You are on page 1of 18

‫الدر ِاسيَّةُ‪ ،‬علم ِّ‬

‫السرية النَّب ِويَّة‪ ،‬املستوى (الرابع)‪.‬‬ ‫العنوان‪ِ :‬‬


‫املناه ُج ِّ‬

‫‪،،‬‬‫السعوديَّة املو َّجه ِة لِلُُّّ ِب ِ‬


‫الدر ِاسيَّة يف اململ َكة العربيَّة ُّ‬ ‫لميَّةُ تَه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ‬
‫لمناه ِج ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫املادة العِ ِ‬
‫ختصرة‪ :‬تُعتَبَ ُر هذه َّ‬
‫نُب َذةٌ ُم َ‬
‫َُ َ‬
‫الدولَة امس ِ‬
‫بميَّة‪،‬‬ ‫الس َريةِ النَّبَ ِويَّة وت اريا َّ‬
‫اس ِة ِع ْل ِم ِّ‬ ‫ادة م ا َُّ ت ُّ ِ ِ‬
‫وم ِِ ْم ِ ه ذه امل َّ‬ ‫وهي م َق َّسمةٌ على ِعدَّة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬
‫ِ بدر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫تضمنَه املستَوى الِرابع ِم املباحث واملسائِ ِل ما يلي‪:‬‬ ‫أهم ما َّ‬ ‫وم ِّ‬ ‫قسمةٌ إىل أرب عة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫وهي ُم َّ َ‬
‫حال العا ََل قبل البِ َعثَِة ال ُم َح َّم ِديَّة يف اجلز َيرة العربيَّة‪ ،‬وببد فارس و ُّ‬
‫الروم‪.‬‬ ‫‪ -1‬بيا ُن ِ‬
‫بم عل ى مي ِادي ِ‬
‫القت ِال وأه ِّم‬ ‫‪ -2‬ال ُفتوحات امسبميَّة يف عهد اخلُلفاء الر ِاشدي ‪ ،‬وذل م ِخ بل الك ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫احيه ا‪ ،‬كمعرَك ة ِ‬
‫القاد ِس يَّة وف تا امل دائِ وك ذا أش َهر‬ ‫ات م ع ال ُف ر ِس يف ب ِ‬
‫بد العِ ر ِا‪ ،‬و و ِ‬ ‫املع ا ِرو واجلبه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ر ومش ال إفريقي ا‪ ،‬وأه ِم ار تص ارات ال أ َحقَّقه ا أبُّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َمي ادي القت ال م ع ال ُّروم يف ب بد الر ِام وم ْ‬
‫ت ِ‬
‫املقدس‪ ،‬والريموو‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫امسبميَّة آ ذاو‪ ،‬كمعرَكة أج ِ‬
‫نادي ‪ ،‬وفَ ْت ِا ب ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقادةُ اجلُ ِ‬
‫يوش‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫يخ األنبياء والس َيرة النبَوية وانتشار اإلسالم‬
‫تار ُ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪3‬‬
‫شار اإلسالم‬
‫انت ُ‬

‫تَمهي ٌد‪:‬‬
‫ِ‬
‫العاَل عند البِ ْعثَة النَّب ِويَّة (بِ ْعثَة النَّ ِّ‬
‫ب ‪:)‬‬
‫الع َربية‪:‬‬
‫الجز َيرةُ َ‬ ‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫بل‪ ،‬فب ِدي َ يُنَظِّم‬ ‫الض ِ‬‫العَربِيَّ ِة قَ ْب َل ظُهوِر امسبم يف حالٍَة يُرثَى هلا ِم التِ ِيه و َّ‬ ‫اس يف اجل ِز َيرةِ َ‬ ‫كان النِ ُ‬
‫الوثَنِيَّة‪ ،‬وظَ َهرت فيهم‬ ‫ِ‬
‫دات َ‬‫وسادت بينَ ُهم املعتَ َق ُ‬‫صبِيَّة ال َقبَليَّة‪َ ،‬‬ ‫الع َ‬‫جتمع َمشلَ ُهم‪ ،‬فَ َّرقَت بينهم َ‬ ‫َحياهتم‪ ،‬ور َد ْولَةَ َ‬
‫ث إىل اخل ْل ِق كافَّةً بِ ِرسالَِة‬ ‫مبكة عام (‪610‬م)‪ ،‬فبُعِ َ‬ ‫حممد ‪ ‬يف غا ِر ِحراء َّ‬
‫َ‬ ‫الو ْحي على َّ‬ ‫عادات َسيِّئَة حىت ََزَل َ‬ ‫ٌ‬
‫امسبم؛ ِرسالَِة اخل ِري واهلدى‪ ،‬واحملبَّ ِة وامخاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العَر ِ‪،‬‬ ‫احلد ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميض ربع قَرٍن على بِ ِ‬
‫دء ِرسالَِة‬
‫سول ‪ ‬أَُّمةَ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّي اجللَل‪ ،‬حىت َج َع َل َّ‬ ‫ث التِار ِ‬ ‫َ‬ ‫امسبم‪ ،‬ذل‬ ‫َل ِ ُْ ُ ْ‬
‫يا َمثِيبً يف‬ ‫ِ‬
‫فكون منها جمتَمعاً إسبميِاً َل يَ ْر َهد له التِا ِر ُ‬ ‫اجلاهلِيَّة‪َّ ،‬‬‫يف اجل ِزيرةِ العربِيَّة كلَّها تَ ْن ُفض عنها ِرجس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ماس ِ فيما بني أفر ِادهِ‪ ،‬فكأهنم بُنْيا ٌن‬ ‫اح ِم والتَّ ُ‬ ‫يدةِ‪ ،‬وارستِ ْرهاد يف َسبِيلِها‪ ،‬ويف تَ ْقوى اللِ‪ ،‬ويف َّ‬
‫الّت ُ‬ ‫الع ِق َ‬‫سوخ َ‬ ‫ُر ِ‬
‫‪ ،‬اجل ِزيرةِ‬ ‫ِ‬ ‫إسبميَّةً ثابِتَة َّ ِ‬‫السبم دولَةً ِ‬
‫الدعائم والَْركان‪ ،‬فا تَ َق َل بذل َعَر ُ َ‬ ‫الصبة و َّ َ ْ‬ ‫كون هلم عليه َّ‬ ‫وص‪ ،‬وقد َّ‬ ‫رص ٌ‬ ‫َم ُ‬
‫ِ‬
‫امسبم‪.‬‬ ‫حتت رايَِة‬ ‫امميان و َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِربِيَّة إىل َم ْر َحلَ ٍة ِم‬
‫الوحدة وال ُق َّوة َ‬
‫الد ال ُفرس والروم‪:‬‬ ‫ب‪ -‬ب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِر َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساسا يَّة والبِ َيزُّْيَّة َ‬
‫أكرب‬ ‫ِ‬
‫الرسول ‪ ‬حت ُك ُمها اممرباطوريَّة ِ‬ ‫العَربِيَّة يف َع ْ‬
‫لج ِز َيرة َ‬
‫كا ت املنُّ َقة اجملا ِوَرة ل َ‬
‫وعاص َمتُها املدائِ على هنر َد ْجلَة) فقد‬ ‫(اجملوسيَّة املعتَ َقد‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الساسا ِيَّة‬ ‫ِ‬
‫قُ َّوتَني عالَميَّتَ ْني آ ذاو‪ ،‬أما اممرباطوريَّة ِ‬
‫ِ‬
‫املناذرة العربِيَّة الأ كا ت تُ ِدي بِالنَّصرا ِيَّ ِة‪ِ ،‬‬
‫وعاص َمتُها‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ملَ َكت بِبد فا ِر ِ‬
‫س والعرا‪ ،،‬وحتت مظَلتها َد َخلَت َد ْولَة َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وميَّة (البِ َيزْ ُِّيِة) (الأ كا ت على ِدي ِ النَّصرا ِيَّة‪ ،‬وتَتَّ ِخذ ِم ال َق ْسَُّْن ُِّينِيَّة (استنبول‬ ‫احلرية‪ ،‬وأما اممرباطوِريَّة الر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرام‪،‬‬‫بد ِ‬ ‫ومصر وبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قارة أُوروبا‪ِ ،‬‬ ‫الصغرى‪ ،‬وأجزاءَ ِم َّ‬ ‫حالِياً) ِ‬
‫ومشال إفريقية ْ‬ ‫عاص َمةً هلا) فقد َسْيََُّرت على آسيا ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الغساسنَة العربِيَّة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصراع َشديداً بني هاتني اممرباطُوِريَّتَني م ْ‬
‫أج ِل‬ ‫وعاص َمتُها بُصرى‪ ،‬ولقد كان ِّ‬ ‫ََ‬ ‫مبا فيها َد ْولَة‬
‫امسبميَّة يف ِ‬
‫املدينَة بَِزَم ٍ يَ ِس ٍري أَ َخ َذ‬ ‫ِ‬ ‫الدولَِة‬
‫يام َّ‬‫وسع الذي ب لَ َغ ذُروتَه عند ظُهوِر امسبم‪ ،‬وبعد قِ ِ‬ ‫السْيََُّرةِ والتَّ ُّ‬
‫َّ‬
‫َ َْ‬
‫امسبم امتِثارً لَِق ْولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ‬ ‫ِ‬ ‫وميَّة إىل‬‫الر ِ‬
‫بد الفا ِرِسيَّة و ُّ‬ ‫النَّب ‪ ‬ي ْدعو النِاس يف هذه البِ ِ‬
‫ُّ َ ُ‬
‫َ‬
‫ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﱠ [سبأ‪.]28 :‬‬

‫‪4‬‬
‫وم جاء‬ ‫ِ‬
‫بعده ِرسالَة امسبم‪ ،‬وقد ساروا َ‬ ‫فأكم َل اخللفاءُ ال ِر ِاشدو َن َ‬ ‫ِ‬
‫ولكنَّه تُوفِّ َي قبل أن يُت ِم ذل ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫امسبميَّة‬ ‫الد ْولَِة‬ ‫امسبم‪ ،‬وإلي عرِاً رمتِ ِ‬
‫داد َّ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫عو‪َ ،‬د ْع َوة‬ ‫اجلهاد‪ ،‬وتَبلِي ِغ ُّ‬
‫سول ‪ ‬يف ِ‬
‫الر ِ‬
‫هنج َّ‬ ‫بعد ُهم على ِ‬
‫َ‬
‫الع ْهد‪.‬‬
‫يف ذل َ‬

