You are on page 1of 162

‫الدر ِاسيَّةُ‪ِ ،‬ع ْل ُم التَّفسري‪ ،‬املستوى (الثاين)‪.

‬‬ ‫العنوان‪ِ :‬‬
‫املناه ُج ِّ‬

‫السعوديَّة امل َو َّج َه ِة لِلطُّاّل ِب‪،‬‬


‫الدر ِاسيَّة يف اململ َكة العربيَّة ُّ‬ ‫لميَّةُ تَه ِذيباً واختِصاراً لِ ِ‬
‫لمناه ِج ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫املادة العِ ِ‬
‫ختصرة‪ :‬تُعتَبَ ُر هذه َّ‬
‫نُب َذةٌ ُم َ‬
‫ُ‬
‫قسمةٌ إىل ُمستَ ويَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص بِ ِدر ِ ِ‬ ‫ومن ِض ْم ِن هذه َّ‬ ‫وهي م َق َّسمةٌ على ِعدَّة مست ٍ‬
‫ويات‪ِ ،‬‬
‫ي‪ ،‬وقد‬ ‫َْ‬ ‫اسة ع ْل ِم التَّفسري‪ ،‬وهي ُم َّ َ‬‫َ‬ ‫املادة ما ََتتَ ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫فسري ُجزء ( تبارك ) ِمن ُسورة ال ُم ْلك إىل سورة املرسّلت‪ ،‬وفق املنهجية التاالِية‪:‬‬ ‫اشتَمل املستوى الثااين على‪ :‬تَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ورة ما ستتحدَّث عنه اآليات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السورة يُع اد ِِبثابَِة‬ ‫‪ِ -1‬ذ ْكر ََت ِه ٍ‬
‫صَ‬‫ضع الطاالب يف ُ‬‫املدخل الذي يَ َ‬ ‫يد بي يَدي َمقطَع ُّ‬

‫املوضوع أو املوضوعات اليت تَناولَتها اآليات املراد تَفسريها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِذ ْكر‬ ‫‪-2‬‬

‫بَيا ُن َمعاين َغر ِ‬


‫يب القرآن‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تناسب وقُدرات‬ ‫ِ ٍ ٍ ِ ٍ‬ ‫العلميَّة و ِ‬


‫الفقهيَّة و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهم الفوائِد و‬
‫األحكام ِ‬
‫الَّتبويَّة اليت تناولتها اآليات بطريقة َسهلَة واض َحة تَ َ‬ ‫بَيان ِّ‬ ‫‪-4‬‬

‫الطُّ ِ‬
‫ّلب‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وتَْن ِمي ِة مهار ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫املعلومات لدى الطُّاّل ِ‬ ‫كل َم ْقطَ ٍع؛ لََِّت ِس ِ‬
‫يخ‬ ‫ٍ‬
‫طَرح َع َدد م ِن األسئلة والنَّشاطات بعد هناية ِّ‬ ‫‪-5‬‬

‫َّفاعل بينَهم‪.‬‬ ‫وإثارِة ُر ِ‬


‫وح الت ُ‬ ‫التَّفك ِري لَ َديْهم‪ِ ِ ِ ِ َ ،‬‬
‫وش ْحذ ِهَمهم‪َ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫المتوسط‬
‫التفسير للصف الثاني ُ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫ؤمنِي‪ ،‬وم ِ‬
‫عجَزًة‬ ‫أنزل ال ُفرقان على عب ِده لِيكون لِلعاملي نَ ِذيراً‪ ،‬وجعلَه هدى وبشرى لِ ِ‬ ‫احلمد للِ الذي َ‬
‫لم َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬
‫يف والتَّْب ِد ِيل‪.‬‬ ‫حبفظ ِه ِمن التَّح ِر ِ‬ ‫الدين‪ ،‬وتَ َك َّفل ِ‬ ‫خالِ َدةً إىل يَ ْوِم ِّ‬
‫حممد‪ ،‬وآلِه وأصحابِه أمجعي‪ ،‬اأما بعد‪:‬‬ ‫السّلم على نَبِيَّنا َّ‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫و َّ‬
‫الَّتبِيَة والتَّعلِيم‪.‬‬
‫املنه ِج الذي أقَ َّرته وز َارة َّ‬‫األول املتَ َو ِّسط وفق َ‬ ‫ف َّ‬ ‫الص ِّ‬
‫ب َّ‬ ‫فهذا تَ ْف ِسري جزء ( َع َّم ) لِطُاّل ِ‬
‫إعداده ُمراعاة ما يلي‪:‬‬ ‫وقد تَّ يف ِ‬
‫اعى فيه‬ ‫ر‬‫م‬ ‫‪،‬‬‫ً‬‫ّل‬
‫ا‬ ‫احداً ودرساً مست ِ‬
‫ق‬ ‫حمددةٍ‪ ،‬ميثِّل ُك ُّل م ْقطَ ٍع منها موضوعاً و ِ‬ ‫َّ‬ ‫ع‬ ‫السورةِ إىل م ِ‬
‫قاط‬ ‫ُّ‬ ‫يم‬ ‫‪ -1‬تَ ِ‬
‫قس‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الدر ِاس اي‪.‬‬‫ف ِّ‬ ‫الص ِّ‬‫ص يف َّ‬ ‫احلص ِ‬
‫َع َدد َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫تح َّدث عنه اآليات‪.‬‬ ‫ص َورةِ ما َستَ َ‬‫ضع الطاالب يف ُ‬ ‫ضع َت ِهيد ل ُك ِّل َم ْقطَ ٍع ميثِّل َم ْدخّلً يَ َ‬ ‫‪َ -2‬و ْ‬
‫‪ِ -3‬ذ ْكر املوضوع أو املوضوعات اليت تَتَناوهلا اآليات باختِصا ٍر‪.‬‬
‫ب‪ ،‬مع َربْ ِطها باملعىن الذي َوَرَدت يف ِسياقِه ِمن اآليات‬ ‫‪ -4‬بيا ُن معاين املفردات العربِيَّة على الطَُّّل ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫دون إطالٍَة‪.‬‬
‫ض يف اخلّلفات وإغر ٍاق‬ ‫الَّتبَ ِويَّة ِمن اآليات دون َخ ْو ٍ‬ ‫األحكام العِْل ِميَّة و ِ‬
‫الف ْق ِهيَّة و َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -5‬استِْنباط ال َفوائِ ِد و‬
‫فص ِ‬
‫يّلت‪.‬‬ ‫يف التَّ ِ‬
‫ب‪ ،‬وإشراكِ ِهم يف‬ ‫فكري لَدى الطُّاّل ِ‬ ‫ات التَّ ِ‬‫ض تَ ْن ِمية مهار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫كل َد ْر ٍس بغََر ِ َ َ‬ ‫ص ِّفي يف هنايَة ِّ‬ ‫ضع نَشاط َ‬ ‫‪َ -6‬و ْ‬
‫وع اآليات‪.‬‬ ‫وض َ‬‫خيدم َم ُ‬ ‫الَّتكي ِز غالِباً على ما ُ‬ ‫وإثارةِ تَفاعُلِ ِهم معه‪ ،‬مع َّ‬ ‫الدرس‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫يت‬ ‫وضوع يستَعي هبا الطاالِب على املراجع ِة واالستِ ْذكا ِر وتَثْبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ض ُع أسئلَة يف هنايَة ُك ِّل َم ٍ َ ْ‬ ‫‪َ -7‬و ْ‬
‫املعلومات‪ ،‬واالستِْنباط ال اذاتِّ لِبَعض املعاين ِمن قِبَ ِل الطاالِ ِ‬
‫ب نَ ْف ِسه‪.‬‬
‫ضها وأِهِّها‬ ‫أشرنا إىل ب ع ِ‬
‫َْ‬ ‫العطاء‪َ ،‬غنِيَّةٌ بِاملعاين وال َفوائِد واألحكام َ‬ ‫ِ‬
‫أن اآليات الكرمية َكث َريةُ َ‬ ‫وغن عن ال َق ْوِل َّ‬ ‫ي‬
‫الدرس وي ثْ ُقل على الطاالِب‪ .‬كما تَرْكنا أشياء و ِ‬ ‫األحكام دون استِ ْق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يف َمْب َحث ال َفوائِد و‬
‫اض َحةً‬ ‫َ‬ ‫ول َّ َ َ‬ ‫صاء حىت ال يَطُ َ‬ ‫ْ‬
‫كاء وتَ ْق ِويَِة ال َف ْه ِم‪.‬‬‫الذ ِ‬
‫يَستَخ ِر ُجها الطاالِب؛ لِتَ ْن ِميَ ِة َّ‬
‫ْ‬
‫الس َورةِ‪ ،‬وتَركنا ذلك أحياناً أخرى لِيَقوم الطاالِب بَِربْ ِط الفائِ َدة‬ ‫بآيات ُّ‬ ‫وقد ربطْنا تلك ال َفوائِد واألحكام ِ‬
‫ََ‬
‫بِاآليَة اليت تَ ُد ُّل عليها وتُ ْؤ َخذ منها تلك الفائِ َدة أو ذالِ ُكم احل ْكم‪ .‬ولِيكون ذلك َج ِديداً ُم ِفيداً يَ ْكتَ ِشفه الطاالِب‪.‬‬
‫كل َد ْر ٍس‪.‬‬ ‫املقاصد يف أسئِلَ ِة املناقَ َش ِة هنايَة ِّ‬ ‫وراعينا هذه ِ‬
‫َْ‬
‫االرتِقاء ِبستَوى الطاالِب العِْل ِم ِّي‬ ‫املعلومة و ْ‬
‫السهولَة يف تقدمي َ‬ ‫سلوب جيمع بي ُّ‬ ‫وقد حاولنا ِصيا َغة ذلك بِأُ ٍ‬
‫َ‬
‫يهات بِواقِ ِع احلياةِ‪ ،‬وإشعا ِر الطاالِ ِ ِ‬ ‫وج ٍ‬ ‫أحكام وتَ ِ‬
‫ٍ‬ ‫اآليات ِمن‬‫ِ‬ ‫وي‪َ ،‬وربْ ِط ما يف‬ ‫واملعِر ِّ‬
‫ب بتلك‬ ‫ب بأنَّه خماطُ ٌ‬ ‫يف و َّ‬
‫الد َع ِّ‬

‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫احلرص على‬ ‫عاملِه مع أهلِه وجمتَ َمعِه‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بااللتزام بأحكامها‪ ،‬واالتِّصاف بآداهبا يف حياته وتَ ُ‬
‫ِِ‬
‫ومطالَ ٌ‬
‫اآليات‪ُ ،‬‬
‫عوةِ إليه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أحكامه‪ ،‬و َّ‬
‫الد َ‬ ‫ومع ِرفَة‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وحثِّه على التَّ َم ُّسك بدينه‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َغ ْر ِس ال ُمثُ ِل العُليا واألخّلق الفاضلَة يف نفسه‪َ ،‬‬
‫الدفاع عنه‪ ،‬واالعتِزا ِز به‪.‬‬‫و ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ص َم َة ِمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب عليه‪،‬‬ ‫الزلَ ِل‪ ،‬وأن يتَ َقبَّله‪ ،‬ويَْن َف َع به‪ ،‬ويُث َ‬ ‫الع َمل‪ ،‬والع ْ‬
‫السداد يف ال َق ْول و َ‬
‫يق و َّ‬ ‫نسأل اللَ التَّوف َ‬
‫يوم الدِّين‪.‬‬ ‫حممد وعلى آلِه وصحبِه أمجعي‪ ،‬وسلَّم تسلِيماً كثرياً إىل ِ‬ ‫وصلَّى اللُ على نَبِيِّنا َّ‬

‫‪5‬‬
‫الدرس األول‬
‫الملك من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪.)5‬‬ ‫ورة ُ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫عظيم ٍة‪ ،‬وهي اختِب ُارُهم بِاألو ِامر والنَّواهي؛ لِيَظْ َهر َمن‬
‫حلكمة َ‬
‫ٍ‬
‫اس َعبَثاً‪ ،‬وإمنا خلَ َق ُهم َ‬
‫مل خيلُق اللُ تعاىل النا َ‬
‫أكد الل تعاىل هذا املعىن يف ِع َّدة مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اضع من القرآن الكرمي‪ ،‬ومنها هذا املوضع‬ ‫َ‬ ‫يُطيع م ُنهم مَّن يَ ْعصيه‪ ،‬وقد َّ ُ‬
‫ِمن سورة " امللك "‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱒﱔ‬
‫ﱓ‬ ‫ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑ‬
‫ﱤﱦﱧﱨﱩﱪ‬
‫ﱥ‬ ‫ﱜﱞ ﱟﱠﱡﱢ ﱣ‬
‫ﱝ‬ ‫ﱕﱖﱗ ﱘ ﱙﱚﱛ‬
‫ﱫﱬﱭ ﱮﱯﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ ﱻ ﱼ‬

