
‫صل حسنح ُده ِمن َّأولِه إىل ُمْنتهاه‪.‬‬ ‫(أ) الديث الذي اتَّ ح‬
‫كمسنحد أح ْحْد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحايب على ح حدى‪ُ ،‬‬ ‫ي‬ ‫كل‬
‫(ب) الكتاب الذي ذُكحرت فيه أحاديث ا‬
‫(ج) أنَّه يُراد به اإلسناد‪.‬‬
‫بالديث لُغحةً وفِ ْقهاً‪ ،‬أو‬
‫شيوخه‪ ،‬سواء أكان عاملاً ِ‬ ‫بإسناده إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫املسنِد‪ :‬بِ حكسر النُّون هو حمن يح ْرِوي الديث‬ ‫ْ‬
‫جمرد ِروايحته‪.‬‬
‫ليس له اإال َّ‬
‫‪ -5‬املنت‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف اللُّغحة هو املرتحِفع الص ْلب ِمن األرض‪ ،‬والمع‪ :‬متو ٌن‪ ،‬و ِ‬
‫استُ ْعم حل يف حم ْنت الحديث؛ ألنَّه يح ْرتحفع عن حو ْ‬
‫ص حمة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫النُّ ْقصان أو ألنَّه حم حك ٌم ال يحتحطحَّرق إليه اختِ ٌ‬
‫ّلل‪.‬‬
‫يث‪.‬‬ ‫فاظ ال ِد ِ‬ ‫السنحد ِمن أحلْ ِ‬
‫احملدثِني‪ :‬ما يحْنتح ِهي إليه غايحة َّ‬
‫اصطّلح ِّ‬ ‫ويف ِ‬
‫ح‬
‫احملدث‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ظ عدداً كبِرياً ِمن املتون‪ ،‬حِ‬ ‫الرجال‪ِ ،‬‬ ‫يد والعِلحل وأحمساء ِّ‬
‫وم ْسنحد أح ْححد‬
‫ب ُ‬ ‫ومسع ال ُكتُ ح‬ ‫وحف ح ح‬‫ح‬ ‫هو حمن حعحرف األحسانِ ح‬
‫الوفيات‪ ،‬واملسانِيد‪.‬‬ ‫و‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ل‬
‫ح‬ ‫الشيوخ‪ ،‬وتكلَّم يف العِ‬ ‫ُّ‬ ‫على‬ ‫ودار‬ ‫اِن‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وم ْع حجم الطَّ‬ ‫ي‬ ‫وسنن الب ي ه ِ‬
‫ق‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ُح حْ ح‬
‫‪ -7‬الافِظ‪:‬‬
‫احمل ِّدث فيكون عا ِرفاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لم حح ِّدث عند كثري من العلماء‪ ،‬وقال البعض‪ :‬هو أعلى حد حر حجة من ح‬ ‫قيل‪ :‬هو ُمرادف ل ُ‬
‫صرياً بِطُرقِها ميِّزاً ألسانِيدها حي حفظ ما أح ْجحع أح ْهل املع ِرفحة على ِح ْف ِظه‪.‬‬ ‫بِسنحن رسول اهلل ‪ ‬ب ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫‪ -8‬الاكِم‪:‬‬
‫حاديث‪.‬‬ ‫هو من أححا حط ِع ْلماً ب ِميع األح ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫الرموز اليت يح ْستح ْع ِملها العُلماء كثِرياً ِمثْل‪:‬‬ ‫‪ُّ -9‬‬
‫صرون منها على ُرموٍز‬ ‫احملدثون بعض الكلمات اليت ي ْكثُر دوراّنا وي ْقتح ِ‬ ‫صر ِّ‬ ‫(ثنا) و (نا) و (أنا)‪َ ،‬يتح ِ‬
‫ح‬ ‫ح حح‬
‫صرون (أخبنا) إىل (أنا)‪.‬‬ ‫(حدثنا) إىل (ثنا)‪ ،‬ورمبا ح حذفوا الثاء فقالوا‪( :‬نا)‪ ،‬وَيتح ِ‬ ‫صرون َّ‬ ‫فيختح ِ‬
‫ح‬ ‫حْ‬
‫‪ -10‬حاء التَّ حح اول‪:‬‬
‫عنده لِلح ِديث أ ْكثر ِمن ٍ‬
‫إسناد‬ ‫املفرحدة‪ ،‬حمأخو حذة ِمن التَّ حح ُّول‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ح‬ ‫ث إذا كان ح ح‬ ‫احمل ِّد ح‬
‫أن ح‬ ‫املهملحة ح‬ ‫(ح) الاء ح‬
‫عنده اإلسنادان فإنَّه يح ْذ ُكر (حا) التَّ حح اول ويح ْقحرأ حسنحد‬ ‫آخر عند را ٍو يح ْلتح ِقي ح‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ويُِريد أن يحْنتحقل من إسناد إىل إسناد ح‬
‫الح ِديث بح ْع حده‪ ،‬هذا هو املشهور‪.‬‬
‫الصّلةِ لإلمام مسلِم رحه اهلل قال‪ ((:‬حح َّدثن أبو كمال الحدري‪،‬‬ ‫اضع َّ‬ ‫املساجد ومو ِ‬
‫ح‬
‫ِ‬ ‫مثالُه‪ :‬يف كتاب‬
‫وحدثنا أبو بكر بن أيب شيبة وأبو كريب قاال‪ :‬حدثنا أبو معاذ‪،‬‬ ‫حدثنا األعمش (ح) قال‪َّ :‬‬ ‫حدثنا عبد الواحد‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫أي حم ْس ِجد ُو ِض حع يف األحْرض‬ ‫عن األعمش‪ ،‬عن إبراهيم التَّميمي عن أبيه عن أيب ذر قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ :‬ا‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صى )‪ ،‬قلت‪ :‬كم بينح ُهما ؟ قال‪ :‬أربعو حن حسنحةً‪،‬‬ ‫أي؟ قال‪ (:‬املسجد األحْق ح‬ ‫أحَّوالً ؟ قال‪ (:‬املسجد الحرام )‪ ،‬قلت‪ :‬مث ا‬
‫ص ال‪ ،‬فهو حم ْس ِجد ))‪.‬‬ ‫الصّل حة فح ح‬
‫ت َّ‬ ‫وأينما أح ْد حرْك ح‬
‫اإلسناديْن‬
‫ح‬ ‫وصله‪ ،‬ويح ْلتح ِقي كِّل‬ ‫فقد تلح َّقى اإلمام مسلِم هذا الديث بِسنح ِده عن األعمش‪ ،‬وبِسنح ٍد آخر ي ِ‬
‫ح ح ُ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫السنحد ِمن نُ ْقطحة‬‫كامّلً أتى حباء التَّ حح اول وأح ْك حمل َّ‬ ‫كامّلً والثاِن ِ‬ ‫السنحد األحَّول ِ‬ ‫فبد حل أن يح ْذ ُكر َّ‬ ‫عند األح ْع حمش‪ ،‬ح‬
‫قاء‪ ،‬وهي األعمش‪.‬‬ ‫االلتِ ِ‬

‫‪29‬‬
‫احملدثِني يف قِراءحة اإلسناد‪:‬‬
‫عادة َّ‬ ‫‪ -11‬ح‬
‫ط‪ ،‬ويحْنبحغِي لِلقا ِرئ أن‬ ‫ف (قال) وحنوه بني ِرجال اإلسناد يف اخلح ا‬ ‫الديث حب ْذ ِ‬ ‫قال النَّوِوي‪ :‬جرت عادة أحه ِل ِ‬
‫ح ْ‬ ‫حح‬
‫ّلن قيل‪( :‬أح ْخ حبك فّلن)‪،‬‬ ‫ئ على فُ ٍ‬ ‫ي ْل حفظ هبا‪ ،‬وإذا كان يف الكتاب‪ ،‬قُ ِرئ على ٍ‬
‫فّلن أح ْخ حبك فُّلن فحيحقولون‪ :‬قُ ِر ح‬ ‫ح‬
‫ط ويح ْل ِفظ هبا‬‫حيذفون إحداها يف اخلح ا‬ ‫فإّنم ِ‬ ‫الشعب )‪َّ ( ،‬‬ ‫تكررت حكلِمة قال‪ :‬كقولِه‪ (:‬حح َّدثنا صاحل قال‪ :‬قال َّ‬ ‫وإذا َّ‬
‫السابِق‪.‬‬
‫القارئ) ونُطحبِّق ذلك على املثال ا‬
‫ِ‬
‫يث بِحق ْولِه‪ :‬حح َّدثن (فّلن)‪ ،‬وعند قراءتنا للحديث نقول‪ :‬قال‬ ‫ِ‬
‫فاإلمام مسلم وكذلك البخاري يبتدئ الد ح‬
‫البخاري يف كتابه الصحيح‪ :‬حدثنا فّلن‪ ،‬وهناك كما يف الرواية السابقة‪ ،‬أقول قال اإلمام مسلم بن الجاج‪:‬‬
‫حدثن أبو كامل الحدري‪ ،‬وقد حذف (قال) بني الراوي األول وهو أبو كامل الحدري وعبد الواحد وعند‬
‫قراءيت أقول‪ :‬قال مسلم‪ :‬حدثن أو كامل الحدري (قال)‪ :‬حدثنا عبد الواحد‪( .‬قال)‪ :‬حدثنا األعمش‪،‬‬
‫و(قال) هذه تنطق لفظاً ولو مل تكتب خطاً‪.‬‬
‫‪ِ -12‬صيغحة الحْزم‪:‬‬
‫ضعِيف‪ ،‬وإمنا تقول‪:‬‬ ‫هذه ِصيغحة تح ْ‬‫الفعل لِلمجهول‪ ،‬فح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عند ِرواية حديث ِ‬
‫ي أو ذُكر بِبِناء ْ ح ْ‬ ‫صحيح ال تح ُقل ُرِو ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫لص ِحيح أو السن‪ِ ،‬‬
‫وصيحغ‬ ‫وضوعة لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪ ‬كذا أو فح حعلحه‪ ،‬قال النَّوِوي يف شرح َّ‬
‫ح‬ ‫املهذب‪ (:‬صيحغ الزم حم ح‬
‫ص اح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اها‪ ،‬وذلك َّ ِ‬ ‫التَّم ِريض لِ ِسو ُ‬
‫أن صيغحةح الزم تح ْقتحضي ص َّحتحه عن املضاف إليه‪ ،‬فّل يحْنبحغي أن تُطْلحق اإال فيما ح‬
‫الكاذب عليه‪.‬‬ ‫وإال فحيكون اإلنسا ُن يف معىن ِ‬ ‫ا‬
‫الضعيف (قال حورحوى فُّل ٌن)‪ ،‬وهذا ححْيد عن‬ ‫الراء‪ ،‬ويف َّ‬‫ضم ا‬ ‫ي عنه) بِ ح‬ ‫الصحيح ال نقول‪ُ (:‬رِو ح‬ ‫وكذلك يف َّ‬
‫الصواب ) (‪.)7‬‬ ‫َّ‬
‫‪( -13‬أو كما قال)‪:‬‬
‫ك أن يقول حع ِقبحه‪(( :‬أو‬ ‫الديث إذا ا ْشتحبحه عليه لحْفظحة فح حقحرأحها على َّ‬
‫الش ا‬ ‫قال النَّووي‪ :‬ينبغِي للراوي وقا ِرئ ِ‬
‫ح ا‬
‫يب ِمن‬ ‫ِ‬
‫بعده‪ (:‬أو كما قال ) ‪ ،‬أي هذا قح ْولُه ‪ ‬أو قح ِر ٌ‬
‫)‬‫‪8‬‬ ‫(‬
‫كما قال))‪ ،‬وكذا يُ ْستح ححب ل حمن روى باملعىن أن يقول ح‬
‫قح ْولِه‪.‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫لحات الوا ِردة يف ع ِ‬
‫لوم الح ِديث ؟‬ ‫‪ -1‬ما املراد باملصطح ِ‬
‫ح ُ‬
‫اخلب ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬ما معىن الحديث لُغةً واصطّلحاً ؟ وما معىن ح‬

‫‪ )7‬قواعد التَّحديث ِ‬
‫للقامسي (ص ‪ )210‬باختِصار‪.‬‬
‫‪ )8‬قواعد التَّحديث ِ‬
‫للقامسي (ص ‪ )210‬باختِصار‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫اصطّلحاً ؟‬ ‫السنحد لغةً و ِ‬ ‫‪ -3‬ما معىن َّ‬
‫ضح الفرق بني املسنحد بِحفْتح الناون واملسنِد بِ حك ْس ِرها‪.‬‬ ‫‪ -4‬حو ِّ‬
‫‪ -5‬ما معىن املنت ؟ وِملح ُمسِّي بذلك ؟‬
‫احملدث والاكِم ؟‬ ‫‪ -6‬ما الفرق بني ِّ‬
‫ض ْحها‪.‬‬ ‫الديث عند ِذ ْكر َّ‬
‫السنحد منها (أنا)‪( ،‬ح) حو ِّ‬ ‫‪ -7‬هناك رموز يست ع ِملها علماء ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ح ْح ْ‬
‫الديث ؟‬ ‫(حدثن) فكيف نقرأ حنن ِ‬ ‫(ح َّدثنا) أو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -8‬يحْبتحدئ األحئ َّمة األححاديث بقوهلم‪ :‬ح‬
‫الص ِحيح لِِقراءة ح ِديث يف َّ ِ‬ ‫الزم ؟ وما هو الطَِّريق َّ‬ ‫ِ‬
‫أي‬
‫الصحيحني ؟ أو ا‬ ‫ح ح‬ ‫‪ -9‬ماذا تح ْع ِرف عن صيحغ ْ‬
‫ص ِحيح ؟‬ ‫ِ‬
‫ححديث ح‬
‫‪ -10‬إذا قحرأ حشخص ح ِديثاً وهو شاك يف ِ‬
‫ألفاظه هل حغيَّ حر منها شيئاً أم ال ؟ ماذا يحتح حع َّني عليه ؟‬ ‫ْ ح‬

‫‪31‬‬
‫الحديث وأَ َهم ُكتُبه‪.‬‬
‫القسم الخامس‪ :‬علم رجال َ‬

‫‪32‬‬
‫ُمقد َمة‪:‬‬
‫ومن ذلك كان‬ ‫بعدهم بكل أحمانحة‪ِ ،‬‬ ‫كل جه ٍد يف سبِ ِيل تُراثِ ِهم وتح ِ‬
‫ا‬ ‫قدميه إىل األجيال ح‬ ‫ح‬ ‫بح حذل عُلماء اإلسّلم َّ ُ ْ‬
‫الديث وغ ِريها‬ ‫الستَّة يف ِ‬ ‫ب اليت تُ حرتِجم لُِراواة الكتُب ِّ‬‫يث فاهتح ُّموا بِتحألِيف ال ُكتُ ِ‬
‫جال ورواة ال ِد ِ‬ ‫يخ ِّ ِ‬ ‫اهتِمامهم بِتا ِر ِ‬
‫الر ُ ا ح‬
‫يخ ِوال حدة‪ ،‬مع ِذ ْكر البُلدان اليت حر ححلوا إليها لِطحلحب العِْلم أو التَّد ِريس فيها‪،‬‬ ‫وتُبح ِّني أح ْحواهلم ِمن حج ْرٍح وتح ْع ِد ٍيل وتا ِر ِ‬
‫ّلم حذهتِم وأحقْراّنِم وأححواهلِم االجتِ ِ‬
‫ماعيَّة إىل غري ذلك‪.‬‬ ‫يوخ ِهم وتح ِ‬ ‫كما اهتحموا بِ ِذ ْكر ُش ِ‬
‫ا‬
‫صر يف كِتابِه على ِذ ْكر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صنِّف مْن حهجاً ا ِ‬
‫لمتح ْر حجم هلم‪ ،‬فحمن العُلحماء حمن اقتح ح‬ ‫خاصاً بالنِّسبحة ل ُ‬ ‫كل ُم ح ح‬ ‫وسلحك ا‬
‫ترجم لُِراواة كتُب ُم حعيَّنحة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫لصحابحة والتاابعني وأتباعهم‪ ،‬ومنهم حمن ح‬ ‫الصحابحة فح حقط‪ ،‬ومنهم حمن تح ْر حج حم يف كتابه لِ َّ‬ ‫َّ‬
‫الضعفاء‪.‬‬ ‫الرتجة لِلثِّقات فقط‪ ،‬ومنهم حمن حجحع بني الثِّقات و ُّ‬ ‫صر يف كتابِه على َّ‬ ‫ومنهم حمن اقْ تح ح‬
‫ِ‬
‫ضْبط األمساء‬ ‫هتتم بِ ح‬
‫الضعفاء واجملروحني‪ ،‬وظح حهرت الكتب اليت ا‬
‫ِ‬ ‫وهناك حمن اقتصر يف تصنِيفه على ِذ ْكر ُّ‬
‫صنَّف العُلحماء الكتب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫باس عند التَّشابُه‪ ،‬ويف أواخر ال حقرن اخلامس ح‬ ‫وبيان املؤتحلف واملختحلف‪ ،‬وهي اليت تنفي االلت ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليت هتتح ام بِذ ْكر األحنْساب‪ ،‬إىل غري ذلك من ح‬
‫املصنَّفات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تقسيم ِّ ِ‬ ‫ومييل املؤلِّفون يف تصنِ ِيف ِهم إىل ِ‬
‫((خريُ‬‫ي القائل‪ :‬ح‬ ‫ص النَّب ِو ا‬ ‫الرجال إىل طحبقات حوفْقاً لما جاء به النَّ ا‬ ‫ح‬
‫وّنم‪ ،‬مث الذين يحلُوّنم)) رواه البخاري‪.‬‬ ‫القرون قح ْرِن‪ ،‬مث الذين يحلُ ح‬
‫ِ‬
‫آخر يف التَّصنيف فأحلَّف على حروف ح‬
‫املعجم‪.‬‬ ‫ومنهم حمن سلحك حم ْسلحكاً ح‬
‫لد حول واألُحمم‪ ،‬فهو يح ْهتح ام‬ ‫الوقائِع والو ِادث لِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجال َيتحلف عن التااريخ الذي يقوم على ذ ْكر ح‬
‫يخ ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْلم تا ِر ِ‬
‫كل حر ُج ٍل ابتِداء مبولِ ِده وانتِهاءً بِوفاتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اسة ححياة ا‬
‫بِاألحداث التاارَييَّة‪ ،‬بينما ي ْهتحم ِع ْلم تا ِريخ ِّ ِ ِ‬
‫الرجال بدر ح‬ ‫ح ا‬

‫‪33‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التعريف بعلم رجال َ‬
‫يث ِمن حيث ال حقبول و َّ‬
‫الراد‪.‬‬ ‫ف بِه أححوال رواة ال ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫هو ع ْل ٌم يح ْعحر ُ ْ ُ ح‬
‫اعد واملسائِل‪.‬‬ ‫فالعِْلم‪ :‬هو ال حقو ِ‬
‫املقبول ِمن املردود ِمن ُّ‬
‫الراواة‪.‬‬ ‫الرواة‪ :‬هي اليت ي تح رتَّب عليها م ْع ِرفحة ِ‬
‫ح‬ ‫حح‬ ‫وأحوال ُّ ا‬
‫وضوع هذا العلم‪:‬‬ ‫َم ُ‬
‫جال الح ِديث حج ْرياً على الغالِب؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ومسِّي بِعِْلم ِر ِ‬ ‫الراوي ِمن حيث قحبول ِروايحتِه أو حرادها‪ُ ،‬‬ ‫وضوعه‪ :‬ا‬ ‫حم ُ‬
‫الر ُجل واملرأة‪.‬‬‫فالروايحة يح ْش حِرتك فيها َّ‬ ‫الروايحة أح ْكثحر ِمن النِّساء‪ ،‬ا‬
‫وإال ِّ‬ ‫الر ِ‬
‫جال بِ ِّ‬ ‫مام ِّ‬ ‫ِ‬
‫اهت ح‬
‫الروايحِة‬ ‫الراواة اليت مبع ِرفحتِها والوقوف عليها ميِّيز حم ُ‬
‫قبول ِّ‬ ‫مادةح هذا العِْلم ِمن أحوال ُّ‬
‫استِمداده‪ :‬استح حم اد العلماءُ َّ‬
‫ِمن م ِ‬
‫ردودها‪.‬‬ ‫ح‬
‫فائ َدة هذا العلم‪:‬‬
‫يدة‪ِ ،‬‬
‫ومن أح حهِّها‪:‬‬ ‫فوائِد هذا العِْلم حع ِد ح‬
‫‪ -1‬حم ْع ِرفحة األحمساء والكىن واأللقاب‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة املتَّ ِفق واملفرتق واملؤتحلِف واملختحلِف واملتحشابه وبذلك نحتح حجنَّب اللَّْبس واخلحْلط بني ُّ‬
‫الراواة‪.‬‬
‫ميكن املطَّلِ حع ِمن حم ْع ِرفحة اإلرسال‬
‫الرحّلت والطَّبقات‪ ،‬وذلك ِ‬
‫ح‬ ‫الوفحيات واألحْوطان و َّ ح‬
‫ِ ِ‬
‫‪ -3‬حم ْعرفحة املواليد و ح‬
‫أن الح ِديث الذي رواه ُم ْر حسل‪ ،‬ومبع ِرفحة‬ ‫صحابياً يُِفيد َّ‬ ‫ِ‬
‫الرا ِوي تابِعيااً وليس ح‬
‫ِ‬
‫واالنقطاع‪ ،‬فح حم ْع ِرفحة حك ْون ا‬
‫يث ُمْن حق ِطع‪.‬‬ ‫ع حدم تحعاصر الرا ِوي ني أو تحعاصرِها مع ع حدم اللِّقاء ي ِفيد َّ ِ‬
‫أن الد ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ُ ا حْ‬ ‫ح‬
‫‪ -4‬ومن فوائد معرفة الثقات واجملروحني وصفات الرجال اليت من خّلهلا ميكن الكم على الديث‬
‫صحة وضعفاً‪.‬‬
‫صن َفة في الرجال‪:‬‬
‫الم َ‬
‫ثانياً‪ :‬أهم الكتب ُ‬
‫صن َفة في التعريف بالصحابَة‪:‬‬ ‫الم َ‬
‫(أ) ال ُكتُب ُ‬
‫الصحايب ِمن‬
‫ووفياهتم أحْمر له أهِّيَّتُه‪ ،‬فبِه يُ ْعحرف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مع ِرفحة َّ ِ ِ‬
‫الصحابحة بذ ْكر أحمسائهم وأحنساهبم وس حريهم وأحماكنهم ح‬ ‫حْ‬
‫الصحايب بِعِ َّدة تحعريفات ِمن أهِّها‪:‬‬ ‫املرسل ِمن املسنحد‪ ،‬وقد حعَّرف العُلماء َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫التاابعي ومييَّز الحديث ح‬
‫ص اح ما حوقح ْفت عليه يف تح ْع ِريف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحايب‬ ‫الع ْسقّلِن بقوله يف كتاب اإلصابحة‪ (:‬أح ح‬
‫ما ذ حكره الافظ ابن حجر ح‬
‫ب ‪ُ ‬م ْؤِمناً به ومات على اإلسّلم‪ ،‬فيح ُّ‬ ‫ِ‬
‫ومن حروى‬
‫دل فيه حمن طالحت جمالح حستُه له أو قحصرت ح‬ ‫أنَّه حمن لحق حي النَّ َّ‬

‫‪34‬‬
‫كالع حمى)‬
‫ض ح‬ ‫ومن مل يححره لِعا ِر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ٍر ولو مل يال ْسه‪ ،‬ح‬
‫ومن رآه ُرْؤيحةح بح ح‬ ‫عنه أو مل يح ْرِو‪ ،‬ح‬
‫ومن حغزا معه أو مل يح ْغز‪ ،‬ح‬
‫(‪.)9‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬كل من ِ‬ ‫صحاب ِ‬
‫ساعة أو‬
‫صحبحه حش ْهراً أو يح ْوماً أو ح‬ ‫ا ح ح‬ ‫وقال اإلمام أحد بن حنبل‪ ((:‬أح ْ ُ‬
‫رآه))(‪.)10‬‬
‫الصحابة‪ ،‬منها ما هو خمطوط يف مكتبات العامل‪ ،‬ومنها ما هو مفقود‪،‬‬ ‫كثرية يف حمع ِرفحة َّ‬‫ب ح‬ ‫صنِّ حفت كتُ ٌ‬ ‫ولقد ُ‬
‫املتداول منها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ومنها ما هو حمطبوع؛ ومن حأه ام املطبوع ح‬
‫‪ -1‬الطَّبقات ال ُكبى‪ :‬حملمد بن سعد (‪:)11‬‬
‫لصحابحة حورتَّبح ُهم على الطَّبحقات باعتِبار حسْب ِق ِهم إىل اإلسّلم‪،‬‬ ‫سعد ما يُقا ِرب ِمن ثُلُث كِتابِه لِ َّ‬ ‫صص ابن ٍ‬ ‫حخ َّ‬
‫الصحابحة كما‬ ‫ابن حس ْعد يف ِذ ْكر أح ْحو ِال َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب على النَّ حسب يف الطَّبح حقة الواح حدة‪ ،‬وقد أح ْس حهب ُ‬
‫كما راعى َّ ِ‬
‫الرتت ح‬ ‫ح‬
‫اهتح َّم باألخبار واألحنْساب فح حعظُ حمت الفائِ حدة يف كِتابِه‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب الطَّبحقات‪ :‬خللي حفة بن حخيااط (‪:)12‬‬
‫الصحابحة حورتَّبحهم على النَّ حسب مع اإلياز‪.‬‬ ‫صص ثُلُث كِتابِه لِحرت ِاجم َّ‬ ‫حخ َّ‬
‫ِ‬
‫صحاب‪ :‬البن عبد البح ار ال ُق ِ‬
‫رطب (‪:)13‬‬ ‫‪ -3‬االستيعاب يف حم ْع ِرفحة األح ْ‬
‫املعجم‬ ‫ِ‬ ‫لكل من لحِقي النَّب ‪ ‬ولو مَّرةً و ِ‬
‫اح حدةً‪ ،‬وقد حرقَّم َّ‬ ‫ِ‬
‫الصحابحةح على ُحروف ح‬ ‫ح‬ ‫ذح حكر يف هذا الكتاب تح ْر حجحة ِّ ح ح َّ‬
‫حممد بن عمر الواقِ ِدي التااريخ والطَّبقات‪ ،‬وكتاب حخلِي حفة بن‬ ‫ب منها كتاب َّ‬ ‫وقد أح حخ حذ كِتابحه ِمن ِع َّدةِ ُكتُ ٍ‬
‫خيااط‪ ،‬والتَّاريخ الكبِري للبُخاري‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫الزِري (‪:)14‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -4‬أُ ْسد الغابحِة يف حم ْع ِرفحة َّ‬
‫الصحابحة‪ :‬البن األحثري ح‬
‫املعجم‪ ،‬وبح حدأ بِ ِذ ْكر األمساء‪ ،‬مث الكىن‪ ،‬مث‬ ‫الصحابحة على حروف ح‬ ‫ويح حقع يف حسْبع جملَّدات ِذ ْكر فيه تحر ِاجم َّ‬
‫ِ‬
‫األخطاء اليت حوقحع‬ ‫ب اليت حسبح حقْته‪ ،‬واستح ْد حرك عليها بعض‬ ‫بعض ال ُكتُ ِ‬‫الصحابة يف ِ‬ ‫وجحع ما ذُكِر عن َّ‬ ‫النِّساء‪ ،‬ح‬
‫فيها ُم حؤلُِّفوها‪.‬‬
‫الصحابحة‪ :‬البن حح حجر‪:‬‬ ‫‪ -5‬اإلصابحة يف حمع ِرفحة َّ‬

‫‪ )9‬اإلصابة (‪.)6/1‬‬
‫‪ )10‬أسد الغابة البن األثري (‪.)3/1‬‬
‫حممد بن سعد بن منيع اهلاشي موالهم البصري املعروف بكاتب الواقِدي‪ ،‬تويف يف بغداد سنة ‪330‬ه ‪.‬‬ ‫‪َّ )11‬‬
‫الشيباِن العصفري البصري أحد شيوخ البخاري‪ ،‬تويف سنة ‪230‬ه ‪.‬‬‫‪ )12‬هو أبو عمرو اخلليفة بن خياط بن خليفة َّ‬
‫‪ )13‬هو أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن عبد الب القرطب‪ ،‬املتوّف يف سنة ‪463‬ه ‪.‬‬
‫الدين أبو السن علي بن حممد بن األحثري الزري‪ ،‬املتوّف يف سنة ‪630‬ه ‪.‬‬
‫عز ِّ‬
‫‪ )14‬هو ا‬
‫‪35‬‬
‫الرجال وكتُب‬ ‫فاد ِمن ال ُكتُب اليت أُلِّحفت قبلحه يف تحوا ِريخ ِّ‬‫الصحابة‪ ،‬وقد استح ح‬ ‫وهو ِمن ِّ‬
‫أهم الكتُب يف حمع ِرفة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحْرح والتَّعديل وكتُب األنْساب والتَّفسري واللُّغة واألح حدب‪ ،‬ورتَّب كتابحه على حروف ح‬
‫املعجم ُمستدركاً على‬
‫صحايب مع ِذ ْكر منوذحج‬ ‫توهم أنَّه صحايب وليس كذلك‪ ،‬ويذكر نح حسب ا‬
‫كل ح‬
‫ِ‬
‫حمن حسبحقه األخطاء مع ذ ْكر حمن ا‬
‫ِمن ِ‬
‫أحاديثِه وبعض حمن حخَّرج له‪ ،‬وهو كتاب ُمتح حع ِّدد ال حفوائِد حع ِظيم النَّ ْفع‪.‬‬
‫المؤلفات في شيوخ الكتُب الستة‪:‬‬ ‫(ب) من ُ‬
‫الرتمذي‪ ،‬وسنن النَّسائي‪،‬‬ ‫الستَّة‪( :‬صحيح البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬وسنن أيب داود‪ ،‬وسنن ِّ‬ ‫الكتب ِّ‬
‫وسنن ابن ماجه) ومن الكتب اليت ترجت لرواهتا‪:‬‬
‫‪ -1‬املعجم املشتح ِمل على ِذ ْكر أمساء شيوخ األئِ َّمة النُّبَّل‪:‬‬
‫صر سار فيه ُم حؤلِّفه على هذا‬ ‫الشام أيب قاسم ابن عساكر (ت سنة ‪571‬ه ) وهو كتاب خمتح ح‬ ‫لافظ ا‬
‫املنهج‪:‬‬
‫ح‬
‫الستَّة فقط دون غريهم‪.‬‬ ‫صر فيه على ُشيوخ أصحاب الكتُب ِّ‬ ‫(أ) اقتح ح‬
‫ومن روى عنه ِمن أصحاب الكتب ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الستَّة وتحوثيقه وتا ِريخ‬ ‫املرتجم له بذ ْكر امسه ونح حسبِه ح‬
‫(ب) اكتحفى يف ح‬
‫حوفاتِه‪.‬‬
‫ِ‬
‫املع حجم‪.‬‬
‫ب املتح ْر حجم هلم على ُحروف ْ‬ ‫(ج) رتَّ ح‬
‫تدل علي ِهم‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الستَّة رموزاً ُّ‬ ‫(د) استح ْعمل ألح ْ ِ‬
‫صحاب ِّ ُ‬ ‫ح‬
‫للرتمذي‪( ،‬ن) للنَّسائي‪( ،‬ق) البن ماجه ال حق ْزِوين‪.‬‬ ‫(ح) للبُخاري‪( ،‬م) ملسلِم‪( ،‬د) أليب داود‪( ،‬ت) ِّ‬
‫الرجال‪:‬‬ ‫مال يف ِ‬
‫أمساء ِّ‬ ‫‪ -2‬ال حك ُ‬
‫الماعيلي النبلي املتوّف سنة ‪600‬ه ترجم‬ ‫ِ‬
‫حممد عبد الغن بن عبد الواحد املقدسي ا‬ ‫صنَّفه الافظ أبو َّ‬
‫يف هذا الكتاب لشيوخ أصحاب الكتب كما فعل ابن عساكر وزاد عليهم جيع الرواة املذكورين يف هذه‬
‫الستَّة‪.‬‬
‫الصحابة والتابعني وأتباعهم إىل شيوخ الكتب ِّ‬ ‫الكتب ِمن َّ‬
‫ِ‬ ‫وذكر يف م حق ِّدمة كتابه ح ِ ِ ِ‬
‫الصحابحة يف َّأول كتابِه ُم حق ِّدماً ح‬
‫الع حشرة املشهود هلم‬ ‫وج حعل َّ‬ ‫ترجة قحص حرية لحرسول اهلل ‪ ‬ح‬ ‫ُ‬
‫حممد؛‬
‫املعجم وبدأ مبن امسه َّ‬ ‫الصحابحة قبل النِّساء‪ ،‬ورتَّب الباقي على حروف ح‬ ‫جال ِمن َّ‬ ‫بالنَّة وأحْوحرد ِّ‬
‫الر ح‬
‫لِ حشرف هذا االسم‪.‬‬
‫الرجال‪:‬‬‫هتذيب الكمال يف أمساء ِّ‬ ‫ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫املزي‪.‬‬
‫الدين ِّ‬
‫صنَّفه الافظ جال ِّ‬

‫‪36‬‬
‫وهم على حش ْر ِطه‪ ،‬كما أضاف إىل‬ ‫ِِ ِ‬
‫الراواة الذين فات املقدسي ذ ْكحرهم يف كتابِه ُ‬‫املزي يف هذا الكتاب ُّ‬ ‫ذكر ِّ‬
‫الستَّة‪.‬‬
‫اختارها ألصحاب الكتُب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتابه (التَّهذيب) بعض ال ُكتُب اليت ح‬
‫خاصة مبا يتعلَّق بالرح والتَّ ِ‬
‫عديل وتا ِريخ‬ ‫اخلاصة مبن ترجم هلم ِ‬
‫املقد ِس اي َّ‬ ‫كما أضاف بعض املعلومات َّ‬
‫ح‬
‫الوفحيات‪.‬‬
‫املواليد و ح‬
‫هذيب‪:‬‬‫هتذيب التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫العّل حمة ابن حجر على كتاب‬ ‫للحافظ أحد بن علي بن حجر العسقّلِن ‪ :852-773‬استدرك فيه ا‬
‫هتذيب الكمال ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫فانصرف إىل غريه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(أ) طول الكتاب الذي َّفوت على القارئ الفائدة منه‪ ،‬ح‬
‫(ب) عدم ِذ ْكر أحوال بعض ُّ‬
‫الراواة وقام يف هذا الكتاب مبا يلي‪:‬‬
‫املزي‪.‬‬
‫الرتاجم اليت ح حذفحها ِّ‬‫إعادة َّ‬
‫ح‬ ‫‪-1‬‬
‫املزي‪.‬‬
‫الرتاجم للذين هم على شرط ِّ‬ ‫يادة بعض َّ‬ ‫‪ِ -2‬ز ح‬
‫وطوحل هبا الكتاب‪.‬‬‫املزي َّ‬
‫خرجها ِّ‬
‫‪ -3‬حذف بعض األحاديث اليت َّ‬
‫للمؤلِّف‪.‬‬
‫‪ -5‬تقريب التَّهذيب‪ :‬للحافظ ابن حجر العسقّلِن‪ :‬وهو خمتصر لكتاب هتذيب التَّهذيب ُ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫العلماء يف تحصنِيفه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِّ -1‬‬
‫عرف ع ْلم ِرجال الديث مع ذ ْكر حمناهج ً‬
‫‪ -2‬ما الفرق بني ِع ْلم ِرجال الديث ِ‬
‫وع ْلم التااريخ ؟‬
‫مادته ِ‬
‫العلميَّة ؟‬ ‫ومن أي ٍ‬
‫شيء أُ ِخذت َّ‬ ‫‪ -3‬ما موضوع ِع ْلم ِرجال ال ِديث ؟ ِ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫أهم فحوائِد هذا العلم‪.‬‬
‫‪ -4‬اذ ُكر ا‬
‫الصحابة اذ ُكر أهَّها مع التَّع ِريف َّ‬
‫بالصحايب‪.‬‬ ‫صصت للتَّع ِريف بِ َّ‬‫‪ -5‬هناك كتب ُخ ِّ‬
‫منه ُجه‬
‫الرجال ؟ وما ح‬ ‫حممد بن سعد يف ِّ‬ ‫‪ -6‬حمن ُمؤلِف كتاب الطحبقات ؟ وما هو الكتاب الذي ألَّفه َّ‬
‫فيه ؟‬
‫عرف بكتاب االستِيعاب مع ِذ ْكر ْمن حهج املؤلِف فيه‪.‬‬ ‫‪ِّ -7‬‬
‫‪ -8‬حمن ُم حؤلِّف كتاب (اجملمع املشتح ِمل على ِذ ْكر أمساء شيوخ األئِ َّمة النُّبَّل) ؟ وما حمْن حه ُجه فيه ؟‬
‫هذيب للحافظ ابن حجر مع ِذ ْكر ِميزات هذا الكتاب ؟‬ ‫هتذيب التَّ ِ‬
‫‪ -9‬ت حكلَّم عن كتاب ِ‬

‫‪37‬‬
‫ح والتعديل‬
‫الجر ُ‬
‫القسم السادس‪َ :‬‬

‫‪38‬‬
‫بالجرح والتعديل‪:‬‬ ‫التعريف َ‬
‫الف ْسق أو التَّ ِدلِيس أو ُسوء الِْفظ‬
‫الرح‪ :‬وصف الرا ِوي مبا ي رد ح ِديثه وي ْق حدح يف عدالحتِه‪ ،‬كأن يوصف بِ ِ‬
‫ُ ح ح‬ ‫ح‬ ‫حُ ا ح ح ح‬ ‫حْ ح ْ ا‬
‫وحكثْ حرة اخلحطأ أو ال حك ِذب إىل غري ذلك ِمن األوصاف‪.‬‬
‫حبديثِه‪ ،‬كأن يُقال‪ :‬فّلن ثِحقة‪ ،‬أو ُح َّجة أو‬ ‫بول ِروايتِه واالحتِجاج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرا ِوي مبا يح ْقتحضي قح ح ح‬‫ف ا‬
‫ص ُ‬ ‫والتَّ ْعديل‪ :‬حو ْ‬
‫ُمْت ِقن إىل غ ِري ذلك‪.‬‬
‫الجرح والتَ عديل‪:‬‬ ‫َمشروعية َ‬
‫الشريف بالتَّثحبُّت يف األخبار وع حدم قحبوهلا اإال مَّن يوثحق بِه ِديانحةً ِ‬
‫وح ْفظاً وإتْقاناً‪ ،‬مع حع حدم‬ ‫الشرع َّ‬ ‫حأمر َّ‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫الض حعفاء‪.‬‬‫االعتِماد على ال ُف اساق و ُّ‬
‫فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ‬

‫ﱟﱠ (الجرات اآلية‪.)6 :‬‬


‫وج ْرحاً‬ ‫وتحرك التَّثحبت يف األخبار قد يوقِع يف حرٍج حش ِديد وإمث حع ِظيم‪ ،‬ولقد كان الكم على ِّ ِ‬
‫الرجال حعدالحة ح‬ ‫حح‬ ‫ُ‬ ‫ْ ا‬
‫ب ‪ ،‬وال يُ ْعتحب ذلك ِمن الغِيبحة َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد ال على‬ ‫احملرحمة‪ ،‬ونح ْذ ُكر ما ُ‬ ‫وتحوثيقاً وقح ْدحاً مبا يُبح ِّني ححقي حقة أحْمرهم منذ حع ْهد النَّ ا‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ب ‪ ‬فلح اما رآه قال‪:‬‬ ‫أن حر ُجّلً استأذحن على النَّ ِّ‬ ‫‪ -1‬روى البخاري بسنح ِده عن عائشة رضي اهلل عنها‪َّ :‬‬
‫ب ‪ ‬يف حو ْج ِهه وانبح حسط إليه فلح اما‬ ‫بِْئس أحخو الع ِشرية وبِْئس ابن ِ‬
‫فلما حجلحس تحطحلَّق النَّ ُّ‬
‫العشرية‪ ،‬ا‬ ‫ح‬ ‫ح ُ ح ح‬
‫ت يف‬ ‫الر ُج حل قلت له‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬مث تحطحلَّ ْع ح‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬حني رأيت َّ‬ ‫الر ُجل قالت عائِ حشة‪ :‬يا ح‬ ‫انطلحق َّ‬
‫إن حشَّر النا ِ‬
‫اس‬ ‫فاحشاً ؟ َّ‬‫وج ِهه وانْ بسطْت إليه‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ :‬يا عائِ حشة‪ ((،‬مىت ع ِه ْدتِن ِ‬
‫ح‬ ‫حح ح‬ ‫حْ‬
‫اس اتِّقاءح حشِّره )) ومعىن تحطحلَّق يف حو ْج ِهه‪ :‬أي أحبْ حدى له طحّلقحةح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عند اهلل حمْن ِزلحةً يوم الق ح‬
‫يامة حمن تح حرحكه النا ُ‬
‫الف ْسق أو ال ُف ْحش‬ ‫وج ِهه وانْبِساطحه ِمن غ ِري عبوس‪ ،‬قال القرطب‪ :‬يف ال ِديث جواز ِغيبة ال معلِن بِ ِ‬
‫ح ُْ‬ ‫ح‬ ‫حْ‬
‫وحنو ذلك‪.‬‬
‫سول اهلل ‪ ‬أنَّه حخطحبها ُمعا ِويحة وأبو حج ْهم‪،‬‬ ‫فاطمة بنت قيس أّنا ذح حكرت لِر ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫الشيخان عن ح‬ ‫‪ -2‬وروى َّ‬
‫انك ِحي‬‫فقال ‪ ((:‬أما معاوية فحرجل صعلوك‪ ،‬وأما أبو جهم فحرجل ال يضع العصا عن عاتِِقه‪ِ ،‬‬
‫حْ حُ ٌ ح ح ح‬ ‫ا‬ ‫حٌُ ُ‬ ‫ا ُ‬
‫سامةح بن حزيْد ))‪.‬‬ ‫أُ ح‬
‫أهم ِمن ذلك ِرواية الديث؛ ألنَّه يتعلَّق‬ ‫ِ‬
‫يحة يف أحْم ٍر ُمه ام وهو النِّكاح‪ ،‬و ا‬
‫ِ‬
‫فهذا حج ْرح حد حعت إليه ضرورة النَّص ح‬
‫صري حش ْرعاً‬ ‫الديث‪ ،‬فحي ِ‬‫وذ ْكر درجة ِ‬ ‫حال را ِويه ِ‬ ‫ضعيف حديثاً دون تح ْنبِ ٍيه على ِ‬ ‫الشرع‪ ،‬وقد يُْن حق ُل عن ال َّ‬ ‫بأم ِر َّ‬
‫ح‬ ‫حح ح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫وخيانحة لِ ِدي ِن اهللِ تعاىل‪.‬‬
‫معموالً به مع ضع ِفه‪ ،‬وهذا نح ْشر لِل حفساد يف األرض‪ِ ،‬‬
‫حْ‬ ‫ح‬

‫‪39‬‬
‫الراواة‬ ‫للشريعة‪ ،‬قال اإلمام النَّووي‪ :‬اعلحم َّ‬
‫أن جرح ُّ‬ ‫الّلزمة َّ‬ ‫الضعيف ِمن األمانحة ِ‬
‫العلميَّة والماية ا‬ ‫وبيا ُن ِ‬
‫حال َّ‬
‫احملرحمة‪ ،‬بل ِمن‬
‫الش ِر حيعة امل حكَّرحمة‪ ،‬وليس هو ِمن الغِيبحة َّ‬ ‫اعية إليه لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ب باالتِّفاق لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صيانحة َّ‬ ‫رورةِ ال اد ح‬
‫لض ح‬ ‫جائز؛ بل واج ٌ‬
‫ِ‬ ‫صيحة هللِ تعاىل ورسوله ‪ ‬ولِ ِ‬
‫الوحرع منهم يح ْف حعلون ذلك‪.‬‬ ‫لمسل ِمني‪ ،‬ومل يححزل فُ ح‬
‫ضّلء األحئ َّمة وأح ْخيارهم وأح ْهل ح‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫النَّ ح‬
‫المت َكلمون في الرجال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الصحابة‪:‬‬ ‫اأوالً‪ِ :‬من َّ‬
‫الرجال تحوثيقاً وتحضعيفاً‪ :‬ابن عباس‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وعبادة بن‬ ‫الصحابة يف ِّ‬ ‫كان مَّن تكلَّم ِمن َّ‬
‫عدول ِ‬
‫بتعديل اهلل تعاىل هلم‪ ،‬وإمنا‬ ‫الصحابة؛ ألّنم ٌ‬ ‫حد ِمن َّ‬ ‫الصامت‪ ،‬رضي اهلل عنهم‪ ،‬ومل ي حقع منهم جرح ألح ٍ‬
‫حْ‬ ‫ا‬
‫الصحابة رضي اهلل عنهم فبِساطُهم مطْ ِوي‪...‬‬ ‫بعدهم ِمن التاابعني‪ ،‬قال الافظ َّ‬
‫الذهب‪ :‬و اأما َّ‬ ‫فيمن كان ح‬ ‫تكلَّموا ح‬
‫الع حمل‪ ،‬وبِه نح حدب اهلل تعاىل‪.‬‬
‫إذ على حعدالتهم وقحبُول ما ن حقلوا ح‬
‫ومن‬ ‫وأما التاابِعون فيكاد ي ع حدم منهم من ي ْك ِذب عمداً‪ ،‬لكن هلم حغلحط وأحوهام‪ ،‬فما نح حدر حغلحطُه ِ‬
‫احتُم حل‪ ،‬ح‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫حْ‬ ‫ح ح‬ ‫ح ُْ‬ ‫ا‬
‫األولِني‪ ،‬وإن ُوِجد ذلك يف ِصغا ِر‬
‫ش حخطحُؤه وحكثُر تح حفُّرده مل حيتح اج حبح ِديثِه‪ ،‬وال يحكاد يح حقع ذلك يف التاابِعِني َّ‬
‫فح ُح ح‬
‫التاابِعِني فح حمن بح ْع حدهم (‪.)15‬‬
‫المتكلمون في الرجال من التابعين وأتباعهم‪:‬‬ ‫ثانياً‪ُ :‬‬
‫ضعَّفوا قح ْوماً ِمن‬
‫الشعب وابن سريين وسعيد بن املسيِّب فقد ح‬ ‫وعدل ِمن التابعني َّ‬
‫وجرح َّ‬ ‫وتكلَّم يف ِّ‬
‫الرجال َّ‬
‫جاعة ِمن‬ ‫ِ‬ ‫خلفة ِ‬
‫ِصغار التاابعني َّ ح‬
‫ضْبطهم‪ ،‬وتح حفاردهم مبا ال حيتح اج بِه حورفْعهم املوقوف‪ ،‬وتح حكلَّم يف الرح والتَّعديل ح‬
‫أئِ َّمة أتباع التابعني منهم‪ :‬األعمش‪ ،‬ومالك بن أنس‪ ،‬واللَّيث بن سعد‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬والثَّوري‪.‬‬
‫والم َعدل‪:‬‬ ‫ُشروط الجارح ُ‬
‫روط منها‪:‬‬ ‫الرواة وت ِريهم أو تحع ِديلهم اإال بعد تحوفار ُش ٍ‬ ‫ال يح ْقبحل قح ْو ُل أح حح ٍد يف ِّ‬
‫ح‬ ‫ْ‬ ‫الرجال و ُّ ا‬
‫حكمه حع ْدالً يف قح ْولِه‪ ،‬وال يقبل قح ْو ُل حمن كان دون ذلك‪.‬‬ ‫صفاً يف ِ‬ ‫‪ -1‬أن يكون مْن ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬أن يكون ضابِطاً يحقظاً حىت ال َيتحلط عليه األمر فحيُ حجِّرح ح‬
‫الع ْد حل أو يُ حع ِّدل اجملروح‪.‬‬
‫صباً لِم ْذهبِه ِ‬
‫داعياً إليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬أن ال يكون ُمتح حعنِّتاً يف ُح ْكمه ُمتح حش ِّدداً‪ ،‬وال ُمتح حع ِّ ح ح‬
‫الّلل ححراماً فح ُجِّرح به‪.‬‬
‫جاهل ظح ان ح‬ ‫عديل‪ ،‬فحرب ِ‬ ‫‪ -4‬أن يكون عا ِرفاً بأسباب الرح والتَّ ِ‬
‫ُا‬
‫صادقاً يح ْسأحل أح ْهل املع ِرفحة لِيُعِينوه على اإلصابحة يف ُح ْك ِمه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون وِرعاً تحِقياً ِ‬
‫ا‬ ‫ح‬
‫املعاصرة تُوِرث املنافح حرة‪ ،‬وهو يف املتأح ِّخرين أح ْكثحر منه يف املتح حق ِّد ِمني‪.‬‬
‫فإن ح‬ ‫‪ -6‬أن ال يكون قِريناً ُمنافِساً‪َّ ،‬‬

