You are on page 1of 149

‫كتاب التَّفسري‪ ،‬املستوى (األول)‪.

‬‬ ‫العنوان‪ِ :‬‬
‫املناهج ِّ ِ‬
‫الدراسيَّةُ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫السعوديَّة امل َو َّج َه ِة لِلطُّاّل ِب‪،‬‬
‫الدر ِاسيَّة يف اململ َكة العربيَّة ُّ‬ ‫لميَّةُ تَه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ‬
‫لمناه ِج ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫املادة العِ ِ‬
‫ختصرة‪ :‬تُعتَبَ ُر هذه َّ‬
‫نُب َذةٌ ُم َ‬
‫ُ‬
‫قسمةٌ إىل ُمستَ ويَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص بِ ِدر ِ ِ‬ ‫ومن ِض ْم ِن هذه َّ‬ ‫وهي م َق َّسمةٌ على ِعدَّة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬
‫ي‪ ،‬وقد‬ ‫َْ‬ ‫اسة ع ْل ِم التَّفسري‪ ،‬وهي ُم َّ َ‬‫َ‬ ‫املادة ما ََتتَ ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫األول على‪:‬‬
‫اشتَ َمل املستوى َّ‬
‫ُ‬
‫طوِرهِ‪ ،‬وأمهِّيَّته وم ِ‬
‫صاد ِره‪.‬‬ ‫َّفسري‪ ،‬وبَيا َن نَ ْشأتِه وتَ ُّ‬
‫َّفسري تَض َّمنت تَع ِريف ِع ْل ِم الت ِ‬
‫أصول الت ِ‬
‫‪ -‬مقدِّمة يف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فسري ُجزء ( َع ام ) ِمن ُسورة النَّبأ إىل سورة النااس‪ ،‬وفق املنهجية التاالِية‪:‬‬
‫‪ -‬تَ ِ‬

‫ورة ما ستتحدَّث عنه اآليات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السورة يُع اد ِِبثابَِة‬ ‫ِذ ْكر ََت ِه ٍ‬
‫صَ‬ ‫ضع الطاالب يف ُ‬
‫املدخل الذي يَ َ‬ ‫يد بي يَدي َمقطَع ُّ‬ ‫‪-1‬‬

‫املوضوع أو املوضوعات اليت تَناولَتها اآليات املراد تَفسريها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِذ ْكر‬ ‫‪-2‬‬

‫بَيا ُن َمعاين َغر ِ‬


‫يب القرآن‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تناسب وقُدرات‬ ‫ِ ٍ ٍ ِ ٍ‬ ‫العلميَّة و ِ‬


‫الفقهيَّة و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهم الفوائِد و‬
‫األحكام ِ‬
‫الَّتبويَّة اليت تناولتها اآليات بطريقة َسهلَة واض َحة تَ َ‬ ‫بَيان ِّ‬ ‫‪-4‬‬

‫الطُّ ِ‬
‫ّلب‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وتَْن ِمي ِة مهار ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫املعلومات لدى الطُّاّل ِ‬ ‫كل َم ْقطَ ٍع؛ لََِّت ِس ِ‬
‫يخ‬ ‫ٍ‬
‫طَرح َع َدد م ِن األسئلة والنَّشاطات بعد هناية ِّ‬ ‫‪-5‬‬

‫َّفاعل بينَهم‪.‬‬ ‫وإثارِة ُر ِ‬


‫وح الت ُ‬ ‫التَّفك ِري لَ َديْهم‪ِ ِ ِ ِ َ ،‬‬
‫وش ْحذ مهَمهم‪َ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫التفسير للصف األول المتوسط‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫عبده ليكون للعاملي نَ ِذيراً‪ ،‬وجعله هدى وب ْشرى لِلمؤمني‪ ،‬وم ِ‬
‫عجَزًة‬ ‫أنزل ال ُفرقا َن على ِ‬ ‫احلمد هلل الذي َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬
‫يف والتَّْب ِد ِيل‪.‬‬ ‫حبفظ ِه ِمن التَّح ِر ِ‬ ‫الدين‪ ،‬وتَ َك َّفل ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫يوم‬ ‫إىل‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫د‬‫َ‬ ‫خالِ‬
‫حممد‪ ،‬وآله وأصحابِه أمجعي‪ ،‬اأما بعد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السّلم على نَبِيِّنا َّ‬ ‫الصّلةُ و َّ‬ ‫و َّ‬
‫الَّتبية والتاعلِيم‪.‬‬‫املنه ِج الذي أقَ َّرتْه وز َارة َّ‬‫وفق َ‬ ‫املتو ِّسط َ‬ ‫األول َ‬
‫ف َّ ِ‬ ‫الص ِّ‬
‫ب َّ‬ ‫فسري ج ْزء " َع َّم " لِطُاّل ِ‬ ‫ِ‬
‫فهذا تَ ُ ُ‬
‫إعداده ُمراعاةُ ما يلي‪:‬‬ ‫وقد تَّ يف ِ‬
‫اعى فيه َع َدد‬ ‫ر‬‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ّل‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫احداً ودرساً مست ِ‬
‫ق‬ ‫كل م ْقطَ ٍع موضوعاً و ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ث‬
‫ِّ‬ ‫مي‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫حم‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫الصورةِ إىل م ِ‬
‫قاط‬ ‫ُّ‬ ‫يم‬ ‫‪ -1‬تَ ِ‬
‫قس‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الدر ِاس اي‪.‬‬ ‫ف ِّ‬ ‫الص ِّ‬
‫ص يف َّ‬ ‫احلص ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص َورةِ ما ستَتَ َح َّدث عنه اآليات‪.‬‬ ‫يضع الطاالب يف ُ‬ ‫ض ُع َت ِهيد ل ُك ِّل َم ْقطَ ٍع ميثِّ ُل َم ْد َخّلً َ‬ ‫‪َ -2‬و ْ‬
‫اآليات باختِصا ٍر‪.‬‬ ‫وع أو املوضوعات اليت تَتَناوهلا‬ ‫املوض ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ذ ْك ُر ُ‬
‫ب‪ ،‬مع َربْ ِطها باملعىن الذي َوَرَدت يف ِسياقِه ِمن اآليات‬ ‫‪ -4‬بيا ُن معاين املفردات العربِيَّة على الطُّاّل ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫دون إطالٍَة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الَّتب ِويَّة ِمن اآليا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫‪ -5‬استِْنبا ُ ِ‬
‫اخلّلفات‬ ‫ض يف‬ ‫ت دون َخ ْو ٍ‬ ‫ط ال َفوائد واألحكام الع ْلميَّة‪ ،‬والف ْق ِهيَّة‪ ،‬و َّ َ‬
‫فص ِ‬
‫يّلت‪.‬‬ ‫وإغر ٍاق يف التَّ ِ‬
‫ب‪ ،‬وإشراكِهم يف‬ ‫فك ِري لَدى الطُّاّل ِ‬ ‫ات التَّ ِ‬‫ض تَ ْن ِمي ِة مهار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫كل َد ْر ٍس بغََر ِ َ َ‬ ‫ص ِّفي يف هنايَة ِّ‬ ‫ض ُع نَشاط َ‬ ‫‪َ -6‬و ْ‬
‫ِ‬
‫اآليات‪.‬‬ ‫الَّتكي ِز غالباً على ما خيدم َموضوع‬ ‫وإثارة تَفاعُلِ ِهم معه‪ ،‬مع َّ‬ ‫الدرس‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫يت‬‫وع يستَعِي هبا الطاالِب على املراجعة واالستِذكا ِر‪ ،‬وتَثْبِ ِ‬ ‫ض ُع أسئِلَ ٍة يف هنايَِة ِّ‬
‫ََ‬ ‫ض ٍ َْ ُ‬ ‫كل َم ْو ُ‬ ‫‪َ -7‬و ْ‬
‫فسه‪.‬‬ ‫ب نَ ِ‬ ‫باط ال اذاتِّ لِبَعض املعاين ِمن قِبَ ِل الطاالِ ِ‬ ‫املعلومات‪ ،‬واالستِْن ِ‬
‫ضها وأمهِّها‬ ‫األحكام أَ َشرنا إىل ب ع ِ‬
‫ِ‬ ‫طاء‪َ ،‬غنِيَّةٌ باملعاين وال َفوائِد و‬ ‫اآليات الكرمية َكثِريةُ الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫وغن عن ال َق ْوِل َّ‬
‫أن‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ي‬
‫الدرس وي ثْ ِقل على الطاالِب‪ ،‬كما تَرْكنا أشياء و ِ‬ ‫األحكام دون استِ ْق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ث ال َفوائِ ِد و‬ ‫يف مبح ِ‬
‫اض َحةً‬ ‫َ‬ ‫ول َّ ُ َ‬ ‫صاء حىت ال يَطُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫الذ ِ‬
‫كاء وتَ ْق ِويَة ال َف ْه ِم‪.‬‬ ‫يستخ ِر ُجها الطاالِب؛ لِتَ ْن ِميَة َّ‬
‫الس َورةِ‪ ،‬وتَرْكنا ذلك أحياناً أخرى؛ لِيَ ُقوم الطاالِب بَِربْ ِط الفائِ َدة‬ ‫بآيات ُّ‬ ‫وقد ربطْنا تلك ال َفوائِد واألحكام ِ‬
‫ََ‬
‫باآليَِة اليت تَ ُد ُّل عليها وتُ ْؤ َخذ منها تلك الفائِ َدة أو ذالكم ال ُح ْك ُم‪ ،‬ولِيكون ذلك َج ِديداً ُمفيداً يكتَ ِش ُفه الطاالِب‪،‬‬
‫املقاصد يف أسئِلَة املناقَ َش ِة هناية ُك ِّل َد ْر ٍس‪.‬‬ ‫كما راعينا هذه ِ‬
‫َْ‬
‫قدمي املعلومة واالرتِقاء ِبستوى الطاالِب العِ ِ‬
‫لم ِّي‬ ‫السهولَِة يف تَ ِ‬ ‫جيمع بي ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حاولْنا صيا َغة ذلك بأسلوب َ‬ ‫وقد َ‬
‫ب بتِلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الدع ِو ِّ ِ‬
‫ي‪َ ،‬وربْط ما يف اآليات من أحكام وتَوجيهات بواقع احلياة‪ ،‬وإشعا ِر الطاالب بأنَّه خماطَ ٌ‬ ‫يف و َّ‬‫واملعِر ِّ‬

‫‪4‬‬
‫ومتَ َمعِه‪ ،‬مع احلرص على‬ ‫وتعاملِه مع أهلِه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بااللتزام بأحكامها‪ ،‬واالتِّصاف بآداهبا يف حياته ُ‬
‫ِ‬
‫ومطالَ ٌ‬
‫اآليات‪ُ ،‬‬
‫عوةِ إليه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أحكامه‪ ،‬و َّ‬
‫الد َ‬ ‫ومع ِرفَِة‬ ‫نفسه‪ ،‬وحثِّه على الت ُّ ِ ِ ِ‬
‫َّمسك بدينه‪َ ،‬‬
‫الفاضلَة يف ِ‬‫األخّلق ِ‬
‫ِ‬ ‫َغ ْر ِس ال ُمثُ ِل العُليا و‬
‫فاع عنه‪ ،‬واالعتزا ِز بِه‪.‬‬ ‫الد ِ‬
‫و ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ص َم َة ِمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب عليه‪،‬‬‫الزلَ ِل‪ ،‬وأن يَتَ َقبَّلَه‪ ،‬ويَْن َف َع به‪ ،‬ويُث َ‬ ‫الع َم ِل‪ ،‬والع ْ‬
‫داد يف ال َق ْول و َ‬
‫الس َ‬
‫يق و َّ‬‫نسأل اهللَ التَّوف َ‬
‫حمم ٍد وعلى آلِه وصحبِه أمجعي‪ ،‬وسلَّم تسلِيماً كثرياً‪.‬‬ ‫وصلَّى اهلل على نَبِيِّنا َّ‬

‫‪5‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ُم َقد َمةٌ في علم الت فسير‬
‫يف التفسير‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬تَعر ُ‬
‫اإليضاح‪.‬‬ ‫التَّ ِ‬
‫فسري لُغَةً‪ :‬البَيا ُن و‬
‫ُ‬
‫اصطّلحاً‪ :‬بيا ُن معاين ال ُق ِ‬
‫رآن ال َك ِرِمي‪.‬‬ ‫فسري ِ‬ ‫والتَّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ثانيا‪ :‬نَشأَةُ علم التفسير وتَطَوُره‪:‬‬
‫ي قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲙ ﲚ‬ ‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم بِلِ ٍ‬
‫سان َعرب ُمبِ ٍ‬ ‫نزل القرآ ُن الكرمي على ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫كرمي وبَيانِِه‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱡﭐﳎ‬ ‫ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﱠ [يوسف‪ ،]2 :‬وقد ت َك َّفل اهلل ِ‬
‫حبفظ ال ُق ِ‬
‫رآن ال َ‬ ‫َ ُ‬
‫ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﱠ [القيامة‪ ،]19 - 17 :‬فكان النيب صلَّى‬
‫يفه ُمونَه كذلك؛ ألنَّه نََزَل بِلُغَتِ ِهم‪،‬‬ ‫الصحابَةُ رضي اهلل عنهم َ‬ ‫اهلل عليه وسلَّم يَ ْف َه ُم ال ُقرآ َن ويُبَ يِّ نُه ألصحابِه‪ ،‬وكان َّ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫اآليات فيَسألون عنها َ‬ ‫ِ‬ ‫فاوتون يف فَ ْه ِم ِ‬
‫بعض‬ ‫ولكنَّهم يتَ َ‬
‫يان َكثِ ٍري ِمن َكلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسّلميَّة احتاج النُاس إىل ب ِ‬
‫الصحابَة رضي‬ ‫مات ال ُقرآن‪ ،‬فكان َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ولَ اما اتَّ َس َعت ال ُف ُ‬
‫توحات‬
‫الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪،‬‬ ‫بعضها بعضاً‪ ،‬وبأقو ِال َّ‬ ‫اهلل عنهم ي َف ِّسرون ال ُقرآ َن بِال ُقرآن؛ أل َّن ِ‬
‫آيات ال ُق ِ‬
‫رآن يُ َف ِّسر ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإن مل ِجيدوا التَّفس ِري يف ال ُقرآن الكرمي وال يف ُّ ِ‬
‫ضروا‬‫وح َ‬‫يل َ‬ ‫اجتَهدوا‪ ،‬وهم أَ ْه ٌل لذلك‪ ،‬حيث َشهدوا التَّنز َ‬ ‫السنَّة ْ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫األحداث مع ِ‬ ‫َ‬
‫الر ِاشدون‪ ،‬وعبد اهلل بن عباس‪ ،‬وابن‬ ‫الصحابَة يف ذلك منهم‪ :‬اخللفاء األربَعة ا‬ ‫عد ٌد ِمن َّ‬ ‫وقد اشتِهر َ‬
‫مسعود‪ ،‬وغريهم رضي اهلل عنهم أمجعي‪.‬‬
‫بعد ُهم‪.‬‬
‫فسري َ‬ ‫اس بِالتَّ ِ‬
‫الصحابَِة رضي اهلل عنهم‪ ،‬فَ ُهم أعلَ ُم النا ِ‬ ‫فس َري عن َّ‬ ‫وتَ َّلقى التاابِعون التَّ ِ‬
‫فسري يف عهد التاابعي حىت َشل ال ُقرآ َن الكرمي كلَّه‪ ،‬وب َدأَ عه ُد التَّد ِوين و ِ‬
‫الكتابَة‬ ‫وقد اتَّسع باب التَّ ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اع ُده‪ ،‬فرِحم اهلل علماء األَُّم ِة على ما بذلوه ِمن جهودٍ‬ ‫فسري‪ ،‬وهبذا أصبح ِع ْلم التَّفسري ِع ْلماً له أُصولُه وقَو ِ‬ ‫للتَّ ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫ُ‬
‫يم ٍة خل ْد َم ِة هذا العِْل ِم الكرمي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ َ‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية علم الت فسير‪.‬‬
‫تاب اهللِ سبحانَه‪ ،‬وهو الطَّريق إىل إبرا ِز ِهدايات ال ُق ِ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫تَظْهر ِ‬
‫أمهيَّة هذا العِْل ِم يف َكونِه الو ِسيلَةَ لَِف ْه ِم كِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اج اهلدايات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلداب منه؛ إذ إنَّه إذا َّ‬ ‫األحكام و ِ‬ ‫ِ‬ ‫واستِْن ِ‬
‫وص َّح التَّفسري أم َكن بعد ذلك استخر ُ‬ ‫تبي املعىن َ‬ ‫باط‬ ‫ْ‬
‫األحكام و ِ‬
‫اآلداب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واستِنبا ُ‬
‫ط‬

‫‪6‬‬
‫رابعا‪َ :‬مصادر التفسير‪:‬‬
‫فس ِريهِ لِل ُقرآن ال َك ِرمي‪.‬‬
‫صول اليت ي رِجع إليها ال م َف ِّسر عند تَ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫باملصادر‪ :‬األُ ُ‬ ‫املراد‬
‫وهذه املصادر كما يأت‪:‬‬
‫يم‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُقرآ ُن ال َكر ُ‬
‫األول الذي يَ ْرِجع إليه ال ُم َف ِّس ُر لِ َمع ِرفَة‬ ‫األول للتَّش ِريع‪ ،‬فإنَّه كذلك هو َ‬
‫املصدر َّ‬ ‫املصد ُر َّ‬
‫أن ال ُقرآ َن هو َ‬ ‫كما َّ‬
‫ومن‬ ‫ِمعانِيه‪ ،‬فما جاء يف مو ِط ٍن م جمّلً قد ِجييء له بيا ٌن يف مو ِط ٍن آخر‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فال ُقرآن ي ب ِّي بعضه بعضاً‪ِ ،‬‬
‫َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫السّلم‪:‬ﭐﱡﭐﱇ ﱈ ﱉ‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫ذاب قَوِم لُ ٍ‬
‫وط عليه َّ‬ ‫رآن بِ ِ‬
‫القرآن‪ :‬قال اهلل تعاىل يف َع ِ‬ ‫أمثِلَة تَ ِ‬
‫فسري ال ُق ِ‬
‫ْ‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱠ [هود‪.]82 :‬‬
‫آخر عن هذا العذاب‪ :‬ﱡﭐ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ‬ ‫ِ‬
‫وقال يف َم ْوض ٍع َ‬
‫ﱔ ﱠ [الذاريات‪.]33 - 32 :‬‬
‫الس ِّجيل هو الطِّي‪.‬‬ ‫فتَبَ َّي ِمن هذا َّ‬
‫أن ِّ‬
‫‪ -2‬السنة النبَوية‪.‬‬
‫املصدر الثااين لِلم َف ِّسر‪ِ ،‬‬
‫ومن أمثِلَة ِ‬
‫تفس ِري‬ ‫املصدر الثااين يف التَّش ِريع‪ ،‬فهي كذلك َ‬
‫السنَّةَ النَّبَ ِويَّة هي َ‬
‫أن ُّ‬ ‫كما َّ‬
‫ُ‬
‫السنَّ ِة‪:‬‬
‫ال ُقرآن بِ ُّ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم لقوله تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﲪ ﲫ ﲬ ﲭﱠ‬ ‫تفسريُ النَّ ِّ‬
‫ففسر عليه‬
‫الرْمي "‪ ،‬رواه مسلم‪َّ ،‬‬ ‫الرْمي‪ ،‬أال َّ‬
‫إن ال ُق َّوةَ َّ‬ ‫َّ‬ ‫[األنفال‪ ]60 :‬قال‪ ":‬أال َّ‬
‫الرْمي‪ ،‬أال إن ال ُق َّوةَ َّ ُ‬
‫إن ال ُق َّوةَ َّ‬
‫السّلم ال ُق َّوَة بِ َّ‬
‫الرْمي‪.‬‬ ‫الصّلة و َّ‬
‫َّ‬
‫الع َربية‪:‬‬
‫‪ -3‬اللغَة َ‬
‫الرجوع إليها لِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَما كان القرآ ُن نا ِزالً بِلُغَة ِ‬
‫يان َمعاين‬ ‫َ‬ ‫أح َد املصاد ِر اليت يَ ْلَزُم ُّ ُ‬ ‫العربِيَّة َ‬ ‫ُّ‬
‫العَرب كانت اللغَة َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫اجلهل ِبعىن اآليَِة‪.‬‬
‫ؤدي إىل ِ‬ ‫اجله ُل ِبعىن ال َكلِ َمة يُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫أهم ما يف هذه اللُّغَة هو بَيا ُن َمعاين ال َكلمات؛ إذ ْ‬
‫ِ‬
‫ال ُقرآن‪ ،‬و ا‬
‫ِ ))‬
‫فمن أراد أن يُ َف ِّسر قوله تعاىل‪ :‬ﱡﭐﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱠ [الكوثر‪ ،]3 :‬وهو ال يَع ِر ُ‬
‫((‬
‫الشانئ‬
‫ف معىن ا‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يع فَ ْهم املعىن املراد بدون فَ ْه ِم معىن هاتَ ْي ال َكلمتَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫وال معىن األَبْ ََّت فإنَّه ال يَستَط ُ َ‬
‫))‬ ‫((‬
‫ي‪.‬‬ ‫َ‬
‫أن املراد‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫أن (( األَبْ ََّت )) هو األَقْطَع‪ ،‬تَبَ َّي له معىن اآلية‪ ،‬و َّ‬‫الشانِئ )) هو ال ُمْبغِض‪ ،‬و َّ‬
‫أن (( َّ‬ ‫ف َّ‬‫فإذا َعَر َ‬
‫وولَ ٌد‪.‬‬ ‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم هو األقْطَع‪ ،‬أي‪ :‬املقطوعُ ِمن اخل ِري‪ ،‬ولو كان له ٌ‬
‫مال َ‬ ‫ضك يا َّ‬ ‫ِ‬
‫ُمْبغ َ‬

‫‪7‬‬
‫‪ -4‬تَفسير السلَف من الصحابة والتابعين وأتباعهم‪ :‬وهؤالء هم أَوَىل من فَ َّسر القرآ َن بعد ِ‬
‫رسول‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بعدهم‪ ،‬ومن طَ ِر ِيق ِهم‬ ‫فسري الذين جاؤوا َ‬ ‫اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وعلي ِهم اعتَمد علماء التَّ ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫ص اآلي‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول‪ ،‬كالتَّ ِ‬
‫فس ِري النَّبَ ِو ِّ‬ ‫ف مجلَةً ِمن التَّ ِ‬
‫فس ِري ال مْن ُق ِ‬ ‫تَ ْع ِر ُ‬
‫ي‪ ،‬وأسباب النُّزول‪ ،‬وقَ َ‬ ‫َ‬
‫اإلمهال‪ ،‬وَك ْم ِمن تَ ْف ِس ٍري ُمتَأَ ِّخ ٍر َوقَ َع يف‬
‫ِ‬ ‫ب هذا‬ ‫املصدر فإنَّه ي َق ُع يف أخطاء َج ِسيم ٍة بِسبَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وم ْن أمهَل هذا َ‬ ‫َ‬
‫هذه ِ‬
‫املشكلَة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أَ َهم ُكتُب التفسير‪.‬‬
‫جامع البيان عن تأ ِويل آي القرآن‪ ،‬البن جرير الطَّ ِبي (ت‪310 :‬ه )‪.‬‬‫‪ِ -1‬‬
‫حممد احلسي البَ غَوي (ت‪516 :‬ه )‪.‬‬
‫‪ -2‬معامل التَّنزيل‪ ،‬املعروف بتفسري البَ غَوي‪ ،‬ألب ا‬
‫‪ -3‬تَ ْف ِسري القرآن العظيم‪ ،‬البن كثري (ت‪774 :‬ه )‪.‬‬
‫السعدي (ت‪1376 :‬ه )‪.‬‬ ‫الرمحن يف ِ‬
‫تفسري كّلم املناان‪ ،‬لعبد الرمحن بن ناصر َّ‬ ‫‪ -4‬تَ ْي ِسري الكرمي َّ‬

‫‪8‬‬
‫الدرس األول‬
‫سورة النبأ من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪.)16‬‬ ‫تَ فس ُير َ‬
‫االستِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دالل خب ْل ِق‬ ‫كثرياً ما يَ ُرُّد اهللُ تعاىل على ُمْنكري البَ ْعث بعد ال َم ْوت بِ ُح َج ٍج ُمتَ نَ ِّو َعة‪ ،‬ومن ذلك‪ْ :‬‬
‫إعادتِِه َمَّرةً أُخرى‪ ،‬وهذا ما تُ َقِّرُره اآليات التاالية‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫العظْي ِم على خ ْل ِق َّ ِ‬
‫الصغ ِري و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﭐ ﭐ ﭐﱡ ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬
‫ﱕﱖﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡ ﱢﱣﱤﱥﱦ‬
‫ﱧﱨﱩﱪﱫ ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴ ﱵﱶﱷ‬
‫ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ [ النَّبأ‪.]16 – 1 :‬‬
‫ضوعُ اآليات‪:‬‬ ‫• َمو ُ‬
‫إعادتِِه‪.‬‬ ‫دالل خب ْل ِق الع ِظي ِم على خ ْل ِق َّ ِ‬
‫الصغ ِري و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬االْ ِسْت ُ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫م عناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫القيام ِة أو الب ع ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ش عن أَْم ِر َ‬ ‫أي َشي ٍء يَتَساءَ ُل ُك اف ُار قَُريْ ٍ‬ ‫هام إنْكا ِر ي‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ي‪ ،‬عن ِّ ْ‬ ‫است ْف ٌ‬ ‫عم يتَساءَلون‬ ‫َّ‬
‫يام ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِظيم‬
‫اخلبَ ُر اهلائل‪ ،‬وهو يوم الق َ‬ ‫النَّبأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ص ِّد ٌق‪ ،‬ومْن ُهم ُم َك ِّذ ٌ‬ ‫الذي ُهم فيه خمتَلفون فمْن ُهم ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مر كما يَ ْزعُم هؤالء املشركون الذي يُْن ِكرو َن البَ ْع َ‬
‫ث بعد‬ ‫ٍ‬
‫َكل َمةُ َرْد ٍع َوز ْجر ِبعىن‪ :‬ما األَ ُ‬ ‫كّل‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫املوت‪.‬‬
‫ذاب ما كانوا بِه يُ َك ِّذبو َن‪.‬‬ ‫الع ُ‬ ‫َسيَ ْعلَ ُمون إذا َنزَل هبم َ‬ ‫َسيعلَمون‬
‫لحياةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫م م َّه َدةٌ لِ ِ‬ ‫رض ِمهاداً‬
‫لخّلئ ِق‪ُ ،‬‬
‫وم َع َّدةٌ ل َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫األ َ‬
‫ب بِ َمن عليها‪.‬‬
‫ضطَ ِر َ‬ ‫ض لِئَ اّل تَ ْ‬‫ت يف األَْر ِ‬ ‫أوتاداً‪ :‬مجع َوتَد‪ ،‬وهو ما ثُبِ َ‬ ‫واجلبال أوتاداً‬
‫ذُكوراً وإناثاً‪.‬‬ ‫أزواجاً‬
‫احةً ألبدانِ ُكم‪.‬‬ ‫وجعلنا نَ ْوَم ُكم ُسباتاً ر َ‬
‫ساتِراً بِ َسو ِاده‪.‬‬ ‫لِباساً‬
‫الصّلبَةش‪.‬‬ ‫السْب ُع يف غايَِة ال ُق َّوةِ و َّ‬
‫السماوات َّ‬ ‫َّ‬ ‫َسْبعاً ِشداداً‬

‫‪9‬‬
‫الشمس‪ ،‬و(وهاجاً)‪ :‬وقااداً م ِ‬
‫ضيئاً‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫السراج‪ْ َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِسراجاً َواهاجاً‬
‫حاب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ُ‬ ‫َّ‬ ‫املعصرات‬
‫صبااً بِ َك َثرةٍ‪.‬‬
‫َمطَراً ُمْن َ‬ ‫ماءً ثَ اجاجاً‬
‫م ْلتَ َفةُ األشجا ِر َكثِريةُ األ ْغ ِ‬
‫صان‪.‬‬ ‫أَلْفافاً‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫اس َمن هو ُمْن ِكٌر له أو ي‬
‫يام ِة حيث كان ِمن النا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شاك يف‬ ‫ساؤَل املش ِركي عن يَ ْوم الق َ‬ ‫‪ -1‬يُْن ِك ُر سبحانَه تَ ُ‬
‫وع ِه قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱠ‬ ‫وقُ ِ‬
‫ُ‬
‫ساب‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬ ‫وهتدي ٌد لِمْن ِك ِري ي وِم اجلز ِاء واحلِ ِ‬
‫اآليات و ِعي ٌد ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬يف‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﱓﱠ‬
‫ِ‬
‫رساالت‬ ‫اإلميان باهللِ تعاىل والتَّ ِ‬
‫صد ِيق بِ‬ ‫خملوقات اهللِ بِالنَّظَ ِر يف هذا ال َكو ِن ي ُقود اإلنسا َن إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬التَّ َف ُّكر يف‬
‫ْ َ ُ‬
‫األنبِ ِ‬
‫ياء‪.‬‬
‫ِ‬
‫األرض ُم َم َّه َد ًة َس ْهلَةً‬ ‫املؤمن أن يَتَ َّأملَها ‪ -‬وهي ماا ي ِزيد اإلميا َن بِاهللِ تعاىل ‪َ -‬ج ْع ُل‬ ‫األدلَّة اليت على ِ‬‫‪ِ -4‬من ِ‬
‫ضطَ ِرب بِ َمن عليها‪.‬‬ ‫وقررها حىت َس َكنَت ومل تَ ْ‬ ‫وجعل هلا أوتاداً أرساها هبا‪ ،‬وثَبَّتَها َّ‬ ‫ش عليها‪َ ،‬‬ ‫لِْل َعْي ِ‬
‫املوَّدة‬ ‫األزواج ذُكوراً وإناثاً ِمن ِجْن ٍ ِ ٍ ِ‬
‫اآلخر‪ ،‬فتكون َ‬ ‫س واحد؛ ليَ ْس ُك َن كلي منهما إىل َ‬ ‫‪َ -5‬خلَ ُق اهللُ تعاىل ْ َ‬
‫نشأ عنهما ُّ‬
‫الذ ِّريَّةُ‪.‬‬ ‫الرمحَة‪ ،‬وتَ َ‬ ‫و َّ‬
‫ضيئاً؛ لِيَتَ َم َّكن‬ ‫اق‪ ،‬والنَّهار جعلَه م ْش ِرقاً م ِ‬
‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫الع َم ِل ا‬
‫الش ِّ‬ ‫ِ‬
‫احةٌ األبدان بعد َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫‪ -6‬النَّ ْوُم ن ْع َمةٌ من ن َع ِم اهلل‪ ،‬فهو ر َ‬
‫جارةِ‪ ،‬وغ ِري ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لم ِ‬ ‫ف فيه‪ ،‬و َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫صر ِ‬
‫اس ِمن التَّ ُّ‬
‫عاش والتَّ َك ُّسب والتِّ َ‬ ‫الذهاب وامليء ل َ‬ ‫النا ُ‬
‫‪ْ -7‬امتِنا ُن اهللِ تعاىل على اخل ْل ِق بِ ِذ ْك ِر النِّ َع ِم اليت أَنْ َع َم هبا َعلَْي ِهم؛ لِيَ ْش ُكروهُ ويَ ْعبُدوهُ َو ْح َدهُ‪ ،‬ويَ ْستَعِينُوا بِنِ َع ِم ِه‬
‫طاعتِ ِه ُسبحانَه‪.‬‬
‫على َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫صْنعِ ِه يف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫املفسرة بعض َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫األرض ويف‬ ‫الدالئل ال ادالَّة على َعظَ َمته وبَدي ِع ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬ذَ َكر اهللُ تعاىل يف اآليات َّ َ‬
‫ب ما ذُكِر‪.‬‬ ‫وصنِّ ْفها حبس ِ‬
‫َ‬ ‫الدالئل‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫السماء ويف حياةِ النا ِ‬
‫اس‪ .‬استَخ ِرج تلك َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫األرض‪:‬‬ ‫يف‬
‫السماء‪:‬‬ ‫يف َّ‬
‫يف حياةِ النااس‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ي‪ ،‬ما معىن ذلك ؟‬ ‫هام إنْكا ِر ي‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱠ است ْف ٌ‬
‫س‪ -2‬اخَّت اإلجابةَ ِ‬
‫املناسبَةَ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫خملوقات اهللِ تعاىل‪:‬‬ ‫رت يف‬‫ت وتَ َف َّك َ‬
‫كلَّما نَظَْر َ‬
‫ك‪.‬‬‫ي ُحبُّ َ‬‫ي نَظَُرَك ب‪ -‬ز َاد إميانُك‪ .‬ج ‪ -‬قَ ِو َ‬ ‫أ‪ -‬قَ ِو َ‬
‫ظاه ِر قُ ْدرةِ اهللِ‪ ،‬تَ َّأمل هذه ِ‬
‫املظاهر واستَخ ِرج ِمن ِ‬ ‫بعض م ِ‬
‫اآليات أر َبعةً‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫الدرس عن ِ َ‬ ‫اآليات يف هذا َّ‬
‫ُ‬ ‫س‪َّ -3‬‬
‫حتدثت‬
‫منها‪.‬‬
‫ناسبُه ِمن العمود (ب)‪:‬‬ ‫س‪ -4‬ضع رقم ِمن العمود (أ) أمام ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫ِ‬
‫املخلوقات‬ ‫( ) ُسكون‬ ‫‪ -1‬اجلبال‬
‫ِ‬
‫لألبدان‬ ‫احة‬ ‫‪ -2‬اللَّيل‬
‫( )رَ‬
‫ِ‬
‫لألرض‬ ‫( ) إرساء‬ ‫‪ -3‬النَّوم‬
‫( ) هدوء لِأل ْذ ِ‬
‫هان‬ ‫ُ‬
‫ّلث نَصائِح تُبَ ِّي له أَثََر ذلك عليه ؟‬
‫باستِمرا ٍر‪ ،‬قَ ِّدم له ثَ َ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -5‬يَ ْس َه ُر أَ َح ُد ُزَمّلئك لَْيّلً ْ‬
‫اآليات ثَّلثاً ِمن نِع ِم اهللِ على ِع ِ‬
‫بادهِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫استَ ْنتِج ِمن‬
‫َ‬ ‫س‪ْ -6‬‬
‫لمحافَظَِة على هذه النِّ ْع َم ِة‬ ‫ٍِ‬ ‫دام ِه‪َِ ،‬‬ ‫املاء ع َدم اإلسر ِ‬
‫اف يف استِخ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّلث طُُرق ل ُ‬
‫اقَّتح ثَ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫س‪ -7‬من ُش ْك ِر اهلل على ن ْع َمة َ ُ ْ‬
‫؟‬

‫‪11‬‬
‫رس الثاني‬
‫الد ُ‬
‫سورة النبأ من اآليَة رقم (‪ )17‬إلى اآلية رقم (‪.)30‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫درتِه‪ ،‬وحيث َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات ِ‬ ‫ِ‬
‫إن يف ذلك داللَةً على‬ ‫الساب َقة شيئاً من خملوقاته ال ادالَّة على َكمال قُ َ‬
‫ا‬ ‫ذَ َكَر اهللُ يف‬
‫يام ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لحساب واجلزاء على األعمال‪َّ ،‬‬ ‫اس ِمن قُبوِرِهم لِ‬ ‫قُدرتِه على ب ع ِ‬
‫ث النا ِ‬
‫أك َد اهللُ تعاىل هذا املعىن بإثبات يَ ْوم الق َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫اغي على طُغياهنم فقال تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫ومازاةِ الطا ِ‬
‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ‬
‫ﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪ ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵ‬
‫ﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ‬
‫ﱠ [النبأ‪.]30-17:‬‬
‫ﭐﭐﭐﭐﭐﭐ‬
‫وضوع اآليات‪:‬‬ ‫• َم ُ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ذ ْك ُر أَ ْهوال يَ ْوم الق َ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي يَ ْوَم الق َ‬
‫‪ -‬بَيا ُن عُ ُقوبَة الطااغ َ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫معن اه ا‬ ‫الكلمة‬
‫وع ْدلِِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألن اهللَ يَ ْفص ُل فيه بي اخلّلئ ِق بِ ُح ْكمه َ‬
‫يامة‪ُ ،‬سِّي بذلك؛ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هو ي وم ِ‬
‫الق‬ ‫َْ ُ‬ ‫ص ِل‬
‫يَ ْوم ال َف ْ‬
‫َم ْو ِعداً ُم َؤقَّتاً لِ َج ْم ِع اخلّلئِ ِق‪.‬‬ ‫ِميقاتاً‬
‫وق الذي يَْن ُف ُخ فيه إسرافِيل‪.‬‬ ‫البُ ُ‬ ‫الصور‬ ‫ُّ‬
‫أُماً ومجاعات ُمتَ َفِّرقَة‪.‬‬ ‫أفواجاً‬
‫اب الذي يظُ ُّن من يراه ِمن ب ع ٍد أنَّه ماء وليس بِش ٍ‬
‫يء‪.‬‬ ‫السر ِ‬ ‫ِمثْ ُل َّ‬ ‫َسراباً‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َ‬
‫وم َماراً‪.‬‬‫طَ ِريقاً َ‬ ‫ِم ْرصاداً‬
‫َم ْرِجعاً يَ ْرِجعو َن إليه‪.‬‬ ‫َمآباً‬
‫ي فيها ُد ُهوراً ُمتَتابِ َعةً ال هنايَةَ هلا‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ي فيها أَ ْحقاباً ماكث َ‬ ‫البِث َ‬
‫حاراً‪.‬‬ ‫َِ‬
‫ماءً ا‬ ‫محيماً‬
‫ِ‬
‫حهم‪.‬‬ ‫صديد أَ ْه ِل الناا ِر وقَ ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫َغ اساقاً‬
‫ُموافِقاً ألعماهلم‬ ‫ِوفاقاً‬
‫‪12‬‬
‫وع َد ْدناه َعلَْي ِهم‪.‬‬
‫ضبَطْناه َ‬
‫َ‬ ‫أَ ْح َ‬
‫صْيناه‬
‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫اخلروج ِمن ال ُقبوِر‪ ،‬وتَ َش َّقق‬ ‫وق لِْلب ع ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثو ِ‬ ‫يل يف البُ َ ْ‬ ‫حمد ٌد حي يَْن ُف ُخ إسراف ُ‬ ‫ت َّ‬ ‫ي اخلّلئ ِق له َوقْ ٌ‬ ‫ص ِل بَ ْ َ‬
‫‪ -1‬يَ ْوُم ال َف ْ‬
‫اب و ِ‬
‫اهلباء ال ُمتطايِر‪.‬‬ ‫الرو ِاسي يف ذلك اليوم َّ‬
‫كالسر ِ‬ ‫صبِح ُ‬
‫اجلبال َّ‬ ‫ك لِنُ ِ ِ‬ ‫السماء فتكون طُرقاً ِ‬
‫زول املّلئ َكة‪ ،‬وتُ ْ‬ ‫ومسال َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ميرون على ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ضعُهُ اهللُ عليها‬‫الصراط الذي يَ َ‬ ‫ين تَتَ َرقَّب ُوصوهلم إليها حي ُّ‬ ‫‪َ -2‬ج َهنَّم على ش َّدة نارها ُم َع َّدةٌ للكاف ِر َ‬
‫يامة‪ ،‬فتَ ْخطَُف ُهم ويَ ْس ُقطو َن فيها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْوَم الق َ‬
‫العذاب الذي يُ َع َّذبون بِه‪:‬‬ ‫‪ -3‬عذاب أَه ِل الناا ِر ع ِظيم َ ِ ِ‬
‫وشدي ٌد‪ ،‬ومن أنو ِاع َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ ْ‬
‫بقاؤُهم يف الناا ِر ُد ُهوراً تَْت لُوها ُدهوراً‪ ،‬ال تَ ْنتَ ِهي أبداً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أ‪-‬‬
‫السروِر‪.‬‬‫عادةِ و ُّ‬
‫الس َ‬‫ب‪ -‬أهنم ال يَذوقو َن يف الناار ماءً با ِرداً يَ ْرِوي الظَّ َمأ‪ ،‬وال َعْيشاً َر ِغيداً يَْب َعث على َّ‬
‫فخرياً‪ ،‬وإن َشاراً فَ َشاراً‪َ ،‬جزاءً ِوفاقاً‪ ،‬فاجلزاءُ ِمن ِجْن ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫أن اهللَ َسيَ ْج ِزي هؤالء ال ُك افا ِر على أعماهلم‪ ،‬إن َخ ْرياً َ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫الع َم ِل‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -5‬لَ اما كان ال ُك اف ُار ال يَتَوقَّعو َن َجزاءً وال ِحساباً‪ ،‬فإهنم مل خيافُوه‪ ،‬ف َك َفروا باهللِ‪ ،‬وَك َّذبوا بآياتِه‪.‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب له يف كتاب يَ ْلقاهُ يَ ْوَم الق َ‬ ‫كل َع َم ٍل يَ ْع َملُه اإلنسا ُن يُ ْحصيه اهللُ تعاىل عليه‪ ،‬ويُ ْكتَ ُ‬ ‫‪ُّ -6‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫املؤمن أن يعتَِب باآليات الكرمية‪ ،‬ويتم َّسك بِ ِدينِه‪ ،‬وي ْنقاد ألو ِام ِر ربِِّه لِيفوز ِبا أَع َّد اهلل لِ ِ ِ‬ ‫‪ -7‬على ِ‬
‫لمطيع َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫احلكمةُ ِمن ذلك ؟‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬‫ِ ِ‬
‫كثرياً ما يُ َذ ِّك ُر اهللُ تعاىل بَيَوم َ‬
‫يامة وما يكون فيه من أهوال‪ .‬فما َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫أي ال َكلِمات التاالِيَة تُوافِق معىن ( أَ ْحقاباً )‪.‬‬ ‫س‪ُّ -1‬‬
‫حمددة ‪ -‬أَْزمنَة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماضيَة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أَْزمنَة طَ ِويلَة ‪ -‬أَْزمنَةً َّ َ‬
‫عما يلي‪:‬‬ ‫الدرس ِمن معىن َّ ِ ِ‬ ‫وء ما َمَّر بِك يف َّ‬ ‫س‪ -2‬يف ض ِ‬
‫السراب‪ ،‬أجب ا‬ ‫َ‬
‫ت َرأَيْتَه ؟‪ ،‬ومىت كان ذلك ؟‬ ‫اب‪ ،‬وإ ْن ُكنْ َ‬ ‫أ‪ِ -‬صف َّ‬
‫السر َ‬
‫ي؟‬ ‫ِ‬ ‫اب وبي ِ ِ ِ‬ ‫السر ِ‬‫الشبَ ِه بي َّ‬
‫ي وال ُمرائ َ‬‫أعمال املنافق َ‬ ‫ب‪ -‬ما َو ْجهُ َّ‬
‫ِ‬
‫اآليات ؟‬ ‫ت يف‬ ‫الصوِر ِمن ِ‬
‫خّلل ما َد َر ْس َ‬ ‫ث بعد النَّ ْف ِخ يف ُّ‬ ‫حيد ُ‬
‫س‪ -3‬ما الذي ُ‬
‫اآليات على ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -4‬اس ِ‬
‫تد ال ِمن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫آد َم أُ ْحص َي عليه وُكت َ‬‫كل َع َم ِل اب ِن َ‬
‫أ‪ُّ -‬‬
‫الع َم ِل‪.‬‬
‫س َ‬ ‫ب‪ -‬اجلزاءُ ِمن ِجْن ِ‬

‫‪13‬‬
14
‫ث‪:‬‬
‫س الثال ُ‬
‫الدر ُ‬
‫ورة‪.‬‬‫ورة النبأ من اآلية (‪ )31‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَفس ُير ُس َ‬
‫ي ومآهلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ال ُمتَّق َ‬
‫ي وعُ ُقوبَتَ ُهم‪ ،‬ذَ َكَر اهللُ تعاىل يف اآليات التااليَة نَع َ‬
‫مآل الطااغ َ‬
‫وج َّل َ‬
‫عز َ‬
‫لَ اما ذَ َكَر اهللُ َّ‬
‫تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ‬ ‫احلسن‪ ،‬قال‬
‫َ‬
‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪ ﲫ‬
‫ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ‬

‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ‬

‫ﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ‬

‫ﱫﱭﱮ ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶ‬
‫ﱬ‬ ‫ﱠﱢﱣ ﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪ‬
‫ﱡ‬

‫ﱹﱻ ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬


‫ﱺ‬ ‫ﱷﱸ‬

‫ﱠ [ النَّبأ‪.]31 – 18 :‬‬ ‫ﲍﲎﲏﲐﲑ‬


‫ضوعُ اآليات‪:‬‬ ‫• َمو ُ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي يَ ْوَم الق َ‬
‫‪ -‬بَيا ُن َجزاء املتَّق َ‬
‫‪ -‬إثبات الي وِم ِ‬
‫اآلخر‪.‬‬ ‫ُ َْ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫مع ناها‬ ‫الكلمة‬
‫َمكان فَ ْوٍز وجناةٍ وهو اجلنَّة‪.‬‬ ‫َمفازاً‬
‫ب‪ ،‬وهي‪ :‬ال َفتاةُ اليت بََرَز ثَ ْديُها‪.‬‬ ‫مجع ِ‬
‫كاع ٍ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫َكواع َ‬
‫ُم ْستَ ِويات يف العُ ُم ِر‪.‬‬ ‫أتْراباً‬
‫ُم ْمتَلِئَة‪.‬‬ ‫ِدهاقاً‬
‫ِ‬
‫باطّلً‪.‬‬ ‫لَ ْغواً‬
‫َكثِرياً قَلِيّلً‪.‬‬ ‫َعطاءً ِحساباً‬
‫ِجبيل عليه َّ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫الروح‬
‫ُّ‬
‫صطَِّفي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُم ْ‬ ‫ص افاً‬
‫واملّلئ َكة َ‬
‫ص ِحيحاً‪.‬‬
‫قَ ْوالً َ‬ ‫صواباً‬
‫وقال َ‬

‫‪15‬‬
‫قوع‪.‬‬
‫الو ِ‬ ‫اليَ ْوُم َّ‬
‫احملق ُق ُ‬ ‫احلق‬
‫ذلك يَ ْوُم ِّ‬
‫ِ‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫َم ْرجعاً وذلك بِ َ‬
‫الع َم ِل ا‬ ‫َمآباً‬

‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫أع َّد اهللُ سبحانَه وتعاىل لِْل ُمتَّ ِقي يف اجلنَّة ِمن أنواع النَّعِيم ما ذكره يف اآليات الكرمية وغريها‪ ،‬كما قال‪:‬‬ ‫‪َ -1‬‬
‫ب بَ َش ٍر ))(‪.)1‬‬ ‫ي رأَت‪ ،‬وال أُذُ ٌن َِس َعت‪ ،‬وال َخطَر على قَ ْل ِ‬ ‫ٌْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫‪...‬‬ ‫((‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املؤمنون يف اجلنَّة َكّلماً باطّلً وال َكذباً من ال َق ْوِل؛ بل يُقال هلم‪َ :‬سّلماً َسّلماً‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال يسمع ِ‬
‫ََُْ‬
‫الرمحن‬ ‫صِّرف في ِهما‪ ،‬وهو َّ‬ ‫األرض وما بين هما‪ ،‬و َ ِ‬ ‫السماوات و ِ‬ ‫‪ -3‬اهللُ سبحانَه هو خالِق َّ‬
‫املدبِّر ل ُشؤوهنما‪ ،‬واملتَّ َ‬ ‫َُ‬
‫كل َش ْي ٍء‪.‬‬‫الذي شلَت َر ْمحَتُه َّ‬
‫صواباً‪.‬‬ ‫األكب ال يت َكلَّم أح ٌد اإال من أَ ِ‬‫ض َِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -4‬يف ي وِ‬
‫محن وقال َ‬ ‫ُ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫له‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َْ‬
‫الع َم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمن شاءَ أن يكون َم ْرضيااً عنه‪ ،‬فَ ْليَتَّخذ اإلميا َن و َ‬ ‫وج الباطل وال يَْن َفع ال َكذب‪َ ،‬‬ ‫‪ -5‬يف ذلك اليوم ال يَ ُر ُ‬
‫وع واإلنابَِة‪.‬‬ ‫ث على التَّ ْوبَِة و ُّ‬
‫الر ُج ِ‬ ‫ضى اهللِ سبحانَه‪ ،‬ويف هذا َح ي‬ ‫ص ُل هبا إىل ِر َ‬ ‫الصاحل م ِطيَّةً ي ِ‬
‫ا َ َ‬
‫أعمال يف َحياتِه ُّ‬‫قدمت يداه ِمن ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ -6‬ي ْن ِذر اهلل ِعباده ِّ ِ‬
‫الدنيا‪،‬‬ ‫وحيذ ُرهم من َعذاب اآلخَرة يوم يَْنظُر املرءُ ما َّ َ َ‬ ‫ُ ُ ُ َُ‬
‫العذاب أنَّه كان تُراباً‪.‬‬
‫َ‬ ‫مىن الكافِر حي يرى‬ ‫ويتَ َّ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫يم‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَما ذَكر اهلل تعاىل يف اآليات ِ‬
‫ذكر ُسبحانَه نَع َ‬
‫الساب َقة عُقوبَةَ الطااغي‪ ،‬قال بعدها‪ :‬ﮋﲰ ﲱﮊ‪ ،‬مثَّ لَ اما َ‬ ‫ا‬ ‫ا َ ُ‬
‫ودهِ على‬‫املتَّقي قال‪ :‬ﮋﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﮊ‪ ،‬ويف هذا دلِيل على ع ْد ِل اهللِ تعاىل‪ ،‬ودلِيل على َكرِم ِه وج ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬
‫التَّوايل‪ِّ .‬بي ذلك ِمن خّلل تَ ُّأملِك لِآليَتَ ْي‪.‬‬
‫• األسئلَة‪:‬‬
‫ص َوِر تَك ِرِمي اهللِ ِ‬
‫ألهل اجلنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -1‬أعظَم ال َف ْوِز والنَّجاةِ هو ُد ُ‬
‫خول اجلنَّة‪ .‬اذ ُكر ثَّلثاً من ُ‬
‫ذاب اهللِ ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -2‬ما أُْمنيَةُ الكاف ِر حي يَرى َع َ‬
‫س‪ -3‬استَ ِدل على ما يلي‪:‬‬
‫يامة اإال بِ َشرطَْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫يوم الق َ‬ ‫‪ -‬ال يَتَ َكلَّم أَ َح ٌد َ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم به اإلنسا ُن َسيَج ُده يَ ْوَم الق َ‬ ‫كل َع َم ٍل يَ ُق ُ‬
‫‪ُّ -‬‬

‫‪ -1‬رواه البخاري (‪ ،)1185/3‬ومسلم (‪.)2174/4‬‬


‫‪16‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫ورة النازعات من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)14‬‬ ‫ُس َ‬
‫وجل اخل ْلق ومل يَّتْكهم مهّلً؛ بل أرسل إلي ِهم الرسل‪ ،‬وأنزَل عليهم ال ُكت ِ‬
‫وهم على‬ ‫ب‪ ،‬ليدلُّ ُ‬ ‫َُ‬ ‫اَُ َ‬ ‫ََ‬ ‫عز َّ َ َ ُ َ‬ ‫خلق اهللُ َّ‬
‫َ‬
‫جيع َل هلم يَ ْوماً يُعِ ُ‬
‫يد ُهم‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيان‪ ،‬وكان من َتام َع ْدل اهلل تعاىل وح ْك َمته أن َ‬
‫الشرِك والعِ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وحيذ ُروُهم من ِّ ْ‬ ‫احلق‪ِّ ،‬‬
‫الدي ِن ِّ‬
‫ِّ‬
‫اس ِمن‬
‫ث النا ِ‬ ‫الصوِر وب ع ِ‬ ‫عام ٍل بِ َع َملِ ِه‪ ،‬ويف اآليات التاالية يُبَ ِّي اهللُ َ‬
‫حال ال ُك افا ِر عند النَّ ْف ِخ يف ُّ َ ْ‬
‫كل ِ‬ ‫فيه؛ لِيُجازي َّ‬
‫قُبوِرِهم‪ ،‬فيقول سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ‬

‫ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ ﲭﲮﲯﲰ‬

‫ﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ ﳃﳄﳅﳆﳇ‬

‫ﳈ ﱠ [الناا ِزعات‪.]14 – 1 :‬‬


‫وضوع اآليات‪:‬‬ ‫• َم ُ‬
‫وإنكار ال ُك افا ِر له‪.‬‬ ‫ت‪،‬‬‫ث بعد ال مو ِ‬‫‪ -‬ثُبوت الب ع ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َْ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫مع ناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫اح ال ُك افا ِر بِ ِش َّدةٍ عند املوت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املّلئ َكةُ تَ ْن ِزعُ أرو َ‬ ‫الناا ِزعات َغ ْرقاً‬
‫وس ُهولٍَة‪.‬‬ ‫املؤم َ ِ‬ ‫املّلئِ َكةُ تَ ْقبِض وتَس ُّل أرواح ِ‬ ‫اش ِ‬ ‫النا ِ‬
‫ني ب ِرفْ ٍق ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫طات نَ ْشطاً‬
‫السماء بِ ُس ْر َع ٍة ألَ ْم ِر اهللِ‪.‬‬
‫املّلئِ َكةُ تَ ْن ِزل ِمن َّ‬ ‫احبات َسْبحاً‬ ‫الس ِ‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫املّلئ َكة تَ ْسبِ ُق بأرو ِاح املؤمني إىل اجلنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السابقات َسْبقاً‬ ‫ا‬
‫األرض بِأَ ْم ِر اهللِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫السماء إىل‬ ‫األمَر ِمن َّ‬ ‫ِ‬
‫املّلئ َكةُ تُ َدبِّ ُر ْ‬ ‫املدبِّرات أَْمراً‬‫َ‬
‫ضطَ ِرب منها األرض‪ ،‬وهي النَّ ْفخةُ األوىل‪ ،‬نَ ْفخةُ ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫النَّ ْف َخة اليت تَ ْ ُ‬ ‫الر ِاج َفةُ‬
‫ا‬
‫اس‬ ‫ِ‬
‫بعدها‪ ،‬وهي النَّ ْف َخة الثاانيَة حي يقوم النا ُ‬ ‫ب األوىل وتَأت َ‬ ‫النَّ ْف َخة اليت تَ ْع ُق ُ‬ ‫الر ِادفَة‬
‫تَ ْتبَ عُها ا‬
‫أحياء ِمن قُبوِرِهم‪.‬‬
‫ضطَ ِربة ِ‬
‫خاش َعة‪.‬‬ ‫ُم ْ َ‬ ‫و ِاج َفة‬
‫األرض واحلياةِ بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أئِناا لَ َم ْرُدودو َن يف احلافَِرة ر ِاجعون إىل‬
‫اح َدة‪ ،‬وهي النَّ ْف َخةُ الثاانِيَة‪.‬‬ ‫صيحة و ِ‬
‫َْ َ‬
‫َكَّرةٌ ِ‬
‫خاسَرةٌ‬
‫اح َدة‪ ،‬وهي النَّ ْف َخة الثاانِية‪.‬‬ ‫صيحة و ِ‬
‫َْ َ‬ ‫اح َدة‬‫زجرةٌ و ِ‬
‫َ َْ‬
‫فإذا هم أحياء على وجه األرض‪.‬‬ ‫فإذا هم بِالس ِ‬
‫اهَرةٌ‬ ‫ا‬
‫‪17‬‬
‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ألم ِرهِ وإسراع ِهم يف تَ ْنفيذه على أ َّن الق َ‬
‫يام َة‬ ‫أقس َم اهللُ بِاملّلئ َكة الكرِام وبِأفعاهلم ال ادالَّة على َكمال انْقيادهم ْ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫ب فيه‪.‬‬ ‫َح يق ال َريْ َ‬
‫جيوز له أن يُ ْق ِس َم بِغ ِري اهللِ‪.‬‬‫املخلوق فّل ُ‬
‫ُ‬ ‫أن هلل سبحانَه وتعاىل أن يُ ْق ِس َم ِبا شاءَ ِمن خملوقاتِه‪ ،‬و اأما‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫الصوِر؛ فيَ ُموت ُك ُّل َحي إاال َمن يشاءُ اهللُ‪ ،‬مث يَْن ُف ُخ فيه‬ ‫ب وتَتَ َزلَْزَل حي النَّ ْف َخ ِة األُوىل يف ُّ‬
‫ضطَ ِر َ‬ ‫األرض تَ ْ‬
‫َ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫أن‬
‫يام يَْنظُرون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َمَّرًة أخرى فإذا هم ق ٌ‬
‫اخلوف واهللَ ِع‪ ،‬فما كانوا‬ ‫ِ‬ ‫الصوِر وقِيام األموات ِمن قبوِرِهم‪ ،‬تَرَِتف قُلوب ال ُك افا ِر ِمن ِش َّدةِ‬ ‫‪ -4‬عند النَّ ْف ِخ يف ُّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أمام ُهم‪.‬‬
‫اليوم واقعاً ظاهراً َ‬ ‫وجيحدونَه أصبَح َ‬ ‫يُ َك ِّذبون به َ‬
‫ومن َج ْهلِهم باهلل‬ ‫‪ -5‬ال ُك افار يقولون استِهزاء‪ :‬أَنَرِجع إىل احلياة بعد املوت وبعد أن ِصرنا ِعظاماً بالِيةً فانِيةً ؟! ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ً ْ‬
‫يام على َو ْجه األرض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فإهنم ال يعلَمون َّ‬
‫صْي َحة واح َدة‪ ،‬فإذا هم ق ٌ‬ ‫أن األَ ْمَر ال حيتاج أكثَر من َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصاحلة‪.‬‬ ‫الع ْرض األكب‪ ،‬باإلميان باهلل واألعمال ا‬ ‫كل ُمسل ٍم أن يستَع َّد ليوم َ‬ ‫‪ -6‬على ِّ‬
‫لمّلئِ َكة بِأَْم ٍر ِمن اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -7‬النَّفخ يف ُّ ِ ِ‬
‫الصور من األعمال املوَكلَة ل َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬يصاب ال ُك افار عند قِ ِ‬
‫يام النا ِ ِ‬
‫ب ذلك ؟‬ ‫اس من قُبوِرهم خبوف َشديد َ‬
‫وهلَ ٍع‪ .‬ما َسبَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫الق ِ‬‫أن االستِع ِ ِ ِ‬
‫الع َم ِل ا‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫يامة يكون باإلميان و َ‬ ‫داد ليَ ْوم َ‬
‫ْ َ‬ ‫الدرس َّ‬ ‫‪َ -2‬وَرَد يف َّ‬
‫ميكنُك فِ ْعلُه يف األماكِن اآلتِية‪:‬‬
‫اآلخرة و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬اقْ ََّتح َع َمّلً يَْن َف ُعك يف َ‬
‫أ) يف َم ْد َر َستِك‪.‬‬
‫ب) يف بَْيتِك‪.‬‬
‫السوق‪.‬‬‫ج) يف ُّ‬
‫• األسئلَة‪:‬‬
‫ب لِل َكلِ َمة يف العمود (أ) ِمن العمود (ب)‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اخَّت املعىن املناس َ‬
‫س‪َ -1‬‬
‫(أ)‬
‫) النَّ ْف َخة األُوىل‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬الناازعات َغ ْرقاً‬
‫ضطَ ِربة ِ‬
‫خاش َعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬النا ِ‬
‫) ُم ْ َ‬ ‫(‬ ‫اشطات نَ ْشطاً‬
‫ث‪.‬‬‫احدة‪ ،‬وهي نَ ْفخةُ الب ع ِ‬ ‫) صيحة و ِ‬ ‫(‬ ‫الساحبات َسْبحاً‬
‫َ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪ -3‬ا‬
‫اح ال ُك افا ِر بِ ِش َّدةٍ عند املوت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫) املّلئ َكة تَ ْن ِزعُ أرو َ‬ ‫(‬ ‫الر ِاج َفة‬
‫‪ -4‬ا‬
‫‪18‬‬
‫السماء بِسرع ٍة ألم ِر ِ‬
‫اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫) املّلئِ َكة اليت تَن ِزُل ِمن َّ‬ ‫(‬ ‫الر ِادفَة‬
‫‪ -5‬ا‬
‫وس ُهولٍَة‪.‬‬ ‫املؤمنِ َ ِ‬
‫ي ب ِرفْ ٍق ُ‬
‫) املّلئِ َكة تَس ُّل أرواح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫‪ -6‬و ِاج َفة‬
‫فخة الثاانية‪.‬‬
‫) النَّ َ‬ ‫(‬ ‫‪َ -7‬ز ْجَرة‬
‫املؤمنِي إىل اجلنَّة‪.‬‬
‫) املّلئِ َكة تَسبِق بِأرو ِاح ِ‬
‫ْ‬ ‫(‬
‫س‪ِ -2‬صف ما يلي‪:‬‬
‫ث‪.‬‬ ‫لوب ال ُك افا ِر ي وم ي ْن َفخ لِْلب ع ِ‬
‫‪ -‬حال قُ ِ‬
‫َْ َ ُ َ َ ْ‬
‫الدنيا ِمن ح ِقي َق ِة الب ع ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫‪َ -‬م ْوقِف ال ُك افار يف ُّ‬
‫َْ‬ ‫َ‬

