Professional Documents
Culture Documents
العنوانِ :
املناه ُج ِّ
الدر ِاسيَّة يف اململ َكة العربيَّة ُّ لميَّةُ تَه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ
املادة العِ ِ
ختصرة :تُعتَبَ ُر هذه َّ
السعوديَّة لمناه ِج ِّ ْ ْ نُب َذةٌ ُم َ
ص بِ ِدراس ِة ِع ْل ِم ِ
الف ْق ِه ،وهي وياتِ ،
ومن ِض ْم ِن هذه َّ املو َّجه ِة لِلطُّاّل ِ
ب ،وهي م َق َّسمةٌ على ِعدَّة مستَ ٍ
املادة ما ََيتَ ُّ َ ُ ُ َُ َ
اشتم َل عليه املستوى الثاالث ِمن املوضوعات واملسائِل ما وإن ِمن ِّ
أهم ما َ
قسمةٌ إىل ِ
مثاِن (ُ )8م ْستَ َوياتَّ ، ُم َّ َ
يَلِي:
ِ
األحاديث اليت اشتَ َملَت على ال َكثِ ِري ِمن ُّصوص النَّب ِويَّة اليت تُع اد ِمن ِّ
أهم جمموع ٍة ِمن الن ِ َش ْر ُح -1
َ
بارة ،بِ ْدءً بالتَّع ِريفِ امتاز بِ ُّ لميَّ ِة وفْ َق أ ٍ
َّرعيَّة وال َفوائِد العِ ِ
األحكام الش ِ
ِ
ووضوح الع َ
السهولَة ُ ُسلوب َ
يان أَه ِّم األَحكام والت ِ
َّوجيهات اليت ا ْشتَ َمل عليها ِ بالصحايب را ِوي احلَ ِديث ،مث َش ْرح الغَ ِر ِ
يب ،إىل بَ َ ْ َّ
احل ِديث ،وانتِهاء بِطَرح ب ْعض األَسئِلَة اليت تُعِني على استِ ِ
يعاب الد َّْرس ،ومع ِرفَة مدى فَ ْه ِم َ ً َ
الطُّاّلب له.
صلى اهلل عليه وسلَّم وأصحابِه ،ومدى حتَ ُّملِ ِهم لِألَذَى يف
َّيب َّ
ِ ِ
وص َوٍر من بُطوالت الن ِّ
ِ ِ
ذ ْكر ََناذ َج ُ -2
2
بسم اهلل الرحمن الرحيم
3
ُم َقد َمة
ومن َسيِّئات أَ ْعمالِن اَ ،م ن يَ ْه ِده
احلمد هللِ حنم ُده ونَستَعِينُه ونَستَ ْغ ِفره ،ونعوذُ باهللِ ِمن ُشروِر أَنْ ُف ِسنا ِ
ْ َ إن َ َّ
ول
حمم داً رس ُ أن َّ ي له ،ونَ ْش َهد أن ال إله اإال اهللُ وح َده ال َش ِريك ل ه ،و َّ ِ ض َّل له ،ومن ي ْ ِ
اهلل فّل م ِ
ضلل فَّل هاد َ َ ُ ُ ُ
اهللِ.٪
ما بعد:
وس هولَة العِب َارة، اإلسّلميَّة ،وقد تَو َّخينا فيه حسن الع رض و َّ ِ
ِ يث والثَّقافَِة مادة ِ
احلد ِ
الّتتي بُ ، ُ ْ َْ َ ْ فهذا ُم َقَّرر َّ
لميَّة ،لِيَتَ َزَّود
وص والع زو لِلمر ِاج ع العِ ِ ِ ِِ ِ ِ
واالعتماد على املصادر األَصليَّة ما استَطَ ْعنا ،مع االهتمام بتَخ ِريج النُّص ِ َ ْ َ
ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
ص ْبنا في ه فَم َن اهلل َو ْح َده ،وبِتَوفي ٍق من ه ،وم ا أَ ْخطَأْن ا فَنَس أَل اهللَ َ
الع ْف َو املعلِّ م والطاال ب ،فم ا أَ َ
منه ا ك ل م ن َ
الص ْفح.
و َّ
ِ ِ ِ نسأل اهلل تعاىل أن ي ْن َفع بِه وي ْكتُب له ال َقبول ،و ُ ِ ِ
الصاحلات ،وصلَّى احلمد هلل الذي بِن ْع َمته تَت ام ا َ َ وختاماً ُ َ
وص ْحبِه أجَعِني ،،،، ِ اهلل وسلَّم على نَبِيَّنا َّ
حممد وعلى آله َ
ﭐ
4
الحديث الشريف:
أوالًَ :
5
يث األول:
الحد ُ
َ
ّلوَة اإلمي ان :أن ع ن أن ب ن مال ك أنَّه ق ال :ق ال رس ول اهلل ((:ثَ ٌ
ّلث َم ن ُك َّن في ه َو َج َد َح َ
يعود يف ال ُك ْف ِر كما يَ ْكَره ِ اها ،وأن ِي َّ
ب إليه ماا ِسو ُ يكو َن اهللُ َورسولُه أَ َح َّ
ب املرءَ ال يباه اإال هلل ،وأن يَ ْكَره أن َ
ف يف الناا ِر ))ُ .متَّ َفق عليه (.)1 أن يُ ْق َذ َ
التعريف بالراوي:
اخلزرِج ي ،اإلم ام ،املق ِرئ ،ال ُم ْف ِيت ،احمل ِّدث،الصحايب اجللي ل ،أب و ة زة أن ب ن مال ك ب ن النَّض ر َ هو َّ
والزَم ه أَ ْك َم َل ول اهللِ ،ق ال ال َّذهيب رة ه اهلل :ص ِحب النَّ يب أََتَّ ُّ ِ
الص ْحبَةَ ، َ َ َّ ّلم ،خ ِادم رس ِ را ِوي ةُ اإلس ِ
َ َ
الّتِم ِذي وغ ريُه أنَّ ه الش َجَرةِ ،وروى ِّ ت َّ اجر وإىل أن م ات ،و َغ زا مع ه غ َري َم َّرةٍ ،وب ايَ َع حت َاملّلزَم ة ،من ذ أن ه َ
َ
يب بِ َكثْ رةِ ِِ
َ ض َربَِن ،وال َس بَِّن ،وال َع بَ َ يف َو ْج ِه يَ ،دع ا ل ه النَّ ُّ يب عش َر س نني ،فم ا َ دمت النَّ َّ
ق الَ :خ ُ
والده قُبَ ْي ل َموتِه أكثَر ِم ن مائِة ،م ات س نة إح َدى وتِ ْس عِني ،وقي ل ِ املال و ِ
ِ
عاؤه فبَ لَ غ أَ ُ
يب ُد ُفاستُج َ الولَدْ ،
َ
ف الصحاب ِة بِالبصرةِ ،ح ِزن له النااس حزن اً َش ِديداً ،ح قي ل :ق د ذَه ِ ِ ِ
ص ُ بن ْ َ َ ُ ُْ بعدها ،وهو آخر َمن مات من َّ َ َ ْ َ َ َ
العِْلم (.)2
ث اللغَوية:
المباح ُ
َ
َمعناها ال َكل َمة
أي :ثَّلث ِخ ٍ
صال. ثَّلث:
ص ْل َن ل ه ص ْلن ،فَ ِه ي (ك ان) التا َّام ة ،وامل راد :ثَ ٌ ِ
ّلث َم ن َح َ ُك ان ،أيَ :ح َ اإلميان: ّلوَة
َمن ُك َّن فيه َو َج َد َح َ
بطاع ِة اهللِ تع اىل ،وا ِمْئن ان ال َق ْل ِ ِ
ّلوَة اإلمي ان ،وه ي التَّلَ ُّذذ بِ َ َو َج َد َح َ
ةزة: انشر ِ
و ِ
حممد بن أيب َ احه ،قال ابن حجر رةه اهلل :قال الشيخ أبو َّ
جرةِ يف قولِه تعاىل:ﭐﱡﭐ ﭐﳃ الش ََ احلّلوةِ؛ َّ
ألن اهللَ َشبَّهَ اإلميا َن بِ َّ ِ
َّإَنا َعبَّ َر ب َ
ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱠ [إب راهيم ،]24 :فال َكلِ َم ة
ص لُها اإلمي ان ،وأَ ْغص ااا اتِّب ا األَو ِام ر الش َجَرة أَ ْ
ّلص ،و َّ هي َكلِ َمة اإلخ ِ
ووَرقُه ا م ا يَ َه تَ ام بِ ه امل ِمن ِم ن اخل ِري ،وَمثَُره ا َع َم ل ِ و ِ
اجتن اب النَّ واهيَ ،ْ
ص ِحيحه
ل ه ،ورواه مس لم يف َ ّلوة اإلمي ان ،واللَّف
) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ( ،)30/1كت اب اإلمي ان ،ب ابَ :ح َ
1
صارف. ِ
السالكني البن القيم ( )18 -17/3بتَ َ
)7انظر :مدارج ا
يَْنتَ ِظ ر َّ
الص ّلة ،ومس لم يف ص حيحه (،)715/2 )8أخرجه البخ اري يف ص حيحه ( ،)209/1كت اب األذان ،ب ابَ :م ن َجلَ
الص َدقَة ،برقم (.)1031 كتاب الزكاة ،باب :فَضل إخ ِ
فاء َّ ْ ْ
8
ب أن يَ ْس تُ َر املس لِ ُم ِ ِ ِ
الس كوت ع ن ذ ْك ر العُي وب ،والتم اس العُ ْذر عن د ُوق وِ اخلَط أ ،فَ َكم ا حت ا
ِ (ب) ُّ
ب له ذلك. ك فَأَ ِح َّ عُيوبَ َ
(ج) َع َدم الغِ ال واحلِْقد واحلَ َسد لِما أَنْ َع َم اهللُ بِه على أَ ِخيك.
جاب،ب ُم ْس تَ ٌ (د) ال ُّدعاء ل أل ِ -يف ظَ ْه ِر الغَْي ب -يف َحياتِه وبع د ماتِه ،فال ُّدعاء يف ظَ ْه ِر الغَْي ِ
ُ
اعي ِمثْ لَه. ولِل اد ِ
الك ِْب والغُروِر. الس ال عن أَحوالِه ،والتَّ َف ُّقد هلا ،وجتنُّب ِ الس ِ
ّلم ،و ُّ باد َرتُه بِالتَّ ِحيَّ ِة و َّ
ْ (ه ) ُم َ
صح لِ ُك ال ُم ْسلِ ٍم. (و) النُّ ْ
ِ ِ يض إىل اهللِ تعاىل ،ويب أن يَ ْكَرَهه امل ِمن كما يَ ْكَره أن يُ ْق َذ َ ِ
ف يف الناا ِر ،والكاف ُر بَغ ٌ
يض -7ال ُك ْفر بَغ ٌ
يمة اليت تُ َ ِّدي الص َف ِة َّ ِ عند اهللِ تعاىل ،و ِيب أن ي ْكرهه امل ِمن لِما اتَّصف بِه ِمن ِ
الذم َ هذه ِّ َ َ َ ََ ْ
ِ صاحبِها إىل الناار ،وعليه فَمواالة ال ُك افار سب ِ ِ ِ بِ ِ
ص َور املواالة: ضبِه ،ومن ُ ب ل َس َخط اهلل تعاىل و َغ َ ََ ٌ ُ
ِ ِِ ِ
ني ،يقول تعاىل :ﭐﱡﭐ ﲫ ﲬ صاحبَتُ ُهم و ِّاُتاذُ ُهم بِطانَةً من دون امل من َ وم َ داهنَتُ ُهم ُ وم َ َحمَبَّتُهم ُ
ﲲﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ
ﲳ ﲭﲮﲯﲰﲱ
الع َملِيَّة. ِ ِ
الرسول يف س َريته َ
)9وهكذا كان َّ
كّلم ابن رجب عليه يف ِ
)10رواه الّتمذي يف جامعه ( ،)355/4رقم ( ،)1987وقال ":هذا َحديث َح َسن صحيح " .وانظر َ
َشرح احلديث (ِ )18من ِ
جامع العلوم واحلكم. ْ
9
حممد لِلنَّ ْي ِل منه والتَّ ْقلِ ِيل يقوم بِه ال ُك افار َ
جتاه نَبِيِّنا َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يا ِو ُل الطاالب ذ ْكَر ََناذج من الواق ِع املعاصر لما ُ
ط ِمن قَ ْد ِره.
ِمن َشأْنِه واحلَ ا
10
الحديث الثاني:
َ
وء ،فَ أْفَ َرغ عل ى يَ َديْ ه من ه ع ن ة را َن م وىل عثْم ان ب ن ع اف ان ،أنَّه رأى عثم ان ب ن ع اف ان دع ا بِوض ٍ
َُ َ ُ َ ُ
ِ إنائِ ه ،فَغَس لَهما ثَ َ ٍ
اس تَ ْنثَر ،مثا َغ َس ل َو ْج َه ه ض واستَ ْن َش َق و ْ ض َم َ
الوض وء ،مثَّ َتَ ْ ّلث َم ارات ،مث أَ ْد َخ ل ميينَ ه يف َ َ ُ
كل ِر ْج ٍل ثَّلثاً ،مث قالَ :رأَيْ ُ ِ
ض أ حن َو يب يَتَ َو َّ ت النَّ َّ ثَّلثاً ،ويَ َديْه إىل املرفَ َق ْني ثَّلثاً ،مث َم َسح برأَ ْسه ،مثَّ َغ َسل ا
وص لَّى َرْك َعتَ ْني ال ُيَ ِّدث فِي ِهم ا نَ ْف َس ه غُ ِف َر ل ه م ا تَ َق َّدم ِ
ض أَ حن َو ُوض وئي ه ذاَ ، ُوضوئِي هذا ،وقالَ ((:م ن تَ َو َّ
ِمن َذنْبِه )) متَّفق عليه (.)11
التعريف بالراوي:
أدرك أب ا بك ر وعم ر،
ه و ُة ران -بض م احل اء املهمل ة وس كون امل يم -اب ن أب ان ،م وىل عثم ان َ ،
وحمدثِيهم ،مات سنةَ مخ وسبعني ،وقيل بعدها (.)12 وروى عن عثمان ومعاويةِ ،من تابعِي أهل ِ
املدينَة ِّ
التعريف بالصحابي:
الر ِاش ِدين، ِ ِِ
الصحايب اجلليل عثمان بن عفان بن أيب العاص بن أميَّة ،أم ري امل منني ،وثال ث اخللَف اء ا هو َّ
ٍ ِ
يب ابنَتَ ه ويُلَ َّقب بِذي النُّ َوريْن ،أَ ْس لَم يف َّأوِل اإلس ّلم ،وك ان يق ول :إِن لَرابِع أَْربَ َع ة يف اإلس ّلمَ ،زَّو َج ه النَّ ُّ
ول اهلل بِ َس ْه ٍم، وض َرب ل ه َرس ُ أم َكلثوم رضي اهلل عنها ،مل ي ْشهد عثمان بدراً ،لِتم ِر ِ ِ ِ
يضه لَزْوج ه ُرقَيَّةَ ، َْ َ َ ُ ا ُ
ِ هاب إىل م َّك ةَ س ِفرياً ع ن رس ِول اهللِ ل ه بال َّذ ِ الش جرةِ ألم ِر رس ِ
ض هم يف ول اهلل ؛ ليُفا ِو َ َ َ ت َّ َ َ ْ َ ومل يُب ايع َحت َ
ش العُ ْسَرةِ املتَ َو ِّجه إىل صف َجْي ِ ِ ِ
وج َّهَز عُثْمان ن ْ رسول اهلل يَ َده باألُ ْخرى عن عثمانَ ، ب ُ وضَر َ
ُد ُخوهلاَ ،
ووَرَد أنَّه تَ ْس تَ ِحي من ه املّلئِ َك ة ،بُويِع ِ ِ ِ ِ
وصف باحلي اءَ ، الع َشَرةِ املبَ َّش ِرين بِاجلنَّة ،ومَّن يُ َ
تَبوك من ماله ،وهو أَ َحد َ
آخَر سنَة مخَْ ٍ وثَّلثِني (.)13 وع ْشرين ،وقُتِل ِ
َ
بِاخلِّلفَة سنَة أَربع ِ
َ َْ
المباحث اللغوية: َ
َمعناها ال َكل َمة
ض أ بِه ،وه و امل راد بقول ه َ
(دع ا ضبَط بَِفْتح الواو ،فيكون املعىن :املاء الذي يَتَ َو َّ
تُ ْ ضوء:
َو ُ
وء ،كم ا يف قول ه( :حن و ُوض وئِي بِوض وء) ،وبِض م ال واو يك ون امل راد :فِع ل الوض ِ
ْ ُ َ َ
هذا).
)16يُنظر :صحيح البخاري ،كتاب الوضوء ،فَ ِفيه َع َد ٌد ِمن األحاديث تُ َقيِّد ذلك.
)17انظر :املغن البن قدامة (.)140/1
13
ﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏ
ﱐ ﱑ ﱠ.
الوض وء تَف ِريق اً َ ِويّلً ،اأم ا ِ ِ ِ ِم ن فُ ِ
الوض وء :امل واالة في ه ،وه ي َع َدم التَّفري ق ب ني أعض اء ُ روض ُ -9
ضار. ِ
التَّفريق اليَسري فّل يَ ُ
الوض وء ،وتك ون حينَئِ ٍذ َس بَباً لِ َم ْغ ِف َرة كعتَ ْني أو أكثَر بع د ُ ص ّلة ر َ
ِم ن فَ ْ ِ
ض ِل اهلل تع اىل أن َش َر َ َ -10
ألن ال َكب ائِر ال يُ َك ِّفره ا الص غائِر؛ َّ السيِّئات ،واملراد بال ُّذنوب املغف ورة :ال ُّذنوب َّ الذنوب ِ
وتكفري َّ ُّ
اإال التَّ ْوبَة منها.
ول اهلل ونَ ْق ل ُس نَّتِه إىل النا اس، أس ي بِرس ِ الصحابة رضي اهلل عنهم على االقتِداء والتَّ ِّ ص َّ ح ْر ُ
ِ -11
وهكذا تكون ِص َفة الِب العِْلم االقتِداء واالتِّبا ونَ ْشر ُّ
السنَّة.
ب ل ه عن د انتِهائِ ه أن الوض وء كم ا يُ ْس تَ َح ا
ِ
ض ئ أن يَ ْذ ُكَر اس َم اهلل تع اىل عن د بدايَ ة ُ عل ى املتَ َو ِّ -12
الوض وءَ ،مث ِ
ض أ فيُبل غ (أو يُ ْس بغ) ُ أح ٍد يَتَ َو َّ ِ ِ
يب ((:م ا م ْنكم م ن َ
ي ْدعو مب ا ثَب ت يف ق ِ
ول النَّ ِّ َ َ
حممداً عبد اهلل ورسوله ،اإال فُتِ َحت له أبواب اجلنَّ ِة الثَّمانِيَ ة أن َّ أشهد أن ال إله اإال اهلل ،و َّ يقولَ :
يَ ْد ُخل ِمن أَيِّها شاء )) (.)18
الوض وء والغُس ل وغ ِريه ا ،ونَظافَ ة الب ا ِ ن ِ ِ ِ ُّ ِ ِ ِ
دي ُن اإلس ّلم دي ن الط ْه ر والنَّظافَ ة ،نَظافَ ة الظا اهر ب ُ -13
ّلم النَّظافَ ةَ يص ه ماا ي ُش وبه ِم ن األَحق اد و َّ ِ بِتَخلِ ِ
الض غائن وحنوه ا ،وألهِّيَّ ة ه ذا األَ ْم ر َربَط اإلس ُ ْ َ ُ ْ
بادة اليت يقوم هبا املسلِم ليّلً وااراً. ِ ِ
احل ِّسيَّةَ بِالع َ
ابض ئ نَ ْفس ه لِلعِق ِ ض املتَ َو ِّ ِ ِ
االس تعجال يف الوض وء ق د يُ َ ِّدي إىل اإلخ ّلل ب ه ،وم ن مثَّ يُ َع ِّر ُ
ِ -14
َ
ول اهلل ِ م ن الش ِديد ،فع ن عب د اهلل ب ن عم رو رض ي اهلل عنهم ا ق ال :رج ْعن ا م ع رس ِ الو ِعيد َّ
ََ وَ
ض ئوا وه م ِعج ال، ٍ
ص ر فَتَ َو َّ الع ْ
وم عن د َ َم َّك ة إىل املدين ة ح إذا كن ا مب اء بِ الطَِّريق تَ َع َّج ل ق ٌ
اب ِم ن الناا ِر، فانتَ هْينا إلي ِهم وأَعقاهبم تَلُوح مل ميسها امل اء ،فق ال رس ول اهلل ((:ويْل لِألَ ْعق ِ
َ ُ ا َ
الوضوء )) ،واملعىنَ :ويْ ٌل للذين يّتكو َن أَ ْعقابَ ُهم فَّل ميََ اسها املاءُ. ِ
أَ ْسبغوا ُ
()19
األَسئلَة:
س :1ما ال َف ْرق بني كل ِمن:
الوضوء ،رقم (.)234 الذ ْكر املستح ِ )18رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب الطَّهارة ،بابِّ :
ب َعقب ُ ََ ا
ص ْوتَه بِ العِْلم رق م ( ،)60ورواه مس لم يف ص حيحه (،)214/1
)19رواه البخ اري يف ص حيحه كت اب العل م ،ب ابَ :م ن َرفَ ع َ
ِ
الوضوء )).
الر ْجلَني ،برقم ( )241وهذا لفظُه ،ولي يف البخاري هنا ((:أَ ْسبغوا ُ كتاب الطَّ َ
هارة ،بابُ :وجوب َغ ْسل ِّ
14
االستِنشاق واالستِْنثار ؟. أ-
ب -املرفَ َق ْني وال َك ْعبَني ؟.
أسِّ ،بني ِ الر ِ فروض الو ِ ِ
كيفيَّة ذلك ؟ ضوء َم ْسح َّ س :2من ِ ُ
الوضوء، ِ ِ ص ِديق باب بَْيتِك وأنت تَتَ َّ
وضأ ،ف َذ َهْبت ل َفْتح الباب ،مث َر َج ْعت إلكمال ُ سََ :3رق عليك َ
فهل تُ ْكمله أو تَ ْب َدأ ِمن َج ِديد ؟
ضله ؟ الوضوء ؟ وما فَ ْ ِّ
س :4ما الذ ْكر املشرو بعد ُ
ضح ذلك ؟ احلسيَّ ِة واملعنَ ِويَّةَ ،و ِّ
ديث على أهِّيَّ ِة النَّظافَة ِّ
دل احلَ ُ سَّ :5
نَشاط:
الوض وء ،مثَّ اع ِر ْ
ض ها عل ى ض النا ِ ِ
اس عن د ُ ض األَ ْخط اء ال يت ي َق ع فيه ا بع ُ
جمموعت ك بع َ
َ اكتُ ب م ع
ُم َعلِّ ِمك.
15
يث الثالث: الحد ُ َ
يب فَ َرَّد َّ يب دخ ل املس ِجد ،فَ َد َخل َر ُج ل َ َّ عن أيب هري رة َّ
فص لى ،مث ج اء فس لم عل ى النَّ ا ٌ َ أن النَّ َّ
ِ
يب ص لَّى مثَّ ج اءَ فَ َس لَّم عل ى النَّ ِّ ص ال )) ،فَ َ ص ال ،فإنَّ ك مل تُ َ الس ّلم ،فق ال ((:ارج ع فَ َ يب َّ النَّ ُّ
ُح ِس ن َغْي َره فَ َعلِّ ْم ِن، ِ ِ
ص ال )) ثَّلث اً ،ق ال :وال ذي بَ َعثَ ك بِ احلَ اق م ا أ ْ ص ال ،فإنَّ ك مل تُ َ فق ال ((:ارج ع فَ َ
الصّلةِ فَ َك ِّب ،مث اق َرأ م ا تَيَ َّس ر مع ك ِم ن ال ُق رآن ،مث ارَك ع ح تَطْ َم ئِن راكِع اً ،مثَّ ت إىل َّ قال ((:إذا قُ ْم َ
اجداً ،مث ْارفَع ح َّ تَطْ َم ئِن جالِس اً ،مث اس ُجد ح َّ ارفَع ح َّ تَعت ِد َل قائِم اً ،مث اس جد ح َّ تَطْم ئِ َّن س ِ
َ ُ َْ ْ
()20
صّلتِك كلاها )) .متَّفق عليه ِ ِ
تَطْ َمئ ان ساجداً ،مث افْ َعل ذلك يف َ
التعريف بالراوي:
اسه واس ِم أَبِيه عل ى أق و ٍال كثِ َريةٍ، الصحايب اجلليل سيِّد احل افاظ األثبات أبو هريرة ،اختُلِف يف ِ هو َّ
هيبَ :ةَ َل عن عام َخْي َبَّ ،أول َسنَة َسْبع لِل ِه ْجرة ،قال َّ
الذ ِ الدوسي ،أسلَم َ
الرةن بن صخر َّ ِ
َْ أَْر َج ُحها أنَّه :عبد َّ
َ
ّلزَمتِ ه ل ه، ِ ِ ِ
يب أكثَر من ه؛ ل ُم َ يب ع ْلماً كثرياً َيِّب اً ُمبارك اً في ه ،مل يُْل َح ق يف كثْ َرت ه ،ومل يَ ْرِو أَ َح ٌد ع ن النَّ ِّ النَّ ِّ
فقد بَلَغَت َم ْرِويااتُه َ 5374ح ِديثاً.
ِ
ول اهلل ، يث ع ن رس ِ
َ روى البُخ اري ع ن أيب هري رة ق ال :إنَّك م تقول ون :إ َّن أب ا هري َرة يُ ْكثِ ر احل د َ
وإن إخ َويت ِم ن ول اهلل مبث ِل َح ِديث أيب هري رة ؟ َّ املهاجرين واألنص ار ال ي ِّدثو َن ع ن رس ِ
َ
وتقولون :ما بال ِ
ول اهللِ عل ى ِم ْلء بَطْ ِن ،فأ ْش َهد إذا غ ابوا، الص ْفق باألس واق ،وكن ت أَلْ َزم َرس َ غلهم َّ امله اجرين ك ان ي ْش ُ
الص َّف ِة،
إخويت ِم ن األَنْص ار َع َم ل أَْم واهلم ،وكن ت ا ْم رءاً ِم ْس ِكيناً ِم ن َمس اكِني ُّ أح َف ْ إذا نَ ُسوا ،وكان يُ ْشغل َ وْ
جي َع ض ي َِ ط أَح ٌد ثَوب ه ح َّ أَقْ ِ
يدث ه ((:إنَّه ل ن يَْب ُس َ َ ْ َ ول اهلل يف َح ِديث ِّ أعي حني يَْن َس ون ،وق د ق ال رس ُ ِ
رسول اهلل َ مقالَتَه ضى ُ هذه ،مث يمع إليه ثَوبه اإال وعى ما أَقُول )) ،فَبسطْ ِ مقالَِيت ِ
علي ،ح َّ إذا قَ َ ت ََنَرًة َّ ََ ُ َْ َ َ َْ َ
سول اهللِ تلك ِمن َش ْي ٍء (.)21 يت ِمن مقالِةَ ر ِ
ص ْد ِري ،فما نَس ُ َ َ
ِ
َجَ ْعتُها إىل َ
تُويف أبو هريرة سنَةَ َسْبع ومخَْ ِسني لِل ِه ْجَرة (.)22
ث اللغَوية:
المباح ُ
َ
معناها الكلمة
)26أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ( ،)125/2كت اب األذان ،ب اب :وج وب ص ّلة اجلماع ة ،وأخرج ه مس لِم يف ص ِح ِ
يحه َ َ ُ َ َ ُ
ماعة ،برقم (.)651 ِ
صّلة اجلَ َ
ضل َ
( ،)451/1كتاب املساجد ،باب :فَ ْ
)27شرح النَّوِوي على ُمسلِم (.)145/5
19
الحديث ويُ َؤي ُده: ضد هذا َ ومما يَع ُ
يب َ ر ُج ٌل أَ ْع َم ى ،فق ال: ِ
أ -ما رواه ُمسلم رةه اهلل يف صحيحه عن أيب هريرة قال :أت ى النَّ َّ
ص له ول اهلل أن يُ َر ِّخ َ
أل رس ُ ِ ودِن إىل املس ِجد ،فس َ ِ
ول اهلل ،إنَّ ه ل ي ل قائ ٌد يَ ُق ُ
ي ا رس َ ِ
وىل َدع اه فق ال ((:ه ل تَ ْس َمع النا داءَ بِ َّ ِ
الص ّلة ؟)) ق ال: فلم ا ا ص ل ه ،ا ص لِّي يف بَْيت ه ،فَ َر َّخ َفَيُ َ
نعم ،قال ((:فَأَ ِجب ))(.)28
ب -وروى ُمسلِم رةه اهلل عن عبد اهلل بن مسعود قال :لقد َرأَيْنا وما يَتَ َخلَّف ع ن َّ
الص ّلةِ اإال
يض لَيَ ْم ِشي بني َر ُجلَ ْني ح يأيت َّ ِ ِ ِ
الصّلةَ (.)29 ُمناف ٌق قُد عُل َم نفاقُه أو َم ِريض ،وإن كان امل ِر ُ
عظ يم ،وثَ واب َج ِزي ل :روى البخ اري وغ ريه ع ن اب ن عم ر رض ي اهلل -2لِص ّلةِ اجلماع ة فَض ل ِ
ٌ َ َ
ِ ِِ ِ
ص ّل َة ال َف رد ب َس ْب ٍع وعش ِر َ
ين ضل َ اجلماع ة تَ ْف ُ
َ ص ّلةُ عنهم ا أ ان رس ول اهلل ق الَ ((:
ص اّله ،تق ول: ِ
ص لِّي علي ه املّلئ َك ةُ م ا دام يف ُم َ أن املُص لِّي تُ َ ض لِهاَّ : ()30
َد َر َج ةً)) ،وماا َوَرد يف فَ ْ
أن ل ه بِ ُك ال ُخطْ َوةٍ َيطوه ا إىل املس ِج ِد َح َس نَة، ص ال عليه ،اللَّه ام ارةَْ ه ،م ا مل ُي ِدث ،و َّ اللَّ ا
هم َ
وتَ ْرفَعُه عنه َخ ِطيئَة ،وإذا َر َج َع إىل بَْيتِه كذلك.
اع ةً يف املس ِجد ،فق د َع َّب َّ العظ يم والثَّواب اجل ِزي ل يف ِ ِ ِ -3األَج ر ِ
ولالرس ُ ص ّلة العش اء وال َف ْج ِر َج َ َ ُ ُ
يب. ف َِّ
الص ا احلصول عليه ولو َز ْحفاً كما يَ ْز َح ُ َ عن ِعظَ ِم هذا األَ ْج ِر بأن الذي يَ ْعلَ ْمه يا ِو ُل
ص لَّى العِش اءَ يف وروى مسلِم وغريه عن عثمان بن ع افان قال :سعت َ ِ
رسول اهلل يقولَ ((:من َ ُ ُ
ص لَّى اللَّي َل ُكلَّه ))( ،)31وق د ج اء اع ٍة َّ
فكأَن ا َ الص ْب َح يف َج َ ومن ص لَّى ُّ ف اللَّ ِيلَ ، ص َ
فكأَنا ِ
قام ن ْاعة َّ َ
َج ٍ
َ
صّلةِ ال َف ْجر ما رواه ُمسلِم يف صحيحه عن ُجندب بن عبد اهلل قال :قال رسول ِ
أجر املصلِّي ل َ يف ْ
الص بح فه و يف ِذ َّم ِة اهللِ ،ف ّل يطْلُب نَّ ُكم اهلل يف ِذ َّمتِ ه بِش ٍ
يء فَيُد ِرَك ه فَيَ ُكبا ه يف ن ا ِر ِ
َ ُ َ َ اهلل َ ((:م ن ص لَّى ُّ ْ َ
َج َهنَّم ))(.)32
داء صّلةِ ال َفجر َجاعةً يف ِ ِ ِ
املسجد: َ ْ وماا يُعني على أَ َ
الصّلةِ.
داء َّ يقاظ ألَ ِ
أ -العزم األَكِيد على االستِ ِ
َْ
املساجد ،باب :إتيان املسجد على َمن سع النِّداء. )28رواه مسلم يف صحيحه ( ،)452/1كتاب ِ
اجلماعة ِمن ُسنَ ِن اهلدى ،رقم (.)654 َ صّلة )29رواه مسلم يف صحيحه ( ،)453/1كتاب املساجد ،بابَ :
اجلماع ِة. ضل صّلةِ
َ )30أخرجه البخاري يف صحيحه ( ،)131/2كتاب األذان ،باب :فَ ْ َ
اع ة ،ب رقم (،)256 ص ّلةِ العِش اء و ُّ
الص ْبح يف َج َ ضل َ )31أخرج ه مس لم يف ص حيحه ( ،)454/1كت اب املس اجد ،ب اب :فَ ْ
وح ْكم تا ِركِها ) ،لإلمام ابن ال َقيِّم َرِةَه اهللُ تعاىل.
الصّلة ُ
الرجو لكتابَّ (: ولّلستِزادة يف املسألَة ِ
ميكن ُّ َ
اعة ،برقم (.)657ٍ ِ ِ ِ
الصْبح يف َج َ
صّلة العشاء و ُّ ضل َ )32أخرجه مسلم يف صحيحه ( ،)454/1كتاب املساجد ،باب :فَ ْ
20
الدعاء املستَ ِمار بأن يُعِينَه اهللُ تعاىل على ذلك. ُّ ب-
اح ِة. ِ ِ ِ ِّ
النَّ ْوم املبَكر ح يَأْ ُخ َذ اجل ْسم ق ْسطَه من ا
الر َ ج-
يقاظ منه.الذ ْكر املشرو عند النَّ وم وعند االستِ ِ االستِمرار على ِّ د-
ْ ُ
ضع املنَبِّه ،أو االستِعانَة ِمبَن يف البيت لِيُوقِظُوه ،وحنو ذلك. سباب املعِينَة ،مثلَ :و َْعمل األَ ِ
َ ه-
ِ ِ ِ ِ ِ
اع ةً يف املس جد م ن غ ِري عُ ْذ ٍر َش رعي ،ع َّر َ
ض نَ ْف َس ه وص ّل َة ال َف ْج ِر َج َ
ص ّل َة العش اء َ َم ن تَ َرَك َ -4
ض باً ِ ب َكبِ ٍري ،واتَّص ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ خلطَ ٍر َع ِظي ٍم وذَنْ ٍ
ول َ غ َ الرس ُ
ب َّف بص َفة من ص فات املن افقني ،فق د َغض َ َ َ
بإحراقِ ِهم. ِ
َشديداً على تا ِرك ِهماَ ،
وه َّم ْ
ِ
ك ُه م ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲡ ص ف ب ه فَ ْرٌد أو أَفْ راد اإال أَ ْهلَ َ اق ِص َفةٌ ذَ ِميم ةٌ وآفَ ةٌ خ ِط ريةٌ ،مل يتَّ ِالنِّف ُ -5
َ َ َ
ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ [النِّساء.]145 :
المنافقين: ومن صفات ُ
ِ
اإلسّلم وإبْطا ُن ال ُك ْف ِر. إظهار أ-
ُ
اعي إىل تَركِ ِهم ا، وباص ة ص ّلة العِش اء وص ّلة ال َفج ر ،وذل ك لُِق َّوةِ ال اد ِ ب -ثَِقل العِبادات َعلَ ي ِهم،
ْ َ َّ َ
ت لَ َّذةِ النَّ ْوِم ،وكِّله ا بعي ٌد ع ن ت ال َف ْج ِر َوقْ ُ
كون ور ٍ
احة ،وَوقْ َُ
شاء وقْت س ٍ
ت الع َ ُ ُ
حيث إ َّن وقْ ِ ِ
َ َ
َم ْرأى النا ِ
اس.
صو َن على إظْها ِر أَ ْعماهلِم اليت يرون أاا َح َس نَةً، الس ْم َعة ،فيَح ِر ُ
الرياءَ و ُّ صدون بِأَ ْعماهلِم ِّ ج -أام ي ْق ِ
َ
ورْؤيَتِ ِهم هلم ،وَيتَفون حني ال يَر ُاهم النااس. اس ُت ُحضوِر النا ِ يحضرو َن َوقْ َ
فَ ُ
ص َورةِ ِعب َادة ،ج اء يف رواي ة عن د البخ اري يف دِ -حرص هم َّ ِ
الش ديد عل ى ال ُّدنيا ،ول و ك ان عل ى ُ ُْ
ص حيحه ((:وال ِذي نَ ْف ِس ي بِيَ ِده ل و يعلَ م أَح ُدهم أنَّ ه ِي د َع ْرق اً َِسين اً أو ِم ْرم اتَ ْني َح َس نَتَ ْني
لَ َش ِه َد العِشاء ))(.)33
الش ْر ،وذل ك َّ
أن اع د َّ قاع َدةٌ ع ِظيم ةٌ ِم ن قَو ِ ب املص ا ِحل ،وه ذه ِ املفاس د ُم َق َّد ٌم عل ى َج ْل ِ -6درء ِ
َ َ َْ
وت ِم ن النِّس ِاء و ُّ
الذ ِّريَّ ة ول مل مينَ ع ه ِم ن تَع ِذيبِ ِهم وح رقِ ِهم بِالنا ا ِر اإال م ا يف ه ذه البي ِ
ُ َْ ْ ْ الرس َ
َّ
بعض ِروايات ِ ذاب ،كما جاء يف ِ ِ
احلديث. الع َ الضَرر ،وهم ال يَ ْستَح ُّقون َ الذين َسيَ ْل َح ُق ُهم َّ
جي ع ُش ِ
ون اض حاً ي ِس ريو َن علي ه يف َِ ض ع لِلمس لِ ِمني مْن هج اً متَك ِامّلً و ِ ِ
َ ف َو َ ُ ْ َ َ َ ُ -7ه ذا ال ِّدين احلني ُ
وم ن ه ذا املنه اج: حي اِتِم ،ويف م َق ِّدمتِها ،العِب ادات ال يت ي تَ َقَّرب ون هب ا إىل امل وىل ج َّل وع ّلِ ،
َ َ َ ُ َ َ
22
س
يث الخام ُ الحد ُ َ
الص ّل َة ي وم العِي د ،فب دأ ول اهلل َّ دت م ع رس ِ ع ن ج ابر ب ن عب د اهلل رض ي اهلل عنهم ا ق الَ :ش ِه ُ
اعتِ ه،ث عل ى َ وح َّ ِ ِ ِ
إقام ة ،مثا ق َام ُمتَ َوِّكئ اً عل ى ب ّلل ،ف َأمر بتَ ْق وى اهللَ ،
أذان وال ٍ
َ
بالص ّلة قب ل اخلطب ة بغ ِري ٍ َّ
بإن أَ ْكثَ َرُك َّن َحطَ ُ ضى ،ح أتى النِّساءَ فَ َو َعظَ ُه ان وذَ َّك َرُه ان ،فق ال ((:تَ َ
ص َّدقْن ف َّ اس وذَ َّكَرُهم ،مث َم َ
وو َع َ النا َ َ
ول اهلل ؟ ق ال ((:ألنَ ُك َّن تُ ْكثِ ر َن قام ت ام رأَةٌ ِم ن ِس طَة النِّس ِاء َس ْفعاءُ اخلَ َّديْ ِن ،فقالَتِ :ملَ ي ا رس َ َج َهنَّم )) ،فَ َ
ّلل ِم ن أَقْ ِر َتِ ِه ان ب بِ ٍ ني يف ثَ و ِ ِ ِ الش كا َة ،وتَ ْك ُف ر َن ِ
ْ ص َّدقْن م ن ُجلِّ يِّ ِه ان ،يُْلق َ العش َري )) ،ق ال :فَ َج َع ْل ن يَتَ َ
ْ َ َّ
فق عليه ،واللَّف ملسلِم (.)34 ِ
وخوات ِه ان )) .متَّ ٌ َ
التعريف بالراوي:
الصحايب اجلليل جابِر بن عبد اهلل بن عمرو بن ح رام األنص ا ِري ،ل ه وألبي ه ُ
ص ْحبَةَ ،ش ِهد م ع أبي ه هو َّ
ول اهلل ،يق ول : اهد كث رية م ع رس ِ األخ رية ،وك ان أب وه أح د النُّقب اء يف البيع ة ،ش ِهد مش ِ
ب ي ع ةَ الع َقب ة ِ
َ َ َ َ َْ َ َ
سع عشرة َغ ْزَوة ،وهو أَ َحد املكث رين لِروايَ ِة احل ديث ع ن رس ول اهلل ،وكان ت ل ه ِ ِ
غزْوت مع رسول اهلل ت َ َ
حلقة يف املس جد النَّب ِوي يتم ع النااس فيه ا لِيأخ ذوا عن ه العِْل م ،وق د ك ان ِ م ن املع ِّم ِرين ،فه و ِم ن أَو ِ
اخ ر َ َ ا
ِ ِ باملدينَة ،تُويف سنةَ مثان ِ الصحابة الذين ماتوا ِ
ني َسنَةً (.)35 وعاش أَْربَعاً وت ْسع َ
نيَ ،وسْبع َ
َ َّ َ
ث اللغَوية:
المباح ُ
َ
معناها الكلمة
الروايات.الفطْر املبارك ،كما َوَرد يف بعض ِّ املراد بهِ :عيد ِ يَ ْوم العِيد:
املخ َّف َف ِة ،وامل راد :أا ا ام رأةٌ جالِ َس ةٌ يف َو َس ط بكس ِر ِّ
الس ني وفَ ْتح الطا اء َ ِمن ِسطَة النِّساء:
ِ ِ ِ ِ
النِّساء ،وقيل :سطَة النِّساء ،أي :من خيا ِره َّن ،ولكنَّه قَ ْوٌل َم ٌ
رجوح.
وسو ٌاد.
السني ،أي :فيها تَغَيُّ ٌر َ بفتح ِّ َس ْفعاء اخلَ َّدين:
الشني ،أي :تُ ْكثِْرن َّ
الش ْكوى. بفتح ِّ تُ ْكثِْرن َّ
الشكا َة:
ور العُلم ِاء عل ى ال َّزْوج، ِ
العش ري يف أص ِل اللُّغ ة :ه و املخ الط ،وةلَ ه جه ُ
ِ
َ الع ِش َري:
تَ ْك ُف ْر َن َ
ض ْعف عُقوهلِ ان وقِلَّ ِة َمع ِرفَتِ ِه ان. ِ
واملعىن :أنَّ ُه َّن ْي َح ْد َن اإلحسا َن؛ ل َ
يدي ِه ان وغ ِريها.ما لَبِسنه ِمن حلِي يف أَ ِ ُحلي ِه َّن:
ُ ا َْ
24
ض ف امل رأَة املس لِ َمة إىل ه ِ -س ة امل رأَةِ املس لِمة أا ا تُس ا ِر إىل اخل ِري ،وتَس ت ِجيب لِنِ ِ
داء اإلمي ان ،فَ ْلتُ ِ َْ َ َ
كل ما تستطيع. نات َّ يدها ِمن احلس ِ ر ِص ِ
َ َ
ِ
صرف في ه ،ول ذا س َار نس اء ِ
الرجل واملرأة ،فلكل منهما ماله ،وله َح اق التَّ ُّ ِ ِ
و -التَّ ُملاك للمال من َح اق َّ
ص َّرف ،وأن تتَص َّدق ِم ن ِ ِ ِ ِ
ص ُّدق م ن أم واهل ان بغ ِري إِ ْذن أَْزواج ِه ان ،ف املرأة ي وز هل ا أن تتَ َ الص حابَة إىل التَّ َ
َّ
عنهن. ف نِ ِ
الصحابة رضي اهلل ا ساء َّ تصر َ
يب ُّ أقر النَّ ا
زوجها ،وقد َّ ماهلا ولو مل يأ َذن ُ
ّلل واحل رام، اع مس وليَّة َع ِظيم ة ،حي ث أن ه ي ب لِّ غ ع ن اهللِ تع اىل أُم ور احل ِ -3عل ى اخلطي ب وال و ِ
َ َ َُ َ
اس مب ا يَ ْع ِرف ون، ِ ِ ٍ ِ وم ن هن ا ي ْنبغِ ي لِ ِ ِ
لخطي ب أن يق وم هب ذه املس وليَّة َخْي َر قي ام ،فَيُخا ب النا َ َ ََ
ويَ ِّذ َرُهم ِم ن َّ
الش ار ،ويُبَ ِّني هل م م ا يهلو َن ِمن أُموِر ِدينِ ِهم ،وأن يَُر ِّغبَهم يف اخلريُ ، ويُ َعلِّ ُم ُهم ما َ
وم النا اس وال ِ
أن علي ه أن يتَن ب م ا ال يَ ُه ام عم َ يُ َق ِّرهبم ِم ن اجلنَّ ِة وم ا يُْن ِج ي ِهم ِم ن النا ار ،كم ا َّ
يَْن َفعُهم يف ِدينِ ِهم.
ِ ِ ِ ِ ِ
الوق و يف النا ار، يم ة ،ومث ار َجليل ةَ يف ال ُّدنيا واآلخ رة ،ومنه ا :أا ا تَق ي م ن ُ للص َدقَة فوائ د عظ َ َّ -4
ِِ
ترة ))(.)36 ويُ َيِّد ذلك قوله ((:اتَّقوا النا َار ولو بش اق َ
اآلخ ِرين َسلِيماً ،ح ولو كان مع أَقْ َرب عامله مع َ
-5اإلسّلم ي ِرص أن يكون مْن هج املسلِم يف تَ ِ
ُ ََ
اس ُحق وقَ ُهم، ضلَ ُهم ،وأله ل احل اق َح َّق ُه م ،وأن ال يَ ْب َخ َ النا َ ضل فَ ْ األقْ َربِني ،فيَ ْع ِرف ِ
ألهل ال َف ْ
الفاحش ،وجحود النِّ َعم. وأن ي بتَعِ َد عن كل ما ي ِسيء إليهم ،وأن يتَنِب ال َكّلم ِ
َ ا ُ َْ
أد ٍ ِِ ِِ ِ ِ
ب كل علي ه ،ول ي ُكن س الُه ب َ ِّ
يص على تَ ْنميَ ة ع ْلم ه ،فيس أل ُم َعل َم ه َع ام ا أش َ -6الب الع ْلم َح ِر ٌ
نال بُ ْغيَتَه ِمن ُم َعلِّ ِمه.
احّت ٍام ح يَ َ و ِ
األسئلَة:
الع ِش َري ). وضح املراد بال َكلِمات اآلتيةِ (:من ِسطَة النِّساء ) ( ،تُكثِْرن َّ
الشكا َة ) ( ،تَ ْك ُفرن َ سِّ :1
اهتم اإلسّلم باملرأةِ وأعلى مكانَتها ،اذ ُكر شيئاً ِم ن تَ ْك ِرمي اإلس ّلم للم رأة ِم ن ِخ ّلل م ا َد َر ْس تَه
سَّ :2
يف احلديث.
س :3ما رأيُك فيما يلي:
اظب على صّلةِ العِيد ؟ أ -رجل ال يو ِ
ٌ
يب عنها ؟ ِ ب -امرأة حتضر لِصّلةِ العِيد مع ِ
السائق األجنَ ا
ا ُ َ
)36أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب الزكاة ،باب :اتَّقوا النا َار ولو بِ ِش ِّق ترة ( ،)283/3برقم ( ،)1417وأخرجه مس لم يف
الصدقة ( ،)704/2برقم (.)1016 احلث على َّ
صحيحه ،كتاب الزكاة ،باب :ا
25
ص َّدق ؟ ِ ِ ِ ِ
ج -شاب ال ميلك إال قَليّلً من املال فكيف يتَ َ
س :4قا ِرن بني ما يلي:
اجلم َعة. ِ
وصّلة ُ صّلةُ العيد َ
َ أ-
اجلمعة. ِ
ضور ُخطبَة ُ وح ُبُ -حضور خطْبَة العيد ُ
طو . وص َدقَة التَّ ا وضة َ املفر َ
ج -الزكاة ُ
ّلج ذلك ؟ ِ
الشكوى ،ما ع ُ فات املرأةِ َج ْح ُد النِّ ْع َم ِة وَكثْ َرة َّ
سِ :5من ِص ِ
26
يث السادس
الحد ُ
َ
ول اهلل زك ا َة ِ
الفطْ ِر ص اعاً ِم ن ت ٍر ،أو ص اعاً ِم ن ض رس ُ ع ن اب ن عم ر رض ي اهلل عنهم ا ق ال ((:فَ َر َ
الصغِري والكبِ ِري ِمن املسلِ ِ العْب ِد واحلر ،و َّ ِ
روج النا ِ
اس قبل ُخ ِ
َ ى د
َّ َ ت
ُ أن هبا ر م
َ َ
أو ني، م َّ و ثى، ْنُألاو ركَ الذ ا َشع ٍري ،على َ
فق عليه ،واللَّف لِلبُخاري (.)37 الصّلة ))ُ .متَّ ٌ
إىل َّ
التعريف بالراوي:
الع َد ِويِّ ،
املك ي ،مث امل َدِن ،أب و الصحايب اجلليل عبد اهلل بن عمر بن اخلطاب ب ن نُ َفي لِ ،
القرش ايَ ،
َ هو َّ
وم أُ ُح ٍد ،و َّأول عب د ال َّرةن ،اإلم ام ال ُق ْدوة ،أَس لَم وه و ص غِري ،وه اجر م ع أبي ه ومل ي ب لُ غ احلل م ،واستُ ِ
ص غَر ي َ
ْ ْ َْ َ َ َ ْ
الر ِاش ِدين ،ت ويف ِ ِ ِ ِ
يب وعن اخللَفاء ا الش َجَرة ،وروى ع ْلماً كثرياً عن النَّ ِّ
حتت َّ
َغزواته اخلْن َدق ،وهو من بايَ َع َ
ني (.)38 سنَةَ ثَّلث ِ
وسْبع َ
َ
المباحث اللغَوية:
َ
َمعناها ال َكل َمة
فاعلُه امتِثاالً وعُوقِب تاركه.االصطّلح :ما أُثِيب ِ
َ
ِ ألزم ،وأَْو َجب ،وهو يف أيَ : فَ َرض:
الص ا يُس ا ِوي أَْربَ َع ة أَْم داد ،وال ُم ادِ :م ْلء اليَ َديْن
ص اعاً ،منص وبَة عل ى التَّميي ز ،و ا صاعاً ِمن تر:
املعتَ ِدلَتَ ْني ،وها جمتَ ِم َعتان (.)39
َ
املبارك. ِ ِ
صّلة عيد الفطْر َ روج النا اس أيَ : قب ل ُخ ِ
الصّلة:إىل َّ
األحكام والتوجيهات:
الص غِري والكب ري ،وال َّذ َكر واألُنث ى ،واحل ار والعب دالفطْ ر عل ى َّ -1ي ُد ال احل ديث عل ى وج وب ص َدقَة ِ
َ ُ ُ
خرجه ا ال َول ع ن احلديث ،ح الذين ال ِيب عل يهم ِّ ِمن املسلِمني ،كما هو نَص ِ
الص يام ،فَيُ َ ا
وعمن حتت ي ِده ِمن النِّ ِ
ساء و ُّ
الذ ِّريَّة. نَ ْف ِسه َّ
َ َ
الفطْر ،ب رقم ( ،1503و ،)1504ومس لم يف )37أخرجه البخاري يف صحيحه ( ،)367/3كتاب الزكاة ،باب :فَرض صدقَة ِ
ْ ََ
الفطْر على املسلمني ،رقم (.)984 صحيحه ( ،)677/2كتاب الزكاة ،باب :زكاة ِ
هذيب (.)328/5 )38ينظر :سري أعّلم النُّبّلء (ِ ،)203/3تذيب التَّ ِ
ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
كيلويْن
العلَماء بالنِّ ْسبَة للبُ ِّر اجليِّد ب َ املخَرج ،وقد قَ َّد َره ُ
بعض ُ الصا ،وَيتَلف ما يُعادلُه بالكيلو َح َسب النَّو ْ
الشرعي ب ا
)39التَّقدير َّ
وأَربَعِني جراماً.
27
اجه ا عن ه ،لِِف ْع ل
ب إخر َ
ِ
احلديث ُوجوهب ا عل ى اجلن ني ال ذي يف بَطْ ِن أُِّم ه ،لك ن يُ ْس تَ َح ا
ُ مل يَ ْذ ُكر -2
عثما َن .
ف ِم ن األص ناف اح د ص ا ٌ ،س واء أك ان ِم ن ت ٍر أو ِم ن أي ِص ْن ٍ -3الو ِاج ب فيه ا عل ى ال َف رد الو ِ
ا ْ
ض لُها م ا ك ان أَنْ َف ع لِل َف ِق ري ،وعلي ه ف ّل ِ
ودة يف البَ لَ د ،ك األرز والبُ ار وحن ِوه ا ،وأَفْ َ ومة املوج َ ال َمطْعُ َ
أي نَ ْوٍ ِم ن األَث اث، اجه ا م ن الثِّي اب أو ال ُف ْرش أو ا
ُي ِزئ َع ام البه ائِم ،وك ذا ال ي ِزئ إخر ِ
ْ ُ ُ َ
ضها عن الطَّعام. ِ
سول فَ َر َ
الر َ يمةُ؛ َّ
ألن َّ وكذا ال جت ِزئ الق َ
ِ ِ وجوب زكاةِ ِ ِ
الوج وب الش ْم لَْي لَةَ العيد ،فَ َمن ك ان م ن أَ ْه ِل ُ الفطْر :غُروب َّ -4اأما وقتُها :فَ َوقْت
الش ْم ول و بِ َدقائِق مل ِجت ب علي ه ،وإن روب َّ خص قب ل غ ِ حينَ ذاك َو َج ب علي ه ،فل و م ات ش ٌ
ِ
ود قب ل غُ ِ ِ مات بعد الغُ ِ
الش م ِ َو َج ب إخر ُ
اجه ا روب َّ اجه ا عن ه ،وإن ُول َد َمول ٌ َ إخر ُ روب َو َج ب ْ
اجها عنه. ِ ِ
عنه ،وإن ُول َد بعد الغُروب مل يب إخر ُ
ووقْت َجواز. ِ ِ
اأما َوقْت إخراجها فَلَها َوقْتانَ :وقْت فَضيلَةَ ،
أخري ص ّلةُ ِعي ِد ِ
الفطْ ر املب ارك َ
ب تَ ِ الص ّلةِ ،ول ذلك اُس تُ ِح َّ باح يَ ْوِم العِي ِد قب َل َّ
ص ُ
ِ
فَ َوقْ ت ال َفض يلَة :ه و َ
الوقْت إلخر ِاجها. ِ
ليَتَّسع َ
الص حيح ع ن اب ن عم ر رض ي اهلل ص ّلةِ العِي ِد بِيَ ٍوم أو يَ ْوَم ْني؛ لِم ا َوَرد يف َّ اأم ا َوقْ ت اجل وا ِز :فه و قب ل َ
ٍ ِ
وم ْني )) (.)40 عنهما أنَّه قال ((:وكانوا يعطُون قبل الفطْر بيوم أو يَ َ
ص َدقَةً م ن
اجه ا ،وتك ون َ أخَره ا َو َج ب علي ه إخر ُ تأخريه ا بع د العِي د ف ّل ي وز ِم ن غ ِري عُ ْذ ٍر ،ف إن َّ أم ا ِ
ا
الص َدقات.
