You are on page 1of 68

‫الدر ِاسيَّةُ‪ ،‬علم ِّ‬

‫السرية النَّب ِويَّة‪ ،‬املستوى (الثالث)‪.‬‬ ‫العنوان‪ِ :‬‬


‫املناه ُج ِّ‬

‫‪،،‬‬‫السعوديَّة املو َّجه ِة لِلُُّّ ِب ِ‬


‫الدر ِاسيَّة يف اململ َكة العربيَّة ُّ‬ ‫لميَّةُ تَه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ‬
‫لمناه ِج ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫املادة العِ ِ‬
‫ختصرة‪ :‬تُعتَبَ ُر هذه َّ‬
‫نُب َذةٌ ُم َ‬
‫َُ َ‬
‫الدولَة امس ِ‬
‫بميَّة‪،‬‬ ‫الس َريةِ النَّبَ ِويَّة وت اريا َّ‬
‫اس ِة ِع ْل ِم ِّ‬ ‫ادة م ا َُّ ت ُّ ِ ِ‬
‫وم ِِ ْم ِ ه ذه امل َّ‬ ‫وهي م َق َّسمةٌ على ِعدَّة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬
‫ِ بدر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫تضمنَه املستَوى الثالث ِم املباحث واملسائِ ِل ما يلي‪:‬‬ ‫هم ما َّ‬ ‫وم أ ِّ‬ ‫قسمةٌ إىل أرب عة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫وهي ُم َّ َ‬
‫الس بِ م ح ح واو‪ ،‬وييةيَّ ة خ ِ‬
‫روج ِهم ا م‬ ‫ص ة دد علي ه َّ‬‫‪ -1‬بي ا ُُ نش ِةِ البَ َش ِريَّة م ِخ بل الك بِ عل ى قِ َّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫داوة إبلِيس‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اجلنَّة‪ ،‬والتَّحذ ُير م َع َ‬
‫الس ب‬
‫الص بة و َّ‬‫الر ُس ِل عل يهم َّ‬ ‫حاج ِة البَ َش ِريَّة لِ ُّلر ُس ِل‪ ،‬م ح ِ ْي ِر ل ا َِّ ِم َد َع وات ُّ‬
‫‪ -2‬بي ا ُُ م دى َ‬
‫الس ب )‪ ،‬وامش َارة إىل ال دُّرو ِ‬ ‫يس ى علي ه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص هم م ح أق و ِام ِهم ( ِم ن و ٍ علي ه َّ‬ ‫وقَص ِ‬
‫الس ب ح ِس ع َ‬ ‫َ‬
‫يل قِ َّ‬
‫ص ٍة‪.‬‬ ‫ةادة ِم ِّ‬
‫املُستَ َ‬
‫َّع َوة إىل ايفِ تع اىل‪ ،‬واجلِه ِاد يف‬ ‫‪ِ -3‬س ريةُ النَّ ‪ ‬قَب ل البِعث ة وبع َدها‪ ،‬وبي ا ُُ م ا بذلَه يف س ِ ِ‬
‫بيل تَ ْبلي هلل ال د ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ ِّ‬
‫الع َُِّرة‪.‬‬ ‫وصةاتِه َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫سبيلِه‪ ،‬مح الكبِ على خلُِق ِه ‪ِ ‬‬
‫الَّتبويَّة م خبل س َريته َ‬ ‫ُ‬

‫‪1‬‬
‫يخ األنبياء‪ ،‬والس َيرة النبَوية‪ ،‬وانتشار اإلسالم‬
‫تار ُ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ُم َقد َمة الكتاب‬
‫ني ‪ ...‬وبعد‪:‬‬ ‫ياو و ِ‬ ‫السب على أَ ْشرف األنبِ ِ‬
‫املرسل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫احلمد يف ر‪ ،‬العاملني‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ‬
‫يدةِ املع َّدلَِة‪ ،‬نُ َق ِّدمه إىل أبنائِنا الُُِّّب ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫‪ُ ،،‬متَ َمنِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫يا األَنْبِياو وأَعب املسلمني يف طَْب َعته اجلد َ َ‬ ‫يتا‪ ،‬تا ِر ِ‬
‫فهذا ُ‬
‫األهداف اليت أُلِّف ِم أجلِها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أُ ِّ‬
‫حيق َق‬
‫ا‪ ،،‬هي‪:‬‬ ‫الكتا‪ ،‬على أرب ع ِة أبو ٍ‬ ‫وحيتَ ِوي ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫وحاجة البَ َش ِريَّة لِ ُّلر ُس ِل‪ ،‬ولا َِّ ِم‬ ‫الرسالَة‪َ ،‬‬ ‫السب ‪ ،‬النُّبُ َّوَة و ِّ‬
‫دد عليه َّ‬ ‫صةَ َ‬ ‫ناول‪ :‬قِ َّ‬ ‫الباب األول‪ ،‬ويتَ َ‬
‫السب )‪.‬‬ ‫السب حس ِعي َسى عليه َّ‬ ‫الر ُس ِل ( ِم نو ٍ عليه َّ‬ ‫َد َعوات ُّ‬
‫هاد‪ِ ،‬س َريتُه‬‫لج ِ‬ ‫امعداد لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ناول‪ِ :‬س َريةِ النَّ ِّ ‪( ‬قَ ْب َل البِ ْعثَة‪ ،‬يف تَ ْبلِيهلل َّ‬
‫الد ْع َوة‪ ،‬يف‬ ‫الباب الثاني‪ ،‬ويَتَ َ‬
‫اخلاصة)‪.‬‬
‫َّ‬
‫الر ِاش ِدي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شار امسب ع طَ ِريق ال ُةتوحات امسبميَّة يف عهد (اخللةاو ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناول‪ :‬انت َ‬ ‫الباب الثالث‪ ،‬ويَتَ َ‬
‫الدعاة والتَّ ِجار‪.‬‬ ‫اسيِّني‪ ،‬ويف َع ْه ِد العُثْمانِيِّني)‪ ،‬وانتِشا ِر امسبِ ع طَ ِريق ُّ‬ ‫األُم ِويِّني‪ ،‬العب ِ‬
‫َِ‬ ‫َ‬
‫خصيِات نِسائِيَّة با ِرَزة يف امسبِ ‪ ،‬وه ِ ‪ (:‬خدجية رِي ايف عنها‪،‬‬ ‫الباب الرابع‪ ،‬وي تَناول‪ِ :‬دراسة َش ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فاطمة رِي ايف عنها‪ ،‬عائشة رِي ايف عنها)‪.‬‬
‫ساالت طَبَّقوها على أَنْ ُة ِس ِهم قبل َد ْعوهتم‬ ‫الكتا‪ ،‬على إبرا ِز ما ب لَّغَه األنبِياو ِم ِر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وق َحرصنا يف هذا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الربِاين‪ ،‬وبَيا ٌُ‬ ‫سل‪ ،‬وِرسالَتُه تَْن ِةي ٌذ لِلتَّش ِري ِح َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫وألُ النَّ َّ ‪ ‬خامت ُّ‬ ‫النِا َ إليها‪ ،‬فكانوا املثَ َل وال ُق ْد َوَة لِلَُّم ِة‪َّ ،‬‬
‫يام ٌل لإلنْسانِيَّة‪ ،‬فقد يانت ِس َريتُه ِم ِّ‬ ‫ثال ِ‬ ‫صُّرفاتِه ِم ٌ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الدراسات‪ ،‬وسوف‬ ‫أهم ِّ‬ ‫ألحكامه‪ ،‬وألنَّه يف ُخلُقه وصةاته وتَ َ‬
‫قادةِ األَُّمة‬ ‫ص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني م َ‬ ‫ب مهما َيثَُر عليها الوا ِردو َُ‪ ،‬واليت بِِثَِرها انتَ َشر امسب ُ على أيدي املخل َ‬ ‫ضِ‬ ‫تَظِل َمعيناً ال يَنَ َ‬
‫البيت‬ ‫بعض النِّساو ِ‬ ‫اسة لِ َش ْخصيات ِ‬ ‫ِ‬
‫الساعة‪ ،‬يما حرصنا على تقدمي در َ‬
‫ِ‬
‫ورجاهلا‪ ،‬وما زال هذا األثَر باقياً إىل قيا ِ‬
‫ِ‬
‫ني‬ ‫ظَهرُ يف حياةِ النَّ ‪ ‬وُي له خري عو ٍُ يف دعوتِه‪ ،‬ونافَح عنه يف حمنتِ ِه‪ ،‬ومل ي َّد ِخرُ جهداً يف نُ ِ ِ ِ‬
‫صَرته‪ ،‬دمل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الر ِع ِيل األََّوِل ِم هذه األَُّمة‪.‬‬ ‫الص ْة َوةِ ِم َّ‬ ‫الق ْد َوةِ و َّ‬
‫ِخبق ُّ‬ ‫أُ جتدوا يف ِدراستِ ُكم هذه ما يدفَع ُكم إىل التَّحلِّي بِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يجة التَّق ِومي هلذا امل َقَّرِر ِم قِبَل امدارة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املقرر وفق ما َوَرد م َملحوظات وتَقا ِر َير َسنَ ِويَّة نَت َ‬ ‫تعديل هذا َّ‬ ‫وقد متَّ ِ‬
‫ةادة ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عد ٍ‬ ‫االسَّتشاد مبا متَّ ِم تَ ِ‬
‫الَّتب ِوي‪ ،‬وأيضاً ِ‬ ‫ِ‬
‫الَّتبِيَة والتَّعليم‪ ،‬واالست َ‬ ‫ب وز َارة َّ‬ ‫يبت يف ُيتُ ِ‬ ‫العامة للتَُّّ ِوير َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫العَربِيَّة يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫ض ُّ ِ‬
‫الد َول َ‬ ‫رب وبَ ْع ِ‬‫الع ِ‬
‫يج َ‬ ‫ِخربات ُد َوِل اخللِ ِ‬
‫تاب من تَ عديل فيَش َمل اآلتي‪:‬‬
‫ناولَه هذا الك ُ‬ ‫وأما ما تَ َ‬
‫ف التِا ِرُّيَّة‬ ‫يث اليت ُّ ِ‬ ‫بعض اآليات و ِ‬
‫األحاد ِ‬ ‫ِ‬
‫األحاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ختِ املواق َ‬ ‫يث‪ ،‬وإِافَة ِ‬ ‫يق اآليات‪ ،‬وخت ِر ُ‬
‫يج‬ ‫‪ -1‬تَ ْوث ُ‬
‫املختَلِ َةة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الَّتيِي ِز على احلقائِ ِق‬ ‫بعض ال َة َقرات ب َد ِ‬ ‫وإعادة ِصيا َغة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬اختِصار ِ‬
‫ف َّ‬ ‫َ‬ ‫بعض التَّةاص ِيل ال َة ْرعيَّة‪َ ،‬‬
‫املن َه ِج‪.‬‬
‫ِهداف ْ‬ ‫يسيَّة‪ ،‬مح مراعاة التَّ َقيُّد بِ ِ‬ ‫الرئِ ِ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫جوع إىل املر ِاجح املوثوقَة‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫يح ِة بعد ُّ‬ ‫الصح َ‬
‫بعض املعلومات غري َّ ِ‬ ‫يح ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬تَصح ُ‬
‫‪َ -4‬ش ْر بعض العِبارات واأللةاظ يف اهلو ِامش مس لَ ِزَ لك‪.‬‬
‫يح أيثَر ْارتِباطاً بَُِّبِ َيع ِة الُِّالِب‪ ،‬أو لِتَ ْح ِق ِيق‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪َ -5‬ح ْذف بعض َموِوعات الكتا‪ ،‬مِافَة َمواِ َ‬
‫الدر ِاسيَّة لِ َّ‬
‫لمادة‪.‬‬ ‫الزَمنِيَّة و ِّ‬
‫التَّو ُازُِ بني اخلَُّّة َّ‬
‫ب ِم‬ ‫علومات الُِّالِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ف إثر ِاو َم‬ ‫بد ِ‬ ‫وِ ِ‬
‫يحيَّة‪َ ،‬‬ ‫ات التَّ ِ‬ ‫الدرو ِ بِاملعلومات امِافِيَّة أو العِبار ِ‬ ‫‪ -6‬تَ ْزِويد ُّ‬
‫غ ِري ُمُّالَبَتِ ِه با‪.‬‬
‫الرسو ‪،‬‬ ‫املصورات‪ ،‬واجلدا ِول‪ ،‬و ُّ‬ ‫يميَّة املتَ نَ ِّو َعة ِم اخلرائِ ِط واملخُّوطات‪ ،‬و َّ‬ ‫‪ -7‬إِافَة الوسائِل التَّعلِ ِ‬
‫َ‬
‫وظيةها مبا يَ ْك ُةل تَ ْن ِميَةَ‬ ‫ِ‬
‫ساعد املعلِّم على اميضا ِ ‪ ،‬والَُّّالب على ال َةهم‪ ،‬وتَ ِ‬ ‫واألَ ْشكال اليت تُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫العبقَِة با‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫تاَّ املعلومات ات َ‬ ‫األشكال وحتلِيلِها وتَ ْة ِس ِريها‪ ،‬واسْتنِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمهاراته ِم قِراوَة‬
‫ِ‬
‫وحاجات املتَ َعلِّ ِمني‬ ‫(البص ِّةيَّة) حبيث تَتَ ِةق مح م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يول‬ ‫ُ‬ ‫ض َموِوعات احملتَوى بِاألنشَُّة ِ َ‬ ‫‪ -8‬تَ ْزِويد بَ ْع ِ‬
‫ص َورةٍ فَ ْرِديٍَّة أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اعي ال ُة َ ِ‬ ‫مبا ير ِ‬
‫روق ال َة ْرديَّة بَْي نَهم‪ ،‬ولتَ ْشجيع ِهم على امقبال عليها‪ ،‬وإعدادها بِ ُ‬ ‫ُ‬
‫املدر َس ِة واملكتَبَة واملن ِزِل وغ ِريها‪.‬‬ ‫اعيَّة‪ ،‬مستثْ ِم ِري م ِ‬
‫صاد َر التَّ َعلُّ ِم املتَ َوفِّ َرة يف البِيئَ ِة ِم‬ ‫َج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬
‫الكتا‪ ،،‬يَ ْرِجح إليها‬ ‫اجلزو الثِاين ِم ِ‬ ‫الصلَة باحملتوى يف هناية ِ‬ ‫ات ِّ‬ ‫ِح قائِم ٍة بِِمساو املر ِاجح ِ‬
‫‪َ -9‬و ْ َ‬
‫املتَ َعلِّم مثر ِاو َّ‬
‫املادة العِْل ِميَّة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعلِّم واألَ ْهل‪.‬‬ ‫ودةَ ال بُ َّد م تَضافُ ِر ُجهود الُُِّّب‪ ،‬مح ُجهود َ‬ ‫املنش َ‬
‫الكتا‪ ،‬غايَتَه ُ‬ ‫ُ‬ ‫حيقق هذا‬ ‫وأخرياً لكي ِّ‬
‫الدر ِاسيَّة‬‫املقررات ِّ‬ ‫حتق ِيق ُم ْعظَم ُمتََُّلَّبات تَُّْ ِوي ِر َّ‬ ‫ر ِاجني ِم ايف سبحانه وتعاىل أُ نكوُ قد وفِ ْقنا يف ِ‬
‫ُ‬
‫السابَِقة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بِغََر ِ‬
‫ض أُ تكوُ هذه الُّْب َعة أيثَ َر ُوِوحاً وتَ ْنظيماً ومشوالً ع الُّبَعات ِ‬
‫وايف ويل التوفيق ‪...‬‬
‫قررات العلو االجتِ ِ‬
‫ماعيَّة‪.‬‬ ‫جلنَة تُّ ِوير ُم َّ‬

‫الباب األول‪ :‬األَنبياءُ َ‬


‫ودع َوتُ ُهم‪.‬‬
‫السب )‪.‬‬ ‫األول‪ :‬نشِة البَ َش ِريَّة (قصة دد عليه َّ‬ ‫الةصل َّ‬
‫وحاجةُ البَ َش ِريَِّة لِ ُّلر ُس ِل‪.‬‬
‫الرسالَة َ‬
‫الةصل الثِاين‪ :‬النُّبُ َّوةُ و ِّ‬

‫‪5‬‬
‫الةصل الثِالث‪ :‬لا َِّ ِم َد َعوات ُّ‬
‫الر ُس ِل‪.‬‬
‫السب ‪.‬‬‫أ‪ -‬نُو عليه َّ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫‪ -،‬إبر ِاهيم اخلليل عليه َّ‬
‫وملَئِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السب إىل ف ْر َعوُ َ‬
‫َّ‪ -‬موسى عليه َّ‬
‫السب إىل بين إسرائِيل‪.‬‬ ‫د‪ -‬عيسى عليه َّ‬

‫‪6‬‬
‫شر)‪:‬‬
‫آدم عليه السالم (أبو البَ َ‬ ‫ال َفصل األَول‪ :‬نَشأَةُ البَ َ‬
‫شرية‪ :‬قصة َ‬
‫آد َم عليه السالم‪:‬‬ ‫َخل ُق َ‬
‫األرض مبا‬
‫َ‬ ‫سمى‪َ ،‬وزيَّ َ‬ ‫القمر يل جي ِري َ‬
‫ألج ٍل ُم َّ‬ ‫مس و َ‬ ‫الش َ‬ ‫وسخر َّ‬
‫السماوات‪َّ ،‬‬ ‫األرض و َّ‬
‫َ‬ ‫بعد أُ َخلَق ايفُ‬
‫السب و ُِّريَّتَه‪.‬‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يصلِح معايِ ِ‬
‫ضت ح ْك َمتُه أُ ُّلُ َق َ‬‫وخلَق املبئ َكةَ واجل ِ ؛ اقتَ َ‬ ‫ش أهلها‪َ ،‬‬ ‫ُْ َ َ‬
‫السب ‪ .‬ا ُيره وبَيِّ ْنه‪.‬‬
‫دد عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫السنَّ ِة النَّب ِويَّة َح ِديث ِّ‬
‫حيدد اليوَ الذي ُخل َق فيه َ‬ ‫* َوَرَد يف ُّ‬
‫دخر‪ .‬قال تعاىل‪:‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬ ‫ِ‬
‫األرض َخ ْلقاً ََ‬ ‫فِنبِ َج َّل شِنُه املبئِ َكةَ أنَّه َسْي ْستَ ْخلِف يف‬
‫ﱗﱙ‬
‫ﱘ‬ ‫ﱉﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬
‫ﱊ‬ ‫ﱆﱇﱈ‬

‫ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ [البقرة‪.]30 :‬‬
‫ياُ سؤ ُال املبئِ َكة ‪ -‬يف اآلية السابَِقة ‪ -‬على وج ِه االستِعبِ ع احل ْكم ِة ال على وج ِه ِ‬
‫االعَّت ِ‬
‫اض أو‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫صال ِم محٍِ‬
‫ني‪ ،‬فسواه ِم ص ْل ٍ‬ ‫أرِه بَ َشراً ِم ِط ٍ‬ ‫يِ لِبين دد أو احلس ِد هلم‪ ،‬فخلَق ايف تعاىل خلِي َةتَه يف ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫التَّ ْنق ِ َ َ‬
‫الس ِ‬
‫جود لَه‪ ،‬يما‬ ‫فصار بَ َشراً َس ِويِاً‪ ،‬ث َأمَر َمبئِ َكتَه بِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ (‪)1‬‬
‫َم ْسنُوُ ‪ ،‬ثَّ نَ َة َا فيه م ُروحه فَ َسَرت به نَ ْس َمة احلياة‪َ ،‬‬
‫يف قولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬

‫عصى أَْم ِر َربِّه‪ ،‬وياُ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫فس َجد املبئ َكة يلُّ ُهم ِإال إبليس‪ ،‬وياُ م اجل ِّ ‪ ،‬و َ‬ ‫ﲝ ﲞ ﱠ [ص‪َ ،]72-71 :‬‬
‫أُ َم قد ُخلِ َق ِم نا ٍر ييف يَس ُج ُد لِم ُخلِ َق ِم ِط ٍ‬
‫ني‪.‬‬ ‫الكافِ ِري ‪ ،‬ولَما سِلَه ربُّه ع سبب امتِ ِ‬
‫ناع ِه‪َ ،‬ز َع َم َّ‬ ‫ََ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫* ِم َّم َخلَ َق ايفُ سبحانَه املبئِ َكةَ ؟‬
‫السب ‪ ،‬ما هذه الكرامات ؟‪ ،‬وهل هناك َغْي ُرها ؟‬ ‫آلد َ عليه َّ‬ ‫ٍ‬ ‫السابَِقة ثَ َ‬
‫بث َيرامات َ‬ ‫* َ َيرت اآليَة ِ‬
‫وع ِ‬
‫نادهِ َع ْمداً‬ ‫عاقَب ايف ج َّل وعب إبليس على ِعصيانِه بُِ طَرده ِم رمحتِه‪ ،‬فاستَح َّق الَُّّرد بِعِصيانِِه ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫الدي ‪ ،‬وأُ يَ ُم َّد له يف احلياةِ حس يو‬ ‫إبليس َربَّه أُ يُْن ِظَره إىل يو ِّ‬
‫ُ‬ ‫ِل‬
‫َ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫سبحا‬ ‫ثال أَم ِر ايفِ‬
‫ْ‬
‫واستِ ْكباراً ع امتِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصاحلني‪،‬‬‫باد ايف ِ‬ ‫السب ويُغ ِويَ ُهم ِإال ع َ‬ ‫دد عليه ِ‬ ‫يس أُ يَ ْةِت ُِّريَّةَ َ‬ ‫أقس َم إبل ُ‬ ‫فِجا‪ ،‬ايفُ ُسؤالَه‪ ،‬و َ‬
‫َ‬ ‫يُْب َعثوُ‪،‬‬
‫دد َ بِالنِار‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﳤ ﳥ ﳦ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أطاعه م ُِّريَّة َ‬ ‫َ‬ ‫إبليس وُي َّل َم‬
‫وتو َّع َد ايفُ سبحانَه وتعاىل َ‬ ‫َ‬
‫ﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌ‬

‫ﱍ ﱠ [ ص‪.]85 -82 :‬‬

‫وزوجه ل َربهما‪:‬‬
‫آدم عليه السالم َ‬
‫َمعصيَة َ‬

‫الص ِقيل‪.‬‬
‫‪ -1‬الُِّّني َّ‬
‫‪7‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ‬

‫ﳃﳅﳆﳇ‬
‫ﳄ‬ ‫ﲽﲿﳀ ﳁﳂ‬
‫ﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ ﲾ‬

‫ﱅ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﳓﳕﳖﳗﳘﳙ ﱁﱂﱃ‬


‫ﳔ‬ ‫ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ‬

‫ﱆﱇﱈﱉﱊﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗ‬

‫ﱚ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ [البقرة‪.]39 -35 :‬‬


‫ﱛ‬ ‫ﱘﱙ‬

‫وهناها ع أُ‬ ‫بُ منها َر َغداً‪ُ ،‬‬ ‫السب َزوجاً هي حواو‪ ،‬ثَّ أس َكنَ هما اجلنَّة يِ ُي ِ‬
‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫آلد َ عليه َّ ْ‬ ‫خلَق ايفُ تعاىل َ‬
‫السب َوزْو ُجه بذا النَّعِيم‪،‬‬ ‫دد ُ عليه َّ‬ ‫ِِ‬
‫الشيُّا َُ قَد َحَّز يف نةسه أُ يَْن َعم َ‬ ‫يَ ْقَربا َش َجَرةً ِم بني أشجا ِرها‪ ،‬ولك َّ َّ‬
‫الش َجَرة اليت ُهنِيا‬ ‫صيَة َرِّبِما‪ ،‬فِ َيب ِم َّ‬ ‫ود ِم ر ْمح ِة ايفِ‪ ،‬مب ع ٌد ع جنَّتِ ِه‪ ،‬فَوسو هلما‪َ ،‬وزيَّ هلما مع ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُّر ٌ َ َ‬ ‫وهو َم ُ‬
‫ب‬‫السروِر إىل دا ِر التَّ َع ِ‬ ‫ضَرة و ُّ‬ ‫أخر َج ُهما ايفُ سبحانَه وتعاىل ِم اجلنَّة‪ ،‬دا ِر النَّعِي ِم والنَّ ْ‬ ‫عنها‪ ،‬فكا َُ َجز ُاؤها أُ َ‬
‫السب َوزْو ُجه َخ ُِّيئَتَ ُهما حس َدعوا َرَّبما ُم ْستَ ْغ ِة ِري َ ‪ ،‬فَ َقبِ َل ايفُ تَ ْوبَتَ ُهما‬ ‫وال َكد ِر و َّ ِ‬
‫دد عليه َّ‬ ‫الشقاو‪ ،‬وما أُ أَ ْد َرَك َ‬ ‫َ‬
‫داوةَ بينَ ُهما‬ ‫الع َ‬
‫أُ َ‬ ‫األرض‪ ،‬وأنبَِ ُها َّ‬ ‫ِ‬ ‫اهلبوط ِم اجلنَّة إىل‬ ‫إُ ايف سبحانَه وتعاىل أَمر دد وزوجه بِ ِ‬
‫ََ َ َ َْ َ‬ ‫و َغ َةَر هلما‪ ،‬ثَّ َّ َ‬
‫أُ هلم ولِ ُذ ِّريَّتِ ِهما يف هذه احلياةِ طَ ِري َق ْني ال‬ ‫صغِيا إىل إ ْغوائِِه‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبني إبليس َستَظَ ُّل قائ َمةً‪ ،‬فَ ْليَح َذرا فْت نَتَه وال يُ ْ‬
‫ض‬ ‫عليه ِم غوايَِة َّ‬ ‫ف ِ‬ ‫فم اتَّبَح هدى ايفِ فب َخ ْو ٌ‬ ‫ِ‬
‫أعَر َ‬‫الشيُّاُ‪ ،‬و ِأما َم ْ‬ ‫الضبل‪َ ،‬‬ ‫وإما َّ‬ ‫فإما اهلدى‪ِ ،‬‬ ‫ث هلما‪ِ ،‬‬ ‫ثال َ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ِْنكاً (‪.)2‬‬ ‫يُّاُ فَ َسيكوُ َعْي ُشه َ‬ ‫يل َّ‬‫ع ْير ايف سبحانَه واتَّبَ َح َسب َ‬
‫أول أُمة بَ َ‬
‫شرية في التاريخ‪:‬‬
‫وم نَ ْسلِ ِهما َّأو ُل‬
‫األرض وجداها مهيََِّةً حلياهتِما‪ ،‬فت َك َّوُ ِمنهما ِ‬
‫ِ َ َ َُ‬ ‫السب ُ َوزْو ُجه إىل‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫ط َ‬ ‫ولَ َما َهب َ‬
‫السب َوزْو ُجه تَْن ِشئَةَ أبنائِ ِهما على‬
‫دد عليه َّ‬ ‫وح ِ‬
‫يد‪ ،‬فقد تَ َّ‬ ‫يا‪ ،‬أَُّمة مسلِمة فُ ُِّرت على التَّ ِ‬ ‫أَُّم ٍة بَ َش ِريٍَّة يف التِا ِر ِ‬
‫وىل َ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫وطاعتِه‪ ،‬وماتا بعد أُ انتَ َشر نَ ْسلُ ُهما يف‬ ‫ب ايف َ‬
‫ح ِّ ِ‬
‫ُ‬
‫* مِا عرفْت ع بِداية اخللي َقة على األرض‪ ،‬ب ِّني رأيك يف نَظَ ِريَّة التََُُّّّوِر اليت َ َيرها داروي ؟‪ .‬استَعِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫مبعلِّ ِمك لِمع ِرفَِة ِ‬
‫ماهيَة نَظَ ِريَّة التََُُّّّور‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ِيِّقاً‪.‬‬
‫ِْنكاً‪َ ،‬‬
‫‪َ -2‬‬
‫‪8‬‬
‫هور االنحراف عن َشر َيعة اهلل‪:‬‬
‫ظُ ُ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫وح ِ‬ ‫اف النِا ِ ع َع ِق َ‬
‫يدةِ التَّ ِ‬ ‫روُ ِم َزَم َوفاةِ أب البَ َشر عليه َّ‬
‫ٍ (‪)3‬‬
‫يد اليت‬ ‫صل احنر ُ‬ ‫السب َح َ‬ ‫بعد َع َشَرة قُ‬
‫ض َّل َخ ْل ٌق َيثِريٌ ِمْن ُهم‪.‬‬ ‫وشرعوا يف إقامة أُوىل َ ِ‬
‫املدنيِات‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫األرض‪َ َ ،‬‬‫ِ‬ ‫فُ ُِّروا عليها بعد أُ انتَ َشر نَ ْسلُه يف‬
‫ني ؟‬‫* يم يسا ِوي القردُ ِم ِّ ِ‬
‫السن َ‬ ‫ُ‬
‫وحيد ؟‬ ‫اف النِا ِ ع َع ِق َ‬
‫يدةِ التَّ ِ‬ ‫احنر ُ‬ ‫* مس حصل ِ‬
‫َ َ‬
‫وحيد ؟‬ ‫اف النِا ِ ع َع ِق َ‬
‫يدةِ التَّ ِ‬ ‫السبب يف احنر ِ‬
‫* ما َّ َ‬
‫* أتَ َذ َّير تَ َوعُّ َد إبليس لِلبَ َش ِريَّة ؟ ما ا ِجيب علي ِهم وقَد َعَرفوا لك ؟‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومْنذ ِري َ ؛ حس ال تَ ْبقى للنِا ِ على ايف ُح َّجةٌ م بَ ْعد ما جاوَ ُهم ِ‬
‫احلق‪ ،‬فكا َُ‬ ‫فبَ َعث ايفُ ُر ُسلَه ُمبَ ِّش ِري َ ُ‬
‫باع َسبِيلِ ِه َّ‬
‫الس ِو ِ‬
‫ي‪:‬‬ ‫وهم إىل ايفِ سبحانَه وتعاىل واتِّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ل ُك ِّل أَُّمة ن ِ يَدعُ ُ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ‬

‫ﲎﲐ‬
‫ﲏ‬ ‫ﲀﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬
‫ﲁ‬ ‫ﱻﱼﱽﱾﱿ‬
‫ﲙ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ [البقرة‪:‬‬
‫ﲚ‬ ‫ﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘ‬
‫‪.]213‬‬
‫السب ‪:‬‬ ‫دد َ عليه َّ‬ ‫الدرو ِ املستَةادةِ ِم قِ َّ ِ‬
‫ِم ُّ‬
‫صة َ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ -1‬وح َدة األَص ِل واملنشِ بِالنِّسب ِة لِ ِ‬
‫س البَ َش ِر ِ‬
‫ي‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ‬ ‫لجْن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱠ [النِّساو‪.]1 :‬‬
‫ي على بَِقيَّة املخلوقات‪.‬‬ ‫اجلنس البَ َش ِر ِ‬
‫َ‬ ‫ير‬ ‫َّ‬
‫أُ ايفَ َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫دد خبُِّ أَبِي ِهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫السب ليس َم ْوُروثاً وال َعبقَةَ ألبْناو َ‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫أُ َخَُِّ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫با‪ ،‬التَّ ْوبَِة َم ْةتُو ٌ أما َ اخل ْل ِق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نَ ْة ُي الواسَُّة بني اخلال ِق واخل ْل ِق‪ ،‬فَ ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫أُ اجملتَمح الب َش ِري قا أساسه على التَّ ِ‬
‫الشرك‪.‬‬ ‫وحيد‪ ،‬وليس على ِّ‬ ‫َّ َ َ ِ َ ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬

‫فلما اختلةوا بعث ايف النَّبيني‬ ‫روُ يلُّهم على َش ِر َيع ٍة ِم ِّ‬
‫احلق‪ِ ،‬‬
‫‪ -3‬ع اب عبا رِي ايف عنهما قال‪ ":‬ياُ بني دد ونو ع َشرة قُ ٍ‬
‫َ‬
‫واملرسلني‪ ،‬وأنزله ايفُ يتابَه فكانوا َّأمةً و ِاح َد ًة "‪ .‬رواه احلايم يف املستدرك (‪ )480/2‬وقال‪ ":‬صحيح على َشرط البُخاري "‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ﳈﳊﳋﳌ‬
‫ﳉ‬ ‫ﲾﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ‬
‫ﲿ‬ ‫‪ -1‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲻ ﲼ ﲽ‬

‫ﳓ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ [ هود‪.]61 :‬‬
‫ﳍﳎﳏﳐﳑﳒ ﳔ‬
‫السب و ُِّريتَه ؟‬‫دد َ عليه َّ‬‫أ‪ -‬ملا ا َخلَ َق ايفُ سبحانَه َ‬
‫ط؟‬ ‫‪ -،‬ما معىن ما حتتَه َخ ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‪ -‬ما هي ُمتََُّلَّبات ع َ‬
‫مارة األَْر ِ‬
‫ض املثلى ؟‬
‫‪َ -2‬علِّل ما يِيت‪:‬‬
‫ِ‬
‫إلنساُ‪.‬‬ ‫يُّاُ لِ‬
‫الش ِ‬ ‫كايد َّ‬
‫‪َ -1‬م ُ‬
‫السب ‪.‬‬
‫آلد عليه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ُ -2‬سجود املبئ َكة َ‬
‫السب يف اجلنَّة‪.‬‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫حتدث ع قِ َّ ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫صة َ‬
‫‪ -4‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬

‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ [امسراو‪.]70 :‬‬
‫السابَِقة‪ ،‬ث ِأجب‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اقرأ تةس َري اآليَة ِ‬
‫تد ُّل اآليَة ؟‬
‫أ‪ -‬على ما ا ُ‬
‫‪ -،‬ما َجوانِب إيراِ ايفِ سبحانَه وتعاىل لِْلبَ َش ِر ؟‬
‫جتاه هذا اميرا ؟‬ ‫َّ‪ -‬ما ا جيب على بين البَ َش ِر َ‬
‫د‪ -‬ما رأيُك مب تَ َك َّرب على أو ِام ِر ايف ؟‬
‫احلق ِيق ِي لِلتَّة ِر ِيق بني بين البَ َشر ؟‬
‫ه ‪ -‬ما املعيار ِ‬
‫ْ ُ‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫وإعداد جمَلَّ ٍة ِجدا ِريٍَّة بِعُنواُ‪ ":‬نَ ْشَِة البَ َش ِريَّة " حتوي‬
‫ِ‬ ‫ص ِميم‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫جمموعة م ُزَمبئك يف تَ ْ‬‫َ‬ ‫اشَّتك مح‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫على‪:‬‬
‫ِ‬
‫األحاديث َّ ِ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫يحة اليت َوَرَد فيها ع َخ ْل ِق َ‬
‫الصح َ‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الدرو والعِرب ِم قِ َّ ِ‬
‫السب ‪.‬‬‫دد عليه َّ‬ ‫صة َ‬ ‫ُّ ُ َ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪10‬‬
‫شرية للر ُسل‪:‬‬
‫وحاجةُ البَ َ‬
‫ال َفص ُل الثاني‪ :‬النبَ وةُ والرسالَة َ‬
‫يف النبُ وة‪:‬‬‫تَ عر ُ‬
‫الو ْحي إِلَْي ِهم‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وص ْة َوته م َخ ْلقه ع طَريق املبئ َكة أو م وراو حجا‪ ،،‬أو ب َ‬ ‫الصلَة بني ايف تعاىل َ‬ ‫هي ِّ‬
‫ال َفر ُق بين النبُ وة والرسالَة‪:‬‬
‫سول‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ [احلج ‪.]52 :‬‬ ‫الر ِ‬‫هناك فَ ْر ٌق بني النَّ ِّ و َّ‬
‫املعج ِزةَ اليت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َدلَّت اآليَة الكرمية على أ ُِ يِلَْي ِهما ُم ْر َس ٌل‪ ،‬ولك َّ َّ‬
‫وش ْرعٌ ُم ْستَقل مح َ‬‫تا‪َ ،‬‬ ‫سول هو الذي أُن ِزل إليه ي ٌ‬ ‫الر َ‬
‫وحي إليه أُ ي ْدعُو النِا إىل َش ِريعة رس ٍ‬
‫ول قَ ْب لَه‪،‬‬ ‫تُثْبِت نُب َّوتَه‪ ،‬أما النَّ فهو الذي مل ي ْن ِزل عليه يِتا‪ ،،‬وإلا أُ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ُ ُ‬
‫أُ ُي َّل ٍ‬ ‫يل الذي يانوا يَ ْدعُوُ النِا َ إىل ما يف التَّوراةِ‪ ،‬وهذا يعين َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رسول نَ ِ‪ ،‬وليس ُي ُّل نَِ ي‬ ‫يِنبياو بين إسرائ َ‬
‫َر ُسول‪.‬‬
‫ومزايا األنبياء والر ُسل‪:‬‬ ‫طَب َيعة َ‬
‫السب أفر ٌاد ِم البَ َشر مثل سائِر النِا ‪ِ ،‬إال َّ‬
‫أُ ايفَ تعاىل َميَّ َزُهم عنهم بُِ نََّزَه ُهم ع‬ ‫األنبياوُ علي ِهم َّ‬
‫لكمال البش ِري‪ ،‬ومثبً لبقْتِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫داو‬ ‫وج َعلَهم لا ََّ ل ِ َ َ ِ َ َ‬ ‫وح ِب ُهم باألخبق ال َكرمية‪َ ،‬‬ ‫ص َم ُهم م املعاصي‪َ ،‬‬ ‫وع َ‬‫السيِّئات‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫أفض ُل النِا ِ ِع ْلماً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْة َوةُ اخل ْل ِق وأئ َّمة اهلدى‪ ،‬وهم َ‬
‫وخلوصها يف تعاىل‪ ،‬فهم جيعاً َ‬ ‫واهلدايَة يف ُرق ِي إنسانيَّت ِهم ُ‬
‫اخللق إىل‬‫ود ْعوة ِ‬ ‫حبمل ِر ِ‬ ‫ص َّدقوُ‪ ،‬لذلك هم أَ ْج َدر البَ َش ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬العاملني‪َ َ ،‬‬ ‫ساالت َر ِّ‬ ‫وخلُقاً‪ ،‬وهم صادقوُ ُم َ‬ ‫وع َمبً ُ‬
‫َ‬
‫ﲒﲔﲕ ﲖﲗ‬ ‫ﲓ‬ ‫جال‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ‬ ‫وجيعُ ُهم ِر ٌ‬‫ايفِ تعاىل‪ِ ،‬‬
‫ﲘ ﲙ ﲚﱠ [األنبياو‪.]7 :‬‬
‫واألنبياوُ الذي َورَد ِ ْي ُرُهم يف القردُ الكرمي هم بَ ْعض الذي َعَرفَ ْت ُهم البَ َش ِريَّة منذ فَ ْج ِر تا ِرُّها‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ [النِّساو‪.]164 :‬‬
‫فع َد ُد ُهم خَْ َسة وعشروُ َرسوالً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أما الذي ُيروا بِمسائهم َ‬
‫بعض األنبياو الذي َوَرد ِ ْي ُرهم يف القردُ الكرمي‪.‬‬
‫* اُ ير أمساوَ ِ‬
‫أسباب تَ َعدد األنبياء والرساالت‪:‬‬
‫ُ‬
‫السب إىل عصر النُّب َّوةِ‬ ‫عات البش ِريَّة منذ أُ ظَهر االحنر ُ ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫دد عليه َّ‬
‫اف يف ِّريَّة َ‬ ‫َ‬ ‫هور األنبياو يف اجملتَ َم ِ َ َ‬
‫تَ َع َّدد ظُ ُ‬
‫ٍ‬
‫ألسبا‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫احملم ِديَّة‬
‫َّ‬
‫َّوحيد والتَّحذير ِم الشِّرك‪ ،‬يما قال تعاىل‪ ":‬ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ‬ ‫َّأوالً‪ :‬الدَّعوة إىل الت ِ‬
‫َ‬
‫ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱠ [النَّحل‪.]36 :‬‬