‫‪ )15‬قواعد التَّحديث للقامسي (ص ‪ )187‬باختصار‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫الجرح والتعديل ؟‬
‫هل ال بُد من ذكر َسبَب َ‬
‫لِلعلماء يف ذلك أقوال منها‪:‬‬
‫عديل فحيُ ْقبحل دون ِذ ْكر‬ ‫القول األول‪ :‬للجمهور وهو أنَّه ال ي ْقبل الرح اإال م حف َّسراً موضحاً سببه‪ ،‬وأما التَّ ِ‬
‫ُ ُ ح ا ح حُ ا‬ ‫ُح‬
‫وجيه هذا املذهب‪:‬‬ ‫سببِه‪ ،‬وهذا هو املعتمد‪ ،‬وتح ِ‬
‫حح‬ ‫حح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أن أح ْسباب التَّعديل كث حرية يحطُول ذ ْكرها‪ ،‬وهذا فيه حم حش َّقة بالنِّسبحة ل ُ‬
‫لم حع ِّدل‪.‬‬
‫العدالحة‪.‬‬
‫الش ْخص ح‬ ‫صل يف َّ‬ ‫أن األح ْ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫احد وهذا ال حم حش َّق حة فيه‪.‬‬ ‫بوِ‬ ‫‪ -3‬أن يُ ْكتحفى يف حج ْرح الرا ِوي بِسبح ٍ‬
‫ح‬ ‫ا‬
‫يرحون مبا ال يكون جا ِرحاً‪ ،‬وهلذا كان ال بُ َّد‬ ‫الشخص‪ ،‬فقد ِّ‬ ‫يرح بِه َّ‬ ‫اس قد َيتحلِفون فيما َّ‬ ‫‪ -4‬أ ان النا ح‬
‫السبحب‪.‬‬‫ِمن ِذ ْكر َّ‬
‫أن األئِ َّمة ِمن أمثال البخاري ومسلِم وأيب داود قد احتح ُّجوا بأشخاص حوحرد في ِهم حج ْرح ُمْب حهم وغري‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫ُم حف اسر فح حرفحضوه‪.‬‬
‫صنُّع وال ِيب ِذ ْكر‬ ‫ِ‬ ‫عديل فقط؛ َّ‬ ‫السبب يف التَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫العدالحة يحكثُر فيها التَّ ح‬‫ألن أح ْسباب ح‬ ‫القول الثاِن‪ :‬يب ذ ْكر َّ ح‬
‫حسبحب التَّ ْج ِريح‪.‬‬
‫املع ِّدل عالِماً بأسباب الرح‬ ‫السبحب يف واحد منهما إذا كان الا ِرح أو ح‬
‫ٍِ‬ ‫القول الثاالث‪ :‬ال ِيب ِذ ْكر َّ‬
‫قاده وأفعالِه‪ ،‬وهذا اختيار القاضي أيب بكر ونقله عن المهور‪.‬‬ ‫عديل‪ ،‬مر ِضياً يف ح ْك ِمه واعتِ ِ‬
‫ُ‬ ‫حْ‬
‫والتَّ ِ‬
‫صيّلً حح حسناً وهو‪:‬‬ ‫واختار ابن حجر تح ْف ِ‬
‫الشأن مل يُ ْقبحل الر ُح فيه ِمن أح حح ٍد‬ ‫جممّلً قد حوثَّ حقه أح حح ٌد ِمن أحئِ َّمة هذا َّ‬‫‪ -1‬إن كان حمن ُجِّرح حج ْرحاً ح‬
‫كائِناً حمن كان اإال ُم حف َّسراً؛ ألنَّه قد ثحبحتحت له ُرتْ بحة الثِّ حقة فّل يُحز ْححزح عنها اإال بِأح ْم ٍر حجلِي‪َّ ،‬‬
‫فإن أئِ َّمة‬ ‫ا‬
‫اس‬‫ظ النا ِ‬ ‫أن ال يُ حوثِّقون اإال حمن اعتحبوا حالحه يف ِدينِه مثَّ يف حح ِديثِه ونح ْق ِده كما يحْنبحغِي‪ ،‬حوُهم أحيْ حق ُ‬ ‫الش ِ‬
‫َّ‬
‫ِِ‬
‫يح‪.‬‬ ‫ض ُح ْكم أح ححدهم اإال بِأ ْم ٍر ح‬
‫ص ِر ٍ‬ ‫فحّل يُْن حق ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫عديل قُبِل الرح فيه غري م حف َّسر إن ص حدر ِمن عا ِر ٍ‬ ‫‪ -2‬وإن خّل عن التَّ ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ما هي ُشروط الراوي الذي يُحتَج بروايَته ؟‬
‫الرا ِوي الذي حيتح اج بِروايحتِه أحْمران‪ :‬العدالحة‪ ،‬و َّ‬
‫الضْبط‪.‬‬ ‫شرتط يف ا‬ ‫يُ ح‬
‫العدالحة‪:‬‬
‫َّأوالً‪ :‬ح‬
‫ِ ِ‬ ‫الس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وخوا ِرم املروءحة ومن ُشروط ح‬
‫العدالحة‪:‬‬ ‫الدي ِن‪ ،‬و َّ ح‬
‫ّلمة من الف ْسق ح‬ ‫قامة التا َّامة يف شؤون ِّ‬ ‫العدالحة‪ :‬هي االست ح‬

‫‪41‬‬
‫هادتُه هو املسلِم‪َّ ،‬‬
‫وألن‬ ‫‪ -1‬اإلسّلم‪ :‬لقوله تعاىل‪( :‬سورة البقرة اآلية‪ ،)282 :‬والذي تُ ْرتحضى حش ح‬
‫الكافِر غري ُم ْؤحمت ٍن فّل تُ ْقبحل ِروايحتُه‪.‬‬
‫ضْبطُه وال يُوثحق بِروايحتِه‪.‬‬ ‫ب ال يح ْك ُمل ح‬ ‫الصِ َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫‪ -2‬البُلوغ‪َّ :‬‬
‫ّلل حع ْقلِه‪.‬‬
‫‪ -3‬الع ْقل‪ :‬فّل تقبل رواية اجملنون الختِ ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫صغِ حرية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ -4‬خلُاوه من أسباب الف ْسق حبيث ال يح ْف حعل حكبِ حرية وال يُصار على ح‬
‫السوق‪ ،‬والبول يف الطَِّريق‪ ،‬وصحبة األح ِ‬
‫رذال‪ ،‬حورفْع‬ ‫ُْ‬ ‫َيدش املروءحة‪ ،‬كاألكل يف ُّ‬ ‫‪ -5‬أن يتحنِب ما ح‬
‫َّ ِ‬
‫الص ْوت من غ ِري ح‬
‫حاجة‪.‬‬
‫الرا ِوي ؟‬‫مب تثبُت حعدالحة ا‬
‫أمرين‪:‬‬ ‫ِ ٍِِ‬
‫تحثبُت العدالحة بواحد من ح‬
‫ص بِ ِذ ْكر ذلك يف‬ ‫املفيدون يف هذا األح ْمر على حعدالحِة َّ‬
‫الش ْخ ِ‬ ‫عديل و ِ‬ ‫‪ -1‬أن ي نص علماء الرح والتَّ ِ‬
‫حُ ا ُ‬
‫ُكتُبِ ِهم أو اإلشارة إليه‪.‬‬
‫الرا ِوي بِالعدالحة بني أهل العِْلم فحيح ْم حدحونحه بِالثِّ حقة واألمانحة‪ ،‬كما ثبت ذلك واشتهر عن‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬أن يح ْشتحهر ا‬
‫الشافعي‪ ،‬واللَّيث‪ ،‬وشعبة‪ ،‬واإلمام‬ ‫سفيان الثَّوري‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪ ،‬واإلمام مالك‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬و ا‬
‫أحد‪ ،‬وعبد اهلل بن املبارك‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وحيىي بن معني‪ ،‬وعلي بن املدين‪ ،‬فهؤالء وغريهم قد‬
‫باإلمامة واألمانحة والثِّ حقة فّل حيتاجون لِبح ْحث عن حاهلم‪.‬‬ ‫ح‬ ‫اشتحهروا بني النااس‬
‫الضْبط‪:‬‬
‫ثانياً‪َّ :‬‬
‫الوهم‪،‬‬ ‫ري‬‫ظ واإلتقان‪ ،‬فينبغِي لِلمح ِّدث أن يكون متح ي ِّقظاً غري غافِل وال ساه وال شاك وال كثِ‬ ‫وهو الف ُ‬
‫ح‬ ‫ُح‬ ‫ُح‬ ‫حح‬
‫حمدثاً أم ناقِّلً‪.‬‬
‫سواء كان ِّ‬
‫الضْبط إىل قِ ْس حمني‪:‬‬ ‫وين حق ِسم َّ‬
‫الص ْدر‪ :‬وهو أن حي حفظ ما حِمس حعه ِمن حوقْت ححتح املِه إىل حني أدائِه‪ ،‬فّل يكون حس ايء الِْفظ وال‬ ‫ضْبط َّ‬ ‫‪ -1‬ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش الغحلحط‪ ،‬وال ُمغح َّفّلً كث حري ح‬
‫الوهم‪.‬‬ ‫فاح ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج حعة الكتاب‬ ‫الرا ِوي يح ْعتحمد على كتابه يف التَّحديث‪ ،‬فعليه ُمر ح‬ ‫ضْبط الكتاب‪ :‬وذلك إن كان ا‬ ‫‪ -2‬ح‬
‫ضبِطه‪ ،‬مث ِح ْفظه بعد ذلك فّل يُعِريه حمن ال يُ ْؤحمتحن عليه‪ ،‬فحيُغحِّري فيه شيئاً‪.‬‬ ‫حو ْ‬
‫الرا ِوي ؟‬
‫ضْبط ا‬ ‫كيف يُ ْعحرف ح‬
‫ِ‬
‫ضار‬‫املقارنحة بينها‪ ،‬فإن وافح حقهم كان ضابِطاً‪ ،‬وال تح ُ‬
‫الرا ِوي ب حع ْرض ِروايحته على روايات األثبات و ح‬
‫ِ‬
‫ضْبط ا‬ ‫يُ ْعحرف ح‬
‫ضْبطه خمتح اّلً‪ ،‬وصار حح ِديثُه شاذااً ال حيتح اج به‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خمالححفتُه النااد حرة‪ ،‬وإن حكثُحرت خمالححفتُه هلم كان ح‬

‫‪42‬‬
‫ظ التعديل والتجريح‪:‬‬ ‫ألفا ُ‬
‫الض ْعف واختِّلل‬ ‫العدالحة‪ ،‬أو َّ‬ ‫اح ٍد ورتْ بتِه ِمن َّ ِ‬ ‫الرواة ِمن حيث مكانحة كل و ِ‬
‫الضْبط واإلتقان و ح‬ ‫ُح‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫لف ُّ ا‬‫َيتح ُ‬
‫ضعوه يف املرتحبح ِة اليت‬ ‫ِ‬ ‫ومن هنا فقد صنَّف علماء الرِح والتَّ ِ‬ ‫العدالحة‪ِ ،‬‬
‫وو ح‬‫كل را ٍو مبا يُناسبه‪ ،‬ح‬ ‫صفوا َّ‬ ‫وو ح‬
‫الرواةح ح‬
‫عديل ُّ‬ ‫ح ُ ُ حْ‬ ‫ح‬
‫يء ِمن االختِصار‪.‬‬ ‫تُّلئِمه‪ ،‬ونُ ِشري إىل ذلك بِش ٍ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫أوالً‪َ :‬مراتب الت عديل‪:‬‬
‫ِ‬
‫الع اّلمة ابن حح حجر‪.‬‬ ‫الص ْحبحة‪ ،‬وهذا ذح حكره ح‬ ‫العدالحة ُّ‬ ‫‪ -1‬أح ْعلى حمراتب ح‬
‫ضبحط النااس‪ ،‬وإليه‬ ‫صف مبا يح ُد ال على املبالحغحة يف التَّوثِيق كأن يُ حع اب عنه بأحفْ حعل‪ ،‬مثل‪ :‬أحْوثحق وأح ْ‬ ‫الو ْ‬
‫‪ -2‬ح‬
‫املنتح حهى يف التَّثحبُّت‪.‬‬
‫‪ -3‬ما ُكَّرر فيه لحْفظ التَّوثِيق اإما بِلح ْف ِظه حكثِ حقة ثِحقة‪ ،‬أو مبعناه كثِ حقة ثحْبت‪ ،‬وثِحقة ُح َّجة‪.‬‬
‫‪ -4‬ما عُِّب عنه بِلح ْفظ التَّوثِيق دون تكرار وتحأكِيد حكثِ حقة أو ُمْت ِقن أو ثحْبت‪ ،‬وذح حكر العُلماءُ أنَّه حيتحج‬
‫دهم بِروايحتِه‪.‬‬
‫الرتحب ولو ان حفحرد أح حح ُ‬ ‫صحاب حه ِذه ُّ‬ ‫مبرِويات أح ْ‬
‫الرابِ حعة قحلِيّلً‪.‬‬ ‫صر عن َّ‬
‫الد حر حجة ا‬ ‫بأس به وهذا يح ْق ُ‬ ‫صدوق أو ال ح‬ ‫صف بِ ح‬ ‫الو ْ‬
‫‪ -5‬ح‬
‫صدوق حس ِّيء الِْفظ‪ ،‬وهذا أقح ال ِمن سابِِقه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صدوق يح ِهم ‪ -‬أي َيطئ ‪ -‬أو ح‬ ‫الرا ِوي بِ ح‬
‫صف ا‬ ‫‪ -6‬حو ْ‬
‫ِ‬
‫دوق إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫الرا ِوي بقوهلم‪ :‬صاحل الديث‪ ،‬ح‬ ‫صف ا‬ ‫‪ -7‬حو ْ‬
‫الضْبط فحيُكتحب حح ِديثُهم ويُْنظحر يف حم حدى ُموافح حقتِ ِهم لِغ ِريِهم ِمن‬ ‫الرتحب الثَّّلثحة األح ِخ حرية حغري ُم ْشعِحرة بِ َّ‬‫وهذه ُّ‬
‫الضابِ ِطني ِمن حع ِد ِمها‪.‬‬
‫ا‬
‫ثالثاً‪َ :‬مراتب التجريح‪:‬‬
‫ضع مثل‪ :‬أكذب النااس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الو ْ‬
‫يدل على املبالحغحة يف ال حكذب أو ح‬ ‫الش ْخص مبا ا‬ ‫ف َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪ -1‬حو ْ‬
‫وضاع‪ ،‬يح ْك ِذب‪.‬‬‫صف بال حك ِذب ِمن غري مبالغحة‪ ،‬فيقال‪ :‬حك اذاب‪َّ ،‬‬ ‫الو ْ‬‫‪ -2‬ح‬
‫ضع‪ ،‬وهو أحقح ال حخطحراً ماا جاء يف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِّ‬
‫الو ْ‬
‫ضع‪ ،‬مثل‪ُ :‬متَّ حهم بال حكذب‪ ،‬أو ح‬ ‫الو ْ‬
‫جمرد االهتام بال حكذب أو ح‬ ‫‪-3‬‬
‫الرتْ بحة الثاانِيحة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ضعِيف ِج اداً‪ ،‬واهٍ َّ‬
‫مبرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرا ِوي بِحقوهلم‪ :‬ح‬
‫صف ا‬ ‫‪ -4‬حو ْ‬
‫ضطح ِرب الح ِديث‪.‬‬ ‫الديث‪ُ ،‬م ْ‬ ‫‪ -5‬وصف الرا ِوي بِحقوهلم‪ :‬مْن حكر ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫حْ ا‬
‫وهي أح ْس حهل املراتِب حج ْرحاً‪.‬‬‫قال‪ ،‬ض ِّعف‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫صفوه بِحقوهلم‪ :‬فيه حم ٌ ُ‬ ‫‪ -6‬حمن حو ح‬
‫هذه املراتِب‪:‬‬ ‫حكم ِ‬
‫ُ‬

‫‪43‬‬
‫الرابِ حعة فح ححديثُهم ساقِط ال يُ ْكتحب وال حيتح اج به‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حمن ُوصف بأح ححد أحوصاف املرتحبحة األوىل والثانية والثاالثحة و ا‬
‫حبجة‪ ،‬ولكن يُ ْكتحب لِلنَّظحر فيه وليس‬ ‫فح ِديثُهم ليس َّ‬ ‫السادسة ح‬
‫ومن و ِصف مبا جاء يف املرتبة اخلامسة و ِ‬
‫ا‬ ‫ح ُ‬
‫لّلحتِ ِ‬
‫جاج به‪.‬‬
‫الجرح والتعديل‪:‬‬ ‫الم َؤل َفة في َ‬ ‫أشهر ال ُكتُب ُ‬
‫َ‬
‫لح ِديث‬ ‫ِ‬
‫كل را ٍو ل ح‬
‫ِ‬
‫الرجال‪ ،‬فقد فتَّش العلماءُ عن حال ا‬ ‫َيدم ِع ْلم ِمن العلوم مثل ما ُخ ِدم به ِع ْلم ِّ‬ ‫مل ح‬
‫اجملرِحني‪ ،‬وأصبح لِكل را ٍو ِ‬ ‫املع ِّدلِني و ِّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ووضعوه يف َّ ِ‬
‫لديث‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫كل را ٍو أحقْو حال ح‬
‫الد حرجة اليت تناسبُه بدقَّة وأحمانحة‪ ،‬ونقلوا يف ا‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ام حمن اشتح حهر بِالتَّوثيق أو حغلحب عليه ذلك‪ ،‬وُكتُباً ل حمن حغلحب‬ ‫خاصة تح ح‬
‫صنَّف العُلحماء كتباً َّ‬ ‫تح ْر حجة تُبح ِّني حالحه‪ ،‬بل ح‬
‫ِ ِ‬
‫ندهم‪.‬‬ ‫وحمل الثِّ حقة وال حقبول ِع ح‬
‫وصارت هذه حم ْرجعاً للعُلماء ا‬ ‫ض ام الطَّحرفح ْني حمعاً‪ ،‬ح‬ ‫صنَّفوا ُكتُباً تح ُ‬
‫الض ْعف‪ ،‬كما ح‬
‫عليه َّ‬
‫املؤلَّحفة يف الثِّقات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫(أ) من أح ْش حهر ال ُكتُب ح‬
‫حممد بن أحد بن حباان البسيت املتوّف سنة ‪354‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -1‬كتاب الثِّقات‪ :‬لإلمام الافظ أيب حات َّ‬
‫شاهني‪.‬‬‫‪ -2‬كتاب الثِّقات‪ :‬خلليل بن ِ‬
‫‪ -3‬كتاب الثِّقات‪ :‬لإلمام العِ ْجلي‪.‬‬
‫الستَّة‪ :‬للشيخ زيد الدين قاسم بن قطلوبغا النح ِفي َّ‬
‫املتوّف‬ ‫‪ -4‬كتاب الثِّقات مَّن مل ي حقع يف الكتب ِّ‬
‫سنة ‪ 879‬ه ‪ ،‬وهو كتاب كبِري يف أربح حعة جملَّدات‪.‬‬
‫الضعفاء‪:‬‬ ‫املؤلَّحفة يف الثِّقات و ُّ‬ ‫ِ‬
‫أشهر ال ُكتب ح‬ ‫(ب) من ح‬
‫حملمد بن إمساعيل البخاري املتوّف سنة ‪256‬ه ‪.‬‬ ‫الصغري‪َّ :‬‬ ‫الضعفاء َّ‬ ‫الضعفاء الكبري‪ ،‬و ُّ‬ ‫‪ -1‬كتاب ُّ‬
‫الضعفاء واملرتوكني‪ :‬ألحد بن شعيب النَّسائي املتوّف سنة ‪303‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب ُّ‬
‫حملمد بن حباان البسيت املتوّف سنة ‪354‬ه ‪.‬‬ ‫الضعفاء واملرتوكني‪ :‬ا‬ ‫احملدثني و ا‬
‫‪ -3‬كتاب اجملروحني من ِّ‬
‫عدي الرجاِن املتوّف سنة ‪365‬ه (مطبوع)‪.‬‬ ‫الرجال لعبد اهلل بن ِ‬ ‫ضعفاء ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬الكامل يف ُ‬
‫الضعفاء واملرتوكني لعلي بن عمر ال ادارقطن املتوّف سنة ‪385‬ه (مطبوع)‪.‬‬ ‫‪ -5‬كتاب ُّ‬
‫الرحن بن علي أيب ال حفرج بن الوِزي املتوّف سنة ‪597‬ه ‪.‬‬ ‫الضعفاء واملرتوكني لعبد َّ‬ ‫‪ -6‬كتاب ُّ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫عرف الرح والت ِ‬
‫َّعديل‪.‬‬ ‫‪ِّ -1‬‬
‫بالدليل ؟‬ ‫عديل ِمن الغِيبحة َّ‬ ‫‪ -2‬هل الرح والتَّ ِ‬
‫ضح ذلك ح‬ ‫احملرحمة ؟ حو ِّ‬
‫الرواة وتح ْع ِديلهم ؟‬ ‫ِ‬
‫أجاز العُلماء حج ْرح ُّ‬
‫‪ -3‬ملح ح‬
‫ومن بح ْع حدهم‪.‬‬ ‫املع ادلِني ِمن َّ‬
‫الصحابحة ح‬ ‫بعض ح‬‫عديل‪ ،‬مع ِذ ْكر ِ‬ ‫‪ -4‬اذ ُكر نُب حذةً عن تا ِريخ الرح والتَّ ِ‬
‫ْ‬

‫‪44‬‬
‫‪ -5‬ما هي شروط الا ِرح و ح‬
‫املع ِّدل ؟‬
‫لكل حو ْجه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -6‬هل ال ب َّد ِمن ِذ ْكر أسباب الرِح والتَّ ِ‬
‫ضح ذلك بالتَّفصيل مع ذ ْكر األسباب ا‬ ‫عديل ؟ حو ِّ‬ ‫ُ‬
‫؟‬
‫فصيل‪.‬‬ ‫وشروطها بالتَّ ِ‬ ‫‪ -7‬اذ ُكر تع ِريف العدالة‪ُ ،‬‬
‫الرا ِوي ؟‬
‫‪ -8‬مبح تحثْبُت حعدالحة ا‬
‫الضبط مع ِذ ْكر أح ِ‬
‫قسامه‪.‬‬ ‫عرف َّ ْ‬ ‫‪ِّ -9‬‬
‫الروايحة باملعىن ؟‬
‫‪ -10‬ما هي شروط ِّ‬
‫ِ‬
‫(وصدوق‬ ‫ومرتحبة حمن قيل فيه‪( :‬ال بأس به)‪ ،‬ح‬‫ضبحط النااس‪ ،‬ح‬ ‫‪ -11‬اذ ُكر حم ْرتحبحة ِمن قِيل فيه‪ :‬أوثحق النااس‪ ،‬وأح ْ‬
‫إن شاء اهلل)‪.‬‬
‫ضع )‪ ،‬أو ُو ِصف بِحقوهلم‪ (:‬فيه حمقال )‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بالو ْ‬
‫ف حش ْخص ب ‪ ( :‬متَّ حهم بال حكذب ) أو ( ُمتَّ حهم ح‬ ‫‪ -12‬إذا ُوص ح‬
‫كل حمن ُو ِصف بذلك ؟‬ ‫ِ‬
‫الع حمل يف حديث ِّ‬ ‫ض ِّعف )‪ ،‬فما ح‬ ‫أو ( ُ‬

‫‪45‬‬
‫الحديث‪ ،‬والتعريف بأَ َهم ُكتُبه‪.‬‬
‫القسم السابع‪ :‬غَريب َ‬

‫‪46‬‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫تَفسير غَريب َ‬
‫داوهلا وال يح ْع ِرف أح ْغلحب‬ ‫الش ِريف بِبحعض ال حكلِمات َّ‬
‫الص ْعبحة اليت ال يحْن ُدر تح ُ‬ ‫ي َّ‬ ‫يو ِاجه القا ِرئ لِ ِ ِ‬
‫لحديث النَّبح ِو ا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫يث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاظه أحمر م ِهم للمعتحِن حبد ِ‬ ‫يب وضبط أحلْ ِ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬ملا يتعلق بفهمه‬ ‫ٌْ ُ ُ ْ‬ ‫أن حمع ِرفحة الغح ِر ِ ح ْ‬‫ك َّ‬ ‫النااس حمعناها‪ ،‬وال حش َّ‬
‫من معرفة الكثري من األحكام الدينية والدنيوية‪ ،‬ومن هنا فقد اهتم العلماء بتصنيف الكتب اليت هتتم بغريب‬
‫الديث‪ ،‬وقد سلك العلماء يف تفسري غريب الديث طريقتان‪:‬‬
‫األُولى‪:‬‬
‫ضل طح ِري حقة لتح ْف ِسري‬ ‫بألفاظ ِرواي ٍة أُخرى أحوضح منها‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫تح ْف ِسري األحلْفاظ الغحريبة يف ِ‬
‫ك أحفْ ح‬
‫وهذه ال حش َّ‬ ‫ْ ح‬ ‫ح‬ ‫الديث‬ ‫ح‬
‫كل قح ْوٍم مبا‬
‫َياطب َّ‬ ‫سول ‪ ‬كان ِ‬ ‫الر ح‬ ‫العحربِيَّة؛ َّ‬
‫وألن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلحماء هذا املسلحك نحظحراً ل حس حعة اللُّغحة ح‬ ‫الغح ِريب‪ ،‬وقد حسلحك ُ‬
‫الصحابحة ِرضوان اهللِ عليهم‪.‬‬ ‫يح ْف حهمون‪ ،‬وقد يُ ْستعان تح ْف ِسري الغح ِريب مبا حوحرد عن َّ‬
‫الثانيَة‪:‬‬
‫عاجها يف تح ْف ِسري حغ ِريب الح ِديث‪ ،‬وهذا هو الغالِب‪.‬‬ ‫الرجوع إىل كتُب اللُّغحة وم ِِ‬
‫ح‬ ‫ُّ‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫أهم كتُب غَريب َ‬
‫القاسم بن حس اّلم البغدادي الافظ ت ‪224‬ه ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ -1‬كتاب حغ ِريب ال ِديث واآلثار‪ :‬أليب عبيد ِ‬
‫ُح‬ ‫ح‬
‫حع ِظيم الفائِ حدة أحلَّحفه يف أربحعِني حسنحة‪ ،‬ومل يح ْسبِقه أح حح ٌد إىل التَّألِيف يف الغح ِريب اإال النَّضر بن ُشيل‬
‫ِ‬
‫املازِن‪.‬‬
‫الديث‪ :‬أليب ُسلحْيمان ححْد (بسكون امليم) اخلطاايب البسيت ت ‪388‬ه وهو كتاب عظيم‬ ‫‪ -2‬حغ ِريب ِ‬
‫الفائِدة‪.‬‬
‫الزخمشري املتوّف‬ ‫‪ -3‬الفائِق يف حغ ِريب الديث‪ :‬أليب القاسم جار اهلل (‪ )16‬حممود بن عمر بن حممد َّ‬
‫اس ويحْنتح ِفعو حن به‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫سنة ‪538‬ه ‪ ،‬وهو كتاب حمطبوع يف ثحّلثحة أح ْجزاء يحتح ح‬
‫داولُه النا ُ‬
‫حممد بن أيب بكر بن أيب‬ ‫‪ -4‬اجملموع املغِيث يف حغ ِر حيب ال ُقرآن والديث‪ :‬لإلمام الافظ أيب موسى َّ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫األص حفهاِن املتوّف سنة ‪581‬ه ‪ ،‬وهذا الكتاب حعظيم النَّ ْفع حح حسن الطَّ ِري حقة فقد حرتَّ ح‬ ‫عيسى املدِن ْ‬
‫السن وال حكمال‬ ‫املعجم‪ ،‬قال عنه ابن األثري‪ ((:‬حو حج ْدته غايحةح يف ح‬ ‫يب أحيْضاً على حح حسب ُحروف ح‬ ‫الغح ِر ح‬
‫الكتاب وطُبِع‬ ‫هب‪ ((:‬ي ُد ال على براعتِه يف لِسان العرب )) وقد ح ِّقق هذا ِ‬ ‫))‪ ،‬وقال الافِظ َّ‬
‫ُ‬ ‫حح‬ ‫ح ح‬ ‫الذ ِ ح‬
‫بامعة أم القرى يف ثّلثة جملَّدات‪.‬‬ ‫ِ‬

‫املشَّرفة حزحمناً‪.‬‬ ‫‪ )16‬قيل له ذلك؛ ألنَّه جاور َّ‬


‫مبكة ح‬ ‫ح‬
‫‪47‬‬
‫حممد املعروف بابن األثري‬
‫الدين املبارك بن َّ‬
‫السعادات جمد ِّ‬
‫كتاب النِّهاية يف غريب الديث‪ :‬أليب َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫الشيباِن الزري املوصلي املتوّف سنة ‪606‬ه ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السيوطي‪ :‬وهو‬ ‫املعجم‪ ،‬قال ُّ‬ ‫خسة جملَّدات‪ ،‬وقد ُرتِّبحت ال حكلمات فيه على ُحروف ح‬ ‫وي حقع هذا الكتاب يف ح‬
‫ِ‬
‫أح ْح حسن ُكتب الغح ِريب وأح ْجحعها وأح ْش حه ِرها اآلن وأكثحرها تح ُ‬
‫داوالً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وقال ابن األثري يف م حق ِّدمتِه‪ ((:‬وكان الغحرض وامل ْق ِ‬
‫املصنَّف حم ْع ِرفحة ال حكل حمة الغح ِريبحة لُغحةً ْ‬
‫وإعراباً‬ ‫صد من هذا ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫وم ْعىن ))‪.‬‬
‫ح‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫‪ -1‬اذ ُكر أهِّيَّة حم ْع ِرفحة حغ ِريب الح ِديث‪.‬‬
‫ني يف تحألِ ِيف ِهم يف حغ ِريب الح ِديث ؟‬ ‫‪ -2‬ما مْن هج ِ‬
‫املصنِّف ح‬
‫ح‬ ‫حح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدين ابن‬ ‫تاب اجملموع املغيث يف حغ ِر حيب ال ُقرآن والديث ح‬
‫لألص ْفهاِن‪ ،‬وكتاب النِّهايحة جملد ِّ‬ ‫‪ -3‬حعِّرف ك ح‬
‫األحثِري‪.‬‬
‫‪ -4‬حمن ُم حؤلِّف كِتاب حغ ِريب الديث واآلثار ؟‬

‫‪48‬‬
‫الحديث وأَ َهم ُكتُبه‪.‬‬
‫القسم الثامن‪ :‬علم علَل َ‬

‫‪49‬‬
‫الحديث وأَ َهم ُكتُبه‪:‬‬
‫عل ُم علَل َ‬
‫الحديث‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬علَل َ‬
‫وعلحل جحْع ِعلَّة‪.‬‬‫لوم ال ِديث وأحدقِّها وأح ْعظح ِمها فائِ حد ًة ِع ْلم ِعلحل الديث‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫من أح حج ال عُ ح‬
‫العِلَّة لغة‪ :‬اسم مفعول ِمن أح حعلَّه‪.‬‬
‫ّلمة‬ ‫ظاهر ِ‬‫قادحة يف ِص َّحة الديث مع َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫الس ح‬
‫الديث َّ‬ ‫أن ح‬ ‫ضة ح‬ ‫أسباب حخفيَّة غام ح‬ ‫بارة عن‬
‫اصطّلحاً‪ :‬ع ح‬ ‫ْ‬
‫وإمنا تح ْكثر العِلحل يف أح ِ‬ ‫ِ‬ ‫الديث ال تكون ِمن ِجهة الرح؛ َّ ِ‬ ‫وعلحل ِ‬ ‫منها‪ِ ،‬‬
‫حاديث الثِّقات‪،‬‬ ‫ألن ححديث اجملروح ساقط َّ ُ‬ ‫ح حْ‬
‫وتُ ْد حرك بِالعِْلم وال حف ْهم‪.‬‬
‫أهمية هذا العلم‪:‬‬
‫وم ْع ِرفحة حدقِي حقة‬ ‫تامة بأحوال ُّ ِ‬
‫الراواة ح‬ ‫حيتاجه املهتح ام به ِمن إحاطحة َّ‬ ‫ِ‬
‫وقد َّنوه العلماءُ ب حفضل هذا العلم وما ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ألن أحع ِر ح ِ ِ‬
‫إيل حمن أن أح ْكتُب ع ْش ِر ح‬
‫ين‬ ‫ب َّ‬‫ف علَّةح ححديث هو عْندي أح حح ا‬ ‫باألحسانِيد‪ ،‬قال عبد الرحَّن بن مهدي‪ْ َّ (:‬‬
‫حح ِديثاً ليست ِعْن ِدي )‪.‬‬
‫الرا ِزي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وقد تكلَّم فيه أئِ َّمة هذا َّ ِ‬
‫الشأْن من أحْمثال‪ :‬علي بن املدين‪ ،‬وأحد بن ححْنبحل‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأيب ُزْر حعة ا‬
‫وأيب حات‪ ،‬وال ادارقطن‪ ،‬والاكم النَّيسابوري‪.‬‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫َمعرفَة علة َ‬
‫وضْب ِط ِهم وإتقاّنِم كما تُ ْعحرف‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫السبيل إىل حم ْع ِرفحة علَّة الديث أن ح‬
‫تم حع طُُرقحه وتح ْنظُر يف اختّلف ُراواته ح‬ ‫و َّ ِ‬
‫العِلَّة إذا ُوِجد يف الديث ِع َّدة أشياء‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الرا ِوي‪.‬‬
‫‪ -1‬تح حفارد ا‬
‫‪ -2‬خمالححفة غ ِريه له‪.‬‬
‫خول حح ِديث يف‬ ‫كإرسال يف املوصول‪ ،‬أو وقْف يف املرفوع‪ ،‬أو ُد ِ‬
‫ح‬
‫ٍ‬ ‫‪ُ -3‬وجود قح ِرينحة تح ُد ال على ذلك‪،‬‬
‫حح ِديث أو غري ذلك‪.‬‬
‫َمواضع العلة‪:‬‬
‫ضح ذلك مع ِذ ْكر أمثِلحة عند الكّلم‬ ‫قد تح حقع العِلَّة يف َّ‬
‫السنحد فقط‪ ،‬أو املنت فقط‪ ،‬وقد تقع فيهما‪ ،‬ونُ حو ِّ‬
‫على الديث ال ُم حع ال إن شاء اهلل‪.‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫صن َفة في علَل َ‬ ‫الم َ‬‫ثانياً‪ :‬أَ َهم ال ُكتُب ُ‬
‫ِمن أحهم ما صنَّف علماء ِ‬
‫الديث يف العِلحل ما يلي‪:‬‬ ‫حا ح ُ‬
‫‪ -1‬كتاب العِلحل‪ ،‬لِ حعلي بن املدين املتوّف سنة ‪178‬ه ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الرجال لإلمام أحد بن حنبل‪.‬‬ ‫وم ْع ِرفحة ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬كتاب العلحل ح‬
‫‪ -3‬العلل أليب حات وأيب زرعة الرا ِزيان وهو مرتَّب على أبواب ِ‬
‫الف ْقه‪.‬‬ ‫ُح‬ ‫ا‬
‫السنحن‪.‬‬ ‫الرتِم ِذي وهو امللحق بآخر ك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصغِري لإلمام ِّ‬ ‫‪ -4‬العِلحل َّ‬
‫ح‬
‫ب ِرجالحه على ُحروف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب حرتَّ ح‬
‫الرجال البن حعدي املتوّف سنة ‪365‬ه ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫الكامل يف ضعفاء ِّ‬ ‫‪-5‬‬
‫حاديث حم ْعلولحٍة‪.‬‬ ‫الرت حجة هلم يسوق ما رواه املت رجم له ِمن أح ِ‬
‫حْ ح‬ ‫حُ‬ ‫املعجم‪ ،‬وأحثْناء َّ ح‬ ‫ح‬
‫‪ -6‬العِلحل لإلمام أيب السن ال ادارقطن املتوّف سنة ‪385‬ه وهو حأهم الكتب اليت أُلِّحفت يف هذا ال حف ان‬
‫وأح حع امها نح ْفعاً‪.‬‬
‫املتوّف سنة ‪597‬ه ‪.‬‬ ‫الفرج بن الوِزي َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -7‬العلحل املتحناهيحة للحافظ أيب ح‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫الديث و ِ‬
‫كيفيَّة حم ْع ِرفحتِها‪.‬‬ ‫وبني موقِعها يف ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬حعِّرف العلَّة‪ ِّ ،‬ح ْ ح‬
‫‪ -2‬ما أهِّيَّة ِع ْلم ِعلحل الح ِديث ؟‬
‫‪ -3‬اذ ُكر أمساء ثحّلثحة ِمن األح ْعّلم الذين تح حكلَّموا يف ِعلحل ِّ‬
‫الرجال‪.‬‬
‫‪ -4‬اذ ُكر أحربعة أُموٍر يعرف هبا ِ‬
‫الديث ال ُم حع ال‪.‬‬ ‫ُح‬ ‫ْح‬
‫ِ‬
‫صنِّ حفت يف ِعلحل الحديث‪.‬‬ ‫‪ -5‬اذ ُكر أحْربح حعة كتُ ٍ‬
‫ب ُ‬

‫‪51‬‬
‫الحديث‬
‫القسم التاسع‪ُ :‬مختَ لَف َ‬

‫‪52‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫ُمختَ لَف َ‬
‫أوالً‪ :‬تَعري ُفه‪:‬‬
‫الرتِجيح‪ ،‬وهذا النَّوع‬
‫ظاهراً وحيتاج إىل التَّوفِيق بينهما أو َّ‬ ‫ضادين يف املعىن ِ‬ ‫ئ حح ِديثح ْني ُمتح َّ‬‫هو أن ِيد القا ِر ُ‬
‫كل عامل‪.‬‬ ‫ها‬‫ِمن أجل املطالِب اليت حيتاج إىل مع ِرفحتِ‬
‫ا‬ ‫حْ‬ ‫حا‬
‫يث و ِ‬
‫الف ْقه واألُصول‬ ‫الد ِ‬‫الامعو حن بني ِ‬‫صصون ِ‬ ‫ض ِغما ِرهِ اإال األحئِ َّمة املتح حخ ِّ‬‫وهذا العِْلم ال يح ْقوى على حخ ْو ِ‬
‫الديث أو م ْش ِكل اآلثا ِر أو تحأْ ِويل خمتلِف ِ‬
‫الديث‪.‬‬ ‫حاديث يس َّمى مبختلِف ِ‬ ‫واللُّغحة‪ ،‬وهذا النَّوع ِمن األح ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ُح‬
‫ثانياً‪َ :‬موقف العُلَماء من هذه األَحاديث‪:‬‬
‫ض طُُر ٌق ِمْنها‪:‬‬
‫عار ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وهذه األحاديث املشكلحة للعُلحماء يف حدفْع ما بحْي نحها من اختّلف وتح ُ‬
‫‪ -‬طح ِريق المع بني النُّصوص‪.‬‬
‫الرتجيح‪.‬‬ ‫‪ -‬ط ِريق َّ‬
‫‪ -‬طريق النَّ ْسخ‪.‬‬
‫ِ‬
‫باالضطراب أو التَّ حوقُّف‪.‬‬ ‫‪ -‬الكم‬
‫ضة‪:‬‬‫المتَعار َ‬
‫الجمع بين النصوص ُ‬ ‫طَريق َ‬
‫كل منهما تح ْف ِسرياً يُقا ِرب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وذلك إذا كان بني املختحلِ حفني وجه تح ٍ ِ‬
‫عارض بتح ْفسري ا‬ ‫قارب ميكن عن طح ِريقه حدفْع التَّ ُ‬ ‫ْ حْ ُ‬
‫اآلخر وال يُعا ِر ُ‬
‫ضه‪.‬‬ ‫ح‬
‫ِمثال ذلك‪:‬‬
‫حديث‬‫حديث رواه البخاري عن أيب هريرة ‪ ((:‬ال ع ْدوى وال ِطي رة )) (‪ ،)17‬وهذا الديث يعا ِرضه ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫حح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫ص اح )) (‪.)18‬‬ ‫آخر عند البخاري ِمن ِرواية أيب هريرة ‪ ((:‬ال تُوِردوا ال مم ِرض على ال م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُْ ح‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فالديث َّ ِ‬
‫أي صاحب اإلبِل امل ِر ح‬
‫يضة‬ ‫الع ْدوى بينما ْين حهى الديث الثاِن عن إدخال املم ِرض !! ا‬ ‫األول يحْنفي ح‬
‫اجملذوم كما تحِفار ِمن األح حسد ))‬ ‫ِ‬ ‫يحة‪ ،‬ويف معىن هذا الديث‪ ((:‬وفَِّر ِمن‬ ‫صاحب اإلبِل َّ ِ‬
‫املصح‪ :‬أي ِ‬ ‫ِ‬
‫الصح ح‬ ‫على ا‬
‫ِ ِ‬
‫الع ْدوى‪.‬‬‫صح بِالفرار من اجملذوم وذلك حمْنعاً لإلصابحة بِ ح‬ ‫فح حهذا يحْن ح‬
‫الع ْد حوى ال تح حقع اإال بِ ُق ْد حرة اهللِ تعاىل‬
‫بأن اإلصابحة بِ ح‬ ‫بأن‪ :‬حمن كان قح ِوي اليح ِق ِ‬
‫ني ُم ْؤِمناً َّ‬ ‫وقد جحع العلماء بينهما َّ‬
‫ح‬
‫القائِل‪ :‬ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱠ (البقرة اآلية‪.)102 :‬‬