‫‪19‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ورة النازعات من اآلية رقم (‪ )15‬إلى اآلية رقم (‪)26‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫يام وأتَ ِّمه‪ ،‬ولكن‬‫اآلخرة‪ ،‬وعليه أن يقوم هبا أحسن قِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الد ْع َوةُ إىل اهلل تعاىل َه ُّم ُك ِّل ُم ْسلم يَ ْر ُجو اهللَ وال اد َار َ‬
‫اخلسار لِ َمن خالََفه وعانَ َده‪ ،‬ويف اآليات التاالِيَة‬
‫الذل و َ‬
‫أن العاقِبَةَ لِلتَّ ْقوى‪ ،‬و ُّ َّ‬
‫احلسنة‪ُ ،‬موقِناً َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫احلكمة واملوعظَة َ‬
‫ب َ‬
‫ِ‬
‫وع ِ‬
‫نادهِ‪.‬‬ ‫ب تَ ِ‬
‫كذيبِ ِه ِ‬ ‫ف فِْر َعو َن ِمنها‪ ،‬وما َ‬
‫آل إليه أمرهُ بِسبِ ِ‬ ‫السّلم لِِفرعو َن‪ِ ،‬‬
‫ُ َ‬ ‫وم ْوق ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْذ ُكر اهللُ َد ْع َوَة موسى عليه َّ‬
‫قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬

‫ﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓ ﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞ‬

‫ﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪ ﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱠ‬
‫[الناا ِزعات‪.]26 – 15 :‬‬
‫وضوع اآليات‪:‬‬
‫• َم ُ‬
‫‪ -‬دعوة موسى عليه السّلم لفرعون الطاغية‪ ،‬واملآل املخزي هلذا املعاند‪.‬‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املطَ َّهر‪.‬‬ ‫َّ‬
‫املقدس‬
‫وسى ِعْن َده‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اسم ل ْلوادي عند َجبَ ِل الطُّوِر الذي َكلَّ َم اهللُ ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫وى‬
‫طُ ً‬
‫الش ْرِك وال ُك ْفر‪.‬‬
‫س ِّ‬ ‫تُ ْؤِمن باهللِ وتَتَطَ َّهر ِمن ِر ْج ِ‬ ‫تَ َزَّكى‬
‫بادتِه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أَ ْه ِديَك إىل َربِّك‬
‫أَ ُدلُّك إىل تَ ْوحيده وع َ‬
‫ّلب العصا حيَّةً‪ ،‬واليد الب يضاء ِمن غ ِري س ٍ‬
‫وء‪.‬‬ ‫م ْع ِجزة انْ ِق ِ‬ ‫اآليَة ال ُك ْبى‬
‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ب ُموسى‪.‬‬ ‫نوده حلر ِ‬ ‫ِ‬
‫وج َ ْ‬ ‫َمجَع ف ْر َع ْون قَ ْوَمه ُ‬ ‫فَ َح َشَر‬
‫الدنْيا باإلغر ِاق‪ ،‬وع ُقوبة ِ‬
‫اآلخَرة بِالناار‪.‬‬ ‫عُقوبَة ُّ‬ ‫كال ِ‬
‫اآلخَرةِ واألُوىل‬ ‫نَ َ‬
‫ُ َ‬
‫َم ْو ِعظَة لِ َمن ُ‬
‫خياف َربَّه سبحانَه‪.‬‬ ‫خيشى‬ ‫ِ‬
‫لَعِْب َرًة ل َمن َ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫السّلم مع فِْر َع ْو َن‬
‫ص ِة ُموسى عليه َّ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم َس اّلهُ اهللُ بِ ِذ ْك ِر قِ َّ‬ ‫‪ -1‬عند تَ ْك ِذ ِ‬
‫يب قَُريْ ٍ‬
‫ش بالنَّ ِّ‬
‫إليه لِي ْدعوه إىل ِعبادةِ اهللِ وح َده‪ ،‬فلما َك َفر فِرعو ُن باهللِ والي وِم ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ‬ ‫ا َ ْ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫أرسلَه اهللُ َ ُ‬ ‫صَر حي َ‬ ‫َملك م ْ‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم وآذوه‪.‬‬ ‫ي الذين َك َّذبوا َّ‬
‫الر َ‬ ‫هتدي ٌد لِ ِ‬
‫قاب‪ ،‬ويف هذا ِ‬ ‫أش َّد العِ ِ‬
‫لمشرك َ‬
‫ُ‬ ‫عاقَبَهُ اهللُ َ‬

‫‪20‬‬
‫الدعاة إىل اهلل تعاىل أن يتَّ ِ‬ ‫يم يَْنبَغِي على ُّ‬ ‫ِ‬ ‫يف دعوةِ موسى عليه َّ ِِ‬
‫صفوا‬ ‫وخلُ ٌق َعظ ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫السّلم لف ْر َعون أَ َد ٌ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الد ْع َوةِ إىل ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫ي يف َّ‬ ‫ف يف ال َق ْوِل‪ ،‬واللِّ ُ‬ ‫اس‪ ،‬وهو التَّلَطُّ ُ‬‫به عند َد ْعوهتم لِلنا ِ‬
‫ّلب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أجرى اهللُ على يَ ِد ُموسى عليه َّ‬
‫يمةً تدعو ف ْر َعو َن لإلميان والتَّوحيد‪ ،‬وهي انْق ُ‬ ‫السّلم ُم ْعجَزةً َعظ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫وعصى‬ ‫ِ‬ ‫وء‪َّ ،‬‬ ‫العصا حيَّةً تسعى‪ ،‬وخروج ي ِدهِ ِمن جيبِه بيضاء ِمن َغ ِري س ٍ‬
‫فكذب فرعو ُن هبذه اآليات َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ َ‬
‫وحماربَِة ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫موسى‪ ،‬فلم ي ؤِمن بِاهلل‪ ،‬مث أَدبر يسعى يف األرض بِال َف ِ‬
‫الشِّر َ‬ ‫ساد و َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫صٌر يف هنايَِة األَ ْم ِر‪.‬‬
‫احلق مْنتَ ِ‬
‫فإن َّ ُ‬ ‫احلق وأهلِ ِه َّ‬
‫الباطل وتَكتَّلت ِض َّد ِّ‬ ‫مهما اجتَمعت جيوش ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫جنوده وأعوانَه أنَّه رُّهبم األعلى‪ ،‬وهو يعلم يف قَر َارةِ نفسه َكذ َ‬ ‫َّاد َعى ف ْر َعو ُن ظُْلماً وعُلُاواً حي مجع َ‬ ‫‪-5‬‬
‫نوده يف اليَ ِّم َغَرقاً يف ُّ‬ ‫االدعاء‪ ،‬وهم ينافِ ُقون وي علَمون أنَّه أَفا ٌ ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ويف‬ ‫وج ُ‬ ‫فهلَك هو ُ‬ ‫يم‪َ ،‬‬ ‫اك أَث ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫هذا ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عذاب أَل ٌ‬
‫يم‪.‬‬ ‫اآلخَرة هلم ٌ‬
‫يق جبّللِه سبحانه‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﳎ ﳏ ﳐ‬ ‫ِ‬
‫ّلم هلل تعاىل على ما يَل ُ‬
‫ص َف ِة ال َك ِ ِ‬ ‫إثبات لِ ِ‬
‫يف اآليات ٌ‬ ‫‪-6‬‬
‫ّلم‪.‬‬
‫ﳑ ﳒ ﳓ ﱠ‪ ،‬والنِّداءُ َك ٌ‬
‫ب األُموِر‪،‬‬ ‫ادث‪ ،‬وخيشى ِمن َعواقِ ِ‬ ‫فكري وال ُق ْدرَة على التَّأَُّم ِل ي تَّعِظ بِاحلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الع ْق َل والتَّ َ‬
‫إن َمن َوَهبَه اهللُ َ‬ ‫‪-7‬‬
‫ّلك فِْر َع ْو َن ِعْب َرةٌ لِ َمن خيشى‪.‬‬
‫ويف ه ِ‬
‫َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫تأمل يف هذه‬
‫قال اهلل تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕﭐﱖﭐﱠ َّ‬
‫اعيها‪.‬‬ ‫آداب ينبغِي لِ َّ ِ‬
‫اعية أن ير ِ‬ ‫استَ ْخ ِرج ثَّلثَة ٍ‬
‫لد َ ُ‬ ‫َ‬ ‫اآليات‪ ،‬مث ْ‬
‫‪......................................................... -1‬‬
‫‪........................................................ -2‬‬
‫‪............................................................ -3‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫صحيح اخلطأ فيما يلي‪:‬‬‫املناسب‪ ،‬مع تَ ِ‬ ‫س‪ -1‬اكتُب كلمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫تال فرعون‬ ‫‪ -‬أمر اهلل نَبِيَّه موسى عليه السّلم بِِق ِ‬
‫ا‬ ‫َ ُ ُ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -‬طَلَب موسى عليه السّلم ِمن فرعون أن ي ْؤِمن بِاهللِ‬
‫ُ َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫انشقاق َّ‬ ‫‪ -‬اآليةُ الكبى اليت عرضها موسى أمام فرعون ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫السّلم بالتَّ ِ‬
‫صديق‬ ‫‪َ -‬رَّد فرعو ُن على اآلية اليت جاء هبا موسى عليه َّ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫قومه‪ :‬أنا َربُّ ُكم األعلى‬ ‫‪َ -‬كلِمة ِّ ِ‬
‫نادى هبا فرعو ُن َ‬ ‫الش ْرك اليت َ‬ ‫َ‬
‫‪21‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الصْي َح ِة‬ ‫عاقب اهللُ فرعو َن عندما نَطَ َق َكلِ َمةَ ِّ‬
‫الش ْرِك بِ َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫السّلم مع فرعون ؟‬ ‫صة موسى عليه ا‬ ‫س‪ -2‬استَ ْنتِج ِعْب َرًة ِمن قِ َّ‬
‫استَ َفدتَه ِمن اآليات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبارةٍ من عندك من ال َكلمات التااليَة معىن ْ‬ ‫س‪َ -3‬رِّكب يف َ‬
‫كّلم اهلل لِ ُموسى )‪.‬‬ ‫املقدس ‪ُ -‬‬ ‫( طُوى ‪ -‬الو ِادي َّ‬

‫‪22‬‬
‫الدرس السادس‬
‫سورة النازعات من اآلية (‪ )27‬إلى آخر السورة‪.‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫أن اهللَ تعاىل هو خالِ ُق َّ‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬وأنَّه َخلَ َق ُهم َّأوَل َمَّرةٍ‪ ،‬ومع ذلك َز َع ُموا أهنم إذا‬ ‫مل يُْن ِكر املشركو َن َّ‬
‫الرُّد مس ِكتاً هلم وم َفنِّداً لِ ُشب هتِ ِهم؛ ِ‬
‫حاصلُه‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫ٍ ِ ٍ ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫حتولوا إىل تُراب أو عظام باليَة‪ ،‬فجاء َّ ُ ْ‬ ‫ماتوا ال يُْب َعثُون بَ ْع َد أ ْن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي عليه سبحانَه‪ ،‬ويف‬ ‫األصغَر‪ ،‬فاألَ ْم ُر َه ِّ ٌ‬
‫إعادةُ هذا املخلوق ْ‬‫رض مع َعظَ َمت ِهما لن يُ ْعجَزه َ‬‫السماءَ واأل َ‬ ‫الذي َخلَ َق َّ‬
‫ﱷﱹ ﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ‬
‫ﱸ‬ ‫وتعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬ ‫هذا املعىن يقول سبحانه‬
‫ﲁﲂﲃ ﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓ‬

‫ﲔﲕﲖﲗ ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡ ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ‬

‫ﲪﲫﲬﲭﲮ ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺ ﲻﲼﲽﲾ‬

‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅ ﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ‬

‫ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ [الناا ِزعات‪.]46 – 27 :‬‬


‫وضوع اآليات‪:‬‬ ‫• َم ُ‬
‫ِ‬
‫احلساب‪.‬‬ ‫املوت‪ ،‬واجلز ِاء و‬
‫ث بعد ِ‬ ‫‪ -‬إثْبات الب ع ِ‬
‫ُ َْ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫الس َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫‪ -‬إثْبات ِ ِ ِ‬
‫استْئثار اهلل تعاىل بع ْلم ا‬
‫ُ ْ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫معناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫َشيَّ َدها عالِيَةً‪.‬‬ ‫بَناها‬
‫َرفَ َع بِناءَها‬ ‫َرفَع سَْ َكها‬
‫َج َعلَها ُم ْستَ ِويَةً ُم ْح َك َمةً‪.‬‬ ‫فس اواها‬
‫َ‬
‫أَظْلَم لَْي لَها‪.‬‬ ‫ش لَْي لَها‬
‫وأ ْغطَ َ‬
‫ض ْوءَها ونُ َورها‪.‬‬ ‫أظهَر َ‬ ‫َ‬ ‫ضحاها‬ ‫أخر َج ُ‬
‫و َ‬
‫ِ‬
‫إلنسان‪.‬‬ ‫بسطَها وم َّه َدها لِ‬ ‫األرض بعد ذلك َدحاها‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫و َ‬
‫أَثْبَتَها يف َمكاهنا‪.‬‬ ‫اجلبال أرساها‬
‫و َ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اسم من أساء يَ ْوم الق َ‬ ‫ٌ‬ ‫الطا َّامةُ ال ُكْب َرى‬
‫اجلحيم لِ َمن يَراها‪.‬‬‫أُظْ ِهرت ِ‬
‫َ‬ ‫يم لِ َمن يََرى‬ ‫ِ‬
‫وبُِّرَزت اجلح ُ‬
‫يامها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مىت ُوقُوعها َوق ُ‬ ‫أياا َن ُم ْرساها‬
‫‪23‬‬
‫ك ُمْنتَهى ِع ْل ِمها‪.‬‬
‫إىل َربِّ َ‬ ‫إىل ربِّك ُمْنتَهاها‬
‫ِ‬
‫آخَر النَّها ِر‪.‬‬ ‫َع ِشيَّةً‬
‫ضحاه‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫أََّول النَّها ِر‪ ،‬أي‪ :‬أهنم ظَنُّوا أهنم مل يَ ْلبَثوا يف ُّ‬
‫الدنْيا اإال َعشيَّةَ يَ ْوم أو ُ‬ ‫ضحاها‬ ‫ُ‬
‫فَوائد وأَحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت فيها وال ُشقوق‪،‬‬ ‫فاو َ‬‫وج َعلَها ُم ْستَ ِويَةً ال تَ ُ‬
‫السماءَ َورفَ َع بناءَها َ‬ ‫يمة‪ ،‬فهو الذي َخلَ َق َّ‬ ‫قُ ْد َرة اهلل َعظ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫وسكناً لِبَن‬ ‫السماء‪ ،‬وجعلها َم ْهداً َ‬ ‫األرض بعد َخ ْل ِق َّ‬ ‫َ‬ ‫ط‬‫ضيئاً‪ ،‬مث بَ َس َ‬ ‫وجعل لَي لَها مظْلِماً وهنارها م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ومن فَ َع َل ذلك ‪ -‬وهو اهلل ‪-‬‬ ‫اجلبال وثَبَّتَها يف األرض‪َ ،‬‬ ‫وم ْرعاها‪ ،‬وأرسى َ‬ ‫أخَر َج منها ماءَها َ‬ ‫البَ َش ِر‪ ،‬و ْ‬
‫اإلنسان؛ إذ هو أَ ْه َو ُن َخ ْلقاً ِمْن ُهما‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ث‬‫قادر على ب ع ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ٌ‬
‫يء لِ َه ْوهلا‪ ،‬عندها يَتَ َذ َّكر‬ ‫القيامة ‪ -‬حيث تَطْغى على ُكل ش ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫إذا جاءت الطا َّامة ال ُكبى ‪ -‬وهي َ‬ ‫‪-2‬‬
‫الدنيا حيث ال يَْن َفع النَّ َد ُم وال يُِفيد التَّ َح ُّسر‪.‬‬ ‫وس ْعيَه يف ُّ‬ ‫اإلنسا ُن أعمالَه َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يء الطا َّامة تأت املّلئِ َكةُ بِالناا ِر ُّ‬ ‫بعد ِم ِ‬
‫فمن كان قد‬ ‫جيروهنا فتَبز وتَظْ َهر ل ُك ِّل أَ َحد حىت يَ ْروها عياناً‪َ ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اجلحي ِم‪.‬‬‫صريه إىل ِ‬ ‫الدنيا على أَم ِر ِدينِ ِه وأُخراه َّ ِ‬ ‫َترد وقَ َّد َم احليا َة ُّ‬
‫فإن َم َُ‬ ‫ْ‬ ‫طَغَى منهم و َّ‬
‫وم ْواله َّ‬
‫فإن‬ ‫عز وج َّل‪ ،‬وهنى نفسه عن هواها ورَّدها إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫من َ ِ‬
‫طاعة َربِّه َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يام بي يَ َدي اهلل َّ َ َ‬ ‫خاف الق َ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫وم ْرِجعُه‪.‬‬ ‫اجلنَّة هي مْن َقلَبه ِ‬
‫ومصريُه َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫وحده دون ِمن ِسواه‪.‬‬ ‫اع ِة إىل اهلل تعاىل؛ إذ هو الذي يَ ْعلَم َوقْ تَها َ‬ ‫الس َ‬ ‫ِِ‬
‫َمَرُّد ع ْلم ا‬ ‫‪-5‬‬
‫وعقابِِه‪.‬‬ ‫وحيذرهم ِمن بأْ ِس اهللِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫بعث اهللُ َّ َّ‬
‫َ‬ ‫اس ِّ َ ُ‬ ‫حممداً صلى اهلل عليه وسلم ليُ ْنذ َر النا َ‬ ‫‪-6‬‬
‫الدنيا؛ فريوهنا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كآخ ِر فَ ْت َرةِ النَّها ِر‪ ،‬أو أََّوِل‬ ‫احملش ِر ُم َّد َة احلياة ُّ َ‬ ‫اس إذا قاموا ِمن قُبوِرهم إىل َ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْستَ ْقص ُر النا ُ‬ ‫‪-7‬‬
‫فَ ْت َرةِ النَّها ِر‪.‬‬
‫إخفائِها‬ ‫استَأْثَر ُسبحانَهُ بِعِْل ِمها؛ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يام الس ِ‬ ‫أخفى اهلل تعاىل وقْ ِ‬
‫ألن املصلَ َحةَ يف ْ‬ ‫اعة على العباد و ْ‬ ‫تق ِ ا َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫عنهم‪.‬‬
‫صلَ َحةٌ‪.‬‬ ‫اإلسّلميَّ ِة َع َدم ُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫عما ليس فيه َم ْ‬ ‫السؤال ا‬ ‫اآلداب‬ ‫‪-9‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ث بعد ِ‬
‫املوت ؟‬ ‫ِ‬
‫اآليات السابَِقة‪ ،‬مث ب ِّي كيف رَّد اهلل تعاىل على مْن ِكري الب ع ِ‬ ‫تَ َدبَّر‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ضع ال َكلِمات التاالية يف ُمج ٍل م ِ‬
‫ناسبَة‪:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ش ‪َ ،‬ع ِشيَّة ‪ ،‬أَْرسى‪.‬‬ ‫أَ ْغطَ َ‬

‫‪24‬‬
‫احلكمةُ ِمن‪:‬‬
‫س‪ -2‬ما َ‬
‫إرساء ِ‬
‫اجلبال‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫املرعى ِمن األرض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إخراج املاء و ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫س‪ -3‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬

‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﭐﱠ‬
‫اجلدول التاايل‪:‬‬
‫امأل َ‬
‫يام ِة‬ ‫ِ‬ ‫يام ِة‬ ‫ِ‬
‫أعمال يَْن َد ُم اإلنسا ُن عليها يَ ْوَم الق َ‬
‫ٌ‬ ‫أعمال يَ ْفَر ُح هبا اإلنسا ُن يَ ْوَم الق َ‬
‫ٌ‬

‫تَ َّأمل مث ِأج ِ‬


‫ب‪:‬‬
‫س‪ -4‬قال اهلل تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ‪.‬‬
‫ماد ِة‬
‫ب َّ‬‫حبل و ِاج ِ‬ ‫ِ‬
‫أمرَك وال ُدك ِّ‬ ‫احلاسب‪ ،‬وعندما َد َخ ْل َ ِ‬ ‫وق قُرصاً لِبنام ٍج يف ِ‬ ‫اشتَ ريت ِمن ُّ ِ‬
‫ت املنزَل‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الس ْ‬ ‫‪َ َْ َ -‬‬
‫الَّتتِ ِ‬
‫يب ما الذي يَْنبَغِي أن تَ ْف َعلَه ؟‪ ،‬مث َح ِّدد بِ َّ‬
‫الَّتتِ ِ‬ ‫املؤذِّ ُن لِصّلةِ املغ ِر ِ‬
‫ب‪َ .‬ح ِّدد بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫يب ما‬ ‫َ‬ ‫العُلوم‪ ،‬مث أَذَّ َن َ‬
‫الذي َسيَ ْف َعلُه َمن َغلَبَه َهواه يف ِمثْ ِل هذا ال َم ْوقِف ؟‬

‫‪25‬‬
‫الدرس السابع‬
‫تَ فسير سورة عبس من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)23‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم َح ِريصاً على َد ْع َوةِ النا ِ‬
‫ص‬‫اس مجيعاً إىل دي ِن اإلسّلم‪ ،‬وكان يف بدايَة األَ ْم ِر حي ِر ُ‬ ‫كان النَّ ُّ‬
‫أسلَ َم َع َد ٌد َكبِريٌ ِمن النا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسّلم؛ َّ‬ ‫وزعمائِ ِهم إىل‬ ‫كثرياً على َد ْع َوةِ كِبا ِر قَُريْ ٍ‬
‫اس‬ ‫العادةَ أنَّه إذا أَ ْسلَم هؤالء ْ‬
‫ألن َ‬ ‫ش ُ‬
‫اإلسّلم‪ ،‬ويدعُوه‬‫ِ‬ ‫ش يُبَ ِّي له َد ْع َوةَ‬ ‫تَبعاً هلم‪ ،‬وبينما كان النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم ذات ي وٍم مع أَح ِد زع ِ‬
‫ماء قَُريْ ٍ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه‬ ‫مكتوم رضي اهلل عنه ‪ -‬وكان أعمى ‪ -‬يطْلُ ِ‬ ‫إليه‪ .‬وب ي نما هو كذلك؛ إذ جاء ابن أُِّم ٍ‬
‫ب من النَّ ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫ض عنه ويُ ْقبِ ُل على َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِل َ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم يُ ْع ِر ُ‬ ‫وسلَّم أن يُْرش َده ويُ َعلِّ َمه ماا َعلَّ َمهُ اهللُ‪َ ،‬‬
‫فج َع َل النَّ ُّ‬
‫يب صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأنزَل اهللُ تعاىل اآليات األوىل من سورة عبس عتاباً للنَّ ِّ‬ ‫ح ْرصاً منه صلَّى اهلل عليه وسلَّم على إسّلمه‪َ ،‬‬
‫اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ‬
‫ﱗﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯ‬
‫ﱰﱱﱲﱳﱴﱵ ﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ ﲂﲃﲄﲅ‬
‫ﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬
‫ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ [عبس‪.]23 – 1 :‬‬
‫وضوع اآليات‪:‬‬ ‫• َم ُ‬
‫ض‪.‬‬‫اضه عن األعمى وإقبالِه على الكافِر ال ُم ْع ِر ِ‬ ‫‪ -‬معاتَبةُ النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم إلعر ِ‬
‫ُ َ ِّ‬
‫وم ْو ِعظَةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬بَيا ُن َمكانَة القرآن الكرمي‪ ،‬وأنَّه تَ ْذكَرةٌ َ‬
‫جوع إىل اهللِ تعاىل بعد املوت‪.‬‬ ‫ص ِل َخ ْل ِقه وما ينتَ ِهي إليه أَْم ُره ِمن ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬تَذكريُ اإلنسان بِأَ ْ‬

‫‪26‬‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫مع ن اه ا‬ ‫الكلمة‬
‫ّلم َح َو ْج ِه ِه‪.‬‬
‫غري م ِ‬
‫َّ َ‬ ‫س‬‫َعبَ َ‬
‫ض بَِو ْج ِهه‪.‬‬‫أعر َ‬
‫َ‬ ‫تَ َوَّىل‬
‫ي تَطَ َّهر ِمن ُّ ِ‬
‫الصاحل‪.‬‬
‫الع َمل ا‬ ‫الذنوب بِ َ‬ ‫َ‬ ‫يََّزاكى‬
‫ِ‬
‫اإلميان باهلل‪.‬‬ ‫ومكانَتِه عن‬ ‫ِ‬
‫ا ْكتَفى ِباله َ‬ ‫استَ ْغىن‬
‫اأما َمن ْ‬
‫تَتَ عَّرض له وتُ ْقبِل عليه وتُصغِي إىل َك ِ‬
‫ّلمه‪.‬‬ ‫ص َّدى‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫فأنت له تَ َ‬
‫َ‬
‫ض عنه‪.‬‬ ‫تَتَشا َغ ُل وتُ ْع ِر ُ‬ ‫تَلَ َّهى‬
‫عالِيَة ال َق ْد ِر عند اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫وعة‬
‫َم ْرفُ َ‬
‫الزيادةِ والنُّ ْق ِ‬
‫صان‪.‬‬ ‫الدنَ ِ‬‫يدة عن َّ‬ ‫بَعِ َ‬
‫س و ِّ َ‬ ‫ُمطَ َّهَرة‬
‫َكتَبَة‪ ،‬وهم املّلئِ َكة‪.‬‬ ‫َس َفَرة‬
‫أتْ ِقياء ُم ِطيعِي‪.‬‬ ‫كِرام بََرَرة‬
‫لُعِ َن اإلنسا ُن الكافُِر‪.‬‬ ‫قُتِ َل اإلنسا ُن‬
‫ما أَ َش َّد ُك ْفره‪.‬‬ ‫ما أَ ْك َفَره‬
‫آخ ِر َخ ْل ِق ِه‪.‬‬
‫ضغَةً‪ ،‬إىل ِ‬‫قَ َّدر أطو َاره‪ :‬نُطْ َفةً‪ ،‬مث َعلَ َقةً‪ ،‬مث ُم ْ‬ ‫َخلَ َقه فَ َق َّد َره‬
‫روجهُ ِمن بَطْ ِن أُِّمه‪.‬‬
‫َس َّه َل ُخ َ‬ ‫يل يَ َّسَره‬ ‫السب َ‬
‫مثَّ َّ ِ‬
‫ب عثَه بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫أَنْ َشَره‬
‫ََ‬
‫َك اّل‪َ :‬كلِ َمةُ َرْد ٍع َوز ْج ٍر‪ ،‬أي‪ :‬ليس األَ ْم ُر كما يَ َّد ِعي الكافِر ِمن أنَّه أَ َّدى ما‬ ‫ض ما أََمَره‬ ‫كّل لَ اما يَ ْق ِ‬ ‫ا‬
‫ِ‬
‫احلقوق‪.‬‬ ‫عليه ِمن‬
‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم وإجّلالً له‪ ،‬مث‬ ‫ب ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱠ‪ ،‬تَلَطُّفاً بِالنَّ ِّ‬ ‫السورةُ بِضمائِِر الغائِ ِ‬
‫بَ َدأت ُّ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫أقبل عليه بعد ذلك بَِقولِه‪:‬ﭐﱡ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱠ‪ ،‬وي ْؤ َخذ ِمن ذلك‪ :‬تَ ْعلِيم األَ َد ِ‬
‫ب مع أَ ْه ِل العِْل ِم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ض ِل‪.‬‬
‫وال َف ْ‬
‫اهلدايَةُ بِيَ ِد اهللِ ُسبحانَه‪:‬ﭐﱡ ﭐﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱠ [القصص‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ي والضَّعِيف‪ ،‬واألبيض واألسود‬ ‫ن وال َف ِق ِري‪ ،‬وبي ال َق ِو ِّ‬ ‫‪ ،]56‬في ْنبغِي على ُّ ِ‬
‫الدعاة َع َدم التَّميِي ِز بي الغَ ِّ‬ ‫ََ‬
‫أي اخل ْل ِق تُثْ ِم ُر َد ْع َوتُه‪.‬‬ ‫الد ْعوةِ إىل اهلل‪ ،‬فما ي ْد ِري ال اد ِ‬
‫اعيَةُ يف ِّ‬ ‫َ‬ ‫يف َّ َ‬
‫‪27‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي إليه‪.‬‬ ‫‪ -3‬على املسلم أن يَ ْدعُو إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وأن يَْب ُذ َل الع ْل َم لطُاّلبِه واحملتاج َ‬
‫باإلقبال على‬‫ِ‬ ‫‪ -4‬ال ُقرآ ُن مو ِعظَةٌ لِمن ي تَّعِ ْظ‪ ،‬في ْنبغِي لِْلمسلِم أن ي ْقرأَه بِتَ َدبٍُّر وتَ َف ُّهم؛ لِي ْنتَ ِفع ِبو ِ‬
‫اع ِظ ِه‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫صيَتِه‪.‬‬
‫عاد عن مع ِ‬ ‫وجل‪ ،‬واالبتِ ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫طاع ِة اهللِ َّ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫يق بِه‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬ ‫ضعه يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -5‬على املسلِم أن حيافِ َ‬
‫املقام الذي يَل ُ‬ ‫وو ْ‬
‫ظ على كتاب َربِّه‪ ،‬كما جيب عليه تَ ْعظيمه َ‬
‫اف النَّهار‪.‬‬ ‫ّلوتِه ُمتَطَ ِّهراً آناءَ اللَّ ِيل وأطر َ‬ ‫ِ‬
‫احلرص على ت َ‬
‫ث؛ حيث َدعا عليه بِاللَّ ْع ِن والطَّْرِد ِمن رمحَتِه‪ ،‬فما َ‬
‫أش َّد ُك ْفَره‬ ‫املنكر لِْلب ع ِ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ -6‬ذَ َّم سبحانَه وتعاىل الكافَر َ َ ْ‬
‫ب يف النِّ َع ِم‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫حوده وهو يتَ َقلَّ ُ‬‫وج َ‬ ‫بَربِّه وخالقه‪ ،‬وما أعظَ َم ظُْل َمه ُ‬
‫الدنيا‪ ،‬حىت ال يَْب َقى ِجي َفةً على َو ْج ِه‬ ‫أجلِه يف احلياة ُّ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان بِ َّ‬
‫الدفْ ِن بعد َم ْوته وانقضاء َ‬ ‫‪ -7‬تَ ْكرميُ‬
‫َترج رائِ َحتُه فيَتَأذَّى منها النااس‪.‬‬ ‫السباعُ‪ ،‬أو ُ‬ ‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬فتَأ ُكله ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‪.‬‬ ‫وشَر َ‬‫وق اهللِ سبحانَه الواجبَة كما أََمَر َ‬ ‫ومواله فيُ َؤِّدي ُح ُق َ‬ ‫ِ‬
‫‪ -8‬على اإلنسان أن يتَ َذ َّكر ويَ ْرجع إىل َربِّه َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫األسباب اليت تُعِي على تَ َدبُِّر‬ ‫مموعتِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ماا يكون َسبباً يف االنتفاع بالقرآن الكرمي قراءَته بِتَ َدبٍُّر وتَ َف ُّه ٍم‪ ،‬ناقش مع َ‬
‫ال ُق ِ‬
‫رآن الكرمي‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الص ِحيحة ِمن بي اإلجابات التاالية‪ :‬نََزلَت عبس يف‪:‬‬ ‫اخَّت اإلجابَةَ َّ‬‫س‪َ -1‬‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬عبد اهلل بن أم مكتوم ‪ -‬فيما َسبَق ِذكره‪.‬‬ ‫ِع ِ‬
‫تاب النَّ ِّ‬
‫استَ ْنتِج فائِ َد ًة ِمن ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ضمائر الغائب‪ْ ،‬‬ ‫الس َورة بِ َ‬
‫س‪ -2‬بدأت ُّ‬
‫س‪( -3‬أ) ِمن تَع ِظيم ال ُق ِ‬
‫رآن الكرمي‪:‬‬ ‫ْ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الّلئِ ِق به‪.‬‬ ‫ضعه يف ِ‬
‫املكان ا‬ ‫‪َ -‬و ْ ُ‬
‫)‪.‬‬ ‫آناء اللَّيل وأطراف النَّهار‪( .‬‬ ‫‪ -‬احلِرص على تِّلوتِه ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫السابَِقة حسب أمهِّيَّتِها‪.‬‬ ‫اجلم َل ا‬ ‫‪َ -‬رتِّب َ‬
‫أيك فيما يَلِي يف ال ادعوة إىل اهلل‪:‬‬ ‫(ب) ح ِّدد بِر ِ‬
‫َ‬
‫وع َدم االنْ ِش ِ‬
‫غال بِال ُف َقراء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬االهتِمام باألغنِياء يف َّ ِ‬
‫الد ْع َوة إىل اهلل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الد ْعوة‪.‬‬‫املؤسسات ال َكثِري من حيتاجون إىل َّ‬ ‫وجد يف املنا ِزِل و َّ‬ ‫‪ -‬يُ َ‬
‫احلاج ِة إليها ولِ َمن يَطْلُبُها‪.‬‬
‫الد ْع َوة عند َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ف لِل َكلِمات التاالية‪:‬‬
‫س‪ -4‬املر ِادف لِ َكلِ َمة (تَلَ َّهى) هو (تَ َشا َغل)‪ ،‬اذكر فيما يَلِي املر ِاد َ‬

‫‪28‬‬
‫ُمر ِادفُها‬ ‫ال َكلِ َمة‬
‫تَ َّزكى‬
‫ص َّدى‬‫تَ َ‬
‫تَ َوَّىل‬

‫‪29‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫تَ فسير سورة عبس من اآلية (‪ )24‬إلى آخر السورة‬
‫لداللَة على َعظَ َمتِه‬ ‫س ويف ال َك ْو ِن لِ َّ‬ ‫كثرياً ما ي ْل ِفت القرآ ُن الكرمي األنظار إىل ِ‬
‫آيات اهللِ سبحانَه وتعاىل يف األَنْ ُف ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ث النا ِ ِ ِِ‬ ‫كل َشي ٍء‪ِ ،‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬قُ ْدرته على ب ع ِ‬ ‫ِ‬
‫السابَِقة َ‬
‫بعض‬ ‫اس من قُبورهم‪ ،‬وقد ذَ َكر اهللُ يف اآليات ا‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫وقُ ْد َرته على ِّ ْ‬
‫بعض آياتِه يف ال َك ْو ِن‪ ،‬مث‬ ‫ِ‬ ‫آياتِه يف األَنْ ُف ِ‬
‫س عند قوله‪ :‬ﭐﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﭐﱠ ويف اآليات التااليَة يذ ُكر سبحانَه َ‬
‫القيامة الذي ي ب عث فيه النااس ِمن قُبوِرِهم لِيجازوا على أعماهلم‪ ،‬في ْن َق ِسمون إىل ش ِقي وسعِ ٍ‬
‫يد‪،‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫يعقبها بذ ْكر يَ ْوم َ‬
‫فيقول سبحانه‪:‬ﭐﱡﭐ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬
‫ﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊ‬
‫ﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ ﳚﳛﳜﳝ‬
‫ﳞﳟﳠﳡﳢﳣ ﳤﳥﳦﳧﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ‬

‫ﱈ ﱠ ﭐ[عبس‪.]42 – 24 :‬‬
‫وضوع اآليات‪:‬‬ ‫• َم ُ‬
‫ِ‬
‫خملوقات اهللِ‪.‬‬ ‫الد ْع َوة إىل التَّ َف ُّك ِر يف‬
‫‪َّ -‬‬
‫اعة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫‪ -‬ذ ْك ُر حال اإلنسان عند قيام ا‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أَنْ َزَل اهللُ املطََر ِمن َّ‬
‫السماء‪.‬‬ ‫صبَْبنا املاءَ‬
‫َ‬
‫َعلَفاً َرطْباً تَأ ُكلُه َّ‬
‫الدواب‪.‬‬ ‫ضباً‬‫وقَ ْ‬
‫يم اجلِ ْذ ِع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بَساتي َش َج ُرها َعظ ُ‬
‫ِ‬ ‫َحدائِ َق غُْلباً‬
‫بات‪.‬‬‫ب والنَّ ِ‬ ‫ما تَأْ ُكلُه البَهائِم ِمن العُ ْش ِ‬ ‫وأَبااً‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ :‬وهي النَّ ْف َخةُ الثاانيَة اليت يقوم هبا النااس من قُبوِرهم‪ُ ،‬سِّيت بذلك؛‬ ‫ِ‬
‫صْي َحةُ الق َ‬‫هي َ‬ ‫اخةُ‬
‫الص َّ‬
‫ا‬
‫ِ ِ‬
‫ص ُّكها بِش َّدة َ‬
‫ص ْوهتا‪.‬‬ ‫ص ُّخ اآلذا َن‪ ،‬أي‪ :‬تَ ُ‬ ‫ألهنا تَ ُ‬
‫َزْو َجته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صاحبَته‬
‫ص ِرفه عن َشأْ ِن َغ ِريهِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يُ ْشغله ويَ ْ‬ ‫يُ ْغنِيه‬
‫ُم ْش ِرقَة‪.‬‬ ‫ُم ْس ِفَرة‬
‫ظَ َهر عليها البِ ْش ُر ِمن ال َفَرِح و ُّ‬
‫السرور‪.‬‬ ‫ُم ْستَْب ِشَرة‬
‫‪30‬‬
‫بار ِمن ِش َّدةِ ِّ‬
‫اهلم واحلزن‪.‬‬ ‫يَ ْغشاها ُّ ُّ‬
‫الذل‪ ،‬وعليها الغُ ُ‬ ‫عليها َغبَ َرة‬
‫يَ ْعلُوها َسو ٌاد وظُْل َمةٌ‪.‬‬ ‫تَ ْرَه ُقها قَتَ َرةٌ‬
‫• فَوائد وأَحكام‪:‬‬
‫ودواباه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬أمر اهلل سبحانَه اإلنسا َن بِالتَّ َف ُّك ِر يف هذا الطَّ ِ‬
‫عام الذي يأ ُكلُه‪ ،‬والنَّبات الذي تَ ْرعاه َمواشيه َ‬ ‫ََ ُ‬
‫قادٌر على‬ ‫القاحلَة ِ‬‫األرض ِ‬ ‫ِ‬ ‫القادر على إخراج النَّبات ِمن‬ ‫حيث فيه داللَة على ب عثِه بعد موتِه‪ ،‬فاهلل ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫ات وبَ ْعثِ ِهم ِمن قُبوِرِهم‪.‬‬‫إحياء األمو ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلوف وال َفَزِع إىل َحد يَْن َشغِل فيه‬ ‫ِ‬ ‫اس فيه ِمن‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب النا َ‬‫يامة وما يُص ُ‬ ‫إشارةٌ إىل أَ ْهوال َ‬ ‫‪ -2‬يف اآليات َ‬
‫الزْو َجة‪ ،‬واألبناء‪،‬‬ ‫اس إليه وأَ َحبِّ ِهم إىل قَ ْلبِه‪ ،‬كاألخ‪ ،‬واألُام‪ ،‬واألب‪ ،‬و َّ‬ ‫ب النا ِ‬ ‫اإلنسا ُن بِنَ ْف ِسه ِمن أَقْ ر ِ‬
‫َ‬
‫الع َم ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستعداد هلذا اليوم باإلميان و َ‬ ‫ب على املسلم ْ‬ ‫فّل يَ ْسأَل عنهم‪ ،‬وال يَ ْلتَفت إليهم‪ ،‬فيَج ُ‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫ا‬
‫الس َعداء‪ ،‬وفَ ِريق األ ْش ِقياء‪.‬‬‫يامة إىل فريقي‪ :‬فَ ِريق ُّ‬ ‫ِ‬
‫اس يوم الق َ‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬يَْن َقسم النا ُ‬
‫مثرةُ ال ُك ْف ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلميان وتَ ْقوى اهللِ يظْهر أَثَرها على ِ‬ ‫ِ‬
‫عادةً يف ال َق ْلب‪ ،‬و َ‬
‫وس َ‬ ‫الو ْجه نُوراً وضياءً‪ ،‬وفَ َرحاً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫‪ -4‬مثرةُ‬
‫ِ‬ ‫املعاصي تَظْهر ظُْلمةً وسواداً على ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفِ ْع ِل‬
‫وح ْزناً يف‬‫الو ْجه‪ ،‬و َغبَ َرةً على األعضاء واجلوا ِرح‪ ،‬وأَلَماً ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ال َق ْل ِ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يام ِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ُو ُجوهُ الكافر َ‬ ‫وه ُهم ُم ْسفَرةٌ ضاح َكةٌ ُم ْستَْبشَرةٌ‪ ،‬وتَتَّص ُ‬ ‫بأن ُو ُج َ‬ ‫ف املؤمنون يوم الق َ‬ ‫‪ -5‬يتَّص ُ‬
‫السواد والغبار ِمن س ِ‬ ‫ي لِ ُم َحَّرماتِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وء حاهلم‬ ‫ُ‬ ‫الذل و َّ َ ُ َ‬
‫بأن عليها ُّ َّ‬ ‫اخلا ِرجي عن ُحدود اهلل املْنتَ ِهك َ‬
‫ريهم‪.‬‬‫ص ِ‬ ‫وم ِ‬
‫َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ .‬اُذكر‬ ‫ي يوم الق َ‬ ‫الضياءَ يف ُوجوه املؤمن َ‬ ‫الصاحلة النُّ َور و ِّ‬‫املفسَرةِ من آثا ِر األعمال ا‬ ‫ذَ َكر اهللُ تعاىل يف‬
‫ِ‬
‫الصاحلة على املؤمني يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫بعض آثا ِر األعمال ا‬ ‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫يح اخلطأ إن ُوِجد‪:‬‬ ‫املناسب أمام العبارات التاالية‪ ،‬مع تَ ِ‬
‫صح ِ‬ ‫س‪ -1‬اكتُب َكلِمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ‬
‫عام ( )‪.‬‬ ‫بات ِمن أَ ْج ِل األَنْ ِ‬
‫ت النَّ َ‬ ‫األرض‪ ،‬وأَنْبَ َ‬ ‫وش َّق‬
‫ب اهللُ املاءَ‪َ ،‬‬ ‫ص َّ‬
‫َ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫( )‪.‬‬ ‫‪ -2‬يكون ُش ْك ُر اهللِ تعاىل بِال َق ْوِل فقط‪.‬‬
‫اخة ]‪ ،‬ما اجلامع بي هذه الكلمات ؟‬ ‫ص ِل‪َّ -‬‬
‫الص َّ‬ ‫س‪ [ -2‬الطا َّامة‪ -‬يوم ال َف ْ‬
‫الشبَ ِه بي هاتي ال َكلِ َمتَ ْي ( قَ ْ‬
‫ضباً ‪ -‬أَبااً ) ؟‬ ‫‪ -‬ما َو ْجهُ َّ‬

‫‪31‬‬
‫ساع النَّ ْف َخ ِة الثاانِيَة ؟‬
‫اس إليه بعد ِ‬‫س‪ -3‬ملاذا يَِفُّر اإلنسا ُن ِمن أَ َعِّز النا ِ‬
‫ِ‬
‫اس‪.‬‬
‫ث النا ُ‬ ‫ووجوهِ الكاف ِرين إذا بُعِ َ‬
‫ي‪ُ ،‬‬
‫س‪ -4‬قا ِرن بي ِ ِ ِ ِ‬
‫حال ُوجوه املؤمن َ‬
‫سمي‪ :‬فريق ال ُّسعداء وفَ ِريق األ ْش ِقياء‪َ ..‬ع ِّد ِد فيما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة ين َقسمون إىل ق َ‬
‫ِ‬
‫اس يوم الق َ‬
‫أن النا َ‬ ‫الدرس َّ‬‫مر بِك يف َّ‬ ‫س‪َّ -5‬‬
‫يلي ب ْعضاً ِمن ِ‬
‫أعمال ال َف ِري َق ْي يف ُّ‬
‫الدنيا‪:‬‬ ‫َ‬
‫األ ْش ِقياء‬ ‫الس َعداء‬
‫ُّ‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫‪32‬‬
‫الدرس التاسع‬
‫سورة التكوير من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪.)14‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫وج َعل له َح اداً يَْنتَ ِهي إليه‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫ناس ٍق ال يوجد فيه ْ ِ‬ ‫ظام متَ ِ‬
‫ِِ ٍ‬
‫اب وال َخلَ ٌل‪َ ،‬‬ ‫اضطر ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َخلَ َق اهللُ هذا ال َك ْو َن بن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يام الس ِ‬ ‫ِ‬
‫يع بِأَ ْم ِره ُسبحانَه‪ ،‬وتَ ْف ُس ُد تلك األَ ْجر ُام‪ ،‬وتَتَ غََّري‬
‫ظام البَد ُ‬
‫اعة‪ ،‬حيث يَْنتَهي يف ذلك اليوم النِّ ُ‬ ‫يَأْ ُمر اهللُ بِق ِ ا َ‬
‫اآلخر‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫كل ذلك م ْؤِذ ٌن بِب ْد ِء الي وِم ِ‬
‫بعض الكائِنات‪ ،‬و ُّ‬‫طَبائِ ُع ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ‬
‫ﱛ ﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭ‬
‫ﱮﱯ ﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ‬
‫ﱠ [التَّكوير‪.]14 – 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫اإلنسان ِمن العاقِبَة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ ،‬وما يقع هلا من ُم َق ِّدمات‪ ،‬وَت ِو ُ‬
‫يف‬ ‫‪ -‬ذ ْك ُر أهوال يَ ْوم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َِ‬
‫مج َعت ولَُّفت‪.‬‬ ‫ُك ِّوَرت‬
‫تَناثََرت وتَساقَطَت ِمن َّ‬
‫السماء‪.‬‬ ‫انْ َك َد َرت‬
‫ب هبا عن َو ْج ِه األَْر ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫أُزيلَت من أماكنها وذُه َ‬ ‫ُسيِّ َرت‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وق احلو ِامل حيث هتمل بِّل ر ٍاع لِما دهى النا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس من أَْم ِر الق َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫شار هي‪ :‬النُّ ُ‬ ‫الع ُ‬ ‫شار عُطِّلَت‬
‫وإذا الع ُ‬
‫صارت ناراً تَتَأَ َّجج‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أُوق َدت فَ َ‬ ‫ُس ِّجَرت‬
‫الفاجر مع ِ‬
‫الفاج ِر يف الناا ِر‪.‬‬ ‫قُ ِرنَت النُّفوس بأشكاهلا‪ ،‬فالصاحل مع الصاحل يف اجلنَّ ِة‪ ،‬و ِ‬ ‫وس ُزِّو َجت‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫وإذا النُّ ُف ُ‬
‫البِْنت اليت تُ ْدفَ ُن َحيَّةً َخ ْوفاً ِمن العا ِر أو ال َف ْق ِر‪.‬‬ ‫ودة‬
‫ال َم ْوُؤ َ‬
‫األعمال وبُ ِسطَت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ص ُح ُ‬ ‫فُت َحت ُ‬
‫ِ‬ ‫نُ ِشَرت‬
‫نُِز َعت ِمن َمكاهنا‪.‬‬ ‫ُك ِشطَت‬
‫ض ِرَمت ناراً‪.‬‬ ‫أُوقِ َدت وأُ ْ‬ ‫ُس ِّعَرت‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫قُِّربَت وأدنت من املتَّق َ‬ ‫أُْزلَِفت‬
‫ما َع ِملَت ِمن َخ ٍْري أو ِمن َشر‪.‬‬ ‫ضَرت‬‫ما أَ ْح َ‬
‫‪33‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫قوعها‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫اشتملَت سورة التَّكوي ِر على مجلَ ٍة ِمن أهو ِال يوم القيامة‪ ،‬ذكرها اهلل تعاىل وأخب عن و ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬
‫هاب نُوِرها‪.‬‬
‫س وطَيُّها وذَ ُ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫مجَْ ُع َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ماء وتَناثُُرها يف ُك ِّل ِّاتاه‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫جوم ِمن َّ‬ ‫ط النُّ ِ‬ ‫ُس ُقو ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫ض‪.‬‬ ‫اجلبال ِمن أماكِنِها و َذهاهبا عن َو ْج ِه األَْر ِ‬ ‫نَ ْزعُ ِ‬ ‫ج‪-‬‬
‫أحبِّها إلي ِهم‪.‬‬ ‫س أمو ِال ِ‬ ‫تَرُك النُّوق احلو ِام ِل فّل تُرَكب وال ُحتلَب وال تُرعى‪ ،‬مع ِ‬
‫كوهنا ِمن أَنْ َف ِ‬
‫العَرب و َ‬‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫د‪-‬‬
‫صبِح ناراً تَتَأَ َّجج‪.‬‬ ‫حار فتُ ْ‬ ‫ِ‬
‫حوش‪ ،‬وتُ َس َّج ُر الب ُ‬
‫الو ُ‬ ‫تم ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‪-‬‬
‫املؤمن‪ ،‬والكافُِر مع الكافِر‪.‬‬ ‫املؤمن مع ِ‬ ‫بعضهم الب عض‪ِ ،‬‬
‫َْ‬
‫األمثال مع ِ‬ ‫ُ‬ ‫جيم ُع‬
‫َ‬ ‫و‪-‬‬
‫ف حيث يُسأَل‬ ‫ب قُتِلَت ؟‪ ،‬ويف ذلك بيا ٌن لِهوِل املوقِ ِ‬ ‫ي َذنْ ٍ‬‫ت اليت ُدفِنَت وهي َحيَّةٌ بِأَ ِّ‬ ‫سؤال البِْن ِ‬ ‫ز‪-‬‬
‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫املن عليه‪ ،‬فما بالُك إذاً بِاجلاين‪.‬‬ ‫ِ ُّ‬
‫وشر‪.‬‬‫األعمال وبَ ْسطُها حيث يَظْ َهر ما فيها ِمن َخ ٍْري َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫نَ ْشر صح ِ‬
‫ُ ُُ‬ ‫ح‪-‬‬
‫ف‪.‬‬ ‫ماء ِمن َمكاهنا وقَ ْلعُها كما يُ ْقلَع َّ‬ ‫الس ِ‬
‫الس ْق ُ‬ ‫نَ ْزعُ َّ‬ ‫ط‪-‬‬
‫امللحدون‪.‬‬ ‫تَسعِري الناا ِر وإيقادها إيقاداً َش ِديداً لِي ْل َقى فيها ال ُك افار و ِ‬ ‫ي‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫املؤمنو َن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تَ ْق ِريب اجلنَّة وفَ ْتحها لي ْدخل فيها ِ‬ ‫ك‪-‬‬
‫ُ َ َُ‬ ‫ُ‬
‫يد لِل َك َفرةِ وما هيَّأَه سبحانَه لِلمؤِمنِي ِمن النَّعِي ِم و ِ‬
‫اخللود يف‬ ‫الش ِد ِ‬
‫ذاب َّ‬ ‫ال َفر ُق بي ما أَ َع َّده اهلل ِمن الع ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اجلنَّ ِة‪.‬‬
‫صى علي ِهم‪ ،‬ويَ ْس َع ُد الذين َآمنوا‬ ‫السيِّئات وظَنُّوا َّ‬ ‫ضح الذين َع ِملوا َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫أن أعماهلم ال ُحت َ‬ ‫يامة يُ ْف َ‬
‫يف يَ ْوم الق َ‬ ‫‪-3‬‬
‫الصحف وي ت َفَّرق النااس بي ش ِقي وسعِ ٍ‬
‫يد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصاحلات حيث تُْن َشر ُّ ُ ُ ََ‬ ‫وعملوا ا‬ ‫َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫ذَ َكر اهلل تعاىل يف هذه اآليات ما ي َقع لِ ِ‬
‫لجبال‪ ،‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﭐﱡﱑ ﱒ ﱓﱠ‪ ،‬وقد ذَ َكر اهللُ يف ُس َوٍر‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫أخرى أُموراً أخرى تقع هلا أيضاً‪ .‬اُذكر ثَّلثَةً ِمن هذه األمور‪:‬‬
‫‪....................... -1‬‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ناسبه ِمن العمود (ب)‪:‬‬
‫ناسب ِمن العمود (أ) أمام ما ي ِ‬
‫ُ‬
‫الرقْم امل ِ‬
‫ضع َّ َ‬‫س‪َ -1‬‬

‫‪34‬‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫) ُسيِّ َرت‪.‬‬ ‫(‬ ‫الشمس‬
‫‪َّ -1‬‬
‫) أُْزلَِفت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬النُّجوم‬
‫) عُطِّلَت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬اجلبال‬
‫) ُس ِّجَرت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬العِشار‬
‫) ُزِّو َجت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -5‬الوحوش‬
‫) ُك ِّوَرت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -6‬البِحار‬
‫) ان َك َد َرت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -7‬النُّفوس‬
‫) ُح ِشرت‪.‬‬ ‫(‬
‫س‪ -2‬من هي املؤوَدة ؟‪ ،‬ولِ َم تُسأَل ؟‬
‫ِ‬
‫فأي هذه األهوال ي ؤثِّر يف ِ‬
‫نفسك أكثَر‬ ‫َُ‬ ‫يامة‪ُّ .‬‬ ‫الع ِديد ِمن األهو ِال اليت ُ‬
‫حتدث يوم الق َ‬ ‫الس َورة على َ‬
‫س‪ -3‬ا ْشتَ َملَت ُّ‬
‫ِمن غ ِريهِ ؟‬