َّ
وم ن َعلَ ْي ِهم ُدي و ٌن ال يس تطيعون َوفاءَه ا ،فَيُ ْعطَ ْون منه ا ِ ِ ِ
-5تُعطَ ى زك اةُ الفطْ ر لل ُفق راء واملس اكني َ
اح ٍد ،وي وز تَوِزيعُه ا عل ى اح د م ثّلً إىل فَِق ٍري و ِ بَِق ْدر حاجتِ ِهم ،ويوز أن تُعطى زك اة الب ي ت الو ِ
َْ َ
نفسه أو عن أح ٍد ع َد ٍد من ال ُف َقراء ،وإذا ملَ َكها الفقري وصارت يف حوزتِه جاز أن َي ِرجها عن ِ
َ َ َْ ُ َ َ ُ
عائِلَتِه.
يمة وأسرار َجلِيلَة ،منها: ِ ِ ِ
ص َدقَة الفطْر ح َكم َعظ َ -6يف َ
أ -اإلحس ا ُن إىل ال ُفق راء واملس اكِني ،وارتِف اعُهم ع ن ذُ ال املس أَلَِة يف أَياام العِي د؛ لِيُش ا ِركوا إخ وااُم
رورُهم بِالعِيد. ِِ
وس َني فَ ْر َحتَ ُهم ُ
املسلم َ
29
يث السابع
الحد ُ َ
ض ب )) ،فَ َرَّدد ِم راراً ق ال ((:ال ِ
يب :أَْو ِص ن ،ق ال ((:ال تَ ْغ َ ع ن أيب هري رة َّ
أن َر ُج ّلً ق ال للنَّ ِّ
ضب ؟)) .رواه البُخا ِري (.)41 تَ ْغ َ
التعريف بالراوي:
سبق التَّع ِريف بِه يف احلديث الثاالِث.
ث اللغَوية:
المباح ُ
معناها الكلمة
دامة )) .قال ابن حجر رةه اهلل ((:هو جا ِرية بن قُ َ رجّلً:أن ُ َّ
قال اخلطاايب :أيِ :
ضب. اجتَنب أَ َ
سباب الغَ َ ْ ضب: ال تَ ْغ َ
الس َال يَ ْلتَ ِم أَنْ َفع ِمن ذلك أو أَبْلَغ أو أَ َع ام ،فلم يَِزْده على ذلك. أيَ :رَّدد ُّ َفرَّدد ِمراراً:
األحكام والتوجيهات:
ان كث رية ،وق د أ نَ ب اظ قليل ة ،ومع ٍ -1ه ذا احل ِديث ِم ن جو ِام ع كلم ه ال ذي يت وي عل ى ألف ٍ
َ َ
ُش اراح احل ديث يف التَّعلِي ق علي ه؛ لِم ا ي ِوي ه ِم ن ال َفوائِ د واحلِ َك م واألس رار ،واملس لِم يتَأََّم ل
عندها لِيُطَبِّق ما يتوي عليه. ووصاياه ،فيَ ِقف َ يب َ
ِ
توجيهات النَّ ِّ
اجلس ِد وبا ِ نَ ه يف حالَ ٍة غ ِري َبِيعِيَّ ة تَ ْن َش أ ع ن ِ
جتع ُل ظ اهَر َ
ِ
ض ب تل ك احلالَ ة النَّ ْفس يَّة ال يت َ
ِ
-2الغَ َ
أسباب معيَّنة ،وهلا نتائِج خ ِطرية ،ي ِقف منها النااس مواقِف ش َّ ،ولإلسّلم تَ ِ
وج ُيه ه وإرش اداته َُ َ َ َ َ َ ٍ َُ َ
قوف ِع َ حنوها ،ينبَغِي لِ ُ ِ َّ
ندها. الو َلمسلم تَأَاملها و ُ
ضب أَنوا : -3الغَ َ
ةيَّةً لِ ِدي ِن
ضب َِ ضب الذي يكون هللِ عَّز وجل ،فإذا ما رأى حمظوراً ي رتَ َكب َغ ِ
ُْ ا َ أ -حممود ،وهو الغَ َ
اب؛ َّ
ألن اهللَ تع اىل يق ول:ﭐﱡﭐ ﭐ ﭐ ِ ِ
ﲥﲧﲨ ﲦ أجور ُمث ٌاهلل ع َّز وج ال ،فه ذا ص احبُه َم ٌ
[احلج.]30 :
ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﭐ ﭐﱠ ا
صاحبه َمأْزور. صر لِنَ ْف ِسه بِالبا ِ ل ،وهذا ِ سول ،كمن ي ْنتَ ِ الر ُ
بَ -مذموم؛ وهو الذي اَى عنه َّ
َ َ
ض ب ألج ِل َع َدِم تَ ْلبِيَ ِة أَْم ِره ،وحن و ذل ك ،فه ذا يف ضب ِجبِلِّي؛ ِمن َب ِع اإلنس ِ
انَ ،ك َم ن يَ ْغ َ ْ جَ -غ َ ٌ ٌ
ضِ
ب. الر ِ أَصلِه مباح ،ولكن لِنَتائِ ِجه ي ْن هى عنه ،وهو ِ
سول عن الغَ َ داخ ٌل يف اي َّ َُ ْ ُ ٌ
ضب. ِ
)41أخرجه البخاري يف صحيحه ( ،)518/10كتاب األدب ،باب :احلَ َذر من الغَ َ
30
ِ
باب ،منها:ضب أَ ْس ٌ -4للغَ َ
أ -الطَّْبع واجلِبلَّة.
الك ْب على النا ِ
اس. ب -التَّعال و ِ
ب ال اذات. ِ
وح اج -األنانيَّة ُ
الع ِقيم الذي ال ائِل حتتَه وال َمْن َف َعةَ ِمن ورائِه. اجلدال َ
ُ د-
بادل التُّ َهم على َسبِيل املزاح. ه -تَ ُ
ِ
السخ ِرية واالستهزاء بِ َ
اآلخ ِرين. ُّ و-
ض ِ
بان. ب بِ َع ْق ِل الغَ ْ
ّلع ُ
الشيطا ُن فَيَتَ َ ب لِيَلِ َج َّضِ كل هذه أسباب تفتَح أَبو َ
اب الغَ َ ا
ذمومة ،منها: ِ ِ ِ
وآثار َم َ
ضب نَتائج َخط َريةٌ ، -5للغَ َ
فات َس يِّئَ ٍة يَْن َدمالس لِيمة ،فتَ تَح َّكم ب ه عوا ِ ف ه اهلائِج ة ،فَيتَص َّرف تَص ر ٍ ِ ِ
ا َ َ َ َ َ أ -يَ ْفق د العاق ل تَص ارفاته َّ َ
ض َّر بَِزِميلِ هض ْرباً ُم َثِّراً ،أو يَ ُ
ب ابنَ ه َ ض ِر َ ض بُه ،مث ل أن يُطَلِّ ق َزْو َجتَ ه ،أو أن يَ ْ عليها إذا َس َكن َغ َ
وحنو ذلك. ِ
ضرراً بالغاً َ َ
ضوب ،فَيتحاشاه النا ِ ِ خص الغَ ِ اس ِمن َّ
عندهم َغ ْري ضبِه ،فيكون َمكروهاً َ اس تَقيَّةً لغَ َُ َ الش ِ ب -يُنَ ِّفر النا َ
حمتَ رٍم وال ٍ
حمبوب. َ
ّلعب به. لشيطان فيدخل منه لعقل هذا الغضبان فيتَ َ ج -يَ ْفتَح باباً لِ َّ
يمةً وأَوزاراً كبِرية. ِ ضب باب لِ ِ
لمعصيَة اليت ُجتُار آثاماً َعظ َ ٌ َ د -الغَ َ
ماس ِكه. ضب ي َف ِّكك اجملتَمع ،وَيَْل ِخل َعّلقاتِه األُ َخ ِويَّة ،وي ُ ِ
ضار بتَ ُ َ َ ه -الغَ َ ُ
الوظ ائِف عل ى ِ ِ ِ
ِ
ص َدر تَوزي ع َ املخ ،الذي هو َم ْ ضراراً ِصحيَّةً وبَ َدنيَّة تُ َثِّر على أَ ْعصاب ا ضب أَ ْ و -للغَ َ
الش رايني ب و َّ ض ْغ ِط ال َّدم واإلثْق ال عل ى ال َق ْل ِ الس َّكر وِزي َادة َ اجلس د كلِّ ه ،ومنه ا ارتِف ا نِ ْس بَة ُّ َ
امل ِر َ
يضة.
ِ تلكات أو تأث ٍري على إتّلف ُم ٍ ب ِمن ِ ضِ
ضبان. ض َمنه الغَ ْ األشخاص ،فَيَ ْ ز -ما يّتتَّب على الغَ َ
ان،ألسباب خا ِرج ٍة ع ن إرادةِ اإلنس ِ
َ َ
ٍ ضب -كما سبق -قد يكون َْبعاً ِجبِلِّياً ،وقد يَْنشأ -6الغَ َ
رع اي ،ومنه: الش ِ
ّلج َّ فمن َوقَع يف ذلك فَ ْليَ ْح ِرص على العِ ِ َ
ضب. ِ ِ
أ -تَفادي األَسباب املوق َعة يف الغَ َ
الش يطان ،ف إذا ذُكِ َر اهللُ ْانَ نَ ،يق ول ب ِم ن َّ ض َ ألن الغَ َ بِ -ذ ْك ر اهللِ تع اىل باللِّس ان وال َق ْل ب؛ َّ
[الرعد.]28 :
ﳛ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﱠ َّ
ﳙﳚ ﳜ تعاىل:ﭐﱡﭐ ﳖ ﳗ ﳘ
31
قول اهلل تعاىل :ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ وعفا عن النااس ،ويف
ج -تَ َذ اكر ثَواب َمن َكظَ َم َغْيظَهَ ،
ﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑ
ِ
الزوائ د )42رواه الطَّ باِن يف الكب ري ،واألوس ط .انظ ر :جمم ع البَح رين يف زوائ د املعجم ني ( ،)293/5وق ال اهليثم ي يف َ
جمم ع َّ
الّتهي ب ( ":)446/3رواه الط باِن بإس نادين أح ُدها الّتغي ب و َّ
نادي الكب ري رجالُ ه ثق ات " .وق ال املن ذري يف َّ
أح د إس َ (َ ":)70/8
صحيح".
)43انظر األحاديث يف ذلك :يف جامع العلوم واحلكم شرح احلديث (.)16
السنَّة للبغوي رقم ( ،)3583ولّلستِز َادة انظر :جامع
)44انظر :مسند أةد ( ،)226/4وسنن أيب داود رقم ( )4784وشرح ُّ
العلوم واحلكم شرح احلديث رقم (.)16
)45رواه البخاري يف صحيحه ( ،)377/6كتاب بدء اخللق ،بابِ :ص َفة إبلي وج ِ
نوده ،برقم (.)3282 ُ
32
العاديَّ ة ،فَم ا ُ ُرق َ الش يطان لِيُ ْخ ِر َج الغَ ْ
ض با َن ع ن تَص ُّرفاته ِ ض َخ ِط ريٌ ،يَتَ َس لَّل من ه َّض ب َم َر ٌ
س :2الغَ َ
ال ِوقايَة منه ؟
ضب ؟ اذ ُكر ثَّلثَةَ أمثِلَة ِمن إنشائِك. يمد الغَ َ
س :3م َ
ب هللِ.
ضِ س :4قا ِرن بني الغَض ِ ِ
ب للنَّ ْف والغَ َ َ
33
الحديث الثامن: َ
ول اهللِ ق ال ((:م ا ح ُّق ام ِر ٍئ مس لِ ٍم ل ه َش يء ي ِ
وص ي أن رس َعن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهم ا َّ
ٌُْ ُْ َ
فق عليه (.)46 فيه ،يبِيت لَي لَتَ ني اإال ِ
ووصيَّتُه َم ْكتُوبَةٌ عن َده )) .متَّ ٌ
َ َ ُ ْ ْ
ِ ِ
ول اهلل ق ال
ت رس َ زاد مسلم يف ِروايته :قال ابن عمر رضي اهلل عنهما :ما َمَّرت َعلَ َّي لَْي لَة منذ َس ْع ُ
صيَِّيت. ذلك اإال ِ
وعْندي َو ِّ
التعريف بالراوي:
سبق التَّع ِريف به يف احلديث الثاالث.
المباحث اللغوية:
َ
َمعناها ال َكل َمة
لم ْسلِم أن تَكو َن َو ِّ
صيَّتُه َمكتوبَة ِعْن َده. ِ ِ
احلزم واالحتياط ل ُ ما ْ ما َح اق امر ٍئ ُم ْسلِم:
الو ِصيَّة يف اللُّغة :األَ ْمر.
َ وصي: ي ِ
ُ
ان بِ ِرعايَ ِة
وص ي إىل إنس ٍ الش ر :األم ر بِالتَّص رف بع د امل وت ،ك أن ي ِ
ُ َا ويف َّ
القي ام عل ى ِص غا ِره ،أو تَ ْزِويج بَناتِ ه ،وقَض ِاء َديْنِ ه ،وحن و ثُلُ ث مالِ ه ،أو ِ
صل ما كان له يف َحياتِه مبا بعد َم ْوتِه. ِ
ذلك ،فاملوصي َو َ
ت حديد ،ف املراد :ال ِ ِذ ْكر اللَّيلَة أو اللَّيلَت ني لِلتَّق ِريب ال لِلتَّ ِ
ميض ي علي ه َوقْ ٌ َْ لَيلَةً أو ليلَتَ ْني:
وو ِصيَّتُه َمكتُوبَة. ِ
ولو كان قَصرياً اإال َ
األحكام والتوجيهات:
ث عليه ا، السابق -أَْمٌر ُم ْستَ َحب لِ ِّلرج ِال والنِّس اء ،نَ َدب إليه ا َّ
الش ر ،وح َّ ِ
الوصيَّة -مبعناها ا َ -1
صيَّة بِبَيااا كما قال سبحانَه وتع اىل:ﭐﱡﭐ وإن كان له أو عليه حقوق وأَمانات وحنوها وجبت الو ِ
ََ َ ُ
ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ([ )47البق رة ،]180 :وذل ك
املتو َّّف أو غريه ُحقوقَه. إيصال ِّ ِ
ملا يِتَ رتَّب عليها ِمن ِ
َ كل ذي َحق َح َّقهَ ،
وع َدم َبْ َ
ألن اإلنسا َن ال يد ِري م
أسر َوقْت؛ َّ ِ دل ِ َّ -2
الشريف على املبادرة إىل كتابة الوصيَّة يف ْ احلديث َّ
ي ِ
فاجئَه األَ َجل. ُ
)46أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب الوصايا ،وقول النيب وصية الرجل مكتوبة عنده رقم ( ،)2738وأخرجه مسلم يف
صحيحه ،كتاب الوصية ،1249/3 ،برقم (.)1227
)47واملراد باخلري هنا :املال ،كما يف قوله تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱠ أي :املال.
34
ب اإلش هاد ط غ ِريه ،ويس تَ َح ُّ صاحبِها ،فإن مل ِ
ميكن فَبِ َخ ا بط ِ الو ِصيَّة َمكتوبَة ِّ األوىل أن تكون َ -3
الو ِص يَّة ولكنَّه تَلَ َّف هب ا وأش َهد ِ
عليها قَطْعاً للنِّزا ِ ؛ وألنَّه أَ ْح َوط وأَ ْح َف علي ه ،فل و مل يَ ْكتُب َ
جلاز.
عليها َ
وص ي مب ا ال ي ِزي د ع ن الثُّل ث مال كثري عرفاً ال يتاج إليه الورثة ( )48أن ي ِ
ُ ََ ُ حب لِ َمن كان له ٌ -4يُستَ ا
ودور العِْل م وغريه ا؛ ِ ( )49يف أعم ِال اخل ِري املتَ َع ِّددة ِم ن َّ
الص دقات اجلاري ة ،وبن اء املس اجد ُ
ات اب ُن آدم ان َقطَع َع َملُ ه الص احل بع د َم ْوتِه ،ج اء يف َّ ِ ِ
الص حيح مرفوع اً ((:إذا م َ ليَ ْس تَمار َع َملُه ا
صدقَة جا ِرية ،أو ِع ْلم يُْنتَ َفع به ،أو َولَ ٌد صاحل يَ ْدعُو له )) (.)50 اإال ِمن ثَّلثَ :
وص ي مب ال كلِّ ه ؟ ق ال: أن النَّ يب ق ال لس عد ب ن أيب وق اص ح ني ق ال :أُ ِ
الش يخان َّ َّ ومل ا روى َّ
فالشطْر؟ قال(( :ال)) ،قال الثُّلُث ؟ قال ((:فَالثُّلُث والثُّلُث كثَِري )) ( ،)51لك ن بِ َش ْرط ((ال)) ،قالَّ :
يب قال ((:ال َو ِصيَّةَ لِوا ِرث ))(.)52 ا الن
ا ن
ا أ وغريه أةد روى ما اأال تكون هذه الو ِصيَّة ألح ِد الورثَِة :لِ
َ ََ َ
وت ،وك ل م ن عليه ا ف ان ،وي ب َق ى وج ه ربِّ ك ذو اجل ِ ِ
ّلل َْ َ ْ َ اَ وت َح ق ،وك ال نَ ْف ٍ ذائ َق ة امل ُ -5امل ُ
واإلك رام ،ول ذا يُش َر للم ِمن أن يَستَ ْحض ر ذل ك الي وم ،وأن يس تَعِ اد ل ه ولِم ا بع َده م ا دام يف
الوقْت ُم ْهلَة ،ويف العُ ُمر فُ ْس َحة ،قبل أن يَْن َدم حني ال يَْن َف َعه النَّ َدم. َ
ِ
الرس ول ،وأكث رهم اقت داء ب ه وس رياً ِ ِ
اس اس تجابَةً ألَوام ر َّ الص حابة رض ي اهلل ع نهم أَ ْس َر النا ِ َّ -6
رعة ِ ِ ِ ِ
عل ى منهاج ه ،ف امل من يَ راهم ويقتَ دي هب م يف ُس رعة االس تجابة واالمتث ال ،ول ذا نَ رى س َ
صيَّة. الو ِّ ِ ِِ ِ
استجابة عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما لتَطبيق هذه َ
الوقْ ف ) ،وه و م ا يُوقِ ُف ه املس لِم يف َحياتِه عل ى أعم ِال ال ِ اب املتَ َع ِّد َدة، مال ِ ِّ ِ
الب اخلرييَّةَ (:
ِ -7من أَ ْع ِ
الو ِصيَّة مبا يلي: ِ
الوقْف عن َ وَيتَلف َ
تنفيذ اإال بعد املمات. أ -الوقْف ي ِري يف احلياة ،أما الوصيَّة فّل ِ
ا َ َ
الروض البن قاسم ،)42/6املغن (.)392/8 الوَرثَة فَ ُهم أَ َح اق بِه ِمن غ ِريِهم( ،انظر :حاشية َّ
املال قليّلً يتاجه َ
)48إن كان ُ
الربُ ِع؛ َّ
ألن اس إىل ُّ
ض النا ُ
اخلم م ثّلً :ق ال اب ن عبااس رض ي اهلل عنهم ا :ل و َغ َّ
الربع أو ُ أقل ِمن الثُّل ث فه و أوىل ،ك ُّ
)49إن كان ا
النَّيب قال ((:الثُّلث ،والثُّلث كثِري )) .رواه البخاري ،كتاب الوصايا ،رقم ( ،)2743وانظر :املغن (.)393/8
يلحق اإلنسا َن ِمن الثَّواب بعد َوفاتِه ( ،)1255/3برقم (.)1631 )50رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب الوصية ،باب :ما َ
الو ِص يَّة بِالثُّل ث ( ،)369/5ب رقم ( ،)2744ومس لم يف ص حيحه، )51أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب الوص ايا ،ب ابَ :
الوصيَّة بِالثلث ( ،)1250/3برقم (.)1628 كتاب ِ
الو ِص يَّة لِل وا ِرث ( ،)127/2ب رقم ( ،)2870ورواه أة د يف مس نده )52أخرج ه البخ اري كت اب الوص ايا ،ب اب :م ا ج اء يف َ
(.)267/5
35
أقل وأكثر ،والوصيَّة ال جتوز بأكثَر ِمن الثُّلث. ِ
الوقْف يوز بالثُّلُث و ا بَ -
الو ِصيَّة فَيجوز تغيِريها وِزيادِتا ونَ ْقصها ِمن حني
وهب وال يُبا وال يوز تَغيريه ،اأما َ الوقْف ال يُ َ
جَ -
ت ِ
املوصي. كِتابتِها إىل مو ِ
َْ َ
األسئلَة:
س :1ماذا تع ِرف عن ابن عمر رضي اهلل عنهما ؟
شروعيَّتِها ؟
س :2ما املراد بالوصيَّة ؟ واذ ُكر بعض ِح َكم م ِ
َ
الو ِصيَّة لوا ِرث ؟
س :3مل ال تُ ْشَر َ
الوقْف ؟ س :4ما الفرق بني ِ ِ
الوصيَّة و ََ
ِ
لم ْوت ؟ س :5ﱡﭐ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ ما أثَر تَ َذ ُّكرك ل َ
صر ؟ ميكن تَوثِيق ِ
س :6اذ ُكر الطُّرق اليت ِ
الع ْ
الوصيَّة هبا يف هذا َ َ ُ
36
الحديث التاسع:
َ
رسول اهلل يقول ((:انطَلَق ثَّلثَةُ َرْه ٍط مَّن ك ان سعت َ عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما قالُ :
ص ْخَرةٌ ِم ن اجلب ل ،فَ َس َّدت عل يهم الغ َار ،فق الوا :إنَّه ال ت إىل غ ا ٍر فَ َدخلوه ،فاحن َد َرت َ ق بلكم ح أَووا املبِي َ
الصخرة اإال أن تدعوا اهلل بِصاحل أعمالِكم ،فقال رجل منهم :اللَّه م ك ان ل أب وان َش ي ِ
خان نجيكم من هذه َّ يِ
ْ َ ا ٌ ُ َ ُ
يء يوم اً فَلَ م أُ ِرح َعلَْي ِهم ا ح َّ نام ا، كبِ ريان وكن ت ال أَ ْغبِ ق قَب لَهم ا أَه ّلً وال م االً ،فن أى يب يف لَ ب ش ٍ
َ ُْ ْ
فَ َحلَْب ت هلم ا َغبوقَ ُهم ا ،فَ َو َج ْدِتما ن ائِ َم ْني وَك ِرْه ت أن أَ ْغبَ ق قَ ْب لَ ُهم ا أَ ْه ّلً أو م االً ،فلَبِثْ ت -وال َق َد ُح عل ى
ِ ِ ِ
ت ذل ك ابتغ اءَ فاس تَ ْي َقظا فَ َش ِربا َغبوقَ ُهم ا ،اللَّه ام إن كن ت فَ َع ْل ُ
ي -أنتَظر استيقاظَ ُهما ح َّ بَرق ال َف ْج رْ ، يَ َد َّ
اخلروج.
َ خرةِ ،فانْ َفَر َجت َشيئاً ال يَ ْستَ ِطيعو َن
الص ََو ْج ِهك فَ َفِّرج عناا ما حنن فيه ِمن هذه َّ
إل فَأَردِت ا ع ن نَ ْف ِس ها، اس ا ب النا ِ أح ا
ِ
اآلخ ر :اللَّه ام كان ت ل بْن ت َع ام،كان ت َ يب :وق ال َ ق ال النَّ ا
أعطَْيتُه ا ِعش ِرين ومائ ة ِدين ا ٍر عل ى أن ُتَلِّ ي بي ِن الس نِني ،فَج اءَتن فَ ْفامتَ نَ َع ت م ِّن ح َّ أَلَ َّم ت هب ا َس نَة ِم ن ِّ
حبق ه ،فَتَ َحَّر ْج ت ِم ن ض اخل َات اإال ِّ ِ ِ ِ
وب ني نَ ْفس ها ،فَ َف َعلَ ت ح إذا قَ د ْرت عليه ا ،قال ت:ال أُح ال ل ك أن تَ ُف ا
َّ ِ
ت ب ال ذي أَ ْعطَْيتُه ا ،اللَّه ام إن كن ُ
ت فَ َع ْل ُ إل ،وتَ َرْكت الذ ْه َ
اس ا ب النا ِ فانصَرفْت عنها وهي أَ َح االوقو عليهاَ ، ُ
اخلروج منها.َ خرة غري َّأام ال يَستَ ِطيعو َن الص َحنن فيه ،فان َفَر َجت َّ ِ ِ
ذلك ابتغاءَ َو ْجهك فافْ ُرج عناا ما ُ
إِن استَأْجرت أُجراء ،فأعطَيتُهم أَجرهم غري رج ٍل و ِ
اح د تَ َرك ال ذي ْ َُ َ َ ُ ْ َ َ هم ِّقال النَّيب :وقال الثاالث :اللَّ ا
إل أَ ْج ِري،ل ه و َذ َه ب ،فَثَ َّم رت أَ ْج َره ح َّ َكث رت من ه األَم وال ،فج اءَِن بع د ح ني ،فق ال :ي ا عب َد اهللِ ،أَِّد َّ
الرقِي ق ،فق ال :ي ا عب د اهلل ،ال تَ ْس تَ ْه ِزئ يب فقل ت ل ه :ك ال م ا تَ رى ِم ن أَ ْج ِركِ ،م ن اإلب ل ،والبق ر ،والغَ نَم ،و َّ
ِ
ت ذل ك ابتغ اءَ فع ْل ُ
ت َ فاس تاقَه فل م يَْت ُرك من ه َش يئاً ،اللَّه َّم ف إن كن ُ فأخ َذه كلَّ ه ْ فقل ت :إِن ال أس تَ ْه ِزئ بِكَ ،
خرة ،فَخرجوا ميشون ))(.)53 الص ََو ْج ِهك فافْ ُرج عناا ما حنن فيه ،فانْ َفَر َجت َّ
التعريف بالراوي:
السادس.
سبق التَّعريف به يف احلديث ا
المباحث اللغوية:
َ
معناها الكلمة
الع َشرة.
ما دون َ َرْهط:
الدعاء ((:ثَّلثَة نَ َفر ِمن بن إسرائِيل )).
يف ِرواية عند الطَّباِن يف كتاب ُّ مَّن كان قبلَكم:
)53رواه البخاري يف صحيحه كتاب اإلجارة ،بابَ :من استَأْ َجر أَ ِجرياً فتَ َرك أَ ْجَره ( ،)449/4ورواه مسلم يف صحيحه ،كت اب
صحاب الغا ِر الثَّّلثَة ( ،)2099/4برقم (.)2743 الذ ْكر ،باب :قِ َّ
صة أَ ْ ِّ
37
أي :استَ َقَّر هبِم األَ ْمر إىل غا ٍر لِيَبِيتُوا فيه. أووا املبِيت إىل غا ٍر:
أيَ :هبَطَ ت ونََزلَ ت ،ويف ِروايَ ة عن د البخ اري (:فَ أََووا إىل غ ا ٍر ف انْطَبَ َق فاحند َرت:
َ
علي ِهم )(.)54
ال َيَلِّ ُ
ص ُكم ماا َوقَع عليكم. ال يُنَ ِّجي ُكم:
الصاحلة اليت َع ِملتُ ُموها. ِ أن تَ ْدعو اهللَ بِصاحل أعمالكم:
أي :تَ َو َّسلوا إىل اهلل تعاىل وادعُوه بأعمالكم ا
امل راد :األب واألم ،وه و ِم ن ب اب التَّغلِي ب ،كم ا يُق ال (:ال َق َم ران ) أَبَوان:
لشم والقمر. لِ َّ
الش رب ِ
آخ ر النَّه ا ِر، ِ وكنت ال أَ ْغبِق قَ ْب لَهما:
وكنت ال أغبق قَ ْب لَهما أَ ْه ّلً وال م االً :الغَبُوق :ه و ُّ ْ
وج ة
الز َ
الش راب َّأول النَّه ار ،واملقص ود باأله لَّ : الص بوح ،وه و َّ يُقابِ ل َّ
الرقِيق واخلَ َدم ،واملعىن :ال أُقَ ِّدم علي ِهما أَ َحداً يف الولَد ،واملقصود باملالَّ : وَ
صيبِ ِهما ِمن اللَّ َب الذي يَ ْشَربانه. ُشرب نَ ِ
ْ
نأى :بَعُد ،واملرادَ :ذ َهْبت أَ ْلُب أَْمراً بَعِيداً. فنأى يب:
آخر النَّه ار، الرجو ِ الرواحُّ : أي :مل أَْر ْجع إىل أَبَوي ح َّ أخ َذها النَّوم ،و َّ فلم أُ ِرح علي ِهما ح َّ ناما:
والغُ ُد او :ال َّذهاب اأول النَّه ار ،ويف رواي ة لِلبُخ اري ((:فَأَبْطَ أْت عنهم ا
ليلَةً ،فَ ِجْئت َوقَد َرقَدا ))(.)55
أيِ :م ْقدار ما يَ ْشربانه ِمن اللَّ َب. فحلَْبت هلما َغبوقَ ُهما:
َ
هو الذي يُ ْشَرب منه أو يُ ْ َكل فيه. ال َق َدح:
أَضاءَ وأَ ْس َفر. بَرق:
أيَ :لَ ب َم ْرض اتِك ،ويف رواي ة لِلبخ اريِّ ((:
أِن فَ َع ْل ت ذل ك ِم ن ابتِغاءَ َو ْج ِهك:
َخ ْشيَتِك ))(.)56
يعن ر َاوَدِتا لِ ِّلزىن هبا. فأرْدِتا عن نَ ْف ِسها:
َ
إل. ٍ ٍ ألَ َّمت هبا سنَة ِمن ِّ ِ
أح َو َجْتها ا
أي :نََزلَت هبا َسنَة قَ ْحط َو َج ْدب فَ َ ني:
السن َ َ
الش ِ
رع اي. الو ْج ِه َّ ِ ال أُ ِح ال ل ك أن تَ ُف َّ
ض اخل َات اإال املراد بذلك أاا لَبَت منه اأال يام َعها اإال على َ
ﳊ ﱠ [يوسف.]111 :
الس ِامع والق ا ِرئ يَ ْه ُف و لِ َس ما ِ املطل وب ،ويَتَ َقبَّل ه ويَ ْع َم ل ب ه ،وهل ذا يع ل ا صص اي َ
األُس لوب ال َق ِ
ُ َ -2
املعلِّ م -وه و كان النَّيب يوِرد مثل هذا بني احلني واآلخر لِ ِ ِ ِ ِ
صحابَته ،وم ن َمثَّ لألَُّم ة بَ ْع َده ،و َ َ َ ا ُ
ص ةً ل ذلك ،فَلَ ه آث ار ِ ِ
يُْلقي َد ْر َسه على ُاّلبه -يَْنبَغ ي أن يَ ْس لُك ه ذا املس لَك إذا م ا َو َج د فُ ْر َ
وسلوكِ ِهم. ِ
َيِّبَة على عُقوهلم ُ
وع ِ احبَه ِم ن َمص ائِ ِ وحي د أَ ْعظَ م عم ٍل ي ْن ِج ي ص ِ س ّلمة الع ِقي َدة ،وص فاء التَّ ِ
ذاب ب ال ُّدنْيا َ ََ ُ َ َ َ َ -3
ض ل م ا يَ َرْون أَ َّا م قَ َّدموه هللِ تع اىل ِ ِ
اآلخَرة ،فه الء الثَّّلثَة اتَّ َفقوا على التَّ َو ُّسل إىل اهلل تع اىل بِأَفْ َ
بإخّلص ،فكان أَثَر ذلك َس ِريعاً يف ُّ
الدنيا. ٍ
وس ل بغ ريالص احلة ابتِغ اءَ َم ْرض اةِ اهللِ تع اىل ،و اأم ا التَّ ُّ
َمش روعيَّة التَّ َو اس ل إىل اهلل تع اىل باألعم ال ا
ِ -4
أكب خم ِرج ِمن ِ
عاؤُهم من دون اهلل فهو ش ْرٌك َ
األض ِرحة واألولياء ود ُ ِ
ُ ذلك من األَ ْشجا ِر وال ُقبور و ْ َ
ِ
ﲴﲶﲷ ﲵ ال ِملَّة ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ
ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ [األعراف.]194 :
وقال سبحانَه:ﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ
ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﭐ ﭐﱠ [سبأ22 :
.]23-
39
ِ
ض ل م ا يُتَ َق َّرب ب ه امل ِمن إىل َربِّه ،وفي ه جل وءُ العب د إىل َربِّهُ ،
وش عوره ِ
بادة ،وهو من أَفْ َ
ُّ ِ
الدعاء ع َ -5
وذلَّتِ ه وس كونِه ،وض عف قُ َّوتِه وحولِه ،وه ِ
الء الثَّّلث ة جل وا إىل اهلل تع اىل؛ لِيُ ْن ِق َذ ُهم ماا بَِف ْق ِره ِ
َْ َ َْ ُ
ﱑﱓ ﱒ وس ل إلي ه ،يق ول س بحانَه:ﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ه م في ه بِ ُدعائ ه والتَّ ُّ
ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ [غ افر ، ]60 :وق ال ج َّل
ﳂ ﳄ
ﳃ ﲼﲾﲿﳀﳁ
ﲽ ّل:ﭐﱡﭐ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ وع
ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱠ [البقرة. ]186 :
ِ ِ ِ ِ
اق
وحتم ل املش ا
اعتهم ا والقي ام حبقوقهم ا وخ ْد َمتهما ا ض ل بِ ار الوال دين و َدل احل ديث عل ى فَ ْ َّ -6
الصعاب ِمن أَ ْجلِ ِهما. و ِّ
اع َدِتما باجلُه د القيام بِ الب :تَ ْن ِفيذ أَو ِام ِرِها ما مل تَ ُكن يف مع ِ
صي ِة اهللِ تعاىل ،و ِ ِ ِ
ومس َ
ُ واما، ش
ُ َْ َ ومن أنوا ا
ِ
الدعاء هلما. صيااما ،و ُّ وخما َبَتُ ُهما بِال َق ْوِل اللَِّّنيَ ،
وع َدم ع ْ و ِ
املالُ ،
وصلَة أَ ِ
رحام ِهما، الدعاء هلما ،وإجراء ص َدقٍَة جا ِرية عنهما ،وتَ ْن ِفيذ و ِصيَّتِ ِهماِ ،كثرة ُّ ِ
َ َ َ ومن ِّبرها بعد َموِتماَ :
ﲎﲐ ﲑﲒ ﲏ ص ِدقائِ ِهما ،يقول تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ وإكرام أَ ْ
ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ
41
ثانياً :الثقافَة اإلسالمية:
42
ص َور بُطولَة النبي وأصحابه رض َي اهلل عنهم
من ُ
من َخصائص هذه البُطولَة:
-1أاا بطولَة مل تَص ن عها األَح داثَّ ،إَن ا ص ن عها اإلمي ا ُن ب اهللِ تع اىل ،فَأَه ل م َّك ةَ ،وأَه ل ِ
املدينَ ة - ْ ْ َ َََ ْ ُ َْْ ُ
ِِ ِِ
فلم ا ج اءَذكورة ،ا ال ذين م نهم َّأول َةَلَ ة ه ذا ال ِّدين -مل يَ ُك ن هل م يف ج اهليَّتهم بُط والت َم َ
ِ
ّلد ف ا ِرس وال اروم ،وال يت ك انوا ال ي َرؤون عل ى ال ُق ْرب ّلم ح َّوهلم ق َاد ًة لل ُّدنيا ،ف َفتَح وا بِ َ اإلس ُ
وم أَ َعَّزن ا اهللُ باإلس ّلم ،ف ّل نَطْلُ ب بِغَ ِري اهللِ بَ ِديّل )) ،ويف رواي ة منه ا ،ق ال عم ر :حن ن ق ٌ
أعَّزُكم اهللُ باإلس ّلم، اس ،وأَقَ ال النا ِ
اس ،فَ َ اس ،وأَ ْح َق ر النا ِ
أخرى عنه ق ال ((:إنَّك م كن تم أَذَ ال النا ِ
فَ َم ْهما تَطْلُبوا العَِّزةَ بِغ ِريه يُ ِذلاكم اهلل ))(.)59
وع ّل ،تَ ْس تَ ِم اد قُ َّوِت ا ِم ن ِ ِ ِ -2أا ا ليس ت بط والت ِ
حمض ة ،ب ل ه ي ُم َيَّ َدة م ن قبَ ل اهلل ج ال َ أرض يَّة َ ُ
ِ ِ ِ
ص ِره ،ق ال خّلل ُدعائ ه واالس تعانة ب ه ،واللُّج وء إلي ه ،والتَّوُّك ل علي ه ،فيَ ُم اد أص حاهبا بِتَأيِي ده ونَ ْ
[حممد.]7 : تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ ا
آت م ا َو َع ْدتن ،اللَّه ام إن ِتل ك ه ذا العِص ابَة أنز ل ما وع ْدتَِن ،اللَّه م ِ هم ِ ويقول يوم بدر ((:اللَّ َّ
ا ََ
القْب لَ ة ،ح س َقط األرض )) ،فما زال ي هتِف بِربِّه ،م اداً ي َدي ه ،مس ت ْقبِل ِ ِ ِ
اإلسّلم ال تُعبَد يف ِمن ِ
أهل
ا َ ْ ُ َْ َ َْ َ
ِرداؤه عن َمْن ِكبَ ْيه (.)60
ف أَ ْس ى ،وغايَ ة أَنْبَ لَ ،ح َّد َدها األرض وامل َّادة ،ب ل ألج ِل ه َد ٍ
ِ ألج ِل
َ -3ه ذه البُط والت لَْي َس ت ْ
رسول اهلل بقولِهَ ((:من قاتَ َل لِتَكو َن َكلِ َمةُ اهللِ هي العُْليا فهو يف َسبِيل اهللِ ))(.)61 ُ
توحِ ،
وه ي تَ ْس ِميَّة قُرآنِيَّ ة ،ق ال ات اإلس ِ
ّلميَّة بِال ُف ِ وم ن هن ا لَعلَّ ك تَ ْلم احلكم ةَ ِم ن تَس ِمي ِة االنتِص ار ِ ِ
َ َ َ َ
ّلد الستِ ْق ِ لوب لِت لَ ِّقي نُوِر اهللِ ،وفَ ْتح لِلبِ ِ ِ
بال ألاا فَ ْتح لل ُق ِ َ
تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ [الفتح]1 :؛ َّ
الع ِظي ِم.
الدي ِن َ
هذا ِّ
ِ
ص ر، ش والتَّنكي َل عن د ال تَّ َم ُّكن والنَّ ْأن غايَة هذه البطوالت غايَة نَبِيلَة ،فإنَّك ال َترى فيه ا ال بَطْ َ َّ -4
املساحمَةَ ما كان إىل ذلك َسبِيل ،وما مل تَ ْد ُ املصلَ َحةُ إىل ِخّلفِه. الع ْف َو و َ بل إنَّك تَ َرى َ
)59البداية والنِّهايَة (( )61/7أحداث سنة مخ عشرة سنة ،فتح بيت املقدس) ،انظر :مستدرك احلاكم (.)82/3
)60رواه مسلم ،كتاب اجلهاد ،باب :اإلمداد باملّلئكة ( ،)1384/3رقم (.)1763
الس َري ،بابَ :من قاتَل لِتكون َكلِ َمة اهلل هي العليا (الفتح ،)27/6رقم (.)2810
)61رواه البخاري ،كتاب اجلهاد و ِّ
43
الع ِمي ِق ،وامل ِمن ال يَ ِذ ال ِ طوالت دائِمة ،ال يَتَ َخلَّلُها ُخضو ٌ وذُل؛ َّ
ألاا نابِ َع ةٌ م ن اإلمي ان َ أاا بُ ٌ َ -5
اف لِلبُطولَة ،ب ل بالذ ال واخلضوِ له كالوالِ َدين ،وهذا غ ري من ٍ
ُُ ْ َيضع اإال هلل ،أو ِمن أََمره اهللُ ُّ
َ وال َ
هو ِمن َكماهلا.
ض الص َور:بَع ُ
ِ ِ
يب فيه ا رس ول رسول اهلل وأصحابُه ،وأُص َ خاضها ُ -1كانت َم ْعرَكة أُ ُحد من أَ َش اد املعا ِرك اليت َ
ابات قَ ِويَّ ٍة ،أس الَت َد َم ه ،وأَ ْ اهلل إص ٍ
ات، ض َع َفت قُ َّوتَه ،ح َّ أَش ا َ املش ركون أنَّه ق د م َ
وبينَم ا ه و عل ى ه ِذه احل ال ،وبع ض أص حابِه ُِييط و َن بِه ،إذ بِأُيب ب ن َخلَ ف يُ ْقبِ ل ق ائِّلً :أي
الص حابَة رض ي اهلل ع نهم :أَيَ ْع ِط ف علي ه َر ُج ٌل ِمنا ا ،فق ال ت ،فق ال َّ ت إن نَ ْو َ حمم د ،ال نَ ْو ُ
َّ
فاض ةً ِ احلربَةَ ِمن احلا ِرث بن ِّ :دعوه ،فَلَما دنا ،تَناوَل ر ُ ِ
ض هب ا انت َ الص َّمة ،وانتَ َف َ سول اهلل ْ َ َ ا َ َُ
سول اهللِ فَطَ َعنَه يف عُنُِقة َ ْعنَةً َج َع ل يَتَ ْد َحَرج منه ا استَ ْقبَ لَه َر ُ ِ ِ
ح َّ تَطايَر عنه من َح ْوله ،مث ْ
جوع ِهم إىل َم َّكةَ (.)62 عن فِرِسه ِمراراً ،فَأَثَّرت فيه ح مات منها عند ر ِ
ُ َ َ َ
ِ ِ ِ
مام ة،
ول اهلل إىل ُم َس ْيل َمة ال َك اذاب باليَ َ ي ق د بَ َعثَ ه رس ُ -2وك ان َحبي ب ب ن َزيْ د األنص ا ِر ا
ول اهلل ؟ ق ال :نع م ،وإذا ق ال :أتَ ْش َهد أِن حمم داً رس َأن َّ فك ان ُم َس ْيلِ َمة إذا ق ال ل ه :أَتَ َش َّهد َّ
ض واً ،ح َّ ض واً عُ ْص ام ال أَ ْسَ ع ! فَ َف َع ل ذل ك ِم راراً ،فَ َقطَّ َع ه ُم َس ْيلِ َمة عُ ْ رس ُ ِ
ول اهلل ،ق ال :أن ا أَ َ
مات َش ِهيداً .)63( َ
احلدي َق ِة ال يت فيه ا ُم َس ْيلِ َمة ،ق ال ال باء ب ن -3لَم ا ك ان ي وم اليمام ِة واش ت اد قِت ال ب ِن حنِي َف ة عل ى ِ
َ َ َ َْ َ َ ا
ف عل ى اجل دار اقْ تَ َحم، فاحتَ َملوهُ ح إذا أَ ْش َر َ مالك :يا َم ْع َشر املسلمني ،أَلْ ُقوِن َعلَْي ِهمْ ،
لمني ،فَ َد َخل املس لمو َن ،فَ َقتَ َل اهللُ ُم َس ْيلِ َمةً، احلدي َق ة ح َّ فَتَح ه لِلمس ِ
َ ُْ
فَق اتَلَهم عل ى ب اب ِ
ُ
وض ْربٍَة (.)64 ٍ ضعاً ومثانِ ِ ومئِ ٍذ بِ ْ
وج ِرح الباء ي ِ
احة ،ما بني َرْميَة َ ني جر َ َ ُ َ َ
يب ِ -4قال ابن عباس رضي اهلل عنهم ا :أَس رت ال ُّروم عب َد اهلل ب ن حذافَة َّ ِ
ب النَّ ِّالس ْهمي ص اح َ ُ ُ ََ
وإال أَلْ َقْيتُك يف البَ َق َرة -لِبَ َق َرة ِم ن حن اس -ق ال :م ا أَفْ َع ل ،فَ َدعا
)65 (
صر ا فقال له الطا ِ
اغيَة :تَنَ َّ
ِ ِ ِ
ض علي ه ودع ا بَِر ُج ٍل م ن أَ ْس رى املس لمني ،فَ َع َر َ بِ البَ َقَرة النَّح اس ،فَ ُملئَ ت َزيْت اً وأُ ْغليَ تَ ،
ﲢ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [العنكبوت.]3-1 :
ﲣ ﲠﲡ
ُمعاداة أهل الباطل:
الوسائِل ،وم ا عل ى ِ ٍِ ِ
لحق اإال ويُقابلها ُدعاة للبا ل ،يا ِولون إيقافَها ،والنَّيل منها ب َش َّ َ لي من دعوة ل ا
يب ِ ِ ِ ِ أصحاب احل اق اإال أن يستَعِينوا باهللِ ،وي ْعملوا ،وي ْ ِ
ِ
صبوا ح يُظْهَر اهللُ دينَه ،ويُ ْعلي َكل َمتَه ،كما قال النَّ ا َ َ َ َْ َ
ص َر م ع الص ْب عل ى م ا تَ ْك َره َخ رياً كثِ رياً ،و َّ
أن النَّ ْ يف َو ِص يَّتِه الب ن عب اس رض ي اهلل عنهم ا ((:واعلَ م َّ
أن يف َّ
أن ال َفَرج مع ال َك ْرب ،و َّ
أن مع العُ ْسر يُسراً ))(.)67 الص ْب ،و َّ
َّ
ألن شريعةَ احلق ُتالِف أهواء ِ ِ العداء لِ َّ
احلق ثقي ٌل عل يهم ،فل ذلك ال أهل البا ل ،ف ا َ لد ْع َوة؛ َّ َ ا يصل َ وإَنا ُ
يقبَلونَه ،وليسوا بِتا ِركِي النااس يَْتبَعونَه ،كما قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﱠ [األنعام.]26 :
ص َوٌر من تَ َحمل األَذى:
ُ
ص لاي عن د البي ت ،وأب و جه ٍل وأص حاب ل ه ُجل وس ،فق ال أب و جه ل: -1ك ان رس ول اهلل يُ َ
حمم د إذا َس َجد ؟ فق ام عُقبَ ة ب ن ض َعه عل ى ظَ ْه ر َّ أيُّكم يق وم إىل س ّل ( )68ج زوِر ب ن فُ ٍ
ّلن فَيَ َ َ َ
ض َحكو َن وميي ل ِ
يب وه و س اجد ،فَ َجعل وا يَ ْ ِ
ض َعه عل ى ظَ ْه ر النَّ ا وو َ الس ّلَ ، أخ َذ َّ أيب ُم َع ْيط ،و َ
الس جود ح َّ ج اءَت فا ِ َم ةُ وه ي ُج َويْ ِريَة أس ه ِم ن ُّ يب ر َ ٍ
بعض هم عل ى بع ض ،فلَ م يَ ْرفَ ع النَّ ا ُ
ودع ا َعل ي ِهم ،وك ان إذا َدع ا ص ْوتَه َ
يب صّلتَه َرفَع َ ضى النَّ افَأَ َخ َذت األَذى عن ظَ ْه ِره ،فَلَ اما قَ َ
أل ثَّلث اً ،فق ال ((:اللَّه ام علي ك بِ ُق َريش )) ثَّلث م ارات ،فلَ ام ا سع وا أل س َ َدع ا ثَّلث اً ،وإذا س َ
عوةَ يف ذلك البلد ُمستَجابَةً ،مث الد َ الض ِحك وخافوا َد ْع َوتَه ،وكانوا يََرْو َن َّ
أن َّ ص ْوتَه ذَ َهب عنهم َّ َ
احداً ،وهم َس ْب َعة ِرج ٍال ،ق ال اب ن مس عود :ف و ال ذي نَ ْف ِس ي احداً و ِ دعا عليهم النَّيب و ِ
ا َ
يب ،قَلِيب بَ ْدر (.)69
ص ْر َعى يف ال َقلِ ِرسول اهلل َ بِيَ ِدهِ ،لقد رأيت الذين َع اد ُ
)67رواه اإلمام أةد ( ،)307/1وعبد بن ةيد (املنتخب رقم ،)635 :وانظر :جامع العلوم واحلكم ،حديث رقم (.)19
يمة. ِ ِ ِ ُّ َّ )68
الولَ ُد يف بَطْن النااقَة وسائر احليوان ،وهي اليت تُ َس َّمى يف اآلدمية :املش َ
السّل :اللفافَة اليت يكون فيها َ
املصلِّي قَ َذر (الفتح ِ ِ )69اخلب جممو من روايات يف َّ
الصحيحني مع بعض اختصار ،البخاري كتاب الوضوء ،باب :إذا أُلْقي على ظَ ْهر َ
يب ِ من أَذى املشركني ( ،)1418/3رقم (.)1794 ،)349/1رقم ( ،)240ومسلم كتاب اجلهاد ،باب :ما لقي النَّ ا
46
ول اهلل فل م يَ ُق م لَْي لَتَ ْني أو ثَّلث اً ،فَجاءَتْ ه
ع ن جن دب ب ن س فيان ق ال :ا ْش تَكى رس ُ -2
ألر ُجو أن يكون َش ْيطانُك ق د َترَك ك ،مل أََره قَ َربَك من ذ لَْي لَتَ ْني أو امرأَة ،فقالت :يا َّ
حممد ،إِن ْ
وجل:ﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﲄﱠ عز
فأنزَل اهللُ َّ ثّلث ،قال َ َ
ا
[الضُّحى.]3-1 :
ط ِم ن املس لمني واملش ركني واليه ود، يب مبجلِ ٍ في ه أَ ْخ ّل ٌ ِ
ويف املدين ة قب َل َوقْ َع ة بَ ْدرَ ،م َّر النا ا -3
اهم إىل ودع ُ ف َ يب عل ي ِهم ،مث َوقَ َ َّ
فيهم عبد اهلل بن أيب ،وعبد اهلل ب ن رواح ة ،فس لم النَّ ا
اهلل ،وق رأ عل ي ِهم الق رآ َن ،فق ال عب د اهلل ب ن أيب :أياه ا امل رء ،ال أُ ْح ِس ن ِم ن ه ذا ،إذا ك ان م ا
صص عليه ،فقال عبد ِ ِ ِ ِِ ِ
تقول َح اقاً فّل تُ ْ ذنا يف جمالسنا ،وارجع إىل َر ْحلك ،فَ َمن جاءَك مناا فاقْ ُ
ب املس لِمو َن واملش ركون واليه ود، ب ذل ك ،فاس تَ َّ ِ ِِ ِ
اهلل بن رواحة :اغشنا يف جمالسنا ،فإناا حن ا
ض ُهم (( أي يُ َس ِّكنُ ُهم ))(.)70 الرسول َ يَِّف ُ ح َهاوا أن يَتَواثَبُوا ،و َّ
ِ ٍ ِ ِ
وش َّج يف َرأْس ه ،فَ َج َع ل يَ ْس لُ ُ
ت ال َّد َم يوم أُ ُح دُ ، رسول اهلل ُ كسَرت ُرباعيَّتُه َ أن َ عن أن َّ -4
ِ ِ
وهم إىل اهلل ؟ ف أنزل وم َش اجوا نَبِ يَّ ُهم ،وَك َس روا ُرباعيَّتَ ه ،وه و يَ ْدعُ ُ عن ه ويق ول ((:كي ف يُ ْفل ح قَ ٌ
وجل:ﭐﱡﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ [آل عمران.)71( ]128 : عز ا
اهلل َّ
بعض تِلك ِ
املشاهد ،فقال: وقال جندب بن سفيان َ :د ِميت إصبع ِ
رسول اهلل يف ِ َ
ويف سبِيل اهللِ ما لَِق ِ
يت (.)72 ت اإال إِصبع د ِم ِ
يت هل أَنْ ِ
َ َْ ٌ َ
آخر.