‫هامة‪.‬‬
‫ب‪ ،‬باب‪ :‬ال ح‬ ‫‪ )17‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطِّ ا‬
‫‪ )18‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطِّ ا‬
‫ب‪ ،‬باب‪ :‬ال حع ْد حوى‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫وخاف ِمن‬
‫ح‬ ‫ضعُ حفت نح ْف ُسه‬
‫ومن ح‬‫ضاره حش ْيءٌ‪ ،‬ح‬ ‫فمن كان إميانُه كذلك فيُقال له (ال حع ْدوى)‪ ،‬وهذا ال يح ُ‬ ‫ح‬
‫الع ْدوى فيقال له (فِر)‪ ،‬أو حيمل األحمر ِ‬
‫بالفرا ِر على االستِ ْحباب‪ ،‬و اأما البحقاء مع اجملذوم وجمالح حستِه واألح ْكل معه‬ ‫ح ْ‬ ‫ا‬ ‫ح ح ُ‬
‫فحيحكون على الحوا ِز‪.‬‬
‫طَريق الترجيح‪:‬‬
‫الرتِجيح كثِ حرية منها‪:‬‬ ‫ووجوه َّ‬ ‫الروايحتح ْني‪ُ ،‬‬
‫المع بني ِّ‬‫تعذ حر ُ‬ ‫وذلك إذا َّ‬
‫أسباب كثِحرية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫الرتِجيح ِمن ِج حهة اإلسناد وله‬ ‫َّ‬ ‫(أ)‬
‫أقل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬حترجيح ما ارواتُه أكثحر على ما ارواتُه ا‬
‫‪ -2‬تح ِرجيح ِروايحة األحْوثحق‪.‬‬
‫‪ -3‬تح ِرجيح ِروايحة األح ْح حفظ‪.‬‬
‫‪ -4‬تح ِرجيح ِروايحة ال حكبِري؛ ألنَّه أحقْ حرب إىل َّ‬
‫الضْبط‪.‬‬
‫‪ -5‬تح ِرجيح ِروايحة حمن كان فحِقيهاً‪.‬‬
‫صة‪.‬‬ ‫صاحب الواقِعة؛ ألنَّه أحعرف ِ‬
‫بالق َّ‬ ‫‪ -6‬تح ِرجيح رواية ِ‬
‫ْح‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫‪ -7‬تحرجيح ِروايحة حمن حكثُحرت خمالحطحتُه للنَّ ِّ‬
‫بالعدالة والثِّقة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -8‬تحرجيح رواية املشهور ح‬
‫‪ -9‬تح ِرجيح رواية حمن يُوافق ال افاظ‪.‬‬
‫الصحيحني على غريها‪.‬‬ ‫األحاديث اليت جاءحت يف َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -10‬تح ِ‬
‫قدمي‬
‫املت ِِن‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الرتجيح باعتبار ْ‬ ‫(ب) َّ‬
‫‪ -1‬تح ِرجيح املقيد بسبب على املطلق‪.‬‬
‫‪ -2‬تح ِرجيح القيقة على اجملاز إن مل يغلب اجملاز‪.‬‬
‫اخلاص على العام‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -3‬تح ِرجيح‬
‫رعيَّة أو املع ِرفِيَّة على ما كان حح ِقي حقة لُغح ِويَّة‪.‬‬ ‫الش ِ‬‫‪ -4‬تح ِرجيح املشتح ِمل على القيقة َّ‬
‫ِ‬
‫املدلول‪:‬‬ ‫الرتِجيح ِمن ِج حهة‬ ‫(ج) َّ‬
‫يادة ِع ْلم‪.‬‬ ‫‪ -1‬تحرِجيح املثْبت على ِ‬
‫ألن مع املثبحت ِز ح‬ ‫املنفي؛ َّ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫‪ -2‬يُحر َّجح األحقْ حرب على االحتِياط‪.‬‬
‫الكم األحيْ حسر على الكم األح حش اق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬يُحر َّجح‬
‫ال َقول بالنسخ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ِ‬ ‫صني أو َّ ِ‬
‫لآلخر مثال ذلك‪:‬‬ ‫أح ُدها ناسخاً ح‬ ‫الرتجيح بينهما‪ ،‬فيكون ح‬ ‫وذلك عندما يحتح حع َّذر المع بني النَّ َّ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ضه‬‫كل فح حرس سائم دينار ))‪ ،‬فهذا يُعا ِر ُ‬ ‫ما جاء يف ُسنحن ال ادارقطن عن جابر عن النَّب ‪ ‬أنَّه قال‪ ((:‬يف ا‬
‫ص حدقحة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حديث البخاري ومسلم عن أيب هريرة ‪َّ ‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪ ((:‬ليس على املسلم يف حعْبده وال فح حرسه ح‬ ‫أن ح‬
‫اخليل ُْحم حكم ِ‬
‫ص األحَّول‪ ،‬وذلك إذا كانت‬ ‫وناسخ للنَّ ِّ‬ ‫ص حدقحة ِ ٌ‬ ‫))‪ ،‬قال العلماء‪ :‬حديث البخاري ومسلم يف نح ْفي ح‬
‫جارة‪.‬‬ ‫جارة حو حجبحت فيها زكاة عُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫روض التِّ ح‬ ‫جارة‪ ،‬فإن كانت للتِّ ح‬ ‫اخليل لغري التِّ ح‬
‫الحكم باالضطراب أو الت َوقف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الرتِجيح بينهما ححبحثْنا يف النُّصوص لِنح ْع ِرف املتح حق ِّدم‬ ‫ميكن َّ‬‫تعذر المع بني الديثني املتعا ِرضني ومل ِ‬
‫ح‬ ‫إذا َّ‬
‫ويدل على ذلك حدلِيل‪ ،‬وإذا مل يحثْبُت النَّ ْسخ فإنَّه ِحينحئِ ٍذ يحْنبحغِي التَّ حوقُّف‬
‫واملتحأح ِّخر فقد يكون أحدها حمْنسوخاً ا‬
‫بينهما أو الكم بِضع ِف ِهما و ِ‬
‫اضطراهبِما‪.‬‬ ‫حْ‬ ‫ُ‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫صنفات في ُمختَ لَف َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬أَ َهم ُ‬
‫الم َ‬
‫الش ِ‬
‫ني بِاألحسانِيد واملتون واألح ْحكام َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صنَّف يف هذا ال حفن حج ِ ِ‬
‫رعيَّة‬ ‫وح اذاقه العا ِرف ح‬
‫اعةٌ من أحئ َّمة الحديث ُ‬ ‫ا ح‬ ‫ح‬
‫واللُّغ ِويَّة‪ِ ،‬‬
‫ومن أح حه ام املؤلَّفات فيه‪:‬‬
‫الربيع بن‬ ‫الشافِعي (تويف سنة ‪204‬ه ) ِمن روايحة ِّ‬ ‫حممد بن إدريس ا‬ ‫‪ -1‬اختِّلف الديث‪ :‬لإلمام َّ‬
‫السخا ِوي يف فح ْتح املغيث‪ :‬هو‬ ‫سليمان املر ِادي عنه‪ ،‬وهو َّأول ُم حؤلَّف يف اختِّلف الديث‪ ،‬قال َّ‬
‫جُْلحة كِتاب األُام‪.‬‬
‫حممد عبد اهلل بن مسلم املعروف بابن قتيبة تويف سنة ‪276‬ه ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ -2‬تحأ ِويل خمتحلف الديث‪ :‬أليب َّ‬
‫صاحبُه وأحتحى بِأح ْشياء حح حسنحة‪ ،‬لكنَّه مل يح ْسلحم ِمن استِ ْدراكات العُلحماء‪.‬‬
‫كِتاب أجاد فيه ِ‬
‫ٌ‬
‫حممد الطَّحا ِوي ت سنة ‪321‬ه قال الكتاِن‪ :‬وهو ِمن أح حج ال‬ ‫‪ُ -3‬م ْش ِكل اآلثار‪ :‬أليب جعفر أحد بن َّ‬
‫الرتتِيب والتَّ ْه ِذيب‪.‬‬
‫ُكتُبِه‪ ،‬ولكنَّه قابِ ٌل لّلختِصار حغري ُم ْستح ْغ ٍن عن َّ‬
‫حممد بن السن بن فورك ت سنة ‪406‬ه ‪.‬‬ ‫الديث‪ :‬أليب بكر َّ‬ ‫‪ -4‬م ْشكل ِ‬
‫ُ‬

‫‪55‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫الديث ؟‬‫‪ -1‬ما املراد مبختلف ِ‬
‫ح‬
‫‪ -2‬وما أهِّيَّة هذا العلم ؟ وما حم ْوقِف العُلحماء منه ؟‬
‫‪ -3‬ما َّأول طح ِر ٍيق نح ْلجأ إليه عند وجود اختِّلف ب ني األح ِ‬
‫حاديث ؟‬ ‫حْ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ضح ما تقول‪.‬‬ ‫‪ -4‬مىت نح ْل حجأ إىل المع بني النُّصوص ؟ اذ ُكر ِمثاالً يُ حو ِّ‬
‫ضة ِمن ِج حهة اإلسناد‪.‬‬ ‫الرتِجيح بني النُّ ِ‬
‫صوص املتحعا ِر ح‬ ‫‪ -5‬اذ ُكر ُوجوه َّ‬
‫الرتِجيح بِ حسبحب املنت‪.‬‬
‫جوه َّ‬
‫‪ -6‬اذ ُكر ُو ح‬
‫‪ -7‬مىت نح ْل حجأ إىل ال حق ْول بِالنَّ ْسخ بني النُّصوص ؟‬
‫مبصنِّف كتاب ُم ْش ِكل اآلثار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -8‬تح حكلَّم عن ُكتُ ِ‬
‫ب خمتح لحف الحديث مع التَّع ِريف ح‬
‫ومن أين أُ ِخ حذ ؟‬
‫الديث ؟ ِ‬ ‫‪ -9‬من مؤلِّف أحَّول كتاب مصنَّف يف خمتلف ِ‬
‫ح‬ ‫ُح‬ ‫ح ُح‬

‫‪56‬‬
‫الحديث باعتبار قائله‬
‫القسم العاشر‪ :‬تَ قسيم َ‬

‫‪57‬‬
‫الحديث باعتبار قائله‬ ‫تَ قسيم َ‬
‫الصحايب‪ ،‬أو التاابِعِي‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫صدور املنت عن اهللِ تعاىل‪ ،‬أو عن رسولِه ‪ ،‬وقد يكون عن َّ‬ ‫قد يكون ُ‬
‫الديث هبذا االعتِبار إىل‪:‬‬ ‫ح‬ ‫قسم العلماءُ‬‫األساس فقد َّ‬
‫الصحايب‪ ،‬واملقطوع املسنحد إىل التاابِعِي‪.‬‬ ‫ب ‪ ،‬واملوقوف على َّ‬ ‫ِ‬
‫الديث ال ُقدسي‪ ،‬والديث املرفوع إىل النَّ ِّ‬
‫الحديث ال ُقدسي‪:‬‬ ‫أوالً‪َ :‬‬
‫هو يف اللُّغة‪ :‬نسبِة إىل ال ُق ْدس وهو الطُّ ْهر‪ ،‬واألرض َّ‬
‫املقد حسة أي املطح َّهرة‪.‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وأضافحه إىل اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫الديث الذي قالحه ُ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو ِ‬ ‫و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ال‪.‬‬
‫عز ح‬ ‫حتدث به على سبِيل الكايحة عن اهلل ح‬ ‫رسول اهلل ‪َّ ‬‬
‫ألن ح‬ ‫ومسِّي ححديثاً‪َّ :‬‬
‫ص حدر عن نِ ْسبحة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وقُدسيااً‪ :‬ن ْسبحة إىل ال ُقدس الذي هو الطُّ ْهر والتَّن ِزيه لتح حعلُّقه باهلل تعاىل ون ْسبحته إليه؛ ألنَّه ح‬
‫الربااِن‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬ويُ حس امى بالديث اإلهلِي و َّ‬ ‫عز ا‬ ‫ب َّ‬ ‫لِإللحه و َّ‬
‫الر ا‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قال اهلل تعاىل‪((:‬‬ ‫مثاله‪ :‬ما رواه اإلمام أحد والبخاري ومسلم عن أيب هريرة ‪َّ ‬‬
‫عني رأت‪ ،‬وال أُذُ ٌن حِمس حعت‪ ،‬وال حخطحر على قح ْل ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ب بح حشر ))‪.‬‬ ‫الصالني ما ال ٌ‬ ‫أح ْع حد ْدت لعبادي ا‬
‫والحديث النبَوي‪:‬‬
‫ال َفرق بين الحديث ال ُقدسي َ‬
‫ب ‪ ‬اإما بِحوحي حجلِ اي بأن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وم ْعناه كّلها من عند اهلل تعاىل‪ ،‬أُوحي هبما إىل النَّ ِّ‬ ‫الحديث ال ُقدسي‪ :‬لحْفظُه ح‬ ‫َ‬
‫يحْن ِزل ِج ِْبيل على رسول اهلل ‪ ‬يح حقظحةً أو بِحو ْحي حخ ِف اي عن طح ِريق اإلهلام أو املنام‪ ،‬وقال بعض العلماء‪ :‬املضاف‬
‫إىل اهللِ تعاىل هو املعىن فقط‪.‬‬
‫فتارةً يكون من عند اهلل تعاىل بِحوحي حجلِ اي أو حخ ِف يي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والديث النَّبح ِوي‪ :‬لحْفظُه من عند النَّ ِّ‬
‫ب ‪ ‬اأما حم ْعناه ح‬
‫هاد منه ‪.‬‬‫وتارًة يكون باجتِ ٍ‬
‫ح‬
‫الحديث ال ُقدسي والقرآن الكريم‪:‬‬ ‫ال َفرق بين َ‬
‫رسول اهلل ‪‬‬‫نزل به ِج ِبيل على ِ‬ ‫وم ْعناه ِمن عند اهلل تعاىل بِحوحي حجلِ اي‪ ،‬فقد ح‬ ‫‪ -1‬القرآن الكرمي لحْفظُه ح‬
‫اهليئحة‪ ،‬أو كان يُ ْس حمع لِنُزولِه حد ِوي حك حد ِو ِّ‬
‫ي النَّ ْح ِل‪ ،‬ومل يح ُكن نُزولُه عن‬ ‫صورةِ حر ُج ٍل حح حسن ْ‬
‫ي حقظحةً يف ح‬
‫ب ِمن فِ ْك ٍر أو غ ِريه‪ ،‬وهو اإلهلام ِخبّلف الديث‬ ‫إلقاء ٍ‬
‫شيء يف ال حق ْل ِ‬ ‫ناميَّة‪ ،‬أو ِ‬ ‫طح ِريق رْؤيا م ِ‬
‫ُ ح‬
‫دسي‪.‬‬‫ال ُق ِ‬
‫لإلنس والِن يتحح َّدى بِأحقْصر سورةٍ منه‪ ،‬والديث ال ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫دسي ليس كذلك‪.‬‬ ‫ح ح‬ ‫‪ -2‬القرآن الكرمي ُم ْعجز ِ ا ح‬
‫دسي‪.‬‬ ‫الديث ال ُق ِ‬ ‫خبّلف ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬حت ِرمي ِروايحة القرآن الكرمي باملعىن‬
‫‪ -4‬تحعبَّ حدنا اهلل تعاىل بِِقراءة القرآن الكرمي وكل حرف منه بِع ْشر حسنات خبّلف األحاديث ال ُق ِ‬
‫دسيَّة‪.‬‬ ‫ح حح‬ ‫ا حْ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬

‫‪58‬‬
‫الصّلة خبّلف ِ‬
‫الديث ال ُق ِ‬
‫دسي‪.‬‬ ‫تعبَّ حدنا اهلل تعاىل ِبقراءحة القرآن الكرمي يف َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫دسيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األحاديث ال ُق ِ‬ ‫حبفظ القرآن الكرمي ِمن التَّغيِري والتَّْب ِديل خبّلف‬
‫تكفل اهلل تعاىل ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫لفظ القرآن الكرمي نُِقل إلينا عن طح ِر ِيق التَّواتُر‪ ،‬أما األحاديث ِ‬
‫القدسيَّة فقد ُرِويحت آحاداً عن‬ ‫‪-7‬‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪.‬‬
‫القدسيَّة ِخبّلف‬
‫األحاديث ِ‬ ‫ب‪ ،‬و ِ‬ ‫احملدث حمس القرآن الكرمي وحترم تِّلوتُه على النُ ِ‬ ‫حيرم على ِ‬ ‫‪-8‬‬
‫ُ ح‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫المرفُوع‪:‬‬
‫الحديث َ‬ ‫ثانياً‪َ :‬‬
‫ب ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ‫يع‬‫الرفِ‬
‫َّ‬ ‫املقام‬ ‫ب‬ ‫مفعول ِمن رفحع ِض اد وضع‪ ،‬ومسِّي بذلك؛ لِنِسبتِه إىل ِ‬
‫صاح‬ ‫لغة‪ :‬اسم ٍ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫ب ‪ ‬قح ْوالً أو فِ ْعّلً أو تقريراً أو ِص حفةً‪ ،‬سواء كان‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو الديث الذي أح ْسنح حده ا ِ‬
‫الراوي إىل النَّ ا‬
‫و ِ‬
‫صحابِيااً أو تابِعِيااً أو دون ذلك‪.‬‬
‫الرا ِوي ح‬
‫ا‬
‫‪ -1‬مثال املرفوع قحوالً‪ :‬ما رواه البخاري عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬عن النَّب ‪ ‬قال‪ ((:‬ما ِمن أححدٍ‬
‫ح‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ب إليه امل ْدح ِمن اهللِ ))‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫أح ْغ حري من اهلل‪ ،‬من أح ْج ِل ذلك ححَّرم ال حفواحش‪ ،‬وما أح ححد أح حح ا‬
‫صغِري مل‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬مثال املرفوع ف ْعّلً‪ :‬ما رواه مالك يف املوطَّأ عن اأم قح ْيس بن حمصن أّنا أحتحت بابْ ٍن هلا ح‬
‫رسول اهلل ‪ٍ ‬‬
‫مباء ومل‬ ‫بال على ثح ْوبِه فح حدعا ح‬ ‫يحأْ ُكل الطَّعام إىل رسول اهلل ‪ ‬فحأح ْجلح حسه يف ِح ْج ِره فح ح‬
‫يح ْغ ِسله‪.‬‬
‫أصحاب‬
‫ُ‬ ‫ب ‪ ‬ومل يُْن ِكره منه‪ ((:‬كان‬ ‫ِ‬
‫الصحايب‪ :‬فح حعل كذا‪ ،‬وذلك بِع ْلم النَّ ِّ‬ ‫‪ -3‬ومثال التَّق ِرير‪ :‬قول َّ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬يح ْقحرعون بابحه بِاألظافِر )) (رواه الاكم أبو عبد اهلل عن املغِ حرية بن شعبة ) وال يح ْف حعل‬
‫رسول اهللِ ‪.‬‬
‫الصحابة ذلك اإال بإقرا ٍر ِمن ِ‬
‫َّ ح‬
‫اس ُخلُقاً ‪-‬‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬أح ْح حسن النا ِ‬ ‫الصحايب أو غريه‪ :‬كان ُ‬ ‫ص ِفي‪ :‬أن يقول َّ‬ ‫الو ْ‬
‫‪ -4‬ومثال املرفوع ح‬
‫ِ‬
‫ض ام اخلاء والّلم ‪.-‬‬ ‫بِ ح‬
‫الحديث الموقوف‪:‬‬ ‫ثالثاً‪َ :‬‬
‫الصحايب قح ْوالً أو فِ ْعّلً أو تح ْقريراً‪ ،‬ومل تكن هناك قح ِرينة تُِفيد حرفْ حعه‪ ،‬ومعىن أُ ِضيف‪ :‬أي‪:‬‬
‫هو ما أُ ِضيف إىل َّ‬
‫ص حدر عنه‪.‬‬ ‫الصحايب ُمبحيناً أنَّه ح‬ ‫الراوي وأسنحده إىل َّ‬ ‫رواه ا‬
‫ص ْمت‬ ‫ِ‬
‫مثالُه‪ :‬ما رواه الاكم يف علوم الديث بسنحده عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما قال‪ :‬إذا ُ‬
‫وس ِكينحةٌ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ودع أحذى اخلادم‪ ،‬وليح ُكن عليك حو ٌ‬
‫قار ح‬ ‫ص ُرك عن احملا ِرم‪ ،‬ولسانُك من ال حكذب‪ ،‬ح‬ ‫صم مسحْ ُعك وبح ح‬
‫فح ْليح ُ‬
‫ص ْوِمك ويح ْوم فِطْ ِرك حسواء‪.‬‬‫تعل يحوحم ح‬‫وال ح‬

‫‪59‬‬
‫صه بِأح حح ٍد‪ ،‬عُلِم أنَّه موقوف على َّ‬
‫الصحايب ومل يحْن ُقله عن غ ِريه‪ ،‬فإذا‬ ‫خنص ْ‬
‫وقوف ومل ِّ‬
‫ص حم ٌ‬ ‫فإذا قلنا‪ :‬هذا النَّ ا‬
‫ِ‬ ‫صصناه بِ حش ْخ ٍ‬
‫ومن‬ ‫الزه ِري‪ ،‬أو على غريه من التاابعني ح‬ ‫جاز أن نقول‪ :‬هذا موقوف على ُّ‬ ‫معني ح‬ ‫ص َّ‬ ‫حخ َّ‬
‫بح ْع حدهم‪.‬‬
‫ُح ْكم الديث املوقوف‪:‬‬
‫بعض‬ ‫صحابحٍة‪ ،‬لكنَّها إن ثحبحتحت َّ‬
‫فإّنا تُ حق ِّوي ح‬ ‫عدم االحتِجاج به؛ ألنَّه أقو ُال و ُ‬
‫أفعال ح‬ ‫األصل يف املوقوف ح‬
‫بالسنَّة‪ ،‬وهذا إذا مل يح ُكن له حكم املرفوع‪ ،‬اأما‬
‫الصحابحة كان هو العمل ُّ‬ ‫حال َّ‬
‫ألن ح‬ ‫الضعِي حفة؛ َّ‬
‫يث َّ‬ ‫ِ‬
‫األحاد ح‬
‫إذا كان ِمن الذي له ُح ْكم املرفوع فهو ُح َّجة كاملرفوع (‪.)19‬‬
‫المقطوع‪:‬‬ ‫الحديث َ‬ ‫رابعاً‪َ :‬‬
‫اسم حم ْفعول ِمن ال حقطْع‪.‬‬ ‫لغة‪ُ :‬‬
‫اصطّلحاً‪ :‬ما أُ ِضيف إىل التاابِعِي قح ْوالً أو فِ ْعّلً مع ُخلُِّوه ِمن قح ِرينحة تح ُد ُّل على حرفْعِه أو حوقْ ِفه فح ُك ال ما‬ ‫و ِ‬
‫جمال قح ْوالً أو فِ ْعّلً أو تح ْق ِريراً ُمسِّي حم ْقطوعاً‪ ،‬ويُ حس َّمى حم ْوقوفاً‪َّ ،‬‬
‫فإن قُيِّ حد‬ ‫يف إىل التاابِعِي ماا لِ َّلرأْي فيه ٌ‬ ‫أُض ح‬
‫ِ‬
‫الزْه ِري أو حسعِيد بن املسيَّب‪ ،‬فإن قالحه أح ٌد من التاابعني‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وقوف على ُّ‬ ‫ني فحنحقول هذا حم ٌ‬ ‫بحقائله من التاابِع ح‬
‫ب ‪ ‬كان حم ْرفوعاً ُح ْكماً‪ ،‬أو كانحت ال حق ِرينحة تُِفيد حوقْ حفه على‬ ‫ِ‬
‫وكانت هناك قح ِرينحة تح ُد ال على حرفْعه إىل النَّ ِّ‬
‫الصحايب ُمسِّ حي حم ْوقوفاً‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يف ال حيتح اج به يف إثبات حش ْي ٍء ِمن األحكام أو نح ْفيه‪.‬‬ ‫ضعِ ٌ‬ ‫كمه‪ :‬الديث املقطوع ح‬
‫ِ‬
‫ُح ُ‬
‫فإن أحقْو حال التاابِعِني وم ِ‬‫سام ٌح حكبِري‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫فائِ حدة‪ :‬قال َّ ِ‬
‫ذاهبح ُهم ال‬ ‫ح ح‬ ‫الزْرحكشي‪ْ :‬إدخال املقطوع يف أحنْواع الديث فيه تح ُ‬
‫أجاب عن ذلك‪ :‬بأنَّه كاملوقوف‪ ،‬فإن كان ال ح‬
‫جمال‬ ‫ِ‬
‫حم ْد حخ حل هلا يف الديث فح حكْيف تكون نح ْوعاً منه ؟ و ح‬
‫املرفوع‪.‬‬
‫هاد فيه يكون يف ُح ْكم ِ‬ ‫لّلجتِ ِ‬
‫ْ‬
‫وعلحْيه بِ ْد حعتُه "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السن البص ِري يف َّ‬
‫ص ال ح‬
‫ف املبتحدع‪ ":‬ح‬ ‫الصّلة حخ ْل ح‬ ‫مثال املقطوع ال حقويل‪ :‬قول ح‬
‫السْت حر بينحه وبني أهلِه ويُ ْقبِل‬ ‫حممد املنُتشر‪ ":‬كان مسروق يُْرِخي ِّ‬ ‫الف ْعلي‪ :‬قول إبراهيم بن َّ‬ ‫ومثال املقطوع ِ‬
‫على ِ‬
‫نياهم (‪.)20‬‬
‫ود ُ‬‫صّلته وَيُلِّي ِهم ُ‬ ‫ح‬
‫األأسئلَة‪:‬‬
‫الديث باعتِبا ِر قائِلِه ؟‬
‫‪ -1‬إىل كم قِسم ين حق ِسم ِ‬
‫ْ‬
‫اصطّلحاً‪ ،‬مع ِذ ْكر ِم ٍ‬
‫ثال له‪.‬‬ ‫دسي لغحة و ِ‬‫يث ال ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬حعِّرف الد ح‬

‫‪ )19‬انظر‪ :‬تيسري مصطلح الديث‪ ،‬للطَّحان (ص ‪.)133‬‬


‫‪ )20‬انظر‪ :‬تيسري مصطلح الديث‪ ،‬حملمود الطَّحان (ص ‪.)134‬‬
‫‪60‬‬
‫قدسيااً ؟ وهل له أمساء أخرى ؟‬‫مل ِمسِّي ال ِديث ال ُق ْد ِسي ح ِديثاً ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫دسي والديث النَّب ِوي ؟‬ ‫ما هو الفرق بني ِ‬
‫الديث ال ُق ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫الديث ال ُقدسي والقرآن ؟‬ ‫ما الفرق بني ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫ما الديث املرفوع‪ ،‬وما مثاله قوالً وفِعّلً وتقريراً ؟‬ ‫‪-6‬‬
‫الديث املوقوف وما مثاله ؟‬ ‫ما ِ‬ ‫‪-7‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫الصحايب ؟ حو ِّ‬
‫هل يُطلحق املوقوف على غري َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫ما الديث املقطوع ؟ وهل يكون حمرفوعاً أو موقوفاً ؟‬ ‫‪-9‬‬
‫ما ُح ْكم الديث املقطوع ؟‬ ‫‪-10‬‬
‫أقوال التاابِعِني ال حم ْد حخل هلا يف الديث فكيف نُ حس ِّميها حح ِديثاً ؟‬ ‫‪-11‬‬

‫‪61‬‬
‫سب ُوصوله إلَينا‬ ‫شر‪ :‬أَقسام َ‬
‫الحديث ب َح َ‬ ‫القسم الحادي َع َ‬

‫‪62‬‬
‫سب ُوصوله إلَينا‬ ‫الحديث ب َح َ‬ ‫أَقسام َ‬
‫يث باعتِبا ِر ُراواتِه الذين نح حقلوه إلينا إىل ُمتحواتِر وآحاد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قح َّسم العلماءُ الد ح‬
‫المتَواتر‪:‬‬
‫أوالً‪ُ :‬‬
‫فاعل ُم ْشتحق ِمن التَّواتُر مبعىن التَّتابُع‪.‬‬
‫املتحواتِر يف اللُّغحة‪ :‬اسم ِ‬
‫العادةح تحواطُحؤُهم على ال حك ِذب‪ ،‬فهذا‬
‫حتيل ح‬‫اعةٌ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫كل طحبح حقة من طحبقاته حج ح‬
‫ِ‬
‫املتواتر يف االصطّلح‪ :‬ما رواه يف ا‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫الصحابة حجاعة وي رِويه عنهم ِمن طحب حقة التاابِعِني حج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة من أحتْباع التاابِعني ح‬
‫وهكذا‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫الديث املتواتر يح ْرِويه عن طحبح حقة َّ ح ح ح ْ‬
‫ص َّور اتِّفاقُ ُهم على ال حك ِذب‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كل طحبح حقة ال يُتح ح‬
‫الماعة يف ا‬
‫ح‬ ‫السنحد‪ ،‬هذه‬‫إىل ّناية َّ‬
‫الحديث‪:‬‬
‫ُشروط تَواتُر َ‬
‫‪ -1‬أن تحب لُغ كل طحب حق ٍة ع حدداً حكبِرياً حبيث حتيل العادة اتِّفاقحهم على ال حك ِذب؛ الختِّلف ب ْلداّنِم ِ‬
‫وحتقيق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ْ ا ح ح‬
‫حعدالحتِ ِهم وحكثْ حرهتِم‪.‬‬
‫س‪ ،‬كأن يقولوا حِمس ْعنا‪ ،‬أو حح َّدثحنا‪ ،‬أو حرأحيْنا‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫‪ -2‬أن يكون ُم ْستح نحد أحخبارهم ال ا‬
‫الصحابة والتاابعني وتابعي‬‫صر َّ‬ ‫الروايحة اليت تح ْش حمل حع ْ‬‫‪ -3‬هذا العدد الكبِري إمنا يكون يف عُصوِر ِّ‬
‫أي طبح حقة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫التاابعني‪ ،‬أما بعد أن د ِّونحت الكتب ِ‬
‫العدد الكثري يف ا‬ ‫السهل ُوجود هذا ح‬ ‫فمن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫معني ؟‬‫عد ٌد َّ‬‫شرتط للتَّواتر ح‬ ‫هل يُ ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حيصل‬ ‫جهور العلماء أنَّه ال يُ ْش حرتط حع حد ٌد ُم حع َّني لتح ْحقيق التَّواتُر إمنا يحْنبحغي أن يكون ح‬
‫الع حدد حكثرياً حبيث ُ‬ ‫يرى ُ‬
‫سول اهللِ ‪ ،‬ويرى بعض العُلحماء َّ‬
‫أن أحقح ال ال حكثْ حرة حع حشرة أح ْشخاص‪.‬‬ ‫ص َّحة ما ن حقلوه عن ر ِ‬ ‫معه الي ِقني بِ ِ‬
‫ُ ح‬ ‫ح‬
‫المتَواتر‪:‬‬
‫الحديث ُ‬ ‫ُحكم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الضروِر ا ِ ِ‬
‫الديث املتحواتِر يُِفيد العِْل حم َّ‬ ‫ِ‬
‫ين الذي ال ميكن لإلنسان حدفْعه والذي يح ْستح ْل ِزم ح‬
‫الع حمل به‬ ‫ي اليحق ا‬
‫وع حدم التَّ حرادد يف قحبولِه فّل حيتاج اإلنسا ُن إىل البح ْحث عن ُراواتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والتَّصديق الا ِزم ح‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫ُ‬
‫يحْن حق ِسم الح ِديث املتواتِر إىل قِ ْس حم ْني‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب حعلح َّي ُمتح حع ِّمداً‬
‫وم ْعناه‪ ،‬وذلك حك ححديث‪ ((:‬حمن حك حذ ح‬ ‫‪ -1‬املتواتر اللَّ ْفظي‪ :‬وهو الذي اتُّف حق على لحْفظه ح‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ومسِّ حي‬
‫ني عليه لحْفظاً ومعىن‪ُ ،‬‬ ‫فح ْليحتحبح َّوأ حم ْق حع حده من الناار))‪ ،‬فقد رواه ما يحِزيد على سبعني صحابِيااً ُمتَّفق ح‬
‫ني اللَّ ْفظ املذكوِر يف حِ‬
‫ألن التحواتُر وقحع على حع ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الروايات‪.‬‬ ‫جيع ِّ‬ ‫ُمتحواتراً لحْفظيااً؛ َّ ح ح‬
‫الدعاء‪،‬‬ ‫‪ -2‬املتواتر املعنوي‪ :‬وهو الذي اتُِّف حق على معناه دون لحْف ِظه‪ ،‬وذلك كحديث حرفْ ِع اليح حديْن يف ُّ‬
‫الدعاء مع اختِّلف‬ ‫الرسول ‪ ‬ما يقا ِرب عن مائِة حح ِديث أنَّه كان يرفع يح حديْه يف ُّ‬ ‫فقد روي عن َّ‬

‫‪63‬‬
‫صل التَّواتُر ِمن جمموع هذه الوقائع املختحلِ حفة ومسِّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اللَّ ْفظ واختّلف الواق حعة اليت قيلحت فيه‪ ،‬وقد حح ح‬
‫ألن التَّواتر وقحع على املعىن ال ُكلِّي املشرتك املفاد ِمن حِ‬
‫جيع أحلْفاظ ُّ‬
‫الراواة‪.‬‬ ‫ُمتحواتراً معن ِويااً؛ َّ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫المتَواتر‪:‬‬
‫الحديث ُ‬ ‫َمصادر َ‬
‫ب منها‪:‬‬ ‫أُلِّحفت كتُ ٌ‬
‫‪ -1‬ال حفوائِد املتكاثِرة يف األخبار املتواترة‪ ،‬وهو ُمحرتَّب على األبواب‪.‬‬
‫السيوطي املتوّف سنة ‪،911‬‬
‫الدين ا‬ ‫‪ -2‬األزهار املتناثِحرة يف األخبار املتواترة‪ ،‬وكّلها للحافظ جّلل ِّ‬
‫والثاِن اختِصار لألول‪.‬‬
‫السابق األزهار املتناثرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للسيوطي وهو تلخيص لكتابه ا‬ ‫‪ -3‬قحطْف األزهار‪ُّ ،‬‬
‫أوسعها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ظم املتناثر من الديث املتواتر‪ ،‬أليب عبد اهلل بن جعفر الكتااِن الفاسي وهو ح‬ ‫‪ -4‬نح ْ‬
‫للشيخ حممد مرتضى الزبيدي املتوّف سنة ‪1205‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -5‬لح ْقط الآللئ املتناثِرة‪َّ ،‬‬

‫‪64‬‬
‫ثانياً‪ :‬اآلحاد‪:‬‬
‫احد‪.‬‬ ‫هو يف اللُّغة‪ :‬جحْع أحد مبعىن و ِ‬
‫عد ٌد ال ي تحح َّقق به التَّواتُر‪ ،‬كأن ي رِويه و ِ‬
‫احد أو اثنان أو ثّلثحة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حْ‬ ‫واصطّلحاً‪ :‬هو ما رواه عن رسول اهلل ‪ ‬ح ح ح‬
‫كل طحبح حق ٍة ِمن طحبقاتِِه حح َّد التَّواتُر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومل يح ْستح ْكمل يف ا‬
‫ُحك ُمه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي الذي يتح حوقَّف على النَّظحر واالست ْدالل‪ ،‬ويُوجب عند كثريين ح‬
‫الع حمل به‪.‬‬ ‫ويفيد حديث اآلحاد الع ْلم النَّظح ِر ا‬
‫أقسامه ب َح َسب طُُرقه‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي ْن حق ِسم حخ حب اآلحاد حبسب طُرقِه إىل ثّلثحة أحقْ ٍ‬
‫سام‪:‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ح‬
‫‪ -1‬حم ْشهور‪.‬‬
‫‪ -2‬حعزيز‪.‬‬
‫‪ -3‬حغريب‪.‬‬
‫المشهور‪:‬‬ ‫الحديث َ‬ ‫َ‬
‫الذيوع واالنتِشار‪.‬‬ ‫الش ْهرة لغةً‪ُّ :‬‬
‫ُّ ح‬
‫كل طحبح حق ٍة ِمن طحبحقاتِه حبيث مل يحْب لُغ حح َّد التَّواتُر‪.‬‬
‫االصطّلح‪ :‬ما رواه ثحّلثحة أو أح ْكثحر يف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫وجاعة ِمن الفقهاء واألُصوليِّني فهما لحْفظان ُم حرت ِادفان على معىن‬ ‫احمل ِّدثِني ح‬ ‫ِ‬
‫واملشهور‪ :‬هو املستحفيض عند ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احد ُمسِّي مَّرةح م ْشهوراً لِو ِ‬ ‫وِ‬
‫يض‪:‬‬ ‫ومسِّي حمَّرةً أخرى ُم ْستحفيضاً النتشا ِره يف النااس‪ ،‬من ح‬
‫فاض املاءُ يح ْف ُ‬ ‫ضوحه‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ح ح‬
‫الشيوع‪ ،‬أي‪ :‬الظُّهور‪ ،‬ويحْن حق ِسم املشهور ِمن حيث القبول و َّ‬
‫الراد إىل‪(:‬‬ ‫إذا حكثُر‪ ،‬ويح ْلحزم ِمن ذلك االنتِشار و ُّ‬
‫وضعِيف ) وقد يكون حم ْوضوعاً‪.‬‬ ‫وح حسن ‪ ،‬ح‬ ‫صحيح ‪ ،‬ح‬
‫ِ‬
‫ح‬
‫حبسب حمواقِع ُش ْهحرتِه‪:‬‬‫أقسامه ح‬
‫ُ‬
‫الو حسط الذي ا ْشتح حهر فيه إىل أحقْسام‪:‬‬ ‫ي ْن حق ِسم ُ ِ‬
‫املشهور بالنِّ ْسبحة إىل ح‬ ‫ح‬
‫ب ‪ ‬حشهراً يح ْدعو على حر ْعل وذح ْكوان‬ ‫ت النَّ ُّ‬‫احملدثني‪ :‬مثل حديث أنحس ‪ ‬قال‪(( :‬قحنح ح‬ ‫‪ -1‬حم ْشهور عند ِّ‬
‫)) (رواه البخاري)‪.‬‬
‫روط ِهم )) (رواه الرتمذي)‪.‬‬ ‫‪ -2‬م ْشهور عند الفقهاء‪ :‬مثل حديث‪ ((:‬املسلمون على ُش ِ‬
‫ح‬
‫أصاب فحلحه أجران‪ ،‬وإذا‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬حم ْشهور عند األُصوليِّني‪ :‬مثل حديث‪ ((:‬إذا حح حكم الاكم مث اجتح حهد فح ح‬
‫حكم فاجتح حهد مثَّ أح ْخطحأ فحلحه أح ْجر )) (رواه البخاري)‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص حهيب لو مل َيحف اهللح مل يح ْعصه )) قال العراقي‪ :‬ال أح ْ‬
‫ص حل‬ ‫العْبد ُ‬
‫حم ْشهور عند النُّحاة‪ ،‬مثل‪ ((:‬ن ْعم ح‬ ‫‪-4‬‬
‫له‪.‬‬
‫س ِمناا )) (رواه مسلم يف اإلميان)‪.‬‬ ‫العامة‪ :‬مثل حديث‪ ((:‬حمن حغ َّشنا فحلحْي ح‬
‫حم ْشهور عند َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫العزيز‪:‬‬
‫الحديث َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لغة‪ :‬من حعَّز يحعاز ‪ -‬بالكسر ‪ -‬أي‪ :‬قح ال ونحدر‪ ،‬أو حعَّز يح حعاز ‪ -‬بالفتح ‪ -‬أي‪ :‬قح ِو ح‬
‫ي وا ْشتح اد‪.‬‬
‫بعض الطَّبحقات إىل أكثر ِمن اثنح ْني ال‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو ما رواه اثنان ولو يف طحب حق ٍة و ِ‬
‫اح حدة ولو ز حاد ُراواتُه يف ِ‬ ‫ح‬
‫و ِ‬
‫أي طحبح حق ٍة عن اثنني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضار إمنا املهم أال يحق ال ُراواتُه يف ا‬ ‫يح ُ‬
‫ؤمن أح حح ُدكم حىت‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪ ((:‬ال ي ِ‬ ‫أن ح‬ ‫مثاله‪ :‬ما رواه البخاري ومسلم ِمن حديث أنس ‪َّ ‬‬
‫ُ‬
‫قتادة وعبد‬‫فقد روى هذا الديث عن أنس‪ :‬ح‬
‫(‪)21‬‬
‫ب إليه ِمن حولح ِده ووالِ ِده والنااس أجعني))‬ ‫أكو حن أح حح ا‬
‫اعة‪ ،‬وقد روى هذا‬ ‫وعبد الوا ِرث‪ ،‬رواه عن ي‬ ‫ِ‬
‫كل حج ح‬ ‫العزيز إمساعيل بن علي ْ‬ ‫ص حهْيب‪ ،‬عن عبد ح‬ ‫العزيز بن ُ‬
‫الديث البخا ِري يف ِ‬
‫كتاب اإلميان‪.‬‬ ‫ح‬
‫ا‬
‫الحديث الغَريب‪:‬‬ ‫َ‬
‫الغح ِريب لغحةً‪ :‬املن حف ِرد أو البحعِيد عن حوطحنِه‪.‬‬
‫كل الطَّبحقات أكثحر ِمن اثنح ْني‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِِ ِ ٍ ِ‬
‫اصطّلحاً‪ :‬هو ما ان حفحرد بروايحته راو واحد‪ ،‬ولو يف طبح حقة واح حدة‪ ،‬فلو رواه يف ا‬
‫و ِ‬
‫ْ‬
‫اح حدة فهو الغح ِريب‪.‬‬ ‫احد يف طحب حق ٍة و ِ‬‫ورواه و ِ‬
‫ح‬
‫حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬ ‫ِمثالُه‪ :‬حديث البخاري قال‪ :‬حدثنا الميدي ‪ -‬عبد اهلل بن الزبري ‪ -‬قال‪َّ :‬‬
‫حيىي بن سعيد األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبِن حممد بن إبراهيم التَّيمي أنَّه مسع علقمة بن وقاص اللَّيثي يقول‪ :‬مسعت‬
‫ب ‪ِ ‬س حوى‬ ‫عمر بن اخلطاب ‪ ‬على املنب يقول‪ ((:‬إمنا األعمال بالنِّ ياات ))‪ .‬فهذا الديث مل يروه عن النَّ ِّ‬
‫حممد اإال حيىي بن‬ ‫حممد بن إبراهيم‪ ،‬ومل يح ْرِوه عن َّ‬‫عُ حمر‪ ،‬ومل يح ْرِوه عن عُ حمر اإال حع ْل حق حمة‪ ،‬ومل يح ْرِوه عن حع ْل حق حمة اإال َّ‬
‫حسعِيد األحنْصا ِري ومنه انتح حشر‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬‫لحديث فح ْرد ن ْس ا‬ ‫السنحد‪ ،‬ويُقال ل ح‬ ‫اأما إذا كانت الغحرابحة يف تابِع التاابِعي فح حمن دونحه ُمسِّيت حغرابحة ال يف أح ْ‬
‫ص حل َّ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫‪ -1‬اذ ُكر أقسام ِ‬
‫الديث حبس ِ‬
‫ب ُراواته الذين ن حقلوه إلينا‪.‬‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫توضيح التحعريف‪.‬‬ ‫عرف الديث املتواتِر‪ ،‬مع ِ‬
‫‪ِّ -2‬‬

‫حممد بن ِ‬
‫ناصر الدِّين األلباِن رحه اهلل‪.‬‬ ‫‪ )21‬انظر‪ :‬صحيح الامع َّ‬
‫للشيخ َّ‬
‫‪66‬‬
‫صور اتِّفاقِ ِهم على ال حك ِذب ؟‬ ‫السبحب يف عدم تح ُّ‬ ‫ما ُشروط التَّواتر ؟ وما َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫مع َّني ؟ ومل ؟‬‫ص ٍر ح‬‫العد ُد يف حع ْ‬
‫شرتط أن يكون هذا ح‬ ‫هل يُ ح‬ ‫‪-4‬‬
‫هل يشتح حرط لِثُبوت تحواتُر الح ِديث حع حدد ُم حع َّني ؟ وما حع حدد أحقح ال ال حكثْ حرة ؟‬ ‫‪-5‬‬
‫الديث املتواتِر ؟ وما الذي يُِفيده ِمن العِْلم ؟‬ ‫ما حكم ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫لكل قِ ْس ٍم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أقسام الحديث املتواتِر مع التَّمثِيل ِّ‬ ‫اذكر ح‬ ‫‪-7‬‬
‫املؤلَّحفة يف الديث املتحواتِر ؟‬
‫ما الكتُب ح‬ ‫‪-8‬‬
‫عِّرف ح ِديث اآلحاد مع ِذ ْكر أحقْ ِ‬
‫سامه‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ح ح‬
‫حبسب نح ْوع ُش ْهحرتِه‪.‬‬ ‫سامه ح‬ ‫عرف الديث املشهور‪ ،‬واذ ُكر أحقْ ح‬ ‫ِّ‬ ‫‪-10‬‬
‫الديث املشهور العِْلم ؟ وما حش ْرط ذلك ؟‬ ‫هل ي ِفيد ِ‬ ‫‪-11‬‬
‫ُ‬
‫وضيح حك ْونه حع ِزيزاً‪.‬‬ ‫ثال له‪ ،‬وتح ِ‬‫حعِّرف الديث الع ِزيز مع ِذ ْكر ِم ٍ‬ ‫‪-12‬‬
‫ح‬
‫ما الديث الغح ِريب ؟ وما ال حف ْرق بينحه وبني ال حف ْرد ؟‬ ‫‪-13‬‬
‫ضح ذلك مبثال‪.‬‬‫الديث حغ ِريباً ؟ حو ِّ‬ ‫السند ي حقع التَّ حفرد حىت يكون ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا‬ ‫أي حم ْوقع من َّ ح ح‬ ‫يف ا‬ ‫‪-14‬‬
‫ما املراد بال حف ْرد النِّ ْسِب ؟ وما ِمثالُه ؟‬ ‫‪-15‬‬

‫‪67‬‬
‫وع َدم تَ َوفرها‪.‬‬
‫سب تَ َوفر ُشروط قَ بُوله َ‬ ‫شر‪ :‬أَقسام َ‬
‫الحديث ب َح َ‬ ‫القسم الثاني َع َ‬

‫‪68‬‬
‫وع َدم تَ َوفرها‪.‬‬‫سب تَ َوفر ُشروط قَبوله َ‬ ‫الحديث ب َح َ‬
‫أقسام َ‬
‫وع حدم تح حوفُّرها إىل‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حبسب تح حوفُّر ُشروط قحبوله ح‬
‫يحْن حقسم الحديث ح‬
‫حم ْقبول‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حم ْردود‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المقبول‪:‬‬
‫الحديث َ‬
‫الن وع األول‪َ :‬‬
‫سن‪.‬‬
‫الح َ‬
‫يث َ‬‫والحد َ‬
‫يث الصحيح‪َ ،‬‬
‫الحد َ‬
‫ويَش َمل‪َ :‬‬
‫الحديث الصحيح‪:‬‬ ‫َ‬
‫الديث وسائِر املعاِن‪.‬‬ ‫الس ِقيم ح ِقي حقة يف األحجسام‪ ،‬جماز يف ِ‬ ‫الص ِحيح لُغحةً‪ِ :‬ض اد َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫السقيم‪ ،‬و َّ ح‬ ‫َّ‬
‫السنحد ِمن غري ُش ٍ‬
‫ذوذ‬ ‫تاماً عن ِمثْلِه إىل ُمْنتحهى َّ‬
‫ضْبطاً ا‬
‫واص ِطّلحاً‪ :‬هو ما اتَّصل سنح ُده بِنح ْق ِل الع ْد ِل ا ِ‬
‫الضابِط ح‬ ‫ح‬ ‫ح ح‬ ‫ْ‬
‫وال ِعلَّ ِة ِ‬
‫قاد ححة‪.‬‬
‫إعضال أو تح ْعلِيق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صل حسنح ُده فّل يكون فيه انقطاع أو ْ‬ ‫صل حسنحده ) أي املنت الذي اتَّ ح‬ ‫شرح التَّع ِريف‪ (:‬ما اتَّ ح‬
‫جال الح ِديث الذين يح ْروونحه‪.‬‬ ‫السنحد‪ِ :‬ر ُ‬ ‫و َّ‬
‫آخ ِره‪ ،‬وهذا يح ْش حمل‪:‬‬ ‫السنحد إىل ِ‬ ‫احد ِمن ُراواتِه ِمن حشْي ِخه ِمن َّأوِل َّ‬ ‫السنحد‪ :‬بأن يسمعه كل و ِ‬ ‫واتِّصال َّ‬
‫حْح ا‬
‫ِ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫يف إىل النَّ ِّ‬‫املرفوع‪ :‬وهو ما أُض ح‬
‫الصحايب‪.‬‬ ‫واملوقوف‪ :‬وهو ما أُ ِضيف إىل َّ‬
‫واملقطوع‪ :‬وهو ما أُ ِضيف إىل التاابِعِي‪.‬‬
‫املعضل‪ ،‬واملعلَّق)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وخرج هبذا ال حقْيد‪( :‬املن حقطع‪ ،‬و ح‬
‫الع ْدل)) أي عدل الرواية وهو‪ ( :‬املسلم‪ ،‬العاقل‪ ،‬البالغ‪ ،‬السامل) من أسباب الفسوق وخوارم‬ ‫((بِنح ْقل ح‬
‫املروءة ولو أىن أو عبداً‪.‬‬
‫ت ما حِمس حعه حبيث‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ص ْد ٍر‪ ،‬وهو‪ :‬أن يُثْبِ ح‬ ‫ضْبط ح‬ ‫تاماً) هو الافظ املْتقن لما حمس حعه‪ ،‬وهو اإما ح‬ ‫(الضابِط ح‬
‫ضْبطاً َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وص َّح ححه إىل أن يُ حؤادى منه‪.‬‬ ‫ضْبط كتاب‪ ،‬وهو‪ :‬صيانحتُه عْن حده منذ حمس حعه ح‬ ‫وإما ح‬‫يحتح حم َّكن من است ْحضا ِره مىت شاء‪ ،‬ا‬
‫الشاذ الذي خالحف فيه ِروايحة حمن هو أحْوثحق ِمنه أو أح ْكثحر حع حدداً‪.‬‬ ‫ذوذ) َيرج به الديث ا‬ ‫(من غ ِري ُش ٍ‬ ‫ِ‬
‫يث مع َّ ِ‬ ‫قادح يف ِص َّحة ال ِد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ّلمتُه منها‪.‬‬
‫أن الظااهر حس ح‬ ‫ح‬ ‫(وال علَّة قاد ححة) العلَّة أحْمٌر حخفي ٌ‬