‫‪35‬‬
‫الدرس العاشر‬
‫سورة التكوير من اآلية رقم (‪ )15‬إلى آخر السورة‬ ‫تَ فسير َ‬
‫فأقسم اهللُ ِبخلوقاتِه على ِص ْد ِق َرسولِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬و َّ‬
‫أن ما نََزَل‬ ‫الو ْح ِي‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكثَُر من املشركي تَ ْكذيبُ ُهم ب َ‬
‫كّلم املخلوقِي كما يزعُمون‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬ ‫عليه إمنا هو َكّل ُم اهللِ سبحانَه‪ ،‬وليس َ‬
‫ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬
‫ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬
‫ﲴﲵ ﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬
‫ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ [التَّكوير‪.]29 – 15 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ّلم املخلُوقِي‪.‬‬ ‫أن القرآ َن الكرمي ح يق ِمن ِ‬
‫عند اهللِ‪ ،‬وأنَّه ليس ِمن َك ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن َّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وم اليت َتتَ ِفي يف أََّوِل اللَّيل‪ ،‬فّل تَظْ َهر اإال بعد الظُّْل َمة‪.‬‬ ‫النُّ ُج ُ‬ ‫ال ُخنَّس‬
‫جوم اليت ت ِري يف أفّلكِها‪.‬‬ ‫النُّ ُ‬ ‫ال َجوا ِر‬
‫اسه)‪ ،‬أي‪ :‬بَْيتِه‪.‬‬ ‫اليت تَ ْدخل يف النَّها ِر إذا طَلَع‪ ،‬كما ي ْدخل الظَّيب يف ( ُكنا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال ُكنَّس‬
‫ّلم ِه‪.‬‬
‫أقبل بِظَ ِ‬
‫ََ‬ ‫واللَّيل إذا َع ْس َعس‬
‫األرض‪.‬‬
‫َ‬ ‫وع َّم بِنُوِرهِ‬
‫أضاءَ وأقْ بَ َل َ‬ ‫الصبح إذا تَنَ َّفس‬
‫و ُّ‬
‫السّلم‪ ،‬أ ْشَرف املّلئِ َك ِة عند اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫هو جبيل عليه َّ‬ ‫َر ُسول َكرمي‬
‫ش‪.‬‬‫َش ِديد ال ُق َّوةِ واخلَْل ِق والبَطْ ِ‬ ‫ِذي قُ َّوةٍ‬
‫ف َع ِظي ٍم عند اهللِ سبحانه‪.‬‬ ‫وشر ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫العر ِش َم ِك ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب َمكانَة َرف َيعة َ َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ي‬ ‫عند ذي َ ْ‬
‫السماء‪ ،‬تُ ِطيعُه املّلئِ َكة‪ ،‬أَِمي على َو ْح ِي َربِّه‪ ،‬فّل يَِزيد فيه وال‬ ‫ُمطاع يف َّ‬ ‫طاع َمثَّ أَِمي‬
‫ُم ٍ‬
‫يُْن ِقص‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ِبجنون كما تَ ْزعُمو َن‪.‬‬ ‫حمم ٌد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‬ ‫وما َّ‬ ‫صاحب ُكم بِمج ٍ‬
‫نون‬ ‫وما ِ‬
‫ُ َْ‬
‫ص َورتِه امللَ ِكيَّة اليت َخلَ َقه‬
‫السّلم يف ُ‬ ‫جبيل عليه َّ‬ ‫َّ‬
‫حممد صلى اهلل عليه وسلم َ‬
‫رأى َّ َّ‬ ‫ولقد رآهُ بِاألُفُ ِق ال مبِ ِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫س‪.‬‬‫الش ْم ِ‬
‫اهللُ عليها يف َمطْلَ ِع َّ‬
‫ص ٍر يف التَّْبلِي ِغ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ببَخ ٍيل ُ‬
‫وم َق ِّ‬ ‫ضنِ ٍ‬
‫ي‬ ‫بِ َ‬
‫‪36‬‬
‫رج ٍوم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫طان ُم ْس ََِّت ٍق لِ َّ‬
‫لس ْم ِع َمطْرود َم ُ‬
‫ليس ال ُقرآ ُن بَِقوِل َشي ٍ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫طان َرِجي ٍم‬
‫وما هو بَِقوِل َشي ٍ‬
‫ْ ْ‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫يمة‪ ،‬ويف ذلك بَيا ٌن لِ َعظَ َمتِها‪ ،‬وتَ ْذكِريٌ بِ َ‬
‫أمهِّيَّتِها‪ ،‬وهللِ أن يُ ْق ِس َم ِبا‬ ‫ض خملوقاتِه ِ‬
‫العظ َ‬
‫َ‬ ‫يُ ْق ِسم ُسبحانَه بِبَ ْع ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫شاء ِمن خملوقاته‪.‬‬
‫اب ال َق َس ِم قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔﭐﱠ‪.‬‬ ‫َجو ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ذَ َكر اهللُ يف قوله‪ :‬ﭐﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ‪ ،‬أَْربَع‬ ‫‪-3‬‬
‫الرفِ َيعة عند اهلل تعاىل‪ ،‬وكونُه‬ ‫يمة‪ ،‬واملكانَة العالِيَة َّ‬ ‫السّلم‪ ،‬وهي‪ :‬ال ُق َّوة ِ‬
‫العظ َ‬
‫َ‬ ‫فات جلبيل عليه َّ‬ ‫ِص ٍ‬
‫الو ْحي الذي يُ ْؤَمر بِتَْبلِيغِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السماوات حيث تُطيعُه املّلئ َكة‪ ،‬وأَميناً على َ‬
‫مطاعاً يف َّ ِ‬
‫ُ‬
‫جاح ِة َع ْقلِه‪ ،‬ويَ ُرُّد‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم باجلنون وهم عال ُمون بص ْدقه َور َ‬
‫وص َفت قُريش َ ِ‬
‫َْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫رسول اهلل صلَّى‬ ‫عليهم سبحانَه بقوله‪:‬ﭐﱡ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ‪ ،‬لِتَ ْك ِذيبِ ِهم يف نِسبتِ ِهم اجلنو َن إىل ِ‬
‫َْ‬
‫اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫يم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُقرآن الكرمي َم ْو ِعظَةٌ لِلعاملي‪ ،‬وما يَتَّعِ ُ‬
‫ظ به اإال َمن شاءَ من اخل ْلق أن يَ ْستَق َ‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلنسان وإر َادتُه إمنا هي حتت َم ِشيئَ ِة اهللِ تعاىل ال َترج عنها‪ ،‬حيث ال يَ َق ُع يف ُم ْل ِكه ُسبحانَه‬ ‫ِ‬ ‫َم ِشيئَةُ‬ ‫‪-6‬‬

‫اإال ما يَشاء‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﱠ‪.‬‬


‫• نشاط‪:‬‬
‫حدد اآليَةَ اليت ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫تدل‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم جلمي ِع النااس‪ِّ .‬‬‫املفسَرة ما يَ ُد ُّل على عُموم ِرسالَة النَّ ِّ‬
‫َوَرَد يف اآليات َّ‬
‫دال ِن على ذلك أيضاً‪.‬‬ ‫على ذلك‪ ،‬واذ ُكر آيتي أُ ْخَريَ ْي تَ ا‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫آخَريْ ِن ِمن خملوقاتِه‪ ،‬اذ ًكرُمها ؟‬
‫أقسم ِبخلوقَ ْي َ‬ ‫س مث َ‬ ‫أقسم اهللُ باخلنَّ ِ‬‫س‪َ -1‬‬
‫تصحيح اخلطأ إن ُوِجد‪:‬‬
‫املناسب بعد العبارات التاالية‪ ،‬مع ِ‬ ‫س‪ -2‬اكتُب َكلِمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ‬
‫( )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اسم لل ُقرآن الكرمي َورَد يف اآليات‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫‪ -1‬الذ ْكر‪ٌ :‬‬
‫( )‪.‬‬ ‫وم ِشيئَتُه حتت َم ِشيئَ ِة خالِِقه‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬إر َادةُ اإلنسان َ‬
‫( )‪.‬‬ ‫ّلم ِه أو أَ ْدبَر‬
‫‪ -3‬اللَّيل ي تَ نَ َّفس إذا أقبل بِظَ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫( )‪.‬‬ ‫وع َّم بِنُوِرهِ األَْر َ‬
‫ض‬ ‫الصْب ُح يُ َع ْسعس إذا أضاءَ َ‬‫ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫سول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم ؟‬‫اآليات يف رِّد َك على من استَ ْهزأ بِر ِ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫س‪ -3‬استَ ِد ال ِمن‬

‫‪37‬‬
‫آخر أُطْلِ َق عليه‬
‫ف َ‬‫صٌ‬ ‫الد ْر ِس َ‬
‫وو ْ‬ ‫ف يف هذا َّ‬
‫صٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س‪ِ -4‬جبيل عليه َّ‬
‫السّلم أعظَم َمّلئ َكة اهلل تعاىل‪ ،‬وقد ذُكر له َو ْ‬
‫يف ٍ‬
‫آيات َسبَ َقت يف َد ْر ٍس ماض‪ ،‬فما مها ؟‬

‫‪38‬‬
‫شر‬
‫الدرس الحادي َع َ‬
‫تفسير سورة النفطار من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)12‬‬
‫وع َدِم معاجلَتِ ِهم بِالعقوب ِة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫صيتِه اهلل ما يراه ِمن ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإنعام‬ ‫ُ َ‬ ‫العصاة‪َ ُ َ ،‬‬ ‫سعة ح ْل ِم اهلل على ُ‬‫َ‬ ‫ربَّما حيم ُل اإلنسا ُن على َم ْع َ َ َ‬
‫مادي يف العِ ِ‬
‫صيان؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫اإلنسان ِمن اال ْغَِّتا ِر بذلِك والتَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫الس َورةِ لِتَ ْح ِذي ِر‬
‫اهللِ عليهم بأنو ِاع النِّ َع ِم‪ ،‬فجاءَت هذه ُّ‬
‫األعمال‪ ،‬وهو يوم القيامة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫جازى اإلنسا ُن فيه على ما قَ َّد َم وما أَ َّخَر ِمن‬ ‫هناك يَ ْوماً َسيُ َ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ‬
‫ﱔ ﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞ ﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱠ ﭐ ﭐﭐﭐ ِ‬
‫[االنفطار‪:‬‬
‫‪.]12 – 1‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫جازى عليها يَ ْوَم‬ ‫وجل‪ ،‬وتَ ْنبِ ُيهه على َّ‬ ‫يان اهللِ َّ‬
‫اإلنسان ِمن ِعص ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫وسيُ َ‬
‫أن أعمالَه حمصاةٌ عليه‪َ ،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ْ‬ ‫حتذ ُير‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫انْ َش َّقت‪.‬‬ ‫انْ َفطََرت‬
‫تَساقَطَت‪.‬‬ ‫انْتَثَ َرت‬
‫ض وأصبحت حبراً و ِ‬ ‫ط ُ ِ‬
‫احداً‪.‬‬ ‫بعضها ببَ ْع ٍ َ َ‬ ‫اختَ لَ َ‬
‫ْ‬ ‫فُ ِّجَرت‬
‫ِ‬
‫وخرجوا أحياء‪.‬‬ ‫ث َم ْوتاها َ‬‫ب تُراهبا وبُعِ َ‬ ‫قُل َ‬ ‫بُ ْعثَِرت‬
‫ك‪.‬‬ ‫ما خ َدعك وجَّرأَك على ِعص ِ‬
‫يان َربِّ َ‬ ‫ما َغَّرَك بَِربِّك‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫الص َورةِ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َج َعلَك ُم ْستَ ِوي اخل ْل َقة َ‬
‫وح َس َن ُّ‬ ‫فس او َاك‬
‫َ‬
‫َج َعلَك ُم ْعتَ ِد َل اخلَْل ِق‪.‬‬ ‫َع َّدلَك‬
‫ِ‬
‫احلساب‪.‬‬ ‫تُ َك ِّذبون بِيَ ِوم اجلز ِاء و‬ ‫تُ َك ِّذبون بِيَ ْوِم ِّ‬
‫الدي ِن‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫قال إىل ال ادا ِر ِ‬
‫اآلخَرةِ‪ ،‬ففي‬ ‫طاع ِة َربِِّه‪ ،‬ويَ ْستَعِ َّد يف احلياةِ ُّ‬
‫الدنْيا قبل االنتِ ِ‬ ‫ص على َ‬
‫ِ‬
‫‪ -1‬على املؤم ِن أن حي ِر َ‬
‫بور تعلَ ُم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يام ِة حي تَ ْن َش ُّق َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫حار‪ ،‬وتُبَ ْعثَر ال ُق ُ‬
‫ط‪ ،‬وتَ ْن َفج ُر الب ُ‬
‫ب وتَتَساقَ ُ‬
‫السماءُ‪ ،‬وتَ ْنتَش ُر ال َكواك ُ‬ ‫يَ ْوم الق َ‬

‫‪39‬‬
‫صغِ َريةٍ وَكبِ َريةٍ ِمن َخ ٍْري أو َشر سوف‬ ‫كل َ‬
‫أن َّ‬ ‫ِ‬
‫احلساب‪ ،‬و َّ‬ ‫يوم اجلز ِاء و‬
‫اليوم هو ُ‬ ‫أن هذا َ‬ ‫س َّ‬ ‫كل نَ ْف ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ب عليها‪.‬‬ ‫اس ُ‬ ‫ُحي َ‬
‫يان َربِِّه‪ ،‬ﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﭐﱠ‪ ،‬أي‪ :‬ما الذي َّ‬
‫جرأك‬ ‫وترئِِه على ِعص ِ‬ ‫اإلنسان ِمن غُروِرهِ ُّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حتذ ُير‬ ‫‪-2‬‬
‫ْ‬
‫ك وإحسانِه إليك ؟!‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اع ِة‪ ،‬مع ِش َّدة َكَرم َربِّ َ‬ ‫اض عن الطا َ‬
‫ِ‬
‫وح َّس َن لك ف ْع َل املعصيَة وال ُك ْفَر واإلعر َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ِ -3‬من َكَرم اهلل على النا ِ‬
‫ِ‬
‫جيع ْلها كاحليوان‪،‬‬‫يحةً‪ ،‬ومل َ‬ ‫جيع ْلها قَبِ َ‬
‫ص َوَرُهم فلم َ‬ ‫وح َّسن ُ‬ ‫سوى َخ ْل َق ُهم َ‬‫اس أن َّ‬
‫وعدَّل خ ْل َقه حىت يستَ ِطيع اإلنسا ُن أن يقوم بأعمالِه‪ ،‬فلو كانت ي ُده َكخ ِّ ِ‬
‫ف البَع ِري مثَّلً لَما استَ َ‬
‫طاع‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫تح َد إحسا َن ال ُم ْحس ِن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق بك أيُّها اإلنسا ُن أن تَ ْك ُفَر ن ْع َمةَ ال ُمْنع ِم‪ ،‬أو َ‬ ‫يد منها‪ ،‬وال يَل ُ‬ ‫أن يستَ ِف َ‬
‫ِ‬
‫احلساب‪.‬‬ ‫كذيبُهم بِاملعاد واجلز ِاء و‬ ‫اإلميان هو تَ ِ‬
‫ِ‬ ‫وع َدم‬ ‫ِ‬
‫محل الك اف َار على املعصيَة َ‬ ‫‪ -4‬الذي َ‬
‫يام ِة فَّل‬ ‫تاب ي ْلقاه مْنشوراً ي ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وم الق َ‬
‫ََ‬ ‫‪ -5‬وَّكل اهللُ باإلنسان َمّلئ َكةً كراماً حي َفظو َن أعمالَه ويَكتُبوهنا يف ك َ ُ َ‬
‫يَظُ ُّن اإلنسا ُن أنَّه ُخلِ َق َعبَثاً‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وم ِه َّمةَ ِّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫كل‬ ‫أوصاف املّلئ َكة وأعماهلم وأساءَ بعض ِهم يف القرآن الكرمي‪ ،‬اذ ُكر أساءَ أَْربَ َعة منهم ُ‬ ‫ذَ َكر اهللُ تعاىل‬
‫اح ٍد منهم‪:‬‬ ‫وِ‬
‫‪.................. -1‬‬
‫‪.................. -2‬‬
‫‪.................. -3‬‬
‫‪.................. -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ِ‬
‫أمامها معناها فيما يلي‪:‬‬ ‫ض ْع َ‬ ‫س‪ -1‬استَ ْخ ِرج ال َكل َمة َو َ‬
‫انش َّقت‪،‬‬
‫فس َّواك‪َ ،‬‬ ‫أحياء‪،‬‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫رج‬ ‫وخ‬ ‫تاها‬‫و‬ ‫م‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫‪ -‬جعلك مستَ ِوي اخلِْل َق ِة‪ ،‬ب عثِرت‪ ،‬انتَثَرت‪ ،‬قُلِب تُراهبا وبعِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ ُ ْ‬
‫تَساقَطَت‪ ،‬ان َفطََرت‪.‬‬
‫ناسبَ ٍة ِمن اآليات تَعِظُه هبا‪.‬‬ ‫س‪ -2‬سعت زِميّلً لك يغتاب زِميّلً آخر‪ ،‬ذَ ِّكره بِآي ٍة م ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫أحسن هبا عليه‪ ،‬فما اآليةُ اليت تُ ِشري إىل ذلك ؟‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪ -3‬يف اآليات تَ ْنفريٌ من ُجحود اإلنسان لن َعم َربِّه اليت َ‬

‫‪40‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثاني َع َ‬
‫ورة النفطار من اآلية رقم (‪ )13‬إلى آخر السورة‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫اس الذين تُ ْكتَب‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أخب ر عن ِ‬
‫أقسام النا ِ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫أعمال‬
‫َ‬ ‫لَ اما ذَ َكر اهللُ ما يكون ِمن أَْم ِر احل َفظَِة وأهنم يَ ْكتُبو َن‬
‫اجلحي ِم‪ ،‬وذلك كائِ ٌن يَ ْوَم ِّ‬
‫الدي ِ‬
‫ن‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ‬ ‫أهل ِ‬‫ف ِمن ِ‬ ‫أهل النَّعِي ِم‪ِ ،‬‬
‫وصْن ٌ‬ ‫ف ِمن ِ‬ ‫وهم ِصْنفان‪ِ :‬صْن ٌ‬
‫أعماهلم‪ُ ،‬‬
‫ﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐ‬
‫ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱠ ِ‬
‫[االنفطار‪13 :‬‬
‫‪.]19 -‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصناف النا ِ‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر‬
‫اس يوم الق َ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬بيا ُن أنَّه ال ميلِك أَح ٌد لِن ْف ِسه وال لِغ ِريهِ َّ ٍ‬
‫أي َش ْيء يوم الق َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫مجع بَار‪ ،‬وهو‪َ :‬من يَ ْع َمل الطااعات واخل ِري دائماً‪.‬‬ ‫األبرار‬
‫الذين َك َفروا بَِرِّهبم‪.‬‬ ‫ال ُف اجار‬
‫قاسون َحَّرها‪.‬‬ ‫يَ ْد ُخلوهنا ويُ ُ‬ ‫صلَ ْوهنا‬
‫يَ ْ‬
‫احلساب وما فيه ِمن أَ ْهو ٍال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدين ما أعلَ َمك ما يَ ْوُم‬ ‫ما أدراك ما يوم ِّ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اخللود يف َجناات تري ِمن حتتِها األهنار‪،‬‬ ‫‪ -1‬طاعةُ اهللِ ورسولِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم تُوِرث النَّعيم ِ‬
‫يم و َ‬ ‫َ‬ ‫املق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫املعاصي وال ُك ْفر بِاهللِ ورسولِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم ي ُقود اإلنسا َن ِ‬
‫الفاجَر إىل نا ِر َجهنَّم‪.‬‬ ‫وفِعل ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ك ِرميةﭐﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ‬ ‫يام ِة بِتكرا ِر اآليَة ال َ‬ ‫‪ -2‬فيها تَع ِظيم وهت ِو ِ ِ ِ‬
‫يل ليَ ْوم الق َ‬
‫ٌ‬ ‫ْ ٌ‬
‫وع ِظي ِم َشأْنِه‪.‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫الع ْق ِل لش َّدة أهواله َ‬ ‫ص ُّوِر َ‬ ‫ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ فهو خا ِرج عن تَ َ‬
‫وب إىل َربِّه‬‫ب ويَتُ َ‬ ‫العاصي أن يُ ْقلِ َع عن َّ‬
‫الذنْ ِ‬ ‫املؤمن أن ي عمل الصاحلات ويدا ِوم عليها‪ ،‬وعلى ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ ا‬
‫‪ -3‬على ِ‬
‫س َشْيئاً‪ ،‬وال تَ ِزُر وا ِزَرةٌ ِوْزَر أُخرى‪.‬‬ ‫يامة ال َتلِك نَ ْفس لِنَ ْف ٍ‬ ‫ِ‬
‫وم ْواله‪ ،‬ففي الق َ‬‫َ‬
‫ٌ‬
‫ضى‪ ،‬فاألَْم ُر كلُّه إليه وهو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬ي وم الق ِ‬
‫أح ٌد على نَ ْف ِع أَ َحد اإال أن يأذَ َن اهللُ ل َمن يشاء ويَ ْر َ‬ ‫يامة ال يَ ْقد ُر َ‬
‫َْ ُ َ‬
‫صِّرف يف مجي ِع األُموِر‪.‬‬ ‫املتَ َ‬
‫• نشاط‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫السابَِق ِة اذكر شيئاً ِمن أنو ِاع ذلك النَّعيم‪.‬‬ ‫ّلل ِدر ِ‬
‫أن األبرار يف نَعِي ٍم‪ِ .‬من ِخ ِ‬
‫استك ا‬
‫َ‬ ‫ذَ َكر اهللُ تعاىل يف هذه اآلية َّ َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ضح في ِهما َمآل ُكل ِم ُنهما‪:‬‬ ‫مجل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناسبة تُ َو ِّ‬ ‫ضع ال َكل َمتَ ْي التااليَتَ ْي يف ٍ ُ‬ ‫س‪َ -1‬‬
‫الفجار )‪.‬‬
‫( األبرار ‪ -‬ا‬
‫الش ْرح ‪ -‬القا ِر َعة ‪ -‬التَّكاثُر )‪.‬‬
‫س‪َّ ( -2‬‬
‫عظيم ُمشابِهٌ لِقولِه تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ‬ ‫السوِر تكرار ي ِفيد التَّه ِويل والتَّ ِ‬
‫ٌُ‬ ‫يف إحدى هذه ُّ‬
‫َ‬
‫السورة ؟‬
‫ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ ما هذه ُّ‬
‫س‪ -3‬ال ُك اف ُار خملَّدو َن يف الناا ِر‪ ،‬ما اآلية ال ادالَّة على ذلك ؟‬

‫‪42‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثالث َع َ‬
‫المطَففين من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪.)6‬‬ ‫سورة ُ‬
‫تَ فسير َ‬
‫ب ِ‬
‫املال‬ ‫اس‪ِ ،‬‬
‫وم ُنهم التُّ اج ُار الذين قد يَطْغَى علي ِهم ُح ُّ‬ ‫هتذيب أخ ِ‬
‫ّلق النا ِ‬ ‫ِمن األُموِر اليت اعتىن هبا القرآ ُن الكرمي ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش النا ِ‬ ‫فَيَ َقعون يف ِغ ِّ‬
‫غري‬ ‫اس َح َّق ُهم‪ُ ،‬‬
‫ويأخذو َن ُحقوقَ ُهم م ُنهم كاملَةً َ‬ ‫اس‪ ،‬وماا يَ َقع منهم أهنم يُْنقصو َن النا َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وصةً‪ ،‬وقد َح َّذ َرُهم اهللُ بيَ ْوم الق َ‬
‫يامة‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫َمْن ُق َ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ‬
‫ﲹ ﲺ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱠﭐ ﭐ [املطفِّفي‪.]6 - 1 :‬‬
‫ُ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الوْزِن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬التَّحذ ُير من التَّطْفيف يف ال َكْي ِل أو َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫ذاب وه ٍ‬ ‫ِ‬
‫ّلك‪.‬‬ ‫َكل َمةُ َع ٍ َ‬ ‫َويْ ٌل‬
‫الوْز َن لِلنااس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الذين يُْنقصون ال َكْي َل أو َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫املطَِّفف َ‬
‫أخ ُذوا َح َّق ُهم ِمن ال َكْي ِل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الذين إذا ا ْكتالُوا‬
‫ص‪.‬‬ ‫يأخذونَه وافِياً ِمن َغ ِْري نَ ْق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ْستَ ْوفُو َن‬
‫اس أو َوَزنوا هلم‪.‬‬ ‫وهم كالوا لِلنا ِ‬ ‫وهم أو َوَزنُ ُ‬ ‫كالُ ُ‬
‫الوْز َن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َخيْ ِس ُرون‬
‫صو َن ال َكْي َل و َ‬ ‫يُْنق ُ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫يد لِمن يظْلِم النااس‪ ،‬إذا اشَّتى ِمن غ ِريهِ بِال َكي ِل أو ِ‬ ‫يد َّ ِ‬
‫غريهُ‬
‫باع َ‬ ‫الوْزن أَ َخ َذ وافياً‪ ،‬وإن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الشد ُ َ َ‬ ‫الو ِع ُ‬
‫‪َ -1‬‬
‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫ص ويَْب َخس‪.‬‬ ‫الوْزن أو ال َكْي ِل يُْنق ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص‬‫املذموم ‪ -‬يَ ْل َحق كذلك ُك َّل َمن نَ َق َ‬ ‫يد ‪ -‬كما يَ ْل َحق التُّ اج َار الذين يَ َقعُون يف هذا الف ْع ِل ُ‬ ‫الو ِع ُ‬
‫وهذا َ‬
‫ب اهللُ تعاىل‪.‬‬ ‫يف طاعاتِه‪ ،‬فلم يُ َؤِّدها كما ِحي ُّ‬
‫املكيال وامليز ِان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬أمر اإلسّلم بِاألمانَِة والع ْد ِل وهنى عن اخليانَِة و ِ ِ‬
‫وحَّرَم نَ ْق َ‬
‫االعتداء على احلقوق‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫صَر أو أمهَ َل‬‫صر فيه؛ ألنَّه إن قَ َّ‬ ‫ٍ‬
‫وإخّلص و اأال يُ َق ِّ‬ ‫املؤمن إذا ُكلِّف بِالعم ِل أن ي عملَه بِ ٍ‬
‫إتقان‬ ‫‪ -3‬على ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫طف ِ‬‫يد وأخ َذ األَجر بعد ذلك فهذا نَوع ِمن التَّ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫يف‪.‬‬ ‫ٌْ‬ ‫َْ‬ ‫ت دون َع َم ٍل ُمف َ‬ ‫الوقْ َ‬
‫أضاع َ‬
‫و َ‬
‫‪43‬‬
‫احلساب ي علَم املطَِّففون و ِ‬
‫املخادعُون والك اذابون أهنم كانوا على َخطَأ‬ ‫ِ‬ ‫ثو‬‫عندما يقوم النااس لِي وِم الب ع ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫َْ ُ‬ ‫ُ َْ َْ‬
‫يد‪.‬‬‫ع ِظي ٍم وجرٍم ش ِد ٍ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اس بِعُقوبٍَة َش ِد َ‬
‫الوْز َن يف بَْيعِ ِهم لِلنا ِ‬
‫وجل يف كِتابِِه أَُّمةً‬ ‫يدةٍ‪ .‬وقد ذَ َكَر َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫تَ َوعَّد اهللُ تعاىل الذين يُْنقصون ال َكْي َل و َ‬
‫ب هذه املعصية‪َ .‬من هي ؟ وما عُقوبَتُها ؟‬ ‫ِمن األَُم ِم السابَِقة عاقَبَها بِسبَ ِ‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما ال َف ْر ُق بي هاتي ال َكلِ َمتَ ْي ؟‬
‫( اكتالُوا‪ ،‬كالُوا )‪.‬‬
‫الوْزِن ؟‬ ‫ِ‬
‫س‪َ -2‬من املطَِّففون ؟‪ ،‬وما طَري َقتُ ُهم يف ال َكْي ِل و َ‬
‫وشرائِه‪.‬‬
‫ش يف ب يعِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْع يف اجلدول التاايل اخلسائر املتَ َوقَّ َعة ل َمن كان ُمطَِّففاً ويَغُ ُّ َْ‬ ‫س‪َ -3‬‬
‫مع النا ِ‬
‫اس‬
‫مع ِ‬
‫اهلل‬
‫ِ‬
‫اآلخرةِ‬
‫يف َ‬
‫الذنوب‪ ،‬كيف نستَ ِد ُّل لذلك ِمن اآليات ؟‬
‫الكيل والوْزِن َكبِريةٌ ِمن َكبائِِر ُّ‬
‫َ‬ ‫يف يف ِ َ‬
‫ِ‬
‫س‪ -4‬التَّطف ُ‬

‫‪44‬‬
‫شر‬
‫الدرس الرابع َع َ‬
‫المطَففين من اآلية رقم (‪ )7‬إلى اآلية رقم (‪.)17‬‬ ‫ورة ُ‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫اس‪ ،‬وأهنم على قِ ْس َم ْي‪ :‬فُ اجار‪ ،‬وأَبْرار‪ ،‬وابْتَ َدأَ بِال ُف اجا ِر ذاكِراً‬
‫ص َري النا ِ‬ ‫يوم َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫القيامة ب َّي م ِ‬
‫لَ اما ذَ َكَر اهللُ َ‬
‫أعماهلم ومآهلم‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬ﭐﱡﭐ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ‬

‫ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯ‬
‫ﱴﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ ﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ‬
‫ﱲ ﱵ‬
‫ﱰﱱ ﱳ‬
‫ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ ﭐ[املطفِّفي‪.]17 - 7 :‬‬
‫ُ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫‪ -‬ذ ْك ُر أعمال ال ُف اجا ِر َ‬
‫ومآهلم يَ ْوَم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م عناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫َرْدعٌ َوز ْجٌر‪.‬‬ ‫َك اّل‬
‫ال ُك افار‪.‬‬ ‫الفجار‬
‫ا‬
‫ِ‬ ‫املكا ُن الذي يكون فيه كِتاب ِ‬ ‫ِس ِّجي‬
‫الضيِّق‪.‬‬ ‫أعمال ال ُف اجا ِر والكاف ِرين‪ ،‬وهو َ‬
‫احمل ُّل َّ‬ ‫ُ‬
‫ومثْبَتَةٌ فيه أعماهلم‪.‬‬ ‫َمكتُوب ُ‬ ‫َم ْرقُوم‬
‫ُمتَجا ِوٍز عن ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫ُم ْعتَ ٍد‬
‫املسطََّرة يف ُكتُبِ ِهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أباطيلُ ُهم َ‬ ‫أساطري األََّولِي‬
‫ِ‬
‫ب َعلَْيها‪.‬‬ ‫َغطاى على قُلُوهبم و َغلَ َ‬ ‫را َن على قُلُوهبِم‬
‫نار َج َهنَّ َم ال ُم ْح ِرقَةَ‪.‬‬ ‫لَصالُوا ِ‬
‫لَ َدخلوا َ‬ ‫اجلحيم‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ب ما َوقَعُوا فيه ِمن اإلمث‪.‬‬
‫ضْنك‪ ،‬بِسبَ ِ‬
‫َ‬ ‫ضيِّ ٌق َ‬‫ي‪ ،‬وهو َمكا ٌن َ‬ ‫صري ال ُف اجا ِر إىل ِس ِّج ٍ‬ ‫‪ -1‬بيا ُن َّ ِ‬
‫أن َم َ‬
‫فات‪ ،‬منها‪:‬‬‫ص ٍ‬ ‫احلساب‪ ،‬وال ي َك ِّذب هبذا اليوِم اإال من اتَّصف بِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪َ -2‬و ِعي ٌد لِْل ُم َك ِّذبِي بِيَ ْوِم اجلز ِاء و‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫(ج) اإلعراض عن ِ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫احلد‪.‬‬
‫وتاوز ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫(أ) االعتداء ُ‬
‫األولِي‪.‬‬ ‫رآن بِأنَّه ِ‬
‫أساطري َّ‬ ‫(د) وصف ال ُق ِ‬
‫َْ‬
‫اآلثام و ِ‬
‫املعاصي‪.‬‬ ‫(ب) َكثْ رة ِ‬
‫َ‬
‫ناد ِهم قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫ب ُك ْف ِرِهم ِ‬
‫وع ِ‬ ‫‪ -3‬الكافِرون َحي َجبون عن رْؤيَِة اهللِ بِسبَ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ذاب الذي كنت تُ َك ِّذبون به وتستَْبعِدون‬ ‫ﲂ ﱠ‪ ،‬ويُقال هلم تَ ْق ِريعاً وتَ ْوبِيخاً‪ :‬هذا هو َ‬
‫الع ُ‬
‫‪45‬‬
‫غريُهم ‪ -‬وهم املؤمنون‬
‫أن َ‬‫فإن يف ذلك َدلِيّلً على َّ‬ ‫حيجبون عن ُرْؤيَِة اهلل‪َّ ،‬‬ ‫قوعه‪ .‬ولَ اما كان الك اف ُار َ‬ ‫ُو َ‬
‫يامة‪ ،‬ويف اجلنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬يََرْونَه يَ ْوَم الق َ‬
‫صغَُرت‪ ،‬فإهنا تتَ ِمع على املرء فَتُ ْهلِكه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬احل َذ ُر من املعاصي وإن َ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫املعاصي اليت هتلِك اإلنسا َن‪ ،‬وتُ ْد ِخلُه النا َار‪:‬‬ ‫اذ ُكر بعض ِ‬
‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اشرح قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﭐﱠ ؟‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫ناسبَ ٍة‪:‬‬
‫مجل م ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْع ال َكلمات يف ٍ ُ‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫أساطري – ران )‪.‬‬ ‫( ِ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدليل على َّ ِ ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫ي يََرْون رَّهبم َ‬ ‫أن املؤمن َ‬ ‫س‪ -3‬استَ ْخ ِرج َّ َ‬
‫االستِ ْفهام يف قوله تعاىل‪ :‬؟‬ ‫يد ْ‬ ‫س‪ -4‬ماذا يُِف ُ‬
‫ِ‬ ‫نوب و ِ‬‫الذ ِ‬
‫ب وظُلْ َمتَه كما تَ ُد ُّل عليه اآلية رقم (‪ ،)14‬اُذكر َحديثاً عن النَِّ ِّ‬
‫يب‬ ‫املعاصي تُسبِّب قَسوةَ ال َق ْل ِ‬
‫َ ُ َْ‬
‫س‪َ -5‬كثْ رةُ ُّ‬
‫َ‬
‫صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف هذا املعىن ؟‬

‫‪46‬‬
‫شر‬
‫الدرس الخامس َع َ‬
‫المطَففين من اآلية رقم (‪ )18‬إلى اآلية رقم (‪.)28‬‬ ‫سورة ُ‬
‫تَ فسير َ‬
‫حيصلون عليه ِمن النَّ َعي ِم‬ ‫صريهم‪ ،‬أَتْ بع ذلك بِ ِذ ْك ِر ِ‬
‫حال األَبْرار ومآهلم‪ ،‬وما ِّ‬ ‫حال ال ُفجا ِر ِ‬
‫وم َُ َ‬ ‫لَ اما ذَ َكَر اهللُ تعاىل َ ا َ‬
‫سبحانَه‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ‬ ‫األُ ْخَرِو ِّ‬
‫ي‪ .‬فقال ُ‬
‫ﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭ ﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬
‫ﲸﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬
‫ﲹ‬ ‫ﲴﲵﲶﲷ‬
‫ﳇ ﱠ [املطفِّفي‪.]28 - 18 :‬‬
‫ُ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -‬ذ ْكر ِ‬
‫حال األبرا ِر ومآهلم ِ‬
‫وجزائ ِهم يوم الق َ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م عناها‬ ‫الكلمة‬
‫الب والتَّقوى‪.‬‬ ‫املؤمنون الص ِادقون ِ‬
‫العاملون بِ ِ ِّ‬ ‫هم ِ‬ ‫األبرار‬
‫ا‬
‫عال يف اجلنَّة‪.‬‬ ‫مكا ٌن ٍ‬
‫َ‬ ‫ِعلِّيِّي‬
‫يَ ْش َه ُده املّلئِ َكة امل َقَّربُون‪.‬‬ ‫يَ ْش َه ُده امل َقَّربون‬
‫الزينَ ِة‪.‬‬
‫الس ُرر املزيَّنَة بِأنو ِاع ِّ‬
‫ُّ‬ ‫األرائِك‬
‫ُ‬
‫وح ْسنَه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضَرةَ النَّعِي ِم‬
‫هبجةَ النَّعيم ُ‬‫َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ش فيه‪ ،‬خمتُوم إناءه ال يَ ُف ُّكه اإال شا ِربُه‪.‬‬ ‫َشراب ال ِغ َّ‬ ‫َرِحيق خمْتُوم‬
‫ك‪.‬‬ ‫آخره َكرائِح ِة املس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫تامهُ ِم ْس ٌ‬ ‫ِ‬
‫ُُ َ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫س املتَنافِ ُسون فَ ْليَتسابَ ِق املتَسابِ ُقو َن‪.‬‬ ‫فَ ْليَتَنافَ ِ‬
‫ي عالِيَ ٍة يف اجلنَّ ِة‪.‬‬
‫ط ِمن َع ْ ٍ‬ ‫الشراب خملُو ٌ‬ ‫هذا َّ‬ ‫اجه ِمن تَ ْسنِي ٍم‬ ‫مز ُ‬
‫ِ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ي‪ ،‬وهو أَس َفل األَ ِ‬ ‫تاب ال ُف اجا ِر وأنَّه يف ِس ِّج ٍ‬ ‫‪ -1‬بعد ِذ ْك ِر كِ ِ‬
‫أضيَ ُقها يف َجهنَّم ذَ َكَر سبحانَه كت َ‬ ‫مكنَة و ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫األَبْرا ِر وأنَّه يف ِعلِّيِّي يَ ْش َه ُده املّلئِ َكة امل َقَّربون‪.‬‬
‫تاب يَ ْش َه ُده امل َقَّربون ِمن املّلئِ َك ِة‬ ‫ِ‬
‫السؤال عنه‪ ،‬وهو ك ٌ‬
‫تاب األبرا ِر بِ ُّ ِ‬ ‫اآليات تَ ْع ِظيم لِ َشأْ ِن كِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬يف‬
‫ٌ‬
‫مان وال َف ْوِز بِاجلنَِّة والنَّجاةِ ِمن الناا ِر‪.‬‬ ‫صاحبِه ِمن األَ ِ‬ ‫وي ْشهدون لِما لِ ِ‬
‫َ َ‬

‫‪47‬‬
‫ب ب َش ٍر‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن بَ ْع ِ‬
‫ض‬ ‫ي َرأَت وال أُذُ ٌن َس َعت وال َخطََر على قَ ْل ِ َ‬ ‫أع َّد اهللُ لألبْرا ِر من النَّعي ِم ما ال َع ٌْ‬
‫‪َ -3‬‬
‫ذلك النَّعِيم ما ذَ َكَره سبحانَه يف اآليات ال َك ِرمية‪.‬‬
‫احلات لِْل َف ْوِز بال مراتِ ِ‬
‫ب‬ ‫الرمح ِن وعم ِل الص ِ‬ ‫وطاع ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫الرابِ ُح َّإمنا هو يف اإلميان َ‬
‫‪ -4‬التَّنافُس َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ا‬ ‫يح والتَّسابُ ُق ا‬
‫الصح ُ‬ ‫ُ‬
‫العالِيَة يف اجلنان‪.‬‬
‫ِ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫املسار َع ِة إليها‪ ،‬اُذ ُكر آيَتَ ْي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َأمر اهللُ تعاىل يف هذه اآليات بالتَّنافُس يف اخلريات‪ ،‬و َأمَر يف آيات أخرى باملسابَ َقة و َ‬
‫تَ ُداالن على ذلك‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اشرح قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ‪.‬‬
‫س‪َ - 1‬‬
‫تأمل قوله تعاىلﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﱠ مث َد ِّو ن ثّلثَةً ِمن أنو ِاع النَّعِيم‪.‬‬
‫س‪َّ -2‬‬
‫ألعمال اليت ي تَسابق فيها الر ِ‬
‫اغبون‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -3‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﭐﱠ‪ .‬اض ِرب ثَّلثَة أمثِلَ ٍة لِ‬
‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫يف اجلنَّ ِة‪.‬‬
‫الع ْ ِ‬
‫ي اليت يَ ْشَرب هبا امل َقَّربون ؟‬ ‫اسم َ‬
‫س‪ -4‬ما ُ‬

‫‪48‬‬
‫الدرس السادس عشر‬
‫ورة‬
‫المطَففين من اآلية رقم (‪ )29‬إلى آخر الس َ‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ف ال ُف اجا ِر ِمن املؤمني‪ ،‬وأهنم‬ ‫القيامة‪ ،‬أتْ بع ذلك بِ ِذ ْك ِر موقِ ِ‬
‫ِ‬
‫َْ‬ ‫يوم َ َ َ‬ ‫حال الك افار واألبرا ِر ومآهلم َ‬
‫لَ اما ذَ َكَر اهللُ تعاىل َ‬
‫املؤمنِي يف نَعِ ِ‬
‫يم ِهم يَتَ َفَّرجون على ال ُك افا ِر‬ ‫أن ِ‬ ‫يامة‪ ،‬وهي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يجةَ ذلك يوم الق َ‬
‫يَ ْس َخرون من الذين آمنوا‪ ،‬مث ذَ َكَر نَت َ‬
‫وهم يُ َع َّذبون‪ .‬فقال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ‬

‫ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧﳨ‬
‫ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬
‫ﱠ [املطفِّفي‪.]36 - 29 :‬‬
‫ُ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وذ ْك ُر عاقِبَ ِة هذا ال ُف ُجوِر‪.‬‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر َش ْي ٍء ماا يَ َق ُع ِمن ال ُف اجا ِر على املؤمنِي يف ُّ‬
‫الدنيا‪ِ ،‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫مع ناها‬ ‫الكلمة‬
‫َك َف ُروا‪.‬‬ ‫أَ ْجَرموا‬
‫وس ْخ ِريَّةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الغَمز‪ :‬اإلشارةُ بِ ِ‬
‫احلاج ِ‬
‫ب واجل ْف ِن استهزاءً ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫غامزون‬ ‫يتَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين بِاست ْخفاف ِهم بِاملؤمن َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫َر َجعوا ُمتَ لَ ِّذذ َ‬ ‫انْ َقلبوا فَك ِه َ‬
‫ي‬
‫ي ُم َوَّكلِي حب ْف ِظ أعماهلم‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وما أُرسلوا علي ِهم حافظ َ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْوُم الق َ‬ ‫فاليَ ْوَم‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُجوز َ‬ ‫ب‬‫هل ثُ ِّو َ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬
‫ومظاه ِره‪:‬‬ ‫ص َور ذلك‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا مع ْ ِ‬ ‫حال ال ُك افا ِر يف ُّ‬
‫ني‪ ،‬ومن ُ‬ ‫املؤم َ‬ ‫اآليات َ‬‫ُ‬ ‫ي‬‫‪ -1‬تُبَ ِّ ُ‬
‫ِِ‬ ‫أ‪ِ -‬‬
‫الس ْخ ِريَةُ هبم‪.‬‬
‫ي و ُّ‬ ‫االست ْهزاءُ بِاملؤمن َ‬
‫ْ‬
‫وس ْخ ِريةً واحتِقاراً‪.‬‬ ‫استهزاءً ُ‬
‫يون ِ‬
‫ْ‬
‫ب‪ -‬التَّغامز بِالع ِ‬
‫ُُ ُ‬
‫جوع ِهم إىل أَ ْهلِي ِهم‪.‬‬
‫حال ر ِ‬
‫رورُهم َ ُ‬ ‫ج‪ُ -‬س ُ‬
‫ّلل‪.‬‬‫الض ِ‬
‫ني بِ َّ‬ ‫د‪ -‬وصف ِ ِ‬
‫حال املؤم َ‬ ‫َْ ُ‬
‫املؤمنِي بِالغَ ْم ِز‪ ،‬وهو أقَ ُّل ما يكون ِمن َد َرجات االستِهزاء‪ ،‬فما بالك إذا كان‬
‫‪ -2‬احل َذر ِمن االستِهزاء بِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫يمة أو غ ِري ذلك‪ ،‬ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أكب‪.‬‬
‫أن عُقوبَةَ مثْل ذلك َ‬‫شك َّ‬ ‫باللَّ ْم ِز أو الغيبَة أو النَّم َ‬
‫‪49‬‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضح الضالاون ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة يتَّ ِ‬
‫ين‪ ،‬واملصل ُحون من امل ْفسد َ‬ ‫املهتَد َ‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫‪ -3‬يوم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظهَرين‪:‬‬ ‫حال املؤمني مع الك افا ِر يف اآلخَرة يتجلَّى من خّلل َم َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫الع َم ِل‪.‬‬
‫س َ‬ ‫الدنْيا؛ فاجلزاءُ ِمن ِجْن ِ‬ ‫ض ِح ُكوا ِمنهم يف ُّ‬ ‫ك ِمنهم ْ ِ‬
‫املؤمنو َن كما َ‬ ‫ض َح َ‬
‫أ‪ -‬أن يَ ْ‬
‫الزينَ ِة‪.‬‬
‫صوبٍَة هلم‪ ،‬وُمَزيَّنَةً بِأنو ِاع ِّ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َّ -‬أهنم ينظُرون إلي ِهم من َمكان عال‪ ،‬وعلى ُس ُرٍر َمْن ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫السيِّئَةَ على املتَ َم ِع املسلِم‪.‬‬ ‫آثارهُ َّ‬
‫يم‪ ،‬بَ ِّي َ‬
‫السخ ِريةُ منهم َذنْ ِ‬
‫ب َعظ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ني و ُّ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستهزاءُ باملؤم َ‬
‫ْ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اُذكر املر ِادف لِل َكلِمات التاالية ِمن اآليات‪:‬‬
‫ي )‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫( ك َفروا ‪ -‬يُشريون حبواجبهم وأجفاهنم – ُجوز َ‬
‫باملؤمني يف ِ‬
‫اآلخَرة ؟‬ ‫س‪ِ -2‬من خّلل قِراءَتك لآليات ِّبي عاقِبَةَ االستِ ْهزاء و ُّ‬
‫السخ ِرية ِ‬
‫ف لِطائَِف ٍة ِمن النااس‪َ ،‬من هم ؟‬ ‫صٌ‬‫س‪( -3‬ال ُك افار) َو ْ‬
‫املؤمني مع ال ُك افا ِر يف ِ‬
‫اآلخَرة ؟‬ ‫حال ِ‬ ‫س‪ِّ -4‬بي َ‬
‫َ‬

‫‪50‬‬
‫شر‬
‫الدرس السابع َع َ‬
‫ورة النشقاق من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)15‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫جيازى فيه اإلنسا ُن على َع َملِه‪ ،‬ويف اآليات التاالِيَة بَيان َش ْي ٍء ِمن أنو ِاع هذا‬ ‫يامة هو اليَ ْوُم الذي َ‬
‫ِ‬
‫يَ ْوُم الق َ‬
‫مال ِمن َور ِاء ظُهوِرِهم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫الش ِ‬
‫وإعطاءُ ال ُك افا ِر ُكتَبَ ُهم بِ ِّ‬
‫ي‪ْ ،‬‬‫ي ُكتَبَ ُهم بِاليَ ِم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اجلزاء‪ ،‬وهو إعطاءُ املؤمن َ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﭐﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬
‫ﱨ ﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ‬
‫ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ‬
‫ﲛ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ [االنشقاق‪.]15 - 1 :‬‬
‫ﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲜ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصحاب ِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫أصحاب اليَ ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر‬
‫الشمال‪ ،‬وما جي ُده كلي مْن ُهم يَ ْوَم الق َ‬ ‫يو‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م عناها‬ ‫الكلمة‬
‫ص َّد َعت‬
‫تَ َ‬ ‫انش َّقت‬
‫َ‬
‫ألم ِر رهبا و َ‬
‫أطاعت‪.‬‬ ‫استَ َم َعت ْ‬
‫ْ‬ ‫و ِأذنَت لَِرِّهبا‬
‫يع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وح َّقت‬
‫أي ُح َّق هلا أن تَ ْس َمع وتُط َ‬ ‫ُ‬
‫وجعِلَت ُم ْستَ ِويَةً‪.‬‬
‫بُسطَت ُ‬
‫ِ‬ ‫األرض ُم َّدت‬
‫ُ‬ ‫وإذا‬
‫طََر َحت ما يف بَطْنِها ِمن املوتى‪.‬‬ ‫وأَلْ َقت ما فيها وَتَلَّت‬
‫الع َم ِل‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساع وم اد يف َ‬ ‫كاد ٌح‬
‫نادي على نَ ْف ِسه بِ ِ‬
‫اهلّلك‪.‬‬ ‫ي ِ‬ ‫يَ ْدعُوا ثُبُوراً‬
‫ُ‬
‫يَ ْرِجع‪.‬‬ ‫يَ ُحور‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫وم َدبَِّر‬ ‫السماء وتَتص َّدع امتِثاالً ألم ِر اهللِ تعاىل‪ ،‬وح َّق هلا أن تَسمع وتُ ِط ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ‬
‫يع خال َقها ُ‬
‫ََْ َ‬ ‫ُ‬ ‫يامة تَ ْن َش ُّق َّ ُ َ َ‬ ‫‪ -1‬يَ ْوُم َ‬
‫األرض وتَ ِزيد ِمن َس َعتِها‪ ،‬ويَتَطايَ ُر ما عليها ِمن اجلبال واألبنِيَة‪ ،‬وتُ ْل ِقي ما يف بَطْنِها ِمن‬
‫ُ‬ ‫أَْم ِرها‪ ،‬وَتتَ َّد‬
‫كل َمن يف ال َك ْو ِن لِ َعظَ َمتِه‪.‬‬
‫املوتى امتِثاالً ألم ِر اهللِ الذي َذ َّل ُّ‬

‫‪51‬‬
‫فإما إىل‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا؛ اإما باخلري أو بِ َّ‬ ‫وعام ٌل يف هذه ُّ‬ ‫ساع إىل اهللِ ِ‬
‫يامة؛ ا‬ ‫يوم َ‬ ‫الشِّر‪ ،‬مث يُّلقي اهللَ َ‬ ‫اإلنسا ُن ٍ‬ ‫‪-2‬‬
‫َجنَّ ٍة أو إىل نا ٍر‪.‬‬
‫أيدي ِهم اليُ ْمىن‪ ،‬ويكون ِحساهبم ِحساباً يَ ِسرياً‪ ،‬وهو‬ ‫السعادةِ يعطَون ُكتب هم‪ ،‬فيأخذوهنا بِ ِ‬
‫ُ‬ ‫أهل َّ َ ُ ْ َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪ ،‬حيث يُ َقِّرُرهم بِذنُوهبم حىت يظنُّوا أهنم قد َهلَكوا‪ ،‬فيقول اهللُ للواحد منهم‪َ ":‬س ََّتهتا َ‬
‫عليك‬ ‫الع ْر ُ‬
‫َ‬
‫الدنيا‬ ‫الدنيا وأنا أَ ْغ ِفرها لك الي وم " ‪ ،‬في ْن َقلِبون مسروِرين سعداء إىل زوجاهتم يف اجلنَّة ِمن ِ‬
‫نساء ُّ‬ ‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫يف ُّ‬
‫َ َُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬
‫ومن احلوِر العِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ضعُوها ِمن َور ِاء ظُهوِرهشم‪ ،‬ويكون‬ ‫ِ‬
‫الشقاء يُ ْعطَْون ُكتُبَ ُهم فيأخذوهنا بِاليَد اليُسرى‪ ،‬وقد َو َ‬
‫أهل َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫أنفس ِهم بِاهلّلك‪ ،‬مث يُْلقى هبم يف‬ ‫ضيحة يف ذلك اليوم العظيم‪ ،‬فَي ْدعو َن على ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫العار وال َف َ‬ ‫اخلزي و ُ‬
‫ُ‬
‫ات وال ملَ اذ ِ‬
‫ات‪ ،‬ال يُ َف ِّكرو َن يف‬ ‫الشهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ي يف َّ‬ ‫الدنيا ُمتَ نَ ِّعم َ‬‫ين يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫ي َمسرور َ‬ ‫السع ِري‪ ،‬فقد كانوا فَ ِرح َ‬
‫ث أو النُّشوِر‪.‬‬ ‫العاقِبة وال يف الب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يد ُهم كما َخلَ َق ُهم َّأوَل َمَّرةٍ وجيا ِزي ِهم على أعماهلم‪ ،‬إن خرياً َ‬
‫فخْي ٌر‪،‬‬ ‫يامة ويُعِ ُ‬
‫يوم الق َ‬ ‫باد َ‬
‫ِ‬
‫يَْب َعث اهللُ الع َ‬ ‫‪-5‬‬
‫يم اخلبِريُ‪.‬‬ ‫وإن شراً فَشير‪ ،‬وهو ِ‬
‫العل ُ‬‫َ‬ ‫َا َ‬
‫الدنْيا‪ ،‬وهي‬‫بات هللِ تعاىل يف احلياةِ ُّ‬ ‫األعمال الصاحلة وفِع ِل الطا ِ‬
‫اعات وال ُقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫على املسلِم أن يستَعِ َّد بِ‬ ‫‪-6‬‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫ِ‬
‫احلساب‪.‬‬ ‫اآلخَرةِ دار اجلز ِاء و‬
‫دار العم ِل حىت يسعد يف ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ ََ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الس َورةِ وما تَ َق َّد َمها ِمن‬ ‫اآليات ال ادالَّة على تلك األموِر ِمن ِخ ِ‬
‫ّلل هذه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أمور‪ ،‬اُذكر‬
‫القيامة ٌ‬
‫لسماء يوم َ‬ ‫حيدث لِ َّ‬
‫ُ‬
‫ُس َوِر جزء َّ‬
‫(عم)‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫مجل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناسبَة‪:‬‬ ‫ض ْع ال َكلمات التااليَة يف ٍ ُ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫كادح )‪.‬‬ ‫( ح َّقت ‪ -‬حيور – ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يام ِة ُكتَبَ ُهم ؟‬ ‫ِ‬ ‫س‪ِ -2‬صف كيف ي ؤتَى أهل َّ ِ‬
‫الشقاء يَ ْوَم الق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫السابَِقة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الدلِ‬
‫يل على اآلت من اآليات ا‬ ‫س‪ -3‬اذُكر َّ َ‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِمن ال ُقبوِر‪.‬‬‫‪ -1‬إثبات الب ع ِ‬
‫بات احلساب يوم الق َ‬ ‫‪ -2‬إثْ ُ‬ ‫ُ َْ‬
‫ث‪.‬‬‫‪ -3‬إثبات ِص َف ِة البص ِر هللِ تعاىل‪ -4 .‬إنكار ال ُك افا ِر لِْلب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬

‫‪ -2‬رواه مسلم يف كتاب صفات املنافقي‪ ،‬باب‪ :‬صبغ أنعم أهل الدنيا يف النار‪ ،‬رقم (‪.)2807‬‬
‫‪52‬‬
‫استَ َم َعت ‪َ -‬ر ِضيَت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حيحة‪ :‬معىن (أَذنَت)‪ :‬أَ ْعطَت اإل ْذ َن ‪ْ -‬‬
‫الص َ‬
‫اخَّت اإلجابَةَ َّ‬
‫س‪َ - 4‬‬

‫‪53‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثامن َع َ‬
‫ورة‪.‬‬‫سورة النشقاق من اآليَة رقم (‪ )16‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير َ‬
‫حتوٍل وتَغٍَُّري يف حياتِه مث ماتِه حىت يَْب لُ َغ‬
‫لإلنسان ِمن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَما ذَ َكر اهلل َ ِ ِ‬
‫حال الكادحي‪ ،‬أتْ بَع ذلك بِذ ْكر ما ُ‬
‫حيصل‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ‬ ‫وناره‪ ،‬فقال‬
‫َجنَّتَه َ‬
‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺ ﲻﲼﲽﲾﳁﳂﳃﳄﳅ ﳆﳇ‬
‫ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱠ‬
‫[االنشقاق‪.]25 - 16 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫مير هبا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان اليت ُّ‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر أحو ِال‬
‫حال ال ُك افا ِر مع ال ُقرآن‪ ،‬وبيا ُن س ِ‬
‫وء عاقِبَتِ ِهم‪.‬‬ ‫‪ِ -‬ذ ْكر ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م عناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫مس‪.‬‬‫الش ِ‬ ‫ال حمرةُ اليت تَظْهر يف األُفُ ِق بعد غُ ِ‬
‫روب َّ‬ ‫الش َفق‬
‫َّ‬
‫َُ‬ ‫ُ َْ‬
‫ِ‬
‫املخلوقات‪.‬‬ ‫ومجَع ِمن‬ ‫ض َّم َ‬ ‫وما َو َسق‬
‫َ‬
‫وره وا ْكتَ َم َل بَ ْدراً‪.‬‬‫َتَّ نُ ُ‬ ‫اتَّ َسق‬
‫احلساب‪ ،‬مث اجلزاءُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ث‪ ،‬مث‬
‫املوت‪ ،‬مث البَ ْع ُ‬ ‫حال‪َ :‬شدائِد ُّ‬
‫الدنْيا‪ ،‬مث ُ‬ ‫حاالً بعد ٍ‬ ‫ب طَبَقاً عن طَبَ ٍق‬ ‫لَََّتَك ُ َّ‬
‫ض ِم ُرو َن ويَ ْكتُمو َن‪.‬‬ ‫يُ ْ‬ ‫واهللُ أعلَ ُم ِبا يُوعُو َن‬
‫َغْي ُر ُمْن َق ِط ٍع‪.‬‬ ‫فَلَهم أَجر َغي ر م منُ ٍ‬
‫ون‬ ‫ُ ٌْ ُْ َ ْ‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫الصعاب ِمن‬ ‫عاب تِلْ َو ِّ‬
‫الص َ‬ ‫أن اإلنسا َن َسيُّلقِي ِّ‬ ‫قسماً ُم َؤَّكداً بِ َّ‬
‫الش َف ِق‪ ،‬وبِاللَّ ِيل وبال َق َمر َّ‬ ‫أقسم اهللُ َ‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫اب ال َق َسم قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﭐﱠ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وجو ُ‬ ‫بدايَة احلياة إىل هنايَتها‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫السّلم‪ ،‬و َّ‬
‫أن‬ ‫ور ُسلُه علي ِهم َّ‬ ‫لإلميان باهللِ تعاىل والتَّصد ِيق ِبا جاء به أنبِ ُ‬
‫ياؤه ُ‬
‫ِ‬ ‫كل ما يف ال َك ْو ِن يَ ْدعُو‬
‫ُّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫احلساب واجلزاء‪.‬‬ ‫ثو‬ ‫ال ُك افار ال دلِيل هلم على إنكا ِر الب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت ِمن لَْي ٍل أو هنا ٍر‪ ،‬فَيُ َك ِّب‬‫أي وقْ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آداب التِّ ِ‬
‫ِمن ِ‬
‫ّلوة أن يَ ْس ُج َد القارئ إذا َمَّر بآيَة َس ْج َدة يف ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫جود دون تَ ْكبِ ٍري وال س ٍ‬
‫ّلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫الس ِ‬‫لسجود‪ ،‬ويقول‪ :‬سبحان رب األعلى‪ ،‬وهو يَ ْدعُو‪ ،‬مث يَ ْرفَع ِمن ُّ‬ ‫لِ ُّ‬