‫‪5‬‬
‫ين‬
‫الخلَفاء الراشد َ‬
‫ال ُفتُوحات اإلسالمية في َعهد ُ‬
‫ين القتال مع ال ُفرس‬ ‫أوالً‪َ :‬مياد ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اشتَ َملت َميادي ُ القتال مع ال ُف ْر ِس على‪ :‬أقاليم العرا‪ ،،‬وفا ِرس‪ُ ،‬‬
‫وخَرسان‪ ،‬وال َق ْفقاس‪ ،‬وما َوراءَ النَّ ْهر‪.‬‬
‫في العراق‪:‬‬
‫مات ال َفتح‪:‬‬
‫‪ُ -1‬م َقد ُ‬
‫فلما َولِ َي أبُو بَ ْك ٍر‬ ‫ِ ِ‬
‫رس يف العرا‪ِ ،،‬‬ ‫حمدودةٍ مع ال ُف ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫الريباين ‪ ‬قد َد َخل يف اشتباكات َ‬ ‫املثن ب حا ِرثَة َّ‬
‫كان ِ‬
‫مبجموع ٍة ِم‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫املثن ‪‬‬ ‫ب له َع ْهداً بذل ‪ ،‬فقام ِ‬ ‫استَأْ َذ َه يف فَ ْت ِا هذه الببد‪ ،‬فأذ َن له وكتَ َ‬ ‫الص ِّديق ‪ ‬اخلبفَةَ ْ‬‫ِّ‬
‫العَربِيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مامه على َ ْر ِر امسبم بني ال َقبائ ِل َ‬ ‫الع َمليات النِاج َحة‪َ ،‬ورَّكَز اهت َ‬‫َ‬
‫ي يف العِر ِا‪،‬؛‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بدأ املثن ‪َ ‬حبتِه يف العِر ِا‪ِ ٍ ،‬‬
‫الع ْس َك ِر ِ‬
‫جبيش قو ُامه مثا يَة آرف جماهد‪ ،‬ول َد ْعم املوقف َ‬ ‫ِ‬
‫ا‪ِ ،‬م أس َفلِها (اجلنو‪ ،)،‬كما َأمر ِعياض ب َغْنم ‪ ‬أن‬ ‫صاره على املرتَ ِّدي يف اجلزيرة‪ ،‬وأََمَره أن يَ ْد ُخل العِر َ‬
‫ات َ‬
‫ِ‬
‫(الرمال) بعد أن ي ْفرغ ِم فَ ْت ِا دوم ِة اجلْن َد ِل الأ كان ِ‬
‫حياص ُرها‪.‬‬ ‫يدخ َل ِم أعبها ِّ‬
‫َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬فَ ت ُح العراق‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫خاض املسلمو َن بِِقيادة خالِد ب ِ ِ‬
‫الوليد ‪ ‬يف جنو‪ ،‬العرا‪ ،‬ع َّدة َمعا ِرَو م َ‬
‫أشه ِرها‪َ :‬م ْعَرَكة ذات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بسل‪ ،‬واملذار‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والفراض‪ ،‬ا تَ َهت َجيعها با تِصا ِر املسلمني على ال ُف ْر ِس‪.‬‬
‫الس ِ‬
‫ِّ‬
‫* ماذا تَع ِرف ع ِ‬
‫هذه املعا ِرو ؟‬ ‫ْ‬
‫المعارك في العراق‪:‬‬
‫أشهر َ‬
‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫أ‪َ -‬مع َرَكةُ القادسية سنة [‪15‬ه ‪637/‬ه ]‪:‬‬
‫حق َقها املسلمو َن يف العِرا‪ ،‬يزدجرد ملِ ال ُفرس‪ ،‬فَ َقَّرر خوض معرَك ٍة ِ‬
‫فاصلَ ٍة‬ ‫ات الأ َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫لقد هالَت ار تصار ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ني فِيبً؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معهم‪ ،‬وأعلَ َ التَّ ْعبِئَةَ َّ‬
‫ني‪،‬‬ ‫مرها‪ ،‬املسلم َ‬ ‫العامة‪ ،‬وَك َّو َن َجْيراً م (‪ )120‬أَلْف ُمقات ٍل‪ ،‬وحوايل ثَبث َ‬
‫املعرَكة‪ ،‬فأرسل‬ ‫ِ‬ ‫وأسنَد قِيادتَه إىل (رستم) ولَما ب لَغ عمر ب اخلُِّا‪َ  ،‬بأ هذا ارستِ ِ‬
‫عداد سار َ ِ‬
‫ع بامعداد هلذه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُْ ِ َ‬ ‫َ‬
‫سعد ب أيب وقاص ‪ ،)1( ‬فسار سع ٌد ٍ ِ‬ ‫اجليش إىل ِ‬ ‫يادة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‬ ‫جبيش قو ُامه ثَبثون أَلْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َم َدداً إىل العرا‪ ،،‬وأسنَد ق َ‬
‫جماه ٍد‪ ،‬رابط هبم يف ِ‬
‫القاد ِسيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫فح َدثَت َم ْعرَكةٌ‬ ‫صارت بني ال َف ِري َق ْني ل ُلوصول إىل اتِّفا‪ ،‬بينَ ُهما‪ ،‬ولكنَّها َل تَ ْن َجا؛ َ‬
‫ٌ‬ ‫وقُبَ ْيل املعرَكة َجَرت اتِّ‬
‫صف‪ ،‬أَبْلى فيها املسلمو َن بَبءً َح َسناً ا تَ َهت با تِصا ِر املسلِ ِمني‪ ،‬وقُتِ َل قائِد ال ُف ْر ِس‬ ‫ِ‬
‫دامت ثَبثَة أَيِ ٍام و ْ‬
‫ِ‬
‫َعني َفةٌ َ‬