‫ونستح ْخلِص ِمن ذلك‪:‬‬


‫ُشروط الح ِديث َّ‬
‫الصحيح‪ :‬وهي‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫السنحد ِمن حأولِه إىل ُمْنتحهاه‪.‬‬
‫‪ -1‬اتِّصال َّ‬
‫الراواة‪.‬‬
‫‪ -2‬حعدالحة ُّ‬
‫الوْهم وال حس ِّيء الِْفظ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الضْبط فّل يكون يف ُراواته ُمغح َّفل حكثري اخلطأ أو ح‬ ‫‪ -3‬متام َّ‬
‫ذوذ‪ :‬فّل يكون يف ُراواتِه حمن َيالِف حمن هو أحْوثحق منه‪.‬‬ ‫الش ِ‬‫ّلمة من ُّ‬ ‫الس ح‬
‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ب حخ ِفي يح ْق حدح يف ِص َّح ِة الح ِديث‪.‬‬ ‫الس ِ ِ‬
‫ّلمة من العلَّة‪ :‬فّل يكون فيه حسبح ٌ‬ ‫َّ ح‬ ‫‪-5‬‬
‫الع حمل بِالح ِديث َّ‬
‫الص ِحيح‪:‬‬ ‫ح‬
‫الع حم ِل بِالح ِديث َّ‬
‫الص ِحيح يف األحكام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ْجحع العُلحماء من أح ْهل الحديث والف ْقه واألُصول على ُوجوب ح‬
‫ِ‬
‫احد‪ ،‬أو اثْنان‪ ،‬أو ثحّلثحة فحأح ْكثحر‪.‬‬ ‫والّلل والرام‪ ،‬وأنَّه ح َّجة سواء رواه و ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫الصحيح‪:‬‬
‫الديث َّ‬ ‫صادر ِ‬
‫م ِ‬
‫ح‬
‫‪ -1‬املوطَّأ‪ :‬لإلمام مالك بن أنس‪.‬‬
‫الصحيح‪ :‬لإلمام أيب عبد اهلل حممد بن إمساعيل البخاري املتوّف سنة ‪256‬ه ‪.‬‬ ‫الامع َّ‬‫ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫الجاج النَّيسابوري املتوّف سنة ‪261‬ه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬صحيح مسلم‪ :‬لإلمام مسلم بن ا‬
‫حممد بن إسحاق بن خزمية املتوّف سنة ‪311‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬صحيح ابن خزمية‪ :‬لإلمام أيب عبد اهلل ح‬
‫حممد بن حبان البسيت املتوّف سنة ‪354‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -5‬صحيح ابن حباان‪ :‬لإلمام أيب حات َّ‬
‫سن‪:‬‬ ‫الح َ‬
‫الحديث َ‬ ‫َ‬
‫الس ُن لُغحةً‪ِ :‬ص حفة ُم حشبَّ حهة ِمن الُ ْسن مبعىن الحمال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تحعري ُفه‪ :‬ح‬
‫السنحد ِمن غري‬ ‫ضْبطاً غري تا يم عن ِمثْلِه إىل ُمْنتحهى َّ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو ما اتَّصل سنح ُده بِنح ْقل الع ْد ِل ا ِ‬
‫الضابِط ح‬ ‫ح‬ ‫حح ح‬
‫و ِ‬
‫الص ِحيح يف ُش ِ‬ ‫قادحة‪ ،‬فهو ي ْش ِرتك مع ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫الضْبط‪.‬‬
‫روطه حعدا متام َّ‬ ‫يث َّ‬ ‫ح ح‬ ‫ُشذوذ وال علَّة ح‬
‫ضْبطُه‪ ،‬وهو ين حق ِسم إىل قِ ْس حمني‪:‬‬ ‫يف ح‬
‫ِ‬
‫السن‪ :‬ما رواه حع ْد ٌل حخف ٌ‬ ‫الضْبط‪ ،‬و ح‬‫تام َّ‬ ‫فالصحيح‪ :‬ما ن حقلحه حع ْد ٌل ُّ‬‫َّ‬
‫السن لِذاتِه‪:‬‬‫ح‬ ‫‪-1‬‬
‫فإمنا يراد به السن لِذاتِه‪ ،‬ومسِّي بذلك؛ ألنَّه ِ‬
‫ناش ٌئ ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫السن َّ ُ‬ ‫وهو املراد عند اإلطّلق فإذا قيل‪ :‬الديث ح‬
‫الص ِحيح لِغح ِريه ِ‬
‫وص َّحتِه هنا‬ ‫يء خا ِرج عنه‪ ،‬فإذا تح حق َّوى هذا ِ‬
‫الديث بِ ِروايحٍة أُ ْخرى ْارتحقى إىل حد حر حج ِة َّ‬ ‫ذاتِه ال ِمن ش ٍ‬
‫ْ‬ ‫ح‬
‫الروايحة األُخرى اليت‬ ‫الرواية األُخرى اليت جبت ِخ َّفةح ضب ِطه‪ ،‬وبِسبب ِ‬
‫هذه ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حح‬ ‫حْ‬ ‫حح‬ ‫مل تح ُكن من ذات الحديث وإمنا من ِّ ح ْ‬
‫الص ِحيح لِغح ِْريه‪.‬‬
‫حجبته قيل له‪َّ :‬‬
‫ب ‪ ‬أنَّه‬ ‫حممد بن عمرو بن أيب سلمة‪ ،‬عن أيب هريرة ‪ ‬عن النَّ ِّ‬ ‫ِمثاله‪ :‬ما رواه البخاري بسنحده عن َّ‬
‫ط ال حق ِ‬
‫بول‬ ‫صّلةٍ ))‪ ،‬فهذا الديث اكتح حملحت فيه شرو ُ‬ ‫كل ح‬ ‫السواك عند ا‬ ‫ألم ْرهتُم بِ ِّ‬
‫قال‪ ((:‬لوال أن أح ُش َّق على أَُّميت ح‬

‫‪70‬‬
‫الديث قد‬ ‫وح ْف ِظه وإتْقانِه‪ ،‬وقد وثَّ حقه كثِريون‪ ،‬وهذا ِ‬ ‫حممد بن عمرو اهتِم يف ضب ِطه ِ‬ ‫ألن َّ‬ ‫الضْبط؛ َّ‬ ‫باستِثْناء َّ‬
‫ح‬ ‫حْ‬
‫تب ِروايحةح‬ ‫صف بِ َّ‬ ‫يث األحعرِج عن أيب هريرة‪ ،‬واألح ْعرج ي تَّ ِ‬ ‫حبد ِ‬‫اعتضد ِ‬
‫الضْبط التاام‪ ،‬وِروايحة األعرج عن أيب هريرة ُ‬ ‫ح ح‬ ‫ح‬ ‫حح‬
‫أن ِص َّحته ال ِمن ذاتِه ولكن بِالنَّظحر ِ‬ ‫الديث ِ ِ‬ ‫حممد بن عمرو ويصبِح ِ‬
‫هلذه املتابح حعة اليت‬ ‫أي‪ َّ :‬ح‬ ‫صحيحاً لغح ِْريه‪ ،‬ا‬ ‫ح‬ ‫ُْ‬ ‫َّ‬
‫الضْبط التاام‪.‬‬ ‫صف ُرواهتا بِ َّ‬ ‫اتَّ ح‬
‫السن لِغح ِْريه‪:‬‬ ‫ح‬ ‫‪-2‬‬
‫ض ْع ُفه لِ ُسوء‬
‫السن‪ ،‬وكان ح‬ ‫ح‬ ‫شروط‬ ‫وال‬ ‫يح‪،‬‬ ‫الص ِ‬
‫ح‬ ‫َّ‬ ‫يث‬ ‫الضعِيف الذي مل تحت وفَّر فيه شروط ِ‬
‫الد‬ ‫حح‬ ‫هو الديث َّ‬
‫ض ْع ُفه لِِف ْسق را ِويه أو حك ِذبِه أو‬ ‫ِ‬
‫الصدوق األحمني‪ ،‬أو ألنَّه يُْرسل أو يُ حدلِّس‪ ،‬أو ألنَّه جمهول‪ ،‬ومل يح ُكن ح‬
‫ِ‬ ‫ِح ْفظ را ِويه‪َّ ،‬‬
‫حكثْ حرةِ حخطحئِه‪.‬‬
‫الضعِيف أو‬ ‫الرا ِوي َّ‬ ‫ب ِمن األسباب السابِحقة ورِو ِ‬ ‫ض ِّعف الح ِديث بِسبح ٍ‬
‫آخر عن حشْي ِخ هذا ا‬ ‫ي من حو ْجه ح‬ ‫ُ ح‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫فإذا ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخر عن حشْي ِخ هذا‬ ‫لكن ُح ْسنحه ل ِّلروايحة الثاانيحة اليت جاءحت عن طر ٍيق ح‬ ‫الديث يكون حح حسناً‪َّ ،‬‬ ‫ح‬ ‫فإن هذا‬ ‫حمن فح ْوقحه؛ َّ‬
‫يخ حشْي ِخه‪ ،‬ويُقال له‪ :‬حح حس ُن لِغح ِْريه‪.‬‬ ‫الضعِيف أو حش ِ‬ ‫الراوي َّ‬ ‫ا‬
‫إن حح اقاً على‬ ‫الرحن عن الباء حمرفوعاً‪َّ ":‬‬ ‫الرتمذي عن ُه حشيم عن يزيد عن عبد َّ‬ ‫السن لغ ِريه‪ :‬ما رواه ِّ‬ ‫مثال ح‬
‫فإن مل ِيد فاملاء له ِطيب "‪.‬‬ ‫يب أح ْهلِه‪َّ ،‬‬
‫يوم الم حعة وليحمس أح ححد ُكم ِمن ِط ِ‬
‫ح ا‬
‫ِ‬
‫املسلمني أن يح ْغتحسلوا ح ُ‬
‫ِِ‬
‫السن‬‫الرحن فارتح حقى إىل ح‬ ‫ضعِيف‪ ،‬لكن هذا الديث قد رواه أبو حيىي التَّ ِميمي عن يزيد عن عبد َّ‬ ‫فه حشْيم ح‬ ‫ُ‬
‫لِغح ِْريه‪.‬‬
‫السن‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫حمصادر الحديث ح‬
‫السن ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الصحيح و ح‬ ‫تض ام ح‬ ‫أهم الكتُب اليت ح‬ ‫من ا‬
‫الرتمذي املتوّف سنة ‪279‬ه ‪.‬‬ ‫الرتمذي‪ :‬لإلمام أيب عيسى حممد بن عيسى بن سورة ِّ‬ ‫‪ -1‬سنن ِّ‬
‫السجستاِن املتوّف سنة ‪273‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سنن أيب داود‪ :‬لإلمام أيب سليمان بن األشعث ِ‬
‫الرحن بن ُش حعيب النَّسائي املتوّف سنة ‪303‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سنن النَّسائي‪ :‬وهو (اجملتىب) لإلمام أيب عبد ح‬
‫املصطفى‪ :‬لإلمام ابن ماجه حممد بن يزيد ال حقزوين املتوّف سنة ‪273‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬سنن ْ‬
‫السنَّة املتوّف سنة ‪241‬ه ‪.‬‬ ‫احملدث أحد بن حنبل إمام أهل ُّ‬ ‫‪ -5‬املسنحد‪ :‬لإلمام ِّ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫يث ِ‬
‫املقبول‪.‬‬ ‫‪ -1‬اذ ُكر أقسام ال ِد ِ‬
‫ح ح‬
‫ّلحي‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬
‫الص َّح ِة يف الديث‪ ،‬وا ْشرح التَّع ِريف االص ِط ِ‬
‫ِّ‬ ‫ع‬‫و‬ ‫ن‬
‫ح‬ ‫الص ِحيح مع ِ‬
‫بيان‬ ‫َّ‬ ‫يث‬ ‫عرف ِ‬
‫الد‬ ‫‪ِّ -2‬‬
‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫بالع ْدل هنا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بيان املراد ح‬

‫‪71‬‬
‫أقسامه ؟ وما معىن العِلَّة ؟‬ ‫الضْبط ؟ وما ُ‬ ‫‪ -3‬ما معىن َّ‬
‫الضْبط ؟‬‫الرا ِوي حش ْرط َّ‬ ‫ِ‬ ‫يث َّ ِ‬ ‫ط ِ‬
‫الد ِ‬
‫الصحيح ؟ ومىت يح ْفقد ا‬ ‫‪ -4‬ما شرو ُ‬
‫صادر أخرى ؟‬ ‫الصحيح ؟ وهل هناك م ِ‬ ‫الديث َّ‬ ‫صادر ِ‬ ‫‪ -5‬ما م ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫الصحيح يف ش ٍ‬
‫يء ؟‬ ‫الص ِحيح ؟ وهل يح ْش حِرتك مع َّ‬ ‫السن و َّ‬
‫ح‬ ‫‪ -6‬ما الفرق بني ح‬
‫ي نح ْوٍع يح ْد ُخل ِمن أحنْو ِاع الح حسن ؟‬ ‫ِ‬
‫ت أح ا‬
‫‪ -7‬إذا قلنا‪ :‬هذا ححديث حح حسن‪ ،‬فحتح ْح ح‬
‫يث السن ؟ وما سبب التَّ ِ‬
‫سميحة بِ ُك ِّل نح ْوع ماا ذح حك ْرت؟‬ ‫‪ -8‬ما أقسام ِ‬
‫الد ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫الضعِيف الذي يحْن حجِب بِه الح ِديث ؟‬ ‫السن لِغح ْريه ؟ وما نحوعُ َّ‬ ‫‪ -9‬ما ح‬
‫الرا ِوي أو حك ِذبِه ؟‬ ‫ِ‬
‫يف ب حسبحب فح ْسق ا‬
‫الضعِ ُ ِ‬
‫‪ -10‬هل يحْن حجِب َّ‬
‫وضيح ذلك‪.‬‬ ‫مبثال ي رقحى بِه إىل الس ِن لِغح ِريهِ‪ ،‬مع تح ِ‬ ‫للضعِيف املْنجِب ٍ‬ ‫‪ -11‬مثل َّ‬
‫ح ْ‬ ‫حْ‬ ‫ح‬
‫السن ؟‬ ‫ب اليت تحتحناول َّ ِ‬ ‫‪ -12‬اذ ُكر حأهم ال ُكتُ ِ‬
‫يح و ح‬ ‫الصح ح‬ ‫ح‬ ‫ا‬

‫‪72‬‬
‫المر ُدود‪:‬‬
‫الحديث َ‬
‫النوع الثاني‪َ :‬‬
‫الص ِحيح بِنح ْو حعيِه والح حسن بِنح ْو حعْيه‪ ،‬والكّلم‬ ‫األول وهو ِ‬
‫الديث املقبول املشتح ِمل على َّ‬ ‫سبحق ال حكّلم عن النَّوع َّ‬
‫الضعِيف‪.‬‬
‫بالديث َّ‬‫هنا عن الديث املردود‪ ،‬والذي ي ع ِّب عنه العلحماء ِ‬
‫ُ‬ ‫ُح‬
‫الحديث الضعيف‪:‬‬ ‫تَعريف َ‬
‫ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫هو لغةً‪ :‬ض اد ال حق ِو ا‬
‫جيعها‪ ،‬وهي كما حسبحق‪:‬‬ ‫بول‪ ،‬أو فُِق حدت حِ‬
‫ط ال حق ِ‬ ‫اص ِطّلحاً‪ :‬ما فُِق حد فيه حش ْر ُ‬ ‫و ْ‬
‫الشذوذ‪ -5 ،‬حع حدم العِلَّة‪.‬‬‫الضْبط‪ -4 ،‬حع حدم ُّ‬‫العدالحة‪َّ -3 ،‬‬ ‫السنحد‪ -2 ،‬ح‬ ‫‪ -1‬اتِّصال َّ‬
‫ف الح ِديث‪ ،‬وإن كان يف حسنحد الح ِديث حمن ُو ِصف‬ ‫ض ْع ِ‬
‫الشروط أح َّدى ذلك إىل ح‬ ‫ط ِمن هذه ُّ‬ ‫فإن فُِق حد حش ْر ٌ‬
‫آخر قُبِل الح ِديث على ما حسبحق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫بِ ُسوء ح ْفظ أو كان حم ْستُوراً مل تُ ْعحرف أح ْهليَّتُه وجاء من طح ِريق ح‬
‫ش َرة‪:‬‬
‫ورده َع َ‬‫الحديث َ‬ ‫ضعف َ‬ ‫باب َ‬‫أَس ُ‬
‫ِ‬
‫العدالحة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬خحْ حسة منها تحتح حعلَّق بِ ح‬
‫‪ -1‬ال حك ِذب‪.‬‬
‫‪ -2‬التُّ ْه حمة بِال حك ِذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ظُهور ِ‬
‫الف ْسق‪.‬‬
‫الرا ِوي تح ْع ِديل وال ت ِريح‪.‬‬
‫‪ -4‬الهالحة‪ :‬بأن ال يح ْع ِرف يف ا‬
‫ب ‪ ‬ال مبعانح حدة بل بِنح ْوع ُشْب حهة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -6‬البِ ْد حعة‪ :‬وهي اعتقاد ما أح ْحدث على خّلف املعروف عن النَّ ِّ‬
‫الضْبط‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -2‬خحْسةح تحتح حعلَّق بِ َّ‬
‫‪ -1‬الغحلحط ِ‬
‫الفاحش‪.‬‬
‫هول عن اإلتْقان)‪.‬‬ ‫الذ ِ‬ ‫الفاح حشة (وهي حكثْ رة ُّ‬ ‫‪ -2‬الغح ْفلحة ِ‬
‫ح‬
‫الوهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ح‬
‫‪ -4‬خمالححفة الثِّقات‪.‬‬
‫‪ُ -5‬سوء الِْفظ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الحديث الضعيف‪:‬‬ ‫الع َمل ب َ‬ ‫ُشروط َ‬
‫الرت ِغيب‬
‫الع حمل بِه يف فحضائل األح ْعمال‪ ،‬و َّ‬ ‫الضعِيف ال ي عمل بِه يف ِ‬ ‫و ِ‬
‫العقائد واألح ْحكام ويوز ح‬ ‫ح‬ ‫ُْ ح‬ ‫الديث َّ‬
‫الرتِهيب‪ ،‬واملناقِب‪ ،‬وذلك بِ ُش ٍ‬
‫روط‪:‬‬ ‫و َّ‬
‫ومن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬أن ال يكون حش ِديد َّ‬
‫الض ْعف‪ ،‬فحيح ْخرج ححديث حمن ان حفحرد به من الكاذبني واملتَّ حهمني بال حكذب ح‬
‫ط ُمتَّ حف ٌق عليه بني العُلحماء‪.‬‬
‫ش حغلحطُه‪ ،‬وهذا حش ْر ٌ‬ ‫فح ُح ح‬
‫العامل بِه ثُبوتحه؛ بل ي ْعتح ِقد االحتِيا حط فح حقد ي راده وهو ثابِت‪ ،‬وقد ي ْن ِسبه إىل ر ِ‬
‫سول‬ ‫‪ -2‬أن ال ي عتح ِقد ِ‬
‫ح ُ ح‬ ‫حُ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫حْ‬
‫اهللِ ‪ ‬ومل يح ُقله‪.‬‬
‫شرعي‪ ،‬وال يكون بعِيداً عن قحو ِ‬
‫اعد اإلسّلم املعروفحة وامل حقَّرحرة‪.‬‬ ‫يث حتت أحصل ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫يندرج الد ُ ح ْ‬ ‫‪ -3‬أن ح‬
‫الحديث الضعيف‪:‬‬ ‫ورد فيها َ‬ ‫أهم الكتُب التي َ‬
‫الضعفاء للعقيلي‪ ،‬نو ِادر األصول للحكيم‬ ‫الضعيفة‪ ،‬مثل‪ُّ :‬‬ ‫انفردت باألحاديث ح‬ ‫‪ -1‬الكتُب اليت ح‬
‫الرتمذي‪ ،‬مسنحد الفردوس لل اديلمي‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الضعيف‪ :‬مثل الكتب املؤلحفة يف العِلحل واملر ِاسيل‪،‬‬ ‫‪ -2‬الكتب اليت ألَّفها العلماء يف أنواع ِمن الديث َّ‬
‫ص َّحف‪ ،‬وغري ذلك مثل‪ِ :‬علحل الديث واملر ِاسيل البن أيب حات‪.‬‬ ‫املدرج‪ ،‬واملُ ح‬
‫و ح‬
‫ضعِي حفة ِمثْل‬ ‫ِ ِ‬
‫املرتج ِم له وهي ح‬
‫الرجال‪ ،‬ويحذكر فيها مناذج من حم ْرويات ح‬ ‫ضعفاء ِّ‬ ‫‪ -3‬الكتب اليت أُلِّحفت يف ُ‬
‫للخطيب الب ِ‬
‫غدادي‪.‬‬ ‫جال البن ع ِدي‪ ،‬وتا ِريخ بغداد ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الكامل يف ضعفاء ِّ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫المردود والضعيف‪:‬‬ ‫الحديث َ‬‫أَنواع َ‬
‫السنحد‪:‬‬ ‫ب حغري سبب حع حدم اتِّ ِ‬
‫صال َّ‬ ‫ف لِسبح ٍ‬ ‫النوع األول‪ :‬ما ُ‬
‫حح‬ ‫ض ِّع ح ح‬
‫الضعيف أو املردود أنواعاًكثِرية نكتفي هنا بذكر أهِّها‪ ،‬وشر أحنْواع املردود ِ‬
‫(الديث‬ ‫للح ِديث َّ‬
‫حا‬ ‫ح‬ ‫ذح حكر العلماء ح‬
‫املوضوع) كما قال العلماء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضعِ ح ِ ٍ ِ‬
‫ف ل حسبحب غري االتِّصال مثانية‪ :‬حشُّرها املوضوع‪ ،‬مث املرتوك‪ ،‬مث ح‬
‫املدرج‪ ،‬مث‬ ‫السيوطي‪ :‬ما ُ‬
‫فقد قال ُّ‬
‫املعلال‪ ،‬مث املضطح ِرب‪.‬‬
‫الشاذ‪ ،‬مث ح‬‫املقلوب‪ ،‬مث املن حكر‪ ،‬مث ا‬
‫الموضوع‪:‬‬
‫الحديث َ‬ ‫أوالً‪َ :‬‬
‫الشيءح‪ :‬إذا حطه‪ :‬مسي بذلك الحنطاط رتبته حبيث ال ينجب‪.‬‬ ‫ضع َّ‬‫وهو يف اللُّغحة‪ :‬حمن حو ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو ِ‬
‫الديث الذي اختح لح حقه واصطحنح عه حك اذ ِ‬ ‫و ِ‬
‫اب من حكّلمه أو من حكّلم غريه ونح حسبحه حع ْمداً وافرتاءً‬
‫ٌ‬ ‫ْ ح‬
‫ب ‪.‬‬ ‫إىل النَّ ِّ‬

‫‪74‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حبسب‬ ‫ل حم مسِّي ححديثاً وهو حموضوع ؟ ذح حكر العلماءُ املوضوع يف أنواع الديث مع أنَّه ليس حبديث‪ ،‬وذلك ح‬
‫الص ِحيح املرفوع‪.‬‬ ‫س َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫حز ْعم واضعه‪ ،‬ول حم ْعرفحة طُُرقه اليت تُ ْسقطه وتُْبعده عن الديث‪ ،‬فحيحكون حوضيعاً حع ْك ح‬
‫ضع‪:‬‬ ‫أح ْسباب ح‬
‫الو ْ‬
‫ضاعني إىل اختِّلق األحاديث ونِ ْسبحتِها إىل رسول اهلل ‪ ‬أهُّها‪:‬‬ ‫الو ا‬
‫أسباب كثرية حد حعت ح‬ ‫ٌ‬ ‫ضع‬‫للو ْ‬
‫ح‬
‫(حممد بن سعيد‬ ‫نادقحة منهم َّ‬ ‫صد إفْساده على أح ْهلِه‪ ،‬وقد فح حعل ذلك َّ‬
‫الز ِ‬
‫الدي ِن وقح ْ‬
‫داوة هلذا ِّ‬ ‫الع ح‬ ‫‪ -1‬ح‬
‫الزنْ حدقحة) فقد كان يقول بِالتَّنحبُّؤ‪ ،‬وروى عن ُححيد عن أنس مرفوعاً‪ (:‬أنا ح‬
‫خات النَّبِيِّني‬ ‫املصلوب يف َّ‬
‫متشياً مع م ْذهبِه يف ِّاد ِ‬
‫عاء النُّبُ َّوة‪.‬‬ ‫ضع هذا االستِثْناء ِّ‬ ‫ال نحِ ِ‬
‫ح ح‬ ‫ب بح ْعدي اإال أن يشاءح اهلل ) فح حو ح‬ ‫َّ‬
‫‪ -2‬التَّ حقرب إىل الوالة وال اكام‪ ،‬كما فعل غياث بن إبراهيم حني دخل على اخلليفة ِ‬
‫املهدي فح حو حج حده‬ ‫حح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫ف أو‬ ‫صل أو ُخ ي‬ ‫ب ‪ ‬أنَّه قال‪ ((:‬ال حسبق اإال يف نح ْ‬ ‫يح ْل حعب بِالمام‪ ،‬فساق يف الال ح‬
‫إسناده إىل النَّ ِّ‬
‫ب ألجلِه‬ ‫ي الذي أح ْد حرك يف الال أنَّه ك حذ ح‬
‫ناح )) فحزاد حكلِمة (أو جناح) جماملحةً لِ ِ‬
‫لم ْهد ا‬
‫ح ح‬ ‫ح ح‬ ‫حافِ ٍر أو حج ٍ‬
‫فحأححمر بِ حذبْح المام‪.‬‬
‫الشيعة واخلطاابِيَّة‪.‬‬ ‫ضاع‪ ،‬وذلك كاخلوارج و ِّ‬ ‫ضع الديث نُ ِ‬
‫الو ا‬‫صحرة ل حم ْذ حهب يح ْدعو إليه ح‬ ‫ْ‬ ‫‪ -3‬حو ْ‬
‫‪ -‬اخلوا ِرج‪ :‬هم املعا ِرضون لعلي ‪.‬‬
‫حول علي ‪.‬‬ ‫الش حيعة‪ :‬هم امللتح افون ح‬ ‫‪ -‬و ِّ‬
‫ناس ِمن أح ْهل‬ ‫حبلول اهللِ يف أُ ٍ‬ ‫‪ -‬اخلطاابِيَّة‪ :‬بتحشديد الطااء‪ ،‬نسبة أليب اخلطااب األس ِدي الذي كان يقول‪ِ :‬‬
‫ح‬
‫ب‪.‬‬‫البح ْيت على التَّعاقُ ِ‬
‫الرتِهيب حج ْهّلً وتح حق ُّوالً‬ ‫للرت ِغيب و َّ‬
‫ضع األحاديث َّ‬ ‫ضع احتِساباً وابتِغاءح حو ْج ِه اهلل‪ ،‬وِمن ذلك‪ :‬حو ْ‬ ‫الو ْ‬
‫‪ -4‬ح‬
‫على رسول اهلل ‪.‬‬
‫اجملامع‪ ،‬فحيحأْتو حن بِالغحرائِب اليت حتحبِّب‬ ‫املساجد و ِ‬‫ومن الوضاعني ال ُقصاص امل حذ ِّكرون يعِظو حن النااس يف ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫‪ ِ -5‬ح ا‬
‫اس في ِهم ولحُرَّمبا فح حعلوا ذلك حر ْغبحةً يف حعطائِ ِهم‪.‬‬ ‫النا ح‬
‫ص ٍد منه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احمل ِّدث‪ :‬أو اختّلط حع ْقله يف آخر ححياته‪ ،‬وليس عن قح ْ‬
‫ِ‬
‫‪ -6‬ومنها حغ ْفلحة ح‬
‫ِ‬
‫يث املوضوع ؟‬ ‫كيف تحع ِرف الد ح‬
‫املوضوع بأُموٍر‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يُ ْعحرف الديث ُ‬
‫يث يف فحضائِل ُس حور ال ُقرآن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضع األححاد ح‬ ‫ص حمة بن نوح الذي أقح َّر أنَّه حو ح‬ ‫‪ -1‬إقرار واضعه كما جاءح عن ع ْ‬

‫‪75‬‬
‫يض ْني‪ ،‬وقال ابن حجر‪" :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يمع بني النَّق ح‬ ‫صاحة‪ ،‬أو ركا حكة حم ْعناه ل حك ْونه ح‬
‫ركا حكة لفظه خللُِّوه عن ال حف ح‬ ‫‪-2‬‬
‫يح "‬
‫صٍ‬‫الرَّك ِة على ِرَّك ِة ال معىن‪ ،‬الحتِ مال أن يكون رواه بِال معىن فحغحَّري أحلْفاظح ه بِغح ري فح ِ‬
‫دار يف ِّ‬
‫ْ‬ ‫ح ُ ح‬ ‫ح ح‬ ‫ال حم ُ‬
‫ا‪.‬ه ‪.‬‬
‫الصرحية‪ ،‬أو اإلجاع ال حقطْعِ اي‪.‬‬ ‫السنَّة َّ‬ ‫ضتُه ملا جاء به القرآن الكرمي و ُّ‬ ‫‪ُ -3‬مناقح ح‬
‫الع ِظيم على األح ْمر اليح ِسري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -4‬اإلفراط بالو ِعيد َّ ِ‬
‫الو ْعد ح‬ ‫الشديد على الف ْعل اليحسري أو ح‬ ‫ح‬
‫احد ك حقْت ِل‬ ‫ِ‬
‫اعي على نح ْقله مبحضر المع‪ ،‬وال ي ْن ُقلُه اإال و ِ‬ ‫الدو ِ‬ ‫‪ -5‬أن يكون حخ حباً عن أحْم ٍر حج ِسي ٍم تحتح حوفَّر َّ‬
‫ح‬ ‫ح ح حْ‬
‫اح ٌد فح حقط‪.‬‬‫َيب بِه اإال و ِ‬ ‫زول املطحر يف ي وِم حعرفحة على أهل حعرفحة وال ِ‬ ‫اخلح ِطيب على املنب أو نُ ِ‬
‫ح‬
‫ح‬ ‫حْ ح‬
‫‪ -6‬خمالححفتُه لِ حلع ْقل‪ِ :‬من ذلك‪ :‬ما رواه ابن الوزي عن طريق عبد الرحن بن يزيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ج ِّده مرفوعاً َّ ِ‬
‫وصلَّت عند املقام رْك حعتح ْني‪.‬‬ ‫أن حسفينحة نُوح طافحت بِالبح ْيت حسْبعاً ح‬ ‫ح ح‬
‫ضع يف الديث‪:‬‬ ‫الو ْ‬‫ُح ْكم ح‬
‫فجحزم بتح ْك ِف ِري‬
‫حممد الوين ح‬ ‫الشيخ أبو َّ‬ ‫التَّ حق ُّول على رسول اهلل ‪ِ ‬من الكبائر وهذا بإجاع العُلماء وبالحغ َّ‬
‫اض ِع الح ِديث‪.‬‬
‫وِ‬
‫ُح ْكم ِروايحتِه‪:‬‬
‫ضعِه لِقولِه ‪ ((:‬حمن حح َّدث‬ ‫كذلك أجع العلحماء على حت ِرمي ِرواية ال ِديث املوضوع اإال م ْقروناً بِب ِ‬
‫يان حو ْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح ح‬ ‫ح ُ‬
‫الكاذبني )) (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫يث يرى أنَّه حك ِذب فهو أححد ِ‬ ‫ِّ ِ ٍ‬
‫ح‬ ‫عن حبحد ح‬
‫املصنَّفات يف الديث املوضوع‪:‬‬ ‫ح‬
‫الرحن بن الوزي تويف سنة ‪597‬ه ‪ ،‬وعليه تح حع ُّقبات‬ ‫‪ -1‬كتاب (املوضوعات) أليب الفرج عبد َّ‬
‫الص ِحيح‪.‬‬‫السن و َّ‬ ‫الضعيف و ح‬
‫واستِدراكات‪ ،‬فقد أورد فيه َّ ِ‬
‫السيوطي تويف ‪911‬ه ‪ ،‬استدرك فيه‬ ‫الدين ُّ‬ ‫املوضوعة) لّلل ِّ‬ ‫ح‬ ‫املصنوعة يف األحاديث‬ ‫ح‬ ‫‪( -2‬الآللئ‬
‫وضوعة‪.‬‬
‫ص على أّنا حم ح‬ ‫الصحيحة وال حسنحة اليت نح َّ‬ ‫على ابن الوزي‪ ،‬وذح حكر بعض األحاديث َّ‬
‫املوضوعة) أليب السن بن عراق‪.‬‬ ‫ح‬ ‫الشنِ حيعة‬
‫املرفوعة عن األخبار َّ‬ ‫ح‬ ‫الش ِر حيعة‬
‫‪( -3‬تح ْن ِزيه َّ‬
‫المتروك‪:‬‬
‫الحديث َ‬ ‫ثانياً‪َ :‬‬
‫الساقِط‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫هو يف اللغحة‪ :‬ا‬
‫واص ِطّلحاً‪ :‬هو الذي ان حفرد بِه را ٍو متَّهم بِال حك ِذب أو الغح ْفلح ِة أو ِ‬
‫الف ْس ِق أو حكثْ حرة الغحلح ِط‪.‬‬ ‫ُح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ُشروطه‪:‬‬
‫الراوي املوصوف مبا حسبق‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الديث اإال من ج حهة ذلك ا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬أن ال يُ حروى ذلك‬

‫‪76‬‬
‫املعلومة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -2‬أن يكون خمالفاً لل حقواعد ح‬
‫الديث النَّب ِوي‪.‬‬ ‫العادي ومل يظهر منه ال حك ِذب يف ِ‬
‫كّلمه ِ‬
‫بالكذب يف ِ‬ ‫‪ -3‬أن يكون الراوي معروفاً ِ‬
‫ح‬ ‫ا ح‬
‫الشيعي‪ ،‬عن جابر بن أيب الطُّحفيل‪ ،‬عن علي وعمار قاال‪":‬‬ ‫مثاله‪ :‬حديث عمرو بن شر العفي الكويف ِّ‬
‫كان النَّب ‪ ‬ي ْقنُت يف ال حفجر وي حك ِّب ي وم عرفحة ِمن صّلةِ الغحداة وي ْقطحع صّلةح العصر ِ‬
‫آخر أحياام التَّش ِريق‬ ‫ح حْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ْ ُ ح ْ ح حح‬ ‫ُّ ح‬
‫"‪ .‬قال ال ادارقطن وغريه عن عمرو بن شر‪ :‬أنَّه حم ْرتوك الح ِديث‪.‬‬
‫المد َرج‪:‬‬
‫الحديث ُ‬
‫ثالثاً‪َ :‬‬
‫تحع ِريفه‪:‬‬
‫الش ْي ِء‪ :‬إذا أح ْد حخ ْلتُه‬ ‫أدرج مبعىن طححوى أو حد حخل‪ ،‬تقول‪ :‬أح ْد حر ْجت َّ‬
‫الشيءح يف َّ‬ ‫ِ‬
‫املدرج يف اللُّغة‪ :‬اسم مفعول من ح‬
‫ح‬
‫فيه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليست منه‪.‬‬‫يادة ح‬‫واصطّلحاً‪ :‬هو الديث الذي فيه ِز ح‬
‫وم ْد حرج اإلسناد‪.‬‬ ‫أقسامه‪ :‬ين حقسم املدرج إىل قِسمني‪ُ :‬م ْدرج ْ ِ‬
‫املنت‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ح‬ ‫ْح‬ ‫ح‬
‫المتن‪:‬‬
‫أوالً‪ُ :‬مد َرج َ‬
‫أحقْ ُ‬
‫سامه ثحّلثحة‪:‬‬
‫لح ِديث‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نده‪ ،‬يف َّأول الحديث مت ِهيداً أو تح ْوطئحة ل ح‬ ‫‪ُ -1‬م ْد حرج يف أحَّول املنت‪ :‬وهو أن يُ حق ِّدم حكّلماً ِمن ِع ح‬
‫ِمن ذلك‪ :‬ما رواه اخلطيب ِمن ِروايحة أيب قطن وشبابة عن حممد بن زياد‪ ،‬عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الوضوء) ُم ْد حرج‬‫الوضوء حويْل لألح ْعقاب من الناار )) فح حق ْوله‪( :‬أح ْسبغوا ُ‬ ‫قال رسول اهلل ‪ ((:‬أح ْسبغوا ُ‬
‫يحني عن أيب هريرة ‪‬‬ ‫الرواية األُخرى يف َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصح ح‬ ‫يف الديث من حكّلم أيب هريرة ‪ ‬كما بحيَّنحْته ِّ ح‬
‫قاب ِمن الناا ِر ))‪.‬‬ ‫ألع ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال‪ :‬أحسبِغوا الوضوء فإِن حِمسعت ر ح ِ‬
‫((ويْ ٌل ل ْ‬
‫سول اهلل ‪ ‬يقول‪ :‬ح‬ ‫ْ ح‬ ‫ُ ح‬ ‫ْ‬
‫املدرج يف حو حسط املنت‪ِ :‬من ذلك‪ :‬ما جاء يف صحيح البخاري وغريه عن عائشة رضي اهلل عنها يف‬ ‫ح‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫الع حدد ))‬‫ب ‪ ‬يتح ححنَّث ‪ -‬وهو التَّ حعبُّد ‪ -‬يف غار حراء اللَّيايل حذوات ح‬ ‫الو ْحي قالت‪ ((:‬كان النَّ ُّ‬ ‫بدء ح‬
‫أحد ارواة الح ِديث‪.‬‬ ‫فسري (التَّ ححنُّث) بِالتَّ حعبُّد ِمن حكّلم ُّ‬
‫الزْه ِري ح‬
‫البخاري يف باب‪ :‬بدء الوحي‪ ،‬فتح ِ‬
‫آخر املنت‪ِ :‬مثالُه ما رواه البخاري ِمن حح ِديث أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪((:‬‬ ‫‪ -3‬م ْدرج ِ‬
‫ُ ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت أن‬ ‫هاد يف حسبِ ِيل اهلل والح ُّج وبُِّر أُِّمي ْ‬
‫ألحبحْب ُ‬ ‫ل ْل حعْبد اململوك أح ْجران‪ ،‬والذي نح ْفسي بِيحده لوال ال ُ‬
‫ملوك )) فح ُج ْملة (والذي نح ْف ِسي بِيح ِده‪ ...‬إخل) ُم ْد حر حجة ِمن كّلم أيب هريرة ‪‬؛ إذ ميتحنِع‬ ‫أموت وأنا ٌ‬ ‫ح‬
‫صغِري فحلحم ت ُكن‬ ‫وألن أَُّمه ماتحت وهو ح‬
‫أن ي تحم َّىن ‪ ‬أن يكون ملوكاً مع أنَّه أحفْضل خ ْل ِق ِ‬
‫اهلل‪َّ ،‬‬ ‫ح ح‬ ‫حح‬
‫وجودةً حىت يحبح َّرها‪.‬‬
‫حم ح‬

‫‪77‬‬
‫ثانياً‪ُ :‬مد َرج اإلسناد‪:‬‬
‫وهو أحقْسام منها‪:‬‬
‫اح ٍد منها‪ ،‬فيح ِجيء را ٍو عنه فيح ْج حمع‬ ‫الديث بأسانيد خمتحلِفة ويرِويه بكل و ِ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫الراوي حِمسع‬ ‫‪ -1‬أن يكون ا‬
‫السنحد‬
‫جال َّ‬‫السنحد يف ِر ِ‬‫جال هذا َّ‬ ‫الرا ِوي حو حشْي حخه ويُ ْد ِخل ِر ح‬ ‫ٍ ٍِِ ِ‬
‫الكل على إسناد واحد من غري أن يُبح ِّني ا‬ ‫َّ‬
‫اآلخر‪.‬‬‫ح‬
‫الراواةِ فحيح ْرِوي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫آخر‪ ،‬فحيأيت أح ححد ُّ‬ ‫آخر بإسناد ح‬ ‫‪ -2‬أن يكو حن الديث عن را ٍو بإسناد‪ ،‬وعنده ححديث ح‬
‫ضه ِمن غ ِري ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحح حد ِ‬
‫يان أحنَّه َّ‬
‫غري‬ ‫ح‬ ‫اآلخر كلَّه أو بح ْع ح‬
‫يث ح‬ ‫اخلاص‪ ،‬ويُ ْد ِخل فيه الد ح‬ ‫ا‬ ‫بإسناده‬ ‫الديثح ْني‬ ‫ح‬
‫آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إسناده إىل إسناد ح‬ ‫ح‬
‫اإلدراج‪:‬‬ ‫ُح ْكم ْ‬
‫ضح ذلك فيما يلي‪:‬‬ ‫صد منه‪ ،‬ونُ حو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيتحلف حكم اإلدراج تحبحعاً لل حق ْ‬
‫آخره‪.‬‬‫فسري يف أثناء الديث أم يف ِ‬ ‫يب فهو جائِز‪ ،‬سواء جاء التَّ ِ‬ ‫تفسري غر ٍ‬ ‫‪ -1‬إن كان ال حقصد منه ِ‬
‫ْ‬
‫الرا ِوي عن حع ْم ٍد أو يح حقع عن حخطأ‪ ،‬فإن وقح حع‬ ‫فإما أن يح حقع ا‬ ‫صد منه تفسري غ ِريب؛ ا‬
‫ِ‬
‫‪ -2‬إن مل يكن ال حق ْ‬
‫العدالحة ومَّن ُحيحِّرف ال حكلِم‬
‫ط ح‬ ‫اج فهو ساقِ ُ‬ ‫الس ْمعاِن‪ ":‬حمن تح حع َّمد اإلدر ح‬ ‫عن حع ْم ٍد فهو ححرام‪ ،‬قال ابن َّ‬
‫ِِ‬
‫ني "‪ ،‬وإن حوقح حع عن اخلحطأ فحّل لح ْوحم عليه اإال إن ز حاد حخطؤه فحيكون‬ ‫عن حمواضعه‪ ،‬وهو ُم ْل حح ٌق بِال حك اذابِ ح‬
‫حغ حري ثِحق ٍة‪.‬‬
‫المقلوب‪:‬‬ ‫الحديث َ‬ ‫رابعاً‪َ :‬‬
‫صحرفحه عن حو ْج ِهه أو حغيَّ حره‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫الش ْيءح‪ ،‬قح ْلباً‪ :‬إذا ح‬
‫ب َّ‬ ‫وب اسم حم ْفعول من قحلح ح‬ ‫تحع ِريفه‪ :‬املقلُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنحد ويكون يف املنت‪.‬‬ ‫آخر‪ ،‬وال حق ْلب يحكون يف َّ‬ ‫يل حش ْيء بِ ح‬
‫واصطّلحاً‪ :‬تبد ُ‬
‫أوج ٍه ثّلثحة‪:‬‬
‫السنحد‪ :‬وهو على ُ‬ ‫‪ -1‬ال حق ْلب يف َّ‬
‫ِ ِ‬
‫(مَّرة بن كعب)‪.‬‬ ‫مرة) فيقول‪ُ :‬‬ ‫الرا ِوي عن اسم أحبيه‪ ،‬مثل‪( :‬كعب بن ا‬ ‫اسم ا‬
‫(أ) أن يُ حؤ ِّخر ح‬
‫بإسناد فيجعل مكانحه را ٍو آخر يف طحب حقتِه لِي ِ‬
‫ص حري حغ ِريباً‬ ‫ٍ‬ ‫الديث مشهوراً عن را ٍو ِمن ُّ‬
‫الراواة‬ ‫(ب) أن يكون ِ‬
‫ح ح‬ ‫ح‬ ‫ح ْح ح‬
‫ب ‪ ‬أنَّه‬ ‫ِ‬
‫حم ْرغوباً فيه‪ ،‬من ذلك‪ :‬ما رواه ُس حهيل بن أيب صاحل عن أبيه عن أيب هريرة ‪ ‬عن النَّ ِّ‬
‫السّلم )) فقد قلحب حسنح حده ححااد بن حع ْمرو أح ححد‬ ‫قال‪ ((:‬إذا لحِقيتُم املشركني يف طح ِر ٍيق فحّل تح ْب حدءوهم بِ َّ‬
‫فج حعل األح ْع حمش‬ ‫املرتوكني يف الديث فقال‪ُ :‬رِوي عن األعمش‪ ،‬عن أيب صاحل‪ ،‬عن أيب هريرة‪ ،‬ح‬
‫معروف بِروايحة ُس حهْيل عن أيب صاحل عن أبيه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حمكان ُس حهْيل‪ ،‬والديث‬