احلق ،وال َمْيّلً جلن دون َ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [النِّساء ،]72 :وال جتد فيها حتيُّزاً لغ ِري ا
اح َدة ،وه َدفُ ه و ِ
اح د ،ال تَتَجاذَبُ ه ومب ا أن غايتَه ا ِعب ادةُ اهللِ وح َده ،فإنَّ ك ت رى املتم ِّس ك هب ا غاي تُ ه و ِ
َ َ َ َ
االجتاه ات ،وال تَتَقاذَفُ ه األَ ْه واء ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ
ﱳ ﱴ ﱵ ﭐ ﭐﱠ [املائدة.]3 :
الح َرج:
ورفع َ
-8اليُسر والسهولَة َ
51
لمسلم
المتَ َمي َزة ل ُ
الشخصيةُ َ
أَص ُل َخلق الناس:
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ اح د يَ ْرِجع ون إلي ه كلاه م ،ق ال
خل ق اهلل س بحانَه وتع اىل اخلل ق ِم ن أص ٍل و ِ
َ َ ُ
ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ [احلج رات ،]13 :وق ال رس ول اهلل يف ف تح
مك ة(( :ي ا معش ر ق ريش :إن اهلل ق د أذه ب ع نكم ن وة اجلاهلي ة وتعظمه ا باآلب اء ،الن اس م ن آدم،
وآدم من تراب)) (.)77
َخلق اإلنسان على الفط َرة:
الدالئل والباهني ال ادالَّة ِ
أوجد له َّ َخلَ َق اهللُ تعاىل هذا اإلنسا َن وفَطََره على َمع ِرفَته وتَوحيده ،ومع ذلك فقد َ
اخ َذةِ اإلنسان على ِ ِ على ربوبِيَّتِه وأُ ِ
لوهيَّتِه ،وهذه َّ
وحه ،ومل يعل ذلك كافياً مل َ ور َالدالئل ُتا ب َع ْقلَه وح َّسه ُ ُ
الص ِحيح ،واآليات ِ ِ الرسل ،وأنزَل ال ُكت ِ ِ
ب ل ُمخا َبَة الفطَْرة البَ َش ِريَّة ،وإرشادها إىل التَّ َ
ص ُّور َّ َع َدم َم ْع ِرفَته ،بل أرسل ُّ ُ َ َ ُ َ
ﲧ ﲦ بالرجو إىل فِطْرتِه :ﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ ﲥ حول هذه املعاِن كثرية ِج اداً ،يقول سبحانَه خما ِ باً اإلنسان ُّ
َ
ﲲﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ
ﲭﲯﲰﲱ ﲳ
ﲮ ﲨﲩﲪﲫﲬ
السرية ( )412/2عن ابن إسحاق هبذا اللَّف ،ورواه أبو داود يف كتاب األدب ،باب :يف التَّفاخر )77أخرجه ابن هشام يف ِّ
وفاجر َش ِقي ،أنتم بنو
اجلاهلِيَّة وفخرها باآلباء ،م ِمن تَِقيِ ،
إن اهلل قد أذهب عنكم عيبة ِ
َ َْ باألحساب ( ،)331/4برقم ( )5116بلف َ َّ (:
فسري باب ( ،)363/4برقم ( )3270بنحوه. الّتمذي يف كتاب التَّ ِ
وآدم ِمن تُراب) ورواه ِّ
آدمَ ،
52
ِ ِ ِ ِ
ينطَل ق املس لم يف نَظَْرت ه إىل احلي اة عل ى أس اس ه ذا اإلمي ان ال ذي ي ِّدد ل ه ُمنطَلَقات ه وأَ ْهداف ه ُ
وس لوكه،
وره بِوض وح ِ
عامل ه فيه ا ،وعل ى ه ذا تق وم حيات ه ،وتتَ َح َّدد نَظَراتُه ،وتَس ري أم ُ
ونَظَْرته إىل هذا الكون ،واحلي اة وتَ ُ
يل. وجّلء ،فّل ُتبُّط وال تَيه ،وال تَغيري وال تَب ِ
د
ْ َ ْ ََ
ولق د رَّك ز اإلس ّلم عل ى ه ذا املع ىن الكبِ ري؛ ألنَّه ه و ال ذي ي ِّدد بِدايَة َمس ار اإلنس ان يف ه ذه احلي اة
[حممد.]19 : ومْنطَلَ ِقه منها ،يقول تعاىل:ﭐﱡﭐ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﱠ َّ ُ
ﲎﲐﲑﲒﲓ ﲏ ويقول سبحانه :ﭐﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ
ﲟ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱠ [البقرة:
ﲠ ﲛﲝﲞ
ﲜ ﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ
.]285
ﱮﱰ
ﱯ س بحانه:ﭐﱡﭐ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ويق ول
ﱸ ﱠ [النَّحل.]36 :
ﱹ ﱶﱷ ﱱﱲﱳﱴﱵ
تع اىل:ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ وعلي ه فاملس لم يق وم هب ذه العب ادة ،خملص اً فيه ا هلل ع ز وج ل ،ق ال
ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ [البيِّ نَة.]5 :
ج -أنه صاحب أَخالق:
ةي دُ ،م ْقتَ ِدياً يف ذل ك كلِّ ه خصية املسلِم أنَّه رجل خلُ ٍق َك ِرمي ،وتَعام ٍل حس ٍن ،وس ٍ
لوك َِ
ُ ُ ََ َُ ُ
وما تتميَّز به َش ِ
حمم د ال ذي أث ىن اهللُ تع اىل علي ه يف ه ذا اجلانِب ،فق ال:ﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ [ال َقل م: دوتِه األوىل َّ ِ
ب ُق َ
.]4
وسئِلَت عائِ َشة رضي اهلل عنها عنه فَقالَت ((:كان ُخلُقه ال ُقرآن )) (.)78ُ
[فصلت.]33 :
ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ ِّ ﱲﱳﱴﱵ
الدليل على زيادة اإلميان ونقصانه ( ،)632/2برقم ( ،)4682وأخرجه الّتمذي ،كتاب )79أخرجه أبو داود ،كتاب ُّ
السنَّة ،بابَّ :
حق املرأة على زوجها ( ،)466/3برقم (.)1162 الرضا ،باب :ما جاء يف ا ا
عاشَرة النااس ( ،)313/4برقم ( ،)1987ورواه اإلمام أةد يف مسنده م يف جاء ما :باب لة،الص
ِّ و ِ
الب كتاب ي، ِ
مذ الّت
ِّ أخرجه ) 80
ُ َ
( ،)227 ،158 ،153/5وال ادارمي (.)363/2
إِن صائِم إذا ُشتِم ( ،)118/4برقم ( )1904وأخرجه مسلِم،
الصوم ،باب :هل يقول ا )81أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب َّ
الصيام ( ،)807/2برقم (.)1151 ضل ِّ الصيام ،باب :فَ ْ
كتاب ِّ
54
املبن على ُمشول نَظَْرتِه إىل ِ وعبادتِه وتَ ِ
خصيَّة املسلِم تَ ْكمن يف ع ِق َ ِ ِ أن َش ِ وهكذا عرفنا َّ
وسلوكه ا عامله ُ ُ يدته َ َ ُ
ّلم َحيااً ُمتَ َحِّرك اً ،يف آرائِه وأفك ا ِره ،وأَخّلقِ ه،
ال َك ْون واإلنسان واحلياة ،فإذا سار بني النااس يَْنظرون في ه اإلس َ
حكامه ،وسلوكه ،ويف با ِ نِه ِ
وظاهره ،بَعِيداً عن التَّ َشبُّه بغ ِريه ِمن الك افار. وأَ ِ
ُ
ثَ َمرات هذا الت َميز:
خصيَّة املسلِ َمة فيما يلي: لش ِ تكمن مثرات هذا التَّ َميُّز لِ َّ
ُ
يب والنَّ ْف ِس اي ،فاإلنسان ُم َعَّرض يف هذه احلياة لِم ا يُ ْف ِرح ويُ ِّْتح ،فَِف ي ك ال أَ ْحوالِه ِ ِ
أ -اال مئنان ال َق ْل ا
ﳛﳝﳞﳟ ال ،يق ول تع اىل:ﭐﱡﭐ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳜ ئ الب ِ يكون مطْمئِناً ِ
هاد َ ُ َ
[الرع د ،]28 :ويق ول س بحانه:ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﳠ ﳡ ﱠ َّ
[الزم ر ،]22 :وق ال تع اىل :ﭐﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ اآلي ة ُّ
ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ [الفتح.]4 :
عبوديَّة اهلل يف األرض. ب -حتقيق ِ
يص ل األَ ْم ن واالس تِقرار ،وحتص ل ِعم َارة األَْرض، ِ ِ
الس ْري على مْنه اج اهلل ُ ج -االستِقرار واإلنتاج ،فبِ َّ
يصل ِخّلف ذلك. املنهج ُ
ِ
وتتَ َح َّقق الغايات ،وتَ ْب لُغ األماِن ،وبِض اد هذا َ
ك ني يف ه ِذه األَْرض ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ د -العَِّزة والنَّص ر والتَّم ِ
ْ ْ
[حممد.]7 : َّ
ه -الغايَ ة العُظْم ى واهل َدف األَ ْس ى ِرض وان اهللِ واجلنَّ ة ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ
55
باب
الش ُ
الحديث عن الشباب ؟ لماذا َ
ومن أهِّها: شك فيه أ ان الشَّباب يتَميَّز بصائِص ال توجد يف غريهِ ، ماا ال َّ
َ َ َ َ
بكام ل قِ واه اجلس ِديَّة ،فه و ق د تع دَّى باب ه ي املرحلَ ة ال يت يتمتَّ ع فيه ا اإلنس ان ِ الش ِأن ف َّتة َّ َّ -1
االحندار (الشَّيخوخة).الصعود (الطفولة) ،ومل يبدأ مرحلَة ِ َمرحلَة ُّ
َ
الش باب ه م ِرج ال الغ د ،وآب اء املس تقبل ،وعل يهم م ِه َّم ة تَربِي ة األَجي ال ِ
القاد َم ة ،وإل يهم أن َّ َّ -2
َ ْ ُ
جيع جماالِتا.ول قِيادة األ َُّمة يف َِ
تَ ُ َ
ألام هم ال ُق َّوة املتَ َحِّركة يف اجملتَ َمع. ساد هلا؛ َّ ِ ّلح الشَّباب ص ِ
ّلح لأل َُّمة ،ويف فَسادها فَ ٌ
َ ٌ ص ِ -3يف َ
ض جة ب ع د ،فه و قابِل لِلتَّش ُّكل والتَّغَ ُّري ،ف إن ك ان تَ ِ
وج ُيه ه إىل اخل ري قَبِلَ ه ِ
َ الش باب مل يَكْتَم ل نُ ْ ُ َ ْ َّ -4
ونَ َفع اهلل به ،وإن كان األُخرى فالدَّمار م ِ
صريه ،وقد قيل: َ ُ
ِ
ناشئ الفْتيان مناا على ما كان َع َّوده أَبُوه. وي ْن َشأ ِ
َ
اهتمام اإلسالم بالشباب:
أ -الشباب في ال ُقرآن:
ص األ ََّولِني لِنأْ ُخ ذ منه ا
ص ِ ِ ِ ِ ِ ِ
كل ما فيه هداية للبَ َشر ،فَم ن ذل ك ذ ْك ره ل َق َ
يذ ُكر اهلل تعاىل يف كتابه الكرمي ا
العِْب َرة ،كما قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ [يوسف ]111 :أو ال ُقدوة ،كما ق ال
ﲾ ﳀ ﳁ ﱠ [األنعام.]90 : تعاىل بعد ِذ ْكر األنبِياء خما ِ باً رسولَه :ﱡﭐ ﲻ ﲼ ﲽ ﲿ
سبعةَ َعشرة سنة إىل ِ )82رواه ابن أيب حات ،وذكره ابن كثري يف تفسريه (آية 60من سورة األنبياء) ،وقيل يف ِ
حتديد ِس ان َّ
الشباب :من َ
الشاب البالِغ إىل أن يكمل ثَّلثِني ،وقيل :غري ذلك .انظر :شرح كفاية املتَ َح ِّف
يخوخة إىل املوت ،وقيل :ا
الش َإحدى ومخَْ ِسني سنة ،مث ِس ان َّ
(ص .)228
56
ه:ﭐﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ الس ّلم ِ -
يك ي م ا ق ال قَ ْوَم ص ة إب راهيم -علي ه َّ -1ق ال تع اىل يف قِ َّ
ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ [األنبياء ، ]60 :قال ابن كثِري :أي شابااً.
ِ ِ ِ ِ ِِ -2ويذ ُكر اهللَ تعاىل لنا قِ َّ
السّلم -بتَفاصيلها ،وفيها من الع َب وال َفوائد الشَّيءَ صة يوسف -عليه َّ
لش اب يف العِ َّف ة والطُّه ر ،وإيث ار َم ْرض اة اهلل ،وإن نالَه يف ال دُّنيا ِم ن َح َسن قُ ْد َوة لِ ا ِ
الكثري ،وهو أ ْ
وعناء.
ب َ تَ َع ٍ
ك ْهف:ﭐﱡﭐ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ صة ِ
الفْت يَة :أ َْهل ال َ -3ويذ ُكر اهللَ تعاىل قِ َّ
[الكهف.)83(]13 :
ودع ُاؤه ،واعتِ زال أه ل ِ ِ
وم ن َمواض ع االقت داء فيه ا :االعت زاز بال دِّين ،وال دَّعوة إلي ه ،واالس تعانَة ب اهللُ ،
ِ ِ
ّلح ِهم ،وغري ذلك. البا ِ ل عند العج ِز عن إص ِ
ْ َْ
الش باب ،وه م أَقْ بَ ل لِْل َح اق ،وأ َْه َدى ق ال اب ن كث ري رة ه اهلل تع اىل :فَ َذ َكر اهللُ تع اىل َّأا م فِْت يَ ة ،وه م َّ
املس تَ ِجيبِني هللِ تع اىل ولَِرس ولِه ِ ِ
لسب ِيل من الشُّيو الذين قَد َعتَ ْوا ،وانْغَ َمسوا يف دي ِن البا ل ،وهل ذا ك ان أكثَر ْ
لِ َّ ِ ِ
فعامتُ ُهم بَقوا على ِدينِ ِهم ،ومل يُ ْسلِم منهم اإال ال َقلِيل.َ شباباً ،و اأما الشُّيو ِمن قريش َّ
ب -الشباب في السنة:
لش باب ،وظَ َه رت ِعنايَتُ ه الفائَِق ة هبِ م ،وإلي ك ه ذه وج ُيه ه لِ َّ
ول اهل دى فق د اش ت اد ِحرص ه وتَ ِ
َ ُْ اأم ا رس ُ
الن ِ
َّماذج اليَ ِس َرية:
وم ال ِظ َّل اإال ِ
-1ع ن أيب هري رة ق ال :ق ال رس ول اهلل َ ((:س ْب َعة يُظلِّ ُه م اهللُ يف ظلِّ ه ي َ
اع ِة اهلل ))(.)84
ظلاه ،))..احلديث وفيه ((:وشاب نَ َشأ يف َ
ِ
ول اهلل باب ال ِن د َش ْيئاً ،فق ال لن ا رس ُيب َ ش ٌ -2ع ن عب د اهلل ب ن مس عود ق ال :كنا ا م ع النَّ ا
ومن ((:يا معشر الشَّباب ،من استطا الباء َة فَليتزَّوج ،فإنَّه أَ َغض لِلبصر ،وأَح ِ
صن لل َف ْرجَ ،ْ َ ا ََ َ َ َ َ َْ َ
بالصوم ،فإنَّه له ِوجاء ))(.)85 مل يَ ْستَ ِطع فعليه َّ
-3قال لعمر بن أيب سلمة ((:يا غُّلمَ ،س ام اهلل ،وكل بِيَ ِمينِك ،وُكل ماا يلِيك )) (.) 86
)86رواه البخ اري ،كت اب األ عم ة ،ب اب :التَّس ِميَة عل ى الطَّع ام ،رق م ( ،)5376ومس لم كت اب األش ربة ،ب اب :آداب الطَّع ام
الشراب ( ،)1599/3رقم (.)2022 و َّ
يح ". ِ )87رواه أةد ( ،)293/1والّتمذي ،كتاب صفة القيامة ،باب ( ،)59ح ( ،)2516وقال":
حسن صح ٌ
حديث ٌ ٌ
حجر رةه اهلل ،وغريه. بعض أعما ِرهم اختِّلف يسري ،تُر ِ )88يف ِ
اجع س َريُهم يف كتاب :اإلصابة ،البن َ َ
اس والبَهائِم (الفتح ،)4327/10رقم (.)608 )89رواه البخاري يف مواضع ،منها :كتاب األدب ،بابَ :ر ْةَة النا ِ
58
يب عل ى جيع اً فَأ ِ
ُص يبوا ي َ ِ ول ،فب ع ثَهم النَّ يب َِ الرس ِإىل ُح ْج َرةِ َّ
وم بْئ ر َمعونَ ة ،فَ َدعا النَّ ا ا ََ ُ
صّلةِ الغَداة ))(.)90 ِ
قَتَ لَت ِهم مخَْ َسةَ َع َشر يَ ْوماً يف َ
يش ال اذ ِاهب إىل يادةَ اجل ِ ِ
َّيب يف حادثَة اإلفك ،ويُ َسلِّ ُمه ق َ
()91 ِ ِ
سامة بن َزيد يُشاوره الن ا وأ َ -3
الروم (.)92 ُّ
يعله أ َِمرياً على َم َّكةَ (.)93
ُسيدَ ، وعتااب بن أ َ -4
َّيب .)94( ِ ِ ِ
وعبد اهلل بن الزبري ،يقود الغ ْلمان ل ُمبايَ َعة الن ِّ -5
املدينَ ة ،فَيُ ْس لِم عل ى يَ َديْه أَ ْكثَر أ َْهلِه ا ،ويُ ْد ِخل نُ َور
داعيةً إىل أهل ِ ِ ِ
ص َعب بن عُ َمري ،يُْرسله َ وم ْ
ُ -6
ت ِمن بُيوِتا (.)95 كل ب ي ٍ ِ
اإلسّلم َّ َْ
اهلجرةِ. وأساء بنت أيب بكر رضي اهلل عنهاِ ،
وم ْوق ُفها يف َ َ -7
الص حابَة فيم ا الصدِّيق رض ي اهلل عنه ا كان ت عالِ َم ة فَِق َيه ة يَ ْرِج ع إليه ا َّ وعائِ َشة بنت أيب بكر ِّ -8
أش َكل َعلَْي ِهم.
يهات للشباب: تَوج ٌ
ِ
ّلم يف
فالش باب اقَ ة يُ َس ِّخرها اإلس ُ عاس ة وبَ ّلءَّ ، باب باإلس ّلم َخ ريٌ وبِن اء ،وبغ ِري اإلس ّلم تَ َ الش َإن َّ
َّوجيهات اليت ميلِيها عليك ِدينُك: الشاب هذه الت ِ إصّلح البَش ِريَّة ،فإليك أخي ا
تام ة ب ه ،وال يَ ْلتَ ِف ت
وع َملِه ،ويكون على قَناع ة َّ ِ ِ ِ
الشاب أن يع ِرف دينَه ،وميتَثله يف ُسلوكه َ -1على ا
ور وبا ِ ل، ِ ض ل ِدي ن ،و َّ ألقو ِال احلاقِ ِدين واملش ِّككني ،ولِي علَم َّ ِ
أن ك ال م ا س واه فه و ُز ٌ أن دينَ ه أَفْ َ َْ َ
أن عليه أن يُ َس ِّخر ما أَْوَد َعه اهللُ ِمن قُ َّوةٍ ونَشاط يف ِخ ْد َمة هذا الدِّين.
و َّ
دام ت ُمتَ َم ِّس َكةً ِ أن أ َُّمتَ ه ه ي خ ريُ أ َُّم ة ،و َّ
الش اب أن يعلَ م َّ
أن ه ذه اخلرييَّ ة ثابتَ ة هل ا م ا َ -2عل ى ا
ب ِدينها ،ول يعلَم أ ان أ َُّمت ه بَِقي ت َد ْه راً َ ِويّلً رائِ َدة لِلع امل ،وأنَّه ِي ب أن تبق ى هل ا ه ِذه ِّ
الري ادة،
بدين اإلسّلم. وذلك ال يتحقَّق اإال بااللتِزام ِ
)96جزء من حديث رواه ابن ماجة يف املقدمة ،باب :فضل العلماء ،)221( ،وابن حبان يف صحيحه ( )8/2وغريهم.
)97رواه الّتمذي رقم ( ،)3634وقال ":حديث حسن ".
60
الّتكيز على الشَّباب ؟
س :1ما َسبَب َّ
حال الشَّباب يف عهد النَّيب مع التَّعلِيق على كل و ِ
اح َدةٍ منهما مبا تراه. س :2اذ ُكر صورتني ِمن ِ
ا ا َْ َُ
ِ
األغّلط اليت تراها على شبابِنا اليوم ،وما رأيك أنت يف ذلك ؟ س :3اذ ُكر أر َبعةً ِمن
ّلجها ؟ ِ ِ
س :4اذ ُكر إحدى َمشاكل الشَّباب ،وكيف تَرى ع َ
61
جاعة والرجولَة
الش َ
ض ماا ينبَغِ ي أن ِ َّجاعة ِمن أ َْعظَم ِّ
الرج ال ،وهن ا نَتَ َع َّرض لبَياا ا مث نَ ْذ ُكر بع َ
الصفات اليت يَتَ َميَّز هب ا ِّ الش َ
يَتَ َميَّز هبا املسلِم ِمن ِصفات ُّ
الرجولَة.
والجبن:
جاعة ،والت َهورُ ، الش َ
ب وثَباتِه (.)98 الشَّجاعة :اإلقدام على قَوٍل أو فِع ٍل فيه خما َرة ،لِتَح ِ
صيل َخ ٍْري أو َدفْ ِع َشر ،بِ ُق َّوةِ قَ ْل ٍ َ ْ ْ ْ ُ َ
َّجاعة لَْي َست هي قُ َّوة البَ َد ِن ،وإَن ا ق َّوة ال َق ْل ب وثَباتُه،
قال شيخ اإلسّلم ابن تيميَّة رةه اهلل تعاىل :الش َ
ب (.)99 يف ال َق ْل ِ الرجل قَ ِوي الب َد ِن ِ
ضع َ َ َ وقد يكون َّ ُ
َّجاعة. ِ
اجلب :ض اد الش َ و ْ
ِ والتَّهور :إقدام بِّل تَ ْف ِكري يف ِ
العواقب ،وال َتيِيز بني الف ْع ِل احملمود و ُ
املذموم. َ َا
. ()100
َّه اور ِ ِ
فالشَّجاعة ُخلُق فاضل ُمتَ َو ِّسط بني ُخلُقني َرذيلَ ْني :اجلب والت َ
الجبن:جاعة ،وذَم ُ
َمدح الش َ
كل ذلك َم ْدح ِ السناة النَّبويَّة ِمن األمر باجلهاد و َّ
وذم التااركني له ،ا
الّتغيب فيه ،ا كما يف القرآن الكرمي و ُّ
للج ْب ( ،)101قال تعاىل :ﭐﱡﭐ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ِ
َّجاعة وذَم ُ
للش َ
ﱸﱺﱻﱼﱽﱾ
ﱹ ﱲﱴﱵﱶﱷ
ﱳ ﱮﱯﱰﱱ
ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ [التَّوبة.]28 :
هم إِن أعوذ بِك ِمن اجلب ))(.)102
وكان يقول ((:اللَّ ا
َمراتب الناس:
أعّله م ال َّديِّن ُّ
الش جا ،مث ق ال ش يخ اإلس ّلم اب ن تيميَّ ة رة ه اهلل تع اىل :النا اس عل ى أربَ َع ة أَقْس امُ :
ي منهما (.)103 الع ِر ا
ْسه ،مث َ الديِّن بِّل َش َ
جاعة ،مث َعك ُ َّ
وسبُل تَقويَتها (:)104
جاعة من حيث أَصلُهاُ ،
أنواع الش َ
ض ل َم ن ميلِ ك
)107رواه البخاري ،كتاب األدب ،باب :احل َذر ِمن الغضب( ،الفتح ،)518/10ومسلم ،كتاب ال ِ اب ،ب اب :فَ ْ
ضب ( ،)2014/4رقم( .)2609 نفسه عند الغَ َ
َ
تقدم :كتاب َمشا ِر الشجاعة ،انظر غري ما َّ ِ
)108انظر يف هذا :فتاوى شيخ اإلسّلم ( ،)17 - 16/28لّلستز َادة يف َموضو َّ
ضل اجلهاد) أليب زكري ا أة د ب ن إب راهيم ال ادميا ِ ي ،املش هور ب ابن الناح اس ومثِري الغَرام إىل دا ِر َّ
السّلم (يف فَ ْ األَ ْشواق إىل َمصا ِر ُ
الع اشاقُ ،
(.)1015-951/2
64
األسئلَة:
كل منها ِمن إنشائِك. ِ
َّهور ،واجلب ؟ اذ ُكر مثاالً على ا َّجاعة ،والت ا
س :1ما ال َف ْرق بني الش َ
ِ العو ِامل ِ
الرجل. املساعدة لتَ ْق ِويَة روح الش َ
َّجاعة عند َّ َ س :2اذ ُكر أربَعةً من َ
ِ
الرجولَة احلَقَّة.س :3اذ ُكر أ َْربعاً ِمن سات ُّ
املظاهر اخلا ِ ئَة لِ ُّلرجولَة ( اثنني ِمن ِ
الكتاب ،واثنني ِمن إنشائِك ). س :4اذ ُكر أربعاً ِمن ِ
65
المال في اإلسالم
ُ
تَمهيد:
هذه احلياة ،وجعل له عو ِامل تَقوم هب ا حيات ه ال َفرِديَّة ،و ِ
اجلماعيَّة ،واإلنس ان خلَق اهلل تعاىل اإلنسا َن يف ِ
ْ َ َ ََ َ ُ
اعيياس ي واالقتِص ِادي واالجتِم ِ الس ِ
ِّ هَ ا ش ن
َ ه ج و ي ف
َ ، ي أي إنْسان ي ْنطَلِق يف حياتِه بِناء على تَص ُّوِره االعتِق ِ
اد
ا ا َ ُ ا َ ً َ َ ا
وغ ِريها بِناءً على هذا االعتِقاد.
الش ْر املطَ َّه ر ،تل ك النَّظْ َرة املتَ َميِّ َزة ع ن س ائِر
ص لَها َّ لم ْس لِم نَظراتُه َّ
اخلاص ة حن َو امل ِال ،النَّظْ َرة ال يت فَ َّ ِ
ول ُ
ميكن تَ ْق ِسيمها إىل أَقْ ٍ
سام ثَّلثَة: النُّظم املالية يف عامل اليوم ،واليت ِ
ِ
اإلسّلمي. -1النِّظام
الرأسال.
-2النِّظام َّ
-3النِّظام ِ
االشّتاكي.
أوالً :النظام اإلسالمي:
ّلم إىل امل ِال يف َكلِم ات ي ِس رية ،ولك ن ِ
ميك ن االقتِص ار عل ى بع ض الص عب تَ ِ
لخ يص نَظ رة اإلس ِ ِم ن َّ
َ َ
األصول الضروِريَّة اليت حتيط باملوضو :
مال اهلل:
المال ُ
ُ -1
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ض وم ا عليه ا ِم ْل ك ل ه ع َّز وج ال ،فق ال ب َّني اهللُ تع اىل َّ
أن األ َْر َ
اآلدميِّ ني لِي عمروه ا ،وأَع دَّها النتِف ِ
اع ِهم، ﳬ ﳮ ﳯ ﳰ ﳱ ﳲ ﱠ [املائ دة ،]120 :خلَ ق فيه ا ِ
ﳭ
َ َْ ُ َ
س بحانه:ﭐ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ [البق رة ،]29 :ويق ول ﱡﭐ ﲺ يق ول س بحانه:
،]33ﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ ور: ﱡﭐﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ [النُّ
الع ِظيم. ِ ِ ِ
ص ِرف املسلم فيه بِناءً على هذا األ ْ
َصل االعتقادي َ [احلديد ،]107 :فَ ْي نَ َ
-2لإلنسان َحق الت َملك:
َم ر املس لم بِتَ ْن ِميَتِ ه ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱘ
ب التَ َملا ك ،واإلس ّلم ل َّي ه ذه الغَ ِري َزَة ،وأ َ
ِ ِ
م ن َغرائ ز اإلنس ان ُح ا
َ
ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱠ [اجلمع ة،]10 :
ﲼﲾﲿ ﳀﳁ ﲽ وم ه :ﭐﱡﭐ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ وق ال فيم ا ح ِك ي ع ن ق ارون وقَ ِ
ُ َ
ﳂ ﱠ [القصص ،]77 :وغريها ِمن النُّصوص كثري.
َّملاك ،ومنها: ِ
ووسائل هذا الت َ اإلسّلم حدَّد ُرق َ
َ لكن
و َّ
66
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ الس ْعي لِ َك ْسب ال ِّرْزِق :يق ول
ِّجارة و َّ
الت َ أ-
ﱟ ﱡ ﱢﱠ [امللك.]15 : ﱠ ﱝﱞ
ب -التَّملاك عن ِريق ِ
الوصيَّة واإلرث. َ
ِ ِِ ِ ِ
ج -التَّ َملاك عن َ ِريق اجلهاد يف َسبيل اهلل من الغَن َ
يمة وال َف ْيء.
ألح د ،فيُحييه ا بِ َّ
الس ْقي أو ال َّزْر ِ
د -التَّ َملاك عن ريق إحياء األرض املوات ،اليت ال تكون م ْلكاً َ
الص حيح ع ن عائش ة رض ي اهلل عنه ا َمرفوع اًَ ((:م ن أ َْع َم ر أ َْرض اً ليس ت أو البِن اء ،ج اء يف َّ
ول األ َْمر. ن ألح ٍد فهو أَحق ))( ،)109ولكن يف الوقْت ِ
احلاضر ال ب َّد ِمن إ ْذ ِ
ا ُ َ َا َ
َّملاك عن َ ِريق اهلبات واهلدايا و َ
العطايا. ذ -الت َ
عامل المالي في اإلسالم: -3أُصول الت ُ
رسول اهلل َّ ((:إَنا األعمال بالنِّياات ،وإاَن ا لك ال َّعامل املال ،قال ُ صد يف الت ُ ّلمة النِّ يَّة وال َق ْ
َ -1س َ
الس ِال ،والتَّ َق ارب بِه ّلل ،واالستِ ْع َ مبعامّلتِه ِّ ِ ٍ
()110
فاف عن ُّ الرْز َق احلَ َ امرئ ما نَوى )) ،فيَ ْقصد َ
إىل اهللِ تعاىل.
ص َدقا وبَيَّن ا بُوِرك
ول اهلل ((:البَ يِّع ان باخلي ا ِر م ا مل يتَ َفَّرق ا ،ف إن َالص ْدق ،ق ال رس ُ -2األمانَة و ِّ
هلما يف بَْيعِ ِهما ،وإن َك َذبا وَكتَما ُِحم َقت بَرَكة بَْيعِ ِهما ))(.)111
سبحانه ،قال سبحانه وتعاىل :ﭐ ِِ املال عن ِ ِ -3أن ال يُْل ِهي ُ
اعة اهلل تعاىل ،وأن ال يُ َ ِّدي إىل َم ْعصيَته ُ َ
ﱡﭐﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲘ
ﲗﲙﲚ ﲛ
ﲜ ﲝ ﲞﱠ [املنافقون.]9 :
ور
احلّلل ِّبني واحلرام ِّبني ،وبينهم ا أم ٌ
ُ املعامّلت املشتَبِ َهة لِئَ اّل يَ َقع يف احلرام ،قال ((: اتِّقاء َ -4
وم ن ِِ ِ ِ ِ ُم ْش تَبِهات ال يَ ْعلَ ُم ُه ان كثِ ريٌ ِم ن النا اس ،فَ ِم ن اتَّق ى ُّ
الش بُهات فق د اس تََبأ لدين ه وع ْرض هَ ،
)109أخرجه البخاري يف كتاب احلرث واملزارعة ،بابَ :من أحيا أرضاً َمواتاً ( ،)18/5رقم ( ،)2335وهذا لفظ ه ق ال احل اف ":
اإلساعيلِ اي (فهو أَ َح اق هبا).
ِ زاد
)110أخرجه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب ب دء ال وحي ،ب اب :كي ف ك ان ب دء ال َو ْحي ( ،)9/1رق م ( ،)1ومس لم ،كت اب اإلم َارة
باب :قوله ((:إَنا األعمال بالنِّ يَّة )) ( ،)1515/3برقم (.)1907
)111أخرجه البخاري يف ص حيحه ،كت اب البي و ،ب اب :إذا بَ َّني البَ يِّع ان ومل يَ ْكتُم ا ( ،)309/4ب رقم ( ،)3079ومس لم كت اب
الص ْدق يف البيع والبَيان ( ،)1164/3رقم احلديث (.)1532 البيو ،بابِّ :
67
وش ك أن يَ َق ع في ه ))..احل ِديث
اعي ي رعى ح وَل احلِم ى ي ِ
ُ
ِ
َوقَ َع يف الشُّبهات َوقَع يف احلرام ،كالار َ ْ َ ْ
(.)112
الش ر عل ى حت ِرميِه ،و ِ ِ
ميك ن َّعام ل امل ال احل ال اإال م ا َد َّل َّ ْ ُ
َص ل يف الت ُ احملرَم ة :األ ْ
جتنَّ ب املع َامّلت َّ -5
العامة اآلتية:
اعد َّ جَْع ذلك يف ال َقو ِ
الر ْةَة بِاخلَْلق ،ق ال تع اىل:ﭐ
الع ْدل و َّ
الربا ،وهو ُم ْقتَضى َ السنَّة حت ِرمي ِّ
الربا ،وقد ثَبَت يف الكتاب و ُّ ِّ أ-
ﱡﭐ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ [البقرة.]275 :
ّلحه ،وحن و امليس ر ،واجمله ول ،وب ي ع الثَّم ر قب ل ب ُدو ص ِ املعامّلت اليت فيها َغرر ،وي ْدخل فيه ا ِ ب-
ُ ا َ َْ َ َ َ ُ َ
ذلك.
ما فيه ِغش وتَ ْدلِي ٌ ،قال رسول اهلل َ ((:من َغ َّشنا فلي ِمناا ))(.)113 ج-
ضَرَر وال ِضرار ))(.)114 إضر ٌار ،قال رسول ((:ال َ ضَرٌر أو ْ أن يَتَ َرتَّب على َ
املعاملَة َ د-
احلق املشرو َ فيه ،مثل: أن يُ َ ِّدي ا -6
املال وقَ ْد ِره ،وهذا َحق َم ْفروض. قاديرها يف الشَّر ،حبسب نَوِ ِ ِ
ْ املفروضةُ املعيَّنَة َم ُ
َ الزكاة أ-
حاج ة املس لِ ِمني إذا مل يَ تَ َم َّكن
الزْو َج ة واألوالد ،وك ذا عن د َ ات الو ِاجبَ ةُ ،كالنَّ َف َق ة عل ى َّ
النَّ َفق ُ ب-
حتق ِيقها.
املال ِمن ِ بيت ِ ُ
وعظَّم أَ ْجَر ِ ِ
ب إليها اإلسّلم َ الب املتَ َع ِّد َدة ،وهذه ُم ْستَ َحباة نَ َد َ
الص َدقات والتَّبَ ُّرعات واهلبات وأنوا ا َّ ج-
املودة وس اد احلاجة ،ومواساة ال َف ِق ِري و ِ ِ ِ ِ ِ
املسكني َ ُ ف َمثُوبَتَه؛ لما يُوِرثُه من احملبَّة و َّ َ صاحبِهاَ ،
وضاع َ
وغري ذلك ،قال سبحانه وتعاىل:ﭐﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ
ﲂ ﲄ ﲅ ﲆ ﱠ [البقرة:
ﲃ ﱽﱿﲀﲁ
ﱾ ﱷﱸﱹﱺﱻﱼ
.]261
ثانياً :النظام الرأسمالي:
)112أخرج ه البخ اري ،كت اب اإلمي ان ،ب اب :فض ل َم ن اس تبأ لِ ِدين ه ( ،)126/1رق م احل ديث ( ،)52ومس لم كت اب املس اقاة،
الشبهات ( ،)1219/3رقم احلديث (.)1599 باب :أخذ احلّلل وترك ُّ
يب َ ((:من َغ َّشنا فلي ِمناا )) ( ،)199/1برقم (.)20 ) أخرجه مسلم ،كتاب اإلميان ،باب قول النَّ ِّ
113
ضار جبا ِره ( ،)784/2برقم ( ،)2240وأخرجه اإلمام أةد) أخرجه ابن ماجه ،كتاب األحكام ،بابَ :من بىن يف َح ِّقه ما يَ ُ
114
69
حاجتِ ه ،وعلي ه أن ِ ِ ِ لمال ،وامل ِّ ِ ِ -2الدَّولَة هي املالِ َكة لِ ِ
وج َهة لّلقْتصاد كلاه ،ف ّل َح َّق لل َف ْرد اإال ب َق ْد ِر َ ْ
يع اقَتِه. ِ ِ ِ
يَْب ُذ َل للد َّْولَة َج َ
َ -3زعم تَوِزيع الثَّروة على ِ
اجلمي ِع. َْ
المترت بَة عليه: اآلثار ُ
ُ
َّملُّك اليت َغَرَزها اهللُ سبحانَه وتعاىل يف اإلنسان. ِ ِ
حلب الت َ
صاد َمة الفطْرة اإلنسانيَّة ا ُ -1م َ
ألن اإلنسا َن يَ ْع َمل لِغَ ِْريه. -2ال َقضاء على َحوافِز اجلِ اد واالجتِهاد؛ َّ
يل لِتَ ْن ِميَتِها.
َ
-3ال َقضاء على املو ِاهب واإلبداعات ،فّل َسبِ
ِ ِ ِ الدولَة تَعِيش بِرخاء ور ِ املسي ِطَرة يف َّ
فاهيَّة ،وتَ ْس ُكن م ا تَش اء م ن املس اكن ،وتُ ْغ دق امل َال َ َ -4الطَّبَ َقة ْ
َّعاس ِة. ِ ِ ِ ِ
على نَ ْفسها ،وبَقيَّة اجملتَ َم ِع يَعيش َع ْك َ ه الء تاماً من الشِّفاء والت َ
وثار عليه أ َْهلُه ،وتَ َف َّكك ت َد ْولَتُه يف َمطْلَ ع ه ذا الق رن ِ ِ ِ َّ
ولذا مل يَتَ َمكن هذا امل ْذ َهب الفاسد من البَقاءَ ،
اهلج ِري.
األسئلَة:
س ( :1املال نِ ْع َمة ِمن اهللِ ) ما أَثَر ذلك على املسلِم ؟
بارة.ِ مال اهللِ ) َو ِّ
ضح معىن هذه الع َ املال ُ سُ ( : 2
ض األ َِدلَّة
َّملا ك في ه ،اذ ُك ر بع َ
ِ ِ ِ
ّلم إىل امل ال بأنَّه ُم ْل ك هلل تع اىل ُم ن َح اإلنس ا ُن َح اق الت َ س :3ينظَر اإلس ُ
شروعة.
َّملاك امل َ بعض ُسبُل الت َ ضحاً َ على ذلك ُم َو ِّ
ضَرر ؟ املعامّلت اليت فيها َ الربا و َ اإلسّلم ِّ
َ سِ :4ملَ َحَّرم
عم ا ِ
اآلخ رة ال ب َّد وأن ي تَعام ل بِ َ ِ ِ ِ
ض وابط ،حت دَّث ا َ َ س :5لك ي يَتَ َمتَّ ع املس لم بامل ال ،ويُثْم ر يف ال دُّنيا و َ ُ
املعامّلت امل ْشتَبِ َهة. ِ
يتَ َعلَّق ب َ
االشّتاكي ،فيما يلي:ِّظام ِ الرأسال ،والن ِ اإلسّلم املال ،والن ِ
ِّظام َّ ِ س :6قا ِرن بني نِظام
َص ِل ِ
املال. -1النَّظَْرة إىل أ ْ
َّملاك. َح ِّقيَّة الت َ
-2أ َ
-3النَّتائِج.
70
اإلنفا ُق وآدابُه
نع َمةُ المال:
حتص ى:ﭐﱡﭐ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﭐ ﭐ ﭐﱠ [إب راهيم: ِ ِ ِ
ن َع م اهلل س بحانَه وتع اىل كث َرية ال تُ َع اد وال َ
عم ة امل ال ،وال ِّرزق ،وه ذه النِّعم ة ال يت تُ َ َّدى ِم ن ِخّلهل ا كثِ ريٌ ِم ن العب ادات ،وال ِ ِ
،]34وم ن أعظ م ال نِّعم :ن َ
احها. يستغن عنها خملوق حي ح َّ الطُّيور تبحث عن أرزاقِها يف غُ ُد ِّوها ورو ِ
َ َا
ك ُفرونَ ه ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲖ ودعُ ه ِعب َاده؛ لِيَْبتَلِ يَ ُهم أَيَ ْش كرونَه أم يَ ْ
ال اهللِ تع اىل ي ِ
ُ وه ذا امل ال م ُ
ﲗ ﲘ ﱠ [اإلس راء ،]6 :وق ال س بحانَه:ﭐﱡﭐ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﱠ
)115أخرجه البخاري ،كتاب الزكاة ،باب :اتَّقوا النا َار ولو بِ ِش اق ت رة ( ،)283/3ب رقم ( )1417ب رقم ( ،)1019كت اب الزك اة،
ترة. ِِ
الص َدقة ولو بش اق َ
ث على َّ
باب :احلَ ا
الص ّلة ( ،)13/5رق م احل ديث ( ،)2626وأخرج ه النَّس ائي يف
)116أخرج ه الّتم ذي ،كت اب اإلمي ان ،ب اب :م ا ج اء يف ُح ْرَم ة َّ
فسري. الكبى ( ،)428/6برقم ( ،)11394كتاب التَّ ِ
71
ضاع َفةً ،يقول تعاىل :ﭐﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ضاع َفة األُجور أَ ْ ِ
ضعافاً ُم َ وم َتكثري احلسناتُ ، َ -3
ﱽﱿﲀﲁ
ﱾ ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼ
ﲃ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ
ﲄ ﲂ
[الزَمر.]20 :
ﱠ ُّ
ّلمة ل ه ِم ن اآلف ات ،يق ول س بحانَه وتع اىل:ﭐ ِ ِ ِ ِ ِ ُه رة لِ ِ
وس َلمْنف ق ،وتزكيَ ة ل َق ْلبِ ه ،وتَ ْنميَ ة للم الَ ،
َْ ُ -4
ﱡﭐﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ [التَّوبة.]103 :
آداب اإلنفاق:
ُ
ض راً آداب اً ُم ِه َّم ةً املنف ق مستَح ِ اإلنفاق تلك الثِّمار الع ِظيمةَ وال َفوائِ َد اجللِيلَة ال ب اد أن يكون ِ َ لكي يُ َ ِّدي
ُ ْ ُ َ َ َ َ
فيه ،وهي:
اإلخّلص:
ُ -1
العبوديَّ ة هلل تع اىل ال يَ ُش وهبا ش ائِبَة ِري ٍاء أو ُس َع ٍة أو غ ِريه ا ،ف إذا أنْ َف َق عل ى اإلخ ّلص يع ن :جت ِري د ِ
حامداً له على هذه النِّ ْع َمة ،وإذا أنفق على نَ ْف ِسه وأُسرتِه ي ْن ِفق شاكِراً هلل تعاىل على ما أعطاه ِمن هذا املالِ ،
َْ ُ
الرس ول : اب ِم ن ه ذا اإلنف اق ،يق ول َّ ِ
ال ُفق راء واملس اكني ،أو َمش اريع اخل ري وأعم ال ال اب يري د األج َر والثَّو َ
لكل امر ٍئ ما نَوى ))(.)117 ِّ
((إَنا األعمال بالنِّ ياات ،وإَنا ا
اس يف ال ُّدنيا ،ول ي أخ َذ َحظَّه ِم ن ثَن ِاء النا ِومن أَنْ َف َق ِرياءً أو سُْ َعةً َ
ِ
فمن أن َف َق يَْبتَغي األَ ْجَر فلَه ذلكَ ، َ
ض ى علي ه إن َّأوَل النا ِ
ل ه َح يف اآلخ رة ،فع ن أيب هري رة أنَّه ق ال :سع ت رس ول اهلل يق ولَّ ((: ِ
اس يُ ْق َ
ص ناف امل ِال كلِّ ه ،ف أُيت ب ه فَ َعَّرفَ ه نِ َع َم ه ِ
ي وم القيام ة ثّلث ة ))...وم نهمَ ((:ر ُج ٌل َو َّس َع اهللُ علي ه وأعط اه م ن أَ ْ
فعَرفَها ،قال :فم ا َع ِم ْل ت فيه ا ؟ ق ال :م ا تَ ْرُك ت ِم ن َس بِ ٍيل ِحت ب أن يُْن َف ق فيه ا اإال أَنْ َف ْق ت فيه ا ل ك ،ق ال: َ
ب على َو ْج ِهه ،مثَّ أُلْ ِق َي يف الناار ))(.)118 ِ ِ
َك َذبْت ،ولكنَّك فَ َعلت ليُقال َجواد ،فقد قيل ،فَ ُسح َ
عدم ال َم ان واألَذى:
َ -2
عطي فَيُ ِذيه.ال من هو :التَّح ُّدث مبا أَ ْعطَى ح ي ب لُغ ذلك امل ِ
َْ َ َا
ُ
طاول والتَّ َش ِّكي.
ب والتَّ ُالس ُّ
واألَ َذى هوَّ :
)117أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب بدء ال َوحي ( ،)9/1ب رقم ( ،)1ومس لم ،كت اب اإلم ارة ،ب اب قول ه َّ ":إَن ا األعم ال
بالنِّ يَّة " ( ،)1515/3برقم (.)1907
) رواه مسلم ،كتاب اإلمارة ،بابَ :من قاتَل لِلِّرياء و ُّ
الس ْم َعة استَ َح اق الناار ( ،)1514/3برقم (.)1905 118
72
وع َدم ال َم ِّن واألَذى ه و األَ َدب الثا اِن ال ذي يَتَّ ِف ق م ع م ا فَطَ َر اهللُ تع اىل ال نَّ ْف َ اإلنس انِيَّةَ علي ه ِم ن
العط اءُ َم ْقرون اً ِمبَن أو أَذى؛ إذ إ َّن ه ذا ال َم ان ََيْ َدش َكر َام ة ِ ِ
ال َكر َام ة والع َّزة ،فتل ك ال نَّ ْف ُ تَأىب أن يك ون ه ذا َ
شاعَرها ،ويَ ْستَ ِذ ُّهلا مبِِنَّتِه ،ويُ ْشعُِرها بِ َّ
الصغا ِر واهلو ِان. فوس ال َك ِرمية ويرح م ِ
َْ َ النُّ ِ
غري َمقبولَة ،يقول تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲯ ِ ِ
الص َدقات املقرونَة بال َم ان واألَذى با لَة َ جعل اهللُ سبحانه َّ ومن هنا َ
ﳁ ﳀ ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ
ﳑﳓﳔﳕ
ﳒ ﳊﳌﳍﳎﳏﳐ
ﳋ ﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ
ﳖ ﳗ ﱠ [البقرة.]264 :
الل النا ِ
اسَ ،ج َعلَ ه وخلسة نف ِ املناان بِع ِطيَّتِه ،ولُ ِم َبعِه ور ْغبتِ ه يف االس تِع ِ
ّلء الك ِاذب ،وتَطَلُّعِ ه إىل إ ْذ ِ ْ ْ ْ ََ َ ِّ
يام ة وال ينظُر إل يهم وال يُزِّكي ِهم وهل م َع ذاب أَلِيم ،وه م الرسول ِ م ن الثَّّلث ة ال ذين ال ي َكلِّمه م اهلل ي ِ
وم الق َُ َ ُ ُ َّ
كما يف احلديث ((:املسبِل ،واملناان ،واملنَ ِّفق ِس ْلعته باحللِف ِ
الكاذب ))(.)119 ََ َ َ ُ
-3اإلنفاق ِمن ِ
املال الطَّيِّب:
ِ ِ ِ ِ
ب
فأح ا ألن اهللَ تعاىل َيِّب ال يقبَل اإال َيِّباً ،فقد أََمر سبحانَه باإلنفاق من الطَّيِّب احملبوب للنَّ ْف َ ، َّ
آمراً باإلنفاق ِمن الطَّيِّبات:ﭐﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ألخيك ما حتب لِنَ ْف ِسك ،يقول تعاىل ِ ِ
ا
ﲏﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ
ﲐ ﲊﲋﲌﲍﲎ
املال الطَّيِّب احملبوب ،يقول تع اىل :ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ نال بِاإلنفاق ِمن ِ ِ
الب واألَ ْجر َّإَنا يُ ُ
و ا
ﱇ ﱠ [آل عمران.]92 :
-4االعتِدال يف اإلنْفاق:
عامل بِه َوفْق َمْن َه ِج اهللِ تع اىل، ِ ِ صاحبِه ،فهو ُ ِ
املال أَمانَةٌ عند ِ َّ
مال اهلل تعاىلَ ،رَزقَه هذا اإلنسان؛ ليَتَ َ ألن َ
فّل ي تعاىل فيه فَيب ِّذر ويس ِرف ويتجاوز ال َقصد واالعتِدال ،وال ي َق ِّّت فَيشح وي بخل وميُْ ِسك ،قال تع اىل ِ
مادح اً ُ َ ُ ا َْ َ ْ َ َ َُ ُ ْ ََ
املنهج:ﭐﱡﭐ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﱠﭐ[الفرقان: الذين يَ ْسلكو َن هذا َ
. ]67
األسئلَة:
73
س :1يق ول تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱠ ﱡ ﱢ ﱠ [إب راهيم ]7 :م ا عّلقَة ه ذه اآلي ة بنَم اء امل ال
ونُقصانِه ؟
صور اإلنفاق الو ِاجبَة. ِ
ص َور ،اذ ُكر بعضاً من َ عدة ُ اإلنفاق املشرو له َّ
ُ س :2
ضح ذلك. لمْن ِفق ولِلمال)َ .و ِّ ِ
س( :3اإلنفاق املشرو ُ ْهَرة ل ُ
سِ :4من آداب اإلنْفاقَ :ع َدم ال َم ان ،كيف يُطَبِّق املسلِم ذلك َع َملِيااً ؟
كل ما يلي: سِّ :5بني ما هو َمشرو ٌ وما هو غري َمشروٍ مع التَّ ْعليل يف ِّ
أ -رجل اشّتى ِ
ألوالده َمّلبِ َ َشْت ِويَّة. َُ َ
ويرمي بقيَّة األكل. ينفق على أسرتِه ما ي ِزيد على أكلِ ِهم ِضع َفنيِ ، ب -رجل ِ
ْ َ َُ
خصص ِمن راتِبه ( ) 2%لِليَتامى. رجل َّ جُ -
ساعة ب ( )10.0000لاير. اخلاص َ ا اشّتى ِمن مالِه
رجل َُ د-
احدة ب ( )5000لاير. ه -فُستان سهرة ي ْلب لِمَّرة و ِ
َ ْ َُ َ
ِ
اإلنفاق. أمسك عن ينفق أمام أصدقائِه على ال ُفقراء ،وإذا خّل لِ ِ و -رجل ِ
وحده َ َ ْ َ ُ
74
المسجد وآدابُهُ
َ
المسجد: َمكانَةُ َ
وج ُزها يف النِّقاط التاالِيَة: لِلمس ِجد يف حياةِ األَُّمة مكانَة عالِيةٌ ،لعلَّنا نُ ِ
َ َ َْ
-1املس اجد بُي وت اهللِ تع اىل ،ق ال ((:م ا اجتَ َم ع قَ ْوٌم يف بَْي ت ِم ن بُي وت اهلل )) ،وق ال
()120 ِ
[اجلن ،]18 :وقال العُلَماء :وهذه اإلضافَة إضافَة تَ ْش ِريف. تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ ا
اج ُدها ،وأب غَ ض ال بِ ِ
ّلد ّلد إىل اهللِ مس ِاألرض ،قال ((:أَح ب ال بِ ِ ِ أفضل البِقا يف ِ
ْ َ َ ا -2املساجد َ
إىل اهللِ أَ ْسواقُها ))(.)121
الركن الثااِن ِمن أركان اإلسّلم. الصّلةِ املساجد مو ِضع أَ ِ
ِ
املفروضة اليت هي ُّ َ داء َّ َْ -3
املساجد مو ِض ع الجتِم ا املس لِ ِمني وتَع ارفِ ِهم وتَآلُِف ِهم ،وفيه ا تُق ام دروس العِْل م ِ
وحلَ ق ال ُق رآن ِ -4
ُ َ ُ َْ
ال َك ِرمي.
يب ب َادر بِبِن اء َم ْس ِج ِده َّأول م ا -5وما ا يَ ُد ال عل ى ِعظَ ِم َمكانَ ِة املس ِجد وأهِّيَّتِ ه أَيْض اً َّ
أن النَّ َّ
السّلم.
الصّلة و َّ األعمال اليت قام هبا عليه َِّ املدينَة ،وكان ذلك ِمن أََّول هاجر إىل ِ
َ
مارته:
فَضل ع َ
المسجد نَوعان: مارة َ
ع َ
ِ ِ ِ ِ ِ
أ -العم َارة املاديَّة ،وامل راد بِن ُاؤه ،وفي ه فض ٌل عظ يم ،يق ول َ ((:م ن بَىن َم ْس جداً يَْبتَغ ي بِه َو ْج هَ
اهللِ بَ َىن اهللُ له ِمثْ لَه يف اجلنَّة ))(.)122
خول اجلنَّة لِ َم ن بَ َىن هللِ َم ْس ِجداً ،خملِص اً يف ذل ك؛ َّ
ألن بِن اءَ اهللِ ل ه بَْيت اً يف اجلنَّة ويف احلديث بِشارة بِ ُد ِ
َ
وسكناه فيه. ِ
يَ ْقتَضي نُزولَه ُ
وورَد يف ِ ِ ِّ مارة املعنَ ِويَّة ،واملرادَّ : ِ
الصّلة فيه ،والذ ْكر ،وقراءَة القرآن ،وحنو ذلك من الطااع اتَ ، ب -الع َ
اح أَ َع اد اهللُ ل ه يف اجلنَّ ِة ِ ِ
وص َكث َرية ،منه ا قول ه َ ((:م ن َغ دا إىل املس جد أو ر َ ض ِل ذلك نُص ٌ فَ ْ
نُُزالً كما َغدا أو َراح ))(.)123
ض ل االجتِم ا عل ى ت ّلوة الق رآن ( ،)2074/4رق م ) رواه مس لم ،كت اب ال ِّذكر وال ُّدعاء والتَّوب ة واالس تغفار ،ب اب :فَ ْ
120
(.)2699
الص بح وفَض ل املس ِ
اجد ( ،)464/1رق م )121رواه مسلم ،كتاب املساجد ومو ِ
ْ ص اّله بع د ُّ ْ
ضل اجللوس يف ُم َ الصّلة ،باب :فَ ْ
اضع َّ َ
(.)67
الصّلة ،بابَ :من بىن َم ْس ِجداً (الفتح ،)544/1رقم (.)450 )122رواه البخاري ،كتاب َّ
75
اىل:ﭐﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ويم ع َه ذين النَّ ْو َع ْني قولُ ه تع
َ
ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ [التَّوبة.]18 : ﲙﲛ
ﲓﲔﲕﲖﲗﲘ ﲚ
المسجد: بعض األحكام واآلداب المتَ َعل َقة ب َ
ص لِّي ،وف تح ب اب ِ -1إحس ان بِنائِه ا ،وت رك َز ْخرفَتِه ا؛ َّ
لم َ
ألن َز ْخَرفَتَه ا أم ٌر ُحم َدث ،وفي ه إش غال ل ُ
املفاخرة ،ع ن اب ن عب اس رض ي اهلل عنهم ا ق ال :ق ال رس ول اهلل ((:م ا أ ُِم ْرت ِ
لمباهاة هبا و َ لُ
ِ ِ ِ
بتَ ْشييد املساجد )) .قال ابن عباس :لَتُ َز ْخ ِرفنَّها كما َز َخَرفَت اليهود والنَّ َ
صارى (.)124
اس ِمن املطَ ِر ،وإيااك أن ِ ِ ِِ ِ
قال اإلمام البخاري رةه اهلل تعاىل :وأََمر عُ َمر ببناء املساجد ،وقال ":أك َّن النا َ
باه ْون هبا مث ال يَ ْع ُمرواا اإال قَلِيّلً "(.)125اس " ،وقال أن ":يتَ َ ت النا َ
ِ
ص ِّفر فَتَ ْف َ
ُحتَ ِّمر أو تُ َ
ألن ذل ك َو ِس يلَةً إىل ِّ
الش رك اجد؛ َّ ض ع القب وِر يف املس ِ -2ي رم بن اء املس ِ
اجد عل ى القب ور ،أو َو ْ ُ
دون اهللِ تعاىل.