‫كيفيَّة ِ‬
‫القيادة بعده‪ ،‬أوِا فيها ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الق ِ‬
‫تال مع ال ُف ْر ِس‪ ،‬وقد استَفاد‬ ‫َ‬ ‫‪ )1‬قيل يف هذه املعرَكة تُويف املثن ب حا ِرثة‪ ،‬وقد ترو َو ِصيَّة ل َم يَتَوىل َ َ‬
‫سعد ب أيب وقاص ‪ ‬م هذه الوصية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،‬الُبُلَّة‬ ‫صرة يف ِ‬
‫مشال َغر ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫احلرية‪ ،‬والبَ ْ َ‬
‫عمر ب اخلُِّا‪  ،‬ببناء الكوفَة جنويب َ‬ ‫مشل َجْيره‪ ،‬و َأمر ُ‬ ‫وتفر َ‪ُ ،‬‬ ‫(رستم)‪َّ ،‬‬
‫املقاوَم ِة‬ ‫ِ‬ ‫أسبا‪ِ ِ ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف جنو‪ ،‬العِرا‪ ،،‬فكا َت اممدادات ِم هاتَني ِ‬
‫املدينَتَ ْني ِم‬
‫ني يف ال َقضاء على َ‬ ‫جناح املسلم َ‬ ‫ْ‬
‫الفا ِرِسيَّة هنائِيِاً‪.‬‬
‫الق ِ‬
‫تال ؟‬ ‫* ما اخليارات الأ ي عرِها امسبم لِمْن ِع ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫* اُذكر اآليَةَ الأ تَ ُد ُّل على ذل ُم ْستَعِيناً بِال ُقرآن ال َك ِرمي‪ ،‬سورة " التَّوبَة "‪.‬‬
‫المدائن سنَة [‪16‬ه ‪638/‬م]‪:‬‬ ‫ب‪ -‬فَ تح َ‬
‫مبرورةٍ ِم اخللِي َفة عُ َمر ب اخلُِّا‪  ،‬حنو‬ ‫ِِ‬
‫صاره يف القادسيَّة‪ ،‬فتَ َحَّرو َ‬
‫ِ‬
‫سعد ب أيب وقاص ‪ ‬ا ت َ‬ ‫استَ غَ َّل ُ‬
‫ص ُر فيها َحلِي َف ُهم‪ ،‬مث‬ ‫ِ ِ‬
‫املدائ (عاص َمة ال ُف ْرس) فتَ َق َّدم املسلمون والتَ َقوا بِال ُف ْر ِس يف أكثَر م َم ْوق ٍع‪ ،‬فكان النَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ِي‪ ،‬وأخوه ال َق ْعقاع‬ ‫ُّال املسلِ ِمني‪ :‬كعاصم ب عمرو التَّ ِم ِ‬ ‫َعربت ِطبئِعهم أورً هنر َدجلَة بِ ِرئاس ِة َع َد ٍد ِم أب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ ِ‬ ‫َ‬
‫الض َّفة َّ ِ ِ‬ ‫متكنُوا ِم الو ِ‬ ‫وغريمها‪ ،‬الذي َّ‬
‫عرب سعد ب أيب‬ ‫ص َّد ُهم‪ ،‬مث َ‬ ‫حماورت ال ُف ْر ِس َ‬‫الررقيَّة للنَّه ِر َر ْغ َم َ‬ ‫صول إىل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقاص ‪ ‬بِبَقيَّة ِ‬
‫فاستَ ْسلَم أَ ْهلُها‪َ ،‬‬
‫وحاز‬ ‫يع املدائ ‪ ،‬فلم تَ ْلبَث أن َس َقَُّت يف أيدي ِهم ْ‬ ‫وحاصَر اجلم ُ‬
‫َ‬ ‫اجليش‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجلُورء‪ ،‬حيث كان‬ ‫املنه ِزَمة يف ُح ْلوان َ‬
‫ِ‬
‫ُّارَدة فُلول ال ُف ْر ِس َ‬
‫اصل املسل ُمو َن ُم َ‬ ‫املسلمون على َغنائِ َم َكثِ َرية‪َ ،‬‬
‫بعدها و َ‬
‫ني منها‪ ،‬فَ َفَّر مع أهلِ ِه إىل َم ِدينة ُح ْلوان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يزدجرد ‪ -‬حاكم الفرس ‪ -‬قد تَ َرَو عاص َمتَه بعد أن مسع بِ ُد ُ ِّو املسلم َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫وَ َق َل معه أَْمت َعتَه وأموالَه‪ ،‬وبعد ذل فَ َّر م حلوان أيضاً قبل ُوصول املسلمني إليها‪ ،‬واستَ َقَّر يف ِ‬
‫الر ِ‬
‫فصارت َد ْولَتُهم يف طَ ِر ِيقها إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهكذا فتَا املسلمو َن عاص َمة ال ُفرس بعد أن أحلقوا اهلزائم املتَتاليَة هبم‪َ ،‬‬
‫الزو ِال‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪7‬‬
‫في بالد فارس‪:‬‬
‫هاوند [ فَ تح ال ُفتوح ] ‪21‬ه ‪:‬‬ ‫َمع َرَكة نَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف عام (‪20‬ه ) جع يزدجرد‪ ،‬يف هناو د َجْيراً م سائر الَقاليم الفا ِرسيَّة‪ ،‬بَلَغ َع َد ُده (‪َ )150‬‬
‫ألف‬
‫يادتِِه (النُّعمان ب ُم َقِّرن‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألف جماهد‪ ،‬عُ ِّني لق َ‬ ‫ني فَبَ لَغ (‪َ )30‬‬ ‫جيش املسلم َ‬‫يادتَه (الفريوزان)‪ِ ،‬أما ُ‬ ‫ُمقات ٍل‪ ،‬تَوىل ق َ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫بار احلرود الفارسيَّة أََمَر النُّعما ُن اجملاهدي َ املسلمني بالتَّ َحُّرو حنو َ‬
‫هناو د‬ ‫املزين ‪ )‬ولَ ِما استَُّْلَ َع املسلمو َن أَ ْخ َ‬ ‫َ‬
‫ِ َع ُخَُّّةً رستِ ْدر ِاج ال ُف ْر ِس وإخر ِاج ِهم ِم َم ِدينَتِ ِهم‪ ،‬ولَ ِما حا َن َم ْو ِعد املبا َغتَ ِة َه َجم املسلمون‬ ‫ِ‬
‫وحماصَرهتا‪ ،‬مثَّ َو َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومْي َسرهتم وال َق ْلب‪.‬‬‫على ال ُف ْر ِس‪َ ،‬مْي َمنَت ِهم َ‬
‫ِ َعها املسلِمو َن رستِ ْدراج ال ُف ْر ِس وإخر ِاج ِهم ِم َم ِدينَتِ ِهم‪.‬‬ ‫* ما اخلَُّّة الأ َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض فَ َسلَّ َم ِ‬
‫الرايَةَ حل َذيْ َفة ب اليَمان‬ ‫وخَّر على الَْر ِ‬ ‫بل املعرَكة َزلَّت قَ َد ُم فَ َر ِس النُّعمان قائد املسلمني‪َ ،‬‬ ‫وخ َ‬
‫عمان ‪.‬‬‫اجلند خب ر استِرهاد النُّ ِ‬ ‫‪ ‬الذي َل ي ِرع بني ِ‬
‫َََ ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫* ما الذي ميك أن يُ َسبِّبَه ا تِرا ِر َخ َرب استِ ْرهاد النُّعمان ‪‬؟‬
‫هناو د‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وحي و ِ‬ ‫أقبل اللَّيل َِ‬
‫وطارَد ُهم املسلمون‪ ،‬وبعد أن َد َخل املسل ُمو َن َ‬ ‫اجع ال ُف ْرس‪َ ،‬‬ ‫املعرَكة َفّت َ‬
‫يس َ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ث إليه خبمس الغَنائِم‪ ،‬وقد‬ ‫صر‪ ،‬مث بَ َع َ‬ ‫أرس َل حذي َفة ب اليَمان ‪َ ‬رسورً إىل عمر ب اخلَُّا‪  ،‬يُبَ ِّرره بِالنَّ ْ‬ ‫َ‬
‫املؤَّزِر فَ َس ِموه (فتا الفتوح)؛ إذ َل يَ ْستَ ُِّع يزدجرد أن يُقاتِل املسلمني بعد ذل‬ ‫ص ِر َ‬‫اغتَبَط املسلمون هبذا النَّ ْ‬
‫الساسا ِيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُمقاتَلَةً قَ ِويَّة‪ ،‬وظَ َّل أَْم ُره يف ُقصان حىت قُت َل سنة ‪31‬ه يف ُخرسان‪ ،‬ومبوته ا تَ َهت اممرباطوريَّة ِ‬
‫الر ِاش ِدي قُتِ َل يزدجرد ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫* يف َع ْهد َم م اخللفاء ِ‬
‫في إقليم ُخرسان وال َقفقاس وما َوراء الن هر‪:‬‬
‫وو َّجه ُك ِل لِواء‬ ‫ِ‬
‫جيش املسلمني إىل ع َّدة ((أَلْ ِويَة))‪َ ،‬‬ ‫عمر ب اخلُِّا‪َ  ،‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫استمراراً ل َع َمليَّة ال َفْتا قَ َسم ُ‬
‫الدولَة الفا ِرِسيَّة‪ ،‬وقد استُّاع قادةُ تل الَلْ ِوية فَ ْتا اجلبه ِة َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بِقائِ ِ‬
‫‪،‬‬
‫الرمالية الواق َعة َغ ْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كل إقْليم م أقاليم َّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫إىل‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رمل امقليم اجلبَل ِي‪ ،‬وإقليم فا ِرس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حب ِر قَ ْزِوي حىت هنايَة َجبَل ال َق ْفقاس‪ ،‬وكذل‬
‫الررقيَّة الأ تَ َ‬
‫الوسُّى و َّ‬
‫اجلبهة ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫امسبم‬ ‫الد ْولَة الفا ِرِسيَّة تَْن َعم حبك ِم‬
‫أصبحت أجزاء َّ‬‫َ‬ ‫وس ِج ْستان‪ ،‬وكرمان‪ ،‬ومكران‪ ،‬وبذل‬ ‫وإقليم خرسان‪ِ ،‬‬
‫َ ُ‬
‫وع ْدلِه‪.‬‬
‫َ‬

‫إضافَةٌ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫امسبم فِ ْك ِريِاً فَ َّتات طَ ِويلَة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ع‬‫جاعات منهم تُصا ِر َ‬
‫ٌ‬ ‫ي‪ ،‬أخ َذت‬ ‫الع ْس َك ِر ِّ‬ ‫ِ‬
‫س يف امليدان َ‬
‫بعد أن َس َقط ال ُف ْر ُ‬
‫ِ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ف العاَل‬ ‫ني ُحروباً َش ْعواء بأمساء خمتَل َفة‪ ،‬ميك ال َقول‪ :‬أهنا أَ ْس َه َمت ُم َؤ َّخراً يف َ‬‫كما أهنم َشنِوا على املسلم َ‬
‫ِ‬
‫امسبم ِّي‪.‬‬
‫ين القتال مع الروم في بالد الشام‪:‬‬
‫ثانياً‪َ :‬مياد ُ‬
‫فَ ت ُح بالد الشام‪:‬‬
‫وج َعل على رأْ ِس ُكل منها قائِداً‪ ،‬وو َّجهَ ِجبُْزٍء ُم َع َّ ٍ‬
‫ني إىل‬ ‫يوش‪َ ،‬‬ ‫الص ِّديق ‪ ‬أر َبعة ُج ٍ‬ ‫َج َّهز اخللِي َفة أبو بكر ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وهذه اجليوش ِهي‪:‬‬ ‫الرام‪ِ ،‬‬ ‫بد ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫‪ -1‬جيش يَزيد ب ُسفيان ‪ ‬لَِفْتا ِد َم ْرق‪.‬‬
‫اجلراح ‪ ‬لَِفْتا حِ‪.‬‬ ‫يدة عامر ب ِ‬
‫‪ -2‬جيش أيب عب َ ِ‬
‫َُ‬
‫‪ -3‬جيش ُشَر ْحبِيل ب َح َسنة ‪ ‬لِفتا وادي الردن‪.‬‬
‫‪ -4‬جيش عمرو ب العاص ‪ ‬لِفتا فلسُّني‪.‬‬
‫صت‬ ‫صَ‬ ‫اجلهة الأ ُخ ِّ‬ ‫ش إىل َ‬ ‫كل َجْي ٍ‬
‫توجه ُّ‬ ‫خاِت هذه اجليوش َمعا ِرو أََّولِيَّة مع ال ُق ِوات البِ َيزْ ُِّيَّة‪ ،‬مث َّ‬ ‫وقد َ‬
‫الص ِّديق لِيُُّْلِ َعه على‬ ‫ِ ِ‬
‫يدة ‪ ‬إىل اخللي َفة ِّ‬ ‫ب أبو عُبَ َ‬ ‫وم العُ َّد َة للقاء املسلمني‪ ،‬ف َكتَ َ‬ ‫أع َّد ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫له‪ ،‬عند ذل َ‬
‫يتوجه ِم العِرا‪ ،‬إىل‬ ‫الولِيد ‪ ‬بأن َّ‬ ‫ِ‬
‫فأص َدر اخللي َفة أَْمَره إىل خالد ب َ‬ ‫الرام‪َ ،‬‬ ‫بد ِ‬ ‫ُّورات العس َك ِريَّة يف بِ ِ‬
‫َْ‬ ‫التَّ ُّ‬
‫الرام كا ت قُ ِوات‬ ‫بد ِ‬ ‫امسبميَّة هناو‪ ،‬وعندما وصل خالِد ‪ ‬إىل بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجليوش‬ ‫يادة‬ ‫بد ِ ِِ‬ ‫بِ ِ‬
‫ََ‬ ‫الرام؛ لق َ‬
‫يوش املسلمني يف اجلورن على أن يبقى‬ ‫ص ِة هلا‪ ،‬ف َقَّرر أن جتتَ ِمع جيع ُج ِ‬ ‫ِ‬
‫صَ‬ ‫املخ َّ‬
‫املسلمني ُم َوَّز َعةً يف القاليم َ‬
‫حنوها‪ ،‬وهنا َّاّتَ َذ خالِد‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫عمرو ب العاص ‪ ‬يف فلسُّني؛ لِص ِّد ت َق ُّدم ُّ ِ‬
‫الروم الأ كا ت تَتَّجه ب ُق ِوات َكب َرية َ‬ ‫َ َ‬
‫أكرب َع َد ٍد ِم اجلند‪ ،‬وفيما يَلِي أبرز تل املعا ِرو‪:‬‬ ‫ِ‬
‫لمجاهبَة ُم ْستَ ْخدماً َ‬
‫الس ِر ِ‬
‫يع ل َ‬
‫تايل َّ َ‬
‫خُّي َ ِ‬
‫ط الق ِ‬
‫‪ ‬التَّ ِ‬
‫‪َ -1‬معرَكة أَجنادين (‪[)2‬جمادى األول ‪13‬ه ]‪:‬‬
‫اجليش‬ ‫أدرَو خالِد ‪ - ‬الذي كان يقود‬ ‫ِ ِ‬ ‫عندما بدأ زحف ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫الروم َجنوباً للقاء عمرو ب العاص ‪َ ‬‬ ‫ََ َ ْ ُ‬
‫الر ِوم الذي بَلَ َغ مائَة أَلْف؛ ولذا‬ ‫ش ُّ‬ ‫خامة َجْي ِ‬
‫ِ َ‬ ‫اجلورن ‪َ -‬مدى َ‬‫ِ‬ ‫ني ألفاً يف‬‫ِ‬
‫امسبمي‪ ،‬والذي بَلَغَت قُ َّوتُه ثَبث َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وم َق ِّد َمة‪.‬‬
‫ومْي َسَرة‪ ،‬وقَ ْلباً‪ُ ،‬‬ ‫أجنادي ‪ ،‬و ظَّم خالد ‪َ ‬‬
‫اجليش ل َمْي َمنَة‪َ ،‬‬ ‫ص َّمم على إلْقاء ث َقل املسلمني يف َمعرَكة ْ‬ ‫َ‬
‫رسيَّما بعد َم ْقتَ ِل قائِ ِدهم ثيودري (تذار‪ )،‬أخو ِهرقل‪،‬‬ ‫الر ِوم ِ‬ ‫ش ُّ‬ ‫دارت َرحى املعرَك ِة َّ‬
‫متز َ‪َ ،‬جْي ُ‬ ‫ولَ ِما َ‬
‫ساحتِها‪ ،‬وكا ت هذه املعركة ِم املعا ِرو‬ ‫بهم يف َ‬
‫ِ‬
‫املعَرَكة تا ِركني قَ ْت ُ‬
‫ض ْ‬ ‫وح ُهم املعنَ ِويَّة‪ ،‬واهنزموا ِم أَْر ِ‬
‫فاهنارت ُر ُ‬
‫َ‬