‫‪54‬‬
‫لح ِّق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬و َّ‬ ‫الك افار يُ َك ِّذبون بِ َّ‬
‫كتاب اهلل عناداً واستكباراً وخمالََفةً ل َ‬
‫أن القرآ َن الكرمي ُ‬ ‫حممداً ُ‬‫أن َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ض ِم ُره‬ ‫ص ُّد ُهم عن ِّ‬
‫احلق‪ ،‬واهللُ أعلم ِبا تُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الدالئِل َّ ِ‬ ‫اضح‪ ،‬ومهما ظَ َهرت هلم َّ‬ ‫الو ِ‬
‫ناد يَ ُ‬
‫فإن الكْب َر والع َ‬
‫نُفوسهم ِمن ال ُك ْفر والتَّ ِ‬
‫كذيب‪.‬‬ ‫ُُ‬
‫ذاب أَلِي ٍم‬ ‫حممداً صلَّى اهلل عليه وسلَّم أن ي ب ِّشر ِ‬
‫هؤالء ال ُك افار ‪ -‬هت ُّكماً وس ْخ ِريةً ‪ -‬بِع ٍ‬ ‫أمر اهللُ نبيَّه َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ُ َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫اضهم وإصرا ِرِهم على سي ِء العمل ِ‬
‫وفاسد االعتِقاد‪.‬‬ ‫ب ُك ْف ِرِهم وإعر ِ‬ ‫بِسبَ ِ‬
‫َ ِّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاملون ِبا جاء يف القرآن الكرمي ِمن األو ِامر؛ املتَنِبون لما فيه ِمن النَّواهي هلم‬ ‫ِ‬
‫املؤمنو َن باهللِ ورسول ِه ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫أَ ْجٌر ال يَْن َق ِطع وال يَْن ُقص‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ﲻﲼﲽ‬ ‫ج َد عند قِراءَةِ قَولِه تعاىل يف هذا السورة‪ :‬ﭐﱡ ﭐ ﭐ ﲹ ﲺ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُ ْشَرع لقا ِرئ القرآن الكرمي أن يَ ْس ُ‬
‫ّلوة‪.‬‬
‫السجود‪ُ :‬سجود التِّ َ‬ ‫ويسمى هذا ُّ‬ ‫ﲾ ﱠ َّ‬
‫ّلوةِ يف القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عدد َمواض َع ُسجود التِّ َ‬
‫ِّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اخَّت لِل َكلِمات ِمن العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ناسبُها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫الشمس‪.‬‬
‫روب َّ‬ ‫) احلمرة اليت تَظْهر يف األُفُ ِق بعد غُ ِ‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬اتَّ َسق‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ِمرون ويَ ْكتُمون‪.‬‬ ‫) يُ ْ‬ ‫(‬ ‫‪َ -2‬و َسق‬
‫حتت ظُْل َمتِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وسيَّ َر املخلوقات َ‬ ‫ومجَ َع َ‬‫ض َّم َ‬ ‫) َ‬ ‫(‬ ‫الش َفق‬
‫‪َّ -3‬‬
‫ور ال َق َم ِر وا ْكتَ َمل بَ ْدراً‪.‬‬
‫) إذا َتَّ نُ ُ‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬يُوعُون‬
‫) غري ُمْن َق ِطع‪.‬‬
‫(‬ ‫‪ -5‬غري مَْ ٍ‬
‫نون‬
‫ّلوةٍ‪َ ،‬ح ِّدد ما يلي حول ذلك‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪ -2‬يف اآليات َم ْوضع َس ْج َدة ت َ‬
‫ّلوةِ‪.......................................:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -1‬م ْوضع َس ْج َدة التِّ َ‬
‫ّلوةِ‪......................................:‬‬ ‫‪ -2‬ماذا تفعل حي ُّ ِ ِ‬
‫َتر ب َس ْج َدة التِّ َ‬ ‫َ‬
‫س‪ -3‬اشرح قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﭐﱠ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الدرس التاسع َعشر‬
‫سورة البُروج من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)11‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫ك وأعوانُه ِمن‬ ‫ِ‬
‫السورة ما قام به املل ُ‬‫وجل يف القرآن أحو َال الك افار مع املؤمني‪ ،‬وقد ذكر يف هذه ا‬
‫عز ا‬‫يذ ُكر اهللُ َّ‬
‫مآل ال َفري َق ْي‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫حرِق املؤمني باهللِ يف نا ٍر أضرموها يف ِ‬
‫أخاديد يف األرض‪ ،‬مث ذ َكر سبحانَه َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬
‫ﱞﱟ ﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪ ﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲ‬
‫ﱷﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ ﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ‬
‫ﱸ‬ ‫ﱳﱴﱵ ﱶ‬
‫ﲘﲚ‬
‫ﲙ‬ ‫ﲈﲉﲊ ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓ ﲔﲕﲖﲗ‬
‫ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ ﭐ ﭐ[البوج‪.]11 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫اإلشارة إىل َعذاهبِم‪.‬‬ ‫ٍ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل منهم من َعذاب ل ْل ُمؤمن َي‪ ،‬و َ‬
‫‪ -‬ذ ْك ُر أصحاب األُخدود وما َح َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م ع ناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫املنا ِزل اليت تَ ِسري فيها ال َكواكِب‪.‬‬ ‫البوج‬
‫ُ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬ ‫واليوم املوعُود‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حضر وصلَّى صّلةَ ُ‬
‫اجلم َعة‪.‬‬ ‫اجلم َعة يَ ْش َهد ل َمن َ‬
‫كل َمن يَ ْش َهد‪ ،‬كيوم ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وشاهد‬
‫احلج‪.‬‬
‫ف يف ِّ‬ ‫كل من ي ْشهد‪ ،‬وحيضره غريه‪ِ ،‬‬
‫كيوم َعرفَة الذي ي ْشه ُده أهل املوقِ ِ‬ ‫وم ْش ُهود‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُّ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫ش يق يُ َش ُّق يف‬ ‫األُ ْخ ُدود‬
‫يب املؤمني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُحضور يُشاهدون تَعذ َ‬ ‫ُشهود‬
‫َك ِرهوا وعابُوا‪.‬‬ ‫وما نَ َق ُموا‬
‫َع َّذبوا َ‬
‫وحَّرقوا املؤمني واملؤمنات‪.‬‬ ‫املؤِمنات‬
‫املؤمنِي و ْ‬
‫فتَ نُوا ِ‬

‫‪56‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬ي ِ‬
‫وبكل َمن‬
‫يامة‪ِّ ،‬‬ ‫بالسماء ذات املنا ِزل اليت تسري فيها ال َكواكب‪ ،‬وبيوم الق َ‬ ‫قسم اهللُ سبحانَه وتعاىل َّ‬ ‫ُ‬
‫قسم ِبا شاء ِمن‬ ‫ِ‬
‫ي َقع منه َشهادة كيوم اجلمعة‪ ،‬وبِ ُك ِّل من يشهد أو ي ْشهد عليه كيوم عرفة‪ ،‬وهللِ أن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يقس ُموا اإال باهلل‪.‬‬ ‫خملوقاته‪ ،‬وليس لِلب َشر أن ِ‬
‫َ‬
‫وهم‬ ‫عمدوا إىل َمن عندهم ِمن املؤمني باهلل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل فَ َق َه ُر ُ‬
‫عز َّ‬ ‫أصحاب األخدود قَ ْوٌم من الك افار َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أججوا فيه ناراً‪ ،‬مث‬ ‫ِ‬
‫األرض أُخدوداً و َّ‬ ‫فح َف ُروا هلم يف‬‫ور َاوُدوهم على أن يرجعوا عن دين ِهم‪ ،‬فأَبَوا‪َ ،‬‬
‫ر َاوُدوهم على ال ُك ْف ِر‪ ،‬فلم يَ ْقبَلوا فَ َق َذفُوهم فيها‪.‬‬
‫الصاحلة؛‬‫احلسنة وال ُق ْد َوة ا‬
‫ِ ِ‬
‫باحلكمة واملوعظَة َ‬
‫َ‬ ‫يصب على ِدينِه ويُدافِ َع عنه‪ ،‬ويدعو إليه‬ ‫املؤمن أن ِ‬ ‫‪ -3‬على ِ‬
‫الدنيا و ِ‬
‫اآلخرة‪.‬‬ ‫ليُبَ َّشر بِال َف ْوِز يف هنايَة األم ِر يف ُّ‬
‫الدعوة‪ ،‬حيث كانوا‬ ‫يف ِمن َوقْ ِع األذَى عليهم يف بِدايَة َّ‬ ‫ِ‬ ‫السورة تَثْبِ ِ‬
‫يت ل ُقلوب املؤمني وَتف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -4‬يف ُّ‬
‫العذاب ِمن ُك افار َم َّكة‪.‬‬
‫أصناف َ‬‫َ‬ ‫يُّلقون‬
‫أصحاب األُخدود نَ َق ُموا ِمن‬ ‫َ‬ ‫وع ِمل بِعملِهم فإنَّه يُ ْكَرم ويُ َق َّدم‪ ،‬ولكن‬ ‫صف بِصفات املؤمني َ‬
‫ِ‬
‫‪َ -5‬من اتَّ َ‬
‫ﱷﱹﱺﱻﱼ‬ ‫ﱸ‬ ‫ب إمياهنم باهللِ العزي ِز احلميد ﱡ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬ ‫املؤمني بِسبَ ِ‬
‫َ‬
‫وسيُجازي ُك اّلً بِ َع َملِه‪.‬‬
‫ين هلم‪َ ،‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫املؤمني وتَعذيب الكافر َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِْب‬ ‫ِ‬
‫ﱽﭐﱠ‪ ،‬أي‪ :‬املطَّلع على َ‬
‫ات تري من حتتها األهنار‪ ،‬وذلك هو الفوز العظيم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصاحلات هلم جنا ٌ‬ ‫صبوا وعملوا ا‬ ‫‪ -6‬املؤمنون الذين َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫حدد اآليات ال ادالَّة على‬ ‫وجل‪ِّ ،‬‬ ‫عز‬
‫َّ‬ ‫باهلل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫آمن‬ ‫أهنم‬ ‫إال‬
‫ا‬ ‫دأَب ال ُك افار على معاداةِ املؤمني والنَّي ِل منهم ليس لِشي ٍ‬
‫ء‬
‫ا‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وس َورةِ املمتحنة وسورة ا‬
‫احلج‪.‬‬ ‫هذا املعىن ِمن خّلل هذه ُّ‬
‫الس َورة ُ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫أصحاب األُ ِ‬
‫خدود بِأُسلوبِك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صة‬‫س‪ -1‬خلِّص قِ َّ‬
‫الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف بِداية َّ‬
‫الدعوة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب َّ‬ ‫صة على‬ ‫س‪ -2‬است ْنتِج أثَر هذه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫َ‬
‫احلق‪.‬‬
‫الص ْب على ِّ‬ ‫مجل يف مثا ِر َّ‬
‫محيدة‪ ،‬اكتُب أربَع ٍ‬ ‫لص ْب َعواقِب َ‬‫س‪ -3‬لِ َّ‬
‫السورة‪َ ،‬رتِّب هذه املخلوقات حسب‬
‫أقسم هبا يف َمطْلَ ِع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -4‬عظَّم اهللُ َ‬
‫وشَّرف بعضاً من خملوقاته‪ ،‬حيث َ‬
‫السورة‪.‬‬‫ورودها يف ُّ‬

‫الدرس العشرون‬

‫‪57‬‬
‫سورة البُروج من اآلية رقم (‪ )12‬إلى آخر السورة‬ ‫تَ فسير َ‬
‫الفع ال لِم ا يُِري د‪،‬‬ ‫جيهل ون َعظَم ةَ اهللِ‪ ،‬وال يَع ِرف ون م ا هللِ ِم ن أس اء وأفع ال ت ُّ‬
‫دل عل ى أنَّه ه و ا‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َكث ريٌ م ن النااس َ‬
‫ال لِم ن وقَع هب م بطْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ش اهلل وش َّدتُه‪ ،‬وه ذا ال بَطْ ُ‬
‫ش‬ ‫َ ُ‬ ‫ش هب م‪ ،‬وم ا ف ْر َع ون وقَ ْوُم ه اإال مث ٌ َ َ‬ ‫ف َكم من قَ ْوم ط اغي بَطَ َ‬
‫ل يس بِبَعِي ٍد ع ن ال ذين ك َّذبوا الق رآ َن‪ ،‬ق ال تع اىل‪ :‬ﭐ ﭐﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ‬
‫ﲩ ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ ﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ‬
‫ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ [ال بوج‪12 :‬‬
‫‪.]22 -‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫فات اهللِ تعاىل‪ ،‬وآثا ِرها يف َخ ْل ِقه‪.‬‬
‫‪ِ -‬ذ ْكر بعض ِص ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫مع ناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫أخ َذ الظَّلَ َمةَ لَ َش ِدي ٌد‪.‬‬
‫ذاب إذا َ‬ ‫إن أَ ْخ َذه بِالع ِ‬
‫َ‬ ‫ش َربِّك لَ َش ِدي ٌد َّ‬‫إن بَطْ َ‬‫َّ‬
‫يده كما بَ َدأَه‪.‬‬ ‫يَْب َدأ اخل ْل َق َّأول َمَّرةٍ ويُعِ ُ‬ ‫ئ ويُعِ ُ‬
‫يد‬ ‫يُْب ِد ُ‬
‫أطاعه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكثريُ احملبَّة ل َمن َ‬ ‫ود‬
‫الوُد ُ‬
‫َ‬
‫الع ْر ِش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الع ْر ِش‬
‫صاحب َ‬ ‫ذُو َ‬
‫اجلموع ال َق ِويَّة مثل قَ ْوِم فِْر َعون ومثود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ َب‬ ‫ح ِديث ِ‬
‫اجلنود‬ ‫َ‬
‫يف‪.‬‬ ‫قرآ ٌن كرمي َش ِر ٌ‬ ‫قُرآ ٌن مي ٌد‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ش اهللِ ِ ِ‬ ‫‪ِ -1‬ش َّدة بَطْ ِ‬
‫لم َك ِّذبي بُِر ُسله واملخالف َ‬
‫ي ألم ِرهِ‪.‬‬ ‫وعذابه ل ُ‬
‫َ‬
‫فات اهللِ تع اىل وأسائِه احلس ىن كم ا َورَدت يف كت اب اهلل وس نَّة رس ولِه ص لَّى اهلل‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ -2‬ي ْؤِمن املس لِم بِ ِ‬
‫ُ‬
‫ف‪ ،‬ق ال تع اىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱒ ﱔ‬ ‫ف أو َتثِي ٍل أو تكيي ٍ‬ ‫علي ه وس لَّم ب ّل تعطي ٍل أو حت ِري ٍ‬
‫ﱕ ﱖﱠ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫ات وأكبَ ُره ا‪ ،‬وه و س بحانَه ُم ْس تَ ٍو عل ى‬ ‫ع رش ال َّرمح ِن ال ذي اس تَوى علي ه س بحانَه أعل ى املخلوق ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫يق جبّللِه تعاىل‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َع ْرشه استواءً يَل ُ‬
‫صِّرف وح َده يف َخ ْل ِق ه وأَْم ِره‪ ،‬وه و ال ذي َخلَ ق اخل ْل َق َّأوَل َم َّرةٍ‪ ،‬وه و الق ِادر‬‫جل وعّل هو املتَ َ‬ ‫اهللُ َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫تارًة أخرى‪.‬‬ ‫على ِ‬
‫إعادته َ‬‫َ‬
‫‪58‬‬
‫حاب فِْر َع ون‬‫ص يت أص ِ‬ ‫ّلل قِ َّ‬
‫ول ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم‪ ،‬وبي ا ُن قُ ْدرةِ اهللِ تع اىل ِم ن خ ِ‬
‫َ‬ ‫تَ ْس لِيَةُ َّ‬
‫الرس ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫وج َعلَهم ِمن املهلَ ِكي‪.‬‬ ‫وقوم مثود؛ حيث َد َّمَرُهم اهللُ تعاىل َ‬
‫نوب إذا تابوا إىل اهللِ وأنابوا َغ َفر هلم ذُنوهبم‬ ‫اقَّتان الود ِ‬
‫ود بِالغَفوِر ِسير لَ ِ‬
‫الذ ِ‬
‫أن أهل ُّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫ِّ‬ ‫ب‬
‫َ‬‫ُ‬‫ي‬ ‫يف‬
‫ٌ‬ ‫ط‬ ‫يف ِ َ ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫أحبَّ ُهم‪.‬‬
‫وَ‬
‫الدين مستَ ِمُّرون يف تَ ْك ِذيبِهم ِ‬
‫وعن ِادهم‪ ،‬وال تن َف ع ف يهم اآلي ات وال تُ َؤثِّر‬ ‫وص ادوا عن ِّ ُ‬ ‫الذين كفروا َ‬ ‫‪-7‬‬
‫وم ْل ِكه؟‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيهم العِظات‪ ،‬واهلل حمي ٌ ِ‬
‫ط هبم ع ْلماً وقُ ْد َرةً‪ ،‬فأين خيرجون من عُقوبَته وهم حتت تَدب ِريه ُ‬ ‫ُ‬
‫حمفوظ ِمن التَّغيري و ِّ‬
‫الزي َادة والنُّقص ان‪ ،‬ق ال‬ ‫القرآ ُن الكرمي ع ِظيم املعاين‪َ ،‬كثِري اخل ِري والعِْلم‪ ،‬يف لَو ٍح ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫إشارة إىل ما َح َّل بِثَمود‬
‫قال اهلل عز وجل‪:‬ﭐﱡ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ يف هاتي اآليتي َ‬
‫ع العُقوبَِة اليت عاقَبَ ُهم اهللُ هبا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وف ْر َعون وقَ ْومه من العُقوبَة‪ .‬اُذكر نَ ْو َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫دود َسطْرين فيما يلي‪:‬‬ ‫س‪ -1‬اكتب يف ح ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أساء اهللِ احلسىن وصفاتِه العُلى‪.‬‬ ‫‪ -1‬ع ِقيدة املسلِم يف ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ -2‬دليّلً ِمن ِ‬
‫القرآن يُ َؤيِّد ما ذَ َكرت‪.‬‬
‫أساء اهللِ احلسىن وصفاتِه اليت َورَدت يف اآليات‪.‬‬ ‫س‪ -2‬اُذكر أربعةً ِمن ِ‬
‫َ‬
‫وم َيزتَ ْي تَ ْذ ُكرمها أنت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآليات‪ِ ،‬‬ ‫أشر إىل ِم َيزتَ ْي َوَرَدتا يف‬
‫يدةٌ‪ِ ،‬‬ ‫ات َع ِد َ‬ ‫س‪ -3‬لِل ُقرآن ِ ِ‬
‫العظيم ميز ٌ‬
‫َ‬
‫وضح ذلك‪.‬‬
‫حث على التَّوبَة‪ِّ ،‬‬
‫س‪ -4‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﲨ ﲩ ﮊ ي‬

‫‪59‬‬
‫الدرس الحادي والعشرون‬
‫ورة الطارق‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫وحيصي عليه ما يَ ْكتَ ِسبُه ِمن َخ ٍْري‬
‫ظ عملَه ِ‬
‫وج َعل عليه َملَكاً حي َف ُ َ‬
‫َخلَ َق اهللُ اإلنسا َن ومل يَْت ُرْكه َمهّلً؛ بل َأمَره وهناه‪َ ،‬‬
‫اض َع ِمن القرآن الكرمي؛ لِيَكون اإلنسا ُن على‬‫القيامة‪ ،‬وقد ب َّي اهلل تعاىل ذلك يف ِع َّدة مو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫يوم َ‬
‫ِ‬
‫وشر؛ ليُجازى بِه َ‬ ‫َ‬
‫الس َورةِ حيث‬ ‫أي قَوٍل أو فِع ٍل‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ ِ ِ‬
‫ومن ذلك ما جاء يف هذه ُّ‬ ‫ْ‬ ‫بَيِّ نَة من أَْم ِره‪ ،‬وليُحاس َ‬
‫ب نَ ْف َسه قَ ْب َل أن يُ ْقد َم على ِّ ْ‬
‫يقول سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬
‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭ‬
‫ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ ﭐ ﭐ[الطارق‪.]17 -1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫إنسان حافِظاً ِمن املّلئِ َكة‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫أن على ِّ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن َّ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫الد ْع َوةُ إىل التَّ ْف ِكري يف َخ ْل ِق‬
‫‪َّ -‬‬
‫اإلنسان بَ ْع َد َم ْوتِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ث‬ ‫‪ -‬إثبات قُ ْدرةِ اهللِ على ب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ‬
‫عند اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫أن القرآ َن الكرمي ح يق ِمن ِ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن َّ‬
‫َ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪ -‬بيا ُن َكْي ِد ال ُك افا ِر لِ ِ‬
‫إلسّلم واملسلم َ‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م ع ناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫النَّ ْجم الطاالِع لَْيّلً‪.‬‬ ‫الطاا ِرق‬
‫ّلم بِنُوِره‪.‬‬
‫ال ُمضيءُ الذي يَثْ ُقب الظَّ َ‬
‫ِ‬ ‫النَّ ْجم الثااقِب‬
‫َرقِيب ِمن املّلئِ َكة حي َفظ َ‬
‫أعمال العِباد‪.‬‬ ‫حافِظ‬
‫ظام الظَّ ْه ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ع ُ‬ ‫الص ْلب‬
‫ُّ‬
‫الص ْدر‪.‬‬
‫ظام َّ‬ ‫ِ‬ ‫الَّتائِب‬
‫ع ُ‬ ‫َّ‬
‫لحياةِ بعد َم ْوتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َر ْجعِه‬
‫عادتُه ل َ‬‫إ َ‬
‫وَتْتََب‪.‬‬
‫تُ ْكتَ َشف ُ‬ ‫تُْب لَى‬
‫‪60‬‬
‫ات واالعتِ ِ‬
‫قادات‪.‬‬ ‫مجع س ِريرة‪ ،‬وهي‪ :‬ما أُ ِسَّر يف القلوب ِمن النِّ ي ِ‬ ‫السرائِر‬
‫َّ‬
‫ا‬ ‫ََ‬
‫الر ْجع ذات املطَ ِر‪ ،‬وسِّي املطَر َر ْجعاً؛ ألنَّه ِجييءُ ويَتَ َكَّرر‪.‬‬ ‫السماء ذات َّ‬ ‫و َّ‬
‫الص ْدع األرض حي تَتَ َش َّقق بِالنَّ ِ‬
‫بات‪.‬‬ ‫واألرض ذات َّ‬
‫احلق و ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫فاص ٌل بي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫صل‬ ‫فَ ْ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫مي ُكرو َن وحيتالُون على النَّ ِّ‬ ‫يَ ِكيدون َكْيداً‬
‫استَ ْد ِر ُج ُهم ِمن حيث ال يعلَمون‪ ،‬وأُبْ ِطل َكْي َد ُهم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وأَكِ ُ‬
‫يد َكْيداً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهّل َك ُهم‪.‬‬ ‫ال تَ ْستَ ْعجل َعذاهبم َ‬ ‫فَ َم ِّهل الكاف ِر َ‬
‫ين‬
‫قَلِيّلً‪.‬‬ ‫ُرَويْداً‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫بالس ماء وم ا فيه ا ِم ن النُّج وم‪ ،‬وج واب ه ذا القس م‪:‬ﭐﱡﭐ ﱌ ﱍ ﱎ‬ ‫أقس م اهللُ س بحانَه َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫ﱏ ﱐ ﱑ ﭐﱠ ‪.‬‬
‫‪ -2‬هللِ أن يُ ْق ِس م ِب ا ش اء ِم ن خملوقاتِ ه‪ ،‬وال جي وز لِلبَ َش ِر أن يُ ْق ِس موا اإال ب اهلل تع اىل‪ ،‬ول ذا حي رم‬
‫الروح ال يت َخلَ َقه ا اهلل‪ ،‬أو احلي اةِ‪ ،‬أو بغ ِريه ا ِم ن‬ ‫يب ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم‪ ،‬أو ب ُّ‬ ‫ال َق َس ُم ب النِّ ِّ‬
‫املخلوقات‪.‬‬
‫وعظ ِام َّ‬ ‫ان ِم ن (م اء) متَ َدفِّ ٍق ِم ن ب ي ِس ْل ِس لَة الظَّه ِر ِ‬ ‫‪ -3‬أص ل خ ْل ِق اإلنس ِ‬
‫وم ن َخلَ ق‬ ‫الص ْد ِر‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫إعادتِ ه بع د َم ْوتِ ه وبَ ْعثِ ه َم َّرًة أخ رى ﭐﱡﭐﱣ ﱤ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنس ا َن عل ى ه ذه اهليئَ ة واخل ْل َق ة ق ادٌر عل ى َ‬
‫ﱥ ﱦ ﭐﱠ ‪.‬‬
‫يام ِة َش ِد ُ‬
‫ضمرتْه ِمن ِ‬
‫اإلميان أو ال ُك ْف ِر‪،‬‬ ‫كنونات ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد األهو ِال يَ ْك ِشف اهللُ فيه عن َم‬ ‫ِ‬
‫الصدور وما أَ ْ َ َ‬ ‫‪ -4‬يَ ْوُم الق َ‬
‫ص ُره‪ ،‬فَ ُق َّوتُه اإما ِمن نَ ْف ِسه وقد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يامة ليس لإلنسان ناصٌر يَْن ُ‬ ‫وما أَ ْخ َفْته من أعمال َسيِّئَة‪ ،‬ويف يوم الق َ‬
‫وإما ِمن غ ِريه‪ ،‬وقد نفاها اهلل بقوله‪:‬ﭐﱡ ﱰ ﱱﭐﱠ‪.‬‬ ‫نَفاها بقوله‪:‬ﭐﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ‪ ،‬ا‬
‫الباطل‪ ،‬وما هو‬ ‫احلق و ِ‬ ‫فاص ٌل بي ِّ‬ ‫الريب فيه‪ِ ،‬‬
‫ك و َّْ‬ ‫مال لِ َّ‬
‫لش ِّ‬ ‫صل الذي ال َ‬ ‫‪ -5‬ال ُقرآن هو ال َق ْو ُل ال َف ْ‬
‫اهيه‪ ،‬ويأَتروا بِأَ ْم ِره‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﱻ‬ ‫باللَّعِب وال بِاهلزِل‪ ،‬فعلى العِباد أن ي علَموا أحكامه‪ ،‬وي ْنتهوا بِنو ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱠ‪.‬‬
‫ص ِر اهللِ‪ ،‬وأن‬ ‫ِ‬
‫ي أن يَث ُقوا بِنَ ْ‬
‫ِِ‬
‫فإن على املؤمن َ‬ ‫صر األعداءُ وقَ ِويَت َش ْوَكتُ ُهم وظَ َهر َكْي ُد ُهم َّ‬ ‫‪ -6‬مهما انتَ َ‬
‫يدو َن وامل ْك ُر الذي مي ُكرو َن اإال‬ ‫يب‪ ،‬وما هذا ال َكْي ُد الذي يَكِ ُ‬ ‫صَر قَ ِر ٌ‬
‫ِ‬
‫اإلسّلم َّ‬
‫فإن النَّ ْ‬ ‫يَ ْع َملوا لَِرفْع رايَِة‬

‫‪61‬‬
‫اج هلم قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲃ ﲄ ﲅﲆ ﲇ ﲈﲉ ﲊﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫ِ‬
‫است ْدر ٌ‬
‫ْ‬
‫ﲎ ﱠ‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ات التاالِيَة‪:‬‬
‫ب أمام العِبار ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل‪ ،‬رتِّب هذه املر ِ‬
‫اح َل بَِو ْ‬
‫ضع َرقْ ٍم ُمناس ٍ َ‬ ‫َ‬
‫السّلم ِبر ِ‬
‫آدم (أب البَ َش ِر) عليه َّ‬
‫َمَّر َخ ْل ُق َ‬
‫اب‪ِ ) ( .‬من َمحأ مسنُ ٍ‬
‫ون‪.‬‬ ‫صال كال َف اخا ِر‪ِ ) ( .‬من تُر ٍ‬
‫ي‪ِ ) ( .‬من ص ْل ٍ‬ ‫( ) ِمن ِط ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ب املعاين لِل َكلِمات التاالِيَة‪:‬‬
‫أقر َ‬
‫س‪َ -1‬ح ِّدد َ‬
‫س‬ ‫ما تُو ْس ِو ِ‬
‫س به النَّ ْف ُ‬‫َ ُ‬ ‫ور‬ ‫ما تُ ِكنُّه ُّ‬
‫الص ُد ُ‬ ‫َس ِر َيرة‬
‫يال على النا ِ‬
‫اس‬ ‫االحتِ ُ‬
‫امل ْك ُر و ْ‬ ‫يمة بي النا ِ‬
‫اس‬ ‫ِ‬
‫النَّم َ‬ ‫ال َكْيد‬
‫ِ‬
‫عاجّلً‬ ‫قَلِيّلً‬ ‫َتهل‬‫َّ‬ ‫ُرَويْداً‬
‫َُتتَ ُهن‬ ‫َُتتَ َحن‬ ‫تُبلى‬
‫ناسبُها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬ ‫س‪ -2‬اخَّت لِل َكلِمات يف العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫( ) ِعظام َّ‬
‫الص ْدر‪.‬‬ ‫‪ -1‬الطاا ِرق‬
‫( ) النَّ ْجم الطاالِع ليّلً‪.‬‬ ‫‪ -2‬حافِظ‬
‫( ) َرقِيب ِمن املّلئِ َكة‪.‬‬ ‫الص ْلب‬
‫‪ُّ -3‬‬
‫( ) ِعظام الظَّ ْهر‪.‬‬ ‫الَّتائِب‬
‫‪َّ -4‬‬
‫تدل على معىن قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﭐﱠ فما هي ؟‬ ‫االنفطار آيَةٌ ُّ‬ ‫س‪ -3‬مَّر بك يف سورةِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫أي َش ْي ٍء تَ ْدعُوك هذه اآلَية‪:‬ﭐﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱠ ؟‬ ‫س‪ -4‬إىل ِّ‬

‫‪62‬‬
‫الدرس الثاني والعشرون‬
‫سورة األَعلى‬
‫تَ فسير َ‬
‫ِ‬ ‫وصفاتِه وأفعالِه‪ ،‬ولذلك َشر ِ ِ ِ‬
‫الكمال املطلَق يف أسائِه ِ‬ ‫إن اهللِ َّ‬
‫َّ‬
‫ع لعباده أن يُ َسبِّحوهُ بُ ْكَرًة وأَصيّلً‪َ ،‬‬
‫وسبَّح‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جل وعّل‬
‫الس َوِر‪ُ :‬س َورة األعلى‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬
‫ومن هذه ُّ‬ ‫نفسه يف م ْفتَتَ ِح ع َد ٍد ِمن سوِر ال ُق ِ‬
‫رآن‪ِ ،‬‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ‬
‫ﲫﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺ‬
‫ﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪ ﲬ‬
‫ﲻﲼﲽﲾ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒ‬
‫ﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣ ﱤﱥﱦ‬
‫ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠﭐ ﭐ[العلق‪.]19 -1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ -‬تَ ْن ِزيه اهللِ األعلى‪ ،‬وتَ ْك ِرمي اهللِ لَِرسولِِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫اس منها‪.‬‬‫ف النا ِ‬ ‫الذ ْكرى‪ ،‬وبيا ُن موقِ ِ‬ ‫‪ -‬األَ ْمر بِ ِّ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫الدنْيا على ِ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫ّلح والتَّ ِ‬
‫حذ ُير ِمن إيثا ِر ُّ‬ ‫ِ‬
‫أسباب ال َف ِ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫م ع ناه ا‬ ‫الكلمة‬
‫يق جبّللِه‪ ،‬ذاكِراً اسَه َ‬
‫حال تَ ْن ِزي ِه ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نَِّزه اهللَ عن ُك ِّل ما ال يَل ُ‬ ‫اسم َربِّك‬
‫َسبِّح َ‬
‫ناسباً لِما ُخلِ َق له‬
‫وق م ِ‬
‫ٍ‬
‫فس َّوى َخ ْل َقها أي‪َ :‬ج َع َل ُك َّل خملُ ُ‬
‫ِ‬
‫الذي َخلَ َق الكائنات مجيعاً‪َ ،‬‬ ‫الذي َخلَ َق فَ َس َّوى‬
‫ض ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنعام من النَّبات األَ ْخ َ‬
‫ُ‬ ‫ب وما تَ ْرعاهُ‬ ‫العُ ْش ُ‬ ‫ال َم ْر َعى‬
‫َه ِشيماً ُمتَ َك ِّسراً‪.‬‬ ‫غُثاءً‬
‫الع ْه ِد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْس َود قد يَبس من طُول َ‬ ‫أَ ْحوى‬
‫يع أحوالِه ُميَ َّسَرةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سحةٌ‪ ،‬ومج ُ‬ ‫الس ْهلَ ِة‪َ ،‬‬
‫فش ِر َيعتُه َ‬ ‫صلَ ِة َّ‬ ‫لخ ْ‬
‫ِ‬
‫نُ َوفِّ ُقك ل َ‬ ‫ونُيَ ِّس ُرك لِْليُ ْسرى‬
‫ِ‬
‫املوعظَة‪.‬‬ ‫الذ ْكرى‬ ‫ِّ‬
‫خياف اهللَ تعاىل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫خيشى‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫تَطَ َّهر ِمن ِّ ِ‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫الش ْرك واملعاصي‪ ،‬وحتلَّى بِ َ‬
‫الع َمل ا‬ ‫َ‬ ‫تَزَّكى‬
‫وفاز‪.‬‬
‫ظََفر َ‬ ‫أفْ لَ َح‬
‫‪63‬‬
‫ضلو َن‪.‬‬
‫تُ َف ِّ‬ ‫تُ ْؤثِرو َن‬
‫أَ ْد َوم‪.‬‬ ‫أَبْ َقى‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ص؛ ألنَّه‬ ‫كل نَ ْق ٍ‬‫وعّل عن ِّ‬ ‫أن يُ َسبِّ َحه ويُنَ ِّزَهه َج َّل َ‬ ‫حممداً صلَّى اهلل عليه وسلَّم َّ‬ ‫‪ -1‬أََمر اهللُ سبحانَه نَبِيَّه َّ‬
‫أح َس ِن َهْيئَ ٍة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وس َّوى ُك َّل خملُوق يف ْ‬
‫ِ‬
‫الذي َخلَ َق اخلّلئ َق َ‬
‫الع ِق َ‬
‫يدةَ‪.‬‬ ‫يد اإلميا َن‪ ،‬ويُ َق ِّوي َ‬ ‫‪ -2‬التَّ َف ُّك ُر يف َخ ْل ِق اهللِ تعاىل يَِز ُ‬
‫مجيلَةً مث تَ ْذبُل وتَْنتَ ِهي‪.‬‬ ‫بات تَب ُدو ز ِاهيةً َِ‬ ‫الدنْيا كالنَّ ِ‬
‫‪ -3‬احلياةُ ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صهُ اهللُ بقوله‪:‬ﭐﱡ ﭐ ﭐﲤ ﲥ ﲦﭐﱠ‪،‬‬ ‫أن َخ َّ‬ ‫وم ْع ِجَزةٌ خالِ َدةٌ َّ‬ ‫شارةٌ ل َّلرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ُ‬
‫‪ -4‬بِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫السّلم ويَعِيه يف قَ ْلبِه‪.‬‬ ‫حيث َسيُ َعلِّ ُمه َربُّه ِع ْلماً لن يَْنساه‪ ،‬وهو ال ُقرآن الكرمي‪ ،‬وحي َفظَهُ عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬
‫وخباصة يف‬
‫َّ‬ ‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم حيث يُيَ ِّسر اهللُ له ُك َّل َخ ٍْري يف مجي ِع أُموِرهِ‬ ‫‪ -5‬البِشارةُ الثاانِية لِ َّلر ِ‬
‫َ َ‬
‫الش ِر َيع ِة حيث َج َعلها اهللُ َس ْهلَةً ُميَ َّسَرًة‪.‬‬ ‫أُموِر َّ‬
‫وح َّجةٌ على‬ ‫حال؛ ألهنا تَ ْذكِرةٌ لِ ِ‬ ‫الذ ْكرى نافِعة بِ ُك ِّل ٍ‬ ‫‪َ -6‬أمر اهللُ تعاىل بالتَّذك ِري بِ َش ْرِع اهللِ وآياتِه‪ ،‬و ِّ‬
‫لم ْؤمن‪ُ ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫املقصود أو بَ ْعضه‪ ،‬ومىت كان التَّ ْذكِري يَِزيد يف اخلري ويُْن ِقص ِمن‬ ‫ِ‬ ‫الذ ْك ِر مجيع‬‫صل ِمن ِّ‬ ‫َغ ِريه‪ ،‬سواء َح َ‬
‫ِ‬
‫ور بِه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ‪.‬‬ ‫الشِّر َّ ِ‬
‫فإن املؤم َن َم ُأم ٌ‬ ‫َّ‬
‫الذ ْكرى إىل قِ ْس َم ْي‪:‬‬ ‫‪ -7‬ين َق ِسم النااس يف تَلَ ِّقي ِّ‬
‫ُ‬
‫الق ْسم األََّول‪ :‬املْنتَ ِفعون هبا‪ ،‬وهم َمن َخ َش َعت قلوهبم هللِ وخافُوا منه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ذاب األلِيم‪.‬‬ ‫الع ُ‬ ‫وح َّق علي ِهم َ‬ ‫الذكرى‪ ،‬وهم األ ْشقياء الذين َو َجبَت هلم النا ُار َ‬
‫ِ‬ ‫القسم الثااين‪ :‬غري املنتَ ِفعِي بِ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫حماضرةٍ أو بَرناماً نافِعاً‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لمسلم أن يُ ْقبِ َل على ما يَ ْس َمعُه من ذ ْك ٍر‪ ،‬سواء كان درساً يف َمسجد أو َ‬
‫ومن مثَّة ينبغِي لِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫الق ْسم الثااين‪.‬‬‫القسم األول‪ ،‬و اأال ي ع ِرض عنه فيكون ِمن ِ‬ ‫يف إذاع ٍة حىت يكون ِمن ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫الذنوب ونَ اقاها ِمن ِّ‬ ‫ّلح لِ َمن طَ َّهر نفسه ِمن ُّ‬
‫وداوَم على‬ ‫صف بذ ْك ِر اهلل تعاىل َ‬ ‫الشرك‪ ،‬واتَّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -8‬ال َف ْوُز وال َف ُ‬
‫الدين ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وميزان‬ ‫الصّل َة؛ ألهنا عمود ِّ‬ ‫ص َّ‬ ‫ضوان اهلل وامتثاالً ألَ ْم ِره‪َ ،‬‬
‫وخ َّ‬ ‫الصلوات املكتوبَة؛ ابتِغاء ِر ْ‬ ‫أداء َّ‬
‫اإلميان‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الزائِل املخلو َط بِال َك َد ِر على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس احلياةَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫يمها ا‬ ‫الدنيا الفانيَة على اآلخَرة الباقيَة‪ ،‬وخيتارون نَع َ‬ ‫‪ -9‬يُ ْؤثر النا ُ‬
‫خطَأ يف اإليثا ِر واالختِيار‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱚ ﱛ‬ ‫ص فيه وال َك َدر‪ ،‬وهذا َ‬
‫ِ‬
‫نَعي ِم اآلخَرةِ الذي ال نَ ْق َ‬
‫ِ‬
‫ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﭐ ﭐﱠ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الشرائِ ِع‬ ‫ِ‬ ‫مجيع الرساالت تأْمر بِعِبادةِ اهللِ وحده‪ ،‬ومكا ِرِ‬
‫مجيع َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫باإلسّلم‬ ‫اهلل‬
‫َ ُ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫نس‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫األخّلق‬ ‫م‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫‪ِّ ُ َِ -10‬‬
‫السابَِقة‪.‬‬
‫ا‬
‫وموسى‪ ،‬ماا يَ ُد ُّل على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ما سبق ذ ْكره يف اآليات م ْذ ُكور يف ُّ ِ‬
‫يم ُ‬‫ص ُحف إبراه َ‬ ‫الص ُحف األُوىل ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫‪ُ َ َ َّ -11‬‬
‫يمة‪.‬‬ ‫الشرائِ ِع يف هذه األمور ِ‬ ‫اتِّ ِ‬
‫العظ َ‬
‫َ‬ ‫فاق َّ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫بادةِ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ساح ِة‬ ‫ِ‬ ‫ﲴ ﱠ يف ِ ِ‬
‫اإلسّلم يف الع َ‬ ‫ص َوِر َ‬
‫ض ْوء اآلية ال َكرمية‪ ،‬اُذ ُكر مخساً من ُ‬
‫َ‬ ‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲳ‬ ‫قال‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫أمام َمعناها فيما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬اكتُب َرقْ َم ال َكل َمة َ‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫( ) يابِساً أسود‪.‬‬ ‫‪ -1‬غُثاء‬
‫( ) تَط َّهر ِمن ِّ‬
‫الشرك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تُ ْؤثِرون‬
‫( ) أَ ْد َوم‪.‬‬ ‫‪ِّ -3‬‬
‫الذكرى‬
‫( ) ِ‬
‫املوعظَة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تَِزَّكى‬
‫( ) جافاً َه ِشيماً‪.‬‬ ‫‪ -5‬خيشى‬
‫( ) خياف‪.‬‬ ‫‪ -6‬أبْ َقى‬
‫‪ -7‬أَ ْح َوى‬
‫نفس ِه ويَْنتَ ِفع هبا‪.‬‬
‫الدرس تَ ْشعر بأهنا ستُؤثِّر يف ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫اخَّت آيَةً ِمن هذا َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪َ -2‬زميلُك يتأثَّر بالقرآن وآياته‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫كل سؤ ٍال‪:‬‬
‫الدرس على ِّ‬ ‫تيب بِآيٍَة ِمن هذا َّ‬
‫مموعةً من األسئلة‪ ،‬وعليك أن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫مّلؤ َك عليك‬
‫س‪ -3‬طَر َح ُز ُ‬
‫اإلجابَة من اآليات‬ ‫األسئلة‬
‫هل يعلَم اهللُ ما أُفَ ِّكر فيه ؟‬
‫اخلطيب يف ِ‬
‫املسجد ؟‬ ‫ّلم ِ‬ ‫من الذي ينتَ ِفع ِمن كِ ِ‬
‫َ‬
‫احلق ؟‬
‫اض عن ِّ‬ ‫ما عاقِبَة اإلعر ِ‬
‫ما مثرة التَّوبَِة والتَّطَ ُّهر ِمن ُّ‬
‫الذ ِ‬
‫نوب ؟‬ ‫َ‬

‫‪65‬‬
‫رس الثَالث والعشرون‬
‫الد ُ‬
‫ورة الغاشيَة من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)16‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫أي ِمن‬ ‫ِ‬ ‫يق اخل ِري و َّ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا َّبي هلم عاقبَة اتِّباع ا‬ ‫الشِّر يف ُّ‬ ‫وعّل إىل َخ ْلقه‪ ،‬فبَعد أن بَ َّي هلم طَ ِر َ‬
‫جل َ‬‫لقد أع َذ َر اهللُ َّ‬
‫اآلخَرة‪ .‬وَكَّرر ذلك يف أكثَر ِمن َم ْو ِض ٍع يف القرآن الكرمي‪ ،‬ويف اآليات التاالية بَيا ُن َش ْي ٍء ما ِجي ُده أهل‬
‫الطَّري َقي يف ِ‬
‫ْ‬
‫أهل اجلنَّة يف اجلنَّة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الناار يف الناار‪ ،‬وما يَْن َعم به ُ‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ‬
‫ﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘ‬
‫ﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭ‬
‫ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ ﭐ ﭐ[الغاشية‪.]16 - 1:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫أهل الناا ِر‪ ،‬ونَعِي ِم ِ‬
‫أهل اجلنَّة‪.‬‬ ‫‪ -‬بيا ُن َشي ٍء ِمن َع ِ‬
‫ذاب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫فهام ِبعىن‪ :‬قَ ْد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫است ٌ‬ ‫ْ‬ ‫هل أتاك‬
‫اس وتَعُ ُّمهم بِ َشدائِ ِدها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غشى النا َ‬‫يامة اليت تَ َ‬ ‫اسم من أساء يوم الق َ‬ ‫الغاشية‪ٌ :‬‬ ‫الغاشيَة‬
‫ي واهلوا ُن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َذليلَة يَظْ َهر َعليها اخل ْز ُ‬ ‫خاش َعة‬
‫ِ‬
‫وم َش َّقةٌ‪.‬‬
‫ذاب َ‬ ‫أي‪ :‬تَ ْع َمل يف الناا ِر أعماالً هبا َع ٌ‬ ‫عاملَة‬
‫أي‪ :‬مْت عبةٌ مْن ه َكةٌ ِمن ِش َّدةِ الع ِ‬
‫ذاب َوَكثْ َرتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ناصبَة‬
‫َ‬ ‫ُ ََ ُ َ‬
‫َش ِد َ‬
‫يدةُ احلر َارةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حاميَة‬
‫ناهيَة يف احلر َارةِ‪.‬‬ ‫مت ِ‬ ‫ءانِيَة‬
‫َُ‬
‫اب لِ ُخْبثِ ِه َك َّ‬
‫الش ْو ِك‪.‬‬ ‫النَّبات الذي ال تَ ْرعاه َّ‬
‫الدو ُ‬ ‫ض ِريع‬ ‫َ‬
‫ضَرة‪.‬‬ ‫حسنَة نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ناع َمة‬
‫ََ‬
‫لَ ْغو ِ‬
‫باطل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الغيَة‬
‫َوسائِد‪.‬‬ ‫منا ِرق‬

‫‪66‬‬
‫رصوصة ُمرتَّبَة‪ ،‬بعضها إىل َجْن ِ‬
‫ب بَ ْعض‪.‬‬ ‫َم َ َ‬ ‫َمصفوفَة‬
‫بسط ِعراض ِ‬
‫فاخَرة‪.‬‬ ‫اب‬
‫ُُ‬ ‫َوزر ا‬
‫س‪.‬‬‫ُم َفَّرقَة يف املالِ ِ‬ ‫َمْبثُوثَة‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اس بأعماهلم ويتَ َميَّزون إىل‬ ‫الن‬
‫ا‬ ‫ى‬ ‫از‬ ‫وجي‬
‫ُ‬ ‫اهلا‪،‬‬‫و‬ ‫أه‬
‫و‬ ‫ها‬‫د‬‫القيامة أهنا تغشى اخلّلئِق بِشدائِ ِ‬ ‫‪ِ -1‬من أحو ِال يوم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السعِ ِري‪.‬‬
‫يق يف َّ‬ ‫ِ‬
‫يق يف اجلنَّة‪ ،‬وفَ ِر ٌ‬ ‫فَ ِري َق ْي‪ :‬فَر ٌ‬
‫أهل الناار‪:‬‬ ‫ذاب ِ‬ ‫‪ِ -2‬من ألو ِان َع ِ‬
‫الشعور بِاخلزي والعا ِر‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱲ ﱳ ﱴﭐﱠ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سار و ُّ‬ ‫الذلَّةُ واالنك ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫اصلِ ِه‪ .‬قال‬ ‫ِ‬
‫العذاب وتَو ُ‬
‫األغّلل وغ ِريها‪ ،‬والتَّعب و ُ ِ ِ ِ‬
‫اإلرهاق من ش َّدة َ‬ ‫َُ‬
‫ّلس ِل و ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫اق جبَِّر َّ‬ ‫الش ا‬
‫الع َم ُل ا‬
‫ب‪َ -‬‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱶ ﱷ ﱸ ﭐﱹ ﱺ ﱻ ﱼﭐﱠ‪.‬‬
‫ناهي يف َحر َارتِه‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﭐ ﭐ ﭐﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﭐﱠ‪.‬‬ ‫الشرب ِمن ِ‬
‫املاء املت ِ‬
‫َ‬ ‫ت‪ُ ْ ُّ -‬‬
‫ث أنو ِاع الطَّ ِ‬ ‫الشو ِك وأخب ِ‬
‫عام‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﭐﱠ‪.‬‬ ‫ث‪ -‬أَ ْك ُل َّ ْ َ َ‬
‫وع ٍة عالِيَة ال َق ْد ِر ال‬ ‫ٍ‬
‫أن هلم َجناات َمرفُ َ‬ ‫يم ِهم الذي هم فيه‪َّ :‬‬ ‫ومن أنواع نَعِ ِ‬ ‫‪ -3‬أَهل اجلنَّ ِة يف النَّعِي ِم ال ادائِم‪ِ ،‬‬
‫ُْ‬
‫السرر العالِية النا ِ‬
‫اع َمة‪َ ،‬كثِ َرية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسمعون فيها َكل َمة لَ ْغ ٍو وال باط ٍل؛ بل فيها العُيو ُن اجلا ِريَة‪ ،‬وفيها ُّ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫بعضها إىل‬ ‫الوسائ ُد املصفوفَةُ ُ‬
‫ِ‬ ‫الش ْر ِب ُم َع َّدة لِمن أر َادها ِمن ا ِِ‬ ‫ال ُف ُر ِش‪ ،‬وفيها أواين ُّ‬
‫الشاربي‪ ،‬وفيها َ‬ ‫َ‬
‫ووفْ َرهتا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جانِب ٍ‬
‫املفرقَة يف املالس ل َكثْرهتا َ‬‫اض َّ‬ ‫بعض‪ ،‬وفيها البُ ُسط العر ُ‬
‫يامة إن خرياً‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫ِ‬
‫اس َسيَ ْل َقون ما َعملوه َ‬ ‫أن النا َ‬
‫ِ‬
‫احلساب‪ ،‬و َّ‬ ‫ث واجلز ِاء و‬ ‫يدةِ الب ع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬يف اآليات تَ ْق ِر ٌير ل َعق َ َ ْ‬
‫فخْي ٌر‪ ،‬وإن َشاراً فَ َشير‪.‬‬ ‫َ‬
‫وء وال َك ِ‬
‫ّلم‬ ‫الس ِ‬ ‫اإلنسان أن حي َذر ِمن ِ‬
‫ألفاظ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وباطلِه‪ ،‬فعلى‬ ‫ّلم ِ‬ ‫املؤمني الب ْع ُد عن لَ ْغ ِو ال َك ِ‬ ‫‪ِ -5‬من ِصفات‬
‫َ ُ‬
‫ال َقبِ ِ‬
‫يح‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الس َورةِ‪،‬‬
‫املذكورَة يف هذه ُّ‬ ‫ي‪ِّ ،‬بي هذه األنواع‬ ‫السورةِ أنواعاً ِمن النَّعِي ِم َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫أعده لعباده املؤمن َ‬ ‫ذَ َكر اهللُ تعاىل يف هذه ُّ َ‬
‫وسورة النَّبأ‪ ،‬وسورة ِّ‬
‫املطففي‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ب الذي‬ ‫ألهل الناار‪ ،‬مث اكتُب ِ‬ ‫أعدها اهللُ ِ‬ ‫س‪ -1‬اقرأ بتَم ُّع ٍن ألوا َن الع ِ‬
‫ذاب اليت َّ‬
‫السبَ َ‬
‫ألخيك َسطْراً تُبَ ِّي فيه َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذاب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األصناف ِمن الع ِ‬ ‫أوص َل أهل الناا ِر هلذه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذاب ؟‪ ،‬أم ألوان النَّعِيم ؟‬ ‫س‪ -2‬أيُّهما أكثَر يف اآليات‪ ،‬ألوان الع ِ‬
‫َ‬
‫ناسبُها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬ ‫س‪ -3‬اخَّت لِل َكلِمات ِمن العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫) مت ِ‬
‫ناهيَة احلر َارةِ‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫الغاشيَة‬
‫َُ‬
‫الدواب خلبثِ ِه َّ‬
‫كالش ْوك‪.‬‬ ‫) النَّبات الذي ال تَ ْرعاه َّ‬ ‫(‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫خاش َعة‬
‫بعضها لِّلستِناد عليها‪.‬‬
‫) وسائِد مرصوصة جبانِب ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫(‬ ‫عاملَة ِ‬
‫ناصبَة‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫) بسط ِعراض ِ‬
‫فاخَرة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ِ -4‬‬
‫حاميَة‬
‫ُ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -5‬ءانِيَة‬
‫اسم من أساء يوم الق َ‬ ‫) ٌ‬ ‫(‬
‫) َش ِد َ‬
‫يدة احلر َارةِ‪.‬‬ ‫(‬ ‫ض ِريع‬‫‪َ -6‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي واهلوان‪.‬‬‫) َذليلَة يَظْ َهر عليها ال خ ْز ُ‬ ‫(‬ ‫صفوفَة‬ ‫‪ -7‬منا ِرق َم ْ‬
‫املعاصي‪ ،‬مْت عبة ِمن الع ِ‬
‫ذاب واهلوان يف الناا ِر‪.‬‬ ‫الدنيا بِال ُك ْف ِر و ِ‬‫عاملَة يف ُّ‬ ‫) ِ‬ ‫(‬ ‫‪َ -8‬زرابِ اي‬
‫َ‬ ‫ُ ََ‬

‫‪68‬‬
‫س الرابع والعشرون‬
‫الدر ُ‬
‫ورة‬
‫ورة الغاشيَة من اآلية رقم (‪ )17‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ظ بِ ِ‬
‫آيات اهللِ‬ ‫لكي نَزداد إمياناً ومع ِرفَةً بِربِّنا الع ِظيم‪ِ ،‬جيب علينا التَّ َف ُّكر يف ِ‬
‫آيات اهللِ ال َك ْونِيَّة‪ ،‬والتَّ َذ ُّكر واالتِّعا ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫آيات اهللِ يف بعض خملوقاتِه‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫الشر ِعيَّة‪ .‬ويف اآليات التاالِية احلض على التَّ َف ُّكر يف ِ‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬
‫ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ ﳎﳏﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ‬

‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ ﭐ [الغاشية‪.]26 - 17:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬
‫خملوقات اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫الد ْع َوةُ إىل التَّ َف ُّك ِر يف‬
‫‪َّ -‬‬
‫ض عن ِّ‬
‫الذ ْكر‪.‬‬ ‫‪ -‬األَمر بالتَّ ْذكِ ِري باهللِ والي وِم ِ‬
‫اآلخر‪ ،‬وبَيا ُن َجز ِاء ال ُم ْع ِر ِ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أُقِيمت على األَر ِ ِ‬
‫ضطَ ِرب‪.‬‬‫ض شاخمَةً عالِيَةً حبيث ال تَتَ َحَّرك أو تَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫صبَت‬ ‫نُ ِ‬
‫ضيه مصلَحةُ العِ ِ‬
‫باد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُس ِط َحت‬
‫وم ِّه َدت على ما تَ ْقتَ َ ْ َ‬‫بُسطَت ُ‬
‫لَ ْست ُم َسلَّطاً علي ِهم ُتِبُُهم على ما تُِريد‪ ،‬وتُ ْك ِرُههم على اإلميان‪.‬‬ ‫ِبسْي ِطر‬ ‫لس ْ ِ‬
‫ت َعلَْيهم َ‬ ‫َ‬
‫رجوعهم بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫إياهبم‬
‫ُُ ُ‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫أفّل ي ْنظُر ال ُك افار إىل اإلبِ ِل كيف خلِ َقت‪ ،‬وهي أمام أَ ْعينِهم خملوقات ع ِجيبةٌ يف تَركِيبِها ِ‬
‫وش َّدةِ‬ ‫‪-1‬‬
‫ٌ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫االستِفهام إنكاراً َعلَْي ِهم وتَ ْوبِيخاً هلم‬ ‫ِ‬
‫درهتا على محل األثقال‪ .‬وجاءَ الكّلم على َسبِ ِيل ْ‬ ‫قُ َّوهتا‪ ،‬وقُ َ‬
‫ث‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫على جح ِد أَم ِر الب ع ِ‬
‫َ ْ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أال ينظُر ِ‬
‫َتيل‬
‫صوبَةً لئَ اّل َ‬ ‫السماء كيف َرفَ َعها اهللُ بِغَ ِْري َع َمد‪ ،‬وإىل اجلبال كيف َج َعلها َمْن ُ‬
‫هؤالء إىل َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫األرض كيف ُم ِّه َدت حىت تَ ْستَ ِقَّر عليها األشياء‪.‬‬‫ِ‬ ‫ضطَ ِرب‪ ،‬وإىل‬ ‫األرض وتَ ْ‬
‫ُ‬
‫وحده دون ِسواه‪ ،‬وهو ِ‬
‫القاد ُر‬ ‫بادةَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بأن َمن َخلَ َق تلك املخلوقات هو الذي يَ ْستَح ُّق الع َ‬ ‫تَ ْنبِيهٌ لِل ُكفار َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫على بَ ْعثِهم بعد َم ْوهتم‪.‬‬
‫السماء و ِ‬
‫اجلبال‬ ‫يادة اإلميان واليَ ِقي‪ ،‬ويف النَّظَر إىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫النَّظَر يف َملَ ُكوت اهلل تعاىل يَص ُل بِاملؤمن إىل ِز َ‬ ‫‪-4‬‬
‫يم لِلخالِ ِق سبحانَه وتعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واملخلوقات تَ ْعظ ٌ‬
‫‪69‬‬
‫اس ويَعِظُ ُهم‪ ،‬وليس َعلَْي ِهم ُم َسلَّطاً‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْوجيه اخلطاب ل َّلرسول صلى اهلل عليه وسلم بأن يُ َذ ِّكَر النا َ‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلميان‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡ ﳇ‬ ‫ِ‬ ‫السّلم إكر َاه ُهم على‬ ‫يُ ْجِبُهم على ما يُريِد‪ ،‬وليس بِيَ ِدهِ عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬
‫ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ديد لِ َمن َّ‬
‫يامة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ‬ ‫يوم الق َ‬ ‫ذاب َِ‬
‫األكب َ‬
‫احلق بِالع ِ‬
‫باع ِّ َ‬‫ض عن اتِّ ِ‬ ‫أعر َ‬
‫تب و َ‬ ‫الش ُ‬ ‫الو ِع ُ‬
‫يد َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉﭐﱠ‪.‬‬
‫وجل‪ ،‬الذي سي ِ‬
‫حاسبُ ُهم على أعماهلم وجيا ِزيهم عليها؛ إن خرياً‬‫َُ‬ ‫عز َّ‬ ‫وم ْرِجعُهم إىل اهللِ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َمصري العباد َ‬ ‫‪-7‬‬
‫فَ َخ ْري‪ ،‬وإن َشاراً فَ َشير‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الس ِ‬
‫صْنعِه يف اإلبِ ِل‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بعض ما ترى ِمن َع ِج ِ‬
‫مموعتِك بِ ِذ ْكر ِ‬
‫ماء‪ ،‬واجلبال‪ ،‬و ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫يب َخ ْل ِق اهلل‪ ،‬وبَدي ِع ُ‬ ‫قُم مع َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اح َدةً تُبَ ِّي فيها املعىن بِ ُك ِّل َكلِ َم ٍة‪:‬‬
‫الدرس َكلِمةً و ِ‬
‫َ‬ ‫املدونَة يف َّ‬ ‫اخَّت لِل َكلِمات التاالية ِمن َمعانِيها َّ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫المعنى ((كلمة واحدة))‬ ‫الكلمة‬
‫صبَت‬ ‫نُ ِ‬
‫ُس ِط َحت‬
‫ِبصْي ِطر‬
‫َ‬
‫إياهبم‬
‫يحة لِل َفقرات التاالية‪:‬‬ ‫س‪ -2‬اخَّت اإلجابة َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ّلم على َسبِيل االستِفهام ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ وهذا‪:‬‬ ‫‪ -‬جاء ال َك ُ‬
‫ب َع َدِم نَظَ ِرِهم لِإلبِ ِل‪.‬‬ ‫فهام يي لِمع ِرفَة َسبَ ِ‬
‫َ‬
‫‪ -1‬سؤ ٌال استِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬تَ ْق ِرير لِ َكرام ِة اإلبِ ِل عند العر ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ٌ َ‬
‫ِ‬
‫يخ هلم على جحد الب ع ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ي على ال ُك افا ِر وتَ ْوبِ ٌ‬‫فهام إنكا ِر ي‬
‫‪ -3‬اسْت ٌ‬
‫املزر َع ِة غري ُمسلِ ٍم‪ ،‬فهل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫س‪ -3‬لدى َزيْ ٌد عام ٌل يف َ‬
‫‪ -‬يُْن ِهي َع ْق َدهُ ويَ ْستَ ْغ ِن عنه‪.‬‬
‫‪ -‬يَدعُوه‪ ،‬فإن مل يُ ْسلِم حي ِرْمه ِمن راتِبِه حىت يَ ْقتَنِع‪.‬‬
‫املعاملَ ِة‪.‬‬
‫وح ْس ِن َ‬ ‫قاش ُ‬ ‫ّلل النِّ ِ‬‫اإلسّلم ِمن ِخ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬يَُر ِّغبُه يف‬
‫رس‪.‬‬‫الد ِ‬‫آيات كرمية ِمن َّ‬ ‫ناقِش هذه احللول‪ ،‬مستَ ِداالً بِ ٍ‬
‫ُْ‬
‫‪70‬‬
71
‫الدرس الخامس والعشرون‬
‫ورة ال َفجر من اآلية رقم (‪ )1‬من اآلية رقم (‪)14‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫وعّل‬ ‫نذرين‪ِ ،‬‬ ‫الرسل إىل أقو ِام ِهم مب ِّشرين وم ِ‬
‫جل َ‬ ‫فأنزل اهللُ َّ‬
‫فمنهم َمن َآمن‪ ،‬ومنهم َمن َك َفر‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫بعث اهللُ تعاىل ُّ ُ َ‬
‫َ‬
‫قاب اهللِ تعاىل هلا لِلعِظَِة‬
‫وع ِ‬ ‫ِعقابَه بِاألَُم ِم اليت َك َّذبَت ُر ُسلَها‪ ،‬ويف اآليات التاالية ِذ ْك ُر بَ ْع ِ‬
‫ض تلك األُم ِم ِ‬
‫َ‬
‫واالعتِبار‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ‬