‫‪11‬‬
‫ِ‬
‫خاصة‪ ،‬وقد يَظْ َهر أيثَر م ن ي‬‫ث إىل قَ ْوِمه َّ‬ ‫عوةِ‪ ،‬فكاُ ُّ‬
‫يل ن ي يُْب َع ُ‬ ‫بغ و َّ‬
‫الد َ‬ ‫يل أَُّم ٍة إىل البَ ِ‬ ‫حاجة ِّ‬
‫ثانياً‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫بادةِ ايفِ تعاىل ويُْرِش ُدها إىل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫يا ِم ر ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫جل‬
‫احلق‪ ،‬قال َّ‬ ‫سول يَدعُوها إىل ع َ‬ ‫يف َزَم ٍ واحد‪ ،‬فلم ختل أَُّمةٌ يف التِا ِر ِ َ‬
‫ﲁ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ [يونس‪.]47 :‬‬ ‫ﲂ‬ ‫شِنُه‪ :‬ﱡ ﱿ ﲀ‬
‫يئات والظُّ ِ‬
‫روف‪.‬‬ ‫بف البِ ِ‬ ‫ثالِثاً‪ :‬اختِ ُ‬
‫ض ِج ِ‬ ‫ِ‬
‫ي هلم‪.‬‬‫الة ْك ِر ِّ‬ ‫قول النِا ِ و ْارتِقاو النُّ ْ‬‫رابِعاً‪ :‬تََُُّّور عُ ِ‬
‫ضج االجتِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ماع ِي‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬تََُُّّور وتَرا ُيم جتا ِر‪ ،‬النِا ؛ مِا ز َاد النُّ ْ َ‬
‫الرسالَة اليت‬
‫حممد ‪ ‬هي ِّ‬ ‫حتقيق التَّ َد ُّرَّ يف التَّش ِريح ِم حيث عُمومها ومشوهلا‪ ،‬فكانَت نُبُ َّوة َّ‬
‫(‪)4‬‬ ‫سادساً‪ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫الز ِ‬
‫ماُ‪،‬‬ ‫دخر َّ‬ ‫الدي الذي ارتَضاه ايف جلمي ِح ِع ِ‬
‫بادهِ إىل ِ‬ ‫الشرائِح‪ ،‬وَي ُم َل ِّ‬‫يمها ُختِ َمت َّ‬ ‫با ختِمت النُّب وات‪ ،‬وبِتَعالِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُِ‬ ‫َُ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱠ [املائدة‪.]3 :‬‬
‫الوحي‪:‬‬
‫ظاه َرةُ َ‬
‫السب حب ْك ٍم َش ْر ِع يي أو حنوه وهو عا للنبياو‬
‫الوح ُي‪ :‬هو إبْبغُ ايفِ سبحانَه وتعاىل لَنَِ ي ِم أنبِيائِه عليه َّ‬
‫َ‬
‫ﱋﱍﱎﱏ‬ ‫ﱌ‬ ‫جيعاً‪ ،‬يما يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ‬

‫ﱘﱚﱛﱜﱠ‬
‫ﱙ‬ ‫ﱐ ﱑ ﱒ ﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬
‫[النِّساو‪.]163 :‬‬
‫ظاهرة ِ‬
‫املعجَزة‪.‬‬ ‫ظاهرة الوحي ِم الظَّو ِاهر اخلا ِرقَة اليت تُرافِق النُّ َّبوة َي ِ‬ ‫ِ‬
‫وتُعتَرب َ َ ْ‬
‫َمفاهيم‪:‬‬
‫لعادة يُظْ ِه ُره ايفُ على يَ ِد ن ي تَِيِيداً لِنُبُ َّوتِه مِا يَ ْع َج ُز البَ َشر أُ يِتوا مبثلِ ِه‪ ،‬ويكوُ‬ ‫ِ‬
‫المعج َزة‪ :‬أَْمٌر خا ِرق ل َ‬ ‫ُ‬
‫قروناً بِالتَّ َح ِّدي‪.‬‬
‫َم ُ‬
‫الو ْحي على النَّ ِّ ‪ .‬ا ُيرها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َور نُزول َ‬ ‫اسة ُ‬
‫* سبق لك در َ‬
‫ات اليت رافَ َقت األنبِياو‪.‬‬ ‫* اُ ُير بعض ِ‬
‫املعجز ِ‬
‫َ‬
‫ُمهمة األنبياء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫احلق‪ ،‬ويِمروا بِالع ْد ِل‪ ،‬وي ْدعوا إىل ِع ِ‬
‫يارُهم‬
‫يك له‪ ،‬واخت ُ‬ ‫بادة ايفِ َو ْح َده ال َش ِر َ‬‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّربوا بِ ِّ‬‫إُ م ِه َّمة األنبِياو أُ ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ُرسلوا إلي ِهم‪ ،‬وقد أَْو َجب ايفُ تعاىل‬ ‫ِم الب َش ِر يس ِّهل م ِه َّمتَ هم وجيعل التَّةاهم معهم أَيسر وأَقْ ر‪ ،‬إىل نُةو ِ م أ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ ُ ُ ُ َ‬
‫يق‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ‬ ‫على املسلِم امميا َُ بم جيعاً دوُ تَ ْة ِر ٍ‬

‫‪ ،‬األمثِلَة‪.‬‬
‫ضر ِ‬ ‫ِ‬
‫درَّ يف التَّش ِريح ب َ ْ‬
‫املعلِّم معىن التَّ ِ‬
‫ِح َ‬ ‫‪ -4‬يُ َو ِّ‬
‫‪12‬‬
‫ﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭ‬

‫ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱠ [البقرة‪.]136 :‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫‪َ -1‬عِّرف ما يِيت‪ :‬النُّبُ َّوة‪ ،‬النَّ ِّ‪.‬‬
‫اص ُِّبحاً ؟‬ ‫بالو ْحي ْ‬ ‫‪ -2‬ما املقصود َ‬
‫يحة ِم بني ال َق ْو َس ْني فيما يَلِي‪:‬‬ ‫ختري امجابةَ َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫َ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫الر ُسل ِم ‪ ( :‬املبئِ َكة ‪ ،‬البَ َشر ‪ ،‬اجلِ ِ )‪.‬‬ ‫أ‪ -‬األنبِياوُ و ُّ‬
‫ظاهرةُ الوحي ِم الظَّو ِاه ِر ( اخلا ِرقَة ‪ِ ،‬‬
‫العاديَّة ‪ ،‬النِ ِاد َرة )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -،‬تُ ْعتََرب َ َ ْ‬
‫َّ‪َ -‬ع َدد األنبِياو الذي َوَرَد ِ ْي ُرُهم يف القردُ الكرمي ( ‪.)25 ، 20 ،15‬‬
‫‪َ -4‬علِّل ما يِيت‪:‬‬
‫السب دوُ غ ِريِهم‪.‬‬ ‫الر ُس َل عليهم َّ‬ ‫صم ايفُ ُّ‬ ‫َع َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫املعجزات‪.‬‬ ‫الرسل بِ ِ‬
‫‪َ -،‬يَّر ايفُ ُّ ُ َ‬
‫احلكم ِة ِم تَ َع ُّد ِد األنبِياو‪.‬‬
‫ِح َ‬ ‫‪َ -5‬و ِّ‬
‫صل امنسا ُُ إىل تَزيِيَة النَّ ِ‬
‫ةس وتَُّ ِه ِريها ؟‬ ‫‪ -6‬ييف ي ِ‬
‫َ‬
‫حممد ‪ ‬وباقِي النُّبوات‪.‬‬ ‫الشبَ ِه واالختِبف بني ِرسالَة َّ‬ ‫‪ِّ -7‬بني أَْو ُجهَ َّ‬
‫‪ -8‬استَ ْخلِِ ِم َّ‬
‫الد ْر ِ ‪:‬‬
‫السب ‪.‬‬ ‫الر ُس ِل علي ِهم َّ‬ ‫أ‪َ -‬مها ُّ‬
‫السب يف َد ْعوهتم‪.‬‬ ‫الر ُس ِل علي ِهم َّ‬ ‫أسبا‪ ،‬جنا ِ ُّ‬‫ُ‬ ‫‪-،‬‬
‫‪ -9‬بَّ َميَّز ايفُ األنبِياوَ و ُّ‬
‫الر ُس َل ؟‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫املدرِسيَّة ما يَلِي‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫اعة أو جملَّة احلائط َ‬
‫ِ‬
‫َعِّرف ُزَمبئك َع ْرب ام َ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬الةرق بني األنبِياو و ُّ‬
‫الر ُسل عليهم َّ‬
‫‪ُ -2‬م ِه َّمة األنبِياو علي ِهم َّ‬
‫السب ‪.‬‬
‫‪ -3‬و ِاجبُنا حن األنبِياو و ُّ‬
‫الر ُسل واملبئِ َكة عليهم َّ‬
‫السب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ال َفصل الثالث‪ :‬نَماذج من َد َعوات الر ُسل‪:‬‬
‫ال َفصل الثالث‪ :‬قصة نُوح عليه السالم‪.‬‬
‫اعني بِ َد ْعوةِ التَّ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫وحيد‪:‬‬ ‫نُو َّأول ُر ُس ِل ايف ال ِد َ َ‬
‫الضبلَِة‬
‫وشَرعوا يف َّ‬ ‫السب بَِِلْف َسنَ ٍة‪ ،‬عندما َعبَ َد النِا ُ األصنا َ َ‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫السب بعد َوفاة َ‬ ‫أتى نُو ٌ عليه َّ‬
‫باد‪ ،‬فَكا َُ َّأول رس ٍ‬ ‫وال ُك ْةر‪ ،‬فَب عثه ايف ر ْمحةً لِلعِ ِ‬
‫ث نُو ٌ عليه‬ ‫السب ‪ ،‬وقد لَبِ َ‬ ‫ض بعد دد عليه َّ‬ ‫ول إىل أَ ْه ِل األَْر ِ‬ ‫َُ‬ ‫َ ََ ُ َ َ‬
‫خسني عاماً‪.‬‬ ‫السب يف قَوِمه أَلْف سنَةً ِإال ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫هاهم ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وجهاراً إىل تَوحيد ايف واممياُ باآلخَرة‪ ،‬ويَْن ُ‬ ‫السب يَ ْدعُو قَ ْوَمه لَْيبً وهناراً‪ ،‬سِراً َ‬ ‫وياُ نُو ٌ عليه َّ‬
‫اجلهاد يف َسبِيلِ ِه؟‪ ،‬مل تَ ُك ِإال فِئَة‬
‫الدعوةِ إىل ايفِ و ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بادة غري ايف‪ .‬فما ا يانت َحصيلَة هذه ال َة َّْتة الُّ ِويلَة م َّ ْ َ‬
‫ِع ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫يذبوه‬‫ف واجلاهِ والنُّةوِ ‪ -‬فَ َقد َّ‬ ‫الشر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪ ،‬ويانوا م املستضعةني‪ِ ،‬أما ع ْليَةُ ال َق ْو ‪ -‬م َوي َّ َ‬ ‫قَليلَة م املؤمن َ‬
‫ِصنام ِهم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫متس َكهم بِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلنوُ‪ِ ،‬‬ ‫َوزجروه‪ ،‬وس َّةهوا د ْعوتَه و َّاهتموه بِ ِ‬
‫وسخروا منه وم أَتْباعه‪ ،‬ثَّ أهنم أَ ْعلَنوا ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ [نو ‪.]23 :‬‬
‫بادةُ األصناِ ؟‬ ‫* مس َ ِ‬
‫بدأت ع َ‬
‫دد ؟‪ ،‬وما َداللَة لك ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َّ ِ‬ ‫* ما رأيك يف طُ ِ‬
‫املدة اليت بَق َي النِا ُ فيها على التَّوحيد بعد َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األرض ؟‬ ‫رس ِل ايفِ إىل ِ‬
‫أهل‬ ‫السب أَِول ُ‬ ‫* ملا ا يُ َع ِد نو عليه َّ‬
‫الع ْزِ الذي يَ ْستَ ُِّيعو َُ بِه‬
‫َ‬ ‫توى‬ ‫س‬‫م‬
‫ُْ‬ ‫إىل‬ ‫الرس ِل هم الذي ارتَ َقت قُ َّوة إرادهتم يف سبِ ِيل ايفِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫أُولُو العزِ (‪ِ )5‬‬
‫م‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬ ‫رِي ايف تعاىل مبستَوى ِم امرادةِ‪ ،‬فيتَح َّملو َُ َّ ِ‬ ‫تَ ْن ِةي َذ ما يريدو َُ؛ مِا ي ِ‬
‫ص ٍْرب َو َجلَد‪ ،‬وهم َ‬
‫أح ِق‬ ‫الشدائ َد الكربى بِ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وحممد ‪ ،‬ومل‬ ‫السب ‪َّ ،‬‬ ‫داو مبنا ِرِهم‪ ،‬وهم خسة‪ :‬نو ‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وموسى‪ ،‬وعيسى عليهم َّ‬ ‫اخل ْل ِق باألُسوةِ واالهتِ ِ‬
‫َْ‬
‫الع ْه ِد الذي َع ِه َد ايفُ له بِه‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱕ‬ ‫يل َ‬
‫ِِ‬ ‫السب منهم؛ َّ‬
‫ألُ إر َادتَهُ مل تَ ْق َو على تَ ْنةيذ ِّ‬ ‫دد عليه َّ‬ ‫يَ ُك َ‬
‫ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ [طه‪.]115 :‬‬
‫السب أبو البَ َشر ؟‬
‫ملا ا يُ َع ِد نو ٌ عليه َّ‬
‫الصافات "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احبث ع اجلو ِ‬
‫ا‪ ،‬يف تَةسري اآلية ‪ 77‬م سورة " ِ‬ ‫ْ‬
‫َدع َوة نُوح عليه السالم ل َقومه‪:‬‬
‫وس ْخ ِريَّة وهم‬
‫احلق ُ‬ ‫ناع واهلدايَة‪ ،‬ومل ِجيد ِم قَ ْوِمه ِإال ْ‬
‫إعراِاً ع ِّ‬ ‫يل ُسبُ ِل امقْ ِ‬
‫السب ِّ‬
‫استَ ْن َةد نُو ٌ عليه َّ‬
‫ْ‬
‫يُُّا ِرُدونَه ويَ ْة ََّتوُ عليه‪.‬‬

‫الص ْرب واجلِ ِد‪.‬‬


‫وع ْق ُد النِّيَّ ِة عليه‪ ،‬و َّ‬ ‫‪ -5‬العز ‪ :‬إرادةُ َّ ِ‬
‫الشيو َ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫‪14‬‬
‫السب لَِق ْوِمه‪.‬‬
‫يب َد ْع َوةِ نو عليه َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* اقرأ ُس َورة " نو " م اآليَة (‪ ،)5‬وحس اآلية (‪ ،)9‬ثَّ ِّبني أسال َ‬
‫فدعا َربَّه قائِبً يف قولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ‬ ‫السب أَْمَره إىل ايفِ تعاىل‪َ ،‬‬
‫شكى نُو ٌ عليه َّ‬
‫ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﱠ [نو ‪.]27-26 :‬‬
‫ِها‪ِ :‬ستُمائِة ِر ٍاع‪ ،‬وارتِةاعُها‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول َّ ِ‬
‫وع ْر ُ‬
‫ف ومائتا ر ٍاع‪َ ،‬‬ ‫السةينَ ِة أَلْ ٌ‬ ‫أُ طُ َ‬ ‫َير اب عبِا رِي ايف عنهما‪َّ :‬‬
‫الو ْسُّى لِلنِا ‪،‬‬ ‫حوش‪ ،‬و ُ‬ ‫الو ِ‬ ‫الس ْةلى لِ َّ ِ‬
‫لدوا‪ ،‬و ُ‬ ‫اح َدةٍ َع َشَرة أَ ْ ُرٍع‪ُّ ،‬‬
‫يل و ِ‬ ‫بث طَب ٍ‬
‫قات‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ثَبثُو َُ راعاً‪ ،‬ويانت ثَ َ َ‬
‫والعُْليا لِلُُّّيوِر‪ ،‬وياُ بابا يف َع ْر ِِها‪ ،‬وهلا ِغُّاوٌ ِم فَ ْوقِها ُمُّْبَ ٌق عليها‪.‬‬
‫السب ؟‪ ،‬وييف ؟‬ ‫عاو نو ٍ عليه َّ‬ ‫* هل استجا‪ ،‬ايف سبحانَه وتعاىل لِد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ناعة ؟‬ ‫بذهِ ِّ‬ ‫* ما ا أمره ايف أُ يصنح ؟‪ ،‬وما املهنة اليت قا با نُو لِ ِلقياِ ِ‬
‫الص َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫هتك ِم قَ ْوِمه املشريني ؟‪ ،‬وما ا ياُ َرُّده علي ِهم ؟‬ ‫السب ِم ُّ‬ ‫* هل َسلِ َم نو ٌ عليه َّ‬
‫ناعة ؟‬ ‫هاو ِم هذه ِّ‬ ‫* مبا ا أَمره ايف سبحانَه وتعاىل بعد االنتِ ِ‬
‫الص َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪ -‬استجا‪ ،‬ايف لِد ِ‬
‫ك (‪.)6‬‬ ‫السب ‪ ،‬وأَْوحى إليه أُ يَ ْ‬
‫صنَح ال ُة ْل َ‬ ‫عاو نو ٍ عليه َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫الس ِةين ِة‪ ،‬ولكنَّه مل يسلَم ِم ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يني‪ ،‬وهم يَ ْس َخروُ م ن ي‬ ‫هتك ِم ال َقو املشر َ‬ ‫َْ‬ ‫السب يف بِناو َّ َ‬ ‫أخ َذ نو ٌ عليه َّ‬
‫‪َ -‬‬
‫أهنار هناك‪ ،‬غري أنَّه مل يَِْبَه باستِ ْهزائِ ِهم؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫حبار وال َ‬ ‫صار جنِاراً‪ ،‬يَْبين َسةينَةً يف َمكاُ قَص يي ع البَ ْل َدة حيث ال َ‬ ‫قد َ‬
‫خر ِم املستَه ِزئِني‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬ ‫السب ياُ يَ ْس َ‬‫إُ نوحاً عليه َّ‬‫بل َّ‬
‫ﱊﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ‬
‫ﱉ ﱋ‬
‫ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ [هود‪.]39 -38 :‬‬
‫ِِ ِ‬
‫املؤمنِني ِم قَوِمه‪ ،‬وأُ ال ِ‬
‫ُّاطبَه‬ ‫‪ -‬أمر ايف سبحانَه وتعاىل رسولَه ال َك ِرمي أُ ي عم َد إىل َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫السةينَة مح أهله و َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫غريُهم فإهنم ُم ْغرقوُ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ‬
‫َ‬ ‫يف الذي َي َةروا وظَلَموا أَنْ ُة َسهم وظَلَ ُموا َ‬
‫ﳞﱠ [املؤمنني‪.]27 :‬‬
‫حيم َد ربَّه على‬ ‫أُ‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫انات وسائِِر ما فيه ُرْو ٌ َزْو َجني‬ ‫يل نَوٍع ِم احليو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬طَلَب منه أُ حيم َل معه م ِّ ْ‬
‫ِ‬
‫املغلو‪ ،‬نُو عليه‬ ‫القوى ال َك ْونِيَّة؛ لِتَكو َُ يف ِخ ْد َمة َعْب ِده‬
‫الس ِةينة‪ ،‬ث أطلَق ايف تعاىل ِ‬
‫ُ‬ ‫ما َس َّخر له ِم هذه َّ َ‬
‫السماو‬
‫فِمََُّرت َّ‬ ‫السب واملؤمنوُ‪ ،‬ولِتَْب ُِّش بِال َقوِ الظِاملني‪ ،‬وياُ فَوراُ التَّنُّوِر َعبمةً على إنز ِال الع ِ‬
‫ذا‪ْ ،،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫لت ِ‬ ‫يول املتَ َدفِّ َقة‪ ،‬وطَِةحت األهنار‪ ،‬وامتَ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِمدراراً‪ ،‬وتَ َة َّجرت ع ِ‬
‫القيعا ُُ بِاملياه‪ .‬وهكذا َ‬
‫بدأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األرض بِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫يوُ‬ ‫ُ‬

‫الس ِةينَة‪.‬‬
‫‪ -6‬ال ُة ْلك‪َّ :‬‬
‫الس ِةينَ ِة هلذه األنواع ِم َو ِ‬
‫ات األروا ‪.‬‬ ‫امهلي يف محَْ ِل َّ‬
‫امعجاز ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -7‬يُ ِْربز َ‬
‫املعلِّم‬
‫‪15‬‬
‫الس ِةينَة على بََرَي ِة ايفِ سبحانَه وِرعايَتِه‪،‬‬‫الس ِةينَة‪ ،‬وانَُّلَ َقت َّ‬‫السب وأهلُه واملؤمنوُ إىل َّ‬ ‫فهَرع نو عليه َّ‬ ‫الُِّوفاُ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ياجلبال‪.‬‬ ‫وهي جت ِري بِاملؤمنني يف َم ْو ٍَّ‬
‫ني‪ ،‬وياُ ِم بني َم َهلَك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَرعُ ُهم حس ابتَ لَ َع ُهم املاوُ‪ ،‬فكانوا م امل ْغَرق َ‬
‫املو َُّ يَ ْ‬ ‫واملش ِريوُ يُصارعو َُ ْ‬
‫املو ََّ‪ ،‬و َ‬
‫بك ابنِ ِه مح َم َهلَك يف‬ ‫السب ربَّه ع ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بالُِّوفاُ ينعاُ ب نو ‪ ،‬وياُ َشقيِاً عاصياً‪ ،‬ولَ ِما َسَِ َل نُو ٌ عليه َّ َ‬
‫ص ْلبِ ِه‪ُ ،‬م َعلِّبً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الَُّّوفاُ ‪ -‬مح َو ْعد ايف له بِنَجاته وجناة أهله ‪ -‬أخبَ َرهُ ايفُ أ ُِ ابنَه ليس م أهله‪ُ ،‬ر ْغ َم أنَّه م ُ‬
‫أهلِ ِه الذي ُوعِدوا بِالنَّجاةِ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ‬ ‫ِ‬
‫ُِ َع َمل ابنه الكافر َع َم ٌل غري صاحل‪ ،‬وبذلك فب يكوُ م ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك؛ بِ َّ‬
‫ﳌﳍﳎﳏﳐﳑ ﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛ ﱁﱂﱃﱄ‬

‫ﱓ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱠ [هود‪:‬‬
‫ﱋﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱔ‬
‫ﱌ‬ ‫ﱆﱈﱉﱊ‬
‫ﱇ‬ ‫ﱅ‬
‫‪.]46 -45‬‬
‫وغيض املاو ونَ َةذ قَضاو ايفِ يف ال َقوِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫السب تَُُّ ْمئنُه بعد أُ أقلَ َعت َّ ُ‬ ‫أدرَيت رمحةُ ايف نوحاً عليه ِ‬
‫يا البَ َش ِريَّة بَِرسولِِه نُو عليه‬‫يدةٌ يف تا ِر ِ‬ ‫ص ْة َحةٌ َج ِد َ‬ ‫ِ‬
‫السةينَة على َجبَ ِل اجلودي‪ ،‬هكذا ابتَ َدأَت َ‬
‫املشريني‪ ،‬ورست َّ ِ‬
‫ََ‬
‫حتة ُهم العِنايَة امهليَّة؛ لِيَْبدأوا َمَّرًة أخرى َحيا َة‬ ‫األرض‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫السب أب البَ َشر الثِاين والذي َم َعه ِم املؤمنني على‬ ‫َّ‬
‫ر‪ ،‬العاملني‪.‬‬‫بوديَّة يفِ ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد والع ِ‬
‫التَّوح ُ‬
‫فادة من القصة‪:‬‬ ‫المستَ َ‬
‫روس ُ‬ ‫الد ُ‬
‫عز َو َج ِل‪.‬‬ ‫الدعوة إىل ايفِ‪ ،‬واحتِمال األ َى يف َسبِيلِ ِه َّ‬ ‫الص ِْرب على َّ‬
‫‪ُ -1‬وجو‪َّ ،‬‬
‫اممياُ بايفِ سبحانَه وتعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العبقة بني النِا يف اجملتَ َمح املسلِم تقو على أسا ِ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫أُ َ‬
‫ني ويُْن ِجي ِهم مبا يَشاو بَِوسائِل ُمتَ َع ِّد َدة‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫أُ ايفَ سبحانَه وتعاىل يَتَوىل املؤمن َ‬‫‪َّ -3‬‬
‫االنشغال با ع املْنعِ ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ -4‬وجو‪ُ ،‬ش ْك ِر ايف سبحانَه وتعاىل على ن َعمه َ‬
‫وع َد‬

‫املؤِّديَة إىل‬
‫األسبا‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫الصب ؛ فابْ ُذل بِ َد ْوِرك‬
‫الديْك يَ ْدعُواُ لك باهلدايَة و َّ‬ ‫أخي الُِّالب أنت تَ ْعلم َّ‬
‫أُ و َ‬
‫لك‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الخليل عليه السالم‪.‬‬ ‫يم َ‬ ‫ال َفص ُل الثالث‪َ :‬دع َوة إبراه َ‬
‫اف النِا ِ يف العِر ِاق ال َق ِد ِمي‪:‬‬‫احنر ُ‬
‫ف النِا ُ ع‬‫احنر َ‬
‫السب ‪ ،‬حس َ‬ ‫ث يف َع ْه ِد نو ٍ عليه َّ‬ ‫الزَم على الُُّّوفاُ الذي َح َد َ‬ ‫متض ِح ْقبَةٌ ِم َّ‬
‫مل ِ‬
‫ِ‬ ‫وح ِ‬
‫عاد النِا إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشرِك و ِ‬
‫الوثَنيَّة‪ ،‬ويف َم ْوط البابِليِني يف العراق َ‬
‫ِ ِ‬
‫مرًة أخرى يف عبادات ِّ ْ َ‬ ‫يد‪ ،‬وختبَُّّوا َّ‬ ‫َع ِق َ‬
‫يدةِ التَّ ِ‬
‫بادهتم‬ ‫ط دماهلم‪ ،‬ومنا ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫أصنامهم بِبابِل حم ِ‬ ‫بادة األصنا وال َكوايِب والنُّجو ‪ ،‬وصار (مردوخ) يبِري‬ ‫ِ‬
‫ط ع َ‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬
‫بادتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ودعا النِا َ إىل ع َ‬
‫نةسه إهلاً َ‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫قد‬ ‫‪-‬‬ ‫ل‬‫مرود ب يْنعاُ ‪ -‬ملِك بابِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫إُ‬ ‫بل‬ ‫م؛‬‫ه‬ ‫وتَ ْق ِد ِ‬
‫يس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫يقول ايف‬
‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ‬

‫ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ [الشعراو‪.]74-69 :‬‬
‫السابقة لِ َم يانت َد ْع َوةُ إبراهيم عليه َّ‬
‫السب ‪ ،‬ومب بَ َدأ ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* ِّبني م خبل اآليات ِ‬
‫السب األصنا َ ؟‬
‫اهيم عليه َّ‬
‫* ملا ا َعبَ َد قوُ إبر َ‬
‫يم عليه السالم‪:‬‬ ‫نَشأَة إبراه َ‬
‫ِ‬ ‫يف تِلك البِيئَة ِ‬
‫وهداه إىل‬ ‫الر ْش َد َ‬
‫السب ‪ ،‬وقد دتاه ايف ُّ‬
‫اهيم اخلليل عليه ِ‬ ‫الوثَنيَّة الةاس َدة‪ ،‬نَ َشَِ أبو األنبياو إبر َ‬
‫َ‬
‫يِ قَ ِ‬
‫ومه‬ ‫املهْي ِم على هذا ال َك ْوُ‪ ،‬لذلك َعَزَ على ختلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وو ْحي َربِِّه َّ‬
‫أُ ايفَ واح ٌد‪ ،‬وأنَّه َ‬
‫احلق‪ ،‬فَعر َ ِ ِ ِ ِِ‬
‫ف بصائب َرأْيه َ‬ ‫ِ ََ‬
‫السب (دزر) يف ُم َق ِّد َمة‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم هذا ِّ‬
‫الشرك وهذه األَباطيل؛ ب َد ْعوهتم إىل تَوحيد ايف تعاىل‪ ،‬وياُ والد إبراه َ‬
‫‪ ،‬النِا ِ‬ ‫عابِ ِدي األصناِ ؛ بل ياُ مَّ ي ْنحتها ويبِيعها‪ ،‬وقد عَّز على إبراهيم عليه َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫أقر ُ‬
‫السب ف ْعل والده‪ ،‬وهو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ ُ‬
‫وحيذ َره ِم عاقِبَ ِة ُي ْة ِرهِ‪.‬‬
‫يح ِة ِّ‬ ‫إىل قَ ْلبِه‪ ،‬فرأى ِم و ِاجبِه أُ ُّ ِ ِ‬
‫ُّصه بالنَّص َ‬
‫إبراهيم عليه السالم في الدعوة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وسائل‬
‫حتق ِري دهلتِ ِه؛ لِئَ ِب يَنةر‬
‫الدعوَة مح أبِ ِيه بِتس ِة ِيه معبوداتِه‪ ،‬أو ِ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫السب َّ َ‬ ‫أ‪ -‬مع أبيه‪ :‬مل يَْبدأ إبر ِاهيم عليه َّ‬
‫‪ ،‬عما ي ْدعوه لِعِبادةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫صم أُ َنَْيه عنه‪ ،‬أو يَ ْرميه بِالعُقوق واجلحود؛ بل َسَِله بِ ِرفْ ٍق وتََِ ُّد ٍ ِ َ ُ‬ ‫منه أو يَ ِ‬
‫يح ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫استَ َمَّر معه بالنَّص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصناٍ ال تَ ْس َمح وال تُْبصر‪ ،‬وال تَ ْستَُّيح أُ تَ ْدفَح بَبوً أو تُصيبَه خب ٍري‪ ،‬و ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إىل‬ ‫يحة َوتَ َو َّعد ابنَه إُ مل يَثُ ْ‬
‫‪ ،‬أن َكر النَّص َ‬ ‫أُ األَ َ‬ ‫واجلدال باحلسىن والتَّلَُُّّف بالع َ‬
‫بارة‪ ،‬غري َّ‬
‫املثل بل قال‪ :‬ﱡ‬ ‫‪ ،‬مل يُقابِل االب ُ أباه بِ ِ‬ ‫قاسياً ِم األَ ِ‬‫الرُّد ِ‬
‫احلجارةِ‪ ،‬وحني جاوَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُر ْشده لَيَ ْر ُجَنَّه ب َ‬

‫‪17‬‬
‫مين مكروه؛ بل أنت سامل ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ناحيَيت‪ ،‬وز َاده َخ ْرياً حني قال‪:‬‬ ‫ﲥ ﲦ ﲧﱠ أي‪ :‬ال يَصلُك ِّ َ ٌ‬
‫ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ‪.‬‬
‫السب وبَ ْني أبِ ِيه يف سورة " مرمي " ِم اآلية ‪.48-41‬‬
‫اهيم عليه َّ‬
‫دار بني إبر َ‬
‫* اقرأ احلو َار الذي َ‬
‫أُ أباه َع ُدو يفِ تَبَ َّرأ منه يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ‬ ‫ولَ ِما تَبَ َّني مبر ِاهيم عليه َّ‬
‫السب َّ‬
‫ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ[التوبة‪.]114 :‬‬
‫ب‪ -‬مع قَ ومه‪:‬‬
‫جمادلَتِه‪ ،‬ف َك َشف هلم ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السب يف أَبِيه‪َّ ،‬اجتَه إىل قَومه‪ ،‬و ْ‬
‫استَ ْد َر َج ُهم إىل َ‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫خا‪َ ،‬رجاوُ إبراه َ‬
‫لَ ِما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاد ِهم ِ‬
‫وباطل ما يَ ْعبُدو َُ ِم‬ ‫ساد اعتِ ِ‬
‫فَ ِ‬
‫ِِراً وال نَ ْةعاً‪،‬‬‫األصنا ‪ ،‬وقد أَقَ ُّروا َّأهنا ال تَ ْس َمح داعياً‪ ،‬وال متلك هلم َ‬
‫ْ‬
‫ُرسل إلي ِهم باهلدى ِ‬ ‫ألهنم وجدوا دباوهم هلا عابِ ِدي ‪ ،‬ث تَب َّني هلم أنَّه أ ِ‬
‫أُ ربم‬ ‫احلق‪ ،‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ودي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫و َّأهنم َعبَ ُدوها؛ َّ َ َ‬
‫السب ومل‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫املستَ ِحق لِلعبادة هو ِ‬
‫أعرِوا ع َد ْع َوة إبراه َ‬
‫ومدبِّر ُشؤوهنا‪ِ ،‬إال أهنم َ‬ ‫السماوات واألرض‪ُ ،‬‬ ‫فاطر َّ‬ ‫ِ َ‬
‫ِ‬
‫يستجيبوا له‪.‬‬
‫اقرأ‪:‬‬
‫السب إيصاهلا‬
‫يم عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬اآليات (‪ )83-74‬م سورة " األنعا "‪ ،‬ث بَ ِّني احلقي َقةَ اليت أراد إبراه ُ‬
‫لَِق ْوِمه‪.‬‬
‫‪ -2‬اآليات (‪ِ )57-70‬م سورة " األنبياو "‪ ،‬ث بَ ِّني اآليت‪:‬‬
‫أنةس ِهم بِ ِّ‬
‫الشرك‪.‬‬ ‫الشاهد ِم اآليات على إقرا ِر قَوِ إبر ِاهيم على ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‪-‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم على َح ْرقِه َر ْغم ِع ْل ِم ِهم َّأهنم ِالُّوُ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫عزْ قَ ْو إبراه َ‬‫‪ -،‬أسبا‪َ ،‬‬
‫ومكة‪:‬‬
‫يم عليه السالم إلى فلسطين َ‬ ‫رحلَة إبراه َ‬
‫ط‬
‫وسار حس َح ِ‬ ‫ِ ٍِ ِ ِ ِ‬ ‫أُ َ ِ‬ ‫السب َّ‬
‫أرض بابل غريُ ُمبئ َمة ل َد ْع َوة التَّوحيد‪ ،‬تَ َرَك َوطَنَه َ‬ ‫اهيم عليه َّ‬
‫عندما َوجد إبر ُ‬
‫السب وزوجته سارة قبل َهابما إىل بيت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫املقد قد‬ ‫َر ْحلَه يف بَْيت املقد ِ بةلَ ْسُّني‪ ،‬وياُ إبراهيم عليه َّ َ ْ َ ُ َ‬
‫صر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫استَ َقِرا يف م ْ‬
‫إمساعيل عليه َّ ِ‬ ‫السب وأصبح شيخاً رزقَه ايف بِولَ َديه ِ‬ ‫تقد العمر بإبر ِ‬
‫هاجر‪،‬‬
‫السب م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عليه‬ ‫يم‬
‫َ‬ ‫اه‬ ‫وبعد أُ َّ ُ ُ ُ‬
‫سارة (‪.)8‬‬ ‫وإسحاق عليه َّ ِ‬
‫السب م َ‬ ‫َ‬

‫السب ينتَ ِسب إليه يعقو‪ ،‬عليه َّ‬


‫السب وأسباط بين إسرائيل‬ ‫حممد ‪ ،‬وإسحاق عليه َّ‬ ‫السب يتَّ ِ‬
‫صل به نَ َسب نبيِّنا َّ‬ ‫‪ِ -8‬‬
‫إمساعيل عليه َّ‬
‫وختِموا بِعِيسى عليه َّ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الذي ياُ فيهم َيثريٌ م األنبِياو‪ُ ،‬‬
‫‪18‬‬
‫السب ؟‬ ‫وه ِديَّتِه مبر ِاهيم عليه َّ‬
‫سارة َ‬‫صر الظِامل مح َ‬
‫* ما ا تعرف ع قِ َّ ِ ِ‬
‫صة َملك م ْ‬
‫السب يف َّ‬
‫مكة‪،‬‬ ‫السب مح أُِّمه بني َعَر‪ُ ،‬جرهم يف احلجا ِز بعد أُ ترَيهم إبر ِاهيم عليه َّ‬ ‫إمساعيل عليه َّ‬‫ُ‬ ‫نَشِ‬
‫بادةِ ايفِ يف‬ ‫ٍِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِ‬
‫األرض امل َق َّد َسة‬ ‫وده قا َ مح والده بِ ِْم ٍر م ايف بِبِناو َّأوِل بَْيت للتَّوحيد وع َ‬
‫إمساعيل وا ْشتَ َّد عُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫ولَ ِما َش َّ‬
‫مبكة‪ ،‬وياُ لك قبل أيثَر ِم ثَبثَة دالف وخس مائِة عا ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬ ‫َّ‬
‫ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱠ [احلج‪ ،]26 :‬وياُ‬
‫السب إىل فلسُّني‪ ،‬حيث قضى‬ ‫يم اخلليل عليه َّ‬ ‫الذبح‪ ،‬بعدها عاد إبر ِ‬
‫اه‬ ‫صة َّ‬ ‫َّ‬ ‫السب (‪ )9‬قِ‬
‫َّ‬ ‫عليه‬ ‫يم‬ ‫ِم رؤيا إبر ِ‬
‫اه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ودفِ َ مبدينَة اخلليل بةلسُّني‪ ،‬وياُ عُ ْم ُره قرابَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَقيَّةَ حياته يعبُد ايفَ تعاىل ويَ ْدعُو إىل التَّوحيد حس وافاه األَ َجل‪ُ ،‬‬
‫مئيت عا ‪.‬‬
‫فادة من القصة‪:‬‬
‫روس المستَ َ‬ ‫الد ُ‬
‫السب هو أبو األنبِياو‪ ،‬وأبو هذه األَُّمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬أ َُّ إبراه َ‬
‫يم عليه ِ‬
‫اعد التَّوحيد‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ ُِ إبر ِاهيم عليه السب َّأو ُل م أرسى قَو ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ِح ُسنَ َ ال َك ْو ُِ‪ ،‬وهو َو ْح َده الذي يَ ْستَ ُِّيح أُ يُغَِّريها ويُْب ُِّ َل‬ ‫‪ -3‬أ ُِ ايفَ سبحانه وتعاىل هو الذي َو َ‬
‫صَّرفوا يف ُسنَ َ ال َك ْو ُِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بإمكاُ البَ َشر أُ يَتَ َ‬ ‫َم ْةعوهلا‪ ،‬وليس ْ‬
‫بالع ْهد مح النِا يافَّة‪،‬‬ ‫ثال ِ ِّ‬‫السب ياُ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫الع ْةو والتَّقوى‪ ،‬والوفاو َ‬ ‫الرمحَة‪ ،‬و َ‬‫الرب و َّ‬ ‫‪ -4‬أ َُّ إبراه َ‬
‫يم عليه ِ‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫ومح أبيه ِ‬
‫وقومه َّ‬
‫الكاملَة بني ال ُك ْة ِر واممياُ‪ ،‬فقد تَب َّرأ إبر ِاهيم عليه َّ ِ‬ ‫‪ -5‬املةاِلَة ِ‬
‫أصَّر على‬ ‫السب م أبِيه عندما َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ُك ْة ِر‪.‬‬