وعبادِتا ِمن ِ ِ
بِتَعظيِم ال ُقبور َ
ساجد ))(.)126 قال ((:لَعن اهلل اليهود والنَّصارى َّاُتذوا قُبور أَنبِيائِ ِهم م ِ
َ َ َ ََ ُ َ
َّ يب قَ ْب َل َم ْوتِه بم ٍ وه و يق ول: ِ ويف حديث جندب بن عبد اهلل ِ
((...وإن البجل ي أنَّه س ع النَّ ََّ
إِن
اجد ،ف ِّ اجد ،أال ف ّل تتَّ ِخ ذوا القب ور مس ِ من كان ق بلكم ك انوا يتَّخ ذوا قب ور أنبِي ائِ ِهم وص احليهم مس ِ
َ َ َ َ َ
()127
اجلنازة.
صّلة َ املقبة ،اإال َ
الصّلة يف َ أاا ُكم عن ذلك )) ،وال جتوز أيضاً َّ
اق يف
ض ع األَذَى في ه ،وق د ق ال ((:البُص ُ ِ ِ ِ ِ
وو ْ -3جت ب العنايَة بتَنظْي ف املس جد ،وي رم تَق ذيُرهَ ،
املس ِجد خ ِطيئَ ة ،وك افارِت ا دفْ نُه ا ))( ،)128وحي ث ال ِ
ميك ن ال َّدفْن فَال َك اف َارة إزالَة ذل ك ال َق َذر، َ َ
املسجد (.)129صاق ِمن ِجدا ِر ِ يب البُ َ ك النَّ ا كما َح ا
الدرجات ( ،)463/1رقم (.)669 الصّلة تحى به اخلطايا وتُ ْرفَع به َّ )123رواه مسلم ،كتاب املساجد ،باب :املشي إىل َّ
اجد رق م ( ،)448وق ول اب ن عب اس ق د علَّق ه البخ اري جمزوم اً ب ه قب ل رق م الصّلة ،ب اب :يف بن اء املس ِ
)124رواه أبو داود ،كتاب َّ
(.)446
املسجد (الفتح .)539/1 الصّلة ،باب :بنيان ِ )125علَّقهما البخاري هكذا باجلزم :كتاب َّ
ُ
اجد عل ى القب ور (الف تح ،)200/3رق م ( )1330ومس لم، )126رواه البخ اري ،كت اب اجلن ائز ،ب اب :م ا يك ره ِم ن ِّاُت اذ املس ِ
ُ َ
املساجد على القبور ( ،)376/1رقم (.)530 كتاب املساجد ،باب :النَّهي عن بِناء ِ
السابِق ،رقم ( ،)532واألحاديث يف الباب متواترة .انظر :نَظْم املتَناثِر (ص .)71 ) رواه مسلم ،املوضع ا
127
الصّلة ،باب :ك اف َارة البُزاق يف املسجد( ،الفتح ،)511/1رقم (.)415 )128رواه البخاري ،كتاب َّ
ك البُزاق ِمن املسجد (الفتح ،)507/1رقم (.)405 الصّلة ،بابَ :ح ا
)129رواه البخاري ،كتاب َّ
76
دوء و ُ َمأنِينَ ة ،ف ّل يش تَ اد يف املش ي ،وال يُ َه رِول ،فق د ق ال ((:إذا -4املش ي إىل املس ِجد هب ٍ
()130
ص لاوا ،وم ا ف اتَ ُكم ف أتوا )) ،وص ّلةُ بالس كينَة ،فم ا أدرك تُم فَ َ الص ّل َة فَ َعل ي ُكم َّ أَتَ ْي تُم َّ
صّلِتا يف بَْيتِها ،وال ِ ِ
ضل يف َح ِّقها َ الرجال ،اأما املرأة فاألَفْ َ كل ِّ اجلماعة يف املسجد واجبَة على ا َ
الصّلة يف ِ
املسجد. تُْنَع ِمن َّ
ت -5أن يُ َق ِّدم رجلَه اليمىن يف ال ُّدخول ،واليُس رى يف اخل روج ،ق ال أن ِ :م ن ُّ
الس نَّة إذا َد َخ ْل َ
املسجد أن تبدأ بِ ِر ْجلِك اليمىن ،وإذا َخَر ْجت أن تَ ْب َدأ بِ ِر ْجلِك اليُسرى (.)131 ِ
يب بقول ه ((:إذا َد َخ ل أح د ُكم املس ِجد، ويق ول عن د ال ُّدخول واخل روج م ا َوَرد ،ومن ه م ا أم ر ب ه النَّ ا
ضلِك )) (.)132 إِن أَ ْسأَلُك ِمن فَ ْ هم ِّ ِ
اب َر ْةَتك ،وإذا َخَرج فَ ْليَ ُقل :اللَّ ا هم افتَ ْح ل أبو َ فليقل :اللَّ ا
يب ث النَّ ا ف األَاول ،فق د ح ا الص ا
الص ّلة يف َّ بكري يف ال َّذهاب إىل املس ِجد ،واحل رص عل ى َّ -6التَّ ِ
ف األَاول مثَّ مل ِي دوا اإال أن يَ ْس تَ ِه ُموا عل ى ذل ك فق ال ((:ل و ي علَ م النا اس م ا يف النِّ ِ
الص ا
داء و َّ ُ َْ
علي ه ال ْس تَ َهموا عل ى ذل ك ،ول و يَ ْعلم ون م ا يف التَّ ْه ِج ري :الس تَبَقوا إلي ه ))( ،)133والتَّ ْه ِج ري:
التَّ ِ
بكري.
ف األََّول اإال لِعُ ْذر ،ق ال ش يخ اإلس ّلم اب ن تيمي ة رة ه وال ينبغ ي لِ َم ن ج اء ُمبَ ِّك راً أن يَتَ أَ َّخر ع ن َّ
الص ا
الش ِر َيعة ))(.)134 ف َّ ف يف َغ ِري األََّول ،فقد خالَ َ ص ا اهلل تعاىل ((:فَ َمن جاءَ أَاول النا ِ
اس َو َ
وهو بِتَ أَ ُّخ ِره ي ِرم نَ ْف َس ه ِم ن َخ ٍري َع ِظ ي ٍم ،وق د ق ال ((:تَ َق َّدموا ف ائْ تَ ُّموا يب ،ولْيَ أْ َتَّ بِ ُك م َم ن بَ ْع َد ُكم،
وال يَزال قَ ْوٌم يَتَأَ َّخرون ح يُ َ ِّخَرُهم اهلل ))(.)135
وحص ول اس تِغفار ِ بك ري فَوائِ د ،منه ا :إدراك َّ ِ ويف التَّ ِ
الص ّلة م ن َّأوهل ا ،وأداء الناافلَ ة ،وق راءة الق رآنُ ،
ف األََّول ،وغري ذلك. الص االصّلةَ ،وإدراك َّ صّلةٍ ما انتَظََر َّ ِ
املّلئ َكة له ،وأنَّه ال يزال يف َ
مث ىن مث ىن ( ،)49/3رق م ( ،)1166ورواه مس لم ،كت اب اجلمع ة، هج د ،ب اب :م ا ج اء يف التَّط او
) رواه البخ اري ،يف التَّ ا
137
79
وحقوقُهُ
الجار ُ
ُ
مام اإلسالم به:
الجار واهت ُ
ُ
الع َم ل ،وحن و ذل ك، اجل ار يف األص ل :ه و اجمل ا ِور يف ال ادار ،وق د يطلَ ق عل ى الص ِ
الس َفر ،أو َ
احب يف َّ ا ُ
وم ْع ِرفَة ألحوالِه. ِ ب النا ِ ِ
اس التصاقاً باإلنسان َ
وهو ِمن أقر ِ
َ
ﲌﲎ
ﲍ وعظَّم َ
ح َّقه ،قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ باجلار َ َ الشر
ولقد اهتَ َّم َّ
ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛ
الس َفر وحنوه( ،انظر :تفسري ابن كثري ،والقر يب). َّ
) رواه البخ اري ،كت اب األدب ،ب اب :الوص اة باجل ار (الف تح ،)441/10رق م ( ،)4015 ،6014ومس لم ،كت اب ال ِب، 142
ص اح احلديث " .اه . الصواب إن مل ي ِ الع ْرف ،قلت :وهو َّ
َ رجع فيه إىل ُ الع ْرف " .اه .وقال يف اإلنصاف ( ،)224/7وقيل ::يُ َ ُ
80
َمراتب الجيران:
الب واإلك رام ِم ن األبع د ،ودلي ل ذل ك أن األقرب أوىل ب ِّ ِ
حبسب قُرهبم وبُع دهم ،ف َ ُتتَلف َمراتب اجلريان َ
إن ل ج َارتَ ْني ،ف إىل أيِّ ِهم ا أُ ْه ِدي ؟ ق ال ((:إىل أَقْ َرِهبِم ا
يب فقال تَّ : عائشة رضي اهلل عنها س ألت النَّ َّ
ِ
ِمنك باباً ))(.)144
وُتتلف مراتِبهم أيضاً باختِّلف أنو ِ
اع ِهم: َ ُ
-1فنَو له ثّلثة ُحقوق ،وهو اجلار املسلِم ال َق ِريب ،فله َح اق اجلِوار واإلسّلم وال َقرابَة.
وحق اإلسّلم. ِ
حق اجلوار ،ا -2ونَو ٌ له َح اقان ،وهو اجلار املسلم ،له ا
حق اجلِوا ِر فق ط ،وك ان اب ن عم ر رض ي اهلل عنهم ا ِ ِ
-3ونو ٌ له َحق واحد ،وهو اجلار الكافر ،فله ا
ِ
ي.صنَع أَ ْهلُه َعاماً قال :هل أَ ْه َديْتُم إىل جا ِرنا اليهود ا
إذا َ
أهمية اختيار الجار:
الص احل ال ذي يُ َ ِّدي ل ه ُحقوقَه وال يُ ْ ِذي ه ،وي َفظ ه ويُعا ِون ه ،والنا اس ِ
واملس لم ي ِرص عل ى اختي ار اجل ار ا
ص ِحيح ،وماا يَ ْش َهد ل ه يف الق رآن الك رمي قول ه تع اىل ع ن ام رأة معىن َ
يقولون (:اجلار قبل ال ادار ) ،وهذا ً
فِْر َعون:ﭐﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ [التَّحرمي.]11 :
اجلار قبل ال ادار ،وقد َوَرد شيءٌ ِمن ذلك اختارت َ قال احلاف ابن كثري رةه اهلل تعاىل :قالت العلماءَ :
يف حديث َمرفو .اه (.)145
أن اجل ار ي ثِّر يف ج ا ِره و ِ
أوالده بِ َس بَب املخالَطَة ،ف إن ك ان ص احلاً أَِمنَ ه عل ى ِ
وتتَّضح أهِّيَّة ذلك مبع ِرفَة َّ َ ُ َ
الص احل ي َف م ا ق د يَطَّلِ ع علي ه ِم ن ِ ِ ِ ِ ِ
أَ ْهله وبَْيته ،وإن كان فاسداً فإنَّه ال يَأْ َمنُه على أهله وبَْيت ه ،واجل ار ا
الص احل يُعِ ني ج َاره عل ى فِ ْع ل اخل ِري ِ ِ
اخلاص ة ،والفاس د ق د يُش يع ذل ك ويُظْ ِه ره ،و ا أس را ِر ج ا ِره ،وأحوالِه َّ
ناصحه ،و ِ
الفاسد قد يُثَبِّطُه ويُ ْغ ِويه. ِ
ويُ ُ
من ُحقوق الجار على جاره:
-1تَ رك أَذيته:
احش ،و َغْيبَتِ ه ،وغ ري ذل ك ،أم كان ت وس واء أكان ت األَ ِذيَّة بِال َقوِل :كس بِّه ،وال تَّ َكلُّم علي ه ب ال َكّلم الف ِ
َ ْ
بالسيا َارة ،أو بّتك األوالد يُ ْف ِسدون شيئاً ِمن بَْيتِه ،أو َس يا َارتِه، ِ ِ
الو َسخ أمام منزله ،أو ُمضايَ َقتِه َّ بالفعل ،كإلقاء َ
حق اجلِوار يف قرب األبواب (الفتح ،)447/10رقم (.)6020 ) رواه البخاري يف األدب ،باب :ا
144
)145تفس ري اب ن كث ري عن د ه ذه اآلي ة ،وحن وه يف تفس ري اآللوس ي( :روح املع اِن) ،واحل ديث ال ذي أش ار إلي ه اب ن كث ري ((اجل ار قب ل
الصغري ،حرف اجليم).صح( .وانظر :اجلامع َّ الدار)) :رواه اخلطيب البغدادي يف اجلامع ألخّلق الراوي ،وال ي ِ
َ
81
ول اهلل ؟ ق ال: أو غ ري ذل ك ،ق ال ((:واهللِ ال يُ ْ ِمن ،واهلل ال يُ ْ ِمن ،واهلل ال يُ ْ ِمن )) قي لَ :م ن ي ا رس َ
جاره بَوائَِقه))(.)146
((الذي ال يَأْ َم ُن ُ
وقال ((:ال يَ ْد ُخل اجلنَّةَ َم ن ال يَأْ َم ُن ج ُاره بَوائَِق ه ))( ،)147وق الَ ((:م ن ك ان يُ ِمن ب اهللِ والي وم اآلخ ر
جاره ))(.)148 ِ
فّل يُ ْ ذ َ
ع ن عب د اهلل ب ن مس عود ق ال :س ألت النَّ يب :أي ال َّذنْب عن د اهللِ أك ب ؟ ق ال ((:أن جتع ل هللِ
ََ َ َّ
أي ؟ ق ال: ِ
أي ؟ ق ال ((:أن تَ ْقتُ َل َولَ َدك َخ ْش يَةَ أن يَطْ َع َم َم َع ك )) قل ت :مث ا ن اداً وهو َخلَ َقك )) ،قلت :مث ا
((أن تُزاِن حبلِيلَ ِة جا ِرك))(.)149
حاص ٌل ِم ن الطََّرفَ ْني ،وامل راد أنَّه يُ ْف ِس د َزْو َج ةَ ج ا ِره ويَ ْس تَ ِميلُها
أن الزن ا ِ ِ ِ
فاعلَة ،فَتُفي د َّ ا
(وتُزاِن) :صيغَة ُم َ
جمرِد ِّ
الزنا بِغَ ِْري ِرضاها. إىل فِع ِل ِ
الفاح َشة بِ ِرضاها ،وهو أَ َش اد ِمن َّ ْ
الر ُج ل بِ َع ْش ِر نِ ْس َوةٍ أَيْ َس ر علي ه ِم ن
يب ق ال ((:ألن يَ ْزِن َّ َّ
ويف احل ديث املق داد ب ن األس ود أن النَّ ا
أن يَ ْزِن بامرأَةِ جا ِره ))(.)150
ب تَعظيم ذلك على غيره: وسبَ ُ
اجلار مأمو ٌن على جا ِره ،فخا َن هذه األمانَة. أن َ َّ (أ)
ِ
بّلف غريه. عد ِمه
ووقْت ُوجوده ِمن َ ِ ِ أن َ ِ (ب) َّ
اجلار عارف بأحوال جارهَ ،
داخلَتِه له. ِ
وم َ(ج) ُسهولَة ُوصول أذاه جلا ِرهِ؛ ل ُق ْربِه منهُ ،
ك فيه أَ َح ٌد ،أو يَ ْشعُُر به.(د) أنَّه ال يَ ُش ا
إكرامه واإلحسان إلي ه :ق ال َ ((:م ن ك ان يُ ِمن ب اهلل والي وم اآلخ ر فَ ْليُ ْك ِرم ج َاره ))(،)151 ُ -2
يتض َّمن أنواعاً كثِ َرية ،منها:
وهذا حق عام َ
)151رواه البخاري ،كتاب األدب ،بابَ :من كان يُ ِمن باهلل واآلخر فّل يُ ِذ جاره (الف تح )445/10رق م ( ،)6019ومس لم،
كتاب اإلميان ،باب :اجلار ( ،)68/1رقم (.)47
الصلة ،باب :الوصية باجلار ( ،)2025/4رقم (.)2625 ِ
الب و ِّ
) رواه مسلم ،كتاب ا
152
ِ ِ
جارِتا ح ( .)6017والف ْر َسن :بِ َك ْسر الفاءُ :كرا ا
الشاة. جارة َ
) رواه البخاري ،كتاب األدب ،باب :ال حتقَر ان َ
153
)154رواه البخ اري ،يف األدب املف رد ،رق م ( ،)2112واحل اكم يف املس تَ ْدرك ( ،)67/4ووافق ه ال َّذهيب ،وق ال اهليثم ي يف جمم ع
ِ ِ
الزوائد ( ":)167/8رواه الطَّباِن ،وأبو يعلي ،ورجالُه ثقات " ،وذكر نصوصاً أخرى باملعىن ،فراج ْعه ل ِّلز َ
يادة. َّ
يادة ر ِاجع :شروح األحاديث املذكورة من فتح الباري ،وأيضاً جامع العلوم واحلكم حديث (.)15 للز َ
ِّ )155
83
التحيةُ وآدابُها
التحيةُ:
الدعاء باحلياةِ ،فيُقال :حيااك اهللُ ،أي :أَبْ َ
قاك ،مث تُ ُو ِّس َع وم ْعناه يف اللُّغَةُّ :ص َدر َحياهُ ،ييِّيهَ ،
ِ
التَّحيَّةَ :م ْ
ّلق التَّ ِحيَّ ِة عل ى ك ال م ا ه و يف َم ْعناه ا ِم ن ال ُّدعاء ال ذي يُق ال عن د االلتِق ِاء وحن ِوه ،والتَّ ِحيَّ ة أَ َع ام ِم ن
يف إ ِ
فالسّلم نو ٌ ِمن أنوا ِ التَّ ِحيَّة.
السّلمَّ ، َّ
تَحية اإلسالم:
اب ،وجعله ا ح اق اً ِم ن حق وق ِ
قَد شر اهللُ ورس ولُه لن ا حتيَّة تيِّزن ا ع ن غ ِرين ا ،ورتَّب عل ى فعله ا الثَّو َ
َ َ َ َ َْ َ َ املس لِم عل ى أخي هَّ ،
فتحول ت ه ذه التَّحيَّ ة ِم ن ع ادةٍ ِم ن الع ادات اجمل َّردةِ إىل عم ٍل ي ْفعلُ ه العب ُد تَ َقُّرب اً إىل اهللِ
يمة بِعِبارات أُخرى ال تُ َ ِّدي ما تُ َ ِّديه صح أن تُب َّدل هذه التَّ ِحيَّة ِ ِ ِ ِ
العظ ََ ألم ِر َرسوله ،فّل يَ ا َ تعاىل ،واستجابَةً ْ
ص باح اخل ري ،أو َمس اء اخل ري أو َم ْر َحب اً ،أو غ ري ذل ك ،ما ا ق د يَ ْس تَ ْع ِمله ،مث لَ :
()156
حتيَّ ة اإلس ّلم املبارك ة
إعراضاً (.)157 بعض النا ِ
اس َج ْهّلً أو ْ
السّلم علي ُكم )(.)158 ّلم عليكم َور ْةَة اهللِ وبركاته) هذا أَ ْك َملُها ،وأَقَلاهاَّ (: الس ُ
وحتيَّة اإلسّلم هيَّ (:
وخصائصه: من فَضائل السالم َ
ِ
فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص رض ي اهلل عنهم ا أ ان َر ُج ّلً س أل -1أنَّه من َخ ِري أُموِر اإلسّلمَ ،
وم ن ت َ ّلم عل ى َم ن َعَرفْ َ اإلسّلم خ ريٌ ؟ ق ال ((:تُطْعِ م الطَّع َام ،وتَ ْق َرأُ َّ
الس َ
ِ أي
رسول اهلل :ا َ
مل تَ ْع ِرف ))(.)159
ول اجلنَّة ،ق ال ((:ال املودة واحملبَّة بني املسلمني ،وال يت ه ي ِم ن أس باب دخ ِ -2أنَّه ِمن أسباب َّ
تدخلون اجلنَّةَ ح ت ِمنوا ،وال تُ ِمنوا ح َّ حتابوا ،أو ال أَدلُّكم على ش ٍ
يء إذا فَ َع ْلتُم وه حت ابَْبتُم َ ُ ْ
؟ أَفْشوا َّ
السّلم بينَكم ))(.)160
كل جلَ ٍة من ه بِ َع ْش ر َح َس نات ،وه و ث ّلث ُجَل ،فَلِ َم ن ج اء ب ه ك ِامّلً ثّلث ون َح َس نَة ،ع ن -3أ ان َّ
الس ّلم عل يكم ،ف َرَّد يب فق الَّ : ِ
ص ني رض ي اهلل عنهم ا ق ال :ج اء رج ٌل إىل النَّ ِّ عم ران ب ن ُح َ
رعيَّة (.)360/1الش ِ
)158انظر :اآلداب َّ
السّلم ِمن اإلسّلم (الفتح ،)82/1رقم ( ،)28ومسلم ،يف اإلميان ،باب :بيان ) رواه البخاري ،كتاب اإلميان ،باب :إفْشاء َّ
159
الس ّلم ( )379/5رق م ( ،)5195والّتم ذي يف االس تئذان ،ب اب :م ا ذُكِ ر يف
) رواد أب و داود ،كت اب األدب ،ب اب :كي ف َّ
161
السّلم ِمن اإلسّلم (الفتح )82/1قبل حديث (.)28 ) ذكره البخاري معلَّقاً بصيغة اجلزم ،كتاب اإلميان ،باب :إفشاء َّ
165
الصلوات كلاها( .الفتح ،)237/2رقم (.)757 )170رواه البخاري يف األذان ،بابُ :وجوب القراءة لإلمام واملأموم يف َّ
ص نَّفه :كت اب األدب ،والبخ اري يف األدب املف رد رق م ( )1011حن وه، الس ان رق م ( ،)245واب ن أيب ش يبة يف ُم َ ) رواه اب ن ُّ
171
إسناده.
وح َّسنا َ الزوائد ( )34/8للطَّباِن يف األوسطَ ، الّتغيب والّتهيب ( ،)268/3واهليثمي يف جممع َّ وعزاه املنذري يف َّ
الذ َّمة البن القيم (.)191/1 رعيَّة ( ،)387/1وأحكام أهل ِّ الش ِ
)172لّلستزادة انظر :فتح الباري ( ،)39/11واآلداب َّ
وهم
اضطر ُ
بالسّلم ( ،)1707/4رقم ( ،)2167ومعىن (:ا السّلم ،باب :النَّهي عن ابتِداء أهل الكتاب َّ ) رواه مسلم ،كتاب َّ
173
ضيِّقوا علي ِهم؛ َّ ِ ِ ضيَ ِقه) :ال تَتَ نَ َّحوا هلم عن الطَّ ِر ِيق َّ
الضيِّق إ ْكراماً هلم و ِ
ألن هذا أَذى احّتاماً ،ولي املعىن :إذا لَقيتُموهم يف َ ِر ٍيق واسع فَ َ إىل أَ ْ
ب " .خمتصراً ِمن فتح الباري (.)40/11 ذاهم بغ ِري َسبَ ٍ ِ
هلم ،وقد ُاينا عن أَ ُ
)174رواه البخ اري كت اب االس تِئذان ،ب اب :التَّس ليم يف جمل في ه أَخ ّلط م ن املس لمني واملش ركني (الف تح ،)38/11رق م
وصبه على أذى املنافقني ( ،)1422/3رقم (.)1798 يب َ ( ،)6254ومسلم ،كتاب اجلهاد ،باب :دعاء النَّ ا
الذ ام ة (الف تح ،)42/11رق م ( ،)6257وه و أيض اً يف البخ ا ِري )175رواه مسلم ،كتاب االستِئذان ،باب :كيف الرد على أهل ِّ
الذ َّمة (الفتح ،)42/11رقم (.)6257 أهل ِّالراد على ِ الس ال ،كتاب االستِئذان ،باب :كيف َّ حنوه دون ِذ ْكر ُّ
)176ه ذا ال ذي علي ه اجلمه ور( ،انظ ر :تفس ري اب ن كث ري والق ر يب ،آي ة ِ 86م ن س ورة النِّس اء ،واآلداب َّ
الش رعيَّة الب ن مفل ح
الذ َّمة (.)199/1 تفصيل يف املسألة ،انظر :أحكام أهل ِّ ( ،)389/1ولإلمام ابن القيِّم ِ
87
كم ن َم ار بِنِس ٍاء ال يَ ْع ِرفُ ُه ان يف الطَِّري ق ،و اأم ا املص افَ َحة لِلنِّس اء األجانِب ف ّل جت وز ُمطْلَق اً، ِ
فس لَّم عل يه ان َ
ومن أَ ِدلَّة ذلك:
ِ
-1قوله ((:ال أُصافِح النِّساء ))(.)177
رسول اهللِ يَ َد امرأةٍ ،اإال امرأَة ميَْلِ ُكها ))(.)178
-2قول عائشة رضي اهلل عنها ((:ما م َّست ي ُد ِ
َ َ
يد َخْي ٌر له ِمن أن يَ َم َّ ام رأًَة ال ِحت ال له أس أَح ِد ُكم بِ ِمخي ٍط ِمن ح ِد ٍ
َ َْ -3قوله ((:ألن يُطْ َعن يف ر ِ َ
)) (.)179
األسئلَة:
السّلم ؟ س :1ما املراد بالتَّحيَّة ؟ وما العّلقَة بينها وبني َّ
الدلِيل.
إتامه ؟ مع ِذك ِر َّضيلَة ِ السّلم وأكمله ؟ وما فَ ِ
َ س :2ما أقَ ال َّ
فصيل ُم ْستَ ِداالً على ما تقول.
ضح ذلك بالتَّ ِ س :3ما ِص َفة َراد َّ
السّلم ؟ َو ِّ
وس ْهّلً)؟ مع التَّعلِيل لِما تقول. ِ فاء يف راد َّ ِ س :4ما حكم االكتِ ِ
(م ْرحباً)( ،أهّلً َ
السّلم ب َق ْول القائلَ : َ ُ ُ
)185رواه البخاري يف صحيحه (الفتح ،)35/11كتاب االستِْئذان ،بابَ :من قالَ :من ذا ؟ فقال :أنا ،رقم ( ،)6250ومسلم
أذن :أنا ،رقم (.)2155 يف صحيحه ( ،)1697/3كتاب األدب ،بابَ :كراهة قَوِل املست ِ
َ َ ْ
91
األسئلَة:
لكل نوٍ ؟ ِ ِ
الزيارة ؟ مع التَّوضيح والتَّمثيل ا س :1ما أنوا ِّ
احد منها.الزيارة ،مستَ ْش ِهداً على و ِ ِ
س :2اذ ُكر ثّلثاً من آداب ِّ ُ
اح ٍد منها.
ذان ،مستَ ْش ِهداً على و ِ
ُْ
س :3اذ ُكر ثَّلثاً ِمن آداب االستِْئ ِ
س :4قل يف هذا الزمان زيارة األقارب بعضهم لبعض ،ما الوسائل اليت تقّتحها لتقوية صلة الرحم؟
92
الضيافَة وآدابُها
وحك ُمها:َمكانَتُها ُ
ث عليه ا اإلس ّلم ،ودع ا إليه ا ،ق ال َ ((:م ن ك ان يُ ِمن ب اهلل الض يافَة ِم ن َمك ا ِرم األخ ّلق ال يت ح َّ ِّ
ضْي َفه ))(.)186 واليوم اآلخر فَ ْليُ ْك ِرم َ
الض ْيف وق ال أيض اً لعب د اهلل ب ن عم رو رض ي اهلل عنهم ا ((:وإن لِ َزْوِرَك علي ك َح اق اً ))( ،)187يع نَّ :
وم ْقدار الو ِاجب يف هذه الضيافَة لِمسلِم مسافِر نَزَل على م ِقيمِ ،
ُ َ
ِ
ورك ،واألصل فيها أاا ُسنَّة ،وجتب ِّ ُ ُ الذي يَ ُز ُ
الضْيف.
ص َدقَة على َّب إىل ثَّلثَة أَياام ،مثَّ ما ز َاد فهو َاحلالَة يوم وليلة ،وما زاد فَ ُم ْستَ َح ا
ودلِيل ذلك حديث أيب شريح الكع يب ع ن النَّيب أنَّه ق ال ((:م ن ك ان ي ْ ِمن ب اهللِ والي وم ِ
اآلخ ر ُ َ ا َ
ص َدقَة ،وال ِي ال ل ه أن يَثْ ِوي عن ده
الضيافَة ثَّلثَة أَياام ،فما بعد ذلك فه و َ ضْي َفه جائَِزتَه ،يوم وليلة ،و ِّ فَ ْليُ ْكرم َ
ح َّ ْي ِر َجه )) ،ويف لف ُمسلِم ((:ح يُ َِّمثه )) ،قالوا :وكيف يُ َِّمثه ؟ قال ((:يُِقيم َ
عنده وال شيءَ له يُ ْق ِريه
به ))(.)188
من أحكام وآداب الضيافَة:
بالمضيف: أوالً :ما يتعلق ُ
الض يافَة ،وال ب أس ب التَّ َكلُّف ال ذي ال َُي ِرج إىل َح اد اإلس راف ،ويك ون -1البُ ْعد عن اإلسراف يف ِّ
الس ّلم :ﱡﭐ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ ص ة إب راهيم علي ه َّ احلاج ة ،وق د ق ال تع اىل يف قِ َّ
ب َق ْدر َ
ِ
[ال اذاريات.]26 :
ض ه ،وه ذا ِم ن ت ام َكَرِم ه ،مث إنَّه كام ل ،ومل ي أت بِب ع ِ
َْ
قال ابن الق يِّم رة ه اهلل تع اىل ((:ج اء بِعِج ل ِ
ْ
ومثْ لُ ه يُتَّ َخ ذ لّلقْتِن ِاء و َّ
الّتبِيَ ة ،ف آثَر بِ ه أن ذل ك ِم ن أَفْخ ِر أَم واهلمِ ،
َ ْ
ِ
ج اء بِ ه َسين اً ال َه ِزيّلً ،ومعل ٌ
وم َّ
ِضيفانَه )) (.)189
الض يف ( ،)533/10رق م ( ،)6136وأيض اً رق م (،)6019( )6018 )186رواه البخ اري ،كت اب األدب ،ب اب :إك رام َّ
الضيف ( ،)68/1رقم ( ،)47و(.)48 احلث على إكرام اجلار و َّ
ومسلم ،كتاب اإلميان ،باب :ا
الضيف (الفتح ،)531-10رقم (.)6134 )187رواه البخاري ،كتاب األدب ،بابَ :ح اق َّ
الض يف (الف تح ،)531/10رق م ( ،)6135ومس لم كت اب اللُّ َقطَ ة ،ب ابِّ :
الض يافَة )188رواه البخ اري ،كت اب األدب ،ب ابَّ :
آخر األ عِ َمة ،وجامع العلوم الذبائح ،واملبد (ِ )211/9
الصيد و َّ ( ،)1352/3واللَّف له ،وينظر يف املسألة :املغن ( )352/13أو ِ
اخر َّ
واحلكم شرح حديث ( ،)15ونيل األو ار ( )36/9وغريها.
)189جّلء األفهام (ص )147بتصرف ِ
يسري. َ َا
93
الس روِر لِ َم ِجيئِ ه ،فَِف ي
عاره بِ ُّ ِ
شاش ة يف َو ْجه ه ،وإش ُ
ِ
اس تِقباله ،والبَ َ وح ْس ن ْ الض ْيفُ ، ب بِ َّ ِ َّ -2
الّتحي ُ
يب وأب و بك ر وعم ر رض ي اهلل عنهم ا ،أنَّ ه لَم ا نَظَ َر ِ ِ ِ
َح ديث األنص اري ال ذي قَ دم إلي ه النَّ ا
الش ِ ِ ()190
اعر: ،وقال ا ضيافاً م ِّن إلي ِهم قال :احلمد هلل ،ما أَ َح ٌد َ
اليوم أَ ْكَرم أَ ْ
قِراك وأرم ته إليك ال َمسالِك. إذا املرءُ واّف َمْنزالً ِمنك الِباً
بارك. م مو وي ، ّل ه َ
أ ا ب حر م ل قو ّل ِّ
ل ه ت م ه هِ ج و يف ا ف ُك ن ِ
باس
ٌ
َْ ُ َ ً ْ ً َْ َ ُ ً ََُ ْ َ ً َ
الش ِ
اعر: ()191 وقيل :البشاشة خي ر ِمن ِ
،ويف هذا يقول ا القرى َ َ ٌَْ
ك. فكيف مبن يأيت بِه وهو ِ املرء خي ر ِمن ِ بشاشةُ وج ِه ِ
ضاح ُ القَرى ٌَْ َ َ َْ
لض ْيف ،وال يُ َ ِّخره؛ الحتِم ِال َك ْونِ ه جائِع اً ،وال يُ ْش عِره ب ذلك أو ُ -3س ْرعة إحض ا ِر الطَّع ِام لِ َّ
ض يافِه الس ّلم م ع أَ ْص ة إب راهيم علي ه َّ احلاج ة ،ويف قِ َّاس تَ ْحيا ف َّاد َعى َع َدم َ
ِ
يَ ْستَش ريُه؛ ألنَّ ه رَّمب ا ْ
يقول اهلل تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ [ال اذاريات.]26 :
الضْيف ،فإنَّه رمبا يُثْنِيه عن تَ ْق ِدمي ما يُِريد. وخ ْفيَ ٍة ح ال يَ ْشعُر بِه َّ رعة ُ
الذهاب بِس ٍ
َُ الروغانَّ :
و َّ
صة ناولِ ه ،ويف قِ َّ
اب ،ويَ ْدعُوه إىل تَ ُ ض ْي َفه بِنَ ْف ِس ه ،وي َق ِّدم ل ه الطَّع َام و َّ
الش ر َ -4أن َي ُدم اإلنس ا ُن َ
الس ّلم م ع أض يافِه يق ول تع اىل:ﭐﱡﭐ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ [ال اذاريات: إب راهيم علي ه َّ
،]27ق ال اب ن الق يِّم رة ه اهلل تع اىل ((:ه و ال ذي َذ َه ب َوج اءَ ب ه بِنَ ْف ِس ه ،ومل يَْب َعث ه م ع
ِ
خاد ِمه ،وهذا أَبْلَغ يف إكرِام َّ
الضْيف ))(.)192
ثانياً :ما يتَ َعلق بالضيف:
-1اأال ي ِطي ل اإلقام ةَ ح َّ مي ل من ه ص ِ
الش ر ُم َّدة َ
اإلقام ة، احب ال ادار ،ويُ ْك َره بَق اءه ،وق د َح َّدد َّ ا ُ َ َ
الضيف بِع َدِم اإل الَِة ح َّ ال ُي ِرج ِ املضيف حبس ِن ِّ فإنَّه كما أََمَر
صاحبَه. الضيافَة أََمَر َّ ْ َ َ َ
الض يف ِ
قادم اً ِم ن َس َف ٍر ،فَ ُم َّدة ِض يافَتِه ثَّلثَة أَيا ٍام ،كم ا تق َّدم يف ح ديث أيب ُش َريح أ -ف إن ك ان َّ ْ
ال َك ْعِيب .
اء ِم ن الطَّع ام ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲙ الض يف ِم ن أَه ل الب لَ ِد ،فَم َّدة بقائِ ه إىل االنتِه ِ ب -وإن ك ان َّ
ُ َ ْ َ
ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ [األحزاب.]53 :
الرغبَ ِة يف ذلك.
ب ال ادا ِر ِص ْد َق َّ ف أن ي ب َقى أَ ْول م ما علِم ِمن ِ
صاح ِ لضْي ِ
َّ فإن لِ
ويف كلتا احلالتَ ْني َّ
َ َ َ ْ َ
)190رواه مسلم ،كتابة األشربة ،بابَ :جواز استِتباعه غريه إىل دار َمن يثِق بِ ِرضاه بذلك ( ،)1609/3رقم (.)2038
)191من غذاء األلباب (.)151 -150/2
السّلم ،وغذاء األلباب (.)149/2
صة إبراهيم عليه َّ )192جّلء األفهام (ص ،)146وذَ َكر فَوائِد أُخرى ِمن قِ َّ
94
عام ،وال يَ ْعتَ ِذر بِ ِشبَ ٍع أو غ ِريه. ِ ِ ِ ِِ
-2أن يُباد َر ل ُموافَ َقة ُمضيفه إذا قَ َّدم له الطَّ َ
الش كر واملكاف أة امل أمور هب ا ( ،)193وماا َوَرَد يف ذل ك ِم ن ال ُّدعاء ض يف ،وه ذا ِم ن ُّ -3ال ُّدعاء للم ِ
ُ
ِ
الص ائمو َن ،وأَ َك ل
يب لَ ام ا أك َل عن د س عد ب ن عب ادة ق ال ((:أَفْطَ ر عن د ُكم ا أ ان النَّ َّ
صلَّت علي ُكم املّلئِ َكة ))(.)194 عام ُكم األَبْر ُارَ ،و َ
َ َ
ول لَ ام ا أك َل ِعن َدهم و َلب وا من ه ال ُّدعاء ،ق ال ((:اللَّه َّم الرس َ
أن َّ ويف حديث عب د اهلل ب ن بُ ْس ر َّ
با ِرك هلم فيما َرَزقْ تَ ُهم ،وا ْغ ِفر هلم ،و ْارةَْهم ))(.)195
األسئلَة:
الضيافَة ؟ وما حكمها ؟ وم جتب ؟ اذ ُكر َّ
الدليل. س :1ما َمكانَة ِّ
س :2اذ ُكر ثّلثَةً ِمن اآلداب املتَ علِّ َقة بِ ِ
املضيف. َ
س :3اذ ُكر ثَّلثَةً ِمن اآلداب املتَ َعلِّ َقة بِ َّ
الضْيف.
قال لِلم ِ ِ
ضيف. س :4اذ ُكر أَ َحد األَ ْدعيَة اليت تُ ُ ُ
)193انظر بعض الناصوص الوا ِردة يف املكافأة يف شرح األذكار النووية ،البن ا
عّلن (.)248/5
ِ
ناده النَّوِوي يف األذك ار ) رواه أبو داود ،كتاب األ عمة ،باب :ال ادعاء لَرب الطَّع ام ( ،)189/4رق م (َ ،)3854
وص َّحح إس َ
194
أن يف إس ِ
ناده َمق االً ،مث قَ اواه مبجم و رق ه (انظ ر :ش رح اب ن ع اّلن عل ى األذك ار وتع َّقب ه احل اف اب ن حج ر ب َّ
(ص َ ،)203 ،162
)343/4ورواه أةد يف ُمسنَ ِده (.)138/3
ضع النَّوى خا ِرج التَّمر ( ،)1615/3رقم (.)2042 ) رواه مسلم ،كتاب األشربة ،باب :استحباب َو ْ
195
95
ظ وآدابُ ُهما
الن و ُم واالستيقا ُ
نع َمة الن وم:
ت هب ا عل ى ِعب ِاده ،وي َّس رها هل مِ ،
وم ن َح ِّق النِّ ْع َم ِة َ وم نِ ْع َم ةٌ ِم ن اهلل تع اىل ام َ َّ املس لِم يَ ْستَ ْش عِر َّ
أن النَّ َ
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ الش ْكر ،قال
ُّ
ﱹ ﱠ [القصص ،]73 :وقال:ﭐﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ [النَّبأ.]9 :
اعد عل ى حي اة اجلس م ،وَنائِه ونَش ا ِ ه ،لِيُ َ ِّدي فسكون اجلس ِم باللَّيل بع د حرَك ة النَّه ار ال ادائِب ة ماا يس ِ
َ ُ
وظائَِفه اليت َخلَ َقه اهللُ ِمن أَ ْجلِها.
بادة:
الن و ُم ع َ
اع ِة
وع ْقلَ ه ليك ون أَقْ وى ل ه يف َ يح بَ َدنَه َ
النَّوم ض رورةٌ ِم ن ض رورات احلي اة ،ف إذا قَ ِ ِ
ص د ب ه امل م ُن أن يُ ِر ََ َ ُْ َ َ
إن ذل ك يعتَ ب ل ه ِعب َادة يُث اب الش رعيَّة ،ف َّ
الس نَّة واآلداب َّ اول أن يَ ْس تَ ْع ِم َل في ه م ا ورد م ن ُّاهللِ تع اىل ،مث ح َ
عليها ،كان معاذ بن جبل يقول :اأما أنا فأنام وأقوم ،فأحتَ ِسب نَ ْوَم ِيت كما أحتَ ِسب قَ ْوَم ِيت (.)196
ألن الراح ةَ إذا قُ ِ احة كما يَطْلُبه يف التَّ َع ِ
صد ب؛ َّ ا َ الر َ
اب يف ا ب الثَّو َ
قال ابن حجر رةه اهلل :معناه أن يَطْلُ َ
وصّلتُه.يل َ صل هبا الثَّواب ،واملراد بَِق ْوَمتِه هنا :قِ ُ َّ ِ
يامه الل َ بادة َح َ
هبا اإلعانَة على الع َ
من أحكام النوم وآدابه:
ص ّلةِ العِش اء ،واحل ديث بع دها(،)197 الس َهر ،فقد كان يكره النَّوم قب ل َ -1النَّوم ُمبَكراً ،وترك َّ
ف ،أو ُم انَ َس ِة أَ ْه ل ،وحن و ذل ك، ض ْي ٍحادثَ ة َ
كم َ
ِ
بالس َمر بع د العش اء َلع َم ٍل ص احلُ ، وال ب أس َّ
صّلةِ ال َف ْجر َمثّلً. ضييع َ على اأال يّتتَّب عليه َم ْف َس َدة كتَ ْ
ِ
ومن املصاحل املّتتِّبة على النَّوم ُمبَ ِّكراً:
أ -اتِّبا ُّ
السنَّة.
ِ
نوم اللَّ ِيل ال ميكن أن يُ َع ِّو َ
ضه نَ ْوم النَّهار. ألن َ اجلسم؛ َّ
ب -راحة ْ
ج -ال ُقدرة على القيام لِصّلة ال َفجر بِسهولَة ،ويف حال نَ ٍ
شاط وقُ َّوة. ْ ُ
ِ ِ ِ
صّلة التَّ َه ُّجد.د -فيه َع ْون لَ َمن أراد قيام آخر اللِّيل ل َ
)196رواه البخ اري ،كت اب املغ ازي ،ب اب :بَ ْع ث أيب موس ى ومع اذ إىل ال يمن (الف تح ،)60/8رق م ( ،)4341ومس لم ،كت اب
اإلمارة ،باب :النَّهي عن َلَب اإلمارة واحلرص عليها (.)1457/3
الص ّلة ،ب اب :وقْ ت العص ر (الف تح ،)26/2رق م ( ،)547ومس لم يف املس اجد ومو ِ
اض ع )197رواه البخ اري ،كت اب مواقي ت َّ
َ َْ َ
الصْبح يف َّأول َوقْتِها ( ،)447/1رقم (.)647 الصّلة ،باب :استِحباب التَّ ِ
بكري بِ ُّ ْ َّ
96
يب لل باء ب ن ع ازب رض ي اهلل ِ
-2أن يتَه د املس لم اأال ين َام اإال عل ى ُوض وء؛ لق ول النا ا
لصّلة ))(.)198 ضأ ُوضوءك لِ َّ ض ِج َعك فَتَ َو َّ
عنهما((:إذا أخ َذت َم ْ
ض طَ ِجع عل ى ِش ِّقه األَمي ن؛ لقولِ ه يف ح ديث ال باء املت َق ِّدم ((:مث اض طَ ِجع عل ى ِش ِّقك -3أن يَ ْ
األَمين )).
ض ْج َعة يُْبغِضها اهلل ))(.)199 إن هذه َ االض ِطجا على البَطْن ،لِقولِه َّ ((: كره ْ -4يُ َ
ِ
ينام دون أن يذ ُكَر اهللَ تعاىل ،فعن -5أن يقرأ ما تيَ َّسر من األذكار الوا ِرَدة عند النَّوم ،ويُ ْكَره له أن َ
ض ِجعاً مل ي ْذ ُكر اهلل تعاىل في ه اإال ك ان علي ه ِم ن اهللِ ((...ومن اضطَ َج َع َم ْ أيب هريرة َ مرفوعاً:
َ َ َ
ومن األذكار الوا ِرَدة: القيامة ))(ِ ،)200 ِ ِ
تَرًة يوم َ
ول اهلل ِ حب ْف زك اةِ َرَمض ان ،فأت اِن الكرس اي ،فع ن أيب هري رة ق ال :وَّكلَ ِن رس ُ أ -قِ راءة آي ة ِ
َ
ِ ٍ
ت إىل أن ه ذا اآليت ق ال ل ه :إذا أََويْ َ يث ،وفي ه َّ آت فَ َج َع ل يثُ و ِم ن الطَّع ِام ...وذَ َك ر احلَ د َ
رس اي ،فإنَّه ل ن يَز َال َم َع ك ِم ن اهللِ تع اىل ح افِ ٌ ،وال يَ ْقَربَك َش ْيطا ٌن ح فِر ِاشك فاقرأ آية ال ُك ِ
ص َدقَك ،وهو َكذوب ،ذاك َشيطان ))(.)201 صبِح ،فقال َ ((: تُ ْ
يب ك ان إذا أوى َّ ِ
ب -ق راءَة ُس ورة اإلخ ّلص واملع ِّوذتني؛ حل ديث عائش ة رض ي اهلل عنه ا ،أن النَّ ا
ث في ِهما ،وق رأ فيهم ا:ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱠ ،وﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ كل لَْي لَ ٍة َجَع َّ ِ
كفْيه مث نَ َف َ إىل فراشه ا
ﱖ ﱗ ﱠ ،وﭐﱡﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ ،مث َم َسح هبِما ما استطا ِمن َج َس ِده ،يب دأ
ِ
ثّلث َمارات ))(.)202 ووج ِهه وما أَقْ بَل ِمن َج َسده ،يَ ْف َعل ذلك َ ِ
هبما على رأسه ْ
باسك أَ ْحيا وأموت ))(.)203 ج -يقول ((:اللَّهم ِ
ا
املضجع ( ،)2081/4رقم (.)2710 َ الدعاء ،باب :ما يقول عند النَّوم وأَ ْخذ )198رواه مسلم ،كتاب ِّ
الذكر و ُّ
الر ُج ل يَْن بَ ِطح عل ى بَطْنِ ه ( )294/5رق م ( ،)5040وحن وه اب ن ماج ه يف األدب، ) رواد أب و داود ،كت اب األدب ،ب اب :يف َّ
199
ِ
صّلة اللَّيل (الفتح ،)19/3رقم ( )1136ومسلم ،يف الطَّ َ
هارة ،باب: هجد ،باب :ول القيام يف َ
) رواه البخاري ،كتاب التَّ ا
210
ﱠ [ي .]40-37 :
اهَرة ،ال يت جتع ل اإلنس ا َن العاقِ َل
ج -ال َكون وأجزاؤه دلِيل ع ِظيم عل ى وحدانِيَّة اهللِ تع اىل وقُ ْدرتِه الب ِ
َ ْ ْ ُ َ ٌ َ ٌ
يق ق َو ِظي َفتَ ه يف ه ذه
وم ن مث ِّتأملِ ه وتَ ْف ِك ِريه :آمْن ت ب اهللِ تع اىلِ ،
يتَأََّم ل ويَتَ َف َّك ر؛ ليق ول بع د ُّ
َ
س بحانَه:ﭐﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ احلي اة ،واهللُ س بحانَه وتع اىل َدع ا إىل ه ذا التَّأَُّم ل يف ال َك ْون ،فق ال
[الروم.]8 :
ﱜ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱠ ُّ
ﱝ
100
ﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ويقول سبحانه:
ﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐ ﲑﲒﲓ
ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ [آل عمران.]191- 190 :
ص ْدفَةً ال يُ ْع َرف كي ف الساب َقة وغ ِريها يتَبَ َّني َّ ِ ِ
وده ُ
أن هذا الكون مل يَ ُكن ُوج ُ د -من خّلل اآليات ا
لش ِ العلِيم القائِل لِ َّ ِ ِ ِ
يء ُك ْن فَيَ ُكون. ُوج َد ،بل هو من َخ ْل ِق اخلالق َ
اإلدراك ما ا ي رى ِم ن نَظَْرتِ ه ال َق ِريبَ ة ،فَ ْ ِ
ض ّلً ع ن التَّ َع ُّم ق يف ُجزئي ات املتأم ل العاق ل يُ ْد ِرك ه ذا ت َام ْ و ِّ
الس ماوات وم ا فيه ا ،وه ذه األرض وم ا فيه ا ،وم ا بينهم ا ِم ن خملوق ات اظر إىل ه ذه َّ الك ون ،فل و نَظَ ر النا ِ
وخ ِلقه يف ِ ِ ِ ِ
أن هلذا الكون ُموجداً ،بل لو نَظَر إىل نَ ْفسه من تَ ْك ِوينه َ ص ُّورها وإدراكِها ،لَ َعلِ َم َّ ِ
َعجيبَة يَ ْعجز عن تَ َ
املخلوق خالِقاً ،سبحانَه وتعاىل ،أفّل ي ِمنو َن ؟ ِ ص ِره ،لَ َعلِم َّ
أن هلذا وسعه وبَ َ
وإدراكِهِ َ ، أَحسن تَ ْق ِوميِ ،
وع ْقله ْ َ َْ
ثانياً :اإلنسان:
ذل ك املخل وق احل ي ،ال ذي خلَ َق ه اهلل تع اىل فأحس ن خ ْل َق ه ،ح َّدد اإلس ّلم نَظْرتَ ه إلي ه ،وال يت ِ
ميك ن َ َ ََْ َ ُ َ َا
إجاهلا يف النِّقاط اآلتية:
ِ أ -اإلنسا ُن كائِن ٌ ِ
خملوق ض ْم َن املخلوقات يف هذا ال َك ْونَ ،خلَ َقه َربُّه يف أَ ْح َسن تَ ْق ِوميَ ،
وص َّوره ٌ
ِ ضلَه على سائِر
املخلوقات ،يقول تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ فَأَ ْح َسن ُ
ص َورتَه ،وَكَّرَمه ،وفَ َّ
ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﱠ
102
ص َر هل ا ،فَ ُس ْبحانَك ريب ِم ن ِح َك ي ٍم ِ
ض ّلً ع ن األَم راض والبَّلي ا وال م َح َن ال يت ال َح ْ تَ ز ُاوج ،فَ ْ
َخبِ ٍري.
ات اس تِثماراً أن احلي اةَ يف نَظَ ِر اإلس ّلم اس تِثْمار م ا أَودع ه اهلل يف املخلوق ات ِم ن اق ٍ ّلصة األَ ْم رَّ :
ُ ََُْ ُ وخ َ ُ
وج ال.