‫الرملة‪ ،‬ومسيت جربي (يف بُِّاح زَك ِريِا)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ )2‬أجنادي َم ْوقع يف فلسُّني بني ِ‬
‫‪9‬‬
‫اح ٍد تويف‬ ‫الرام‪ ،‬وبعد معرَكة ِ‬
‫أجنادي بِ َره ٍر و ِ‬ ‫امسبمي لِبِ ِ‬
‫بد‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫فلسُّني‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ِ‬
‫احلامسة الأ َّقررت م ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬
‫اخللِي َفة أبو بكر ِّ‬
‫الص ِّديق ‪‬‬
‫‪ -2‬فَ ت ُح د َمشق [‪14‬ه ]‪:‬‬
‫ووَّزع قائِد‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ني يَ ْوماً تَق ِريباً‪َ ،‬‬
‫حاصرها ل ُم َّدة َسبع َ‬
‫ني إىل د َم ْرق الأ َ‬ ‫ش املسلم َ‬ ‫بعد معركة أجنادي اجتَه َجْي ُ‬
‫الرام‪-‬‬‫بد ِ‬ ‫جليوش املسلمني يف بِ ِ‬ ‫اجلراح ‪ - ‬بعد أن عيَّنَه اخللي َفة عمر ‪ ‬قائداً ِ‬ ‫املسلمني أبو عُبَيدة ب ِ‬
‫أح ِد‬ ‫ِ‬
‫ودها خالد ‪ ‬م تَ َسلُّ ِق السوا ِر وفَ ْت ِا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫متكنَت الف ْرقَة الأ كان يَ ُق ُ‬ ‫ا‪ِ ،‬د َم ْرق‪ ،‬ويف النِّهايَة َّ‬ ‫اجلند على أَبْو ِ‬
‫َ‬
‫ا‪ِ ،‬د َم ْرق‪ ،‬فَ َك َّربوا وا َدفَع على إث ِرِهم بَِقيَّة اجلْن ِد‪.‬‬
‫أبو ِ‬
‫الص ْلا‬
‫وع َق َد أبو عُبَ ْي َدة ‪ ‬هذا ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫املدينَة الَما َن و ُّ ِ‬ ‫أمام هذا املوقِف طَلَب حاكِم ِ‬
‫ني‪َ ،‬‬ ‫الص ْل َا م املسلم َ‬ ‫َ‬
‫مبوافَ َقة اخللِي َفة عمر ب اخلُِّا‪  ،‬الذي ُسِر هبذا ال َفْت ِا‪.‬‬
‫‪ -3‬فَ ت ُح بَعلَبَك وحمص [‪14‬ه ]‪:‬‬
‫صارمها‪ ،‬وطَلَب حاكِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد فَ ْتا ِد َم ْرق تَ َّ‬
‫يدة ‪ ‬إىل بَ ْعلَب ‪ ،‬وخالد ‪ ‬إىل حِ‪ ،‬وتَّ ح ُ‬ ‫وجه أبو عُبَ َ‬
‫صلحاً لِ ُم َّدةِ َسنَة‪ ،‬مثَّ تَ َو َّجه لِيَ ْر َِّتو مع خالِد ‪ ‬يف‬ ‫يدة ‪ُ ‬‬ ‫الص ْل َا مع املسلمني‪ ،‬فَ َع َقد معه أبو عُبَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫بعلَب‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ص ْل ٍا مع حاكمها‪ ،‬ويف تل الثْناء َكلَّ َ‬ ‫حصا ِر حِ بِناءً على أَوام ِر اخللي َفة عمر ب اخلُِّا‪ ، ،‬وتَّ َع ْق ُد ُ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫قادة املسلِ ِمني باستِ ْك ِ‬
‫مال ال َفْت ِا يف بِ ِ‬
‫ني‬
‫قادة املسلم َ‬ ‫ِ َعها هلم‪ ،‬وقد أجنََز َ‬ ‫الر ِام وفق ُخَُّّة َو َ‬ ‫بد ِ‬ ‫يدة ‪َ ‬‬ ‫أبو عُبَ َ‬
‫ِ‬
‫هاد ُهم‪ ،‬وت َكلَّلت أعماهلم بِالنَّ ْ‬
‫ص ِر والظَّفر‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫رموك [رجب ‪ 15‬ه ‪636/‬م]‪:‬‬ ‫‪َ -4‬معرَكة اليَ ُ‬
‫أيدي املسلمني‪َّ ،‬قرر جماهبَة‬ ‫الرام يف ِ‬ ‫وط ِدم ْرق واملدن اهلامة يف بِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بد ِ‬ ‫ِ‬ ‫عندما َعلم اممرباطور هرقل بس ُق َ‬
‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املسلِ ِمني يف معرَك ٍة حامسة‪ ،‬ووقَع اختِيار ِ‬
‫أمام هذا‬ ‫الريُموو؛ لما يَتَوفَّر فيه م مميِّزات دفاعيَّة‪َ ،‬‬ ‫قادته على َم ْوقع َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫لم ْعرَك ِة املقبِلَة‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الروم ل َ‬ ‫دار ِس أَْم ِر املوقع الذي َ‬
‫اختاره ُّ‬ ‫راوِر ولتَ ُ‬ ‫قادةُ املسلمني ُم ْؤمتراً؛ للتَّ ُ‬ ‫املوقف َع َقد َ‬
‫امسبم ِي الذي يَْب لُغ َع َد ُده حوايل‬ ‫ِ‬ ‫الروم َحوايل (‪ )200‬أَلْف ُمقاتِ ٍل أو تَ ِزيد‪ُ ،‬مقابِل ِ‬
‫اجليش‬ ‫وكا َت ِقوات ُّ‬
‫الر ِوم‬
‫الروح املعنَ ِويَّة عند ُّ‬‫ضمام َجْيش َع ْمرو ب العاص ‪ ‬إىل بَِقيَّة املسلِ ِمني‪ ،‬وكا ت ُّ‬ ‫جماه ٍد بعد ا ِ‬‫(‪ )36‬أَلْف ِ‬
‫يل احلرَكة‪،‬‬ ‫اجلندي ُّ ِ ِ‬ ‫‪،‬؛ ممِا جعل ِ‬ ‫بسل؛ َخوفاً ِم اهلر ِ‬ ‫الس ِ‬‫ند ِهم بِ َّ‬‫مت َده ِورًة‪ ،‬ممِا اََُِّّر قادهتم إىل تَقيِيد ج ِ‬
‫الرومي ثَق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫ف الذي يُقاتِلون ِم أَ ْجلِه‪ ،‬وقد كان أبو‬ ‫اجملاه ِدي بِ َ‬
‫اهلد ِ‬ ‫ش املسلِ ِمني الذي كان ي تميَّز بِاملروَة‪ ،‬وإميان ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫س َجْي ِ‬‫بِ َع ْك ِ‬
‫ف‪ ،‬فنَ َربَت هذه املعرَكة وا تَ َهت با تِصا ٍر‬ ‫سات املوقِ ِ‬
‫يدة ‪ ‬قد فَ َّوض خالِداً لِِقيادةِ املعرَكة؛ َظَراً خلربتِه مببب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عُبَ َ‬
‫َ َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ساح ٍق لِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لم ْسلم َ‬ ‫ُ‬
‫إضافَة‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫عمر ب اخلُّا‪  ،‬خلالد ب الوليد ‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م أسبا‪َ ،‬ع ْزل َ‬
‫ص ُر بِألْ ِويَتِها يف املعا ِرو ال ُكربى‪.‬‬ ‫‪ -1‬كان عمر ُّرى افتِتا َن املسلمني َّ ِ‬
‫بالرخصيِات الأ ا َع َقد النَّ ْ‬ ‫ُ َُ‬
‫فوسهم‪،‬‬ ‫سول اللِ ‪ ‬أن ي ْدخل الغُرور إىل ُ ِ‬ ‫الص َفة ِم صحاب ِة ر ِ‬ ‫ُّرى على هذه ِّ‬ ‫‪ -2‬كان عُ َم ُر ‪َ ‬‬
‫َ َُ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫وم فِْت نَة إطر ِاء املسلِ ِمني هلم‪ِ ،‬‬
‫وش َّدةِ تَ َعلُّ ِق ِهم هبم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أمثال خالِد‬ ‫ِ‬ ‫القيادات؛ حىت تَت وفَّر يف املسلمني ِ‬
‫مناذج َكثِ َرية ِم‬ ‫ََ‬
‫يدةٍ ِم ِ‬‫اجملال لَُِّبئِع َج ِد َ‬
‫‪ -3‬إفساح ِ‬
‫ُ‬
‫الوليد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب َ‬
‫المقدس‪16[ :‬ه ‪637/‬م]‪:‬‬ ‫‪ -5‬فَ ت ُح بَيت َ‬
‫اح َدة تِْلو‬‫فاجته عمرو ب العاص ‪ ‬إليها‪ ،‬فقام بَِفْتا م ُدهنا الو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫الريموو إىل فلَ ْسُّني‪ََّ ،‬‬ ‫ا فتَا الَُّّريق بعد ُ‬
‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وِر َ‬‫الخرى‪ ،‬فلم يَْبق سوى َمدينَأ قيسارية وبَْيت املقدس‪ِ ،‬أما بيت املقدس فقد تَ َو َّجه إليها عمرو ‪َ ‬‬
‫فوجد املسلمون يف ذل َم َر َّقةً‬ ‫ِِ‬ ‫عليها احلصار‪ ،‬واستمَّر أربعةَ أشه ٍر َل ي ْن َق ُِّع ِخبهلا ِ‬
‫الروم‪َ ،‬‬ ‫تال بني املسلمني و ِ‬ ‫الق ُ‬ ‫َ ََ َ ُ َ‬
‫املقدس يُّْلُب منه التَّسلِيم‪ ،‬ووع َده بِالَم ِ و ِ‬
‫لكنَّه‬ ‫بيت ِ‬ ‫الروم يف ِ‬ ‫يمةً‪ ،‬ولذا أرسل عمرو ‪ ‬إىل الرطبون قائِد ُّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َعظ َ‬
‫اجلراح‬
‫يدة ب ِ‬ ‫املد َد‪ ،‬فَ َكتَب إىل أيب عُبَ َ‬ ‫ب إىل اخللي َف ِة عُ َمر ‪ ‬يَُّْلُب منه َ‬ ‫فاَُِِّر عمرو ‪ ‬إىل أن يكتُ َ‬ ‫ض‪ْ ،‬‬ ‫َرفَ َ‬
‫احلصار بِنَ ْف ِسه‪ ،‬فلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫يدة تَ َوِىل‬
‫ص َل أبو عُبَ َ‬ ‫يأم ُره بِالتَّ َو ُّجه إىل بَْيت املقد ِس؛ ليكون َم َدداً ل َع ْم ِرو ‪ ،‬ولَ ِما َو َ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫الرام‪ ،‬غري‬ ‫الص ْلا على ِمثْ ِل ما صاحلت عليه م ُد ِن بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ي ْلبث أهل ب ي ِ‬
‫بد ِ‬ ‫ُ‬ ‫عدها ِإر قَليبً حىت طَلَبوا ُّ َ‬ ‫املقدس بَ َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫ت ِ‬
‫املقد ِس ُّ‬ ‫لهل ب ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اشّتطوا أن يَتَ َّ‬
‫الص ْل َا‪ ،‬وتَّ‬ ‫ب ِ َْ‬ ‫عمر ‪ ‬وكتَ َ‬ ‫الص ْل ِا اخللي َفة عُ َمر ‪ ،‬فَ َقد َم ُ‬ ‫وىل َع ْق َد ُّ‬ ‫أهنم َ‬
‫فَ ْت ُحها يف ربيع اآلخر سنة (‪16‬ه )‪.‬‬
‫املسمى‬
‫الرام‪ ،‬وهو َّ‬ ‫صر‪ ،‬ويف عام ‪18‬ه (‪639‬م) ا تَ َرر َوباءُ الُِّاعون يف ِ‬ ‫ِ‬
‫أما الرطبون فقد َهَر‪ ،‬إىل م ْ‬
‫يدة ب‬ ‫ِ‬
‫امسبميَّة أبو عُبَ َ‬ ‫ِ ِحيَّتَه القائِد العام لِ ِ‬
‫لجيوش‬ ‫اح َ‬
‫ٍ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بُّاعون َع ْمواس؛ ْسبَةً إىل اس ِم قَ ْريَة بفلَ ْسُّني‪ ،‬وقد ر َ‬
‫ِ‬
‫الصحابَة‪ ،‬فوىل عمر ب اخلُّا‪َ  ،‬مكا َه يزيد ب أيب سفيان ‪ ‬الذي َل يَ ْلبَث أن‬ ‫اجلراح ‪ ‬وكثِريٌ ِم َّ‬ ‫ِ‬
‫استَوىل‬ ‫ا‪َ  ،‬مكا َه آخاه ُمعا ِويَة ب أيب سفيان ‪ ‬الذي ْ‬ ‫اآلخر هبذا الوباء‪ ،‬فَوِىل عمر ب اخلُِّ ِ‬ ‫مات هو َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احلِيَّة الأ احتَ َفظ هبا البِ َيزْ ُِّيِون‪ ،‬وبذل َتَّ فَ ْت ُا ِ‬
‫الر ِام‪ ،‬وقد ظَ َّل ُمعا ِويَة ‪ ‬أمرياً على‬ ‫املد ِن الس ِ‬ ‫ِ‬
‫على بَقيَّة ُ ِ‬
‫لمسلِ ِمني بعد ذل ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صار َخلي َفةً ل ُ‬ ‫الرام إىل أن َ‬ ‫ِ‬