‫يل عندما ترَي ُهما إبر ِاهيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هاجر مح سارة‪ ،‬ث قِ َّ‬
‫صتَها مح ابنها إمساع َ‬ ‫صة َ‬
‫حتضري قِ َّ ِ‬
‫َ‬
‫ياف ِ‬ ‫ت ٍ‬
‫احلص ِة بِوقْ ٍ‬
‫قبل َّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -9‬يُّْلب ِّ ِ‬
‫املعلم م الُِّالب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صة َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫السب يف َم َّكة يف واد غ ِري ي َزْرٍع‪ ،‬وق َّ‬
‫احلج‪.‬‬
‫وعبقَة لك مبناسك ِ‬ ‫الدر ِ َ‬
‫خبل َّ‬
‫صِ َ‬ ‫الذبيح‪ ،‬ويُناقش معهم ال َةوائ َد م هذه ال َق َ‬ ‫عليه َّ‬
‫‪19‬‬
‫يم اهلل)‪.‬‬
‫ال َفصل الثالث‪َ :‬دع َوة ُموسى عليه السالم ( َكل ُ‬
‫استقرار بني إسرائيل في مصر‪:‬‬
‫السب ‪ ،‬قد نََز َحت‬‫يعقو‪ ،‬ب إسحاق ب إبراهيم عليهم َّ‬ ‫يانت جاعات م بين إسرائيل وهم ِ ِّريَّة ِ‬
‫أبناو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خببف‬ ‫السب ‪،‬‬‫يم عليه َّ‬‫صر‪ ،‬وياُ هؤالو ُم َو ِّحدي ُحنَةاوَ على دي ِ إبراه َ‬ ‫م بِبد الكْنعانيِّني واستَ َقَّرت يف م ْ‬
‫املص ِريِّني الذي يانوا م ْش ِريني يعبدو َُ األَصنا واألوثاُ‪ ،‬ولَما تَكاثَر بنو إسرائِيل يف ِمصر‪ ،‬خ ِشي ال َةر ِ‬
‫اعنَة أُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫هاد ِهم والتَّ ِ‬
‫نك ِيل بم‪.‬‬ ‫اِ ُِّ ِ‬ ‫ودينِيَّةً خ ُِّرًة تُنافِسهم يف ح ْك ِم البِ ِ‬
‫بد فَ َع َمدوا إىل ْ‬ ‫ياسيةً ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫يكونوا قُ َّوًة س َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫* اُ ير اسم بِبد ال َكْنعانِيِّني‪ ،‬ث ِّبني م ِسرية نُزو ِ بين إسرائِ ِ‬
‫صر‪.‬‬‫يل م بِبدهم إىل م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ‬
‫نَشأَةُ موسى عليه السالم في مصر‪:‬‬
‫جل أُ‬ ‫عز و ِ‬
‫اعنَة ببين إسرائيل‪ ،‬وشاوَ ايف َّ‬ ‫ت تَعاظَم فيه بُّْش ال َةر ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫السب يف ِمصر يف وْق ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُولِ َد موسى عليه َّ‬
‫أش َّده (أربعني َسنَة)‪ ،‬ودتاهُ ايفُ العِْل َم واحل ْك َم‬ ‫ِ‬ ‫ي َّتىب موسى عليه السب وي ْنشِ يف قَ ِ‬
‫صر حس بَلَ َهلل ُ‬ ‫ص ِر ف ْر َعوُ م ْ‬
‫ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ََ‬
‫والنُّبُ َّوَة‪.‬‬
‫صر فِْر َعوُ ؟‪ ،‬ومس ياُ لك ؟‬ ‫السب إىل قَ ْ‬ ‫صل موسى عليه َّ‬ ‫* ييف َو َ‬
‫ُِ َهب َيه َسيكوُ على يَ ِد غُبٍ ِم بين إسرائِيل‪َ ،‬حرص فِْر َعوُ على قَ ْت ِل‬ ‫الس َحَرة لِِة ْر َع ْو َُ بِ َّ‬
‫بعد أُ تَنَبَِّ َّ‬
‫الع ِظيم ‪ -‬الذي ال ُميانَح وال ُُّالَف ‪َ -‬ح َكم أُ يكوُ هذا الغُب هو الذي‬ ‫ِ‬
‫أُ قَ َد َر ايف َ‬ ‫ُي ِّل غُبٍ يُولَد هلم‪ِ ،‬إال َّ‬
‫جودهِ‪ ،‬ث يكوُ َهب ُيه على يَ ِده‪.‬‬ ‫يتب نِاه وي ربِيه يف ب يتِه دوُ أُ يَُّّلِح على ِسر و ِ‬
‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ َُ‬
‫روج موسى عليه السالم من مصر‪ ،‬ثم َعو َدتُه إليها‪:‬‬ ‫ُخ ُ‬
‫صريِاً باخلُِّ ِدفاعاً ع إسرائِيلِ ِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السب م ْ‬ ‫حدث أُ قَتَل ُموسى عليه ِ‬ ‫َ‬
‫تدل على لك ؟‬ ‫* ما اآلية اليت ُّ‬
‫ك بِه عندها‬ ‫أُ ال َقو ي تَآمرو َُ لِل َةْت ِ‬ ‫استَ ْدعى موسى‪ ،‬فَ َعلِ َم موسى عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫السب َّ ْ َ َ َ‬ ‫اخلرب ْ‬ ‫وعندما بلَهلل فرعوُ َ‬
‫صَر إىل َم ْديَ (جنو‪ ،‬فلسُّني)‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َهَر‪ ،‬م م ْ‬
‫ت ر ٍاع (‪ُ )10‬مؤِم ٍ َوقوٍر‪.‬‬ ‫السب األَماُ يف ب ي ِ‬
‫َْ‬ ‫ويف َم ْديَ َو َج َد موسى عليه َّ‬
‫صة اليت جَ َعت بينهما ؟‬ ‫بعضهما ؟‪ ،‬وما ِ‬
‫الق َّ‬ ‫عرفا على ِ‬ ‫* ييف تَ َّ‬
‫السب إحدى ابنَتَ ْيه‬ ‫يا الكرمي موسى عليه ِ‬ ‫الش ُ‬
‫الصداقَة وال َقرابة‪ ،‬فقد َزَّوَّ هذا َّ‬ ‫وتوطَّدت بينَهما عُرى ِ‬
‫مثاُ سنَو ٍ‬ ‫الرج ِل م َّدةَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪ ،‬وإُ‬ ‫َ‬ ‫السب راعياً لَغَنَ ِم لك َّ ُ ُ‬ ‫بعدما رأى منه ال ُق َّوة واألمانَةَ‪ُ ،‬مقابل َع َم ِل موسى عليه ِ‬

‫بك قَ ْوِمه إىل أُ أَ ْد َرَك موسى عليه َّ‬


‫السب ‪.‬‬ ‫السب ‪ ،‬حيث عاش بعد ه ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -10‬يُقال إنَّه النَّ ُّ ُش َعيب عليه َّ‬
‫‪20‬‬
‫صر‪ ،‬وما أُ‬ ‫ِ‬ ‫السب َّ‬
‫الع ْوَدة إىل م ْ‬
‫املدة املتَّ َةق عليها‪َ ،‬عَز على َ‬ ‫كر موسى فَ َع ْشر َسنَوات‪ ،‬ولَ ِما أمتَّ موسى عليه ِ‬ ‫تَ َّ‬
‫اجلو با ِرٌد رأى ناراً على بُ ْع ٍد‪،‬‬ ‫ٍِ ِ‬
‫السب الَُّّريق‪ ،‬وهو يف َحْي َرة م أم ِره و ِ‬ ‫ِ َّل موسى عليه َّ‬ ‫أدرك طُور سيناو حس َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫س م النِار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فََُّلَب م أهله ِأال يَ ِْربحوا َمكاهنم لَ َعلَّه يَِتي ِهم بَِقبَ ٍ‬
‫صِ "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* اقرأ اآليات م (‪ 22‬إىل ‪ )29‬م ُسورة " ال َق َ‬
‫بدء نُبُ وة ُموسى عليه السالم‪:‬‬
‫ادي طوى مسح نِداوً عُ ْل ِويِاً قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲵ ﲶ ﲷ‬ ‫السب ِم مو ِِح النِا ِر يف و ِ‬
‫َْ‬ ‫لِ ِما َدنَا موسى عليه َّ‬
‫ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱠ‬
‫[طه‪.]13-11 :‬‬
‫الربِاينِ يف و ِادي طوى بِسيناوَ جبانِب َجبَل الُُّّوِر‪ ،‬إيذاناً بِبِ ْدو نُبُ َّوةِ موسى عليه‬ ‫وهكذا ياُ لك النِّداو َّ‬
‫ها‪ ،‬إىل‬‫الذ ِ‬
‫السب ‪ ،‬و َأمرها بِ َّ‬ ‫السب ‪ ،‬تَ ْلبِيَةً لَِر ْغبَ ِة موسى عليه َّ‬
‫ث معه أَخاه هاروُ عليه َّ‬ ‫يم ايفِ)‪ ،‬وبَ َع َ‬
‫ِ‬
‫السب ( َيل ُ‬ ‫َّ‬
‫فِْرعوُ الذي طَغى َّ‬
‫وجترب‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫ِح يَ َدهُ على َو ْج ِهه م ش َّدة لك النُّوِر َمهابَةً له‪َ ،‬‬
‫وخ ْوفاً‬ ‫السب إىل َم ْو ِِح النِار َو َ‬
‫صل موسى عليه ِ‬ ‫لَ ِما َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫السب‬‫يذهب ل َد ْع َوة ف ْر َعوُ وقَومه‪ ،‬فََُّلَب موسى عليه ِ‬ ‫أمره أُ َ‬ ‫العصا واليَد‪ ،‬و َ‬ ‫ص ِره‪ ،‬ث َوَهبَه ايفُ ُم ْعجَزيت َ‬‫على بَ َ‬
‫السب ؛ َّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السب‬
‫ألُ يف لسانه لَثْ غَة‪ ،‬وبذا أصبَح هاروُ عليه ِ‬ ‫هارو َُ عليه َّ‬ ‫ض َده بِخيه ُ‬ ‫م ايف تعاىل أُ يَ ُش َّد َع ُ‬
‫نَبِيِاً‪.‬‬
‫تَوجيه الدعوة إلى فر َعون‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﱠ [طه‪،]44-43 :‬‬
‫وشرع فِرعوُ ِ‬
‫جياد ُل موسى‬ ‫السب ْأمَر ربما‪ ،‬و َ َهبا إىل فِْر َعوُ وبَلَّغاه ِّ‬ ‫ِ‬
‫الرسالَة امهليَّة‪َ ْ َ َ ،‬‬ ‫َّلّب موسى وهاروُ عليهما ِ‬
‫ﱨﱪﱫﱬ‬ ‫ﱩ‬ ‫يف ُربوبِيَّ ِة ايفِ قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬

‫ﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‬
‫فثار فِْر َعوُ‬
‫الشعراو‪َ .]28-23 :‬‬ ‫ﲇ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ [ ُّ‬ ‫ﲈ‬ ‫ﲀﲁ ﲂﲃﲄﲅﲆ‬
‫ِ ايفُ سبحانَه عنه يف‬ ‫هد ِ‬
‫يد والتَّخ ِو ِ‬
‫يف يما قَ َّ‬ ‫اَُِّربت نَ ْةسه‪ ،‬ولَ َّج يف َغضبِه‪ ،‬وعجزت ح َّجته وعمد إىل التَّ ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫و ْ ََ‬
‫قولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﲒ ﲓ ﲔ ﱠ [ ُّ‬
‫الشعراو‪.]29 :‬‬
‫ُمعجزات موسى اإللهية‪:‬‬
‫يل عنك‬ ‫ديات‪ ،‬فقال‪ :‬أو لو ِجْئتُك َّ ٍ ِ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫السب على فِْر َعوُ ما أويت ِم‬
‫حبجة دامغَة تُز ُ‬ ‫َعَرض موسى عليه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصادقني‪ ،‬فِل َقى موسى َعصاه فإ ا هي ثُعبا ٌُ ُمبِ ٌ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ينت م ِ‬ ‫كوك ؟ فقال فرعوُ‪ :‬إ اً فَِْت با إُ َ‬
‫الش َ‬
‫الريْب و ُّ‬
‫َّ‬
‫‪21‬‬
‫ال ِم حولِه هاتَني ِ‬
‫املعجَزتَ ْني امهليَّتَ ْني‪،‬‬ ‫الض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫أخر َجها فإ ا هي بَْيضاو‪ ،‬رأى ف ْر َعوُ واملل ِ‬ ‫أدخل يَ َده يف َجْيبه‪ ،‬ثَّ َ‬ ‫و َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صر‬ ‫يم‪ ،‬وأنَّه يُِريد أُ ُّ ِر َج ُهم م م ْ‬ ‫لح ِّق؛ بل متادوا يف تَكذيب موسى‪َ ،‬وز َعموا أنَّه ساحٌر َعل ٌ‬ ‫فما انْصاعوا ل َ‬
‫وجترب ‪ -‬مبا ا يُ ِشريو َُ عليه‪ ،‬فِشاروا عليه‬ ‫وهيَّة َّ‬ ‫بِ ِسح ِرهِ لِيتملَّك عليها‪ ،‬ث سِهلم فِرعو ُُ ‪ -‬وهو الذي َّادعى األلُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫الس َحَرة‬‫الزينَ ِة َم ْوعداً لِيَتَبارى فيه َّ‬ ‫وح َّدد يَ ْو ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صر‪َ ،‬‬ ‫حرة م أحناو م ْ‬ ‫بُِ ميه َل موسى وأخاه‪ ،‬ويَْب َعث يف طَلَب َّ َ‬
‫السب قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ [طه‪.]59 :‬‬ ‫مح موسى عليه َّ‬
‫متادى يف ُية ِره‪ ،‬ورا يُن ِزل ببين إسرائيل‬ ‫ِ‬
‫أصر على عناده و َ‬ ‫السب ‪ ،‬و َّ‬ ‫حتدي موسى عليه ِ‬ ‫فَ ِشل فِْرعوُ يف ِّ‬
‫بعض قَ ْوِمه على قَ ْت ِل موسى‬ ‫آمر مح ِ‬ ‫أنواع الظُّلم والعذا‪ِ ،‬م تَ ْقتِ ٍيل ألبنائِ ِهم و ِ ِ ِ ِ‬
‫اسَّتقاق نسائ ِهم؛ بل إنَّه تَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهناهم ع قَ ْتلِ ِه وقال‬ ‫ِ‬
‫أُ َر ُجبً م دل ف ْر َع ْوُ يَ ْكتُم إميانَه بِايف‪ ،‬دافَح ع موسى ُ‬
‫(‪ِ ِ ِ )11‬‬ ‫غري َّ‬ ‫ِ‬
‫اخلبص م َد ْع َوته‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫و‬
‫يد الذي‬ ‫صادقاً أصاب ُكم بعض الو ِع ِ‬ ‫هلم‪ :‬إ ُْ ياُ موسى يا ِ باً فيما يقول ما نالَ ُكم ِرر ِم َي ِذبِه‪ ،‬وإُ ياُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫ُ‬
‫املؤم ُ مبا َح َّل ِم‬
‫الرجل ِ‬
‫فم يَ ْستَُّيح أُ يَ ْدفَ َعه عنكم ؟‪ ،‬ث َ َّيَرُهم هذا َّ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ذا‪َ ،‬‬‫الع َ‬ ‫تَ َو َّع َد ُيم به‪ ،‬ولو نََزَل بِ ُكم َ‬
‫مثود‪ ،‬والذي ِم بَ ْع ِد ِهم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ذا‪ ،‬بِقواِ نو ٍ ‪ ،‬وعاد‪ ،‬و َ‬ ‫َع ٍ‬
‫س أمواهلم‪ ،‬ويَ ْش ُدد على قُلوبم‬ ‫ِ‬ ‫السب على فِرعوُ ِ ِ‬ ‫وهكذا استجا‪ ،‬ايف لِد ِ‬
‫وملَئه أُ يَُّْم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫عاو موسى عليه َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫يم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذا‪ ،‬األَل َ‬ ‫الع َ‬ ‫فب يُ ْؤمنوا حس يََروا َ‬
‫ُخروج ُموسى عليه السالم من مصر ونهايَة فر َعون‪:‬‬
‫السب َعلَْي ِهم‪ِّ ،‬بني‬ ‫عاو موسى عليه َّ‬ ‫وقومه أنواعاً ِم العذا‪ ،‬اليت حلَّت بم بِد ِ‬ ‫* سلَّط ايف على فِرعو َُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫بَ ْعضاً منها‪.‬‬
‫نكيبً باملؤمنني وتَ ْع ِذيباً‪ ،‬جاو األَ ْم ُر‬ ‫األرض عتُواًيبرياً‪ ،‬وتَ ِ‬
‫ِ ُِ‬ ‫وعتَوا يف‬ ‫احلق‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫لَ ِما ز َاد ف ْر َع ْو ُُ وقَ ْوُمه إعراِاً ع ِ‬
‫فلما َعلِ َم فِْر َعوُ بِذلِك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يل سِراً قاصداً فلسُّني‪ِ ،‬‬
‫اخلروَّ ِم ِمصر‪ ،‬فخرَّ ببين إسرائِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫السب بِ ِ‬ ‫امهلي لِ ُموسى عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج َّهز جيشاً َيبِرياً لِم ِ‬
‫الس ِويس حس‬ ‫يل إىل َخليج ِ‬ ‫صل بنو إسرائ َ‬ ‫ُّارَدهتم واحليلُولَة دوُ ُهروبم م البِبد‪ ،‬وما أُ َو َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َْ‬
‫السب قائِب‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب يف نُةو ِ بين إسرائيل‪ ،‬وأي َقنوا باهلبك‪ ،‬فَُّ ْمِهنم موسى عليه ِ‬ ‫الر ْع ُ‬
‫‪ُّ ،‬‬ ‫نوده‪ ،‬فَ َد َّ‬
‫وج ُ‬ ‫أدرَي ُهم ف ْر َعوُ ُ‬
‫‪ ،‬البَ ْحَر بِ َعصاه‬ ‫ض ِر َ‬‫السب أُ يَ ْ‬ ‫أوحى ايفُ لِ ُموسى عليه َّ‬ ‫ٍِ‬
‫ريشدين إىل طَ ِر ِيق النَّجاة‪ ،‬عندئذ َ‬ ‫إُ رب معي َس ُ‬ ‫ال ختافوا َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وع َربوا البَ ْحر‪ ،‬وما أُ َو َج َد‬ ‫فانش َّق املاوُ وظَ َهرت ع َّدةُ طُُرق يابِ َسة يف البَ ْح ِر‪ ،‬فسار فيها بنو إسرائيل َ‬ ‫فَ َة َعل‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كامل جَْعُهم انَُّبَ َق علي ِهم‬ ‫يل‪ ،‬ولَ ِما تَ َ‬ ‫ف بين إسرائ َ‬ ‫اندفَعُوا فيه َخ ْل َ‬ ‫وده طَ ِريقاً يابِساً يف البَ ْح ِر حس َ‬ ‫ف ْرعوُ وجنُ ُ‬
‫س بِ ُدنُ ِّو أَ َجلِ ِه أَ ْعلَ إميانَه‬ ‫ِ‬ ‫أح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ق‬‫أوشك على الغَرِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫وُ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫لآلخ ِري ‪ ،‬أما فِ‬
‫ِ‬
‫البحر‪ ،‬فِغرقَهم جيعاً‪ ،‬وصاروا مثَبً ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬

‫الرجل هو اب عم فِرعوُ‪ ،‬وياُ م ِ‬


‫ؤمناً يَ ْكتُم إميانَه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َِ َْ‬ ‫‪ -11‬يُقال إ َُّ هذا َّ َ‬
‫‪22‬‬
‫ث والنَّ ْس َل؛ بل أَ ْغَرقَه وجنِاه بِبِ َدنِه؛ لِيكو َُ ديَةً‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بايف‪ ،‬ولك َّ ايفَ مل يَ ْقبَل إميا َُ هذا الُِّاغيَة اجلبِا ِر الذي أهلَك ْ‬
‫احلر َ‬
‫املعجَزة‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬ ‫ناط َقةً لِم خلَ َقه على تِلك ال ُق ْدرةِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ﱖﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬
‫ﱗ‬ ‫ﱕ‬
‫ﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸ‬
‫ﱹ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠ [يونس‪.]92-90 :‬‬
‫ﱺ‬
‫حمر ‪ ،‬فع اب عبا قال‪:‬‬ ‫بك فِرعوُ وجناةُ موسى عليه السب يف يو عاشوراو‪ ،‬وهو ِ‬
‫العاشر م َّ‬ ‫ِ‬ ‫ياُ َه ُ َ‬
‫اليهود تصوُ عاشوراو‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا يو ظَ َهر فيه موسى على فِرعوُ‪ ،‬فقال النَّ ‪‬‬
‫قَد النَّ ‪ ‬املدينَةَ و ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ألصحابِه‪ ":‬أنتم أَ َح ِق مبوسى مْن ُهم فَ ُ‬
‫صوموا "(‪.)12‬‬
‫زول التوراة وانحراف بني إسرائيل‪:‬‬ ‫نُ ُ‬
‫السب بَِق ْوِمه بعد لك يف طور ِسيناو‪ ،‬حيث َنزلَت عليه التَّوراة هناك‪ ،‬وقد ظَ َهر‬ ‫سار موسى عليه َّ‬ ‫َ‬
‫باد َة‬ ‫ومه ِخبل لك‪ ،‬وال سيَّما أثناو َهابِه إىل لِقاو ربِّه‪ ،‬وتَسلَّم األلوا حيث زيَّ هلم الس ِام ِر ُّ ِ‬ ‫االحنراف يف قَ ِ‬
‫يع َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني عاماً‪ ،‬وقد وقَح مح‬ ‫لسُّني حلَّت بم نِْقمةُ ايفِ‪ ،‬فتاهوا يف َّ ِ ِ‬ ‫خول فِ ِ‬‫العِج ِل‪ ،‬ولَما أَحجموا ع ُد ِ‬
‫الصحراو أربَع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َْ‬ ‫ْ‬
‫الع ِزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صلَةً يف ديات ال ُقردُ َ‬ ‫أظه ِرِهم جاوَت ُم َة َّ‬ ‫السب بني ُ‬ ‫بين إسرائيل جلة ِم االحنرافات‪ ،‬وموسى عليه َّ‬
‫خول فِلَ ْس ُِّني ؟‬
‫السب بِ ُد ِ‬
‫* ملا ا َرفَض بنو إسرائيل أَْمَر موسى عليه َّ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* ا ير بعض االحنرافات اليت َوقَ َعت م بين إسرائيل يف حياة موسى عليه ِ‬
‫يم ٍة أخرى‪ ،‬هل تعرفها ؟‬ ‫ٍ ِ‬
‫السب على أحداث َعظ َ‬ ‫صة ُموسى عليه َّ‬‫* احتَ َوت قِ َّ‬
‫فادة من القصة‪:‬‬ ‫المستَ َ‬ ‫روس ُ‬ ‫الد ُ‬
‫يعَّتِو َُ على‬ ‫اليهود لِ َد ْعوةِ ايفِ‪ ،‬ومل يَتَ َقبَّلوا َمْن َه َجه‪ ،‬ومل يَ ْش ُكروا له نِ َعمه؛ بل يانوا َِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬مل يَ ْستَجب ُ َ‬
‫ض ِحياتِه‪.‬‬‫السب وتَ ْ‬ ‫هود موسى عليه َّ‬ ‫يف‪ ،‬وأن َكروا ُج َ‬ ‫يصدر إلي ِهم‪ ،‬وحيتَ ُّجوُ على ُي ِّل تَكلِ ٍ‬ ‫يل أَْم ٍر ُ‬ ‫ِّ‬
‫صة‪.‬‬ ‫داد إىل ال ُك ْة ِر‪ ،‬يما ُيِر يف ِ‬
‫الق َّ‬ ‫اممياُ يف نُةو ِ اليهود‪ ،‬واستِعدادهم لِبرتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -2‬ع َد تَ َع ُّم ِق‬
‫َ‬ ‫ْ ُُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ب‬‫الربا‪ ،‬وحت ِري ُةهم التَّوراةَ م أج ِل احلصول على َمكاس َ‬ ‫املادة على َحياة اليهود وأيلهم ِ‬ ‫‪َ -3‬سْيََُّرة َّ‬
‫ُدنْيَ ِويَّة‪.‬‬
‫عداد ِهم لِ ِلق ِ‬
‫تال‪.‬‬ ‫الذ ِّل وع َدِ استِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رص اليهود على احلياة‪ ،‬ولو يانت حتت ُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬ح ُ‬
‫ب ايفِ املختار‪ ،‬مح َّ‬ ‫ِ‬
‫أُ ايفَ سبحانَه‬ ‫اآلخ ِري ‪َ ،‬وز ْع ُم ُهم بِهنم َش ْع ُ‬
‫عبؤُهم على َ‬ ‫استِ ُ‬ ‫رور اليهود و ْ‬ ‫‪ -5‬غُ ُ‬
‫الذلَّة واملس َكنة‪ ،‬وأَِلَّهم‪ ،‬وجعل ِمنهم ِ‬
‫القَرَدة واخلنا ِز َير‪.‬‬ ‫وِر‪ ،‬علي ِهم ِّ‬ ‫َّ‬
‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫وتعاىل َيذبم َ َ‬

‫‪ -12‬رواه البخاري يف صحيحه (‪ ،)1722/4‬رقم (‪.)4403‬‬


‫‪23‬‬
‫حمرفَة‪.‬‬ ‫أُ توراةَ ِ‬
‫اليهود اليوَ َّ‬ ‫‪َّ -6‬‬
‫سورة " غافِر "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اقرأ اآليات ال ِدالَّة على لك م اآلية (‪ 28‬إىل ‪ ) 35‬م َ‬

‫‪24‬‬
‫ال َفص ُل الثالث‪َ :‬دع َوةُ عيسى عليه السالم إلى بَني إسرائيل‪.‬‬
‫الدة المعج َزة‪:‬‬ ‫الو َ‬
‫مبدينَة بيت حلم يف عهد هريودو‬ ‫دخر أنبِياو بين إسرائيل ِ‬ ‫املسيح عيسى ب مرمي علي ِهما السب ِ‬ ‫ولِ َد ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫لس ُِّني ِم قبل اممرباطور أغسُّس (‪29‬ق‪.) .‬‬ ‫ِ‬
‫الروماين على ف ْ‬ ‫امللك َّ‬
‫السب ‪.‬‬
‫يبد عيسى عليه َّ‬ ‫* اُ ير موقِح ِم ِ‬
‫َْ َ‬
‫السب حس اآلُ ؟‬ ‫يبد عيسى عليه َّ‬ ‫ميبديَّة مَّرت على ِم ِ‬ ‫* يم سنَة ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ي؟‬ ‫ي وامليبد ِ‬‫* يم الةرق بني التِا ِريا اهلج ِر ِ‬
‫وقد محلَت به أُُّمه مرمي الع ْذراو اليت ع ِرفَت بِالُُّّه ِر والتَّقوى والعِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫بادة بَِ ْم ِر ايف مبعجَزةٍ ِربِانيَّة‪ ،‬فقد َ‬
‫أرسل ايفُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫السب ‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ‬
‫فح َملَت بعيسى عليه َّ‬ ‫سول ِ‬ ‫جلَّت قُ ْد َرتُه إليها َّ‬
‫أمره أُ يَْن ُة َا فيها‪َ ،‬‬
‫السب ‪ ،‬و َ‬‫ربيل عليه َّ‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫الر َ‬
‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ‬
‫ﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ‬
‫ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ‬
‫ﲦ‬ ‫ﲥ‬ ‫ﲟﲡﲢﲣﲤ‬
‫ﲠ‬ ‫ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜﲝﲞ‬
‫ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [مرمي‪.]21-15 :‬‬
‫السب بعد ِوالدتِه عندما تَ َكلَّم وهو مل ي زْل يف ِ‬
‫املهد ِط ْةبً؛ ليُظ ِهَر‬ ‫ظهَرت أُوىل ُم ْع ِجزات عيسى عليه َّ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫وقد َ‬
‫ﱮﱰﱱﱲﱳﱴﱵ ﱶ‬ ‫ﱯ‬ ‫هود يف قولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﱭ‬ ‫بَراوَ َة أُِّمه‪ ،‬وطَ َّهَرها الذي طَ َع فيه اليَ ُ‬
‫ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ‬

‫ﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ‬

‫ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ [ مرمي اآلية‪.]33-29 :‬‬


‫عبد ايفِ " ظَ َهر يِنَّه يَ ْعلَم َّ‬ ‫ِ‬
‫وجيعلونَه َولَداً‬
‫أتباعه َسيُ َؤهلونَه َ‬
‫أُ َ‬ ‫السب بِقوله‪ ":‬إين ُ‬ ‫عندما بدأَ عيسى عليه َّ‬
‫عبد ايفِ وليس ابْناً له وال نِ ِداً‪ ،‬ثَّ أخبَ َرهم أنَّه سيكوُ نَبِيِاً‪ ،‬وهو بَ ْعد ال يَ ْع ِرف معىن النُّ َّبوةِ ث‬ ‫فِخربُهم بِنَّه ُ‬‫يف‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫الديت؛ ألنَّه ليس له أَ‪.،‬‬ ‫يقول‪ :‬وبَِراً بِو َ‬
‫بدء رسالَة عيسى عليه السالم‪:‬‬
‫السب ‪ ،‬فكاُ‬ ‫الرو األَِ‬ ‫عندما جاوز عيسى عليه السب الثَّبثِني ِم عُ ُم ِ‬
‫يل عليه ِ‬ ‫ُ‬ ‫رب‬‫ج‬ ‫ني‬‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫عليه‬ ‫بط‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ه‪،‬‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫ص ِّدقاً لِما ينب يَ َديْه ِم التَّوراة‪ ،‬وياُ‬ ‫جعلَه ُم َ‬
‫امجنيل الذي َ‬
‫َ‬ ‫الرسالَة امهليَّة وفاحتة النُّ َّبوة‪ ،‬ث تلَ َّقى ِم َربِّه‬
‫لك بِ ْدو ِّ‬

‫‪25‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دخر ُر ُس ِل بين إسرائيل وخامت أنبِيائ ِهم‪ ،‬فِخذ يُّوف يف أحناو اجلليل ويُ َؤ ُِّ يف النِا بِرسالَته‪ ،‬ويَ ْدعُ ُ‬
‫(‪)13‬‬
‫وهم إىل‬
‫اليهود مل يَْبقوا على ِدي موسى‬ ‫ألُ غالِبِيَّة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبهلم؛ َّ‬ ‫ص َّدهم ع َ‬ ‫اليهود ع َزيْغ ِهم ويَ ُ‬
‫ُمتابَ َعته‪ ،‬ويسعى يف أُ يَ ُرَّد َ‬
‫صف ال ُك ْةر‪ ،‬فِصبَح‬ ‫محة إىل احل ِد الذي ينَُّبِق عليهم َو ْ‬ ‫الس َ‬‫احنرفوا ع ش ِر َيعتِه َّ‬ ‫السب ؛ بل يانوا قد َ‬ ‫عليه ِ‬
‫ِ‬
‫محياو َش ِر َيعة‬ ‫السب ؛‬‫املسيح عليه َّ‬ ‫احش واملوبِقات أمراً َمِلوفاً لَ َدي ِهم‪ ،‬فجاو‬ ‫احملرمات واالنغِما يف ال َةو ِ‬ ‫انتِ ُ‬
‫هاك َّ‬
‫ُ‬
‫بل اليت س َقُّوا فيها‪ ،‬ولِي ِح َّل هلم طَيِّ ٍ‬
‫بات‬ ‫أحكامها‪ ،‬لِيَ ْنتَ ِش َل قَ ْوَمه ِم محََِْة َّ‬
‫الض ِ‬ ‫اليهود‬ ‫موسى بعد أُ َعَُّّل‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حِّرَمت عليهم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬
‫يانت قد ُ‬
‫ﲥ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﱠ [دل عمراُ‪.]50:‬‬
‫ﲦ‬

‫بعض أنبِيائِهم‪ ،‬ولكنَّهم يانوا يَتَ َوقَّعوُ ُملِّصاً‬


‫أشارت إليه تَنَبُّؤات ِ‬ ‫ِ‬
‫هود ينتَظروُ َمسيحاً مَلِّصاًيما َ‬ ‫ياُ اليَ ُ‬
‫هاجم ُرؤساوَهم‬ ‫السب ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يعودوُ بِز ِ ِ‬
‫فلما رأوا عيسى عليه َّ ُ‬ ‫عامته إىل سريهتم األوىل القائ َمة على األَثََرة واالست ْعبو‪ِ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ويُْن ِذ ُرُهم‪ِّ ،‬‬
‫السب‬
‫املسيح عليه َّ‬‫ُ‬ ‫أخذوا يُنا ِوئونَه‪َ ،‬‬
‫فِخرب‬ ‫بعض التَّكاليف‪ ،‬تَنَ َّكروا له وتََِلَّبوا عليه‪ ،‬و َ‬
‫وُّةف عنهم َ‬
‫بعدهِ امسه‪ :‬أمحد ‪ .14‬قال‬ ‫سول ِم ِ‬ ‫سول ايفِ إليهم‪ ،‬وأنَّه جاو مص ِّدقاً لِما بني ي َديه ِم التَّوراةِ‪ ،‬ومب ِّشراً بِر ٍ‬
‫بِنَّه َر ُ‬
‫َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ َ‬
‫ﲵﲷﲸﲹﲺ‬
‫ﲶ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬

‫ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬
‫ﲼ‬

‫ﱘ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ [ َّ‬
‫الصف‪.]6 -5 :‬‬ ‫ﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ ﱙ‬
‫ات عيسى عليه السالم‪:‬‬ ‫ُمعجز ُ‬
‫فِجرى ايفُ على‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫هود ِعيسى عليه َّ‬
‫عوتَه ويَدهلم على نُبُ َّوته‪َ ،‬‬ ‫السب ما يُثْبت به رسالَتَه‪ ،‬ويُ َؤيِّد َد َ‬ ‫طالَب اليَ ُ‬
‫ني َي َهْيئَة الَُّّري‪ ،‬فيَ ْن ُةا فيه فيكوُ طَرياً بإ ُِ ايفِ‪ ،‬ويُ ِْربئ األ ْي َمه واألبْ َرص‪،‬‬ ‫ي َديه ِ‬
‫املعجزات‪ ،‬فصار ُّلُق ِم الُِّّ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫وُّربُهم مبا يِيلوُ وما يَ َّد ِخروُ يف بيوهتم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬ ‫وحيي املوتى ‪ -‬بإ ُ ايف ‪ِ ،-‬‬
‫ﱧﱩ‬
‫ﱨ‬ ‫ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦ‬
‫ﱮﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ‬
‫ﱯ‬ ‫ﱪﱫﱬﱭ‬
‫ﲅﲇﲈﲉﲊ‬
‫ﲆ‬ ‫ﲀﲂﲃﲄ‬
‫ﲁ‬ ‫ﱻﱽﱾﱿ‬
‫ﱼ‬ ‫ﱹﱺ‬

‫ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ [املائدة‪.]110:‬‬
‫األبرص ؟‬
‫باأليمه و َ‬
‫َ‬ ‫املقصود‬
‫ُ‬ ‫* ما‬

‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ -13‬يُقال‪ :‬إهنا النِاصَرة‪ ،‬وم هنا جاو اسم النَّ َ‬
‫صارى‪.‬‬
‫حممد صلَّى ايف عليه وسلَّم‪.‬‬
‫‪َّ -14‬‬
‫‪26‬‬
‫* ييف ُُّ ِرَّ املوتى ؟‬
‫السابَِقة )‪.‬‬ ‫( اقرأ اآلية ‪ 49‬م سورة دل عمراُ‪ ،‬ث ا ُير ِ‬
‫املعجَزة اليت َوَرَدت فيها غري اليت ُ َيَرت يف اآلية ِ‬
‫ْ‬
‫َموقف الحواريين من عيسى عليه السالم‪:‬‬
‫يل تلك ِ‬ ‫صياُ‪ِ ،‬م بعد ما أر ُاهم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعجزات‬ ‫السب م بين إسرائيل ال ُك ْةَر والع ْ‬ ‫س عيسى عليه ِ‬ ‫لَ ِما أَ َح َّ‬
‫ود ْعوتِِه ؟ فِجابَه َجاعةٌ منهم مل تَ ْةتِْن ُهم َزخا ِرف ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا وهم‬ ‫عاهم قائبً‪َ :‬م أنْصا ِري إىل دي ِ ايف َ‬
‫الباهرات‪َ ،‬د ُ‬
‫ﳃﳅ ﳆ ﳇ‬ ‫احلوا ِريُّوُ ‪ 15‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳄ‬
‫ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﳏﱁ ﱂ ﱃﱄﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬

‫ﱉ ﱊ ﱠ [دل عمراُ‪.]53-52 :‬‬


‫انتشار َدع َوة عيسى عليه السالم َوَموقف اليَهود منها‪:‬‬
‫ض َد ْع َوتَه على الوافِ ِدي ِم شس‬ ‫وعَر َ‬
‫ِ ِ‬
‫السب إىل بَْيت املقد يف يو عيد اليهود‪َ ،‬‬ ‫َد َخل عيسى عليه َّ‬
‫أثار لك ال َك َهنَة فَراحوا يُُّا ِرُدونَه وهو يَتَ َج َّول مح‬ ‫ف النِا حولَه و ِ‬
‫اع صيتُه وَيثَُر أتباعُه‪ ،‬وقد َ‬ ‫َ‬ ‫ال ُقرى‪ ،‬فالتَ َّ ُ‬
‫هود أُ يَِقةوا يف َسبِ ِيل‬ ‫ِ َ َْ ِ َ‬ ‫َ‬
‫بم ِ‬
‫يذه يف ال ُقرى‪ ،‬وي ْدعو إىل ِدي ِ ايفِ ويؤ ُ يف النا بِ ِرسالَتِه‪ ،‬ولَما مل يست ُِّح ُيهاُ الي ِ‬ ‫تَ ِ‬
‫انصرافِ ِهم عنهم‪ ،‬خافوا أُ تَ ْن َق ُِّح َموا ِرد‬‫ةاف النِا ِ حولَه‪ ،‬و ِ‬
‫َْ‬
‫السب وهاهلم ما رأوا ِم التِ ِ‬ ‫َد ْع َوة عيسى عليه َّ‬
‫أرزاقِ ِهم‪ ،‬فعمدوا إىل أسالِيبِ ِهم املن َكرة اليت اعتادوا عليها يف التَّخلُِّ ِم أنبِيائِهم يلَّما دعوهم إىل التِزاِ ح ِ‬
‫دود‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫امللوك ال َك َةَرة يف لك‬ ‫يح وقَ ْتلِه‪ ،‬فَوشوا بِه إىل أَحد ِ‬ ‫ب ِ‬
‫املس ِ‬ ‫ص ْل ِ‬ ‫ايفِ ون ب ِذ ِ‬
‫املآث و ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫آمر على َ‬‫الذنو‪ ،،‬و لك بالتَّ ُ‬ ‫َْ‬
‫فحاص ُروه يف دا ٍر بِبَ ْيت‬ ‫ِ‬ ‫وحيرك الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫عاع ِ َّد ُهم‪ ،‬فَََِمر بَِقْتله َ‬
‫وص ْلبِه‪،‬‬ ‫الزماُ‪ ،‬و َّادعوا أنَّه يُثري الة َت وال َقبقل‪َ ِ ِّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫املقد ِ ‪.‬‬
‫ما ال َةرق بني النَّصارى واليهود ؟‬
‫أشه ُرها‪:‬‬ ‫ٍِ ِ ٍ‬
‫السب إىل فَرق يث َرية‪َ ،‬‬ ‫* النَّصارى ان َق َسموا بعد عيسى عليه َّ‬
‫صةوُ)‪.‬‬ ‫إُ عيسى هو ايف‪( .‬تنَ َّزه ايف تعاىل عما ي ِ‬ ‫اليعقوبية‪ :‬وهي اليت قالت َّ‬
‫ِ َ‬ ‫ُ‬
‫النسطُورية‪ :‬وهي اليت قالت إ ُِ عيسى اب ُ ايف‪( .‬تعاىل ايف ِ‬
‫عما يقولوُ)‪.‬‬
‫الةئَتاُ الكافِرتاُ على املسلِ َمة‬
‫إُ عيسى عبد ايف ورسولُه‪ ،‬فتظاهرت ِ‬
‫َ َ‬ ‫الم َوحدون‪ :‬وهي اليت قالت َّ‬ ‫ُ‬
‫حممداً ‪.‬‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ف َقتلوها‪ .‬ومل ي بق ِإال ِ‬
‫القلَّة ِم‬
‫ث ايفُ ِ‬ ‫املوحدي َ حس بَ َع َ‬ ‫َْ َ‬