عز َ صاحلاً وفْق ِدي ِن اهللِ َّ
األسئلَة:
ضح ذلك. وربوبِيَّتِهَ ،و ِّ ِ ِ س :1ال َكون دلِ ِ
يم على وحدانيَّة اهلل تعاىل ُ يل َعظ ٌ ْ َ ٌ
س :2ما عّلقَة اإلنسان بال َك ْو ِن ؟
وق َح ي ُم َكلَّ ف يف ه ذه احلي اة ،ق ا ِرن ه ذه النَّظ َرة مب ا تَ ْع ِرف ه ان بأنَّه خمل ٌس :3ينظُر اإلس ّلم إىل اإلنس ِ
ُ
املذاهب ِ
الفاس َدة. العامة عن ب عض ِ ِمن ثَقافَتِك َّ
َْ
س :4ما الغايَة ِمن احلياة ؟ وكيف يَ ْع ُمرها اإلنسا ُن ؟
103
يث
الحد ُ
ثالثاًَ :
104
يث العاشر الحد ُ
َ
كمثِ ل ِ ِ ِ ِ
يب أنَّه ق الَ ((:مثَ ل م ا بَ َعث ِن اهللُ ب ه م ن اهل دى والع ْل م َ ع ن أيب موس ى األش عري ع ن النَّ ِّ
ث ال َكثِ ري أص اب أ َْرض اً ،فك ان منه ا نَِقيَّ ة قَبِلَ ت امل اء ،فأنبتَ ت الك أل والعُش ب الكث ري ،وكان ت منه ا الغَي ِ
ْ
وسقوا َوزَرعوا ،وأصاب منها ائَِفة أخ رى ،إَن ا ه ي قِيع ان اس فشربوا َ أجادب أمس َكت املاء ،فنفع اهلل هبا النا َ
ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
ومثَل َم ن وعلَّمَ ،ال ُتسك ماءً وال تُنبِت ال َكأل ،فذلك مثل َمن فَقه يف دي ِن اهلل ونَفعه ما بَ َعثَ ِن اهللُ بِه فَ َعل م َ
ُرس ْلت به )) متَّفق عليه (.)211 مل ي رفَع بذلك رأساً ،ومل ي ْقبل هدى اهللِ الذي أ ِ
ََ ُ َْ
التعريف بالراوي:
الصحايب اجلليل ،اإلمام الكبري ،عبد اهلل بن قي ب ن ُس ليم ،أب و موس ى األش عري ،الفقي ه ،املق ِرئ هو َّ
اغف ر لعب د اهلل ب ن ق ي َذنْبَ ه ،وأ َْد َخل ه أقرأ أهل البصرة ،وفَقَّههم يف الدِّين ،ودعا له النَّيب فق ال ((:اللَّه م ِ
ا ُّ َ َُ َ َ
ِ ٍ يام ة ُم َ ِ ِ
اس ويُ َعلِّ ُمه م ويُ َفق ُ
يب إىل ناحيَ ة يف ال يَ َم ِن ،ي دعو النا َ
)212 (
ِّهه م يف دخّلً َكرمي اً )) ،أرس لَه النَّ ا ي وم الق َ
هيب :وق د ك ان أب و الذ ِبعدها ِمن الغََزوات ،قال َّ فيما ك وشار ، ب ي خ ليال منها مدالدِّين ،هاجر إىل احلبشة وقَ ِ
ا َ َ َ ْ َ ََ َ
الص در ،مل تغ اريه اإلم َارة وال ص اواماً قَ اواماً َرباانِيااً ز ِاه داً عابِداً ،مَّن ج ع العل م والعم ل واجله اد وس ّلمة َّ
موسى َ
اغتَ َّر بِال ادنيا ،مات سنة اثنتني وأربعني ،وقيل سنةَ ثَّلث وأربعني (.)213
المباحث اللغَوية:
َ
معناها الكلمة
السائِر. الص َفة ِ ِمثْل:
العجيبَة ،ال ال َق ْول ا
بفتح امليم والثاء ،قال ابن حجر :املراد به ِّ َ
ال اداللة ِ
املوصلَة إىل املطلوب. اهلدى:
بفتح الناون وكسر القاف وتشديد الباء ،واملراد َس ْهلَة َيِّبَة. نَِقيَّة:
الر ْ ب والي ابِ ،اأم ا العُ ْش ب فه و َّ
الر ْ ب دون ب اهلمزة بِ ّل َم د ،وه و النَّب ات َّ ال َكأل:
اليابِ .
ات فيه ا الحتِب اس ِ ِ ِ ِ أ ِ
اجلَ ْدب :ض اد اخلض ب ،واألج ادب :ه ي األَراض ي ال يت ال نَب َ َجادب:
املطَ ِر عنها.
الّتِمذي ،كتاب
احلث على َلب العِْلم ( ،)341/2رقم احلديث ( ،)3641و ِّ
السنن ،كتاب العلم ،باب :ا
) رواه أبو داود يف ُّ
214
107
شر
الحديث الحادي َع َ َ
احبِه العُقوبَةَ يف ب أَج َدر أن ي ع ِّج ل اهلل لِص ِ ِ
ُ َُ ول اهلل ((:م ا م ن َذنْ ٍ ْ ع ن أيب بك رة ق ال :ق ال رس ُ
الّتم ذي ،واب ن ماج ه، اآلخ َرة ِم ن البَ ْغ ي وقَ ِط َيع ة ال َّرِحم )) .رواه أب و داود و ِّ
َّخره ل ه يف ِ
ِ
ال ُّدنْيا م ع م ا يَد ُ
ص ِحيح (.)215 ِ وقال ِّ ِ
الّتمذيَ :حديث َح َسن َ
التعريف بالراوي:
َّيب ،تَ َد َّىل يف ِحصا ِر الطاائِف بِبَكَْرةَ ،وفَ َّر
الصحايب اجلليل :نُ َفيع بن احلا ِرث ،موىل الن ِّ أبو بَكَْرة :هو َّ
َحادي ث ،وك ان ِم ن فُقه اء إىل النَّ يب وأس لَم عل ى ي ِده ،وأخ به أنَّ ه عب د فَأَعت َق ه ،روى جلَ ة أ ِ
َْ ْ َ َ َ ِّ
بالبصرة (.)216
َ الصحابة ،مات يف خّلفَة معاوية بن أيب سفيان َّ
المباحث اللغوية:
معناها الكلمة
أحَرى.أح اق وأوىل و ْ
َ أج َدر:
ْ
َّخره يف اآلخرة :أي :مع ما ي ِّجله له ِمن العقوبة يف ِ
اآلخَرة. مع ما يد ِ
ُ َ َُ
الظُّلم. البَ ْغي:
ال َّرِحم :ه م ذوو األرح ام واألق ارب ،ك العم ،واخل ال ،و َّ
العم ة ،واخلال ة، الرِحم:
قَ ِط َيعة َّ
السّلم عليهم. صلِ ِهم وِزيارِتم و َّ وأبنائهم ،وبناِتم ،وقطيعة َّ ِ
الرحمَ :ع َدم َو ْ
األحكام والتوجيهات:
احبُه العُقوبَ ةَ يف ال دُّنيا َفرياه ا قب ل َم ْوتِ ه ،وق د
اآلخ رة ،يس تَ ِحق ص ِ
ِ
-1الظُّْل م ظُلم ات يف ال دُّنيا و َ َ ْ ا
َح دَ ،س واء أك ان ُم ْس لِماً وز ظُْل م أ َ
ِ ِ ِ
تضافَ َرت اآلي ات واألحادي ث يف التَّح ذير م ن الظُّْل ِم ف ّل ي ُ
أم ك افِراً ،يق ول تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ [غ افر ،]18 :ويق ول
س بحانه:ﭐ س بحانه:ﭐﱡﭐ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ [إب راهيم ]42 :ويق ول
ﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﱠ [الفرقان.]27 :
)217أخرج ه البخ اري: ،ت اب التَّفس ري ،ب اب:ﭐﱡﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﭐ ﭐﱠﭐ( ،)354/8رق م ( )4686ورواه
الصلَة ،باب :حترمي الظُّلم ( ،)1977/4رقم (.)2583 ِ
الب و ِّ
مسلم ،كتاب ا
فس ري ،ب اب:ﭐﱡ ﱵ ﱶ ﱠ ( )579/8ب رقم ( ،)4830ومس لم ،كت اب ال ِ اب )218واحل ديث رواه البخ اري ،كت اب التَّ ِ
الصلة ( ،)1980/4برقم (.)2554 و ِّ
109
صل َرِةَه ))(،)219
رسول اهلل قال ((:من أَحب أن يبسط له يف ِرْزقِه ،وينسأَ له يف أثَِرهِ فَ ْلي ِ
َ َُ َ َ ا َُ َ
ومعىن ينسأ له يف أثره :ي جل له يف عمره.
ب لِنَ ْف ِس ه ،فَي ِّدي ُحق وقَهم وال يَتَ َع دَّى عل يهم أو
ب لآلخ رين م ا ي ا
ِ
احلق هو الذي ي ا املسلم ا
ِ -6
طاول علي ِهم ِح ِّسيااً أو َم ْعنَ ِويااً. ِ
يَظْلمهم ،أو يَتَ َ
ض ِعب ِاده ق د تك ون يف ال دُّنيا وق د تُ َّج ل يف ِ
اآلخ َرة، العُقوبات اليت يُ َسلِّطُها اهلل تعاىل على بع ِ -7
َ
نوب أو ِ
املعاصي عندما ال يَرى أَثََرها يف الدُّنيا. الذ ِ يقر َشْيئاً ِمن ُّ فَ ْلي ْنتبِه املسلِم لِن ْف ِسه فَّل ِ
َ ََ
األسئلَة:
الرِحم.
َج َدر ،البَ ْغي ،قَ ِط َيعة َّ ِ
ضح معاِن ال َكلمات اآلتية :أ ْ سَ :1و ِّ
س :2الظُّلم أنوا ،اذ ُكر بعضاً منها.
الرِحم فَوائِد ،اذ ُكر بعضاً منها.
صلَة َّ س :3لِ ِ
س :4بني كيف اهتم اإلسّلم مبنع الظلم؟
ِ صلَة َّ ِ ) أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،بابَ :من بُ ِسط له يف ِّ
الرزق بِ ِ
الرحم ( )415/10برقم ( )5986ورواه مسلم ،كتاب البا
219
الصوم يصل بطلو الفجر ( ،)786/2برقم (.)1118 خول يف َّالد َ الصيام ،باب :بيان أ ان ُّ
( ،)1947وأخرجه مسلم ،كتاب ِّ
يب )566/6( برقم ( ،)3560وأخرجه مسلم ،كتاب الفضائل ،ب اب: ِ
) أخرجه البخاري ،كتاب املناقب ،باب :صفة النا ا
223
الع ْجز ( ،)2052/4برقم (.)2664 ) أخرجه مسلم ،كتاب القدر ،بابِ :من األمر َّ
بالقوة وترك َ
224
113
الحديث الثالث َعشر
أزوره ل يّلً ،فحدَّثت ه ،مث ِ ِ
يب ُ م ْعتَكف اً ،فأتيت ه ُع ن ص فيَّة بن ت ُحيَ ي رض ي اهلل عنه ا قال ت :ك ان النَّ ا
فلم ا رأي ا ِِ ِ ِ ِ
فمار َر ُجّلن من األنص ار ،ا أسامة بن زيدَ ،
قُ ْمت ألَنْ َقلب ،فقام معي ليَ ْقلبَن ،وكان َم ْس َكنُها يف دار َ
ص ِفياة بن ت حي ي )) فقال ت :س بحان اهلل ي ا ِ
يب ((:عل ى ِر ْس لكما ،إَن ا َ ول اهلل أس َرعا ،فق ال النَّ ا
رس َ
جمرى ال ادم ،وإِن َخ ِشيت أن يَ ْق ِذ َ
ف يف قُلوبِ ُكم ا َش اراً ))، ِ ِ
إن الشَّيطا َن يري من اإلنسان َ رسول اهلل ،قالَّ ((:
أو قال ((:شيئاً )) .رواه البخاري ومسلم (.)225
التعريف بالراوي:
ّلمه س ّلام ب ن أيب تزوجه ا قب ل إس ِ
ه ي اأم امل منني ص فياة بن ت حي ي ب ن أخط ب ،م ن ب ن النَّض ريَّ ،
وس بِيَت ِ ِ
احلقي ق ،مث خلَف ه عليه ا كنانَة ب ن أيب احلقي ق وكان ا م ن ش عراء اليه ود ،وقت ل كنان ة ي وم خي ب عنه اُ ،
ووق ا ٍر، ٍ ِ ِ ِ ِ
ص داقَها ،وكان ت رض ي اهلل عنه ا ذات َح َس ب ودي ٍن وح ْل م َوجعل عْت َقها َ
َّيب َ صفيَّة ،مث تَ َزَّو َجها الن َُّ
. ()226 ِ
تُ َوفِّيَت يف َرَمضان سنة مخسني لل ِه ْجَرة ،رضي اهلل عنها وأرضاها
المباحث اللغوية:
َ
معناها الكلمة
طاع ِةِِِ االعتِكاف لغ ة :لُزوم َّ ِ ُم ْعتَ ِكفاً:
وم املس جد ل َ وح ْب ُ ال نَّ ْف ِ علي هَ ،
وش ْرعاً :لُ ُز ُ الش ْيء َ ُ
عز َو َجل. اهللِ َّ
ألرجع إىل بَْييت.أيِ : ألَنْ َقلِب:
أي :يَ ُرَّدِن إىل بَْي ِيت. لِيَ ْقلِبَن:
ِ
بكس ر ال راء ،وي وز فتحه ا ،أي :عل ى َهْيئَتكم ا يف املش ي ،فل ي هن ا َش يءٌ ِر ْسلِكما:
تَكَْرهانِه.
يَ ْق ِذف يف قُلوبِكما َشاراً :ويف رواي ة عن د البخ اري ((س وءاً)) ،وامل راد أنَّ ه َخ ِش َي علي ِهم ا أن يُ َو ْس ِوس هلم ا
رسول اهلل مبا ال ينبغِي.
الشَّيطان عن ِ
)225أخرج ه البخ اري ،كت اب ب دء اخلل ق ،ب ابِ :ص َفة إبل ي وجن وده ( ،)336/6ب رقم ( ،)3281وأخرج ه مس لم ،كت اب
ب مل رؤي خالياً ،)1712/4( ...واللَّف له. السّلم ،باب :بَيان أنَّه يُ ْستَ َح ا
َّ
) يُنظر :سري أعّلم النابّلء ( ،)231/2وِتذيب التَّهذيب (.)429/12 226
114
األحكام والتوجيهات:
حتري اً لِ ُموافَ َق ِة ليلَ ِة ال َق ْدر لِم ا -1االعتِك اف ُس نَّةَّ ،
ويتأك د يف العش ر األواخ ر م ن ش هر رمض انِّ ،
أن اعتِكافَه كان يف الع ْشر األو ِ
اخر (.)227 ورد َّ
َ
اغل ال دُّنيا كله ا احبه؛ إذ إنَّه ق د فَ َّرغ نَ ْفس ه ِم ن مش ِ -2االعتِك اف عم ل مش رو ٌ ي ْجر علي ه ص ِ
َ َ ُ َ ٌَ
أن على املعتَ ِكف أن يَ ْشغَل َوقْ تَه أهل العلم َّ وع ِ ِ لِي ْشتَغِل بِ ِ ِ
بادته ،وعليه فقد ذَ َكر ُ
طاعة اهلل تعاىل َ َ َ
ويتأكد علي ه أن يَْبتَعِ د ع ن ك ال م ا يُْل ِهي ه ع ن ذل ك بالذ ْكر ،وقِراءَة القرآن ،و َّ
الصّلة ،والدُّعاءَّ ، ِّ
ص غِ َريها ِ ِ ِ ِ ِ
ب املعاص ي َ م ن أُم ور ال دُّنيا م ن ال َق ْول والف ْع ل ،وم ن ب اب أوىل وأح رى أن يَتَ َجنَّ َ
وَكبِ َريها.
كام االعتِكاف: َح ِ
-3من أ ْ
ِ
املسجد وعدم اخلروج منه إىل حلاجة ،كالو ِ
ضوء وحن ِوه. ُ َ أ -لُزوم ِ َ َ
وتع اىل:ﭐﱡﭐ ﱶ ﱷ ﱸ باش رة النِّس اء جبم ا ٍ أو م ا دونَ ه ،يق ول ُس بحانَه ب -ال ي وز ُم َ
حمادثته ا،
وج ة أو َ بالز َ
ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ [البق رة ،]187 :وه ذا ال يع ن ع دم اخلل وة َّ
زوجتَه ِص ِفيَّة رضي اهلل عنها ،كما يف هذا احلديث. حادث َ فالرسول َ َّ
ص اح فيه.الشراء والتَّ َكسب أثناء اعتِكافه؛ ألنَّه يف املسجد ،وهذا األمور ال تَ ِ ج -ال يوز البيع و ِّ
ا
َّح ادث يف أُم ور ال دُّنيا ،ول و كان ت ِ
-4م ن أخط اء املعتكف ني :كث َرة النَّ وم يف املس جد ،وكث رة الت َ
الوقْت يف أنوا الطااعات وال ُقَرب. مباحة ،أو عدم قَضاء َ َ
يب م ع أهلِ ه ،وال َغرابَة يف ذل ك ،فق د ق ال ((:خ ريُُكم -5يف ه ذا احل ديث ُح ْس ن ُخلُ ق النَّ ا
خريُكم ألهلِه ،وأنا َخ ْريُكم ألهلِي ))(.)228
َّيب على أ َُّمتِه ،وإرشادهم إىل ما يَ ْدفَع عنهم اإلمثَ. ن ال ة ق
َ ف
َ ش نُ يا ب يث -6يف هذا ِ
احلد
ا َ َ
ِ ِ
الريب؛ لئ اّل تَ ْل َحقه الت ُّْه َمة من النااس ،فإذا كان ِ
َّك و ا
ضع نَ ْف َسه يف َمواضع الش ا -7على املسلم اأال يَ َ
ضعُه يُثِري الت ُّْه َمةَ فَ ْليُ ِزهلا ،لِئَ اّل يُظَ َّن بِه ظَ ان َسيء ،وهو بَِريءٌ منه.َو ْ
الش يطان ال ذي أخ َذ العه َد عل ى نَ ْف ِس ه أن يُ ْغ ِوي َم ن وم ن أش دِّهم َع داوة َّ -8لإلنس ان أع داءِ ،
ِ ِِ ِ ِ
كل باب يَ ْس تَطيع ،ف إن اس تَطا َ صدورهم يف ا الو ْس َو َسة يف ُ
آدم ،فله قُ ْد َرة على َ استَطا َ من بن َ
)227رواه البخاري يف كتاب االعتِكاف ،برقم ( ،)2025ومسلم كتاب االعتكاف برقم (.)1172
ص ِحيح "، ِ
يب ،)666/5( ب رقم ( )3895وق الَ ":ح َس ن َغ ِري ب َ
ض ل أزواج النا ا
) رواه الّتم ذي ،كت اب املناق ب ،ب اب :فَ ْ
228
ﲣ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ [الكهف.]50 :
ﲤ
116
شرالحديث الرابع َع َ َ
الش ام
ألهل املدين ة ذا احلليف ة ،وأله ل ا َّيب َ وقَّت ِ عن عبد اهلل بن عبااس رضي اهلل عنهما قالَّ :
إن الن َّ
هن َهلُ َّن ،ولِ َم ن أت ى َعل ي ِه ان ِم ن غ ِريِه ان مَّن أر َاد احل َّجاجلحفة ،وألهل ند قَ ْرن املنا ِزل ،وألهل اليمن يَلَ ْملَم ،ا
ومن كان دون ذلك فَ ِمن حيث أَنْ َشأ ،ح َّ أ َْه ُل َم َّكةَ ِمن َم َّكةَ .متَّفق عليه(.)229 والعُ ْمرةََ ،
التعريف بالراوي:
يب العبااس ب ن عب د ِ
الصحايب اجلليلَ ،ح ْب األ َُّمة وإمام التَّفسري ،أبو العبااس ،عبد اهلل بن ع ام النَّ ا هو َّ
اهلجرة بِثَّلث س نني ،انتق ل م ع أبوي ه إىل دار اهلج رة س نة ِ َّ
املطلب القرشي اهلامشي رضي اهلل عنهما ،ولد قبل َ
الف ْق ه يف ال دِّين ،روى البخ اري عن ه ق ال :دخ ل رس ول اهلل الرس ول بِس ع ِة العِْل م و ِ الف تح ،دع ا ل ه َّ
ََ
ص نَع ه ذا؟ )) فقل ت :أن ا ،فق ال ((:اللَّه ام َعلِّ ْم ه تَأ ِوي َل ُم ْغطَّى ،فق الَ ((:م ن َ
()230
املخ رج وخ رج ،ف إذا ت ور
يل وفَقِّهه يف الدِّين ))(.)232 هم َعلِّ ْمه التَّأ ِ
و َّ
ل ال قال((: َّه
ن أ ةَاي
و ِ
ر ويف )، 231
القرآن ))(
َ ا
اس ،ف إذا ص ح النا ِ ت اب َن عبا اس :قل ت :أجَ ل النا اس ،ف إذا نَطَ َق قل ت :أَفْ َ ق ال َم ْس روق :كن ت إذا رأي ُ
حتدَّث قلت :أ َْعلَم النااس.
َّفس ري ،وأَقْ َدرهم عل ى االس تِْنباط ،ت ويف س نَةَ مث ان الصحابة رواي ةً للح ِديث ،وأ َْعلَمه م بِالت ِ ِمن أكثَر َّ
َ
وستِّني لِل ِه ْجَرة النَّب ِويَّة ،وعاش إحدى وسبعِني سنة (.)233
المباحث اللغوية:
َ
معناها الكلمة
بتشديد القاف ،أيَ :حدَّد. َوقَّت:
ِ ِ
ول وقَّ َ
ت ه ذه الرس َ الوقْ ت ،وامل راد هن اَّ :
أن َّ والتَّوقي ت يف األص ل :ذ ْك ر َ
جماوزِتا ِ ِ ِ
بدون إحرام. األماكن ل ُم ِريد ا
احلج والعُ ْمَرة ،فّل يوز له َ
الّلم ،وهو مكا ٌن قُرب ِ
املدينَة يَْب عُد عنها قَ ِريب ِمن إثن عشر بضم احلاء ،وفتح ا ذو احلليفة:
َْ َ
للحج والعمرة ( ،)384/3وهذا لفظه ،وأخرجه مسلم ،كتاب احل اج، َّ ِ
احلج ،بابَ :مهل أهل َمكة ا ) أخرجه البخاري ،كتاب ا
229
118
ص ده التِّج َارة ،وحن و ذل ك ،فل ي احلج ،كأن يك ون قَ ْ َّ
العمرة أو اَمن جاء إىل مكة وهو ال يريد َ -3
الص ِحيح لِقولِ ه يف ه ذا احل ديث ((:لِ َم ن أر َاد احل اج والعم َرة)) ،ف اإلحرام علي ه إح رام عل ى َّ
خاص مبن أراد ذلك. ا
َم ن ك ان َم ْس َكنُه دون املواقِي ت ِم ن ِج َه ِة َم َّك ةَ ،فإحر ُام ه ِم ن َمكانِه ال ذي ه و في ه ،كم ا ق ال -4
ِ ِ ِ
الرسول ((:فَمن حيث أَنْ َشأ )) سواء كان للعُ ْمَرة أو ل َ
لح اج. َّ
لح اج ،وه و َم َّك ة ،فيُح ِرم و َن ِم ن َم َّك ة ،والث اِن لِلعُ ْم َرة ،وه و ِ ِ
أه ل َم َّك ةَ هل م ميقات ان :أ َ
َح ُدها ل َ -5
أي ِج َه ٍة ِم ن ِِ ِ ِ احلِ ل ،ف إذا أراد ِّ
املك اي أن ي ِرَم للعُ ْم َرة َي ُرج إىل احل ال خ ارِج ُح دود احل َرم م ن ا ا
اجلهات فَيُ ْح ِرم منه ،كما فَ َعلَت عائِ َشة رض ي اهلل عنه ا عن دما أَر َادت العُ ْم َرَة بع د احلَ اج ،وروى
ف عائِ َش ة يب أ ََم َره أن يُ ْرِد َ َّ
البُخ اري ع ن عب د ال َّرةن ب ن أيب بك ر رض ي اهلل عنهم ا أن النَّ ا
وي ع ِمرها ِمن التَّنعِيم ( ،)235والتَّنعِيم :مكا ٌن خارِج حدود احلرِم على َ ِريق ِ
املدينَة النَّب ِويَّة. ُ َ َ َ ُْ َ
ْم يَتَ َعلَّق بِأ َْه ِل َم َّكةَ ،وكذلك غريهم مَّن أَنْ َشأ العُ ْمَرة وهو يف َم َّكة ،فيُح ِرم ك ذلك ِم ن هذا ُحك ٌ
احلِ ال.
هذه املواقِيت ،وأراد أن ي ِرم بِعُ ْمَرةٍ أو َح اج ،فيُ ْح ِرم إذا ح اذى من كان َ ِري ُقه ال مير على أَح ِد ِ
َ ا َ -6
أَقْ َرب املواقِيت إليه ،وكذا إذا كان املسافِر بِالطاائَِرة فَيُ ْح ِرم إذا حاذى امليقات ،وعليه أن يَ ْستَعِ اد
جاوزه بدون إحرٍام. قبل ُحماذاته ح ال يَتَ َ
العمرة أن يتَج َاوز امليق ات ب دون إح رام ،ول و جت َاوَزه احلج أو َ َّبني احلديث أنَّه ال يوز لِ َمن أر َاد َّ -7
وه و يُِري د احلَ َّج أو العم رةَ ،وقب ل أن يَتَ لَ بَّ ب اإلحرام فَ َعلَْي ه أن يَ ْرِج َع إىل امليق ات لِيُ ْح ِرم من ه،
إحر ُام ه وعلي ه َد ُم ُج ْبان يَ ْذ َحب ه يف احل َرم ويُ َوِّزع ه عل ى َمس اكني احل َرم وال ِ
ص اح ْ ف إن مل يَ ْرج ع َ
يأ ُكل منه شيئاً.
ه ذه األحك ام كلاه ا رةَ ة ِم ن اهللِ تع اىل بعب ِاده امل ِمنِني حي ث َج َع ل اإلح ر َام ِم ن املواقي ت -8
اح ٍد أو يف ِجهة و ِ
اح َدة. يقات و ِمتَ عدِّدة ،ومل ي ُشق عليهم جبع ِل ذلك ِمن ِم ٍ
َ َْ َ ا َُ َ
األسئلة:
(وقَّت) ؟ وأين َموقِع يَلَ ْملَم ؟
س :1ما معىنَ :
هلن ولِ َمن أتى علي ِه ان ِمن غ ِريِه ان مَّن أراد َّ
احلج أو العمرة )؟ هن اضح املراد بقوله ( :ا
سَ :2و ِّ
120
شر
الحديث الخامس ع َ
َ
اس رضي اهلل عنهما أنَّه ق ال :ق ال رس ول اهلل ي وم الف تح ف تح َم َّك ة ((:ال ِه ْج َرَة عن ِ
عبد اهللِ بن عبا ٍ
وم خل ق اس تُ ْن ِف ْرت ف انْ ِفروا )) وق ال ي وم ال َف ْتح فَ ْتح َم َّك ةَّ ((:
إن ه ذا البَ لَ د َحَّرَم ه اهللُ ي َ
ِ ِ
ولك ن جه اد ونيَّ ة ،وإذا ْ
ألح ٍد قَ ْبلِ ي ،ومل ِي ال ل اإال ِ ِ ِ ِ
السماوات واألرض ،فهو حرام حبُْرَمة اهلل إىل يوم القيامة ،وأنَّه مل ي ال القت ال في ه َ َّ
ِ ساعة ِمن اار ،فهو حرام ِ ِ
ص ْي ُده ،وال يُل تَ َقط لَُقطَتُه اإال ضد َش ْوُكه ،وال يُنَ َّف ر َ
يامة ،ال يُ ْع َ
حبرمة اهلل إىل يوم الق ََ ٌ َ َ
َمن َعَّرفَها ،وال َيْتَل ى َخ ّله )) فق ال العبااس :ي ا رس ول اهللِ ،اإال ا ِإل ْذ ِخ ر ،فإنَّه لِِقي نِ ِهم ولِبُي وِتِم ،فق ال ((:اإال
اإل ْذ ِخر )) .رواه البخاري ومسلم (.)236
التعريف بالراوي:
سبق التَّع ِريف به يف احلديث الرابع عشر.
المباحث اللغوية:
َ
معناها الكلمة
َمن اهلَ ْجر ،وهو يف اللُّغَة :الت َّْرك. ِه ْجَرة:
ال ِم ن ب لَ ِد ال ُك ْف ِر إىل ب لَ ِد اإلس ِ
ّلم بِنِيَّ ٍة الش ر :االنتِق ُ ويف َّ
َ َ
صاحلٍَة.
َّعب. اجلهاد لغةًِ :من اجلهد ،وهو َ
املشقَّة والت َ ِجهاد:
ِ
إلعّلء َكلِ َم ِة اهللِ. ويف الشَّر :قِ ُ
تال ال ُك افا ِر
صد واإلر َادة. هي ال َق ْ نِيَّة:
أجيبوا وان ْفروا. أي :إذا ُلِب ِمنكم النُّصرة فَ ِ استُ ْن ِف ْرُت:
َْ
السنَة الثا ِامنَة لِل ِه ْجرة.
كان ذلك يف َّ يوم ال َفْتح فَ ْتح َم اكة:
ال يف َم َّك ةَ اإال َوقْت اً ِم ن النَّه ا ِر فَ َح ْس ب ،مث مل ِي ل ل ِ
القت ُ ساعة ِمن اار: ِ
وال ي ال ل اإال َ
عادت ُح ْرَمتُها.
يُ ْقطَع. ضد:
يُ ْع َ
يُْز َجر. يُنَ فَّر:
الصيد ،ب اب :ال ِي ال القت ال مب اك ة ( ،)46/4ب رقم ( ،)1834وأخرج ه مس لم ،كت اب احل ج،
)236أخرجه البخاري ،كتاب جزاء َّ
وصيدها ( ،)986/2برقم ( )1353واللَّف له. باب :حت ِرمي َم َّكة َ
121
املال امللقوط ،وهو املال الّلم وفتح القاف :اسم ِ ضم ا اللُّ َقطَة :بِ َ لَُقطَتُه:
ُ
ب وال ي عرف ِ
صاحبُه. الذي يُ ْعثَر عليه ِمن َغ ِري َلَ ٍ
ُ َْ
احلشيش إذا كان َر ْباً. بفتح اخلاء ،وهو ِ َخّله:
الرائِ َح ة ،يَ ْس تَ ْع ِمله أ َْه ُل َم َّك ةَ لِبُي وِتِم ت َمع ٌ َّ
روف مبك ةَ َيِّ ب ا نَْب ٌ اإل ْذ ِخر:
ف ،ويَ ُس ادو َن بِه اخلَلَ َل ب ني الس ْق ِ
ب يف َّ قَ ِدمياً ،يعلونَه بَ ْني اخلَ َش ِ
اللَّبِ ِ
نات يف ال ُقبوِر.
األحكام والتوجيهات:
املكرَمة إىل املدين ة النَّبويَّة كانَت و ِاجبَ ة يف َّأول اإلس ّلم ،أي :قب ل فَ ْتح َم َّك ة، مكةَ َّ -1اهلجرة ِمن َّ
َ
ِ ِ
هبجرِتم ،ولَ اما فُت َحت َم َّك ة ان َقطَ َع ت ه ذه اهلج َرة ،وبَق ي ِِ ِ ِ ضل َ ِ ِ ِ
ومزيَّة على غريهم َ لمهاج ِرين فَ ْول ُ
املعىن العام هلا ،وهو االنتِقال ِمن ِديا ِر ال ُك ْفر إىل ِديا ِر اإلسّلم.
الفئَ ة امل ِمنَ ةَ ال َقلِيلَ ة،
َّوحي د ،ف آذوا ِأن أه ل م َّك ةَ مل يس تَ ِجيبوا لِ َد ْعوةِ الت ِ
َ َْ وك ان َس بَب اهلج َرة إىل املدين ة َّ َ َ
وحفاظ اً عل ى أذ َن اهلل تع اىل لنَبِيِّ ه وأص حابِه بِ اهلجرة إىل املدين ة فِ راراً بِ ِدينِ ِهم ،وإقام ِة لِ َش عائِِرهِ ،
ف ِ
َ َ
إمياام.
اعة ،فعلَ ى َم ن ال يس تطيع ِ ِ -2ذَ َك ر العلم اء رِةه م اهلل َّ ِ
الس َ أن اهل ْج َرة مبعناه ا الع ام باقيَ ة إىل قي ام ا ُ ُ َ َُ ُ
اجر إىل بل د ِم ن بل دان اإلس ّلم؛ الزي غ واهل ّلك أن يه ِ إظه ار َش عائِر ِدينِ ه ،وَيش ى عل ى ِ
ُ نفس ه َّ َ َ
ِ
ليقيم شعائِر دينه ويسلَم ِمن ِ
االحنراف. َْ
ض ٌل
يامة ،له فَ ْ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
-3جهاد الك افار إلعّلء َكل َمة اهلل َشع َرية من شعائر هذا الدِّين ،وهو باق إىل يوم الق َ
يقول اهللُ تعاىل :ﭐﱡﭐ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ جاه ِدينُ ، ع ِظيم وثَواب جزيل أعدَّه اهلل تعاىل للم ِ
ُ ُ ٌ ٌ َ ٌ
ﲷ ﲶ ﲯﲱﲲﲳﲴﲵ
ﲰ ﲪﲫﲬﲭﲮ
ﳄﳆ
ﲾﳀﳁﳂﳃ ﳅ
ﲿ ﲸﲹﲺﲻﲼﲽ
ﳊ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ.
ﳇﳈﳉ ﳋ
ﲋﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓ
ﲌ بحانَه:ﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ وق ال س
ﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ
122
ب باجلِه ِاد ول و أن ي دِّث نَ ْف َس ه ب ذلك ،روى مس لم وغ ريه ع ن أيب هري رة َّ
أن ِ
وك ُّل ُم م ٍن ُمطالَ ٌ
ِّفاق ))(.)237 رسول اهلل قال ((:من مات ومل ي ْغز ،ومل يدِّث نَ ْفسه بِالغَزو ،مات على ُشعب ٍة ِمن الن ِ َ
َْ َ ْ َ َ َُ َ
ِ
بإرغامه ا -4هناك أنوا ِمن اجلِهاد عدا ِجه اد ال ُك اف ار ،يُطالَب هب ا املس لِم ،ومنه اِ :جه اد ال نَّ ْف
الع ْه َد عل ى نَ ْف ِس ه على فِعل الطااعات ،وبِ َكب ِحها عن نَزواِتا ،وكذا ِجهاد َّ ِ
َخ َذ َ الشيطان الذي أ َ َ ْ ْ
ِ ِ
الش بُهات، الش َهوات و ُّ يص عل ى تَ زيني َّ وح ِر ٌ
آدم َْجم َرى ال دَّمَ ،آدم فه و ي ِري م ن َ ب إغواء بَ ِن َ
املعاص ي بِ َع َدم فِ ْعلِه ا ،واالبتِع اد عنه ا، وجه اده باالس تِعاذَة من ه ،واالنتِب اه إىل م ا ي زيِّن ه ِم ن ِ
َُ
ِ
واحل َذر ِمن َو ْس َو َستِه.
ْفي َس َقط اإلمث ع ن الب اقِني ،ه ذا ه و احلك م الع ام ِ -5جهاد ال ُك افار فَرض كِفاي ٍة إذا قام بِه من يك ِ
َ َ ْ ُ َ
اس تَ ْن َفَر ِ ِ
للجه اد ،وهن ا ح االت يك ون فيه ا اجله اد فَ ْرض َع ْني ،منه ا م ا ذُك ر يف احل ديث :إذا ْ
ِ
ُّصَرة وإجابَة الطَّلَب ،فيكون يف َحقِّهم فَ ْرض َع ْني. اس أو فئَةً منهم فَ َعلَي ِهم الن ْ اإلمام النا َ
ُ
يمة، ِ ِ ِ ِ
الع َم ل َعظيم اً والنِّ يَّ ة في ه غ ري َس ل َ فم ْهم ا ك ان َ
َ -6م دار قب ول األعم ال عل ى النِّ يَّ ة واملتابَ َع ةَ ،
الع َم ل قَلِ يّلً والنِّ يَّة في ه ِ
َج ر يف َع َمل ه ،ومهم ا ك ان َ
ِ
فَ َمردود على صاحبِه ،ولي ل ه َح م ن األ ْ
ِ
َج ُره َع ِظيم ،يقول رسول اهلل ((:إَنا األعمال بالنِّياات ،وإَن ا لك ِّل ام ر ٍئ خالِ ِ
صة هلل تعاىل فأ ْ َ
وم ن كان ت ِه ْجَرت ه إىل ِ ِ ِ ِ
جرتُه إىل اهلل ورس ولهَ ،جرت ه إىل اهلل ورس وله فه َ م ا نَوى ،فَ َم ن كان ت ه َ
ِ ِ
ُدنْيا يُصيبُها أو امرأَة يَْنك ُحها فَ ِه ْجَرته إىل ما َ
هاجر إليه ))(.)238
ِ أن م َّك ةَ ِ
ص هب ا ع ن يام ة ،وهل ا أحك ام ُت تَ ا دار م ن دور اإلس ّلم إىل ي وم الق َ ٌ الرس ول َ َّ -7أخ َب َّ
ومنها (:)239 غريهاِ ،
يام ِة. ِ ِ ِ
ُح ْرَمة القتال هبا إىل يوم الق َ أ-
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ بالس يِّئات ،وإن مل يَ ْف َع ْله ا ،ق ال
بُ -معاقَبَ ة َم ن َه َّم فيه ا َّ
[احلج.]25 : ﱡﱢﱣﱤﱠ ا
ِ ِ
جُ -ح ْرَمة قَطْع َش ْوكِها َ
وش َج ِرها اإال اإل ْذخر ل َ
لحاجة إليه ،فيجوز أَ ْخ ُذه َر ْباً.
عاونَة َمن يُِريد أن يَ ْف َعل ذلك. ِ ِ د -حرمة تَ ِنف ِري ِ
صْيدها ،أو َحْبسه ،أو قَ ْتله ،أو ُم َ
َ َُْ
تسمية هذه ِ
الفئَة بالطُّلَقاء يف صحيح مسلم ( )736/2رقم ( )1059يف ِ
السرية ( ،)412/2وثبتت َ
) أخرجه ابن هشام يف ِّ
240
إحدى رواياته.
124
شر
الحديث السادس َع َ
ص َدقَةٌ ،ك ال يَ ْوٍم تَطْلُع في ه
اس علي ه َّلمى ِم ن النا ِ
رسول اهلل ُ (( :ك ال ُس َ عن أيب هريرة قال :قال ُ
تاعه ِ ِ ِ ِ
الر ُج َل على دابَّته فَتَ ْحملُه عليها أو تَ ْرفَع له عليها َم َ
ني َّص َدقَة ،وتُع ُ
الشم )) ،قال ((:تَ ْعدل بني االثنَ ْني َ َّ
ط األَذَى ع ن الطَِّري ق ص َدقَة ،وت ي ُ تش يها إىل َّ ِ ص َدقَة)) ،ق ال ((:وال َكلِم ة الطَّيِّب ة ص َدقَة ،وك ل خطْ وةٍ ِ
الص ّلة َ ا ُ َ َ َ َ َ
ص َدقَة )) .رواه البخاري ومسلم (.)241 َ
التعريف بالراوي:
احلديث الثالث. سبق التَّعريف به يف ِ
المباحث اللغوية:
َ
معناها الكلمة
الص غا ِر يف اإلب ل ،مث ع َّب هب ا ع ن العِظ ام ض العِظ ِام ِّ صل :اس ٌم لِبَ ْع ِ هو يف األَ ْ ّلمى:
ُس َ
اآلد ِم اي وغريه.يف اجلملة بالنِّ ْسبَة إىل َ
ص َدقَة )) أي :على ُك ال َعظْ ٍم ِمن ّلمى من النااس عليه َ
ِ
واملراد بقولهُ ((:ك ال ُس َ
ص َدقَة. ظام بَِن َ ِع ِ
آد َم َ
آدم ِمن ه ذه األعض اء يف ك ال ي ٍوم ِم ن أياام ال ُّدنيا، الص َدقَة على ابن َ أن َّ كل يَ ْوٍم تَطْلُع فيه َّ
الشم :املراد َّ ا
جمموع ة أَيا ام اش تَ َرَكت يف
َ وامل راد ب اليوم إذا أُ لِ ق :الي وم واللَّيل ة ،وق د يُ راد ب ه
ِص َفة ،كما يُقال :يوم اخلْن َدق.
الع ْدل ِض اد اجلَ ْور ،وامل راد هن ا :تَ ْع ِدل ب ني اثْنَ ْني يف احلك م بي نَ ُهم ،أو يف َ تَ ْع ِدل بني االثْنَ ْني:
اإلصّلح.
الش ر َ :ح ق يء بِ َش ْي ٍء وعض ده ب ه ،وه ي يف َّ حتقي ق ش ٍ
َ
الص َدقَةِ : األص ل يف َّ ص َدقَة:
َ
خمصوص ٍة.
َ ن لِطائَِف ٍة و ِاجب يف ِ
مال الغَِ ِّ ٌ
ص َدقَِة
ب عل ى َ
وال فَ رق بينه ا وب ني الزك اة املفروض ة اإال َّ ِ
أن اس ت ْعماهلا َغلَ َ َ ْ
التَّطَُّو .
ص َدقَة ،يعن فيها فالع ْدل بني االثنَ ْني َمثَّلً َ
اأما املراد هبا هنا :فالثَّواب واألَ ْجرَ ،
أَ ْجر وثَواب.
بحانه:ﭐﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ق ال س
ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ [النَّحل.]78 :
ص ُّدق ع ن أعض ائِه آدم أن يَ ْش ُكَر اهللَ تع اىل بِالتَّ َ
أن عل ى اب ن َ ول يف ه ذا احل ديث َّ الرس ُ َّ -3بني َّ
الش ْك ِر بِاألمثِلَة اليت ِذ ْك ِرها يف احلديث.يل ُّ ِ يوم ِمن أياام ُّيف كل ٍ
الرسول َ سب َ الدنْيا ،مث َّبني َّ ا
الش ْكر َد َر َجتان:
-4قال أهل العلمُّ :
احملرمات.ب :وهو أن يأيت املسلِم بِالو ِاجبات ،ويتَ َجنَّب َّ ِ
ُش ْكٌر واج ٌ أ-
احملرمات بِنَوافِل الطا ِ
اعات. أداء ال َفرائِض واجتِناب َّ ب -ش ْكر مستحب :وهو أن يعمل العبد بعد ِ
َ َ َ َْ ُ ُ ٌ ُ َْ َ ا
وع َم ل م ا يل ب ِ ِ
-5من األعمال اليت يُ ْ َجر عليها صاحبها ،ويَ ْش ُكر َربَّه هبا اإلصّلح بني النااسَ ،
الش ْحناء والبَ ْغضاء. املودةَ واحملبَّةَ واألُلْ َفة ،ويُِزيل اخلِ َ
ّلف و َّ َّ
اآلخ ِرين وإعانتهم على قَضاء حوائِ ِجهم ،واملشي حبقوقِ ِهم ،وإنظار ُم ْع ِس ِرهم ،وغريها ماا ساع َدة َ ُ -6م َ
ِ ِ
أجراً ،قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ أفض ِل األَ ْعمال وأكثَ ِرها ْ
آلخ ِرين من َ نَ ْفعُها متعداً ل َ
ﱑﱓﱔﱕ ﱖ
ﱒ ﱇﱈﱉﱊﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐ
ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ [النِّساء.]114 :
إلنسان نِ َعماً ُك ْبى ،ومنها َجوا ِرحه اليت ِمن ِخّلهلا يقوم بِ ُش ونِه يف
ِ س َّخر اهلل سبحانَه وتعاىل لِ -7
ُ َ
هذه احلياة ،والناا ِ ق عن هذه اجلوا ِرح هو اللِّسان الذي ي تَ َكلَّم ب ه ،ف إذا اس تَ عملَه يف اع ِة اهللِِ
َ ْ َْ َ
ص َدقَة ))، ِ ِ تعاىل كان أَ ْجراً وثَواباً ،ولِذا قال ُ
رسول اهلل يف ه ذا احل ديث ((:وال َكل َم ة الطَّيِّبَ ة َ
126
وإرش اد ِ ِ
دخل فيه ا :تَ ْعل يم الع ْل م ،وإقْ راء ال ُق رآن ،واألَ ْم ر ب املعروف ،والنَّ ْه ي ع ن املن َك رْ ، وي ُ
يت العا ِ ِ ،وغري ذلك. ِ
السّلم َورُّده ،وتَ ْشم ُ ال ،و َّ الض ا
ا
ميش يها املص لِّي ِ
ألداء الص ّلةِ وعلُ و مكانَتِه ا ،وِرفْ ع ة مْن ِزلَتِه ا كانَ ت اخلط وات ال يت ِ -8لِعِظَ ِم أَْم ِر َّ
َ َ َ ُاَ
ِِ ٍ ِ ِ ِ
املصلِّي إىل املسجد َ
ص َدقَة. كل ُخطْ َوة ميشيها َ صّلته أَ ْجراً وثَواباً ،فَفي ا َ
رور إىل قَ ْلبِ ه ،ويُِزي ل ك ال م ا يُ ْ ِذي ه ب لِنَ ْف ِس ه ،فيُح ا ِول أن يُ ْد ِخل ُّ
الس َ
-9املسلِم ُِيب ِ
ألخ ِيه ما ِي ُّ ا
ِ
ِمن األشياء احلِ ِّسيَّة واملعنَ ِويَّة ،ومنها :إما َة األَذَى ع ن َ ِريق ه ،س واء ك ان َح َج راً أو ُزجاج اً أو
ب اإلمي ان ،فق ال : العم ل ِم ن ُش َع ِ أوس اخاً أو َمس ِامري وغريه ا ،ق د جع ل َّ
ول ه ذا َ َ الرس ُ
وسْبعون ُش ْعبَة ،أَ ْعّلها قول ال إله اإال اهلل ،و ْأدناها إما َة األَ َذى عن الطَِّريق )) بضع َ ((اإلميان ٌ
(.)242
كر اهللِ تع اىل، ِ ِ يث أمثِلَةٌ لِما ينبغِي أن يق َ ِ
احلد ِهذه األعمال املذكورة يف ِ ِ -10
وم ب ه املس لم ليُ َ ِّدي ش َ َ َ
ِ ِ وقد جاء يف رواي ات أخ رى لِ ِ
لح ديث أعم ال أخ رى ،ومنه ا :ذ ْك ر اهلل تع اىل ،وةَْ ُده وتَس بِ ُ
يحه َ
ِ ِ
احلم ُل
احلاج ة املله وف ،و ْ وِتليلُه ،وتَكبِ ريُه ،واألم ر ب املعروف ،والنَّ ْه ي ع ن املنك ر ،وإعانَة ذي َ
مال ،وغ ِريها.وهداية األَ ْع ِ ِ على َّ ِ
الضعيفَ ،
ِ ِ ِ
كعت ان -11ج اء يف اايَ ة ِرواي ة عن د ُمس لم رة ه اهلل ع ن أيب ذر ...((:وي ِزئ م ن ذل ك ر َ
باص ة،
الض حى َّ الصّلة عُموم اً ،وص ّلة ُّ دل على ِعظَم َّ الضحى)) ( ،)243وهذا ي ا يَ ْرَكعهما ِمن ُّ
الص ّلةِ اس تِ ْعمال األَ ْعض اء كلاه ا يف ألن يف َّ قال أه ل العل مَّ :إَن ا كانَت ا ُجم ِزئَتَ ْني ع ن ذل ك كلاه؛ َّ
ّلمى هذه األعضاء (.)244 ِ الطا ِ ِ
بادة ،فتكون كافيَة يف ُش ْكر ُس َ اعة والع َ َ
األسئلَة:
ص َدقَة )؟ ِ
ّلمى من النااس عليه َ س :1ما املراد بقوله ُ (:ك ال ُس َ
جوب ُش ْكر نِ َع ِم اهللِ تعاىل ،كيف استَ َف ْدت هذا ِمن احلديث ؟
احلديث على و ِ دل ِ سَّ :2
ُ
الدلِيل.
عما ذُكَِر يف احلديث ،اذ ُكر ذلك مع َّ ٍ
س :3جاء يف رواية أخرى َع َمل َشيء ُي ِزئ ا
س :4اذ ُكر بعض فَوائِد ِ
احلديث. َ
)242أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :بَيان َع َدد ُش َعب اإلميان ( )63/1برقم (.)35
الضحى ( ،)449/1رقم (.)720
صّلة ُّ ِ
) رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب صّلة املسافرين ،باب :است ْحباب َ
243
128
حقوق الراعي والرعية
حاجة الناس إلى االجتماع: َ
حكمتِ ه س بحانَه وجعل من َ
ِ ِِ
عض ُهم ُمرتَبطاً ببعض يف َمعاشهم وحياِتمَ ،
ِ وج َعل بَ َ اسَ ،
َخلَق اهللُ تعاىل النا َ
ويتوىل أم َرُهم ،ويق وم عل ى ُش وام ،وال تص لُح ح اهلم وال تَس تَ ِقيم َحي اِتم حباجة إىل َمن يَسوسهم َّ
ُ أن البَ َشَر َ َّ
وول أ َْم ِرِهم.
إمامهم ا
ِ ِ ِ
اإال بتَ ْنظيم أُموِرهم اليت يَ ْرعاها ويقوم هبا ُ
الص غرى ال يت حت ت ال ِواليَ ة ال ُك ْبى ،ف إذا مل ي ُك ن ازدادت الوالي ات ُّ َّس َعت ُرقْ َع ة ه ذا اجملتم ع َ َّ
وكلم ا ات َ
وش قاق، آل أَم ر ه ذا اجملتَم ِع إىل فُرقَ ة وتَن احر ،واخ تِّلف ِ َّ ِ
ُ ْ َ للمجتَ َم ِع قائ د يَتَ وىل أ َْم َره ،وإم ام يُط ا ويُ ْس َمعُ ْ َ ،
ض ْعف يف تلك اإلمارات وتَنَ او واخ تِّلف ،فج اء اإلس ّلم ف نَظَّم وهكذا كانت اجملتمعات قبل اإلسّلم على َ
الر ِعيَّ ة، ِ ِ الواقِ ع تَ ْن ِظيم اً دقِيق اًِ َّ ،
فج َع ل لإلم ام ُحقوق اً عل ى َّ وحولَ ه م ن ع ادات وأع راف إىل دي ٍن يَ دينون ب هَ ، َ َ
ص ٍيل ل ي ل ه مثِي ل يف ِ
أنظ َم ة البَ َش ِريَّة كلاه ا ،ومل تَ ْس َعد البَ َش ِريَّة كم ا ولِ َّلر ِعيَّة حقوقاً على اإلمام ،بكل ِدقٍَّة وتَ ْف ِ
َ ٌ ا ُ
الر ِعيَّة. ِ
سعِ َدت يف عصور اإلسّلم املختَل َفة اليت انتَظَم فيها أَمر الر ِ
اعي و َّ ُْ ا َ
المراد بالراعي: ُ
صاحب ال ِواليَة ال ُك ْبى ،أو َمن تكون له ِواليَة يُ َف ِّوض ها ل ه ال وال َّ
األول، اعي هو اإلمام ،سواء كان ِ الر ِ
ٌ ُ ا
احداً علي ِهم فهو وال. املدير وال ،وهكذا ح املسافِرون إذا أ ََّمروا و ِ مهما صغُرت ،فالوِزير وال ،و ِ
َ ََ
ول ع ن ع ن اب ن عم ر رض ي اهلل عنهم ا ق ال :سع ت رس ول اهلل يق ول ((:كلُّك م را ٍ ،وكلُّك م َمس ٌ
ت َزْوِجه ا َْ َ الر ُج ل را ٍ يف أَ ْهلِ ه وه و َمس ٌ
ول ع ن ر ِعيَّتِ ه ،وامل رأةُ يف ب ي ِ ول ع ن َر ِعيَّتِ ه ،و َّ ومس ٌ ِِ
َرعيَّته ،فاإلم ام را ٍ َ
ومس ول عن َر ِعيَّتِه ))(.)245 ِ ِ ِ ِِ ِ
ومس ولَة عن َرعيَّتها ،واخلادم يف مال َسيِّده را ٍ َ راعيَة َ
ومس والً عن َر ِعيَّتِه. ِ ِ
كل َمن عليه َمس وليَّة راعياًَ ، سول َّ الر ُ فج َعل ََّ
ُحقوق الراعي:
القيام ،وهي: اعي حق ِ حبقوق ِ الر ِعيَّة ويقوم شأاا وتَستَ ِقيم حياِتا ال ب َّد أن تقوم ِ لكي يَْنتَ ِظم أ َْمر َّ
الر َ ا ا ُ َ ْ
ِ ِ ِ
عم ا يَْن َه ى عن ه م ا مل تَ ُك ن يف اعة :واملراد هبا االنقياد ل ه والتَّنفي ذ ألم ِره ،واالنته اء ا الس ْمع والطا ََّ -1
رية يف ذل ك ،ق ال تع اىل :ﭐﱡﭐ ﳄ ﳅ ﳆ ِ ِ ِ
َم ْعص يَة اهلل تع اىل ،وق د ج اءَت النُّص وص الكث َ
اع ة تك ون يف جي ِع
ﳌ ﳍ ﱠ [النِّس اء ،]59 :وه ذه الطا َ ﳇﳈﳉﳊﳋ
)245أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب اجلمعة يف القرى واملدن ( ،)380/2رقم ( ،)893وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب
العادل ( ،)1459/3برقم (.)1329ضيلة اإلمام ِاإلمارة ،باب :فَ ِ
129
املنش ِط وامل ْك َره ،ويف ح ال احملبَ ِة وال ُك ْره ،ومهم ا ك ان
انِ ،م ن العُ ْس ِر واليُ ْس ر ،و َ
أح و ِال اإلنس ِ
الوال.