‫‪78‬‬
‫حمدث كما فح حعل أهل بح ْغداد مع‬ ‫آخر‪ ،‬وذلك الختِبار ِّ‬ ‫نت ح‬ ‫نت فحيُ ْج حعل على حم ْ ٍ‬ ‫(ج) أن يُ ْؤ حخذ حسنح ُد حم ْ ٍ‬
‫ٍ‬
‫حديث ف حقلبوا ُمتوّنا‬ ‫وعمدوا إىل مائة‬ ‫ِ‬
‫البخاري عندما قحدم بغداد‪ ،‬واجتحمع أصحاب الديث هبا ح‬
‫إلسناد آخر امتِحاناً له‪ ،‬فحرَّد َّ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وص َّحح هلم‬‫كل حم ْنت ل حسنحده ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫اإلسناد‬ ‫منت هذا‬‫وجعلوا ح‬ ‫يدها‪ ،‬ح‬ ‫وأسانِ ح‬
‫ذلك‪ ،‬وما أخذوا عليه س ْقطحةً و ِ‬
‫اح حد ًة‪.‬‬ ‫ح‬
‫‪ -2‬ال حق ْلب يف املنت‪ :‬وذلك على حو ْج حه ْني‪:‬‬
‫وضوعها ويُ حؤ ِّخر أخرى‪ِ ،‬من ذلك ما رواه مسلم من حديث أيب هريرة ‪‬‬ ‫(أ) أن ي حق ِّدم حكلِمة عن م ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫فأخفاها حىت ال تح ْعلحم ِشالُه ما‬ ‫السبعة الذين ي ِظلُّهم اهلل بِ ِظلِّه وفيه‪ ((:‬ورجل تحص َّدق بِ ٍ‬
‫ص حدقحة ْ‬ ‫ح‬ ‫حُ ٌ ح‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫يف َّ‬
‫حىت ال تح ْعلحم ميينُه ما تُْن ِفق ِشالُه )) (رواه مسلم)‬ ‫تُْن ِفق ميِينُه )) وهذا قد جاء يف رواية أخرى (( َّ‬
‫الشمال‪.‬‬ ‫اإلنفاق إمنا يكون بِاليح ِمني ال بِ ِّ‬
‫ح‬ ‫على ِخّلف األصل‪ ،‬وهو َّ‬
‫أن‬
‫الصحيحني‪ ((:‬ما نح حهْيتُكم عنه فاجتحنِبوه‪ ،‬وما أححم ْرتُكم به‬ ‫يقدم جلحةً ويُ حؤ ِّخر أخرى كما يف َّ‬ ‫(ب) أن ِّ‬
‫أخري يف رواية الطَّباِن ِمن حديث أيب هريرة‬ ‫فافْ علوا منه ما استطحعتم )) فقد جاء التَّ ِ‬
‫قدمي والتَّ ِ‬ ‫ْ ح ُْ‬ ‫ح‬
‫استحطح ْعتُم ))‪.‬‬ ‫‪ ((:‬إذا أحمرتُ ُكم بِ حشي ٍء فحأتوه‪ ،‬وإذا نحهيتُكم عن حشي ٍء ِ‬
‫فاجتحنبوه ما ْ‬‫ْ ْ‬ ‫حْ‬ ‫ْ‬ ‫حْ‬
‫ب ال َقلب‪:‬‬‫سبَ ُ‬
‫احمل ِّدث‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجة حخطأ و حغ ْفلحة من ح‬ ‫‪ -1‬أن يكون نحت ح‬
‫وبيان ِح ْف ِظه ِمن حع حد ِمه‪ ،‬كما فعل أهل العراق مع اإلمام‬
‫‪ -2‬أن يكون عن عمد الختِبار عامل ِ‬
‫حْ‬
‫البخاري رحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -3‬اتِّباع الغحرابحة لِيُ ْعتح حقد أنَّه حي حفظ ما ال حي حفظُه غريُه‪.‬‬
‫ُحك ُمه‪:‬‬
‫صد منه اختِبار ِّ‬
‫احملدث‪ ،‬لكن يُ ْش حرتط أن يح ُرَّد‬ ‫ِ‬
‫ضع‪ ،‬اإال إذا كان ال حق ْ‬
‫الو ْ‬
‫ال حق ْلب ححرام‪ ،‬وال يحق ال إمثاً عن ح‬
‫صلِه‪.‬‬‫يث حسنحداً أو حمْتناً إىل أح ْ‬
‫ِ‬
‫الد ح‬
‫المن َكر‪:‬‬‫الحديث ُ‬ ‫خامساً‪َ :‬‬
‫يف اللُّغحة‪ :‬اسم مفعول ِمن اإلنكار ِض اد اإلقْرار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش‬
‫كارة يف الديث إذا فح ُح ح‬ ‫ضعِ ٌ‬
‫يف خمالفاً فيه الثِّ حقةح‪ ،‬وتح حقع النَّ ح‬
‫ِ‬
‫اصطّلحاً‪ :‬هو ما انْ حفحرد مبحْتنه أو بِ حسنحده ح‬
‫و ِ‬
‫ْ‬
‫الرا ِوي أو حكثْ حرة حغ ْفلحتِه أو فِ ْس ِقه‪.‬‬
‫حغلحط ا‬
‫روطه‪:‬‬‫ومن ُش ِ‬ ‫ِ‬
‫غري ضابِ ٍط‪.‬‬
‫ضعيفاً ح‬
‫‪ -1‬أن يكون را ِويه ِ‬
‫ح‬

‫‪79‬‬
‫‪ -2‬أن يكون خمالِفاً لِ ِروايحة الثِّقات‪.‬‬
‫فالر ِاجح‬
‫ضعيف‪ ،‬ا‬
‫ويقابِل املن حكر (الديث املعروف) وهو ما رواه الر ِاجح خمالِفاً يف مْتنِه أو سنح ِده من هو ِ‬
‫ح‬ ‫ح ح‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫ومقابِلُه يُقال له‪ :‬املن حكر‪.‬‬ ‫يُقال له‪ :‬املعروف‪ُ ،‬‬
‫الزهري‪ ،‬عن‬ ‫السنن األربعة ِمن رواية هام بن حيىي‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن ُّ‬ ‫مثال املن حكر‪ :‬ما رواه أصحاب ُّ‬
‫ض حع خامتحه )) قال أبو داود بعد تريه‪ :‬هذا حديث من حكر‪،‬‬ ‫ب ‪ ‬إذا حد حخل اخلحّلءح حو ح‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ ((:‬كان النَّ ُّ‬
‫ب ‪َّ ‬اتحذ خامتاً ِمن‬
‫أن النَّ َّ‬ ‫الزهري عن ٍ‬
‫أنس رضي اهلل عنه" َّ‬ ‫عرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن ُّ‬ ‫وإمنا يُ ح‬
‫الوْهم فيه ِمن حهاام‪ ،‬ومل يح ْرِوه اإال حهاام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حورق مثَّ أحلْقاه " قال‪ :‬و ح‬
‫الحديث الشاذ‪:‬‬ ‫سادساً‪َ :‬‬
‫الشاذ يف اللُّغة‪ :‬املن حف ِرد‪ِ ،‬من حش َّذ يح ُش اذ ُشذوذاً‪ :‬إذا انْ حفحرد‪.‬‬
‫َّ‬
‫الرتِجيح يكون‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو الديث الذي رواه الثِّ حقةُ خمالِفاً يف حمْتنِه أو حسنح ِده حمن هو أحْر حجح منه‪ ،‬و َّ‬ ‫و ِ‬
‫الشاذ الح ِديث احملفوظ‪ ،‬وهو ما رواه األحْوثحق خمالِفاً لِ ِروايحة الثِّ حقة‪.‬‬ ‫الضْبط‪ ،‬ويُقابِل ا‬ ‫الع حدد‪ ،‬وقُ َّوة الِْفظ‪ ،‬و َّ‬ ‫بِ حكثْ حرة ح‬
‫الشاذ‪:‬‬
‫وشروط ا‬
‫الرا ِوي‪.‬‬‫‪ -1‬تح حفارد ا‬
‫غريه مَّن هو أح ْح حفظ وأوثحق وأكثحر حع حدد‪.‬‬ ‫‪ -2‬خمالححفتُه ح‬
‫السنحد‪ ،‬ويكون يف املنت‪.‬‬ ‫الشذوذ يكون يف َّ‬ ‫الشذوذ‪ُّ :‬‬ ‫اضع ُّ‬‫مو ِ‬
‫ح‬
‫الرتمذي والنَّسائي عن طريق ابن عينية‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن‬ ‫السند‪ :‬مثاله ما رواه ِّ‬ ‫الشذوذ يف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-1‬‬
‫سول اهلل ‪ ‬ومل يح حد ْع وا ِرثاً اإال حم ْوالً هو‬ ‫أن رجّلً تويف على حع ْه ِد ر ِ‬
‫ح‬ ‫حع ْو حس حجة‪ ،‬عن ابن عباس‪ َّ ((:‬ح ُ‬
‫صله ابن جريج وغريه‬ ‫وتابعه على حو ْ‬ ‫أح ْعتح حقه))‪ .‬فهذا الديث رواه ابن عينية موصوالً عن ابن عباس‪ ،‬ح‬
‫الضْبط‪ ،‬فحرواه عن عمرو بن‬ ‫العدالحة و َّ‬ ‫وشذ عنهم حااد بن زيد مع كونِه ِمن ِ‬
‫أهل ح‬ ‫من الثِّقات‪َّ ،‬‬
‫ب ‪ ‬فهو ُم ْر حسل‪ ،‬احملفوظ‬ ‫الصحايب وهو ابن عباس‪ ،‬ورفعه إىل النَّ ا‬ ‫أس حقط َّ‬ ‫دينار عن حع ْو حس حجة و ْ‬
‫وش َّذ بِ ِروايحتِه ححااد بن حزيْد خمالِفاً ما اتَّ حفق عليه الثِّقات‪.‬‬ ‫الراجح‪ ،‬ح‬
‫ح ِديث ابن عيينة املوصول وهو ِ‬
‫ا‬ ‫ُح ح‬ ‫ح‬
‫الرتِمذي ِمن حديث عبد الواحد بن زياد‪ ،‬عن‬ ‫الشذوذ يف امل ْنت‪ِ :‬مثاله‪ :‬ما رواه أبو داود و ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ْ‬
‫ضطح ِجع على‬ ‫صلَّى أح ححد ُكم ال حف ْجحر فح ْليح ْ‬‫األعمش‪ ،‬عن أيب صاحل‪ ،‬عن أيب هريرة ‪ ‬حمرفوعاً‪ ((:‬إذا ح‬
‫ِ ِ‬ ‫الع حدد ال حكثِري يف هذا‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ميينِه )) قال ِ‬
‫اس إمنا حرحوْوه من ف ْع ِل النَّ ِّ‬
‫ب‬ ‫فإن النا ح‬ ‫البيهقي‪ :‬خالحف عبد الواحد ح‬ ‫ح‬
‫حاب األح ْع حمش هبذا اللَّفظ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ح‬ ‫‪ ‬ال من قح ْوله‪ ،‬وان حفحرد عبد الواحد من بني الثِّقات أح ْ‬
‫وم ْردود‪ ،‬وما يُقابِلُه هو احملفوظ‪.‬‬ ‫الشاذ ح ِديث ِ‬ ‫حكم ِ‬
‫ضعيف ح‬ ‫ح‬ ‫الشاذ‪ َّ :‬ح‬ ‫الديث ا‬ ‫ُ‬

‫‪80‬‬
‫الم َعل‪:‬‬
‫الحديث ُ‬ ‫سابعاً‪َ :‬‬
‫باعي‪ ،‬وهو مبعىن املصاب بِالعِلَّة‪.‬‬ ‫الر ِ‬‫ال ُم حع ال ِمن أح حع ال ُّ‬
‫ّلمتِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫قادح ٍة يف سن ِدهِ أو مْتنِه مع َّ ِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫وهو‪ :‬ح ِديث اطَّلع ِ‬
‫أن ظاهحر الحديث ُم ْشعر ب حس ح‬ ‫ح‬ ‫حح‬ ‫ث فيه على علَّة ح‬ ‫الباح ُ‬ ‫ح‬
‫ظاهره االتِّصال‪ ،‬وبالوقوف يف حديث ِ‬
‫ظاهره‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫منها‪ ،‬والعلة اخلحفيَّة القاد ححة تكون بانقطاع يف ححديث ُ‬
‫اض ِطراب إىل غري ذلك‪.‬‬ ‫يس فيه أو ْ‬ ‫الرفْع‪ ،‬أو باالطِّّلع على تح ْدلِ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ِمبح يُ ْد حرك اعتِّلل الح ِديث ؟‬
‫ض أحنْواع علوم الديث وأح حدقِّها‪ ،‬وال يقوم به اإال حمن حرحزقحه اهللُ فح ْهماً ثاقِباً‬ ‫املعلَّل حمن أح ْغ حم ِ‬‫قال ابن ححجر‪ :‬ح‬
‫املتون‪ ،‬وهلذا مل يحتح حكلَّم فيه اإال ال حقلِيل ِمن أح ْهل هذا‬
‫الرواة وملح حكة قح ِويَّة بِاألسانِيد و ِ‬ ‫و ِاسعاً ومع ِرفحة َّ ِ‬
‫تامة مبراتب ُّ ا ح‬ ‫حْ‬
‫الشأْن‪ ،‬ا‪.‬ه ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الرواةِ ومكانحتِ ِهم ِمن الِْفظ واإلتْ ِ‬
‫قان‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ويُ ْعحرف حك ْون الحديث ُم ْعتح اّلً بح ْمع طُُرق الحديث والنَّظحر يف أحوال ُّ ا ح‬
‫الرا ِوي بِأح ْمر‪ ،‬أو خمالححفة حغ ِريه له فحيح ْح ُكم بِ حع حدم ِص َّحة الديث‪ ،‬أو يُ ْع ِرض عنه ويحتح حوقَّف عن‬ ‫فقد يرى تح حفَّرد ا‬
‫األح ْخذ به‪.‬‬
‫أين ت حقع العِلَّة ؟‬
‫الديث‪ ،‬وهو الغالِب‪ ،‬وقد تح حقع يف حم ْنت الح ِديث‪.‬‬ ‫إسناد ِ‬ ‫العِلَّة تكون يف ِ‬
‫‪ -1‬العلَّة يف َّ‬
‫السنحد‪:‬‬
‫ما رواه يعلى بن أميه الطانافِسي عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً‪ ((:‬البح يِّعان بِاخلِيار ما مل يحتح حفَّرقا‬
‫ي عن عبد اهلل بن دينار‪ ،‬وقد حوِه حم فيه يح ْعلحى‪ ،‬فرواه عن عمرو بن دينار‪،‬‬ ‫السنحد أنَّه حم ْرِو ا‬‫وعلَّة هذا َّ‬ ‫))‪ِ ،‬‬
‫ولح اما كان عمرو بن دينار وعبد اهلل بن دينار قد ُو ِصفا بِالتَّوثِيق فلم يُ حؤثِّر هذا يف منت الديث ولذلك‬
‫ص َّحتِه‪.‬‬‫ح ِكم بِ ِ‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬العِلَّة يف املنت‪:‬‬
‫ِ‬
‫ف‬‫صلَّْيت حخ ْل ح‬ ‫الرواة أنحساً ‪ ‬يقول‪ (:‬ح‬ ‫أحد ا‬ ‫الصّلة‪ ،‬فقد مسع ح‬ ‫البسملة يف َّ‬‫مثاهلا‪ :‬ما جاء من نفي قراءحة ح‬
‫سول اهللِ ‪ ‬وأيب بكر وعمر وعثمان رضي اهلل عنهم فكانوا يح ْستح ْفتِحو حن (بالمد هلل رب العاملني) فحظح ان أح ححد‬ ‫ر ِ‬
‫ح‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صِّرحاً هبذا النَّ ْفي قال‪ (:‬فحكانوا‬ ‫الراواة عن أحنحس حع حدم قراءهتم للبح ْس حملحة‪ ،‬وروى الديث تحبحعاً ل حف ْهمه فح حوقحع يف اخلطأ ُم ح‬ ‫ُّ‬
‫الرِحيم )‪.‬‬
‫الرحن َّ‬ ‫ب العالح ِمني‪ ،‬ال يح ْذ ُكرو حن بِ ْس ِم اهللِ َّ‬ ‫يح ْستح ْفتِحو حن بِالمد هلل حر ِّ‬
‫الروايحة يف البخاري َّأّنم كانوا‬ ‫الوليد بن مسلم اليت تح حفَّرد هبا مسلم يف صحيحه‪ ،‬ومعىن ِّ‬ ‫وذلك يف رواية ح‬
‫القراءحة املتح حعيِّنحة بح ْع حدها ِمن ُس حوِر ال ُقرآن‪.‬‬‫ي ب حدءون بأم ال ُقرآن قبل ِ‬
‫ا‬ ‫حْ‬

‫‪81‬‬
‫المضطَرب‪:‬‬ ‫الحديث ُ‬ ‫ثامناً‪َ :‬‬
‫االض ِطراب وهو‪ :‬اختِّلل األحمر وفحساد نِ ِ‬
‫ظامه‪.‬‬ ‫فاعل ِمن ْ‬ ‫املضطح ِرب ‪ -‬بِ حكسر الراء ‪ -‬يف اللُّغحة‪ :‬اسم ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ا‬
‫السنحد وقد يكون يف املنت‪.‬‬ ‫االض ِطراب قد يكون يف َّ‬ ‫اصطّلحاً‪ْ :‬‬ ‫و ِ‬
‫السنحد‪:‬‬ ‫ِ‬
‫االضطراب يف َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الص ِّديق ‪ ‬قال‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ‬أراك ِشْبت قال‪ ((:‬حشيَّبحْتن هود وأخواهتا‬ ‫ي عن أيب بكر ِّ‬ ‫مثاله‪ :‬ما ُرِو ح‬
‫ضطح ِرب‪ ،‬فإنَّه مل يحِرد اإال ِمن طح ِريق أيب إسحاق‪.‬‬ ‫))‪ ،‬قال ال ادارقطن‪ :‬هذا حح ِديث ُم ْ‬
‫فمْن ُهم حمن رواه عنه ُم ْرسّلً‪ ،‬ومنهم حمن رواه عنه حم ْوصوالً‪ ،‬ومنهم‬ ‫وقد اختُلِف فيه على حنو ع ْشرة أحوجه‪ِ ،‬‬
‫ح ح ُْ‬
‫ومنهم حمن حج حعله ِمن ُم ْسنحد حس ْعد‪ ،‬ومنهم حمن حج حعلحه ِمن ُم ْسنحد عائِ حشة وجيع ارواته‬ ‫من جعله ِمن مسند أيب بكر‪ِ ،‬‬
‫ُْ‬ ‫ح حح‬
‫بعض‪ ،‬والمع ُمتح حع ِّذر‪.‬‬ ‫الرتِجيح بِبح ْعض ارواتِه على ٍ‬ ‫ميكن َّ‬ ‫ثِقات‪ ،‬وال ِ‬
‫االضطراب يف املنت‪:‬‬‫‪ -2‬ومثال ْ‬
‫الصّلة بِالبح ْس حملحة‪ ،‬فإنه ُرِوي عنه هبا‪ ،‬وروي بغريها‪ ،‬ولذلك أح حعلَّه ابن‬ ‫القراءحة يف َّ‬‫حديث أنس يف استِفتاح ِ‬
‫ألفاظ هذا الديث اختِّلفاً‬ ‫الشافِعي وال ادارقطن والبيهقي‪ ،‬وقال ابن عبد الب‪ :‬اختُلِف يف ِ‬ ‫َّ‬
‫عبد الب‪ ،‬وتكلم عليه ا ا‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وأيب بكر وعمر‪ ،‬ومنهم من يذ ُكر عثمان‪،‬‬ ‫ف ِ‬ ‫صلَّْيت حخ ْل ح‬
‫ِ‬
‫ضطح ِرباً‪ ،‬فمْنهم حمن يقول‪ :‬ح‬ ‫كثرياً ُمتحدافِعاً ُم ْ‬
‫الرحيم) ومنهم‬ ‫الرحن َّ‬‫صر على أيب بكر وعثمان‪ ،‬ومنهم حمن ال يذكر (فكانوا ال يقرءون بسم اهلل َّ‬ ‫ومنهم من ي ْقتح ِ‬
‫ح ح‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يهرون ببِسم اهلل َّ‬
‫الرحيم)‪ ،‬ومنهم حمن قال‪ (:‬فكانوا يح ْفتحتحو حن القراءحة بالمد هلل حر ا‬ ‫الرحن َّ‬ ‫حمن قال‪ (:‬فكانوا ح‬
‫ب العاملني )‪ ،‬ومنهم حمن قال‪ (:‬فحكانوا يقرءون بِ ْسم اهلل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫العالحمني )‪ ،‬ومنهم حمن قال‪ (:‬فحكانوا يقرءون بالمد هلل حر ا‬ ‫ح‬
‫اب ال تقوم معه ُح َّجة ِألح ححد ) ا‪.‬ه ‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫اضطر ٌ‬
‫الرِحيم )‪ ،‬قال‪ (:‬وهذا ْ ِ‬ ‫الرحن َّ‬ ‫َّ‬
‫المضطَرب‪:‬‬ ‫الحديث ُ‬ ‫ُحكم َ‬
‫الزرحك ِشي‪ :‬قد يح ْد ُخل‬‫الص ِحيح‪ ،‬قال َّ‬
‫الضعيف ومنه َّ‬ ‫ضعيفاً دائِماً بل منه َّ‬ ‫املضط ِرب ال يكون ح‬ ‫الديث ْ‬
‫الص ِحيح والح حسن‪ .‬ا‪.‬ه ‪.‬‬ ‫االض ِطراب يف قِ ْس ِم َّ‬
‫الشذوذ و ْ‬ ‫ال حق ْلب و ُّ‬
‫لح ِديث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وذلك بأن يح حقع االختّلف يف اس ِم حر ُج ٍل واحد وأحبيه ون ْسبحته وحنو ذلك‪ ،‬ويكون ث حقةً‪ ،‬فحيُ ْح حكم ل ح‬
‫ضار االختِّلف فيما ذُكِر مع تح ْس ِميحتِه ُم ْ‬
‫ضطح ِرباً‪.‬‬ ‫بِ ِّ‬
‫الص َّحة وال يح ُ‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫العدالحة واليت تحتح حعلَّق بِ َّ‬ ‫الضعِيف‪ ،‬واذ ُكر‬ ‫عرف ِ‬
‫الضْبط‪.‬‬ ‫الض ْعف اليت تحتح حعلَّق بِ ح‬
‫أسباب َّ‬
‫ح‬ ‫الديث َّ‬ ‫‪ِّ -1‬‬

‫الراوي (‪.)256/1‬‬
‫‪ )22‬تدريب ا‬
‫‪82‬‬
‫الع حمل به ؟‬ ‫الضعِيف يف األحكام و ِ‬ ‫هل ي عمل ِ‬
‫العقائد ؟ وما شروط ح‬ ‫ح‬ ‫بالديث َّ‬ ‫ُْ ح‬ ‫‪-2‬‬
‫الضعِيف ؟‬ ‫الديث َّ‬ ‫تب اليت ورد فيها ِ‬ ‫أهم ال ُك ِ‬ ‫اذ ُكر َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫حح‬
‫ب حع حدم االتِّصال ؟‬ ‫الضعِيف بِسبح ِ‬ ‫ما أنواع َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ح‬
‫اص ِطّلحاً‪.‬‬ ‫عرف املوضوع لُغحةً و ْ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-5‬‬
‫لِ حم يذ ُكر العُلحماء املوضوع يف أنو ِاع الح ِديث مع أنَّه ليس حبديث ؟‬ ‫‪-6‬‬
‫ض ٍاع ِمن هذا النَّوع‪ ،‬مع ِذ ْك ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امسه؟‬ ‫ْ‬ ‫لإلسّلم‪ ،‬اذ ُكر ِمثاالً ل حو ا‬
‫ِ‬ ‫داوةً وبُ ْغضاً‬
‫يث حع ح‬ ‫اعةٌ الحد ح‬ ‫ض حع حج ح‬ ‫حو ح‬ ‫‪-7‬‬
‫وسبحبه وّنايحتحه هنا‪.‬‬ ‫ضع ح‬ ‫ف أو حافِر أو حجناح "‪ :‬حح ِّدد حم ْوقِع ال حو ْ‬ ‫ص ٍل أو ُخ ي‬ ‫" ال حسْبق اإال يف نح ْ‬ ‫‪-8‬‬
‫لح ِديث ؟‬ ‫الشيعة واخلوا ِرج واخلطاابِيَّة ؟ وما سبب و ْ ِ ِ‬
‫ضع ِهم ل ح‬ ‫حح ُ ح‬ ‫ما الفرق بني ِّ ح‬ ‫‪-9‬‬
‫لح ِديث ؟‬ ‫كيف نحعرف الو ْ ِ‬
‫ضع ل ح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫‪-10‬‬
‫الركا حكة ؟ وما سبحب ذلك ؟‬ ‫املعول عليه ِمن َّ‬ ‫ما هو َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫ضع يف الديث ؟ وما حكم ِرواية الديث املوضوع ؟ وما املصنَّفات فيه ؟‬ ‫الو ْ‬ ‫ما حكم ح‬ ‫‪-12‬‬
‫ثال له‪.‬‬‫حاديث الضَّعِي حفة مع ِذ ْك ٍر ِم ٍ‬ ‫املرتوك ؟ واذ ُكر شروطه‪ ،‬ومرتحبته ِمن األح ِ‬
‫ح ْ حح‬ ‫الديث ح‬ ‫ح‬ ‫عرف‬ ‫ِّ‬ ‫‪-13‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْحه ؟ مثَّ اذ ُكر ُح ْك حم اإلدراج‪.‬‬ ‫وو ِّ‬
‫لكل نح ْوٍع ح‬
‫سامه ؟ اذ ُكر مثاالً ا‬ ‫ما الديث امل ْد حرج ؟ وما أحقْ ُ‬ ‫‪-14‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(ور ُجل‬
‫أي نح ْوٍع منه نح ْستح ْشهد حبديث ح‬ ‫سامه‪ ،‬مع التَّمثيل على ا‬ ‫حعِّرف ال حق ْلب يف الديث‪ ،‬واذ ُكر أحقْ ح‬ ‫‪-15‬‬
‫ص حدقحة‪...‬إخل))؟‬ ‫ص َّد حق بِ ح‬
‫تح ح‬
‫ب يف الح ِديث ؟ وما ُح ْك ُمه ؟‬ ‫أسباب ال حق ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫‪-16‬‬
‫ما الح ِديث املن حكر‪ :‬ومىت تقع النَّكارة يف الديث ؟ وما الذي يُقابِل املْن حكر ؟‬ ‫‪-17‬‬
‫لكل نح ْوٍع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الشاذا لغةً و ِ‬
‫اصطّلحاً‪ ،‬وما ُشروطه وحم ْوضعُه ؟ حمثِّل لذلك مبثال ا‬ ‫ْ‬ ‫حعِّرف ا‬ ‫‪-18‬‬
‫الشذوذ مع‬‫اضع ُّ‬ ‫الشاذ ؟ اذ ُكر مو ِ‬
‫ح‬ ‫الروايحة ؟ وما الذي يُقابِل ا‬ ‫الرتِجيح عند املخالححفة يف ِّ‬ ‫مب يكون َّ‬ ‫‪-19‬‬
‫التَّمثِيل‪.‬‬
‫القاد ححة‪ ،‬وطح ِريق حم ْع ِرفحة العِلَّة يف الديث‪ ،‬وما حمواقِعُها‪ ،‬ما‬ ‫الص حفة ِ‬ ‫املعلَّل مع ِذ ْكر ِّ‬ ‫الديث ح‬‫ح‬ ‫عرف‬ ‫ِّ‬ ‫‪-20‬‬
‫نح ْوع العِلَّة يف حديث ( البحيِّعان باخليا ِر ما مل يحتح حفَّرقا )؟‬
‫ِ‬
‫عرف الديث املضطح ِرب لغةً واصطّلحاً‪ ،‬واذ ُكر ح‬
‫أقسامه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-21‬‬
‫ص حوٍر لِّلضطراب يف هذا الديث‪.‬‬ ‫ما هو االضطراب يف حديث البح ْس حملحة ؟ اذ ُكر أحْربحع ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-22‬‬
‫المردود والضعيف‪:‬‬
‫الحديث َ‬
‫تابع أنواع َ‬
‫سبَب َع َدم اتصال السنَد‬
‫فلَ‬
‫ضع َ‬
‫النوع الثاني‪ :‬ما ُ‬

‫‪83‬‬
‫ِ‬ ‫ض ْع ُفه بِسبب حع حدم اتِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫املرسل‪،‬‬
‫ضل‪ ،‬ح‬ ‫املعلَّق‪ ،‬املن حقطع‪ْ ،‬‬
‫املع ح‬ ‫السنحد‪ ،‬ويح ْش حمل‪ :‬ح‬
‫صال َّ‬ ‫حح‬ ‫من الديث املردود ما كان ح‬
‫املدلاس‪.‬‬
‫الم َعلق‪:‬‬
‫الحديث ُ‬ ‫أوالً‪َ :‬‬
‫السنح ِد ِمن أح ْعّله‬ ‫الشيء بِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫املعلَّق حم ُ‬
‫وصول َّ‬ ‫الش ْيء‪ :‬حربحطحه بِه‪ .‬والديث ح‬ ‫يف اللُّغحة‪ :‬اسم مفعول من حعلَّ حق َّ ح‬
‫حمقطوعٌ ِمن أح ْدناه‪.‬‬
‫السنحد‪ ،‬واملراد ِمن بِدايحة‬
‫ض َّ‬ ‫إسنادهِ را ٍو فحأح ْكثحر على التَّوايل مع بحقاء بح ْع ِ‬‫ف ِمن بِداي ِة ِ‬
‫ح‬ ‫االصطّلح‪ :‬ما ُح ِذ ح‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫احداً أو‬ ‫سناد سواء كان احملذوف و ِ‬ ‫ف ِمن أحَّوِل ا ِإل ِ‬ ‫الصحايب‪ ،‬فإن كان ال ْذ ُ‬ ‫اإلسناد‪ :‬هو طححرفُه الذي ليس فيه َّ‬
‫ضح ذلك باألمثِلحة اآلتِيحة‪:‬‬ ‫الصحايب ُمسِّ حي الح ِديث ُم حعلَّقاً‪ ،‬ونُ حو ِّ‬ ‫الراواة مع َّ‬ ‫جيع ُّ‬ ‫أكثحر‪ ،‬ولو حِ‬
‫الزه ِري‪ :‬عن أيب سلحمة عن أيب هريرة ‪‬‬ ‫احد‪ :‬قح ْول البخاري‪ :‬وقال ُّ‬ ‫ف ِمن أحَّولِه و ِ‬ ‫‪ -1‬مثال ما ُح ِذ ح‬
‫الزهري‬‫الرا ِوي الذي بني البخاري و ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ((:‬ال تُفاضلوا بني األنبياء))‪ .‬فقد حس حقط هنا ا‬ ‫عن النَّ ا‬
‫مباشحرة‪.‬‬
‫فالبخاري ال يروي عنه ح‬
‫الصحايب قول البخاري‪ :‬وقالت عائشة رضي اهلل عنها‪(( :‬كان‬ ‫كل حسنح ِده اإال َّ‬ ‫ف ا‬ ‫‪ -2‬ومثال ما ُح ِذ ح‬
‫كل أححوالِه))‪.‬‬ ‫ب ‪ ‬يح ْذ ُكر اهللح على ِّ‬ ‫النَّ ُّ‬
‫صيغحة‬‫الديث مرِوياً بِ ِ‬
‫ُ حْ ا‬ ‫الص ِحيح‪ ،‬وكان‬ ‫الرفْع إذا وقحع يف ٍ‬
‫كتاب التح حزحم ُم حؤلُِّفه جحْع َّ‬ ‫ح‬ ‫والديث املعلَّق له ُح ْكم َّ‬
‫ي بِغح ِْري الزم مثل‪ (:‬يُقال‪ ،‬ويُروى‪ ،‬ويُ ْذ حكر )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحْزم (كقال‪ ،‬وأححمر‪ ،‬وذح حكر)‪ ،‬خبّلف ما إذا ُرِو ح‬
‫المن َقطع‪:‬‬
‫الحديث ُ‬ ‫ثانياً‪َ :‬‬
‫اح ٍد يف‬ ‫السنحد أو أكثحر‪ ،‬حبيث ال ي ِزيد الساقِط على و ِ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫احد ِمن حو حسط َّ‬
‫ط ِمن رواتِه و ِ‬
‫ا‬ ‫هو الح ِديث الذي حس حق ح‬
‫كل حم ْو ِض ٍع‪.‬‬
‫ِّ‬
‫للح ِديث املن حق ِطع‪:‬‬
‫مثال ح‬
‫املنب‪(( :‬يا‬‫عمر بن اخلطااب ‪ ‬قال وهو على ح‬ ‫أن ح‬ ‫ما رواه أبو داود عن يونس‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن ابن شهاب َّ‬
‫وإمنا هو ِمناا الظَّ ُّن والتَّ حكلُّف))‪.‬‬
‫ألن اهللح كان يُِر ِيه‪َّ ،‬‬
‫صيباً؛ َّ‬ ‫ُ‬
‫الرأْي َّإمنا كان ِمن ر ِ‬
‫سول اهلل ‪ ‬م ِ‬
‫ح‬ ‫إن َّ ح‬‫أيُّها النااس َّ‬
‫شهاب ِمن عمر ‪‬؛ ألنَّه مل يُ ْد ِركه‪ ،‬وإمنا حِمس حعه ِمن و ِاسطحة عنه‪ ،‬فهو ُمْن حق ِطع‬‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫فهذا الديث مل يح ْس حم ْعه ُ‬
‫يف حم ْو ِضع‪.‬‬
‫الش ِّخري عن حر ُجلح ْني ِمن بن‬ ‫ومن املن حق ِطع‪ :‬الديث الذي فيه را ٍو ُمْب حهم‪ِ ،‬من ذلك‪ :‬ما رواه أبو العّلء بن ِّ‬ ‫ِ‬
‫حْنظحلحةح‪ ،‬عن ش اداد بن أحوس‪ ،‬عن ِ‬
‫إِن أح ْسأحلُك الثَّ ح‬
‫بات يف األح ْمر‬ ‫الصّلة‪ ((:‬اللَّ ا‬
‫هم ِّ‬ ‫الدعاء يف َّ‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬يف ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬
‫الر ْشد )) (رواه اإلمام أحد)‪.‬‬ ‫الع ِزميحة على ُّ‬‫وح‬

‫‪84‬‬
‫آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫طاع الديث اإال إذا عُ ِر ح‬ ‫ِ ِ‬
‫املب حهم يف حسنحد ح‬
‫ف ْ‬ ‫فقوله‪( :‬عن حر ُجلح ْني) هذا إهبام وهو يُفيد انق ح‬
‫الديث امل ْقطوع ؟‬ ‫س‪ :‬ما الفرق بني الديث املن حق ِطع و ِ‬
‫صل حسنح ُده على ما حسبحق‪.‬‬ ‫املن حق ِطع‪ :‬فهو الذي مل ي تَّ ِ‬ ‫الديث ْ‬‫أما ِ‬
‫ح‬ ‫ا‬
‫ني حم ْوقوفاً علي ِهم ِمن أقواهلِم وأحفْعاهلِم‪ِ ،‬من ذلك‪ :‬قول ابن‬ ‫ِ‬
‫اأما الديث املقطوع‪ :‬فهو ما جاء عن التاابِع ح‬
‫عمن تحأْ ُخذو حن ِدينح ُكم ))‪.‬‬ ‫ين فانْظُروا َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫إن هذا الع ْلم د ٌ‬‫سريين‪َّ ((:‬‬
‫ضل‪:‬‬‫المع َ‬‫الحديث ُ‬ ‫ثالثاً‪َ :‬‬
‫ضلحه فّلن‪ ،‬أي‪ :‬أح ْعياه فحلحم يحْنتح ِفع بِه حمن يح ْرِويه عنه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يف اللُّغحة‪ :‬اسم مفعول من أح ْع ح‬
‫احد‪ ،‬سواء أكان ذلك‬ ‫املوضع الو ِ‬
‫إسناده اثْنان على التَّوايل يف ِ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو الديث الذي س حقط ِمن ِ‬ ‫و ِ‬
‫ح‬
‫السنحد أو يف حو حس ِطه أو يف ّنايحتِه‪.‬‬
‫يف َّأوحل َّ‬
‫املعضل‪:‬‬ ‫مثال لِ ِ‬
‫لحديث ح‬ ‫ح‬
‫ض ْعت ِر ْجلِي يف‬
‫رسول اهلل ‪ ‬حني حو ح‬‫آخر ما أوصاِن به ُ‬ ‫أن معاذح بن جبل ‪ ‬قال‪ِ :‬‬
‫حح‬ ‫ما ُروي عن مالك َّ ُ‬
‫الديث بني مالك ومعاذ بن‬ ‫اس يا معاذ بن جبل )) (‪ )23‬فقد س حقط رواة ِ‬ ‫الغحْرز أن قال‪ ((:‬أح ْح ِسن ُخلُ حقك لِلنا ِ‬
‫ح‬
‫جبل‪ ،‬وها اثنان على األحقح ال‪.‬‬
‫رسل‪:‬‬ ‫الم َ‬
‫الحديث ُ‬ ‫رابعاً‪َ :‬‬
‫املر حسل يف اللُّغة‪ :‬اسم مفعول ِمن اإلرسال وهو اإلطّْلق‪ُ ،‬مسِّي بذلك لكون التاابِعِي أحطْلح حقه ومل يُ حقيِّده‬ ‫ْ‬
‫بالصحايب الذي رواه ومل يُ حس ام حمن أحْر حسلحه عنه‪.‬‬
‫َّ‬
‫حايب الذي رواه عنه‪.‬‬ ‫الص َّ‬ ‫ب ‪ ‬وأح ْس حق ح‬
‫ط منه َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫واصطّلحاً‪ :‬ما حرفح حعه التاابع اي إىل النَّ ا‬
‫الديث فحأح ْسنح حده إىل رسول اهلل ‪.‬‬ ‫ومعىن رفحعه‪ :‬أي رفحع مْت نه وهو لحْفظ ِ‬
‫ح حح‬ ‫حح‬
‫غريه‪.‬‬
‫واملرفوع‪ :‬قد يكون قوالً أو ح‬
‫الصغِري وال حكبِري‪.‬‬ ‫الصحايب مسلِماً واستحمر على ِ‬
‫إسّلمه‪ ،‬وهو يح ْش حمل التاابِعِ َّي َّ‬ ‫والتاابعي‪ :‬حمن لحِق حي َّ‬
‫حا‬ ‫ُ‬
‫املرسل‪:‬‬
‫مثال الديث ح‬
‫رسول اهلل ‪ّ ‬نى عن املزابنحة (‪ ،)24‬فسعيد بن‬ ‫أن ح‬ ‫صل إىل سعيد بن املسيَّب َّ‬ ‫ما رواه مسلِم بِسنح ِده املتَّ ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫السنحد‪.‬‬
‫صحايب‪ ،‬وهذا س حقط فحلحم يُ ْذ حكر يف هذا َّ‬ ‫املسيَّب تابِعي رواه عن ح‬
‫حكمه‪:‬‬

‫كالركاب لِ َّ‬
‫لس ْرج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الركاب من حر ْحل البحعري ِّ‬
‫ِ‬
‫السيوطي (‪ ،)209/2‬والغحْرز‪ :‬حم ْوضع ِّ‬ ‫‪ )23‬رواه مالك يف املوطاأ بشرح ُّ‬
‫يء مع ٍ‬‫ٍ‬
‫لوم ال حق ْد ِر‪.‬‬ ‫‪ )24‬املزابحنحة‪ :‬بحْي ُع ما ال يُ ْعلحم حكْي لُه أو حع حد ُده أو حوْزنُه بِ حش ح ْ‬
‫‪85‬‬
‫الشافِعِي وحكثِري ِمن ال ُف حقهاء‪ ،‬وذلك لِ ح‬
‫عدِم حم ْع ِرفح ِة‬ ‫يف‪ ،‬وهو حم ْذ حهب ا‬ ‫ضعِ ٌ‬ ‫املرس حل ح‬
‫أن ح‬ ‫احملدثني حجحروا على َّ‬ ‫أكثحر ِّ‬
‫صحايب‪ ،‬وإذا كان كذلك فحيح ْحتح ِمل أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْني والال‪ ،‬فيح ْحتحمل أن يكون غري ح‬ ‫ط منه‪ ،‬فهو جمهول ح‬
‫ِ‬
‫حال حم ْن حس حق ح‬
‫ضعِيفاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضعيفاً‪ ،‬وإن كان ث حقةً فيح ْحتح ِمل أن يكون روى عن تابِع اي‪ ،‬وقد يكون التاابِع اي ح‬
‫يكون ِ‬
‫ح‬
‫ُشروط قحبولِه‪:‬‬
‫املرسل إذا تح حق َّوى بِأح ححد هذه األحْو ُجه‪:‬‬‫أكثحر العُلماء يقبلون ح‬
‫ِ‬
‫آخر ُم ْسنداً‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن ِييءح من طح ِريق ح‬
‫ِ‬
‫آخر ُم ْر حسّلً‪.‬‬‫‪ -2‬أن ِييءح من طحر ٍيق ح‬
‫حايب أو فِ ْعلِه‪.‬‬‫ص ي‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬أن يحتح حق َّوى بِحق ْول ح‬
‫لماء مب ْقتحضاه‪.‬‬‫‪ -4‬أن تح حقع فح ْت وى أح ْكثر الع ِ‬
‫ح ح ُ‬
‫كما يُ ْشتح حرط يف التاابِعِي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ِمن كِبار التاابِعِني‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون مَّن ال يحرِوي اإال عن ثِحق ٍة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مَّن يوافِق ال افا حظ يف أح ِ‬
‫حاديثِ ِهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصحايب‪:‬‬‫ُح ِّجيَّة ُم ْر حسل َّ‬
‫يابه‪ ،‬فحلح ْم يح ْش حهد الواقِ حعة اليت ذح حكر فيها‬
‫الصحايب عن رسول اهلل ‪ ‬ح ِديثاً مل يسمعه منه إما لِغِ ِ‬
‫ا‬ ‫ح ْ حْ‬ ‫ح‬ ‫قد يح ْرِوي َّ‬
‫الصحايب إذا روى ال يرِوي اإال‬ ‫صغِرياً‪ ،‬فهذا الديث يُ حس َّمى ُم ْرسّلً لكنَّه حيتح اج به؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫ألن َّ‬ ‫يث‪ ،‬أو ألنَّه كان ح‬ ‫الد ح‬
‫موم حعدالحتِ ِهم‪ ،‬وألنَّه إذا روى عن تابِعِي يُبح ِّني ذلك‪.‬‬ ‫الصحابة ال تضر لِع ِ‬
‫وجهالحة َّ ح ح ُ ا ُ‬ ‫آخر ح‬ ‫صحايب ح‬
‫ا‬ ‫عن‬
‫الم َدلس‪:‬‬ ‫يث ُ‬ ‫الحد ُ‬‫خامساً‪َ :‬‬
‫الس ْل حع ِة عن حِ‬
‫املشرتي‪.‬‬ ‫ب ِّ‬ ‫التَّدليس لغةً‪ :‬كِْتما ُن حعْي ِ‬
‫ف را ِو ِيه ِمن‬
‫ظاه ِره ( )‪ ،‬وهو الديث الذي حح حذ ح‬
‫‪25‬‬ ‫وحت ِسني لِ ِ‬ ‫ب يف اإلنس ِ‬ ‫إخفاء حعْي ٍ‬ ‫و ِ‬
‫ان حْ ٌ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬هو ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫سنح ِده حشيخه الذي حِمسع منه وروى عن حش ِ ِ‬
‫ضعِ ٌ‬
‫يف بني‬ ‫ِ‬
‫يخ حشْيخه أو حمن فح ْوقحه‪ ،‬أو الديث الذي حح حذف من حسنحده ح‬ ‫ح‬ ‫ْح‬ ‫ح‬
‫الرا ِوي حشْي حخه بِغح ِْري ِص حفتِه‪.‬‬
‫صف ا‬
‫ِ‬
‫ث حقتح ْني‪ ،‬أو حو ح‬
‫لح ِديث مَّن مل‬ ‫لكون الرا ِوي مل يسم من ح َّدثحه فحأحخفاه‪ ،‬أو ألنَّه أحوهم حمس ِ‬
‫اعه ل ح‬‫ح‬ ‫ْح‬ ‫ْ‬ ‫ُحا ح ح‬ ‫ا‬
‫املدلاس ِ‬ ‫احملدثون ح‬‫ومسااه ِّ‬
‫حي ادث به‪.‬‬

‫‪ )25‬انظر‪ :‬تيسري مصطلح الديث (ص ‪.)79‬‬


‫‪86‬‬
‫يس قسمان‪:‬‬ ‫والتدل ُ‬
‫تدلِيس اإلسناد‪ ،‬وتحدلِيس ُّ‬
‫الشيوخ‪.‬‬
‫َّأوالً‪ :‬تدليس اإلسناد‪:‬‬
‫الرا ِوي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي حع َّمن حمسع منه ما مل يح ْس حم ْعه ُموهاً أنَّه حمس حعه منه‪ ،‬فحيح ْذ ُكر ا‬ ‫البزار وابن القطاان‪ :‬أن يح ْرِو ح‬ ‫هو كما قال ا‬
‫األحاديث بِال اذات مل يح ْس حم ْعها منه‪ ،‬ومع هذا‬ ‫ِ‬ ‫شيخ حِمسع منه غريها‪ ،‬لكن هذه‬ ‫حاديث نح ْقّلً عن ٍ‬ ‫بعض األح ِ‬
‫ح‬
‫وهم أنَّه حِمس حعها منه‪ ،‬كأن يقول‪ :‬قال فّل ٌن كذا أو عن فّلن‪.‬‬ ‫فحيح ِّدث هبا عن شي ِخه بِلح ْف ٍظ ي ِ‬
‫ُ‬ ‫حْ‬ ‫ُح‬
‫صِّرح بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السماع ومل‬ ‫السماع كقوله (مسعت) أو (حدثن) فحيحصري حك اذاباً؛ ألنَّه يُ ح‬ ‫يح يف َّ‬ ‫اأما أن يأيت بِلح ْفظ ح‬
‫ص ِر ٍ‬
‫يح ْس حمع‪.‬‬
‫ب‬ ‫مثال ذلك‪ :‬ما رواه أبو عوانة‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إبراهيم التَّيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب ذر ‪َّ ((:‬‬
‫أن النَّ َّ‬
‫نادي يا ححناان يا حمناان )) قال أبو عوانة‪ :‬قلت لألعمش حِمس ْعت هذا ِمن إبراهيم؟ قال‪:‬‬ ‫‪ ‬قال‪ :‬فّلن يف الناار ي ِ‬
‫ُ‬
‫فاألعمش هنا مل يح ْس حمع هذا ِمن إبراهيم‪ ،‬فح ِروايحتُه له عنه تح ْدلِيس‪ ،‬ولح اما ُسئِل‬ ‫ح‬ ‫ال‪ ،‬حح َّدثحن به حكيم بن جبري عنه‪،‬‬
‫ت منه قال‪ :‬ال‪ ،‬وذح حكر الو ِاسطحة بينحه وبني إبراهيم‪ ،‬وهو حكيم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هل حمس ْع ح‬
‫الشيوخ‪:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تحدلِيس ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ال يُ ْعحرف بِه‪ ،‬مثل اسم أو ُكْن يحة أو نح حسب أو‬ ‫صٍ‬ ‫الرا ِوي ل حشْي ِخه الذي حِمس حع منه الد ح‬
‫يث بِحو ْ‬ ‫صف ا‬ ‫وهو حو ْ‬
‫ألن يف حسنح ِده‬‫صري حم ْردوداً؛ َّ‬ ‫لشيخ‪ ،‬والديث بذلك ي ِ‬
‫ح‬ ‫الشْيخ‪ ،‬وهذا فيه تح ْع ِميحة وتحضييع لِ َّ‬‫حنو ذلك‪ ،‬كي ال يُ ْعحرف َّ‬
‫حجمهول‪.‬‬
‫حدثنا عبد اهلل بن أيب عبد اهلل‬ ‫مثال ذلك‪ :‬ما رواه أبو بكر بن جماهد املقرئ‪ ،‬عن أيب بكر بن داود قال‪َّ :‬‬
‫ف حذ حكره بغري ُش ْهحرتِه‪.‬‬
‫ُح ْكم التَّدلِيس‪:‬‬
‫الو ْجه األح ْك حمل الذي يحطْ حمئِ ان إليه‬ ‫ِ ِ‬ ‫التَّدلِيس كلُّه حم ْذموم‬
‫َّ‬
‫الروايحةح وال يُبح لغ على ح‬ ‫وصاحبُه آمث؛ ألنَّه يُ ْف ِسد ِّ‬
‫الس ِامع أو القا ِرئ‪.‬‬ ‫ا‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫ض ْحه‪.‬‬
‫وو ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ومثِّل له مبثال ح‬
‫املعضل لغةً واصطّلحاً‪ ،‬ح‬ ‫عرف الديث ح‬ ‫‪ِّ -1‬‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫السنحد متَّ ِ‬
‫صّلً ؟ حو ِّ‬ ‫الزهري عن عمر بن اخلطاب هل يكون َّ ُ‬ ‫حممد بن شهاب ا‬ ‫‪ -2‬إذا روى َّ‬
‫السنحد ؟‬
‫الصحابحة فما نوع هذا َّ‬ ‫الراوي (عن حر ُجلح ْني) ِمن غ ِري َّ‬
‫‪ -3‬إذا قال ا‬
‫وضح الفرق بني الديث املنقطع واملقطوع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-4‬‬