‫ﱿ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ [امللك‪.]5 - 1 :‬‬
‫ﲀ‬ ‫ﱽﱾ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫احلكم ِة ِمن َخ ْل ِق‬
‫‪ -‬بَيا ُن َ‬
‫ِ‬
‫وإحكامه‪.‬‬ ‫‪ -‬بَيان َع ِظي ِم َخ ْل ِق اللِ تعاىل‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫البَكة‪َ :‬كثْ رة اخل ِري‪ ،‬وتَبارك‪َ :‬كث ر خي ره على ِع ِ‬
‫بادهِ‪.‬‬ ‫بارك‬
‫َُ َ ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ َ‬
‫بَعضها فَ ْو َق بعض‪.‬‬ ‫ِطباقاً‬
‫ناس ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وع َدم تَ ُ‬
‫تَبايُن واختّلف َ‬ ‫فاوت‬
‫تَ ُ‬
‫ُش ُقوق‪.‬‬ ‫فُطُور‬
‫َمَّرةً بعد َمَّرة‪.‬‬ ‫َكَّرتَ ْي‬
‫يل ِمن التَّ َعب‪.‬‬‫ِ‬ ‫َح ِس ٌري‬
‫َكل ٌ‬

‫‪6‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬يقول تعاىل ِذ ْكره‪ :‬ﱡ ﱁ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬تعاىل الل َكثِري اخل ِري على ِع ِ‬
‫بادهِ‪.‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُُ‬
‫خيرج منها َش ْيءٌ عن طَْو ِعه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا واآلخَرة‪ ،‬ال ُ‬ ‫يف أَْم ِر ُّ‬ ‫ﱡ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ‪ :‬الذي بِيَده تَ ْ‬
‫ص ِر ُ‬
‫أي مانِ ٍع‪ ،‬وال‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱠ‪ :‬الذي أحاطَت قُ ْد َرته ب ُك ِّل َش ْيء ال مينَعه من ف ْعله ا‬
‫ول ُدونَه َع ْجٌز‪.‬‬
‫حي ُ‬
‫كل َحي‪،‬‬ ‫وج َعلَه هنايَةَ ِّ‬
‫املوت‪َ ،‬‬
‫أوجد َ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ‪ :‬الذي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضل‬‫ي‪ ،‬فَيَ ْنظُر أياهم أَتْ َقن وأَْف َ‬‫أوج َدِها لكي خيتَِ َب املكلَّف َ‬‫أوج َد احليا َة اليت تَعيش هبا املخلوقات‪َ ،‬‬ ‫و َ‬
‫يف العم ِل‪ ،‬وليس أكثَر يف العمل ؟ فصاروا فَ ِري َقي‪ :‬أَ ْهل ُك ْف ٍر‪ ،‬وأهل ٍ‬
‫إميان‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ﱡ ﱔ ﱕ ﱠ‪ :‬الغالب الذي ال يُقهر وال يُعجزه عن عقاب من عصاه‪.‬‬
‫ول َجنَّتِه‪.‬‬‫املؤمني‪ ،‬وي ْك ِرمهم بِدخ ِ‬ ‫بادهِ ِ‬‫ﱡ ﱖ ﱠ‪ :‬الذي يسَّت ذُنوب ِع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫السْبع العُْل ِوياة بعضها فَ ْو َق ٍ‬
‫بعض‪ ،‬بي‬ ‫السموات َّ‬ ‫أوجد َّ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ‪ :‬الذي َ‬
‫مساء ومساء َخّلءٌ‪.‬‬ ‫كل ٍ‬
‫ِّ‬
‫خملوقات اللِ ِمن مساواتِه و ِ‬
‫أرضه وغري‬ ‫ِ‬ ‫كل‬
‫رت يف ِّ‬ ‫ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱠ‪ :‬أي إذا نَظَ َ‬
‫ذلك فإنَّك ال ِتد فيها َتالُفاً أو َخلّلً أو َع َدم انْ ِس ٍ‬
‫جام‪.‬‬ ‫َ‬
‫فأعد نَظَرك ‪ -‬أيُّها املخاطَب ‪ -‬إىل املخلوقات ِبا فيها‬ ‫ﱡ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ‪ِ :‬‬
‫وجد فيها َش ْيءٌ ِمن ذلك؛‬ ‫ِ‬
‫صدُّعاً؟ اجلواب بّل شك‪ :‬ال يُ َ‬ ‫السماء العالية هل ترى فيها تَ َش ُّققاً وتَ َ‬ ‫ا‬
‫بل هي ُحم َكمةُ الب ْن ِ‬
‫يان‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫تأك َد ِمن ِص َّحة نَظَ ِرك َّ‬
‫األوِل‪.‬‬ ‫أعد النَّظَر ُمتَأَِّمّلً َمَّرة لِتَ َّ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ‪ِ :‬‬
‫اختِّلل‪.‬‬ ‫ي ْ‬ ‫ﱡ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴﱠ‪ :‬يَ ْرِجع نَظَُرك بِ َعْينِك خائِباً ال يَرى أَ َّ‬
‫يل ِمن َكثْ َرةِ التَّ ْح ِد ِيق والتَّ ُّأمل‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱡ ﱵ ﱶﱠ‪ :‬وهو َعي يي َكل ٌ‬
‫قان اخلَْل ِق وَكمالِه‪ ،‬وما فيها ِمن‬ ‫هبن إِلَينا ِمن إتْ ِ‬ ‫أقر َّ‬
‫السماوات َّبي ما يف َ‬ ‫(‪ )5‬ولَ اما نَ َفى النَّ ْقص عن َّ‬
‫ِ‬
‫اإلتقان‬ ‫السماوات ِمثلها يف‬ ‫غريها ِمن َّ‬ ‫وألن َ‬ ‫اس‪َّ ،‬‬ ‫شاه َد ًة لِلنا ِ‬ ‫ِ‬
‫احملاسن اليت تَ َسُّر النااظر؛ لكوهنا ُم َ‬
‫ِ‬
‫السماءَ ال َقريبة ِمنكم بِالنُّجوم اليت‬‫الزينَة قال‪ :‬ﱡ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ‪ :‬أي‪ :‬مجَّلنا َّ‬ ‫و ِّ‬
‫ضيء‪.‬‬ ‫املصباح الذي ي ِ‬
‫ِ‬ ‫تَتَ َلأل َك َهْيئَة‬
‫ُ‬

‫‪7‬‬
‫ﱡ ﱽ ﱾ ﱿﱠ‪ ،‬أي‪ :‬وجعلنا هذه النجوم اليت كاملصابيح مرامي ترمي اجلن الذين‬
‫يصعدون إىل السماء ليسَّتقوا األخبار اليت تتناقلها املّلئكة يف السماء‪.‬‬
‫مث ذكر وعيده هلؤالء الشياطي‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬وأعددنا هلؤالء‬
‫الشياطي عذاب النار املتوقدة بشدة‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫يف وال‬ ‫بوت ِص َف ِة الي ِد للِ سبحانه‪ ،‬وهي ي ٌد تَلِيق بِذاتِه وجّللِه‪ ،‬فنُثْبِتُها ِمن غري َتثِ ٍيل وال تَ ْكيِ ٍ‬ ‫‪ -1‬ثُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫تَ ْع ِط ٍيل‪.‬‬
‫أن من خلَق هذا اخل ْلق الع ِظيم الذي ال ي َقع فيه خلَل ح ِقيق بِأن تُصرف له العِبادة ِ‬
‫الكاملَة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪َ َ َ َّ -2‬‬
‫دخل اجلنَّة‪ ،‬وإن َعصى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫جود اإلنسان على األرض إمنا هو ابْتّلءٌ وامتحا ٌن له‪ ،‬فإن أطاع َ‬ ‫أن ُو َ‬
‫دخل النَّار‪.‬‬
‫اإلخّلص واالتِّ َ‬
‫باع‬ ‫ض َّمن‬
‫احلس ُن‪ :‬ما تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫َ‬ ‫الع َمل َ‬ ‫الع َمل هو ُح ْسنهُ‪ ،‬وليس َكثْ َرتُه‪ ،‬و َ‬ ‫املعتََب يف قَبول َ‬ ‫أن ْ‬
‫السنَّة‪.‬‬
‫كما ورد يف ُّ‬
‫جوم لِ َمنافِ َع َع ِد َ‬
‫يدةٍ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أن اللَ َخلَ َق النُّ َ‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫ضيء بِاللَّيل‪.‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬فهي مصابِيح تُ ِ‬
‫َ‬ ‫لسماء ُّ‬ ‫‪ -‬أهنا ِزينَةٌ لِ َّ‬
‫الس ْمع‪.‬‬‫ياطي الذين يَ ْستَ ْرقُون َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫‪ -‬أهنا تَ ْرِمي َّ‬
‫عّلمات يَ ْهتَ ِدي هبا اإلنسا ُن يف َس َف ِرهِ وغ ِريه‪ ،‬فيَ ْع ِرف اجلهات‪ ،‬وهذا َوَرَد يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -‬أهنا‬
‫ﱡ ﱍ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ [النحل‪.]16 :‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اآليات األوىل ِمن سورة هود‪ ،‬واستَ ْخ ِرج منها مجلَةً تَتَّ ِفق مع إحدى العِبارات الوا ِرَدة يف اآليات‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬اقرأ‬
‫األوىل ِمن ُس َورةِ امللك‪.‬‬
‫الو ْج ِه‬ ‫على‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫ى‬ ‫سم‬ ‫ي‬ ‫ِباذا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‬ ‫تعاىل‬ ‫سمى العمل إذا مل ي ُكن خالِصاً لِوجه اللِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ ‬باذا يُ َّ َ َ‬
‫املشروع ؟‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪َ -1‬علِّل ُمستَ ِفيداً ِمن آيات هذا َّ‬
‫الدرس‪:‬‬
‫املوت ؟‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ل َم خلَق اللُ َ‬
‫جوم ؟‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ل َم َخلَق اللُ النُّ َ‬
‫‪8‬‬
‫ومعناها فيما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -2‬صل بي ال َكلمات َ‬
‫[اختِّلف]‪.‬‬ ‫[تَ َفطُّر]‬
‫[تَ َش ُّقق]‪.‬‬ ‫[تَفاوت]‬
‫[بعضها فوق بعض]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫[طباقاً]‬
‫ناسب]‪.‬‬ ‫[تَ ُ‬
‫بادة له‪:‬‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الدرس على استحقاق الل إفر َاد الع َ‬ ‫عب يف َسطْرين ُمستَ ِداالً ِمن آيات َّ‬ ‫س‪ِ -3‬‬
‫أحسن‪:‬‬
‫أي احلالَتَ ْي فيما يلي َ‬ ‫س‪َ -4‬ح ِّدد ا‬
‫يارةِ َع ِّمه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫‪ -1‬صلَّى سعد (‪ )4‬ر ٍ‬
‫الصّلة أنَّه َسيَ ْذ َهب مع والده ل ِز َ‬
‫كعات نَ ْفّلً بعد الظُّه ِر وتَ َذ َّكر وهو يف َّ‬
‫يارة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫متَخيِّّلً ِ‬
‫الز َ‬
‫أحداث هذه ِّ‬ ‫كامل‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫يامة وأحداثَه وهو يقرأ سورَة القا ِر َعة‪.‬‬ ‫مرةً أخرى ‪ -‬ركعتَي تَ َذ َّكر في ِهما يوم الق َ‬ ‫‪ -2‬صلَّى َس ْعد ‪َّ -‬‬

‫‪9‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫الملك من اآلية رقم (‪ )6‬إلى اآلية رقم (‪)12‬‬ ‫سورة ُ‬ ‫تَ فسير َ‬
‫لَما ذَ َكر الل تعاىل يف اآليات السابَِقة أنَّه خلَق اخل ْلق لِّلبتِ ِ‬
‫ّلء واالمتِحان ذَ َكر يف اآليات التاالية عاقِبَةَ هذا‬ ‫َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫ا َ ُ‬
‫ؤمنِي‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫املغفرة واألَجر لِلم ِ‬
‫ِ‬ ‫االبتِّلء‪ ،‬وهو الع ِ ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫ذاب للكافرين‪ ،‬و َ‬ ‫َ ُ‬
‫ﲊﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ ﲚ‬
‫ﲋ‬ ‫ﱡﲆﲇﲈﲉ‬
‫ﲛﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬
‫ﲜ‬
‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃ ﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬

‫ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﱠ [امللك‪.]12 - 6 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫اآلخرة‪ ،‬وبيان َسبَب ُك ْف ِرِهم‪.‬‬
‫‪ -‬بيا ُن عقوب ِة ال ُكفا ِر يف ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫أهل اخل ْشيَة ِمن اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫‪ -‬بيان جزاء ِ‬
‫املؤمني ِ‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الشديد الذي خيرج ِمن جو ِ‬
‫ف الناا ِر‪.‬‬ ‫وت َّ‬ ‫الش ِهيق‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫الص ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تَ ْغلِي‪.‬‬ ‫تَ ُفور‬
‫تَتَ َقطَّع‪.‬‬ ‫تَ َميَّز‬
‫الش ِديد‪.‬‬
‫ضب َّ‬
‫الغَ َ‬ ‫الغَْيظ‬
‫اعة‪.‬‬
‫َمج َ‬ ‫فَ ْوج‬
‫وهّلكاً‪.‬‬ ‫بُعداً َ‬ ‫ُس ْحقاً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ياطي عذاب َّ ِ‬ ‫لش ِ‬ ‫أع َّد لِ َّ‬
‫كل َمن تَ َرَك اإلميا َن‬ ‫السع ِري َّبي هنا أنَّه أَ َع َّد َع َ‬
‫ذاب جهنَّم ل ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ -1‬لَ َما ذَ َكر اللُ أنَّه َ‬
‫صيِة‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﱠ‬ ‫ِبع َ‬
‫وغطااه ْ‬
‫املآل واملن َقلَب‪.‬‬
‫س ُ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲌ ﲍ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬وبْئ َ‬
‫أصواهتا‬ ‫ِ‬
‫العذاب‪ ،‬فإهنم يَ ْس َمعون ْ‬ ‫‪ -2‬ﱡﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ‪ :‬إذا َرَمْت ُهم فيها َمّلئ َكة َ‬
‫يدة بِسبب تَرُّدد ِ‬
‫أنفاسها‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الشد َ َ َ َ‬
‫در‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡﲕ ﲖﱠ‪ ،‬أي‪ :‬وهي تَ ْغلي كما تَ ْغلي الق ُ‬
‫‪10‬‬
‫بعض ِمن ِش َّدةِ َحنَ ِقها‬‫بعضها عن ٍ‬ ‫صل ُ‬ ‫ﱡ ﲘ ﲙﲚ ﲛ ﱠ‪ :‬تُقا ِرب هذه الناار أن تَتَ َفَّرق وي ْن َف ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ضبِها على أولئك الكافِرين‪.‬‬ ‫و َغ َ‬
‫جمموعةٌ ِمن ال ُك افا ِر سأهلم‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ‪ :‬كلَّما ُرِمي فيها‬
‫الل‪ ،‬ويُنَبِّ ُهكم إىل‬‫ذاب ِ‬ ‫خيوفُ ُكم ِمن َع ِ‬ ‫الدنيا َمن ِّ‬ ‫احل َفظَة املوَّكلون بِالناار ِمن املّلئِ َكة‪ :‬أمل يَأْتِكم يف ُّ‬
‫العصا َة ؟!‬ ‫ِ‬
‫َمآل ُ‬
‫ص ِّدق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ‪ :‬قد أتانا من ِّ ِ‬
‫خيوفُنا من َعذاب الل‪ ،‬ويُنَبِّ ُهنا إىل َمآل العُصاة‪ ،‬فلم نُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫سل ِ‬
‫املنذ ِرين‪.‬‬ ‫الر ِ‬
‫هؤالء ُّ‬
‫ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ‪ :‬وقلنا ُم َك ِّذبي هلم‪ :‬مل يُنَ ِّزل اللُ على أَ َح ٍد ِمن البَ َش ِر َو ْحيَه‬
‫ّلمه‪.‬‬
‫وَك َ‬
‫هاب بعِ ٍ‬
‫يد عن‬ ‫الرسل ِ‬
‫املنذرون يف ذَ ٍ‬ ‫ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ وقلنا هلم كذلك‪ :‬إنَّكم أيُّها ُّ‬
‫َ‬
‫احلق‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الدنيا‬‫نادمي‪ :‬لو كناا يف ُّ‬ ‫‪ -5‬ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﱠ‪ :‬وقال الك افار ِ‬
‫قول تَ ْنتَ ِفع ِبا قالُوه لنا؛ لَما ِص ْرنا‬ ‫الرس ِل ِ‬
‫املنذ ِرين‪ ،‬أو أَ ْدرْكنا بِع ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫يحة ُّ ُ‬
‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ َجْبنا لما َمس ْعناه من نَ َ‬
‫ذاب هذه الناا ِر َش ِد َ‬
‫يدةِ التَّ َوقُّد‪.‬‬ ‫مّل ِزِمي لِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -6‬ﱡ ﳆ ﳇ ﱠ فأقا َّر هؤالء ال ُك افار ِبا اقَّتفوه ِمن امل ِ‬
‫عاصي‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ فبُعداً لِلك افار املّل ِزِمي للناار عُقوبَةً هلم على ذُنوهبم‪.‬‬
‫يب بعد‬ ‫عادةِ ال ُقرآن يف ِذ ْك ِر َّ‬
‫الَّت ِغ ِ‬ ‫حال ال ُك افار‪ ،‬أتْ بعه بِ ِذ ْك ِر ِ ِ‬ ‫‪ -7‬ولَما ذَ َكر ِ‬
‫حال املؤمني َج ْرياً على َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫العكس‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ‪ :‬عن الذين يعلَمون َمقام‬ ‫َّ ِ‬
‫الَّتهيب‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فجز ُاؤهم أن يَ ْس َُّت‬‫أح ٌد سواه‪َ ،‬‬ ‫رهبم فيَخافُونَه ُم َعظِّمي له‪ ،‬وهم يف حال انْفراد بأن ُفس ِهم ال يَر ُاهم َ‬
‫َعلَْي ِهم ذُنوهبم‪.‬‬
‫ضوانَه‪ ،‬ويُ ْد ِخلُ ُهم‬‫يل الثَّواب‪ ،‬فيُ ِح ُّل علي ِهم ِر ْ‬ ‫الصاحل َج ِ‬
‫ز‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ﱡ ﳓ ﳔ ﱠ‪ :‬ويُثِيبُ ُهم ُمقابِل َعملِ ِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َجنَّتَه‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫صريون إىل نا ِر جهنَّم‪ ،‬تَ ْلَزُمهم وال يُفا ِرقوهنا أبداً‪.‬‬ ‫آل ال ُك افار وهناي تَهم و ِخيمةٌ‪ ،‬فهم ي ِ‬ ‫أن َم َ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪11‬‬
‫الف ْع ِل هو الذي َرَّكب يف‬ ‫أفعال‪ ،‬فمن رَّكب يف البشر اإلحساس وال ُقدرَة على ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إحساس و ٌ َ َ َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫أن النا َار هلا‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ِه ِيق والتَّ َقطُّ ِع من الغَْيظ اللَّذين ذُكرا هنا‪ ،‬ومن ذلك أيضاً‪ :‬ال َك ُ‬
‫ّلم‬ ‫اإلحساس ك َّ‬
‫َ‬ ‫هذه النا َار هذا‬
‫واملخاصمةُ اليت ذُكِرت يف غ ِري هذا ِ‬
‫املوطن‪.‬‬ ‫ََ‬
‫إن لِلناا ِر َح َفظَةً ِمن املّلئِ َكة ُموَّكلِي هبا‪.‬‬‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫عذب هؤالء ال ُك افار حىت ْاع ََّتفوا بِأنَّه قد‬
‫احلجة‪ ،‬ولذا مل يُ ِّ‬
‫أن اللَ ال يُ َع ِّذب أحداً حىت تقوم عليه َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫َجاءَ ُهم ُر ُس ٌل‪ ،‬وأهنم َك َّذبوا ُّ‬
‫الر ُس َل‪.‬‬
‫اإلنسان غري تام‪ ،‬وال يستَ ِفيد منها حىت يستَ ِجيب هبا إىل ِ‬
‫داعي‬ ‫ِ‬ ‫الع ْقل الذي يكون يف‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫مع و َ‬ ‫الس َ‬ ‫أن َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫اللِ‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪ ‬شا ِرك زمّلءَك يف اجملموعة يف ِذ ْك ِر ما يَ ُد ُّل على املعاين التاالية ِمن اآليات‪:‬‬
‫أ) ال ي ع ِّذب الل أحداً حىت يبعث له من ي ْن ِذره ِمن ِ‬
‫عذاب اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ب) من مسع القرآ َن فلم ي ؤِمن بِه فليس له مسع على ِ‬
‫احلقي َق ِة‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫ت) لِلناار َمّلئِ َكة ُم َوَّكلون خبزانَتِها‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ص ال ُقرآين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اخَّتها من النَّ ا‬
‫س‪ -1‬اُذكر فيما يلي ال َكل َمة املعاك َسة للكلمات التاالية‪ ،‬و َ‬
‫الزفِري‬
‫َّ‬
‫الرضى‬ ‫ِّ‬
‫يتَ َج َّمد‬
‫س‪ِ -2‬من ِخّلل ُّ‬
‫تأملك يف اآليات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جهنَّم‪.‬‬ ‫صغ احلو َار الذي يدور بي َخَزنَة الناا ِر من املّلئ َكة والعُصاة الذين يَ ُ‬
‫دخلون َ‬ ‫أ) َ‬
‫ب) استَ ْخ ِرج فائِ َد ًة ِمن قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﱠ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الدرس الثالث‬
‫الملك من اآلية رقم (‪ )13‬إلى اآلية رقم (‪)18‬‬ ‫سورة ُ‬
‫تَ فسير َ‬
‫ؤمنون بُِر ُسلِه‪ ،‬ويف‬ ‫اآلخرة لَعلَّهم يتوبون إىل اللِ وي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الدنيا و َ َ‬ ‫وعذابَه يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫باده ويُْنذ ُرهم َسطْ َوتَه َ‬
‫ِ‬
‫خيوف اللُ ع َ‬
‫كثرياً ما ِّ‬
‫السابَِقة امل َك ِّذبَة ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫اآليات التاالِية ي ب ِّي الل تعاىل ِ ِ‬
‫َتام ع ْلمه ِبا يكون من عباده ليَ ْح َذروه‪ ،‬وما عاقَب به األَُمم ا‬
‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫يح عليهم‪ ،‬كي ال يَأْ َمنوا َعذابَه فَيَ ْستَ ِماروا على ما هم عليه ِمن ال ُك ْف ِر فقال سبحانه‪:‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫وإرسال ِّ‬ ‫ف هبم‬ ‫اخلس ِ‬
‫ْ‬
‫ﱡﱁﱂﱃﱄ ﱆ‬
‫ﱅﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬
‫ﱟﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞ‬
‫ﱸﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ‬
‫ﱹ‬ ‫ﱭ ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ‬

‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﱠ [امللك‪.]18 - 13 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ ‬بيا ُن إحاطَِة ِع ْل ِم اللِ تعاىل باخل ْل ِق‪.‬‬
‫ِ‬
‫األرض هلم‪.‬‬ ‫‪ ‬بيان نِعمة اللِ على ِع ِ‬
‫باده بِتَ ْس ِخ ِري‬ ‫َْ‬
‫ذاب اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫األم ِن ِمن َع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬التَّحذير من ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫صيَة‪.‬‬‫سهلَة غري مستَ ع ِ‬ ‫ذَلوالً‬
‫ُْ ْ‬ ‫َْ‬
‫احيها وأطرافِها‪.‬‬ ‫نَو ِ‬ ‫َمناكِبها‬
‫باطنِها‪.‬‬
‫تَ ْن َشق‪ ،‬في ه ِوي بكم يف ِ‬
‫ا َْ‬ ‫خيسف‬ ‫ِ‬
‫ضطَ ِرب‪.‬‬‫تَتَ َحَّرك وتَ ْ‬ ‫تَ ُمور‬
‫الصغِ َرية)‪.‬‬
‫(احلجارة َّ‬
‫َ‬ ‫احلصباءَ‬
‫ِر ِ‬
‫يح حتم ُل ْ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫حاصباً‬
‫ما يستَ ْن َكر ِمن الع ِ‬
‫ذاب الذي مل يَ ْع َهدوه‪.‬‬ ‫نَ ِكري‬
‫َ‬ ‫ُْ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫فإن ما‬‫فإن ذلك عند الل َسواء‪َّ ،‬‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ‪َّ :‬‬
‫أظهرَتوه؛ َّ‬
‫فإن اللَ يَ ْعلَ ُمه وال خي َفى عليه؛ ألنَّه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ‪ -‬من الكّلم أو أعلَْنتُموه و َ‬
‫أخ َفْيتُموه ‪ -‬أيُّها النا ُ‬
‫صدوِركم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ْد ِرك ما َت ُفونَه يف ِ‬
‫ضمائ ِركم وما خيطُر يف نُفوسكم وما َخيتَل ُج يف ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪13‬‬
‫الضمائِر‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬إذا كان هو خالُِقهم أال‬ ‫مث علَّل سبحانَه ِع ْل َمه ِبا يف َّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫شك أن اجلواب‪ :‬بلى‪ ،‬يَ ْعلَم ذلك‪.‬‬ ‫مورهم‪ ،‬ال َّ‬ ‫يعلَم أحواهلم وأُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود َّق يف َخبايا األُموِر‪،‬‬ ‫ف َ‬ ‫فيق بِعباده الذي يَص ُل ع ْل ُمه إىل ما لَطُ َ‬ ‫الر ُ‬
‫ﱡﱐ ﱑ ﱒ ﱠ‪ :‬وهو َّ‬
‫فّل يَ ْع ُزب عن ِع ْل ِمه َش ْيءٌ‪.‬‬
‫وجعلَها َس ْهلَةً ُمطا ِو َعةً لكم ال تَ ِم ُ‬
‫يد‬ ‫األرض‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ هو الذي هيَّأ لكم‬ ‫(‪)3‬‬
‫صي عليكم‪ ،‬تَ ْزَرعوهنا فَتُ ْنبِت‪...‬إخل‪.‬‬ ‫بكم‪ ،‬وال تَستَ ع ِ‬
‫ْ ْ‬
‫وجباهلا‪.‬‬ ‫احيها وأطرافِها ِمن سهوهلا ِ‬ ‫ﱡ ﱚ ﱛ ﱜﱠ‪ :‬فامضوا مسافِرين يف نَو ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ‬
‫أخرجه لكم ِمن نَواحي األرض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﱝ ﱞ ﱟﱠ‪ :‬وُكلوا من َعطاء الل الذي َ‬
‫بادةِ َربِّكم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﱡ ﱢﱠ ‪ ،‬أي‪ :‬إىل َربِّكم تَقومون من قُبوِركم‪ ،‬فتَصريون إليه‪ ،‬فّل تَ ْن َسوا ع َ‬
‫خموفاً‪ :‬ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ‬ ‫وع ْل ِمه ِ‬
‫احمليط‪ ،‬قال هلم ِّ‬ ‫لوهيَّتِه املتَض ِّمنَة لُِق ْدرتِه ِ‬
‫لَما است َد َّل على أُ ِ‬
‫ا َ‬ ‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املكذبون بَِربِّكم الذي يف العُلُِّو ِآمنون‬ ‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي‪ :‬هل أنتم أيُّها الك افار ِّ‬
‫ب ُك ْف ِرُكم‬‫قاع َع ِم ٍيق‪ ،‬فَتَْبتَلِ َع ُكم بِسبَ ِ‬
‫ضطَ ِرب بِكم‪ ،‬ويَ ْه ِوي بِ ُكم فيها إىل ٍ‬ ‫األرض فَتَ ْ‬
‫َ‬ ‫وواثِقون أال يَ ُش َّق‬
‫َ‬
‫بِه ؟!‬
‫ذاب الذي يكون ِمن ِج َهة األرض‪ ،‬انتَ َقل إىل ِذ ْكر العذاب الذي يكون ِمن ِج َهة‬ ‫الع َ‬ ‫ولَ اما ذَ َكَر َ‬ ‫(‪)5‬‬
‫العُلُِّو‪ ،‬وهو أَ َد ُّل على التَّ َم ُّكن منهم‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ أي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫غار اليت‬ ‫الص َ‬
‫احلصى ِّ‬ ‫بل هل اطْ َمأنَْنتُم لَربِّكم الذي يف العُلُِّو أن يَْب َعث من فَ ْوقكم ِرحياً حتمل َ‬
‫ؤذيها ؟‬ ‫ض ِرب أجسا َد ُكم فت ِ‬ ‫ص ُفكم وتَ ْ‬ ‫تَ ْق ِ‬
‫ُ‬
‫يدي‬ ‫هتد ِ‬ ‫ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ فإن وقَع نَ ِذيري لكم على ما قُلت‪ ،‬فَسيتب َّي لكم عاقِبة ِ‬
‫َ َََ‬
‫وَت ِو ِيفي إيااكم بِ َعذايب‪.‬‬
‫ش مل‬ ‫أن الذين كانوا قبل ُك افا ِر قَُريْ ٍ‬ ‫ﱡﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﱠ ِ‬
‫خيبُ اللُ تعاىل َّ‬ ‫(‪)6‬‬
‫َ‬
‫كذيبِ ِهم‬‫ب تَ ِ‬ ‫اهم بِسبَ ِ‬ ‫ش كيف كان نَ ُ ِ‬ ‫ص ِّدقوا ُر ُسلَهم‪ ،‬فهل َعلِ َمت ُك افار قَُريْ ٍ‬
‫كال الل هبم‪ ،‬وعذابُه إيا ُ َ‬ ‫يُ َ‬
‫؟‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫يب النَّ ْملَ ِة َّ‬‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّلعه على تَ ِ‬ ‫‪ -1‬سعة ِع ْل ِم اللِ واطِّ ِ‬
‫السوداءَ على‬ ‫فاص ِيل ِّ‬
‫كل َش ْيء‪ ،‬فهو ال خيفى عليه َدب ُ‬ ‫َ‬
‫العبد بذلك‪ ،‬فعليه أن يستَ ْشعِر رقابةَ اللِ‬ ‫الصماء يف جو ِ‬
‫ف اللَّيلَ ِة الظَّْلماء‪ ،‬وإذا أي َقن ُ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫خرةِ َّ ا‬ ‫الص َ‬
‫َّ‬
‫ي‪.‬‬‫كل ح ٍ‬ ‫عليه يف ِّ‬
‫‪14‬‬
‫الشرعُ به‪ ،‬أو‬ ‫األرض ِمن خري ٍ‬
‫ات‪ ،‬وال حيرم عليه اإال ما َوَرد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لإلنسان التَّ َمتُّع ِبا يف‬ ‫أباح‬ ‫َّ‬
‫أن اللَ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫عدم ضرره على نفسه‪.‬‬
‫الزال ِزِل اليوم ي‬
‫دال‬ ‫األرض بِالنااس‪ ،‬وما يَ َقع ِمن َّ‬
‫َ‬ ‫خيسف‬‫فمن قُ ْدرتِه أن ِ‬
‫َ‬
‫أن الل ذو قُ ْدرةٍ ع ِظيمة‪ِ ،‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫الصغار‪ ،‬فتُ ْهلِك اإلنسا َن‪.‬‬ ‫حتمل احلصى ِّ‬ ‫الريح اليت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على ذلك‪ ،‬ومن قُ ْد َرته أن يرسل ِّ َ‬
‫ِجيب على املسلِم احل َذر ِمن َعذاب اللِ‪ ،‬وأن ال يكون ِمن ِ‬
‫أهل الغَ ْفلَة الذين يَ َأمنُون َم ْكَر اللِ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وعْب َرةٌ لِ َمن َِمسع هبم‪.‬‬
‫حل باألقوِام الكافِرين السابِِقي ِعظَةٌ ِ‬
‫ا َ‬ ‫أن فيما َّ‬‫َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫احلاصب‪ ،‬كما ذكر الل تعاىل يف ٍ‬
‫آيات ِمن القرآن‬ ‫الريح ِ‬
‫وبعضهم بِ ِّ‬
‫باخلسف‪َ ،‬‬ ‫بعض امل َك ِّذبي ْ‬
‫‪ ‬عاقَب اللُ َ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫الريح ِ‬
‫احلاصب‪ ،‬واآليات ال ادالَّة على ذلك‪.‬‬ ‫ومن عُ ِّذب بِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬اُذكر ِمن عُ ِّذ ِ‬
‫اخلسف‪َ ،‬‬
‫بب ْ‬ ‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫املناسبَة ِمن َّ‬
‫الدرس اليت تُنَبِّهه إىل هذا اخلطأ ؟‬ ‫ب زِميّلً آخر‪ ،‬ما اآلية ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِهس َزميلُك يف أُذُنك َ‬
‫وس َّ َ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫ﱘ ﱙ ﱠ‪.‬‬ ‫اآلية‪ :‬ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬ ‫اشرح هذه‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫ذاب اللِ ؟‬
‫س‪ -3‬كيف يَأْ َم ُن ال َم ْرءُ َع َ‬
‫مجل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناسبَة‪.‬‬ ‫ضع ال َكلمات التاالية يف ٍ ُ‬ ‫س‪َ - 4‬‬
‫ور‪:‬‬
‫تَ ُم ُ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حاص ٌ‬

‫‪15‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫الملك من اآلية رقم (‪ )19‬إلى اآلية رقم (‪)22‬‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫وبيان قُ ْد َرتِه على ُك ِّل َش ْي ٍء‪ ،‬ويف اآليات التاالية بَيان‬
‫وحده‪ِ ،‬‬ ‫امللك له َ‬ ‫السورَة ِ‬
‫بإثبات ِ‬ ‫افتَتح اللُ تعاىل هذه ُّ‬
‫وخ ْل ِقه‪ ،‬حىت الطَّري يف َّ‬
‫السماء‪ ،‬وبيان أنَّه ال ِ‬
‫ناصَر هلم وال را ِز َق اإال‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ِريف ُشؤون ُم ْلكه َ‬
‫ِ ِ‬
‫انفراده ُسبحانَه وتعاىل بِتَ ْ‬
‫وحده املن َف ِرد بذلك كلاه‪ ،‬ال اآلهلة اليت‬‫بادةِ هو اللُ َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫وحده ال َش ِريك له‪ ،‬ويف ذلك تَ ْنبِيهٌ على َّ‬
‫املستَح َّق للع َ‬
‫أن ْ‬ ‫اللُ َ‬
‫يَعبُدها الك افار‪ ،‬وهي ال َتلِك ِمن ذلك شيئاً‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬
‫ﲒﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ‬
‫ﲓ‬ ‫ﲍﲏ ﲐﲑ‬
‫ﲎ‬ ‫ﱡﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬
‫ﲰﲲﲳﲴﲵ‬
‫ﲱ‬ ‫ﲢﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ‬
‫ﲣ‬ ‫ﲝﲞﲟﲠﲡ‬

‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﱠ [امللك‪.]22 - 19 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الل تعاىل وانْ ِفر ِاده بامل ِ‬
‫لك والتَّ ْدبِري‪.‬‬ ‫بعض م ِ‬
‫ظاهر قُ ْدرةِ ِ‬ ‫‪ ‬بيا ُن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أن اهلداية يف لُ ِ‬
‫زوم الطَِّر ِيق املستَ ِقيم وهو‬
‫اإلسّلم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬بيا ُن َّ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الص ِ‬
‫فوف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باسطات أَ ْجنَ َحتَ ُه ان على َهْيئَة ُّ‬ ‫صافاات‬
‫أجنِ َحتَ ُه ان‪.‬‬
‫ض ُم ْمن ْ‬
‫يَ ْ‬ ‫يَ ْقبِ ْ‬
‫ضن‬
‫ِ‬
‫انداع‪.‬‬ ‫غُرور‬
‫استَ َماروا وَتادوا‪.‬‬ ‫لَ ُّجوا‬
‫ِع ٌ‬
‫ناد وتَ َك ُّب‪.‬‬ ‫عُتُ او‬
‫تَباعُداً‪.‬‬ ‫نُفوراً‬
‫أسه‪.‬‬‫ُمنَ ِّكساً ر َ‬ ‫ُم ِكبااً‬
‫ُم ْعتَ ِدالً يف َم ْشيِه‪.‬‬ ‫َس ِويااً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫كمال تَصُّرفِه يف مل ُكوتِه بآي ٍة ِ‬
‫أرضيَّ ٍة‪ ،‬وهي تَ ْس ِخري‬ ‫(‪ )1‬لَما است َد ال الل تعاىل على ربوبِيَّتِه وأُ ِ‬
‫لوهيَّتِه و ِ‬ ‫ا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السماء‪ ،‬فقال ُمنكراً عليهم‪ :‬ﱡ‬ ‫اص ِطفاف الطَّ ِري يف َج ِّو َّ‬ ‫ٍ‬
‫األرض هلم‪ ،‬ذَ َّكَرُهم هنا بآيَة عُْل ِويَّة‪ ،‬وهو ْ‬
‫ِ‬