‫السب ‪.‬‬ ‫‪ -15‬احلوا ِريوُ‪ :‬هم تَ ِ‬


‫بميذ عيسى عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫‪27‬‬
‫صلَّى‬ ‫ني َسنَةً ِّ‬ ‫الزماُ‪ ،‬و ُ ِ‬ ‫* سوف ين ِزل عيسى عليه السب يف ِ‬
‫حيق ُق امسب َ‪ ،‬ث يتَوىف ويُ َ‬ ‫ميكث أربَع َ‬ ‫دخر َّ‬ ‫ِ‬
‫عليه ويُ ْدفَ ‪.‬‬
‫خات َمة عيسى عليه السالم‪:‬‬
‫السب وقَ ْتله‪ ،‬وأر َاد ايفُ أُ يَ ْرفَ َعه إليه‪ ،‬فََِلْقى َشبَ َهه على أَ َح ِد أصحابِه‬
‫ب عيسى عليه ِ‬ ‫ص ْل َ‬
‫هود َ‬
‫أراد اليَ ُ‬
‫ِ‬
‫يامة‪ ،‬وياُ ما أراد ايفُ سبحانَه وتعاىل‪ ،‬وأبَُّ َل‬ ‫فج َعل الذي اتَّبعوه فوق الذي يةروا إىل يو الق َ‬ ‫فصلبوه بَ َدالً منه‪َ ،‬‬‫َ‬
‫كر املايِري ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱋ ﱌ ﱎ‬
‫ﱍﱏﱐ ﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ‬
‫ايفُ َم ْ َ‬
‫ﱧﱩﱪ‬
‫ﱨ‬ ‫ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦ‬

‫ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱠ [دل عمراُ‪.]55-54 :‬‬


‫الدنيا ِم ال َقضايا اليت يَتَ َخبَّط فيها اليهود والنَّصارى‬
‫السب يف هذه ُّ‬ ‫ِ‬
‫فصارت قَضيَّة خامتة عيسى عليه ِ‬
‫رسول ايفِ فيُ َقِّررو َُ له هذه ِّ‬
‫الص َةة على َسبِ ِيل‬ ‫على سواو‪ ،‬فاليهود يقولوُ‪َّ :‬إهنم قَتَلوه ويسخروُ ِم قَوله إنَّه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫احلق ما جاو بِه ال ُقردُ الكرمي قال‬ ‫السخ ِريَّة‪ ،‬والنَّصارى يقولوُ‪ :‬إنَّه صلِب ِ‬
‫ودف ‪ ،‬ولكنَّه قا بعد ثبثَة أيِا ‪ ،‬و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ﱯﱱﱲ‬
‫ﱰ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬
‫ﲉﲋﲌﲍ‬
‫ﲊ‬ ‫ﲀ ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ‬
‫ﲁ‬ ‫ﱷﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‬
‫ﱳﱴﱵﱶ ﱸ‬

‫ﲎ ﲏ ﱠ [النِّساو‪.]158-157 :‬‬
‫فادة من قصة عيسى عليه السالم‪:‬‬ ‫المستَ َ‬
‫روس ُ‬
‫ال ُد ُ‬
‫ِ‬
‫السب ‪.‬‬
‫الدة عيسى عليه ِ‬ ‫امعجاز امهل ِي يف محَْ ِل ِو َ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صٌر ميَّز عنهم‬ ‫السب م تُرا‪ ،‬مثل سائر البَ َش ِر‪ ،‬فليس يف طَبِ َيعته عُْن ُ‬ ‫‪َ -2‬خ ْل ُق ايف تعاىل عيسى عليه ِ‬
‫ِم هذه النِ ِ‬
‫احيَة‪.‬‬
‫عبد ايفِ ورسولُه‪ ،‬يلَّةه ايفُ تعاىل بِرسالَتِ ِه إىل بين إسرائيل؛ لِيَ ْه ِديَ ُهم إىل‬
‫السب هو ُ‬ ‫‪ -3‬عيسى عليه ِ‬
‫ِدي ايف‪.‬‬
‫تةسريات وتِ ِويبت ِ‬
‫باطلَة‪ ،‬ال‬ ‫فكل ما قيل يف لك ِ‬ ‫السب مل يُقتَل ومل يُصلَب‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عيسى عليه ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫أسا َ هلا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جيح ال ُك ِ‬
‫يل‪.‬‬ ‫سوخةٌ‪ ،‬وأصابا التَّح ِر ُ‬
‫يف والتَّبد ُ‬ ‫السما ِويَّة ِ‬
‫السابقة للقردُ الكرمي َمْن َ‬ ‫تب َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫الع ْقلِ ِي لِ ُشعوبم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُمعجزات األنبياو تَتَناسب مح املستوى َ‬ ‫‪-6‬‬

‫‪28‬‬
‫• األسئلَة‪:‬‬
‫يحة ِم بني األقوا ِ فيما يلي‪:‬‬ ‫الصح َ‬
‫ختري امجابة َّ ِ‬
‫َ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫ِ األنبياو يف القردُ الكرمي‪ ( :‬التَّسلِيَة ‪ ،‬املع ِرفَة ‪ ،‬العِْب َرة )‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫اهلدف م َ ْي ِر قَ َ‬
‫َ ِ‬ ‫(أ)‬
‫السب ‪.‬‬ ‫دد ‪ ،‬هاروُ ‪ ،‬نو ) علي ِهم َّ‬ ‫(‪َّ )،‬أول األنبِياو هو‪َ ( :‬‬
‫السب ‪.‬‬‫دد ‪ ،‬هاروُ ‪ ،‬نو ) علي ِهم َّ‬ ‫الر ُس ِل ( َ‬ ‫الع ْز ِم ُّ‬ ‫ِ‬
‫(َّ) يُ َع ِد م أويل َ‬
‫السب يف بِيئَ ٍة‪ُ ( :‬مسلِ َمة ‪َ ،‬وثَنِيَّة ‪َ ،‬حنِ ِيةيَّة )‪.‬‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫نشِ إبراه ُ‬ ‫َ‬ ‫(د)‬
‫السب ( العصا ‪ ،‬الُُّّوفاُ ‪ ،‬يِلَْي ِهما )‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ه ) م ُمعجزات موسى عليه ِ‬
‫الرهباُ‪ ،‬األنصار‪ ،‬احلوا ِريِوُ )‪.‬‬ ‫السب ( َّ‬ ‫يسمى أتباع عيسى عليه ِ‬ ‫َّ‬ ‫(و)‬
‫السب يدعو قَ ْوَمه ؟‪ ،‬وما داللَة لك ِم ِو ْج َه ِة نَظَ ِرك ؟‬ ‫‪ -2‬يم َسنَةً َم َكث نو عليه َّ‬
‫‪ -3‬ايتُب ع اآليت‪:‬‬
‫الدر ‪.‬‬ ‫السب غري اليت ُيَِرت يف َّ‬ ‫صة نو ٍ عليه َّ‬ ‫(أ) فائِ َدتَ ْني م قِ َّ‬
‫ف حصل لك حتلَّيت فيه بِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ِْرب ونَت َ‬
‫يجته‪.‬‬ ‫(‪َ )،‬م ْوق ٌ َ َ‬
‫فسر ما يِيت‪:‬‬ ‫‪ِّ -4‬‬
‫الس ِةينَة‪.‬‬
‫ناو َّ‬ ‫السب أثناو بِ ِ‬ ‫(أ) استِهزاو املشريني ِم نو ٍ عليه َّ‬
‫َ‬
‫الس ِةينَة‪.‬‬
‫السب ِم ُي ِّل َزْو َجني يف َّ‬ ‫اصُّحا‪ ،‬نو عليه ِ‬
‫ِ‬
‫(‪ْ )،‬‬
‫وعب إمياُ فِْر َع ْوُ‪.‬‬ ‫جل َ‬ ‫بول ايفِ َّ‬ ‫(َّ) َع َد قَ ِ‬
‫(د) ُجحود بين إسرائيل ونُكراهنم َر ْغم َيثْ َرة ُمع ِجزات نَبِيِّهم ونِ َع ِم ايفِ َعلَي ِهم‪.‬‬
‫ردُ الكرمي‪.‬‬ ‫(ه ) تكرار ِ ْير بين إسرائِيل يف ال ُق ِ‬
‫َ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ني م قَ ْو نو عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -5‬صف ساعةَ الع ِ ِ‬
‫ذا‪ ،‬للعاص َ‬ ‫َ َ‬
‫السب ِم َهبك ابنِه يف الُِّوفاُ مح َو ْع ِد ايفِ بِنَجاتِِه وجناةِ أهلِ ِه‪.‬‬ ‫ف نو عليه ِ‬
‫ِ‬
‫‪َ -6‬حلِّل َم ْوق َ‬
‫السب وم معه ِم املؤمنني ِم ِخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بل‬ ‫‪ِّ -7‬بني َعظَ َمة قُ ْد َرةِ ايف سبحانَه وتعاىل يف جناة نو عليه َّ َ‬
‫ِ ْير‪:‬‬
‫(أ) ال ُق َّوة ال َك ْونِيَّة اليت َس َّخَرها ايفُ هلم‪.‬‬
‫نني‪.‬‬ ‫(‪ )،‬أسبا‪ ،‬نَص ِر ايفِ لِ ِ‬
‫لم ْؤم َ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫استك لِِق َّ‬
‫صيت نو‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وِح هذا م خبل در َ‬ ‫أساسها اممياُ‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصلِة بني النِا ِ يف اجملتَمح املسلم ُ‬ ‫‪ِّ -8‬‬
‫السب ‪.‬‬ ‫وإبر ِاهيم عليهما َّ‬

‫‪29‬‬
‫السب ألبِيه َدزر ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم عليه ِ‬ ‫جتاه والديك‪ُ ،‬م ْستَ ْش ِهداً َ‬
‫مبعاملَة إبراه َ‬ ‫‪ -9‬ما الواجب عليك َ‬
‫يب اليت ِجتب أُ يَ ْسلُ َكها‬ ‫ِ‬ ‫بل ِدراستِك لِِق َّ ِ‬ ‫‪ِ -10‬م ِخ ِ‬
‫السب ‪ .‬استَ ْخ ِرَّ األسال َ‬ ‫يم عليه ِ‬ ‫صة إبراه َ‬ ‫َ‬
‫اعيَة إىل ايف‪.‬‬ ‫ال ِد ِ‬
‫صها يف نِقاط‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِح تُب ِّني أه ِّميَّة ُّ ِ‬ ‫‪ -11‬ورد فيما سبق مو ِ‬
‫الدعاو واللُّجوو إىل ايف‪ .‬لَ ِّخ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ‬
‫بد بابِل‪ ،‬وحس استِقرا ِره يف فِلَ ْس ُِّني‪،‬‬ ‫السب ِم بِ ِ‬ ‫يم عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫ِح ه ْجَرة إبراه َ‬
‫‪ -12‬ارسم خ ِريَُّةً تُو ِّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُمستَ ْخ ِدماً األَ ْس ُه َم‪.‬‬
‫ضل استِْنتاَّ فَوائِد غري‬ ‫السب (يُكتَةى بِثَبثَة)‪ ،‬ويُ َة َّ‬ ‫صة إبر ِاهيم عليه َّ‬ ‫ةادة ِم قِ َّ‬‫الدرو َ املستَ َ‬ ‫‪ِّ -13‬بني ُّ‬
‫الدر ِ ‪.‬‬ ‫ذيورةٍ يف َّ‬
‫َم َ‬
‫السب ؟‬ ‫‪ -14‬ما َو ْجه امعجا ِز امهلِ ِي يف نَشِةِ موسى عليه َّ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ -15‬ا ُير ُمعجزات عيسى عليه ِ‬
‫‪ -16‬أثبِت ِم القردُ الكرمي ما يلي‪:‬‬
‫السب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(أ) ب ْدو نُبُ َّوة موسى عليه ِ‬
‫احلج ِج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫(‪ )،‬ح ْلم ايف العظيم على العاصني حس استنةا َ‬
‫صرهم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(َّ) إنْقا ايف تعاىل للمؤمنني ونَ ْ‬
‫السابَِقة‪.‬‬ ‫(د) حت ِريف ال ُكتُب َّ‬
‫السما ِويَّة ِ‬
‫السب ونُبُ ِّوته‪.‬‬ ‫(ه ) إرسال ِعيسى عليه َّ‬
‫وِح لك بِسلوبِك‪.‬‬ ‫أغر َق فِْر َع ْو َُ‪ِّ ،‬‬
‫السب وقَ ْوَمه‪ ،‬و َ‬ ‫‪ -17‬أجنى ايفَ موسى عليه ِ‬
‫احلكمةَ ِم جناةِ فِْر َعوُ بِبَ َدنِه‪.‬‬
‫‪ِّ -18‬بني َ‬
‫صِ األنبِياو‪ :‬نو ‪،‬‬ ‫صلَت عليها ِم ِدراستِ ِ‬ ‫اع ِظ والعَِرب اليت َح َّ‬ ‫‪ -19‬استَخلِِ بعض املو ِ‬
‫ك ل َق َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫السب ‪.‬‬ ‫وإبراهيم‪ ،‬وموسى عليهم َّ‬
‫هود اليت تَستَل ِز تَو ِّخي احل َذر يف التَّعام ِل معهم يف الوقْت ِ‬
‫احلاِر‪.‬‬ ‫صال الي ِ‬ ‫‪ -20‬استَ ْنتِج بعضاً ِم ِخ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫العاص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ني للنبِياو الذي َد َر ْستَ ُهم‪ ،‬و َ‬
‫أسبا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ب ايفُ با األقوا َ‬ ‫‪ِّ -21‬بني يف َج ْد َول العُقوبات اليت عاقَ َ‬
‫العُقوبَة‪ ،‬والعِْب َرة ِم لك‪.‬‬
‫ومغا ِربا‬ ‫ِ‬ ‫الذ َّل بعد أُ أَْوَرثَ ُهم ايفُ َمشا ِر َق‬ ‫ذا‪ ،‬و ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫األرض َ‬ ‫الع َ‬ ‫أبرز أسبا‪ ،‬است ْحقاق بين إسرائيل َ‬ ‫‪ -22‬ما َ‬
‫؟‬

‫‪30‬‬
‫شهاد ِ‬
‫بِدلٍَّة‬ ‫‪ِّ -23‬بني وجه امعجا ِز امهلي يف احلم ِل بِعِيسى عليه السب ‪ ،‬وتَ َكلُّ ِمه يف امل ِه ْد‪ ،‬مح االستِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ َْ‬
‫ِم القردُ‪.‬‬
‫السب لِليَ ُهود ؟‬‫أرسل ايفُ سبحانَه وتعاىل عيسى عليه َّ‬ ‫‪ -24‬ملا ا َ‬
‫ِحاً رأيَك يف‬ ‫وم ْوقِف احلوا ِريِّني ِم َد ْع َوةِ عيسى عليه َّ‬
‫السب ‪ُ ،‬م َو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -25‬قا ِرُ بني َم ْوقف اليَ ُهود َ‬
‫املوقِ َة ْني‪.‬‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ساُ داود ِ‬ ‫‪ -26‬لُعِ الي هود على لِ ِ‬
‫السب ‪ ،‬اُ ير اآليَةَ ال ِدالة على لك‪ُ ،‬مبَ يِّناً َسبَ َ‬ ‫وعيسى عليهما َّ‬ ‫َ َُ‬
‫اللَّ ْع ِ ‪.‬‬
‫السب ؟‬ ‫يدة النَّصارى يف عيسى عليه َّ‬ ‫‪ -27‬ييف تَ ُرُّد على َع ِق َ‬
‫‪ -28‬ييف يكوُ األَ ْم ُر باملعروف والنَّهي ع املنكر َسبَباً يف النَّجاةِ ؟‪ .‬استَ ِدل على لك بِ َشو ِاهد ِم‬
‫استِك أو أُخرى ِم احلياةِ َّ‬
‫العامة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫در َ‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِم ما يلي‪:‬‬‫عاوُ مح ُزَمبئك يف إعداد جمَلَّة تَ ُ‬ ‫تَ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ت احلراِ منذ عه ِد إبر ِاهيم عليه السب إىل وقْتِنا ِ‬ ‫ناو الب ي ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلاِر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫(أ) املراحل البا ِرَزة يف بِ َ ْ‬
‫الص َور إُ أم َك ‪.‬‬ ‫(‪ُّ )،‬‬
‫املقد َسة يف َوطَنِنا‪.‬‬
‫املشاعر َّ‬‫جود الب يت احلرا و ِ‬ ‫(َّ) أه ِّميَّة و ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫املوثَّ َقة‪ ،‬ث أَبْ ِرز ما يِيت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صة هاجر وابنها إمساعِيل عليهما َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫السب م املراجح َ‬ ‫اقرأ ق َّ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقْت احلايل ؟‬‫املروة‪ ،‬وما امتداد لك يف َ‬ ‫الصةا و َ‬ ‫وس ْعيِها بني ِ‬ ‫هاجر َ‬ ‫(أ) األدلَّة على إمياُ َ‬
‫السب عند تَ ْريِه هلم‪.‬‬ ‫الدعاو الذي َدعا إبر ِاهيم عليه َّ‬ ‫(‪ُّ )،‬‬
‫السب ‪.‬‬‫عاو إبر ِاهيم عليه َّ‬ ‫(َّ) دالئِل استِجابة ايفِ سبحانَه وتعاىل لِد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السب ‪ ،‬وما يَ ْرتَبِط بِه ِم َشعائِر حس اليو ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يل عليه ِ‬ ‫(د) َدالئل نُبُ َّوة إمساع َ‬
‫بارة‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اِ ِهم ع ِّ‬ ‫( عاقَب ايف األقوا السابَِقة على إعر ِ‬
‫احلق وفَسادهم يف األرض )‪ .‬م خبل الع َ‬ ‫َ ُ َ ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫السابَِقة‪ :‬ايتُب وناقِش مح ُزمبئِك ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حيدث يف الوقْت ِ‬
‫احلاِر‪.‬‬ ‫(أ) بعض أنْو ِاع ال َةساد الذي ُ‬
‫َ‬
‫ب لك ال َة ِ‬
‫ساد بِ َش ْرط‬ ‫بعض العُقوبات اليت أنزهلا ايفُ سبحانَه وتعاىل بِسبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ ع‬
‫َ‬ ‫(‪ )،‬قَ َ‬
‫تَوثِ ِيقها‪.‬‬
‫صِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(َّ) الع َرب والعظات م تلك ال َق َ‬

‫‪31‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬الس َيرة النبَويَة‪.‬‬
‫سنَه وأج َملَه إال َموضع لَبنَة من‬
‫كمثَل َر ٌجل بنى بَيتاً فأح َ‬
‫ومثَل األنبياء قَ بلي َ‬
‫قال عليه الصالة والسالم‪َ ":‬مثَلي َ‬
‫اس يَطوفون به ويَع َجبون له‪ ،‬ويقولون‪َ :‬هال ُوض َعت هذه اللبنَة ؟ فأنا اللبنَة‪ ،‬وأنا خاتَم‬
‫فج َعل الن ُ‬
‫زاويَة من َزواياه‪َ ،‬‬
‫النبيين "‪ .‬صحيح مسلم (‪ ،)1791/4‬رقم (‪.)2286‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫ِسرية ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬قبل البِعثة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ِسرية ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬يف َّ‬
‫الدعوة إىل ايف‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الر ِ‬
‫سول ايف ‪ ‬يف امعداد واجلهاد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سرية َّ‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بل ِس َريته‪.‬‬
‫الَّتبوية ِم ِخ ِ‬ ‫رسول ايف ‪ِ ‬‬
‫وصةاتُه َّ‬ ‫خلُق ِ‬
‫ُ‬

‫‪32‬‬
‫راسة )‬
‫راسة الس َيرة النبوية ( للتمهيد والد َ‬
‫الباب الثاني‪ :‬الس َيرة النبوية‪َ :‬أهمية د َ‬
‫َمكانَة السيرة النبوية‪:‬‬
‫اسة ِس َرية النَّ ِّ ‪‬؛ إ هو َخْي ُر ُم َعلِّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫املتعلِّموُ در َ‬
‫دار ُسه املسلمو َُ وال سيَّما النِاشئوُ و َ‬ ‫إُ م خري ما يتَ َ‬
‫رسول ايف ‪‬‬ ‫أُ ِسريةَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يمة عند املسلمني؛ ألهنم َعلموا َّ َ‬
‫ِ‬ ‫وم َؤِّد‪ ،،‬ولِ ِّ‬
‫لس َرية النَّب ِويَّة َمكانَة َعظ َ‬ ‫وم َه ِّذ‪ُ ،‬‬
‫ومثَ ِّقف ُ‬
‫ُ‬
‫لمسلِم أُ‬ ‫ِ‬
‫ِرورة ال ميك ل ُ‬ ‫وظل االهتما با متداً عرب القروُ؛ ألنَّه َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ ِ ِ‬
‫وسنَّته ها الُّريق ل َة ْهم يتا‪ ،‬ايف تعاىل‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الس َرية‪ ،‬بدواً ِم عهد التِابِعِني وحس‬ ‫تب اليت أُلَِّةت يف ِّ‬ ‫ِح لنا هذه املكانَة هو َيثْرة ال ُك ِ‬ ‫يستغين عنها‪ ،‬ومِا يُ َو ِّ‬
‫العامة ِ‬
‫قاع َدةً‬ ‫السن َِّة امل َّ‬
‫ُّهَرةِ اليت ال بُ َّد أُ تكوُ ِّ‬
‫الس َرية النَّب ِويَّة َّ‬ ‫دم ِة ُّ‬ ‫حاج ِة إىل ِخ‬ ‫ومنا هذا‪ ،‬وما لك ِإال تلبيةً للِ‬ ‫يِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لماو هذه األَُّمة بَِِثَر هذا العِْل ِم يف تَ ِ‬
‫وج ِيه األَُّم ِة إىل املسار َّ‬
‫الصحيح‪.‬‬ ‫هلا‪ ،‬وشعوراً ِم ع ِ‬
‫ُ‬
‫َمزايا الس َيرة النبوية‪:‬‬
‫‪ -1‬أهنا أصح ِسرية لِتا ِريا ن مرس ٍل فقد وصلَت إلينا ع أصح الُُّّ ِ‬
‫رق العِْل ِميَّة وأقواها ثُبوتاً‪.‬‬ ‫َِ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َِ َ‬
‫بِمه ِدمنَة إىل‬
‫أبيه عبد ايف ِّ‬ ‫احلها ِم زو ٍاَّ ِ‬ ‫‪ -2‬أهنا أوِح ِسريةٍ ِم َغ ِريها ِم ِسري األنبِياو يف جيح مر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوفاتِه ‪.‬‬
‫الكامل‪.‬‬‫لإلنساُ ِ‬‫ِ‬ ‫بالرسالَة حس يكوُ لو جاً‬ ‫أيرَمه ايفُ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬أهنا حتكي س َرية إنساُ َ‬
‫الصاحلة لنا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫شاملَة لِ ِّ ِ‬‫‪ -4‬أهنا ِ‬
‫جيعلها ال ُق ْد َوة ِ‬
‫كل نَواحي امنسانيَّة يف امنساُ مِا َ‬
‫قول‪،‬‬
‫ُّاطب العُ َ‬ ‫األدلَّة العقلِيَّة القردُ الكرمي الذي ِ‬ ‫‪ -5‬أهنا متتاز باالعتِماد على العقل‪ ،‬وأعظَم ِ‬
‫ُ‬
‫املعجزات‪.‬‬ ‫عجزات األنبياو السابقني تعت ِمد على اخلوا ِرق و ِ‬ ‫وال ُقلو‪ ،،‬بينما م ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لإلنساُ واجل ِ ‪ ،‬وِرساالت غريهِ ِم األنبياو َّ‬
‫خاصة بِِقو ِام ِهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -6‬أ ُِ ِرسالَتَه ‪ ‬عاملية‬
‫ندرس الس َيرة ؟‬‫لماذا ُ‬
‫صِ‬ ‫جمرد الوقوف على ِ‬
‫الوقائح التِارُّيَّة أو َس ْرد ال َق َ‬
‫َ‬ ‫السرية النَّب ِويَّة وفِ ْق ِهها َّ‬
‫اسة ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ليس الغَْرض م در َ‬
‫اسة فِ ْقه ِّ‬
‫الس َرية النَّبويَّة ِم جلَة ِّ‬
‫الدراسات التِا ِرُّيَّة‪ ،‬وإلا الغََرض منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألحداث‪ ،‬فب ينبَغي أُ نَ ْعتَرب در َ‬
‫ِسي به‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ‬ ‫سول ‪ ‬والتَّ ِّ‬‫الر ِ‬
‫‪ -1‬اتِّباع َّ‬
‫ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﱠ [التوبة‪.]128 :‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬ ‫سول ‪ ‬باتِّ ِ‬
‫باعه‪ .‬قال‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫حتقيق حمبَّة َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﱨ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠ [دل عمراُ‪.] 31 :‬‬
‫ﱩ‬ ‫ﱦﱧ‬
‫سول ‪ ‬املثل األعلى يف البُّولَة و ِ‬
‫الةداو واألخبق‪.‬‬ ‫الر ِ‬
‫اختا َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اجلاهلِيَّة‪.‬‬
‫سول ‪ ‬يف إزاحة ِ‬
‫َ‬
‫الر ِ‬‫عرف على اجلهد الذي بَ َذلَه َّ‬
‫التَّ ُّ‬ ‫‪-4‬‬

‫‪33‬‬
‫الس َرية النَّب ِويَّة الكرمية؛ لِتَكوُ لنا نِْرباساً‬
‫صول هذا البا‪ ،‬أُ نتَ َعَّرف على َجوانِب ِم هذه ِّ‬
‫وسنُحا ِول يف فُ ِ‬
‫َ‬
‫أرشدنا َربُّنا إىل لك بِقولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ‬ ‫يُنِري لنا الَُِّّريق يف َحياتِنا يما َ‬
‫ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ [األحزا‪.]21 :،‬‬
‫ال َفصل األول‪ :‬س َيرةُ رسول اهلل ‪ ‬قَ ب َل البعثَة‪:‬‬
‫نَشأَة الرسول ‪:‬‬
‫وحياتِه‪ ،‬فقد َي َلَ ايفُ تعاىل َ‬
‫خامت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد ‪ ‬يف جي ِح َمراحل تَك ِوينه َ‬ ‫لقد تَ َوَّىل ايفُ سبحانه وتعاىل ِرعايَة نَبِيِّه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُر ُسله وأنبِيائه بِ َع ْني ِرعايَته‪ ،‬وح ْةظه وحرا َسته منذ أُ محَلت به أُُّمه دمنَة بنت َوْهب حس َبعثَه ِ‬
‫باحلق رسوالً ونبِيِاً‬
‫األرض مْنهجاً ربانِياً فيه ِهداية الب َش ِر إىل ِ‬ ‫إىل أُ انتَ َقل إىل ِجوا ِر َربِّه‪ ،‬بعد أُ أقا على‬
‫الزماُ‪.‬‬‫دخر َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫ِ َ‬
‫األخبق والعادات‪ ،‬نابِذاً‬ ‫ِ‬ ‫ومتَ َرفِّعاً ع َ ِمي ِم‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫سول ‪ ‬بَِة ْ‬
‫احلق‪ُ ،‬‬‫ضل رمحة ايف وعنايَته ُمستَقيماً على ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫فنَ َشِ َّ‬
‫يين الذي‬ ‫الد‬
‫ِّ‬ ‫بل‬
‫َ‬ ‫الض‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫اف اخللُِ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫االحن‬ ‫لك‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ِّ‬ ‫س‬ ‫السلِيمة منذ حداثَِ‬
‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ه‬‫ُ‬‫ت‬
‫ر‬ ‫ُّ‬
‫ْ‬ ‫اف‪ ،‬فقد عافَت فِ‬ ‫يل احنر ٍ‬ ‫و‬ ‫رك‬ ‫لش‬
‫ِّ‬ ‫لِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫اجلاهلِيَّة‪.‬‬
‫ياُ عليه قَومه يف ِ‬
‫ُ‬
‫الر ائل واالحنرافات ؟‬ ‫عصم ايف النَّ َّ ‪ِ ‬م َّ‬ ‫* ملا ا َ‬
‫بادة األصنام‪:‬‬ ‫َموقف الرسول ‪ ‬من ع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لقد َي ِره ُ ِ‬
‫شارك‬ ‫بادةَ األصنا واألوثاُ‪ ،‬فلم يُ َعظِّ ْمها أو يَ ْس ُجد هلا‪ ،‬وما َ‬ ‫صبِيِاً ع َ‬
‫رسول ايف ‪ ‬وهو مل يََزل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعيادها‪ ،‬وال َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَومه يف ِع ٍ‬
‫يد ِم‬
‫ف‬‫اق م حلو قَرابِينَها؛ بل ياُ يَْنةر منها‪ ،‬ويُْبغضها بَ ْغضاً َشديداً‪ ،‬فقد اُستُحل َ‬ ‫َْ‬
‫السب‬‫الصبة و َّ‬ ‫اجلاهلِيَّة‪ ،‬فِن َكر عليه َّ‬ ‫يش املعروفَة يف أيا ِ‬
‫ِ‬
‫مرة وهو دوُ الثِانية ع َشر ِم عم ِره ِ‬
‫بِوثاُ قُر ٍ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ات َّ‬
‫املِلوف يف َشبا‪،‬‬‫ِ‬ ‫بمه يف نشَِتِه جا ِرياً على‬ ‫وس‬ ‫سول ال َكرمي عليه صلوات ايفِ‬ ‫ُ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫مل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫لك بِ ُك ِّل حزٍ وقُ َّوةٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫السجايا الكرمية‪ ،‬واخلصال‬ ‫املباهج اآلمثة؛ بل ياُ جمبوالً على َّ‬ ‫امقبال على التَّهتُّك واللَّهو املتب َّذل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلاهلِيَّة ِم‬
‫ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ‬
‫األخبق الكرمية‪ ،‬فال ُخلق‬ ‫ِ‬ ‫الرفِ َيعة و‬
‫يل ال َةضائِل َّ‬ ‫جتم َعت ُّ‬ ‫السب َّ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫صه الكرمي عليه َّ‬ ‫يدة‪ ،‬فةي َشخ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫احلم َ‬
‫يب أَ َح ٍد ِم البَ َش ِر له‪َّ ،‬‬ ‫هتذ ِ‬‫س أو ِ‬
‫الصةات بِ ِر َ‬
‫ياِة نَ ْة ٍ‬ ‫الش ِريف‪ ،‬ومل ُ‬
‫صل يف طَْبعِه َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫وإلا‬ ‫حيصل على هذه ِّ‬ ‫الرصني أَ ْ ٌ‬
‫ضيلَة‪ ،‬وقد نَ َشِ‬ ‫نةسه واعتِ ِ‬
‫صامها بِال َة ِ‬ ‫ومسة َغ ِريزتِه‪ ،‬وطَهارةِ ِ‬ ‫جبود إهلي جتلَّى يف سبم ِة فُِّْرتِه‪ِ ،‬‬ ‫حصل على لك ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫َ َ‬
‫أحسنَ ُهم ُخلُقاً‪،‬‬ ‫السب يف قَوٍ وثَنِيِّني‪ ،‬انتشرت بينَ هم َّ ِ‬
‫أفضلَ ُهم ُمرووَةً‪ ،‬و َ‬ ‫فج َعلَه ايفُ َ‬ ‫الر يلَة َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫الصبةُ و َّ‬ ‫سول عليه َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬
‫الص ْدق‪.‬‬ ‫ف بينَهم بِاألمانَِة و ِّ‬ ‫ش‪ ،‬حس عُ ِر َ‬ ‫أبع َد ُهم ع ال ُة ْح ِ‬ ‫أصدقَ ُهم قوالً‪ ،‬وأعظَ َم ُهم أمانَةً‪ ،‬و َ‬ ‫و َ‬
‫ظهر منها وما بََُّ ‪ ،‬مل يَ ْستَ ُِّح أح ٌد‬ ‫ِ‬
‫وه ْجر ال َةواحش ما َ‬ ‫ومه إىل التَّوحيد َ‬ ‫ودعا قَ َ‬ ‫ص َدع بِ ِرسالَة َربِّه َ‬ ‫فلما َ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماِي َّ ِ‬ ‫منهم أُ ِجيد يف ِ‬
‫صغُر ل َريميه بِه‪ ،‬وهم الذي َعرفوه طَ ِويبً‪َ ،‬‬
‫وخ َربوه َمليِاً فما‬ ‫الرسول ‪َ ‬عْيباً واحداً‪ ،‬مهما َ‬
‫ةاف النَّةس وطُ ْه ِر البَ َد ُِ‪.‬‬ ‫رأوا منه غري ع ِ‬
‫َ‬

‫‪34‬‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرعى الغَنَم ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ألهل َمكة ‪ -‬أُ ميع النَّظَر‪ ،‬ويُُّ َ‬ ‫فس َ‬ ‫عادة رسول ايف ‪ - ‬عندما ياُ ً‬ ‫لقد ياُ م َ‬
‫شارك فيه‬ ‫جده َح َسناً َ‬ ‫ص َريةٍ ِم أَْم ِرهِ وأم ِرِهم‪ ،‬فما َو َ‬‫عاشر النِا على ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫جود‪ ،‬وقد َ‬‫ةكري فيما حولَه ِم ظَو ِاهر الو ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫التَّ َ‬
‫العامة اليت اهتَ َّم‬
‫األعمال َّ‬
‫َ‬ ‫السماوات واألرض‪ ،‬وقد رأى أُ يَ ْش َهد‬ ‫وإال عاد إىل ُمتابَ َعة النَّظَر يف َملكوت َّ‬ ‫بَِقدر‪ِ ،‬‬
‫الصب ‪.‬‬ ‫أعمال اخل ِري و َّ‬‫ِ‬ ‫أي َحَرٍَّ يف أُ يُشا ِرك فيها إُ يانت ِم‬ ‫ِ‬
‫با قَ ْوُمه؛ ألنَّه مل جيد ِ‬
‫اسة هذه األعمال‪ .‬ا يرها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫* سبق لك در َ‬
‫ومكانَة‬ ‫الصبة والسب مح عمومتِه وقبِيلَتِه (حر‪ ،‬الةجار) ِدفاعا ع قداسة األشهر ِ‬
‫احلر َ‬
‫ُ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫فخاض عليه َّ‬ ‫َ‬
‫صَرة املظلومني الذي‬ ‫السب دوُ العِشري ِم عم ِره‪ ،‬وش ِهد ِح ْلف ال ُة ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضول لنُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫احلر ‪ ،‬وياُ عليه َّ‬ ‫أرض َ‬
‫ب‬ ‫ف املُّيِّبِني مح عموميت وأنا غُب ٌ فما أُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫السب حني أرسله ايف تعاىل‪َ ":‬ش ِهدت ح ْل َ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫قال عنه عليه َّ‬
‫أُ يل محُْر النِ َعم وإين أَن ُكثُه "(‪.)16‬‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫جحاُ ع ْقله وأصالَة رأيِه‪ ،‬ويف ِ‬
‫يل‬
‫ِح احلجر األسود يف َمكانه َدل ٌ‬ ‫حادثَِة َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف عنه منذ إدرايِه ر ِ‬
‫ُ‬ ‫يما عُْر َ‬
‫ص ُّد ِع‬‫تعرِت إىل َسي ٍل َّأدى إىل تَ َ‬ ‫إعادة بناو الكعبة‪ ،‬بعدما َّ‬ ‫َ‬ ‫اِح على هذا‪ ،‬فعندما َفرغ شيوخ قريش ِم‬ ‫وِ‬
‫ِ‬ ‫اخلبف بينهم أيُّهم يتَوىل َشرف رفْ ِح احلج ِر األسود وو ْ ِ‬
‫فلما اشتَ َّد‬‫ِعه يف َمكانه يف ُرْي ِ ال َك ْعبَة‪ِ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬
‫ُج ْدراهنا‪َ ،‬د َّ‬
‫أسنِهم(‪ )17‬أُ ِّ‬
‫حيكموا َّأول َم‬ ‫ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫اخلبف بينهم وياد أُ يتَََُّّور إىل خ ٍ‬
‫اقَّت َ َ‬
‫صومة رمبا نتَج عنها إراقَة دماو َيث َرية‪َ ،‬‬ ‫ُ َ‬
‫فلما رأوه َهتَةوا هذا ((األَِمني)) ر ِِينا‪ ،‬هذا‬ ‫حممد ‪ِ ،‬‬ ‫داخل َّ‬ ‫الصةا‪ ،‬وشاو ايف أُ يكوُ َّأول ِ‬
‫َ‬ ‫يدخل ِم با‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حممد‪.‬‬‫َّ‬
‫يبً ِم‬
‫إحضاره‪ ،‬ث َج َعل ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬ياُ قد طَلَب‬ ‫فوِعه يف ثَو ٍ‬
‫ْ‬ ‫احلجر‪َ ،‬‬ ‫السب إىل َ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫حممد عليه َّ‬ ‫وتقد َّ‬ ‫َّ‬
‫السب بِيَ ِده َّ‬
‫الش ِري َةة وثَبَّتَه يف‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫حممد عليه َّ‬ ‫ناولَه َّ‬ ‫احلجر‪ ،‬فتَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُزعماو ال َقبائل املتَناف َسة ميسك طََرفاً َورفَعوا َ‬
‫األس َوِد‪ ،‬فلوال‬
‫احلجر ْ‬ ‫ِ ِح َ‬ ‫ف َو ْ‬ ‫ب ِم َشر ِ‬ ‫ظ لِنَ ْة ِسه جبانِ ٍ‬
‫اخلبف وحيتَ ِة َ‬
‫َ‬ ‫مو ِِعِه‪ ،‬وهكذا استَُّاع األَِمني أُ ِ‬
‫حيسم‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫َ‬
‫ايف سبحانَه لَ ُس ِة َكت ِّ‬
‫الدماو‪.‬‬ ‫ضل ِ‬ ‫احلل بَِة ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ح ْك َمة رسول ايف ‪ ‬واهتدائه إىل هذا ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ائل‪.‬‬ ‫أسبا‪ ،‬نُةوِر النَّ ِّ ‪ِ ‬م األوثاُ و َّ‬ ‫َ‬ ‫* ِّبني‬
‫ةات لِلنَّ ِّ ‪.‬‬ ‫حادثَة احلجر األسود ِص ٍ‬
‫َ‬
‫* استخرَّ ِم ِ‬
‫َ‬
‫تعبده عليه الصالة والسالم في الغار‪:‬‬
‫اعتاد ‪ ‬أُ يتَ َحنَّث (أي‪ :‬يتََُّ َّهر ويَتَعبَّد) يف غا ِر يف َجبَ ِل النُّور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعد س ِ اخلام َسة والع ْشري م عُ ُم ِره َ‬
‫ةكري فيما حولَه ِم م ِ‬
‫شاهد‬ ‫ضي وقْ تَه يف العِبادةِ والتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل عا ‪ ،‬ويَ ْق َ‬‫غار حراو‪ ،‬وياُ يتَ َعبَّد فيه َش ْهراً م ِ‬
‫ُمسِّي َ‬