‫‪87‬‬
‫ص حور التَّدلِيس مع التَّمثِيل‪.‬‬
‫املدلاس واذ ُكر ُ‬ ‫عرف الديث ح‬ ‫‪ِّ -5‬‬
‫الرا ِوي بغ ِري ما ا ْشتح حهر به ِمن اسم ماذا يُطْلحق عليه ؟‬ ‫صف ا‬ ‫‪ -6‬حو ْ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -7‬ما الديث املرسل لغةً و ِ‬
‫ضح ُح ْك حمه‪.‬‬ ‫اصطّلحاً‪ ،‬وما حش ْرح التَّع ِريف ؟ حمثِّل له مبثال ؟ ح‬
‫وو ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫ص ْوحرته ؟‬
‫الصحايب ؟ وما ُ‬ ‫املرسل ؟ وما ُح ْكم ُم ْر حسل َّ‬ ‫‪ -8‬ما ُشروط قحبول ح‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِ‬ ‫يث املعلَّق‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ضح حو ْجه‬ ‫وو ِّ‬
‫لم حعلاق مبثال‪ ،‬ح‬‫املعلَّق ؟ حمثِّل ل ُ‬
‫أي ج حهة يكون ال ْذف يف ح‬ ‫ا‬ ‫عرف الد ح ح‬ ‫‪ِّ -9‬‬
‫التَّعلِيق‪ ،‬وإذا قلت‪ ((:‬قال رسول اهلل ‪ )) ‬فحبِم تُ حس ِّمي هذه ِّ‬
‫الروايحة ؟‬
‫يان حسبحب التَّعلِيق عند البخاري‪.‬‬ ‫الزم مع ب ِ‬ ‫صيغة ِ‬
‫ح‬ ‫املعلَّ حقة بِ ِ ح‬
‫ضح ُحكْم األحاديث ح‬ ‫‪ -10‬حو ا‬
‫اعها ؟‬ ‫صيغحة التَّم ِريض عند البخاري مع بيان أنو ِ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث املرِويَّة بِ ِ‬ ‫‪ -11‬ما ِصيحغ التَّم ِريض ؟ وما حكم‬
‫ْ‬
‫يحه‪ ،‬فما ِح ْك حمة‬ ‫الضعِي حفة اليت ال تح ْنجِب‪ ،‬وذلك قليل يف ص ِح ِ‬ ‫األحاديث َّ‬‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ٌ ح‬ ‫ح‬ ‫البخاري ح‬‫ُّ‬ ‫‪ -12‬يحذ ُكر‬
‫إير ِاده هلا ؟‬

‫شر‪ :‬الت َحمل واألَداء‬


‫القسم الثالث َع َ‬

‫‪88‬‬
‫الت َحمل واألَداء‬
‫ِ‬
‫مصدر الديث‬ ‫يث بِحو ْج ٍه ِمن ُوجوهِ التَّ حح امل‪ ،‬حبيث يع ِرف ح‬ ‫الرا ِوي الد ح‬‫الروايحة أن يحتح حح َّمل ا‬
‫ِمن ُش ِ‬
‫روط ِّ‬
‫وسنح حده يف ِروايته‪.‬‬
‫ِ‬
‫اخلصوصيَّة‪،‬‬ ‫وشَّرفحها اإلسناد‪ ،‬فلم تُ حشَّرف أَُّمةٌ ِمن األُحمم هبذه‬
‫خص اهلل تعاىل هبا األَُّمة ح‬‫ومن األُمور اليت َّ‬ ‫ِ‬
‫قال حمن‬‫اإلسناد لح ح‬ ‫اإلسناد ِمن ِّ‬
‫الدي ِن ولوال‬ ‫الديث ِمن عو ِامل قحبولِه و ِ‬
‫االطمْئنان إليه‪ ،‬قال ابن املبارك‪((:‬‬ ‫وإسناد ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫شاءح ما يشاء ))‪.‬‬
‫تَ عريف الت َحمل واألَداء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشْيخ‪.‬‬
‫يث عن َّ‬ ‫التَّ حح امل‪ :‬أح ْخ ُذ الطاالب الحد ح‬
‫واألداء‪ :‬هو نح ْقل الرا ِوي ما ِعْن حده ِمن ح ِد ٍ‬
‫يث إىل طُاّلبِه‪.‬‬ ‫ح‬ ‫ُ ا‬
‫الشيخ والطاالِب‪ ،‬ويُقال عنها‬ ‫يشرتك فيها َّ‬ ‫تسمى بطُرق التَّ حح ُّمل‪ ،‬حِ‬
‫خمصوصة َّ ُ‬ ‫ح‬ ‫ولِتح حح ُّمل الديث كيفياات‬
‫للشيخ‪ :‬طرق أداء‪.‬‬ ‫بالنِّسبة َّ‬
‫الرواية اإال ِ‬
‫هبذه الطُّرق الثَّمانِيحة وهي‪:‬‬ ‫حتمل‪ ،‬وال تُ ْعتحمد ِّ ح‬
‫وبالنِّسبة للطاالب‪ :‬طرق ُّ‬
‫أوالً‪ :‬السماع من الشيخ‪:‬‬
‫الشيخ ميلِي ِمن كتابه أو من ِح ْفظه‪،‬‬
‫يخ الذي ميليه‪ ،‬سواء أكان َّ‬ ‫وهو مساعُ الطالِب للحديث ِمن لحْف ِظ َّ‬
‫الش ِ‬
‫الديث ِمن‬ ‫يسمع‬ ‫حيدث بدون إمّلء‪ ،‬وهذه الطَّريقة أعلى طرق األداء وأدقاها؛ َّ ِ‬
‫ح‬ ‫ألن الطالب ح‬ ‫ح‬ ‫الشيخ ِّ‬ ‫أو كان َّ‬
‫مباشرة‪ ،‬وهو أقوى ِمن ححيث َّ‬
‫الضْبط واألحداء‪.‬‬ ‫الشيخ ح‬ ‫َّ‬
‫ِصيحغ األداء‪:‬‬
‫ويقول الطاالب عن روايته ِ‬
‫للحديث الذي مسعه ِمن شيخه‪( :‬مسعت) إذا مسع ح‬
‫وحده‪ ،‬و(مسعنا) إذا كان‬
‫داء‪ ،‬أو يقول‪َّ :‬‬
‫(حدثن) أو‬ ‫السماع‪ ،‬وهي أفضل ِصيغ األح ِ‬
‫الشيخ‪ ،‬وهذه لفظحة ص ِرحية يف َّ‬ ‫معه غريه عند ِ‬
‫مساعه من َّ‬
‫ح ح‬
‫(حدثنا) أو (أخبِن) أو (أخبنا) أو (أحْملحى َّ‬
‫علي)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫راءة على الشيخ‪:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الق َ‬
‫الشيخ حافِظاً أم مل يكن حافِظاً‪،‬‬
‫الشيخ ِمن كتاب أو ِمن ِح ْف ِظه‪ ،‬سواء أكان َّ‬‫وهي أن يقرأ الطاالِب على َّ‬
‫الشيخ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف حالحة حعدم ِح ْفظ َّ‬
‫احد‬ ‫صل َّ‬ ‫صله الذي فيه األحاديث‪ ،‬أو ميسك أح ْ‬ ‫يشرتط أن يكون معه أح ْ‬‫الشيخ‪ ،‬ح‬
‫ِ‬
‫السماع يف املرتبة‪.‬‬
‫ض‪ ،‬وهو يلي َّ‬ ‫سمى بِ ح‬
‫الع ْر ِ‬ ‫مَّن يثق فيهم‪ ،‬وهذا ح‬
‫الو ْجه يُ َّ‬
‫الو ْجه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫صيغ األداء هبذا ح‬

‫‪89‬‬
‫ويقول الراوي إذا مسع هبذا الوجه‪( :‬قرأت على فّلن)‪ ،‬أو (قُ ِرئ على ٍ‬
‫فّلن وأنا أح ْمسحع فحأحقح َّر بِه)‪ ،‬أو َّ‬
‫(حدثنا‬ ‫ا‬
‫قِراءح ًة عليه)‪ ،‬أو (أخبنا)‪.‬‬
‫اإلجازة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫مساع ِمن لحْف ِظ ِه أو قِراءحةً عليه‪ ،‬وهي أحقْسام‪:‬‬
‫يروي عنه ُجزءاً أو كِتاباً دون ٍ‬ ‫الش ِ ِ ِ‬
‫يخ للطاالب أن ح‬ ‫وهي‪ :‬إ ْذ ُن َّ‬
‫أج ْزتُك أن ترِوي ِّ‬
‫عن‬ ‫ييز كتاباً ُم حعيَّناً لِ حش ْخ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ص ُم حع َّني‪ ،‬فيقول مثّلً‪ (:‬ح‬ ‫‪ -1‬إجازة معلوم ملعلوم‪ :‬أن ح‬
‫الرتمذي )‪.‬‬ ‫كتاب ِّ‬
‫عن‪.‬‬ ‫أجزت صحيح مسلِم لِ حمن حر ِغب يف ِروايحتِه ِّ‬ ‫معني جملهول‪ :‬كأن يقول‪ :‬ح‬ ‫‪ -2‬إجازة َّ‬
‫كل ما‬ ‫عن حمسموعايت) أي‪ :‬ا‬ ‫أج ْزت لك أن تحرِوي ِّ‬ ‫ملع َّني‪ :‬كأن يقول‪ (:‬أح حج ْزتُك أو ح‬ ‫‪ -3‬إجازة جمهول ح‬
‫حِمس ْعتُه حورحويْتُه عن حمشاَيي‪.‬‬
‫العامة‪ :‬كأن يقول‪ (:‬أحجزت لِلمسلمني أو لِلم ِ‬
‫وجودين )‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلجازة َّ‬
‫ح‬ ‫حْ ُ‬
‫ِصيحغ األداء هبا‪:‬‬
‫إجازة‪ ،‬أنبأِن فّلن فيما ِأذن يل يف ِروايحتِه‬‫إجازة‪ ،‬أخبِن فّل ٌن ح‬ ‫حدثن فّل ٌن ح‬ ‫أجازِن فّل ٌن‪ِ ،‬أذن يل فّلن‪َّ ،‬‬
‫عنه‪.‬‬
‫ناولَة‪:‬‬
‫الم َ‬
‫رابعاً‪ُ :‬‬
‫الشْيخ لِلطاالِب كِتاباً أو شيئاً ِمن حمروياته بيده ويقول للطاالب‪ :‬هذا ِمن مرويايت عن‬
‫إعطاء َّ‬ ‫وهي‪ْ :‬‬
‫ِ‬ ‫مشاَيي‪ ،‬فإن اقرتنت هذه املناولة ِ‬
‫الروايحة‬ ‫الشيخ للطاالب أن يرِوي عنه هذا الكتاب أو هذا الزء ح‬
‫ص َّحت ِّ‬ ‫بإذن َّ‬ ‫ح‬
‫الشيخ‪.‬‬
‫الرواية هبا عن َّ‬ ‫جمرداً عن ِ‬
‫اإلذن فّل توز ِّ‬ ‫هبا‪ ،‬وإن أعطاه ذلك َّ‬
‫ِصيحغ األداء هبا‪:‬‬
‫نا ِولن فّلن‪ ،‬أنبأِن أو أنبأنا فّلن‪.‬‬
‫المكاتَ بَة‪:‬‬
‫خامساً‪ُ :‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هي‪ :‬أن يكتب َّ ِ ِ‬
‫ب ذلك عنه‪ ،‬سواء أكان‬ ‫غريه أن يكتُ ح‬
‫يأمر ح‬ ‫الشْيخ للطاالب خبطِّه حشْيئاً من ححديثه‪ ،‬أو ُ‬
‫الروايحة‬
‫ص َّحت ِّ‬
‫باإلجازة ح‬
‫ح‬ ‫حاضراً يف اجمللِس أو غائباً عنه‪ ،‬فإن كانت املكاتحبحة حمصحوبحةً‬
‫الطاالِب الذي يكتب إليه ِ‬
‫وصيحغ األداء هبا‪ ،‬أن يقول‪ :‬كتحب‬‫الرواية أيضاً‪ِ ،‬‬
‫الصحيح منها‪ :‬جواز ِّ‬ ‫اجملردة عن اإلجازة ففيها أقوال‪َّ ،‬‬
‫هبا‪ ،‬و اأما َّ‬
‫أخبِن فّل ٌن‪.‬‬
‫إيل فّل ٌن‪ ،‬ح‬
‫ا‬

‫سادساً‪ :‬اإلعالم‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫أن كِتاباً من الكتب – ويُ حس ِّميه ‪ِ -‬من حمروياته عن شيخه فّلن ِمن غري أن‬
‫ب َّ‬ ‫الش ِ ِ‬
‫يخ الطاال ح‬ ‫وهو‪ :‬إعّلم َّ‬
‫يحأْ حذن له يف ِروايحتِه عنه‪ ،‬ويرى أغلحب العلماء جواز ِّ‬
‫الرواية هبا‪.‬‬
‫ومن ِصيغ األداء هبا‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حدثن فّلن فيما أعلح حمن به‪ ،‬أخبِن فّلن إعّلماً‪.‬‬ ‫أعلمن فّلن‪ ،‬آذنحن فّلن‪َّ ،‬‬‫ح‬
‫سابعاً‪ :‬الوصية‪:‬‬
‫كتاب أو أ ْكثحر ِمن حم ْروياتِه فيقول‪:‬‬
‫ص مع َّني بِ ٍ‬ ‫احملدث عند س حف ِره أو قُر ِ ِ‬ ‫هي‪ :‬أن ي ِ‬
‫ب حم ْوته ل حش ْخ ٍ ُ ح‬‫ْح‬ ‫ح‬ ‫وصي ِّ‬ ‫ُ‬
‫ّلن بن فُّلن)‪.‬‬ ‫(أحوصيت بِص ِحيح البخاري وهو ِمن مرويايت لُِف ٍ‬
‫حْ‬ ‫ح‬ ‫ْ حْ‬
‫ِصيحغ األداء هبا‪:‬‬
‫إيل‪ ،‬أخبِن فّلن ِوصايحة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بكتاب فيه كذا‪َّ ،‬‬
‫أوصى به ا‬
‫حدثن فّلن فيما ح‬ ‫إيل فّل ٌن‬
‫أوصى ا‬
‫ح‬
‫جادة‪:‬‬
‫ثامناً‪ :‬الو َ‬
‫ص حدر حو حجد‪.‬‬‫جادة يف اللُّغة‪ :‬الوجادة بِ حك ْسر الواو حم ْ‬ ‫ال ِو ح‬
‫ط حمن‬‫ب خبح ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خبط حشْي ٍخ حمْنسوباً إليه بإسناده‪ ،‬أو ُكت ح‬
‫ٍ‬
‫حديث أو كتاباً ِّ‬ ‫اصطّلحاً‪ :‬أن ِي حد الطاالِب ُج ْزءاً ِمن‬
‫و ِ‬

‫الصّلح بوجوب العمل بال ِو ح‬


‫جادة‬ ‫أخراً عنه‪ ،‬وجزم ابن َّ‬‫عاصراً لِكتابِه أو ُمتح ِّ‬
‫رواه عنه‪ ،‬سواء أكان من وجد ذلك م ِ‬
‫ُ‬ ‫ح حح‬
‫الع حمل بِاملنقول‪ ،‬وقد حوقحع يف ُم ْسنحد اإلمام أحد‬ ‫الرواية هبا؛ وألنَّه لو توقَّف العمل هبا على ِّ‬
‫الرواية النْ حس َّد ُ‬
‫باب ح‬ ‫و ِّ‬
‫ط أيب حح َّدثنا فّلن ) ويح ُسوق الديث‪.‬‬ ‫قول ابنه عبد اهلل‪ (:‬حو حج ْدت خب ا‬
‫ِصيحغ األداء هبا‪:‬‬
‫فّلن‪ ،‬أو كتابه خبطِّه‪ ،‬مث يسوق اإلسناد واملنت‪ ،‬هذا إن حوثِ اق بأنَّه حخطاه‪ ،‬فإن حش َّ‬
‫ك‬ ‫ط ٍ‬ ‫حوج ْدت‪ ،‬أو قرأت خب ا‬
‫ط فّلن‪.‬‬ ‫يف ذلك قال‪ :‬عن فّلن أو أحظُ ان أنَّه حخ ا‬

‫‪91‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلسناد وأهِّيَّته ؟‬ ‫‪ِّ -1‬بني فضل‬
‫حمل واألداء ؟‬ ‫‪ -2‬ما معىن التَّ ُّ‬
‫الشيخ ِمن كتابِه على التَّ ِ‬
‫حديث‬ ‫الشْيخ ؟ وِمل ِّ‬
‫يقدم العُلماء إمّلءح َّ‬ ‫بالسماع ِمن لحْفظ َّ‬ ‫‪ -3‬ما هو املراد َّ‬
‫ِمن ِح ْف ِظه ؟‬
‫وحدثنا ؟‬‫وحدثن َّ‬ ‫الفرق بني مسعت‪ ،‬مسعنا‪َّ ،‬‬ ‫‪ -4‬اذ ُكر ح‬
‫الشيخ يف حالة حع حدم ِح ْف ِظه ؟‬ ‫القراءحة على َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫‪ -5‬ما شر ُ‬
‫اإلجازة ؟ وما أحقْسامها ؟ وما ِصيحغ األحداء هبا ؟‬ ‫ح‬ ‫‪ -6‬ما معىن‬
‫الشيخ الكتاب إىل الطاالِب ؟ مع قولِه هذا ِمن حمرويايت ؟‬ ‫‪ -7‬مب يُ حس امى إعطاء َّ‬
‫الرواية ؟ وما ِصيحغ األداء هبا ؟‬ ‫‪ -8‬ما معىن املكاتحبة يف ِّ‬
‫الشيخ لِلطاالب‪ (:‬هذا الكتاب ِمن حمرويايت عن شيخي فّلن )؟‬ ‫يسمى قول َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -9‬مب‬
‫ص ِحيح البخا ِري لِفّلن وهو ِمن حمرويايت ) كيف نُ حس ِّمي هذا ال حق ْول ؟‬ ‫صْيت بِ ح‬ ‫الشيخ‪ (:‬أحْو ح‬‫‪ -10‬إذا قال َّ‬
‫الروايحة مبقتحضاه ؟‬ ‫وهل توز ِّ‬
‫‪ -11‬ما معىن ال ِوجادة؟ وما ِصيغ األح ِ‬
‫داء هبا ؟‬ ‫ح‬

‫‪92‬‬
‫القسم الرابع عشر‪ :‬فك َرة ُميَس َرة عن تَخريج األَحاديث‬

‫‪93‬‬
‫تَخريج األَحاديث‪:‬‬
‫يف التخريج‪:‬‬‫تَعر ُ‬
‫احملدثني على ِع َّدة م ٍ‬
‫عان منها‪:‬‬ ‫يُطلحق التَّخريج عن ِّ‬
‫ح‬
‫جال ِ‬
‫إسناده‪.‬‬ ‫اس بِ ِذ ْكر ِر ِ‬
‫الديث لِلنا ِ‬
‫‪ -1‬إخراج ِ‬
‫الديث لِ حمن حرواه ِمن أصحاب الكتُب وأحئِ َّم ِة الديث‪.‬‬ ‫‪ -2‬عزو ِ‬
‫حْ‬
‫والتخريج اصطالحاً‪:‬‬
‫ِ‬ ‫صاد ِره األح ِ ِ‬
‫يث إىل م ِ‬ ‫عزو ِ‬
‫الد ِ‬
‫وم ْع ِرفحة حد حر حجته قُ َّوًة ح‬
‫وض ْعفاً‪.‬‬ ‫صليَّة ح‬
‫ْ‬ ‫ح‬ ‫حْ ُ‬
‫ت يف حت ِري ِر التَّخ ِريج)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السيوطي‪ (:‬وبالح ْغ ُ‬ ‫قال املناوي يف فح ْيض ال حقدير عند قول ا‬
‫السنحن واملسانِيد فّل‬
‫الديث ِمن الحو ِامع و ُّ‬ ‫حاديث إىل خمرجها ِمن أئِ َّمة ِ‬ ‫يب األح ِ‬ ‫دت يف حهت ِذ ِ‬
‫(‪....‬مبعىن اجتح ْه ُ‬
‫خمرجه وال أكتح ِفي بِ حع ْزِوه إىل حمن ليس ِمن أهله ‪-‬‬ ‫وحال ِ‬ ‫يء منها اإال بعد التحفتِيش عن حالِه ِ‬ ‫أحعزو إىل ش ٍ‬
‫ح‬ ‫ْ‬
‫جل ‪ -‬كعُظماء امل حف ِّسرين ) (‪.)26‬‬ ‫وإن َّ‬
‫َشرح التعريف‪:‬‬
‫إسناده وإضافحتُه لِ حمن حرواهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حع ْزو الحديث‪ُ :‬‬
‫الديث املعتم حدةِ اليت هي األحصل و ِ‬
‫املرجع يف تريج األحاديث واليت ال يُ حع َّول‬ ‫املصادر األصليَّة‪ُ :‬كتب أئِ َّمة ِ‬
‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫حح‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الديث األصلِيَّة املشار إليها بقولِه‪:‬‬
‫بالرجوع إليها‪ ،‬وهي كتب ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األحاديث اإال ُّ‬ ‫يف توثِيق‬
‫الصحيح‬ ‫الدين مرتَّبة على األبواب مثل‪ِ :‬‬
‫الامع َّ‬ ‫كل حموضوعات ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوامع‪ :‬وهي الكتُب اليت ُج حعت فيها ا‬
‫الرتمذي‪.‬‬ ‫الصحيح ملسلِم ِ‬
‫وجامع ِّ‬ ‫للبخاري‪ ،‬والامع َّ‬
‫السنن‪ :‬الكتُب املشتح ِملة على أحاديث األحكام ُمرتَّبة على أبوب الفقه مثل‪ :‬سنن أيب داود‪ ،‬وسنن‬ ‫و ُّ‬
‫الرتمذي‪ ،‬وسنن النَّسائي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬وسنن ال ادارمي‪ ،‬وسنن ال ادارقطن‪ ،‬وسنن البيهقي‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫حاديث على املوضوعات مثل‪ :‬مسنحد‬ ‫املسانِيد‪ :‬ما جع فيها مسنحد كل صحايب على ِح حده بدون تحرتِيب األح ِ‬
‫ُْ ا‬
‫الف ْرحدوس وغريها‪.‬‬‫اإلمام أحد بن حنبل‪ ،‬ومسند أيب داود الطَّيالِسي‪ ،‬ومسند ِ‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫ُ‬
‫يحْن حق ِسم التَّخ ِريج إىل قِ ْس حم ْني‪:‬‬

‫الصغِري (‪.)20/1‬‬
‫‪ )26‬فيض ال حقدير شرح الامع َّ‬
‫‪94‬‬
‫الصحايب الذي رواه‪ ،‬مثاله‪:‬‬ ‫صد ِره مع ِذ ْكر الكتاب و َّ‬ ‫إجايل‪ :‬وهو عزو ِ‬ ‫‪ -1‬ت ِريج ْ‬
‫الديث إىل حم ح‬ ‫حْ‬
‫وق‪ ،‬وقِتالُه ُك ْفر ) هذا الديث رواه البخاري‪ ،‬يف كتاب اإلميان عن‬ ‫املسلِم فُ ُس ٌ‬
‫باب ْ‬
‫ِ‬
‫ححديث‪ (:‬س ُ‬
‫ِ‬
‫عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص حدر‪،‬‬ ‫صدر الديث مثل البخاري‪ ،‬وقد يحِرد الديث يف أكثحر من حم ْ‬ ‫‪ -2‬ت ِريج تح ْفصيل اي‪ :‬وهو حمع ِرفحة حم ْ‬
‫ومع ِرفحة الباب‪ ،‬والزء‪ ،‬ويكون التَّخ ِريج أكثحر ِدقَّة عند َّ‬
‫الرت حجحة‬ ‫كالرؤيا أو التَّعبِري ح‬‫ومع ِرفحة الكتاب ُّ‬ ‫ح‬
‫املؤمن ُج ْزء ِمن ِستَّة‬
‫يث ِص َّحةً وضعفاً‪ ،‬وذلك كحديث‪ (:‬رْؤيا ِ‬ ‫لِرواة الديث والكم على الد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫حْ‬ ‫ُا‬
‫وأربحعِني ُجزءاً ِمن النُّبُ َّوة )‪.‬‬
‫وتريُه كما يلي‪:‬‬
‫حدثنا شعبة‪ ،‬عن‬ ‫حممد بن بح اشار‪ ،‬حدثنا غُْن حدر‪َّ ،‬‬ ‫الديث رواه البخاري يف ِ‬ ‫هذا ِ‬
‫صحيحه قال‪ :‬حدثنا ا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫ب ‪ .‬الديث‪.‬‬ ‫الصامت ‪ ‬عن النَّ ِّ‬ ‫قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن عبادة بن ا‬
‫الصالة جزء ِمن ِستَّة وأربعني جزءاً من النُّ َّبوة) صحيح البخاري‬ ‫الرؤيا ا‬ ‫وهو يف كتاب التَّعبري‪ (:‬باب‪ُّ :‬‬
‫الرؤيا‪ ،‬شرح‬ ‫السلفية‪ ،‬وأخرجه مسلم يف كتاب ا‬ ‫املطبعة َّ‬
‫بشرحه فتح الباري )‪ ،)389/12‬برقم (‪ ،)6987‬ح‬
‫النَّووي (‪ِ )23/15‬من طريق ثابِت البُناِن عن أنس (املطبعة املصرية)‪.‬‬
‫وأبو داود يف كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء يف الرؤيا (‪ ،)723/2‬برقم (‪ ،)5018‬والرتمذي يف كتاب‬
‫املؤمن ُج ْزء ِمن ستَّة وأربعني جزءاً ِمن النُّبُ َّوة (‪ ،)532/4‬برقم (‪ )2271 ،2270‬كّلها‬ ‫أن رؤيا ِ‬
‫الرؤيا‪ ،‬باب‪ُ َّ :‬‬
‫ِمن طح ِريق قتادة عن أنس عن عبادة (مطبعة اللب)‪.‬‬
‫الصالة يحراها املسلم أو تُحرى له‪ ،‬برقم‬ ‫الرؤيا ا‬
‫الرؤيا‪ ،‬باب‪ُّ :‬‬‫وسنن ابن ماجه (‪)1282/2‬ج‪ ،‬كتاب تعبري ا‬
‫(‪ِ ،)3894 ،3893‬من طريق إسحاق بن عبد اهلل بن أيب طلحة عن أنس ‪( ‬مطبعة اللب)‪ ،‬وأحد يف‬
‫املسند (‪ )319/5‬عن طريق شعبة عن قتادة عن أنس ‪( ‬مطبعة بريوت)‪.‬‬
‫الديث‪:‬‬ ‫سند ِ‬
‫ح‬
‫الذهب‪ :‬وثَّقه غري واحد‪ ،‬تويف‬ ‫بشار بن عثمان أبو بكر العبدي موالهم‪ ،‬الافظ قال َّ‬ ‫حممد بن ا‬ ‫َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫سنة ‪252‬ه ‪.‬‬
‫أصح ِ‬
‫الناس ححديثاً تويف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد بن جعفر اهلذيل موالهم البصري الافظ‪ ،‬كان من ا‬ ‫‪ -2‬غُْن حدر‪ :‬وهو َّ‬
‫سنة ‪193‬ه ‪.‬‬
‫العتح ِكي الافِظ‪ ،‬ثحْبت ُح َّجة تويف سنة ‪160‬ه ‪.‬‬ ‫الجاج بن الورد ح‬ ‫‪ -3‬شعبة بن ا‬
‫السدوسي الافِظ املفسر ثقة تويف سنة ‪118‬ه ‪.‬‬ ‫دعامة أبو اخلطاب َّ‬ ‫تادة بن ح‬ ‫‪ -4‬قح ح‬

‫‪95‬‬
‫‪ -5‬أنس بن مالك صحايب جليل ‪.‬‬
‫الص ِامت صحايب جليل ‪.‬‬ ‫عبادة بن ا‬
‫ح‬ ‫‪-6‬‬
‫تعديل ِمن أح حح ٍد‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬سورة الفتح‬
‫بتعديل اهلل هلم‪ ،‬فّل حيتاجون إىل ٍ‬
‫ِ‬ ‫عدول‬
‫الصحابة ٌ‬ ‫ونظراً َّ‬
‫ألن َّ‬
‫اآلية‪.)18 :‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ‬

‫ﱌ ﱍ ﱠ (التَّوبة اآلية‪.)100 :‬‬


‫وقال ‪ ((:‬خري ال ُق ِ‬
‫رون قح ْرِن ))‪( .‬صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الحكم على الحديث‪:‬‬
‫الزرقاِن‬‫نص ا‬
‫السيوطي يف (األزهار املتناثرة يف األخبار املتواترة) كما َّ‬ ‫صحيح‪ ،‬وذكره ُّ‬ ‫الديث هبذا اإلسناد ح‬
‫واملناوي على تحواتره‪.‬‬
‫طُُرق التخريج‪:‬‬
‫صل إىل تريج ح ِديث ومع ِرفحة م ِ‬
‫صاد ِره يحتِ ام بِطُُرٍق خحْ حسة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫التَّ حو ُّ‬
‫حْ ح‬ ‫ح‬
‫وضوعه وما يشمل عليه ِمن ٍ‬
‫معان‪.‬‬ ‫‪ -1‬تريج الديث عن طريق مع ِرفة م ِ‬
‫ح‬ ‫ح ح‬
‫الراوي األح ْعلى له‪.‬‬ ‫‪ -2‬تريج الديث عن طحريق ا‬
‫حبسب َّأول حكلِمة منه‪.‬‬ ‫‪ -3‬تريج الديث ح‬
‫‪ -4‬تريج الديث اعتِماداً على حكلِ حمة أو جُْلحة حورحدت فيه‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -5‬تريج الديث على أساس مسحة أو ِص حفة ُ‬
‫ميتاز هبا‪.‬‬
‫ونوضح ذلك فيما يلي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫سب َموضوع َ‬ ‫أوالً‪ :‬تَخريج الحديث ب َح َ‬
‫ومع ِرفحة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫سمي بعضهم هذه الطَّريقة بالاسة ِ‬
‫الديثِيَّة؛ إذ إ َّن ِ‬
‫لحديث ح‬ ‫ث املتح حمِّرس عند قراءحته ل ح‬‫الباح ح‬ ‫ا‬ ‫وقد يُ َّ‬
‫وضوعه كذا‪ ،‬فيكون يف كتاب كذا ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫حاستِه الديثِيَّة اليت تُِفيده َّ‬
‫موضوعه يح ْستح ِطيع عن ط ِريق َّ‬‫ِ‬
‫يث حم ُ‬ ‫أن هذا الد ح‬
‫الصوم مثّلً‪ ،‬ويف باب كذا‪.‬‬
‫الصّلة ‪ -‬أو َّ‬ ‫َّ‬
‫وهذه طح ِري حقة ال ُقدامى الذين استفادوا بكثرة قراءهتم للحديث واطِّّلعهم على املصنَّفات ومع ِرفة طُرقها يف‬
‫موضوعه الذي يدور حولحه أن يقول‬‫ِ‬ ‫ضع األحاديث يف أماكِنها‪ ،‬فيستطيع القارئ للحديث بعد مع ِرفة‬ ‫وو ْ‬ ‫التَّبويب ح‬
‫أساس هذه الطح ِري حقة أن ح‬
‫يتح َّقق‬ ‫َيرج على ِ‬ ‫بد لِ حمن ِّ‬
‫ينص على الباب أيضاً‪ ،‬وال َّ‬ ‫هذا الديث يف كتاب كذا‪ ،‬وقد ا‬
‫ِمن اآليت‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫بدقَّة‪ ،‬فقد تشتمل فقراته على حمسائل يف‬ ‫‪ -1‬مع ِرفة موضوع الديث واملسائِل اليت يشتمل عليها ِ‬
‫ح‬
‫الصّلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬أو الهاد‪ ،‬فحري ِاجع هذه الكتب يف م ِ‬
‫صادرها‪.‬‬ ‫كتاب َّ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫الصوم‬
‫صنَّ حفت األحاديث على أساس املوضوعات‪ ،‬فتح ْج حمع أحاديث َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬معرفة املصادر الديثيَّة اليت ح‬
‫الص ْوم وتُ حق ِّس ُمه إىل أبواب‪ ،‬وأحاديث الهاد يف كتاب الهاد‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫مثّلً يف كتاب َّ‬
‫تامة يف الكتاب واألبواب اليت يُتح حوقَّع ُو ُ‬
‫جوده فيها‪.‬‬ ‫‪ -3‬البحث عن الديث بدقَّة َّ‬
‫‪ -4‬إن مل ِيده يعيد النَّظحر يف الديث فحلح حعلَّه يُ ِشري إىل حمسألحة حدقِي حقة ُو ِضع بِ حسبحبِها يف كتاب وباب غري‬
‫الذي يحتح حوقَّعه‪.‬‬
‫حيرم ِمن‬
‫الرضاع ما ُ‬ ‫حيرم ِمن َّ‬
‫مثال ذلك‪ :‬حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪ُ (( :‬‬
‫ال ِو ح‬
‫الدة ))‪.‬‬
‫ومن‬‫الرضاع وأنَّه حيرم به ما حيرم عن طح ِريق ال ِوالدة‪ِ ،‬‬ ‫وألول حوْهلحة نراه يتكلَّم عن َّ‬ ‫فعند قراءة هذا الديث َّ‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املمكن تريج هذا الديث على أساس الاسة الديثِيَّة‪ ،‬أو باعتبار موضوعه فنحتَّ ِجه إىل املصادر املصنَّفة على‬
‫الرضاع ما حيرم ِمن‬ ‫حيرم بِ ِّ‬
‫الرضاع‪ ،‬ويف الباب الذي يبحث موضوع الديث‪ ،‬وأنَّه ُ‬ ‫األبواب ونحْبحث عنه يف كتاب َّ‬
‫الرضاع ناتان عن‬ ‫ألن الوالدة و َّ‬‫النَّ حسب‪ ،‬فنحجد الديث كما توقَّعنا‪ ،‬ولرمبا ورد الديث يف كتاب النِّكاح؛ َّ‬
‫املرض حعة وغ ِريها مَّن رآها تُ ْر ِضع‪ ،‬وبالبحث‬‫بشهادةِ ِ‬ ‫الشهادات؛ أل َّن َّ‬
‫ضاعة تثبت ح ح‬ ‫الر ح‬ ‫النِّكاح‪ ،‬وقد نده يف كتاب َّ‬
‫الشهادة على األنساب) ويف النِّكاح‪ ،‬باب‪:‬‬ ‫الشهادات (باب‪َّ :‬‬ ‫أن الديث رواه البخاري يف كتاب َّ‬ ‫تبني َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫الرضاع‪( ،‬باب‪ :‬حيرم ِمن َّ‬
‫ضاعة ما حيرم من ال ِو ح‬
‫الدة)‪ ،‬ورواه‬ ‫الر ح‬ ‫أرض ْعنح ُكم‪ ،‬ورواه مسلم يف كتاب ا‬ ‫الّليت ح‬
‫وأمهاتكم ا‬
‫الرضاع)‪.‬‬ ‫النَّسائي يف كتاب الناكاح‪( ،‬ما حيرم ِمن ِّ‬
‫صادر هذه الطَّريقة‪:‬‬ ‫أهم م ِ‬
‫اح‬
‫صنِّف على األبواب واملوضوعات ِمن كتب الديث مثل‪:‬‬ ‫كل ما ُ‬ ‫َّ‬
‫يُساعدنا يف هذه الطريقة ا‬
‫ِ‬
‫الصحيح‪ :‬أليب عبد اهلل حممد بن إمساعيل البخاري‪.‬‬ ‫‪ -1‬الامع َّ‬
‫‪ -2‬صحيح اإلمام مسلم‪ :‬أليب السني مسلم بن الجاج القشريي النيسابوري‪.‬‬
‫الرتمذي‪.‬‬ ‫‪ -3‬سنن الرتمذي‪ :‬أليب عيسى حممد بن عيسى بن سورة ا‬
‫السجستاِن‪.‬‬ ‫‪ -4‬سنن أيب داود‪ :‬سليمان بن األشعث بن إسحاق ا‬
‫‪ -5‬سنن ابن ماجه‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد القزوين‪.‬‬
‫‪ -6‬سنن النسائي‪ :‬أحد بن شعيب أبو عبد الرحن النَّسائي‪.‬‬
‫‪ -7‬سنن ال ادارقطن‪ :‬أبو السن علي بن عمر ال ادارقطن‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫والكتب املصنَّفة على األبواب كثرية ِسوى ذلك‪.‬‬
‫لحديث‪:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬عن طريق َمعرفَة الراوي األعلى ل َ‬
‫الصحايب أو التاابعي‪ ،‬إذا عرف ِ‬
‫الباحث را ِوي‬ ‫الراوي األعلى للحديث ‪َّ -‬‬ ‫التَّخريج عن طريق حمع ِرفة ا‬
‫الصحايب‪ ،‬أو حمع ِرفحة التاابِعي إذا كان الديث حموقوفاً ‪ -‬مع‬ ‫ب ‪ ‬إذا كان الديث حمرفوعاً وهو َّ‬ ‫الديث عن النَّ ا‬
‫األحاديث بالبحث يف الكتب اليت حرتَّبحت‬ ‫ِ‬ ‫َيرجه؛ أمكنحه الصول على‬ ‫ص الذي يريد أن ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّحقيق من النَّ ا‬
‫يث على حسب املسانيد‪ ،‬وهي كتب املسانيد وكتب األطراف‪ ،‬وتعرف باملسانيد مث األطراف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األحاد ح‬
‫‪ -1‬املسانِيد‪:‬‬
‫كل صحايب‬ ‫الصحابة حبيث تكون أحاديث ا‬ ‫يمع أحاديث َّ‬ ‫املسانيد‪ :‬جع مسند‪ ،‬وهو الكتاب الذي ح‬
‫مستح ِقلَّة عن غريها‪.‬‬
‫الصيام بوار حديث يف الهاد وهكذا‪،‬‬ ‫وال يشرتط ترتِيبها على حسب املوضوعات‪ ،‬بل قد ند حديثاً يف ِّ‬
‫كل حديث‪ ،‬وذلك مثل‬ ‫الصحايب يف موضع و ِ‬
‫بغض النَّظحر عن موضوع ا‬ ‫احد ِّ‬ ‫فاملسنحد يهتح ام فقط بمع أحاديث َّ‬
‫مسند اإلمام أحد‪ ،‬ومسند الميدي‪ ،‬ومسند الطَّيالسي‪ ،‬ومسند عبد بن حيد‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫مبسنح ِده يف هذا الكتاب‬‫الصحابية ونأيت ْ‬ ‫الصحايب أو َّ‬ ‫فإذا حأردنا أن خنحِّرج حح ِديثاً ِمن ُم ْسنحد أح ْححد نح ْع ِرف َّ‬
‫ِ‬
‫يث الذي ْنب ححث عنه‪.‬‬ ‫الصحايب حىت ِند الحد ح‬ ‫ونقرأ األحاديث اليت رواها َّ‬
‫صلِحي‬ ‫مثال ذلك‪ :‬ححديث رواه اإلمام أحد عن اأم سلحمة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪(( :‬أح ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض مل يحْن ِزل إليها قحط))‪.‬‬ ‫ك إىل األحْر ِ‬ ‫س؛ فإنَّه يحْن ِزل حملح ٌ‬ ‫ِ‬
‫لنا اجملل ح‬
‫الس ِادس‪ ،‬مث‬ ‫أحضرنا الزء الذي فيه ُمسنحد اأم سلحمة رضي اهلل عنها وهو الزء ا‬ ‫عند ت ِريج هذا الديث ح‬
‫نبحث عنه يف الزء‬ ‫فتحنا هذا الزء على مسنح ِدها وأخ ْذنا نقرأ يف ِ‬
‫الديث الذي ح‬‫ح‬ ‫أحاديثها حىت حو حجدنا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫حْ‬
‫فحة بِ ُسهولحة‪.‬‬ ‫الص ح‬‫و َّ‬
‫الديث ال اد اال على بحِقيَّتِه‪ ،‬وُكتُب األطراف اليت حرتَّب‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬األطراف‪ :‬جع طححرف‪ ،‬وهو الُزء ِمن‬
‫الصحابحة – غالباً ‪ -‬على‬ ‫الصحابة مع تحرتِيب َّ‬ ‫اف الديث فيها على حمسانِيد َّ‬ ‫أصحاهبا أطر ح‬
‫حروف اهلِجاء‪ ،‬وأهم كتب األطراف (حتفة األشراف مبعرفة األطراف) ِ‬
‫للمِّزي املتوّف سنة‬ ‫ا‬
‫املهرة بأطراف العشرة) البن حجر العسقّلِن املتوّف سنة ‪852‬ه ‪( ،‬أطراف‬ ‫‪742‬ه ‪( ،‬وإحتاف ح‬

‫‪98‬‬
‫الع حشرة) أليب العباس البوصريي املتوّف سنة ‪840‬ه ‪ ( ،‬حذخائِر املواريث يف ال اداللحة على‬ ‫املسانيد ح‬
‫اضع الديث) لعبد الغن الناابلسي املتوّف سنة ‪1143‬ه (‪.)27‬‬ ‫مو ِ‬
‫ح‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫سب أَول لَفظَة من َمتن َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬التخريج ب َح َ‬
‫الديث مث‬‫ف َّأول لحْفظحٍة ِمن منت ِ‬ ‫وتعتب هذه الطَِّري حقة ِمن أحسهل طُرِق التَّخ ِريج؛ إذ يكفي ِ‬
‫الباحث أن يع ِر ح‬
‫حْ‬ ‫ْح ُ‬
‫يث تح ْرتِيباً ِهجائِيااً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يحْب ححث عن الديث يف الكتُب اليت حرتَّبحت األححاد ح‬
‫حسب َّأول حكلِ حمة يف املنت‪ ،‬وتق ادم ما بدئ باهلمزة مث ما بدئ بالباء‪...‬إخل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حفرتتيب األحاديث على ح‬
‫ِ‬
‫الديث بّل عناء‪،‬‬ ‫الباحث وتح ُدلُّه على ِ‬ ‫تفيد ِ‬‫صنِّفت يف هذا اجملال كتب قدمية وأخرى حديثة كلاها ُ‬ ‫وقد ُ‬
‫حبث يف اليت‬
‫وإال ح‬‫املناسب‪ ،‬فإن كانت هي جزء الديث اليت يبحث عنه ا‬ ‫احث َّأول حكلِمة يف الرف ِ‬ ‫فيكشف الب ِ‬
‫ح‬
‫صده‪.‬‬ ‫بعدها حىت يعثُر على اللَّفظحة اليت هي جزء ِمن الديث الذي ي ْق ِ‬ ‫قبلها واليت ح‬
‫ح‬ ‫ْ‬
‫ض ام‬
‫للسيوطي‪ ،‬فيض القدير للمناوي‪ ،‬والفتح الكبري يف ح‬ ‫* الكتب املفيدة يف هذا اجملال‪ :‬الامع الصغري ُّ‬
‫الصغِري للنَّبهاِن‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫يادة إىل الامع َّ‬ ‫الز ح‬
‫ِّ‬
‫أوالً‪ :‬الكتب املصنَّفة لِل َّداللحة على األحاديث املشتح ِهرة على ِ‬
‫األلسنة منها‪:‬‬ ‫ح‬
‫األلسنة) لإلمام شس الدين أيب اخلري‬ ‫(املقاصد السنة يف بيان كثري ِمن األحاديث املشتهرة على ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫السخاوي املتوّف سنة ‪902‬ه ‪ ،‬وتبلغ أحاديث هذا الكتاب ‪1356‬حديثاً‪.‬‬ ‫حممد بن عبد الرحن َّ‬
‫ألسنحة النااس)‪ ،‬ملؤلِّفه إمساعيل بن‬‫‪ ( -2‬حك ْشف اخل حفاء وم ِزيل اإللباس عما اشتح هر ِمن الديث على ِ‬
‫ا ح‬ ‫ح ُ‬
‫لخيصاً لكتاب ِ‬
‫املقاصد‬ ‫حممد العجلوِن الراحي املتوّف سنة ‪ 1162‬ه وهذا الكتاب يعتب تح ِ‬ ‫َّ‬
‫عدداً ِمن األحاديث حىت بلغت جلة ما فيه ‪ 3254‬حديثاً‪.‬‬ ‫لسخاوي‪ ،‬وقد أضاف إليه ح‬ ‫السنحة لِ َّ‬
‫ح‬
‫ِ‬
‫الرحن بن البحديع‬ ‫اس ِمن الديث) ملؤلِّفه عبد َّ‬ ‫‪( -3‬متيِيز الطَّيِّب ِمن اخلبِيث فيما ي ُدور على ِ‬
‫ألسنحة النا ِ‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫الشيباِن املتوّف سنة ‪944‬ه ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ضعها ِ‬
‫املعاصرون منها‪:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ال حفها ِرس اليت حو ح‬
‫أحاديث‬‫الرحيم بن عنب الطَّهطاوي‪ ،‬رتَّب يف ِ‬ ‫أحاديث البخاري) لعبد َّ‬ ‫‪( -1‬هداية البا ِري إىل ترتيب ِ‬
‫الصحيح) وهو خمتحصر لصحيح البخاري‪.‬‬ ‫الصريح ألحاديث الامع َّ‬ ‫(التَّج ِريد َّ‬
‫‪( -2‬فهرس صحيح مسلم) حملمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬رتَّب فيه أحاديثه على حسب الروف اهلجائية‪.‬‬
‫أحاديثه كسابقه‪.‬‬‫‪( -3‬فهرس موطأ مالك) حملمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬رتَّب ِ‬