‫إضافَة‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ِ‬ ‫بعد أن تَسلَّم اخللِي َفة عمر ب اخلُِّا‪  ،‬مفاتِ ِ‬
‫يا َمدينَة بَْيت املقدس أَ ْعُّى أهلَها الَما َن‪ ،‬وصلَّى َ‬
‫أمام‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ارحت َل إىل بَ ْل َدةِ اجلابِية حيث َع َقد ُمؤمتراً َع ْس َك ِريِاً فيها‪ ،‬و َّاّت َذ قَرارات حامسة‬ ‫ط َم ْس ِج َده هناو‪ ،‬مثَّ َ‬ ‫خرةِ َ‬
‫وخ َّ‬
‫الص َ‬
‫َّ‬
‫صَر واجل ِز َيرة ال ُفراتِيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َح ْوَل فَ ْت ِا م ْ‬
‫الجز َيرة (‪:)3‬‬ ‫‪ -6‬فَ ت ُح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صارى‪ ،‬وقد َو َّجه‬ ‫وم ْعظَم ُس ِكاهنا م النَّ َ‬ ‫اآلخر تاب َعةً ل ُّلروم‪ُ ،‬‬
‫وبعضها َ‬ ‫بعض ُم ُدهنا تابِ َعةً لل ُف ْر ِس‪ُ ،‬‬ ‫كا ت ُ‬
‫ص ْلحاً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إليها عُ َمر ‪ ‬سنة ‪18‬ه عياض ب َغْنم‪ ،‬فاستَُّاع أن يَ ْفتَا ُم ْعظَم ُم ُدهنا‪ ،‬بَ ْعضها عُْن َوًة‪ ،‬والُخرى ُ‬
‫ص ْلحاً ؟‬‫* مىت يكون ال َفْت ُا عُْن َوةً‪ ،‬ومىت يكون ُ‬
‫‪ -7‬فَ ت ُح َجز َيرة قُب ُرص [‪28‬ه ‪649/‬م]‪:‬‬
‫لمهِّيَّتِه‪ ،‬فَ َكتَب ُمعا ِويَة ب أيب سفيان ‪ ‬إىل‬ ‫السيََُّرِة على إقليم البحر املتَ َو ِّسط َ‬ ‫تََُّلَّع املسلِمو َن إىل َّ‬
‫بمي‪ ،‬فَوافَق اخللِي َفة على ذل ‪ ،‬وتَ ْن ِفيذاً هلذه امل ِه َّمة بن‬ ‫سُّول إس ِ‬‫راء أُ ٍ‬ ‫اخللِي َفة عثمان ‪ ‬يستأْ ِذ ه (‪ )4‬يف إ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫الس ُف ِ يف عكا وصور وطرابلس‪ ،‬ويف سنة (‪28‬ه ) َركِب ُمعا ِويَة ‪ ‬البَ ْحَر ِم عكا‬ ‫ناع ِة ُّ‬ ‫ِِ‬
‫ُمعا ِويَة ‪ُ ‬دوراً لص َ‬
‫الدرداء وغ ِريِهم‬
‫الص ِامت‪ ،‬واملقداد ب عمرو‪ ،‬وأيب َّ‬ ‫بادة ب ِ‬ ‫ي‪ ،‬وعُ َ‬
‫ِ‬
‫الصحابَة أمثال‪ :‬أيب ذر الغفا ِر ِ‬
‫ومعه بعض كِبا ِر َّ ِ‬
‫ُ‬
‫صر عب د الل ب أيب‬ ‫ت َ ْف ِسه تَو َّج ه قائِد أُ ِ ِ‬ ‫الصحاب ِة رِي الل عنهم‪ ،‬متَّ ِج ِهني إىل قُب رص‪ ،‬ويف الوقْ ِ‬ ‫ِ‬
‫سُّول م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫م َّ َ‬
‫ِ‬ ‫سُّورن يف اجلزيرة‪ ،‬وأسر ِ‬ ‫ِ‬ ‫امسكند ِريَّة إىل قُْب ُرص‪ ،‬والتَ َقى الُ‬ ‫السرح ِم‬
‫ع حاكم َج ِز َيرة قُ ْربص إىل التَّسلي ِم‪َ ،‬‬
‫وع َقد‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ ُشروطُه على‪:‬‬ ‫ص ْلحاً مع ُمعا ِويَة ‪ ‬تَنَ ُّ‬ ‫ُ‬
‫وم أبداً‪.‬‬ ‫ني‪ ،‬وأن ر يُعِينوا ُّ‬ ‫أ‪ -‬أن يكو َن أهل قُب رص عو اً لِ ِ ِ‬
‫الر َ‬ ‫لمسلم َ‬ ‫ُ ُْ َْ ُ‬
‫دارها ‪ِ 7200‬ديناراً سنوياً ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫‪ -،‬تَ ْقدمي ِجزي ٍة لِ ِ ِ ِ‬
‫لمسلمني م ْق ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ش أصبَا‬ ‫ِ ِِ‬ ‫جماه ٍد لِإلقام ِة يف اجلزيرة وحايتِها‪ِ َّ ،‬‬ ‫و َقل معا ِوية ‪ 12 ‬أَلْف ِ‬
‫وتكون م هؤرء اجملاهدي َجْي ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫وحتركاهتا يف البَ ْح ِر املتَ َو ِّسط‪.‬‬ ‫ساطيل ُّ ِ‬‫القَُّ ِع البح ِريَّة ‪ -‬ي ه ِّدد أَ ِ‬ ‫‪ -‬مبا لَ َديه ِم ِ‬
‫الروم ُّ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬

‫املنُّ َقة الواقِ َعة بني هنري َد ْجلَة وال ُفرات مشال املدائِ ‪.‬‬
‫‪ )3‬يقصد بِاجل ِزيرة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني؛ ل َّه‬ ‫‪ )4‬سبق أن كا ت ملعا ِويَة ب أيب سفيان ‪ ‬حماولَة يف استْئذان اخللي َفة عمر ب اخلُِّا‪ ،،‬ولكنَّه َرفَ َ‬
‫ض @ َخ ْوفاً على املسلم َ‬
‫َل يَ ُك هلم ِخْب َرة يف ُركو‪ ،‬البَ ْح ِر‪.‬‬
‫الدينار يُسا ِوي َحوايل ِستَّة ِريارت‪.‬‬ ‫‪ِّ )5‬‬
‫‪12‬‬
‫ثالثاً‪َ :‬ميادين القتال مع الروم في مص َر و َشمال إفريقيا‪:‬‬
‫فَ ت ُح مص َر‪:‬‬
‫الر ِام واحلجا ِز‬ ‫هاج ِة املسلِ ِمني يف بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هامة لِ‬ ‫تُع َّد ِمصر ِ‬
‫بد ِ‬ ‫َ‬ ‫ألسُّول البِ َيزُّْي الذي كان يف ُو ْسعه ُم ََ‬ ‫قاع َد ًة َّ‬ ‫َ ْ‬
‫السويس؛ وبعد أن ا تَهى عمرو ب العاص ‪ِ ‬م ُم ِه َّمتِه يف فَ ْتا فِلَ ْس ُِّني‪،‬‬ ‫َِ‬
‫امسكندريَّة و ِ‬ ‫ع طَ ِر ِيق ثغري‬
‫صر‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫استَأ َذن اخللِي َفة عُ َمر ب اخلُِّا‪  ،‬يف َّ‬
‫السري جبنده إىل م ْ‬
‫صر؟‪ ،‬وملاذا ؟‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫* هل تُ َؤيِّد فَ ْتا املسلمني لم ْ‬
‫صر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫* َحلِّل‬
‫أسبا‪ ،‬فَ ْتا م ْ‬
‫َ‬
‫إضافَة‪:‬‬
‫حتمل َد ْع َوتَه إىل‬ ‫سول ‪ ‬الذي كتَب إىل مقوقس ِمصر ِرسالَةً ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬‫يَ ْرِجع اهتِمام املسلِ ِمني مبصر إىل َع ْه ِد َّ‬
‫قادتِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صر بعد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرام‪َ ،‬حينما اجتَ َمع اخللي َفة عمر ب اخلُِّا‪  ،‬بِ َ‬ ‫إمتام فَ ْتا ِ‬ ‫امسبم‪ِ ،‬أما َّأول تَ ْفك ٍري يف فَ ْت ِا م ْ‬
‫ات‬‫‪ِ ،‬م ِدم ْرق‪ ،‬يف هذا املؤمتر العس َك ِري تَ َقَّرر فَ ْتا ِمصر لِضرور ِ‬ ‫سنة ‪18‬ه يف ب ْل َدة اجلابِية بِ ِ‬
‫اجلورن بِال ُقر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وعو ِامل خمتَلِ َفة َ ْذ ُكر منها‪:‬‬‫َ‬
‫اس كافَّة‪.‬‬ ‫امسبم وتَْبلِيغِه إىل النِ ِ‬
‫ِ‬ ‫الدين الذي يقوم على و ِ‬
‫جو‪ْ َ ،‬ر ِر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬العامل ِّ ِ‬
‫صر بعد اهنز ِامها يف َمعا ِرو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العامل احلريب القائِم على مُّاردةِ ال ُقوات ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫املنسحبَة إىل م ْ‬‫الروميَّة َ‬ ‫ُ ََ ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫يد‪ ،‬ويُهاجوا َج ِز َيرة‬ ‫الرام ِم ج ِد ٍ‬ ‫بد ِ‬ ‫الر ِوم اسّتداد بِ ِ‬ ‫الرام‪ ،‬وكان ِم الَُّّبِيعِي أن حيا ِوَل ه ِ‬
‫ؤرء ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬ع طَ ِريق البَ ْح ِر ْ‬
‫الحَر‪.‬‬ ‫العر ِ‬
‫ََ‬
‫آرف ومخسمائِة‬ ‫فلما جاءه ام ْذن زحف عمرو ب العاص ‪ ‬حنو ِمصر على رأْ ِس قُ َّوةٍ م َك َّوٍَة ِم ثَبثَِة ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ ََ‬
‫الع ِريش‪ ،‬والفرما‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ٍر‪ ،‬فَ َفتَا َرفَا و َ‬
‫ص ٍر إىل َ ْ‬ ‫جماهد أواخر سنَة ‪18‬ه ‪639/‬م‪ُ ،‬مْنتَقبً م َ ْ‬
‫دام َش ْهراً استَوىل عمرو ‪ ‬عليها يف أوائِل سنة ‪19‬ه ‪640/‬م‪ ،‬واستَ َمِر يف تَ َق ُّد ِمه إىل أن‬ ‫وبعد حصا ِر َ‬
‫ِ‬
‫آخر‪ ،‬مث تَ َق َّدم املسلمو َن يف قرية (أم ُد ني)‪ ،‬وهي َم ْرفَأ ِيلِي‬ ‫ِ‬
‫بَلَغ َم ْديَ بلبيس‪ ،‬واستوىل عليها بعد حصا ِر َش ْه ٍر َ‬
‫وحاصروه ِع َّدة أَ ْش ُه ٍر‪،‬‬ ‫ص بابليون‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫مشال حَِْ بابليون‪ ،‬وخاِوا فيها قتارً َعنيفاً‪ ،‬مثَّ َز َحفوا بعد ذل على ح ْ‬
‫اممدادات الأ أََر َس َل يف طَلَبِها عمرو ب العاص ‪ِ ‬م اخللي َفة عُ َمر ب اخلُِّا‪ ، ،‬فبَ لَغ‬ ‫ُ‬ ‫وصلَت ِخبهلا‬ ‫َ‬
‫وم بَْينِ ِهم ُّ‬
‫الزبَري ب‬ ‫الصحابة ِرِوان الل عليهم‪ِ ،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ع َدد ِ ِ ِ‬
‫كبار َّ َ‬ ‫جيش املسلمني ‪ 12‬ألف جماهد‪ ،‬على رأسهم ُ‬ ‫َ‬
‫ومعا ِويَة ب َخ ِديج وغريهم‪ ،‬وتَ َق َّدم عمرو ‪ ‬بِ ِ‬
‫اجليوش‪ ،‬فَتَ َّم‬ ‫الصامت‪ ،‬واملقداد ب الَ ْسود‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫بادة ب ِ‬ ‫الع ِوام‪ ،‬وعُ َ‬
‫َ‬
‫اجليوش لَِفْت ِا ُم ُد ٍن‬
‫َ‬ ‫ص بابليون‪َ ،‬و َّجه‬ ‫ِ‬
‫فَ ْتا املسلمني هلا يف سنة ‪20‬ه ‪640/‬م‪ ،‬وبعد أن فَتَا عمرو ‪ ‬ح ْ‬
‫ِِ‬
‫أذ َن له‪ ،‬ولَ ِما‬ ‫مت ع ِّددة يف ِمصر مثل‪ :‬الفيوم‪ ،‬وبوصري‪ ،‬وغريمها‪ ،‬مث استأْذَن عمرو ‪ ‬اخللِي َفةَ يف فَ ْت ِا امس َكْن َد ِريَّة فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َُ َ َ‬