أخرج البخاري وغريه عن أن بن مالك قال :ق ال رس ول اهلل ((:اسعُ وا وأ ِ يع وا وإن اس تُ ْع ِمل
أسه َزبِيبَة ))(.)246 علي ُكم َعْب ٌد َحبَ ِشي َّ
كأن ر َ ا
اع ة يف عُ ْس ِرك ول اهللِ ((:علي ك َّ
الس ْمع والطا َ وأخرج مسلم وغريه ،ع ن أيب هري رة ق ال :ق ال رس ُ
الش يخان ع ن عب د اهلل ب ن عم ر رض ي اهلل وم ْكَرِه ك ،وأَثَ َرةٍ علي ك ))( ،)247وروى َّ ِ
ومْن َش طك َ ويُ ْس ِركَ ،
ب وَك ِره م ا مل ي ْ مر ِ ِ ِ يب أنَّه قالَّ ((:
مبعص يَة، َُ اعة على املرء املسلم فيما أَ َح َّ َ الس ْمع والطا َ عنهما عن النَّ ا
ٍِ
فإذا أََمَر مبعصيَة فّل سَْ َع وال َ
اعة ))(.)248
يب
الش يخان ع ن النَّ ا اع ِة َرس ولِه ،روى َّ وهذه الطَّاعة هلا أَجر وثَواب؛ إذ هي ِم ن ِ ِ
اع ة اهلل تع اىل و َ َ ٌْ َ
اع ِن، ِ ِ
ومن يُط َع األَم َري فق د أَ َ صى اهللََ ،ومن َعصاِن فقد َع َ اع ِن فقد أ ا َ اهللََ ، أنَّه قالَ ((:من أَ َ
صي األَِم َري فقد َعصاِن ))(.)249 ومن ي ع ِ
َ َْ
-2االجتِما على الوال:
ِمن أَ َه ام احلقوق :االجتِما على الوال ،و َع َدم ال ُفرقَِة واالختِّلف عليه ،فاالجتِم ا َر ْةَةٌ ،وال ُف ْرقَة َش ر،
وكلَّما اجتَ َم َعت األَُّمة على الوال قَ ِويَت َش وَكتُها ،وش ا األَ ْم ن فيه ا ،وا م أَ َّن النااسَ ،
وهاهب ا أَ ْع داؤها،
ول اهلل ع ن اخل ِري ،وكن ت واستَقام أَْم ُرها ،فعن ُح َذيْ َفة ب ن اليم ان ق ال :ك ان النا ُ
اس يَس ألو َن رس َ
وش ار ،فَجاءَن ا اهلل هب ذا ول اهلل ،إنا ا كنا ا يف جاهليَّ ة َ الش ار خمافَ ة أن يُ ْد ِرَكن ،فقل ت :ي ا رس َ
أس أَلُه ع ن َّ
الشِّر ِمن َخ ٍْري ؟ قال ((:نَعم اخلري ،فهل بعد هذا اخل ِري ِمن َشر ؟ قال ((:نعم )) ،فقلت هل بعد هذا َّ
قوم يَ ْس تَ نُّو َن بغ ِري ُس نَِّيت ،ويَ ْه دون بغ ري َه ْديي ،تَ ْع ِرف
وفيه َد َخ ٌن )) ،قال :قلت :وما َد َخنُه ؟ قالٌ ((:
م نهم وتُْن ِك ر )) ،فقل ت :ه ل بع د ذل ك اخل ري ِم ن َش ار ؟ ق ال ((:نع مُ ،دع اةٌ عل ى أب واب َج َه نَّم َم ن
أج اهبُم قَ ذفوه فيه ا )) ،فقل ت :ي ا رس ول اهللِ ،ص ْف ُهم لن ا ؟ ق ال ((:نع م ،قَ ْوٌم ِم ن ِج ْل َدتِنا ،يَتَ َكلَّم ون
وإمام ُهم ))، ِِ بألسنَتِنا )) ،قلت :يا َ ِ
ني َ اعةَ املسلم َ رسول اهلل ،فما ترى إذا أدركن ذلك؟ قال ((:تَ ْلَزم َج َ
)246أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب صّلة اجلماعة ،باب :إمامة العبد واملوىل ( ،)184/2برقم (.)693
)247رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلمارة ،باب :وجوب اعة األمراء يف غري معصية ،)1467/3( ...برقم (.)1836
الس مع والطااع ة لإلم ام م ا مل تك ن معص ية ( ،)121/13ب رقم
) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب األحك ام ،ب ابَّ :
248
( ،)7144وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلمارة ،باب :وجوب اعة األمراء يف غري معصية (.)1839( ،)1469/3
الرسول ،)111/13( برقم (،)7137 ) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األحكام ،باب :وجوب أ يعوا اهلل وأ يعوا َّ
249
ومسلم ،كتاب اإلمارة ،باب :وجوب اعة األمراء يف غري معصية ( ،)1466/3برقم (.)1835
130
ِ
ص ِل
ض عل ى أَ ْ جاعةٌ وال إمام ؟ قال ((:ف اعتَ ِزل تل ك الف َر َق كلَّه ا ،ول و أن تَ َع ا فقلت :فإن مل ي ُكن هلم َ
املوت ،وأنت على ذلك ))(.)250 َش َجَرةٍ ح يُ ْد ِرَكك ُ
الدعاء له: صَرة واجلِهاد معه و ُّ
-3النُّ ْ
الس مع والطااع ة ،واالجتِم ا علي ه أن ِ ِ ِ
ياه دوا مع ه وال َ وه ذا م ن حق وق ال وال؛ إذ إنَّ ه م ن ُم ْقتَض ى َّ ْ
وجمموعه ا ،وق ال ِ ص لَ َحةُ األَُّم ِة بِأفر ِاده ا ِ ِ
بالص ّلح والتَّوفي ق والتَّ ْس ديد ،فف ي ذل ك َم ْ َي ذلوه ،وأن يَ ْدعُو ل ه َّ
اج ِرِهم ،إىل قِي ام ماضيان مع أول األم ِر ِم ن املس لمني ،ب ِّرِهم وف ِ
َ
الطَّحا ِوي احلنفي رةه اهلل ((:واحلج واجلِهاد ِ
ا
اعة ،ال يُْب ِطلهما َشيءٌ وال يَْنقصهما ))(.)251 الس َ
َّ
الر ِعيَّ ة،
ّلح َّ
ص َ ألن بِه َجلع ْلتُه ا لإلم ام؛ َّ أن ل َد ْع َوًة ُمس تجابَةً َ وقال الفضيل بن عياض رةه اهلل ((:لو َّ
باد والبِّلد ))(.)252 ِ ِ
صلَ َحت أَمن الع ُ فإذا َ
يحة له: ِ
-4النَّص َ
يكم ل اخل ريُ ،ويتع َاون اجلمي ع عل ى ال ِ ِّب والتَّق وى ،أخ َرج ُمس لِم وغ ريه، ِ
وه ذا م ن أج ِّل احلق وق ،إذ هب ا ُ
ِ
ول اهلل ؟ يحة )) ثَّلثاً ،قلن ا :لِ َم ن ي ا رس َ ِ
الدين النَّص َ يب قالِّ ((: عن تيم بن أوس ال ادا ِري َّ
أن النَّ َّ
وعامتِهم ))(.)253 قال ((:هللِ ،ولِكتابِه ،ولَِرسولِه ،وألئِ َّمة املسلمني َّ
ضى ط لك م ثَّلث اً ،يَ ْر َ ضى لكم ثَّلث اً ،ويَ ْس َخ ُ إن اهللَ يَ ْر َ وعن أيب هريرة قال :قال رسول اهلل َّ ((:
ناص حوا َم ن َوااله اهللُ أَْم َرُكمص موا حبب ِل اهللِ جيع اً ،وأن تُ ِ لك م :أن تعب دوه وال تُش ركوا ب ه ش يئاً ،وأن تعتَ ِ
))...احلديث (.)254
اخلروج عليه:
َ -5ع َدم ِ
الس ْيف وغ ِريه ،ول و ك أن ُم ْقتَض ى االجتِم ا علي ه والطااع ة ل هَ :ع َدم اخل روج علي ه أو ُمنابَ َذت ه بِ َّ وال َش ا
وع َدم األَ ْم ن والطُّ ْمأنِينَ ة، املفاس د ِ كان جائِزاً ،لِما ي تَ رتَّب على اخل روج علي ه ِم ن ِ
يم ة كالتَّ ْف ِرقَة والتَّ َش تُّتَ ، العظ َ َ ََ
وغري لك ،وقد تَ َق َّدم ما يَ ُد ال على ذلك ِمن حديث ُحذي َفة وغ ِريه.
)250أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب الف ت ،ب اب :كي ف األم ر إذا مل تك ن جاع ة ( ،)35/13ب رقم ( ،)7084وأخرج ه
الفت ( ،)1475/3برقم (.)1847 مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلمارة ،باب :وجوب مّلزمة جاعة املسلمني عند ظهور ِ
ُ
)251يُنظر :شرح العقيدة الطحاوية (ص .)387
)252يُنظر ترجته يف :البداية والنِّهاية (( ،)207/10أحداث سنة 187ه ).
الدين النَّصيحة ( ،)74/1برقم (.)55 )253رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :بيان َّ
أن ِّ
)254أخرجه مس لم يف ص حيحه ،كت اب األقض ية ،ب اب :النَّه ي ع ن كث رة املس ائل ِم ن غ ري حاج ة ( ،)1340/3رق م (،)1715
وأخرجه مالك يف املو اأ (.)990/2
131
وع ن اب ن عبا اس رض ي اهلل عنهم ا ق ال :ق ال رس ول اهلل ق الَ ((:م ن َرأَى ِم ن أَِم ِريه َش يئاً يَ ْكَرُه ه
جاهلِيَّة ))(.)255
فَ ْليصِب ،فإن فار َق اجلماعة ِشباً فَمات فَ ِميتة ِ
َ َ َ ْ َ َْ
حقوق الرعية:
-1احلكم بينَهم بِ َش ْر اهللِ:
اع ي بي نَهم مب ا أن َزَل اهلل ،وأن يُطَبِّ َق َش ْر اهللِ ُس بحانَه وتع اىل ،ق ال اهلل
الر ِعيَّ ة أن ي ُك م الر ِ
ا
ِم ن حق ِ
وق َّ ُ
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ
ﱠ [املائدة.]49 :
الع ْد َل واإلخ اء، الس ّلم ،و َ ك أن احلك َم بِ َش ِر َيعة اهللِ تع اىل يُ وِرث األَ ْم َن واألَم ان ،والطُّ َمأنِينَ ة و َّ وال ش ا
احلق واهلُدى والنُّور.املودة ،ويمع النااس على ا واحملبَّة و َّ
صح لِ َّلر ِعيَّة:
-2النُّ ْ
اع ي يف ك ال أُم وِره ،ويتَ ِه د يف ذل ك ويَْب ُذل ُو ْس َعه و اقَتَ ه ،روى الر ِعيَّ ة أن ي ْنص ح هل م الر ِ ِم ن َح ِّق َّ
ا َ َ
الشيخان عن َم ْع ِقل بن يَس ار ق ال :سع ت رس ول اهلل يق ول ((:م ا ِم ن َعْب ٍد يَ ْس تَ ْر ِعيه اهللُ َر ِعيَّةً مي وت َّ
يوم ميوت وهو غاش لَِر ِعيَّتِه اإال َحَّرم اهللُ عليه اجلنَّة ))(.)256 َ
الرأْفَة هبِم: الرفْق و َّ
ِّ -3
ِ ِ
ناص ُح األَُّم ة
ص ُفوا األَفْئ َدة ،وتَتَ َ احملبَ ة ،وتَ ْ
فوس ،وتَ ْف ُش وا َ ِ وهذا أَْمٌر ُم ِه ام ،وبِه تَأْتَلف ال ُق ُ
لوب ،وتَ ْق َّتب النُّ ُ
هم َم ن ول را ِ َور ِعيَّة؛ روى مسلم وغريه عن عائشة رضي اهلل عنها قالت :سعت رسول اهلل يقول ((:اللَّ َّ
ِ ِ ِ ِ
فارفُق به ))(.)257 ومن ول من أَُّميت َشيئاً فَ َرف َق هبم ْ من أَُّم ِيت َشْيئاً فَ َش َّق علي ِهم فا ْش ُقق عليهَ ،
الع ْد ِل فِي ِهم: إقامةُ َ
َ -4
وع َّم يف أرج ِاء ٍ
الع ْدل يف أَُّم ة اإال وانتَ َش ر اخل ريَُ ، رورة ،فم ا فَش ا َ الض َ
عم ا قَ ْب لَ ه يف األهِّيَّ ة و َّ ِ
وه ذا ال يَق ال ا
األَْرض وتَكاثَر وازداد وَنا ،وقال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱠ [النَّحل:
،]90وقال سبحانَه:ﭐﭐﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ اآلية [النِّساء.]58 :
يب ( س ّتون بع دي أم ورا )5/13( )...ب رقم (،)7054 ) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب الف ت ،ب اب :ق ول النَّ ِّ
255
ّلزمة جاعة املسلمني عند ظهور الفت ( ،)1477/3برقم (.)1849 وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلمارة ،باب :وجوب ُم َ
صح ( ،)127/13برقم ( ،)7150وأخرجه ِ
) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األحكام ،بابَ :من استَ ْرعى َرعيَّة فلم يَْن َ
256
132
آثار القيام ب ُحقوق الراعي والرعية: ُ
الر ِعيَّة عل ى ه ذه األُ ُس ِ املتِينَ ة والثَّوابِت املس تَ ِقَّرة ،أراد لِألَُّم ة اعي و َّ عندما نَظَّم اإلسّلم العّلقَةَ بني الر ِ
ا ُ َ
ض اآلث ا ِر ِ ِ ِ ِ ِ
عاوا ا ،وميك ن أن نَ ْذ ُكر بع َ املس ل َمة أن تك ون أَُّم ةً ُمتَ َميِّ َزة ب ني األم م يف عّلقَته ا وأَْمنه ا َورخائه ا وتَ ُ
اإليابِيَّة لِ ِلقيام هبذه احلقوق:
ألام نَ َّفذوا أَو ِامَر اهللِ تعاىل.
إن اجلميع مأجورون؛ َّ الع ِظيم والثَّواب اجلَ ِزيل ،إذ َّ -1يف ذلك األَ ْجر َ
فاألم ة املت ِ تكني لُِق َّوة األَُّمة ِ
ّلةَة يَهاهب ا وعِّزها وِرفْ َعتِها بني األَُممَ َّ ، الر ِعيَّة مع ِ ِ
الراعي ٌ ا ّلح ِم َّ
-2يف تَ ُ
أعداؤها ،وَيشون قُ َّوَِتا.ُ
انشغاهلم مبا ي ِ نمية ،و ِ ِ ِ
ضارتَ ُهم ،ومييِّزهم بني األَُمم. صلح حاهلم ،ويُطَِّور َح َ ُْ -3اجتاه األَُّمة للبِناء والتَّ َ
الرخاء ،ويَعُ ام اخل ريُ والنَّ ْف ع س ائِر أَْرج ِاء ال بِّلد ،فم ا بُلِيَ تالعّلقَة املتِينَة يَْنتَ ِشر األَ ْمن و َّ -4يف هذه َ
الشحناء واالختِّلف. أَُّمة بِأَ ْعظَم ِمن ال ُف ْرقَة و َّ
ف ُمقابِلِ ه، ض ْع ِ ِ ِ ِ -5يف تع اون َّ ِ
ص فوف ِهم ،ف ّل يَْن ُف ُذ َع ُدو اإال بِ َ الراع ي َع َدم نَف اذ األَ ْع داء يف ُ الرعيَّ ة و ا ُ
كما هي سنَّة اهللِ تعاىل يف َخ ْل ِقه.
األسئلة:
اعي؟ ُمستَ ِداالً على ما تقول ؟
س :1ما املراد بالر ِ
ا
الر ِعيَّة. حبقوق الر ِ
اعي و َّ يام ِ ِ
س :2اذ ُكر ثَّلثَةً ِمن آثا ِر الق ِ
ا
اخلروج عليه ،ما املراد بذلك ؟ وما ح ْكمه ؟ ذاكِراً بعض ِ
األدلَّة عليه ؟ اعي َع َدم ِ سِ :3من حقوق الر ِ
ُ ُ ا ُ
133
طورةُ االختالط
وخ َلمرأَةُ ،
تَكريم اإلسالم ل َ
المرأَة في الجاهلية ال َقد َ
يمة: َ
ض ى يف ك ال َش ْيء، ِِ اس قَ ْب ل بِ ْعثَ ِة َّ
ود ُهم ال َف ْو َ
وض ّللَة َع ْمي اء ،تَ ُس ُ
حمم د يف جاهليَّة َج ْه ّلءَ ، كان النا ُ
وضى يف التَّعامل واألخّلق ،ويف جيع ش ون احلياة كلاها ،فلي هناك نِظ ام السلوك ،وفَ َ ضى يف االعتِقاد و ُّ فَ ْو َ
الص ور الكاحلَ ة يف وم ن ُّ اخلاص ةِ ،
س ائِد تق وم علي ه تل ك اجملتَمع ات ِس وى بع ض األع راف والتَّقالي د واملص احل َّ
يس ةُ ،حقوقه ا ِ ِ ِ اهلي :م وقِ ُفهم َ ِ ذل ك اجملتم ع اجل ِ
املش ني م ن امل رأة ،فق د كان ت تع يش واقع اً ُم مل اً ،وحي اة تَع َ َْ َ
ساقِطَة ،وو ِاجباِتا فوق اقَتِها ،ال َح َّق هلا يف احلياة وال بعد املمات ،وهذه بعض األمثِلَة على ذلك:
الدِت ا ،ب ل قب ل أن تُولَ د يك ون األَب ني ِو َ عاس ة ِم ن ِح ِ
أ -م ن حي ث النَّظَر إليه ا ،فَنَظْ َرة بُ ْ ٍس وتَ َ
ِ
ِ ِ ِ
ص ْد ُره
يق هب ا َ عل ى أَ َح ار م ن اجلَ ْم ر بانتظ ا ِر املول ود أه و ذَ َك ر يَ ْف َرح بِ ه ومي َرح ،أو ه و أُنْث ى يَض ُ
استَ َحى أن يُو ِاجه هبا قَ ْوَمه. الدنْيا يف َو ْج ِهه ،و ْ
ويَ ْس َواد َو ْج ُهه ،فإذا بُ ِّشر هبا أظلَ َمت ُّ
ِ ِ ِ
ص ِّوروم َذلَّة ويُ َ
ضهم عندما يُولَد له أُنْثى من َدفْنها وهي حيَّة ،أو يُْبقيها على هون َ ب -ما يَ ْف َعله بَ ْع ُ
وع ّل ه ذين امل وقِ َف ْني بقولِ ه تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ َربُّن ا ج َّل َ
ﱸﱺ
ﱹ ﱰﱲﱳﱴ ﱵﱶﱷ
ﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯ ﱱ
س بحانَه:ﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ [النَّح ل ،]59- 58 :ويق ول
ﱪ ﱫ ﱠ [التَّكوير.]9-8 :
ومن ذلكَّ :أاا مل يَ ُكن هلا َحق ج -أما ِمن ِجه ِة حقوقِها املالِيَّة فَّل ي ِقل عن سابِقيه ذُاالً واحتِقاراًِ ،
َ ا َ ُ ا
يف امل رياث ُمطْلَق اً ،ولي ت األم َر َوقَف عن د ه ذا احل اد ،ب ل ُجعِلَ ت ِه ي َمتاع اً وم االً يُ َورث بع د
ت َزْوِجها.
مو ِ
َْ
الزوجيَّة ،ه ذا بَعِي د عنه ا ،فكي ف يك ون ذل ك ِ د -وإذا كانت َزْو َجة فَ َهل هلا أن تُ َف ِّكر يف ُحقوقه ا َّ
وه ي تُ َورث ،فَ َِريثُه ا أَبْن اء َزْوِجه ا وأَقا ِرب ه ،فَ َم ن ش اءَ م نهم نَ َك َحه ا ،أو َعض لُوها فَ َمنَعوه ا
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ النِّك اح ،وج اء اإلس ّلم فَنَ َه ى ع ن ذل ك كلا ه ،فق ال
اء: ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [النِّس ﲣﲥﲦ
ﲤ ﲟﲠﲡﲢ
134
ه -أما ِ
االحّتام والتَّقدير وما ي ْتبع ذلك فه ذا ال تُ َف ِّك ر في ه ،وال يص ل هل ا ،ف امرأة ت َدس يف ال ُّّت ِ
اب ا ُ ََ ا
ِ
عاشْتها تلك املرأَة ؟! . فأي َمعِ َ ِ
()258
يشة َ ومتا إن بَقيَت ،ولي هلا َحق يف احلياة ،ا صغ َريةَ ،َ
المرأَة في اإلسالم: َ
ط وحياِت ا ِ ِ ِ
املش ينَة إىل م ا في ه ّلم وامل رأةُ عل ى ه ذه احل ال املخ ِزيَة ،فانتَ َش لَها م ن واقعه ا امل ْن َح ا َ ج اء اإلس ُ
ِ ِعُّزها وتَش ِري ُفها وتَك ِرميها ،ومع ِرفة مكانَتها ِ ْفلَة ِ
صغ َرية حمبوبَة ،وبِْنتاً ياف َعة ،وأُ ْختاً حمتَ َرَمةَ ،وزْو َجة َوُد َ
ودة ،وأُام اً َ َْ َ
وم ن ص َوِرون حياِتا منذ ِوالدِت ا ،وح بع د وفاِت اِ ، ِ اإلسّلم لِ ِ ِِ
َ َ لمرأة يف َجي ِع ُش َ َ َحنونَة ُم َكَّرَمة ،ويَْب ُرز تَكرميُ
التَّك ِرمي:
وج َعلَ ُهم َمس ولِني عن ذلك ِرجاالً ونِساء ،ومل يُ َفِّرق بينهم، أ -خلَق اهلل اخللق ،وَكلََّفهم بِعِ ِ
بادتهَ ،
َ ُ َ َ ُ َ
ب اجلزاءَ على التَّكلِيف ،قال تعاىل :ﭐﱡﭐ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ َورتَّ َ
ﱪﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ
الصّلة،
بالصّلة ( )187/1برقم ( ،)495وأخرجه الّتمذي ،كتاب َّ الصّلة ،باب :م يُ َمر الغُّلم َّ
)260أخرجه أبو داود كتاب َّ
بالصّلة ( )259/2برقم (.)407
يب َّ باب :ما جاء م يُ ْ َمر َِّ
الص ا
135
وح َّدد َمع املَ َم ن يُ ْقبَ ُل، ِ ِ
يمن تَ َق َّدم خلطْبَته اَ ،
ِ
اإلسّلم باستش َارِتا ف َ
ُ ياِتا مع َزْوِجها أََمر
ه -وأله ِّميَّة ح ِ
َ
وخلَُق ه فَ َزِّوج وه ،اإال تَ ْف َعل وا تَ ُك ن فِْت نَ ة يف ِ
ض ْون دينَ ه ُوه و ال ِّدين واخلُلُ ق ،ق ال ((:إذا أَت ا ُكم َم ن تَ ْر َ
ساد َع ِريض ))(.)261ض وفَ ٌ األَْر ِ
يب أنَّه قالَ ((:خريُكم َخ ْريُكم ألهلِ ه ،وأن ا َخ ْريُكم ِ ِ ِ ِ
و -أََمَر بِتَ ْك ِرميها وِرعايَتها من قبَ ِل َزْوجها ،فعن النَّ ِّ
فإن املرأََة ُخلِ َقت ِمن ِض ْل ٍع أَ ْع َوج ))(.)263 استَوصوا بِالنِّساء خرياًَّ ، ()262
ألَ ْهلي )) ،وقال ْ ((:
ِ
وح ِديثاً ،ويَ ْك ِفي َّ
أن ظام بش ِر ِ
ي قَدمياً َ
ِ ٍ
أوجب هلا من احلقوق ما ال َيطُر على ن َ َ ا
ِ
ز -اأما كواا أُاماً فقد َ
ﱡﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ وعّل فقال: اهللَ سبحانَه َج َع َل َح َّقها بعد َح ِّقه َّ
جل َ
ﲎﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ
ﲏ
ضون ِدينَه فَ َزِّوجوه ( )394/3برقم ( ،)1084وابن ماجه الّتمذي ،كتاب النِّكاح ،باب :ما جاء إذا جاءكم َمن تَ ْر َ )261أخرجه ِّ
الّتِم ذي باالنقط ا ،مث ذ َك ر ل ه ش ِ
اهداً ِم ن ح ديث أيب ح ات امل زِن َّ
الص حايب رض ي اهلل عن ه، ب رقم (ِ )1967م ن َح ِديث أيب هري رة وأعلَّ ه ِّ
وحسنَه األلباِن يف إرواء الغليل (.)266/6 وحسنه برقم (َّ ،)1085َّ
يب ،)666/5( برقم (.)3895 ضل أزواج النَّ ِّ
) أخرجه الّتمذي ،كتاب املناقب ،باب :فَ ْ
262
)263أخرج ه البخ اري يف ص حيحه كت اب النِّك اح ،ب اب :امل داراة م ع النِّس اء ( ،)253/9ب رقم ( ،)5186وأخرج ه مس لم يف
الو ِصيَّة بالنِّساء ( ،)1091/2برقم (.)1468 صحيحه كتاب الَّرضا ،بابَ :
136
الع ام ،واب ن اخل ِال، ن اب : ك ا يب
رِ ق ان ك و لو ح ، الرج ِل غ ري احمل رِم بِ املرأَةِ
َ ً َ َ ّلم َخ ْل َوَة َّ ُ
ب -ح َّرم اإلس ُ
خول عل ى النِّس اء )) ،فق ال َر ُج ٌل ِم ن الزوج ،وحنوهم ،قال رس ول اهلل ((:إياا ُكم وال ُّد َ وأخو َّ
رسول اهلل ؟ قال ((:احلَ ْمو املوت ))( ،)264واحلمو :قَ ِريب َّ
الزْوج. احلمو يا َ أفرأَيْت ْ األنصارَ :
ِِ ِ ِ
ريب
ص َرها ،وتُ ِّ
ومْي دان َع َمله ا ،وحمَل ذ َمس وليَّتها ،ب ه َْحت َف بَ َ جَ -مك ا ُن امل رأَة بَْيتُه ا ،وه و َوظي َفتُه اَ ،
الص حيح ((:كلُّك م را ٍ أَ ْفاهل ا ،وتق وم بِ ُش ون َزْوِجه ا ،وتَ ْر َع ى َمس ولِيَّتَها ،ج اء يف احل ديث َّ
ومس ولَة ِ ِ ِِ ِِ وكلُّكم َمس ٌ
ول عن َرعيَّته ،...واملرأة يف بيت َزْوجه ا َ ومس ٌ ول عن َرعيَّته ،فاإلمام را ٍ َ
ومس ول عن َر ِعيَّتِه ))(.)265 ِ ِ ِ ِِ
عن َرعيَّتها ،واخلادم يف مال َسيِّده را َ
وق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ [األح زاب ،]33 :وال يع ن
اخلاص ة هب ا ،كالتَّ د ِري للنِّس اء، تعم َل يف املي ِادين َّ العم ل ُمطلق اً ،ب ل هل ا أن َ ه ذا أا ا ال ي وز هل ا َ
الش ِ
رعيَّة. بالضوابِط َّ
هلن وحنوها َّ ِ ِ ِ
الرعايَة االجتماعيَّة ا هلن ،و ِّ
والتَّطبيب ا
روجه ا ِم ن َمْن ِزهل ا ينبغ ي أن تت أَ َّدب ب آداب اخل روج ،ومنه اُ :حمافَظَتُه ا عل ى ِحجاهب ا، د -عن د خ ِ
ُ
ِ ِ
وس ِّْتها ،وح ْش َمتها ،ووقا ِره ا ،و اأال ُت ُر َج اإال َ
حلاج ة ،وُت رج غ ري ُمتَ َعطِّ َرة وال ُمتَ َزيِّنَ ة ،روى أب و َ
استَ ْعطََرت فَ َمَّرت ب اجمللِ ف ِه ي ك ذا وك ذا )) رسول اهلل قالَّ ((:
إن املرأ َة إذا ْ أن َ داود وغريه َّ
الر ِ
جال. الشيطا ُن َم ْد َخّلً لَِق ْلبِها أو قُلوب ِّألجل اأال ِي َد َّ كل ذلك ِ َ ا ة، ي( ،)266يعن :زانِ
ِ حمادثَتِها لِ ِّلر ِ
ضروِري أو َ
حاجة ألم ٍر َ
احملادثَة اإال ْجال األَجانب عنها ينبغي اأال تكون هذه َ ذ -عند َ
وع َدم لِيونٍَة يف ال َك ِ
سر ،يقول تعاىل :ﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ّلم أو تَ َك ُّ وبِأَ َدب َ ُ
ﱘ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱠ [األحزاب:
ﱙ ﱗ
.]32
وأخ رياً حنم د اهلل س بحانه وتع اىل ال ذي م َّن علين ا هب ْدي ه الق ِومي ال ذي في ه ِص يانة لِألَع راضِ ،
وةايَ ة َ ْ َ َ َ َ
قامة يف أُموِر احلياةِ بِ َّ
عامة. ِ
وحمافَظَة على النَّ ْسل ،واست َ
ِ
لألخّلقُ ،
)264أخرج ه البخ اري ،يف ص حيحه ،كت اب النِّك اح ،ب اب :ال َيل َو ان َر ُج ل ب امرأة ( )330/9ب رقم ( ،)5232وأخرج ه مس لم،
السّلم ،بابَ :حت ِرمي اخللوة بِاألجنَبِيَّة ( ،)1711/7برقم (.)2172
كتاب ا
ض يلَة اإلم ام الع ِادل
)265أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب اجلمع ة ،ب اب :اجلمع ة يف الق رى وامل دن ،وأخرج ه مس لم ،ب اب :فَ ِ
( ،)145/3برقم (.)1829
)266أخرج ه أب و داود ،كت اب التَّ َر اج ل ،ب اب :م ا ج اء يف امل رأة تَتَطَيَّ ب لِلخ روج ،)478/(2ب رقم ( ،)1473وأخرج ه ِّ
الّتِم ذي،
كتاب األدب ،باب :ما جاء يف كر ِاهيَّة خروج املرأة ُمتَ َعطِّرة ( ،)98/5برقم (.)2786
137
األسئلَة:
قبل اإلسّلم إىل املرأة. ِِ ِ
الصور الكاحلة لنَظَْرة اجلاهليِّني َ بعض ُّس :1اذ ُكر َ
ضح ذلك. خصيَّة املرأة يف ِدي ِن اهللِ ُمتَ َميِّ َزةَ ،و ِّ
سَ :2ش ِ
بعض ِ
األدلَّة. السبب يف ذلك ؟ مع ِذ ْكر ِ الذ َكر واألُنثى ،فما َّ اإلسّلم االختِّل َط بني َّ سَ :3حَّرم
ُ
صها ،ما معىن هذه اجلملَة ؟ سِ :4حجاب املرأةِ املسلِمة ِمن أَ ْعظَم خصائِ ِ
َ َ
اض َحة ،بَ ِّني أَْربَ َعةً منها. ضرار و ِ س :5لِّلختِّلط أَ ْ
138
ُحقو ُق الزو َجين
وج ْني:ﭐ ِ ِ ال َّزواج ِرب ا ٌ ِ
ال َّز َطاع ه ،ق ال تع اىل يف َح ِّق ب اهللُ بَق اءَه ،ويَ ْك َره انْق َوج ْنيُ ،ي ا
ط َوثي ٌق ب ني ال َّز َ
ﭐﱡﭐﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱠ [النِّس اء،]21 :
الز ِ
وجيَّ ةإن ذل ك -ب إ ْذ ِن اهللِ تع اىل ُ -م ْ ِذ ٌن باس تِمرا ِر احلي اةِ َّتس كا هب ا ف َّ
وج ْني ُحقوق اً إن َّ ول ذلك َش َر لل َّز َ
عادِتما.
وس ََ
ﲑ ﲐ ﲌ ﲎﲏ
ﲍ تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ قوق هو قَ ْولُه اجلامع ِ
هلذهِ احل ِ واألَصل ِ
ُ ْ
ﱠ [البقرة.]228 :
الر ُج َل يَِزي د عليه ا ب َّ
أن ل ه اآلخ ر ُحقوق اً ،و َّ
أن َّ ِِ ِ
فبَ َّني ُس بحانَه وتع اىل يف ه ذه اآليَة لك ّل ال َّزْو َج ْني عل ى َ
القو َامة وحنو ذلك ،وحنن نَ ْذ ُكر هنا أ ََه ام هذه احلقوق ،وهي أنوا :حق الطااع ِة و ِ
َا َ
المشتَ َرَكة:
الحقو ُق ُ أَوالًُ :
ِ
املعروف: املعاشرة بِ -1
ََ
الزوج ان ،فَلِ َك ْي تَ ْس تَ ِمار احلي اةُ
املعاش َرة واملخالَطَة َّ
ص ل بينهم ا َ املعاش َرةُ :املخالَطَة ،وأَ ْكثَ ر َش ْخ َ
ص ْني َْحت ُ َ
ِ ِ َّ ِ
الزوجيَّ ة بَينَ ُهم ا ال بُ َّد م ن ُح ْس ن اخللُ ِق بَْي نَ ُهم ا ،واالح ِّتام املتَب َادل ،والتَّلَطُّ ف يف اخلط اب ،و َ
املماز َح ة
اآلخر يف نَ ْف ِسه وأ َْهلِه َكوالِ َديْه أو ِغ ِريِها. ِ
َح ُدها ما يُ ْ ذي َ الزاالت ،وأاَال يأيت أ َ َّجاوز عن َّ املّلعبَة ،والت ُو َ
احلق قَ ْولُه تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲱ ﲲ ﱠ [النِّساء ،]19 :وقوله َ ((:خ ْريُكم َخ ْريُكم ِ
ودليل هذا ا َ
ألهلِي ))(.)267 ألهله ،وأَنا َخ ْريُكم ْ
ِ
ْ
جامعةٌ قد ي ْدخل فيها كل ما يأيت ب ع َدها ِمن ح ٍ
قوق. ِ ِ
ُ َْ ا املعاشَرة باملعروف َكل َمة َ َ ُ و َ
-2االستِ ْمتا ُ:
َّس َخة ،وحن و ذل ك ،فاملش رو الروائِح ال َك ِريهة ،واملّلبِ املت ِ
َّج ُّمل والتَّطَيُّب ،وإزالَة َّ ِ
َ وما يَْتبَع ذلك من الت َ
املعاش َرة بِاملعروف ،وق د ق ال اب ن عبا اس رض ي اهلل عنهم ا ((:إِن داخ ٌل يف َ الزوجني مراعاة ذلك ،وه ذا ِ ِِ
لكّل َّ ْ َ ْ ُ
ب أَن تَتَ َزيَّن ل ))(.)268 ِ ِ
لم ْرأَة كما أُح ا ب أن أَتَ َزيَّن ل ََح ا
أل ُ
139
وب،ت ال يت ال حتت اج إىل إظها ِره ا ،وس ّْت العي ِ وجيَّ ة :ومش اكِل البي ِ الز ِ
احملافظَ ة عل ى أس را ِر َّ -3
َ ُ َ
اس عن د إن ِمن أَ َش ار النا ِ
يصل بينهما ِمن استِ ْمتا ٍ وحن ِوه ،قال رسول اهلل َّ ((: ص ما ُ وباألخ ا
َ
ضي إليه مثَّ يَْن ُشر ِسَّرها ))(.)269
ضي إىل امرأتِه وتُ ْف ِ الرجل ي ْف ِ ِ
يامةُ ُ َّ : اهلل َمن ِزلَة يوم الق َ
اع ِة اهللِ تع اىل ،وه ا أَ َح اق
الص ْب علي ه ،والتَّع ُاون عل ى َ احلق و َّ ِ
املناص َحة بينهم ا :والتَّواص ي بِ ا َ -4
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ اس بِتَب ِ ِ
عاون ا يف
يحة بينَ ُهم ا ،وم ن ذل ك :أن تُعينَ ه عل ى ص لَة َرة ه ،ويُعينه ا ،ويَتَ َ ادل النَّص َ النا ِ ُ
عموم قولِه تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ داخل يف ِ ِ
الصاحلة ،وهذا ٌ أوالد ِها َّ
الّتبِية ا
تَربِيَّة ِ
[املائدة.]2 :
ثانياًُ :حقو ُق الزوج (واجبات الزو َجة):
اعة:
-1الطا َ
ِ ِ
اعة َزْوجها إذا توفَّرت شروط الطا َ
اعة الثَّّلثَة: وجة َ الز َ
ب على َّ فواج ٌ
صيَة اخلالِق.
ملخلوق يف مع ِ
َْ
ٍ ِ ِ ِ
أ) أن تكون باملعروف ،أي :من غ ِري َم ْعصيَة اهلل ،فّل َ
اعة
طاعة. ِ
ب) االست َ
ضَرٌر.ج) اأال يَتَ َرتَّب عليها َ
ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ [البق رة ،]228 :وق ال:
ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱠ [النِّساء.]34 :
اع ِة امل رأةِ َزْو َجه ا ((:إذا
ض ِل َ وجيَّ ة ،وتَ ْس تَ ِقيم األُ ْس َرة ،وق د ق ال يف فَ ْ الز ِ
اع ة تَ ْس تَ ِقار احلي اةُ َّ
وبالطا َ
اب اجلنَّ ِة
اع ت ب ْعلَه اَ ،د َخلَ ت ِم ن أَي أَبْ و ِ
ا ص نَت فَ ْر َجه ا ،وأ َ َ ص لَّت امل رأَة مخْ َس ها ،وص َامت َش ْهَرهاَ ،
وح َّ َ
270
شاءَت ))( ).
وح اق ،ويَتَ َحلَّ ى بِ اخللُق ِ ِ
والواج ب عل ى ال َّزْوج أن يُراع َي اهللَ يف ه ذا احلَ اق ،فَ ّل يَ ُأم ْره ا اإال مب ا ه و َخْي ٌر َ
يب نَ ْف ٍ وِرضى. اعة عن ِ ِ َِّ
صل له الطا َالرفيع عندما يَأْ ُمر ويَْن َهى ح َّ َْحت ُ
-2ال َقرار يف البَ ْيت:
140
ض ل النِّس ِاء بِال َقرا ِر يف رورةٍ ،وق د أََم ر اهللُ تع اىل أَفْ َ
ض َ
ِ
يوز هلا اخلروج اإال ب إ ْذ ِن َزْوجه ا ،اإال يف حالَة َ فّل ُ
يب ،وبَِقيَّ ة املس لِمات تَبَ ع هل ان يف ذل ك:ﭐﱡﭐ ﱦ ﱧ ﱨ اج النَّ ِّ
ِ
البُي وت ،فق ال تع اىل خما ب اً أزو َ
ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ [األحزاب.]33 :
ص لَ َحة هل ا ،وال يّتتَّ ب علي ه َم ْف َس َدة ،عل ى أن ُت رج ُْحمتَ ِش َمة ِ ِ
وال ينبَغ ي لل َّزوج أن مينَ َعه ا ما ا في ه َم ْ
ول اهللُمتَ َح ِّفظَة ،غ ري ُمتَبَ ِّر َج ة وال ُمْب ِديَة َش ْيئاً ِم ن ِزينَتِه ا ،فع ن اب ن عم ر رض ي اهلل عنهم ا ق ال :ق ال لن ا رس ُ
ساج َد اهلل ))(.)271 ((:ال تنعوا إماء اهللِ م ِ
َ َ َ
قفيَّ ة ام رأة عب د اهلل ب ن مس عود رض ي اهلل عنهم ا قال ت :ق ال لن ا رس ول اهلل ((:إذا وع ن زين ب الثَّ ِ
املسج َد فَّل ت ا ِ يباً ))(.)272 ش ِه َدت إحدا ُكن ِ
ا َ
أوالده ا ،وحت افِ عل ى م ِال َزْوِجه ا ،وال تُ َكلِّ َف ه م ا ال يُ ِطي ق ،ق ال ((:امل رأة -3أن تَ ْر َعى بَْيتَها و َ
ومس ولَة عن َر ِعيَّتِها ))(.)273 ِ ِ ِ
راعيَة يف بَْيت َزْوجهاَ ،
ِِ -4أن حتافِ على ِعر ِض ها ِ
يب : وش َرفها ،وال تُ َع ِّرض نَ ْف َس ها للفْت نَ ة ،وتق َّدم يف احل ديث ق ول النَّ ا َ ْ
صنَت فَ ْر َجها)). ((وح َّ
َ
ب أن يَ ْد ُخ َل َمْن ِزلَه ،ول و ك ان قَ ِريب اً هل ا ِ ِ ِ
ص ال يُِري ُده ،وال ي ا ألي َش ْخ ٍ -5ال ت أذَن يف بَْي ت َزْوجه ا ا
ِ
كرهونَه ))(.)274 كأ وغ ِريه ،قال (( :..ولَ ُكم َعلي ِه ان أن ال يُو ئَ ان فُ ُر َش ُكم أَ َحداً تَ ُ
ِ الص ِ إذن َزْوِجه ا؛ َّ ص يام التَّط و اإال ب ِ -6ع َدم قِ ِ
يامه ا بِ ِ
اع ة واجبَ ة فَتُ َق َّدم الطا َ
اع ة، يام نافلَ ة والطا َ
ألن ِّ َ ا َ
اه ٌد اإال بإذنِ ه ،وال تَ أَ َذن يف بَْيتِ ه اإال الرس ول ((:ال ِي ل لِلم رأة أن تص وم وزوجه ا ش ِ يق ول َّ
َ َْ ُ ا َْ
بإذنِه ))(.)275
وجة (واجبات الزوج):
ثانياًُ :حقو ُق الز َ
املهر:
ْ -1
اجد (الف تح )382/2رق م ( ،)900ومس لم ،كت اب )271رواه البخ اري ،كت اب اجلمع ة ،ب اب :أذن وا للنِّس اء باللَّي ل إىل املس ِ
املساجد (،)326/1رقم (.)442 الصّلة ،باب :خروج النِّساء إىل ِ َّ
ِ
الصّلة ،باب :خروج النِّساء إىل املساجد ( )328/1رقم (.)443 ) رواه مسلم ،كتاب َّ 272
)273رواه البخاري ،كتاب اجلمعة ،باب :اجلمعة يف القرى واملدن( ،الفتح )380/2رقم (.)893
ِ
احلج ( )890/2رقم (.)1218 ) رواه مسلم يف حديث جابر الطَّ ِويل يف ص َفة ا
274
مال َم ْواله ( )711/3رقم (.)1026 ومسلم ،كتاب الزكاة ،باب :ما أَنْ َفق العب ُد ِمن ِ
َْ
141
ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ وه و و ِاج ب للم رأَة ،وح اق هل ا ول ي لِغَ ِْريه ا ،ق ال تع اىل:
[النِّساء.]4 :
-2النَّ َف َقة:
املعروف ،وه ذا َيتَلِ ف ب اختِّلف األَْزِمنَ ة واألَ ِ
مكنَ ة ،وح ال ِ وج أن ي ْن ِف ق عل ى َزوجتِ ه بِ ِ
َْ ب عل ى ال َّز ِ ُ فَواج ٌ
ﱲﱴﱵﱶ
ﱩﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ ﱳ
ﱪ تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ال َّزْو َجني ،ق ال
ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱠ [الطَّّلق.]7 :
الص ْب عليها: وع َدم ظُْل ِمها ،و َّ
الر ْةَة هبا َالش َف َقة عليها و َّ
َّ -3
أن أَع وج ش ٍ ِ
الض ْلع
يء يف ِّ إان ُخل ْق َن ِم ن ِض ْلع ،و َّ ْ َ َ ق ال رس ول اهلل ((:واستَ و ُ ِ
ص وا بالنِّس اء َخ ْرياً ،ف ا ْ
ِ
وصوا بِالنِّساء َخرياً )) . ِ
يمه َك َس ْرتَه ،وإن تَرْكتَه مل يََزُل أَ ْع َوجْ ،
أَ ْعّله ،فإن ذَ َهبَت تُق َ
()276
فاستَ ُ
وحتقيق ِ
وصيانَتهاِ ،
القو َامة عليها: -4الغِ َرية عليهاُ ِ ،
وجي ٍه ودون األَ ْخ ِذ عل ى يَ ِدها فَلَرمب ا فَ َس َدت إن ِم ن َبِيع ة امل رأة َّأا ا ض عِيفةَ ،ول و تُركِ ت دون تَ ِ
َ َ ف َّ
الرج ِال ِ ِ ِ ِ وأفْ َس َدت ،ولذلك َح َّذ َر َّ
ض ُّر عل ى ِّ الرسول من فْت نَة النِّساء فقال ((:م ا تَ َرْك ت بَ ْع دي فْت نَ ةً أَ َ
ِمن النِّساء ))(.)277
وجاء يف الغرية قوله ((:أَتَ ْع َجبون ِمن ِغ َرية َس ْعد ؟ ألنا أَ ْغ َري ِمنه ،واهللُ أَ ْغ َري ِم ِّن ))(.)278
وث ،وق د ج اء يف احل ديث ((:ال يَ ْد ُخل اجلنَّ ةَ وم ن ال يَغ ُار فه و َديُّ ٌق ال ش يخ اإلس ّلم اب ن تيميَّ ةَ ":
ِ ديوث ))( ،)279وهلذا كانت الغرية الو ِاجبة على العب ِ
وم ن غريته على أهله ،وأَ ْعظَم ذلك امرأَتُه مث أَقا ِربُه َ َ هي د َْ َ َا
اعتِه "اه (.)280
هو حتت َ
ِ ِ وأخ رياً فإنَّ ه ال َيل و ب ي ِ
أن بَْيت اًص َّت م ن ُمش كّلت وخّلف ات ،وه ذه َبِ َيع ة البَ َش ر ،ف ّل يَظُ ان َش ْخ ٌ َْ ٌ
ض مل َي ل ِم ن ذل ك وه و ضل بَْي ت ك ان عل ى َو ْج ه األَْر ِ ِ
ص ُفو من َك َدر ،أو َيلو من ُمنَ غِّصات ،وإن كان أَفْ َ
ِ
يَ ْ
)276رواه البخاري ،كتاب احلدود ،بابَ :من َرأى مع امرأتِه َر ُجّلً فَ َقتَله (الفتح ،)174/12رقم (.)6846
)277رواه البخاري ،كتاب النِّكاح ،باب :ما يُتَّقى ِمن ُش ْ م املرأة (الفتح ،)137/12رقم (.)5096
)278رواه البخاري ،كتاب احلدود ،بابَ :من رأى مع امرأته َر ُجّلً فَ َقتله (الفتح )174/12رقم (.)6846
جامع ه (م ع مص نف عب د ال رزاق )279رواه الطَّ باِن يف الكب ري ع ن عم ار (كن ز العم ال ،)18/16ومعم ر ب ن راش د يف ِ
ا
ِ
الس َادة امله رة للبوص ريي ِ ِ
الزوائ د ( ،)327/4وخمتص ر إحت اف ا
جمم ع َّ
،)243/11وأب و داود الطيالس ي (ص ،)89ول ه ش اهد .انظ رَ :
الّتِهيب ِمن ُش ْرب اخلم ِر.
الّت ِغيب والّتهيب ( )257 -256/3يف َّ ( ،)115/5و َّ
بتصارف يَ ِسري.
قامة البن تيمية (َ )7/2
ِ
) االست َ
280
142
يأخ ذه ِ ِ حمم د ِ ،)281(
الر ُج َل العاق َل يَتَ َريَّ ث يف األُم ور ،وال يَ ْس تَ ْعجل فَ ُ فم ن ب اب أوىل غ ريه ،لك َّن َّ بي ت َّ
الر ُج ِل اإال لِعِْل ِم ه مب ا
القو َام ةَ بِيَ ِد َّ
الش يطان ،وتأخ َذه العِ َّزة ب اإلمث ،مث ي ْن َدم بع د ذل ك ،وم ا جع ل اهلل ِ
ََ َ ُ َ ُ الطَّ ْيش و َّ ْ
ّلج األُموِر ِحب ْك َم ٍة َوَرِويٍَّة.
كالع ْق ِل احلِ ْك َم ِة وغ ِريهاُ ،ت ِّكنُه ِمن ِع ِ
ص َ
ِ ِ ِ
تيَّ َز به من َخصائ َ
األسئلَة:
اعيه يف هذا احلَ اق ؟ الزوج أن ير ِ س :1ما ح ُّد ِ ِ ِ ِ
ُ اعة املرأة لَزْوجها ؟ وماذا على َّ ْ َ َ
الزوج على َزْو َجتِه وحما ِرِمه.
س :2حتدَّث عن أَثَر َغْي َرة َّ
وخّلفات ؟ الرجل فِعله عندما يصل يف بيتِه مشاكِل ِ
َ ُ س :3ماذا على َّ ُ ْ
ﱮ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠﭐ()458/6 ﱯ ) 282أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األنبياء ،باب :قول ه تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱬ ﱭ
رقم ( ،)3424وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :االستثناء ( ،)1275/3برقم (.)1654
السباعي (ص .)72-71 الزوجات ،لعبد الثواب َهْيكل ،واملرأة بني النَّ َفقة والقانون ،ملصطفى ِّ )283انظر تع ادد َّ
الر ُجل يُ ْسلِم وعنده َع ْشر نِ ْس َوة ( ،)435/3برقم ( ،)1128وأخرجه ابن الّتمذي ،كتاب النِّكاح ،باب :ما جاء يف َّ )284أخرجه ِّ
وعنده أَ ْكثَر ِمن أَْربَع ( ،)628/1برقم (.)1935 ِ
الر ُجل يُ ْسلم َ
ماجه ،كتاب النِّكاح ،بابَّ :
وعن َده نِس اء أكثَر ِم ن أربَع ( ،)680/1ب رقم ( ،)2241وأخرج ه اب ن )285أخرج ه أب و داود ،كت اب الطَّّلق ،ب اب :م ن أَس لَم ِ
َ ْ
وعنده أكثَر ِمن أَْربَع ( ،)628/1برقم (.)1952 ِ
الر ُجل يُ ْسلم َ
ماجه ،كتاب النِّكاح ،بابَّ :
يب َ ":م ن اس تَطا َ ِم ن ُكم الب اءَة " ( ،)106/9وأخرج ه أب و
) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب النِّك اح ،ب اب :قَ ْول النَّ ا
286
الق ْس َمة بني النِّساء ( ،)648/1برقم ( ،)1068برقم (.)1400 داود ،كتاب النِّكاح ،بابِ :
144
الرج ل أن ي تَ زَّوج أكثَر ِم ن و ِ
اح َدة ِ ِ ِ
ََ ّلم يف ذل كَ :م ْوق ُف ه م ن التَّ َع ادد ،فَ َج َع ل م ن َح ِّق َّ ُ
ض َحه اإلس ُ وماا َو َّ
الزوج ات ع ن أَْربَع ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ بِ َش ْرط اأال يَِزي د َع َدد َّ
ﲌ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ [النِّس اء:
ﲍ ﲈﲉﲊﲋ ﲂﲄﲅﲆﲇ
ﲃ ﱾﱿﲀﲁ
.]3
اإلباحة ُم َقيَّ َدة بِأَْربَع.
فجعل اهللُ سبحانَه وتعاىل َ
الزوج ات ،فم ن مل يس تَ ِطع الع ْد َل أو َي اف اجل ور والظُّْل م فَلي ْقتَ ِ
صر َْ َ َْ َ الع ْد َل ب ني َّ
ب َ مث إ َّن اهللَ تع اىل أَْو َج َ
تقدم يف اآلية الكرمية. اح َدة ،ألجل أن ال يُوقِع نَ ْف َسه يف اإلمث ،كما َّ على و ِ
الع ْدل املقصود هنا :فيما ميتَلِ ُكه اإلنس ان ِم ن املطع م ،واملش رب ،واملل بَ ،واملس َكن ،واملبِي ت ،اأم ا م ا وَ
يتَ َعلَّ ق باملي ل النَّ ْف ِس ي حن و َزْو َج ة دون أخ رى ماا ال ميلِ ُك ه اإلنس ا ُن ،فَلَ م يُ َكلِّ ف اهللُ تع اىل ِعب َاده بِه؛ ألنَّه ال
ﱩﱫﱬﱭﱮ ﱯ
ﱪ اىل:ﭐﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ُميلَ ك ،ق ال تع
ﱰ ﱠ [النِّساء.]129 :
الع ْدل ،وك ان يُ َق ِّس م ب ني نِس ائِه فَيَ ْع ِدل ،ويق ول: ِ ِ ِ
ول ي هن اك أَ ْح َرص م ن رس ول اهلل يف حت ِّري َ
سمي فيما أَْملِك ،فّل تَلُ ْمن فيما ال أملِك ))(.)287 هم هذا قَ ِ
((اللَّ َّ
العوامل التي تَدعو إلى الت َعدد: َ
ّلم للتَّع َّدد ِن د أنَّ ه راع ى العو ِام ل ِ
الفطْ ِريَّ ة ال يت َخلَ َق اهللُ س بحانَه ال َّذ َكَر عن د التَّ ُّأم ل يف إباح ة اإلس ِ
َ َ َ َ
ومن ذلك: تعّتض أحو َال النااسِ ، العو ِامل االجتماعيَّة واالقتِصاديَّة اليت َِ وجبَ لَ ُهم عليها ،كما راعى َ واألُنثى َ
عداد لإلن اب يف األح وال العاديَّة ِم ن ِس ان البُل وغ إىل ِ
وج َع َل لَ َديْه االس ت َ الر ُج َل َ َخ ْل َق اهللُ تعاىل َّ أ-
ألدىاخلمس ني ،فل و مل يُ بَح التَّ َع ادد َِّسن املائة غالِباً ،أما املرأة ف إن اس تِعدادها ال يتج اوز ِس ن ِ
َ ا ا
الر ُج ِل لَِو ِظي َف ِة النَّ ْسل تلك َّ
املدة الطَّ ِويلَة. تعطيل استِعداد َّإىل ِ
اس ع ِقيم اً ال ي ْن ِ بِ -م ن ب ِ ِ ِ ِ
ج ب ﭐ ﭐ ﭐﱡ ﭐ ﲾ ﲿ ُ ض النا ِ َ اب ح ْكم ة اهلل ُس بحانَه وتع اىل أن َج َع ل بع َ
ف َزْوِجه ا ك أن بقاءه ا يف َكنَ ِ
وجة ف ّل َش َّ َ َ الز َ
ظهر عُ ْقم َّ
ﳀ ﳁ ﱠ [الشُّورى ،]50 :فإذا َ
مع َزو ِاجه بِأُخرى عليها َلَباً لإلناب َخ ْري ِمن َّلقِها.