‫‪ -16‬رواه أمحد يف مسنده (‪ ،)190/1‬رقم (‪.)1655‬‬


‫أيربهم ُعمراً‪ ،‬وياُ حينَئِ ٍذ أبو أميِة ب املغِ َرية املخزومي‪.‬‬
‫‪ -17‬أسنِهم‪َ :‬‬
‫‪35‬‬
‫الشرك املهلِ َكة وتَ ُّ‬
‫صوراهتا‬ ‫ُ‪ ،‬وفيما وراوَها ِم قُ َّوةٍ ُمْب ِد َع ٍة‪ ،‬وهو غري ُمُّْ َمئِ ٍ لِما عليه قَ ْوُمه ِم َعقائِد ِّ‬
‫ال َك ْو ِ‬
‫وحَّر‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الشرائِح ِ ِ‬ ‫السب يتَّبِح ُسنَ العِبادات يف َّ‬ ‫الو ِاهيَة‪ ،‬ومل ي ُك عليه َّ‬
‫الساب َقة سوى شيو م احلنيةيَّة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الصبة و َّ‬
‫احلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جاهلِيَّتِها‪ ،‬فتبح ما ي ِقُّره العقل ِ‬ ‫نةسه َيثِرياً مِا أحلَّت قريش يف ِ‬ ‫على ِ‬
‫الراجح‪ ،‬واستَ َمَّر طالباً اهلدايَةَ باحثاً ع ِ‬
‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِمل‪ ،‬حس هداهُ ايفُ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ‬ ‫صول إليه‪ ،‬عبادتُه التَّ ِ‬
‫ةكري والتَّ ُّ‬ ‫ناسكاً يف الو ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[الضحى‪.]7 :‬‬
‫أُ حياهتم ُّ ِ‬ ‫ومه قد َ ِ‬ ‫فقد قاده تََُِّمله ِ‬
‫اخلضوع‬
‫ُ‬ ‫أفس َدها‬
‫الروحيَّةَ قد َ‬ ‫يل اهلدى‪ ،‬و َّ َ‬‫ِلِوا َسب َ‬ ‫العميق إىل أ ُِ قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وح ِه؛ لِي ِ‬
‫هدي‬ ‫صلَة با ليس دوهنا ِبالً‪ ،‬فاجته إىل ايفِ تعاىل بِ ُك ِّل ر ِ‬
‫ألوهاِ األصنا ‪ ،‬وما إىل لك ِم عقائِد متَّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫الضبلَة‪.‬‬ ‫ِربوا يف تِ ٍيه ِم َّ‬‫قَ ْوَمه بعد أُ َ‬
‫بادة النَّ ِّ ‪ ‬قَ ْب َل َمْب َعثِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫* ِّبني ص َةة ع َ‬
‫نُبُ وة محمد ‪:‬‬
‫استَ َمَّر لك ِستَّة‬
‫الصْبح‪ ،‬وقد َ‬‫صار ال يَرى ُرْؤيا ِإال جاوَت ِمثْ َل فَلَ ِق ُّ‬
‫ني م عُم ِره َ‬
‫لَما ب لَهلل النَّ ‪ ‬األربعِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َ‬
‫السب ُم ْستَ ْغ ِرقاً يف اتِه يف‬
‫الصبة و َّ‬
‫املبارك‪ ،‬وبينما ياُ املصُّةى عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْش ُهر‪ ،‬ويف ليلَة ال َق ْدر م َش ْه ِر َرمضاُ َ‬
‫ِ‬
‫ِخذين فَغََُّّين حس بَلَهلل مين ال َج ْهد‪ ،‬ث َ‬
‫أرسلين‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ت يقول‪ ":‬اقرأ "‪ .‬يقول ‪ ":‬فَ َ‬ ‫ص ْو ٌ‬
‫ف به َ‬ ‫غا ِر حراو‪ ،‬هتَ َ‬
‫أرسلين فقال‪ :‬اقرأ‪ .‬فقلت‪ :‬ما أنا‬ ‫مين ال َج ْهد‪ ،‬ث َ‬ ‫اقرأ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أنا بِقا ِرئ‪ ،‬فِخذين فَغََُّّين الثِانية حس بَلَهلل ِ‬
‫ِ‬
‫سلين "‪ )18(.‬فقال‪ :‬ﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬ ‫بِقا ِرئ‪َ ،‬‬
‫فِخذين فَغََُّّين الثِالثَة‪ ،‬ث أَْر َ‬
‫ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ [العلق‪.]3-1 :‬‬
‫أُ ما‬ ‫الرْوعُ َش َعر َّ‬‫اختاره ألم ٍر َع ِظي ٍم‪ ،‬ولَ ِما َ َهب عنه َّ‬ ‫أُ ايفَ قد َ‬ ‫وت بعد أُ بَلَّ َهلل َّ‬
‫حممداً ‪َّ ‬‬ ‫الص ُ‬‫يف َّ‬ ‫و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخرب زوجتَه خدجيةَ رِي ايف عنها مبا جرى له‬ ‫سارع على إثرها إىل بَْيته و َ‬ ‫مس َعه قد ُرقم على فُؤاده‪ ،‬فَ َعَرتْه قَ ْش َع ِر َيرةٌ َ‬
‫يك ايفُ أبداً‪ ،‬إنَّك‬ ‫أبشر فو ايفِ ال ُّ ِز َ‬ ‫نةسي "‪ ،‬فقالت له رِي ايف عنها‪ِ :‬‬ ‫يف الغا ِر‪ ،‬وقال هلا‪ ":‬قد خ ِشيت على ِ‬
‫َ‬
‫ف‪ ،‬وتُعِني على نَوائِب ِّ‬ ‫يث‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫صل َّ ِ‬‫لَتَ ِ‬
‫احلق ‪ ،‬فقد اتَّ َ‬
‫(‪)19‬‬
‫حممد‬
‫صل َّ‬ ‫الضْي َ‬
‫وحتمل ال َك ِل‪ ،‬وتُقرئ َّ‬ ‫ص ُدق احلد َ‬ ‫الرحم‪ ،‬وتَ ْ‬
‫وبدأت امل ِه َّمة‬ ‫ِ‬
‫السب ‪ ،‬لقد ظَ َهرت النُّ َّبوة‪َ ،‬‬ ‫ربيل عليه َّ‬ ‫ص ْوت ج َ‬ ‫الصوت َ‬ ‫السب باملل األعلى‪ ،‬وياُ لك َّ‬ ‫عليه َّ‬
‫وع ْشري َسنَةً‪ ،‬يانت‬ ‫ث الوحي ين ِزل ثَبثاً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َك َ َ ْ َ‬ ‫ومبَ ِشراً ونَذيراً‪َ ،‬‬
‫باحلق هادياً ُ‬
‫يمة‪ ،‬وبُعث أبو القاسم ‪ِ ‬‬ ‫ألمانَة َعظ َ‬
‫اآليات تَ ْن ِزل ِخبهلا حسب احلو ِادث واألحو ِال‪ ،‬ويانت تلك ال َة َّْتة الَُّّ ِويلَة هي َفَّتة تَ َعلُّم وتَعلِي ٍم‪.‬‬
‫السابقة بِموٍر منها‪ ،‬أنَّه‪:‬‬ ‫* ميَّز ايفُ القرد َُ الكرمي على الكتُب امهليَّة ِ‬

‫‪ -18‬رواه البخاري يف صحيحه (‪.)2561/6‬‬


‫‪ -19‬رواه البخاري يف صحيحه برقم (‪.)386‬‬
‫‪36‬‬
‫ب ايفِ الذي َختَم به ُيتُبَه‪.‬‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫دخر ُيتُ ِ‬
‫الو ِحيد لِبَياُ ما فيها ِم َح يق بعد‬ ‫صدق ما دعت إليه الكتب امهلية السابَِقة‪ ،‬وهو َّ ِ‬
‫الدليل َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ََ‬
‫‪ -2‬جاو بِ ِ‬
‫أُ َحَّرفها اليهود والنَّصارى‪.‬‬
‫‪ -3‬أُنزل لِلنِا يافَّة وليس لَِق ْوٍ ُم َعيَّنِني‪.‬‬
‫الدنيا ويسعِ ُدهم يف ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫يل ما يَ َلزُمهم يف ُّ ُ‬ ‫‪ -4‬اشتَمل على نظا حلياة البَ َشر جيعاً‪ ،‬وفيه ِ‬
‫السابَِقة ليست ُم ْع ِجَزةً لِ ُّلر ُسل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تب‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫بينما‬ ‫‪‬‬ ‫د‬ ‫حمم‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ز‬‫َ‬
‫‪ -5‬القردُ الكرمي م ِ‬
‫عج‬ ‫ُ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫الس َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظ ِم َّ‬
‫الضياع وحممي م التَّحريف والتَّبديل إىل قيا ِ‬ ‫‪ -6‬القردُ الكرمي حمةو ٌ‬
‫* مِا َسبَق بَ ْرِه على َّ‬
‫أُ‪:‬‬
‫(أ) اللُّغَة العربيَّة حمةوظَة‪.‬‬
‫(‪ )،‬القردُ الكرمي ُم ْع ِجز‪.‬‬
‫* ُيِر فيما سبق أَ َحد َعبمات النُّ َّبوة‪ ،‬ما هي ؟‬
‫الرسالَة ؟ وما َدلِيلُك على لك ؟‬ ‫حممد ‪ ‬ياُ ُمتَوقِّعاً ِّ‬ ‫أُ الن َّ ِ‬ ‫* هل تعتَ ِقد َّ‬
‫سول ‪ ‬؟‪ ،‬وملا ا ؟‬ ‫الر ِ‬ ‫* هل ينت تتَ َوقَّح هذا املوقِف ِم َزْو َِّ َّ‬
‫اح َدةً ؟‪ ،‬بَ ْرِه على إجابَتِك‪.‬‬ ‫* ملا ا مل ين ِزل ال ُقردُ الكرمي جلَةً و ِ‬
‫َ‬
‫حممد ‪.‬‬ ‫عجزات النَّ ِّ َّ‬ ‫* ا ُير بعض م ِ‬
‫َ ُ‬
‫• لإلطالع والفائدة‪:‬‬
‫ص َمتِه له منذ ِصغَره داللَة على أنَّه ياُ ُمتَ َمتِّعاً خبصائِِ البَ َش ِريَّة‬ ‫‪ِ ِ ِ ِ ِ َّ -1‬‬
‫إُ يف حةظ ايف لنَبِيِّه وع ْ‬
‫الةك ِريَّة‬‫ةسيَّة و ِ‬
‫خصيَّتِه واجتاهاتِه النَّ ِ‬
‫أُ معىن النُّ َّبوة هو األسا يف تَك ِوي َش ِ‬ ‫يلِها‪ ،‬وعلى َّ‬
‫ُ‬
‫السلويِيَّة يف احلياة‪.‬‬
‫و ُّ‬
‫يش وأرفَعِ ِهم نَ َسباً حس ال ِجيدوا ما‬ ‫اف قر ٍ‬ ‫حممد ‪ِ ‬م أشر ِ‬ ‫‪ -2‬اختار ايف سبحانَه وتعاىل لِنَبِيِّه َّ‬
‫عوتِه هلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يقولُونَه عنه ِم طَلَ ٍ ِ‬
‫فعة‪ ،‬أو غري لك عند َد َ‬ ‫ب ل ِّلر َ‬
‫الذه وقُ َّوةَ الع ْق ِل واجلسم وسبمة ِ‬ ‫ِ‬
‫املنُّق وعُ ْمق‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫صةاوَ ِّ ْ‬
‫أيسبَه َ‬
‫عيش النَّ ِّ ‪ ‬يف الباديَة َ‬ ‫إُ َ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫التَّ ِ‬
‫ةكري‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب َعب ِدهِ ‪ُ ‬يره ما عليه جمتَمعه ِم َ ٍ‬
‫وو َّج َهه‬‫ِبل وفَساد َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫إُ ايفَ سبحانَه وتعاىل ألقى يف قَ ْل ِ ْ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫الصب حس يكوُ لك أَ ْدعى إىل جنا ِ َد ْع َوتِه إىل ايف‪.‬‬ ‫إىل اخل ِري و َّ‬

‫‪37‬‬
‫الو ْحي عليه‪ ،‬واستِةسا ِره ِم خدجيةَ رِي ايف عنها ع ِسِّر تلك‬ ‫ِ ِ‬
‫حممد ‪ ‬م نزول َ‬ ‫َّ‬
‫إُ فَ َزع َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫بادةِ تَُّْ ِهرياً وإعداداً‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اهرة دلِيل على َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عد ع ْلمه بِالنُّ َّبوة‪ ،‬وإلا ياُ ايفُ تعاىل يُْل ِه ُمه اخللوَة للع َ‬ ‫الظِ َ َ ٌ‬
‫الرسالَة‪.‬‬ ‫روحياً لِتح ُّمل ِ‬
‫أعباو ِّ‬ ‫ُ ِ ََ‬
‫إُ العر‪ ،‬مل يةرحوا بِ ِ‬
‫حاولوا ال َقضاو عليها وعلى أصحابا‪ ،‬ويف هذا َرد‬ ‫دعوة النَّ ِّ ‪‬؛ بل َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ ،‬وم ِ‬ ‫دمال ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّام َعهم حني اك‪.‬‬ ‫العَر َ‬ ‫حممداً ‪ ‬ميثِّل يف ِرسالَته َ َ‬ ‫أُ َّ‬ ‫على الذي َز َعموا َّ‬
‫وح ْس ِس َريتِه ِم َعو ِامل جنا ِ َد ْع َوتِه؛ إ مل ِجيد َم‬ ‫ِ‬
‫لوك النَّ ِّ ‪ ‬يف َشبابه ُ‬ ‫قامة ُس ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫إُ االست َ‬ ‫‪-7‬‬
‫عوةِ‪.‬‬ ‫خصي قبل قِ ِ‬
‫يامه بِ َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫ي ْغ ِمزه يف سلويِ‬
‫الد َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َ ُ ُ‬
‫• األسئلَة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظهر منها وما بَُّ‬ ‫وه َجر ال َةواحش ما َ‬ ‫ودعا قَ ْوَمه إىل التَّوحيد َ‬ ‫سول ‪ ‬بِرسالَة َربِّه َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ص َدع َّ‬ ‫‪ ( -1‬لَ ِما َ‬
‫السابَِقة‪ ،‬وما ا تَستَ ِةيد‬
‫بارة ِ‬
‫ِ‬
‫اشر الع َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫الرسول ‪َ ‬عْيباً واحداً يَرميه به )‪َ .‬‬
‫ماِي َّ ِ‬ ‫مل يستَ ُِّح أح ٌد منهم أُ ِجيد يف ِ‬
‫َ‬
‫ِم لك ؟‬
‫الرسول ‪ ‬؟‬ ‫وص ْد ِق َّ‬‫احداً ِم أمانَِة ِ‬ ‫‪ -2‬مثِّل ِمثاالً و ِ‬
‫َ‬
‫ات التِالِيَة‪:‬‬
‫املناسب لِلعِبار ِ‬
‫َ‬
‫املدلول ِ‬
‫َ‬ ‫ِح‬ ‫‪َ -3‬‬
‫ضَرَها النَّ ُّ ‪ ‬وهو دوُ العِ ْش ِري ِم عُ ُم ِره ( )‪.‬‬ ‫وهوا ِزُ َح َ‬ ‫‪َ ،‬وقَ َعت بني قَُريش َ‬ ‫َح ْر ٌ‬ ‫(أ)‬
‫( )‪.‬‬ ‫(‪ )،‬اعتَ َزل النَّ ُّ ‪ ‬قَ ْوَمه بِ َسبَبِها وياُ يُْن ِكرها‪.‬‬
‫( )‪.‬‬ ‫(َّ) َنزل على النَّ ِّ ‪ ‬يف ليلِة ال َق ْدر‪.‬‬
‫الةجار يف اجلاهلية ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح ْر‪ِ ،‬‬ ‫ضر النَّ ُّ ‪ ‬ح ْلف ال ُةضول َ‬ ‫‪ -4‬ملِا َح َ‬
‫األيم ِل ؟‬ ‫سول ‪ ‬وأداها على ِ‬ ‫‪ -5‬ما هي أعظَم أمانٍَة َمحلَها َّ‬
‫الو ْجه َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُ‬
‫ط مِا يلي‪:‬‬ ‫ص ِّحح الكلمات اليت حتتَها خ ِ‬ ‫‪َ -6‬‬
‫ني ِم عُ ُم ِرهِ أُ يَتَ َحنَّث يف غا ِر ثَ ْور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول ‪ ‬بعد س ِّ األربَع َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اعتاد َّ‬
‫َ‬ ‫(أ)‬
‫وعش ِري َ َسنَةً‪.‬‬‫الرسول ‪ ‬سبعاً ِ‬ ‫الو ْحي على َّ‬ ‫نزول َ‬
‫مر ُ‬ ‫(‪ )،‬استَ َّ‬
‫ِ‬
‫حممد ‪ ‬عندما نََزل عليه ج ِربيل يف شهر ي ْ‬
‫القع َدة‪.‬‬ ‫(َّ) بدأَت نُبُ َّوة َّ‬
‫يل على اشتِها ِره باألمانَة‪.‬‬ ‫سول يف دعوتِه لِع ِشريتِه على جبل َّ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫(د) َم ْوقِف َّ‬
‫الصةا َدل ٌ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫مرة )‪.‬‬ ‫ألول َّ‬
‫الو ْحي َّ‬
‫الرسول ‪ ‬بعد أُ َنزل عليه َ‬ ‫‪ِ ( -7‬م ِخبل موقِف خدجيةَ رِي ايف عنها مح َّ‬
‫ِّبني ما يِيت‪:‬‬
‫أ‪ -‬رأيك مبوقِف خدجيةَ رِي ايف عنها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وجها ِم أز ٍ‬
‫مات‪.‬‬ ‫‪ -،‬ما ا ِجيب على املرأةِ املسلِمة جتاه ما َِحيل بِز ِ‬
‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‪ -‬أثَر َم ْوقِف َخ ِدجيَة رِي ايف عنها على النَّ ِّ ‪.‬‬
‫الو ْحي على النَّ ِّ ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ايتُب بِسلوبِك قِ َّ ِ‬
‫صة بدايَة َ‬
‫ِ‬
‫اممياُ؟‬ ‫بوة‬ ‫‪ -9‬مس حيظَى امنسا ُُ بِص ِ‬
‫الرو ِ ويَتَ َذ َّوق َح َ‬
‫ةاو ُّ‬ ‫َ‬
‫احل تَك ِوينِه ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫حممد ‪ ‬يف جيح مر ِ‬ ‫عز َو َجل ِرعايَة َّ‬
‫‪ ( -10‬لقد تَ َوَّىل ايفَ َّ‬
‫وحياته استعداداً لتَحميله أعباوَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يدل على لك‪.‬‬ ‫الدر ما ُّ‬ ‫الرسالَة )‪ .‬استَ ْخلِِ ِم َّ‬ ‫ِّ‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫عاون مع ُزمالئك في َع َمل َم َجلة حائطية تُوضح ما يلي‪:‬‬ ‫❖ تَ ُ‬
‫السرية النَّب ِويَّة‪.‬‬
‫اسة ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬أه ِّميِة در َ‬
‫ةكر والتَّ ُِّمل يف ِ‬
‫ديات ايفِ‪.‬‬ ‫‪َ -2‬أه ِّميِة التَّ ُّ‬
‫حممد ‪.‬‬ ‫عجزات النَّ ِّ َّ‬ ‫‪ -3‬م ِ‬
‫ُ‬
‫اإلسالم هو الدين الذي بُعث به َجميع األنبياء‪.‬‬
‫َ‬ ‫❖ اكتُب اآليات التي تَدل على أن‬

‫‪39‬‬
‫عوة إلى اهلل تعالى‪:‬‬
‫ال َفصل الثاني‪ :‬س َيرة رسول اهلل ‪ ‬في الد َ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ُّاع النَّ ُّ ‪ ‬يف أقَ ِل ِم ُربْ ِح قَ ْرٍُ ِم‬ ‫عجزة يربى ونُقلَة عُظْمى يف حياةِ العر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬؛ إ استَ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫لقد ياُ امسب ُ ُم َ‬
‫صبِيَّة ال َقبَلِيَّة‪،‬‬ ‫الع َ‬
‫متزقُ ُهم َ‬ ‫الزَم أُ يُغَِّري َحياهتم‪ ،‬وُّ ِر َج ُهم ِم الظَّبِ إىل النُّوِر‪ ،‬حيث يانوا أقواماً ُمتَنافِ ِري َ ِّ‬ ‫َّ‬
‫الع ْدل‬ ‫املؤمنو َُ بِاألُ َّ‬ ‫ماسكاً‪ ،‬ي ْشعر فيه ِ‬ ‫أباطيل الوثَنِيَّة وأخبقَها املنحلَّة‪ ،‬فِصبحوا جمتَمعاً متَ ِ‬ ‫وتُنَ غِِّ حياهتم ِ‬
‫خوة و َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ ،‬العاملني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الربِاين اجلديد‪ ،‬ويَدينوُ جيعاً بالعُبوديَّة يف َر ِ‬ ‫املنه ِج َّ‬
‫سامح‪ ،‬وهم يُقيمو َُ َحياهتم على ُهدى َ‬ ‫والتَّ ُ‬
‫ِ التِايل‪ ،‬ث ِأجب ع األسئِلة اليت تَلِيه‪:‬‬ ‫* اقرأ النَّ ِ‬
‫جاش ِي َملِك‬ ‫امسبمي لِلنَّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫الد‬
‫ِّ‬ ‫ة‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫وصف جعةر ب أب طالب رِي ايف عنه النُّقلَة يف حياةِ العر‪ ،‬وح ِ‬
‫ق‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ش‪ ،‬ونَ ْقَُّح األرحا َ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهل جاهليَّة نَعبُد األصنا َ‪ ،‬ونِ ُيل امليتَةَ‪ ،‬نِيت ال َةواح َ‬ ‫احلبَ َشة قائبً‪ ":‬أيُّها امللك ينِا قوماً َ‬
‫بعث ايفُ تعاىل إلينا رسوالً ِمنِا نع ِرف نَ َسبَه‬ ‫يف‪ ،‬فكنِا على لك‪ ،‬حس َ‬ ‫ونُ ِسيو اجلوار‪ ،‬ويِ ُيل ال َق ِوي ِمنِا َّ ِ‬
‫الضع َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫فدعانا إىل ايف سبحانه لنُ َو ِّح َده ونَ ْعبُ َده‪ ،‬وخنلَح ما ينِا نَ ْعبُد حن ودباؤنا ِم دونِه ِم‬ ‫ِ‬
‫وعةافَه‪َ ،‬‬ ‫وص ْدقَه‪ ،‬وأمانَتَه‪َ ،‬‬
‫ف ع احملا ِر‬ ‫وصلَة َّ ِ‬
‫أداو األَمانَة‪ِ ،‬‬ ‫احلديث‪ ،‬و ِ‬ ‫ص ْدق ِ‬ ‫احلجارة واألوثاُ‪ ،‬وأمرنا بِ ِ‬
‫وح ْس اجلوا ِر‪ ،‬وال َك ِ‬ ‫الرحم‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫وحده ال‬ ‫نعبد ايفَ َ‬ ‫احملصنات‪ ،‬و َأمرنا أُ َ‬ ‫الزور‪ ،‬و ِ ِ ِ‬ ‫الدماو‪ ،‬وهنانا ع ال َةو ِ‬
‫أيل مال اليَتيم‪ ،‬وقَ ْذف َ‬ ‫احش وقَ ْول ُّ‬ ‫و ِّ‬
‫ودمنِا به واتَّبعناه على ما‬ ‫فص َّدقناه َ‬ ‫الصيا (ث َع َّدد عليه أمور امسب ) َ‬ ‫الصبة والزياة و ِّ‬ ‫نشرَك به شيئاً‪ ،‬و َأمرنا بِ َّ‬
‫ِ‬
‫وحَّرمنا ما َحَّر علينا‪ ،‬وأحلَْلنا ما أَ َح َّل لنا‪ ،‬فعدا علينا‬ ‫وحده فلم نُ ْش ِرك به شيئاً‪َ ،‬‬ ‫فعبَ ْدنا ايفَ َ‬ ‫جاو بِه م عند ايف‪َ ،‬‬
‫اخَّتناك على ِسواك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِيَّقوا علينا وحالوا بيننا وبني ديننا َخَر ْجنا إىل ببدك‪ ،‬و َ‬ ‫فلما قَهرونا وظَلَموا َ‬ ‫فع َّذبونا‪ِ ..‬‬ ‫قَ ْوُمنا َ‬
‫عندك أيُّها امللِك "(‪.)20‬‬ ‫َور ِغْبنا يف ِجوا ِرك ِأال نُظْلَم َ‬
‫أي َسنَ ٍة ِم البِ ْعثَة ياُ خروَّ املسلمني إىل احلبَ َش ِة‪.‬‬ ‫* ِم ِدر ِ‬
‫السابقة‪ ،‬ا ُير يف ِ‬ ‫استك ِ‬ ‫َ‬
‫يدل لك ؟‬ ‫هاجر املسلموُ إىل احلبشة دوُ غريها ؟‪ ،‬وعلى ما ا ُّ‬ ‫* ملا ا َ‬
‫اجلاهلِيَّة قبل امسب ؟‬ ‫* ِّبني بعض أحو ِال ِ‬
‫َ‬
‫بعض األموِر اليت يِمر با امسب غري املذيورة يف النَِّ‪.‬‬ ‫* اُ ير َ‬
‫سول ‪ ‬جهاداً‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ أ َُ هذه النِقلَة الرائِ َعة يف حياة العر‪ ،‬تََُّلَّبَت ِم َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫تبني لنا م خبل هذا النَّ ِ‬ ‫َّ‬
‫عوة حني َأمَره َربُّه‬ ‫لد َ‬ ‫األول لِ َّ‬
‫ني منذ اليو َّ‬ ‫وع ْزماً ملِصاً‪ ،‬وتَةانِياً يف سبيل العقيدة دوُ ُمساوَم ٍة أو لِ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُمتَواصبً‪َ ،‬‬
‫نذ َر َعشريتَه األقربني‪.‬‬ ‫تبارك وتعاىل أُ ي ِ‬
‫ُ‬

‫‪ -20‬ينظر‪ :‬سرية اب هشا (‪.)415/1‬‬


‫‪40‬‬
‫الشدائِد‬‫الصرب على َّ‬ ‫احلق‪ ،‬و َّ‬
‫السب املثل األعلى يف الثَّبات على ِ‬ ‫الصبة و َّ‬‫ِر‪ ،‬ن ُّ امسب عليه َّ‬ ‫لقد َ‬
‫ظل‬ ‫‪ ،‬العاملني دوُ أُ تِخ َذه يف لك َ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫لومة الئم‪ ،‬وستَ ِ‬ ‫الوفاو التِا ِ يف أداو األَمانَة العُظْمى اليت َمحله إيِاها َر ِ‬ ‫وَ‬
‫اخلُّري ما بَِقي امنساُ‪.‬‬ ‫الدرو اليت أح َدثَت هذا التَّحول ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫َمراحل الدعوة في حياة النبي ‪:‬‬
‫السب منذ بِعثَتِه إىل وفاتِه مبرحلتني‪:‬‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫امسبميَّة يف حياتِه عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫الدعوة‬ ‫مرت َّ‬ ‫َّ‬
‫بث َسنوات‪.‬‬ ‫الدعوة ِسِراً‪ ،‬واستَ َمرت ثَ َ‬ ‫املرحلَة األوىل‪َّ :‬‬
‫الدعوة جهراً‪ ،‬واستَ َمرت إىل َوفاتِه‪.‬‬ ‫املرحلَة الثِانية‪َّ :‬‬
‫الدعوة جهراً إىل قِسمني‪:‬‬ ‫وانقسمت َّ‬
‫الدعوة باللِّساُ‪ ،‬واستَمَّرت إىل اهلجرة (املرحلة ِّ‬
‫املكيَّة)‪.‬‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫َ‬
‫املدنِيَّة)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫(‪َّ )2‬‬
‫الوفاة (املرحلة َ‬ ‫الدعوة مح القتال‪ ،‬واستَ َمَّرت إىل َ‬
‫أُ امله الذي بعثَه‬ ‫نةسه؛ ألنَّه ياُ يُوقِ َّ‬‫الدعوة ليس بِسبب اخلوف على ِ‬ ‫الس ِّريَّة يف ِ‬
‫بدو َّ‬
‫ََ‬ ‫وياُ َو ْجه ِّ‬
‫مشروعيَّة األخذ باحليَُّة‬ ‫ِ‬ ‫ص َمه ِم النِا ؛ بل ياُ إرشاداً إىل‬ ‫حيميه وي ع ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويلََّةه بذه َّ‬
‫الدعوة قادٌر على أُ َ َ ْ‬
‫حلال العصر‬ ‫املناسبة ِ‬‫الدعوة وأهدافها إىل أُ تَتَ وفَّر الظُّروف ِ‬ ‫الوصول إىل غايات َّ‬ ‫اهرة‪ِ ،‬م ِ‬ ‫األسبا‪ ،‬الظِ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أجل ُ‬ ‫و‬
‫ِ‬
‫امسبميَّة‪.‬‬ ‫ومصلَ َحة َّ‬
‫الدعوة‬ ‫لِ‬
‫يل لك إىل مصلَحة املسلمني َ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ر‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫يكوُ‬ ‫أُ‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫با‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫لج‬
‫َ‬
‫ضُّر با‪ ،‬وجيوز امسرار إ ا تَ َوفَّ َرت‬ ‫ِ‬ ‫وبذا خنلِ إىل أنَّه جيب امسرار َّ‬
‫بالدعوة إ ا ياُ اجلهر أو القتال يَ ُ‬
‫أُ الذي يستَجيبوُ‬ ‫دعوة جيح األنبياو‪ ،‬فهي َّ‬ ‫َّ ِ َّ ِ‬ ‫أسبا‪ ،‬ال ُق َّوةِ و ِّ‬
‫الدفاع عنها‪ِ ،‬أما الظواهر الُّبيعيَّة اليت رافَ َقت َ‬
‫اخلروَّ ِم‬
‫ِ‬ ‫عوة إىل ايف تدعو إىل‬ ‫ِعةاو القو قبل غ ِريهم؛ أل ُِ َح ِقي َقة َّ‬
‫الد َ‬
‫ِ‬
‫ل َدعواهتم يف مراحلها األوىل هم ُ‬
‫ِ‬
‫حده‪ ،‬وهذه احلقيقة تُ ِ‬ ‫وح ْك ِمه َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حال املستضعةني‪ ،‬بينما يرى‬ ‫ناسب َ‬ ‫وح ْكم ِهم إىل ُسلُّاُ ايف ُ‬ ‫ُسلُّاُ النِا ُ‬
‫الزعماو إهانَةً ملكانَتِ ِهم وتَقلِيبً ِم شِهنم‪.‬‬ ‫السلُّاُ و ُّ‬ ‫فيها َ ِوي ُّ‬
‫املستضع ِةني قبل غ ِريهم َر ْغبَة منهم يف التَّخلُِّ ِم أ ى املستكربي وسلُّاهنم بدوُ‬ ‫َ‬ ‫* هل استجابَة‬
‫احلق ؟‪ .‬بَ ْرِه على إجابَتِك‪.‬‬ ‫اممياُ ِ‬
‫عوة‪:‬‬
‫تَ بلي ُغ النبي ‪ ‬للد َ‬
‫ألقربين‪:‬‬
‫عوة ل َ‬
‫تَ بليغ الد َ‬
‫أنزل ايفُ تعاىل على َرسولِه ‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱠ [الشعراو‪ ،]214 :‬قا‬ ‫عندما َ‬
‫النَّ ُّ ‪ ‬فقال هلم‪ ":‬يا معشر قريش ‪ -‬أو يلمة حنوها ‪ -‬اشَّتوا أن ُة َسكم ال أغين عنكم ِم ايف شيئاً‪ ،‬يا بين‬
‫ص ِةيَّة َع َّمة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبد َمناف ال أغين عنكم م ايف شيئاً‪ ،‬يا عبا ب عبد املَُّّلب ال أغين عنك م ايف شيئاً‪ ،‬ويا َ‬
‫‪41‬‬
‫حممد َسلِيين ما ِشْئت م مايل‪ ،‬ال أغين عنك ِم ايف‬ ‫رسول ايف ال أغين عنك ِم ايف شيئاً‪ ،‬ويا فاطمة بنت َّ‬ ‫ِ‬
‫شيئاً "(‪.)21‬‬
‫يدة فوق‬ ‫دصرة ِ‬‫الصلَة بينه وبينهم‪ ،‬و َّ ِ‬ ‫الرسالة هو ِ‬
‫العق َ‬ ‫أُ َ‬ ‫حقي َقة ِّ‬ ‫صديق بذه ِّ‬ ‫ألقر‪ ،‬النِا إليه أ ُِ التَّ َ‬
‫فِوِح َ‬‫َ‬
‫عوة لِ ِدي ِ‬ ‫الدعوة واملسلموُ قَلِيلوُ‪ ،‬فمضى قُ ُدماً يف َّ‬
‫الد َ‬ ‫صيحة يف َّأول َع ْه ِد َّ‬
‫صبِيَّة ال َقرابة‪ ،‬لقد يانت تلك النَّ َ‬
‫َع َ‬
‫ط أو يَْيِ ِم رمحَِة‬ ‫نوف األ ى‪ ،‬و ِ‬
‫االُِّهاد دوُ أُ يَقن َ‬ ‫ايفِ سبحانه وتعاىل‪ ،‬وهو يتح َّمل يف لك شس ص ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ايف‪.‬‬
‫* ا ير َّأول َم َدم بِالنَّ ِّ ‪.‬‬
‫عوة دون تَمييز‪:‬‬ ‫تَبليغ الد َ‬
‫السب ‪ -‬الذي اََُِّّره املشريوُ إىل تَ ْرِك َم َّكة ‪ -‬يعود إليها‬ ‫الصبةُ و َّ‬ ‫متضي األعوا ُ وإ ا بالنَّ ِّ الكرمي عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫أُ امرأًَة ِم مزو َسَرقَت‪،‬‬ ‫ث َّ‬ ‫عند ايف‪ ،‬ويف يو فتح َّ‬ ‫فاحتاً وم َك ِّرباً وهو يف من عة ِم املسلمني ونَص ٍر ِم ِ‬
‫حد َ‬
‫مكة َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسامة رِي ايف عنه‪،‬‬ ‫فلما يلَّ َمه َ‬
‫سامة ب زيد رِي ايف عنهما؛ لي ْش َةح هلا عند رسول ايف ‪ِ ،‬‬ ‫ف َةزع قَ ْوُمها إىل أُ َ‬
‫فلما‬ ‫حدود ايف ؟ فقال أسامة‪ :‬استَ ْغ ِةر يل يا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رسول ايف ‪ ،‬وقال‪ :‬أَتُ َكلِّ ُمين يف َح يد ِم‬ ‫تَلَ َّو َُ وجه ِ‬
‫رسول ايف‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬
‫رسول ايف ‪ ‬خُّيباً‪ ،‬فِثىن على ايف تعاىل مبا هو أَ ْهلُه‪ ،‬ث قال‪ِ :‬أما بعد‪ ،‬فإلا َهلَك النِا‬ ‫ياُ العِشاو قا َ ُ‬
‫أُ ِ‬
‫فاط َمة‬ ‫يف أقاموا عليه احل ِد‪ ،‬وأمي ايفِ لو َّ‬ ‫الشريف تَريوه‪ ،‬وإ ا سرق في ِهم َّ ِ‬ ‫قَبلَ ُكم أهنم يانوا إ ا َسَرق في ِهم َّ‬
‫الضع َ‬ ‫َ‬
‫ت يَ َدها "(‪.)22‬‬ ‫حممد َسَرقَت لََقَُّ ْع ُ‬
‫بنت َّ‬
‫فح ُسنَت تَ ْوبَتُها بعد لك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول ايف عليه الصبة والسب بتلك املرأة فَ ُقُّ َعت يَ ُدها‪ ،‬ث تابَت َ‬ ‫ث َأمر ُ‬
‫‪ ،‬العاملني دوُ متيِيز بينَهم إُ هو ِإال نَ ِذ ٌير وبَ ِشري‪.‬‬ ‫رسول ايفِ ‪ ‬يف ِ‬
‫إببغ النِا ِ ِرسالَة َر ِ‬ ‫وتزَّو َجت‪ ،‬وهكذا ياُ ُ‬ ‫َ‬
‫أسامة ب زيد رِي ايف عنهما لِيش َةح لِلمرأة ؟‬ ‫ِ‬
‫* ملا ا اختري َ‬
‫عوته للناس‪:‬‬
‫وسائل الرسول ‪ ‬في تَبليغ َد َ‬
‫اس لالجتماع من أَجل أن يُبَ لغَ ُهم‪:‬‬ ‫(أ) َدع َوتُه الن َ‬
‫سول ‪ ‬بِصحابِه ؟‬ ‫* ما هو املكاُ الذي جيتَ ِمح فيه َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصةا‪ ،‬ونادى يف‬ ‫األقربِني‪َ ،‬‬
‫فص َعد على َّ‬ ‫م لك مثبً‪ :‬يو أُ َأمر ايفُ تعاىل رسولَه ‪ ‬أُ يُنذ َر َعش َريتَه َ‬
‫تقد ِ ْير لك‪.‬‬ ‫ر‪ ،‬العاملني إلي ِهم‪ ،‬وقد َّ‬ ‫قريش أنَّه ُ‬
‫رسول ِّ‬
‫(ب) ذَهابُه إلى أماكن تَ َجمع الناس‪:‬‬