‫ﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ‬

‫ﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔ‬

‫ﲕ ﱠ ﭐ [الفجر‪.]14 - 1:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ذاب اهللِ تعاىل؛ لِتَ ْك ِذيبِها وطُغياهنا‪.‬‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر بَ ْع ِ‬
‫ض األَُمم اليت َح َّل هبا َع ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الصْب ُح‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ال َف ْج ُر‬
‫َع ْشر ِذي احلِ َّج ِة‪.‬‬ ‫يال َع ْش ٍر‬ ‫لَ ٍ‬
‫الزوج‪ ،‬وهو قَسم بِ ُك ِّل ما هو زوِجي الع َد ِد‪َ ،‬كي وِم النَّح ِر الذي هو الي وم ِ‬
‫العاشر‪.‬‬ ‫الش ْفع‬‫و َّ‬
‫َُْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ ْ ُّ َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫ي العد ِد‪ِ ،‬‬
‫كيوم عرفَة‪ ،‬الذي هو اليوم التا ِ‬
‫اسع‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ال َف ْرد‪ ،‬وهو قَ َس ٌم بِ ُك ِّل ما هو فَ ْرِد ُّ َ َ‬ ‫الوتْر‬
‫وَ‬
‫ميضي ويَ ْذ َهب‪.‬‬ ‫واللَّيل إذا ِ‬ ‫واللَّيل إذا يَ ْسر‬
‫لِ ِذي َع ْقل‪.‬‬ ‫لِ ِذي ْح ِجر‬
‫نيب اهللِ ُهود عليه َّ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫قَ ْوُم ِّ‬ ‫عاد‬
‫اسم لَِقبِيلَ ٍة ِمن عاد‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫إَِرم‬
‫األع ِم َدةِ‪.‬‬
‫يوت اليت كانت تُ ْرفَع بِ ْ‬ ‫صاحبة الب ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ذات العِماد‬
‫قَطَعُوا‪.‬‬ ‫جابُوا‬
‫هو وادي ال ُقرى الذي كانَت تَ ْس ُكنُه مثود‪.‬‬ ‫بِالواد‬

‫‪72‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس هبا ويَ ُش ُّد ُهم إليها‪.‬‬
‫ب النا َ‬‫وف ْر َعون ذي األوتاد صاحب األَْوتاد اليت يُ َع ِّذ ُ‬
‫الش َّدةِ‪.‬‬
‫ذاب و ِّ‬‫غايةً يف الع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َط َع ٍ‬
‫ذاب‬ ‫َْ‬
‫حيصيها َعلَْي ِهم‪.‬‬ ‫بادهِ‪ ،‬ال تَ ُفوتُه سبحانَه ِمن ُشؤوهنم َشيء؛ بل ِ‬ ‫اص ٌد ومراقِب لِعِ ِ‬‫رِ‬ ‫إن ربَّك لَبِال ِمر ِ‬
‫ٌْ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫صاد‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اسع ِمن ذي‬ ‫احلجة (النَّحر)‪ ،‬والوتْر َكي وِم التا ِ‬ ‫العاشر ِمن ذي َّ‬ ‫الش ْفع كي ِوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫‪ -1‬يُ ْقسم اهللُ تعاىل بال َف ْجر‪ ،‬وبِ َّ َ‬
‫وجواب ال َق َسم‪:‬ﭐﱡ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ‪.‬‬ ‫وسار‪َ .‬‬ ‫(عَرفَة)‪ ،‬وبِاللَّيل إذا َذ َهب َ‬ ‫احلجة َ‬ ‫َّ‬
‫يعة قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ‬ ‫الش ِر َ‬ ‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ِمن ِّ‬
‫الدي ِن و َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫أصحاب العُقول يَ ْقتَنِعون ِبا جاء بِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ‪.‬‬
‫ثّلث أَُم ٍم َك َّذبَت وطَغَت وأ ْكثَ َرت يف‬‫أهل م َّك َة بِ ِذ ْكر ِ‬ ‫ِ‬
‫فأهلَ َك ُهم‬
‫ساد‪َ ،‬‬ ‫األرض ال َف َ‬‫ِ‬ ‫ف اهللُ ُم ْش ِركي ِ َ‬ ‫خيو ُ‬‫ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫أش َّد قُ َّوة ِمن ُك افا ِر َم َّكةَ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رعون وقَومه‪ ،‬وقد كانوا َ‬ ‫وجل‪ ،‬وهم‪ :‬عاد‪ ،‬ومثود‪ ،‬وف َ‬ ‫عز َّ‬ ‫اهللُ َّ‬
‫الع ْوَدةِ إىل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص األُم ِم السابَِق ِة َت ِو ِ‬ ‫ِ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫يف لل ُك افا ِر من َعذاب اهلل‪ ،‬وتَ ْذكريٌ هلم بِ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ص ِ َ ا‬ ‫‪ -4‬يف ذ ْك ِر قَ َ‬
‫ذاب اهللِ تعاىل‪.‬‬ ‫املخلوق ِمن قُ َّوةٍ ومنَ ع ٍة فإنَّه ال ميتَنِع ِمن َع ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -5‬مهما أُوت‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ ،‬واهلل له‬ ‫يوم الق َ‬ ‫‪ -6‬تَ َوعَّ َد اهللُ َمن خيالف أَْمَره‪ ،‬ويَرتَكب ما هنى عنه بأن جيا ِزيه اجلزاءَ األَْوىف َ‬
‫املرصاد‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﲒ ﲓ ﲔﱠ‪.‬‬ ‫بِ ِ‬
‫الذ ِميم ِة كالطُّ ِ‬ ‫اإلنسان أن يأْخ َذ العِب رةَ والعِظَةَ ِمن هذه اآليات‪ ،‬وي بتَعِد عن ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -7‬جيب على‬
‫غيان‬ ‫الصفات َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫هبؤالء ال َقوِم ِ‬
‫الفاس ِقي‪.‬‬ ‫يب حىت ال حيل بِه ما حل ِ‬
‫َ َّ‬ ‫كذ ِ‬ ‫ساد والتَّ ِ‬
‫وال َف ِ‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫حل هبم ِمن العقوبة‪ُ .‬مستَعِيناً بِأََّوِل ُس َورةِ احلاقَّة‪.‬‬ ‫وضح ما َّ‬ ‫عاد‪ِّ ،‬‬ ‫ذَ َكر اهلل تعاىل يف هذه اآليات ما فَعل بِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الس َورةِ ؟‬
‫أقسم اهللُ هبا يف هذه ُّ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬ما األزمنَة اليت َ‬
‫الوتْ ِر ؟‬
‫بالش ْف ِع و َ‬
‫س‪ -2‬ما املراد َّ‬
‫السابَِقة ؟‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫س‪ -3‬ما الغَ ِ ِ‬
‫ص األَُمم ا‬ ‫رض من ذ ْك ِر قَ َ‬ ‫ُ‬
‫الدرس)‪:‬‬ ‫(من َّ‬ ‫ناسب ِ‬
‫س‪ -4‬امأل اجلدول التاايل ِبا ي ِ‬
‫ُ‬
‫عاقِبَة أَْم ِرِهم (آية ِمن َّ‬
‫الدرس)‬ ‫أوصافُ ُهم‬ ‫َر ُسوهلم‬ ‫الرقم األقوام الذين َوَرَد ِذ ْك ُرهم‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪73‬‬
3

74
‫الدرس السادس والعشرون‬
‫ورة ال َفجر من اآلية رقم (‪ )15‬إلى اآلية رقم (‪)20‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ألح ٍد‬
‫الرْز َق َ‬
‫باده‪ ،‬وي َقلِّله على من يشاء‪ ،‬ولَما كان بس ُ ِ‬
‫ط اهلل ا‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫زق لِمن يشاء ِمن ِع ِ‬
‫الر َ َ‬
‫يبسط ِّ‬ ‫اهللُ سبحانَه ُ‬
‫بادهِ ليس َدلِيّلً على إكرِام اهللِ له‪ ،‬وتَ ْقلِيلُه عن أَ َح ٍد ليس َدلِيّلً على إهانَِة اهللِ له‪َ ،‬رَّد اهللُ سبحانَه يف‬
‫ِمن ِع ِ‬
‫ك افار الذين يعتَ ِقدون ذلك‪ .‬فقال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬ ‫اآليات التاالية على ال ُ‬
‫ﲭﲯﲰﲱ‬
‫ﲮ‬ ‫ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ‬

‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃ‬
‫ﱠﭐ ﭐ[الفجر‪.]20 - 15:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫املشينة والتَّ ِ‬
‫حذ ُير ِمنها‪.‬‬ ‫‪ِ -‬ذ ْك ُر ِ‬
‫اخلاطئَة وأفعاهلم ِ َ‬
‫بعض اعتِقادات ال ُك افار ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اختَبَ َرهُ و ْامتَ َحنَه‪.‬‬ ‫ابْتَّله‬
‫الص َّح ِة‪ ،‬واجلاهِ‪.‬‬
‫باملال‪ ،‬و ِّ‬‫ِ‬ ‫فَأَ ْكَرَمه‬
‫َمتَّ َعهُ بِالنِّ َع ِم اليت ال َ‬
‫حتصى‪.‬‬ ‫نَ َّع َمهُ‬
‫ضيَّ َق عليه ِرْزقَه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ف َق َد َر عليه ِرْزقَه‬
‫إطعام ِ‬
‫املسك ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫بعض ُكم ب ْعضاً على ِ‬ ‫عام ِ‬
‫املسك ِ‬ ‫اضو َن على طَ ِ‬
‫حيث ُ َ‬ ‫ال ُّ‬ ‫ي‬ ‫وال َحت ُّ‬
‫ال ِمرياث‪.‬‬ ‫الَّتاث‬
‫ُّ‬
‫الصغِ ِري واملرأَةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َشديداً بِنَ َه ٍم وطَ َم ٍع‪ ،‬حيث كانوا يَأ ُكلُون ِمري َ‬
‫اث َّ‬ ‫أَ ْكّلً لَ اماً‬
‫وشَرهٍ‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫َكثِرياً مع ِح ْر ٍ‬ ‫ُحبااً َمجااً‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫ض ِل اهللِ عليه ال ِ‬
‫جباه ِه‬ ‫أن ذلك ِمن فَ ْ‬ ‫العْب ِد أن يَ ْش ُكَر اهللَ تعاىل على نِ َع ِمه‪ُ ،‬م ْع ََِّتفاً َّ‬ ‫ِ‬
‫ب على َ‬ ‫الواج ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وح َسبِه‪.‬‬‫َ‬
‫أن َمن‬‫ط له يف اجلسم‪ ،‬فإنَّه َداللَة على ِرضا اهللِ عنه‪ ،‬و َّ‬ ‫الرْزِق‪ ،‬وبُ ِس َ‬ ‫يعتَ ِقد ال ُك اف ُار َّ‬
‫أن َمن ُو ِّس َع له يف ا‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪.‬‬
‫يل على إهانَة اهلل له‪ ،‬وهذا َخطأ َعظ ٌ‬ ‫الرزق‪ ،‬فإنَّه َدل ٌ‬‫ضيِّ َق عليه يف ا‬ ‫ُ‬
‫أن ذلك إهانَةً له‪.‬‬ ‫الرْزِق‪ ،‬وال يَظُ ان َّ‬ ‫حان اهللِ له بِال َف ْق ِر و ِّ ِ‬
‫يصب على امتِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الضيق يف ا‬ ‫على العبد أن َ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪75‬‬
‫املال أو قِلَّته؛ بل املقياس هو التَّفاوت يف طاع ِة اهللِ‬ ‫الش ِ‬
‫قاء َكثْ رة ِ‬ ‫عاد ِة أو َّ‬ ‫ليس ِمن ع ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬
‫ّلمات َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫تعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﭐﱠﭐ ﭐ[احلجرات‪.]13 :‬‬
‫ﲭﲯﲰﲱ‬ ‫ﲮ‬ ‫ح َّق ُهم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ‬
‫ص َ‬‫ي أو انتَ َق َ‬
‫ِ‬
‫األيتام واملساك َ‬
‫َ‬ ‫ظ على َمن أها َن‬ ‫التَّغلِي ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﭐﱠ‪.‬‬
‫يق كان‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﲺ‬ ‫املال ومجَْعِه ِمن ِّ‬
‫أي طَ ِر ٍ‬ ‫ب ِ‬ ‫يد على َمن أَ ْسَرف يف ُح ِّ‬‫الش ِد ُ‬
‫اإلنكار َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﱠ ‪ .‬ﭐ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أحبِّها إىل اهللِ تعاىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض َمن حيتاجون إىل‬ ‫الس ْعي على احملتاجي‪ ،‬وتَ ْف ِريج ُكَرهبِم‪ ،‬اُذ ُكر َ‬ ‫إ َّن من أعظَ ِم الطااعات و َ‬
‫ساع َدتِنا‪:‬‬
‫ُم َ‬
‫‪..................... -1‬‬
‫‪.................... -2‬‬
‫‪.................... -3‬‬
‫‪..................... -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪َ -1‬دلِّل ِمن اآليات على ما يلي‪:‬‬
‫الشِّر لإلنسان ْامتِحا ٌن ِمن اهلل ))‪.‬‬ ‫صول اخل ِري أو َّ‬ ‫إن ُح َ‬ ‫(( َّ‬
‫السابقة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫س‪ -2‬اُذكر اللفظ املرادف للكلمات التاالية من اآليات ا‬
‫ضيِّ َق عليه ‪َ -‬كثِرياً )‪.‬‬ ‫( املرياث ‪ُ -‬‬
‫احداً ما يلي‪ ،‬واكتُب له ِرسالَةً تُ ِ‬
‫ناص ُحه فيها‪:‬‬ ‫الرجوع إىل معلِّ ِمك وم ِ‬
‫صادر التَّعلُّ ِم يف مدرستِك‪ :‬اخَّت و ِ‬ ‫س‪ -3‬بِ ُّ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫‪ِ -1‬خبيل‪.‬‬
‫‪ -2‬غن َرَزقَه اهللُ ماالً كثِرياً‪.‬‬
‫ي يَتِيماً‪.‬‬‫عاص يُِه ُ‬
‫ٍ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪76‬‬
‫الدرس السابع والعشرون‬
‫ورة‬
‫سورة ال َفجر من اآلية رقم (‪ )21‬إلى آخر الس َ‬
‫تَ فسير َ‬
‫يوم القيامة هو يوم احلصاد الذي تظهر فيه مثرة األعمال‪ ،‬صاحلة أو فاسدة‪ ،‬وحينها يتذكر اإلنسان املفرد‬
‫ويتمىن‪ ،‬ولكن يف وقت ال ينفعه ذلك‪ ،‬حيث جيازى على عمله كما جياز احملسن على إحسانه‪ ،‬ويف هذا املعىن‬
‫ﱄ‬ ‫ﱃ‬ ‫يقول سبحانه وتعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﳅ‬
‫ﳄﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﱁﱂ‬
‫ﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ‬
‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬

‫ﱠ [الفجر‪.]30 - 21:‬‬ ‫ﱩﱪﱫﱬ‬


‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫حال أَه ِل َّ ِ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫الشقاء وأَ ْه ِل َّ َ‬
‫عادة يَ ْوَم الق َ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن ِ ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وزلْ ِزلَت‪.‬‬
‫ُحِّرَكت ُ‬ ‫ُد َّكت األَْرض‬
‫يُ َقيِّد ويُ ْؤ ِسر‪.‬‬ ‫يُوثِ ُق‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫األرض‪ ،‬وتُ َد ُّك َمَّرًة بعد أُخرى‪،‬‬ ‫يامة حيث ال ين َفع النَّ َد ُم‪ ،‬حي تَتَ َزلَْزل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يوم الق َ‬
‫ط َ‬ ‫املفر ُ‬
‫خيس ُر اإلنسا ُن ِّ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫وش َج ٍر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫وح َج ٍر َ‬ ‫كل َش ْيء عليها من بناء َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫ويَضطَ ِر ُ‬
‫وعظَ َمتِه دون التَّ َعُّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض هلا‬ ‫يق جبّلله َ‬ ‫يامة على ما يَل ُ‬ ‫ص ِل ال َقضاء يَ ْوم الق َ‬ ‫إثبات ص َفة امليء هلل تعاىل ل َف ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫بِتَأْ ِو ٍيل‪ ،‬أو تَ ْشبِ ٍيه‪ ،‬أو َتثِ ٍيل‪ ،‬أو تَكيِ ٍ‬
‫يف‪.‬‬
‫جيروهنا‪ ،‬وعندئِ ٍذ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ف ملَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يامة يُ ْؤتى جبهنَّم وهلا سبعو َن أَلْف ِزمام‪ ،‬مع ُك ِّل ِزمام سبعو َن أَلْ َ َ‬
‫الق ِ‬
‫وم َ‬
‫ي ِ‬
‫َُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ط ما قَ َّدم ِمن َع َم ٍل يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫يتَ َذ َّكر امل َفِّر ُ‬
‫فاآلخَرة هي الباقِيَة‪ ،‬وهي احلياةُ احل َقيِ ِقيَّة‪.‬‬ ‫املفرط قائّلً‪:‬ﭐﱡ ﱍ ﱎ ﱏﭐﱠ ِ‬ ‫يتَ َم َّىن اإلنسا ُن ِّ‬ ‫‪-4‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أش اد قَ ْيداً ووثاقاً من َعذاب اهلل‪ ،‬وقَ ْي ُده للكاف ِر يَ ْوَم الق َ‬ ‫أش اد َعذاباً‪ ،‬وال َ‬ ‫أح َد َ‬ ‫ال َ‬ ‫‪-5‬‬
‫تنايل ثَوابَهُ وما‬ ‫ك لِ ِ‬‫ارجعِي إىل ربِّ ِ‬
‫َ‬
‫س املطمئِنَّة ِ‬
‫يامة‪ :‬يا أَيُّتُها النَّ ْف ِ َ‬
‫ِ‬ ‫النَّ ْفس ِ ِ‬
‫املطمئنَّة اآلمنَة يُقال هلا يوم الق َ‬
‫ُ َ‬ ‫‪-6‬‬
‫الصاحلي‪ ،‬و ْاد ُخلِي‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أعده لعباده يف َجنَّته‪ ،‬راضيَةً بذلك‪َ ،‬م ْرضيااً عنك‪ ،‬و ْاد ُخلي يف ُمجلَة عباد اهلل ا‬
‫َّ ِ ِ ِ‬

‫‪77‬‬
‫امتِه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ‬
‫اجلنَّةَ دار َكر َ‬
‫ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠ‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫فوس‪ ،‬وهي النَّفس املطمئِنَّة‪ ،‬وذ َكر نَوعي آخرين يف مو ِ‬
‫اضع‬ ‫الس َورةِ نَ ْوعاً ِمن أنواع النُّ ِ‬
‫ذَ َكر اهللُ تعاىل يف هذه ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫ُ َ‬
‫أُخرى ِمن ال ُقرآن‪ .‬اُذكرُمها‪ .‬واذ ُكر اآليات اليت َوَرَدت فيها‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اح َدةٍ لِ ُكل منهما‪:‬‬
‫وضح معاين الكلمات التاالية بِ َكلِم ٍة و ِ‬
‫َ‬ ‫س‪َ ِّ -1‬‬
‫ُد َّكت‬
‫يُوثِ ُق‬
‫شاعرَك حول َمعاين هذه اآلية الكرمية‪:‬ﭐﱡ ﱁ ﱂ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱃﱅﱆﱇ‬
‫ﱄ‬
‫تأمل مثَّ صف َم َ‬
‫س‪َّ -2‬‬
‫ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﭐﱠ‬
‫الصحيحة فيما يلي‪:‬‬
‫اخَّت اإلجابَة َّ‬
‫س‪َ - 3‬‬
‫قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ يف اآلية ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الكّلم هلل تعاىل‪.‬‬ ‫(أ) إثبات ِص َفة‬
‫(ب) إثبات ِص َفة ِ‬
‫امليء هللِ تعاىل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(ج) إثبات ِص َفة َّ‬
‫السم ِع هلل تعاىل‪.‬‬
‫عدد املّلئِ َكة الذين ُّ‬
‫جيرون النا َار ؟‬ ‫س‪ -4‬كم َ‬

‫‪78‬‬
‫س األَول‬
‫الدر ُ‬
‫ورة البَ لَد من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)7‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الدنيا يف تَ َع ٍ‬ ‫ِ‬
‫وعّل يف‬‫جل َ‬
‫أقسم اهللُ َّ‬
‫ومكابَ َدة‪ ،‬ولذا َ‬ ‫وم َش َّقة ُ‬ ‫ب َ‬ ‫يش يف احلياة ُّ‬ ‫وقدر عليه أن يَع َ‬ ‫َخلَ َق اهللُ اإلنسا َن َّ‬
‫ِ ِِ‬ ‫وع َدِم َّ‬ ‫ِ‬ ‫السورةِ لِتأكِ ِ‬
‫الض َج ِر ماا يُْبتَلى بِه يف هذه احلياة يف دينه ُ‬
‫ودنْياه‪،‬‬ ‫الص ِب َ‬
‫لإلنسان على َّ‬ ‫يد هذا املعىن َحثااً‬ ‫هذه ُّ َ َ‬
‫ِ‬
‫أن ذلك كلَّه جا ٍر بِ ُق ْد َرتِه وحتت ُرْؤيَتِه‪ ،‬فيُجا ِزي ُك اّلً بِ َع َمله خ ِريهِ َ‬
‫وشِّره‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫كما َّبي سبحانَه َّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ‬

‫ﲒ ﱠ [البلد‪.]7 - 1:‬‬ ‫ﲄﲅ ﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ‬


‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬
‫لإلنسان يف احلياة ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ب ُمّل ِزٌم‬ ‫‪ -‬بَيا ُن َّ‬
‫صَ‬‫ب والنَّ َ‬
‫أن التَّ َع َ‬
‫ورْؤيَتِه هلم‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬بَيا ُن قُ ْد َرة اهلل على عباده‪ُ ،‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َم َّكة امل َكَّرَمة‪.‬‬ ‫البَ لَد‬
‫القتال فيها‪.‬‬ ‫ّلل لك ِ‬ ‫َح ٌ‬ ‫وأنت ِحلي‬
‫قَسم بِ ُك ِّل والِ ٍد وبِ ُك ِّل مولُ ٍ‬
‫ود‪.‬‬ ‫ووالِ ٍد وما َولَد‬
‫َْ‬ ‫ٌَ‬
‫وش َّدة‪.‬‬‫نَصب ِ‬ ‫َكبَد‬
‫َ‬
‫أيَظُ ُّن‪.‬‬ ‫أحيسب‬
‫َ‬
‫أَنْ َف ْقت يف ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫ت‬‫أَ ْهلَ ْك ُ‬
‫َكثِرياً‪ ،‬بَ ْعضه فَ ْوق بَ ْعض‪.‬‬ ‫لُبَداً‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫وح ْرَمتِها‪ ،‬وهي البَ لَ ُد األَِمي‪ ،‬وفيها بَْيتُه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يُ ْق ِسم اهللُ َّ‬
‫احملرم‪.‬‬ ‫ِبكةَ قَ َسماً ُمؤَّكداً ب (ال) ل َشرفها ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ساعةً ِمن‬ ‫سول وع ِظيم قَ ْد ِره‪ ،‬حيث أَح َّل اهلل له ِ‬ ‫عُلُُّو َشأْ ِن َّ‬
‫تال يف َم َّكةَ‪ ،‬وهي البَ لَ ُد احلرام َ‬ ‫الق َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الر ِ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ألح ٍد ِمن بَ ْع ِده‪ ،‬فهي َحر ٌام بِ ُح ْرَم ِة اهللِ إىل يوم القيامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫النَّهار‪ ،‬ومل حيل ٍ ِ ِ‬
‫ألحد من قَ ْبله‪ ،‬ولن حت َّل َ‬‫ا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدعاة إىل اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫الصاحلون و ُّ‬ ‫يُ ْقسم اهللُ تعاىل بِ َ‬
‫آدم أب البَ َش ِر وذُِّريَّته‪ ،‬وفيهم األنبياء و ا‬ ‫‪-3‬‬

‫‪79‬‬
‫الشدائِ ِد‪ ،‬منذ بِدايَة َخ ْل ِق ِه حىت‬ ‫‪ -4‬جواب القسم‪:‬ﭐﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﭐﱠ‪ ،‬أي‪ :‬معاناةٍ متَّ ِ‬
‫صلَ ٍة بِ َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ذاب أن َكد‪ ،‬وإن كان ِمن‬ ‫وع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فإن كان ِمن أهل َّ‬ ‫ص ِريه‪َّ ،‬‬‫ماتِه ومب عثِه وم ِ‬
‫أش اد َ‬‫الشقاوة صار إىل َكبَد َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫اس ََّتاح يف اجلنَّ ِة‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫عادة ْ‬‫أهل َّ َ‬
‫االغَّتا ِر بِنِع ِم اهللِ‪ ،‬واستِعماهلا يف غ ِري ما أَمر اهلل تعاىل‪ ،‬وما ح ِ‬ ‫الش ِد ُ‬
‫قارون‬ ‫يد ِمن ِ‬ ‫‪ -5‬التَّ ِ‬
‫صل ل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫حذ ُير َّ‬
‫جاح ٍد كافِ ٍر‪.‬‬
‫وفِرعون ومن كفروا بِنِع ِم اهللِ سيحصل لِ ُك ِّل معانِ ٍد ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫‪ -6‬اهللُ سبحانَه ُمطَّلِ ٌع على َمن يُْن ِفقو َن أمواهلم ُس َعةً وِرياءً‪ ،‬والذين يُْن ِفقوهنا يف َسبِيلِ ِه ابْتِغاءَ َم ْرضاتِِه‪،‬‬
‫الدنِيئَ ِة‪،‬‬ ‫وحتق ِيق َشهو ِ‬
‫ات نَ ْف ِس ِه َّ‬ ‫لص ِّد عن سبِ ِيل اهللِ‪ِ ،‬‬ ‫وهو سبحانَه ُمطَّلِ ٌع على َمن يُْن ِف ُق أموالَه لِ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ناسياً ما أَوجب اهلل عليه يف ِ‬
‫املال‪.‬‬ ‫متَ ِ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫األحكام واخلصائِص‪ ،‬اُذ ُكر بعضاً منها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تَتَ َميَّز َم َّكة امل َكَّرَمة عن باقي البِّلد ببعض‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الصحيح لِل َكلِمات التاالية‪:‬‬‫اخَّت املعىن َّ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫أ‪ -‬البَ لَد‪:‬‬
‫‪ -1‬طَْيبَة الطَّيِّبَة‪.‬‬
‫‪ُّ -2‬أم ال ُقرى‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ُق ْدس‪.‬‬
‫ب‪ِ -‬ح ال‪:‬‬
‫ّلل لك األَ ْك ُل فيها‪.‬‬ ‫‪َ -1‬ح ٌ‬
‫تال فيها‪.‬‬ ‫ّلل لك ِ‬
‫الق ُ‬ ‫‪َ -2‬ح ٌ‬
‫السكىن فيها‪.‬‬ ‫ّلل لك ُّ‬ ‫‪َ -3‬ح ٌ‬
‫ج‪ -‬لُبداً‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرياً بَ ْعضه فَ ْو َق ٍ‬
‫بعض‪.‬‬
‫‪َ -2‬ع ِميقاً بعضه دون بَ ْعض‪.‬‬
‫‪ -3‬عالِياً بعضه فَ ْو َق ٍ‬
‫بعض‪.‬‬
‫س‪ِ -2‬أجب على ما يلي‪:‬‬
‫أ) ما ال َفر ُق بي َكبد وَكبِد‪( .‬بَِفْتح ِ‬
‫الباء وَك ْس ِرها) ؟‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪80‬‬
‫ب) ضع ُك اّلً ِمن ال َكلِمتَ ي يف مجلة م ِ‬
‫ناسبَ ٍة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫إلنسان بِآيٍَة من هذه ُّ‬
‫الس َورةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أن اهلل مراقِب لِ‬ ‫س‪ِ ِ ِّ -3‬‬
‫أكد ل ُزَمّلئك َّ َ ُ ٌ‬

‫‪81‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫ورة‬
‫ورة البَ لَد من اآلية رقم (‪ )8‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫الشِّر لِيَ ْجتَنِبَه‪،‬‬
‫ّلم‪ ،‬وبَيان طَريق اخل ِري لِيَ ْسلُ َكه‪ ،‬وطَريق َّ‬
‫اإلنسان بِنِع ٍم كثريةٍ‪ ،‬منها نِ ْعمة البص ِر وال َك ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫أَنْ َع َم اهللُ على‬
‫ك األَ ْسرى‪ ،‬وإطْعام الطَّ ِ‬
‫عام‬ ‫ومن ذلك‪ :‬فَ ُّ‬ ‫وو ِاجب ِ‬
‫هذه النِّ ع ِم ُش ْكر اهللِ تعاىل عليها باإلميان باهلل والعمل الصاحل‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ََ ا‬ ‫َ‬
‫ي إليه ِمن اليَتَامى واملساكي‪ ،‬وقد نَبَّهَ اهللُ على ذلك يف اآليات التاالية‪ .‬فقال سبحانه‪:‬ﭐﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لمحتاج َ‬ ‫لُ‬
‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦ ﲧﲨﲩ‬
‫ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ‬
‫ﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ‬

‫ﱋ ﱠ [البلد‪.]20 - 8 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ض نِ َع ِم اهللِ على َخ ْل ِقه‪.‬‬
‫‪ -‬بَيا ُن بَ ْع ِ‬
‫‪ِ -‬ذ ْك ُر ما يكون بِه ُش ْك ُر اهللِ على نِ َع ِمه‪.‬‬
‫ي وعُقوبَة الكافِ ِرين‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫‪ -‬بَيا ُن َجزاء املؤمن َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الشِّر‪.‬‬
‫يق َّ‬ ‫يق اخل ِري وطَ ِر َ‬‫بَيَّنا له طَ ِر َ‬ ‫وه َديْناه النَّ ْج َديْن‬ ‫َ‬
‫وصعوبٍَة‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫اجتاز بِش َّدة ُ‬ ‫َ‬ ‫اقْ تَ َحم‬
‫ب‪.‬‬‫الص ْع ُ‬‫األَ ْم ُر َّ‬ ‫الع َقبَةُ‬
‫َ‬
‫الر ِّق والع ِ‬
‫بوديَّة‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َرقَبَ ٍة‬
‫عْت ُق ملوك من ِّ ُ‬ ‫فَ ُّ‬
‫ماع ٍة‬
‫َ‬ ‫َم ْسغَبَ ٍة‬
‫احلاج ِة‪.‬‬ ‫فَِقرياً لَصق بِ ُّ ِ ِ‬ ‫أو ِم ْس ِكيناً ذا َمْت َربٍَة‬
‫الَّتاب من ال َف ْق ِر و َ‬
‫عضهم بَ ْعضاً‪.‬‬ ‫صى بَ ُ‬ ‫َو َّ‬ ‫اص ْوا‬
‫تَو َ‬
‫الر ْمحَة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ال َم ْر َمحَة‬
‫ي‪.‬‬‫أصحاب اليَ ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫أصحاب ال َمْي َمنَ ِة‬
‫ُ‬
‫الش ِ‬
‫مال‪.‬‬ ‫أصحاب ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أصحاب امل ْشأََم ِة‬
‫ُ‬
‫ُمطْبَ َقةٌ ُم ْغلَ َقةٌ أَبواهبا‪.‬‬ ‫ص َدة‬ ‫ُم ْؤ َ‬
‫‪82‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫وهداه َربُّهُ إىل طَ ِر ِيق‬
‫ّلم‪َ ،‬‬ ‫ي يستَعِي هبما على ال َك ِ‬ ‫صر هبما‪ِ َ ،‬‬ ‫ي يب ِ‬
‫أنع َم اهللُ على اإلنسان بِ َعْي نَ ْ ِ ُْ‬
‫وش َفتَ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫وحذ َره منه‪ ،‬فيَجب أن يَ ْش ُكَر هذه النِّ ْع َم ِة‪ ،‬فَيَتَ َو َّجه إىل َمواله‬ ‫يق اخل ِري َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َحه له‪ ،‬وأبا َن له طَ ِر َ‬ ‫وو َّ‬‫اخلري َ‬
‫أسباب ِ‬ ‫ِ‬ ‫بادةِ‪ ،‬وأن حي َذ َر ِمن‬ ‫ِِ ِ‬
‫اهلّلك والغوايَة‪.‬‬ ‫وخالقه بِالع َ‬
‫الصاحلات‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإلنسان اقتِحام الع َقب ِة ِبجاه َدةِ نَ ْف ِسه لِ‬ ‫ِ‬
‫ويعمل ا‬ ‫لخلوص من عذاب اهلل وعقابه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫على‬ ‫‪-2‬‬
‫الص َدقَة على ِ‬
‫املسك ِ‬ ‫املاع ِة‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ِ‬‫كِ ْعْت ِق ِّ‬
‫عنده‪ ،‬وحنو‬ ‫ي الذي ال َش ْيءَ َ‬ ‫وإطعام اليَتي ِم يف يوم َ‬ ‫قاب‪،‬‬
‫الصاحلة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذلك من األعمال ا‬
‫الص ِْب فيما‬‫اصوا فيما بينهم على َّ‬ ‫ي هم الذين آمنوا باهللِ ِ‬ ‫أصحاب اليَ ِم ِ‬
‫الصاحلات‪ ،‬وتَو َ‬ ‫وعملوا ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصوا بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫يم واملسك َ‬ ‫احم َفرمحوا اليَت َ‬ ‫الَّت ُ‬ ‫يُصيبُ ُهم من األذى يف َسبِ ِيل اهلل‪ ،‬وتَو َ‬
‫ِ‬
‫اإلميان‪.‬‬ ‫الصاحل ال يَْن َفع اإلنسا َن اإال بِ َش ْر ِط‬ ‫الع َم ُل ا‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ي‪:‬ﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ‬ ‫الضعفاء واملساكِي‪ ،‬قال تعاىل يف وص ِ ِ ِ‬ ‫الر ْمحَِة بِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫اإلسّلميَّة أَُّمةُ َّ‬
‫ف املؤمن َ‬ ‫َْ‬ ‫األَُّمة‬ ‫‪-5‬‬
‫ح َده‪ :‬ﱡﭐﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ي يف ذلك هلل َو ْ‬ ‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱠ [اإلنسان‪ ،]8 :‬خملص َ‬
‫ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱠ ﭐ[اإلنسان‪.]9 :‬‬
‫خمر َج هلم ِمنها‪.‬‬ ‫يد هلم عنها‪ ،‬وال َ‬ ‫نار ُمطْبَ َقةٌ علي ِهم فّل َم ِح َ‬ ‫الشمال َجز ُاؤُهم ٌ‬
‫أصحاب ِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الص ِْب‪.‬‬
‫اع َّ‬ ‫ِ‬
‫مموعتك أنو َ‬
‫َ‬ ‫أخّلق املسلِ ِم‪ِّ ،‬بي مع‬
‫ِ‬ ‫يم ِمن‬ ‫ِ‬
‫الصْب ُر ُخلُ ٌق َعظ ٌ‬
‫َّ‬

‫‪83‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآليات الكرمية ثَّلثاً ِمن نِ َع ِم اهللِ على‬ ‫س‪ -1‬استَ ْخ ِرج ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وديْن فيما يلي‪:‬‬ ‫س‪ -2‬استَ ْنبِط من اآليات ما َتأل بِه َ‬
‫الع ُم َ‬
‫النجدان‬
‫أعمال تُ َؤِّدي إىل الناا ِر‬
‫ٌ‬ ‫أعمال تُ َؤِّدي إىل اجلنَّة‬
‫ٌ‬
‫(طَ ِريق َّ‬
‫الشِّر )‪.‬‬ ‫يق اخل ِري )‪.‬‬
‫( طَ ِر ُ‬
‫‪-1‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-2‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اصي بِال َم ْر َمحَِة‪.‬‬‫الص ِب والتَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫س‪ -3‬من صفات املؤمني التَّواصي بِ َّ ْ‬
‫السؤالَ ْي َحسب اختِيا ِرك‪:‬‬ ‫أح ِد هذين ُّ‬‫‪ -‬أجب عن َ‬
‫ِ‬
‫وطاعتِ ِهما و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الص ِْب على ذلك‪.‬‬ ‫أخاك باملزيد من بِِّر الوال َديْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪ -1‬أ َْو ِ‬
‫ص ِدي َقك بِ َّ‬
‫الص َدقَِة على احملتاجي واليَتامى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬اكتُب ِرسالَةً من َسطَْريْن تُوصي هبا َ‬

‫‪84‬‬
‫س الثالث‬
‫الدر ُ‬
‫ورة الشمس من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)10‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْزكِية النَّ ْف ِ ِ‬
‫يل‬ ‫ّلح يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخَرة‪ ،‬وال َسب َ‬ ‫ب ال َف ِ‬ ‫س من األُموِر اليت يَْنبَغي أن يَتَ َ‬
‫عاه َدها املسل ُم‪ ،‬وذلك أهنا َسبَ ُ‬ ‫َ‬
‫أقسم اهللُ على ذلك ِبا مل جيتَ ِمع ِمثْله يف ُس َورةٍ أخرى‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫فس‪ ،‬ولذلك َ‬ ‫ّلح اإال بِتَ ْزكِيَ ِة النَّ ِ‬
‫إىل ال َف ِ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ‬
‫ﱟﱠﱡ ﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬
‫ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ ﭐ[الشَّمس‪.]10 - 1:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الدنْيا و ِ‬
‫اآلخَرةِ‪.‬‬ ‫ّلح يف ُّ‬
‫ب ال َف ِ‬ ‫‪ -‬تَ ْزكِيَة النَّ ْف ِ‬
‫س َسبَ ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ضوئِها الذي يكون أََّول النَّهار‪.‬‬ ‫س وبِ َ‬ ‫الش ْم ِ‬‫قَ َس ٌم بِ َّ‬ ‫وضحاها‬
‫الش ْمس ُ‬
‫و َّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫الشم ِ ِ‬
‫س ل الرائ َ‬‫أظْ َهَر َّ ْ َ‬ ‫َج اّلها‬
‫يُغَطِّيها‪.‬‬ ‫يَ ْغشاها‬
‫بَ َسطَها ووطَّأَها‪.‬‬ ‫طَحاها‬
‫أَ ْح َس َن َخ ْل َقها‪.‬‬ ‫َس اواها‬
‫الشِّر‪.‬‬
‫يق َّ‬‫يق اخل ِري وطَ ِر َ‬‫أَفْ َه َمها طَ ِر َ‬ ‫أهلمها‬
‫َ‬
‫الع َم ِل ا‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كملَها باإلميان و َ‬
‫نوب و ِ‬
‫املعاصي‪ ،‬و َّ‬ ‫الذ ِ‬‫طَ َّهرها ِمن ُّ‬ ‫َزاكاها‬
‫َخ ِسَر‪.‬‬ ‫خاب‬
‫َ‬
‫أخفاها بِال ُك ْف ِر وال ُف ِ‬
‫سوق‪.‬‬ ‫َد اساها‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫املظاهر ال َك ْونِيَّ ِة ال ادالَّة على َعظَ َم ِة اهللِ وقُ ْد َرتِه وبَ ِدي ِع‬
‫عض ِ‬ ‫الس َورةِ بِبَ ِ‬
‫وعّل يف هذه ُّ‬ ‫‪ -1‬أَقْ َس َم اهللُ َّ‬
‫جل َ‬
‫بادةِ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫صْنعِه‪ ،‬و ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل ذلك يَ ُد ُّل على است ْحقاقه سبحانَه للع َ‬ ‫َخ ْلقه وَكمال ُ‬
‫يمة؛ تَشريفاً هلا وتَ ْكرمياً‪ ،‬وتَنبِيهاً على عظمتِها‪ ،‬وبَ ِديع‬ ‫عض خملوقاتِه ِ‬
‫العظ َ‬
‫َ‬ ‫الس َورةِ بِبَ ِ‬
‫أقسم اهللُ يف هذه ُّ‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫وعظمة املخلوق دالَّة على َعظَ َم ِة اخلالِق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صْن ِع اهلل فيها‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫‪85‬‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ‪.‬‬ ‫اب ال َق َس ِم قوله‬
‫َجو ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫الربح وال َفوُز العظيِم لِمن طَ َّهر نفسه بِالتَّقوى وفَعل الطااعات‪ ،‬وتَرَك ِ‬
‫املعاصي واملن َكرات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ذاب األَلِي ِم له‬
‫ديد والع ِ‬
‫َ‬
‫الش ِ‬ ‫سوق‪ ،‬و ِ‬
‫اهلّلك َّ‬ ‫اخلسارة لِمن أوقَع نفسه يف ِ‬
‫املعاصي وأخفاها بِال ُك ْف ِر وال ُف ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬
‫القيامة إن مل يَتُب‪.‬‬ ‫يوم ِ‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐﳂ‬ ‫أودع اهلل يف النفس البشرية االستعداد لفعل اخلري والشر واختيار أحد الطريقي‪ ،‬قال‬ ‫‪-6‬‬
‫ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ [اإلنسان‪.]3 :‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ذكر اهلل الفّلح واملفلحي يف القرآن مراراً‪ .‬اذكر صفات املفلحي الواردة يف سورة ((املؤمني))‪...‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫استَ ْخ ِرج مثانِيَةً منها‪.‬‬
‫الس َورةِ مث ْ‬ ‫ِ‬
‫األقسام يف َمطْلَع هذه ُّ‬ ‫ص َع َدد‬ ‫س‪ -1‬أَ ْح ِ‬
‫ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬ ‫س‪ -2‬اخَّت لِل َكلِمة يف العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫ووطَّأها‪.‬‬
‫( ) بَ َسطها َ‬ ‫ضحاها‬
‫‪ُ -1‬‬
‫( ) طَ َّهرها ومنااها بِالتَّقوى‪.‬‬ ‫‪َ -2‬ج اّلها‬
‫الشمس إذا أ ْشَرقَت‪.‬‬ ‫ض ْوء َّ‬
‫( ) َ‬ ‫‪ -3‬طَحاها‬
‫( ) أخفاها بال ُفجوِر و ِ‬
‫املعصيَة‪.‬‬ ‫‪ -4‬زَّكاها‬
‫ي‪.‬‬ ‫الشم ِ ِ‬
‫س ل الرائ َ‬
‫أظهر َّ ْ َ‬
‫( ) َ‬ ‫‪َ -5‬د اساها‬
‫ثّلث َوسائِل ل ‪:‬‬
‫س‪ -3‬اق َِّتح َ‬
‫(ب) تَ ْد ِسيَة النَّ ِ‬
‫فس‪.‬‬ ‫فس‪.‬‬‫(أ) تزكِيَة النَّ ِ‬

‫‪86‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫ورة‬
‫سورة الشمس من اآلية رقم (‪ )11‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َخطه علي ِهم‪ ،‬وهو ما َح َ‬
‫صل‬ ‫ب حللول عُ ُقوبَة اهلل تعاىل باألَُم ِم َ‬
‫الر ُس ِل وخمالََفةُ ما جاءُوا به َسبَ ٌ‬
‫يب ُّ‬
‫تَ ْكذ ُ‬
‫السّلم‪ ،‬وعنهم يقول‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱵ ﱶ‬ ‫ألَُم ٍم َكثِ َريةٍ‪ ،‬حيث َك َّذبَت ُر ُسلَها‪ ،‬ومنها (مثود) قَ ْوم صاحل عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬
‫ﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉ‬
‫ﱠ [الشَّمس‪.]15 - 11:‬‬ ‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ -‬هّلك مثود لَ اما َك َّذبوا َرسوهلم صاحلاً‪َ ،‬‬
‫وع َق ُروا النااقَةَ‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫صياهنا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بِسبَ ِ‬ ‫بِطَ ْغواها‬
‫ب طُغياهنا وع ْ‬ ‫َ‬
‫انْطَلَ َق ُم ْس ِرعاً‪.‬‬ ‫ث‬‫انْبَ َع َ‬
‫أَ ْشقى قَ ْومه‪ ،‬وهو الذي َع َقَر النااقَةَ‪.‬‬ ‫أ ْشقاها‬
‫ب يَ ْوماً‪ ،‬وهم يَ ْشربو َن يَ ْوماً‪.‬‬
‫ُش ْرهبا‪ ،‬حيث كانت النااقَةُ تَ ْشَر ُ‬ ‫ُس ْقياها‬
‫الشرب يف َِ‬
‫مجيع األيا ِام‪.‬‬ ‫قَطَعوها حىت يكون هلم ُّ ْ ُ‬ ‫فَ َع َق ُروها‬
‫أَطْب َق علي ِهم اهلل بِالع ِ‬
‫ذاب‪.‬‬ ‫فَ َد ْم َد َم‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫الد ْم َد َمةَ والتَّ ْد ِم َري فلم يُ ْفلِت منهم أَ َح ٌد‪.‬‬
‫َس َّوى سبحانَه َّ‬ ‫فَ َس اواها‬
‫لم َك ِّذبِي‪.‬‬‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫عاقِبة ِ‬
‫خياف اهللُ عاقبَة تَ ْعذيبه وإهّلكه ل ُ‬ ‫اهلّلك‪ ،‬واملعىن‪ :‬ال ُ‬ ‫َ‬ ‫عُ ْقباها‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهلَ ُكوا‪ ،‬ولو َمنَ عُوه‬
‫فهلَك َ‬
‫اضون عنه وعن ف ْعله‪َ ،‬‬ ‫أَقْ َد َم أ ْشقى قَ ْوم صاحل على قَ ْت ِل النااقَة‪ ،‬وقَ ْوُمه ر ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وجنَ ْوا َمجيعاً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املعروف وتََركوا ال ُمْن َكَر لَنَجا َ‬ ‫وأمروا بِ‬
‫َ‬
‫العقوبَِة‬ ‫اإلميان سب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع َدِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫يب األنبِ ِ‬ ‫احل َذر ِمن تَ ْك ِذ ِ‬
‫ب لتَ ْعج ِيل ُ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫فإن ال ُك ْفَر بِن َع ِم اهلل َ‬
‫الر ُس ِل‪َّ ،‬‬
‫ياء و ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ذاب يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫والع ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهللُ سبحانه قَ ِو ي‬
‫ح ٌد‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫ي ال يُغلَب‪ ،‬وال ميتَنع من َعذابه أَ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ﲈ ﲉ ﱠ [ هود‪.]102 :‬‬ ‫ﲄﲆﲇ‬
‫ﲅ‬ ‫ﲂﲃ‬

‫‪87‬‬
‫هي عن املن َك ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫َتتاز األَُّمة املسلِمة ٍَ‬
‫ِبيزة َج َعلَْتها َخْي َر أَُّمة أُخر َجت للنااس‪ ،‬وهي األَ ْم ُر باملعروف والنَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫حيل العِقاب بِاألَُّمة مجيعاً‪ ،‬كما قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐﱎ ﱏ ﱐ ﱑ‬ ‫ِ‬ ‫فتَأخذ على ي ِد َّ ِ ِ‬
‫السفيه حىت ال ا‬ ‫َ‬
‫ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ [آل عمران‪ ،]110 :‬وقَ ْوُم مثود‬
‫حي مل يأخذوا على ي ِد َّ ِ‬
‫وهلَ ُكوا مجيعاً‪.‬‬
‫ك َ‬‫السف ِيه َهلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫احلكيم العلِيم الذي بِي ِده ملَ ُكوت كل ش ٍ‬
‫يء‪ ،‬و اأما غريُه‬ ‫خياف عاقِبةَ ما ي ْفعل؛ ألنَّه ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫اهللُ سبحانَه ال ُ َ َ َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ي فإهنم يَتَ َخ َّوفون ِمن َعواقِب أفعاهلم جلهلِ ِهم ِبا تَ ُ‬
‫ؤول إليه األُمور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من املخلوق َ‬
‫ِ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وع َدِم اإلنكا ِر عليه‪َ .‬دلِّل على ذلك ِمن ِخ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عام ٍة بِسب ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ّلل‬ ‫ب ُج ْرم بَ ْعضها‪ ،‬ل ِرضاها بِْفعله َ‬‫قد يُعاقب اهللُ بعُقوبَة َّ َ َ‬
‫املفسَرة‪.‬‬
‫اآليات َّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫صة قوم صاحل عليه السّلم تُبَ ِّي فيها‪:‬‬ ‫س‪ -1‬اكتُب ُملَ َّخصاً لِِق َّ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نيب اهلل صاحل عليه ا‬ ‫أ‪ُ -‬معجَزة ِّ‬
‫ب‪ -‬ما قاله هلم بِشأن ِ‬
‫املعجَزة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ج‪َ -‬م ْوقِف قَ ْوِمه ِمن ذلك‪.‬‬
‫ف علي ِهم‪.‬‬ ‫د‪ -‬نَتِيجة هذا املوقِ ِ‬
‫َ‬
‫أسباب تَ ْع ِج ِيل العُقوبَِة يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات َسبَبَ ْي ِمن‬ ‫استَ ْنبِط ِمن‬
‫س‪ْ - 2‬‬
‫جياهر بِ ِ‬
‫املعاصي ؟‬ ‫السفيه ِ‬ ‫س‪ -3‬ما النَّتيجة اليت تََّتتَّب على تَ ْرِك َّ‬

‫‪88‬‬
‫رس الخامس‬
‫الد ُ‬
‫ورة الليل من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)13‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫يء‪ِ .‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬أنَّه يُ َوفِّ ُق‬ ‫املس ِ‬
‫احملس ِن‪ ،‬وأن ال ي ْغ ِفل عمل ِ‬
‫ضيع عمل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ َ ََ َ‬ ‫َتام َع ْدل اهلل وح ْك َمته ُسبحانَه أن ال يُ َ َ َ َ‬
‫ُ‬
‫وحي ِرم ال م ِسيء ِمن اهلداي ِة ِ‬
‫ألفعال اخل ِري‪ ،‬ويستَ ِمُّر يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال مح ِسن لِ ِ ِ ِ‬
‫الشِّر‪ ،‬وقد َّقرَر‬ ‫أعمال َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ّلستز َادة من َع َم ِل اخلري‪َ ُ ُ َْ ،‬‬
‫ُْ َ ْ‬
‫اهللُ هذا املعىن يف اآليات التاالية‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ‬
‫ﲨﲩ ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ‬
‫ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ [اللَّيل‪.]13 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وش ِقي‪.‬‬ ‫اس إىل مص ِّد ٍق وم َك ِّذ ٍ ِ‬
‫ب‪ ،‬وتَقي َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ -‬بَيا ُن انْقسام النا ِ ُ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اب ال َق َس ِم‪َّ :‬‬
‫إن َس ْعيَ ُكم لَ َش َّىت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يل ُم ْق َس ٌم به‪ ،‬و َجو ُ‬‫الواو‪ :‬لِل ْقس ِم‪ ،‬واللَّ‬ ‫واللَّيل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪.‬‬‫يُغَطِّي بِظَّلمه األَْر َ‬ ‫يَ ْغ َشى‬
‫وره‪.‬‬
‫ظَ َهَر نُ ُ‬ ‫تلَّى‬
‫ف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إن َع َملَ ُكم خمتَل ٌ‬ ‫إن َس ْعيَ ُكم لَ َش َّىت‬
‫ص َّد َق بِ َكلِ َم ِة التَّوحيد ( ال إله اإال اهلل)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وص َّد َق بِاحلسىن‬ ‫َ‬
‫خلصال اخلري‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نُ َهيِّئُهُ‬ ‫فَ َسنُيَ ِّس ُرهُ لِليُ ْسَرى‬
‫ب فيه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫عن ثَواب اهلل فَلَ ْم يَ ْر َغ ْ‬ ‫استَ ْغىن‬ ‫ْ‬
‫الشِّر‪.‬‬
‫خلصال َّ‬ ‫ِ‬ ‫نُ َهيِّئُه‬ ‫لع ْسرى‬ ‫ِ‬
‫فَ َسنُيَ ِّس ُره ل ُ‬
‫َهوى يف الناا ِر‬ ‫إذا تَ َرَّدى‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫‪ -1‬أقسم اهلل باللَّيل حي ي ْغشى َّ ٍ ِ ِ ِ‬
‫أقس َم بِالنَّها ِر إذا ظَ َه ِر بِضيائه وإ ْشراقه‪َ ،‬‬
‫فجعل اهللُ‬ ‫كل َش ْيء بظَّلمه‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ْعي يف َمناكب‬ ‫ش و َّ‬ ‫ِ‬
‫هار طَلباً ل ْل َعْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احةً لألبْدان‪ ،‬والنَّ َ‬ ‫يل ر َ‬
‫ظيمة الل َ‬ ‫من ح ْك َمته َ‬
‫اإلنسان واحليو ِان والنَّ ِ‬
‫بات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬أقسم اهللُ بِنَ ْف ِسه الكرمية أنَّه خالِ ُق َّ‬
‫الذ َك ِر واألُنثى ِمن‬ ‫َ‬