‫‪16‬‬
‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬أمل ي ْنظُر ِ‬
‫هؤالء املش ِركون إىل الطُّيوِر اليت تَ ِطريُ يف‬ ‫َ‬
‫اجلو‪ ،‬مث تَ ْرِجع فَتَ ُرُّدها إىل ِج ْس ِمها ؟‬
‫أجنِ َحتَها وتَْب ُسطها يف ِّ‬
‫السماء فتَ ُم اد ْ‬
‫َّ‬
‫مجيع خملوقاتِه‪.‬‬ ‫السقوط اإال هو‪ ،‬ذو َّ ِ‬
‫الرحَة الذي يَ ْر َحم َ‬ ‫ﱡ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ ما حي َفظَ ُه ان ِمن ُّ‬
‫ِ‬
‫ص ِره أينَما كان‪.‬‬ ‫بص ِره‪ ،‬فهو ُمطَّل ٌع عليه‪ ،‬بِبَ َ‬
‫ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ إنَّه الذي ال خير ُج شيءٌ عن َ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ يقول تعاىل‪ :‬بل َمن هذا الذي تَستَعِينون به‬
‫الرحة ؟‬‫‪ -‬إذا نََزل بِكم ُسوءٌ‪ ،‬فيَ ْدفَعه عنكم ‪ -‬غري َربِّكم ذي َّ‬
‫عندهم‪.‬‬
‫داع‪ ،‬فهم خمدوعون ِبا َ‬ ‫ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ ما الكافِرون باللِ اإال يف ِخ ٍ‬
‫عطيكم قُوتَ ُكم ِمن املاء‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ يقول تعاىل‪ :‬بل من هذا الذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرزق ؟‬ ‫س اللُ عنكم هذا ا‬ ‫والطَّعام وغ ِريه ِمن أنو ِاع ِّ‬
‫الرْزق إن َحبَ َ‬
‫ورةِ مل تن َفع املش ِركي‪ ،‬فقال عنهم‪ :‬ﱡ ﲲ ﲳ ﲴ‬ ‫اعظ اليت َّ‬ ‫لكن هذه املو ِ‬
‫الس َ‬
‫رهم اللُ هبا يف هذه ُّ‬ ‫ذك ُ‬ ‫و َّ‬
‫ناد ِهم وتَ َك ُِّبِهم وطُغياهنم وتَباعُ ِد ِهم عن ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫ﲵ ﲶ ﱠ‪ :‬بل استمُّروا وَتادوا يف ِع ِ‬
‫ََ‬
‫ضَربَه اللُ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ‪ :‬هذا َمثَ ٌل َ‬
‫أس‪ ،‬ال ي ب ِ‬
‫صر طَ ِري َقه‪َ ،‬فَّتاه ُمتَ َعثِّراً‬ ‫املؤمن‪ ،‬يقول فيه‪ :‬أيُّها النااس هل َمن يَ ِسري وهو ُمنَ َّ‬ ‫لِلكافِر و ِ‬
‫الر ِ ُْ‬ ‫س َّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ٍ‬
‫بادة آهلت ِهم ال يكادون يَ َقُّرون على حال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف َس ِْريه ال يكاد يَستَقيم له‪ - ،‬وهذا حال املشركي يف ع َ‬
‫أعَرف بِالطَّر ِيق‪ ،‬أم الذي يَ ِسري بِّل‬ ‫ٍ‬
‫َك َعْبد فيه ُشركاء ُمتَشاكِسون ‪ -‬أهذا الذي هذا حالُه أَْر َشد و ْ‬
‫ك‬‫املؤمن الذي ال يَ ْعبُد اإال َربَّه‪ ،‬وال يُ ْش ِرك بِه ؟‪ ،‬وال َش َّ‬ ‫تَعثُّ ٍر على طَر ٍيق ال ْاع ِوجاج فيه‪ ،‬وهذه حال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اط ُمستَ ِقي ٍم هو األَ ْه َدى‪.‬‬‫ميشي على ِصر ٍ‬ ‫أن من ِ‬ ‫ِ‬
‫أن َجواب العاقل‪َ َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الرْزِق‪ ،‬وهو اللُ سبحانَه وتعاىل‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫أن الرز َ ِ‬
‫‪ َّ -1‬ا ا‬
‫اق َحقي َقةً هو َمن بيَده َمفاتح ا‬
‫للجنِ َحة يف َج ِّو َّ‬
‫السماء‪.‬‬ ‫ض ْ‬ ‫صْنعِه يف ما يَ َقع لِلطَّري ِمن بَ ْس ٍط وقَ ْب ٍ‬ ‫يع ُ‬
‫ِ ِ‬
‫‪َ -2‬عظَ َمة َخ ْل ِق الل‪ ،‬وبَد ُ‬
‫اب‪،‬‬ ‫‪ِ -3‬من أسالِيب القرآن أنَّه يوا ِزن بي أحو ِال ال َف ِري َق ْي على أسلُوب ُّ ِ‬
‫السؤال دون أن يَ ْذ ُكَر اجلو َ‬ ‫ُ‬
‫صةً لِلتَّ ْف ِك ِري يف األَ ْم ِر‪.‬‬
‫ف فُ ْر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ليُ ْعطي املخال َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫جمموعتِك ِض ْمن‬
‫َ‬ ‫املفهوم مع‬
‫َ‬ ‫اح ٍد‪ ،‬ناقِش هذا‬
‫كل و ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قامة على الطَّر ِيق املستَقي ِم واجبَةٌ َش ْرعاً على ِّ‬‫ِ‬
‫‪ ‬االست َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احملا ِور التاالية‪ :‬معىن االستقامة‪ ،‬نُصوص َشرعيَّة يف ُوجوب االستقامة‪ ،‬األسباب املعينَة على االست َ‬
‫طاعة‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫السماء صافاات‬ ‫شاعَرك عندما ترى طَْرياً يف َّ‬‫وتأملها‪ ،‬مث ِصف م ِ‬ ‫الدرس َّ‬ ‫س‪ -1‬اقرأ اآليَة (‪ِ )19‬من هذا َّ‬
‫َ‬
‫أجنِ َحتَ ُه ان‪:.‬‬
‫وقابِضات ْ‬
‫س‪ -2‬استَ ْخرج ُسؤاالً ِمن هذه اآليات‪ ،‬مث علِّل ملاذا مل يذكر إجابَة ُّ‬
‫السؤال يف اآليات ؟‬
‫وشبِّه غري ِ‬
‫املؤمن بِ ِ‬
‫ض ِّد ذلك‪ ،‬فما التَّشبِيه ؟‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ُ -3‬شبِّهَ املؤمن ِبن ميشي َس ِويااً ُمعتَدالً يف طَريق واض ٍح‪ُ ُ ،‬‬

‫‪18‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ورة‬
‫الملك من اآلية رقم (‪ )23‬إلى آخر الس َ‬ ‫سورة ُ‬
‫تَ فسير َ‬
‫يء‪ ،‬ففي اآليات‬ ‫انفراد اللِ تعاىل بامللك وقُدرتِه على كل ش ٍ‬ ‫إثبات ِ‬
‫مية يف ِ‬‫السورة الكر ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫آيات هذه ُّ َ‬
‫تستَمر ُ‬
‫حيشرهم‬‫األبصار واألفئِدة‪ ،‬وهو الذي ُ‬
‫َ‬ ‫مع و‬
‫الس َ‬
‫وحده الذي خلَق اخل ْل َق وجعل هلم َّ‬ ‫التاالية بيا ُن أنَّه سبحانَه هو َ‬
‫أوجد املاءَ الذي تقوم به حياهتم‪ ،‬ولو نضب املاءُ مل يستَ ِطع‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ ،‬ليجا ِزيهم على أعماهلم‪ ،‬وهو الذي َ‬
‫إليه يوم الق َ‬
‫الرجاء‬ ‫ِ‬
‫اإلجّلل و َّ‬ ‫وحده الذي ِجيب أن ي تَ و َّجه إليه مجيع اخللق بالتَّ ِ‬
‫عظيم و‬ ‫ومن كان كذلك فإنَّه َ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫أح ٌد أن يأت به‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واحملبَّة وغ ِري ذلك من أنواع الع َ‬
‫بادة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﳍﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ‬
‫ﳎ‬ ‫ﱡﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋ ﳌ‬
‫ﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡ ﳢﳣﳤﳥﳦﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﱁ‬

‫ﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ‬

‫ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬ‬
‫ﱦ‬ ‫ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬

‫ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [امللك‪.]30 - 23 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الل تعاىل وانْ ِفر ِاده بِامللك والتَّ ْدبِري‪.‬‬ ‫بعض م ِ‬
‫ظاهر قُ ْدرةِ ِ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬بَيا ُن ِ َ‬
‫جوب ُش ْك ِر اللِ تعاىل على نِ َع ِمه‪.‬‬‫‪ ‬التَّنبِيه على و ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬إثبات احل ْش ِر وبيا ُن إنكا ِر ال ُك افار له‪ ،‬وذ ْكر حاهلم عند َّ‬
‫حتققه‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ال ُقلوب‪.‬‬ ‫األفئِدة‬
‫َخلَ َق ُكم ومناا ُكم‪.‬‬ ‫َذ َرأَ ُكم‬
‫قَ ِريباً‪.‬‬ ‫ُزلْ َفة‬
‫تَطْلُبون وتَ ْستَ ْع ِجلون‪.‬‬ ‫تَ ْدعُو َن‬
‫مينَ ُع‪.‬‬ ‫ِجي ُري‬
‫باطن األرض‪.‬‬ ‫ذاهباً يف ِ‬‫ِ‬ ‫َغوراً‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫ظاه ٍر وجا ٍر على‬ ‫ِ‬ ‫َمعِ ٍ‬
‫ي‬