‫‪ -21‬رواه البخاري يف صحيحه (‪ ،)1012/3‬رقم (‪.)2062‬‬


‫‪ -22‬رواه البخاري يف صحيحه (‪ ،)1566/4‬رقم (‪.)4053‬‬
‫‪42‬‬
‫* ما أيثَر األمايِ اليت جيتَ ِمح فيها النِا ؟‬
‫أوسح ِم غريه‪ ،‬حيث ياُ ‪ ‬يذهب عند ال َك ْعبة‪ ،‬أو يف‬ ‫عوة َ‬ ‫الد َ‬ ‫جمال َّ‬ ‫السبِيل َو َجد فيه النَّ ُّ ‪َ ‬‬
‫هذا َّ‬
‫ومناداتِه‪ :‬يا أيُّها النِا ‪ ،‬قُولوا ال إله ِإال ايف تةلِحوا"(‪،)23‬‬ ‫وسوق عُكاظ ُ‬
‫ِ‬
‫األسواق‪ ،‬يذهابه إىل سوق ي اجملاز ُ‬
‫ِ‬
‫احلج يف ِمىن‪ ،‬أو َمسايِ ال َقبائِل َي َذهابِه إىل ثَِقيف يف الُِّائِف‪ ،‬وتَ ْبلِيغهم َد ْع َوة ايفِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويف َمواسم ِ‬
‫(ج) أَم ُره أصحابَه بتَبليغ الدع َوة‪:‬‬
‫دع َوة جَْ ٍح ِم النِا يف َم َّكة فِسلَم‬ ‫الد ِ‬
‫عوة إىل امسبِ ‪ ،‬فقا أبو بكر َمثَبً بِ ْ‬ ‫ِ‬
‫يِمر أصحابَه ب َّ َ‬‫ياُ النَّ ُّ ‪ُ ‬‬
‫الرمح ب عوف‪ ،‬وغريهم رِي ايف عنهم‪ ،‬ولَ ِما بايَ َح‬ ‫على يَ َديْه عثماُ ب ع ِةاُ‪ ،‬وسعد ب أب وقاص‪ ،‬وعبد َّ‬
‫الصحابَة‬‫رسل َّ‬ ‫وم ِهم‪ ،‬وي َة ِّقهوا النِا يف أُموِر امسبِ ‪ ،‬يما ياُ ي ِ‬ ‫النَّ ‪ ‬األنصار طَلَب ِمنهم أُ يذهبوا إىل قَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫رِواُ ايف عليهم إىل األمصا ِر ِم أَ ْجل التَّبلِي ِهلل‪.‬‬
‫ِ التِايل‪ ،‬ث ِأجب ع األسئِلَة اليت تَلِيه‪:‬‬ ‫* اقرأ النَّ ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬إىل اليَ َم ‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ايف‪ ،‬إنَّك تَ ْب َعثين إىل قَ ْوٍ هم أَ َس ِ ِّ‬
‫مين‬ ‫قال علي ‪ ":‬بَ َعثَين ُ‬
‫فإُ ايفَ تعاىل َسيُثَبِّت لِسانَك ويَ ْه ِدي قَ ْلبَك "(‪.)24‬‬ ‫ألقضي بينَهم‪ ،‬قال‪ :‬ا َهب َّ‬ ‫ِ‬
‫الصحاب الذي أرسلَه النَّ ‪ ‬لليم ؟ وملا ا أرسله ‪‬؟‬ ‫* َم َّ‬
‫* هل جنح هذا الصحاب يف مهمته؟ وملا ا؟‬
‫الملوك واألَُمراء‪:‬‬
‫(د) إرسالُه الر ُس َل والرسائل لتَبليغ ُ‬
‫صر‪ ،‬ويِ ْسرى َملِك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬إىل النَّجاشي َملك احلبَ َشة‪ ،‬واملقوقس حايم م ْ‬ ‫ِم لك مثبً رسائِل ِ‬
‫َ‬
‫السب‬
‫الصبة و َّ‬ ‫حري ‪ ،‬وغريهم‪ ،‬ويف جيعِهم ياُ عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرو ‪ ،‬واملنذر ب ساوي َملك البَ َ‬ ‫صر ُّ‬ ‫ال ُةر ‪ ،‬وهرقل قَ ْي َ‬
‫بادة ايفِ َ‬
‫وحده ال َش ِريك له‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يدعو هؤالو إىل ع َ‬
‫الرسول ‪ ‬؟‬‫امللوك واألمر ِاو ِم رسائِل َّ‬ ‫* هل تذير أحد املواقِف ِ‬
‫هلؤالو ِ‬
‫َ‬
‫كمة النبي ‪ ‬في الدع َوة‪:‬‬ ‫ح َ‬
‫احلجة؛ ِ‬
‫تنةيذاً ألم ِره تعاىل‪،‬‬ ‫رسول ايف ‪ ‬إىل امسبِ على أسا احلكمة و ِ‬
‫املوعظة احلسنة واجلدال بِ َّ‬ ‫دعا ُ‬
‫َ‬
‫ﲢ‬ ‫ﲡ‬ ‫ﲜﲞﲟﲠ‬ ‫ﲝ‬ ‫الع ِزيز‪ :‬ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬ ‫حيث يقول يف يتابِه َ‬
‫ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ [النَّحل‪.]125 :‬‬
‫ومن أساليب النبي ‪ ‬في الدعوة‪:‬‬

‫‪ -23‬أخرجه امما أمحد برقم (‪.)16003‬‬


‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ -24‬رواه امما أمحد يف املسند (‪ )666/2‬بإسناد َ‬
‫‪43‬‬
‫* النَّظَر يف أحو ِال املخاطَبِني وظُروفِ ِهم فب يُكلِّ ُةهم ِم األو ِامر والنَّو ِاهي ِإال بِال َق ْدر الذي أََمَره ايفُ سبحانَه‬
‫يف قبل استِع ِ‬
‫داد النُّةو ِ هلا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫بغه هلم‪ ،‬حس ال ي ثْ ِقل علي ِهم بِالتَّكالِ ِ‬ ‫بِإب ِ‬
‫ْ‬
‫ُ َ‬
‫لم ْدعُو‪.‬‬‫املناس ِ‬‫* ماطَبة النِا ِ على قَ ْد ِر عقوهلم‪ ،‬فيختار الوقْت واألسلو‪ ،‬واملوِوع ِ‬
‫بل َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ؤوُ َحياةِ النِا مل ُ‬
‫حيدث ُدفْ َعةً‬ ‫صل إىل ال َقناع ِة املُّلوب ِة‪ ،‬فالتَّش ِريح وتَ ْن ِظيم ُش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫عوة حس يَ َ‬
‫الد ِ‬
‫درَّ يف َّ َ‬ ‫* التَّ ُّ‬
‫صداقاً لِقولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﱎ ﱏ ﱐ‬ ‫وىل تربِيةَ املسلمني تَربِيةً جتعلُهم ِ‬
‫حبق م ْ‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ‬
‫اح َد ًة‪ ،‬يما ياُ ُ ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬يتَ َّ َ‬
‫وِ‬
‫ﱙﱛﱜﱝﱞﱟ‬
‫ﱚ‬ ‫ﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ‬

‫ﱡ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ[عمراُ‪.]110 :‬‬
‫ﱠ ﱢ‬

‫الزجر والتَِّنِيب‪ِّ ،‬‬


‫فالرفق‬ ‫أجدر ِم َّ‬
‫فق َ‬ ‫الر َ‬
‫املوعظة احلسنَة؛ أل ُِ ِّ‬ ‫ول ايف ‪ ‬قد سلَك سبِيل ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫وب ذا ي كوُ رس ُ‬
‫صوُ لِلنَّ ِ‬
‫ةس َير َامتَها حس‬ ‫القلو‪ ،‬النِافَِرة‪ ،‬و َ‬
‫اجلد ُل باحلسىن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫الضالَّة‪ ،‬ويُؤلِّف‬
‫القلو‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫املوعظة يثرياً ما يَ ْهدي‬‫يف ِ‬
‫احَّت ِامها‪.‬‬
‫نازالً ع هيبتِها و ِ‬ ‫وهي تَستَ ْقبِل اهلداية َّ ِ ِ‬ ‫ال تَ ْشعر بِاهلزمية ِ‬
‫َ َْ‬ ‫الرأي تَ ُ‬
‫نازَل ع َّ‬ ‫الربانيَّة‪ ،‬م دوُ أُ تَ ْعتَِرب التَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عوة إلى اهلل وفَضلُها‪:‬‬ ‫الحاجة إلى الد َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫يل مائِة سنة َم ِّ‬ ‫يبعث هلا على رأ ِ ِّ‬ ‫ياُ ِم ِ‬
‫حلاجة النِا ‪-‬‬‫جيدد هلا أَْمَر دينها‪َ ،‬‬ ‫رمحة ايف بذه األَُّمة أُ َ‬
‫ِلِوا‪ ،‬يما َع ِهد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِس ُهم إ ا َ‬‫بعد انُّواو َع ْهد النُّ َّبوة ‪ -‬إىل أُ يُ َعلِّ َم ُهم إ ا َجهلوا ويُ َذ ِّيرهم إ ا نَسوا‪ ،‬ويَ ُكف بَ َ‬
‫يحة لِلفر ِاد واجلماعات لِقولِه‬ ‫ِ ِ‬
‫الدعاو إىل اخل ِري وإسداو النَّص َ‬
‫امسب إىل هذه األَُّمة بُِ تقو طائَِةة منها على ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﲐﲒﲓﲔﲕﱠ‬
‫ﲑ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬
‫[دل عمراُ‪.]104 :‬‬
‫الدعوةِ هو إصب النِا ِ وإسعادهم‪ ،‬وانتِظا ُش ِ‬
‫ؤوُ البَ َش ِريَّة على َمْن َهج‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وم هذا يَتَّضح أ ُِ الغايَة م َّ َ‬
‫احلق‪.‬‬
‫الدي ِ‬ ‫امسبِ ِّ‬
‫صلو َُ إىل‬‫تاع هذه احلياة‪ ،‬فإهنم ي ِ‬ ‫شيو ِم َم ِ‬‫ض دوُ التََُّّلُّح إىل ٍ‬ ‫ص َدهم إىل هذا الغََر ِ‬ ‫وجه ُّ‬
‫َ‬ ‫الدعاةُ قَ ْ‬ ‫فإ ا َّ‬
‫وم َش َّق ٍة يف َسبِ ِيل هذه الغايَِة هو َخْي ٌر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عادةٍ إ ا اعتَقدوا َّ‬ ‫ِ‬
‫أُ ما يَناهلم م َعناو َ‬ ‫وس َ‬‫غايَت ِهم ويَقضوُ َحياهتم يف ِرِا َ‬
‫وجل‪ :‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬
‫عز َّ‬
‫اآلخرة‪ ،‬يقول ايف َّ‬ ‫هلم يف ُّ‬
‫الدنيا و َ‬ ‫َ‬
‫ﱸ ﱠ [فَ ِّ‬
‫صلَت‪.]33 :‬‬
‫الع ْد ِل‬ ‫ِ‬ ‫مثار َج ْهدهم بِال َقضاو على َمنابِح َّ‬ ‫وم ث جيين ُّ‬ ‫ِ‬
‫وإقامة َ‬
‫الشِّر والعُدواُ وال َةساد يف األرض‪َ ،‬‬ ‫الدعاةُ َ‬
‫وم ث إعبو َش ِ‬
‫ُِ‬ ‫السبِ ‪ ،‬مِا ي ؤِّدي إىل التَّبح ِم وال ُق َّوة‪ ،‬وانتِشا ِر احملبَّة‪ ،‬وتَعايل اهلم ِم‪ ،‬و ْازِد ِ‬
‫ياد املنَ عة والعَِّزة‪ِ ،‬‬ ‫و َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫بحها‪.‬‬‫األَُّم ِة وفَ ِ‬
‫استَ نتج مما َسبَق‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫سرتِه وجمتَ َمعِه‪.‬‬ ‫قومه ود ِ ِ‬ ‫سول ‪ ‬لِ ِ‬ ‫* الةرق بني َد ْع َوةِ َّ‬
‫الر ِ‬
‫عوة املسلم يف أُ َ‬
‫َ َ‬
‫الدعوة إىل ايف سبحانه‪.‬‬ ‫* أهداف َّ‬
‫الصةات اليت جيب أُ يتَحلَّى با ال ِد ِ‬
‫اعيَة‪.‬‬ ‫* ِّ‬
‫َ‬
‫ضل الذي ينالُه ال ِد ِ‬
‫اعيَة‪.‬‬ ‫* بعض ال َة ْ‬
‫َ‬

‫‪45‬‬
‫لالطالع والفائ َدة‪:‬‬
‫عاشرة النِا ِ والتَّ ُّ ِ‬ ‫الر ِ‬
‫وم ْشكبهتم‪ ،‬ياُ هلا أثَر‬ ‫عرف على عاداهتم ُ‬ ‫وم َ‬‫بالس َةر ُ‬
‫سول ‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ،‬‬‫إُ جتا ِر َ‬
‫‪َّ -1‬‬
‫ُّاطب النِا َ على قَ ْد ِر عقوهلم‪ ،‬ووفق نَ ْة ِسيِاهتم‪َّ ،‬‬
‫فحق َق‬ ‫َيبِري يف جنا ِ د ْعوتِه؛ ألنَّه عرف ييف ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫ﲜﲞﲟﲠ‬ ‫ﲝ‬ ‫بذلك قَ ْوَل ايفِ تعاىل‪ :‬ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬

‫ﲡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ [النَّحل‪.]125 :‬‬
‫ﲢ‬
‫وجياهد نةسه يف مر ِ‬
‫ِاة‬ ‫بنةسه فَي ربِّيها على مْن هج ايفِ‪ ،‬وعلى الُِّاع ِة‪ِ ،‬‬ ‫اعية ِجيب أُ يبدأَ ِ‬ ‫‪ِ َّ -2‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫إُ ال ِد َ‬
‫أداو هذه املسؤولِيَّة‪.‬‬ ‫ايفِ‪ ،‬وي تسلَّح بِكل ما ي عينه على ِ‬
‫ِّ َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫اعية ِجيب أُ يقو أوالً بِ َد ْعوة أق ِربائِه؛ َّ ِ‬ ‫‪ِ َّ -3‬‬
‫ألُ االهتما َ بِشِهنم أوىل‪ ،‬وهدايَتَهم إىل ِ‬
‫احلق‬ ‫ِ‬ ‫إُ ال ِد َ‬
‫أقر‪ ،‬إىل نَ ْة ِسه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أبدى‪ ،‬وألهنم أعلَم به‪ ،‬و َ‬
‫األس ِريَّة؛ لذلك َأمر النَّ ُّ ‪ ‬باهلجرة إىل احلبَ َشة؛ َّ‬
‫ألُ‬ ‫الدي هي أوثَق ِم َّ ِ‬ ‫‪ -4‬إ ُِ رابَُِّةَ ِّ‬
‫الروابط َ‬
‫ورسلِه واليو اآلخر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السما ِويَّة ُمتَّة َقة يف اممياُ بايف ُ‬ ‫الديانات َّ‬ ‫ِّ‬
‫الدعوة واألمايِ اليت‬ ‫الذها‪ ،‬إىل األمايِ اليت حتتاَّ إىل َّ‬ ‫اعيَة َّ‬ ‫الدعوة إىل ايف حتتاَّ ِم ال ِد ِ‬
‫إُ َّ َ‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫تَكثُر فيها التَّ َج ُّمعات‪ ،‬مِا يُ َس ِّهل ُم ِه َّمتَه ويُثَبِّت ِص ْد َق ما يدعو إليه و َأه ِّميَّتَه‪ ،‬وهذا ما ياُ يةعلُه‬
‫النَّ ُّ ‪.‬‬
‫الع ْد ِل دوُ متيِي ٍز يف َد ْع َوةِ النِا ِ ‪.‬‬
‫حدود َ‬
‫َ‬ ‫اعيَة إىل ايف جيب أُ يلتَ ِز‬ ‫إُ ال ِد ِ‬‫‪َّ -6‬‬
‫صر‬ ‫صر أو تَ ْنتَ ِ‬
‫ُّري بني أُ ي ْنتَ ِ‬‫فحينَما ِّ‬ ‫صر د ْعوتُه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -7‬‬
‫َ‬ ‫أهم ما جيب أُ يهتَ َّم به ال ِداعيَة أُ تَ ْنتَ َ َ‬ ‫إُ ِ‬
‫صه‪.‬‬‫د ْعوتُه‪ُّ ،‬تار د ْعوتَه على َشخ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫احلكمةَ فيما يَلِي‪:‬‬
‫‪ِّ -1‬بني َ‬
‫امسبميَّة يف َحياةِ النَّ ِّ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدعوةِ‬ ‫ِ‬
‫السِّريَّة يف ب ْدو َّ َ‬‫ِّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫عةاو إىل امسبِ قبل َغ ِريِهم ِم ِعليَة ال َق ْو ‪.‬‬ ‫الض ِ‬ ‫‪ -،‬دخول ال ُةقر ِاو و ُّ‬
‫إيصال َد ْع َوتِه لِلنِا ؟‬
‫سول ‪ ‬يف ِ‬ ‫الر ِ‬‫‪ -2‬لَ ِّخِ ُسبُ َل َّ‬
‫الصلة بَْي نَه وبني أهلِه‪َ .‬مثِّل لذلك‪.‬‬ ‫حممد ‪ ‬يانَت هي َح ِقيقة ِّ‬ ‫صديق بِرسالَة َّ‬ ‫إُ التَّ ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫يق النَّ ِّ ‪ ‬حلك ِم ايفِ دوُ متيِيز‪ُ ،‬م َعِززاً إجابَتَك بآيٍَة ِم القردُ الكرمي تُؤِّيد هذا األَ ْمر‪.‬‬ ‫‪ -4‬أثبِت تَُّبِ َ‬
‫حادثَِة املرأَة املخز ِ‬
‫وميَّة‪.‬‬ ‫‪ -5‬حلِّل موقِف أسامة ب زيد رِي ايف عنهما يف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬

‫‪46‬‬
‫حتدث ع ُمتََُّلَّبات َ‬
‫احلكمة‬ ‫احلكمة واملوعظة احلسنة‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‪َ -6‬دعا النَّ ُّ ‪ ‬النِا َ لإلسبِ على أسا ِ‬
‫الدعوة‪.‬‬ ‫يف َّ‬
‫ِ‬
‫‪ -7‬ص ْهلل بِسلوبِك ما تع ِرفه ع أحوال العر‪ ،‬قبل امسب وبَ ْع َده؛ ُمبَ يِّناً األثَر الذي َترَيه امسب ُ‬
‫في ِهم‪.‬‬
‫عوة‪.‬‬ ‫الد َ‬‫حممداً ‪ ‬أثناوَ تَ ْبلِيغِه َّ‬
‫اج َهت النَّ َّ َّ‬ ‫‪ -8‬أبْ ِرز َأه ِم ُّ‬
‫الصعوبات اليت و َ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬ ‫‪ -9‬قال‬
‫ﱡ ﱣ ﱤﱥ ﱦ ﱠ[عمراُ‪:‬‬
‫ﱙﱛﱜﱝﱞﱟﱠ ﱢ‬
‫ﱚ‬ ‫ﱘ‬
‫‪.]110‬‬
‫اِحة يف اآلية لِت ِ‬
‫حق ِيق اخل ِرييَّة يف األَُّمة ؟‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الشروط الو َ‬ ‫(أ) ما ُّ‬
‫املذيورة يف اآليَة ؟‬
‫َ‬ ‫(‪َ )،‬م هي األَُّمة‬
‫(َّ) َم الذي تَ َوىل تَربِيَة األَُّم ِة على النَّحو املذيور يف اآليَة ؟‬
‫ساهم يف حتقيق اخل ِرييَّة ألَُّمتِك يف الوقت احلايل ؟‬ ‫(د) ييف تُ ِ‬
‫ات التِالِيَة‪:‬‬
‫املناسب ِم العِبار ِ‬
‫املكاُ ِ‬ ‫ِعها يف ِ‬ ‫يحة مِا يِيت َو ْ‬ ‫ختري ال َكلِمات َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫‪َّ -10‬‬
‫‪ 25‬عاماً‪ ،‬زينب‪ ،‬األنصار‪ ،‬األَو ‪ ،‬ي اجملاز‪ ،‬مىن‪ ،‬فاطمة‪ ،‬نِصف قرُ‪.‬‬
‫قوم ِهم لِية َقهوا النِا يف أُموِر امسب ‪.‬‬
‫الرسول ‪ِ ‬م ‪..............‬أُ يذهبوا إىل ِ‬
‫َ‬ ‫(أ) طلَب َّ‬
‫العر‪ ،‬سوق‪..............‬وسوق عُكاظ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )،‬م األسواق املشهورة قدمياً عند َ‬
‫العَر‪.،‬‬ ‫الرسول ‪ ‬يف ِ‬
‫أقل م ‪................‬أُ يُغَِّري حياةَ َ‬ ‫ِ‬ ‫(َّ) استَُّاع َّ‬
‫مرتني‪.‬‬
‫الدر َّ‬ ‫(د) ُيِر اسم ابنَ ِة النَّ ِّ ‪......................‬يف َّ‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫السنَّ ِة املَُّ َّهَرة اليت تُ َؤيِّد ما قا به النَّ ُّ ‪ِ ‬م وسائِل‬ ‫‪ -1‬استع ِرض أما زمبئِك ِ‬
‫األدلَّة ِم القردُ و ُّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫تَبلِيهلل َّ‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫‪ -2‬ايتُب ِم املصحف اآليات التِالِية‪ ،‬واستَخ ِرَّ منها بعض ِص ِ‬
‫ةات النَّ ِّ ‪ ‬وأمسائِه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصف "‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬اآلية (‪ )6‬م سورة " ِ‬
‫‪ -‬اآلية (‪ )4‬م سورة " ال َقلَم "‪.‬‬
‫‪ -‬اآلية (‪ )128‬م سورة " التَّوبَة "‪.‬‬
‫ال َفص ُل الثالث‪ :‬س َيرة الرسول ‪ ‬في اإلعداد والجهاد‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫وجاهها؛ بل ياُ‬ ‫الدنيا ِ‬ ‫أجل احلر‪ ،،‬أو الَُّّمح يف ِ‬
‫مال ُّ‬ ‫أي َغ ْزَوةٍ ِم َغزواتِه ِم ِ‬ ‫مل يقاتِل ُ ِ‬
‫َ‬ ‫رسول ايف ‪ ‬يف ِ‬ ‫ُ‬
‫امنساُ ِم عبوديَّة غ ِري ايفِ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شرها وبَ ْذ َل اجلهد؛ معبو َيل َمة ايفِ‪ ،‬وحت ِري ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف منها جيعاً محايةَ العق َ ِ‬
‫يدة ونَ َ‬ ‫َ‬ ‫اهلد ُ‬
‫َ‬
‫الصحيح‪ .‬هذه هي بعض ِ‬
‫املبادئ امنسانِ يَّة‬ ‫مقامة اجملتَ َمح َّ‬ ‫وحده‪ ،‬ورد العدو ِاُ‪ ،‬وتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫السب َ‬ ‫وطيد َّ‬ ‫ليكو َُ عبداً يف َ ِ ُ‬
‫غزواتِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ساه مت يف انت صا ِر رسول ايف ‪ ‬يف َ‬ ‫الرف َيعة اليت قامت عليها ف ْكَرة اجلهاد يف امسبِ َع َمليِاً‪ ،‬واليت َ‬
‫يادة العس َك ِريَّة املثلى لِ ِ‬
‫رسول ايف ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِد املشريني واليَهود‪ ،‬وإىل جانب تلك املبادئ هناك الق َ َ‬
‫عما يِيت‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أجب ِ‬
‫الرسول ‪ ‬؟‪.‬‬ ‫* ما َّأول َغ ْزَوةٍ غزاها َّ‬
‫الس ِريَّة ؟‬
‫* ما الةرق بني الغَْزَوة و َّ‬
‫صف با القائِد ِم ِو ْج َهة نَظَ ِرك ؟‬ ‫الصةات اليت ِجيب أُ يتَّ ِ‬ ‫أبرز ِّ‬ ‫* ما َ‬
‫ياديَّة لِ ِ‬
‫رسول ايفِ ‪:‬‬ ‫الصةات ِ‬
‫الق ِ‬ ‫أبرِز ِّ‬ ‫ِ‬
‫م َ‬
‫أوالً‪ :‬الحن َكة وبُع ُد النظَر‪:‬‬
‫اهلجرة النَّب ِويَّة أ بعدها ؟‪ ،‬وملا ا ؟‬
‫* هل بدأ اجلهاد قبل َ‬
‫أعمال النَّ ِّ ‪ ‬بعد ُوصولِه إىل املدينة ؟‬ ‫* ما أهم ِ‬
‫َِ‬
‫* هل هلذه األعمال ِصلَة باجلهاد ؟‪ ،‬ييف لك ؟‬
‫ياسيِاً‬‫خُّيط هلا ِس ِ‬ ‫رسول ايف ‪ِ ‬م قِيادةٍ م ْلهم ٍة يف تص ِريف األُمور‪ ،‬والتَّ ِ‬ ‫وهب نَِ ما ُوِهب ُ‬
‫َ ُ ََ‬ ‫مل يُ َ‬
‫وم أمثِلَة لك ما يلي‪:‬‬ ‫وعس َك ِرياً‪ِ ،‬‬
‫َ ِ‬
‫بت اهلجرة‪ ،‬فآخى بني ِ‬
‫املهاجري‬ ‫شك ِ‬ ‫سول ‪ ‬م ِ‬ ‫اجلهاد يف امسبِ ِإال بعد أُ َح َّل َّ‬
‫َ َ‬ ‫الر ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يبدأ‬
‫(أ) مل َ‬
‫هاج ٍر‬‫واألنصار ِم األو واخلزرَّ‪ ،‬وجعل األُخ َّوةَ يف ايفِ أعمق ِم أُخ َّوةِ النَّسب‪ ،‬فِصبح لِ ُكل م ِ‬
‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫فصادف لك نُةوساً ما َعَرف‬ ‫السخاو واميثار‪َ ،‬‬ ‫ض النِا َ على ال َكر و َّ‬ ‫أخ م األنصا ِر‪َ ،‬‬
‫وح ِ‬
‫فتح َّشدوا َعس َك ِريِاً‬
‫الر ُس ِل‪ ،‬فصار املسلموُ يالبُ ْنياُ املرصوص‪َ ،‬‬ ‫شرف منها‪ ،‬وال أرقى بعد ُّ‬ ‫ِ‬
‫التِاريا أ َ‬
‫الرسول ‪ ‬لك‪ ،‬وأَِم َشَّر اليهود واملشريني يف‬ ‫احدة‪ ،‬فلما أجنََز َّ‬ ‫اح َدةٍ حتت قِيادةٍ و ِ‬
‫نُّ َقة و ِ‬
‫يف م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ألُ ِقوات املسلمني حينذاك أصبَ َحت ِم‬ ‫تال فِ ْعبً؛ َّ‬ ‫املدينة بِ ِكتابة ص ِحي َةة معاه َدةٍ معهم‪ ،‬بدأ ِ‬
‫الق ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِةاً‬ ‫يدة‪ ،‬فقد أصبَح املسلموُ َ‬ ‫الع ِق َ‬ ‫الد ِ ِ ِ ِ‬
‫عوة وصيانَة ُحِّريَّة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النِاحيَة املاديَّة واملعنوية قاد َرةً على محايَة َّ َ‬
‫احد‪.‬‬‫اح ٍد‪ ،‬بإمرةِ قائِ ٍد و ِ‬‫فوِ‬ ‫هلد ٍ‬
‫احداً يَ ْع َملوُ َ‬ ‫وِ‬
‫َْ‬

‫‪48‬‬
‫ض َعة أَ ْش ُه ٍر ِم ُوصولِه إىل‬ ‫القتال األوىل بعد بِ ْ‬ ‫يات االستُِّْبع وسرايا ِ‬
‫َ‬
‫سول ‪ ‬دور ٍ‬
‫َْ‬
‫الر ِ‬
‫إرسال َّ‬
‫ُ‬ ‫(‪)،‬‬
‫املؤدية إىل م َّكة َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض‬
‫خاصة‪ ،‬وليدعوا َ‬ ‫َ‬ ‫املدينة؛ ليِتَ َعَّرف املسلموُ على الُُّّرق احمليَُّة باملدينَة و ِّ َ‬
‫أسلو‪ُ ،‬مبا َغتَ ِة‬ ‫سول ‪‬‬ ‫الر ُ‬ ‫صدوا َحريات املشريني‪ ،‬وهكذا ابتَ َكر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫قَبائل املنُّقة إىل امسب ؛ ول َري ُ‬
‫الضروِريَّة عنه‪ ،‬إِافَةً إىل ما يف لك ِم َرفْ ٍح لِ ُّلرو املعنَ ِويَّة بني‬ ‫القتالِيَ ِة َّ‬
‫الع ُد ِّو جبم ِح املعلومات ِ‬
‫َ‬
‫العس َك ِريَّة لدى‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اهليبَةَ َ‬
‫سول ‪ ‬أُ يُ َؤِّم جليشه ول َد ْولَته ْ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّاع َّ‬
‫اجملاهدي املسلمني‪ ،‬وبذلك استَ َ‬
‫اآلخ ِري ‪.‬‬
‫َ‬
‫لجهاد ؟‬ ‫* ما اجلوانِب اليت است ع َّد با النَّ ‪ ‬لِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ََ‬
‫اح َد ًة منها‪.‬‬ ‫سول ‪ ‬وب ع ِد نَظَ ِره‪ .‬اُ ير و ِ‬ ‫السابَِقة أمثِلَة أخرى على ِحْن َكة َّ‬
‫الر ِ‬ ‫احل ِّ ِ‬‫* درست يف املر ِ‬
‫ُْ‬ ‫الدراسيَّة ِ‬ ‫َ ْ‬
‫شورة‪:‬‬
‫والم َ‬‫ثانياً‪ُ :‬حس ُن االستعداد َ‬
‫اع ِة يفِ ولِرسولِه‬ ‫الع ُد ِو‪ ،‬واالتِّصال بايف ِّ‬
‫بالذ ْير‪ ،‬والُِّ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫صر احلقيقيَّة ت ْك ُم يف الثَّبات عند لقاو َ‬
‫َّ ِ‬
‫إُ َعوام َل النَّ ْ‬
‫تال‪ ،‬ويُ َهيِّئ َعو ِامل‬ ‫بات ِ‬
‫الق ِ‬ ‫عند ايف تعاىل‪ ،‬ولك َّ ايف ال ي هب نَصره لِم ال يعِ ِد يافَّة متََُّلَّ ِ‬ ‫‪ ،‬فالنَّصر ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ َْ َ‬
‫يب وتَ ْسلِ ٍ‬
‫يح‬ ‫رسول ايف ‪ ‬إ ا أراد َشْيئاً َهيَِّ له أسبابَه‪ِ ،‬م حيث االستِ ْعداد لِلم ْعرَي ِة ِم تَ ْد ِر ٍ‬
‫ََ‬ ‫صر‪ ،‬لذلك ياُ ُ‬ ‫النَّ ْ‬
‫جاه ِدي َ ‪.‬‬
‫الرو املعن ِويَّة لِلم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫فاع َورفْ ِح ُّ‬
‫ود ٍ‬‫ِ‬
‫لم ْوقِف‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وح ْس است ْعداده ل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫* ِّبني ما يُثْبِت أخ َذ َرسول ايف ‪ ‬باألسبا‪َ ،‬‬
‫شارته ألصحابِه رِواُ ايف عليهم أجعني يف املواقِف‬ ‫است َ‬
‫رسول ايف ‪ِ ‬‬
‫ْ‬
‫يادة املثلى لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما ياُ م َمزايا الق َ‬
‫الصحابَة رِواُ ايف عليهم منهم‪ :‬احلبا‪ ،‬ب املنذر رِي ايف‬ ‫اليت هلا أثٌَر يف َمصاحل املسلمني‪ ،‬فقد أخذ برأي َّ‬
‫غزوة اخلندق (يو األحزا‪ ،)،‬وبِرأي نَ ْوفل ب ُمعا ِويَة‬ ‫ِِ‬
‫عنه يف غزوة بَدر‪ ،‬وسلما َُ الةارسي رِي ايف عنه يف َ‬
‫ِ‬ ‫ك احلصا ِر و َّ ِ‬
‫أي‬
‫حتَّت ر َ‬ ‫يادة اليت َ‬ ‫الرحيل عنها‪ ،‬إهنا الق َ‬ ‫غزوة ِحصار الُِّائِف‪ ،‬عندما أشار عليه بَِة ِ‬ ‫رِي ايف عنه يف َ‬
‫الشورى بني املسلِ ِمني‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫صحيحاً‪ُ ،‬مؤِّيداً بذلك َمْبدأ تَ ْع ِميم ُّ‬ ‫املسلِم يائناً م ياُ‪ ،‬ما دا َّ ِ‬
‫الرأي َسليماً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﱥ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ [دل عمراُ‪:‬‬
‫ﱟﱡﱢ ﱣﱤ ﱦ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱡﱙﱚﱛﱜﱝﱞ‬
‫‪.]159‬‬
‫الس ِ‬
‫عوديَّة ؟‪َ ،‬دلِّل على لك‪.‬‬ ‫* هل يوجد نِظا ٌ لِ ُّ‬
‫لشورى يف اململكة العربِيَّة ُّ‬
‫الجأش َرغم األَهوال‪:‬‬ ‫ورباطَة َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬الثبات َ‬
‫ﳁﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ‬
‫ﳂ‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ‬
‫ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﱠ [ النحل‪.]128-127 :‬‬

‫‪49‬‬
‫ف احل ِر َجة فَ َسْيَُّر على أعصابِه فيها‬ ‫الضراو‪ ،‬وثَبت يف جي ِح املواقِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لقد صرب ُ ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬يف البِساو و َّ ِ َ‬ ‫ََ‬
‫نوف األَ ى‬ ‫السب ِم ص ِ‬
‫ُ‬ ‫الصبة و َّ‬‫حتمله عليه َّ‬ ‫احلقي َق ِة‪ ،‬وقد َعلِ ْمت ما َّ‬
‫اخليال منها إىل ِ‬
‫سيَُّرًة أقر‪ ،‬إىل ِ‬
‫َْ َ َ َ‬
‫ِح لك طََرفاً ِم‬ ‫اهلجرةِ‪َ ،‬‬
‫وسنُحا ِول هنا أُ نُ َو ِّ‬ ‫قبل َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ر‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َ‬‫ل‬‫رسا‬‫االُِّهاد ِم املشريني عندما ياُ يدعو النِا بِ‬
‫َ‬
‫و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِجيبَة عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫أص َعب املواقف‪ ،‬فم لك َم ْوق ُةه‬ ‫األعصا‪ ،‬والثَّبات يف أَحلَك الظُّروف و ْ‬ ‫ِْبط‬
‫السب يف َ‬ ‫قُ ْد َرته َ‬
‫يف‪:‬‬
‫(أ) غار ثَور‪:‬‬
‫وصاحبه أبا بكر رِي ايف عنه عند ِهجرهتما إىل ِ‬
‫املدينَة‪ ،‬حس‬ ‫سول ‪ِ ‬‬ ‫الر َ‬‫عندما ياُ املشريوُ يُُّا ِردو َُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول ايف ‪":‬‬
‫فه َمس ُحي ِّدث َ‬‫الروع أبا بكر‪َ ،‬‬ ‫يانت أقدا ُمُّا ِردي ِهم ختةق جو َارُها‪ ،‬وها يف الغا ِر‪َ ،‬‬
‫فِخ َذ َّ‬
‫السب قائِبً‪ ":‬يا أبا بكر ما‬ ‫حتت قَ َد َمْيه لََردنا " على ِحني ياُ يَُُّ ْمئِنُه عليه َّ‬
‫الصبة و َّ‬ ‫لو نَظَر أحدهم َ‬
‫ظَنُّك بِاثْنَ ْني ايفُ ثالِثُهما "(‪.)25‬‬
‫أروع األمثِلَة يف الثِّ َقة بايفِ‪ ،‬واالطْ ِمئناُ إىل ِمحايَتِه‪ ،‬واالتِّكال عليه عند َّ‬
‫الشدائد دوُ أُ يُنايف‬ ‫ويف هذا َ‬
‫األسبا‪ِ ،‬م أَ ْخ ِذ احليَُِّة واحل َذر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لك األَ ْخذ بِ‬
‫* ما أه ِّميَّة التَّوُّيل على ايفِ سبحانَه وتعاىل ؟‬
‫هاجر إىل املدينة ؟‬
‫* يم ياُ عُ ْمر النَّ ِّ ‪ ‬عندما َ‬
‫إثراء‪:‬‬
‫ناسب‬ ‫ِ‬
‫املسجد احلرا ‪ ،‬وفُْتحة الغا ِر تُ ِ‬ ‫خسة ييلومَّتات ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ي َقح َجبَل ثَ ْور يف َجنو‪َ ،‬مكةَ على بُ ْعد َ‬
‫داخلِه‬
‫اخل ِإال زحةاً أو مْنحنِياً‪ ،‬فالذي يف ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫االختِةاو‪ ،‬حيث يوجد فُْتحتاُ تَقعاُ إىل األس َة ِل‪ ،‬وال ي ْدخله ال ِد ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ِح رأ َسه َمكا َُ قَ َد َمْيه‪،‬‬ ‫يرى أقدا َ َم يف اخلا ِرَّ‪ِ ،‬أما الذي خا ِرَّ الغار فإنَّه ال يَرى َم بداخله ِإال إ ا احنىن َ‬
‫وو َ‬
‫حتت قَ َد َمْيه لَردنا "‪.‬‬ ‫وهذا ِ‬
‫أحد ُهم َ‬
‫تةسري قول أب بكر رِي ايف عنه‪ ":‬لو نَظَر ُ‬
‫(ب) غَزَوة بَدر‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱕ‬
‫ﱔ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ [ دل عمراُ‪.]123 :‬‬
‫ظامي‪ ،‬وياُ ع َدد قُو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات‬ ‫َ ِ‬ ‫خاِها املسلموُ ِ ِد املشريني بِ َش ْك ٍل ن ي‬ ‫يانت َغ ْزَوة بَ ْدر ال ُكربى َّأول َغ ْزَوة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سارة املسلمني يف هذه الغَْزَوة رَّمبا تُ َؤِّدي إىل اهنيا ِر ُّ‬
‫الرو ِ املعنَ ِويَّة‬ ‫ث َع َدد قُ ِوات املشريني‪ ،‬ويانت َخ َ‬ ‫املسل ِمني ثُلُ َ‬
‫تال‪ ،‬وأَ َخذ‬ ‫حتمل النَّ ‪ ‬مسؤولِيَّةَ اختا ِ قَرا ِر ِ‬
‫الق ِ‬ ‫ِ ْعف َموقِ ِةهم يف املدينة‪َ ،‬ور ْغم لك َّ‬ ‫ِ‬
‫ُّ َ‬ ‫لدى املسلمني‪ ،‬وم َثَّ َ‬