‫‪89‬‬
‫فمْن هم من ي عمل بِطاع ِة اهللِ‪ ،‬فهذا فائِز رابِح‪ِ ،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ومْن ُهم َمن يَ ْع َمل‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أعمال البَ َش ِر ُمتَفا ِوتَةٌ وخمتَل َفةٌ‪َ ْ َ َ ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫خاسران‪.‬‬‫املعاصي‪ ،‬وهذان خائِبان ِ‬ ‫ومنهم من ي ْق َِّتف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهواه‪َ َ َ ُ ،‬‬ ‫ل ُدنياه َ‬
‫صدق بأنَّه ال إله اإال اهلل وع ِمل بِ ُش ِ‬
‫روطها‪،‬‬ ‫فمن َّ‬ ‫الع َم ِل والتَّقوى ال يُوا ِزيه فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ض ٌل‪َ ،‬‬ ‫ض ُل اإلميان مع َ‬ ‫‪ -4‬فَ ْ‬
‫يق اخل ِري‪ ،‬ويُْبعِده عن طَ ِر ِيق َّ‬
‫الشِّر‪.‬‬ ‫فسيُ َهيِّئ اهللُ له طَ ِر َ‬‫َ‬
‫الدنيا وتَرك طاع ِة اهلل‪ِ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫استَغىن عن ثَواب اهلل ب َشهوات ُّ َ‬ ‫‪َ -5‬من خب َل فلم يُْنفق مالَه يف طَ ِر ِيق اخلري‪ ،‬و ْ‬
‫فسيقوده ذلك إىل ِ‬
‫اهلّلك املبِ ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ََ ُ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬
‫وخب َل بِه ومل يُْنف ْقه يف ُوجوهِ اخلري‪َّ ،‬‬ ‫املال قد أطْغاه ِ‬‫صاحبَه ِمن الناا ِر إذا كان هذا ُ‬ ‫ِ‬
‫املال ال ي ْنجي ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الصاحل‪.‬‬
‫ص َحْبه اإال َع َمله ا‬ ‫اإلنسا َن إذا مات مل يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫الرسل لِب ِ‬
‫يان تَ ِ‬
‫لإلرشاد‬ ‫فاص ِيل اخل ِري و َّ‬
‫الشِّر‬ ‫ث األنبِياءَ و ُّ ُ َ َ‬ ‫أهلم اهللُ البَ َشَر التَّ ْميِ َيز بي اخلري و َّ‬
‫الشِّر‪ ،‬وبَ َع َ‬ ‫َ‬ ‫‪-7‬‬
‫يق الغوايَة َخ ِسر‪ ،‬فعلى املسلِم أن‬ ‫ومن َسلَك طَ ِر َ‬‫فاز‪َ ،‬‬ ‫يق اهلداية َ‬ ‫فمن َسلَك طر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتَّحذي ِر واإلنْذار‪َ ،‬‬
‫فالدنيا م ْزر َعةُ اآل ِخرة‪ ،‬وهي دار َعم ٍل بِّل ِح ٍ‬ ‫الشيطا َن حىت ي ُفوز بِ ِر ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساب‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ضوان اهلل‪َ َ ُّ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫نفسه و َّ‬ ‫جياه َد َ‬
‫اآلخرة دار ِح ٍ‬
‫ساب بِّل َع َم ٍل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫و َ ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫خّلل قِراءَتك يف فَوائِد‬‫اس ي ْغ ُدو فبائِع نَ ْفسه؛ فَم ْعتِ ُقها أو موبِ ُقها ))(‪ِ ،)3‬من ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ ُ‬ ‫كل النا ِ َ‬ ‫قال صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ُّ :‬‬
‫((‬

‫السابَِقة‪ ،‬ما اآلية ال ادالَّة على معىن ( فَ ُم ْعتِ ُقها )؟‬ ‫اآليات ا‬
‫وما اآليَة ال ادالَّة على معىن ( أو ُموبِ ُقها )؟‬

‫‪ -3‬رواه مسلم يف كتاب الطهارة‪ ،‬باب فضل الوضوء‪ ،‬رقم (‪.)223‬‬


‫‪90‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫حيحة لِلفقرات التاالية‪:‬‬ ‫الص َ‬‫اخَّت اإلجابَة َّ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫أقسم سبحانَه يف ُس َورةِ اللَّيل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫الشمس‪.‬‬ ‫أ) باللَّيل والنَّهار إذا تلَّى‪ ،‬و َّ‬
‫ب) بِاللَّيل إذا يَ ْغ َشى‪.‬‬
‫يغشى‪ ،‬والنَّهار إذا تلَّى‪ ،‬وبِنَ ْف ِسه تعاىل‪.‬‬‫ج) بِاللَّيل إذا َ‬
‫‪ -2‬معىن احلسىن يف قولِه تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨﭐﱠ‪.‬‬
‫أ‪ -‬احلسنات‪.‬‬
‫الصدقات‪.‬‬ ‫ب‪َّ -‬‬
‫ج‪َ -‬كلِ َمة التَّوحيد‪.‬‬
‫س‪ -2‬فَ ِّسر قولَه تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠﭐﱠ‪.‬‬
‫ص ال ُقرآينِّ هلذا َّ‬
‫الدرس‪.‬‬ ‫يجةٌ‪َ ،‬ح ِّد ْدها ِمن النَّ ِّ‬ ‫ِ‬
‫الع َم ِل هبا نَت َ‬
‫ِ‬
‫س‪ -3‬لإلميان بِّل إله اإال اهلل و َ‬
‫املناسب فيما يلي‪:‬‬ ‫س‪ -4‬ضع كلمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ‬
‫)‪.‬‬ ‫ص َحْبه اإال ما قَ َّدم ِمن َع َم ٍل صاحل (‬ ‫‪ -1‬إذا مات اإلنسا ُن مل يَ ْ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ -2‬ليس يف ِ‬
‫ص ْرفُه لل ُفقراء واحملتاج َ‬ ‫املندوب َ‬‫ُ‬ ‫املال َح يق اإال‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الدنيا‬ ‫اآلخرةِ‪ ،‬و ِ‬
‫اآلخَرةُ َم ْزَر َعةُ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ُّ -3‬‬
‫الدنيا َم ْزَر َعةُ َ‬

‫‪91‬‬
‫س السادس‬
‫الدر ُ‬
‫ورة‬
‫ورة الليل من اآلية رقم (‪ )14‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ك ذَ َكر اهلل جزاء ُمها يف ِ‬ ‫ب‪ِ ،‬‬
‫وباذ ٍل ِ‬
‫ومس ٍ‬ ‫اس إىل مص ِّد ٍق وم َك ِّذ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اآلخَرة‪،‬‬ ‫َ َُ َ‬ ‫سام النا ِ ُ َ ُ‬ ‫السابَِقة انق َ‬
‫لَ اما ذَ َكَر اهللُ يف اآليات ا‬
‫فقال سبحانه وتعاىل‪:‬ﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬

‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠﭐ‬
‫[اللَّيل‪.]21 - 14 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ب النَّجاةِ منها‪.‬‬
‫يف ِمن الناا ِر‪ ،‬وبَيا ُن َسبَ ِ‬
‫‪ -‬التَّ ْخ ِو ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َخ َّوفْ تُ ُكم‪.‬‬ ‫فأَنْ َذ ْرتُ ُكم‬
‫ب وتَتَ َوقَّد‪.‬‬
‫تَتَ لَ َّه ُ‬ ‫تَلَظَّى‬
‫قاسي َحَّرها‪.‬‬ ‫ي ْدخلها وي ِ‬ ‫صّلها‬
‫َ ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫الدين‪ ،‬ال ُم ْع ِرض عنه‪.‬‬‫امل َك ِّذب بِ ِّ‬ ‫األَ ْشقى‬
‫احلق‪.‬‬
‫ض عن ِّ‬ ‫أَ ْعَر َ‬ ‫تَ َوَّىل‬
‫يُْب َع ُد عنها‪.‬‬ ‫َسيُ َجنَّبُها‬
‫املطي ِع هللِ‪.‬‬
‫ف ِ‬ ‫ال متَّ ِقي اخلائِ ِ‬ ‫األَتْقى‬
‫ُ‬
‫يَتَطَ َّهر‪.‬‬ ‫يَتَزَّكى‬
‫طَلَب َم ْرضاتِه وما يُ َقِّرب منه‪.‬‬ ‫ابتِغاءَ َو ْج ِه َربِِّه‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ي بِ ُّ‬ ‫‪ -1‬التَّحذير ِمن الناا ِر‪ ،‬وأهنا م ِ‬
‫الدي ِن‪.‬‬ ‫الر ُس ِل املع ِرض َ‬
‫ي عن ِّ‬ ‫املكذبِ َ‬
‫صريُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عذاب اهللِ ِوقايةٌ‪ ،‬بِِفع ِل الطا ِ‬
‫اعات وتَرِك املن َكر ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫‪ -2‬على املسلِم أن جيعل بينَه وبي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫فوس ُهم يف ُوجوهِ ِ ِّ‬
‫الب ال ِرياءً وال ُس َعةً وال طَلَباً‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ي أهنم يَْب ُذلون أمواهلم طَيِّبَةً هبا نُ ُ‬ ‫‪ -3‬من صفات املتَّق َ‬
‫يد َح َسناهتم‪.‬‬ ‫وسهم وتَ ِز ُ‬ ‫يح النا ِ ِ‬
‫اس وثَنائ ِهم‪ ،‬فتَتَطَ َّهر نُ ُف ُ‬ ‫لِ َم ِد ِ‬

‫‪92‬‬
‫العْب َد املسلِم‬
‫يشَّتي َ‬
‫الص ِّديق رضي اهلل عنه‪ ،‬فقد كان َ‬ ‫إن هذه اآليات الكرمية نََزلَت يف أب بكر ِّ‬ ‫قيل َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ج ِر‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐﱤ‬ ‫ش ر ْغبةً فيما عند اهللِ ِمن الثَّو ِ‬
‫اب واألَ ْ‬ ‫فَيُ ْعتِقه َتلِيصاً له ِمن تَ ْع ِذ ِ‬
‫يب ُك افا ِر قَُريْ ٍ َ َ‬
‫ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴﭐﱠ‪.‬‬
‫ط لَِقبوهلا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األعمال َش ْر ٌ‬ ‫اإلخّلص يف‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ي َّأهنم يُ ِنفقون أمواهلم يف َسبِ ِيل اهلل‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ذَ َكر اهللُ تعاىل يف هذه اآليات من صفات املتَّق َ‬
‫ِ‬
‫باآليات األوىل ِمن ُس َورةِ " البقرة "‪.‬‬ ‫لمتَّ ِقي ُم ْستَعِيناً يف ذلك‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اُذ ُكر صفات أخرى ل ُ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫باعك تاه ِ‬
‫أفعال هذا اإلمام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس ِّجل َمشاعَرك وانط َ‬
‫وإخّلصه َ‬
‫َ‬ ‫الص ِّديق رضي اهلل عنه‬ ‫تأمل فِ ْع َل أب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫س‪َّ -1‬‬
‫الع ِظيم ِمن حيث‪:‬‬ ‫َ‬
‫أ) ِحرصه على الب ْذ ِل والع ِ‬
‫طاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الضعفاء واملساكِي‪.‬‬ ‫ب) َعطْفه على ُّ‬
‫ج) َكر ِاهيَّته لِ َم ْدح النااس‪ ،‬وإخّلصه هللِ‪.‬‬
‫ناء اهللِ عليه يف هذه ُّ‬
‫الس َورةِ‪.‬‬ ‫د) اربِط ما تَ ْكتبه بِث ِ‬
‫ُُ َ‬
‫الص ِّديق رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ومةً ِمن ذاكَِرتِك حول أب بكر ِّ‬ ‫س‪ -2‬اُكتُب َم ْعلُ َ‬
‫أسباب تُعِي على اتِّ ِ‬
‫قاء الناا ِر والنَّجاةِ منها‪.‬‬ ‫ٍ ُ‬ ‫دون يف َدفْ ََِّتك ثَّلثَةَ‬ ‫س‪ِّ -3‬‬
‫س‪ -4‬مثِّل لِ َع َم ٍل َد َخلَه ِّ‬
‫الرياءُ ؟‬

‫‪93‬‬
‫الدرس السابع‬
‫ورة الض َحى‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ألم ِر اهللِ له بذلك‪ ،‬ويف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم يقوم ِمن اللَّ ِيل يُ َ ِّ‬
‫ويقرأ ال ُقرآ َن ويُناجي َربَّهُ استجابَةً ْ‬
‫صلي َ‬ ‫كان النَّ ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫فّلحظَت ذلك‬
‫السّلم‪َ ،‬‬ ‫يام واحتَبَس عنه جبيل عليه َّ‬ ‫السّلم فلم يَ ْستَطع الق َ‬ ‫الصّلة و َّ‬
‫ض عليه َّ‬ ‫ليلَة من اللَّيايل َم ِر َ‬
‫مجيل امرأَة أب هلب‪ ،‬فقالت له‪ :‬يا َّ‬
‫حممد ما أرى‬ ‫امرأَةٌ م ْش ِرَكةٌ ِمن قَوِم النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم وهي أُم َِ‬
‫ا‬ ‫ْ ِّ‬ ‫َْ ُ‬
‫الس َورة (‪:)4‬‬
‫فأنزل اهللُ عليه هذه ُّ‬ ‫َشْيطانَك اإال قد تَ َرَكك‪َ ،‬‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ‬
‫ﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖ ﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ‬
‫[الضُّحى‪.]11 - 1 :‬‬ ‫ﲠ ﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ ﱠ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫‪ -‬بَيا ُن ما أَنْ َع َم اهللُ بِه على النَّ ِّ‬
‫ث بِنِ َع ِم اهللِ تعاىل‪.‬‬
‫السائِل‪ ،‬والتَّ َح ُّد ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫احلث على اإلحسان إىل اليَتيم و ا‬ ‫ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫س‪.‬‬ ‫الضحى‪ :‬أََّو ُل النَّها ِر حي تَ ْرتَِف ُع َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫الواو‪ :‬واو ال َق َسم‪ ،‬و ُّ‬ ‫الضحى‬
‫و ُّ‬
‫ّلم ِه ُك َّل َش ْي ٍء‪.‬‬
‫َغطَّى بِظَ ِ‬ ‫َس َجى‬
‫تارَك‪.‬‬ ‫اخ َ‬ ‫ما تَ َرَكك منذ ْ‬ ‫ك‬
‫ما َوَّد َع َ‬
‫ضك منذ أَ َحبَّك‪.‬‬ ‫ما أَبْغَ َ‬ ‫وما قَلَى‬
‫يم‪َ :‬من فَ َق َد أباهُ قَ ْب َل ِس ِّن البُ ِ‬
‫لوغ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اليَت ُ‬ ‫يَتِيماً‬
‫ك ويَ ْرعاك‪.‬‬ ‫ك إىل َمن يَ ْك ُفلُ َ‬ ‫ض َّم َ‬‫فَ َ‬ ‫فآوى‬
‫َ‬
‫الش ِر َيع ِة‪.‬‬ ‫ضاالً عن معالِ ِم النُّب َّوةِ و ِ‬
‫أحكام َّ‬ ‫ا‬ ‫ضاالً‬
‫ا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الش ِر َيع ِة‪.‬‬
‫أحكام َّ‬
‫َ‬ ‫َعَّرفَك‬ ‫فه َدى‬
‫َ‬
‫فَِقرياً‪.‬‬ ‫عائِّلً‬

‫‪ -4‬رواه البخاري يف كتاب التفسري‪ ،‬باب‪ :‬ما ودعك ربك وما قلى‪ ،‬رقم (‪.)4950‬‬
‫‪94‬‬
‫يم‪ ،‬وال تَ ْغلِبه على مالِِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ال تُذ ال اليَت َ‬ ‫يم فَّل تَ ْق َهر‬ ‫ِ‬
‫فأما اليَت َ‬ ‫ا‬
‫طالِب ِ‬
‫املال والعِْل ِم‪.‬‬ ‫السائِل‬‫ا‬
‫تَ ْزجر‪.‬‬ ‫تَ ْن َهر‬
‫فأخِب على َسبِ ِيل ُّ‬
‫الش ْك ِر‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ك فَ َح ِّدث‬ ‫و اأما بِنِ ْع َم ِة َربِّ َ‬
‫• فَوائد وأحكام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ت ارتِ ِ‬
‫اب‬
‫وجو ُ‬ ‫مس‪ ،‬وبِاللَّيل إذا َغطَّى بظّلمه ُك َّل َش ْيء‪َ ،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫فاع َّ‬ ‫بالضحى وهو َوقْ ُ‬ ‫أقسم اهللُ تعاىل ُّ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫حممداً صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وما‬ ‫ال َق َسم‪:‬ﭐﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬أنَّه تعاىل ما تَ َرَك نَبِيَّهُ َّ‬
‫احلوض املور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫احملمود‪ ،‬و ِ ُ‬ ‫ب املكانَة العاليَة‪ ،‬واملقام ُ‬ ‫َك ِرَهه؛ بل هو صاح ُ‬
‫أعده له َربُّهُ يف ُم ْستَ ْقبَ ِل أيا ِام ِه‬
‫اآلخَرة خريٌ له ِمن األُوىل‪ ،‬وما َّ‬ ‫بأن ِ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم َّ‬ ‫شارةُ للنَّ ِّ‬
‫‪ -2‬الب َ‬
‫ِ‬
‫ضى‪.‬‬ ‫َخْي ٌر له ما َم َ‬
‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫يمة على نَبِيِّه َّ‬ ‫‪ -3‬ي ْذ ُكر اهلل سبحانَه ثَّلثاً ِمن النِّ ع ِم ِ‬
‫العظ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ‪ -‬أنَّه وج َده يتِيماً مات أبوه وهو جنِي يف بطْ ِن أُِّم ِه‪ ،‬وماتَت أُُّمه وهو ابن ِس ِّ ِ ِ‬
‫ي َفرعاه وَك َفلَهُ‬ ‫ت سن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َج ُّدهُ عبد املطَّلِب‪ ،‬مث بعد َم ْوتِه َك َفلَه َع ُّمه أبو طالِب‪.‬‬
‫الو ْح ُي‪،‬‬ ‫الدين حىت جاءَه َ‬ ‫ضاالً ِبعىن‪ :‬أنَّه مل ي ُكن قَ ْب َل النُّبُ َّوةِ يعلَم ِّ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم ا‬ ‫ب‪ -‬كان النَّ ُّ‬
‫ش أو َس ِّي ِء‬ ‫اح ِ‬‫الشرِك أو ال َفو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإال أنَّه ‪ -‬صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬مل يُقا ِرف َشْيئاً من أفعال ِّ ْ‬
‫احلق وطَ ِر ِيق اهلدايَِة‪.‬‬‫فهداه َربُّه إىل َمْن َه ِج ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األخّلق حىت قبل النُّبُ َّوة‪َ ،‬‬
‫وج َعلَه قانِعاً ِبا أعطاه‪.‬‬ ‫عمن سواه‪َ ،‬‬
‫ج‪ -‬كان النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم فقرياً فأغناه اهلل َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ويدخل فيه‬ ‫ف‪ُ ،‬‬ ‫أكل مالِه بِدون و ْج ِه حق‪ ،‬ورِّد السائِ ِل بَِقسوةٍ وعُنْ ٍ‬ ‫حذ ُير ِمن اإلساءَةِ إىل اليَتِي ِم و ِ‬ ‫‪ -4‬التَّ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ ا‬
‫الرعايَةَ‬ ‫اس يَ ْستَ ِح ُّقو َن ِّ‬ ‫ي ِمن النا ِ‬ ‫اإلسّلم لِِفئَتَ ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫اض َحة ِمن‬‫املال وسائِر العِْل ِم‪ ،‬ويف ذلك ِرعاية و ِ‬
‫َ‬
‫سائِر ِ‬
‫احملتاج‪.‬‬ ‫ماعيَّة‪ ،‬مها‪ :‬اليتِيم‪ ،‬و ِ‬ ‫وال َكفالَةَ االجتِ ِ‬
‫السائ ُل ُ‬ ‫َ ُ ا‬ ‫ْ‬
‫االعَّتاف بِنِ َع ِم ِه ال‬‫الش ْك ِر هللِ‪ ،‬و ِ‬ ‫ني التَّ َح ُّدث بِنِ َع ِم اهللِ قَ ْوالً وفِ ْعّلً دائِماً على َو ْج ِه ُّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬من صفات املؤم َ‬
‫ِ ِ‬
‫بَطَراً وال ُخيَّلءً‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫الس َورةِ بِ ُّ‬
‫أقس َم‬ ‫الضحى والل ِيل‪ ،‬و َ‬
‫أقسم يف ُس َور أُخرى بأوقات أخرى‪ ،‬اُذكر األوقات اليت َ‬ ‫أقسم اهللُ تعاىل يف هذه ُّ‬
‫َ‬
‫اهللُ هبا يف فَواتِ ِح سور ُج ْزِء (عم)‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫الضحى ؟‬ ‫س‪ -1‬اكتُب سبب نُ ِ‬
‫زول ُس َورة ُّ‬ ‫ََ َ‬
‫الضحى ما يلي‪:‬‬ ‫استَ ْخ ِرج ِمن سورة ُّ‬ ‫س‪ْ - 2‬‬
‫السائِل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عام ِل املؤم ِن مع ا‬ ‫أ‪ -‬أُسلُوب تَ ُ‬
‫املؤم ِن مع نِ َع ِم اهللِ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أُسلُوب تَعام ِل ِ‬
‫ُ‬
‫املؤمن مع اليَتِي ِم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أُسلوب تَعام ِل ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شارةٌ ِمن اهللِ تعاىل لَرسول ِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫د‪ -‬ب َ‬
‫أفض ِل اإلجابات فيما يلي‪:‬‬ ‫حول َ‬ ‫ضع دائَِرةً َ‬ ‫س‪َ - 3‬‬
‫حمم ٍد صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف اآليات‪:‬‬
‫‪ِ -‬من النِّ َع ِم اليت أنْ َع َم اهللُ هبا على نَبِيِّه َّ‬
‫ضاالً فهداه‪.‬‬
‫‪َ -2‬و َج َده ا‬ ‫‪َ -1‬و َج َده يَتِيماً فآواه‬
‫تقدم صحيح‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجيع ما َّ‬ ‫وج َده فَِقرياً فأغناه‪.‬‬‫‪َ -3‬‬

‫‪96‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫ورة الشرح‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫صغِريٌ ‪ -‬يَ ْل َعب مع ِّ‬
‫السّلم ‪-‬‬ ‫بيل ‪ -‬عليه َّ‬ ‫الصْبيان؛ إذ جاءَه ج ُ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬وهو َ‬ ‫بينما كان النَّ ُّ‬
‫الش ِ‬
‫يطان‬ ‫ظ َّ‬ ‫وش َّقه وأخرج منه قِطْ َعةً َسوداءَ‪ ،‬وقال‪ :‬هذا َح ُّ‬ ‫استَ ْخَرج قَ ْلبَه َ‬
‫ص ْد َره و ْ‬ ‫فألقاه على ظَ ْه ِره مث َشَرح َ‬
‫(ش َّق) َ‬
‫َ‬
‫أعاده إىل َمكانِه‪ ،‬يقول أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنه‬ ‫ت ِمن َذ َه ٍ‬‫ِباء َزمزم يف طَس ٍ‬‫ِمْنك‪ ،‬مث َغسل قَ ْلبه ِ‬
‫ب‪ ،‬مث َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب صلَّى اهلل‬ ‫صل بِذلك َش ْرح َ‬
‫ص ْد ِر النَّ ِّ‬ ‫فح َ‬ ‫ص ْد ِره صلَّى اهلل عليه وسلَّم "‪َ ،‬‬ ‫كنت أرى أَثََر املخيط يف َ‬ ‫‪ ":-‬وقد ُ‬
‫ص ْد ُرهُ َم ْعنَ ِويااً بِنُوِر اإلميان والنُّ َّبوة‪ ،‬وقد َ َّ‬ ‫القطْعة َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امت‬ ‫السوداء من قَ ْلبِه‪ ،‬كما ُش ِر َح َ‬ ‫عليه وسلَّم ح ِّسيااً بِ َش ِّقه وإخر ِاج َ‬
‫اهللُ تعاىل على نَبِيِّه صلَّى اهلل عليه وسلَّم بذلك فقال سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ‬
‫ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠﭐ ﭐ[الشرح‪.]8 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وجل ‪ -‬على رسولِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫ض نِ َع ِم اهللِ ‪َّ -‬‬
‫عز َّ‬ ‫‪ -‬بَيا ُن بَ ْع ِ‬
‫الصاحلة‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪ِ َّ -‬‬
‫يب يف التَّ َزُّود من األعمال ا‬
‫الَّتغ ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َو َّس ْعناه بِنُوِر النُّبَ َّوةِ‪.‬‬ ‫ص ْد َرك‬
‫نَ ْشَرح لك َ‬
‫َحطَطْنا عنك ِوْزَرك‪ ،‬واملعىن‪ :‬أنَّه َغ َفر له ما تَ َق َّدم ِمن َذنْبِه وما تَأَ َّخر‪.‬‬ ‫ض ْعنا عنك ِوْزَرك‬
‫وو َ‬
‫َ‬
‫أَثْ َق َل‪.‬‬ ‫ض‬‫أَنْ َق َ‬
‫بادةٍ أُخرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اجتَ ِهد يف ع َ‬ ‫ْ‬ ‫صب‬ ‫فانْ َ‬
‫اج َعل نِيَّتَك َور ْغبَتَك فيما عند اهللِ تعاىل‪.‬‬‫ْ‬ ‫فار َغب‬
‫وإىل َربِّك ْ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ي بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْد َر نَبِيِّه ونَ َّورهُ‬
‫أن اهللَ قد شرح َ‬ ‫فهام تَ ْق ِري ِر ي‬
‫يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯﭐﱠ است ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫ناد قَوِمه واستِكبا ِرِهم عن دعوةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫أذهب عنه مجيع اهلموم اليت أصابَْته‪ ،‬من َع ْ‬ ‫احلكمة والع ْل ِم والنُّ َّبوة‪ ،‬و َ‬
‫ب َ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫احلق‪ ،‬ويف هذا تَ ْسلِيَةٌ له عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬ ‫ِّ‬

‫‪97‬‬
‫وحط عنه‬ ‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم أن غ َفر له ما تَ َق َّدم ِمن َذنْبِه وما تَأَ َّخر‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫من ن َع ِم اهلل على نَبيَّه ا‬ ‫‪-2‬‬
‫الرسالَة حىت يُبَ لِّغَها‪.‬‬ ‫ما أث َقل ظَهره ِمن ِ‬
‫أعباء ِّ‬ ‫َ َْ‬
‫اسم اهللِ تعاىل اإال ويُ ْذ َكر‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِمن نِ َع ِم اهللِ على نَبِيِّه َّ َّ‬
‫حممد صلى اهلل عليه وسلم أن َرفَع ذ ْكَره‪ ،‬فّل يُ ْذ َكر ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫حمم ٍد صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف‬ ‫أن ِذ ْكَر اس ِم َّ‬ ‫اسم رسولِه صلَّى اهلل عليه وسلَّم معه‪ .‬وها أنت ترى َّ‬ ‫ُ‬
‫األذان فقط ال يَْن َق ِطع عن األرض‪ .‬وهذا ِم ُ‬
‫صداق اآليَة الكرمية‪.‬‬
‫اإلميان‪ ،‬وهو أنَّه كلَّما جاء عُ ْسٌر جاء معه يُ ْسر ِان‪ ،‬ولن يَ ْغلِب‬ ‫البّلء ِمن أهل ِ‬ ‫البِشارةُ الع ِظيمةُ ألهل ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫َ َ َ‬
‫صِ َب ويَتَ َوَّك َل على َربِّه‪ ،‬ويتَّ ِخ َذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسباب‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱉ ﱊ‬ ‫َ‬ ‫عُ ْسٌر يُسران‪ ،‬فما على املسل ِم اإال أن يَ ْ‬
‫ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱠ‬
‫ثاب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضر النِّ يَّةَ اخلالِ ِ ِ ِ‬ ‫‪ -5‬على املسلِم أن يستَح ِ‬
‫ع اهللُ‪ ،‬حيث يُ ُ‬ ‫الع َم َل املواف َق لما َشَر َ‬
‫صة ل َو ْجه اهلل‪ ،‬ويَ ْع َمل َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ ِِ ِ‬
‫الفعلِيَّة‪ ،‬وكلَّما فَر َ ِ‬
‫غ من َع َم ٍل أَتْ بَ َعه بِ َع َم ٍل َ‬
‫آخر حىت يَ ْل َقى َربَّه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫األعمال ال َق ْوليَّة و ْ‬ ‫على‬
‫استِحضا ِر النِّ يَّة فيها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪ -6‬حىت تُصبِح‬
‫العادات عبادات ال بُ َّد من ْ‬ ‫ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِِ‬
‫الصاحلة‪ ،‬وذلك يف قوله تعاىل‪ :‬ﭐﱡ ﱓ ﱔ ﱕ‬ ‫الس َورةِ بِالتَّ َزُّود من األعمال ا‬‫َأمر اهللُ سبحانَه وتعاىل يف هذه ُّ‬
‫لمسلِم أن ميألَ هبا فَرا َغه‪ ،‬ويَتَ َقَّرب هبا إىل‬ ‫األعمال الصاحلة اليت ي ِ‬
‫شرع ل ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ا‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ اُذكر َ‬
‫ربِّه‪.‬‬

‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯﭐﱠ‪.‬‬
‫ِّبي نوع االستِفهام هنا‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫فسر هذه اآليَة‪.‬‬ ‫ب‪ِّ -‬‬
‫تأمل و ِأجب‪:‬‬‫س‪َّ -2‬‬
‫الصغِري‬
‫ساعةَ اهلاتِف جاء أخوه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضع َ‬ ‫(عندما انتهى َسعي ٌد من أَ ْك ِل غذائه‪ ،‬اتَّصل خبالَته ليُ َسلِّم عليها‪ ،‬وحي َو َ‬
‫أخ َذ يَ ْل َعب معه لِيُ ْسعِ َده)‪.‬‬
‫إليه فتَبَ َّسم له‪ ،‬و َ‬
‫املثال إىل ِعبادات ؟‬
‫السؤال‪ :‬كيف تَتَح َّول العادات يف هذا ِ‬
‫َ‬ ‫و ُّ‬
‫أنعم اهللُ هبا على َرسولِه َّ‬
‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫األذان لِ َّ ِ ِ ِِ ٍ‬
‫لصّلة مثاالً لن ْع َمة َ‬
‫ألفاظ ِ‬ ‫س‪ -3‬اسْتنِتج ِمن ِ‬
‫َ‬

‫‪98‬‬
‫الدرس التاسع‬
‫ورة التين‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫أكملها كما قال تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱦ ﱧ ﱨﱠ [التغابن‪ ،]3 :‬ويف‬ ‫لقد خلَق اهللُ اإلنسا َن يف أحسن ُ ٍ‬
‫صورة و َ‬ ‫َ‬
‫لجزاء واحلساب ِمن وجهي‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة التِّي يُؤِّكد اهللُ هذا املعىن ُم َدلِّّلً بذلك على بَ ْعث اإلنسان بعد َم ْوته ل َ‬
‫الصورةِ احلسنَة ِ‬
‫قادٌر على بَ ْعثِه بعد َم ْوتِه‪.‬‬ ‫اإلنسان ِ‬
‫ِ‬ ‫القادر على َخ ْل ِ‬ ‫أن اهلل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫األول‪َ َّ :‬‬
‫الكمال يف ِ‬
‫اخللق مث يَْت ُرَكه َمهَّلً‬ ‫ِ‬ ‫احلكم ِة أن خيلُ َق اإلنسا َن على هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫أن اهللَ أح َكم احلاكمي‪ ،‬وليس من َ‬ ‫الثاني‪َّ :‬‬
‫اس بعد موهتم لِيُجازوا على‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضت ح ْك َمةُ أح َكم احلاكمي أن يَْب َعث النا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فّل يُ َكلِّ ُفه وال جيا ِزيه على َع َمله‪ ،‬فاقتَ َ‬
‫يامة يوم احلساب واجلزاء على األعمال‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الدين‪ ،‬وهو يوم الق َ‬ ‫أعماهلم‪ .‬وذلك يف يَ ْوِم ِّ‬
‫ﭔﭕﭖ‬
‫ﱡﭐ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬
‫ﱯ ﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ‬
‫ﲃ ﲄ ﱠﭐ ﭐ[التي‪.]8 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫مال َخ ْل ِق اهللِ لإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬بيا ُن َك ِ‬
‫َ‬
‫ث واجلز ِاء على األعمال‪.‬‬ ‫‪ -‬إثبات الب ع ِ‬
‫َْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الشجرتان املعروفَتان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الزيْتُون‬
‫التِّي و َّ‬
‫اجلبل الذي كلَّم اهلل عليه موسى بن عمران عليه َّ‬
‫السّلم يف سيناء‪.‬‬ ‫طُور ِسينِي‬
‫كرَمها اهللُ بِال َك ْعبَة َ‬
‫املشَّرفَة‪.‬‬ ‫َم َّكة اليت َّ‬ ‫البَ لَد األَِمي‬
‫يب ِ‬
‫ومجال اخللق‪.‬‬ ‫أكملِها‪ِ ،‬من ُح ْس ِن َّ‬
‫الَّتكِ ِ‬ ‫أعد ِل ُ ٍ‬
‫ص َورة و َ‬ ‫يف َ‬ ‫أحس ِن تَ ْقومي‬
‫يف َ‬
‫غري َم ْقطوع‪.‬‬ ‫غري منون‬
‫بِاجلزء واحلساب‪.‬‬ ‫بالدين‬
‫ِّ‬

‫‪99‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم‬
‫مام وتَ ْعظ ٌ‬ ‫ي وبِالبَ لَد األمي َم َّكة امل َكَّرَمة‪ ،‬ويف هذا اهت ٌ‬ ‫الزيتون وبِطُور سين َ‬ ‫أقسم اهللُ بالتِّي و َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫لم ْق َس ِم بِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجواب ال َق َس ِم‪َّ :‬‬
‫األعضاء‪ُ ،‬متَ َميِّزاً‬ ‫أحس ِن تَ ْق ِومي‪ ،‬أي‪ :‬ت اام اخلَْلق‪ُ ،‬متَناس َ‬
‫ب‬ ‫أن اهللَ َخلَ َق اإلنسا َن يف َ‬ ‫‪-2‬‬
‫الع ْق ِل والتَّ ْف ِك ِري‪.‬‬
‫بِ َ‬
‫استَ ْمتَعوا‬ ‫خلق اهللِ وب ِدي ِع ِ‬ ‫طاع ِة رهبم‪ ،‬وأعرضوا عن ِّ‬
‫احلق والنَّظَ ِر والتَّ َف ُّكر يف ِ‬
‫صْنعه‪ ،‬و ْ‬
‫َ ُ‬ ‫الذين َغ َفلوا عن َ‬ ‫‪-3‬‬
‫عصيَة اخلالِق‪َ ،‬مَرُّدهم أس َفل سافِلِي يف نا ِر َج َهنَّم‪.‬‬ ‫الدنيا يف م ِ‬
‫َ‬ ‫ِبلَ اذات ُّ‬
‫وعملوا بِ َشر َيع ِة رهبم‪ ،‬وتعلَّ َقت قُلوهبم‬ ‫ِبحمد صلَّى اهلل عليه وسلَّم رسوالً‪ِ ،‬‬ ‫الذين آمنوا باهللِ ربااً و َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫يامة‪.‬‬
‫أج ْر أعماهلم يوم الق َ‬ ‫اعة‪َ ،‬سيُ ْعطَْون َ‬ ‫بِالطا َ‬
‫كل ُم ْعتَ ٍد‬ ‫اض َحةٌ‪ ،‬فما يُ َك ِّذب هبذا ِّ‬
‫الدين اإال ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ظاهرةٌ و ِ‬ ‫جوب ِ ِ‬
‫طاعة اهلل واإلميان به َ‬ ‫األدلَّةُ ال ادالَّة على ُو ِ َ‬
‫ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أثِي ٍم‪ ،‬متَجا ِوٍز لِلح ِّد يف ِع ِ‬
‫احلساب‪.‬‬ ‫لجزاء و‬ ‫صيانه وإنكا ِره ل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫احلجة‪ ،‬وبيَّنوا الطَّريقة‪ .‬مث جعل لِلعِ ِ‬
‫باد‬ ‫لخ ْلق ُر ُسّلً أقاموا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ََ‬ ‫أرسل ل َ‬
‫أعد ُل احلاكمي‪ ،‬حيث َ‬ ‫اهللُ تعاىل َ‬ ‫‪-6‬‬
‫اس فيه َجزاءَ ُهم‪.‬‬ ‫ص لِ ِ ِ‬
‫لمظلوم من الظاامل‪ ،‬ويَ ْلقى النا ُ‬ ‫صل فيه بينَهما‪ ،‬فَيُ ْقتَ ُّ َ‬ ‫يَ ْوماً يُ ْف َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الس َورةِ بِأَ ْمَريْن‪ .‬اُذكرمها‪:‬‬
‫احلساب يف هذه ُّ‬ ‫ث بعد ِ‬
‫املوت واجلزاءَ و‬ ‫أثبَت اهللُ تعاىل البَ ْع َ‬
‫َ‬
‫‪................................. -1‬‬
‫‪.................................. -2‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صْن ِع‬ ‫ومصادر التَّعلُّم ‪ُ -‬مستَعيناً باهلل مث َ‬
‫ِبعلِّمك ‪ -‬عن َمعلومات َح ْول بَدي ِع ُ‬ ‫املدر َسة َ‬
‫س‪ :-1‬احبث يف َم ْكتَبة َ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‪ ،‬مث َس ِّجل هذه املعلومات يف َدفْ ََِّتك‪.‬‬ ‫اهللِ يف َخ ْل ِق‬
‫فسر قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠﭐ ﭐ‪.‬‬ ‫س‪ِّ -2‬‬
‫السورة ِذ ْك ُر َمكانَ ْي‪ ،‬وفاكِ َهتَ ْي‪ ،‬فما مها ؟‬
‫س‪َ -3‬ورَد يف ُّ‬

‫‪100‬‬
‫الدرس العاشر‬
‫العلَق من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)8‬‬ ‫تفسير سورة َ‬
‫قبل البِ ْعثَة يَتَ َعبَّد اهللَ تعاىل يف غا ِر ِحراء فجاءَه جبيل عليه َّ‬
‫السّلم فقال له‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫كان النَّ ُّ َّ‬
‫يب صلى اهلل عليه وسلم َ‬
‫مرات‪ ،‬مث قال له‪ :‬ﭐﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﭐﱠ‪ ،‬إىل قوله‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲘ‬ ‫ِ‬
‫اقْرأ‪ :‬فقال‪ :‬ما أنا بقارئ‪ .‬فَ َع َل ذلك ثّلث ا‬
‫ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﭐﱠ‪.‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗﲘ‬
‫ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﱠ ﭐ ﭐ[العلق‪- 1 :‬‬
‫‪.]8‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ -‬األَمر بِ ِ‬
‫القراءَةِ‪.‬‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان حيث َعلَّمه ما مل ي ُكن يَ ْعلَ ُمه‪.‬‬ ‫ض ِل اهللِ على‬
‫‪ -‬بَيا ُن فَ ْ‬
‫بادةِ اهللِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حذير ِمن الطُّغيان و ِ‬‫‪ -‬التَّ ِ‬
‫االستكبا ِر عن ع َ‬
‫ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫جامد ُم َعلَّق يف َرِح ِم املرأةِ‪.‬‬ ‫دم ِ‬
‫َ‬ ‫َعلَق‬
‫اإلحسان‪ ،‬و ِاسع اجلود‪ ،‬فهو أَ ْكَرم ِمن ِّ‬
‫كل كرمي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َكثِري‬ ‫األَ ْكَرم‬
‫َح اقاً‪.‬‬ ‫كّل‬
‫ا‬
‫جاوُز َّ‬
‫احلد ويَتَ َك َّب ويَتَ َمَّرد‪.‬‬ ‫يَتَ َ‬ ‫لَيَطْغَى‬
‫ِ‬
‫باملال‪ ،‬وال ُق َّوة‪.‬‬ ‫استَ ْغىن‬
‫ْ‬
‫الرجوع بعد املوت‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الر ْجع‬
‫َّ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ظ ﱡﭐ ﲅ ﱠ ﭐ ﭐفيه َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الكتابة‪ ،‬وهي أََّو ُل ما نَزَل ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن على ِ‬
‫رسول اهلل صلَّى‬ ‫َ‬ ‫الد ْع َوة ل ْلع ْل ِم والقراءَة و َ‬ ‫لَْف ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫أن اإلسّلم جاء لِيمحو اجلهل‪ ،‬وخي ِرج النااس ِمن الظُّ ِ‬
‫لمات إىل‬ ‫ويدل هذا على َّ‬ ‫اهلل عليه وسلَّم‪ُّ ،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫النُّوِر‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫حيث يقول اهلل تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﱠ‬ ‫كل َع َم ٍل ِمن أعمالِه باس ِم اهللِ‪،‬‬ ‫يبدأ املسلِم َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وحده‪ ،‬واالستِعانَة بِه دون ِسواه‪.‬‬ ‫اإلخّلص هللَ َ‬
‫ُ‬ ‫وبذلك يكون‬
‫بآيات التَّن ِز ِيل والتَّكلِ ِ‬
‫يف‪.‬‬ ‫الذ ْك ِر لِ َشرفِ ِه وع ِظي ِم قَ ْد ِره‪ ،‬وألنَّه املخاطَب ِ‬
‫َ َ‬ ‫خص اهللُ اإلنسا َن بِ ِّ‬
‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬
‫احلقوق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ضبَط بِه‬‫ظ بِه العُلوم‪ ،‬وتُ ْ‬ ‫اخللق أن علَّمهم ِ‬
‫الكتابَةَ بِال َقلَ ِم الذي حت َف ُ‬ ‫ضل اهللِ على ِ‬ ‫ِمن فَ ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫َُ‬
‫باده أنَّه علَّم اإلنسا َن بِو ِاسطَة ال َقلَ ِم ما مل ي ُكن ي علَم ِمن العلُ ِوم واملعا ِرف‪ِ .‬‬
‫ومن‬ ‫ِمن َكرِم اهللِ على ِع ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫َ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َكَرِمه‪ِ :‬ح ْل ُمه َعلَي ِهم فّل يُ َع ِّجل علي ِهم بِالعُقوبَِة‪.‬‬
‫باملال والثَّ ْرَوةِ أو بِ ُّ‬
‫الس ْلطَِة‪ ،‬ويف هذا‬ ‫صيان إذا رأى نفسه َغنِياً ِ‬
‫َ ا‬
‫ِ‬
‫احلد يف ال ُك ْف ِر والع ْ‬
‫جاوز َّ‬ ‫أ َّن اإلنسا َن يَتَ َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ظاهٌر لِ َمن أهلاه ِغناه عن ِذ ْك ِر َربِّه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ‬ ‫وصف ِ‬
‫َْ ٌ‬
‫ﲦ ﱠ‪.‬‬
‫ومصا ِرفِه اليت أََمَر اهللُ هبا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املال أن يُْنف َقه يف ُوجوه اخل ِري ُ‬ ‫على املسلِم إذا َوَهبَه اهللُ َ‬ ‫‪-7‬‬
‫ِِ‬ ‫فإن مرَّده إىل ربِّه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ب فيُسأَل‬
‫اس ُ‬
‫وم ْرج َعه إىل خالقه‪ ،‬وسوف ُحي َ‬ ‫َ َ‬ ‫مال اإلنسان وز َادت قُ َّوتُه َّ َ َ‬ ‫مهما َكثَُر ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫عن مالِِه ِمن أين َمجَ َعه وا ْكتَ َسبه؟‪ ،‬وفيما أَنْ َف َقه ؟‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫القراءة ِم ْفتاح العِْل ِم وو ِسيلَةُ الثَّقافَِة‪ .‬ناقِش مع مموعتِك موضوع ِ‬
‫القراءَةِ ِمن حيث‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نصح بِِقراءَهتا‪.‬‬ ‫ضل أوقاهتا‪َ -3 ،‬أهم ال ُكتُ ِ‬
‫ب اليت يُ َ‬ ‫ا‬ ‫‪ -1‬فَوائدها‪ -2 ،‬أَفْ َ‬
‫ِ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم ؟‬ ‫زول القرآن الكرمي على ِ‬ ‫ص ِة نُ ِ‬‫س‪ -1‬اكتُب ما تَ ْع ِرفه عن قِ َّ‬
‫حاربَِة ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلهل َدعا إليه اإلسّلم‪.‬‬ ‫اخَّت أُسلوباً ل ُم َ‬
‫س‪َ - 2‬‬
‫س‪ -3‬مثال لِ ُكل ِمن‪:‬‬
‫‪ -‬املال عندما يكون طَ ِريقاً لِلطُّ ِ‬
‫غيان‪.‬‬
‫‪ -‬املال عندما يكون طَ ِريقاً لِ ِرضا َّ‬
‫الرمح ِن‪.‬‬
‫املناسب أمام العبارات التاالية‪ ،‬مع تصحيح اخلطأ‪:‬‬ ‫س‪ -4‬ضع كلمة (صح) أو كلمة (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم ُس َورةُ الفاحتَ ِة‬ ‫أ) َّأو ُل سورة نَزلَت على ِ‬
‫َ َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ب) خلَق اهللُ سبحانَه وتعاىل اإلنسا َن ِمن َعلَ ٍق‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الكتابَةَ‬ ‫رسول اهللِ صلَّى اهلل عليه وسلَّم ي ع ِر ُ ِ‬
‫القراء َة و ِ‬
‫ف َ‬ ‫َْ‬ ‫ج) كان ُ‬

‫‪102‬‬
‫شر‬
‫الدرس الحادي ع َ‬
‫ورة‬
‫العلَق من اآلية رقم (‪ )9‬إلى آخر الس َ‬ ‫ورة َ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫عندها‪ .‬فقال له‪ :‬أمل‬ ‫صلِّي َ‬ ‫كان أبو جه ٍل ي ْنهى النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم عن َّ ِ‬
‫الصّلة عند ال َك ْعبَة‪ ،‬فرآه َمَّرًة يُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬
‫ي َش ْي ٍء ِّ‬
‫هتد ُدين؟ أما‬ ‫ّلم وهنََره‪ .‬فقال أبو َج ْه ٍل‪ :‬بِأَ ِّ‬ ‫يب صلَّى عليه وسلَّم يف ال َك ِ‬
‫أهنك عن هذا ؟‪ ،‬فأغلَظ له النَّ ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫أهل هذا الوا ِدي ِ‬ ‫واهللِ إين أل ْكثَر ِ‬
‫سبحانه‪:‬ﭐﱡﭐ ﲬ‬ ‫أنزل اهللُ تعاىل يف بَيان َم ْوقف أب َج ْه ٍل قولَه ُ‬ ‫نادياً‪ .‬وقد َ‬
‫ﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ‬

‫ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱢ ﱤ ﱠ [العلق‪.]19 - 9 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الص ِّد عن َسبِ ِيل اهلل‪ ،‬وبَيا ُن عاقِبَتِه‪.‬‬ ‫‪ -‬التَّ ِ‬
‫حذ ُير ِمن َّ‬
‫طاع ِة اهللِ‪ ،‬والتَّ َقُّرب إليه‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫طاعة املخلوق يف َم ْعصيَة اهلل‪ ،‬واألَ ْم ُر بِ َ‬
‫‪ -‬النَّهي عن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫احلق‪ ،‬وهو أبو َج ْهل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلميان و ِّ‬ ‫أعَرض عن‬ ‫ْ‬ ‫تَوىل‬
‫اصيَةُ‪َ :‬ش ْع ُر ُم َق َّدِم َّ‬
‫الرأْ ِس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جنذب بِ ِش َّدةٍ‪ ،‬والنا ِ‬ ‫اصيَ ِة‬
‫لَنَس َفعاً بِالنا ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يف قوهلا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كاذبَة‬
‫يف فِ ْعلِها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خاطئَة‬
‫وع ِش َريتَه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْه َل ملسه وقَ َ‬
‫ومه َ‬ ‫ناديَهُ‬
‫املّلئِكة املوَّكلون بِالع ِ‬
‫ذاب‪.‬‬ ‫الزبانِيَة‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫تَ َقَّرب إىل اهللِ بِْفعِل الطا ِ‬
‫اعات وأنو ِاع العِبادات‪.‬‬ ‫واقْ ََِّتب‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫س ذلك؛ بأن أن َكر على‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب على املسلم‪ ،‬اأما َمن فَ َع َل َع ْك َ‬‫‪ -1‬األَ ْم ُر باملعروف والنَّ ْه ُي عن املن َكر واج ٌ‬
‫ض َّل وتَعَّرض لِ ِ‬ ‫وص َدع بِ ِّ‬
‫عذاب اهلل‪.‬‬ ‫ودعا إليه‪ ،‬فقد َ َ‬ ‫احلق َ‬ ‫َمن أََمَر باملعروف َ‬
‫املؤمن وجوا ِرِحه‪ ،‬منعاه ِمن اإلساءةِ واالعتِ ِ‬
‫داء بِال َق ْوِل أو‬ ‫ب ِ‬ ‫َتكنا ِمن قَ ْل ِ‬
‫‪ -2‬اإلميا ُن وتَ ْقوى اهللِ تعاىل إذا َّ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫الف ْع ِل على إخوانه املسلم َ‬
‫ي‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫وسيُجا ِزي ِهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فهام تَ ْق ِري ٍر‪ ،‬يُِفيد بِ َّ‬‫ِ‬
‫أن اهللَ ُمطَّل ٌع على أعمال العباد َ‬ ‫‪ -3‬ﱡﭐ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ‪ :‬است ُ‬
‫عليها‪.‬‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وبيا ُن أنَّه لن ي ْن ِق َذه ِمن الع ِ‬
‫ذاب‬ ‫حتذير أب ج ْه ٍل وأمثالِه ِمن اإلساءةِ لِ َّلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫أَ ْه ٌل وال َع ِش َريةٌ‪.‬‬
‫صيَ ِة اخلالِق‪ ،‬وأَْمٌر‬
‫املخلوق يف مع ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫طاع ِة‬
‫هني عن َ‬‫‪ -5‬يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱢﱠ‪ٌ ،‬‬
‫ب إىل اهللِ بِأنو ِاع الطا ِ‬
‫اعات‪.‬‬ ‫بادةِ والتَّ َقُّر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِبداوَمة الع َ‬
‫َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الد ْع َوةِ‪.‬‬ ‫واجه النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم عدداً ِمن األعداء‪ .‬اُذكر مخساً ِمن أَلَ ِّد ِ‬
‫أعداء َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ‪.‬‬
‫اهي‪ ،‬وما لََقبُه‪.‬‬‫أ‪ -‬من النا ِ‬
‫َ‬
‫ب‪َ -‬من املْن ِه اي‪.‬‬
‫ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬ ‫س‪ -2‬اخَّت لِل َكلِمة ِمن العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫أس‪.‬‬‫الر ِ‬
‫) َش ْعر ُم َق َّدم َّ‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬تَ َوىل ‪:‬‬
‫) تَ َقَّرب إىل اهللِ بِِف ْعل الطااعات وأنو ِاع العِبادات‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬نَ ْس َفع‪:‬‬
‫) ِ‬
‫جنذب بِ ِش َّدة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬النا ِ‬
‫اصيَة‬
‫وع ِش َريتِه‪.‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫‪ِ -4‬‬
‫) أَ ْهل ْملسه من قَومه َ‬ ‫(‬ ‫ناديَه‪:‬‬
‫احلق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلميان و ِّ‬ ‫) أَ ْعَرض عن‬ ‫(‬ ‫‪َِ -5‬‬
‫اقَّتب‪:‬‬
‫ّلوة‪ ،‬مث َد ِّونْه يف َدفْ ََِّتك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومصادر التَّعلُّم عن ُدعاء َس ْج َدة التِّ َ‬
‫املدرسة َ‬ ‫س‪ -3‬احبث يف مكتبة َ‬
‫ِ ِ‬
‫يب هذه اجلملة‪:‬‬ ‫س‪ -4‬أَعد ترت َ‬
‫طاعة ‪ -‬ال)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫( اخلالق ‪ -‬يف ‪ -‬ل َمخلوق ‪َ -‬م ْعصيَة ‪َ -‬‬

‫‪104‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثاني َع َ‬
‫ورة ال َقدر‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫احتِساباً غُ ِفَر له‬
‫قام لَْي لَةَ ال َق ْد ِر إمياناً و ْ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم قال‪َ :‬من َ‬
‫((‬
‫أن َ‬ ‫عن أب هريرة رضي اهلل عنه َّ‬
‫ما تَ َق َّدم ِمن ذَنْبِه ))(‪.)5‬‬
‫ض ِل ليلَ ِة ال َق ْدر‪ ،‬وقد َ‬ ‫ٍ‬
‫خاصة‪ ،‬هي سورة‬ ‫أنزل اهللُ يف فضل هذه اللَّيلة ُس َورًة َّ‬ ‫يف هذا احلديث بَيا ُن َش ْيء ِمن فَ ْ‬
‫القدر‪ ،‬وفيها يقول سبحانه‪:‬‬
‫ﭔﭕﭖ‬
‫ﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ‬

‫[القدر‪.]5 - 1 :‬‬ ‫ﱺ ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ ﱠ‬


‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ض ُل لَْي لَ ِة ال َق ْدر‪.‬‬
‫‪ -‬فَ ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املراد‪ :‬القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫إناا أَنْ َزلْناه‬
‫ض ِل‪.‬‬ ‫الشر ِ‬
‫ف وال َف ْ‬ ‫لَْي لَة ال َق ْد ِر‬
‫لَْي لَة َّ َ‬
‫أَ ْعلَ َمك‪.‬‬ ‫أدراك‬
‫السّلم‪ ،‬يَْن ِزل مع املّلئِ َكة تلك اللَّْي لَة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جبيل عليه ا‬ ‫الروح‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ّلم ِهي‬
‫وشر‪.‬‬ ‫كل آفٍَة َ‬
‫سال َمة ِمن ِّ‬ ‫َس ٌ‬
‫انْبِثاق ال َف ْج ِر‪.‬‬ ‫َمطْلَع ال َف ْج ِر‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫السنَة ِمن‬ ‫يمة َشر ٍ‬
‫يفة هي ليلة ال َق ْدر‪ ،‬وفيها يُ َق ِّدر اهللُ ما يكون يف َّ‬ ‫عظ ٍ‬‫ليلة ِ‬
‫أنزل اهلل تعاىل القرآ َن يف ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وع َم ٍل وِرْزٍق‪.‬‬
‫أَ َج ٍل َ‬

‫‪ -5‬رواه البخاري رقم (‪ ،)1901‬ومسلم رقم (‪.)759‬‬


‫‪105‬‬
‫الدنيا‪ ،‬مث نَزل ِمن ِ‬
‫عند‬ ‫الس ِ‬
‫ماء ُّ‬ ‫ت العَِّزةِ يف َّ‬
‫اح َد ًة ِمن اللَّوح احملفوظ إىل ب ي ِ‬ ‫‪ -2‬أُنزل القرآن الكرمي مجلَةً و ِ‬
‫َْ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف ذلك‬ ‫ثّلث وعش ِرين سنَةً على ِ‬ ‫صّلً حبسب الوقائِع يف ٍ‬ ‫اهلل ُم َف َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِحكم منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تَثْبِيت فُؤ ِاد النيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم وتَ ْق ِويَة قَ ْلبِه‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وع َمّلً‪.‬‬‫درج يف تَ ْربِيَة األَُّمة الناشئَة ع ْلماً َ‬ ‫ب‪ -‬التَّ ُّ‬
‫تد ِدها وتَ َفُّرقِها‪.‬‬
‫ج‪ُ -‬مسايََرةُ احلو ِادث والطَّوا ِرئ يف ُّ‬
‫ِ‬
‫األرجح‪ ،‬وقد أخفاها اهللُ سبحانه وتعاىل‬ ‫الع ْشر األواخر منه على َ‬ ‫‪ -3‬ليلَة ال َق ْد ِر يف َش ْهر َرَمضان‪ ،‬ويف َ‬
‫اعة‪.‬‬
‫الذ ْكر والتَّسبيح والقيام واالجتهاد يف الطا َ‬ ‫على ِعباده حىت يُكثِروا ِمن ُّ‬
‫الدعاء و ِّ‬
‫يل ِمن بي املّلئِ َكة‬
‫ص جب ُ‬ ‫وخ َّ‬
‫الرمحة‪ُ ،‬‬ ‫البكة و َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬تَ ْن ِزُل املّلئ َكةُ يف ليلة ال َق ْد ِر‪ ،‬وهم ال يَن ِزلون اإال باخلري و َ‬
‫ضلِه‪.‬‬ ‫لِ َشَرفِه وفَ ْ‬
‫الصاحلات يف َمو ِاسم‬ ‫‪ -5‬ي ْنبغِي لِلمسلِم أن ي ْغتَنِم األوقات والساعات ِ‬
‫الفاضلَة‪ ،‬وأن يَِز َ‬
‫يد َع َمل ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ضيع األوقات‬ ‫الفاضلَة يف يوم اجلمعة وغريها‪ ،‬وأن ال تَ ِ‬ ‫قيام ليلَ ِة ال َق ْدر‪ ،‬والساعة ِ‬ ‫اخلريات‪ ،‬مثل ِ‬
‫ا‬
‫الدنيا‪.‬‬‫غال بِ ُّ‬ ‫والساعات يف اللَّهو واللَّعِب‪ ،‬أو ِ‬
‫االنش ِ‬
‫ا‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫السورةِ‪ِّ .‬بي مزايا هذه اللَّيلَ ِة ِمن ِخ ِ‬
‫ّلل ما َد َر ْستَه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بعضها يف هذه ُّ َ‬ ‫يمة ذُكَر ُ‬ ‫لليلَة ال َق ْدر َمزايا َعظ َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫تصحيح اخلطأ‪.‬‬ ‫املناسب بعد اجلمل التاالية‪ ،‬مع ِ‬ ‫س‪ -1‬ضع َكلِمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫مخس ِ‬
‫وع ْش ِرين َسنَةً‪.‬‬ ‫‪ -1‬نََزَل القرآ ُن الكرمي يف ٍ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫نزل القرآ ُن ُمنَ َّجماً لِ ُمسايََرةِ احلو ِادث والطَّوا ِرئ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫)‪.‬‬ ‫الصور (‬ ‫السّلم؛ ألنَّه املوَّكل بالنَّفخ يف ُّ‬ ‫جبيل ِمن بي املّلئِكة عليهم َّ‬ ‫خص اهللُ َ‬ ‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪َ -4‬من قام ليلةَ ال َق ْد ِر إمياناً واحتِساباً غُ ِفَر له ما تَ َق َّدم ِمن َذنْبِه‬
‫سجل املصاحل املتَ َرتِّبة على ذلك‪.‬‬ ‫حتد ِ‬
‫يد لَْي لَة ال َق ْدر‪ ،‬مث ِّ‬ ‫تأمل ع َدم ِ‬
‫س‪َ َّ -2‬‬
‫أوقات ِ‬
‫فاضلَة منها‪.‬‬ ‫السنَةَ اهلج ِريَّة‪ ،‬مث استَخ ِرج أربعةَ ٍ‬ ‫س‪ -3‬استَ ْع ِرض َّ‬
‫ْ‬
‫زول ال ُق ِ‬
‫رآن الكرمي‪.‬‬ ‫احل نُ ِ‬ ‫س‪ -4‬رتِّب مر ِ‬
‫َ‬