)287أخرج ه الّتم ذي ،كت اب النِّك اح ،ب اب :م ا ج اء يف التَّس ِويَة ب ني َّ
الض رائر ( ،)446/3ب رقم ( ،)1140وأخرج ه أب و داود،
الق ْس َمة بني النِّساء ( ،)648/1برقم (.)2134 كتاب النِّكاح ،بابِ :
145
جع ل امل رأ َة تَ ْع َِّتض ها َع وا ِرض فِطْ ِريَّة َخ ْل ِقيَّ ة ِم ن احل يض والنِّف اس ماا ِ
ج -م ن ح ْك َم ة اهلل تع اىل أن َ
ِ ِ
الر ُجل ،فكان التَّ َع ادد َح اّلً هلذا العائِق. وق اجلِما ،وهذا ماا قد ال يتَ ِملُه َّ يَعُ َ
ث عل ى اجله اد يف ّلم ح َّالصرا بني األَُمم ،واإلس ُ ضْته ُسنَّة اهللِ تعاىل يف ال َك ْو ِن أن يَ َق َع ِّ د -ماا اقتَ َ
ِ
الرج ال، ص َرة لِ َش ِر َيعتِه ،وةاي ة ألرض ه ،واجله اد يَ َق ع عل ى ع اتِق ِّ ِِ ِ
س بيل اهلل نَ ْش راً ل دي ِن اهلل ،ونُ ْ
ويّتَّمل النِّساء ،ويكثُر َع َد ُد ُه ان ،وهب ذا تك ون ِ
ومن بيعة احلروب القتل ،فيموت الكثري منهمَ ،
ض يا ِ النِّس ِاء ِ
الزوج ات أفض ل ح ل ل َمْن ع َ الرج ال أَقَ ال ِم ن نِ ْس بَة النِّس اء ،فيك ون تع ادد َّ نِس بَة ِّ
ساد ِه ان.
وفَ ِ
الر ُج َل ال يُ َع ِّدد اإال إذا ُوِج َدت ه ذه أن َّضيَة لِلتَّ َع ُّدد ،وه ذا ال يَ ْع ِن َّ ه ذه بع ض احلِ َك م والعو ِام ل ال م ْقتَ ِ
ُ
حال النااس، صلِح َ وقام به ،واهللُ سبحانَه وتعاىل أعلَم مبا يُ ْ بالع ْدلَ ، استَ َع َّد َ احل َك ُم أو بَ ْعضها ،بل له ذلك إذا ْ
ِ
تقوم به َحياِتم.
وماا ُ
الح َكمة من التَ َعدد:
الزوج ات ،ف الظُّروف ال يت ذُكِ َرت يف العُْنص ر إباح ة اإلس ّلم تَ َع ادد َّ احلكم ةَ يف َ
ِ ِ
يَتَ َّبني لنا ماا ذُك َر س ابقاً َ
أن م ا ِ يم ة يف ه ذا التَّش ِريع ،ذل ك َّ ض ح لن ا احلكم ةَ ِ ِ ِ
حتدث ه العظ ََ َ ي أو ُم ْكتَ َس ب ج اءَت تُ َو ِّ الس ابق ماا ه و فطْ ِر ا
ا
احللول ِ
املمكنَةَ َو َج ْدنا أا ا ال صيانَة اجملتَ َم ِع ِمن اخلَلَ ِل وال َفساد ،وإذا تَ َدبَّْرنا َ ِ
ّلج ل ِ السابَِقة حتتاج إىل ِع ٍ ِ
العوامل ا
ُترج ِمن احللول اآلتية:
الر ُج َل ام رأ ًة بِ َعْينِه ا ،وال امل رأة َرج ّلً
الرج ال والنِّس اء ُمش اعاً ،ال يَ ْع ِرف َّ ال ب ني ِّ -1أن يك و َن االتِّص ُ
أح ٌد؛ لِم ا يَتَ َرتَّ ب علي ه ِم ن ِ
الش رائع وامل ذاهب ،ومل يَ ُق ل ب ه َ
جي ع َّ ِ ض ه َِ ِ
بِ َعْين ه ،وه ذا احلَ ال تَ ْرفَ ُ
الفطْرة البش ِريَّة. ال َفوضى األخّلقِيَّة ،وحماربة ِ
ََ ْ
ّتىب األَ ْف ال ،وه ذا عن د تأَُّملِ ه اح َدةٍ فق ط ،وتَ ْنش أ ِم ن ِخّللِ ه األُ ْس َرة ،وي َّ -2أن يك ون ال َّزواج بِو ِ
ُ
َسيُْب ِقي أَعداداً ِمن النِّساء بِّل َزواج وال بَْيت ،وال أ ْفال ،وال أُ ْسَرة ،وحينَئِذ يدث أمران:
الفطْ ِريَّة اليت َخلَ َق ُه ان اهللُ عليها.ِحرمان ع َد ٍد ِمن النِّساء ِمن تلبِية احلاجات ِ أ-
َ ْ َ
الدما ِر واهلَّلك على اجملتَ َمع بِ َّ
عامة. ب -ما ينشأ عنه ِمن مارسات غري أخّلقِيَّة تعود بِ َّ
ض، الزوج غريها ِمن اخلليّلت ما شاء ،ويف ه ذا انتِه اك لِلعِ ْر ِ اح َدةٍ ،ويَتَّ ِخذ َّ الزواج بِو ِ
-3أن يكون َّ ُ
اعد.وإباحيَّة تأيت على ب ْنيان اجملتَمع ِمن ال َقو ِ لشرفِ ، ِ
َ ُ ونَْبذ ل َّ َ
146
حلكم ِة اهللِ تع اىل يف َخ ْل ِق ه ِ
الع ْدل حتقي ق َ
ِ ِ
-4أن يك ون ال َّزواج ب أكثَر م ن واح َدة ،ويف ه ذا م ع َ
اض َح ٍة نَِقيَّ ة، لِلنا اس ،وتَطْ ِه ري لِلمجتَم ع ِم ن لَوثَ ة اجل ِرمي ة ،وتلبِي ة لِلحاج ات الب َش ِريَّة بِطُ ٍ
رق و ِ
َ َ ْ ُْ َ
الش ْرف.وحمافَظَة على النَّ ْسل و َّ
ان وتَكوينِ ه ،ويتَوافَق م ع الفطْرة والواقِ ع ،فه و يتَوافَق م ع فِط رة اإلنس ِ وهذا ما شَّرعه اإلسّلم؛ ألنَّه ِدين ِ
َ َ
احلكمةُ البالِغَة ،وهو أَ ْح َكم احلاكِ ِمني. ِ
وضروراته ،وبعد ،فللَّه َ
ِ ِِ
واقعه َ
األسئلَة:
الدلِيل.الزوجات ؟ اذ ُكر َّ س :1ما َش ْرط َجوا ِز تَ َع ادد َّ
الزوجات. العو ِامل اليت تَ ْدعو إىل تَ َع ادد َّ سَ :2ع ِّدد َ
الزوجات ؟ الش ْر لِتَ َع ُّدد َّ
إباح ِة َّ
احلكمة من َ
ِ
س :3ما َ
147
ُحقو ُق األَوالد
الد نع َمةٌ:
األَو ُ
الزواج :إناب األَو ِ
الد ،الذين هم نِ ْع َمةٌ ِمن اهللِ س بحانَه وتع اىل ،مي ان هب ا عل ى َم ن يش اء ِم ن ات َِّمن مثر ِ
ُ ْ
ﱅﱇﱈ ﱉﱊﱋﱌﱍ ﱆ اده ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ِعب ِ
ﱎﱠ [الكهف.]46 :
ّلم هل ا ُحقوق اً و ِاجبَ ة عل ى الوالِ َديْن لِيقوم وا هب ا، ِ ِ
ولك ي تُثْم ر ه ذه الن ِّْع َم ة َمثََرِت ا اليان َع ة فق د َج َع ل اإلس ُ
ِ
ومنها:
-1الت ِ
َّسميَة (:)288
نادى ب ه ،واالس م ِ ِ
عرف به ويُ َ
احلسن الذي يكون َعلَماً عليه ،يُ َ االسم ََيتار له وال ُده َ
من َح اق املولود أن َ
ِ احلس ن يك ون فَأْالً َح َس ناً عل ى ه ذا االب ن أو تِْل ك البِْن ت ،وق د غ َّري رس ُ
ض األَس اء ال َقبِ َ
يح ة أو ول اهلل بع َ َ
اليت هلا َدالالت غري َيِّبَة.
يب فق ال ((:م ا اس ك ؟)) ق ال: روى البخ اري ع ن اب ن املس يِّب ،ع ن أبي ه ،أ ان أب اه ج اءَ إىل النَّ ا
احلزونَة فِين ا بع د)) ِ
َحزن ،قال ((:أنت َس ْهل )) ،قال :ال أُ َغ ِّري اس اً َسااني ه أيب ،ق ال اب ن املس ياب :فَم ا زالَت ُ
(.)289
ول اهلل َ زيْنَ ب ب ك ان اسه ا :بَ َّره ،فَِقي ل :تَُزِّك ي نَ ْف َس ها ،فَ َس اماها رس ُ وع ن أيب هري رة َّ
أن َزيْنَ َ
(.)290
َّسب لِوالِ ِدي ِهم:
-2ثُبوت الن َ
ِ ِ ِ ِ
وقد اعتىن اإلسّلم هبذا األ َْمر غايَة العناية ،لما يتَ َرتَّب عليه من آثار ُم ِه َّمة من ثبوت األنسابَ ،
وع دم
االدع اء
ض ى عل ى ِّ ِ ياعها ،وم ا يتب ع ب ذلك ِم ن احلق وق والو ِاجب ات ِّ
احلس يَّة واملاديَّ ة ،واملعن ِويَّ ة ،ول ذلك قَ َ
ض ِ
َ
اجلاهلِيَّ ة ،وح دَّد َ ِري َق النَّس ب ،وه و ال َّزواج أو ِم ْل ك اليم ني ،ق ال تع اىل:ﭐﱡ ﱷ
والتَّب ِّن الذي ك ان معروف اً يف ِ
َ
َ
ﱾ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ[األحزاب.]4 : ﱿ ﱺﱼﱽ ﱻ ﱸﱹ
َد ِعياءُ إىل آبائِ ِهم إن عُ ِرفوا ،وأن مل يُ ْعرفوا فهم إخوان يف الدِّين ،قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲇ و َأمر أن يُْن َسب األ ْ
َ
ﲌ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ [األحزاب.]5 : ﲈﲉﲊﲋ ﲍ
للشيخ :بكر أبو زيد. )288لّلستِزادة فيما يتعلق بالتَّسمية ينظرِ :
تسميَة املولود َّ
)289أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األدب ،باب :اسم احلزن ( ،)574/10رقم (.)6190
اس ٍم أَ ْح َسن منه ( ،)575/10برقم (.)6292
) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األدب ،باب :حت ِويل االسم إىل ْ
290
148
يب َ ((:م ن َّاد َع ى إىل غ ري ِ ِ ِِ ِ ِ َّ
وحذر اإلسّلم من انتساب األبناء إىل غري آبائهم غايَة التَّح ذير ،ق ال النَّ ا
أَبِيه ،وهو يَ ْعلَم أنَّه غري أَبِيه فاجلنَّة عليه َحرام ))(.)291
وحذر اآلباء ِمن ُج ْحدان أَبْنائِ ِهم ،قال ((:أَاميا َر ُجل َج َحد َولَ َده وهو ينظُر إلي ه احتَ َج ب اهللُ تع اىل َّ
يامة ))(.)292 ِ ِ منه ،وفَضحه على ر ِ ِ
ؤوس األ ََّولني واآلخرين إىل يوم الق َ ُ ََ
الع ِقي َقة:
َ -3
ْمه اُ :س نَّة ُمتَأ ِّ
َك َدة، وامل راد هب اِ َّ :
وحك ُ
روعةٌ يف َح اق األَبُ ، يح ة ال يت تُ ْذبَح ع ن املول ود ،وه ي َمش َ الذب َ
سول اهلل وأ ََمر هبا. فعلَها َر ُ
َ
ِ
الدة املول ود ،ويلَ ق الس ابِع م ن ِو َ
السنَّة أن يَعُ َّق ع ن الغ ّلم ش اتان ،وع ن اجلاري ة ش اة ،تُذبَح يف الي وم ا و ُّ
الرياالت.عادل ذلك من ِّ الذ َكر ،وي تصدَّق بِوْزنِه فِضَّة على ما ي ِ فيه رأْس َّ
ُ َُ َ َ َ
روى اإلمام أةد وغريه عن اأم كرز ال َكعبِيَّة رض ي اهلل عنه ا قال ت :سع ت رس ول اهلل يق ول ((:ع ن
احلسن واحلسني ابنا عل ي ب ن أيب 293 الغُّلم شاتان ُمتَكافِئَتان ،وعن اجلا ِ
َّيب عن َ ا ن ال ق
ا ع
َ وقد )، ))( شاة ة ي
َر
الِب رضي اهلل عنهم (.)294
ضاعة:الر َ َّ -4
ﲞﲠﲡﲢ ﲟ ضاعة ،قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ومن َح اق املولود على والِ ِده َّ
الر َ
ِ
ﲱﲳﲴﲵ
ﲲ ﲫﲭﲮﲯﲰ
ﲬ ﲤﲦﲧﲨﲩ ﲪ
ﲥ ﲣ
ﳘﳚﳛﳜﳝﳞﳟ
ﳙ ﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ
ﳠ ﳡ ﱠ [البقرة.]233 :
احلَضانَة: -5
)291أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب الفرائض ،بابَ :من َّادعى إىل غري أبي ه ( ،)54/12ب رقم ( ،)6766وأخرج ه مس لم،
كتاب اإلميان ،باب :بيان َمن َر ِغب عن أبيه ( ،)80/1برقم (.)63
)292أخرجه أبو داود ،كتاب الطَّّلق ،ب اب :التَّغلِ ي يف االنتِف اء ( ،)688/1رق م ( ،)2263والنَّس ائي يف العقيق ة ،ب ابَ :ك م
يعق عن اجلارية ،وأخرجه اإلمام أةد يف مسنده (.)422/6
)293أخرجه أبو داود ،كت اب األض احي ،ب اب :العقيق ة ( ،)166/2ب رقم ( ،)2834والنَّس ائي يف العقيق ة ،ب اب :ك م يع ق ع ن
اجلا ِرية ( ،)165/7وأخرجه اإلمام أةد يف مسنده (.)422/6
)294أخرجه أبو داود ،كتاب العقيقة ،)118/2( ،برقم ( ،)2841وأخرجه النَّسائي ،كتاب العقيقة ،باب :كم يعق عن اجلا ِري ة
( ،)166/7برقم (.)4219
149
ِ واملراد باحلضانَةِ :
الصغري وِرعاية ُش ونه وتَ ْدبِري أم وِره م ن َ
املطع م وامل ْش َرب واملل بَ ِ وغريه ا، القيام بّتبِيَة َّ
الرعاي ة لِعج ِزه ع ن ِ
القي ام ب ذلك بِنَ ْف ِس ه، ِ
وم بِ ُش ونه ويَ ْرع اه َح َّق ِّ َ َ ْ
الص غَر يت اج إىل َم ن يق ُ والطِّْف ل يف ح ال ِّ
ِ ِ
اإلسّلم من ُحقوقه على أَبَ َويْه َحضانَتَه ،وِرعايتَه ح يَك ُ
ْب. ُ فج َعل
َ
-6النَّف َقة:
وجت ب نَ َف َقتُه يف مالِه ،س واء ك ان ص غرياً أو كبِ رياً اإال َّ
الزْو َج ة، األصل يف اإلنسان أنَّه ي ْن ِفق على نَ ْف ِسهِ ،
ُ
فَنَ َف َقتُها على َزْوِجها.
ج ِزِهم ،ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲦ ﲧ ﲨ قاص ِر ِ ِ ِ
ين؛ لص غَ ِرهم أو َع ْ َ
َوالد عل ى والِ ِد ِهم م ا دام وا ِ نَ َف َق ة األ ِ
ﲫ ﱠ [البقرة.]233 : ﲬ ﲩ ﲪ
الّتبِيَة:
َّ -7
فأوج ب املس ولِيَّة عل ى الوالِ َديْن
الش ر َ ،املبنِيَ ة عل ى تَع الِيم َّ ِم ن أعظَ م ُحق وق األوالد تَ ربِيَتُ ُهم َّ
الّتبِيَ ة ْ
رسول اهلل يف بَيان ِعظَم هذه املس ولِيَّة ((:كلُّكم را ٍ
نشئَتِ ِهم على اإلميان والتَّقوى ،قال ُ الد ِهم وتَ ِ
لِ ِرعاية أَو ِ
َ ْ
ول عن َر ِعيَّتِه )) .
()295
وكلُّكم َمس ٌ
وق ال اهلل تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ
ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ [التَّحرمي.]6 :
يمة ،قال تعاىل :ﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ ﲥ الفطْرة َّ ِ
واهلل سبحانَه وتعاىل خلَق النااس على ِ
ﲦﲨ ﲧ السل َ َ َ َ ُ
[الروم:
ﲲ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ ُّ ﲭﲯﲰﲱ ﲳ ﲮ ﲩﲪﲫﲬ
.]30
اعد عل ى فَس ِادها إن ك ان الفطْ رة إن ك ان ص احلاً ،أو يس ِ ِ ِ
ُ وامل َريب ه و ال ذي يُس اعد عل ى َن ِّو ه ذه َ
ود اإال ويولَد عل ى ِ
الفطْ َرة ،فَأبواه يُ َه ِّودانِه مْنح ِرفاً ،فعن أيب هريرة ق ال :ق ال رس ول اهلل ((:م ا ِم ن مول ٍ
ُ َ ُ َ
حتسون فيها ِمن َج ْدعاء )) .
()296
يمة جَْعاء ،هل ا
ميجسانِه ،كما تُْنتِج الب ِه ِ
يمة َهب َ
َ َ صرانِه أو ِّ
أو يُنَ ِّ
الم َربي َوسائل ُمتَ َعد َدة ،منها:
ولرعايَة التربيَة يُمكن أن يَسلُك ُ
)295أخرجه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب اجلمع ة ،ب اب :اجلمع ة يف ال ُق رى وامل دن ( )379/2ب رقم ( ،)892وأخرج ه مس لم يف
ضيلة اإلمام العادل ( ،)1459/3برقم (.)1829 صحيحه ،كتاب اإلمارة ،باب :فَ ِ
ص لاى علي ه ( )219/3ب رقم (،)1358ات فَ َه ل يُ َ )296أخرجه البخاري يف صحيحه ،كت اب اجلن ائز ،ب اب :إذا أَ ْس لَم َّ ِ
يب فَم َ
الص ا
الفطْرة ( ،)2047/3برقم (.)2658 ومسلم يف صحيحه ،كتاب القدر ،باب :معىن كل مولود يولَد على ِ
اَ ُ
150
وخ ْل ِق ه وقُ ْد َرتِه ،من ذ ِ
س يف نُف وس األبن اء والبَن ات اإلمي ا َن ب اهلل ع َّز وج ل ،وبي ان َعظَ َمت ه َ ِ
أ -أن يغ ر َ
الصغَر ،باألسلوب ِ
املناسب هلم. ِّ
الرس ول ُ ((:م روا أَبْن اءَكم لوغ ِهم ِس ان التَّميِيز ،كم ا ق ال َّ اهرة منذ ب ِ ِ ِ
ُ ب -ترينُهم على العبادات الظا َ
املضاجع ))(.)297 ِ وفرقوا بينهم يف بالصّلة لِ َسْبع ،واضربوهم عليها لِ َع ْشرِّ ، َّ
السلِيم ،وك ذا ش يئاً ِم ن ُس نَّ ِة َّ
الرس ول يظ ِهم القرآ َن الكرمي ،منذ بِدايَة نُطْ ِق ِهم النُّطْ َق َّ
حف ِ ج -العِناية بِت ِ
َ َ
وسريتِه الطا ِ ِ
الص غَر تَ َراىب علي ه
لوب من ذ ِّ السنَّة النَّب ِويَّة إذا َع َمَرت ال ُق َ اهَرةَّ ،
فإن القرآ َن الكرمي و ُّ َ
ِ
اجلن واإلن . الطِّْفل ،وابتَ َع َدت عنه َشيا ني ا
الص ْد َق يف
هامةَ و ِّ الص فات الطَيِّبَ ة ،ف االبن يُعلَّ م ُّ د -تع ِوي ُدهم األخ ّلق ِ
الش َالرجولَ ة و َّ احلمي َدة و ِّ
الوق ار، َّ ِ ِ ِ
ب التَّض حيَة والف داء ،وال َك رم ،والبْن ت تُ َعل م احلش َمةَ واحلَي اء و َ الع َم لَ ،و ُح ا ال َق ْول و َ
واألعمال املن ِزلِيَّةَ ،وما يُّلئِ ُمها ،وهكذا.
كل مبا َمنَ َحه اهللُ ِمن املو ِاهب وال ُقدرات ،فالذي مييل مثّلً إىل األمور ذ -تَ ْنميَة َمهاراِتم وقُدراِتم ،ا
ِ
ناعيَّة تُن َّمى فيه هذه ِ
ب يف بِدايَة عُ ُم ِره ،وهكذا. املوهبَة ،ولو على شكل لُ َع ٍ الص ِ َ ِّ
وج ُههم إىل م ا الده ،ويُ ِّو -مش ارَكة الوالِ َدين لِلولَ د يف جي ع أُم وِره؛ لِيطَّلِ ع الوالِ ُد عل ى أح و ِال أَو ِ
ْ َ ْ َ ُ
صلِح حاهلم ،وكذا األ اُم مع بناِتا. ِ
ويقوم ُسلوَك ُهم ،ويُْرش ُدهم إىل ما يُ ْ يَْن َفعُ ُهمِّ ،
ص ِد ِيقه س ْلباً وإياباً. ر -اختِيار األَص ِدقاء الصاحلني لألوالد منذ ِصغَ ِرِهمِ َّ ،
فالصديق يَتَأَثَّر بِ َ ا ْ
الع ْدل: َ -8
نفوسهم. كم حقوق األبناء والبنات الع ْدل بينهم دون تيي ٍز أو حماباة ،فهذا له تَأْثِريه الع ِميق يف ِ
ُ َ َ
احلس د ،وم ا يَتَ َرتَّب علي ه ِم ن أ َْعم ال، ِ ِ ِ ِ
الس يِّئَة عل ى االب ن نفس ه ،م ن إي اد احل ْق د و َ الع ْدل آث ُاره َّ ول َع َدم َ
أوالدكم ))(.)298 اعدلوا بني ِ وقد قال رسول اهلل ((:اتَّقوا اهلل و ِ
َ
األسئلَة:
َوالد نِ ْع َمةٌ ِمن عند اهلل ؟ س :1بني كيف َّ
أن األ َ
الولَد ؟ ِ ِ ِ ِ
احلسنَة ،ما تأثري االسم على َ
س :2من حقوق األوالد التَّسميَة َ
الصّلة ،باب:
بالصّلة ( ،)187/1برقم ( ،)459والّتمذي كتاب ا الصّلة ،باب :م يُ َمر الغّلم َّ )297أخرجه أبو داود ،كتاب َّ
وحسنَه النَّوِوي يف ِرياض ا
الصاحلني. بالصّلة ( ،)259/2برقم (َّ ،)407 يب َّ ما جاء م يُ ْ َمر َِّ
الص ا
األوالد يف ِاهلبَة ( ،)1242/3برقم (.)1633
ِ ضيل بعض )298رواه مسلم يف صحيحه ،كتاب اهلبات :بابَ :كراهة تَ ْف ِ
َ
لّلستِز َادة يف أحكام األوالد يُنظر :حتفة املولود لإلمام ابن قيم اجلوزية.
151
َوالد ِها ؟
س :3اذ ُكر بعضاً ماا ينبغِي أن يسلُ َكه الوالِدان يف تَربِية أ ِ
َ َْ َ
152
آفات اللسان
ُ
اللسا ُن نع َمةٌ:
ِمن نِ َع ِم اهللِ تع اىل وآالئِه عل ى اإلنس ان م ا َرَزقَه ِم ن َج وارِح يف بَ َدنِه ،يَ ْس تَ ْخ ِد ُمها فيم ا ش اءَ ِم ن قَض ِاء
وم ن ه ِذه اجلَوارِح اللِّس ان ،تل ك األداة امل ِه َّم ة، حوائِ ِج ه ،ويس ِّخرها يف اع ة ربِّه ،ب دون أن ميُن علي ه أَح ٌدِ ،
َ َ َ َُ َ
اضه ،ي ت َكلَّم بِه ،وي ِ الفاعلَة ،الذي ي ع ِّب به املرء عما ي ِريد ،ويست ِ واآللَة ِ
نادي بِه ،ويُ َع ِّب ع ن ُ ب أَ ْغر ِ ََ خد ُمه يف َلَ ِ َ َْ ُ ا ُ َُ
آرائِه وأَفْكا ِره بِو ِ
ص ح ويُ َو ِّج ه ويرش د ،وي ُأمر ب املعروف وينه ى ع ن املنك ر، اسطَته ،وبِه يَ ْقرأ َك َ
ّلم َم ْواله ،وب ه يَْن َ َ
وغري ذلك.
حفظ اللسان:
َّحذير ِمن استِغّللِه بِالشاَّر
وح ْف ِظه ،والت ِ
جاءت النُّصوص الكثرية من القرآن والسنَّة بِبيان أهِّيَّة اللِّسان ِ
ا َ
طق بِه اإلنسان:ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ّلم الذي ي ْن ِاعه وصنوفِه ،يقول اهلل تعاىل مبيناً أهِّيَّة ال َك ِ
بأنو ِ
َ َُ ُ
سبحانَه :ﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ [آل عمران ،]181 :ويقول أيضاً :ﱡﭐ ﲏ ﲐ
ﱡ ﱠ ﭐ [ق ،]18 :ويقول ُ
ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ [النُّور ،]15 :ويقول
شغِل هبا اللِّسان:ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ
بعض ُسبُ ِل اخل ِري اليت يَْنبَغِي أن يَْن َ
ضحاً َ
سبحانه ُم َو ِّ
ﱑﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ
ﱒ ﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐ
السّلمَّ ((:
إن الصّلة و َّالع ِمي َقة ،فيقول عليه َّآثارها َالرسول َ ﱜ ﱠ [النِّساء ،]114 :ولِعِظَم ال َكلِ َمة يُبَ ِّني َّ
الر ُج َل لَيَتَ َكلَّم بِال َكلِ َمة ما يَتَبَ َّني ما فيها يَِزل هبا يف الناا ِر أَبْ َعد ما بني املش ِرِق واملغ ِرب ))(.)299 َّ
لم ْرِء أن ي افِ َ عل ى لِس انِه ،و اأال يَ تَ َكلَّم اإال مب ا ه و َح ق ِم ن ِذ ْك ِر اهللِ تع اىل ،وقِ راءَة ِ ِ
وعلي ه فَيَ ْنبَغ ي ل َ
صص ُم ِف َ
يدة ،وَك ٍ ِ ٍ
ّلم ُمباح ،وغريها. ّلح بني النااس ،وإرشاد هلم وتَ ْوجيه ،وقَ َ وإص ِ كتابِهْ ،
الصمت وفَوائده:
الر ِاش د يف اس تِ ْغّللِه مب ا ه و ُم ِفي د ،ف إن مل يَ ُك ن ك ذلك ف ّل ِ ِ ِِ ِ
ولعظَم أَثَ ِر اللِّس ان يُ َو ِّج ه اإلس ّلم تَوج َيه ه ا
ول اهللِ ق الَ ((:م ن ك ان أن رس َ يحني َّ السكوت ،وع َدم النُّطْ ِق مبا ال ي ِفيد ،ج اء يف َّ ِ أَقَ ال ِمن ِح ْف ِظه بِ ُّ
الص ح َ ُ َ
ص ُمت ))(.)300 ِ ِ ِ ِ ِ
ي من باهلل واليوم اآلخر فَ ْليَ ُقل َخ ْرياً أو ليَ ْ
الرق اق ،ب ابِ :ح ْف اللِّس ان ( ،)308/11ب رقم ( ،)6477وأخرج ه مس لم يف ) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب ا
299
الزهد ،باب :التَّ َكلام بِال َكلِ َمة يَ ْه ِوي هبا يف الناار ( ،)2290/4برقم (.)2988
صحيحه ،كتاب ا
الض يف ِ
وخ ْد َمت ه ،ب رقم ( ،)6235وأخرج ه مس لم يف ص حيحه، ) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كت اب األَ َدب ،ب اب :إك رام َّ ْ
300
الضْيف ( ،)69/1برقم (.)48 ث على إكرام اجلار و َّ كتاب اإلميان ،باب :احلَ ا
153
ويف ح ِديث مع اذ ب ن جب ل لَم ا أخ به النَّ يب مب ا ي ْد ِخل اجلنَّ ةَ وي ِ
باع د ِم ن النا ا ِر ،وأخ َبه بِأَبْو ِ
اب ُ ُ ا َ ُّ ََ ُ َ
ّلك ذل ك كلاه )) ق ال مع اذ :قل ت بل ى ي ا نامه ،قال له ((:أَال أُخ ِبُكم ِمبَ ِ اخل ِري ،ورأْس األَمر وع ِ
موده و َذروة س ِ
ْ َْ َ ْ َ َ
اخ ذو َن مب ا نَ تَ َكلَّم ب ه ،فق ال ِ ِ ِ
أخذ بِلسانه فق الُ ((:ك َّ نَِ ِ
يب اهلل ،وإناا لَ ُم َ ف علي ك ه ذا )) فقل ت :ي ا نَِ َّ يب اهلل ،فَ َ
َّ
اخ ِرهم -اإال َحص ائِد وه ِهم -أو عل ى من ِ ((:ثَ ِكلَْتك أ ُُّمك يا معاذ ،وه ل ي ُك ب النااس يف الناا ِر عل ى وج ِ
َ ُ َ ا َ ُ
َلسنَتِ ِهم ))(.)301
أِ
أن س فيا َن ب ن عب د اهلل الثَّ َق ِ وروى ِّ ِ
َخ َوف م ا ُت اف ؟ يب فق ال ((:م ا أ ْ ا َّ
ن ال أل
َ س ي ف الّتم ذي َّ ُ
فسه)) ،مث قال ((:هذا ))(.)302 فأخ َذ بِلِ ِ
سان نَ ِ
َ
اظ ِج اداً ،لك ن نَتائِ َجه ا إن بع ض ال َكلِم ات قَلِيلَ ة األَلْف ِ ِ
ه ذه الناص وص وغريه ا تُبَ ِّني َخطَر ال َكل َم ة؛ إذ َّ َ
َخ ِط َرية ،ومنها:
االستِ ْهزاء بِ ِدي ِن اهللِ ،أو كِتابِه ،أو ِ ِ
أ -أنَّه قد تُوِرد صاحبَها النا َار والعياذ باهلل ،مثل الش ِّْرك باهلل ،أو ْ
َرسولِه .
يم ة ،والك ذب ،وق ول ال ُّزور، ِ ِ ِ
ب -أن ه ق د يُعاقَ ب عليه ا ص احبها يف اآلخ رة ،مث ل :الغيبَ ة ،والنَّم َ
وغريه.
الش ْتم ،م عب و َّ
بالس ِّ
الدنيا ،كال َق ْذف مثّلً ،أو االعتداء على اآلخرين َّ ج -أنَّه قد يُعاقَب عليها يف ُّ
ما ِ
يده يف اآلخرة.
من آفات اللسان:
الرَدى َكثِ َرية ،نذ ُكر منها ما يلي: آفات اللِّسان اليت تُوِرُده املوا ِرد وتَ ُز ُّجه يف َمها ِوي َّ
ُ
-1الشِّرك باهلل ،أو ما يُ َ ِّدي إليه:
بألفاظ ِشركِيَّة،
ٍ وهذا ِمن أعظم آفات اللِّسان ،فقد يت َكلَّم املرء بِ َكلِم ٍة و ِ
اح َدةٍ تُ ْد ِخله النا َار ،كأن يَتَ لَ َّف ُ َ
َّحك ،يقول اهلل تعاىل بالرسول ولو على سبِيل املزاح والض ِ
َ مثل االستِهزاء بِ ِدي ِن اهللِ تعاىل ،أو بالقرآن ،أو َّ
ك ْفر َمن َع ِمل مثل ذلك :ﭐﱡﭐ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ
ﱩﱫ ﱪ
ُمبَ يِّناً ُ َ
ﱹﱻﱼ
ﱺ ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ
ﲰ ﲱ ﱠ [النَّحل.]116 :
يب ((:ال تَ ْك ِذبوا َعلَ َّي ،فإنَّ ه َم ن َك َذب عل َّي فَ ْل يَلِ ِج الش يخان ع ن عل ي ق ال :ق ال النَّ ا وروى َّ
النا َار))(.)303
وع ن س لَمة ب ن األك و ق ال :سع ت رس ول اهلل يق ولَ ((:م ن يَ ُق ل عل َّي م ا مل أَقُ ل ،فليتَبَ َّوأ
مقع َده ِمن الناار ))(.)304
َ
اس ،روى أص حاب إض حاك النا ِ الس ْخ ِريَّة أو ْاس ،ول و عل ى َس بِ ِيل ُّ ومن أنوا ال َك ِذب :ال َك ِذب على النا ِ ِ
ك بِ ه ال َق ْومَ ،ويْ ٌل ل هَ ،ويْ ل ل ه)) ض ِح َ يث لِيُ ْول اهللِ ق ال ((:وي ل لِم ن ي دِّث بِاحل ِد ِ
َْ َ الس نَن َّ
أن َرس َ ُّ
(.)305
يم ة ،وعاقِبتُه ِ
يجتُه َوخ َ
ِ
كل هذا نَت َ ِ
احملادثَة وغريها ،و االشراء و َ ومن ال َك ِذب على النااس :ال َك ِذب يف البَ ْيع و ِّ ِ
ب يَ ْه ِدي إىل ال ُفج وِر ،وال ُفج ور يَ ْه ِدي إىل النا ار ،وال َك اذاب في ه ول ب َّ ِ
أن ال َك ذ َ الرس َُس يِّئَة ،كم ا أخ َب َّ
ني. خصلَة ِمن ِخ ِ ِ ِ
صال املنافق َ َ ْ
يب ( )199/1برقم ( ،)106وأخرجه مسلم يف ) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب العلم ،باب :إمث َمن َك َذب على النَّ ا
303
ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ [النُّور.]24 - 23 :
فالس ْبع املوبِق ات )) ،وذَ َك ر منه ا ((:قَ ْذ ُ يب ((:اجتَنِب وا َّ وع ن أيب هري رة ق ال :ق ال النَّ ا
نات الغافِّلت ))(.)309 ال محصنات امل ِم ِ
ُْ َ
السباب والشَّتائِم:
-6ال ُف ْحش و ِّ
ص ى علي ه َكلِماتُه وألفاظُه، العْبد؛ َّ
ألن اإلنسا َن ُي َ ياسب عليها َ
ِ
وهذه من آفات اللِّسان اخلط َرية ،اليت َ
ِ
قال تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ [ق.]18 :
ِ
ض ل ؟ ق ال: أي املس ل ِمني أَفْ َ
ول اهلل ،ا الش يخان ع ن أيب موس ى األش عري ق ال :قل ت :ي ا رس َ وروى َّ
((من َسلِ َم املسلِمو َن ِمن لِسانِه ويَ ِده ))(.)310
َ
ض َمن ل ما بني حليَ ْي ه وم ا ب ني ِر ْجلَْي ه أ ْ
َض َمن رسول اهلل قالَ ((:من يَ ْ وعن س ْهل بن سعد عن ِ
َ
()311
له اجلنَّة )) .
ألخي ه ي ا ك افِر ،فق د ول اهلل ق الَّ ((:أمي ا رج ٍل ق ال ِ
َُ وعن عب د اهلل ب ن عم ر رض ي اهلل عنهم ا َّ
أن رس َ
وإال َر َج َعت إليه ))(.)312
باءَ هبا أحدها ،إن كان كما قال ا
َّحاك قال :قال رسول اهلل ((:لَ ْعن امل ِمن َك َقْتلِه ))(.)313 وعن ثابِت بن الض ا
احش ،وال وعن ابن مسعود قال :قال رسول اهلل ((:ل ي امل ِمن بِالطَّع ان ،وال اللَّع ان ،وال الف ِ
ا ا
البَ ِذيء ))(.)314
تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ )309أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ( ،)393/5كت اب الوص ايا ،ب اب :قَ ْول اهلل
أكب ال َكبائِر ( ،)92/1برقم (.)89
[النِّساء ،]10 :برقم ( )2766وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :بَيان َ
أي اإلسّلم أَفْضل ( ،)54/1برقم ( ،)11وأخرجه مسلم يف صحيحه، ) أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :ا
310
)312أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب األدب ،بابَ :من أك َفر أخاه بغري تأويل فهو كما قال ( )514/10برقم (،)6104
حال َمن قال ألخيه املسلِم يا كافِر ( )79/1برقم (.)60 وأخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اإلميان ،باب :بيان ِ
َ
الس باب واللِّع ان ( )465/1ب رقم ( ،)6047وأخرج ه) أخرج ه البخ اري يف ص حيحه ،كت اب األدب ،ب اب :م ا يُْن َه ى ع ن ِّ
313
مسلم ،كتاب اإلميان ،باب :غل حترمي قتل اإلنسان نَ ْف َسه ( )104/1برقم (.)110
157
ص و َن لِس انَه ،وأن يُ َع ِّوَده عل ى ال تَّلَ ُّف ِ
لمس لم أن ي َذر م ن ه ذه اآلف ات وغريه ا ،وأن يَ ُ
وبعد :فَينبغِ ي لِ ِ
ُ َ
يحة ،وال َكّلم املباح ،أو لِيَ ْس ُكت. ِ
َّع َوة ،والنَّص َ
ِ مبا يَستَ ِفيد منهِ ،من ِّ
الذ ْكر ،وقراءَة القرآن ،والدُّعاء ،والد ْ ْ
األسئلَة:
ضح ذلك بأمثِلَة ما تَع ِرفه يف واقِع احلياة. الصمت حمموداً ؟ وم يكون َمذموماً ؟ َو ِّ س :1م يكون َّ
اهَرة ِمن اجملتمع ؟سِ :2من أكثر آفات اللِّسان انتِشاراً الغِيبة ،ما احللول اليت تَراها إلزالَِة هذه الظا ِ
َ َ
س :3ما أ َْعظَم أَنْوا ال َك ِذب ؟ استَ ْش ِهد لِما تقول ببعض األ َِدلَة.
الصلَة ،باب :ما جاء يف اللَّ ْعنَة ( )308/4برقم (.)1978 )314أخرجه الّتمذي ،كتاب ِ
البا و ِّ
158
اضها
لوب وأَمر ُ
ال ُق ُ
ال َقلب وأ ََهميتُه:
يء يف اإلنس ان ،وحبياتِ ه َحي اة البَ َدن ،ومبوتِ ه َم ْوت البَ َدن ،وألج ِل ه ذه املكانَ ِة ال َق ْل ب ه و أَ ْش رف ش ٍ
َ َ
َّرعيَّة ال َكثِ َرية بِ ِذ ْك ِره ،والتَّن ِويه مبكانَتِه.
ب جاءت النُّصوص الش ِ
َ
الع ِظيمة لِْل َق ْل ِ
َ َ
ﱗ ﱘ ﱠ [ق.]37 : تعاىل:ﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ قال
[احلج.]46 :
ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﱠ ا وقال:ﭐﱡﭐ ﳂ
ض ل َم ن اس تبأ لِ ِدين ه (الف تح ،)126/1رق م ،)529( :ومس لم يف) ج زء م ن ح ديث رواه البخ اري يف اإلمي ان ،ب اب :فَ ْ
315
الدعوات ،باب ( ،)476/5( ،)23برقم ( ،)3407والنَّسائي ( ،)54/3وابن حبان الّتمذي يف َّ )318رواه أةد ( ،)125/4و ِّ
رقم (.)1974
159
أنواعُ ال ُقلوب (:)319
السلِيم:
الص ِحيح َّ -1ال َق ْلب َّ
وهو ال ذي س لِم ِم ن ك ل َش هوةٍ ُُت الِف أَم ر اهللِ واي هِ ،
وم ن ك ال ُش ْب َه ٍة تُع ا ِرض َخبَ َره ،فه و يُقابِل َخ َب َ َْ ا َْ َ
ضه بِ َّ
الرأْي أو اهلوى كما يَ ْف َعل أ َْهل البِ َد و َّ ِ ِ ِ
وم
الزيْغ ،وال ن اةَ ي َ اهلل تعاىل ورسوله بالتَّسليم ،وال يُعا ِر ُ
الس ّلم:ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ الس لِيم ،ق ال تع اىل يف ِحكايَة ُدع ِاء إب راهيم علي ه َّ ب َّ احب القل ِ القيام ة اإال لِص ِ
َ
ِ
ﱦ ﱠﭐ [الشُّعراء.]89 - 88 : ﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ
ب امليِّت: -2ال َق ْل ُ
وش هواتِه ،م ع َغ ْفلَ ة َش ِد َ
يدة ع ن ُم ر ِاد وهو ِض اد َّ ِ
الس ليم ،فه و ال يَ ْع ِرف َربَّه ،وال يَ ْعبُدهَّ ،إَن ا يَتَّبِ ع َه واه َ
ّلك. صاحبِه ،فإن ُم َ
عاشَرتَه ُس ام ،وجمالَ ُستُه َه ٌ ربِّه منه ،فاحل َذر احل َذر ِمن هذا ال َق ْلب ،ومن خمالَطَة ِ
َ َ
-3ال َق ْلب امل ِريض:
وج ال ،وإمي ا ٌن ب ه ،وفي ه باملقابِل حمبَّة لِ َش هواتِه البا ِ لَ ة، ِ ِ ِ
ب له َحياةٌ ،وبِه علَّة ،فَفي ه حمبَّةُ اهلل َع َّز َ وهو قَ ْل ٌ
ب ال َق ْل ب امليِّ تَ ،ورامب ا َغلَبَ ت حتصيلِها ،فرمبَّا َغلَب عليه املرض فالتَحق بِ ِ
صاح ِ وحرص على ِ ِ
َ ُ ََ َ وإيثار هلاْ ،
السلِيم.
ب َّ ب ال َق ْل ِ الص َّحة فالتَحق بِ ِ
صاح ِ ََ عليه ِّ
ض ال ُقلوب للفتَن: تَ َعر ُ
أي قَ ْل ٍ ِ ِ ِ
ب يب أنَّه ق ال ((:تُ ْع َرض الف َت عل ى القل وب كاحلص ِري عُ وداً عُ وداً ،ف ا عن حذيفة عن النَّ ِّ
ِ ِ أي قَ ْل ٍ ِ
وب عل ى ب أَنْ َكره ا نُك ت في ه نُكْتَ ة بَْيض اء ح َّ تَص َري ال ُقل ُ أُ ْش ِرهبا نُك ت في ه نَكْتَ ةٌ َس وداء ،و ا
َس َوداً ِم ْرب اداً الص فا ،فَ ّل تَ ِ قَ ْلبَ ْني :عل ى أَبْ يَض ِمثْ ل َّ
اآلخ ر أ ْ
الس ماوات واأل َْرض ،و َ دام ت َّ ض اره فْت نَ ة م ا َ َ
ب ِمن َهواه ))(.)320 ِ
كال ُكوز ُجمَ ِّخياً ،ال يَ ْع ِرف َم ْعروفاً ،وال يُْنكر ُمْن َكراً ،اإال ما أُ ْش ِر َ
أَمراض ال َقلب نَوعان:
الش ْرك
َش ادهاِّ : َش اد الن َّْو َع ْني ،ويَ ْد ُخل فيها جيع االعتِقادات البا ِ لَ ة ،وأ َ -1أ َْمراض ُشبُهات :وهي أ َ
وم ن ذل ك: والنِّفاق ،ق ال تع اىل :ﱡﭐ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [البق رةِ ،]10 :
الش بُهات التِ زام م ا ج اءَ يف الكت اب وال ُّس نَّة، البِ َد بأنو ِ
اعه ا ،والطَّري ق احل اق يف البُ ْع د ع ن ُّ
الصاحل رضي اهلل عنهم.
ف ا السلَ ُ
عنده َّ
الوقوف عند ما َوقَف َ وُ
السابِق). ِ
) رواه مسلم( ،املوضع ا
323
فادة انظ ر :اجمللَّ د العاش ر ِم ن جمم و فت اوى ش يخ اإلس ّلم اب نِ ِ
) ج امع العل وم واحلك م ،آخ ر َش ْرح احل ديث رق م ( ،)6لّلس ت َ
324
تيميَّة.
صرف يَ ِسري.
السابق بتَ ا
ِ
) املوضع ا
325
162
الع فةُ
المراد بالعفة:ُ
. ()326 اإلنسان فِعلُهِ ،
وض ادها :الدَّناءَةُ واخلِ َّسة ِ ِ
ف النَّ ْف ِ عن احملا ِرم ،وعما ال يمل بِ
ْ ُ ا هيَ :ك ا
َّع َوة إليها ،والدُّعاءُ هبا:
الد ْ
ِ
يب فق ال :م اذا يَ أْ ُمرُكم ؟ قل ت :يق ول :اعب ُدوا اهللَ يف ح ديث أيب س فيان أ ان هَرقْ ل َس أَلَه ع ن النَّ ِّ
الصلَة (.)327
فاف ،و ِّ دق ،والع ِ الصّلةِ ،و ِّ
الص ِ ويأمرنا بِ َّ
َ َو ْح َده وال تُشركوا به شيئاً ،واترُكوا ما يقول آباؤُكمُ ،
فاف والغِ َىن ))(.)328 الع َ
اهلدى والتُّ َقى ،و َ هم إِن أسألُك َ َّيب يقول ((:اللَّ ا وكان الن ا
من أَنواعها:
أ -العِفَّة عن أكل احلرِام:
ت فالنا ار أوىل بِ ه، ألن ك َّل جس ٍد نَب ت ِم ن س ح ٍ وم ن فَوائِ ِدها :النَّج اة ِم ن النا ار؛ َّ وه ي و ِاجب ةِ ،
ُ ْ ََ َ َ َ
وح ْف اهللِ تعاىل لِْل َعْبد.
َّعوةِ ، ِ
واستجابَة الد ْ َ
ب -العِفَّة عن ُس ال النا ِ
اس:
ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ [البق رة ،]273 :ويف ح ديث ع وف ب ن مال ك
ول
الص حابَة ((:أال تُب ايعون ؟ ))...ق الوا :ق د بايَ ْعناك ي ا رس َ يب قال له مع نَ َف ٍر ِم ن َّ األشجعِي َّ
أن النا َّ َ
اس َشْيئاً ))(.)329 ِ
اهلل! فَ َعّلم نُبايعُك ؟ قال...(( :وال تَسألوا النا َ
وص ْدق االعتِم اد علي ه ،وإك رام ال نَّ ْف ،وإعزازه ا ع ن وم ن فَوائِ ِدها :ع َدم االلتِج ِاء اإال إىل اهلل وح َدهِ ، ِ
َْ َ
لوق.الس ال لِلمخ ِ ذُ ال ُّ
َْ
اح َدةٍ ،فَ ِمن ه الو ِاج ب ،ك ّتك ُس ال امل ال وهذا النَّو ي تَفاوت النااس يف تَطبِ ِيقه ،ولي هو على درج ٍة و ِ
ََ َ ْ َ َ
اس أ َْمواهلم تَ َكثُّراً فإَن ا يَ ْس أَل جَْ راً ،فَ ْليَ ْس تَ ِق ال أو لِيَ ْس تَ ْكثْر ))
احلاجة ،قال َ ((:من َسأَل النا َ وع َدم َ
ِ
مع الغ َىن َ
(.)330
داخل يف العِ َّفة عن ما َحَّرم اهلل ،وإَنا أفردناه وأ َْلنا فيه لّلهتِمام به.
)331هذا ِ
الص ّلة (الف تح )143/2رق م ( ،)660ومس لم يف الزك اة، )332رواه البخ اري ،يف األذان ،ب ابَ :م ن َجلَ يف املس ِجد يَْنتَ ِظ ر َّ
الص َدقَة ( ،)715/2رقم (.)1031 باب :فضل إخفاء َّ
الرقاق ،بابِ :ح ْف اللِّسان (الفتح ،)308/11رقم (.)6474 ) رواه البخاري ،يف ِّ
333
)336رواه البخاري ،كتاب االستئذان ،بابِ :زنا اجلوا ِرح ،الفتح ( ،)26/11ومسلم يف ال َق َدر ،باب :قدر على ابن آدم َحظاه ِمن
الزنا ( ،)2046/4برقم (.)2657 ِّ
) رواه مسلم يف األدب ،باب :نَظَر ال َفجأة ( ،)1699/3رقم (.)2159 337
165
ف العِ َّف ة
ض ْع ِ ترك اتِّبا األحكام الشَّرعيَّة يف النَّ ْف واجملتَمع هو ِمن أ َْعظَم أَس ِ
باب َ َ وأخرياً َّ
فإن َ -8
أو ض ِ
ياعها. َ
من ثَ َمرات عفة ال َفرج:
خول اجلنَّة.
يف ُد َ سول لِلع ِف ِ الر ِ ضمان َّ َ -1
َ
يامة. ِ ِ ِ ِ ِِ
ف عن الفاح َشة يف ظ ال َع ْرشه يوم الق َ -2إظّلل اهلل ل َمن َع ا
ك أن ي ِ
ص يبَه ِ -3ع َّف ة امل رء س بب يف ِع َّف ِة أَهلِ ه وحما ِرِم ه ،ويف ِح ْف ِ اهللِ هل مِ ،
أوش َ ُ وم ن واقَع احل رام َ ْ ََ ٌ
السوء يف نَ ْف ِسه وأهلِه (.)340 ُّ
ومن انتِشار الفساد واألمراض الفتاا َكة. -4العِفَّة سبب لِسّلمة اجملتمع ِمن الشُّرور واآلفاتِ ،
ََ َ َ
ِ ِ ِ
اخلاص. -5العفَّة َسبَب للبُعد عن َس َخط اهلل تعاىل وعقابِه ا
العام و ا
األسئلَة:
ذموم ،ما فَوائِد تَركِه ؟ وما َمراتِب ذلك ؟ استَ ْش ِهد لِما تقول ؟
اس ُخلُق َم ٌ سُ :1س ال النا ِ
س :2ما املراد بِعِفَّة ال َف ْرج ؟ واذ ُكر بعضاً ِمن فَضائِلِه.
ض ْعف ِعفَّة ال َف ْرج ؟
أسباب َ
ُ س :3ما
166
حاسبَةُ
الم َ
ُ
حاسبَة:
الم َالمراد ب ُ
ُ
ة َد اهللَ عليها وحافَ على فِ ْعله ،وما َو َج د ِم ن أن ي ْنظُر العبد يف أَعمالِه وأَقْوالِه ،فما وجد ِمن حسنَ ٍة َِ
ََ ََ َ َ َْ
َح َدث هلا تَ ْوبَةً واستِ ْغفاراً. ِ ِ ِ ِ
تَ ْقص ٍري َسعى لتَداركه ،وما َو َجد من َسيِّئَة أ ْ
َأهميتُها:
يجتِ ه ،وه ل ه و ِ ِِ ِ َّ ِ ِ
أن العاق َل البَص َري هو الذي يتَ ِهد اأال يَ ْف َعل أ َْم راً ح يَق َ
ف قَ ْب ل ف ْعل ه ل ه ،ويَْنظُر يف نَت َ
ِ
أح َجم عنه. صلَ َحةَ املن َف َعة أَقْ َدم عليه ،وأن رأى فيه سوى ذلك ْ ماا يعود عليه بالنَّ ْفع أم ال ؟ فإن رأى فيه َم ْ
اجر ،والعام ل ،وال ادارس ،وغ ريهم ،ك ال يُ َف ِّك ر يف َمص لَ َح ِة وه ذا ي ْفعل ه النا اس يف ال دُّنيا وأعماهل ا ،فالتا ِ
ََ
يص ل من ه، ٍ ِ ِ ِ
أي َش يء ُ يجتُ ه ؟ مث إذا أق َدم علي ه ،فه و دائ م النَّظَ ر يف ا الع َم ل ال ذي يُ ْق دم علي ه ،وم ا ه ي نَت َ َ
الع َمل ،وبَ ْع َده أَيْضاً. ِ
ويَ ْستَمار على هذا أبداً ما دام يف َ
وع َملُه َّإَن ا ه و م ع اهللِ تع اىل ه و ِ ِ
واملسلم الذي ي رى ال دُّنيا َم ْزَر َع ةً لآلخ َرة ،وم ا يُ َق دِّم فيه ا يَ ْلق اه َغ داًَ ،
جتارة ،وال ِّربْح فيه ا أعظَم ِربْح ،واخلس َارة فيه ا ل ي ِ ِ
احملاسبَة ،وذلك النَّظر؛ ألنَّه من أ َْعظَم َ أوىل وأحرى بتلك َ
َّقاوة األَبَ ِديَّة. ِ
عادة ال ادائ َمة ،أو الش َ الس َ
يل َّ ِ
عاوَدة ،وهبا حتص ُ
بعدها ُم ََ
حاسبَة:
بالم َ
األَمر ُ
ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱠ [احلش ر ،)341(]18 :ق ال
حتاس بُوا ،وانظُ روا م اذا َّاد َخ ْرت ألن ُف ِس كم ِم ن
أنفس ُكم قب ل أن َ
ِ
اإلم ام اب ن كث ري رة ه اهلل تع اىل أي حاس بوا َ
وع ْر ِض ُكم على َربِّكم ا.ه . ِ ِ
الصاحلَة يَ ْوَم َمعاد ُكم َ
األ َْعمال ا
ماا َوَرد يف اآلثار:
أنفس ُكم قبل أن تُ َوزنوا ،فإنَّه أ َْه َون ِ ِ
حتاسبوا ،وزنوا َ قال عمر بن اخلطاب :حاسبُوا أن ُف َسكم قبل أن َ
ومئِ ذ تُ ْعَرض ون ال ُت َف ى م نكم ض األَ ْك َب ،يَ َحتاس بوا أَنْ ُف َس ُكم الي وم ،وتَ َزيَّن وا لِ َلع ْر ِ
عل يكم يف احلس اب َغ داً أن ِ
خافِيَة (.)342
حماس بَةً ِم ن َّ ِ ِ
الش ِريك َش اد َالر ُج ُل تَقيا اً ح يك ون لنَ ْف ِس ه أ َ يم ون ِم ْه ران :ال يك ون َّ -ق ال َم ُ
يكه(.)343 لِ َش ِر ِ
167
اب ِ ِ ِ ِ
ف احلس ُ احلس ن البَص ري :امل من قَ او ٌام عل ى نَ ْفس ه ،ياس ب نَ ْف َس ه هلل َع َّز َو َج ال ،وإَن ا َخ ا
-وقال َ
َخ ذوا ٍ ِ ِ حاس بوا أَنْ ُفس هم يف ال دُّنياَّ ، ٍ ِ
يام ة عل ى ق وم أ َ
اب ي وم الق َ وإَن ا َش اق احلس ُ َ يام ة عل ى قَ ْوم َ
ي وم الق َ
حماسبَ ٍة (.)344 ِ
األ َْمَر من غ ِري َ
حاسبَة:
الم َ كيفية ُ
اب نَ ْف ِس ه مب ا يَ راه
الش ر َّ ،إَن ا عل ى امل ِمن أَن ْيتَ ِه د يف ِحس ِ ل ي لِلمحاس بة ِ
خاص ة َوَرد هب ا َّ ْ كيفيَّ ة َّ ُ ََ
ياس ب نَ ْف َس ه علي ه ميك ن أن ُْن ِم ل م ا ينبغ ي أن ِ ناسباً ،وكلَّما أكثَر ِمن ُحماسب ِة نَ ْف ِسه كان ذلك خرياً ل ه ،و ِ م ِ
َ ََ ُ
فيما يلي:
َخلَص فيه ب والبَ َدن ،هل أ اَداه أم ال ؟ مث هل أ ْ ض اهللُ عليه ِمن َعم ِل ال َق ْل ِ ِ
أ -يَْنظُر ابتداءً فيما افتَ َر َ
َ
اب، ِ
السنَّة أم ال ؟ فإذا رأى تَقصرياً استَ ْد َرَكه ،وإذا رأى تركاً استَ ْغ َفر وت َ أم ال ؟ مث هل اتَّبَع فيه ُّ
الع َمل املفتَ َرض عليه. مث ابتَ َدأ َ
اهر و ِ الش رك الظا ِ وخلُِّوه ِمن َش وائِب ِّ ِ ِِ
اخلف ي ،وماا فيكون َأه ام ما يَ ْهتَ ام بِتَ ْنقيَته الوحيدة ،فينظُر يف إتامهُ ،
ِ ِ ِ ِ ِ
ودعائه إيااه ،وحنو ذلك. ينظر فيه هنا ما َمدى اعتماده على َربِّه ،وتَوُّكله عليه ،وجلوئه إليهُ ، ينبَغي أن َ
الص ّلة ،فيَ ْنظ ر اأوالً ه ل ه و يُ َ ِّديه ا أم ال ؟ مث ه ل يُ َ ِّديه ا يف أوقاِت ا، مث ال َف رائِض العملِيَّ ة ،وأهاه ا َّ
ص ّلة ال َف ْج ر ،ف إذا رأى وخاصة َ
َّ اضعِها مع اجلماعة أم ال ؟ ضها ؟ مث هل ي ِّديها يف مو ِ
َ َُ
ِ
ويُراعي ُشرو َها وفَرائ َ
ِ
الع َم ِل. ِ ِ
دارك التَّقصري ،وهكذا يف سائر َ وعَزم على تَ ُ ودعاه أن يُ َوفِّ َقهَ ،صراً استَ ْغ َفر ربَّه َ
نَ ْف َسه ُم َق ِّ
وجد َذنْباً استَ ْغ َفر اهللَ منه وتَرَكه.