‫‪ -25‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬برقم (‪.)3653‬‬


‫‪50‬‬
‫ِ‬ ‫األرض‪ ،‬وياُ ي ِق ِ‬ ‫ِ‬
‫ف طو َال اللَّيل يُناجي ايفَ‬‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِر‪ ،‬حس أنَّه َح َّد َد َمصا ِرع بعض املشريني على‬ ‫يَُُّ ْمئ أصحابَه بِالنَّ ْ‬
‫داؤه وأش َةق عليه أبو بكر‬ ‫ط عنه ِر ُ‬
‫صَره الذي َو َع َد حس َس َق َ‬ ‫ِ‬ ‫داعياً ومتَضِّرعاً‪ ،‬ي ِ‬
‫تعاىل ِ‬
‫وجل أُ يُ ْؤتيَه نَ ْ‬
‫ناش ُد ايفَ َعَّز َّ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫رِي ايف عنه‪.‬‬
‫املسلمني واملشريني يف ِ‬
‫هذه الغَْزَوة ؟‬ ‫عدد قُوات ِ‬
‫* يم ياُ َ ِ‬
‫* ما األسبا‪ ،‬اليت أَ َّدت إىل قِياِ َغ ْزَوة بَ ْدر ؟‬
‫* ما َسبَب انتِصا ِر املسلمني يف َغ ْزَوة بَ ْد ٍر َحسب رأيك ؟‬
‫(ج) يَو ُم ُحنَ ين‪:‬‬
‫ني بَِقي النَّ ُّ ‪ ‬ثابِتاً‬
‫ةاجِة أعدائِ ِهم هلم بِ َك ِم ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫عندما تَ َةَّرقَت جوعُ املسلمني يف الوادي ُم ْدبَرًة ب َسبَب ُم َ‬
‫نادي وهو على بَ ْغلَتِه‪ :‬أنا النَّ ِّ ال َي ِذ‪،،‬‬ ‫الةاري ِم أصحابِه عندما أخ َذ ي ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ثَباتاً َع ِجيباً امتَ َّد إىل نُةو ِ أولئِك ِّ‬
‫أنا اب عبد املَُّّلب "(‪.)26‬‬
‫* ما اخلُِّ الذي َوقح فيه املسلِموُ يف هذه الغَْزَوة ؟‬
‫* هل تَظُ أ ُِ املسلمني سيعودوُ بعد نِ ِ‬
‫داو النَّ ِّ ‪ ‬؟‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫لمْيداُ ؟‬ ‫حيدث بعد عودهتم ل َ‬ ‫* ما ا تَتَ َوقَّح أُ ُ‬
‫العزمية‪،‬‬ ‫املشهد َرباطَة ِ‬
‫اجلِش وقُ َّوة َ‬
‫ِ‬
‫عادت إليهم م لك َ‬ ‫وت أقبَلوا َوقد َ‬ ‫الص َ‬ ‫عندما َِمس َح املسلِمو َُ لك َّ‬
‫ني يتَزايَد‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َّ ِ‬ ‫وجتمعوا ح ِ‬
‫أخذ َع َدد املسلم َ‬ ‫هار قد طَلَح‪ ،‬واملشريوُ قد تَريوا َمواق َعهم‪ ،‬و َ‬ ‫الرسول ‪ ،‬وياُ النَّ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫وهنالك ب َدأ اهلجو املقابِل على املشريني‪ ،‬وعندما رأَت هوا ِزُ وثَِقيف أ ُِ املقاومة ال ِ‬
‫جتدي ِهم نَ ْةعاً‪ ،‬وأهنم ال‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فح َّول‬ ‫يستُّيعوُ ص َّد هجوِ املسلمني انسحبوا ِم امليداُ تا ِريِني وراوهم نِساوهم وأمواهلم َغنِيمةً لِ ِ ِ‬
‫لمسلمني‪َ ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ُ‬
‫الر ِ‬
‫ص ٍر‪ ،‬قال تعاىل يف لك‪ :‬ﱡ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ‬ ‫بعض أصحابِه اهلزميَةَ إىل نَ ْ‬‫سول ‪ ‬مح ِ‬ ‫مود َّ‬
‫ص ُ‬ ‫ُ‬
‫ﲴ ﲶ ﲷ ﲸﱠ [التَّوبة‪.]26 :‬‬
‫ﲵ‬ ‫ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬
‫ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬غري‬ ‫الش ْجعاُ‪ ،‬ومح لك فقد ثَبَت فيها ُ‬ ‫شج ِح ُّ‬ ‫ص َّدع منها قَ ْلب أ َ‬ ‫يانت تلك َمواقف يتَ َ‬
‫صره‪ ،‬ويَتَ َح َّقق َو ْع ُده ويُتِ ِم ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُم ْك ََِّتث مبا ُحيدق بِه م أخُّا ٍر‪ ،‬وما هذا ِإال ث َقةً بايف وتَ َوُّيبً عليه‪ ،‬وع ْلماً بِنَّه َسيَ ْن ُ‬
‫أَْر َسلَه بِه‪.‬‬
‫إثراء‪:‬‬

‫‪ -26‬رواه مسلم يف صحيحه‪ ،‬حديث رقم (‪.)1775‬‬


‫‪51‬‬
‫ساد‬
‫سول ‪ ‬قبل َغ ْزَوة تبوك‪ ،‬وهلذا َ‬‫ُّرَّ يف َحياةِ َّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫ش إسبم يي ُ‬ ‫أيرب َجْي ٍ‬
‫املسلمني يف ُحنَني َ‬
‫َ‬ ‫جيش‬
‫ياُ ُ‬
‫ِ‬
‫ض النِا ِ أهنم ل يُ ْغلَبوا ِم قلَّ ٍة‪ ،‬فَ َ‬
‫ش َّق لك على النَّ ِّ ‪ ‬فعاتبَهم ايف تعاىل يف قوله‪ :‬ﱡ ﲎ‬ ‫عور عند بَ ْع ِ‬
‫ُش ٌ‬
‫ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬
‫ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱠ [التوبة‪.]25 :‬‬
‫ِ‬ ‫جبودةِ ِّ‬ ‫أُ النَّصر ال يكوُ بِ َكثْ رة ِ‬ ‫ِ‬
‫باممياُ الذي‬ ‫السب فقط‪ ،‬ولك يكوُ‬ ‫الع َدد وال َ‬
‫َ َ‬ ‫ومح لك يتَّضح َّ َ‬
‫ضحية و ِ‬
‫الةداو‪ ،‬وليس َأد ِل على لك ِم َغ ْزَوة بَ ْدر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يَ ْغ ُمر نُةو َ اجملاهدي ‪ ،‬ويَ ْدفَعُهم إىل التَّ َ‬
‫وحس ُن التصرف واالختيار‪:‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الحك َمة ُ‬
‫يصدر ع ِح ْكمة بالِغَ ٍة ورأْ ٍي س ِد ٍ‬
‫يد‪ ،‬ويتَّضح‬ ‫يل تَدبِ ٍري يتَّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫السلم واحلر‪ ،‬إلا ياُ ُ‬‫سول ‪ ‬يف ِّ‬ ‫الر ُ‬‫خذه َّ‬ ‫إ ُِ َّ‬
‫بل املواقِف التِالية‪:‬‬ ‫لك ِم ِخ ِ‬
‫* ما الغَْزَوة اليت تَلَت غزوَة بَ ْدر ؟‬
‫أي َسنَ ٍة وقَ َعت تلك الغزوة ؟‬ ‫* يف ِ‬
‫* ما َسبَب قِياِ هذه الغَْزَوة ؟‬
‫* ما أَ َه ِم نَتائِ ِجها ؟‬
‫ين يَوَم أُ ُحد‪:‬‬‫المسلم َ‬ ‫سارة ُ‬‫(أ) َموق ُفه ‪ ‬بعد َخ َ‬
‫* ملا ا َخ ِسر املسلموُ يف َغ ْزَوة أُ ُحد ؟‬
‫ِح إجابَتَك‪.‬‬ ‫يط يف أسبا‪ ،‬النَّصر يف هزمية ِ‬
‫املسلمني يوَ أُ ُحد ؟‪َ .‬و ِّ‬ ‫* ما دور التَّة ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫وسقو ِط َهْيبَتِ ِهم يف نَظَر‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ ْعف ُروح ِهم املعنَ ِويَّة‪ُ ،‬‬ ‫املسلمني يف هذه الغَْزَوة َستُ َؤِّدي إىل َ‬ ‫ِ‬ ‫يانت َخسارة‬
‫ِ هؤالو جيعاً بِم وحماولَتِ ِهم ال َقضاو علي ِهم؛ بل َّ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يانوا‬
‫إُ املشري َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َقبائل واليهود واملنافقني‪ ،‬وم َثَّ تَربِ ِ َ‬
‫صال املسلمني‪.‬‬ ‫ي َة ِّكروُ فِ ْعبً يف العوَدة إىل املدينَة الستِْئ ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫رسول ايف ‪ ‬لِتَبيف هذه النَّتائِج احملتَ ِملَة ؟‬ ‫فع َل ُ‬ ‫فما ا َ‬
‫يصل إىل املدينة حس أمر املسلمني الذي دخلوا املعرَية أُ يستعِ ِدوا مباشرةً لِ ِ‬
‫لجهاد َر ْغم‬ ‫إنَّه ما ياد ِ‬
‫َ َْ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حرِك وراوَهم حس‬ ‫إعيائِ ِهم‪ ،‬ث خرَّ بم متتبِّعاً دثار املشريِني‪ ،‬ومل ي َكد املشريوُ يسمعوُ ِ‬
‫بِنباو هذا التَّ ُّ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُ‬ ‫ََ‬
‫جوع إىل املدينة لِل َق ِ‬ ‫اهلرو‪ ،‬مح أهنم يانوا يُ َة ِّكروُ يف ُّ‬ ‫يل الذي يُ ْشبِه‬ ‫الرِ‬
‫ضاو على املسلمني‬ ‫الر ِ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْعلَنوا َّ َ‬
‫ح‬
‫ح ٍد‪ ،‬فقال ايف تعاىل فيهم‪ :‬ﱡ ﲴ ﲵ‬ ‫فيها‪ ،‬ومل ي َقح ي ومها حر‪ ،،‬ولك َّ هذه ِ‬
‫الع َمليَّة حمت دثار أُ ُ‬‫َ‬ ‫َ َْ َ َْ ٌ‬
‫ﲼ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃﱠ [دل عمراُ‪.]172 :‬‬
‫ﲽ‬ ‫ﲶﲷﲸﲹﲺﲻ‬

‫‪52‬‬
‫ونزل القردُ الكرمي بعد لك فَرىب‬ ‫ب ِقي جيش املسلمني معس ِكراً ِطوال ثَبث لَ ٍ‬
‫يال يف َمحراو األسد‪َ ،‬‬ ‫َُ ْ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫لهزمية يف قولِِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﱬﱭ ﱮ ﱯ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل اآلثا ِر النَّةسيَّة ل َ‬
‫ِ‬
‫وو َعظَهم و َغ َسل ِ‬
‫املسلمني َ‬
‫ﱲﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‬
‫ﱳ‬ ‫ﱰﱱ‬
‫ﲏ‬ ‫ﲎ‬ ‫ﲉﲋﲌﲍ‬
‫ﲊ‬ ‫ﲀﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ‬
‫ﲁ‬
‫ﲒ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ [دل عمراُ‪.]152 :‬‬
‫ﲓ‬ ‫ﲐﲑ‬
‫لم ِدينَة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح ِّدد أُ ُحد بالنِّسبَة ل َ‬ ‫وحدد اجتاهَ محراوَ األَ َسد‪َ ،‬‬ ‫الشكل رقم (‪ِّ )10‬‬ ‫‪ -‬انظر‪ :‬اخل ِريَُّة يف َّ‬
‫تدل َغزوة أُحد يذلك على ثَ ِ‬
‫بات النَّ ِّ ‪ِّ ،‬بني ييف لك‪.‬‬ ‫* ُّ َ ُ‬
‫(ب) ُخطتُه عليه الصالةُ والسالم ل َفتح َمكةَ‪:‬‬
‫لمسلمني يف العا الثِ ِام ِم اهلجرة النَّب ِويَّة ؟‬ ‫ِ‬
‫* ما احلديث اهلا الذي وقَح ل ُ‬
‫احلدث ؟‬‫* ما الذي تَع ِرفُه ع هذا َ‬
‫مكة‪ ،‬فقد يانت تلك اخلَُّّة‬ ‫تنظي ِم ُخَُّّتِه لَِةْتح َّ‬ ‫يل االحتِماالت عند ِ‬ ‫رسول ايف ‪ ‬يف ِحسابِِه َّ‬ ‫أدخل ُ‬ ‫َ‬
‫الع َمل ُم ْستَ ِقلَّة ع ال ُق ِوات األخرى‬ ‫ٍِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫يق البَ لَد م جهاته األَْربَح بِ ُق ِوات ُم ْكتَةيَة بِذاهتا‪ ،‬وبإمكاهنا َ‬ ‫تُ َؤِّم تَُّ ِو َ‬
‫عند احلاجة‪ ،‬وبذلك تستَ ُِّيح ال َقضاو على أي مقاوم ٍة يف ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫صة‬ ‫أي ج َهة م جهات َم َّكة‪ ،‬وتُ َة ِّو ُ‬
‫ت فُ ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هات َم َّكةَ وأطرافِها‪،‬‬ ‫يد قِواهم يف ِج ِ‬
‫ُ‬
‫بد ِ‬ ‫يت جاعاهتم‪ ،‬وتَ ِ‬ ‫ُّروُ إىل تَشتِ ِ‬ ‫يض ُّ‬ ‫ألهنم َس ْ‬‫أهل َم َّكة؛ َّ‬ ‫تال على ِ‬ ‫الق َ‬‫ِ‬
‫قاد ًة لِتِْلك ال ُق ِوات ِم املتَ َميِّ ِزي َ ِم أصحابِه‬ ‫اختار َ‬ ‫ِ‬
‫السب هذا التَّدبري احلكيم و َ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫وقد اخت َذ عليه َّ‬
‫حول دوُ ُمبا َغتَ ِة قُ ِواتِه‪ ،‬أو‬ ‫يف ِج ِداً؛ و لك لِيَ َ‬ ‫ِعِ ٌ‬ ‫يش َ‬‫قاوَم ِة قُر ٍ‬
‫مال ُم َ‬ ‫بُِ احتِ َ‬
‫قاده َّ‬ ‫على الرغم ِم اعتِ ِ‬
‫ِ‬
‫إيقاع اخلسائر با مهما تَ ُك الظُّروف واألحو ُال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بل ما َسبق ِأجب ع اآليت‪:‬‬ ‫ِم ِخ ِ‬
‫الدلِيل‪.‬‬
‫* هل ياُ النَّ ُّ ‪ ‬يعلَم بِنَّه َسيَ ْةتَح َم َّكة ؟‪ .‬أثبِت قَولَك بِ َّ‬
‫تقسيم َجْي ِشه إىل أربَ َعة ُجيوش‪.‬‬ ‫* حلِّل خَُّّةَ ال َةْتح اليت دفَعت النَّ ‪ ‬إىل ِ‬
‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫الش ِ‬
‫اهد على لك‪.‬‬ ‫وح ْس اختِيا ِره‪َ .‬ح ِّدد ِ‬‫* اتَّضح مِا سبَق َح ْك َمة النَّ ِّ ‪ُ ‬‬
‫تدل على ِح ْك َمتِه‪ ،‬اُ ير بَعضاً منها‪.‬‬ ‫* هناك َشو ِاهد أخرى ِم ِسرية النَّ ِّ ‪ُّ ‬‬
‫َ‬
‫ناء عليها‪:‬‬‫عاملَتهم ب ً‬ ‫وم َ‬‫(ج) َمعرفَ تُه عليه الصالة والسالم بنَ فسيات الناس ُ‬
‫‪ -1‬استِمالَتُه امل َؤلََّةة قُلوبم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُهم مبزيد م الغَنائم ع غريهم بال َق ْدر الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫املؤل َةة قلوبم باملال بعد ُحنَني‪ ،‬فاختَّ َ‬ ‫رسول ايف ‪َ ‬‬ ‫مال ُ‬ ‫استَ َ‬
‫املادة يانت تَُّْغى على تَ ْة ِك ِريِهم؛ إ مل يستَ ْشعِروا ب ع ُد حبوَة ِ‬
‫اممياُ‪،‬‬ ‫ألُ َّ‬‫صلَحة تَِلِيف قُلوبم؛ َّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫تدعو إليه َم ْ‬

‫‪53‬‬
‫إيل حس ما َخلَق ايفُ شيئاً‬ ‫عُّ ِيين ِم َغنائِم ُحنَ ْني وهو أَبْغَض ِ‬
‫اخللق َّ‬ ‫رسول ايف ‪ ‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫قال سةياُ ب أَُميِة‪ ":‬ما ز َال ُ‬
‫إيل منه "‪.‬‬ ‫أَ َح ِ‬
‫ب َّ‬
‫* اقرأ اآليَة اليت َوَرد فيها ِ ْير املؤلََّةة قلوبم‪.‬‬
‫املناسب‪:‬‬‫املناسب لِلمقاِ ِ‬ ‫امنساُ ِ‬‫ِ‬ ‫يار‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬اخت ُ‬
‫وخصائِِ وقابِلِيَّات أصحابِه جيعاً‪ ،‬فكلَّف‬ ‫وم ْع ِرفَةً بِنُةو ِ َ‬
‫اسةً َ‬
‫رسول ايف ‪ ‬أيث ر ِ ِ‬
‫اخللق فر َ‬ ‫ََ‬ ‫• ياُ ُ‬
‫ناسبُها‪.‬‬ ‫طاقاهتم ومو ِاهبهم فيما ي ِ‬ ‫اح ٍد مبا ي ْت ِق إجنازه‪ ،‬ووظَّف ِ‬ ‫يل و ِ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫بات حتتاَّ إىل‬ ‫أُ بني أصحابِه ُشجعاناً مغا ِوير‪ ،‬ف َكلََّةهم بِو ِاج ٍ‬ ‫رسول ايفِ ‪ ‬يَع ِرف َّ‬ ‫• ياُ ُ‬
‫ْ َ َ‬
‫يادة لِغَ ِْريه يخالِد ب الوليد‬ ‫ِ‬
‫جاعة وال ُق ْد َرةِ على الق َ‬
‫الش ِ‬
‫جاعة يِب ُدجانَة‪ ،‬ومنهم َم ميتاز بِ َّ َ‬ ‫الش َ‬ ‫َّ‬
‫رِي ايف عنه‪ ،‬ومنهم م ال يست ُِّيح ِإال أُ يكوُ جْن ِدياً ِ‬
‫عاديِاً‪.‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ َ َْ‬
‫يس ْلماُ‪ ،‬واحلبا‪ ،‬ب‬ ‫أُ ِم بني أصحابِه ِ‬ ‫سول ايف ‪َّ ‬‬ ‫• يما َعَر َ‬
‫املش َورة‪َ ،‬‬‫الرأي و ُ‬ ‫صاحب َّ‬ ‫ف َر ُ‬
‫املنذر رِي ايف عنهما‪.‬‬
‫ث املسلِ ِمني َورْف ِح‬ ‫الشع ِريَّة يف َح ِّ‬ ‫رسول ايف ‪َ ‬م ْوِهبَةَ َح ِساُ ب ثابت رِي ايف عنه ِّ‬ ‫ف ُ‬ ‫• يما وظَّ َ‬
‫الرو ِ املعنَ ِويَّة لَ َدي ِهم‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫األعداو‬ ‫الشائِعات وبَ ْلبَ لَة أفكا ِر‬ ‫ث ِ‬ ‫• واستَةاد ِم َم ْوقِف نُ َعيم ب مسعود رِي ايف عنه وقُ ْد َرتِه بِبَ ِ‬
‫ا‪.،‬‬‫صديح صةوفِهم أثناو َغ ْزوة األحز ِ‬ ‫ِم مش ِريِني ويهود وتَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ص ِهم‪ .‬اُ ير ما تَع ِرفُه منها‪.‬‬ ‫بعض أصحابِه تَ ُد ُّل على مع ِرفَتِه خبصائِ ِ‬ ‫يات على ِ‬ ‫سم ٍ‬ ‫* أطلَق النَّ ‪ ‬تَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫خامساً‪ :‬الشجاعة واللياقَة البَ َدنية‪:‬‬
‫جاعتِه‬‫رسول ايف ‪ ‬يةوق يف َش َ‬ ‫الب ِزمة لِلقائِد‪ ،‬وقد ياُ ُ‬ ‫الصةات ِ‬ ‫جاعة واللِّياقَة البدنِيَّة ِم ِّ‬ ‫الش َ‬ ‫َّ‬
‫القادة ال ُك ِةار‪ ،‬وياُ ِم‬ ‫ةوف‪ ،‬ويُصا ِرع أقوى َ‬ ‫ولِياقَتِه البَدنِيَّة جيح أصحابِه‪ ،‬فقد َرأَْوه يَتَ َق َّد ُّ‬
‫الص َ‬
‫وشارَي ُهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِياقَتِه أنَّه شارَك أصحابه يف ِ‬
‫املس ِري الَُّّ ِ‬
‫ويل املضين يف غزوة بين املصَُّلق‪ ،‬وتَعبوا ومل يَْت َعب‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فضَربا بِ ِم ْع َولِه‪،‬‬
‫رسول ايف ‪َ ‬‬
‫اخلند ِق‪ ،‬فكانوا إ ا اعَّتِْت هم صخرة أو حنوها جلِوا إىل ِ ِ‬
‫َ َ ُ َ َْ‬ ‫يف َح ْةر َ‬
‫القادة املشريِني حينو َُ هاماهتم لِ َع َم ِل‬ ‫يبار َ‬ ‫األسد ياُ ُ‬
‫ِ‬
‫عود تُراباً ناعماً‪ ،‬ويف محلَة محراوَ َ‬ ‫فتَتَ َةتَّت وتَ ُ‬
‫سول ‪ ‬يف املناورة العسك ِريَّة‪ ،‬وع َش ِ‬ ‫الر ِ‬
‫جاعته يقول عنه علي رِي ايف عنه‪ ":‬ينِا إ ا امحَر البَِْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ‬
‫سول ايفِ ‪ ،‬فما يكوُ ِمنِا أَ َح ٌد أَ ْدىن إىل ال َق ْوِ منه"(‪.)27‬‬ ‫ولَِقي ال َقو ال َقو اتَّ َقينا بِر ِ‬
‫َ ُْ َْ ْ َ‬

‫‪ -27‬رواه امما أمحد يف مسنده (‪.)86/1‬‬


‫‪54‬‬
‫سول ‪ ،‬ناقِش ُزَمبوَك حوهلا‪.‬‬‫جاع ِة َّ‬
‫الر ِ‬ ‫أيت مِا سبَق َمواقِف أخرى ُّ‬
‫تدل على َش َ‬ ‫*ر َ‬

‫‪55‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫أسبا‪ ،‬ما يِيت‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪ِّ -1‬بني‬
‫أ‪ِ -‬جهاد النَّ ِّ ‪. ‬‬
‫‪ -،‬استِمالَة النَّ ِّ ‪ ‬املؤلََّةة قلوبم ِ‬
‫باملال‪.‬‬
‫الشورى يف امسب ‪.‬‬ ‫عميم َمْبدأ ُّ‬ ‫َّ‪ -‬تَ ِ‬
‫تدل ؟‬ ‫‪َ -2‬م قائِل العبارات التِالية ؟‪ ،‬وعلى ما ا ُ‬
‫أ‪ " -‬ما ظنُّك بِاثْنَني ايفُ ثالِثُهما "‪.‬‬
‫سول ايف ‪.) ‬‬ ‫‪ " -،‬ينِا إ ا امحَر البِ ولَِقي ال َقو ال َقو اتَّ َقينا بِر ِ‬
‫ُ َْ ْ َ‬
‫سول الكرمي ‪ ‬إىل املدينَة ؟‬ ‫الر ِ‬ ‫بجرة َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬ما التَّ َح ُّول الذي طَرأ على َّ‬
‫الدعوة امسبميَّة َ‬
‫حيحة‪ ،‬ويلمة‬ ‫ِح َيلِ َمة (صح) أما العبارات َّ‬
‫الص َ‬ ‫الصح واخلُِّ فيما يَلِي بَِو ْ‬ ‫‪َ -4‬ميِّز بني عبارات َّ‬
‫(خُِّ) أما العبارات اخلاطئة‪ ،‬ثَّ ص ِّحح ِ‬
‫اخلاطئَة منها‪:‬‬ ‫َ‬
‫صدي ِح ص ِ‬
‫ةوف املش ِريني‬ ‫ث امشاعات وتَ ِ‬ ‫‪ -1‬استَةاد النَّ ُّ ‪ِ ‬م َح ِساُ ب ثابت رِي ايف عنه يف بَ ِّ‬
‫ُ‬
‫( )‪.‬‬
‫( )‪.‬‬ ‫‪ -2‬يانت ِأول غزوةٍ خاِها املسلموُ ِِ ِد املشريني هي َغ ْزَوة أُ ُحد‬
‫( )‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخذ النَّ ِ ‪ ‬بَِرأي نوفل ب ُمعا ِويَة يف َغ ْزَوة ِحصا ِر الُِّائِف‬
‫الرسول الكرمي ‪ ‬يتَّ ِخذ يافَّة االستِعدادات‪ ،‬ويِخذ يف ِحسابه أسوأَ االحتِماالت قبل ُد ِ‬
‫خول‬ ‫‪ -5‬ياُ َّ‬
‫املعرَية‪َ .‬مثِّل لذلك‪.‬‬
‫َ‬
‫األسبا‪ ،‬والنَّتائِج‪.‬‬ ‫املسلمني وقتال املشريني م حيث‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -6‬قا ِرُ بني جهاد ِ‬
‫ُ‬
‫الع ُد ِّو‪ ،‬اشر هذه العِبارة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسلو‪ُ ،‬مبا َغتَة َ‬
‫َ‬ ‫خد النَّ ُّ ‪‬‬
‫‪ -7‬استَ َ‬
‫األقل يف هذا املوِوع‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫‪ -8‬ايتُب باختصار ع َعوامل النَّصر احلقيقيَّة ُمستَعيناً مبرج َع ْني على ِ‬
‫اسة‪ ،‬خندق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فسر معىن ال َكلمات التِالية‪ :‬شورى ‪ ،‬فر َ‬ ‫‪ِّ -9‬‬
‫الصرب وع َد االستِسب ألي مظْه ٍر ِم م ِ‬
‫ظاهر اهلزمية‪،‬‬ ‫ظاهر ال َك ِ‬‫‪ِ -10‬ر‪ ،‬النَّ ‪ ‬أروع م ِ‬
‫َ‬ ‫َِ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫مال يف َّ ْ َ‬ ‫ُّ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّبني بعض هذه ِ‬
‫املظاهر‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -11‬اقرأ اآلية الكرمية التِالية‪ :‬ث ِأجب ع األسئِلة باالستِعانَة بِ ُكتُب التَّ ِ‬
‫ةاسري‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱠ [املائدة‪.]24 :‬‬
‫املقصود يف اآليَة ؟‬
‫ُ‬ ‫َم هو‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪56‬‬
‫تال ؟‬ ‫‪ -،‬م الذي رفَضوا ِ‬
‫الق َ‬ ‫َ‬
‫الق ِ‬
‫تال ؟‬ ‫َّ‪ -‬ما الذي محلَهم على ع َدِ ِ‬
‫َ‬
‫حممد ‪ ‬عندما جاو األَ ْمر‬ ‫الصحابة رِواُ ايف عليهم للنَّ َّ‬ ‫هؤالو وما قاله َّ‬ ‫فاِل بني ما قالَه ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‪-‬‬
‫السبب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باجلهاد‪ُ ،‬مبَيِّناً َّ‬
‫أصحا‪ ،‬النَّ ِ ‪ ‬رِواُ ايف عليهم‪ ،‬دلِّل على لك؟‬ ‫ِ‬ ‫ضل‬ ‫الدر فَ ْ‬ ‫ضح ِم َّ‬ ‫‪ -12‬اتَّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّمنَتها‪.‬‬
‫غزوة ُحنَني يف سورة ‪ :‬التَّوبة " ال َةوائد اليت تَ َ‬ ‫‪ -13‬استَخ ِرَّ م اآليات املتَ َعلِّ َقة ب َ‬
‫الع ْه ِد‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫بعض الُُّّرق اليت تَراها ُمناسبَة لتَِليف قلو‪َ ،‬حديثي َ‬ ‫‪َ -14‬م هم املؤلَّةة قلوبم ؟‪ .‬أوِرد َ‬
‫بامسبِ يف الوقت احلايل‪.‬‬
‫الع ْسك ِريَّة لِ َّلرسول ‪ ‬يف املواقِف التِالية‪:‬‬ ‫الص َةة َ‬
‫حدد ِّ‬‫‪ِّ -15‬‬
‫احلديْبِيَة‪.‬‬
‫صلح َ‬ ‫ِ‬
‫(أ) املوافَقة على ُشروط ُ‬
‫الصحابة يف غزوة أُ ُحد‪.‬‬ ‫صمود النَّ ِّ ‪ ‬وبعض َّ‬ ‫(‪ُ )،‬‬
‫عض املعا ِرك‪.‬‬‫(َّ) تَولِيَة خالِد ب الوليد رِي ايف عنه لِبَ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫غزوة األحزا‪.،‬‬ ‫(د) القيا حبة ِر َخْن َدق يف َ‬
‫• األنشطة‪:‬‬
‫الدور الذي قا به نُ َعيم ب مسعود رِي ايف عنه يف نَ ْزِع الثِّ َقة‬ ‫‪ -1‬استَعِ باملر ِاجح املوثَّ َقة يف تَ ِ‬
‫وِيح َّ‬
‫بل َغ ْزَوة األحزا‪ ،،‬ث ناقِ ْشه مح ُزمبئِك‪.‬‬
‫بني قريش واليهود ِخ َ‬
‫سيط لِغا ِر ثَ ْور يما ُو ِصف يف َّ‬
‫الدر ‪.‬‬ ‫جمسم ب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاوُ مح ُزمبئك يف تصميم َّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬خلُ ُق الرسول ‪ ‬وصفاتُه التربَوية من خالل س َيرته‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫سول ‪ِ ‬م ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يح امحاطَة‬ ‫السلوك ال َق ِومي فل نَستَُّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫صل إليها َّ‬ ‫ف َّ‬
‫الد َر َجة اليت َو َ‬ ‫حاولنا أُ نَص َ‬
‫مهما َ‬
‫صي جيح أخبا ِره يف هذا اجملال‪ ،‬ومح هذا فقد أُلَِّةت يتب يثِرية ع حياةِ‬ ‫بذلك‪ ،‬فِي م ِّؤرٍخ ال ِ‬
‫ميكنُه أُ يستَ ْق ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُِ‬
‫ِ‬
‫لمسلمني يف أحكا القردُ‪،‬‬ ‫ألي َر ُج ٍل يف هذا التِاريا قط‪ ،‬فقد ياُ املرجح ِ‬
‫األول ل ُ‬ ‫الرسول ‪ ‬مل يُ َد َّوُ مثلها ِ‬ ‫َّ‬
‫وتعالِيم امسبِ ‪ ،‬والتَّع ِريف بِ ِسري األُمم السابَِقة‪ ،‬فكبمه حق‪ ،‬وقَولُه وحي‪ ،‬إىل جانِب ِ‬
‫إملامه مبعا ِرف أخرى‬ ‫ْ ٌَْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ِ‬
‫وسلويِه املستَ ِقيم‪ ،‬فكاُ املعلِّم َّ‬
‫األول‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فح َمل هذا العلم إىل النِا وبَيَّنَه ب ُسنَّته الُِّاهَرة ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تَتَّصل باحلياة امنسانيَّة‪َ ،‬‬
‫بعض اجلَوانِب ِم‬
‫يدل على لك يف ِ‬ ‫الص ِادق إىل الَُّّريق القومي‪ ،‬وياُ حب يق رمحَةً لِلعاملني‪ ،‬وسنُوِرد ما ُّ‬ ‫ِ‬
‫واملرشد ِ‬
‫حياتِه‪.‬‬
‫ُخلُ ُقه‪:‬‬
‫رسول ايف ‪ِ ‬م‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﱠ [ القلم‪ ،]4 :‬وقال عنه أنس رِي ايف عنه‪ ":‬ياُ ُ‬
‫وم ال يَع ِرف‪ ،‬ومل يَض ِر‪ ،‬شيئاً قَط بِيَ ِده ِإال أُ‬ ‫أحس النِا خلُقاً(‪ ،)28‬ي ْقبِل بِوج ِهه ِ ِ‬
‫وحديثه على َم يع ِرف َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يِخذ ِم أما غ ِريه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جياهد يف َسبِيل ايف‪ ،‬وما َسئُ ِل قط فقال‪ :‬ال‪ ،‬وال َ‬
‫عا‪ ،‬طَعاماً قَط‪ ،‬ويِ ُيل مِا يَليه‪ ،‬ومل ُ‬
‫ويقو ع الُِّعا وهو غريُ متَلِئ‪.‬‬
‫لو‪ ،‬النِا له‪ ،‬وتَ َقبُّلِها َد ْع َوتَه‪،‬‬ ‫ةات راقِية ميَّزة يانت سبباً يف ِ‬
‫انةتا قُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وص ٍ‬‫بِخبق ِ‬
‫ٍ‬ ‫رسول ايف ‪‬‬
‫لقد متتَّح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسنع ِرض هذه ِّ‬
‫الصةات فيما يلي‪:‬‬ ‫فبَ لَّهلل ِرسالَة َربِّه ياملَةً‪ ،‬وأخرَّ النِا َ م الظُّلمات إىل النُّور‪َ ،‬‬
‫المنطق‪:‬‬ ‫الوة َ‬ ‫وح َ‬‫صاحة َ‬
‫أوالً‪ :‬ال َف َ‬
‫يح اللِّساُ‪ ،‬أويت َجو ِامح ال َكلِم (‪ ،)29‬وإ ا ت َكلَّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحس النِا َمْنُّقاً‪ ،‬فَص َ‬
‫السب َ‬ ‫الصبة و َّ‬‫ياُ النَّ ُّ عليه َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ميز وال يقول ِإال َح ِقاً‪،‬‬ ‫بوة‪ ،‬يُشا ِرك أصحابَه يف أحاديثهم‪ ،‬وياُ َ‬ ‫تَ َكلَّم بِناة‪ ،‬يُعُّي ال َكب َ َح َّقه‪ ،‬ولكبمه َح َ‬
‫خاد ِمه أنس ب مالك رِي ايف عنه بقولِه له‪ ":‬يا ا‬ ‫وم أمثِلَة لك‪ :‬مزاحه مح ِ‬
‫ُ‬
‫الصغري‪ِ ،‬‬
‫وميز مح الكبِري و َّ‬
‫الع ْذراو يف ِخ ْد ِرها إ ا َي ِره شيئاً عُ ِرف لك يف‬ ‫ِ‬
‫أش ِد َحياوً م َ‬‫فاحشاً؛ بل ياُ َ‬‫األُ َنَني "(‪ ،)30‬ومل يك سباباً وال ِ‬
‫َِ‬ ‫ْ‬
‫ش يف َش ْي ٍو ِإال ش انَه‪ ،‬وما ياُ ال حياوُ يف َش ْي ٍو ِإال زانَه "(‪ ،)31‬ويقول‬ ‫َو ْج ِهه‪ ،‬وياُ يقول ‪ ":‬ما ياُ ال ُة ْح ُ‬

‫‪ -28‬ينظر‪ :‬صحيح البخاري مح فتح الباري (‪ ،)395-396/22‬حديث رقم (‪.)6203‬‬


‫‪َ -29‬جو ِامح ال َكلِم‪ :‬ال َكب ُ ال َقلِيل و املعىن ال َكثري‪.‬‬
‫الَّتمذي يف سننه‪ ،‬حديث رقم (‪.)1992‬‬
‫‪ -30‬رواه أبو داود يف جامعه‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)5002‬و ِّ‬
‫‪ -31‬رواه الَّتمذي يف جامعه (‪.)349/4‬‬
‫‪58‬‬
‫صنَ ْعت)‬ ‫ِ‬ ‫ت النَّ َّ ‪َ ‬عشر ِسنِني فما قال يل‪ِ :‬‬
‫صنَ َعت)‪ ،‬وال (أال َ‬
‫(أف‪ ،‬وال (لما َ‬ ‫أنس رِي ايف عنه‪َ ":‬خ َد ْم ُ‬
‫"(‪.)32‬‬
‫َمفاهيم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المزاح‪ :‬يعين االنبِساط مح الغ ِري ِم غري تَ ْن ِق ٍ‬
‫يِ أو حتق ٍري له‪ ،‬واملزا املن ِه ُّي عنه هو الذي فيه َيذ ٌ‬
‫‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫قاد‪.‬‬ ‫داوَمةٌ؛ ألنَّه يُ ْسقط املهابَةَ‪ ،‬ويُوِرث ْ‬
‫األح َ‬ ‫ط أو ُم َ‬
‫إفرا ٌ‬
‫بادة‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬الت قوى والع َ‬
‫بادة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امخبص واالجتهاد يف الع َ‬ ‫ُ‬
‫أدرك ِس ِ التَّميِيز‪ ،‬فكاُ َع ْقلُه يُ َة ِّكر يف ايفِ تعاىل‪ ،‬وييف يَ ْعبُده‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حممد ب عبد ايف ‪ ‬عابداً منذ أُ َ‬ ‫نشِ َّ‬
‫جود يَ ْذ ُيره بايفِ تعاىل‪ ،‬فاخل ْل ُق يَ ُد ُّل على اخلالِق‪،‬‬
‫يو يف الو ِ‬ ‫باده‪ ،‬ياُ يل ش ٍ‬ ‫ةكري يف خ ْل ِق ايفِ لِعِ ِ‬
‫ث ي تَ ع َّمق يف التَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ث‪ ،‬وياُ ‪ِ ‬م أش ِد النِا ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجود يَ ْذ ِّيره بال ُمْنعِم سبحانَه وتعاىل‪ ،‬واستَ َمَّر يذلك حس بعدما بُعِ َ‬ ‫ِ‬
‫والنَّعيم يف ُ‬
‫الصبة‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬ﱡ ﱁ ﱂ‬ ‫الدعاو‪ ،‬وَيثِري قِياِ اللَّيل لِلتَّ َه ُّج ِد و َّ‬
‫َخ ْشيَةً يفِ‪ ،‬وياُ دائِم االستِغةار و ُّ‬
‫ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ َّ‬
‫[املزِّمل‪.]2-1 :‬‬
‫لصبة حس تَ َوَّرَمت قَدماه‪ ،‬حس قيل له‪ :‬أليس ايف قد َغ َةر لك ما تَ َق َّد ِم‬ ‫وقد أيثر ِم قِيا اللَّيل لِ َّ‬
‫السب ‪ ":‬أَفَب أيوُ َعْبداً َشكوراً ‪.)33("...‬‬
‫الصبة و َّ‬‫َنْبِك وما تََِ َّخر؟ قال عليه َّ‬
‫بادة‪:‬‬
‫داوَمة على الع َ‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫الصاحلة؛ أل ُِ يف لك ِ ْيراً دائماً يف‪ ،‬فيَْبقى‬ ‫بادة واألعمال ِ‬
‫ِ‬
‫املداوَمة على الع َ‬
‫ِ‬
‫وياُ ‪ ‬يدعو املؤمنني إىل َ‬
‫املؤم على ِصلَ ٍة ُمستَ ِمَّرة بَِربِّه‪ ،‬لِيَتَ َح َّقق فيه قوله ‪ ":‬اعبُد ايف يِنَّك تراه‪ ،‬فإُ مل ت ُك تراه فإنَّه يراك "(‪.)34‬‬
‫ِ‬
‫الدي ميثِّل هذا احلديث ؟‬ ‫أي َمرتبَ ٍة ِم َمراتِب ِّ‬‫* ِ‬
‫التيسير‪:‬‬
‫رسول ايف ‪ ‬يدعو لِْليُ ْس ِر‪ ،‬ويقول ألصحابِه‪ ":‬يَ ِّسروا وال تُ َع ِّسروا‪ ،‬وسكنوا وال تُنَ ِّةروا "(‪ )35‬وياُ‬ ‫ياُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الصحابَة‬ ‫ؤدي بم لك إىل الغُلُِّو؛ َّ‬
‫ألُ َّ‬ ‫بادة مافَة أُ يُ ِّ‬‫ينهى أصحابَه أُ يُ َقلِّدوه فيما ال طاقَة هلم بِه م الع َ‬
‫أعرفوا ِعلَّة لك أ مل يَع ِرفوا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالرسول الكرمي ‪ ‬وحيافظوُ على ُسنَّته‪ ،‬سواو َ‬ ‫يتِسوُ َّ‬ ‫رِواُ ايف عليهم يانوا َّ‬