‫‪106‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثالث ع َ‬
‫ورة البَ ي نَة من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)5‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫لمات ال ُك ْف ِر‪ ،‬ما بي عابِ ٍد لألصنام‪ ،‬أو على‬
‫ث النَِّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم متَخبِّ ِطي يف ظُ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ِّ‬
‫كان النااس قَبل مب ع ِ‬
‫ُ ْ َ َْ َ‬
‫ّلل تلك ال ِملَ ِل‬
‫ض َ‬ ‫ف‪ ،‬إىل أن بُعِث عليه َّ‬ ‫حمر ٍ‬
‫ِدي ٍن ُمبَ َّد ٍل َّ‬
‫احلق‪ ،‬وأبان به َ‬
‫الدين ا‬ ‫فأظهر اهللُ به ِّ‬
‫السّلم َ‬ ‫الصّلة و َّ‬
‫املْن َح ِرفَة‪ ،‬وأن َقذ به َمن شاء ‪ -‬سبحانَه ‪ِ -‬هدايَتَه‪ ،‬ويف ذلك يقول سبحانه‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬
‫ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ‬

‫ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﱠ ﭐ ﭐ[البَيِّنة‪.]5 - 1 :‬‬
‫ﲹ‬ ‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ -‬بيا ُن ُك ْف ِر ِ‬
‫اليهود والنَّصارى وعُبااد األصنام‪.‬‬ ‫َ‬
‫ث بِه‪.‬‬ ‫وح ِقي َقة ِّ‬
‫الدين الذي بُعِ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬بَيا ُن ِرسالَة النَّ ِّ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الكتاب هم اليهود وكتاهبم التَّوراة‪ ،‬والنَّصارى وكتاهبم اإلجنيل‪.‬‬ ‫أَهل ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫األصنام‪.‬‬ ‫عُبااد‬ ‫املشركي‬
‫ي ما هم عليه ِمن ال ُك ْف ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُمفا ِرق َ‬ ‫ي‬‫ُمْن َف ِّك َ‬
‫وحممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫القرآن الكرمي َّ‬ ‫البَ يِّ نَة‬
‫الباطل‪ ،‬واخل ْل ِط‪ ،‬وال َك ِذب‪.‬‬
‫منَ َّزهة عن ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُمطَ َّهَرة‬
‫يمة ليس فيها َخطأ وال ظُْلم؛ ألهنا ِمن عند اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عادلَة ُم ْستَق َ‬ ‫قَيِّ َمة‬
‫حممد صلَّى اهلل‬ ‫السّلم‪ِ ،‬‬
‫ودي ِن َّ‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مائِلون عن ِّ‬
‫الشرك إىل التَّوحيد‪ُ ،‬م ْستَقيمون على ملة إبراه َ‬ ‫ُحنَفاء‬
‫عليه وسلَّم‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬فلما بُعِ َ‬
‫ث‬ ‫كان أهل الكتاب ِمن اليهود والنَّصارى ي ْنتَ ِظرون بِ ْعثَةَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫بعضهم وَك َفر بعضهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فآمن ُ‬ ‫وجاءَهتم البَ يِّنَة على ص ْدقه وص َّحة ما جاء به تَ َفَّرقوا‪َ ،‬‬
‫وحده‪ ،‬وال ُك ْف ِر بِ ُك ِّل ما يُ ْعبَد ِمن دونه‪ ،‬وأن‬
‫بادتِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب اليهود والنَّصارى أَْمٌر من اهلل تعاىل هلم بِع َ‬ ‫يف ُكتُ ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫الصّلة ويؤتوا الزكاة‪.‬‬ ‫يقيموا َّ‬
‫ك ِذب قال تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫القرآن الكرمي َح ِفظَه اهللُ ِمن التَّدلِيس وال َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬ ‫ﱠ [احلجر‪ ،]9 :‬أما غريُه ِمن ال ُكتُب َّ‬
‫صل فيها التَّحريف‬ ‫فح َ‬‫السماويَّة فلم يَتَ َك َّفل اهللُ حبفظها‪َ ،‬‬
‫واخللَل‪.‬‬
‫الذ ْكر مع ُدخوهلم يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﲱ ﲲ‬ ‫خص ُهما اهللُ ُسبحانه بِ ِّ‬ ‫الزكاةِ حيث َّ‬ ‫الصّلةِ و َّ‬
‫أَ َمهِّيَّةُ َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ﲳ ﭐ ﭐﱠ‪.‬‬
‫الشرك والبِ َدع واخلرافات‪ ،‬مائِلَةً عن ِملَّة‬
‫يدةً عن أسباب ِّ‬ ‫اإلسّلميَّة أن تكون بَعِ َ‬
‫ِ‬ ‫يَْنبَغِي على األَُّم ِة‬ ‫‪-5‬‬
‫حممد صلَّى اهلل‬ ‫وسنَّ ِة رسولِه َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫العظيمة‪َ ،‬مَرادها يف ذلك إىل كتاب اهلل ُ‬
‫َ‬ ‫وشرائِعِه‬ ‫ِ‬
‫اإلسّلم َ‬ ‫ال ُك ْف ِر إىل ِدي ِن‬
‫عليه وسلَّم‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وآخَريْن ِمن فَضائِل الزكاة‪.‬‬ ‫اُذكر اثْنَتي ِمن فَضائِل َّ‬
‫الصّلة‪َ ،‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫بادةِ‪.‬‬‫ِ ِ ِ‬
‫اإلخّلص هلل يف الع َ‬ ‫اآليات على و ِ‬
‫جوب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫س‪ -1‬استِدل ِمن‬
‫ص ِحيح اخلطأ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ضع كلمة (صح) أو (خطأ) يف املكان املناسب بعد اجلمل التاالية‪ ،‬مع تَ ْ‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫الكتاب هم اليَهود‪ ،‬وكتاهبم اإلجنيل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫أ‪-‬‬
‫ُ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ب‪ -‬املشركون هم عُبااد األصنام‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ج‪ -‬كان أهل الكتاب ينتظرون بِ ْعثَة الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫احلج يف اآليات الكرمية ألمهِّيَّتِه‪.‬‬‫خص اهللُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫د‪-‬‬
‫رمي وبي ال ُكتُب اليت أنزهلا اهلل ِمن قَبل‪ ،‬مستَ ْش ِهداً بِ َدلِ ٍيل ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن على ما‬ ‫س‪ -3‬ميِّز أَ ِه َّم فَرٍق بي ال ُق ِ‬
‫رآن ال َك ِ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫تقول‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫شر‬
‫الدرس الرابع َع َ‬
‫ورة‪.‬‬‫ورة البَ ي نَة من اآلية رقم (‪ )6‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن أهل ِ‬
‫الك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّبي اهللُ تعاىل يف أََّوِل ُّ ِ‬
‫تاب كانوا يَْنتَظرون بِ ْعثَة النَّ ِّ‬
‫يب صلَّى‬ ‫الس َورة ُك ْفَر اليهود والنَّصارى واملشركي‪ ،‬و َّ َ‬
‫اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬فلما بعِث تَ َفَّرقوا فيه‪ ،‬فَ ِمْنهم من آمن بِه‪ ،‬وَك َفر بِه أ َكثَرهم‪ ،‬وكذلك النااس؛ ِمْن هم ِ‬
‫املؤمن به ‪-‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ا ُ‬
‫وجزاءَ ُهم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ‬ ‫السّلم ‪ -‬والكافِر به‪ ،‬فهذه اآليات تُبَ ِّي َ‬
‫مآل ال َف ِري َق ْي َ‬ ‫الصّلة و َّ‬
‫عليه َّ‬
‫ﱌﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬
‫ﱍ‬ ‫ﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ‬
‫ﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦ ﱧ‬
‫ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ [البَ يِّنة‪.]8 - 6 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫ين َ‬‫املؤمني والكافر َ‬
‫َ‬ ‫آل‬
‫‪َ -‬م ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اخللِي َقة‪.‬‬ ‫َِ‬
‫البيَّة‬
‫استِ ْقرار‪.‬‬
‫إقامة و ْ‬
‫َ‬ ‫َع ْدن‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫صريهم إىل جهنَّم وبئس املصري‪.‬‬ ‫الذين َكفروا ِمن أهل الكتاب واملشركي هم َشُّر اخللِي َقة‪ ،‬وم ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫وتقربوا بالطااعات إىل رهبم‬
‫احلات‪َّ ،‬‬‫وعملوا الص ِ‬
‫ا‬
‫حمم ٍد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ِ ،‬‬ ‫الذين آمنوا باهللِ وبَِرسولِِه َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫استِقرا ٍر‪ ،‬وهي يف ُمْنتَهى احلُ ْسن‪ ،‬ت ِري ِمن‬ ‫القيامة جناات ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إقامة و ْ‬
‫َ‬ ‫يوم َ َ‬ ‫هم َخْي ُر اخللي َقة‪َ ،‬و َع َد ُهم اهللُ َ‬
‫ف حاهلم‪.‬‬ ‫وضعُ َ‬ ‫حتتها األهنار‪ ،‬وهم َخْي ر ِ‬
‫اخللق وإن قَ َّل ماهلم َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طاعة َربِّه واتِّباع ُسنَّة َرسوله َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُل َخ ْشيَة اهلل حيث حتمل صاحبَها على َ‬ ‫فَ ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫الع َمل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬فَتُوِرث أداءَ ال َفرائِ ِ‬
‫احملرمات يف االعتقاد‪ ،‬وال َق ْول‪ ،‬و َ‬ ‫ض وتَ ْرَك َّ‬

‫‪109‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الع َم ِل حىت يكون صاحلاً؟‬ ‫ِ‬ ‫وعد اهلل تعاىل الذين آمنوا ِ‬
‫يامة‪ ،‬فماذا يُ ْشتَ َرط يف َ‬
‫الصاحلات باجلنَّة يَ ْوَم الق َ‬‫وعملوا ا‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما معىن َِ‬
‫البيَّة ؟‬
‫الص ِحيحة فيما يلي‪:‬‬ ‫اخَّت اجلمل َّ‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫إذا خ ِشي العب ُد ِ‬
‫املؤمن َربَّه فإنَّه‪:‬‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬يَْت ُرك ال َك ِذب‪.‬‬
‫صّلتِه‪.‬‬ ‫خيشع يف َ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬ي ْغتاب يف َك ِ‬
‫ّلمه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ص هللِ يف أعمالِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬خيل ُ‬
‫اهد نَ ْف َسه‪.‬‬ ‫‪ُ -5‬جي ِ‬
‫‪ -6‬يَرضى اهللُ عنه‪.‬‬
‫كون ِمن الكلمات التاالية مجلتي م ِ‬
‫ناسبَتَي‪:‬‬ ‫س‪ِّ -3‬‬
‫ُ‬
‫(من ‪َ -‬شار ‪ -‬خري ‪ -‬خيشى اهلل ‪ -‬يُ ْش ِرك باهلل ‪ -‬اخللِي َقة )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب فهو كافٌِر‪ ،‬استَ ِد ال على ذلك ِمن هذه ُّ‬
‫الس َورةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم ِمن أَ ْه ِل‬ ‫ِ‬
‫س‪َ -4‬من مل يُ ْؤمن بِالنَّ ِّ‬

‫‪110‬‬
‫شر‬
‫الدرس الخامس ع َ‬
‫ورة الزل َزلَة‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةُ‬
‫الس َ‬ ‫وج َعلَها ساكنَةً ثابِتَة بِ ْأهلها‪ُ ،‬م َذلَّلَةً يَْنتَفعون هبا َشىت املنافع‪ ،‬فإذا أر َاد اهللُ أن َ‬
‫تقوم ا‬ ‫األرض َ‬ ‫َ‬ ‫َخلَق اهللُ تعاىل‬
‫اض ِطراباً شديداً‪ ،‬فتُ ْخ ِر ُج ما جبوفِها ِمن ال ُكنُوِز واألموات‪ .‬وهذه آيَةٌ‬ ‫يمةً و ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫األرض بأَ ْم ِره َزلَْزلَةً َعظ َ‬ ‫ث هلذه‬ ‫أحد َ‬
‫َ‬
‫يمةٌ‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ َ‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ‬
‫ﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ ﲘﲙﲚﲛﲜ‬

‫ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ َّ‬
‫[الزلزلة‪.]8 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪ -‬أَهو ُال يَ ْوم الق َ‬
‫يامة‪.‬‬
‫وشِّره‪ ،‬قَلِيلِ ِه وَكثِ ِريهِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان على َع َمله خ ِريهِ َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬بيا ُن مازاةِ‬
‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وحترَكت َحَرَكةً َش ِد َ‬
‫يد ًة‪.‬‬ ‫اضطََربَت َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُزلْ ِزلَت‬
‫ما يف َج ْوفِها ِمن ال ُكنُوِز‪ ،‬و َّ‬
‫الدفائِن‪ ،‬واألموات‪.‬‬ ‫أَثْقاهلا‬
‫َتبُ ِبا َوقَع عليها ِمن َخ ٍْري أو َشر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أخبارها‬
‫ث َ‬ ‫َحتَ ِّد ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْشتاتاً‬
‫ُمتَ َفِّرق َ‬
‫صغِ َريةٍ‪ ،‬أو غ ِريها ماا تَناهى يف ِّ‬
‫الصغَ ِر‪.‬‬ ‫ِزنَة منلَة َ‬ ‫ِمثْ َ‬
‫قال َذ َّرةٍ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ضطَ ِرب وَت ِرج ما يف َج ْوفِها ِمن ال ُكنوِز‬‫األرض وتَتَ َحَّرك بِ ِش َّدةٍ وتَ ْ‬
‫ُ‬ ‫يم‪ ،‬تَتَ َزلَْزُل فيه‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬
‫يامة يَ ْوٌم َعظ ٌ‬
‫ِ‬
‫‪ -1‬يَ ْوُم َ‬
‫اس ِمن ِش َّدة اهلول قائلي‪ :‬ما هلا ؟!‬ ‫ات حلساهبم ِ‬ ‫واألمو ِ‬
‫وجزائهم‪ ،‬ويَتَ َح َّدث النَ ُ‬ ‫َ‬
‫َتب ِبا َجرى على ظَ ْه ِرها ِمن َخ ٍْري أو َشر‪.‬‬ ‫األرض أن ِ‬
‫َ‬ ‫يأمر اهللُ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫وسعِي ٌد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يرجع النا ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اس من َم ْوقف احلساب ُمتَ َفِّرقي‪ ،‬فمْن ُهم َشق يي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪111‬‬
‫الشَّر‪ ،‬قال رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪":‬‬ ‫اخلري ولو كان قليّلً‪ ،‬ويتَجنَّب َّ‬ ‫ِ‬
‫يفعل َ‬ ‫‪ -4‬على املؤمن أن َ‬
‫َترةٍ "(‪.)6‬‬ ‫ِِ‬
‫اتَّقوا النا َار ولو بش ِّق َ‬
‫الشِّر‪ ،‬وبيان العِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قاب عليه‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐ‬ ‫احلث على ف ْع ِل اخل ِري‪ ،‬وبَيان الثَّواب عليه‪ ،‬والتَّحذ ُير من ف ْع ِل َّ َ‬ ‫يف اآليات ُّ‬
‫رسول اهللِ صلَّى اهلل عليه‬‫ﱡ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ‪ ،‬وسَّى ُ‬
‫اجلام َعة "(‪ .)7‬والفاذَّة‪ِ :‬من ال َف ِّذ‪ ،‬أي‪ :‬املن َف ِرد‪ ،‬واملقصود هبا يف اآلية الكرمية‪ ":‬املن َف ِرَدة يف‬
‫وسلَّم هذه اآلية‪ ":‬الفاذَّة ِ‬
‫َمعناها "(‪.)8‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حدد اآليات ال ادالَّة على أ ان َ‬
‫مجيع األعمال تُ َوزن يَ ْوَم الق َ‬ ‫الس َورةَ مثَّ ِّ‬
‫تدبَّر ُّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اخَّت ثَّلثَةً منها‪ ،‬و ِأجب عنها فيما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مموعةً من األسئلَة‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ّلؤك‬
‫س‪ -1‬طََر َح عليك ُزَم ُ‬
‫الجواب‬ ‫السؤال‬ ‫م‬
‫األرض ِزلْزاهلا ؟‬
‫ُ‬ ‫‪ 1‬مىت تَُزلَْزُل‬
‫ِ‬
‫يامة ؟‬‫قال اليت َُت ِر ُجها يوم الق َ‬‫‪ 2‬ما األثْ ُ‬
‫يومئِ ٍذ ؟‬
‫األرض َ‬‫ُ‬ ‫ث‬‫حتد ُ‬‫أي أخبا ٍر ِّ‬ ‫‪ 3‬عن ِّ‬
‫باد كلَّها لِتُوز َن في ِ‬
‫حاس ُبهم عليها‪.‬‬ ‫أعمال العِ ِ‬
‫س‪ -2‬أحصى اهللُ َ‬
‫َ ُ‬
‫دل على ذلك ِمن اآليات‪.‬‬ ‫‪ -‬استِ ا‬
‫س‪ -3‬امأل اجلدول التاايل ِبا يُناسب‪:‬‬
‫يامة‬
‫ضر فاعلَها يوم الق َ‬ ‫ٌ‬
‫أعمال تَ َ‬ ‫يامة‬
‫المؤمن يوم الق َ‬
‫صغ َيرةٌ تن َفع العب َد ُ‬ ‫ٌ‬
‫أعمال َ‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -6‬أخرجه البخاري يف كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬طيب الكّلم‪ ،‬برقم (‪.)6023‬‬


‫‪ -7‬جزء من حديث رواه البخاري يف صحيحه (‪ ،)1897/4‬ومسلم (‪.)681/2‬‬
‫‪ -8‬ينظر‪ :‬فتح الباري (‪.)65/6‬‬
‫‪112‬‬
‫شر‬
‫الدرس السادس ع َ‬
‫ورة العاديات‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫القيامة فَيُجا ِزي ِهم على‬
‫مجيع أعماهلم‪ ،‬وسوف يَْب َعثُهم من قُبوِرهم يوم َ‬ ‫أحصى علي ِهم َ‬ ‫اهللُ تعاىل َخبِريٌ بِعباده قد َ‬
‫عداد هلذا اليوم بِِف ْع ِل ما يُ َقِّرهبم إليه‪،‬‬
‫األمر لِيكونوا على استِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫السورةِ ي َذ ِّكر اهلل ِعباده هبذا ِ‬
‫تلك األعمال‪ ،‬ويف هذه ُّ َ ُ ُ ُ َ ُ‬
‫وتَ ْرِك ما يَسوُؤُهم عاقِبَتُه‪ ،‬ويف ذلك اليوم يقول ُسبحانَه‪:‬‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﭐﱡ ﭐ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ‬
‫ﲱﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏ ﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬

‫ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ [العاديات‪.]11 - 1 :‬‬

‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يد لِ ِ‬
‫الش ِد ُ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫لمال‪.‬‬ ‫ود اإلنسان لن َع ِم اهلل تعاىل‪ُ ،‬‬
‫وحبُّه َّ‬ ‫‪ُ -‬ج ُح ُ‬
‫لمجازاةِ على األعمال‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات البَ ْعث من ال ُقبور ل ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اخليل حي تَ ْغ ُدو بِ ُس ْر َع ٍة‪ ،‬والواو لِل َق َسم‪ ،‬وجوابه‪ ":‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ "‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫العاديات‬
‫ُ‬
‫صوت ال َفر ِس عند ا ْشتِ ِ‬
‫داد َع ْد ِوها‪.‬‬ ‫ضْبحاً‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫احلجارةِ‪.‬‬ ‫سارت ُم ْس ِر َعةً يف‬ ‫ِ‬ ‫املوِريات قَ ْدحاً‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األرض ذات‬ ‫اخليل تَ ْق َد ُح حبواف ِرها إذا َ‬
‫ُ‬
‫باح‪.‬‬
‫الص ِ‬
‫الع ُد ِّو عند َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫إغارهتا على َ‬‫اخليل عند َ‬ ‫ُ‬ ‫صْبحاً‬‫فاملغريات ُ‬
‫بار وهو النَّ ْقع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فأَثَ ْر َن بِه نَ ْقعاً‬
‫اخليل حي تُثريُ الغُ َ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬
‫ود لن َع ِم َربِّه عليه‪.‬‬
‫َج ُح ٌ‬ ‫لَ َكنُود‬
‫املال‪.‬‬ ‫اخلري‬
‫احلب لِ ِ‬
‫لمال‪.‬‬ ‫خبيل ُم ْم ِسك‪ ،‬أو َكثِري ِّ‬ ‫لَ َش ِديد‬
‫ٌ‬
‫ُخ ِر َج‪.‬‬ ‫بُعِ َ‬
‫ث أو أ ْ‬ ‫بُ ْعثَِر‬
‫استَََّت وبان ما فيها ِمن اخل ِري و َّ‬
‫الشِّر‬ ‫الصدوِر ْ‬
‫استُ ْخ ِر َج ما ْ‬ ‫صل ما يف ُّ‬
‫ُح ِّ‬

‫‪113‬‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ت‬‫األعداء‪ ،‬في علُوا صو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخليل ُم ْق ِسماً هبا‪ ،‬وهي اليت تُغِري ُم ْس ِر َعةً على‬
‫أوصاف ِ‬‫ِ‬ ‫ذَ َكَر اهللُ مجلَةً ِمن‬ ‫‪-1‬‬
‫َْ َْ‬
‫فاجئ األعداءَ‪ ،‬فهي ِزينَةٌ وقُ َّوةٌ‪.‬‬ ‫أنفاسها‪ ،‬وتُوِري شرر الناا ِر ِمن حوافِرها‪ ،‬فَتثِري الغُبار وتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ََ‬
‫اإلنسا ُن َك ُفور بِنِع ِم اهللِ‪ ،‬وهو ي ْشهد على ِ‬
‫نفسه بذلك‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َ َ‬ ‫ٌ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ووفَّ َقه‪.‬‬‫ي اإال َمن َهداهُ اهللُ َ‬ ‫املال ُحبااً َشديداً‪ ،‬فيَْب َخل بِه‪ ،‬وحي ِرم منه احملتاج َ‬
‫حيب َ‬ ‫اإلنسا ُن ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ديد لِمن َكن ز األمو َال ومل خي ِرج منها َّ ِ‬
‫ج َمن يف ال ُقبوِر‪،‬‬ ‫ب عليه؛ َّ‬
‫بأن اهللَ َسيُخ ِر ُ‬ ‫احلق الواج َ‬ ‫الش ُ َ َ َ‬ ‫يد َّ‬ ‫الو ِع ُ‬
‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫الشِّر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصدوِر من اخلري أو َّ‬ ‫وسوف يظْ َهر عند ذلك ما يف ُّ‬
‫الصدوِر‪.‬‬
‫وحيص ُل ما يف ُّ‬ ‫يامة حي يُبَ ْعثَ ُر ما يف القبوِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫فوس َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب النُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫الدنيئَة َ‬ ‫يحةُ‬
‫فَض َ‬ ‫‪-5‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وو َّسع عليك‪ .‬فما الو ِاجب عليك فيه ؟‬
‫بسط اهللُ لك املال‪َ ،‬‬
‫إذا َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اخَّت لِل َكلمات يف العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ناسبها من املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫بار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫) اخليل حي تُثريُ الغُ َ‬ ‫(‬ ‫العاديات‬
‫) َج ُحود‪.‬‬ ‫(‬ ‫ضْبحاً‬ ‫‪َ -2‬‬
‫) اخليل حي تَ ْع ُدو بِ ُس ْر َع ٍة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬املغريات‬
‫داد َع ْد ِوها‪.‬‬‫) صوت ال َفر ِس عند ا ْشتِ ِ‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬أَثَ ْر َن بِه نَ ْقعاً‬
‫َْ ُ َ‬
‫الع ُد ِّو‪.‬‬
‫) اخليل عند إغارهتا على َ‬ ‫(‬ ‫ود‬
‫‪ -5‬لَ َكنُ ٌ‬
‫فوس ِهم َّ‬ ‫الدنِيئَة الذين خيبِّئون يف نُ ِ‬ ‫أصحاب النُّفوس َّ‬ ‫يحةَ اليت تنتَ ِظر‬ ‫ِ‬
‫الشَّر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫س‪ -2‬استَخ ِرج من اآليات ال َفض َ‬
‫ِ‬
‫اإلسّلم هلا‪.‬‬ ‫اخليل وتَك ِرمي‬ ‫ض ِل ِ‬ ‫س‪ -3‬احبث يف مكتبة م ْدرستِك وم ِ‬
‫صادر التَّ َعلُّم ‪ِ -‬بعا ِونَة ُم َعلِّ ِمك ‪ -‬عن فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫اشرح قولَه تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﭐﱠ‪.‬‬
‫س‪َ - 4‬‬

‫‪114‬‬
‫شر‬
‫الدرس السابع َع َ‬
‫ورة القار َعة‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫ومن كانت َسيِّئاتُه أكثَر ِمن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُوزن ُ ِ ِ‬
‫فمن كانت َحسناتُه أكثَر من سيِّئاته َد َخ َل اجلنَّةَ‪َ ،‬‬ ‫يامة‪َ ،‬‬
‫يوم الق َ‬
‫أعمال العباد َ‬ ‫َ‬
‫َح َسناتِه َد َخ َل النا َار‪ ،‬وهذا هو األمر الذي تُ َقِّرره ُس َورة القا ِر َعة‪ .‬فيقول سبحانه وتعاىل بعد أن َّبي أهو َال يَ ْوِم‬
‫يامة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الق َ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬
‫ﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ‬
‫ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ [القارعة‪.]11 - 1 :‬‬

‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -‬وْز ُن األعمال يَ ْوَم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫لوب بِأهواهلا‪ ،‬وُكِّرَرت‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القا ِر َعة‬
‫يامة‪ُ ،‬سِّيت بذلك؛ ألهنا تَ ْفَزعُ ال ُق َ‬ ‫اسم من أساء يَ ْوم الق َ‬ ‫ٌ‬
‫وش َّدةِ أهواهلا‪.‬‬
‫يان ع ِظي ِم َشأهنا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف اآليات لبَ َ‬
‫الض ْوِء ليّلً‪.‬‬
‫ط على َّ‬ ‫احلشرة اليت تَراها تَتَساقَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َفراش‬
‫ال ُمتَ َفِّرق ال ُمْنتَ ِشر‪.‬‬ ‫ال َمْبثُوث‬
‫الصوف‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫العِ ْهن‬
‫أجز ُاؤه‪.‬‬
‫الذي تَ َفَّرقَت ْ‬ ‫ال َمْن ُفوش‬
‫وم ْس َكنُه‪ ،‬أو أُام َرأْ ِس ِه‪.‬‬ ‫َمآواه َ‬ ‫فَأُُّمه‬
‫أساء جهنَّم حيث يَ ْه ِوي فيها الكافُِر‪.‬‬ ‫اسم ِمن ِ‬ ‫ها ِويَة‬
‫ٌ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱠ است ْفهام لتَ ْعظيم وهت ِو ِيل أَْم ِر الق َ‬
‫يامة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َّ ِ ِ‬
‫ص ُّوُرها وإدر ُاك‬‫صعُب تَ َ‬ ‫كأن من ش َّدةَ ما يكون فيها من األهوال اليت تَ ْفَزع منها النُّ ُ‬
‫فوس يَ ْ‬
‫َح ِقي َقتِها‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ض‪.‬‬‫بعضه يف بَ ْع ٍ‬
‫ميوج ُ‬
‫ِ‬ ‫اع ِة بِال َفر ِ‬ ‫ِِ‬
‫اش ال ُمْنتَشر‪ ،‬الذي ُ‬ ‫الس َ‬
‫اس عند قيام ا‬ ‫‪َ -2‬شبَّهَ سبحانَه النا َ‬
‫ض ْع ِفها ولِينِها‪ ،‬أو يف ِخ َّفتِها‬ ‫ِ‬
‫املنفوش يف َ‬
‫كالص ِ‬
‫وف‬ ‫يام ِة ُّ‬ ‫ِ‬
‫صبِح يَ ْوَم الق َ‬
‫يمة تُ ْ‬
‫اجلبال ِ‬
‫العظ َ‬
‫‪ -3‬هذه ُ َ‬
‫وس ِْريها‪.‬‬
‫َ‬
‫الش ِق اي َمن َخ َّفت َموا ِزينُه ِمن ذلك‪.‬‬
‫الصاحلة‪ ،‬و َّ‬ ‫يد َمن ثَ َقلُت َموا ِزينُه باألعمال ا‬‫السعِ ُ‬‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫املعروف َشْيئاً‪ ،‬وإن قَ ال‪.‬‬ ‫‪ -5‬على املسلِم أن ال ِ‬
‫حيقَر ِمن‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اجلبال ر ِاسيَةٌ ال تَتَ َز ْحَزح عن أماكِنِها‪.‬‬ ‫أقدام ِهم ٍ‬
‫هبدوء واتِّز ٍان‪ ،‬و ُ‬ ‫ي ِسري النااس اآلن على ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫السبب‪.‬‬ ‫بيان َّ‬‫القيامة‪ ،‬مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِصف َ‬
‫حال النا ِ‬
‫اس واجلبال يوم َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫سورةِ القا ِر َعة واملطلوب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االنفطار‪ ،‬استِ ْف ٌ ِ‬ ‫س‪ -1‬مَّر بِك يف الفصل األول يف سورة ِ‬
‫هام ُمشابهٌ لّلست ْفهام يف َّأول َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫فهام ْي ِمن حيث‪:‬‬ ‫اجلامع بي ِ‬
‫االست َ‬‫ْ‬
‫‪ -‬حتديد ِ‬
‫االستِ ِ‬
‫فهام‪.‬‬ ‫أ‪ -‬نَ ْوع ْ‬
‫ب‪ -‬ما يُِفيده هذا النَّوع‪.‬‬
‫اس يوم القا ِر َع ِة‪.‬‬ ‫س‪ -2‬اكتب يف ثَّلثة أسطُر مع اباً عن ِ‬
‫حال النا ِ‬ ‫ْ َُ‬
‫ميكن أن يُثْ ِقل َموا ِزينَك يوم القيامة ؟‬ ‫س‪ -3‬هل تستطيع أن تفعل اآلن ما ِ‬
‫َ‬
‫ود ِّون ذلك يف َدفْ ََِّتك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫افع ْله‪َ ،‬‬
‫اقَّتح ما تستَطيعُه من أعمال‪ ،‬مث َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫س‪ -4‬اُذكر اللَّفظ املرا ِدف لِل َكلِمات التاالية ِمن ُّ‬
‫الس َورة‪:‬‬
‫حارة )‪.‬‬‫الصوف ‪ -‬ال ُمْنتَ ِشر‪َّ -‬‬ ‫( ُّ‬
‫يامة‪ ،‬استَ ِد ال لِذلك ِمن ُّ‬
‫الس َورةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫األعمال َ‬
‫ُ‬ ‫س‪ -5‬تُ َوزن‬

‫‪116‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثامن ع َ‬
‫ورة التكاثُر‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫رسول اهللِ صلَّى اهلل عليه وسلَّم وهو يقول‪:‬ﭐ‬ ‫الش ِّخري عن أبيه رضي اهلل عنهما قال‪ :‬انتَ هيت إىل ِ‬
‫َْ‬ ‫عن عبد اهلل بن ِّ‬
‫ت فَأَفْ نَ ْيت‪ ،‬أو لَبِ ْست فأَبْلَْيت‪ ،‬أو‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﱠ يقول ابن آدم‪ :‬مايل مايل‪ ،‬وهل لك من مالك اإال ما أَ َك ْل َ‬
‫ص َّدقْت فَأَ ْم َ‬
‫ضْيت ؟) (‪.)9‬‬ ‫تَ َ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ‬
‫ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ [التَّكاثر‪.]8 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬
‫حذير ِمن الغَ ْفلَ ِة عن ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫‪ -‬التَّ ُ‬
‫عما هو فيه ِمن النَّعِي ِم‪.‬‬
‫سؤول ا‬
‫‪ -‬اإلنسا ُن َم ٌ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫فاخ ُر بِاألموال‪ ،‬واألوالد‪ ،‬وغ ِريمها‪.‬‬ ‫َشغَلَ ُكم عن ِ ِ‬
‫طاعة اهلل التَّ ُ‬
‫َ‬ ‫أهلا ُكم التَّكاثُر‬
‫ودفِْنتُم يف املقابِر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫حىت َهلَ ْكتُم وص ْرت من املوتى ُ‬ ‫حىت ُزْرت املقابَِر‬
‫احلق‪.‬‬
‫الع ْلم ا‬
‫ِ‬ ‫ِع ْلم اليَ ِق ِ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫الشراب‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫الص َّح ِة‪ ،‬والطَّعام‪ ،‬و َّ‬
‫الدنيا ِمن ِّ‬ ‫ما يُتَ لَ َّذذُ بِه يف ُّ‬ ‫النَّعِيم‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫اآلخَرةِ التَّكاثُُر بِ ُك ِّل ما يَتَكاثَ ُر به املتكاثِرون ويَ ْفتَ ِخر به املفتَ ِخرون ِمن نَعِي ِم‬
‫َشغَل النااس عن أَم ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ب وغ ِريه‪.‬‬ ‫صٍ‬ ‫ٍ‬
‫مال وولَد ومْن ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ومل ي ْذ َكر املتكاثَر بِه لي ْشمل ُك َّل ما ي تَكاثَر بِه النااس ِمن ٍ‬
‫ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫حمدودةً مث يَ ْر ِحتل‪.‬‬ ‫اإلنسان األخ ِري وليست ال ُقبور‪ِ ِ ،‬‬
‫فالزائر يُقيم ُم َّد ًة َ‬
‫ا‬
‫ِ‬ ‫اجلنَّة والناار هي َمثْوى‬ ‫‪-2‬‬
‫بالدنيا حىت تأت ساعة ِ‬
‫املوت حي ال يَْن َفع النَّ َد ُم‪.‬‬ ‫االنشغال ُّ‬ ‫حذير ِمن الغَ ْفلة و ِ‬‫التَّ ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يخ َمن اشتَ غَل بأُموِر ُّ‬
‫جٌر له‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ‬ ‫الدنيا غافّلً عن اآلخَرة َوز ْ‬ ‫تَوبِ ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﭐﱠ‪.‬‬

‫‪ -9‬رواه مسلم يف صحيحه‪ ،‬برقم (‪.)2958‬‬


‫‪117‬‬
‫أنع َم اهللُ بِه عليه يف ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الق ِ‬
‫الدنْيا‪.‬‬ ‫يامة النا َار‪ ،‬وسوف يُسأَل يف يوم اجلزاء عن ُك ِّل ما َ‬ ‫يوم َ‬ ‫‪َ -5‬س َريى اإلنسا ُن َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اإلنسان ِ‬
‫األخري "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إن ال َقْب َر هو َمثْوى‬ ‫ّلل تَ َدبُِّرك لِ ُّ‬
‫لس َورة‪ِّ ،‬بي َم َدى ِص َّح ِة أو َغلَ ِط قَ ْوِل َمن يقول‪َّ ":‬‬ ‫ِمن ِخ ِ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اس بِه يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬اضرب ثّلثَة أمثلَة لما يَتَكاثَر النا ُ‬
‫‪...................... -1‬‬
‫‪...................... -2‬‬
‫‪...................... -3‬‬
‫فسر قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ‪.‬‬ ‫س‪ِّ -2‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪َ -3‬ع ِّدد أربَ َعةً ِمن أنو ِاع النَّعِيم الذي َسيُ ُ‬
‫اس يوم الق َ‬
‫سأل عنه النا ُ‬
‫يامة النا َار)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(سريى اإلنسا ُن يوم الق َ‬ ‫س‪َ - 4‬‬
‫‪ -‬است ِد ال على هذه ِ‬
‫احلقي َق ِة ِمن ُّ‬
‫الس َورةِ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪118‬‬
‫شر‬
‫الدرس التاسع ع َ‬
‫العصر‬ ‫ورة َ‬
‫تفسير ُس َ‬
‫وإال فهو يف‬
‫أجنح‪ ،‬ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خلِق اإلنسا ُن يف هذه احلياة لِم ِه َّم ِة ع ِظ ٍ‬
‫يمة‪ ،‬إن قام هبا على َو ْجهها املطلوب أفلَ َح و َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫سبحانَه‪:‬ﭐ‬
‫السورة‪ ،‬فقال ُ‬
‫وجل ‪ -‬يف هذه ُّ‬‫عز َّ‬ ‫سارةٍ حمَ َّق َق ٍة‪ .‬وهذه امل ِه َّمة العظيمة بيَّنها اهللُ ‪َّ -‬‬
‫َخ َ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ‬

‫ﱑ ﱠ َ‬
‫[العصر‪.]3 – 1 :‬‬
‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫‪ -‬أسباب ال َفوِز والنَّجاة‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الزمان و َّ‬
‫الد ْهر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫صر‬
‫الع ْ‬
‫َ‬
‫َهّلك‪ ،‬وهو ِض اد ِّ‬
‫الربْح‪.‬‬ ‫ُخ ْسر‬
‫أَْوصى بَ ْع ُ‬
‫ض ُهم بَ ْعضاً‪.‬‬ ‫اصوا‬
‫تَو َ‬
‫وحيد‪ ،‬واإلميا ُن‪ ،‬وأداء الطا ِ‬
‫اعات‪.‬‬ ‫التَّ ِ‬ ‫بِ ِّ‬
‫احلق‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اب ال َقسم قوله‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬أقسم اهلل تعاىل بِالعص ِر‪ ،‬وهو مجلَة َّ ِ‬
‫الزمان الذي تقع فيه احلوادث واألعمال‪ ،‬وجو ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﭐﱠ‪.‬‬
‫س ٍر‪ ،‬واستثىن ِمن ذلك‪:‬ﭐﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س اإلنسان يف ُخ ْ‬ ‫جْن ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﱏ ﱐﱠ‪.‬‬
‫الدنيا و ِ‬
‫اآلخرة‪.‬‬ ‫الصاحل باإلميان يكون ال َف ْوُز وال َفّلح يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫العمل ا‬ ‫عند اقَّتان َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ضهم بَ ْعضاً بِ َّ‬ ‫احلق‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صفات املؤمني أهنم ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫الص ِْب يف ِّ‬
‫كل‬ ‫وصي بَ ْع ُ‬ ‫بعضهم بعضاً بلُُزوم ِّ ُ‬ ‫وصي ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫األحو ِال‪.‬‬
‫الصْب ُر ثَّلثَةُ أَنْو ٍاع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬
‫باملعروف‬ ‫عوةِ إىل اهللِ‪ ،‬واألَ ْم ُر‬ ‫الصب على األذى يف َّ‬ ‫أداء الطا ِ‬‫الصب على ِ‬
‫الد َ‬ ‫اعات‪ ،‬ومنه َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫أ‪-‬‬
‫والنَّ ْهي عن املن َكر‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫الصب ر عن ِ‬
‫املعاصي‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫َّ ْ ُ‬
‫املصيبَ ِة‪.‬‬
‫قوع ِ‬‫الصْب ُر عند ُو ِ‬
‫َّ‬ ‫ج‪-‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اس يف خسر ٍان اإال من اتَّصف بِأَرب ِع ِص ٍ‬
‫الس َورة‪ .‬فما هي ؟‬
‫فات ذَ َكرهتا ُّ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫كل النا ِ ُ ْ‬
‫ُّ‬
‫‪.................. -1‬‬
‫‪.................. -2‬‬
‫‪.................. -3‬‬
‫‪.................... -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬ ‫س‪ -1‬قال‬
‫ﱐ ﱑ ﱠ‪.‬‬
‫الس َورةِ ما يلي‪:‬‬
‫آيات ُّ‬‫حدد ِمن ِخّلل تَأَُّمل ِ‬ ‫‪ِّ ،‬‬
‫أ‪ -‬من هم ِ‬
‫اخلاسرو َن ؟‬ ‫َ ُ‬
‫الراحبي الفاحلي ؟‬ ‫ب‪ -‬كيف تُ ِ ِ‬
‫صبح من ا‬ ‫ْ‬
‫صلَةٌ ِمن أعظَم ِخ ِ‬
‫صال اإلميان‪:‬‬ ‫الصْب ُر َخ ْ‬
‫س‪َّ -2‬‬
‫اض ِرب أمثِلَةً لِما يأت‪:‬‬
‫الصْب ُر على الطااعات‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الصب عند وقوع ِ‬
‫املصيبَة‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ُ‬
‫الصب عن ِ‬
‫املعاصي‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الدعوةِ إىل اهلل‪.‬‬
‫الصب على األذى يف َّ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الوقْت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أهم َخصائص َ‬
‫س‪ -3‬من خّلل األسئلة التاالية اكتَشف ا‬
‫ت َمضى ؟‬ ‫أ‪ -‬هل تستَ ِطيع إرجاع وقْ ٍ‬
‫ََ‬
‫الوقْت ؟‬‫ب‪ -‬هل ميكن أن تَ ْش ََّتي َ‬
‫س‪ -4‬ما الفرق بي قولنا‪:‬‬
‫صى َس ْع ٌد َعلِيااً‪.‬‬ ‫أ‪ -‬أ َْو َ‬
‫وعلي‪.‬‬
‫اصى َس ْع ٌد ٌ‬ ‫ب‪ -‬تَو َ‬
‫‪120‬‬
‫شر‬
‫تابع الدرس التاسع ع َ‬
‫اله َم َزة‬
‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ضةٌ عند اهللِ تعاىل وعند النااس‪ُ ،‬متَ َوعَّ ٌد ُم ْق ََِّتفُها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ب النِ ِ‬
‫اس‪ ،‬والطَّ ْع َن يف أعراضهم وأنساهبم ص َفةٌ َذم َ‬
‫يمةٌ ُمْب غَ َ‬ ‫َّ‬
‫إن َعْي َ‬
‫الس َورة‪:‬‬
‫الشديدة‪ ،‬ويف ذلك يقول اهلل تعاىل يف هذه ُّ‬ ‫بِالعُقوبَة َّ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﱣﱤ‬
‫ﱢ‬ ‫ﱡﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ‬

‫ﱥﱦ ﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹ‬

‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ ﭐ [اهلَُمَزة‪.]9 – 1 :‬‬
‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫اس‪ ،‬ويَتَ َك َّب علي ِهم ِبالِه‪.‬‬
‫يب النا َ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬عُقوبَة َمن يَع ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ذاب‪ ،‬وقيل‪ :‬و ٍاد يف َج َهنَّم‪.‬‬
‫وع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َكل َمة خ ْزي َ‬ ‫َويْ ٌل‬
‫اضهم‪ ،‬ويظْ ِهر عيوهبم‪ِ ،‬‬
‫وحيقر أعماهلم‪.‬‬ ‫أعر ِ‬ ‫ُمهََزةٍ لُمَزةٍ‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫اس ويَطْ َعن يف ْ‬
‫تاب النا َ‬
‫الذي يَ ْغ ُ‬ ‫َ‬
‫أن مالَه مانِ ٌع له ِمن املوت‪.‬‬
‫أن مالَه أَ ْخلَ َده يَظُ ُّن َّ‬
‫حيسب َّ‬ ‫ِ‬
‫لَيُطَْر َح َّن‪.‬‬ ‫لَيُ ْنبَ َذ َّن‬
‫اسم ِمن أساء الناار‪.‬‬
‫هتشم ما ي َقع فيها‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫الناار اليت ِّ‬ ‫ال ُحطَ َمة‬
‫ال ُم َسعََّرة‪.‬‬ ‫ال ُموقَ َدة‬
‫األجسام إىل ال ُق ِ‬
‫لوب فَتُ ْح ِرقُها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أي‪ِ :‬من ِش َّدهتا تَ ْن ُف ُذ ِمن‬ ‫تَطَّلِع على األَفْئِ َدة‬
‫ُمطْبَ َقةٌ ُم ْغلَ َقةٌ‪.‬‬ ‫ص َدةٌ‬
‫ُم ْؤ َ‬
‫أعم َدة طَ ِويلَةٌ ِمن الناا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َع َمد مَُ َّد َدة‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اضهم ويظ ِهر عيوهبم ِ‬
‫ص ي ْغتاب النااس ويطْعن يف أعر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وحيقر أعماهلم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ذاب َشدي ٌد ل ُك ِّل َش ْخ ٍ َ‬
‫وع ٌ‬‫َويْ ٌل َ‬ ‫‪-1‬‬
‫وسيِّئِي‬ ‫وض ِ‬
‫عاف النُّ ِ‬
‫فوس َ‬
‫اإلميان ِ‬
‫ِ‬ ‫الع ْي‪ِ ،‬ص َفةٌ ِمن ِصفات قِلِيلِي‬
‫اهلم ُز بِاليَد أو اللِّسان أو َ‬
‫اللَّ ْم ُز و ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫ب‪.‬‬‫األد ِ‬
‫َ‬

‫‪121‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫صول اجلاهِ يف ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنْيا ن َع ٌم جيب ُش ْك ُر اهلل عليها؛ بتَ ْوظيفها فيما يُْرضي اهللَ‬ ‫وح ُ‬ ‫َكثْ َرة األموال واألوالد ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الو ِع ُ ِ‬
‫اخللود‬
‫طاول على املؤمني‪ ،‬ظانااً َ‬ ‫يد ل َمن َشغَلَْته أموالُه فَطَغى وتَ َك َّب على َخ ْلق اهلل‪ ،‬وتَ َرفَّع وتَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫والبَقاءَ يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫شأهنا بِقولِه تعاىل‪:‬ﭐﱡﱧ ﱨ ﱩ‬ ‫ِ‬
‫سَّى اهللُ سبحانَه النا َار بِاحلطَ َمة؛ ألهنا ُهت ِّشم ما يَ َقع فيها‪َ ،‬‬
‫وعظَّ َم َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ص َفها‪ :‬بأهنا تُ ْش ِرف على ال ُقلوب فَتُ ْح ِرقُها‪ ،‬وهي ُم ْلتَ ِهبَةٌ ال َتمد أبداً‪ُ ،‬م ْغلَ َقة على‬ ‫وو َ‬‫ﱪﱠ ‪َ ،‬‬
‫اليأس ِمن التَّ َخلُّ ِ‬‫إشعار بِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ٍِ‬
‫اخلروج منها‪.‬‬
‫ص أو ِ‬ ‫َمن يُ َع َّذب فيها‪ ،‬بأَ ْعم َدة طَ ِويلَة من نا ٍر‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫الس ْعي بي النا ِ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫يمة‪ُ َّ :‬‬ ‫يمة‪ ،‬فالغيبَة‪ :‬ذ ْك ُر اإلنسان يف َغْيبَته ِبا يَ ْكَره‪ ،‬والنَّم َ‬ ‫احل َذر من الغيبَة والنَّم َ‬ ‫‪-6‬‬
‫حمرم؛ ألهنما ي َؤِّديان إىل ال ُفرقَِة بي املسلِ ِمي‪ ،‬وسببان لِ ُد ِ‬
‫خول الناا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بِغََر ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ض اإلفساد‪ ،‬وكّلمها ٌَّ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫آفات كثريةٌ‪ ،‬اُذكر مخساً ِمنها‪:‬‬
‫اللِّسان له ٌ‬
‫‪..................................... -1‬‬
‫‪..................................... -2‬‬
‫‪..................................... -3‬‬
‫‪..................................... -4‬‬
‫‪.....................................‬‬ ‫‪-5‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ضع ِمثالَ ْي يكون في ِهما اللِّسان َسبَباً يف النِّز ِاع بي النااس‪.‬‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫ص ِر َسبَباً يف انتِهاك ما َحَّرم اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪ِ - 2‬‬
‫ضع مثالَ ْي تكون في ِهما ن ْع َمة البَ َ‬ ‫َ‬
‫يمة‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلدول التاايل الفار َق واجلام َع بي الغيبَة والنَّم َ‬ ‫سجل يف َ‬ ‫س‪ِّ -3‬‬
‫يمة‬ ‫ِ‬
‫النَّم َ‬ ‫الغِيبَة‬
‫ِ‬
‫اجلامع بينَ ُهما‬
‫الفا ِرق بينَ ُهما‬
‫اهلمَزةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س‪ -4‬صف النا َار حسب ما َوَرد يف سورة َ‬

‫‪122‬‬
‫الدرس العشرون‬
‫ورة الفيل‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ب‬ ‫ف النااس إىل ج ِّحها دون ِ‬
‫البيت احلرام‪ ،‬فلَطَّ َخها أَح ُد العر ِ‬ ‫بىن أَبْرَهةُ احلبَ ِش ِّي بِاليَ َم ِن َكنِيسةً وأراد أن يَ ْ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫صر َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يل إىل أن َدنا ِمن املسجد احلرِام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأرسل‬
‫َ‬ ‫وسار جبيشه ومعه الف ُ‬ ‫بِال َق َذ ِر لَْيّلً‪ ،‬فبَ لَغَه اخلبَ ُر‪َ ،‬‬
‫فعزم على َه ْدم ال َك ْعبَة‪َ ،‬‬
‫حبجارةٍ ْ‬
‫فأهلَ َكْت ُهم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫اهللُ تعاىل عليه وعلى َجْي ِشه طَْرياً أبابِ ِ ِ‬
‫يل تَ ْرميهم َ‬ ‫َ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ‬

‫ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ [الفيل‪.]5 – 1 :‬‬

‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫السوءَ بِبَ ْيتِه احلرِام‪.‬‬
‫قام اهللِ تعاىل من يُِريد ُّ‬‫ِ‬
‫‪ -‬انت ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أمل تَ ْعلَم‪.‬‬ ‫أمل تَر‬
‫م ْكرهم ِ‬
‫وحيلَتَ ُهم‪.‬‬ ‫َكْي َد ُهم‬
‫َ َُ‬
‫صلوا إىل ُمر ِاد ِهم‪.‬‬
‫وضياع‪ ،‬فلم ي ِ‬
‫َ‬ ‫إبْطال َ‬ ‫ضلِيل‬ ‫تَ ْ‬
‫ٍ‬
‫مجاعات ُمتَ َفِّرقَة يَتبع بَ ْعضها بعضاً‪.‬‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫أباب َ‬
‫الطِّي الذي حتَ َّجر‪.‬‬ ‫ِس ِّجيل‬
‫ِ‬
‫احلصاد‪.‬‬ ‫س الذي يَْبقى بعد‬ ‫َك َوَرِق َّ‬
‫الزْرِع اليابِ ِ‬ ‫صٍ‬
‫ف‬ ‫َك َع ْ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪،‬‬ ‫ﱡﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﭐﱠ‪ :‬فيه ِخطاب لِ َّلر ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫ٌ‬
‫الع ِجيبَةَ وال َكْي ِفيَّةَ اهلائِلَة ال ادالَّةَ على َع ِظي ِم قُ ْد َرةِ اهللِ تعاىل‬
‫احلال َ‬
‫ي‪ ،‬أي‪ :‬أمل تَ ْعلَم َ‬ ‫فهام تَق ِري ِر ي‬ ‫و ِ‬
‫االست ُ‬ ‫ْ‬
‫وح ْك َمتِه‪.‬‬‫مال ِع ْل ِمه ِ‬ ‫وَك ِ‬
‫وم لِ ُك ِّل َمن أراد ال َكْي َد‬ ‫ِ‬
‫وخيَّب َس ْعيَ ُهم‪ ،‬وهذا َمصريٌ حمتُ ٌ‬ ‫أضاع تَ ْدبِ َريُهم‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫أصحاب الف ِيل و َ‬
‫َ‬ ‫أهلك اهللُ‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫لدي ِن وأهلِه‪.‬‬
‫لِ ِّ‬

‫‪123‬‬
‫صيبُهم‬‫‪ -3‬أرسل اهلل تعاىل على أَب رهة األَ ْشرم ومن معه مجاعات ِمن الطَّري‪ ،‬تَ ِرمي ِهم حبجارةٍ يابِس ٍة فتُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫األرض اليت عُ ِّذبوا هبا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لكل ُم ْعتَِ ٍب‪ ،‬وصاروا قَ ْتلى ُمتَناثِِرين على‬
‫احلجارة حىت َج َعلَْت ُهم ِعْب َرًة ِّ‬
‫َ‬ ‫تلك‬
‫الزْرِع اليابِ َسة اليت أَ َكلَْتها البَهائِم مث َرَمت هبا‪.‬‬
‫اق َّ‬‫كأهنم أور ُ‬
‫فإن اهلل َع ِز ٌيز ذو انْتِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وشَرف قَ ْد ِره‪ُّ ،‬‬ ‫ت اهللِ َ‬ ‫‪ِ -4‬عظَم حرم ِة ب ي ِ‬
‫قام‪.‬‬ ‫فكل َمن أر َاد به ُسوءاً‪َ َّ ،‬‬ ‫ُ ُ ْ َ َْ‬
‫الف ِيل و ْأهلَ َك ُهم‪.‬‬‫ش حيث ص َّد عنهم أصحاب ِ‬ ‫ضل اهللُ تعاىل على قَُريْ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -5‬تَ َف َّ َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫أسطُر لِِق َّ‬ ‫بِ ُّ‬
‫ومآهلم‪.‬‬ ‫صة أصحاب الف ِيل َ‬ ‫ومصادر التَّعلُّم‪ ،‬اُذكر ُخ َ‬
‫ّلصةً يف ثَّلثة ْ‬ ‫املدرسة َ‬
‫الرجوع إىل مكتبة َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الكتاب‪:‬‬‫س‪ -1‬استَظْ ِهر معىن ال َكلِمات التاالية‪ ،‬مث د ِّون ما ح ِفظْت دون النَّظَر يف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صف‪.‬‬ ‫الع ْ‬
‫ج‪َ -‬‬ ‫ب‪ِ -‬س ِّجيل‬ ‫أ‪ -‬أبابِيل‬
‫املناسب أمام اجلمل التاالية‪ ،‬مع تصحيح اخلطأ‪:‬‬ ‫س‪ -2‬ضع كلمة (صح) أو (خطأ) يف املكان ِ‬
‫َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫يح تُ َد ِّم ُرُهم‬ ‫أصحاب ِ‬
‫ِ‬
‫الر َ‬
‫الفيل ِّ‬ ‫أرسل اهللُ على‬
‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ش حيث ص َّد عنهم أصحاب ِ‬
‫الف ِيل‬ ‫تفضل اهللُ على قَُريْ ٍ‬‫َّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ج‪ -‬ال َكي ُد هو اإلرغام واألَخ ُذ بِال ُق َّوةِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫وخاصة َمن هم يف‬
‫َّ‬ ‫املكرَمة لِلعُمرة مثّلً‪،‬‬
‫يذهب إىل َم َّكة َّ‬‫س‪ -3‬ناقش مع ُزمّلئك األخطاء اليت يقع فيها َمن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّلجها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِس ِّن َّ‬
‫دون َأه َّم هذه األخطاء‪ ،‬وكيف يَت ُّم ع ُ‬ ‫الشباب‪ ،‬مث ِّ‬

‫‪124‬‬
‫تابع‪ /‬الدرس العشرون‬
‫ورة قُ َريش‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫يمة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫استَفادوا من ذلك َمصاحل َعظ َ‬ ‫وجل ‪ -‬بَْيتَه احلر َام آمناً‪ ،‬وأهلَه كذلك آمني‪ ،‬و ْ‬ ‫عز َّ‬ ‫َج َع َل اهللُ ‪َّ -‬‬
‫ك ُفروه‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐ‬
‫الشتاء‪ ،‬فكان ُش ْكر النِّ ْع َمة أن يَ ْعبُدوه ُسبحانَه ال أن يَ ْ‬ ‫الصْي ِ‬
‫ف و ِّ‬ ‫رحّلهتم التِّجا ِريَّة يف َّ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐﱁ ﱂﱃﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍﱎ ﱏ ﱐ‬
‫ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ [قريش‪.]4 – 1 :‬‬

‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫‪َ -‬جزاءُ نِ ْع َم ِة ِّ‬
‫الرْزِق واألَ ْم ِن‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اإليّلف‪ :‬األُلْ َفةُ والتَّ َع ُّوُد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫إليّلف‬
‫أهل َم َّكة‪.‬‬ ‫قَُريْش‬
‫حال لِْل َم ِس ِري‪.‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِر ْحلَة‬
‫وش ُّد ُهم ِّ‬
‫الر َ‬ ‫ارحتال ال َق ْوم َ‬
‫املشَّرفَة‪.‬‬
‫ال َك ْعبَة َ‬ ‫البَ ْيت‬
‫الرْزق‪.‬‬ ‫أوس َع هلم ِّ‬ ‫َ‬ ‫أطْ َع َم ُهم‬
‫وسلَّ َم ُهم‪.‬‬‫اهم َ‬ ‫جنا ُ‬ ‫وءا َمنَ ُهم‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫لشام يف‬ ‫ش وهم ِجريان بَْيتِه املعظَّم‪ ،‬حيث َج َعلَهم ِآمنِي يف ِر ْحلَتِ ِهم لِ ا‬ ‫امت اهللُ تعاىل على قَُريْ ٍ‬ ‫َ َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الشتاء‪ ،‬فّل ي ت عَّرض هلم أح ٌد بِس ٍ‬
‫وء‪.‬‬ ‫الصيف‪ ،‬واليَ َم ِن يف ِّ‬ ‫َّ‬
‫َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ش بِنَ عميت األَم ِن يف أسفا ِرهم‪ ،‬و َّ ِ‬
‫فوجب عليهم أن يتَ َو َّجهوا‬ ‫الس َعة يف أرزاق ِهم‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أنعم اهللُ على قَُريْ ٍ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ص ِة هللِ‪ ،‬فهو املستَ ِح ُّق هلا َو ْح َده دون ِسواه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بادة اخلال َ‬ ‫بِالع َ‬
‫الش ْكَر لِْل ُمْنعِ ِم هبا‪.‬‬
‫وجب ُّ‬ ‫الدني ِويَّة اليت تُ ِ‬ ‫اجلوع ِمن َِ‬
‫أكب النِّ َع ِم ُّ َ‬ ‫الشبَع بعد ِ‬ ‫اخلوف و ِّ‬‫ِ‬ ‫نِ ْع َمتا األَ ْم ِن ِمن‬ ‫‪-3‬‬
‫املكرَمة‪ ،‬وهي و ٍاد‬ ‫ووفْ َرةِ األرز ِاق لِ َم َّكة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السّلم‪ ،‬حيث َدعا ب َكثْ َرة اخلريات َ‬
‫ِ ِ‬
‫َبرَكة َد ْع َوة إبراهيم عليه ا‬ ‫‪-4‬‬
‫ت اهللِ املعظَّم‪.‬‬ ‫غري ِذي َزرٍع عند ب ي ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬

‫‪125‬‬
‫باد َة هللِ تعاىل‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس َع ِة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صوا الع َ‬
‫الرزق‪ ،‬جيب عليهم أن خيل ُ‬ ‫باألمن من اخلوف َ‬ ‫‪ -5‬حي يُْنعم اهللُ على عباده ْ‬
‫أحد ِمن َخ ْل ِقه؛ بل هو املستَ ِح ُّق‬
‫فّل يدعون أحداً ِسواه‪ ،‬وال يستغِيثون بغ ِريه‪ ،‬وال ي ت َقَّربون إىل ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫الش َّدةِ‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ِِ‬
‫خاء و ِّ‬ ‫وحده يف ِ‬
‫حال َّ‬ ‫بادةِ َ‬ ‫للع َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وس َع ٍة يف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرْزق‪ ،‬ما أسباب هذا األَ ْمن ؟‬ ‫تَعيش يف هذا البَ لَد يف أَْم ٍن َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ِّ -1‬بي َمعاين اجلمل التاالية‪:‬‬
‫الصّلة‪.‬‬
‫بك َري إىل َّ‬ ‫أ‪ -‬أَلِف َّ‬
‫حممد التَّ ِ‬
‫ب‪ -‬اللَّهم ِآمناا يف أوطانِنا‪.‬‬
‫اخلاص‪.‬‬ ‫يس ِ‬
‫للبيت احلرام‪ ،‬مث َد ِّون ذلك بأسلوبِك‬ ‫تعظي ٍم وتَ ِ‬
‫قد ٍ‬ ‫السورَة متَ ِّأمّلً ما فيها ِمن ِ‬
‫ا‬ ‫س‪ -2‬اقرأ ُّ ُ‬
‫أسباب دوِام األم ِن ِلإل ِ‬ ‫س‪ -3‬اُذكر ثَّلثَةً ِمن‬
‫نسان‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬
‫أمرها ؟‬
‫امت اهللُ هبا على قَُريش ؟‪ ،‬ومب َ‬ ‫س‪ -4‬ما أعظَ ُم نِ ْع َم ٍة َ َّ‬
‫املضاد لِل َكلِمات التاالية‪:‬‬
‫ا‬ ‫س‪ -5‬اُذكر اللَّ ْفظ‬
‫وحده ‪ -‬اجلوع ‪ -‬اخلوف)‪.‬‬ ‫بادة اهللِ تعاىل َ‬ ‫ِ‬
‫(ع َ‬

‫‪126‬‬
‫الدرس الحادي والعشرون‬
‫ورة الماعُون‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫الس َورةِ يُبَ ِّي تعاىل‬ ‫الرمح ِة والعطْف‪ ،‬وإخّلص الع ِ‬
‫بوديَّة هلل تعاىل‪ ،‬والتَّعاون على اخل ِري و ِ ِّ‬
‫الب‪ .‬ويف هذه ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫اإلسّلم دين َّ َ َ‬
‫ُ‬
‫عاقِبَة َمن يُ َفِّرط يف ذلك‪ ،‬فيقول سبحانه‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﭐﱡﭐ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬
‫ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭ ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵ‬
‫ﱠ [املاعون‪.]7 – 1 :‬‬

‫ورة‪:‬‬
‫• موضوع الس َ‬
‫‪ِ -‬من ِصفات امل َك ِّذبي ِّ‬
‫بالدين‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يق لِلتَّ َعُّرف على املن َك ِر املذكوِر‪.‬‬ ‫َعلِ ْمت ؟ ويف ُّ‬
‫السؤ ِال تَ ْش ِو ٌ‬ ‫أََرأَيْت‬
‫يُ َك ِّذب بِاجلزاء‪.‬‬ ‫يُ َك ِّذب بِ ِّ‬
‫الدين‬
‫يم ويَ ْز ُجره َز ْجراً َعنِيفاً‪.‬‬‫ِ‬
‫يَ ْدفَع اليَت َ‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫يَ ُدعُّ اليَت َ‬
‫ال يَْب َحث‪.‬‬ ‫حيض‬
‫وال ُّ‬
‫شاغلون‪.‬‬‫غافِلون متَ ِ‬ ‫ساهون‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يح ِمن النا ِ‬ ‫ناء و ِ‬ ‫ب الثَّ ِ‬
‫ض َكس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫املد ِ‬ ‫بادة يف الظااهر بغََر ِ ْ‬ ‫الع َم َل والع َ‬ ‫حيسنون َ‬ ‫يُر ُاؤون‬
‫مينَعون ما يُْنتَ َف ُع بِه ِمن األَواين وغ ِريها‪ .‬وقيل‪ :‬مينعون زكا َة أمواهلم‪.‬‬ ‫ومينَ عُون املاعو َن‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫لس ِامع لِيَ ْع ِر َ‬
‫ف ِصفات هذا‬ ‫‪ -1‬استفهام عن الذي ي َك ِّذب بي ِوم اجلز ِاء واحلساب‪ ،‬وفيه تَ ْش ِو ِ‬
‫يق ل ا‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ب‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ال م َك ِّذ ِ‬
‫ُ‬
‫يم ويَ ْدفَعُه بِ ِش َّدةٍ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أ‪ -‬أنَّه يَ ْز ُجر اليَت َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إطعامه الطَّ ِ ِ‬ ‫ب‪ -‬ع َدم ِ‬
‫عام لل ُفقراء واملساك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪127‬‬
‫ِ‬
‫صفات املؤمني‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ‬ ‫عام لِليَتامى واملساكِي و ِّ‬
‫الرفْ ُق هبم ِمن‬ ‫إطعام الطَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫غريه عليه‪.‬‬
‫ث َ‬ ‫يفعل ذلك وحيُ َّ‬ ‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠﭐ ﭐ[اإلنسان‪ ،]8 :‬فعلى املسلم أن َ‬
‫صّلتِه ويَتَشا َغل عنها‪ ،‬فّل يُ َؤِّديها يف َوقْتِها وعلى َو ْج ِهها املطلوب‪.‬‬ ‫الو ِعيد َّ ِ‬
‫الشديد ل َمن يَ ْغ َفل عن َ‬ ‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫الشرك‪.‬‬ ‫حذيُر ِمن املراءاةِ بِاألعمال والطااعات؛ ألنَّه نَ ْوعٌ ِمن ِّ‬ ‫التَّ ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫كإعارةِ األواين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫من صفات املؤمني بَ ْذ ُل املعروف‪ ،‬وإعانَة احملتاجي باملال واجلاه‪ ،‬وإن كان قليّلً‪َ ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وغ ِريها ماا يَْنتَ ِفع بِه النااس‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الصّلة‪.‬‬
‫كاسّلً عن َّ‬ ‫س‪ -1‬اكتُب ِرسالَةً ِمن ثَّلثَِة أَسطٍُر تَ ْنصح فيها متَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الصحيحة أو ال ُفضلى فيما يلي‪:‬‬ ‫ضع دائَِرًة حول َرقْ ِم اإلجابَة َّ‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫الدين‪:‬‬‫أ‪ِ -‬من ِصفات الذي يُ َك ِّذب بِ ِّ‬
‫إطعام املساكِي‪.‬‬
‫حيث على ِ‬ ‫‪ -2‬ال ُّ‬ ‫يم ويَ ْز ُجره‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬يَ ْدفَع اليَت َ‬
‫يحتَ ْي‪.‬‬ ‫‪ -3‬العبارتان السابَِقتان ص ِحيحتان‪ -4 .‬العبارتان األوىل والثاانية غري ِ‬
‫صح َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫ب الثَّناء واملدح ِمن النااس‪:‬‬
‫ض َكس ِ‬ ‫ِ‬
‫بادة يف الظااهر بغََر ِ ْ‬
‫ِ‬
‫ب‪ -‬إحسان الع َ‬
‫‪ِ -2‬رياء‪.‬‬ ‫منيمة‪.‬‬
‫‪َ -1‬‬
‫يح‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجيع ما ذُكِر ِ‬ ‫‪ِ -3‬غيبَة‪.‬‬
‫صح ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫حدد َم ْوقِ َفك فيما يلي‪:‬‬ ‫س‪ِّ -3‬‬
‫يل حيتاج قَلَماً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أ‪َ -‬زم ٌ‬
‫ب‪ -‬أعمى يُِريد أن يَ ْعبُ َر الطَِّر َ‬
‫يق‪.‬‬
‫الصحر ِاء ليس معه ماءٌ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تائِهٌ يف َّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫د‪ -‬يتِ ِ‬
‫يم فَقريٌ يف َحيِّ َ‬ ‫َ ٌ‬

‫‪128‬‬
‫تابع‪ /‬الدرس الحادي والعشرون‬
‫تفسير سورة ال َكوثر‬
‫حممد ؟ فقال‪ :‬أَنْتُم َخْي ٌر ِمنه‪،‬‬
‫أحنن َخْي ٌر أم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف الي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي إىل َمكةَ‪ ،‬فقالت له قريش‪ُ :‬‬
‫هود ِّ‬‫ب بن األ ْشَر َ‬
‫قَدم َك ْع ُ‬
‫فأنزل اهلل‪ :‬ﱡﭐﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱠﭐ‪.‬‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠﭐ ﭐ[الكوثر‪– 1 :‬‬
‫‪.]3‬‬
‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫حمم ٍد صلَّى اهلل عليه وسلَّم عند َربِّه‪.‬‬
‫قام نَبِيِّنا َّ‬
‫‪َ -‬م ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يام اللُّ ْؤلُؤ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلريُ ال َكثِريُ يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخَرة‪ ،‬ومنه هنر ال َك ْوثَر يف اجلنَّة الذي حافَتاه خ ُ‬ ‫ال َك ْوثَر‬
‫املوف‪ِ ،‬‬
‫وطيبُهُ‪ :‬ال ِم ْسك‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ا ْذبَح‪.‬‬ ‫احنَْر‬
‫وع ُد ُّوك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫شانِئَك‬
‫ضك َ‬ ‫ُمْبغ ُ‬
‫الولَ ِد‪.‬‬ ‫ِ ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫املن َقطع من اخلري والذ ْكر و َ‬ ‫األَبْ ََّت‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اخلري ال َكثِري‪ ،‬وهو الذي بَلَغ‬
‫حممد صلَّى اهلل عليه وسلَّم بأ ْن َوَهبَه َ‬ ‫ض ُل اهللِ تعاىل على نَبِيِّه َّ‬ ‫‪ -1‬فَ ْ‬
‫الصواب‪.‬‬‫احلق و َّ‬ ‫الرسالَة‪ ،‬و َّأدى األمانَة‪ ،‬وتَ َرَك األَُّمةَ على الطَِّريق ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صّلهتم‬ ‫وجهوا بِالعِبادةِ اخلالِ ِ‬ ‫حممداً صلَّى اهلل عليه وسلَّم وأَُّمتَه أن يَتَ َّ‬ ‫‪َ -2‬أمر اهللُ تعاىل نَبِيَّه َّ‬
‫صة هلل يف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الذبْ ِح لِغَ ِْري اهللِ‪.‬‬
‫صنَع املش ِركون ِمن َّ‬‫س ما يَ ْ‬ ‫وذحب ِهم‪ ،‬على َع ْك ِ‬ ‫ِ‬
‫يحة‪.‬‬ ‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم احملبَّةَ َّ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِبحبَّ ِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬ال يَ ْكتَ ِمل إميا ُن‬
‫الصح َ‬ ‫وإسّلمه إال َ‬
‫ُ‬ ‫اإلنسان‬
‫انقطاع ِذ ْك ِرِهم‪.‬‬
‫أن ِمن ِعقاهبم‪ِ :‬‬ ‫ض ِيه‪ ،‬و َّ‬ ‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ومبغِ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫‪ -4‬ذَ ُّم ِ‬
‫أعداء َّ‬
‫ُْ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫صة هللِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫َكثرياً ما يُْلفت ال ُقرآن الكرمي بعد ُك ِّل ن ْع َمة من النِّ َعم إىل أداء ُش ْك ِرها بِالعُبوديَّة اخلال َ‬

‫‪129‬‬
‫ِ‬
‫اإلخّلص فيهما‪.‬‬ ‫وو ْجه‬ ‫بادتي نَبَّ ْهت إلي ِهما ُّ‬ ‫ِ‬
‫الس َورة‪َ .‬‬ ‫اكتُب ع َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫دون ما ح ِفظْتَه دون النَّظَ ِر لِ ِ‬
‫لك ِ‬
‫تاب‪:‬‬ ‫س‪ -1‬استَظْ ِهر معىن ال َكلِمات التاالية‪ ،‬مث ِّ‬
‫َ‬
‫أ‪ -‬ال َك ْوثَر‪.‬‬
‫ب‪ -‬شانِئَك‪.‬‬
‫ت‪ -‬األَبْ ََّت‪.‬‬
‫الس َورة‪.‬‬
‫زول هذه ُّ‬‫صادر التَّعلم عما ورَد يف سبب نُ ِ‬ ‫س‪ -2‬احبث يف مكتبة املدرسة وم ِ‬
‫ََ‬ ‫ا ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫صل َد ْع َوتُه لِلنا ِ‬
‫اس‪َ ،‬س ِّجل‬ ‫سبيل اهلل ِمن أجل أن تَ ِ‬ ‫وحتمل األ َذى يف ِ‬ ‫جاهد الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم َّ‬ ‫س‪َ - 3‬‬
‫وع َملِك هبا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ضّلً عليك يف َم ْع ِرفَتك هلا َ‬ ‫أن لِ َّلرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪ -‬بعد اهلل ‪ -‬فَ ْ‬ ‫يف َدفْ ََِّتك أُموراً ترى َّ‬
‫اخلطاب يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱶ ﱷ ﱸﱠﭐ ﭐ؟‬ ‫ُ‬ ‫س‪ -4‬لِ َمن‬
‫يل على ذلك ِمن هذه ُّ‬
‫الس َورة‪.‬‬ ‫الدلِ‬
‫َّ‬ ‫ج‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫خ‬ ‫است‬ ‫))‬
‫ة‬ ‫باد‬ ‫ط لِ ِ‬
‫ص َّحة العِ‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫اإلخّلص‬ ‫((‬
‫س‪- 5‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم و ِاجبَة ‪ ،‬كيف تَ ْستَ ِد ال على ذلك ِمن هذه ُّ‬
‫الس َورةِ ؟‬ ‫الر ِ‬
‫))‬ ‫((‬
‫س‪ -6‬حمبَّةُ َّ‬

‫‪130‬‬
‫الدرس الثاني والعشرون‬
‫ورة الكافرون‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫إن قُريشاً ِمن جهلِها دعت النَّيب صلَّى اهلل عليه وسلَّم إىل ِع ِ‬
‫فأنزل‬
‫بادة أوثاهنا َسنَةً‪ ،‬وهم يَ ْعبُدون اهللَ َسنَةً‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ََ‬ ‫قيل‪َْ َّ :‬‬
‫ورةَ‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﭐ‬
‫الس َ‬
‫اهللُ هذه ُّ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ‬

‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ ﭐ ﭐ[الكافرون‪.]6 – 1 :‬‬

‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫الش ْرِك وأهلِ ِه‪.‬‬
‫الباءَة ِمن ِّ‬
‫‪َ -‬‬
‫• فَضلُها‪:‬‬
‫ج ِر‪ :‬ﭐﱡﭐ‬ ‫روى مسلم يف ص ِح ِ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم قَرأ يف رْك َعيت ال َف ْ‬
‫أن َ‬ ‫يحه عن أب هريرة رضي اهلل عنه َّ‬ ‫َ‬
‫(‪)10‬‬
‫ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﭐ ﱠ‪ ،‬و ﱡ ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﭐ ﱠ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫بادةِ اهللِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املنكر ِ‬
‫هلؤالء الك افار بِالوحي ِ‬ ‫حممد ِ‬
‫ﱡﭐ ﱅ ﱆ ﱇ‬ ‫ين للتَّوحيد‪ ،‬املشركي يف ع َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫قُل يا َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ضعِي َفةٌ ال تَ ْق ِدر على َش ْي ٍء‪.‬‬
‫حول هلا وال قُ َّوة‪ ،‬وهي َ‬‫ثان اليت ال َ‬‫ﱈﭐﱠ ِمن األو ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سمى‬ ‫املقَّتنَة بِ ِّ‬
‫الشرك ال تُ َّ‬ ‫بادهتم َِ‬ ‫املش ِركون مل يَ ْعبُدوا اهللَ تعاىل ولن يَ ْعبُدوه؛ ل َع َدِم إخّلص ِهم يف ع َ‬ ‫‪-2‬‬
‫بادة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ع َ‬
‫َأمَر اهللُ سبحانَه نَبِيَّه أن يُبَلِّغَ ُهم أنَّه لن يَ ْعبُ َد آهلتَ ُهم ُم ْستَ ْقبَّلً فقال‪:‬ﭐﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱠ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يمي على ِشركِ ِهم ولذا قال‪ :‬ﭐﱡ ﱖ ﱗ‬ ‫وحده مستَ ْقبّلً ما داموا م ِق ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫كما أهنم لن يَعبُدوا اهللَ َ ُ ْ َ‬
‫ﱘ ﱙ ﱚﱠ‪.‬‬
‫بادةَ ال‬‫كل األزمان تَأكِيداً على أم ِر التَّوحيد‪ ،‬و َّ ِ‬
‫بادة لغ ِري اهللِ يف ِّ‬‫كرر يف اآليات نَ ْفي و ِ ِ‬
‫أن الع َ‬ ‫قوع الع َ‬ ‫ُ‬ ‫تَ َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ألح ٍد ِسوى اهللِ َ‬
‫وحده‪.‬‬ ‫صَرف َ‬ ‫تُ ْ‬

‫‪ -10‬رواه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب صّلة املسافرين وقصرها‪ ،‬باب‪ :‬استحباب ركعيت سنة الفجر‪ ،‬برقم (‪.)726‬‬
‫‪131‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدتِه ويُدافع عنها ويدعوا إليها بِ ُك ِّل َو ِسيلَ ٍة‪ ،‬وال يَ ْلتَفت إىل ْ‬
‫األديان‬ ‫‪ -5‬على املسلِم أن يتَ َم َّسك بِ َع ِق َ‬
‫املبطلون‪.‬‬‫الباطلَة مهما رَّوجها ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫بادتُه هللِ َو ْح َده دون ِسواه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ِمن ِع ِ‬ ‫الر ِ‬
‫بادة ما يَ ْعبُده املشركون‪ ،‬وع َ‬
‫َ‬ ‫‪َ -6‬براءَة َّ‬
‫يم اإال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ُّح مع اإلشر ِاك بِه والتَّ ُّ‬ ‫‪ِ -7‬عبادةُ اهللِ ال تَ ِ‬
‫ين اإلسّلم ال يَ ْستَق ُ‬ ‫قرب إىل غريه بأنو ِاع ال ُقربُات‪ ،‬ود ُ‬ ‫َ‬
‫الش ْرِك و ْأهلِ ِه‪.‬‬
‫الباءَةِ ِمن ِّ‬ ‫بِ َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اطن‪ .‬اُذكر أربعةً ِمن هذه املو ِ‬‫اإلخّلص تُشرع قِراءهتما يف مو ِ‬
‫اطن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫وس َورة‬
‫الس َورة ُ‬
‫هذه ُّ‬
‫‪........................... -1‬‬
‫‪.......................... -2‬‬
‫‪.......................... -3‬‬
‫‪.......................... -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫وسلَّم‪:‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬ ‫س‪ -1‬ماذا تستفيد ِمن قول اهلل لرسوله صلَّى اهلل عليه‬
‫ﱈﭐﱠ ؟‬
‫الصحيحة فيما يلي‪:‬‬ ‫اخَّت اإلجابات َّ‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫بادة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ -‬من األُموِر اليت ُْحتبِ ُ ِ‬
‫ط الع َ‬
‫وع َدم اإلخّلص‪.‬‬ ‫رك يف النِّ يَّة َ‬ ‫الش ُ‬
‫ِّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ب‪َ -‬ع َد ُم االقتِداء بِ َّ‬
‫ج‪ -‬اخلطأُ والنِّسيا ُن‪.‬‬
‫الراتِبَة ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السورتان اللَّتان يُ َس ُّن قراءَهتما يف ُسنَّة ال َف ْج ِر ا‬ ‫س‪ -3‬ما ُّ‬
‫لمشركِي ِديناً‪ ،‬فما ِدينُ ُهم ؟‬ ‫س‪ -4‬د َّل قَولُه تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱜ ﱝ ﱠ ﭐ ﭐعلى َّ ِ‬
‫أن ل ُ‬ ‫َ ْ‬

‫‪132‬‬
‫الدرس الثالث والعشرون‬
‫ورة النصر‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫‪ -‬تَ َكلَّم عن فَ ْت ِح َم َّكة بإجيا ٍز‪.‬‬
‫ب؟‬‫‪ -‬ما أَثَر ال َفْت ِح على قَبائِل العر ِ‬
‫ََ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم بعد فَ ْت ِح َم َّ‬
‫كة ؟ﭐ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬كم بَق َي النَّ ُّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ‬

‫ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱠﭐ ﭐ[النَّصر‪.]3 – 1 :‬‬
‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫ِ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫أج ِل النَّ ِّ‬ ‫ص ِر اهلل‪ ،‬و َ‬
‫اإلشارة إىل ُدنُ ِّو َ‬ ‫شارة بِنَ ْ‬‫ِ‬
‫‪ -‬الب َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َع ْونُه وتَأيِ ُ‬
‫يده‪.‬‬ ‫نَصر اهللِ‬
‫ُْ‬
‫فَ ْت ُح َم َّكة‪.‬‬ ‫ال َفْتح‬
‫ٍ‬
‫مجاعات‪.‬‬ ‫أفْواجاً‬
‫يق بِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عما ال يَل ُ‬ ‫نَِّزه اهللَ ا‬ ‫فَ َسبِّح‬
‫اطْلُْبه أن يَ ْغ ِفَر لك ذُنُوبَك‪.‬‬ ‫استَ ْغ ِفره‬
‫ْ‬
‫ول لِت وب ِة ِع ِ‬
‫بادهِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكثري ال َقبُ َ ْ َ‬ ‫تَ اواباً‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫اس يف ِدي ِن اهللِ‬ ‫ود ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫خول النا ِ‬ ‫ص ِر اهلل لرسوله صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وفَ ْت ِح َم َّكةَ‪ُ ،‬‬ ‫شارةٌ بِنَ ْ‬ ‫‪ -1‬يف هذه ُّ ِ ِ‬
‫الس َورة ب َ‬
‫أهل اإلسّلم وأنصا ِرهِ بعد أن كانوا أعداءَه‪ ،‬وقد وقع هذا‪.‬‬ ‫أفواجاً‪ ،‬حيث يكون َكثِريٌ منهم ِمن ِ‬
‫استِغفا ِرهِ‪.‬‬ ‫يح ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صر يَ ْستَ ِمُّر لِ ِّ‬
‫زداد عند ُحصول التَّسبِ ِ ْ‬
‫حبمد اهلل و ْ‬ ‫لدي ِن‪ ،‬ويَ ُ‬ ‫أن النَّ َ‬‫إشارةٌ إىل َّ‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ودنا‪ ،‬فَ ْليَ ْستَعِ اد ولْيَتَ َهيَّأ‬ ‫أن أجل ر ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم قد قَ ُرب َ‬ ‫إشارةٌ ثانيَة وهي‪َ َ َ َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫أجلِه صلَّى اهلل عليه‬ ‫ِ‬
‫اإلشارَة إىل قُ ْرب َ‬
‫َ‬ ‫الذ ْك ِر والتَّهلِيل‪ ،‬وَك ْون ُّ‬
‫الس َورةِ تَ َ‬
‫ض َّمنَت‬ ‫يح و ِّ‬ ‫بِاالستِغفا ِر والتَّ ْسبِ ِ‬
‫ِ‬
‫ف هبا‪ ،‬فلم‬ ‫مرهُ وَك ُم َل دينُه‪ ،‬وانتَ َهت امل ِه َّمة اليت ُكلِّ َ‬ ‫صَره وفَتَ َح عليه فَتَ َّم أَ ُ‬‫أن اهللَ نَ َ‬ ‫وسلَّم؛ ألهنا بَيَّنَت َّ‬
‫حاق بَِربِِّه‪.‬‬
‫يَْبق اإال اللا ُ‬
‫‪133‬‬
‫حممداً صلَّى اهلل عليه وسلَّم باالستِغفار والتَّسبِيح‪ ،‬وهو قد غُ ِفَر له ما تَ َق َّدم ِمن َذنْبِه‬‫يأمر اهللُ نَبِيَّه َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫االستِغفا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما تَأَ َّخر‪ ،‬فَغَي ره ِمن العِ ِ‬
‫باد أوىل بِ ُّ‬
‫جوع واإلنابَة والتَّوبَة و ْ‬
‫الر ِ‬ ‫ُْ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وإشارةً‪ِّ .‬بي ذلك ِمن ِخّلل تَ ُّأملِك يف ُّ‬
‫الس َورةِ‪:‬‬ ‫شارةً‪ ،‬وأمراً‪َ ،‬‬
‫تضمنت ُّ ِ‬
‫السورةَ ب َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬البِشارة‪.......................................:‬‬
‫‪ -‬األمر‪.........................................:‬‬
‫اإلشارة‪...................................... :‬‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬استَخ ِرج ِمن ُّ‬
‫السورة ما يلي‪:‬‬
‫الر ِ‬
‫بادة‪ .‬ج‪ -‬إشارة ألَ ْم ٍر يَتَ َعلَّق بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫شارة خري‪ .‬ب‪ -‬أمراً بِع َ‬ ‫أ‪ -‬ب َ‬
‫ِ‬
‫س‪ -2‬ما معىن ما يلي‪:‬‬
‫استَ ْغ ِف ِر اهللَ‪:‬‬
‫‪ْ -‬‬
‫اب‪:‬‬‫‪ -‬اهللُ تَ او ٌ‬
‫‪ُ -‬سبحا َن اهللِ‪:‬‬
‫َتصك وأنت تَ ْقرأَ أَْمَر اهللِ تعاىل لِنَبِيِّه صلَّى اهلل عليه وسلَّم بأن يَ ْستَ ْغ ِفره‪.‬‬‫س‪ -3‬اُذ ُكر فائِ َدةً َّ‬
‫ّلث‬ ‫س‪ -4‬يف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱﭐﱠ أَمر بِالتَّسبِ ِ ِ‬
‫أحد كتُب األذكار‪ ،‬واستَ ْخرج ثَ َ‬ ‫يح‪ ،‬ارج ْع إىل َ‬ ‫ٌْ ْ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف التَّسبِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يح‪.‬‬ ‫صيَ ٍغ وا ِرَدة عن النَّ ِّ‬

‫‪134‬‬
‫الدرس الرابع والعشرون‬
‫سد‬
‫الم َ‬
‫ورة َ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم َّ‬
‫الصفا‬ ‫صعد النَّ ُّ‬
‫أنزَل اهللُ تعاىل قوله‪:‬ﭐﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱﱠ [الشعراء‪َ ،]214 :‬‬ ‫لَ اما َ‬
‫صبِّ ُح ُكم‬
‫الع ُد َّو ُم َ‬
‫أن َ‬‫ش‪ ،‬فقالوا له‪ :‬مالَك‪ .‬قال‪ ":‬أََرأَيْتُم لو أخبَ ْرتُ ُكم َّ‬‫فاجتَ َم َعت إليه قَُريْ ٌ‬
‫فنادى‪":‬يا صباحاه "‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫ذاب ش ِد ٍ‬ ‫مسي ُكم أَ ُكْنتم تُص ِّدقوين ؟ قالوا‪ :‬ما جَّربنا عليك َك ِذباً‪ .‬قال‪ِ ِّ :‬‬
‫يد "‪ ،‬فقال‬ ‫ي يَ َد ْي َع ٍ َ‬ ‫فإين نَذ ٌير لكم بَ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫أو ِّ‬
‫ورةَ (‪ )11‬قال تعاىل‪:‬ﭐ‬ ‫الس َ‬
‫وج َّل هذه ُّ‬
‫عز َ‬
‫أبو هلب‪ :‬تَبااً لك أهلذا َمجَ ْعتَنا ؟ فأنزل اهللُ َّ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‬

‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ ﭐ ﭐ[امل َسد‪.]5 – 1 :‬‬


‫َ‬
‫• موضوع اآليات‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم وإيذائِ ِهما له‪.‬‬ ‫هلب وامرأَتِه بِسب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب تَكذيبِ ِهما النَّ َّ‬‫‪ -‬ذ ْك ُر عُقوبَة أب ٍ ْ َ َ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وهلَ َكت‪ ،‬وهذا ُدعاءٌ عليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َخسَرت َ‬ ‫تَبَّت‬
‫الولَ ِد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صل له من َ‬ ‫ما َح َ‬ ‫ما َك َسب‬
‫َسيَ ِجد َحَّرها ويَ ُذوقُه‪.‬‬ ‫صلى ناراً‬ ‫َسيَ ْ‬
‫ب وتَتَ َوقَّد‪.‬‬ ‫ذات َهلَ ٍ‬
‫تَلَ َّه ُ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫عُنُِقها‪.‬‬ ‫يدها‬‫ِج ِ‬
‫يف ش ِد ٍ‬
‫يد َخ ِش ٍن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َحْب ٌل ِمن َم َس ٍد‬
‫َحْب ٌل َم ْح َك ٌم ِمن ل ٍ َ‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫الدنيا و ِ‬
‫اآلخرة‪ ،‬ويف قوله تعاىل‪:‬ﭐﱡﱼﱠ‬ ‫هلب بِ ِ‬
‫اهلّلك واخلسر ِان يف ُّ‬ ‫يف اآليَة األوىل ُدعاءٌ على أب ٍ‬ ‫‪-1‬‬
‫َدلِيل على ح ِ‬
‫صول اخلسارةِ له و ِ‬
‫اهلّلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪ -11‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب التفسري برقم (‪.)4971‬‬


‫‪135‬‬
‫رسول اهللِ صلَّى اهلل عليه وسلَّم واسه‪ :‬عبد العُازى بن عبد املطَّلب‪ ،‬ولكن‬ ‫أعمام ِ‬ ‫‪ -2‬أبو هلب أح ُد ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الدي ِن‪.‬‬ ‫قَرابَتَه مل تَ ْن َف ْعه ل ُك ْف ِرهِ وعُدوانه َ‬
‫وص ِّده عن ِّ‬
‫صاداً عن َسبِيلِ ِه‪.‬‬ ‫األوالد لن تَْن َفع اإلنسا َن إذا كان ُمش ِركاً ُم ْع ِرضاً عن ِّ‬
‫الدين‪ ،‬ا‬ ‫املال واجلاهُ و ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫سول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬فَ ِكّلمها يف‬‫هلب كانت تُعِي َزوجها على أَ ِذيَِّة ر ِ‬ ‫مجيل َزْو َجة أب ٍ‬ ‫‪ -4‬أم َِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ا‬
‫الناا ِر‪.‬‬
‫ب‬‫اآليات الكرمية أهنما َسيُ َع َّذبان يف الناا ِر وال يُسلِمان‪ ،‬فَوقَع كما أخبَ ر عامل الغَْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫‪ِ -5‬من لَوا ِزِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سول اهللِ صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫هادة‪ ،‬ويف هذا َدلِيل على ِص ْد ِق ر ِ‬ ‫الش َ‬ ‫و َّ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫آجلَةً‪ ،‬اُذكر أربعةً ِمن الع ِ‬ ‫عاجلَةً أم ِ‬
‫وصد الناس عنه حلَّت بِه العقوبةُ ِ‬ ‫الدي ِن ِّ‬
‫قوبات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫احلق وعانَ َده َّ َ َ‬ ‫أعرض عن ِّ‬ ‫َمن َ‬
‫ألصحاهبا يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اليت َع َّج َل اهللُ هبا‬
‫‪...................................... -1‬‬
‫‪...................................... -2‬‬
‫‪...................................... -3‬‬
‫‪...................................... -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬استَظْ ِهر ال َكلِمات التاالِية‪ ،‬مث َد ِّون َمعانِيها يف َدفْ ََِّتك دون النَّظر إىل الكتاب‪:‬‬
‫هلب‪ ،‬ال ِجيد)‪.‬‬
‫( تَبَّت‪ ،‬ذات ٍ‬
‫س‪ -2‬اُذكر ما يلي عن أب هلب‪:‬‬
‫أ‪ -‬اسه‪.‬‬
‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب‪ -‬قَرابَته من النَّ ِّ‬
‫زوجتِه‪.‬‬
‫اسم َ‬‫ج‪ُ -‬‬
‫جتِه‪.‬ﭐ‬ ‫ِ‬ ‫د‪ِ -‬‬
‫الوعيد له ولَزْو َ‬
‫َ‬
‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ‪.‬ﭐ‬ ‫س‪ -3‬فَ ِّسر قوله‬
‫سول صلَّى اهلل عليه وسلَّم ‪َ ،‬و ِضح ذلك ؟‬‫يل على ِص ْد ِق َّ‬
‫الر ِ‬ ‫س‪ -4‬يف هذه ُّ ِ‬
‫الس َورة َدل ٌ‬

‫‪136‬‬
‫تابع‪ /‬الدرس الرابع والعشرون‬
‫ورة اإلخالص‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ب رضي اهلل عنه َّ ِ‬
‫ب بن َك ْع ٍ‬
‫الس َورة‬
‫فأنزَل اهللُ ُّ‬ ‫يب صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ :‬انْ ُس ْ‬
‫ب لنا َربَّك‪َ ،‬‬ ‫ي قالوا للنَِّ ِّ‬
‫أن املشرك َ‬ ‫عن أُ ِّ‬
‫(‪ )12‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ [اإلخّلص‪– 1 :‬‬
‫‪.]4‬‬

‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫‪ -‬أساء اهللِ ِ‬
‫وصفاتُه سبحانَه وتعاىل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫• فَضلُها‪:‬‬
‫فلما أصبَح جاء‬ ‫أن َر ُجّلً سع َر ُجّلً ي َقرأ ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﭐﱠ يَُرِّد ُدها‪ ،‬ا‬‫عن أب َسعيد اخلدري رضي اهلل عنه َّ‬
‫الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم‪ ":‬والذي نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ َّإهنا‬ ‫الر ُجل يَتَ ُّ‬
‫قاهلا‪ ،‬فقال َّ‬ ‫َّ‬ ‫إىل النَّ ِّ َّ‬
‫يب صلى اهلل عليه وسلم وكأ َّن َّ َ‬
‫ث ال ُق ِ‬
‫رآن "(‪.)13‬‬ ‫ِ‬
‫لَتَ ْعد ُل ثُلُ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وصفاتِه وأفعالِه‪.‬‬
‫احد سبحانَه يف ذاتِه ِ‬
‫و ُ‬
‫ِ‬ ‫أَ َحد‬
‫السيِّد الذي َكمل يف سؤد ِده‪ ،‬والغ ِن الذي قد َكمل يف ِغناه‪ ،‬املقصود يف قَ ِ‬
‫ضاء‬ ‫َّ‬ ‫الص َمد‬
‫َّ‬
‫َُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ َ ُُْ‬
‫احلوائِج‪.‬‬
‫ومكافِئاً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ماثّلً ُ‬ ‫ُك ُفواً‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫إن اهلل و ِ‬
‫اح ٌد ال َش ِر َ‬
‫يك له‪ ،‬وهو املقصود يف احلوائج كلِّها ال يُ ْق َ‬
‫ضى‬ ‫حممد (واخلطاب عام)‪َ َّ :‬‬ ‫‪ -1‬قل يا َّ‬
‫ُدونَه أَْمٌر‪ ،‬وهو سبحانَه ليس له نَ ِظريٌ وال َشبِيهٌ‪.‬‬

‫‪ -12‬رواه أمحد يف املسند (‪ ،)35/3‬والَّتمذي يف سننه‪ ،‬كتاب تفسري القرآن‪ ،‬باب‪ :‬من سورة اإلخّلص برقم (‪.)3364‬‬
‫‪ -13‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب‪ :‬فضل (قل هو اهلل أحد) برقم (‪.)5013‬‬
‫‪137‬‬
‫ص عنه سبحانَه‪ ،‬فَ ُك ُّل ِص َف ِة َك ٍ‬
‫مال فهو‬ ‫جل وعّل‪ ،‬ونَ ْفي ِص ِ‬
‫فات النَّ ْق ِ‬ ‫مال هللِ َّ‬‫فات ال َك ِ‬ ‫‪ -2‬إثبات ِص ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يل له يف ذاتِه وال يف أسائِه وال يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫أوىل هبا‪ ،‬وُك ُّل ص َفة نَ ْقص فهو ُمنَ َّزهٌ عنها‪ ،‬فهو واح ٌد ال َمث َ‬
‫ِصفاتِه‪.‬‬
‫الولَد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السورةِ ريد على ا ِّ ِ‬
‫الضالي من النَّصارى واليهود وسائر املشركي الذين يَْنسبون إليه َ‬ ‫‪ -3‬يف ُّ َ َ‬
‫وم ْواله‪ ،‬فّل يسأل اإال إيااه‪ ،‬وال يدعو ِسواه‪ ،‬له‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كل األُموِر إىل َربِّه وخالقه َ‬
‫‪ -4‬املسلم يَ ْلتَجئ يف ِّ‬
‫الصمد‪.‬‬
‫األحد ال َفرد َّ‬ ‫ِ‬
‫األساء احلسىن‪ ،‬وهو الواحد َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اإلخّلص فَضائِ ُل َكثِ َريةٌ‪ ،‬اُذ ُكر ثَّلثاً ِمنها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لِسورةِ‬
‫َُ‬
‫‪........................................ -1‬‬
‫‪........................................ -2‬‬
‫‪........................................ -3‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫سورةِ اإلخّلص‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -1‬احبث يف مكتَبة م ِ‬
‫ومصادر التَّعلُّم حول َسبَب نُزول َ‬ ‫در َستك َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اإلخّلص فيما يلي‪:‬‬ ‫أهم فائِدة تَستَ ِفيدها ِمن سورة‬ ‫س‪ -2‬اخَّت َّ‬
‫وحده‪.‬‬‫الكمال هللِ َ‬
‫ِ‬ ‫أ‪ -‬إثبات ِص ِ‬
‫فات‬ ‫ُ‬
‫بادة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اإلخّلص هلل يف الع َ‬
‫ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫قصد عند احلوائِج‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اهللُ الذي يُ َ‬
‫ِ‬
‫اإلخّلص يف حدود َسطَْرين‪.‬‬ ‫س‪ -3‬خلِّص املعىن اإلمجايل لِ ُس َورة‬
‫ِ‬
‫اإلخّلص‪.‬‬ ‫ضل ُسورةِ‬ ‫س‪ -4‬اُذكر يف ِعبارةٍ ُم َ ٍ‬
‫وجَزة فَ ْ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪138‬‬
‫الدرس الخامس والعشرون‬
‫ورة ال َفلَق‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫الس ْحر‪،‬‬
‫احنل عنه ِّ‬
‫السّلم حىت َّ‬
‫الصّلة و َّ‬
‫املع ِّو َذتي‪ ،‬فقرأمها عليه َّ‬
‫فأنزل اهللُ َ‬ ‫ُس ِحَر ُ‬
‫رسول اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم َ‬
‫فكأمنا نَ ِشط ِمن ِع ٍ‬
‫قال‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ [الفلق‪.]5 – 1 :‬‬

‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الشرور‪.‬‬ ‫الس ْح ِر واحلَ َس ِد َ‬
‫ومجي ِع ُّ‬ ‫‪ -‬االستِعاذَةُ باهللِ ِمن ِّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫صم‪ ،‬وألُوذ‪.‬‬ ‫ألتَ ِجئ‪ ،‬وأعتَ ِ‬ ‫أعوذُ‬
‫الصبح‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ال َفلَق‬
‫اللَّيل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫غاسق‬
‫ّلمه‪.‬‬‫دخل بِظَ ِ‬ ‫َوقَب‬
‫ََ‬
‫ص ِد ِّ‬
‫الس ْحر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫الّلت يَْن ُف ْخن فيما يَ ْعق ْدن من عُ َقد بَِق ْ‬ ‫احر ا‬ ‫السو ِ‬‫َّ‬ ‫النَّ افاثات يف العُ َقد‬
‫َمن يَتَ َم َّىن َزو َال النِّ ْع َم ِة عن َغ ِريهِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حاسد‬
‫فوائد وأحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫وحده‪ ،‬حلمايَتِه ِمن مجي ِع ُشروِر َخ ْل ِقه‪.‬‬
‫املسلِم يَ ْلتَ ِجئ إىل اهللِ ويَلُوذ بِه َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ّلمه‪ ،‬حيث يَ ْكثُر قُطااع الطَّريق‬‫خص اهلل بعض ما يستَعاذُ باهللِ منه‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬اللَّيل إذا دخل بِظَ ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫ََ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬
‫الساراق‪ ،‬وتَنتَ ِشر ِّ‬
‫السباع واهلوام‪.‬‬ ‫و ُّ‬
‫الس ْح ِر وأهلِه‪.‬‬
‫املؤمن أن يَستَعِيذ باهللِ ِمن ِّ‬‫السب ِع املوبِقات‪ ،‬وعلى ِ‬ ‫السحر‪ ،‬وهو ِمن َّ‬ ‫حترمي ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫صف بِه ِ‬
‫املؤم ُن؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َتن زو َال النِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عمة عن احملسود‪ ،‬وال يتَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫حمرٌم‪ ،‬وهو‪َ ِّ :‬‬
‫وخلُ ٌق َّ‬
‫يمةٌ ُ‬
‫احلسد ص َفةٌ َذم َ‬‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ّلح واهلدايَة وال َفّلح‪.‬‬ ‫حيب لِنَ ْف ِسه ِمن اخلري و َّ‬
‫الص ِ‬ ‫حيب إلخوانِه ما ُّ‬ ‫ؤم َن ِمن ِص َفتِه وأخّلقِه أنَّه ُّ‬ ‫امل ِ‬
‫ُ‬
‫نشاط‪:‬‬ ‫•‬

‫‪139‬‬
‫اطن َكثِرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫السورة يف مو ِ‬
‫َ‬ ‫شرع لك أن تَ َقرأ هذه ُّ‬
‫يُ َ‬
‫الع ْ ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬للوقايَة من َ‬
‫‪.............................. -2‬‬
‫‪.............................. -3‬‬
‫‪.............................. -4‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ديقك تُبَ ِّي فيها ما يلي‪:‬‬ ‫س‪ -1‬اكتب ِرسالَةً عن سورة ال َفلَ ِق لِص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الس َورة‪.‬‬
‫ضل ُّ‬ ‫أ‪ -‬فَ ْ‬
‫ب‪َ -‬سبَب نُزوهلا‪.‬‬
‫ج‪ -‬الناافِع واحلافِظ هو اهلل‪.‬‬
‫ومساءً‪.‬‬
‫الس َورة صباحاً َ‬ ‫د‪ -‬أمهِّيَّة قِراءَة هذه ُّ‬
‫الكتاب‪ ،‬مث َد ِّون َمعانِيها يف َدفْ ََِّتك‪:‬‬ ‫س‪ -2‬استَظْ ِهر ال َكلِمات التاالية ِمن ِ‬
‫غاسق‪َ ،‬وقَب‪ ،‬النَّ افاثات‪ ،‬العُ َقد‪.‬‬ ‫أعوذ‪ ،‬ال َفلَق‪ِ ،‬‬
‫االستِعاذَة باهللِ ِمن ِّ‬
‫كل َشر‪.‬‬ ‫الس َورة وتَأََّمل آياهتا‪ ،‬مث اذ ُكر آيَةً منها فيها ْ‬ ‫س‪ -3‬اقرأ ُّ‬
‫احلس ِد ؟‬ ‫ِ‬
‫س‪ -4‬ما َحقي َقة َ‬

‫‪140‬‬
‫السادس والعشرون‬
‫الدرس َ‬
‫ورة الناس‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫سوق والعِصيان‪ ،‬فعلى املسلِم أن يَلْجأ‬ ‫الش ِ‬
‫ياطي يَُزيِّن له ال ُك ْفَر وال ُف َ‬ ‫ين ِمن َّ‬ ‫آدم اإال وله قَ ِر ٌ‬
‫ٍِ‬
‫ما من أَ َحد من بن َ‬
‫ِ‬
‫الس َورة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ومن ذلك أن يقرأ هذه ُّ‬ ‫صم باهلل تعاىل لِي ِقيه َشَّر هذا الع ُد ِّو‪ِ ،‬‬
‫ويعتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﭐ‬ ‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ‬
‫ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ [النااس‪.]6 – 1 :‬‬

‫• موضوع السورة‪:‬‬
‫اجلن و ِ‬
‫اإلنس‪.‬‬ ‫‪ -‬االعتِصام باهللِ‪ ،‬واالستِعاذَة بِه من َش ِ‬
‫ياطي ِّ‬ ‫ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ُمَربِّي ِهم بِنِ َع ِمه‪.‬‬ ‫ب النا ِ‬
‫اس‬ ‫َر ا‬
‫صِّرف فِي ِهم‪.‬‬‫مال ُك ُهم واملتَ َ‬
‫ِ‬ ‫َملِك النا ِ‬
‫اس‬
‫ِ‬
‫اس الذي يَتَ َو َّجهون إليه بِأنو ِاع الع َ‬
‫بادة‪.‬‬ ‫َم ْعبُود النا ِ‬ ‫إله النااس‬
‫الشيطان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الوسواس‬‫َ‬
‫العْب ُد َربَّه تعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الذي خيتَفي إذا ذَ َكَر َ‬ ‫اخلنااس‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وء يف النُّ ِ‬
‫فوس‪.‬‬ ‫يث ُّ‬‫يُْلقي أحاد َ‬ ‫يُ َو ْس ِو ُ‬
‫س‬
‫اجلِ ان‪.‬‬ ‫ال ِجنَّة‬
‫• فوائد وأحكام‪:‬‬
‫ي ِ‬
‫اإلنس‬ ‫اس ومالِ ُكهم ومعبودهم ‪ِ -‬من َش ِ‬
‫ياط ِ‬ ‫ب النا ِ‬‫وحده – وهو َر ُّ‬ ‫املؤم ُن بِاهللِ تعاىل َ‬
‫‪ -1‬يستَعِيذ ِ‬
‫ُ َُُ‬ ‫َْ‬
‫اجلن‪.‬‬
‫و ِّ‬
‫الربوبِيَّة وامللك واأللُوهيَّة هللِ َ‬
‫وحده‪.‬‬ ‫فات ُّ‬‫إثبات ِص ِ‬
‫السورة على ِ‬ ‫‪ -2‬اشتَ َملت ُّ‬
‫خيتار ِمن‬
‫الشِّر حىت يَ َقع فيه‪ ،‬فعلى املرء أن َ‬ ‫لم ْرء فِ ْع َل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِد ِيق ُّ‬
‫السوء‪ ،‬حيث يُ َس ِّول ل َ‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬احل َذر من َ‬
‫قوع فيه‪.‬‬‫الو ِ‬ ‫األصدقاء َمن يُْرِش ُده إىل اخلري وفِ ْعلِه‪ِّ ،‬‬
‫وحيذ ُره ِمن َّ‬
‫الشِّر و ُ‬
‫الرغبَ ِة يف اخل ِري‪ ،‬والبُ ْع ِد عن َّ‬
‫الشِّر‪.‬‬ ‫دليل على َّ‬
‫اجلن واإلنس ٌ‬ ‫‪ -4‬االستِعا َذة باهللِ ِمن َشياطي ِّ‬

‫‪141‬‬
‫الشياطي ِذ ْكر اهللِ سبحانَه‪ ،‬واالستِعا َذة به ِمن َشِّرها‪ ،‬فإهنا هترب عند ِذ ْك ِر اهللِ‬
‫زول بِه َّ‬
‫‪ -5‬أعظَ ُم ما تَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وَتتَ ِفي‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ضَرر ِّبي عليك‪ ،‬فما الو ِاجب عليك حىت تَ ْسلَم ِمن َشِّره‪.‬‬ ‫السوء َ‬‫ص ِد ِيق ُّ‬‫ِ‬
‫لَ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫دون َمعاين الكلمات التاالية‪:‬‬
‫السورة‪ ،‬مث ِّ‬
‫س‪ -1‬اح َفظ َمعاين الكلمات يف هذه ُّ‬
‫الوسواس‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪ -‬اخلنااس‪.‬‬
‫‪ -‬اجلِنَّة‪.‬‬
‫السوء ؟‬
‫وصاحب ُّ‬‫يطان ِ‬
‫الش ِ‬
‫الشبَه بي َّ‬
‫س‪ -2‬ما َو ْجه َّ‬
‫ﱹ ﭐﱠ ؟‬ ‫تعاىل‪:‬ﭐﱡ ﱵ ﱶﱠ‪ ،‬وقوله‪:‬ﭐﱡ ﱸ‬ ‫س‪ -3‬ما الفرق بي قوله‬
‫س‪ -4‬خلِّص املعىن اإلمجايل لِ ُس َورةِ النااس يف حدود ثَّلثَة أسط ٍر‪.‬‬
‫بادةِ‪ .‬فما هي ؟‬ ‫ِ‬
‫السورة أَْمٌر بِع َ‬
‫س‪ -5‬يف هذه ُّ‬

‫‪142‬‬
‫الفهرس‬
‫التفسري للصف األول املتوسط ‪1 ........................................................................‬‬

‫املقدمة ‪4 .............................................................................................‬‬

‫َتهيد‪6 .............................................................................................. :‬‬

‫مقدمة يف علم التفسري‪6 ............................................................................‬‬

‫الدرس األول ‪9 ........................................................................................‬‬

‫تفسري سورة النبأ من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪9 ............................................. .)16‬‬

‫الدرس الثاين ‪12 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة النبأ من اآلية رقم (‪ )17‬إىل اآلية رقم (‪12 ......................................... .)30‬‬

‫الدرسالثالث‪15 ..................................................................................... :‬‬

‫تفسري سورة النبأ من اآلية (‪ )31‬إىل آخر السورة‪15 ................................................. .‬‬

‫الدرس الرابع ‪17 ......................................................................................‬‬

‫سورة النازعات من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪17 ............................................. )14‬‬

‫الدرس اخلامس ‪20 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة النازعات من اآلية رقم (‪ )15‬إىل اآلية رقم (‪20 ..................................... )26‬‬

‫الدرس السادس‪23 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورةالنازعات من اآلية (‪ )27‬إىل آخرالسورة‪23 .............................................. .‬‬

‫الدرس السابع ‪26 .....................................................................................‬‬

‫‪143‬‬
‫تفسري سورة عبس من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪26 .......................................... )23‬‬

‫الدرس الثامن‪30 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة عبس من اآلية (‪ )24‬إىل آخر السورة ‪30 ................................................‬‬

‫الدرس التاسع ‪33 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة التكوير من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪33 .........................................)14‬‬

‫الدرس العاشر ‪36 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة التكوير من اآلية رقم (‪ )15‬إىل آخر السورة ‪36 ...........................................‬‬

‫الدرس احلادي عشر ‪39 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة االنفطار من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪39 ........................................)12‬‬

‫الدرس الثاين عشر ‪41 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة االنفطار من اآلية رقم (‪ )13‬إىل آخر السورة ‪41 ..........................................‬‬

‫الدرس الثالث عشر ‪43 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املطففي من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪43 ..........................................)6‬‬

‫الدرس الرابع عشر ‪45 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املطففي من اآلية رقم (‪ )7‬إىل اآلية رقم (‪45 ........................................)17‬‬

‫الدرس اخلامس عشر‪47 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة املطففي من اآلية رقم (‪ )18‬إىل اآلية رقم (‪47 ..................................... .)28‬‬

‫الدرس السادس عشر ‪49 ..............................................................................‬‬


‫‪144‬‬
‫تفسري سورة املطففي من اآلية رقم (‪ )29‬إىل آخر السورة ‪49 ..........................................‬‬

‫الدرس السابع عشر‪51 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة االنشقاق من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪51 .......................................)15‬‬

‫الدرس الثامن عشر ‪54 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة االنشقاق من اآلية رقم (‪ )16‬إىل آخر السورة‪54 ........................................ .‬‬

‫الدرس التاسع عشر ‪56 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة البوج من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪56 .......................................... )11‬‬

‫الدرس العشرون ‪57 ...................................................................................‬‬

‫تفسري سورة البوج من اآلية رقم (‪ )12‬إىل آخر السورة ‪58 ............................................‬‬

‫الدرس احلادي والعشرون ‪60 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة الطارق ‪60 ............................................................................‬‬

‫الدرس الثاين والعشرون ‪63 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة األعلى ‪63 ............................................................................‬‬

‫الدرس الثالث والعشرون ‪66 ............................................................................‬‬

‫تفسري سورة الغاشية من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪66 .........................................)16‬‬

‫الدرس الرابع والعشرون ‪69 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة الغاشية من اآلية رقم (‪ )17‬إىل آخر السورة ‪69 ...........................................‬‬

‫الدرس اخلامس والعشرون ‪72 ...........................................................................‬‬


‫‪145‬‬
‫تفسري سورة الفجر من اآلية رقم (‪ )1‬من اآلية رقم (‪72 ..........................................)14‬‬

‫الدرس السادس والعشرون ‪75 ..........................................................................‬‬

‫تفسري سورة الفجر من اآلية رقم (‪ )15‬إىل اآلية رقم (‪75 ........................................ )20‬‬

‫الدرس السابع والعشرون‪77 ............................................................................‬‬

‫تفسري سورة الفجر من اآلية رقم (‪ )21‬إىل آخر السورة ‪77 ............................................‬‬

‫الدرس األول ‪79 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة البلد من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪79 ............................................. )7‬‬

‫الدرس الثاين ‪82 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة البلد من اآلية رقم (‪ )8‬إىل آخر السورة ‪82 ...............................................‬‬

‫الدرس الثالث ‪85 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الشمس من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪85 ........................................ )10‬‬

‫الدرس الرابع ‪87 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الشمس من اآلية رقم (‪ )11‬إىل آخر السورة ‪87 ..........................................‬‬

‫الدرس اخلامس ‪89 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الليل من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪89 ........................................... )13‬‬

‫الدرس السادس‪92 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الليل من اآلية رقم (‪ )14‬إىل آخر السورة ‪92 .............................................‬‬

‫الدرس السابع ‪94 .....................................................................................‬‬


‫‪146‬‬
‫تفسري سورة الضحى ‪94 ...........................................................................‬‬

‫الدرس الثامن‪97 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الشرح ‪97 .............................................................................‬‬

‫الدرس التاسع ‪99 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة التي ‪99 ..............................................................................‬‬

‫الدرس العاشر ‪101 ...................................................................................‬‬

‫تفسري سورة العلق من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪101 .......................................... )8‬‬

‫الدرس احلادي عشر ‪103 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة العلق من اآلية رقم (‪ )9‬إىل آخر السورة‪103 .............................................‬‬

‫الدرس الثاين عشر ‪105 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القدر‪105 ............................................................................‬‬

‫الدرس الثالث عشر ‪107 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة البينة من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪107 ...........................................)5‬‬

‫الدرس الرابع عشر ‪109 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة البينة من اآلية رقم (‪ )6‬إىل آخر السورة‪109 ............................................ .‬‬

‫الدرس اخلامس عشر‪111 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة الزلزلة‪111 ............................................................................‬‬

‫الدرس السادس عشر ‪113 ............................................................................‬‬


‫‪147‬‬
‫تفسري سورة العاديات ‪113 ........................................................................‬‬

‫الدرس السابع عشر‪115 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القارعة ‪115 ..........................................................................‬‬

‫الدرس الثامن عشر ‪117 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة التكاثر ‪117 ..........................................................................‬‬

‫الدرس التاسع عشر ‪119 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة العصر ‪119 ...........................................................................‬‬

‫تابع‪ /‬الدرس التاسع عشر‪121 .........................................................................‬‬

‫تفسري سورة اهلمزة‪121 ............................................................................‬‬

‫الدرس العشرون ‪123 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة الفيل ‪123 ............................................................................‬‬

‫تابع‪ /‬الدرس العشرون ‪125 ............................................................................‬‬

‫تفسري سورة قريش‪125 ............................................................................‬‬

‫الدرس احلادي والعشرون ‪127 .........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املاعون ‪127 ..........................................................................‬‬

‫تابع‪ /‬الدرس احلادي والعشرون ‪129 ....................................................................‬‬

‫تفسري سورة الكوثر‪129 ...........................................................................‬‬

‫الدرس الثاين والعشرون ‪131 ...........................................................................‬‬


‫‪148‬‬
‫تفسري سورة الكافرون‪131 .........................................................................‬‬

‫الدرس الثالث والعشرون ‪133 ..........................................................................‬‬

‫تفسري سورة النصر ‪133 ...........................................................................‬‬

‫الدرس الرابع والعشرون ‪135 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املسد‪135 ............................................................................‬‬

‫تابع‪ /‬الدرس الرابع والعشرون‪137 ......................................................................‬‬

‫تفسري سورة اإلخّلص‪137 ........................................................................‬‬

‫الدرس اخلامس والعشرون ‪139 .........................................................................‬‬

‫تفسري سورة الفلق ‪139 ............................................................................‬‬

‫الدرس السادس والعشرون ‪141 ........................................................................‬‬

‫تفسري سورة الناس‪141 ............................................................................‬‬

‫‪149‬‬

You might also like