‫‪19‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫يل على وحدانِيَّتِه‬ ‫ِ‬ ‫لَما و َّجهَ الل تعاىل اخلطاب لِلمشركِي يف اآليات ِ‬
‫السابقة‪ ،‬أتْ بَ َعها هنا ِبا فيه َدل ٌ‬ ‫ا‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ووجه ِخطابَه لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه وسلَّم أن يقول هلم‪ :‬ﱡ‬ ‫وربوبِيَّته خل ْل ِقه‪ ،‬وذلك ما ال خيالِفون فيه‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الع َدِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ﳆ ﳇ ﳈﱠ‪ :‬أَْو َجد ُكم من َ‬
‫السم ِع فتَ ْس َمعون بِآذانِكم‪َّ ،‬‬
‫وحاسةَ‬ ‫حاسة َّ‬‫ﱡ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ‪ :‬وجعل لكم َّ‬
‫اخلري ِمن َّ‬
‫الشِّر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لوب اليت تعقلون هبا وتدركون َ‬ ‫صر فتُبصرون بعُيونكم‪ ،‬وجعل لكم ال ُق َ‬ ‫البَ َ‬
‫أمام هذه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﳏ ﳐ ﳑ‪ :‬ومع هذه النِّ َعم‪َّ ،‬‬
‫يل َ‬‫فإن ُش ْكَرُكم بأداء الواجبات وتَ ْرك املعاصي قَل ٌ‬
‫النِّ َعم‪.‬‬
‫األرض‪ ،‬وكثَّرُكم فيها‪.‬‬‫ِ‬ ‫أوجدكم يف‬ ‫ﱡ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﱠ‪ :‬هو الذي َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ﱡ ﳙ ﳚﱠ‪ :‬وإىل َربِّكم ُت َمعون بِبَ ْعثِ ُكم بعد َم ْوتكم‪.‬‬
‫وجحدوا به‪ ،‬فسألوا على َسبِيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعَّتضوا على البَ ْعث َ‬ ‫لَ اما كانوا ُمقِّرين باخل ْلق مل يَ ْع ََِّتضوا عليه‪ ،‬و َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫الو ْع ُد الذي تَعِ ُدونَنا به ‪ -‬وهو‬ ‫االسْتبعاد‪ :‬ﱡ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬مىت هذا َ‬
‫ِ‬
‫َتبونَنا به ؟‬ ‫كاذبي فيما ِ‬ ‫احل ْشر ‪ -‬إن كنتم غري ِ‬
‫وعدون هبا‬ ‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‪ِ َّ :‬‬
‫اعة اليت تُ َ‬‫الس َ‬
‫إن ع ْل َم ا‬ ‫ﱡ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﱠ‪ :‬قل يا َّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫عند اللِ‪ ،‬فّل يعلَ ُمه اإال هو‪.‬‬
‫أمر هذه‬ ‫ُبي لكم َ‬ ‫ﱡ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﱠ أي‪ :‬وما ُم ِه َّميت اليت وَّكلن اللُ هبا اإال أن أُ َخ ِّوفَ ُكم وأ ِّ‬
‫اعة‪ ،‬وما يَ َقع فيها ِمن أهو ٍال‪.‬‬‫الس َ‬
‫ا‬
‫العذاب ورأوه قَريباً منهم‪ ،‬ظَ َهر على‬ ‫َ‬ ‫فلما عايَنوا‬
‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ‪ :‬ا‬ ‫(‪)5‬‬
‫الو ْعد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُوجوههم أثَر الغَ ِّم بوقُوع هذا َ‬
‫عجلونَه قد‬ ‫ﱡ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ‪ :‬وقالت هلم املّلئكة‪ :‬هذا الذي كنتم تَطْلبونَه وتَست ِ‬
‫َْ‬
‫صل وصار واقعاً‪.‬‬
‫َح َ‬
‫(‪ )6‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ‪ :‬يقول الل‬
‫ضوا َّ‬
‫أن اللَ أماتَن وأمات َمن‬ ‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‪ :‬قل هلؤالء املشركي م ِ‬
‫نكراً عليهم‪َِ :‬‬ ‫لنَبِيِّه َّ‬
‫افَّت ُ‬ ‫ُ‬
‫حيمي هؤالء ‪-‬‬ ‫فأخر موتَنا‪ ،‬فمن ذا الذي ِ‬
‫َ‬ ‫أحسن إلينا َّ َ ْ‬
‫ِ‬
‫أن اللَ لَطَف بنا و َ‬‫َمعِي ِمن املؤمني‪ ،‬أو َّ‬
‫حمم ٍد صلَّى الل عليه‬
‫ت َّ‬ ‫ِ‬ ‫الذين جحدوا ومل ي ْعبدوا رهبم ‪ِ -‬من ِ‬
‫عذاب الل ؟ فليس يُْنج ُيهم منه َم ْو ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫وسلَّم وأصحابِه وال َحياهتم‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫(‪ )7‬ﱡ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱠ‪ :‬يقول الل لِنَبِيِّه َّ‬
‫حممد‬
‫الرحة‬‫صلَّى الل عليه وسلَّم‪ :‬قل هذا الذي يَ ْر َحنا ‪ -‬فّل يُوقِع بِنا ما تَتَ َمنَّونَه ِمن اهلّلك ‪ -‬هو ذو َّ‬
‫فوسنا إليه‪ ،‬وعليه ْاعتَ َم ْدنا يف أُموِرنا‪ ،‬وبه َوثِْقنا‪ ،‬وإذا‬ ‫الذي مشلنا بِرحَتِه‪ِ َ ،‬‬
‫ص َّدقْنا به واطمأنَّت نُ ُ‬ ‫َ‬
‫اض ٍح وب ع ٍد عن احل ِّق ِ‬
‫ّلل و ِ‬
‫ض ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظاهر‪ ،‬حنن أم أنتم‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫فستَع ِرفون َمن هو يف َ‬
‫ُحشرنا َ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم هلؤالء‬ ‫(‪ )8‬ﱡ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱠ قل يا َّ‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫ودالؤكم ِ‬
‫ذاهباً يف‬ ‫تصلُه أيدي ُكم ِ‬ ‫نكراً أمرهم‪ :‬أخبوين إن صار ماؤُكم الذي ِ‬ ‫املشركي مستَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد‬‫فمن ذا الذي ال يستطيع أن ُحيضر لكم ماءً جا ِرياً قَريباً منكم تراه عُيونكم؟‪ ،‬ال َ‬ ‫وغائباً فيها‪َ ،‬‬
‫يعقلون‪ .‬والل أعلم‪.‬‬‫يست ِطيع غري اللِ‪ ،‬لو كان ِ‬
‫َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الضار‪،‬‬
‫الشَّر‪ ،‬والنَّ ْف َع و َّ‬ ‫‪ -1‬ن َعم الل ال حتصى‪ ،‬ومن ن َعمه أنَّه َوَهب اإلنسا َن ما ميكن أن يُ ْدرَك به َ‬
‫اخلري و َّ‬
‫ِ‬
‫الدني ِويَّة واألُخرِويَّة‪.‬‬
‫ضاره ُّ‬
‫وم ا‬ ‫فوهبَه مسعاً وبَصراً وقَلباً يُ ْد ِرك هبا َمناف َعه َ‬
‫ض َل اللِ عليه فَي ُقوم بِ ُش ْك ِره بِلِسانِه‬ ‫يل ِمنهم َمن يُ ْد ِرك فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ ،‬فَ َقل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الش ْكَر على ن َعم الل يف النااس قَل ٌ‬ ‫أن ُّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫وجوا ِرِحه‪.‬‬
‫وقَ ْلبِه َ‬
‫إدخال‬
‫ُ‬ ‫احلق لِلنااس‪ ،‬اأما‬ ‫الدعاة ِمن بَ ْع ِده إمنا هي بَيا ُن ِّ‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم و ُّ‬ ‫الر ِ‬‫إن ُم ِه َّمةَ َّ‬
‫‪َّ -3‬‬
‫اهلدايَِة يف قُلوهبم فهذا بِيَ ِد اللِ سبحانَه‪.‬‬
‫الرسول صلَّى‬ ‫ت َّ‬ ‫احلق أو النِّ َعم ال تتَ َعلَّق حبياةِ َمن تُْبغِض أو َوفاتِه‪ ،‬لذا نَبَّهَ اللُ تعاىل على َّ‬
‫أن َم ْو َ‬ ‫أن َّ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫ذاب اللِ‪.‬‬ ‫ريهم ِمن َع ِ‬‫احلق‪ ،‬وال ِجي ُ‬ ‫الل عليه وسلَّم وأصحابِه ال يُِفيد ال ُك اف َار يف َم ْع ِرفَة ِّ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫معصيَة اللِ فهو ِمن ُك ْف ِر نِ ْع َم ِة الل‪،‬‬‫‪ِ ‬من ُش ْك ِر النِّ عم استِعماهلا يف طاع ِة الل تعاىل‪ ،‬أما استِعماهلا يف ِ‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صر‬ ‫طاعات ميكن أن تَ ْستَ ْع ِمل فيها ُك اّلً ِمن نِ ْع َمة َّ‬ ‫ٍ‬ ‫باملشاركة مع ُزمّلئِك‪ :‬اُذكر َ‬
‫الس ْم ِع والبَ َ‬ ‫ثّلث‬
‫حيرم أن تَ ْستَ ْع ِمل هذه النِّ َعم فيها‪.‬‬‫عاص ُ‬ ‫ّلث َم ٍ‬ ‫وال ُفؤاد‪ ،‬وثَ َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ائت ِبر ِادف هذه ال َكلِمات ِمن كلِمات سورة تبارك‪:‬‬
‫س‪ِ - 1‬‬
‫ال ُقلوب‪:‬‬
‫قَريباً‪:‬‬
‫مينَع‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫ثّلث فَوائِد لِ ُكل ِمن‪:‬‬
‫س‪ -2‬اكتُب َ‬
‫صر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أ‪ -‬ن ْع َمة البَ َ‬
‫ب‪ -‬نِ ْع َمة َّ‬
‫الس ْمع‪:‬‬
‫دون يف دفَّتك طُُر َق احملافَظَِة عليه‪.‬‬
‫س‪ -3‬املاء ِمن نِ َع ِم اللِ الكبى‪ِّ ،‬‬
‫يام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب الل يَ ْوَم الق َ‬
‫ف ال ُك افار حي يََرْون َع َ‬ ‫س‪ -4‬صف َم ْوق َ‬

‫‪22‬‬
‫الدرس السادس‬
‫سورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)7‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫لص ِّد عن َسبِ ِيل اللِ تعاىل وتَ ْن ِف ِري‬
‫حماولٍَة منهم لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم باجلنون يف َ‬
‫اهتَم املش ِركون َ ِ‬
‫رآن الكرمي‪ِ ،‬‬ ‫اضع ِع َّدةٍ ِمن ال ُق ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن ذلك ما جاء يف هذه‬ ‫اس عن قَبُول َد ْع َوته‪َ ،‬فرَّد اللُ علي ِهم هذه الف ْريَةَ يف َمو َ‬
‫النا ِ‬
‫الس َورة‪ ،‬حيث يقول تعاىل‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡ ﱺ‬
‫ﱹﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ‬

‫ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱠ [‬
‫القلم‪.]7 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن اجلنون‪.‬‬ ‫الرُّد على املشركي فيما َرَموا بِه النَّ َّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ِ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫‪ ‬بيا ُن عظَ ِم ُخلُ ِق النَّ ِّ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن اهلداية‪ ،‬وما عليه املشركون ِمن َّ‬
‫الضّلل‪.‬‬ ‫‪ ‬بيا ُن ما عليه النَّ ُّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َم ْقطُوع‪.‬‬ ‫َم ْمنُون‬
‫ال مبتَلى بِ ِ‬
‫اجلنون‪.‬‬ ‫ال َم ْفتُون‬
‫ُْ‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫العَرب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫السورة ٍ‬
‫حبرف ِمن‬
‫ف ال معىن له يف لغة َ‬ ‫حروف اهلجاء‪ ،‬وهو َح ْر ٌ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱹ ﱠ‪ :‬ابتَدأ اللُ هذه ُّ َ‬
‫ن ِمن هذه األحرف اليت تَتَكلَّمون هبا‪ ،‬ومع ذلك مل تَستَ ِطيعوا‬ ‫أن هذا القرآن َمْب ِ ي‬ ‫واملراد بِه‪ :‬بيان َّ‬
‫أن تَأتوا ِبثلِه‪ ،‬أو بِ ُس َورةٍ منه‪.‬‬
‫ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ‪ :‬الواو‪ :‬واو ال َق َسم‪ ،‬وال َق َسم هنا بِال َقلَم الذي يُ ْكتَب بِه‪ ،‬وبِالكتابة اليت‬
‫يكتبوهنا هبذا ال َقلَ ِم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫القسم‪ ،‬واملعىن‪ :‬لست ‪ -‬بِ َسبَب نِ ْع َم ِة اللِ عليك‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ‪ :‬هذا جواب َ‬
‫ِّك‬
‫اجلنون‪ ،‬الذي َز َع َمه املشركو َن يف حق َ‬ ‫ب ِ‬ ‫الرسالة ‪ -‬كمن ال َع ْقل له بِسبَ ِ‬ ‫هبذا الكتاب وهذه ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫موك به‪.‬‬
‫َّه َ‬ ‫وات َ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ثَواباً َع ِظيماً ِمن الل دائماً‬ ‫وإن لك يا َّ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ‪َّ :‬‬
‫طوع‪.‬‬
‫غري َم ْق ٍ‬
‫َ‬
‫جبِل عليها‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲋ ﲌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )4‬لَ اما سلَّى نَبِيَّه وبَ َّشره بالثَّواب ال ادائم‪ ،‬أخب عن كرمي طباعه اليت ُ‬
‫ٍ ِ‬
‫وش ْرعُ‬
‫تأدب به‪َ ،‬‬ ‫ب القرآن الذي َّ‬ ‫ﲍ ﲎ ﱠ‪ :‬أي‪ :‬إناك على َأدب َرفي ِع ال َق ْد ِر‪ ،‬وذلك َأد ُ‬
‫عائشة رضي الل عنه لَ اما ُسئِلت عن‬ ‫اإلسّلم الذي ْالت زمه وع ِمل به‪ ،‬كما أخبت بذلك زوجه ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ِ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم فقالت‪ ":‬كان ُخلُقه القرآن "‪.‬‬ ‫ُخلِق َّ‬
‫الر ِ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ ،‬وسريى‬ ‫فسَّتى يا َّ‬‫(‪ )6-5‬ﱡ ﲐ ﲑ ﲓ ﲔ ﱠ‪َ :‬‬
‫ف اجلنون الذي هو ِمن َّ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫الشيطان‪.‬‬ ‫األح ِّق بَِو ْ‬
‫املشركون‪ ،‬فتَ ْعلَمون َحقي َقةَ َ‬
‫يطان املفتون‪ ،‬علَّل ذلك لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه‬
‫الش ِ‬ ‫(‪ )7‬لَما عَّرض بِاملشركي بأهنم هم أهل ِ‬
‫اجلنون واألوىل بِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫إن ربَّك أدرى بالذين تاهوا وابتَ َع ُدوا‬ ‫وسلَّم‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝﱠ أي‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم‬ ‫ِ‬
‫باجلنون‪.‬‬ ‫الر َ‬ ‫عن الطَِّريق املوصل إليه‪ ،‬وهم املشركون الذين َو َ‬
‫ص ُفوا َّ‬
‫أعرف بِالذين ُدلُّوا على هذا الطَّريق وساروا عليه‪ ،‬وهم املؤمنون‬ ‫ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠأي‪ :‬وهو َ‬
‫بِه‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫إقسامه ِبخلوقاته تَ ْنبِيهٌ على ما فيها ِمن َعظَ َم ٍة أو ِعْب َرةٍ أو َمْن َف َع ٍة أو غ ِري‬
‫‪ -1‬ي ْق ِسم الل ِبا يشاء‪ ،‬ويف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فاعه عنه بَِرِّد ِّاهتامات املشركي له‪.‬‬ ‫ود ِ‬‫‪ِ -2‬عناية اللِ سبحانَه بنَبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫مام اخلُلُق الذي‬ ‫ري بِتَ ِ‬ ‫‪ -3‬تَزكيةُ اللِ سبحانَه لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ ،‬وبيا ُن وصولِه إىل ال َك ِ‬
‫مال البَ َش ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كان يتَ َخلَّق بِه صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫بكل َش ْي ٍء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫احلق‪ ،‬وال تُثْبِت ِ‬ ‫إن دعوى النا ِ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫الباط َل عند الل‪ ،‬فهو العامل ِّ‬ ‫أساس هلا ال تُغَِّري َّ‬
‫اس اليت ال َ‬

‫• نشاط‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬يثِري أعداء اإلسّلم ُّ ِ‬
‫اإلسّلم وتَ ْش ِريعاته بَِق ْ‬
‫صد‬ ‫أحكام‬ ‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم َ‬
‫وح ْوَل‬ ‫الشبهات َح ْوَل النَّ ِّ‬ ‫ُُ ُ‬
‫يك املسلمي يف دينِ ِهم وتَ ْن ِفري النا ِ‬
‫اس عنه‪.‬‬ ‫تَ ِ‬
‫شك ِ‬
‫الش ِ‬
‫بهات‪.‬‬ ‫صم اإلنسا َن ِمن التَّأَثُِّر هبذه ُّ‬ ‫‪ -‬ناقِش مع جمموعتِك األسباب اليت تَع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫إقسام اللِ بِأَ َح ِد خملوقاتِه ؟‬
‫رآن ِمن ِ‬ ‫س‪ -1‬ما الفائِ َدة اليت يستَ ِفيدها قا ِرئ ال ُق ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫اإلسّلم ؟‬ ‫حتصيلِ ِه يف‬
‫س‪ -2‬ما مكانَةُ العِْل ِم ووسائِل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ‬ ‫س‪ -3‬قال‬
‫سَّتشداً ِبعلِّ ِمك‪ ،‬وخلص َم ْوقِ َف ْي ا‬
‫يدالن على‬ ‫السرية النَّبويَّة يف مكتبة مدرستِك م ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫ارجع ألحد كتُب ِّ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫اخللُ ِق َ‬
‫العظيم الذي حتلَّى به النَّ ِّ‬