‫‪ -32‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬حديث رقم (‪.)6038‬‬


‫‪ -33‬رواه البخاري يف صحيحه برقم (‪.)1130‬‬
‫الساعة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -34‬رواه مسلم م حديث جربيل عليه السب ‪ ،‬يتا‪ ،‬العلم‪ ،‬با‪ :،‬أمارات ِ‬
‫‪ -35‬ينظر‪ :‬صحيح البخاري مح فتح الباري (‪ ،)326/22‬رقم (‪.)6125‬‬
‫‪59‬‬
‫أحداً ِم النِا‬ ‫يةعلوُ أ مل يَتَوقَّعوا‪ ،‬فكاُ عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضب إ ا رأى َ‬ ‫السب يَ ْغ َ‬
‫الصبةُ و َّ‬ ‫وسواو تَ َوقَّعوا ح ْك َمةً لما َ‬
‫الدنيا وي ْن َقُّح لِلعِبادة‪ ،‬ويُّلُب ِم أصحابِه و ِ‬
‫أتباعه أُ يُيَ ِّسروا وال يُ َش ِّددوا‪ ،‬ويُبَ ِّشروا وال يُنَ ِّةروا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يَ ُه ُّم بتَ ْرك ُّ َ‬
‫السب يُ ُِّيق ما ال يُ ُِّي ُقه املسلِموُ‪.‬‬ ‫الصبةُ و َّ‬ ‫مساح ٍة ويُ ْس ٍر‪ ،‬ون ُّ امسبِ عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫فامسب دي ُ َ‬
‫ناعة‪:‬‬‫ثالثاً‪ :‬الزه ُد وال َق َ‬
‫الدنْيا لِ َع َد َّ‬
‫الرغبَ ِة فيها‪.‬‬ ‫س ع م ْغ ِر ِ‬
‫يات ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اف النَّ ْة ِ‬
‫صر ُ‬‫الرغب ِة واحلرص‪ ،‬وهو هنا‪ :‬انْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الزهد‪ِ ِ :‬د َّ َ‬
‫الرِا بِاليَ ِس ِري‪.‬‬
‫ناعةُ‪ِّ :‬‬
‫ال َق َ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲚ‬
‫ﲙ ﲛﲜ ﲝ‬ ‫قال‬
‫ﲞﱠ [طه‪.]131 :‬‬
‫مال َوفِريٌ بعد زو ِاجه‬ ‫لدنيا‪ ،‬فقد ياُ ز ِاهداً فيها‪ ،‬وقد ِسي َقت إليه‪ ،‬وهتيَِّ له ٌ‬ ‫حيمل هِاً لِ ُّ‬
‫مل ي ُك النَّ ‪ِ ‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫خبدجيَة رِي ايف عنها‪ ،‬غري أنَّه مل يَ َّد ِخر منه شيئاً؛ بل ياُ يُْن ِة ُقه يف أَْو ُج ِه اخل ِري وامحساُ ِم ِصلَ ِة َ ِوي‬ ‫ِ‬
‫ضلِه على لَذائِذ احلياةِ ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫فاختار ال َة ْقَر امل َقِّر‪ ،‬إىل ايفِ وفَ ْ‬
‫َ‬ ‫امللهوفِني‪،‬‬
‫الرحم‪ ،‬وإعانَة احملتاجني‪ ،‬وإغاثَة ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ني تَربِيَةً‬ ‫ِِ‬ ‫إِاع ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املال؛ بل إىل تَربِيَة املؤمن َ‬ ‫أحلَّه ايفُ م الَُّّيِّبات أو َ‬ ‫مل يهدف النَّ ُّ ‪ ‬ب ُزْهده إىل حت ِرِمي ما َ‬
‫اط أو تَ ْة ِر ٍ‬‫السيَُّرة على ر َغباهتا عند ال ُق ْدرة دوُ إفر ٍ‬ ‫ِ‬
‫يط بذلك‪ ،‬يتَ َخلَِّ امنسا ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جماهدة النَّةس‪ ،‬و َّ‬ ‫إجيابِيَّة‪ ،‬قو ُامها َ‬
‫املال هو الذي يَ ْك ِسبُه امنسا ُُ بِ َك ِّد‬ ‫أُ خري ِ‬ ‫س و ُّ ِ ِ‬ ‫ات ِ‬
‫املال واجلْن ِ‬ ‫ِم أُ يكوُ عبداً َلِيبً لِ َشهو ِ‬
‫السلُّاُ‪ ،‬وليَ ْعلَم َّ َ‬
‫اخلدمة جملتَ َمعِه وبَين ِجْن ِسه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ميينِه؛ لِقاوَ ما يُ َق ِّد ُمه ِم‬
‫أمثلَةً على ُزهده ‪:‬‬
‫يوم ْني ُمتَوالِيَني‪،‬‬‫بح َ‬ ‫الشعري‪ ،‬وما َش َ‬
‫ياُ فِراش النَّ ‪ ‬أُ ْدماً‪ ،‬ح ْشوه لِيف‪ ،‬وطَعامه يف أيثَر أحيانِه خبز َّ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫املرقَّح ِم الثِّيا‪ ،،‬وهو الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫يص ْني‪ ،‬وال رداوَيْ ‪ ،‬وال إز َاريْ ‪ ،‬ويثرياً ما ياُ يَ ْلبَس َ‬ ‫وما اختذ م َشيو َزْوجني ال قَم َ‬
‫قا‪ ،‬واألموال‪ ،‬فكاُ يُ َوِّزعها على املسلمني‪ ،‬ث يعود إىل بَْيتِه؛ لِيِ ُيل مح‬ ‫الر َ‬
‫وملَك ِّ‬ ‫العر‪َ ،،‬‬ ‫قد دانَت له جزيرة َ‬
‫ص ٍري‪.‬‬‫اش ِم ح ِ‬
‫َ‬ ‫الشعِ ِري‪ ،‬ويَنا ُ على فِر ٍ‬ ‫أهلِه ُخْب َز َّ‬
‫الدرو َ‬ ‫وحال ُمعظَم املسلِ ِمني اليو ‪ ،‬ثِ أَبْ ِرز ُّ‬ ‫الدنيا‪ِ ،‬‬ ‫باهج ُّ‬ ‫امقبال على م ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫حال النَّ ِّ ‪ ‬يف‬‫* قا ِرُ بني ِ‬
‫وال َةوائِد مِا َسبَق‪.‬‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رده عمر رِي ايف عنه وياُ ‪ ‬م ْ ِ‬
‫فه َملت َعْينا عُ َمر‪،‬‬ ‫وسداً حبشية م ليف‪َ ،‬‬ ‫ضَُّجعاً على َحص ٍري ُ‬
‫ومتَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫صر فيما ها عليه‪ ،‬فاستَوى‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْة َوة ايف تعاىل م َخ ْلقه‪ ،‬ويسرى وقَ ْي َ‬ ‫وقال له النَّ َّ ‪ ":‬مالَك ؟ فقال عُ َمر‪ :‬أنت َ‬

‫‪60‬‬
‫ك أنت يا اب َ اخلُِّا‪،‬؟‪ ،‬أولئك قَ ْوٌ عُ ِّجلَت هلم طَيِّباهتم يف‬ ‫النَّ ُّ ‪ ‬جالِساً وقد امحََّر َو ْج ُهه‪ ،‬ث قال‪ :‬أو يف َش ِ‬
‫اآلخَرة ؟ قال عُ َمر‪ :‬هو يذلِك "(‪.)36‬‬ ‫الدنْيا ولنا ِ‬ ‫الدنيا‪ ،‬أما تَ ْرِى أُ تكوُ هلم ُّ‬ ‫َحياهتم ُّ‬
‫* ختيَّل أنَّك يف َم ْوقِف عُ َمر ب اخلُِّا‪ ،‬رِي ايف عنه‪ ،‬فكيف َسيكوُ َرُّدك على ُسؤ ِال النَّ ِّ ‪ ‬؟‬
‫حمي بِذلك َير َامة‬ ‫الدنيا‪ ،‬والتَّع ُّةف ع املسِلَة؛ لِي ِ‬ ‫هد يف ُّ‬ ‫الز ِ‬
‫املؤمنِني على ُّ‬ ‫حيث ِ‬‫السب ُّ‬ ‫الصبة و َّ‬ ‫ياُ عليه َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي لِإلسبِ وياُ َعْي ُشه يِةافاً"(‪ ،)37‬على أنَّه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫امنساُ م الذل واهلواُ‪ ،‬فم أقواله املِثورة ‪ ":‬طوىب ل َم ُهد َ‬
‫ِ ِ ُّ ِّ‬
‫املال‪ ،‬فقال‪ ":‬إنَّك إُ تَ َدع َوَرثَتَك أغنِياو خريٌ ِم أُ‬ ‫الش ِري َةة بِالغَلَّ ِة و ِ‬ ‫ِ‬
‫األعمال َّ‬ ‫ب اليَسا ِر ِم‬ ‫ث على طَلَ ِ‬ ‫‪َ ‬ح َّ‬
‫تَ َد َع ُهم عالَةً يَتَ َك َّةةوُ النِا َ "(‪.)38‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مات ُ ِ‬
‫بحه‪ ،‬و ْأرِاً‬ ‫رسول ايف ‪ ‬ومل يَْت ُرك ديناراً أو درهاً‪ ،‬وال عبداً وال أََمةً وال َشيئاً ِإال بَ ْغلَتَه البَ ْيضاو وس َ‬
‫الكامل بُِزْه ِده‬
‫الدنيا وليس معه َشيو وال عليه َشيو‪ ،‬فكاُ بذلك املثَل ِ‬
‫ٌ‬ ‫َج َعلَها يف َسبِيل ايفِ‪ ،‬خرَّ النَّ ُّ ‪ِ ‬م ُّ‬
‫اجملاهد‪ ،‬واألَقْو بِالو ِاجب على معىن الو ِاجب‪ ،‬واألَ ْيةِ لإلنسانِيَّة يف َمعاين امنسانيَّة‬ ‫إلنساُ املكافِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَناعتِه لِ‬
‫َ‬
‫ماُ‪.‬‬‫الز ِ‬
‫دخر َّ‬ ‫إىل ِ‬
‫رابعاً‪ :‬ال َك َرم‪:‬‬
‫الدنيا وقانِعاً باليَ ِسري‪ ،‬فال َكر هو َدفْ ُح‬ ‫رسول ايفِ ‪َ ‬ي ِرمياً؛ ألنَّه ياُ ز ِاهداً‪ ،‬مْنص ِرفاً ع مغر ِ‬
‫يات ُّ‬ ‫ياُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫عُّي َعُّاوَ َم ال ُّشى ال َة ْقر‪ ،‬وياُ أَ ْج َود النِا باخل ِري‪،‬‬ ‫سول ‪ ‬ي ِ‬ ‫يو إىل الغَ ِْري ع ِط ِ‬
‫يب نَ ْة ٍ‬ ‫الش ِ‬
‫الر ُ ُ‬ ‫س‪ ،‬وياُ َّ‬ ‫َّ‬
‫مال‪ ،‬وما ز َاد ايفُ َعْبداً بِ َع ْة ٍو ِإال ِعِزاً‪ ،‬وما‬ ‫وياُ أَجود ما يكوُ يف رمضاُ‪ ،‬وياُ يقول‪ ":‬ما نَ َقصت ص َدقَةٌ ِم ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫أقر‪ ،‬النِا ِ إىل‬ ‫الضعةاو َ‬ ‫صل إىل املؤمنني واملش ِريِني‪ ،‬وياُ ال ُةقراو و ُّ‬ ‫اِح أَح ٌد ِإال رفَعه ايف "(‪ ،)39‬وياُ بُِّره ي ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫تَو َ َ‬
‫اآلخر فَ ْلي ْك ِر ِي َةه‪ ،‬وم ياُ ي ِ‬ ‫وم أقوالِه ‪ ":‬م ياُ ي ْؤِم بِايفِ واليوِ ِ‬ ‫وعُّْ ِةه ِ‬
‫الش ِامل‪ِ ،‬‬
‫ؤم‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قَ ْلبِه ال َكبِري َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُمت "(‪.)40‬‬ ‫بايف واليو اآلخر فَ ْليَصل َرمحَه‪ ،‬وَم ياُ يُؤم بِايف واليو اآلخر فَ ْليَ ُقل َخ ْرياً أو ليَ ْ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳕ‬
‫ﳔﳖﳗﳘﳙﳚﳛ ﳜﳝﳞﳟﳠﳡ‬

‫ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ [امسراو‪.]38-37 :‬‬
‫كسها ؟‬
‫الص َةة املُّلوبَة َع ُ‬
‫الص َةة اليت هنى ايفُ سبحانَه وتعاىل عنها يف اآليَة ال َكرمية ؟‪ ،‬ما ِّ‬
‫* ما ِّ‬

‫‪ -36‬رواه البخاري يف صحيحه برقم (‪.)2468‬‬


‫‪ -37‬رواه امما أمحد يف مسنده برقم (‪.)23936‬‬
‫‪ -38‬رواه البخاري يف صحيحه برقم (‪.)5354‬‬
‫‪ -39‬رواه مسلم يف صحيحه‪ ،‬يتا‪ ،‬الرب والصلة‪ ،‬با‪.)69( ،‬‬
‫‪( -40‬رواه البخاري برقم ‪.)6018‬‬
‫‪61‬‬
‫ِ‬ ‫* هات ديَة أخرى تَ ُد ِل على نَ ِ‬
‫صف با ؟‬ ‫الص َةة مح بياُ عُقوبَة َم اتَّ َ‬ ‫ةس ِّ‬
‫واضع‪:‬‬
‫خامساً‪ :‬الت ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ةاخر‬
‫ويكره اخليَبوَ والتَّ ُ‬ ‫اِح واحللم وامحساُ‪َ ،‬‬ ‫اِعاً‪ ،‬حيب التَّو ُ‬ ‫رسول ايف ‪ ‬م أيثَر النِا ِ تَو ُ‬ ‫ياُ ُ‬
‫باد ُرهم‬‫الكرب وامعجا‪ ،،‬يلقى النِا َيبِريهم وصغِريهم‪ ،‬م عرف وم مل يع ِرف ِم أصحابِه وأعدائِه‪ ،‬في ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫و ْ‬
‫ةسه؛‬ ‫حاجة أهلِه‪ ،‬ويقو بِعمالِه َّ‬
‫اخلاصة بِنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬يقضي َ‬ ‫صنُّح وال تَ َكلَّف‪ ،‬وياُ ُ‬ ‫شاشة ال تَ ْ‬
‫السب َ والبَ َ‬ ‫َّ‬
‫األعمال دوُ‬‫ِ‬ ‫وسواها ِم‬
‫صب خيمتُه‪ ،‬وميا ِر هذه ِ‬
‫َْ َ‬
‫وُّصف نَعلَه‪ ،‬ويرقِّح ثَوبه‪ ،‬ويُّْعِم إبِلَه وي ْن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َْ ُ‬
‫فيحلُب شاتَه‪ِ ،‬‬
‫َْ‬
‫السوق‪.‬‬ ‫االستِعانَة بَِِح ٍد‪ ،‬وياُ ِ‬
‫حيمل بِنَ ْة ِسه ما يَ ْش ََِّتيه ِم ُّ‬ ‫َ‬
‫يدل لك ؟‬ ‫* على ما ا ُّ‬
‫املسكني‪ ،‬يقول ‪ ":‬لو ُد ِعيت إىل ِارع أو ُيراع‬ ‫بد واألَمة و ِ‬ ‫رسول ايف ‪ِ ‬جييب دعوة احلر والع ِ‬ ‫ياُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ِ َ‬
‫إيل ِراعٌ أو ُيراعٌ لََقبِْلت "(‪ ،)41‬وياُ ‪ ‬يَ ْقبَل عُ ْذ َر املعتَ ِذ ِر‪ ،‬ويِ ُيل مح الةقر ِاو واملسايِني‬ ‫ي ِ‬
‫ِ‬
‫ألجْبت‪ ،‬ولو أُ ْهد َ‬
‫َ‬
‫ناز َعين شيئاً َم ُنهما َع َّذبْتُه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فم َ‬‫ويَقضي َحوائ َجهم‪ ،‬قال ‪ ‬يقول ايف عز وجل‪ ":‬العِز إزاري‪ ،‬والك ْربياو ردائي‪َ ،‬‬
‫"(‪.)42‬‬
‫يدخل اجلنَّةَ َم ياُ يف قَ ْلبِه ِمثْقال َ َّرةٍ ِم يِ ْرب "(‪.)43‬‬ ‫وقال ‪ ":‬ال ُ‬
‫العدل‪:‬‬
‫سادساً‪َ :‬‬
‫العدل‪ِ ِِ :‬د اجلور (‪ ،)44‬وهو ال ُح ْك ُم بِ ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫َ‬
‫احلق‪ ،‬وال مييل بِه اهلوى‪ ،‬فيَ ُجور يف احلكم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العادل‪ :‬هو الذي حيكم بِ ِّ‬
‫يقول ايف تعاىل‪ :‬ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬

‫ﱷ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ [النَّحل‪.]90 :‬‬
‫ﱸ‬
‫أيل أمو ِال النِا ِ‬ ‫بكل أنو ِ‬
‫اعه و ِ‬ ‫الدعوة إليه‪ ،‬وينهى ع الظُّلم ِّ‬ ‫بالع ْدل و َّ‬
‫مسك َ‬ ‫ياُ النَّ ‪َ ‬ش ِديد التَّ ُّ‬
‫يل ي َح يق َح َّقه‪ ،‬ال يَ ْلتَ ِةت إىل ما وراو لك‪ ،‬فب غايَةَ يُّلبُها ِإال‬ ‫بالباطل‪ ،‬وقد ياُ ‪ ‬ي وِّزع الغَنائِم‪ ،‬في ِ‬
‫عُّي َّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫رشيِني األشراف الذي‬ ‫ض ال ُق ِ‬
‫عُّي املؤلََّةة قُلوبم يبَ ْع ِ‬ ‫الرجل ِم الغَنِيمة مبقدار ِج ِ‬
‫هاده‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬
‫حتقيق الع ْدل‪ ،‬في ِ‬
‫عُّي َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أسلموا عند الةتح؛ لِيستَ ِمروا على ِدينِهم الذي دخلوه طَو ِ‬
‫اعيَةً ِم غ ِري إيراهٍ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫‪( -41‬رواه البخاري الةتح ‪.)2568 /6/11‬‬


‫‪( -42‬أخرجه مسلم يف صحيحه برقم (‪.)2023‬‬
‫‪( -43‬أخرجه مسلم يف صحيحه برقم (‪.)91‬‬
‫الع ْدل‪.‬‬
‫س َ‬ ‫صد‪ ،‬وع ِّ َّ‬
‫احلق بالظلم‪ ،‬فهو َع ْك ُ‬ ‫‪ -44‬ال َج ْور‪ :‬ال َمْيل ع ال َق ْ‬
‫‪62‬‬
‫والعفو‪:‬‬
‫حمة َ‬ ‫سابعاً‪ :‬الر َ‬
‫الذنْب‪ ،‬وتَ ْرُك العِقا‪ ،‬عليه‪ ،‬مح ال ُق ْد َرةِ على العِقا‪.،‬‬
‫جاوز ع َّ‬ ‫العف ُو‪ :‬التَّ ُ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫عادة فقال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲀ ﲁ ﲂ‬
‫الس َ‬ ‫حممداً ‪ ‬رمحةً بالنِا ؛ ليَهديَهم طَ ِر َ‬
‫يق َّ‬ ‫بعث ايفُ تعاىل النَّ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ [األنبياو‪.]107 :‬‬
‫فم َ الَُّّبِيعِ ِي أُ يكوُ ‪َ ‬رِحيماً‪.‬‬ ‫وإ ا يانت بِعثُتُه رمحةُ ِ‬
‫ْ ََ‬
‫السابقة لِ ِس َريتِه‪.‬‬
‫استك ِ‬
‫سول ‪ِ ‬م ِدر ِ‬
‫َ‬
‫الر ِ‬ ‫* هات ِمثاالً على ِ‬
‫رمحة َّ‬
‫بعض أمثِلَة َر ْمحَتِه ‪ ‬باحليواُ‪ ،‬وحثِه على لك‪.‬‬ ‫* اُ ير َ‬
‫فم أقواله ‪َ ":‬م ال يَ ْر َحم ال يُْر َحم "(‪.)45‬‬ ‫لقد ياُ النَّ ‪ ‬أرحم اخللق بالنِا ‪ ،‬وحس احليواُ ِ‬
‫ََ‬ ‫َّ‬
‫الصبة‬ ‫القراوَة يف َّ‬ ‫الصورةِ اليت تَتجلَّى يف تَقلِيله ِ‬ ‫فات َّ ِ‬‫صر ِ‬
‫ََ‬ ‫ص َوراً مثل تلك ُّ َ‬ ‫الرسول ‪ُ ‬‬ ‫الرمحةُ يف تَ ُّ‬ ‫وقد أخ َذت َّ‬
‫الصبة وأُ ِريد أُ أُطَِّول‬ ‫صِ ي‪ ،‬ويف لك يقول ‪ ":‬وايف إين ألقوُ إىل َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسجودها؛ ل َسماعه بُكاوَ َ‬ ‫وقصر ريوعها ُ‬
‫وم رمحتِه ‪ ‬أيضاً‪َ :‬رمحَتُه مب ياُ‬ ‫فِجتوز يف ِصبيت َير ِاهية أُ أَ ُش َّق على أُِّمه "(‪ِ ،)46‬‬ ‫الص ِّ َّ‬ ‫فيها‪ ،‬فِمسح بُكاوَ َّ‬
‫َ‬
‫حممد‪ ،‬لو ِشْئت أُ أُطْبِ َق‬ ‫أرسل ايفُ تعاىل عليه َملِك اجلبال‪ ،‬وقال له‪ :‬يا َّ‬ ‫قد د اه م أهل الُِّائف‪ ،‬عندما َ‬
‫ِ‬
‫ك قَ ْوَمه‪ ،‬فقال ‪ ":‬بل أرجو أُ ُُّ ِر ََّ ايفُ ِم‬ ‫ِ‬ ‫عليهم األَ ْخ َشب ْني لََةع ْلت‪ ،‬فعَّز على ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬أُ يُ ْهل َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وحده ال يُش ِرك به شيئاً "(‪.)47‬‬ ‫أصببم َم يعبُد ايفَ َ‬
‫أسه‬ ‫مكة قبل اهلجرة‪ ،‬حيث أهالوا على ر ِ‬ ‫االُِّهاد ِم ُمشريي َّ‬ ‫عرفْت سابِقاً ما القاه ‪ِ ‬م األ ى و ِ‬
‫َ َ‬
‫جاسة وهو يف البيت احلرا يَ ْدعُو َربَّه أُ يَ ْه ِدي قَ ْوَمه‬ ‫ِ ِ‬
‫ا‪ ،‬وهو ساجد لَربِّه عند الكعبة‪ ،‬وألقوا عليه النَّ َ‬ ‫الش ِريف ُّ‬
‫الَّت َ‬ ‫َّ‬
‫ض َع ِةني؛ بل إهنم َمثَّلوا‬ ‫أتباعه ِم املؤمنني املستَ ْ‬ ‫لِإلمياُ‪ ،‬وقاطَعوه‪ ،‬وس ِخروا منه وتآمروا على قَ ْتله‪ ،‬وقَسوا على ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫البيت العتِيق‬
‫طهر َ‬ ‫مكة فاحتاً‪ ،‬وحني َّ‬ ‫ودخل ‪َّ ‬‬ ‫ِ‬
‫بِ ُشهداو املسلمني يو أُ ُحد أشنَح متث ٍيل‪ ،‬ث جاو يو الةتح املبِني‪َ ،‬‬
‫الرمحة مل يَع ِرف له تا ِريا الةاحتني‬ ‫ِر‪ِ ،‬مثاالً رائعاً لِ َلع ْةو و َّ‬ ‫األمر يف َم َّكة‪َ ،‬‬
‫ب له ُ‬ ‫الشرك واألوثاُ‪ ،‬واستَتَ َّ‬ ‫ِم ِّ‬
‫ص َةح عنه وجلس يتَ َح َّدث إليه‪.‬‬ ‫مثِيبً‪ ،‬فعةا ع قريش‪ ،‬ومل ي ثَِْر ‪ ‬ع قاتِل ع ِّمه محزة ِ‬
‫(و ْحشي)؛ بل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العاجز ؟‪ ،‬وما ا يعين لك ؟‬ ‫ف ِ‬ ‫ضع ِ‬ ‫ِ‬
‫* هل ياُ َع ْةو النَّ ِّ ‪ ‬يف َم ْوقف املستَ ْ َ‬
‫يش عندما َعةا عنهم ؟‬ ‫بارة اليت قاهلا النَّ ُّ ‪ ‬لُِقر ٍ‬ ‫ِ‬
‫* ما الع َ‬
‫سول ‪ِ ‬م َو ْح ِش يي ؟‬ ‫الر ِ‬ ‫* ما رأيُك مبوقِف َّ‬

‫‪ -45‬رواه البخاري يف صحيحه (‪.)360/10‬‬


‫‪ -46‬رواه البخاري يف صحيحه (‪.)169/2‬‬
‫السب ِم الُُِّّب‪.،‬‬ ‫رمحتِه عليه َّ‬
‫الصبة و َّ‬ ‫بعض األمثِلة على َ‬ ‫ِ‬
‫‪ -47‬يستَنتج املعلِّم َ‬
‫‪63‬‬
‫الع ْةو‪ ،‬فقد قال ايف تعاىل عنه‪ :‬ﱡ ﲡ‬ ‫الش َة َقة و َّ ِ‬
‫الع ْد ِل و َّ‬ ‫ِ‬
‫الرمحَة و َ‬ ‫رسول ايف ‪ ‬املثَل الكامل يف َ‬
‫هكذا ياُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﱠ [التوبة‪.]128 :‬‬
‫ثامناً‪ :‬الحل ُم واألناةُ‪:‬‬
‫الع ْقل‪ ،‬والتَّثَبُّت يف األُموِر‪.‬‬
‫الحلم‪ :‬األناة و َ‬
‫الرفْق‪ ،‬ويَْنهى ع‬ ‫وحيث على ِّ‬‫ف‪ُّ ،‬‬ ‫هادئ اخللق‪ ،‬حلِيم الَُّّبح‪ ،‬يتَعامل مح النِا بِلُُّْ ٍ‬ ‫الرسول ‪ِ ‬‬ ‫ياُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرفْ ِق ما ال‬‫عُّي على ِّ‬ ‫فم أقوالِه ‪ ":‬إ ُِ ايف ِرفيق‪ ،‬وي ِ‬ ‫ضب يفِ تعاىل‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫َ ٌ ُ‬ ‫ضب ِإال أُ تُْنتَ َهك ُح ْرمات ايف فَيَ ْغ َ‬‫الغَ َ‬
‫عُّي على ِسواه "(‪.)48‬‬ ‫ف‪ ،‬وما ال ي ِ‬
‫ُ‬
‫ي ْع ُِّي على العْن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وم أمثِلَة ِح ْل ِمه ‪:‬‬‫ِ‬
‫ِ‬ ‫صغِ َري ِّ‬
‫احلس‬
‫ب َ‬ ‫صلِّي فَ َري َ‬ ‫الس ِ ‪ ،‬والنَّ ُّ ‪ ‬يُ َ‬ ‫‪َ -1‬د َخل احلس ب علي رِي ايف عنهما وياُ دنذاك َ‬
‫فلما فَ َرغ قال له بعض أصحابِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلس ‪ِ ،‬‬ ‫ظَ ْهَره وهو ساجد‪ ،‬فِبَُِّْ يف ُسجوده ‪ ‬حس نََزَل َ‬
‫إُ ابين ارحتلَين فَ َك ِرْهت أُ أُ ْع ِجلَه "(‪.)49‬‬ ‫جودك‪ ،‬فقال ‪َّ ":‬‬ ‫رِواُ ايف عليهم‪ :‬لقد أَطَلْت ُس َ‬
‫حتت َش َجَرةٍ‪ ،‬والنِا ُ قائِلوُ فلم يَْنتَبِه‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬انَُّلق َغوث ب احلا ِرث لِي ْةتِك بِر ِ‬
‫سول ايف ‪ ‬وهو نائ ٌم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مين ؟‬ ‫ك ِّ‬ ‫الر ُج ِل‪ ،‬وهو يقول‪َ :‬م مينَ عُ َ‬ ‫ط على َرأْ ِسه يف يَ ِد َّ‬ ‫ف ُم َسلَّ ٌ‬ ‫‪ِ ‬إال و َغ ْوث قائِ ٌم و َّ‬
‫السْي ُ‬
‫ف ِم يَ ِد َّ‬ ‫ساُ ِ‬
‫صاد ٍ‬ ‫ب م ْؤِم ٍ ‪ ،‬ولِ ٍ‬
‫الر ُج ِل‪َ ،‬‬
‫فِخ َذه‬ ‫السْي ُ‬
‫ط َّ‬ ‫فس َق َ‬
‫َ‬ ‫ايف‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬‫و‬‫ْ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫‪‬‬ ‫ه‬‫َ‬‫أجاب‬ ‫ق‬ ‫وبَِق ْل ٍ ُ‬
‫ٍِ‬
‫الر ُجل‬ ‫ب َّ‬ ‫فخلَّى َسبِيلَه َ‬
‫وعةا عنه‪ ،‬فَ َدنا قَ ْل ُ‬ ‫مين؟ قال‪ُ :‬ي ْ َخْي َر دخذ‪َ ،‬‬ ‫النَّ ُّ ‪ ،‬فقال‪َ :‬م مينَ عُك ِّ‬
‫داعيَةً لإلسبِ (‪ ،)50‬و َ َهب إىل قَ ْوِمه وقال هلم‪ِ :‬جْئتُكم ِم عند َخ ِري النِا ‪.‬‬ ‫بعد نُةوٍر‪ ،‬وصار ِ‬
‫ِ‬
‫رسول‬ ‫‪ -3‬لَ ِما تُويف اب َسلول جاو ابنه عبد ايف رِي ايف عنه ‪ -‬وياُ َحس امسب ‪ -‬وطَلَب ِم‬
‫رسول ايفِ ‪ ‬عنه‪ ،‬ليس‬ ‫ايف ‪ ‬أُ ي ْع ُِّيه قَ ِميصه؛ لِي َك ِّة بِه أباه‪ ،‬ليك لك َعبمةً على ص ْة ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫عاط َةة االب ِ على‬ ‫هذا فحسب؛ بل طَلَب منه أُ يصلِّي عليه ويستَ ْغ ِةر له‪ ،‬وياُ لك بِدافِح ِ‬
‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫يصه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول ايف ‪ ‬يف َو ْجه عبد ايف‪ ،‬فكيف يُ ْعُّي النَّ ُّ ‪ ‬قَم َ‬ ‫والِده‪ ،‬وياُ ِم املنتَظَر أُ يَثُ َور ُ‬
‫ضبَه‪،‬‬ ‫رسول ايف ‪َ ‬غ َ‬ ‫حيدث‪ ،‬فقد سبق ِح ْلم ِ‬ ‫سول ايفِ ‪‬؟! ولك مل ُ‬ ‫لِرج ٍل نَ َذر حياتَه لِل َكي ِد لِر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألصلِّي عليه "(‪.)51‬‬ ‫عبد ايف؛ ليُ َك ِّة بِه أباه اب سلول‪ ،‬وقال له‪ ":‬د ِّين َ‬ ‫يصه َ‬ ‫وأَ ْعُّى قَم َ‬

‫‪ -48‬رواه مسلم يف صحيحه (‪ ،)2003/4‬برقم (‪.)2593‬‬


‫‪ -49‬رواه امما أمحد يف مسنده (‪.)494/3‬‬
‫‪ -50‬رواه أمحد يف مسنده (‪.)365/3‬‬
‫‪ -51‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬حديث رقم (‪.)1210‬‬
‫‪64‬‬
‫* اُ ير َمواقِف أخرى ِم ِسريتِه ُّ‬
‫تدل على ِح ْل ِمه ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫سريتِه‪ُ ،‬مبَ يِّناً َ‬
‫الةرق بينهما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫سول ‪ ‬ز ِاهداً يف ُّ‬
‫الدنيا‪ ،‬اُ ير ما يدل على لك ب َشواهد م َ‬ ‫الر ُ‬ ‫‪ -1‬ياُ َّ‬
‫حال معظَم املسلمني اليو ‪.‬‬ ‫وبني ِ‬
‫يدل عليه ِم ِس َرية النَّ ِ ‪:‬‬ ‫أعط تعلِيبً ُمناسباً ملا يِيت‪ ،‬مح ِ ْير ما ِ‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫(أ) ياُ النَّ ُّ ‪ ‬يْنهى أصحابَه رِواُ ايف عليهم أُ يقلِّدوه فيما ال طاقَة هلم به‪.‬‬
‫حب النَّ ‪ ‬لل ُةقراو واملسايِني‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫(‪)،‬‬
‫فصاحتُه وبَب َغتُه ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(َّ)‬
‫احلس ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرسول ‪ ‬عندما َريبَه ابنُه َ‬ ‫(د) أبُِّ َّ‬
‫يب علي ُكم اليو ‪ ،‬يَ ْغ ِةر ايفُ لَكم " لَِقوٍ يانوا‬ ‫الرسول الكرمي ‪ ":‬ال تَثْ ِر َ‬ ‫مساع يبِ َّ‬ ‫‪ -3‬ليس أوقَح ِم ِ‬
‫االِ ُِّهاد‪ .‬استَ ْنبِط املعاين اليت يَْنَُّ ِوي عليها هذا املوقِف‪ ،‬ودل بشواهد‬ ‫ذا‪ ،‬و ْ‬ ‫املؤمنِني سوو الع ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫يسومونَه و ِ‬
‫ُ‬
‫أخرى م سريته؟‬
‫بادة النَّ ِّ ‪ ‬منذ نَشَِتِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -4‬صف ع َ‬
‫الَّتبويَّة اليت ينَُّوي عليها‬‫الدر ‪ ،‬ث استَنبِط اآلثار َّ‬ ‫سول ‪ ‬الوا ِردة يف َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫أحد أقو ِال َّ‬ ‫اخَّت َ‬ ‫‪َ -5‬‬
‫احلديث‪.‬‬
‫‪ -6‬ما و ِاجبك جتاه ال ُةقراو واحملتاجني ؟ م َد ِّعماً إجاب تك بِ ِ‬
‫األدلَّة‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫بذير "‪ .‬ما رأيُك‬‫اف والتَّ ِ‬
‫صل إىل ح ِد امسر ِ‬ ‫بعض النِا ي ِ‬ ‫يف يف َزَمنِنا هذا عند ِ‬ ‫الض ِ‬
‫إُ إيرا َ َّ‬ ‫‪َّ " -7‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫باألدلَّة ِم الكتا‪ ،‬و ُّ‬
‫السنَّة‪.‬‬ ‫بذلك ؟ مح االستِشهاد ِ‬
‫الزهد‪.‬‬ ‫وعبقَتِه بِ ُّ‬‫‪ِّ -8‬بني معىن ال َكَر َ‬
‫أهل بَْيتِه‪.‬‬
‫عامل النَّ ِّ ‪ ‬مح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ِّ -9‬بني بعض اجلَوانب م تَ ُ‬
‫عام ِل النَّ ِّ ‪ ‬مح أعدائِه‪.‬‬ ‫‪ِ -10‬صف طُ َ‬
‫رق تَ ُ‬
‫ناسب ما تَ ُد ُّل عليه أقو ُال النَّ ِّ ‪ ‬التِالية‪:‬‬ ‫‪ِ -11‬ح عنواناً ي ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫(أ) " يَ ِّسروا وال تُ َع ِّسروا‪ ،‬وبَ ِّشروا وال تُنَ ِّةروا "‪.‬‬
‫(‪ " )،‬أفَب أيوُ َعْبداً َشكوراً "‪.‬‬
‫رحم "‪.‬‬ ‫(َّ) " َم ال يَ ْر َحم ال يُ َ‬
‫السبَب‪.‬‬ ‫صُّرفك فيما يِيت ؟ مح ِ ْير َّ‬ ‫‪ -12‬ييف سيكوُ تَ َ‬
‫صبتِك لَِة ْرض املغ ِر‪.،‬‬ ‫(أ) جذبتك أختُك َّ ِ‬
‫الصغرية طيلَة فَّتة َ‬ ‫َ َ‬

‫‪66‬‬
‫ةوقِك على ُزَمبئِك‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صلت على جائزة لتَ ِ‬ ‫(‪َ )،‬ح َ‬
‫خاصمك َزِميلُك بِ َسبَب َيلِ َم ٍة منك يف َح ِّقه‪.‬‬ ‫(َّ) إ ا َ‬
‫(د) مسعت َزِميلَك يَ ْزَد ِري ال ُةقراوَ واملسايِني‪.‬‬
‫الدليل ِم ُّ‬
‫السنَّة على‬ ‫‪ -13‬هات عكس يلمة " ِح ْلم "‪ ،‬ثَّ بَ ِّني الةرق بني ال ِح ْلم وبني َّ‬
‫الض ْعف‪ ،‬ما َّ‬
‫لك ؟‬
‫• األنشطَة‪:‬‬
‫ختري أحد ِ‬
‫األنشَُّة التِالية‪:‬‬ ‫َّ َ‬
‫(أ) حا ِول أُ تتَخيَّل بِنَ ِ‬
‫ةسك‪ ،‬ثَّ‪:‬‬ ‫َ‬
‫الدر ‪.‬‬ ‫ضحت م هذا َّ‬ ‫الر ِ‬
‫سول ‪ ‬اليت اتَّ َ‬ ‫‪ -1‬ايتُب ِخ َ‬
‫صال َّ‬
‫باخلصال اليت تتَوفَّر فيك ِم تلك اخلصال‪ ،‬واليت مل تتَوفر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِح قائِ َمةُ‬
‫‪َ -2‬‬
‫ِ‬
‫رسول ايف‬
‫ُ‬ ‫عمل با‪ ،‬وتكو َُ مَّ‬
‫صب َعْي نَيك؛ لتَ َ‬ ‫اخلصال اليت مل تَُُّبِّ ْقها نُ ْ‬
‫َ‬ ‫تضح تلك‬ ‫(حا ِول أُ َ‬
‫جنِات النَّعِيم )‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قُدوُهتم وقائ ُدهم إىل َ‬
‫ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊﱠ [التوبة‪.]21 :‬‬
‫عبادةِ النَّ ِّ ‪ ،‬واع ِر ْ‬
‫ِها‬ ‫املتعلِّ َقة بِ َ‬
‫الصحيحة َ‬
‫بعض اآليات واألحاديث َّ‬ ‫تعاوُ مح زمبئِك جلم ِح ِ‬ ‫(‪َ )،‬‬
‫يف لَ ْو َح ٍة‪.‬‬
‫ألقها على ُزَمبئِك يف َّ‬
‫احلصة‪.‬‬ ‫تدل على رمح ِة النَّ ‪ ‬باملؤمنني أو املشريني و ِ‬
‫صِ اليت ُّ‬
‫َ ِّ‬ ‫(َّ) اجَح ال َق َ‬

‫‪67‬‬
‫الةهر‬
‫مقدمة الكتا‪4 ...................................................................................... ،‬‬
‫ِّ‬

‫األول‪ :‬األنبِياو َ‬
‫ودعوهتم‪5 .........................................................................‬‬ ‫البا‪ِ ،‬‬

‫السب (أبو البشر)‪7 ......................................:‬‬


‫قصة دد عليه َّ‬
‫األول‪ :‬نشِة البشرية‪ِّ :‬‬
‫الةصل ِ‬

‫للرسل‪11 ............................................... :‬‬ ‫الةصل الثِاين‪ :‬النُّ َّبوة و ِّ‬


‫الرسالة وحاجة البَشريَّة ُّ‬

‫الةصل الثِالث‪ :‬لا َّ ِم َدعوات ُّ‬


‫الرسل‪14 ......................................................... :‬‬

‫السرية النَّبويَّة‪32 ......................................................................... .‬‬


‫البا‪ ،‬الثِاين‪ِّ :‬‬

‫األول‪ِ :‬س َرية رسول ايف ‪ ‬قبل البِعثة‪34 ..................................................... :‬‬


‫الةصل ِ‬

‫الةصل الثِاين‪ِ :‬س َرية رسول ايف ‪ ‬يف َّ‬


‫الدعوة إىل ايف تعاىل‪40 ......................................... :‬‬

‫الةصل الثِالث‪ِ :‬س َرية َّ‬


‫الرسول ‪ ‬يف امعداد واجلهاد‪47 .............................................. :‬‬

‫الَّتبويَّة ِم ِخبل ِسريته‪58 ................................... :‬‬


‫الرسول ‪ ‬وصةاتُه َّ‬
‫الةصل الرابح‪ُ :‬خلُق َّ‬

‫‪68‬‬

You might also like