‫اسة األحسانِيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬


‫‪ )27‬على املعلِّم است ْكمال ذلك بالتَّعريف بكتب األطراف وإعطاء مثال منها‪ ،‬ويُفيدنا يف ذلك كتاب‪ :‬التَّخ ِريج ودر ح‬
‫للدكتور الطَّحان‪ ،‬وبِتح حع ُّدد األمثِلحة يح ْستح ِفيد الطاالِب‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪99‬‬
‫حملمد عبد الباقي‪ ،‬أيضاً رتَّب فيه األحاديث القوليَّة‪.‬‬ ‫‪( -4‬فهرس سنن ابن ماجه) َّ‬
‫الصغِري) ملبارك بن مصبح املعازمي‪ ،‬ولقد حس َّهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعجم َّ‬ ‫‪( -5‬التَّ ْيسري يف تحرتيب أحاديث الطَّباِن يف ح‬
‫الصغِري للطباِن‪.‬‬‫هذا الفهرس البحث عن األحاديث يف املعجم َّ‬
‫ضله) البن عبد الب‪ ،‬رتَّبه على حروف اهلجاء عبد العزيز بن حممد‬ ‫جامع بحيان العِْلم وفح ْ‬ ‫‪( -6‬فهرس ِ‬
‫السدحان‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أحاديث ُم ْشكل اآلثار) لإلمام الطَّحا ِوي حرتَّبحه على حروف املعجم نحبِيل‬ ‫‪( -7‬إيقاف األخبار على ِ‬
‫بن منصور البصارة‪ ،‬إليك بعض األحاديث وأماكنها يف هذه الفهارس‪:‬‬
‫ِ‬
‫(أ) فإذا أردنا أن خنرج حديثاً من صحيح اإلمام البخاري أوله‪ (:‬بحْي نحما حر ُج ٌل ميشي بِطح ِر ٍيق حو حج حد غُ ْ‬
‫ص حن‬
‫ٍ‬
‫حش ْوك على الطَِّريق ح‬
‫فأخ حذه‪ ،‬فح حش حكر اهللُ له فحغح حفحر له)‪.‬‬
‫حبثنا عنه يف حروف (الباء) فنجد الملة األوىل من الديث يف فهرس هداية الباري مع ذكر‬
‫راوي الديث وهو أبو هريرة ‪.‬‬
‫ب أح ِع ان وال تُعِ ْن حعلح َّي )‪( .‬رواه أبو داود)‪.‬‬ ‫(ب) وكذلك بالبحث عن حديث‪ (:‬حر ا‬
‫أرشدنا أنَّه حمرِوي عن ابن عباس ‪ ‬برقم ‪،510‬‬ ‫ند (فهرس أحاديث وآثار وسنن أيب داود) ح‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫الر ُجل إذا أسلم)‪ ،‬ولفظُه كامّلً‪ (:‬حر ا‬ ‫الصّلة)‪( ،‬باب‪ :‬ما يقول َّ‬ ‫وهو يف الزء األول (كتاب َّ‬
‫صرِن على حمن بحغحى‬ ‫ِ‬
‫علي‪ ،‬و ْام ُك ْر يل وال مت ُكر حعلح َّي‪ ،‬وانْ ُ‬
‫صر َّ‬ ‫انصرِن وال تح ْن ُ‬
‫أعن وال تُعن حعلح َّي‪ ،‬و ُ‬ ‫ِّ‬
‫اجعلن لك شاكِراً‪ ،‬لك ذاكِراً‪ ،‬لك ر ِاهباً‪ ،‬لك مطواعاً‪ ،‬إليك خمبِتاً (‪ )28‬أو ُمنِيباً‪،‬‬ ‫حعلح َّي‪ ،‬اللَّهم ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسلُل‬
‫وس ِّدد لساِن‪ ،‬و ْ‬ ‫ب تح حقبَّل تح ْوبحيت‪ ،‬وا ْغسل حح ْوبحِيت‪ ،‬وأحجب حد ْع حويت‪ ،‬وثحبِّت ُح َّجيت‪ ،‬و ْاهد قح ْلِب‪ ،‬ح‬ ‫حر ا‬
‫يمة (‪ )29‬قح ْلِب )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حسخ ح‬
‫(األمي أوىل بِنح ْف ِسها ِمن حولحيِّها) ِنده يف (مفتاح ُّ‬
‫(‪)30‬‬
‫السنحن) البن ماجه‬ ‫(ج) وبالبحث عن حديث ِّ‬
‫الّلم‪ ،‬وبالبحث عن‬ ‫املعرف باأللف و ا‬ ‫حممد فؤاد عبد الباقي برقم ‪ 1870‬حتت َّ‬ ‫الذي بح حوبَّه حورقَّ حمه َّ‬
‫األول كتاب النِّكاح‪( ،‬باب‪ :‬استِْئمار البِ ْكر والثَّيِّب) عن ابن‬ ‫الرقم يف الكتاب ِنده يف الزء َّ‬ ‫هذا َّ‬

‫‪ )28‬اإلخبات‪ :‬اخلشوع والتَّواضع‪.‬‬


‫السخيمة‪ :‬الِْقد‪.‬‬
‫‪َّ )29‬‬
‫زوج هلا بِ ْكراً كانت أو ثحيِّباً‪ ،‬واملراد هنا‪ :‬الثَّيِّب‪.‬‬
‫األمي يف األصل‪ :‬حمن ال ح‬ ‫‪ِّ )30‬‬
‫‪100‬‬
‫رسول‬ ‫عباس ‪ ‬ولحْفظُه‪ (:‬األحِّمي أحوىل بِنح ْف ِسها ِمن ولِيِّها والبِ ْكر تُستحأْمر (‪ )31‬يف نح ِ‬
‫فسها) قيل‪ :‬يا ح‬ ‫ْ ح‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫إن البِ ْكر تح ْستح ِحي أن تحتح حكلَّم‪ ،‬قال ‪ ((:‬إ ْذّنا يف ُسكوهتا)) (‪.)601/1‬‬ ‫اهلل‪َّ ،‬‬
‫الحديث ال تُستَ ع َمل ب َكث َرة‪:‬‬ ‫سب لَفظَة من َ‬ ‫رابعاً‪ :‬التخريج ب َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إذا كان الباحث ُمل اماً بألفاظ الديث فيحمكنُه تريه عن طريق أح ْخذ حكل حمة منه ال تُ ْستح ْع حمل ب ح‬
‫كثرة ويحْب ححث‬
‫بوي)‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫عنها‪ ،‬فقد يدها ض ْمن حكلمات (املعجم املفهرس أللفاظ الديث النَّ ا‬
‫جمموعة ِمن املستشرقني منهم الدكتور أرندجان ونسنك‪ ،‬أستاذ اللُّغة العربية بامعة ليدن‪،‬‬ ‫هذا املعجم رتَّبه ح‬
‫حممد فؤاد‬
‫الشيخ َّ‬
‫وقد قام بنشر هذا الكتاب مبدينة ليدن هبولندا سنة ‪1939‬م‪ ،‬كما شارك يف إخراجه ونشره َّ‬
‫عبد الباقي ‪ -‬يرحه اهلل ‪ -‬ويقع هذا املعجم يف سبعة جملَّدات‪ ،‬وقد فهرس ألفاظ الديث لتِ ْس حعة كتب‪ ،‬رتَّب‬
‫املعجم‪ ،‬وهذه الكتب هي‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬سنن أيب‬ ‫ِ‬
‫يقل استعماهلا على حروف ح‬ ‫حكلماهتا اليت ا‬
‫الرتمذي‪ ،‬سنن الناسائي‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬موطَّأ مالك‪ ،‬مسند أحد‪ ،‬سنن ال ادارمي‪.‬‬ ‫داود‪ ،‬سنن ا‬
‫وها هي رموزه للكتب اليت خرج منها‪:‬‬
‫(خ) للبخاري‪( ،‬م) ملسلم‪( ،‬د) أليب داود‪( ،‬ت) للرتمذي‪( ،‬ن) للنسائي‪( ،‬جه) البن ماجه‪( ،‬دي)‬
‫للدارمي‪( ،‬حم) ألحد بن حنبل‪.‬‬
‫أورحده‬ ‫ِ‬ ‫الي ِ‬
‫ومعه عائ حشة) ح‬ ‫ش ح‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬بأوالت ْ‬ ‫س ُ‬ ‫مثال للتَّخريج من املعجم املفهرس‪ :‬حديث ( حعَّر ح‬
‫صه‪:‬‬
‫صاحب املعجم يف ماده (عرس) (‪ )175/4‬وقال ما نح ُّ‬ ‫ِ‬
‫هارة‪.)121( :‬‬ ‫(د) الطَّ ح‬
‫طهارة‪.)196( :‬‬‫(ت) ح‬
‫(حم) ‪.)264( : /4‬‬
‫توضيح‪:‬‬‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(عرس) إذا نححزل املسافر آخحر اللَّ ِيل ليح ْس حرت ح‬
‫يح حوقْتاً مث يحْر ححل‪.‬‬ ‫عرس قال يف املصباح املنري‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫هارة) أي‪ :‬كتاب الطَّهارة ‪ 121‬رقم الباب‪.‬‬ ‫السنحن (الطَّ ح‬
‫(د) رمز أليب داود يف ُّ‬
‫(ت) للرتمذي يف سننه كتاب الطَّهارة ‪ 196‬رقم الباب‪.‬‬
‫(حم) أحد يف املسنحد‪ ،‬جزء ‪ 4‬ص ‪.264‬‬

‫‪ )31‬والبِ ْكر تُ ْستحأْ حمر‪ :‬أي يحطْلُب ُّ‬


‫الويل منها اإلذن يف النِّكاح‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫الرقْم الذي يح ْذكره هذا الكتاب لِ ُك ال ِمن البخاري‪ ،‬وأيب داود‪ ،‬و ِّ‬
‫الرتِمذي‪ ،‬والنَّسائي‪ ،‬وابن‬ ‫ّلحظ‪َّ :‬‬
‫أن َّ‬ ‫ويُ ح‬
‫ماجه‪ ،‬ي ِشري إىل رقم الباب‪ ،‬أما يف مسلِم واملوطاأ فإناه ي ِشري إىل رقْم ِ‬
‫الديث‪ ،‬و اأما يف مسنحد اإلمام أححد فإنَّه‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫ُ‬
‫صغِري‪.‬‬ ‫الصفحة ميِّزاً رقْم ِ‬
‫الزء برق ٍم كبري و َّ‬ ‫ِ‬
‫فحة بحِرقم ح‬
‫الص ح‬ ‫ح‬ ‫يُشري إىل حرقْم الزء و َّ ح‬
‫خامساً‪ :‬التخريج على أساس س َمة غالبَة على الحديث أو ص َفة يَمتاز بها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫صف مييِّزه عن غ ِريه أو يحدخل حتت نح ْوع ِمن‬
‫األحاديث‪ ،‬ويكون هذا النَّوع قد‬ ‫الديث بِحو ْ‬
‫ُ‬ ‫وصف‬
‫قد يُ ح‬
‫املرسل‪ ،‬فإذا أراد‬
‫خاصة به مثل‪ :‬الديث ال ُقدسي‪ ،‬أو املسلح ْسل‪ ،‬أو املنسوخ‪ ،‬أو املوضوع‪ ،‬أو ح‬ ‫صنِّ حفت فيه كتب َّ‬
‫ُ‬
‫املصنَّ حفة يف هذا النَّوع لِلبح ْحث‬ ‫َّ‬
‫صف من هذه األوصاف اته إىل الكتب ح‬
‫ِ‬
‫يج ححديث يح ْغلب عليه حو ْ‬
‫ِ‬
‫الباحث ت ِر ح‬
‫الديث على ِج حهة ْ‬
‫اإلجال‪:‬‬ ‫خاصة ِمن ِ‬ ‫املصنَّ حفة يف أنواع َّ‬
‫عنه‪ ،‬ونح ْذ ُكر بعض الكتُب ح‬
‫كتب يف الديث ال ُق ُد ِسي منها‪:‬‬ ‫صنِّ حفت ٌ‬ ‫أوالً‪ :‬في الحديث ال ُقدسي‪ُ :‬‬
‫الرؤوف املناوي‪ ،‬وي ْشتح ِمل هذا ِ‬
‫الكتاب‬ ‫ح‬ ‫السنِيَّة باألحاديث ال ُق ُد ِسيَّة) لِلحافِظ عبد َّ‬‫‪( -1‬اإلحتافات ا‬
‫الس ْهل عند حم ْع ِرفحة َّأول حكلِ حمة ِمن الديث‬
‫ومن َّ‬ ‫روف اهلِجاء ِ‬‫على ‪ 272‬ح ِديثاً رتِّبت على ح ِ‬
‫ُ‬ ‫ح حح‬
‫ال حك ْشف عنه يف هذا ِ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫أحاديثه ِمن جحْع الو ِامع و ِ‬
‫الامع‬ ‫دسية) لِلمدِن‪ ،‬وقد جعت ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫السنيَّة يف األحاديث ال ُق ا ح‬ ‫‪( -2‬اإلحتافات ا‬
‫لمنا ِوي‪ ،‬ويح ْشتح ِمل الكتاب على‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصغِري وال ادر املنثور‪ ،‬وهذه الثَّّلثحة لِ ُّ ِ‬
‫لسيوطي‪ ،‬وكنوز القائق ل ُ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫‪ 863‬حح ِديثاً‪.‬‬
‫اإلسّلميَّة مبصر‪ ،‬تأليف لنة ِمن العلماء‬ ‫ِ‬ ‫للشؤون‬‫القدسياة) طبعة اجمللس األعلى ُّ‬ ‫(األحاديث ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫ب‪ ،‬وهي‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪،‬‬ ‫ج حعت ِمن حسْب حعة كتُ ٍ‬ ‫حديث ُِ‬‫وتبلغ أحاديثه ‪ِ 400‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬سنن النَّسائي‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬وقد ُرتِّبحت أحاديث‬ ‫موطاأ مالك‪ ،‬سنن أيب داود‪ ،‬سنن ِّ‬
‫وش ِر ححت حش ْرحاً ُموجزاً‪.‬‬‫هذا الكتاب على أساس املوضوعات ُ‬
‫ثانياً‪ :‬في الحديث المسلَسل‪:‬‬
‫اح ٍد ِمن ِر ِ‬
‫جال‬ ‫اح حدة‪ ،‬كل و ِ‬ ‫اح حدةٍ أو حالحٍة و ِ‬
‫إذا كان الديث مس ْلسّلً وهو الذي تحتابع رواتُه على ِص حف ٍة و ِ‬
‫ا‬ ‫ُا‬ ‫ُح ح‬
‫ِ‬ ‫اإلسناد يرويه هبا‪ ،‬كحديث أيب داود عن معاذ بن جبل َّ‬
‫ب ‪ ‬قال له‪ ((:‬يا ُمعاذ إِن أُحبُّك فح ُقل ُدبُحر ا‬
‫كل‬ ‫أن النَّ َّ‬
‫بادتِك ))‪ ،‬فقد التحزم ُراواته ِذ ْكر قولِه‪ (:‬إِن أُ ِحبُّك فح ُقل ) فكان‬ ‫ِ‬ ‫هم أح ِع ِّن على ِذ ْك ِرك ُ‬
‫وش ْك ِرك ُ‬
‫وح ْسن ع ح‬
‫ٍ‬
‫صّلة‪ :‬اللَّ ا‬‫ح‬
‫املس ْل حسل‬ ‫ومن الكتب حَّ‬ ‫احد ِمن رواته يقوهلا لِمن ي رِوي له الديث‪ ،‬فصار مس ْلسّلً هبا‪ِ ،‬‬ ‫كل و ِ‬
‫املؤل حفة يف الديث ح‬ ‫ُح‬ ‫ح حْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫حملمد عبد الباقي األيويب ‪ -‬يرحه اهلل ‪ -‬وهو أكب‬ ‫املس ْل حسلحة َّ‬ ‫ِ‬
‫املس ْل حسلحة يف األحاديث ح‬ ‫‪ -1‬املناهل ح‬
‫املصنَّ حفة يف األحاديث املسلسلة‪ ،‬ويشتح ِمل على ‪ 212‬حديثاً‪.‬‬ ‫الكتب ح‬
‫يوطي‪ ،‬ويح ْشتح ِمل على ‪ 85‬حديثاً‪.‬‬ ‫لس ِ‬ ‫املس ْل حسّلت الكبى لِ ُّ‬
‫ح‬ ‫‪-2‬‬
‫السخاوي‪.‬‬‫املسلسلة لإلمام َّ‬
‫ح‬ ‫‪ -3‬األحاديث‬
‫رسل‪:‬‬
‫الم َ‬
‫الحديث ُ‬ ‫ثالثاً‪ :‬في َ‬
‫وص حورتُه‪ :‬أن يقول التاابِعِي (سواء كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املرسل اصطّلحاً‪ :‬هو ما حس حقط من آخر إسناده حمن بح ْعد التاابِعي‪ُ ،‬‬ ‫ح‬
‫احملدثني ‪ ،‬وألِّحفت‬
‫)‬‫‪32‬‬ ‫(‬
‫املرسل عند ِّ‬
‫صغرياً أو كبرياً) ‪ :‬قال رسول اهلل ‪ :‬كذا أو فعل كذا‪ ..‬وهذا صورة ح‬
‫املرسلحة واملقطوعة منها‪:‬‬
‫كتب يف األحاديث ح‬ ‫ٌ‬
‫املرسلحة‪.‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬املراسيل أليب داود‪ ،‬وهو كتاب صغري الجم يح ْشتحمل على حع حدد من األحاديث ح‬
‫‪ -2‬املراسيل البن أيب حات‪.‬‬
‫حصيل ألحكام املراسيل للحافظ خليل كيكلدي العّلئي‪ ،‬وقد اشتمل على أنواع‬ ‫‪ -3‬جامع التَّ ِ‬
‫الديث املنقطع وأمساء املدلِّ ِسني واألسانيد املنقطعة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬في الحديث الموضوع‪:‬‬
‫إذا كان الديث الذي يراد الكشف عنه تبدو عليه مّلمح الوضع أو قيل فيه ذلك‪ ،‬يبحث عنه يف كتب‬
‫املوضوعات‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫األباطيل أليب عبد اهلل السني بن إبراهيم‬ ‫‪( -1‬املوضوعات من األحاديث املرفوعات) وهو كتاب ِ‬
‫الوزقي املتوّف سنة ‪543‬ه ‪.‬‬
‫الرحن بن علي الوزي‪ ،‬وهذا كتاب قد انت حقده العلماء بأنَّه‬
‫‪( -2‬املوضوعات الكبى) أليب الفرج عبد َّ‬
‫صحيحة‪.‬‬ ‫السن‪ ،‬كما ذكرت فيه بعض األحاديث وهي ح‬ ‫الضعيف و ح‬ ‫يشتح ِمل على َّ‬
‫السيوطي حتع َّقب فيه ابن الوزي‬ ‫الدين ا‬
‫املصنوعة يف األحاديث املوضوعة) للحافظ جّلل ِّ‬
‫ح‬ ‫‪( -3‬الآللئ‬
‫صره‪ ،‬وز حاد على ما ورد يف كتاب تاريخ ابن حعساكِر‪ ،‬ومسند الفردوس‬ ‫تساهل فيه واختح ح‬
‫فيما ح‬
‫الشيخ األصبهاِن‪.‬‬
‫حممد املقلب بأيب َّ‬ ‫َّ‬
‫للديلحمي‪ ،‬ومصنَّفات عبد اهلل بن َّ‬
‫‪( -4‬تح ْذكِحرة املوضوعات) أليب الفضل حممد بن طاهر املقدسي‪.‬‬

‫‪ )32‬انظر تيسري مصطلح الديث‪ ،‬الطحان ص (‪.)71‬‬


‫‪103‬‬
‫الشوكاِن املتوّف‬
‫حممد بن علي َّ‬
‫املوضوعة) للقاضي أيب عبد اهلل َّ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‬ ‫وعة يف‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫اجملم ح‬
‫(ال حفوائد ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫سنة ‪1255‬ه ‪.‬‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫ضحها‪.‬‬ ‫احملدثني على ِع َّدة ٍ‬
‫معان حو ِّ‬ ‫يُطلحق التَّخريج عند ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اصطّلحاً مع ِ‬
‫شرحه‪.‬‬ ‫اذ ُكر تحع ِريف التَّخريج ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫السنن واملسانِيد ؟‬ ‫ِ‬
‫باملصادر األصليَّة ؟ وما معىن الو ِامع و ُّ‬ ‫ما املراد‬ ‫‪-3‬‬
‫تفصيلِيااً ؟ وما ِمثالُه ؟‬
‫يث حترياً ِ‬ ‫كيف ِّ ِ‬
‫خنرج الد ح‬ ‫‪-4‬‬
‫الديثِيَّة أو التَّخ ِريج على أساس موضوع الديث‪ ،‬لِ حمن‬ ‫الاسة ِ‬ ‫ِمن طُرق التَّخ ِريج طح ِري حقة َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫تحت ي َّسر هذه الطَِّري حقة وما شروطها ؟ وما أهم م ِ‬
‫صادرها ؟‬ ‫اح‬ ‫حح‬
‫نوع من التَّخريج تفيدنا هذه الكتب ؟ وما نوعها؟‬ ‫أي ٍ‬‫ما املراد بكتب األطراف ؟ ويف ا‬ ‫‪-6‬‬
‫بالع حشرة ؟‬ ‫ِ‬
‫املهرة بأطراف العشرة) ؟ وما املراد ح‬ ‫ل حمن كتاب (إحتاف ح‬ ‫‪-7‬‬
‫اذ ُكر ثّلثةً ِمن كتُب التَّخ ِريج املشهورة على ِ‬
‫األلسنحة ؟‬ ‫‪-8‬‬
‫أحد العلماء صحيح مسلم على الروف اهلجائِيَّة فح حمن هذا العامل ؟‬ ‫حرتَّب ح‬ ‫‪-9‬‬
‫الديث على أساس َّأول حكلِ حمة ؟‬ ‫ما طح ِري حقة ت ِريج ِ‬ ‫‪-10‬‬
‫أي طري حقة ِمن طُرق التَّخريج‬
‫عرف بكتاب (املعجم املفهرس أللفاظ الديث النَّبوي) ويف ا‬ ‫ِّ‬ ‫‪-11‬‬
‫ساعدنا هذا الكتاب ؟‬ ‫ي ِ‬
‫ُ‬
‫للشؤون اإلسّلميَّة يُستحفاد منه يف‬‫القدسيَّة‪ ،‬الذي طبعه اجمللس األعلى ا‬ ‫كتاب األحاديث ِ‬ ‫‪-12‬‬
‫إحدى طرق التَّخ ِريج‪ ،‬ما هذه الطَِّري حقة ؟ وما حع حدد أحاديث الكتاب ؟ وما الكتب اليت‬
‫ِ‬
‫األحاديث ؟‬ ‫ج حعت منها تلك‬ ‫ُِ‬
‫اح ٍد منها‪.‬‬
‫اذكر ثحّلثحة ُكتُب أُلِّحفت يف الديث املرسل‪ ،‬وتح حكلَّم عن و ِ‬
‫ح‬ ‫‪-13‬‬

‫‪104‬‬
‫الحديث‬
‫بأهم ُكتُب َ‬
‫القسم الخامس عشر‪ :‬التعريف َ‬

‫‪105‬‬
‫الحديث‬ ‫بأهم كتُب َ‬ ‫يف َ‬ ‫الت عر ُ‬
‫وضْب ِطه‪ ،‬سواء أكان ذلك قوالً‬ ‫ِ‬
‫الش ِريف فسارعوا إىل توثيقه ح‬ ‫ي َّ‬ ‫وخلحفاً بالديث النَّب ِو ا‬
‫ِ‬
‫اهتح َّم علماءُ األَُّمة حسلحفاً ح‬
‫البعض اآلخر على‬ ‫ُ‬ ‫لصحيح‪ ،‬ويشتح ِمل‬ ‫صص لِ َّ‬ ‫له ‪ ‬أم فِعّلً أم تق ِريراً أم ِص حفة‪ ،‬وصنَّفوا كتُباً كثرية بعضها ُخ ِّ‬
‫أهم تلك الكتب ما يلي‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫السن وغريه‪ ،‬ومن ا‬ ‫الصحيح و ح‬
‫ُم َوطأ اإلمام مالك‪:‬‬
‫أحد األئِ َّمة األربعة وإمام دار‬ ‫املؤلِّف‪ :‬هو اإلمام مالك بن أنس بن مالك بن أيب عامر األحصبحي‪ ،‬ح‬
‫أدرك ِخيار التاابعني‪ ،‬مثل‪ :‬سعيد بن املسيِّب‪ ،‬وعُروة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اهلجرة‪ُ ،‬ول حد حرححه اهللُ تعاىل يف املدينحة النَّب ِويَّة سنحة ‪93‬ه و ح‬ ‫ح‬
‫السنَّة والديث‪ ،‬قال حيىي‬ ‫ِ‬
‫الزهري‪ ،‬ونافع موىل ابن عمر‪ ،‬ومسع منهم‪ ،‬وكان إماماً يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحيداً‪ ،‬وساملاً‪ ،‬والقاسم‪ ،‬و ُّ‬ ‫ُ‬
‫بن معني‪ :‬مالك ِأمري املؤمنني يف الديث‪ ،‬تويف رحه اهلل سنة ‪179‬ه ‪.‬‬
‫لموطَّأ‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫سبحب تحدوينه ل ُ‬
‫ومحز حجه بِأقو ِال َّ‬ ‫ِ‬ ‫دو حن اإلمام مالك املوطأ وتحو َّخى فيه ال حق ِو َّ ِ‬
‫الصحابحة وفتاوى‬ ‫ي من حديث أح ْهل الجاز ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الج‬
‫اسي قابحل اإلمام مالك حني ذهب إىل ِّ‬ ‫التاابِعني‪ ،‬ومن ب ع حدهم‪ ،‬ويقال‪ :‬إ َّن أبا جعفر املنصور اخللِي حفة العب ِ‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ح حْ‬
‫وطلب منه أن يثبت ما عنده ما فقه وعلم يف الكتاب‪.‬‬ ‫ح‬
‫ور حخص عبد اهلل بن عبااس‪ ،‬وشواذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقال له‪ِ :‬‬
‫ضع للنااس كتاباً أحلُ ُهم عليه‪ ،‬وجنِّبه حشدائد عبد اهلل بن عمر ُ‬ ‫ح‬
‫اس على األح ْخ ِذ به‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ضع للنااس كتاب املوطأ‪ ،‬ولكنَّه أىب أن حيمل النا ح‬
‫عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬فحو ِ‬
‫حح‬
‫مل مسااه باملوطأ ؟‬
‫ووطَّأه لِلنااس حىت قيل‪:‬‬ ‫صنَّفه ح‬ ‫الرازي عن موطأ مالك مل مسي باملوطاأ ؟ فقال‪ :‬شيءٌ قد ح‬ ‫سئل أبو حات ا‬
‫ِ‬
‫هاء ِ‬
‫املدينحة فحكلُّ ُهم واطحأِن‬ ‫موطأ مالك (‪ ،)33‬وقال اإلمام مالك‪ :‬عرضت كتايب هذا على سبعِني فح ِقيهاً ِمن فُ حق ِ‬
‫حْ‬ ‫حح ْ‬
‫عليه‪ ،‬فح حس َّمْيتُه املوطَّأ‪.‬‬
‫أحاديث املوطَّأ‪:‬‬ ‫درجة ِ‬
‫حح ح‬
‫ألَّف اإلمام مالك املوطَّأ يف أربعني سنحةً‪ ،‬وكان قد اشتمل على تسعة آالف حديث‪ ،‬وقيل‪ :‬عشرة‪ ،‬فلم‬
‫صلحت سبعمائِة حح ِديث‪ ،‬وقد أثىن العلماء على املوطأ خرياً فقال أبو بكر العريب‬ ‫حىت حو ح‬
‫حاديثحه َّ‬‫يزل ي ه ِّذبه وي نح ِّقي أح ِ‬
‫ح ُح ْ ُ‬
‫األول واللُّباب‪ ،‬وكتاب البخاري هو األصل الثاِن يف هذا الباب‪.‬‬ ‫الرتمذي‪ :‬املوطَّأ هو األصل َّ‬ ‫يف شرح ِّ‬

‫‪ )33‬يف القاموس وطَّأ‪ :‬حهيَّأحه ح‬


‫وس َّهلحه‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫ص اح ِمن كتاب مالك‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫ِ‬
‫كتاب بعد كتاب اهلل أح ح‬ ‫ِ‬
‫األرض ٌ‬ ‫الشافِعِي‪ :‬ما على ظح حهر‬
‫وكذلك قال ا‬
‫الص ِحيح والسن واملن حق ِطع‪.‬‬ ‫الشافِعِي قبل ُوجود البخاري ومسلِم‪ ،‬والقيقة َّ‬
‫أن املوطَّأ قد اشتمل على َّ‬ ‫القول من ا‬
‫شروح املوطَّأ‪:‬‬
‫عدة شروح منها‪:‬‬ ‫للموطَّأ َّ‬
‫‪ -1‬التَّمهيد ملا يف املوطَّأ من املعاِن واألسانيد‪ :‬لإلمام أيب عمر يوسف بن عبد الب النَّمري‪ ،‬املتوّف‬
‫سنة ‪463‬ه ويقع يف ِعشرين جزءاً‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬املتوّف سنة‬ ‫‪ -2‬تن ِوير الوالِك شرح موطأ اإلمام مالك‪ :‬لإلمام جّلل الدين عبد الرحن ُّ‬
‫‪911‬ه ويقع يف جزأين‪.‬‬
‫الزرقاِن املصري املالكي املتوّف سنة ‪1014‬ه ويقع‬ ‫حممد بن عبد الباقي ا‬ ‫للعّلمة َّ‬
‫الزرقاِن‪ :‬ا‬
‫‪ -3‬شرح ا‬
‫متو ِّسطة‪.‬‬
‫الشرح يف ثّلثة أجزاء ح‬ ‫هذا َّ‬
‫أحمد بن حنبل‪:‬‬ ‫ُمسنَد اإلمام َ‬
‫الشيباِن املروزي‪ ،‬ولد ببغداد سنة ‪164‬ه ‪،‬‬ ‫السنَّة أبو عبد اهلل أحد بن حنبل بن هّلل َّ‬ ‫املؤلِّف‪ :‬إمام أهل ُّ‬
‫وعلحل الديث حىت اعتححبه العلماء أمري املؤمنني يف الديث‪.‬‬ ‫الرجال‪ِ ،‬‬‫الضبط‪ ،‬ومع ِرفحة ِعلحل ِّ‬ ‫كان آيةً يف الفظ و َّ‬
‫اخلفي حمافِظاً على العبادة ال ادائمة أعان اهلل به أمة حممد‬ ‫قال ابن حبان‪ :‬كان فقيهاً مْت ِقناً مّل ِزماً لِلورع ِ‬
‫حح‬ ‫ُ ُ‬ ‫ا‬
‫ص حمه اهلل ِمن البِ ْد حعة وجعله إماماً يُ ْقتح حدى به‪،‬‬ ‫‪ ،‬وذلك أنَّه ثبت على احملنحة وبح حذل نح ْف حسه حىت ضرب بِ ِّ‬
‫السياط فح حع ح‬
‫ف )‪.‬‬ ‫األولِني ِمن كل ِصْن ٍ‬
‫كأن اهللح جحع له علم َّ‬ ‫وقال إبراهيم الريب‪َّ (:‬‬
‫ا‬
‫وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود‪ ،‬وابن مهدي‪ ،‬ووكيع بن الراح‪ ،‬وحيىي بن سعيد القطاان‪ ،‬وعلي بن‬
‫املدين‪ ،‬وابناه صاحل وعبد اهلل‪ ،‬وغريهم‪ ،‬وتويف رحه اهلل سنة ‪241‬ه ‪.‬‬
‫كتابُه املسند‪:‬‬
‫الصحابة يبلغ ‪ 905‬تسعمائة مسند وخسة‬ ‫عدد من حمسانيد َّ‬ ‫ُم ْسنحد اإلمام أحد بن حنبحل يحشتح ِمل على ح‬
‫ِ‬
‫العشرة املشهود هلم بالنَّة‪ ،‬مث‬ ‫حمسانيد‪ ،‬ابتدأها باخللفاء األربعة رتَّبهم حسب األفضليَّة‪ ،‬وذكر بعد ذلك بقيَّة ح‬
‫الصحابحة بعد ذلك على حح حسب حسْب ِق ِهم إىل اإلسّلم‪ ،‬وعلى ححسب البُ ْلدان‪.‬‬ ‫رتَّب حمسانيد َّ‬
‫(خصائِص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومسنحد اإلمام أحد يح ْعتحِب أح ْجحع كتاب يف ُّ‬
‫السنَّة قال الافظ أبو موسى املدين صاحب ح‬ ‫ُ‬
‫وموسوعات وافِحرة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وم ْرجع حوثيق ألصحاب الديث انتُقي من أحاديث كث حرية ح‬
‫املسنحد)‪ :‬هذا الكتاب أحصل كبِري ِ ِ‬
‫ح‬ ‫ٌْ‬
‫وم ْستحنداً‪ ،‬وقال اإلمام أحد البنه عبد اهلل‪ :‬احتفظ هبذا املسنحد فإنَّه‬ ‫فحجعله إماماً ِ‬
‫وم ْعتحمداً‪ ،‬وعند التَّنازع حم ْل حجأ ُ‬
‫ُ‬ ‫حح‬
‫املكرر ثّلثون ألفاً‪.‬‬
‫باملكرر‪ ،‬وبدون َّ‬ ‫سيكون للنااس إماماً‪ ،‬وتبلغ أحاديث املسنحد أربعون ألفاً َّ‬

‫‪107‬‬
‫درجة ِ‬
‫أحاديثه‪:‬‬ ‫ح‬
‫حري وانتحقاها‬
‫حترى عن األحاديث غاية التَّ ِّ‬ ‫الضعِي حفة حر ْغم أنَّه َّ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث َّ‬ ‫اإلمام أححد ِمن‬
‫مل يسلحم مسنحد ِ‬
‫حْ ُ‬
‫الضعِيف واملوضوع فيه ما يلي‪:‬‬ ‫جود َّ‬ ‫سباب و ِ‬ ‫أن ِمن أح ِ‬ ‫عدد كب ٍري ِمن األحاديث‪ ،‬وقد ذ حكر العُلحماء َّ‬ ‫ِمن ٍ‬
‫ُ‬
‫تشدد‪ ،‬اأما يف الفضائل فكان يروي‬ ‫اإلمام أحد كان إذا روى األحاديث يف الّلل والرام َّ‬ ‫أن ح‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫ضعِيفاً‪.‬‬
‫صحيحاً كان أم ح‬
‫شيوخه ِ‬
‫ح‬
‫كل ما ِمسعه ِمن ِ‬
‫ح‬ ‫ا‬
‫الضعِيف منها بعد ذلك‬ ‫ِ‬
‫اإلمام كان قد جع قح ْدراً كبِرياً من األحاديث حر ْغبحةً يف تحنقيحتِها وإبعاد َّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫أن ح‬
‫حيق حق ذلك‪.‬‬ ‫لكنَّه وافح ْته املنِيَّة قبل أن ِّ‬
‫ض حعه بل رمبا كان ِمن‬ ‫الض ْعف من األحاديث ليس حمن حو ح‬
‫أن ما و ِصف بِ َّ ِ‬
‫‪ -3‬كما ذكر العلماء َّ ُ‬
‫الزيادات اليت أضافها ابنه عبد اهلل أو أبو بكر ال حق ِطيعِي تِ ِ‬
‫لميذه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫يمتِه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وصف بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ومع ذلك َّ‬
‫الض ْعف يف املسنحد قحليلحة وال يُْنقص من ق ح‬ ‫فإن األححاديث اليت تُ ح‬
‫تحرتِيب املسند‪:‬‬
‫اضيع األحاديث‪ ،‬لذلك كان البحث فيه‬ ‫الصحابة ومروياهتم دون النَّظحر إىل مو ِ‬ ‫ُرتِّب املسنحد على حسب َّ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫الشيخ أحد بن عبد الرحن البناا‬ ‫فاضّلً هو َّ‬ ‫عن الديث صعباً وشاقااً‪ ،‬وقد قيَّض اهلل لرتتيب املسند رجّلً ِ‬
‫سام حسْب حعة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الساعايت رحه اهلل‪ ،‬فرتَّبه على أقْ ٍ‬
‫ح‬ ‫ا‬
‫‪ -1‬التَّوحيد وأصول الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬الفقه‪.‬‬
‫‪ -3‬التَّفسري‪.‬‬
‫الرتغيب‪.‬‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫الرتهيب‪.‬‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫السري واملناقِب‪.‬‬
‫‪ -6‬التااريخ و ِّ‬
‫القيامة وأحوال اآلخرة‪.‬‬ ‫ح‬ ‫‪-7‬‬
‫الشيخ رحه اهلل‬‫اب‪ ،‬فح حس َّهل َّ‬‫جمموعةح أحبو ٍ‬
‫كتاب ح‬ ‫ض ُّم كل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كل قسم من هذه األقسام على كتب‪ ،‬ويح ُ ا‬ ‫ويشتحمل ا‬
‫اج حعة األححاديث فيه‪ ،‬فجزاه اهلل خرياً‪.‬‬ ‫اس ُمر ح‬‫لِلنا ِ‬
‫صحيح اإلمام البخاري‪:‬‬
‫املؤلِّف‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن إمساعيل بن املغرية بن بردزبة ‪ -‬بفتح الدال وسكون الزاي ‪ -‬العفي‬
‫البخاري‪ ،‬أمري املؤمنني يف الديث‪ُ ،‬ولِد يف شوال سنة ‪194‬ه ‪ ،‬ببلدة خبارى‪َّ ،‬اته إىل ِح ْفظ الديث وهو دون‬

‫‪108‬‬
‫وسعة‬
‫الشام ومصر والجاز والكوفة والبصرة‪ ،‬وظهر نُبوغُه ح‬ ‫الشيوخ فرحل إىل ا‬ ‫يرتدد على ُّ‬ ‫العشر سنوات‪ ،‬وأخذ َّ‬
‫ص ِحيح‪ ،‬ومائيت أحلْف حديث غري صحيح‪ ،‬روى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ح ْفظه وقُ َّوة ذاكحرته‪ ،‬بحلحغ ح ْفظه من الديث مائة أحلْف ححديث ح‬
‫الذ ْهلي‪ ،‬وعلي بن املدين‪.‬‬ ‫وحممد بن حيىي ُّ‬ ‫عن أيب عاصم النَّبِيل‪ِ ،‬‬
‫ومك اي بن إبراهيم ا‬ ‫ح‬
‫وحممد بن يوسف الفربري‪.‬‬ ‫الرتمذي‪ ،‬والنَّسائي‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وأبو حات‪َّ ،‬‬ ‫وروى عنه مسلم‪ ،‬و ِّ‬
‫رسول اهلل ‪ِ ‬من َّ‬ ‫يث ِ‬ ‫السماء أحعلحم ِ‬
‫حبد ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد بن إمساعيل البخاري‬ ‫حتت أحدمي َّ ْ‬ ‫قال ابن خزمية‪ ((:‬ما حرأحيْت ح‬
‫))‪.‬‬
‫ضلِه ما رأى فح حقبَّلحه بني حعْي نح ْيه وقال‪ ((:‬حد ْعن أُقحبِّل ِر ْجلحْيك يا أُستاذ‬‫ورأى اإلمام مسلِم بن الج اج من فح ْ‬
‫الرجال‪ ،‬وكان أميناً يف نح ْق ِده‬ ‫يث يف ِعلحلِه ))‪ ،‬حبرع اإلمام البخاري يف نح ْقد ِّ‬ ‫احملدثني وطحبِيب ال ِد ِ‬
‫ح‬ ‫وسيِّد ِّ‬
‫األستاذين‪ ،‬ح‬
‫الشريفني‪ ،‬ومنها كتابه (التاا ِريخ الكبري) الذي ألَّحفه باملدينحة النَّبويَّة‪،‬‬ ‫الرحمني َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حعفيفاً يف عباراته‪ ،‬ألف بعض كتبه يف ح‬
‫صة‪ ،‬وقال أيضاً‪ (:‬إِن ألرجو أن ألقى اهللح وليس أح ححد يُطالبن أِن‬ ‫كل اس ٍم يف التااريخ اإال وله عندي قِ َّ‬ ‫وقال‪ :‬ا‬
‫اغتحْبتُه )‪ ،‬وتويف رحه اهلل يف شوال سنة ‪256‬ه ‪( ،‬ست وخسني ومائتني)‪.‬‬
‫التَّع ِريف بِكتابه‪:‬‬
‫وسنحنِه وأيا ِامه)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحيح املسنحد املختحصر من أُموِر رسول اهلل ‪ُ ‬‬ ‫الامع َّ‬ ‫الصحيح‪ِ (:‬‬ ‫مسَّى البخاري كتابه َّ‬
‫شيخه إسحاق بن إبراهيم النظحلِي املعروف بابن راهويه يقول‪ :‬لو حجح ْعتُم كِتاباً خمتصراً‬ ‫وكان قد مسع ح‬
‫الصحيح‪.‬‬ ‫الامع َّ‬‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪ :‬فوقحع يف قح ْلِب فحأحخ ْذت يف جحْع ِ‬ ‫لِص ِحيح سنَّة ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫شرط البخاري‬ ‫ومن ِ‬ ‫يحه ِست ع حشر سنحة‪ ،‬ومسعه منه أكثحر ِمن سبعني ألفاً‪ِ ،‬‬ ‫ومكث البخاري يف تألِيفه ِ‬
‫وتنق ِ‬
‫ا ح‬
‫يف الراوي الذي ينقل الديث‪ :‬أن ي ثْبت لِقاؤه ِمبن روى عنه‪ ،‬ومّلزمته له‪ ،‬وحكثْرة مارسته ِ‬
‫لديثه‪.‬‬ ‫ح‬ ‫ُ ح‬ ‫ُ ح‬ ‫حُ‬ ‫ا‬
‫وال حي ُكم لِلمعْن ع ِن بِاالتِّصال اإال إذا ثبت اجتِماع ِ‬
‫ي عنه‪،‬‬ ‫املرِو ا‬
‫املعْن حعن عنه ‪ -‬أي ْ‬ ‫الراوي ‪ -‬و ح‬ ‫املعنْعن – ا‬
‫ح‬ ‫ُح ح‬
‫ولو حمَّرة‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ (:‬وهذا ما ي ر َّجح بِه كتابه )‪ ،‬أي‪ :‬بالنِّسبة لإلمام مسلِم الذي حي ُكم لِلمعْن عن باالتِّ ِ‬
‫صال‬ ‫ُح ح‬ ‫ُح‬
‫املعاصرة مع إمكان اللُّ ْقيا‪.‬‬‫ح‬ ‫مبجِّرد‬
‫ح‬
‫باملكرر ‪( 7397‬سبعة آالف وثّلمثائة وسبعة وتسعون حديثاً) وذلك بدون‬ ‫وتبلغ أحاديث البخاري َّ‬
‫املوقوفات واملتابعات‪ ،‬وتبلغ املتون املوصولة لغري املكرر ‪ 4000‬حديثاً‪.‬‬
‫شروح البخاري‪:‬‬
‫روحه‪:‬‬‫ومن ُش ِ‬
‫اهتم العلماء هبذا الكتاب شرحاً واختصاراً وتعليقاً‪ِ ،‬‬
‫السنحن‪ ،‬لإلمام اخلطاايب‪.‬‬ ‫‪ -1‬أعّلم ُّ‬