‫‪25‬‬
‫الدرس السابع‬
‫ورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )8‬إلى اآلية رقم (‪)16‬‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫مال إىل ما قالوه فيَ ِميلوا هم‬ ‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم أن يَ ْعبُ َد آهلتَ ُهم‪ ،‬ا‬
‫وودوا لو َ‬ ‫طَلَب املش ِركون ِمن َّ‬
‫ب ُخلُ ٍق ذَ ِمي ٍم‪ ،‬فقال‬ ‫كل ِ‬ ‫إىل قَولِه ِ‬
‫صاح ِ‬ ‫طاع ِة ِّ‬
‫طاعت ِهم يف ذلك‪ ،‬كما هناه عن َ‬
‫جل وعّل عن ِ‬
‫َ‬ ‫ودينِه‪ ،‬فنَهاه اللُ َّ‬ ‫ْ‬
‫سبحانه‪:‬‬
‫ﱡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬

‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ‬

‫ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ [ القلم‪.]16 - 8 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫طاع ِة ال ُك افار‪.‬‬
‫‪ ‬النَّ ْه ُي عن َ‬
‫ومن أهلِها‪.‬‬ ‫الذ ِميم ِة لِلتَّ ِ‬
‫حذير منها ِ‬ ‫ِ‬
‫ض األخّلق َّ َ‬ ‫‪ِ ‬ذ ْكر بَ ْع ِ‬
‫• َمعاني ال َكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َتناوا َور ِغبوا‪.‬‬ ‫َوادوا‬
‫تَلِي هلم‪ ،‬وتُوافِ ُقهم‪.‬‬ ‫تُ ْد ِهن‬
‫ف‪ ،‬وهو ِصيغَة ُمبالَغَ ٍة ِمن احللِف‪ ،‬أي‪ :‬ال َق َسم‪.‬‬ ‫َكثِري احللِ ِ‬ ‫َحّلاف‬
‫َذلِيل َح ِقري‪.‬‬ ‫َم ِهي‬
‫ب لِلنااس‪ ،‬يَ ُذ ُّمهم ويُ ْغتاهبم‪.‬‬ ‫العْي ِ‬
‫َكثري َ‬
‫ِ‬ ‫ِهااز‬
‫اس بِنَ ْق ِل األخبار‪.‬‬‫ميشي بي النا ِ‬ ‫َم اشاء‬
‫ِ‬
‫اإلفساد‪.‬‬ ‫ّلم قاله إنسا ٌن يف ٍ‬
‫إنسان آخر على َو ْجه‬ ‫النَّ ِميمة‪ :‬نَ ْقل َك ٍ‬ ‫نَ ِميم‬
‫َ‬
‫َغلِيظ ال َق ْلب‪ ،‬جايف الطَّْبع‪.‬‬ ‫عُتُ ال‬
‫َد ِع اي يف قَ ْوِمه‪ ،‬ليس منهم‪.‬‬ ‫َزنِيم‬
‫عرف به‪.‬‬
‫جنعل له َو ْمساً يُ َ‬
‫َ‬ ‫َسنَ ِس ُمه‬
‫األَنْف‪.‬‬ ‫اخلرطُوم‬

‫‪26‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫قول‬
‫ﲤ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬ال تَ ْقبَل َ‬ ‫ﱡﲢﲣ‬ ‫الضّلل‬‫إذا بان لك أنَّك أنت املهتَ ِدي‪ ،‬وهم على َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ص ِّدق ما جاءَك ِمن ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫الذي ال يُ َ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲦ ﲧ ﲨ‬ ‫الر ِ‬‫طاعتِهم‪ ،‬ذَ َكَر َر ْغبَة ال ُك افا ِر ِمن َّ‬
‫ولَ اما هناه عن َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫أحباوا لو تُّليِنُ ُهم وتُصانِعُهم يف ِدينِك‪ ،‬فتَ َّْت َك منه َشيئاً‪ ،‬وتَ ْقبَل ِمن‬ ‫َتىن املشركون و َ‬ ‫ﲩﱠ‪َّ :‬‬
‫ِدينِهم شيئاً‪ ،‬فيُصانِعُوك يف ِدينِ ِهم‪.‬‬
‫نفسه وأهاهنا‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ‪ :‬وال تكن ُمنقاداً ل َمن يُ ْكث ُر ال َق َسم بالباطل‪ ،‬الذي أذَل َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫الكاذب ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫ف ِ‬ ‫هبذا احللِ ِ‬
‫ﱡ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ‪ :‬وال تُ ِطع َمن َكثُر اغتِيابُه لِلنااس‪ ،‬فكان أذاه هلم َش ِديداً بِغِيبَتِه‪ ،‬كما ال‬ ‫(‪)4‬‬
‫ض‪.‬‬‫اس لِبَ ْع ٍ‬
‫بعض النا ِ‬
‫يث ِ‬ ‫تُ ِطع من ا ْشتَ َّد سعيه يف نَ ْق ِل ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬
‫احلرص على مالِه الذي ي بخل بِه‪ ،‬ومينع ِ‬
‫احملتاجي منه‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ ﲵ ﲶ ﱠ‪ :‬وال تُ ِطع َش ِد َ‬
‫يد‬ ‫(‪)5‬‬
‫يُ ْع ِطيهم ُحقوقَهم‪.‬‬
‫ب لِما ال حيبُّه الل ِمن‬ ‫ومرتَ ِك ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومتَجا ِوٍز يف َح ِّق عباده‪ُ ،‬‬
‫ِ ِ‬
‫ﱡ ﲷ ﲸ ﱠ أي‪ُ :‬متَجا ِوٍز يف ُحدود الل‪ُ ،‬‬
‫الذنوب‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ّلوًة على ذلك فهو َد ِع يي‬ ‫يظ َّ ِ‬ ‫ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﱠ‪ :‬وال تُ ِطع ذا الطَّبع الغَلِ ِ‬
‫وع َ‬ ‫الشديد يف ُك ْف ِره‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫(‪)6‬‬
‫يق يف قَ ْوٍم هو ليس ِمْن ُهم‪.‬‬ ‫لَص ٌ‬
‫ِ‬
‫يال كثرية يُِريدك أن تُ ِط َيعه‪ ،‬فّل‬ ‫صاحب تارةٍ وِرْزٍق ِ‬
‫وع ٍ‬
‫َ‬
‫ﱡ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ املعىن‪ :‬ألجل أنَّه ِ‬ ‫(‪)7‬‬
‫تُ ِط ْعه‪.‬‬
‫آيات القرآن‪،‬‬ ‫املال والبني ِ‬ ‫صاحب ِ‬ ‫ِ‬ ‫قرأ على‬‫ﱡﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ‪ :‬إذا تُ َ‬ ‫(‪)8‬‬
‫وخرافاهتم‪.‬‬ ‫األولون ِمن قَ ِ‬ ‫نكراً أن يكون ِمن عند الل ‪ :-‬هذا ما كتَبَه َّ‬ ‫قال ‪ -‬مستَه ِزئاً وم ِ‬
‫صصهم ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املال امل َك ِّذب بالقرآن بأنَّه سيَ ْج َعل على أَنْفه َع َ‬
‫ّلمةً تُ َش ِّوُهه‬ ‫ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ‪ :‬تَ َوعَّد اللُ ذا َ‬ ‫(‪)9‬‬
‫وهتِينُه‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫باحلق أو ُمّليَنَتِهم بِتَ ْرك َش ْي ٍء ِمن ِّ‬
‫احلق أو‬ ‫حيذر اللُ نبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن طاعة ِّ‬
‫املكذبي ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم فأ َُّمتُه َمْن ِهيَّةٌ عنه كذلك‪.‬‬ ‫يء ِمن ِ‬
‫الباطل‪ ،‬وما ُهني عنه َّ‬ ‫قبول ش ٍ‬
‫َ‬

‫‪27‬‬
‫حتذير للمسلِم ِمن أن يكون فيه َشيءٌ منها‪،‬‬
‫الصفات القبيحة ٌ‬ ‫طاعة َمن اتَّصف بتلك ِّ‬ ‫يف النَّهي عن َ‬ ‫‪-2‬‬
‫حبّلف‪ ،‬وال مناام‪ ،‬وال عيااب‪ ،‬وال ُمغتاب‪ ،‬وال من اٍع للخري‪.‬‬ ‫فليس املسلِم ا‬
‫احلق‪.‬‬
‫بول ِّ‬ ‫وعدِم قَ ِ‬
‫ب للبُعد عن الل تعاىل َ‬ ‫ِ‬
‫الولد َسبَ ٌ‬
‫االغَّتار باملال و َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ناسب مع َذنْبِه‪ ،‬وكذلك َّ‬
‫توعد اللُ‬ ‫احلق َّ‬
‫فإن الل يُعاقبه ِبا يتَ َ‬ ‫اعَّتض على ِّ‬ ‫أعرض عن الل‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن َمن‬ ‫‪-4‬‬
‫عرف هبا َجزاءَ أخّلقِه وأفعالِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هذا الكافر بأنَّه َسيُ ْعلم على أنفه َع َ‬
‫ّلمةً يُ َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫فسد النااس‪ ،‬ويُسبِّب ال َق ِط َيعة بي األقارب‪.‬‬ ‫‪ ‬النَّميمةُ مرض اجتِماعي ي ِ‬
‫يُ‬ ‫ٌ‬
‫ضوء احملا ِور التاالية‪ :‬املراد بالنَّميمة‪ ،‬النُّصوص الواردة يف حترميها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ناقش مع زمّلئك هذا املوضوع يف َ‬
‫آثارها على اجملتمع‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ضع الرقم ِ‬
‫املناسب من العمود (أ) أمام العمود (ب)‪:‬‬ ‫َ‬
‫العمود (ب)‬ ‫العمود (أ)‬
‫) تَلِي هلم وتُوافِ ُقهم‪.‬‬ ‫(‬ ‫ا‪ -‬عُتُ ال‪:‬‬
‫يب للنااس وِذ ِّم ِهم‪.‬‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫) كثري َ‬ ‫(‬ ‫‪ِ -2‬هااز‪:‬‬
‫) َد ِع اي يف قَ ْوِمه ليس منهم‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬تُ ْد ِهن‬
‫) غليظ ال َقلب‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪َ -4‬م اشاء‬
‫) يَن ُقل ال َكّلم على َو ْج ِه اإلفساد‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -5‬منيم‪:‬‬
‫‪َ -6‬زنِيم‪:‬‬
‫‪َ -7‬م ِهي‪:‬‬
‫بصفات َسيِّئَة‪ ،‬اُذ ُكر ثَّلثاً ِمن هذه‬‫س‪ -2‬هنى النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم يف اآليات عن طاعة من اتَّصف ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الصفات ؟‬
‫ِّ‬
‫ناسب مع ذَنْبِه‪َ ،‬دلِّل على ذلك ِمن اآليات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أعرض عنه ِبا يَتَ َ‬
‫س‪ -3‬يُعاقب اللُ َمن َ‬