‫‪13‬‬
‫ملدة ِستَّة أ ْش ُه ٍر َوقَ َعت ِخبهلا‬
‫حاصَرها َّ‬ ‫ِِ‬
‫ال َق ْسَُّنُّينيَّة ع طَ ِر َ‬
‫يق البَ ْحر‪ ،‬فَ َ‬ ‫صلُها ِم‬‫أن اممدادات تَ ِ‬ ‫صلَها َو َجد َّ‬ ‫َو َ‬
‫املسلِمو َن ِم فَ ْت ِحها‪.‬‬ ‫َع َدد ِم املعا ِرو بني الَُّّرفَ ْني‪ ،‬مثَّ َّ‬
‫متك‬
‫عاه َدة ابليون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أعقا‪ُ ،‬م َ‬ ‫وفَرِوا على أهلِها اجلزيَةَ‪ ،‬وذل يف سنة ‪21‬ه ‪ ،‬يف‬
‫صَر‬ ‫عاصمةً ج ِد َ ِ ِ‬ ‫أعمال عمرو ب العاص ‪ ‬يف ِمصر‪ :‬اختِياره موقِع ال ُفسُّاط؛ لِت ُكو َن ِ‬ ‫أهم ِ‬ ‫ِ‬
‫يد ًة لم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫وم ِّ‬
‫جام ٍع فيها‪ُ ،‬س ِّم َّي ِجب ِامع عمرو ب العاص ‪.‬‬ ‫بدرً ِم امس َكْن َد ِريَّة؛ حيث بن َّأول ِ‬
‫َ‬
‫فَ ت ُح ليبيا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أصل ُفوذ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحراءَ‬ ‫فاخ َّت‪َّ ،‬‬
‫الروم يف مشال إفريقية‪َ ،‬‬ ‫أر َاد عمرو ب العاص ‪ ‬بعد فَ ْتا امس َكْن َدريِة أن يَ ْستَ َ‬
‫اجلزيَة‪ ،‬مث َو َّجه عمرو ‪ ‬عُ ْقبَة ب افِع حىت بَلَغ زوبلة‬ ‫صل إىل بَ ْرقَة (ليبيا) فَ َفتَ َحها‪ ،‬وصاحل أهلَها على ْ‬ ‫حىت َو َ‬
‫لخلِي َفة عمر ب اخلُّا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وم ب ع ِدها طرابلس‪ ،‬مثَّ فَتَحهما بعد ِحصا ٍر وم ٍ ِ ٍ‬
‫قاوَمة َعني َفة‪ ،‬وهنا َكتَب عمرو ‪ ‬ل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫يوش املسلِ ِمني ِم أن‬ ‫أن اخللِي َفة هناه ع ُدخوهلا؛ َخ ْوفاً على ُج ِ‬ ‫أذ ُه يف فَ ْتا إفريقية (تو س)‪ِ ،‬إر َّ‬ ‫‪ ‬يست ِ‬
‫َ َْ‬
‫بد الأ استَ َقَّرت فيها َح ِديثاً‪،‬‬
‫فوذها يف البِ ِ‬ ‫اسعة‪ ،‬وهي َل تَزْل يف حاج ٍة إىل تَو ِط ِ‬
‫يد ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املناط ِق ِ ِ‬
‫الر َ‬
‫تَ ْنسا‪ ،‬يف هذه ِ‬
‫َ‬
‫صر واستَ ْخلَف على لِ ْيبيا عُقبَة ب افِع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فعاد إىل م ْ‬
‫صر‪َ ،‬‬
‫بد ِ ِ‬
‫الرام وم ْ‬
‫َكبِ ِ‬
‫فَ تح إفريقية (تونس)‪:‬‬
‫صر ولِ ْيبيا اخللِي َفة عُثمان ب َع ِفان ‪ ‬يف فَ ْتا‬ ‫ِ‬
‫السرح ‪ ‬وايل م ْ‬ ‫يف سنَة ‪27‬ه استَأْذَن عبد الل ب أيب َّ‬
‫جماه ٍد‪ ،‬وسار هبم حىت وصل إىل م ٍ‬
‫كان‬ ‫السرح ‪ ‬جيراً م َك َّو اً ِم ‪ 20‬ألف ِ‬ ‫فج َّهز اب أيب َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫إفريقية فأذ َن له‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جبيش ُّ ِ‬ ‫قال له‪( :‬عقوبة) يف م ِ‬
‫يادة (جرجري)‬ ‫الروم امل َك َّون م ‪ 120‬ألف ُمقات ٍل بِق َ‬ ‫نُّ َقة ال َق ْريوان‪ ،‬فالتَقى هناو ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫يُ ُ‬
‫حاس ٍم لي ِم اجلا ِبَ ْني‪،‬‬ ‫حاميةٌ َل تُس ِفر ع َص ٍر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بد ِم قبل ُّ‬ ‫وايل تِل البِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ودارت بني ال َف ِري َق ْني َم ْعرَكةٌ َ‬‫الروم‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫وم إىل‬ ‫يق يُقاتِل ُّ‬
‫الر َ‬ ‫السرح ‪ ‬أن يُ َق ِّسم َجْي َره إىل فَ ِري َق ْني‪ :‬فَ ِر ٌ‬ ‫فأشار عبد الل ب الزبري ‪ ‬على عبد الل ب أيب َّ‬ ‫َ‬
‫اصل ِ‬ ‫ِع ِسبحه؛ لِي ِح َّل حملَّه ال َف ِريق الثِاين الذي يو ِ‬ ‫مْنتَ ِ‬
‫تال إىل اللَّ ِيل‪ ،‬وهبذه‬
‫الق َ‬ ‫َ َ‬ ‫صف النِها ِر‪ ،‬فإذا أهن َكْته ُ‬
‫احلر‪َ ،‬و َ‬ ‫ُ َ‬
‫الر ِوم (جرجري)‪.‬‬ ‫الزبَري ‪ ‬قائِ َد ُّ‬ ‫الر ِوم‪ ،‬وقَتَ َل عبد الل ب ُّ‬ ‫ش ُّ‬ ‫وهزموا َجْي َ‬
‫ِ‬
‫اخلَُّّة َح َّق َق املسلمو َن النَّ ْ‬
‫صَر‪َ ،‬‬
‫فَ تح النوبَة والسودان‪:‬‬
‫كان عمرو ب العاص ‪ ‬قد بعث جيراً بِِقيادة ع ْقبة ب افِع إىل بِ ِ‬
‫بد النَّوبَِة الأ يكون ُّ‬
‫السودا ُن اليوم‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َْ‬
‫صر َغز ُاهم‬ ‫ِ‬ ‫اِيها‪ ،‬وَل ي تم َّك املسلِمون ِم فَ ْت ِحها‪ ،‬ويف ِ‬
‫أثناء ِوريَة عبد الل ب أيب َّ‬ ‫جزءاً ِم أر ِ‬
‫السرح ‪ ‬على م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫ص ْلحاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حاصر عاص َمتَ ُهم د قلة‪ ،‬وتَّ فَ ْت ُحها عام ‪31‬ه ‪ ،‬وقد َع َقد َم َع ُهم ُ‬‫وفَتَا ُم ُدهنم الواح َدة ت ْلو الُخرى‪ ،‬حىت َ‬
‫امسبم‪.‬‬ ‫استمَّر م َّد ًة طَ ِويلَة‪ ،‬وبَِفْت ِا هذه البِ ِ‬
‫بد اعتَ نَق أهلُها‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫َمع َرَكة ذات الصواري [‪34‬ه ‪655/‬م]‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بل ِوريَة عبد الل ب أيب َّ‬ ‫ِخ َ‬
‫لس ُف ِ ‪َ ،‬‬
‫وج َعلُوا منها‬ ‫صر بن املسلمون يف امسكْن َدريَّة داراً ل ِ‬ ‫السرح ‪ ‬على م ْ‬
‫ِعوا خمَُُّّّاً لِتَ ْد ِم ِري هذا الُ ِ‬
‫سُّول‬ ‫ِ‬
‫سُّول امسبم ِي‪َ ،‬و َ‬ ‫الروم م َدى قُ َّوة الُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َقِراً لألُسُّول امسبم ِي‪ ،‬ولَ ِما رأى ُّ ُ َ‬
‫أس‬‫حترو قَ ْسَُّْن ُِّني ب ِهرقل على ر ِ‬ ‫ني‪ ،‬مثَّ َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫قوموا بإحرا‪ُ ،‬س ُف ِ املسلم َ‬
‫ِ ِ‬
‫أخذوا يُثريو َن ُس ِكان املوا ئ؛ ليَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النِاشئ‪ ،‬و َ‬
‫السرح‬ ‫امسبميَّة‪ ،‬عندئِذ أَ ْسَرع عبد الل ب أيب َّ‬ ‫ِ‬ ‫اط ِئ‬ ‫ف ِم مخسمائِة قُِّْ َع ٍة حب ِريَّة؛ لِغَْزِو َّ‬
‫الرو ِ‬ ‫ِ ْخ ٍم م َؤلَّ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أُ ْسُُّول َ ُ‬
‫سُّورن يف معرَكة ِ‬
‫ذات‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫تعداده مائأ قُِّْ َعة‪ ،‬فالتَقى الُ‬ ‫وصار ُ‬ ‫الرام‪َ ،‬‬
‫أسُّول ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ض َّم إليه‬
‫صر الذي ا َ‬
‫ِ ِ‬
‫بأسُّول م ْ‬ ‫‪‬‬
‫ض ِحيَة‪ ،‬حيث‬ ‫جاع ِة والتَّ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َ‬ ‫رو‪َّ ،‬‬ ‫ع ُ‬ ‫أظهر فيها املسلمون أَْرَو َ‬ ‫ودارت َمعرَكةٌ ِا ِريَة َ‬ ‫الصوا ِري عام ‪34‬ه ‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫الر ِوم‬
‫حال بذل على ُّ‬ ‫بسل الثَِّقيلَة‪ ،‬فاستَ َ‬ ‫ضها بِو ِاسَُِّة ال َّس ِ‬ ‫عاديَّة‪ ،‬وهي ربط س ُفنِ ِهم بِب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ُ‬
‫خدموا خَُّّة غري ِ‬
‫استَ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِْ‬
‫يف طَ ِويلَة يُصيبون هبا صوا ِري ُس ُف َ‬
‫الع ُد ِّو‪،‬‬ ‫الوقْت َخُّاط َ‬ ‫استَ ْخ َدموا يف َ ْف ِ َ‬ ‫ني‪ ،‬كما ْ‬ ‫صفوف املسلم َ‬ ‫اخّتا‪ُ ،‬‬
‫الر ِوم‪،‬‬ ‫أخرياً َم َّكنَ ُهم اللُ ِم أعدائِ ِهم فَ َد َّمروا أُ َ‬
‫سُّول ُّ‬ ‫وجيروهنا إىل ِجوا ِر س ُفنِ ِهم‪ ،‬فَغَ َدت املعرَكة كأهنا معرَكةٌ ب ِّريَّة‪ ،‬و ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫اسم بَ ْح ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلامسة أُسُّورةَ ِسيادةِ ُّ ِ‬ ‫وأَ ْغرقوا سفنه‪ ،‬فحَُّّمت هذه املعركة ِ‬
‫الروم على البَ ْحر املتَ َو ِّسط‪ ،‬وَل يَعُ ْد حيمل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ َُ َ َ َ‬
‫ُّ ِ‬
‫لمسلِ ِمني آفاقاً َج ِد َ‬
‫يد ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرام‪ ،‬كما فَتَ َحت هذه املعرَكةُ ل ُ‬ ‫حبر ِ‬ ‫الروم الذي كان حيملُه سابقاً؛ بل أصبَا امسُه َ‬
‫‪ ،‬البَ ْح ِر الذي له أمهِّيَّتُه ال ُكربى‪.‬‬ ‫ي تََُّلَّعون منها إىل َغر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫تغري اس ِم حب ِر ُّ‬
‫الرام ؟‬ ‫الروم إىل حب ِر ِ‬ ‫* ما رأيُ يف ُّ‬
‫هاد عثمان ‪ ‬؟‪ ،‬وملاذا ؟‬ ‫امسبميَّة بعد استِ ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫* هل تَ َوقَّ َفت ال ُفتوحات‬