‫‪109‬‬
‫الكواكب النَّ ِّريات‪ ،‬لإلمام الكرماِن‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬عمدة القاري‪ ،‬لإلمام بدر الدين العين‪.‬‬
‫الساري‪ ،‬لإلمام ال حق ْسطحاّلِن‪.‬‬
‫‪ -4‬إرشاد ا‬
‫‪ -5‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬البن حجر العسقّلِن‪ ،‬وهو أحسن شروحه‪.‬‬
‫ودقِيقاً‬ ‫ِ‬ ‫الشوكاِن مبيناً فضله‪ (:‬ال ِه ْجحرة بعد ال حفْتح ) يعن فتح الباري‪ ،‬و َّ‬
‫أن حمن أراد حش ْرحاً وافياً ح‬ ‫ولذلك قال َّ‬
‫للبخاري فعليه بفتح الباري‪.‬‬
‫صحيح اإلمام ُمسلم‪:‬‬
‫املؤلِّف‪ :‬أبو السني مسلم بن الجاج بن مسلم ال ُق حشريي نح حسباً النَّيسابوري (‪ )34‬حم ْولِداً‪ ،‬ولد سنحةح مائتني‬
‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫وست هجرية‪ ،‬وعاش حياة حافِلحة بِالعِْلم‪ ،‬ح ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِره‪ ،‬كان‬ ‫أبرِز عُلماء حع ْ‬
‫ارحتحل خّلهلا إىل كثري من البُلدان‪ ،‬والتح حقى بح ح‬
‫ضلحه على شيخه البخاري‪ ،‬قال أحد بن سلمة‪ :‬رأيت أبا زرعة وأبا‬ ‫أن بعض النااس فح َّ‬ ‫يث لِ حد حر حج ِة َّ‬ ‫إماماً يف ِ‬
‫الد ِ‬
‫ص ِرِها‪.‬‬
‫الصحيح على حمشايخ حع ْ‬
‫حات ي حق ِّدمان مسلم بن الجاج يف مع ِرفحة َّ ِ‬
‫حْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫صحيح مسلم‪:‬‬
‫هذا الكتاب يلي صحيح البخاري يف املرتبة‪ ،‬ولقد أجاد املؤلِّف وأفاد يف طريقة تصنيفه وجع أحاديثه؛ إذ‬
‫إنَّه قد انتقاها ِمن ثّلمثائة ألف حديث‪ ،‬واستغرق تأليفه خس عشرة سنة‪ ،‬ويشتمل الكتاب على أربعة آالف‬
‫باملكرر‪.‬‬
‫املكرر‪ ،‬ويشتحمل على اثن عشر ألف َّ‬ ‫حديث بدون َّ‬
‫أصح ِمن كتاب ُمسلِم )‪َّ ،‬‬
‫وفضل‬ ‫كتاب ا‬ ‫السماء ٌ‬ ‫ضلِه‪ (:‬ما حتت ِأدمي َّ‬ ‫وقال أبو علي النَّيسابوري يف ِ‬
‫بيان فح ْ‬
‫صحيح البخاري ألموٍر منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صحيح مسلِم على‬ ‫ح‬ ‫املغا ِربحة‬
‫حاديث اليت‬ ‫احد وباب يضم األح ِ‬ ‫كان و ِ‬
‫الرتتِيب؛ إذ إنَّه يمع طُر حق الديث يف م ٍ‬ ‫وج ْوحدة َّ‬
‫ح ُا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫السياق‪ ،‬ح‬ ‫ُح ْسن ِّ‬
‫ألفاظه املختحلِ حفة‪.‬‬
‫احد‪ ،‬وذلك بأسانيد مسلم املتع ِّددة و ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫موضوعها و ِ‬
‫احد حس ْهّلً ِخبّلف البخاري فإنَّه يُ حقطِّع املتو حن على‬ ‫وكان االطِّّلع على األحاديث ذات املوضوع الو ِ‬
‫أن البخاري كان أح حج ال ِمن ُمسلِم يف العلوم‬ ‫األبواب املختحلِ حفة الستِْنباط األحكام‪ ،‬وقد ذح حكر العُلحماء مع هذا َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صناعة الديث‪ ،‬و َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد بن‬ ‫شيخه َّ‬
‫هجر من أجله ح‬ ‫آثاره حىت ح‬ ‫ِ‬
‫أن ُمسلماً تلمي ُذه كان يح ْستحفيد منه‪ ،‬ويتَّبع ح‬ ‫وأعرف بِ ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ ْهلي يف قِ َّ ِ‬ ‫حيىي ُّ‬
‫اح ُمسل ٌم وال جاء )‪ ،‬وقال الاكم‪ :‬حرح حم اهللُ‬ ‫صة حشه حرية‪ ،‬وقال ال ادارقطن‪ (:‬لوال البُخاري ما ر ح‬

‫‪ )34‬قُ حشري‪ :‬قبيلة عربِيَّة‪ ،‬ونحْيسابور بلد خبراسان‪.‬‬


‫‪110‬‬
‫بعده فإمنا أح حخذ‬ ‫البخاري فإنَّه ألَّف األُصول‪ ،‬يعن أصول األحكام ِمن األحاديث‪ِ َّ ،‬‬
‫كل حمن حعمل ح‬
‫وبني للنااس‪ ،‬و ا‬ ‫ح‬ ‫ا‬
‫ِمن كتابِه كمسلِم بن الجاج‪.‬‬
‫شروح صحيح مسلم‪:‬‬
‫اهتم العلماء اهتِماماً كبرياً بصحيح مسلم شرحاً ِ‬
‫وهتذيباً واختصاراً‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ومن شروحه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حممد بن علي املازري املتوّف سنة ‪536‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -1‬املعلِم ب حفوائِد كتاب مسلم لإلمام أيب عبد اهلل َّ‬
‫‪ -2‬إكمال املعلم يف شرح صحيح مسلم‪ ،‬للقاضي عياض بن موسى اليحصب املتوّف سنة ‪544‬ه ‪.‬‬
‫الدين حيىي بن شرف النَّوِوي‬ ‫الجاج‪ ،‬لإلمام أيب زكريا حمي ِّ‬ ‫‪ -3‬املنهاج يف شرح صحيح مسلم بن ا‬
‫(‪)35‬‬
‫ومزايا‬ ‫السابقني ‪ -‬املعلم وإكمال املعلم ‪ -‬ح‬ ‫ا‬ ‫رحني‬ ‫الش‬
‫َّ‬ ‫عن‬ ‫ا‬
‫ً‬‫ري‬‫كث‬ ‫فه‬‫ل‬
‫ا‬‫ؤ‬ ‫م‬ ‫نقل‬ ‫وسط‬ ‫ح‬ ‫شر‬ ‫وهو‬
‫ِع َّدة‪.‬‬
‫الرحيم يف جع ٍ‬
‫كتاب‬ ‫الرؤوف َّ‬
‫قال النَّووي‪ (:‬و اأما صحيح مسلم ‪ -‬رحه اهلل ‪ -‬فقد استح حخرت اهللح الكرمي َّ‬
‫املخ اّلت‪ ،‬ولوال ضعف اهلِمم وقلَّة ِ‬ ‫املطوالت ِ‬ ‫شرحه خمتحصراً‪ ،‬ال ِمن املختحصرات وال ِمن َّ‬ ‫يف ِ‬
‫وخ ْوف‬ ‫الراغبِني ح‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫حْ‬
‫لمطحاوالت لحبح حسطْتُه فحبح لحغحت به ما يزيد على مائة ِمن اجمللَّدات لِكثْ حرة‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫حع حدم انتشار الكتاب لقلَّة الطاالبني ل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫مقد حمة‬
‫صح املخلوقات) ا‪.‬ه ‪ِّ ،‬‬ ‫فح حوائده وعظحم حعوائده اخلفياات والبا ِرزات‪ ،‬وهو حجد ٌير بذلك‪ ،‬فإنَّه حك ُ‬
‫ّلم أحفْ ح‬
‫شرح النَّوِوي باختِصار‪.‬‬
‫الزواوي املتوّف سنة ‪744‬ه ويقع يف خس جملدات نقل فيه‬ ‫‪ -4‬شرح أيب الفرج عيسى بن مسعود ا‬
‫كثرياً من املعلم وإكماله واملفهم واملناهج‪.‬‬
‫السنوسي السن املتوّف سنة ‪895‬ه ‪ ،‬وقال فيه‪َّ :‬‬
‫(إن‬ ‫حممد بن يوسف َّ‬ ‫‪ -5‬شرح اإلمام أيب عبد اهلل َّ‬
‫أضم إليه كثرياً‬ ‫ِمن أحسن شروح مسلِم وأجعها شرح األُيب فعزمت على أن أختح ِ‬
‫الشرح و ا‬ ‫صر هذا َّ‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫الشروح وما فيها ِمن تحط ِويل أو حم ِزيد‬ ‫حبمد اهلل خمتحصراً ويغن عن جيع ُّ‬ ‫ماا أغ حفلحه‪ ،‬فت َّم النَّ ْفع‪ ،‬وجاء ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫إطْناب) أ‪.‬ه ‪.‬‬
‫السيوطي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الديباج على صحيح مسلم بن الجاج‪ ،‬للحافظ جّلل الدين ا‬ ‫‪ِّ -6‬‬
‫ومن خمتصراته‪:‬‬ ‫ِ‬

‫ب‬ ‫ِ‬ ‫احملرم سنة إحدى وثّلثني وستمائة‪ ،‬وتُويف سنحةح ِست ِ‬ ‫‪ )35‬نسبِة إىل (نوى) قرية ا‬
‫وستامائة‪ ،‬ونُس ح‬
‫ني ُ‬
‫وسْبع ح‬
‫ا ح‬ ‫بالشام‪ ،‬ولد هبا اإلمام يف َّ‬
‫إليها‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫رحه يف كتابِه (املف ِهم ملا أش حكل‬ ‫خمتحصر اإلمام أححد بن إبر ِاهيم ال ُق ْرطُب َّ‬
‫املتوّف سنحةح ‪656‬ه وقد حش ح‬ ‫‪-1‬‬
‫ِمن تلخيص صحيح مسلم) وقد نقل ِمن هذا الشرح كثرياً اإلمام النَّووي وابن حجر‪.‬‬
‫الدين عبد العظيم بن عبد العليم بن عبد القوي املنذري املتوّف سنة‬
‫خمتصر اإلمام الافظ زكي ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫شرحه عثمان بن عبد امللك املصري املتوّف سنة ‪738‬ه إىل غري ذلك‬ ‫‪656‬ه ‪ ،‬وهذا املختصر ح‬
‫الشروح الكثرية القدمية والديثة واملختحصرات اليت يطول الكّلم يف ذكرها‪.‬‬
‫من ُّ‬
‫سنن أبي داود‪:‬‬
‫السجستاِن‪ ،‬ولد بِ ِس ِج ْستان سنة اثنني ومائتني من اهلجرة‪َّ ،‬‬
‫وتوجه‬ ‫املؤلِّف‪ :‬أبو داود سليمان األ ْش حعث ِّ‬
‫ومسع منهم‪ ،‬فروى عن حنو ِمن ثّلمثائة من‬ ‫الشيوخ يف كثري من البّلد حِ‬ ‫لطلب العلم منذ نشأتِه ح‬
‫فارحتل إىل كبا ِر ُّ‬
‫الرتمذي‪ ،‬النَّسائي‪ ،‬وأبو عوانه‪ ،‬كما‬ ‫الشيخ البخاري‪ ،‬ومسلم وروى عنه عدد كثري منهم‪ِّ :‬‬ ‫شيوخ الديث‪ ،‬منهم َّ‬
‫كتب عنه شيخه ابن حنبل‪ ،‬وروى عنه أيضاً ال ادارقطن والاكم‪ ،‬وكان ميلِي ِمن ِح ْفظه‪.‬‬
‫وصنَّف‪ ،‬ودافحع عن‬ ‫قال ابن حبان‪ (:‬كان أبو داود أحد أئِ َّمة ُّ ِ ِ‬
‫ووحرعاً وإتْقاناً‪ ،‬حجحع ح‬ ‫الدنيا ف ْقهاً وع ْلماً ونُ ُسكاً ح‬ ‫ح‬ ‫ا‬
‫السنحن )‪ ،‬تويف رحه اهلل بالبصرة سنة خس وسبعني ومائتني هجرية‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫السنحن‪:‬‬
‫كتابُه ُّ‬
‫صنَّفاتِه (كتابه ُّ‬
‫السنحن)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صنَّفات أيب داود‪ :‬املسنحد‪ ،‬التَّفسري‪ ،‬القراءات‪ ،‬النااسخ واملنسوخ‪ ،‬ومن أح حج ِّل ُم ح‬ ‫من ُم ح‬
‫ِ‬
‫خاصة ومل يح ْذ ُكر شيئاً آخر ِسوى‬ ‫أفرحده لِل حح حسن َّ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وهو أكب حدل ٍيل على حمكانحته العلميَّة ودقَّة تريه لألحاديث‪ ،‬فقد ح‬
‫األحاديث‪ ،‬ويح ْش حمل سنن أيب داود على أربعة آالف ومثامنائة حديث كلاها يف األحكام‪.‬‬
‫الصحيح وما يُ ْشبِهه‪ ،‬وما يُقا ِربه‪ ،‬وما كان فيه حوحه ٌن حش ِديد بحيَّ ْنته )‪.‬‬ ‫وقال‪ (:‬ذح حك ْرت يف كتايب َّ‬
‫أن رجّلً مل ي ُكن عنده ِمن العِْلم اإال املصحف مث كتاب أيب داود مل حيتج إىل ٍ‬
‫شيء‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫وقال ابن العريب‪ (:‬لو َّ ح ُ ح‬
‫حم حع ُهما ِمن العِلم )‪.‬‬
‫ِمن شروح سنن أيب داود‪:‬‬
‫السنحن) أليب سليمان حد بن اخلطاب البسيت املتوّف سنة ‪388‬ه ‪.‬‬ ‫‪( -1‬معامل ُّ‬
‫الشهري حبمد أشهر العظيم آبادي‪.‬‬ ‫‪( -2‬عون املعبود على سنن أيب داود) للشيخ شرف الق َّ‬
‫السيوطي املتوّف سنة ‪911‬ه ‪.‬‬ ‫الصعود إىل سنن أيب داود) للحافظ جّلل الدين ا‬ ‫‪( -3‬مرقاة ا‬
‫أحسنها حش ْرحاً‪.‬‬ ‫املزي‪ ،‬وهو ح‬ ‫‪( -4‬شرح ابن رسّلن) أحد بن حممد املقدسي تلميذ ِّ‬
‫السبكي‪.‬‬ ‫للشيخ حممود بن اخلطااب ا‬ ‫الع ْذب املورود‪ ،‬شرح سنن أيب داود) َّ‬ ‫(املنهل ح‬
‫ح‬ ‫‪-5‬‬
‫سنن الترمذي‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫وتفرغ‬
‫األئمة األعّلم‪ ،‬ولد سنة ‪209‬ه َّ‬ ‫الرتمذي‪ ،‬أحد َّ‬ ‫حممد بن عيسى بن سورة أبو عيسى ِّ‬ ‫املؤلِّف‪َّ :‬‬
‫الرتمذي أحد األئِ َّمة الذين‬‫يث‪ ،‬قال أبو سعيد اإلدريسي‪ (:‬كان ِّ‬ ‫لطلب العلم‪ ،‬وكان ِتقياً وِرعاً عا ِرفاً بِعِلحل ِ‬
‫الد ِ‬
‫ا‬
‫ٍ ِ‬ ‫يُ ْقتحدى هبم يف الديث‪ ،‬صنَّف الامع والتَّوا ِريخ والعِلحل‬
‫ضرب به املثل يف‬ ‫تصنيف حر ُج ٍل عامل ُمْتقن )‪ ،‬وكان يُ ح‬ ‫ح‬
‫الفظ‪ ،‬مات ِبرتمذ يف رجب سنة تسع وسبعني ومائتني هجرية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرتِمذي‪:‬‬‫جامع ِّ‬
‫ومن‬‫الصحابة‪ ،‬واألمساء والكىن‪ِ ،‬‬ ‫الشمائِل‪ ،‬وأمساء َّ‬ ‫الرتمذي مصنَّفات غاية يف األهِّيَّة منها‪ :‬العِلحل‪َّ ،‬‬ ‫لإلمام ِّ‬
‫جامع الرتمذي‪.‬‬ ‫السنحن أو ِ‬ ‫أعمها نح ْفعاً كتابه ُّ‬‫أهم كتُبه و ا‬
‫ا‬
‫ضتُه على عُلماء الجاز والعراق وخراسان‬ ‫صنَّفت هذا الكتاب ‪ -‬هذا‪ :‬يعن الامع ‪ -‬فح حعحر ْ‬ ‫قال عنه‪ (:‬ح‬
‫ب )‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن كان يف بيته هذا الكتاب فكأمنا يف بيته نح ا‬ ‫حورضوا به‪ ،‬ح‬
‫بص َّحتِه‪،‬‬
‫الرحيم اليوسفي‪ :‬الامع على أربعة أقسام‪ :‬قسم مقطوع ِ‬ ‫أحاديثه‪ :‬قال أبو نصر عبد َّ‬ ‫درجة ِ‬
‫ُ‬
‫َِِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخر ْجت يف كتايب هذا‬ ‫أخرجه وأحبا حن عن علته‪ ،‬وق ْسم قال عنه‪ :‬ما ح‬ ‫وق ْسم على شرط أيب داود والنَّسائي‪ ،‬وق ْسم ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإال ححديثاً قد حعمل بِه ُ‬
‫بعض ال ُف حقهاء‪.‬‬
‫شروح الرتمذي‪:‬‬
‫الصحيح‬ ‫وبني َّ‬ ‫وضح فيه املسائِل ِ‬
‫الف ْق ِهيَّة بِعبارة دقيقة َّ‬ ‫شرح اإلمام الرتمذي كتابحه الامع حشرحاً مفيداً َّ‬
‫شروحه سوى ذلك‪:‬‬ ‫ومن ِ‬ ‫السقيم من األحاديث‪ ،‬كما ب َّني الشاذا واملوقوف واملدرج‪ِ ،‬‬ ‫و َّ‬
‫ِ‬
‫الرتمذي)‪.‬‬ ‫األحوذي يف شرح ِّ‬ ‫‪ -1‬شرح ابن العريب املالكي املتوّف سنة ‪543‬ه مساه (عا ِر ح‬
‫ضة‬
‫الرحن اهلندي املتوّف سنة ‪1303‬ه ‪.‬‬ ‫األحوذي‪ ،‬للمبار كفوري حممد بن عبد َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬حتفة‬
‫أكمله العراقي املتوّف سنة ‪806‬ه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬شرح ابن سيِّد النااس‪ ،‬ويقع يف حنو عشرة جملدات‪ ،‬ومل يت امه و ح‬
‫السيوطي املتوّف سنة ‪911‬ه ‪.‬‬ ‫الدين ا‬ ‫الرتِم ِذي‪ ،‬للحافظ جّلل ِّ‬ ‫‪ -4‬قوت املغتح ِذي على جامع ِّ‬
‫سنن النسائي‪:‬‬
‫بلدة‬
‫الرحن النَّسائي‪ ،‬نسبة إىل ح‬ ‫املؤلِّف‪ :‬أحد بن علي بن ُش حعيب بن علي بن ِسنان حبر بن دينار أبو عبد َّ‬
‫الشام وخراسان‬ ‫مشهورة خبرسان‪ ،‬ولد سنة ‪215‬ه خس عشر ومائتني‪ ،‬رحل يف طلحب ِ‬
‫الديث إىل الجاز و ا‬ ‫ح‬
‫ومصر واستوطنها‪.‬‬
‫يث ومع ِرفحة علوم الرِح والتَّ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫عديل‪.‬‬ ‫اإلمامة يف ح ْفظ الحد ح‬ ‫ص حفه العلماءُ باإلتقان واملع ِرفحة وعُلُاو اإلسناد‪ ،‬و ح‬
‫حو ح‬
‫كل حمن يُ ْذ حكر هبذا العِْلم ِمن ِ‬
‫أهل حعص ِره‪.‬‬ ‫الرحن ُم حق َّدم على ا‬
‫قال ال ادارقطن‪ :‬أبو عبد َّ‬

‫‪113‬‬
‫ضمار‬ ‫وعلحلِه وِرجالِه ِمن مسلم‪ ،‬و ِّ‬
‫الرتِمذي‪ ،‬وأيب داود‪ ،‬وهو جار يف ِم ْ‬ ‫الذهب‪ :‬هو أحح حذق بالديث ِ‬
‫ْ‬ ‫وقال َّ‬
‫البخاري تويف سنة ‪302‬ه رحه اهلل رحة واسعة‪.‬‬
‫كتابه اجملتحىب‪:‬‬
‫للنَّسائِي مصنَّفات عديدة يف علوم الديث والعِلحل والرح والتَّعديل‪ ،‬تشهد له بالتَّقوى و حغزارةِ العِْلم‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُح‬
‫الصحابحة‪ ،‬واخلحصائص )‪.‬‬ ‫كتبه‪ (:‬العِلحل‪ ،‬وفحضائِل َّ‬
‫السنحن وأح ْهداها إىل‬
‫ف ُّ‬ ‫السنحن الكبى وكان قد صنَّ ح‬ ‫السنحن أح حج ال كتُبِه‪ ،‬وقد انتح حخبه ِمن ُّ‬
‫وكتاب اجملتحىب وهو ُّ‬
‫الصغرى ومساه (اجملتحىب من‬ ‫الرملحة فقال له‪ :‬أح ُك ال ما فيها صحيح ؟ فقال‪ :‬فيها صحيح‪ ،‬فصنَّف كتاب ُّ‬
‫السنحن ُّ‬ ‫أمري ا‬
‫ِ ِِ‬
‫السنحن‬
‫در حجة ُّ‬ ‫الدقَّة يف جعه وترتيبه حىت قال بعض العلماء‪ :‬إ َّن ح‬ ‫السنن)‪ ،‬ورتَّبه على األبواب الفقهيَّة‪ :‬والتح حزم ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ض ْعفاً‪.‬‬ ‫الصغرى بعد َّ ِ‬
‫السنحن بح ْع حدها ح‬
‫أقل ُّ‬
‫الصحيحني؛ ألّنا ا‬ ‫ُّ‬
‫الضعيف لكنَّه يوجد فيها بِِقلَّة‪.‬‬
‫الصغرى تشتحمل على الصحيح والسن و َّ‬ ‫السنحن ُّ‬
‫أن ُّ‬ ‫الق َّ‬
‫و ا‬
‫ِمن شروح سنن النَّسائي ما يلي‪:‬‬
‫الدين السيوطي تويف سنة ‪911‬ه ‪.‬‬ ‫الرىب على اجملتىب‪ :‬للحافِظ جّلل ِّ‬ ‫‪ -1‬حزْهر ُّ‬
‫للعّلمة أيب حممد بن عبد اهلادي النفي نزيل املدينة املنورة تويف سنة ‪1138‬ه ‪.‬‬ ‫السندي‪ :‬ا‬ ‫‪ -2‬شرح ِّ‬
‫الرتمذي‪ ،‬للعّلمة سراج الدين عمر بن علي بن‬ ‫الصحيحني وأيب داود و ِّ‬ ‫‪ -3‬شرح زوائِد النَّسائي على َّ‬
‫احد‪.‬‬ ‫امللِّقن تويف سنة ‪804‬ه وقع يف جملَّد و ِ‬
‫سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫الربعي القزوين الافظ ولد سنة ‪209‬ه ‪ ،‬طاف بّلداً‬ ‫املؤلِّف‪ :‬هو أبو عبد اهلل حممد بن يزيد بن ماجه ا‬
‫فجمع كثرياً وصنَّف‪ ،‬وكان ِمن َّ‬
‫األئمة األعّلم يف علم الديث‪ ،‬تويف سنة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كثرية ل حسماع الديث وح ْفظه‪ ،‬ح‬
‫‪273‬ه ثّلث وسبعني ومائتني‪.‬‬
‫السنحن‪:‬‬
‫كتابه ُّ‬
‫(السنحن) يشتح ِمل على أربعة آالف‬
‫صنَّف ابن ماجه تفسري القرآن الكرمي‪ ،‬وكتاب التااريخ‪ ،‬وأجل كتُبِه ُّ‬
‫الستَّة‪ ،‬وقيل‪ِ :‬‬
‫ساد ُسها سنن ال ادا ِرِمي‪ ،‬وقيل‪ُ :‬موطَّأ مالك‪.‬‬ ‫سادس الكتب ِّ‬ ‫حديث‪ ،‬ويعتب ِ‬
‫حح‬
‫لكثرةِ حزوائِده على الكتب اخلمسة‪َّ ،‬‬
‫وقدم ابن حجر سنن‬ ‫السادس‪ ،‬قال‪ :‬ح‬ ‫وجعلحه هو ا‬
‫ابن ماجه ح‬ ‫ومن قح َّدم ح‬ ‫ح‬
‫الشاذ واملن حكر فيه‪.‬‬
‫وندرة ا‬ ‫ال ادا ِرمي‪ ،‬لِِقلَّة ِرجالِه ُّ‬
‫الض حعفاء ح‬
‫شروح سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫ِمن ُش ِ‬
‫روحه ما يلي‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫للشيخ كمال الدين حممد بن موسى ال ادمريي املتوّف سنة ‪808‬ه ‪.‬‬ ‫يباجة‪ :‬يف خسة جملَّدات َّ‬ ‫الد ح‬
‫ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫السيوطي‪ ،‬وهو شرح موجز ومهم‪.‬‬ ‫الزجاجة على سنن ابن ماجه‪ :‬للحافظ جّلل الدين ا‬ ‫ِمصباح ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫متس إليه الاجة على سنن ابن ماجه‪ :‬للعّلمة ابن امللح ِقن سراج الدين عمر بن علي تويف سنة‬ ‫ما ا‬ ‫‪-3‬‬
‫الشرح‪ ،‬وأتى بالفوائِد امل ِه َّمة‪.‬‬
‫توسع فيها املؤلِّف يف َّ‬
‫‪804‬ه ‪ ،‬ويقع يف مثانية جملَّدات‪َّ ،‬‬
‫السنن‪.‬‬ ‫هامش منت ُّ‬ ‫السندي‪ :‬املدِن املتوّف سنة ‪1138‬ه ‪ ،‬وهو مطبوع على ِ‬ ‫شرح ِّ‬ ‫‪-4‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫كتاب ِم حيزته َّ‬ ‫ِ‬
‫اخلاصة‪ ،‬فيمتاز البخاري‬ ‫لكل ٍ‬ ‫حاح‪ ،‬وذلك على حو ْج ِه التَّغليب‪ ،‬و ِّ‬ ‫بالص ِ‬
‫الستَّة ِّ‬ ‫ب ِّ‬
‫تُ حس َّمى الكتُ ُ‬
‫إن فِ ْقه البخاري يف تحب ِويبِه‪.‬‬
‫بِ ِدقَّة تحبويبِه حىت يقيل‪َّ :‬‬
‫الرتتِيب‪ ،‬وميتاز أبو داود باستِيعاب أحاديث األحكام‬ ‫احد مع َّ‬ ‫وميتاز مسلم بمع األحاديث يف باب و ِ‬
‫بقوة التَّب ِويب يف ِ‬
‫الف ْقه‪.‬‬ ‫الديثِيَّة‪ ،‬وابن ماجه ميتاز َّ‬‫الصناعة ِ‬
‫الرتمذي بفنون ِّ ح‬ ‫صرها‪ ،‬وميتاز ِّ‬ ‫وح ْ‬
‫ح‬
‫قال العلماء‪ :‬وقد حجحع النَّسائِي أكثحر هذه املسالِك‪.‬‬
‫ُسنَن الدارقطني‪:‬‬
‫ألفه‪ :‬الافِظ الكبري علي بن عمر بن أحد ال ادارقطن‪ :‬نِ ْسبحة إىل دار القطن حملَّة بِبح ْغداد‪ُ ،‬ولِد هبا سنة‬
‫‪306‬ه ‪.‬‬
‫السنحن‪ ،‬وكتاب األفراد‪ ،‬وكتاب العِلحل‪ ،‬وهو ِمن ال ُكتب اليت حش ِهدت لِل ادارقطن بالتَّ حف ُّوق يف‬
‫ألَّف ُكتُباً منها‪ُّ :‬‬
‫يحني‪.‬‬ ‫ومن كتبه (اإللزامات والتَّتحبع) ذح حكر فيه األحاديث املنتح حق حدة على َّ ِ‬
‫الرجال والرح والتَّعديل‪ِ ،‬‬
‫الصح ح‬ ‫ا‬ ‫علم ِّ‬
‫السنحن لل ادارقطن‪:‬‬ ‫كتاب ُّ‬
‫الضعيف‪ ،‬شرحه‪ :‬شس‬ ‫الص ِحيح والسن و َّ‬‫ف على األبواب الفق ِهيَّة‪ ،‬ويشتح ِمل على َّ‬ ‫هو كتاب ُم ِه ام أُلِّ ح‬
‫الق العظيم اآلبادي وهو املسمى ب (التَّعلِيق ِ‬
‫املغن)‪.‬‬
‫السنن الكبرى للبيهقي‪:‬‬
‫الشافِعي شيخ خراسان ولد سنة ‪384‬ه وتويف بنيسابور سنة‬
‫ألَّفه‪ :‬الافظ أحد بن السن البيهقي ا‬
‫‪458‬ه ‪.‬‬
‫ِمن ُمؤلَّفاتِه‪:‬‬
‫السنحن واآلثار يف أربع جملَّدات‪.‬‬
‫‪ -1‬حمع ِرفحة ُّ‬
‫‪ -2‬دالئل النُّبوة‪.‬‬
‫الصغرى‪.‬‬
‫السنن ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ُ -4‬ش حعب اإلميان‪.‬‬
‫ألدلَّة ِمن كتاب ُّ‬
‫السنحن‬ ‫السنَّة أح ْجع لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أج ِّل ُمؤلَّفاتِه‪ُّ :‬‬ ‫ِ‬
‫السنحن الكبى‪ ،‬قال ابن الصّلح‪ (:‬ما تَّ كتاب يف ُّ ح‬ ‫ومن ح‬
‫الدين الرتكماِن املتوّف سنة ‪547‬ه ‪ ،‬يف عشرة جملَّدات‪ ،‬ألَّفه ِ‬
‫البيهقي على‬ ‫رحه لِعّلء ِّ‬ ‫ال ُكبى )‪ ،‬طُبِع مع حش ِ‬
‫ْ‬
‫يده وعزاها لِمن أحخرجها يف كتابه ِمن األحئِ َّمة‪ ،‬وقد تأحثَّر ِ‬
‫البيهق اي يف كتابِه‬ ‫ِِ‬ ‫األحبواب الفق ِهيَّة‪ ،‬ح‬
‫وجحع األحاديث بأسان ح ح ح ح‬
‫الشافعي فنقل أقوالحه وآراءحه يف بعض تحعلِيقاتِه على األحاديث واستِنباطاتِه‪.‬‬ ‫باإلمام ا‬
‫البيه ِقي‬
‫أن ح‬ ‫كتاب يف أحاديث األحكام مع التَّعليقات الفق ِهيَّة‪ ،‬وذ حكر بعض العلماء َّ‬ ‫وكتاب البيهقي أجحع ٍ‬
‫كل ُم حؤلَّفاتِه أن ال َي ِر حج فيها حح ِديثاً يح ْعلح ُمه حم ْوضوعاً‪.‬‬
‫التح حزحم يف ا‬
‫األسئلَة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما سبحب تد ِوين املوطَّأ ؟ ومل مسِّي بذلك ؟ وما درجة أحاديثه ؟‬
‫عدد املسانِيد اليت يف مسند اإلمام أحد بن حنبل ؟ وما عدد أحاديث الكتاب ؟ ومل مسي‬ ‫‪ -2‬ما ح‬
‫ِ‬
‫ومن الذي رتَّبه ؟‬ ‫الضعف فيه ؟ وما ط ِري حقة ترتيبِه ؟ ح‬ ‫ب ُوجود َّ‬ ‫باملسند ؟ وما سبح ُ‬
‫وعدد أحاديثِه‪.‬‬ ‫امسه‪ ،‬وسبحب تد ِوينه‪ ،‬ح‬ ‫عرف بكتاب صحيح البخاري مع ذكر ِ‬ ‫‪ِّ -3‬‬
‫أحاديثه‪ ،‬وطحريقة مؤلِّفه يف تصنِ ِيفه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اذ ُكر ما حيضرك ِمن ِميزة صحيح مسلِم‪ ،‬وعدد ِ‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬
‫ومنه ِجه يف تصنِ ِيفه‪.‬‬
‫وعرف بكتابِه ح‬ ‫ترجم لإلمام أيب داود‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫وتفصيل القول عن كتاب (الامع)‪.‬‬ ‫الرتمذي مع بيان أهِّها ِ‬ ‫‪ -6‬اذ ُكر بعض مؤلَّفات اإلمام ِّ‬
‫ومْن حه ِجه يف تحألِ ِيفه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وعرف بكتابه (اجملتىب) و حأه ام ُشروحه ح‬ ‫‪ -7‬ترجم لإلمام النَّسائي‪ِّ ،‬‬
‫ومرتحبحته ِمن الكتب ِّ‬
‫الستَّة‪ .‬وهل‬ ‫السنحن‪ ،‬ح‬‫صرة لإلمام ابن ماجه‪ ،‬مث تكلَّم عن كتابه ُّ‬ ‫‪ -8‬اذكر ترجة خمتح ح‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫ينا ِزعه كتاب يف تلك املرتبة ؟ حو ِّ‬
‫مبيزة أُكتُبها باختِصار‪.‬‬
‫الستَّة ح‬ ‫كتاب ِمن الكتب ِّ‬ ‫‪ -9‬ميتاز كل ٍ‬
‫ا‬
‫‪ -10‬حمن ال ادارقطن ؟ وما مؤلَّفاته ؟ وماذا تع ِرف عن كتابِه ُّ‬
‫السنحن ؟‬
‫الكتاب وأهِّيَّتِه‪.‬‬ ‫السنحن الكبى ؟ مع بيان درجة ِ‬
‫حح‬ ‫ضح حمْن حهج اإلمام البيهقي يف كتابه ُّ‬ ‫‪ -11‬حو ِّ‬

‫‪116‬‬
‫الم صادر‪:‬‬
‫أه م َ‬
‫الناشر‬ ‫المؤلف‬ ‫اسم الكتاب‬‫ُ‬
‫دار القرآن الكرمي‬ ‫حممد الطَّحان‪.‬‬
‫د‪َّ .‬‬ ‫‪ -1‬أصول التَّخ ِريج‬
‫اسة األسانيد‬ ‫ِ‬
‫ودر ح‬
‫األوسط‪.‬‬
‫الشرق ح‬ ‫مركز َّ‬ ‫د‪ .‬حممد أبو حش ْهبحه‬ ‫احملدثني‬
‫أعّلم ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫يوطي‬ ‫اإلمام ُّ‬ ‫الراوي‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬تدريب ا‬
‫دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬ ‫الصنعاِن‬
‫َّ‬ ‫توضيح األفكار‬ ‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫بالرياض‪.‬‬
‫مكتبة املعارف ِّ‬ ‫الطَّحان‬ ‫‪ -5‬تيسري ُمصطحلح الديث‬
‫الرياض‪.‬‬
‫دار الرشد ‪ِّ -‬‬ ‫للشريف الرجاِن‬ ‫َّ‬ ‫‪ -6‬رسالتان يف مصطلح الديث‬
‫الدين الكافيجي‬ ‫وحمي ِّ‬
‫املكتب اإلسّلمي‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫باعي‬ ‫د‪ .‬مصطفى ِّ‬ ‫ومكانحتُها يف التَّش ِريع‬
‫السنَّة ح‬
‫ُّ‬ ‫‪-7‬‬
‫ِ‬
‫اإلسّلمي‬
‫دار العلوم للمّليني‪.‬‬ ‫الصاحل‬ ‫د‪ِ .‬‬ ‫صطلح ِحه‬ ‫ِ‬
‫صبحي ا‬ ‫ُ‬ ‫وم ْ‬
‫علوم الديث ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫عيسى البايب‬ ‫د‪ .‬حممد جال الدين القامسي‬ ‫حديث بني فُنون‬ ‫اعد التَّ ِ‬
‫قحو ِ‬ ‫‪-9‬‬
‫ُمصطحلح الديث‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلسّلمي‪.‬‬ ‫املكتب‬ ‫الصاحل‬ ‫أصول ِ‬ ‫حملات يف ِ‬
‫د‪ .‬حممد أطيب ا‬ ‫الديث‬ ‫ٌ‬ ‫‪-10‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫الساعي‪ِّ ،‬‬
‫مكتب ا‬ ‫حممد عثمان اخلشب‬
‫َّ‬ ‫حمفاتِيح علوم الديث‬ ‫‪-11‬‬
‫وطُرق ت ِريه‬
‫دار ِ‬
‫الفكر‪.‬‬ ‫الدين ِع ْرت‬
‫نور ِّ‬ ‫حمْن حهج النَّ ْقد يف علوم الديث‬ ‫‪-12‬‬
‫املطبوعات اإلسّلمية‬ ‫الافِظ َّ‬
‫الذ حهب‬ ‫املوقِظحة يف ِع ْل ِم ُمصطحلحح الح ِديث‬ ‫‪-13‬‬

‫‪117‬‬
‫الفهرس‬
‫املقدمة‪4 ............................................................................................ :‬‬
‫ِّ‬

‫ِ‬
‫اإلسّلمي ‪5 ........................................................‬‬ ‫السنَّة يف التَّش ِريع‬
‫القسم األول‪ :‬حمكانحة ُّ‬

‫أوالً‪ :‬تحع ِريف ُّ‬


‫السنَّة‪6 .............................................................................. :‬‬

‫ِ‬
‫اإلسّلمي ‪8 ............................................................‬‬ ‫السنَّة يف التَّش ِريع‬
‫ثانياً‪ :‬حمكانة ُّ‬

‫السنَّة‪10 .................................................................................. :‬‬


‫ُح ِّجيَّة ُّ‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫السنَّة َّ‬
‫املشرفة‪12 .................................................................. .‬‬ ‫ِ‬
‫القسم الثاِن‪ :‬تح ْد ِوين ُّ‬

‫بو ِ‬
‫اعث التَّد ِوين‪13 ............................................................................... :‬‬ ‫ح‬

‫حمرا ِحل كتابة ُّ‬


‫السنَّة‪14 ............................................................................ :‬‬

‫حدفْع التَّعارض‪16 ................................................................................. :‬‬

‫ِ‬
‫املناهج اليت اتُّبِ حعت يف التَّد ِوين ‪17 ...................................................................‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬علوم ِ‬


‫الديث‪20 ........................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫التَّعريف بِع ِ‬
‫لوم ِ‬
‫الديث‪21 ..........................................................................‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الديث ِرواية‪21 ........................................................................:‬‬ ‫َّأوالً‪ِ :‬ع ْلم‬

‫ثانياً‪ِ :‬ع ْلم الديث ِدرايحة‪21 ....................................................................... :‬‬

‫نشأة ِع ْلم ِ‬
‫الديث‪23 ............................................................................ :‬‬

‫‪118‬‬
‫أهم املصنَّفات يف علوم الديث ‪24 .................................................................‬‬
‫ا‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫لحات الوا ِردة يف ع ِ‬


‫لوم الديث‪26 ...............................................:‬‬ ‫القسم الرابع‪ :‬أهم املصطح ِ‬
‫ح ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫املصطلحات يف علوم الديث ‪27 ...................................................................‬‬

‫األسئِلحة ‪30 .......................................................................................‬‬

‫القسم اخلامس‪ِ :‬ع ْلم ِرجال الديث و حأه ِّم كتُبِه‪32 ....................................................... .‬‬

‫مقدمة‪33 ....................................................................................... :‬‬


‫ِّ‬

‫َّأوالً‪ :‬التَّعريف بعلم ِرجال الديث‪34 ...............................................................:‬‬

‫أهم الكتب املصنَّفة يف ِّ‬


‫الرجال‪34 ............................................................ :‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ا‬

‫األسئِلحة ‪37 .......................................................................................‬‬

‫السادس‪ :‬الرح والتَّعديل ‪38 .....................................................................‬‬


‫القسم ا‬

‫التَّعريف بالرح والتَّعديل‪39 ....................................................................... :‬‬

‫مشروعيَّة الرح والتَّعديل‪39 ....................................................................... :‬‬

‫املتكلِّمون يف ِّ‬
‫الرجال‪40 ...........................................................................:‬‬

‫شروط الا ِرح وامل ِّ‬


‫عدل‪40 ..........................................................................:‬‬
‫ُ‬
‫الراوي الذي حيتج بروايته ؟‪41 .........................................................‬‬
‫ما هي شروط ا‬

‫ألفاظ التَّعديل والتَّجريح‪43 ........................................................................:‬‬

‫َّأوالً‪ :‬مراتِب التَّعديل‪43 ........................................................................... :‬‬


‫‪119‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حمراتِب التَّج ِريح‪43 .......................................................................... :‬‬

‫أشهر الكتُب املؤلَّفة يف الرح والتَّعديل‪44 .......................................................... :‬‬


‫ح‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫السابع‪ :‬غريب الحديث‪ ،‬والتَّعريف بأهم كتبه‪46 .................................................. .‬‬ ‫ِ‬


‫القسم ا‬
‫ِ‬
‫تفسري حغريب الديث‪47 ...........................................................................‬‬

‫األسئِلحة‪48 .......................................................................................‬‬

‫أهم كتبه‪49 ...........................................................‬‬ ‫ِ ِ‬


‫القسم الثاامن‪ :‬ع ْلم علحل الديث و ا‬

‫َّأوالً‪ِ :‬علحل الديث‪50 ............................................................................ :‬‬

‫أهم الكتب املصنَّفة يف ِعلحل الديث‪50 .......................................................:‬‬


‫ثانياً‪ :‬ا‬

‫األسئِلحة ‪51 .......................................................................................‬‬

‫القسم التا ِ‬
‫اسع‪ :‬خمتحلف الحديث ‪52 ......................................................................‬‬

‫َّأوالً‪ :‬تع ِري ُفه‪53 ...................................................................................:‬‬

‫المع بني النُّصوص املتعا ِر ح‬


‫ضة‪53 ............................................................. :‬‬ ‫طريق ْ‬

‫الرتجيح‪54 .................................................................................:‬‬
‫طحريق َّ‬

‫القول بالنَّسخ‪54 .................................................................................:‬‬

‫ِ‬
‫باالضطراب أو التَّ حوقُّف‪55 .................................................................. :‬‬ ‫الكم‬

‫ثالثاً‪ :‬أهم املصنَّفات يف خمتلف ِ‬


‫الديث‪55 ..........................................................:‬‬ ‫ح‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬


‫‪120‬‬
‫تقسيم الديث باعتبار قائِله‪57 ......................................................... :‬‬
‫العاشر‪ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫القسم ِ‬

‫قسيم الديث باعتِبار قائِله‪58 .....................................................................‬‬


‫تح ِ‬

‫أوالً‪ :‬الديث ال ُق ْد ِسي‪58 ......................................................................... :‬‬

‫ثانياً‪ :‬الديث املرفوع‪59 .......................................................................... :‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الديث املوقوف‪59 .........................................................................:‬‬

‫رابعاً‪ :‬الديث املقطوع‪60 .........................................................................:‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫حبسب ُوصوله إلينا ‪62 ...............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫القسم الادي حع حشر‪ :‬أقسام الديث ح‬

‫حبسب ُوصولِه إلينا ‪63 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬


‫أقسام الديث ح‬

‫َّأوالً‪ :‬املتواتِر‪63 .................................................................................. :‬‬

‫ثانِياً‪ :‬اآلحاد‪65 ..................................................................................:‬‬

‫الديث املشهور‪65 .............................................................................. :‬‬


‫ُ‬

‫الع ِزيز‪66 ................................................................................ :‬‬


‫الديث ح‬

‫الديث الغريب‪66 ............................................................................... :‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫وع حدم تح حوفارها‪68 ................................‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫حبسب تح حوفار ُشروط قحبوله ح‬
‫أقسام الحديث ح‬
‫القسم الثااِن حع حشر‪ُ :‬‬

‫النَّوع َّ‬
‫األول‪ :‬الديث املقبول‪69 ................................................................... :‬‬

‫الصحيح‪69 ............................................................................. :‬‬


‫الديث َّ‬
‫‪121‬‬
‫الديث الح حسن‪70 ............................................................................... :‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫النَّوع الثااِن‪ :‬الديث املردود‪73 .................................................................... :‬‬

‫الضعيف‪74 ................................................................. :‬‬


‫أنواع الديث املردود و َّ‬

‫أوالً‪ :‬الديث املوضوع‪74 ......................................................................... :‬‬

‫ثانياً‪ :‬الديث املرتوك‪76 .......................................................................... :‬‬

‫املدرج‪77 .......................................................................... :‬‬


‫ثالثاً‪ :‬الديث ح‬

‫رابعاً‪ :‬الديث املقلوب‪78 .........................................................................:‬‬

‫خامساً‪ :‬الديث املن حكر‪79 ........................................................................ :‬‬

‫الشاذ‪80 ........................................................................ :‬‬


‫سادساً‪ :‬الديث ا‬

‫املع ال‪81 .......................................................................... :‬‬


‫سابعاً‪ :‬الديث ح‬

‫ثامناً‪ :‬الح ِديث املضطح ِرب‪82 ....................................................................... :‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫ف لسبب عدم اتِّصال َّ‬


‫السنحد‪83 ......................................................‬‬ ‫النَّوع الثاِن‪ :‬ما ُ‬
‫ض ِّع ح‬

‫املعلَّق‪84 ........................................................................... :‬‬


‫اأوالً‪ :‬الديث ح‬

‫ثانياً‪ :‬الديث املن حق ِطع‪84 ......................................................................... :‬‬

‫ضل‪85 ......................................................................... :‬‬


‫املع ح‬
‫ثالثاً‪ :‬الديث ْ‬

‫املرسل‪85 .......................................................................... :‬‬


‫رابعاً‪ :‬الديث ح‬
‫‪122‬‬
‫املدلاس‪86 ....................................................................... :‬‬ ‫ِ‬
‫خامساً‪ :‬الديث ح‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫حمل واألحداء ‪88 .................................................................‬‬


‫القسم الثاالث عشر‪ :‬التَّ ُّ‬

‫السماع ِمن َّ‬


‫الشيخ‪89 ....................................................................... :‬‬ ‫أوالً‪َّ :‬‬

‫الشيخ‪89 ....................................................................... :‬‬ ‫ثانياً‪ِ :‬‬


‫القراءحة على َّ‬

‫اإلجازة‪90 ................................................................................. :‬‬


‫ح‬ ‫ثالثاً‪:‬‬

‫رابعاً‪ :‬املن حاولة‪90 ..................................................................................:‬‬

‫ِ‬
‫خامساً‪ :‬املكاتحبة‪90 .............................................................................. :‬‬

‫إلعّلم‪90 .............................................................................. :‬‬ ‫ِ‬


‫سادساً‪ :‬ا ْ‬

‫الو ِصيَّة‪91 ................................................................................ :‬‬ ‫ِ‬


‫سابعاً‪ :‬ح‬

‫ثامناً‪ :‬ال ِو ح‬
‫جادة‪91 ................................................................................ :‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫الرابع حعشر‪ :‬فكرة ُميح َّسرة عن تريج األحاديث‪93 ................................................. :‬‬ ‫ِ‬
‫الق ْسم ا‬
‫ِ‬
‫األحاديث‪94 .............................................................................. :‬‬ ‫ت ِريج‬

‫أقسامه‪94 .......................................................................................:‬‬
‫ُ‬

‫طُرق التَّخريج‪96 ................................................................................. :‬‬

‫األسئِلحة ‪Error! Bookmark not defined. ............................................‬‬

‫بأهم كتُب الحديث ‪105 ..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫القسم اخلامس عشر‪ :‬التَّعريف ا‬
‫‪123‬‬
‫ُموطَّأ اإلمام مالِك‪106 ...........................................................................:‬‬

‫مسنحد اإلمام أححد بن حنبل‪107 .................................................................. :‬‬

‫صحيح اإلمام البخاري‪108 ...................................................................... :‬‬

‫صحيح اإلمام مسلم‪110 ........................................................................ :‬‬

‫سنن أيب داود‪112 ...............................................................................:‬‬

‫الرتمذي‪112 ............................................................................... :‬‬


‫سنن ِّ‬

‫سنن النَّسائي‪113 ............................................................................... :‬‬

‫سنن ابن ماجه‪114 ..............................................................................:‬‬

‫سنن ال ادارقطن‪115 ..............................................................................:‬‬

‫السنن الكبى للبيهقي‪115 .......................................................................:‬‬


‫ُّ‬

‫األسئِلحة ‪116 .....................................................................................‬‬

‫ِ‬
‫املصادر‪117 ................................................................................... :‬‬ ‫أهم‬
‫ا‬

‫‪124‬‬

You might also like