ب -وينظُر أيضاً إىل ما نَ َهى اهللُ عنه ،ويُ َفتِّش نَ ْف َسه ،فإن َ
ّلق ،وتَركِه لِرذائِلِهاِ ،
وياسب نَ ْف َسه. ج -وي ْنظُر أيضاً إىل فِعلِه لَِفضائِل األَخ ِ
َ ْ ْ َ
وم دى ِح ْر ِص ه عليه ا ِم ن ِ د -وينظُر أيض اً إىل َحظِّه ِم ن ُم َك ِّم ّلت األَعم ِال ِم ن ُّ
الس نَن والنَّواف لَ ،
َع َد ِمه.
ياسب نَ ْف َسه قب ل اإلق دام علي ه ،فيَ ْنظُر ه ل ه و ِم ن َم ْرض اةِ اهلل ذ -وفيما ال ي ْد ِري حكْمه ؟ فإنَّه ِ
ُ َ َ
ِِ
ص لَ َحةٌ
س وك ان يف ف ْعل ه َم ْ َباحه الشَّر أم ال ؟ فإن مل يَ ُك ن علي ه في ه بَأْ ٌ أم ال ؟ أو هل هو ماا أ َ
لم ْرِء املسلِم أن يَ ْرفَع نَ ْف َسه لِيُ َقِّرهبا ِم ن ال َكم ِال م ا اس تَطا َ ،ول يعلم ِ ِ
له أَقْ َدم عليه ،وهبذا ميكن ل َ
الّتمذي معلَّقاً قال :يروى عن ميمون ،وزاد يف آخرهِ :من أي ن َمطْ َعم ه
)343رواه ابن أيب الدنيا يف حماسبة النَّف رقم ( ،)7وذكره ِّ
وم ْشَربه ؟
َ
حماسبة النَّف رقم (.)17
الدنيا يف َ) رواه ابن أيب ُّ 344
168
ص رياً ،اإم ا يف ويس ن الظَّ َّن هب ا ،فإنَّه ال ب َّد يف نَ ْف ِس ه تَ ْق ِ اإلنس ا ُن أن ه ال ينبغِ ي أن يغتَ ر بِنَ ْف ِس ه ِ
ُ ا َ
ترك املأمور ،أو فِ ْعل احملظوِر ،فَ ْليُ ْد ِرك نَ ْف َسه ويُْن ِقذها. ِ
حاسبَة:
الم َالمعينَة على ُ الوسائل ُ من َ
الض اار والناافِع ،واخل ري الض ّلل ،و ا احلق والبا ِ ل ،واهلدى و َّ العْبد بني ا َّرعي مييِّز َ
ا الش لمأ -العِْلم ،فبِالعِ
ِ ِ ِ
والشاَّر ،وكلَّما كان َحظاه من الع ْلم أَقْ َوى كان َحظُّه من َ
احملاسبَة أَ ْك َمل وأ ََتا.
ِ ِ ِ
الص احلات الع َم ِل ،ول يَ ْعلَم اإلنس ا ُن أنَّه مهم ا َعم ل م ن ا بُ -س وء الظَّ ِّن بِ النَّ ْف ِ ،وتَ ْرك العُ ْج ب بِ َ
اس بَتِها ،فَلَ َعلَّه ِ ِ ِ ِ
َح َسن الظَّ َّن بنَ ْفسه َمنَ َع ه ذل ك م ن َكم ال ُحم َ ومن أ ْ
ِ
صر يف َح اق اهلل عليهَ ، فإنَّه ُم َق ِّ
يوب َكماالً. ي رى املسا ِو َ ِ
ئ حماسناً ،والعُ َ ََ
َح َس َن ظَنَّه بِنَ ْف ِس ه ،فه و وم ن أ ْ
ِ ِ ِ
ق ال اب ن ال َق يام رة ه اهلل تع اىل :وال يُس يءُ الظَّ َّن بنَ ْفس ه اإال َم ن َعَرفَه اَ ،
اس بِنَ ْف ِسه .اه (.)345 َج َهل النا ِ
من أ ْ
ِ
اجني إىل ع ْف ِو اهللِ ِ ِ
ين ُحمت َ َ ص ِر َاد ال يزال ون ُم َق ِّوق ال ش يخ اإلس ّلم اب ن تيمي ة رة ه اهلل تع اىل :والعب ُ
ضال ()346أ.ه . وع ْف ِوه فَهو ا ب تعاىل َ قام مبا ِيب عليه ،وأنَّه ال يتاج إىل َم ْغ ِفَرة َّ
الر ا ومن ظَ َّن أنَّه َ
ِِ
وم ْغفَرتهَ ...
َ
حاسبَة السلَف ألن ُفسهم: من ُم َ
أ -ق ال أن :سع ت عم ر ب ن اخلط اب يق ول ،وبَْي ن وبينَ ه ِج دار :عم ر ب ن اخلط اب ،أ َِم ري
ابن اخلَطااب ،أو لَيُ َع َّذبِنَّك (.)347 ِ ِِ
ني اهللَ يا َ
امل منني ! بَخ ،واهلل لَتَتَّق َ ا
ب نَ ْف َس ه َم َّرًة فَ َح َس ب عُ ُم َره ،ف إذا ه و اب ن ِس تِّني الص َّمة رة ه اهلل أنَّه َ
حاس َ
ِ
ب -ذُكَر عن تَ ْوبَة اب ن ا
ص ر ،وق ال :ي ا َويْلَ يت، ِ
َح د وعش رون أل ف ومخس مائة يَ ْوم ،فَ َ س نَة ،فَ َحس ب أَيا َامه ا ف إذا ه ي أ َ
وعشرين أل ف ذَنْب ،كي ف ويف ك ال يَ ْوم َع َش رة آالف ذَنْب! مث َخ َّر َم ْغ ِش يااً أَلْ َقى املليك بِأَحد ِ
َ
عليه ،فإذا هو َميِّت (.)348
حاسبَة (:)349
الم َ
من ثَمرات ُ
احملاسبة.
السالكني ،البن القيم :منزلَة َ) انظرَ :مدارج ا
345
صارف يَ ِسري.
الوسيلة( ،ص ،)106بتَ َ ) قاعدة جليلة يف التَّوسل و َ
346
170
الخطَُر الصليبي
َ
صارى:المسلمين والن َ أَصل الصراع بين ُ
الص را ب ني النَّص رانِيَّة واإلس ّلم إىل فَ ْتح بي ت املق ِدس يف عه د اخلليف ة عم ر ب ن اخلط اب ود ت ا ِريخ ِّيع ُ
الش ام ،وخ رج ِهرق ل ِم ن ض وا عل ى دولَة ال ُّروم النَّص رانِيَّة يف ا ،حي ث إنَّه لَ ام ا فَ تَح املس لمون بِّلد ا
الش ام وقَ َ
ّلم ق د أق َام َس اداً يف َو ْج ه
أن اإلس َ الش ام وه و يق ول ((:ال َودا ال َودا إىل األَبَد ي ا س وريا )) ،رأى النَّص ارى َّ ا
القوة
صر ،ومشال إفريقياة ،وكانت َّ خاضعة هلا ،وهي ا ِ ّلد اليت كانت ِ انتِشا ِر النَّصرانِيَّة ،مث امت اد إىل البِ ِ
الشام ،وم ْ َ َ
ُّول ِ ْم ن يف اإلس ّلم ه ي ال يت ُُِتي ف أُوروب ا،
َص بَ َحت اجلي وش اإلس ّلميَّة يف عه د ال د َ وخاص ة لَ ام ا أ ْ
َّ ال يت تَك ُ
ضي عليها. نطيَّة يف ال َقسطنطينِيَّة ،وتَكاد تَ ْق ِ اخلام اهلجري ِتدِّد دولَة بِيز ِالسلجوقِيَّة يف القرن ِ
َْ ا
الحروب الصليبية:
تاريخ بدء ُ
اس ك)، الص ليبِيَّة يف الق رن اخل ام اهلج ري ،وأول م ن ب دأ بال دَّعوة إليه ا (بط رس النا ِ ب دأت احل روب َّ
ا َ
حتم جلم ع النَّص َارى يف السابِع)) ،مث بعد َموتِه َخلَ َفه (الباب ا أورب ان الث اِن) ،وه و ال ذي َّ
و((البابا جريوري ا
الصليبِيَّة األوىل،
ومن ذلك التااريخ بدأت احلملَة َّ أوروبا حملاربة املسلمني ،وكان ذلك عام 489ه (ِ ،)1095
ََ
بيت املق ِدس ،وأج زاء الصليبِيون أن يستَولوا على ِ
َْ
ِ مث تَتاب عت احلمّلت ح احلملة َّ ِ
الصليبِيَّة الثاامنَة ،واستَطا َ َّ ا َ ََ
الشام. كل ِمن :الرها ،وأنطاكية ،والقدس ،وع اكا ،وغريها ِمن بلدان ا الشام ،وأقاموا هلم إمارات يف ا كبِ َرية ِمن ا
السلطان صّلح الدِّين األياويب ح استطا َ َه ِزميتَ ُهم يف معركة ِحطِّني س نة 583ه ، جاهدهم ُّ
وبعدها َ
الص ليبِيَّة الص لِيبِيِّني يف ا
الش ام ح زال ت َد ْولَ تُهم عنه ا بع د قَ ْرنَ ْني ِم ن ب دء احلملَ ة َّ وبع َدها ب دأ تَ َقلا ص نُف وذ َّ
األوىل.
يمة:الحروب الصليبية ال َقد َ نَتائج ُ
الص ليبِياة القري ب ال ذي ه و االس تِيّلء عل ى فلس طني رأيناه ا مل تُ ْس ِفر ع ن
إذا نظَرنا إىل َه َدف احل روب ا
سادةً لِتِل ك األَم اكِن ال يت ِ ِ
الرجال ،فقد بَقي املسلمو َن َ أي نَتِيجة مع ما خ ِسرتْه أوروبا ِخّلل قَرنَ ْني ِمن ِ
املال و ِّ ْ َ َ ا َ
بأي َمثَ ٍن.
أراد النَّصارى أن يَ ْستَولوا عليها ا
الحروب الصليبية في النقاط التالية: ص أ ََهم نَتائج ُ ويمكن أن نُلَخ َ
ِ
اإلسّلمي. اجهة العس َكريَّة مع العامل
فشل املو َ
َ -1
ضر املتَ َمدِّن وعامل النَّص رانيَّة يف أوروب ا
حدث بني عامل اإلسّلم املتَ َح ِّ ِ -2من خّلل االتِّصال الذي َ
ّلد ِهم.
املادي إىل بِ ِ ِ
َّم َهم ا
ِ
ضارة اإلسّلم وتَ َقد ُ
(املتخلِّف ِ
اهلمجي) ،أخذ األوروبياون ينقلو َن َح َ َ ََ
171
فك رون املاديَّة ،ماا جعلَه م يُ ِّ ّلمي ِم ن اخل بات واإلمكان ات ِ -3انبِه ار أوروب ا مب ا لَدى الع امل اإلس ِ
العسك ِريَّة.آخر غري احلرب َ َّحول إىل خمطَّط َ بّلد املسلِمني ،والت ُّ ديدة إىل ِ بالعودة بِط ِري َقة َج َ
َ
اف عل ى ع ا ِمل اإلس ّلم ،وقِي ام -4كان ِمن نَتِيجة ذلك :حرَك ة ال ُكش وف اجلغرافِيَّة ،وحماولَة االلتِف ِ
َ َ
ب والعل وم التَّج ِريبِيَّ ة ال يت أَلََّفه ا املس لمون ،ونَ ْقله ا إىل الّت َجَ ة لِ ُكتُ ِ
حرَك ة االستِ ْش راق و َّ
ب الطِّ ا
ضة األُوروبِيَّة احلَ ِديثَة. ِِ
بِّلدهم ،وظُهور الن َّْه َ
الحديثة:العو َدة إلى الشرق اإلسالمي في العصور َ الفئات التي َشجعت َ
الص ليبِيِّني يف َع اك ا يف تل ك احل رب آخ ر جن ود َّ اح ل احل رب الص ليبِيَّة بِطَرد ِ بعد أن انتَهت مرحلَة ِمن مر ِ
ْ ا َ
ف شأن الباب ِويَّة ،و ِ ِ
انفصام عُ رى الوح َدة َ ض ْع ِ َالسلطان خليل بن قّلوون ،وما تَ َرتَّب على ذلك من َ قادها ُّ
اليت َ
الع ْوَدةِ ثانِيَ ةً إىل َّ ِِ ِ ِ
الش رق األوروبِيَّ ة دينيا اً وسياس يااً إىل َح د َكبِ ٍري ،بع د ه ذه َ
املرحلَ ة مل ِت َدأ َر ْغبَ ة أُوروب ا يف َ
وىل ذل ك يدة ،وقد تَ َّ َّخطيط لِغَْزِو املسلمني ِمن َج ِديد ،وبِطُُرٍق َج ِد َ اإلسّلمي ،فأخذ أَصحاب املصلَح ِة يف الت ِ
َ َ ْ
ِ
كل ِمن:ا
يسة: ِ
-1ال َكن َ
يدة تَ ْن ُشر فيها ِدينَها َخ َذت تَ ْب َحث عن بِيئَة َج ِد َ وذلك بعد أن فَ َق َدت ُس ْلطااا على ُشعوهبا يف أوروبا أ َ
يح اي يف ِديار املسلمني. املس ِ
َّبشري ِ احملرف ،فكان نُشوء ما يس َّمى بِالت ِ
َُ َّ
ِ -2رجال املال واالقتِصاد:
الش ركات الغربِيَّة االقتِص ِاديَّة ،مث ل :ش ركة اهلن د الذين هبرهم الشَّرق مبص نوعاته ،وخامات ه ،فك ان نُش وء َّ
مه َدة الش رقيَّة ،وغريه ا ،والبح ث ع ن االمتِي ازات االقتص ِادياة يف ِدي ار اإلس ّلم ،وال ذين كان ت أعم اهلم ِّ َّ
لّلستِ ْعمار.
وملوك أوروبا: ياسة ُالس َ -3رجال ِّ
ض يفواا إىل وذل ك للبح ث ع ن أس واق ج ِدي َدة لِتِج ارة ب ْل داام ،وم وانِئ وامتِي ازات وأراض ج ِدي َدة ي ِ
َ َ َ َ ُ َ َْ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
ني.بُْلداام ،ماا تَ َرتَّب عليه استعمار أوروبا ل َكث ٍري من بِّلد املسلم َ
الش ِ
رق َح و ِال َّ وقد ساعد ه الء جيعاً يف عملِ ِهم فِئات ِمن املستشرقني الذين خ َدموا ال َكنِ ِ ِ
اس ة أ ْ
يس ة بدر َ َ َ ََ َ
شكيك أَهلِه يف عقائِ ِد ِهم وم ِ
بادئِهم. اإلسّلمي ،وحتلِيل موا ِ ن ضع ِفه ،وحماولَة تَ ِ ِ
َ َ ْ َْ َ
الرحالَة ،وك انوا ص َفتِ ِهم ِم ن َّوخدموا االس تِعمار بِتَ ْق ِدمي التَّق ا ِرير ع ن أح وال البل دان ال يت ك انوا يزوروا ا بِ ِ
َ
ِ
ض ْعف ِهم. يعملون جو ِاسي حلكوماِتم وبلداام ،ي ُدلُّون على عورات املسلمني ومو ِ
اضع َ َ َ َ ُ َ
الحروب الصليبية:
الجديد في ُ
األُسلوب َ
172
الصليبِيَّة ِعدَّة َحما ِور ،وهي: ِ
احلروب َّ َّاُتذ األسلوب اجلديد يف
َّنصري) ،وتقوم به ال َكنِسية ،وتَ ْد َع ُمه احلكومات النَّصرانيَّة. -1الت ِ
َّبشري (الت ِ
وخ ْدمة احلكومات الناصرانِيَّة. الفكر خلدم الكنسية ِ -2االستِشراق ،ويقوم به ِرجال العِلم و ِ
-3االستِعمار العس َك ِري.
يس ة ،وِرج ال احلك م ،وِرج ال االقتص اد وامل ال ،ول ذلك تكاتَ َف ت ه ذه ِ ِ ِ
وه ذه احمل اور ُت دم َمط امع ال َكن َ
عاونَت فيما بينها. ِ
الفئات وتَ َ
احد ِمن هذه احملاور ،وهو :الت ِ
َّبشري: احلديث عن و ِوإليك ِ
التبشير (الت نصير):
الص لِيبِيَّة ،بُ ْغيَ ةَ نَش ِر
ياسيَّة استِ ْعما ِريَّة بَ َدأَت بالظُّهور إثْ َر فَ َش ِل احل روب َّ
َّنصري حرَكةٌ ِس ِ
َ
َّنصري :الت ِ
معىن الت ِ
الس يطرة باص ة ،هب دف إحك ام َّ بعام ة ،وب ني املس لمني َّ النَّص رانية ب ني األم م املختَلِ َف ة يف دول الع امل الثال ث َّ
على الشُّعوب ( ،)350واملقصد به حتويل املس لمني ع ن ِدي نِ ِهم إىل النَّص رانِيَّة ،وه ذا اهل َدف تس عى ل ه الكنيس ة
نص ري املس لمني ح يَ ْرتَِف ع ص ر األمريك ي :ل ن تتَوقَّ ف جهودن ا وس عينا يف تَ ِ
َ َ ُْ ُ بق َّوة ،يق ول روب رت م اك ،املنَ ِّ
املدينَة (.)351 ساء م َّكةَ ،ويقام قُ اداس األَحد يف ِ الصلِيب يف ِ
َّ
َ ُ َ
المبَشرين: َمجاالت أَنشطَة ُ
الصحيَّة:
-1اخلدمات ِّ
وذل ك بتأس ي املستش فيات واملستوص فات النَّص رانيَّةِ ،
وتوجي ه األ ِّب اء املتنقِّل ني ،وكم ا ق ال أح د َ َ
ِ ِ
احلاج ة إىل الطَّبِي ب ،وحي ث تك ون َ
احلاج ة اآلالم تك ون َ املنصرين :حيث جتد بَ َشراً جتد آالماً ،وحيث تك ون ُ ِّ
ناسبة لِلت ِ
َّبشري (الت ِ ِ
َّنصري) (.)352 صة ُم َ إىل الطَّبيب فهناك فُ ْر َ
يكيَّة يف (سيواس) الّتكِيَّة ،عام 1859م. وكان ِمن أوائِل ذلك :العيادة الطِّبِيَّة األمر ِ
الص ليبِيَّة يف َغ َّزة ،ون ابل ،وغريه ا ِم ن امل ُدن يف س وِرية
وبع د ع ام 1875م أنش ئت املراك ز الطبِيَّ ة َّ
وفلسطني.
الرهبَنات: ِ
األديرة و ا
-2جمال تأسي الكنائ و َ
العسكر (ص .)13
) التَّنصري وحماوالته يف اخلليج د .عبد العزيز َ
350
175
الهد َامة
ب َ المذاه ُ
َ
أوالً :العلمانية:
تَ عري ُفها:
الّل ِدينِيَّ ة ،أو الدُّنْي ِويَّة ،وه ي دع وةٌ إىل إقام ة احلي اةِ رجتُه ا َّ ِ ِ ِ ِ
َ ََْ َ يحة :ا
الص ح َ َجنَبِيَّ ة ،وتَ ََ
ترجَة خا ئَ ة ل َكل َم ة أ ْ
صل الدِّي ِن عن َّ
الدولَة. على غ ِري الدِّين ،أو فَ ْ
يخها:
تار ُ
يس ة بِدايَ ةً لِظُه وِرِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
ميك ن أن تعت ب الثَّ َورة الفرنس يَّة س نة 1789م وم ا تَب َعه ا م ن ُس قوط لُ ُس ْلطان ال َكن َ
ِ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
أوس ع ،وانتش ا ِره يف أُوروب ا ،حي ث الثَّورة الفرنس يَّة كانَت ثَ ْوَرًة علمانيَّ ة أ َ
َقام ت الف ْك ر الع ْلم اِن وبُروِزه ب َش كْل َ
الدين ورهبانِه.
ُس َسها على العِلمانِيَّة بعيداً عن ِّ ِ
َمبادئَها وأَنْ َشأَت أ ُ
دادها ووقوفِه ا ِض اد العِْل م ،وتَش ِكيلِها َحم اكِم التَّفتِ يش وه ي رد فِع ل عل ى تَس لُّط ال َكنِيس ة واس تِب ِ
ْ َ َ َا ْ
لِ ُمحا َك َمة عُلماء العُلوم الدُّنيَ ِويَّة التَّج ِريبِيَّة.
أهم النظريات التي قام عليها الفكر العلماني وكان لها َدور في تَأصيله:
-1نَظَ ِريَّة اليهودي (دارون) يف التَّطور واالرتِقاء.
لكل الظَّو ِاهر. ِ ِ ِ ِ
-2نظريَّة اليهودي (فرويد) اليت تعتَمد فيها ال ادافع اجلنسي ُم َف ِّسراً ا
املادي لِلتاا ِريخ.
َّفسري ِ -3نَظَ ِريَّة ِ
اليهودي (مارك ) يف الت ِ
يام العلمانية في أوروبا: أسباب ق ُ
َصبَحوا أرباباً ِم ن دون اهلل، ِ ِ ِ ِ
وج ْعلُهم أ َْمر املغفَرة واحلرمان بأيدي ِهم ح َّ أ ْ
يسةَ ، ُّ ِ
تسلط رجال ال َكن َ َ -1
ِ
كوك الغُفران. ص َ وصل احلال بالكنيسة أن تَبِ َ
يع ُ ح َ
-2وقوف الكهنة وِرجال الكنيسة ِض اد ِ
الفكْر والعِْلم التَّج ِرييب. ََ ُ
ياس ة واحلك مالس َ اس يف ِّ َص ّلً لِنِظ ِام احلي اةِ ال ذي يُ نَظِّم ُش و َن النا ِ
احملرفَ ة أ ْ
يحيَّة َّاملس ِ
-3فُق دان ِ
إن الدِّيانَ ة النَّص رانِيَّة َّ
احملرفَ ة ال واالقتِص اد واالجتِم ا وغ ري ذل ك ِم ن َمن احي احلي اة ،حي ث َّ
لحي اة ،ول ذلك اش تَ َهر عن د ِ ِ ِ
ض األَخ ّلق واآلداب ،ول ي فيه ا نظ ٌام ش امل ل َ ض َّمن اإال بع َتَتَ َ
صر ). النَّصارى مقولَة (:د ما هللِ هللِ ،وما لَِقي ِ
صر ل َقْي َ
َْ َ َ
الفط رة ،مث ل التَّثلي ث ،و ِ
اخلطيئَ ة، ض من النَّص رانِيَّة لعقائ د با ِ لَ ة ال تس تقيم م ع العق ل و ِ
-4تَ ْ َ
والت ِ
َّكفري.
176
والمعتقدات التي يدعو لها العلمانيون: بعض األَفكار ُ ُ
-1العِْلمانِيَّة الغالِية تُْن ِكر وجود اهللِ أَصّلً ،كما يف العِلمانِيَّة الش ِ
ُّيوعيَّة. ْ ُ َ َ
وإقامة احلياة على أساس مال. ياسةَ ، الس َ صل الدِّين عن ِّ -2فَ ْ
يء يف احلياة. -3تطبِيق مبدأ النَّ ْفعِيَّة (البجاتِية) ( ،)354على كل ش ٍ
ا َ ا َْ
السياس ِة واألَخ ِ
ّلق. ْ ،يف فَ ْل َس َفة احلكم و ِّ َ
()355
-4اعتِماد مبدأ (امليكافِيلِياة)
َّع َوة إىل حت ِرير املرأة َوفْق النَّمو َذج الغَريب.
-5الد ْ
الفينِ ِيقيَّ ة ،وغ ِريه ا ِم ن ال دَّعوات يف الع امل
كالفرعونِيَّ ة ،و ِاجلاهلِيَّ ةِ ،
-6إحي اء احلض ارات القدمي ة ِ
َ
ِ
اإلسّلم اي.
الّل ِدينِيَّة يف الغَْرب.
األنظ َمة ِمن املناهج ا -7اقتِباس ِ
الّتبِيَة الدِّينِيَّة اختِياريَّة يف نُظُم التَّعلِيم.
َجيال تَربِيَةً ال ِدينِيَّة ،وذلك لتكون َّ -8تَربِيَة األ ْ
بّلد املسلمني. الشريعة يف ِ إسقاط أحكام َّ ِ -9الدَّعوة إىل
ص ُد يف ذلك َه ْدم الدِّين. وروث ٍ -10إخضا كل م ٍ
سابق للنَّ ْقد ،وال َق ْ اَ
ِ
الص واب
وع دماً ،ول ي عل ى احل اق و َّ البجاتيَةَ :مْبدأ يقوم على أنَّه ينبَغ ي أن تَس َري حي اةُ النااس عل ى املص لَ َحة واملن َف َع ة ُوج وداً َ ) َ
354
الشعوب واألفراد.
القيَم واملبادئ واألديان يف َعّلقات ُّ واخلري ،وهذا إسقا ٌط لِدوِر ِ
َْ
حتق ق الغايَة ال يت يَ ْس َعى هل ا ،خلِ َّ
ص يف املقولَة التاالي ة: جازة ك ال َو ِس يلَة ِِّ
نسب مليكافيلي -رجل إيطال -يدعو إىل است َ ) مبدأ يُ َ
355
)356لّلستِزادة :انظر:
املذاهب ِ
املعاصرة. امليسرة يف األديان و ِ -1املوسوعة َّ
-2نظرية مارك ،أةد العرابشة.
حممد البهي. ِ -3تافُت ِ
الفكر املادي بني النَّظرية والتَّطبيقَّ ،
الشعوب ،عبااس حممود الع اقاد. -4أفيون ا
الشيوعية واإلسّلم ،أةد عبد الغفور عطاار. َّ -5
178
الوجودية (:)357
ثالثاًُ :
ماهيَّته باختِي ا ِره ِ ِِ تقوم على َّ
اج إىل ومواقف ه ،فه و ال يت ُ َ يوجد َّأوالً ،مثا تَتَ َج َّدد ُ أن اإلنسا َن َ وهي :فَ ْل َس َفةٌ ُ
وسلوكِه. ضبِط تَ ِ
صُّرفاته ُ َ ط تَ ْضوابِ َ ٍ
ُم َو ِّجه أو َ
ِ ِ ِ ِ ِ و ِ
باره ا َم ْذ َهباً الوجوديَّ ة غ ري واض َحة املع ا ِمل ح ب ني أَنْص ا ِرها ،ول ذلك ميك ن اعت ُ احلقي َق ة َّ
أن فَ ْل َس َفةَ ُ
ُخمتَ لَفاً بِ َشأْنِه ح َّ بني أَتْ ِ
باعه.
الش َهوات، احلريَّ ِة املطلَ َق ِة لِلغَرائِ ِز و َّ
ض ِويَّةً تق وم عل ى ِّ
حتمل نَ ْز َعةً فَ ْو َ َ
ميكن أن يقال :إ َّن الو ِ
جوديَّة فَ ْلس َفةٌ ِ
ُ ُ
و ِ
وم ْع ُقولِيَّة لي اإال ِخداعاً فِ ْك ِريااً). ِ ِ
(أن ما يَْبدو عليه العامل من نظام َ حيث يرى (دستويفسكي) (َّ .)358
ث لِي ْن ِكر مْبدأَ األَ ْس ِ
باب. كرة َّ ِ ِ
جود َعبَ ٌ ُ َ َ الو َ أن ُ ويَ ْستَ ْخدم (سارتر) ف َ
نَشأَتها:
(الرواقِيِّني) ،وإىل (اغس طينوس) ،ويف
لس َفة َعص ِريَّة اإال أاا تعود إىل (سقراط) ،و ا
الوجوديَّة فَ َ
وإن بَ َدت ُ
ي عند (سورين)( ،مارتني هيدغر)( ،وجان بول ستارتر). ِ العصر احلديث بدأت ب ُذور ِ
الوجود ا ُ كر الف
الوجودية: الم َؤثرة على نَشأَة ُ العوامل ُ َ
إن تَبِع ات احل ْربَ ْني
ّلم ح نَش أِتا وتَطَُّوره ا ،ف َّ ض ح بع ض م ِ جوديَّ ة ج ذور اجتِ ِ
ماعيَّ ة وتا ِرَييَّ ة تُ َو ِّ لِلو ِ
َ َ ُ ُ
لم يّلد ق د َبَ َع ت ُم َلاف ات تل ك احلقبَ ة األزم ة االقتِص ِاديَّة العالَ ِميَّ ة يف ثَّلثِين ات ال َق رِن العِش ِرين لِ ِ ِ
ْ الع الَميَّتَ ْني و ْ َ
ي َم ِهني. ِ
بطابَ ٍع َمأْ َس ِو ا
وضيا ٍ ،بعد احلرب العالَ ِميَّ ة األوىل ،م ع ِ
الوجوديَّة يف َزَم ِن َحْي َرةٍ َيقول أَ َحد مثِّليها ((:لقد نَشأت تلك ُ
جوديَّة يف ذاِت ا بِ ُوض ٍ
وح آث َار تل ك اهل َّزة ان تل ك الف ّتة ِم ن قَلَ ٍق وض يا ٍ ،فَحملَ ت الو ِ كل ما تَداعى على إنس ِ
ُ ََ َ َ ا
جي ع رب العاملي ة الثااني ة ال يت دخلَ ت أَ ْعم اق َِ ازده ار ه ذه املدرس ة ه و نتيج ة لِلح ِ وإن ِ ال يت َِمشلَ ت ك ل ش ٍ
يءَّ ،
ََ ا َ ََ َ ا َ
وح اي بِأَ ْك َملِه )).
الر ِ
شاملَ ،ه َّدم عالَ َمنا ُّجودنا ،وما تَبِع ذلك يف ااِيار تا ِر َِيي ِ
ا
زوايا و ِ
َ ُ
)357لّلستِزادة ،انظر:
-1املوسوعة ال َفلس َفيَّة ،د .عبد املنعم حنَ ِفي.
-2املوسوعة الفلسفية العربية :املعهد العريب لإلَناء.
الفلس ِفي.
-3املعجم َ
امليسرة يف األديان و ِ
املذاهب املعاصرة. -4املوسوعة َّ
الرةن بدوي. الوجودي ،عبد َّ الزمن ُ
َّ -5
)358أحد دعاة الو ِ
جوديَّة.ُ
179
اخلوف وال َقلِ ق ،تَ َق َّدم الو ِ
جوديا ون بَِف ْل َس َفتِ ِهم ِدفاع اً وش عوِرهم ب ِ ونتِيج ة لِلمواقِ ف املت َذب ِذب ة لِلوج ِ
ُ وديِّني ُ ْ َ ُ َ َ
اع اي أو التا ا ِر َِي اي ،وع ن الواقِ ع ال ذي ي ِّدد إىل َم دى بَعِي ٍد ع ن اإلنس ان ال َف رد ،بِغَ ض النَّظَر ع ن احل ق االجتِم ِ
ا ا ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ص ورة وج ِ
وده ،فَ أبْ َرَزت بِف ْع ٍل ذ ْه ِن اإلنس ا َن بَعي داً ع ن ِّ
ضالص را االجتم اعي أو خا ِرج اً عن ه ،وه ذا م ا َع َّر َ َُ ُ
ومصاحلِه. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الوجوديَّةَ إىل أن تُ ْستَ غَ ال من قبَل َمن َج َعلَها يف خ ْد َمة تَطلُّعاته َ
ُ
الوجوديين: المشتَ َرَكة بين ُ الثوابت ُ
فس رياً ع ْقّلنِي اً حبت اً ،يق ول أَح د الوج ِ
وديِّني: االنق ّلب عل ى ال َف ْلس َفة امل َفس رة لِلع امل واإلنس ان تَ ِ ِ -1
َ ُ َ ا اَ َ
ض ل م ا تَ ْف َعل ه ال َف ْل َس َفة أن تَ َد جانِب اً ِّادعاءَاِت ا اجملنونَ ِة لِتَ ْف ِس ري الع امل تَ ْف ِس رياً َم ْعق والً، َّ
((إن أَفْ َ
ود اإلنس اِن كم ا ه و ،ه ذا َو ْح َده امل ِه ام ،اأم ا ِ ِ ِ
الوج َ ف ُ وأن تَُرِّك َز اهتماماِت ا عل ى اإلنس ان ،فَتَص َ
الباقِي فَ َعبَث )).
صبَح ال َمأْوى له وال ُجذور. ضيا ِ اإلنسان الذي أَ ْ الع ِميق بِ َ
الشعور َ ُّ -2
لوك...الس ِ ض وابِط ُّ ٍ ِ
أي ض ابِط م ن َ لش َهوات ب دون ا عوة إىل احلريَّة املطلَ َقة ،وإ ّلق العِن ان لِ َّ الد ََّ -3
الضوابِط اخلُلُِقيَّة.
الدينِيَّة ،و َّوهذا يعن االنْ ِسّل َ ِمن االلتِزامات ِّ
180
رابعاً :ال َقومية (:)359
تَعري ُفها:
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
ص بِيَّة ال َقبَليَّة ،واملقص ود هب ا :االعت ز ُاز ب الع ْرق أو اجل ْن َ ،
وج َعل ه حم َور ال َقوميَّة تع ِن م ا يُ َس َّمى قَدمياً َ
بالع َ
االرتِباط بَ َدل االرتِباط بِ ِّ
الدين.
اس ع عش ر امل يّلدي، ظاهرة برزت يف اجملتمع ات الغربيَّ ة يف الق رن التا ِيعب عن ِ وهي ترجة ملصطَلح غريب ِّ
اث ُم ْش َّتك،ض ُّمها إ ار ُجغ رايف ثابِ ت ،ويمعه ا تُ ر ٌ ِ ِ
دود ًة م ن النا اس ،يَ ُاع ةً حم َ
ص ِّور َو ْعي اً َجدي داً ُمي ِّج د َج َ
تُ َ
صول ِعرقِيَّة و ِ
اح َدة. وتَ ْنتَ ِمي إىل أُ ٍ
ْ
نَشأَتُها:
نش أَت فِ ْك َرة القوميَّ ة يف أوروب ا ،وذل ك يف أوائِ ل الق رن التااس ع عش ر امل يّلدي ،فك ان هن اك القوميَّ ة
أن أملاني ا ف وق اجلمي ع ،وك ان هن اك احلرك ة القومي ة األملانيَّ ة ال يت تق وم عل ى أس اس االعتِ زاز ب العرق األري ،و َّ
اإليطالية ،وكان هناك القومية اليونانيَّة ،وغريها ِمن القوميات األوروبيَّة.
اس ع عش ر ،وك ان النَّص ارى الع رب َّأول وق د انتقل ت فِك رة القوميَّ ة إىل ال بّلد العربيَّ ة يف أواخ ر الق رن التا ِ
َ
شرها. ِ
كرة القوميَّة العربيَّة ونَ َ
ةل ف َ َمن َ
الشام سنة 1847م بإنشاء َجعِياة ّلد ا وميَّة لِلعرب يف بِ ِ يقول جورج أنطوني ((:بَ َدأَت قِ َّ
صة احلرَكة ال َق ِ
ََ
يكيَّة ))(.)360أدبِية قَلِيلَة األَعضاء يف بريوت ،ويف ِظل ِرعاية أَمر ِ
ا َ ا
صارى :ناصيف اليازجي ،وبط رس ِ الرجال الذين كان هلم دور يف َّ ِ
الدعوة إىل القوميَّة العربيَّة من النَّ َ ومن ِّ
البستاِن ،ع ن ناص يف الي ازجي يق ول ج ورج أنط وني :وك ان َرافَة َد ْع َوتِه َو ِح ادِتا تُثِ ريان انتِب اه النااس؛ ألنَّه
ب هب م أن يت َذ َّكروا ِ ِ ِ
الع َرب عل ى اخ تّلف عقي دِتم :النَّص ارى واملس لمني جيع اً ،وك ان يَهي ُ ك ان يَتَّج ه هب ا إىل َ
)367لّلستِزادة انظر:
حممد اخلضر حسني. -1ائفة القاديانيةَّ :
-2القادياِن والقاديانية ،أبو احلسن النَّدوي.
-3حقيقة القاديانيَّة والبابيَّة والبهائيَّةِ :
سامي َعطا احلسن.
-4املوسوعة امليَّسرة يف األديان واملذاهب ِ
املعاصرة.
حممد احلسن. -5املذاهب واألفكار ِ
املعاصرةَّ ،
-6القاديانية ،إحسان إهلِي ظَ ِهري.
184
سادساً :البابية والبَهائية (:)368
تَعريفها:
وس ي و ِ
اليهوديَّ ة العامليَّ ة واالس تِعمار الر ِ
ت ِرعايَ ة االس تِعمار ُّه ي :حرك ةٌ نَ َش أَت س نة 1260ه حت َ
وتفكيك ِوح َدة املسلمني وصرفِ ِهم عن قَضاياهم األَ ِ
ساسيَّة. اإلسّلميَّةِ ،
ِ ف إفْساد العقيدة اإلنلِيزيَ ،
هبد ِ
َْ ْ
تاريخها:
اع َدة احلكوم ة الش ريازي ،ال ذي أعلَ ن أنَّه الب اب ،س نة 1844م مبس َ
369
حممد ِرضا ِّ أسسها املرزا علي َّ َّ
ث م ع ال ازائغني الر ِ
وس يَّة يف إي ران يف مذكرات ه ((:إنَّه حب َ املّتِجم يف َّ
السفارة ُّ الروسيَّة ،يقول ((كينازدا الفوركي)) َ
ِ
ا
وحدِتم ،فكان ِمن أسه ِل الطُّرق ِ
املوص لة إىل ِ ضربةً ِ ِ
َ تقضي على َ ض ْرب املسلمني هبم َ ْ َ يف عقيدِتم اإلسّلميَّة ل َ
أجيج نا ِره ا فيم ا بي نهم ،فبَ ْع د البح ث والتَّح ِّري َعثَرت عل ى ائَِف ةالدينِيَّة ونَش رها ،وت ِ
ذلك إي اد اخلّلف ات ِّ
الرش يت ،ك ان كث رياً م ا يُ َرِّدد ذك ر ني يف كثِ ٍري ِم ن عقائِ دهم ،ف دخلت يف حلق ة َّ ِِ ِ
الس يِّد ك اظم ا ُت الف املس لم َ
املهدي.
الشريازي (الذي أصبح زع يم البابيَّة فيم ا بع د) فتَبَ َّس مت، مث يقول :فرأيت يف اجمللِ :امليزراعلى حممد ِّ
نفسي على أن أجعلَه ِ
املهدي املزعوم )). وص َّممت يف ِ
َ َ
مث جاء بعد الباب امليزراحسني علي بن املريزاعبااس ،املعروف ب (بزرك) مث تلَ َّقب بالبهاء (هباء اهلل) وإليه
تُْنسب البهائِيَّة ،وقد َّادعى األُ ِ
لوهيَّة. َ
من َعقائدهم:
-1يعتقد البهائِيون أ ان الباب هو الذي خلَق كل ش ٍ
يء بِ َكلِ َمتِه. َ َ َّ َ َ َ ا
-2يقولون باحللول و ِّ
االحتاد.
ناسخ وخلود الكائِن.
-3يقولون بالتَّ ُ
سامي عطا احلسن. )368لّلستِزادة ،انظر :ح ِقي َقة القاديانِيَّة والبابِيَّة والبهائِيَّةِ ،
املوصلَة إىل مع ِرفَة ِ
احلقي َقة اإلهليَّة. )369ومعىن الباب :أنَّه الو ِسيلة ِ
َ َ
185
س وآدابُها
المجال ُ
َ
المجالس:أَنواع َ
بد له ِمن اجلل وس م ع اآلخ رين ،وهل ذا اعتَ ىن اإلس ّلم بعّلقَة املس لِم م ع طبعه ،وال َّ ِ
اإلنسا ُن اجتماعي بِ ْ
الدنيا واآلخرة. صّلحه يف ُّ
ُ ووجهه لِما فيه
غ ِريهَّ ،
أن اجملال أنوا ،وهي: وعند النَّظر ند َّ
الص ّلح ،وحلَق ات العل م ،وجم ال ال َوع والتَّ ذكري، كمج ال العلم اء ،وأه ل َّ أ -نَ و حمم ودَ ،
وكل ما يعود على ِ
املرء بِنَ ْفع يف ِدينه ،وهذه ينبغي العِنايَة حبضوِرها وتَطَلُّبِها.
احش الب ِذيء ،والغيب ة ،والك ذب ،واجمل ال وء ،والك ّلم الف ِالس ِ
كمج الِ أَ ْه ل ُّ ب -نَ ْو َم ذمومَ ،
اليت يراد هبا نَ ْشر ال َفساد ،وحنو ذلك ،وهذه الو ِاجب اجتِناهبا ،وتَنَ ُّكب َ ِر ِيقها.
الس وء ،وال تَرتَِق ي إىل أن تك ون جم الِ نافِ َع ة، ِ ِ
ج -نَ ْو مب اح ،وه ي اجمل ال ال يت ال تش تَمل عل ى ا
البيء ،وحنو ذلك. إَنا فيها الكّلم املباح ،واملزاح َِ
ضيِّع لِ َّلز ِ
مان ،ورمبا َجَّر إىل منوٍ . ِ
د -واإلكثار من هذا النَّو َم َ
المجالس: آداب َ
يب أنَّه ق ال ((:إذا انتَ َه ى أَ َح ُدكم الدخول واخلروج ،فع ن أيب هري رة ع ن النَّ ا السّلم عند ُّ
َّ -1
اآلخَرة ))(.)370 إىل اجمللِ فَ ْليسلِّم ،فإذا أراد أن يقوم فَ ْليسلِّم ،فليست األوىل بأَحق ِمن ِ
َا َُ َُ
ِ ِ
ص ِّدروه ،ويل حيث يَطْلب يتص َّدر اإال أن يُ َاضع ،وال َ -2أن يل حيث ينتَهي به اجملل ،ويتَو َ
منه ِ
صاحب ال ادا ِر.
ول اهللِ َ جلَ أَ َح دنا حي ث يَْنتَ ِه ي بِ ه ع ن ج ابر ب ن س رة ق ال ((:كنا ا إذا أَتَ ْين ا رس َ
اجمللِ ))(.)371
أعلَ م بِ َع َورةِ بَْي تِ ِهم )) ِ ِ
وقال إبراهيم النَّ َخع ي (( :إذا دخ ل أح د ُكم بَْيت اً ،فأينم ا أَ ْجلَ ُس وه فَ ْل يَ ْجل ،ه م َ
(.)372
وحسنَه.
االستئذان ،باب :يف التَّسليم عند القيام ( ،)62/5رقم (َّ ،)2706
)371رواه أبو داود ،كتاب األدب يف التَّحلُّق ( ،)164/5رقم ( ،)4825والبخاري يف األدب املفرد (.)1141
)372مصنف ابن أيب شيبة (( .)235/5كتاب األدب).
186
اخل ،وال يُِق يم أَ َح ٌد أح داً ِم ن َمكانِه لِيَ ْجلِ َ في ه ،وال يُ َف ِّرق ب ني اثن ني، وس ع لِل اد ِ
-3التَّ َف ُّس ح والتَّ ُّ
ق ال تع اىل:ﭐﱡﭐ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ
[اجملادلة.]11 :
َ
الر ُج َل ِمن َم ْق َع ِده مث يلِ فيه ،لكن تَ َف َّسحوا أو تَ َو َّسعوا ))(.)373 قال ((:ال يُِقيم َّ
الر ُج ُل َّ
جلس ة تَ ْن َك ِش ف -4التِزام األدب يف اجللوس ،فّل مي اد ِرجلَيه إىل اجلالِ ِسني اإال ِمن ع ْذر ،أو يلِ
َ ُ ْْ
اآلخ ِرين ،وال يل كهيئَ ِة ِ ِ
ض يِّق عل ى َ ض يِّق فَيُ َ
فيه ا َع ْوَرت ه ،أو يَتَ َو َّس ع يف ج ْل َس ته واملك ان َ
املضطَ ِجع ،وحنو ذلك (.)374
أح اق بِه ،ق ال ((:إذا ق ام أَ َح ُد ُكم ِم ن جملِ ِس ه ،مثَّ َر َج ع ِِ
َ -5من قام من جملسه مثَّ َر َجع إليه فه و َ
إليه فهو أَ َح اق به ))(.)375
اجلدل ،وينتَ ِقي الطَّيِّب ِم ن ال َك ِ
ّلم، بالسوء ،أو يكثِر اخلِصام و َ احلديث ،فّل يتكلَّم ُّ -6التِزام أَدب ِ
َ
وال يُقا ِ ع ال ُمتَ َح ِّدث ،أو يُظْ ِهَر ِع ْل َمه مبا يقول.
آخ ر يف َح ِديثِ ه ،فق ال عط اء :س بحان اهلل! م ا ه ذه ض له َ حتدث َر ُج ٌل عند َعطاء بن أيب رباح ،فاعتَ َر َ َّ
الر ُج ِل وأنا أَ ْعلَم منه ،فَأُ ِري ِهم ِمن نَ ْف ِس ي أِن ال أَ ْح ِس ُن
يث ِمن َّ ِ ِ
األخّلق ؟ ما هذه األَحّلم ؟ إِن ألسَع احلد َ
منه َشْيئاً.
باحلديث فأستَ ِمع له كأِن مل أَ ْسع ،وقد َِس ْعتُه قبل أن يُولَد (.)376 الشاب لِيتح َّدث ِ وقال أيضاًَّ :
إن ا ََ َ
الصغِري ،ويَ ْع ِرف لِلع ا ِمل قَ ْد َره ،ف ّل يَ تَ َكلَّم يف -7التِزام األَدب مع ِ
احلاضرين ،فَيُ َوقِّر ال َكبِري ،ويَ ْر َحم َّ َ
ب منه العامل ذلك. ِ ِ ِ
َمسائل الع ْلم ُمتَ َق ِّدماً عليه اإال أن يَ ْستأذنَه ،أو يَطْلُ َ
الص ّلة عل ى رس ولِه ،ق ال ((:م ا قَ َع د قَ ْوٌم َم ْق َع داً -8أال َيلو اجمللِ ِم ن ِذ ْك ر اهللِ تع اىل ،و َّ
ِ
يام ة ،وإن َد َخل وا يب اإال ك ان عل ي ِهم َح ْس َرةً ي وم الق َ ص لاو َن عل ى النَّ ِّ ال ي ذكرو َن اهللَ في ه ،وال يُ َ
قاموا عن ِمثْ ِل ِجي َف ِة ِةار ))(.)378 اجلنَّة )) ،ويف ِروايَة أخرى ((:اإال ُ
()377
وضعِه املباح الذي سبق إليه ( ،)1714/4رقم (.)2177 السّلم ،باب :حترمي إقامة اإلنسان ِمن م ِ
َ
ِ
الرجل يل بني َر ُجلَني بغري إذاما ( ،)175/5رقم ( ،)4845والّتمذي ،ويف األدب ) رواه أبو داود ،كتاب األدب ،بابَّ :
374
الرجلَني بغري إذاما ( )89/5رقم (.)2752 (باب :كراهيَّة اجللوس بني َّ
أحق به ( ،)1715/4رقم (.)2179 ِ ِِ
عاد فهو ا السّلم ،باب :إذا قام من جملسه مثَّ َ) رواه مسلم ،كتاب َّ
375
187
وجي ه اجمللِ
الزم ان مب ا ال ي ِفي د ،وحماولَة تَ ِ
فادة ِمن اجمللِ مبا يَْن َفع ،وع دم تَض يِيع َّ ِ
َ ُ ُح ْسن االست َ -9
ب،الس ا الش ار عن ه -ل و ح َدث ،-ف ّل يَ ْس َمح في ه بِال َك ِذب ،والغِيبَ ة ،و َّ ودفْ ع َّ
إىل اخل ريَ ،
يص ل التَّغيِ ري ِ ِ
وخط أ ،ف إن مل ُ الش ْتم ،وعل ى ك ال ُمس تَطي ٍع أن يغ ِّري م ا يَ راه في ه م ن ُمْن َك ٍر َ
و َّ
إلمث ،فعلي ه ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
القي ام من ه ،ق ال تع اىل:ﭐ فَيَ ْن َقل ب اجملل إىل جمل ٍ َم ذموم ،واجلل وس في ه حتص يل ٍ َ
ﱡﭐﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒﭐﱠ [األنعام.]68 :
ال:ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ وق
ﱑﱠ [النِّساء.]114 :
-10إذا انتَ َه ى اجمللِ ،أو أراد اخل روج ،فعلي ه أن يق ول ك اف َارة اجمللِ ،وه ي ه ذا ال ُّدعاء:
يب َّ
ن ال ان ك ))، ك إلي وب أت
و ك ر((س بحانَك اللَّه ام وحبم ِدك ،أش هد أن ال إل ه اإال أن ت ،أس تَغف ِ
ُ
ا
وم ِم ن اجملل ،فَ ُس ئِل عن ه فق الَ ((:ك اف َارة لِم ا يك ون يف اجمللِ ))
يقولُ ه إذا أراد أن يق َ
(.)379
األسئلَة:
لكل نو مبثالِني.
ا مثيلت
َّ ال مع ؟ س :1ما أنوا اجملالِ
عدد ثّلثَةً ِمن آداب اجملالِ ُ ،مستَ ْش ِهداً على اثنَ ْني منها.
سِّ :2
فادة ِمن جمالِسنا.ِ ِ ِ ِ ِ ِ
س :3اذ ُكر مخَْ َ وسائل -من إنشائك -ميكن عن َ ِريقها االست َ
)377رواه ابن حبان يف صحيحه ،وهذا لفظه ( ،)353-351/2ول ه رواي ات عن ده ،والّتم ذي يف ال ُّدعاء ،ب اب :الق وم يلس ون
حسن صحيح " ،وانظر :النَّسائي يف اليوم والليلة رقم ( ،)403وما بع ده ،وص َّححه وال يذكرون اهلل ( )461/5رقم ( ،)3380وقالَ ":
ابن القيِّم يف جّلء األفهام (ص .)14
الر ُج ل ِم ن جملِس ه وال ي ذكر اهلل ( ،)181/5رق م ( ،)4855والنَّس ائي يف
) رواه أب و داود يف األدب ،ب ابَ :كر َاه ة أن يق وم َّ
378
الرابع19 .................................................................................:
احلديث ا
احلديث ِ
اخلام 23 ...............................................................................
احلديث التا ِ
اسع37 ............................................................................... :
ِ
اإلسّلميَّة42 ............................................................................ : ثانياً :الثَّقافة
ِ ِ
ص َوِر بُطولَة النَّ ِّ
يب وأصحابه رضي اهلل عنهم43 ................................................. من ُ
الد ْع َوةِ إىل اهلل تعاىل46 ................................................... : صورةٌ ِمن ُّ
حتمل األَ َذى يف َّ َ
الرجولة62 .............................................................................:
الشجاعة و ُّ
َّ
189
اإلنفاق وآدابُه71 ................................................................................ :
ُ
ِ
املسجد وآدابه75 ................................................................................ :
احلديث ِ
احلادي عشر108 .........................................................................
اضها159 .............................................................................
ال ُقلُوب وأمر ُ
الص ِ
لييب 171 ............................................................................... اخلطر َّ
ِ
املذاهب اهل اد َامة 176 ..............................................................................
191