‫‪15‬‬
‫أسئلَة التقويم‪:‬‬
‫ش القائِد‬ ‫الرغم ِم و ِ‬
‫جود َجْي ِ‬ ‫ُ‬ ‫الولِيد ‪ ‬لِلعِرا‪ ،‬بِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫أرس َل اخللي َفة أبو بكر ‪ ‬القائ َد خالد ب َ‬
‫ِ‬
‫س‪ -1‬ملاذا َ‬
‫الريباين هناو ؟‬ ‫املثن ب حا ِرثَة َّ‬
‫ِ‬
‫بد فا ِرس‪ُ ،‬مبَ يِّناً ما يلي‪:‬‬ ‫ا‪ ،‬وبِ ِ‬ ‫خاِها املسلمون يف العِر َ‬ ‫س‪ -2‬اُذكر أ ْش َهر املعا ِرو الأ َ‬
‫الدولَة الأ كا ت حت ُكم العِر َ‬
‫ا‪.،‬‬ ‫َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ -،‬تا ِريا تِْل املعا ِرو‪.‬‬
‫ج‪َ -‬تائِ ُجها‪.‬‬
‫ص ِر‬ ‫الد ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْ‬
‫عوة إليه يف َ‬ ‫القادةُ املسلمون أثناءَ ال َفْت ِا امسبم ِي على َ ْرر امسبم‪ِّ ،‬بني جمارت َّ َ‬ ‫س‪َ -3‬رَّكَز َ‬
‫ِ‬
‫احلاِر‪.‬‬
‫وِحاً ما يلي‪:‬‬ ‫ات املسلِ ِمني وال ُفر ِس يف معرَك ِة ِ‬
‫القاد ِسيَّة‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫س‪ -4‬قا ِرن بني قُو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬
‫يجة املعرَكة مع ذَ ْك ِر َّ‬
‫السبَب]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القادة‪ ،‬حتليل يَسري يُبَ ِّني رأيَ َ يف َت َ‬ ‫[ أمساء َ‬
‫ط يف العِبارات التِالِيَة‪:‬‬ ‫ص ِّحا ال َكلِمات الأ حتتَها َخ ِ‬ ‫س‪َ - 5‬‬
‫هناو د‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املثن ب حا ِرثة ‪ ‬قائِد ِ‬ ‫أ‪ -‬كان ِ‬
‫جيش املسلمني يف َمعرَكة َ‬ ‫اجملاهد َّ‬
‫‪ -،‬قُتِل يزدجرد عام ‪31‬ه يف حلوان‪.‬‬
‫متك املسلمو َن ِم فَ ْت ِا املدائِ سنة ‪13‬ه ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ج‪-‬‬
‫يادةِ ُر ْستُم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫هناو د ‪ 150‬أَلْف ُمقات ٍل بِق َ‬ ‫ش ال ُف ْر ِس يف َمعرَكة َ‬ ‫د‪ -‬بَلَغ َع َد ُد َجي ِ‬
‫الرام‪.‬‬‫ني لَِفْت ِا ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وحترَو قُ ِوات املسلم َ‬
‫ِ‬
‫ص ِّور فيه فَ ْت َا املدائ ‪ِ ،‬‬ ‫ارسم خمَُُّّّاً تُ َ‬ ‫س‪ُ - 6‬‬
‫الصائِب يف الُموِر التِارُّيَّة التِالِية‪ ،‬مع التَّعلِيل‪:‬‬ ‫الصائب وغ ِري ِ‬
‫س‪ -7‬ميِّز بني الرأي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫القيادة َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر‪.‬‬‫الذكيَّة ‪ -‬بعد الل ‪ -‬هلا تَأثريٌ واِ ٌا يف حتق ِيق النَّ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ض املعا ِرو‪.‬‬ ‫ِروِريِاً يف َخ ْو ِ‬ ‫نظيم ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يمه ليس َ‬ ‫اجليش وتَقس ُ‬ ‫‪ -،‬تَ ُ‬
‫الق ِ‬
‫تال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البدء بِ ِ‬ ‫تال كان َخ ْوفاً ِم‬ ‫الق ِ‬ ‫ج‪َّ -‬تيِري املسلمني لعدائِ ِهم بني امسبم‪ ،‬أو اجلزية‪ ،‬أو ِ‬
‫َ‬
‫ات التِارُّيَّة التِالية‪:‬‬ ‫الص ِحيا يف العِبار ِ‬ ‫الع َد ِد َّ‬
‫ِع دائَرةً على َ‬
‫ِ‬
‫س‪َ - 8‬‬
‫القاد ِسيَّة ( ثبثني ‪ -‬مخسني ‪ -‬سبعني ) فِيبً‪.‬‬ ‫أ‪ -‬استخ َدم جيش ال ُفر ِس يف معرَك ِة ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ ُ ْ‬
‫حول يزدجرد يف بلدة هناو د عام (‪ )20 - 10 - 15‬هج ِريَّة‪.‬‬ ‫جتمع املقاتلون َ‬ ‫‪َّ -،‬‬
‫جبيش قِوامه (‪ِ )30,000 ،8000 ،3000‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫جماهد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬بدأَ املثن ‪َ ‬حبته يف العرا‪ُ ٍ ،‬‬
‫الساسا ِيَّة ؟‬ ‫ِ‬ ‫قوط َع ِ‬ ‫س‪ -9‬كيف كا ت معرَكة ِ‬
‫القاد ِسيَّة بِداية النِّهاي ِة يف س ِ‬
‫رش اممرباطوريَّة ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪16‬‬
‫يجيَّة و ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الهداف العس َك ِريَّة وارسّتاتِ ِ‬ ‫س‪ -10‬استَ ْنتِج‬
‫ارجتماعيَّة م بِناء َمدينَأ ال ُك ْوفَة والبَ ْ‬
‫صَرة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫بل ذل ‪:‬‬ ‫اجليش وثَباتِِه] ِم ِخ ِ‬ ‫نظي ِم ِ‬ ‫القيادة أَمراً م ِهماً يف تَ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪[ -11‬متثِّل َ ْ ُ ِ‬
‫ني يف‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الر ِوم يف معرَك ِة أجنادي بعد م ْقت ِل قائِ ِد ِهم‪ ،‬مررياً إىل دوِر ِ‬ ‫وِا َم ْوقِف َجْي ِ‬
‫قادة وفُرسان املسلم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫ش ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الر ِوم بَِفضل اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫حتق ِيق النَّصر على ُّ‬ ‫ِ‬
‫أسبا‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫َ‬ ‫س‪ -12‬اكتُب‬
‫يادة خالِد ب الوليد ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أسو َار د ْمرق بِق َ‬
‫أ‪ -‬تَسلُّق ب ِ ِ ِ ِ‬
‫عض جنود املسلم َ‬ ‫َ َ‬
‫ت ِ‬
‫املقدس‪.‬‬ ‫‪ -،‬هرو‪ ،‬الرطبون إىل ِمصر بعد فَ ْت ِا ب ي ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫الريُموو‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الروح املعنَ ِويَّة عند جيش ُّ‬
‫الروم‪ ،‬وارتفاعها لدى اجملاهدي املسلمني يف معرَكة َ‬ ‫هور ُّ‬ ‫ج‪ -‬تَ َد ُ‬
‫الرام‪.‬‬‫صر بعد فَ ْتا ِ‬ ‫ِ‬
‫د‪ -‬أمهِّيَّة فَ ْت ِا م ْ‬
‫أسبا‪ ،‬ا تِصا ِر املسلمني يف َم ْعرَكة الريموو‪.‬‬ ‫َ‬ ‫س‪ -13‬استَ ْنتِج‬
‫س‪[ -14‬دارت بني املسلمني والر ِوم يف العهد ِ ِ‬
‫أظهر فيها املسلمون أَْرَو َ‬
‫ع‬ ‫ي َم ْعرَكة حب ِريَّة ِا ِريَة َ‬ ‫الراشد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫السابَِقة ما يلي‪:‬‬ ‫ضحيَة حىت َم َّكنَ ُهم اللُ ِم أعدائِ ِهم]‪ .‬استَ ْخلِِ ِم العِ ِ‬ ‫الرجاعة والتَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بارة ِ‬ ‫َ‬ ‫رو‪َ َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫دارت بني الََُّّرفَ ْني‪.‬‬ ‫املعرَكة الأ َ‬ ‫أ‪ -‬اسم َ‬
‫‪ -،‬العام الذي َح َدثَت فيه‪.‬‬
‫املعرَكة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ -‬تائج هذه َ‬
‫ج‪ -‬رأي يف أحداثِها وَتائِ ِجها‪.‬‬
‫ني‪.‬‬ ‫يسها لِ ِ ِ‬ ‫أس ِ‬ ‫س‪ -15‬ماذا تَ ْع ِرف ع َم ِدينَة ال ُف ْسُّاط؟ وما َ‬
‫أمهِّيَّةُ تَ ِ‬
‫لمسلم َ‬ ‫ُ‬
‫أسبا‪ ،‬ما يَلِي‪:‬‬
‫َ‬ ‫س‪َ -16‬حلِّل ِم ِو ْج َهة َظَ ِرو‬
‫توحات يف إفريقية (تو س)‪.‬‬ ‫أ‪ -‬رفْض اخللِي َفة عمر ب اخلُِّا‪  ،‬مواصلَة ال ُف ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ني يف فَ ْتا تو س يف عهد عُثما َن ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫‪ -،‬جناح املسلم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صر ِوريَة‬ ‫صَر إىل أن أصبَ َحت م ْ‬ ‫س‪ -17‬تَ َكلَّم ع اجلهود الأ بَ َذهلا عمرو ب العاص ‪ ‬يف فَ ْت ِا م ْ‬
‫ِ‬
‫إسبميَّة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفهرس‬
‫متهيد‪4 .............................................................................................. :‬‬

‫الر ِاشدي ‪6 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ال ُفتوحات امسبميَّة يف عهد اخللفاء ِ‬
‫يادي ِ‬
‫القتال مع ال ُف ْر ِس ‪6 .....................................................................‬‬ ‫أورً‪ :‬م ِ‬
‫ِ َ‬
‫يادي ِ‬
‫الق ِ‬ ‫ثا ياً‪ :‬م ِ‬
‫الروم يف بِبد ِ‬
‫الرام‪9 ........................................................ :‬‬ ‫تال مع ُّ‬ ‫َ‬

‫الروم يف ِمصر ِ‬
‫ومشال إفريقيا‪13 ............................................... :‬‬ ‫يادي ِ‬
‫القتال مع ُّ‬ ‫ثالثاً‪ :‬م ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪18‬‬

You might also like