‫‪28‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫ورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )17‬إلى اآلية رقم (‪)24‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫اجلذاذ و ِ‬
‫الزروع‪ ،‬فكان إذا جاء وقت ِ‬ ‫الصاحلي بُستا ٌن فيه أنواعٌ ِمن الثِّمار و ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫احلصاد كان‬ ‫كان لَر ُج ٍل من ا‬
‫ِ‬
‫فش احوا بذلك‪ ،‬وأرادوا أن‬ ‫ووِرثَه ُ‬
‫أبناؤه الثَّّلثة َ‬ ‫الرجل َ‬‫األرض‪ ،‬فمات هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫لمساكي ما يتَساقَط ويتَناثَر على‬ ‫لَ‬
‫الصباح الباكِر قبل أن يَ ْشعُر هبم‬ ‫صرموا نلَ ُهم َوزْر َعهم يف ا‬ ‫أمرهم على أن يَ ْ‬
‫ِ‬
‫حيرموا املساكي منه‪ ،‬فأمجعوا َ‬
‫ِ‬
‫فأحرقَ ْتها‪ ،‬وهم نائِمون‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أرسل عليها ناراً َ‬ ‫املساكي‪ ،‬فعاقَبَهم اللُ تعاىل َجزاء َع َدم ُش ْكرهم ن ْع َمة الل عليهم‪ ،‬بأن َ‬
‫الدرس والذي يليه ‪ -‬يذ ُكر اللُ تعاىل هذه‬ ‫كالصرمي‪ ،‬وهو اللَّيل املظلِم‪ ،‬ويف اآليات التاالية ‪ -‬يف هذا َّ‬
‫فأصبحت َّ‬
‫يامة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صة مبِيَّناً أنَّه قد ي ع ِّجل العقوبة لِ ِ‬
‫لعاصي يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬كما حصل ألصحاب اجلنَّة‪ ،‬وقد يُ َؤ ِّخرها إىل يوم الق َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫الق َّ ُ‬
‫أكب‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وعذاب اآلخَرة أعظَم و َ‬ ‫ُ‬
‫ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ ﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬
‫ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ‬
‫ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ [ القلم‪.]24 - 17 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬
‫أصحاب اجلنَّة وما عاقَبَ ُهم اللُ به‪.‬‬ ‫صة‬‫‪ِ ‬ذ ْكر قِ َّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اهم‪.‬‬
‫اختَبَ ْرناهم و ْامتَحنا ُ‬ ‫ناهم‬
‫بَلَ ْو ُ‬
‫البُستان‪.‬‬ ‫اجلنَّة‬
‫حلَفوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬واللِ‪ ،‬أو ما يشبِهها ِمن ِ‬
‫ألفاظ ال َق َسم‪.‬‬ ‫أقس ُموا‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لَيَ ْقطَ ُع ان مثرَهتا‪.‬‬ ‫ص ِرُمنَّها‬
‫لَيَ ْ‬
‫أي‪ :‬أقسموا ومل يقولوا إن شاء الل‪.‬‬ ‫وال يَ ْستثنون‬
‫كل اتاهٍ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحا َط هبا‪ ،‬كالطاائف يطوف بالكعبة فيُحيط هبا من ا‬ ‫طاف‬
‫َ‬
‫يل بِ َسو ِاده‪.‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫النَّبات َِ‬
‫احملَّتق الذي يُ ْشبه الل َ‬ ‫الص ِرمي‬
‫َّ‬
‫بعضهم بعضاً‪.‬‬ ‫نادى ُ‬ ‫فتَنادوا‬
‫الصباح الباكِر‪.‬‬
‫َوقْت َّ‬ ‫صبِحي‬
‫ُم ْ‬
‫ّلم بينَ ُهم وخي ُفونَه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يُسُّرون ال َك َ‬ ‫يتَخافَتُون‬

‫‪29‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ضَرب هلم‬ ‫ِ‬
‫أعرض عن َد ْعوة الل‪َ ،‬‬ ‫أن‬ ‫ه‬‫ر‬‫املغرور ِبالِه وبَنِيه‪ ،‬وكان ِمن أم ِ‬
‫(‪ )1‬لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل امل َك ِّذب َ‬
‫َ‬
‫كرها ‪ -‬وهم أصحاب اجلنَّة ‪ -‬لعلَّهم يَتَّعِظون‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ‬ ‫َمثّلً ِبن َك َفر نِ ْع َمةَ اللِ ومل يَ ْش ُ‬
‫املكذبِي ِمن ك افار‬
‫ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬إناا ْامتَ َحناا واختَبَ ْرنا أولئِك ِّ‬
‫مثار بُستاهنم‬ ‫ِ‬
‫األمن والنِّ َعم‪ ،‬كما ْامتَ َحناا أهل البُستان الذين َحلفوا أن يَ ْقطَعوا َ‬
‫أعطيناهم من ْ‬ ‫ُ‬ ‫قريش ِبا‬
‫إذا أصبَحوا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱌ ﱍ ﱠ‪ :‬أقْ َسموا‪ ،‬ومل يقولوا إن شاء الل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ‪ :‬فأنزل اللُ باللَّيل على َجنَّتِهم أمراً ِمن أم ِره فأحاط جبنَّتِهم‬
‫وأهلَ َكها حي كانوا يف نَ ْوِمهم‪.‬‬
‫أرض ليس فيها َشيءٌ‪ ،‬قد‬ ‫حتولَت إىل ٍ‬ ‫ف ِمن ربِّك َّ‬ ‫ِ‬
‫فلما َنزَل هبا الطاائ ُ‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﱗ ﱘ ﱠ أي‪ :‬ا‬
‫احَّتق ما فيها‪ ،‬حىت صارت كاللَّيل‪.‬‬ ‫َ‬
‫فلما أصبَحوا دعا بعضهم بعضاً‬ ‫(‪ )6-5‬ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ ا‬
‫باح إىل َزْر ِعكم إن كنتم تريدون‬ ‫عزموا عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬انطَلِقوا يف َغ ْد َوةِ هذا َّ‬
‫الص ِ‬ ‫حمرضي على ما َ‬ ‫ِّ‬
‫قَطْع مثا ِركم قبل أن يأتِيكم ال ُفقراء‪.‬‬
‫يخ إىل‬
‫الش ِ‬
‫فمضى أبناءُ َّ‬
‫(‪ )8-7‬ﱡﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ يقول‪َ :‬‬
‫أي ِمسكي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫زر ِعهم‪ ،‬وبعضهم ي ِسُّر إىل ٍ ِ ِ ٍ‬
‫بعض ب َق ْول ُمؤَّكد‪ :‬أن ال تُ ْدخلوا بُ ْستانَكم هذا اليوم ا‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ‬
‫لكي ال يأخذوا شيئاً ِمن َغلَّة البُستان‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ب َمْن ِع الفقراء ِمن مثار جنَّتهم عاقبَهم الل بزو ِال هذه اجلنَّة‪ ،‬ويف‬‫‪ -1‬ملا أعرض أصحاب اجلنَّة بِسبَ ِ‬
‫َ‬ ‫ا َ‬
‫حتذير لِ ُمشركِي َم َّكةَ وغ ِريهم بأهنم إن مل يؤمنوا ويشكروا نِ َع َم اللِ فإنَّه يُصيبُهم ما أصاب‬
‫هذا ٌ‬
‫أصحاب اجلنَّة‪.‬‬
‫ألن ذلك يُعِي على ُوقوع ما‬ ‫أن ِمن آداب الوع ِد بِ ِ‬
‫أداء األعمال املستَ ْقبَلِيَّة قوله‪( :‬إن شاء الل)؛ َّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫َْ‬
‫ﱡﲊﲋﲌ‬ ‫تُريد‪ ،‬وقد نبَّه الل نَبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم إىل أِهيَّة ذلك يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﱠ [الكهف‪.]24 – 23 :‬‬

‫‪30‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫جيزعون‪ ،‬فإنَّه يَْبتَلِي ِهم أيضاً بالنِّ َعم لِيَ ْنظُر هل‬‫صبون أم َ‬
‫ِ ِ‬
‫باده بِاملصائب ليَنظُر هل يَ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬كما يَْبتَلي اللُ ع َ‬
‫يشكرون أم يَك ُفرون‪.‬‬
‫ظاهر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حتث فيه إخوانَك املسلمي على ُش ْك ِر النِّعم‪ُ ،‬م ِّ‬
‫وم َ‬ ‫بعض ن َعم الل على عباده‪َ ،‬‬ ‫عدداً َ‬ ‫‪ -‬اُكتب َمقاالً ُّ‬
‫ُش ْك ِرها‪َ ،‬‬
‫وآثار ذلك‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫قصة ابتِّلء أهل اجلنَّة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اُذكر ما يلي عن َّ‬
‫صتهم‪.‬‬‫ّلصة قِ َّ‬
‫‪ُ -‬خ َ‬
‫صة‪.‬‬ ‫‪ -‬ثّلث ِعب ِمن هذه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لمسلم أن يربِط َ‬
‫كّلمه بقول‪( :‬إن شاء الل) ؟‬ ‫حيسن ل ُ‬‫س‪ -2‬مىت ُ‬
‫اشرح قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱗ ﱘ ﱠ‪.‬‬
‫س‪َ - 3‬‬

‫‪31‬‬
‫الدرس التاسع‬
‫ورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )25‬إلى اآلية رقم (‪)33‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫أصحاب اجلنَّة وما بَيَّتوه َور َمسوه ِمن ُخطٍَّة‪ ،‬وما صار جلنَّتِهم‪ ،‬ويف اآليات‬
‫ِ‬ ‫السابقة عن‬
‫اآليات ا‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حتدثت‬
‫التالية بيا ُن عزِمهم على س ِ‬
‫وء فِ ْعلِهم‪ ،‬مث نَ َد ِم ِهم على ذلك حينما رأوا َه َ‬
‫ّلك جنَّتِ ِهم‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ا َ َْ‬
‫ﱡﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬
‫ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜ‬
‫ﲪ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ [القلم‪.]33 - 25 :‬‬
‫ﲦﲨﲩ ﲫ‬
‫ﲧ‬ ‫ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫أصحاب اجلنَّة وتوبَتِهم إىل رهبم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ِ ‬ذ ْكر بِِقيَّة قِ َّ‬
‫صة‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الصباح‪.‬‬
‫ساروا يف َّ‬
‫ُ‬ ‫َغ َدوا‬
‫قصد جاد‪.‬‬ ‫َح ْرد‬
‫أخيَ ُرهم‪.‬‬‫أع َقلُهم و ْ‬ ‫أَْو َسطُهم‬
‫تُنَ ِّزهون اللَ وتُ َعظِّمونَه‪.‬‬ ‫تُ َسبِّحون‬
‫بعضهم بعضاً ويُعاتِبُه‪.‬‬
‫يَلُوم ُ‬ ‫ّلوُمون‬
‫يَتَ َ‬
‫دود اللِ‪.‬‬
‫ُمتَجا ِوِزين ُح َ‬
‫ِ‬
‫طاغي‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫طاع ٍة‬ ‫ِ‬
‫حال َمن كان ذا قُ ْد َرةٍ واست َ‬‫باح وحاهلم ُ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي‪ :‬انطَلَقوا يف َّأوِل َّ‬
‫الص ِ‬
‫ص ٍد يف َمْنع املساكِي ِمن الثَّ َمَرةِ‪.‬‬ ‫َوجد وقَ ْ‬
‫ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ وما أن َغدوا إىل اجلنَّة حىت رأوا ما أصاهبا ِمن اآلفَة‪ ،‬فقالوا على ال َف ْوِر‪:‬‬
‫يق إىل َجنَّتِنا ومل هنتَ ِد إليها‪.‬‬ ‫إنَّنا قد أخطَأنا الطَِّر َ‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ مث أفاقوا‪ ،‬وعلِموا أهنا جنَّتُهم قد أُ ِصيبَت‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬لَ ْسنا ضالِّي‪ ،‬وإمنا‬
‫ومْن َف َعتِها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مثرةَ جنَّتنا َ‬
‫ِ‬
‫قد ُمن ْعنا َ‬

‫‪32‬‬
‫أع َدهلم ِبا‬ ‫ذكرهم أخيَ ُرهم و ْ‬ ‫ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ‪ :‬فلما وقَعوا يف َشِّر َع َملِهم‪َّ ،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫هّل تُ َعظِّمو َن اللَ‬ ‫ومْنع املساكِي منها‪ ،‬فقال‪ :‬ا‬ ‫ِ‬
‫كان قد قاله هلم عندما أرادوا قَطْ َع َمثَر جنَّتهم َ‬
‫وتُنَ ِّزهونَه‪.‬‬
‫ِ‬
‫خبسنا أن ُف َسنا‬‫ﱡ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ‪ ،‬فقالوا على ال َف ْور‪ :‬تَن ِزيهاً لك َربَّنا وتَعظيماً‪ ،‬إناا ْ‬ ‫(‪)5‬‬
‫رمان املساكِي‪.‬‬
‫وأنْ َقصنا ح َّق غ ِرينا ب َّتكِنا االستِثناء‪ ،‬وبِعزِمنا على ِح ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫اح ٍد‬
‫كل و ِ‬‫فوس ُهم‪ ،‬وتَ َو َّجه ُّ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ‪ ،‬وبعد تَ ْسبِيحهم‪َ ،‬ر َج َعت إلي ِهم نُ ُ‬ ‫(‪)6‬‬
‫وعزموا عليه ِمن َمْن ِع املساكِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫منهم إىل أخيه يُثَِّرب عليه ويُْنكر عليه ما ِهُّوا به‪َ ،‬‬
‫ب َذنْبِنا‪ ،‬إناا‬ ‫صل جلنَّتِنا بِسبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ مث قالوا بتَح ُّس ٍر ونَ ٍ‬
‫َ‬ ‫دامة‪ :‬يا فَج َيعتَنا ِبا َح َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)7‬‬
‫صْينا ربَّنا‪.‬‬
‫وع َ‬ ‫تاوْزنا َّ‬
‫احلد َ‬ ‫قد َ‬
‫ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ أي‪ :‬ها قد تُْبنا لَ َع َّل َربَّنا يُ ْع ِطينا ُمقابِ َل ما‬ ‫(‪)8‬‬
‫غريها‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب تَ ْوبَتِنا‪ ،‬إناا ُمتَ ِّ‬‫أفضل منها بِسبَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وجهون إىل َربِّنا نَطْلُبه أن يُبدلَنا جبنَّتنا َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َق ْدنا من َجنَّتنا ما هو َ‬
‫األمر ِمن غ ِريه‪.‬‬
‫وال نَطْلُب هذا َ‬
‫ذكراً هلم فقال‪ :‬ﱡﲥ‬ ‫وم ِّ‬ ‫أصحاب اجلنَّة‪ ،‬عاد اخلطاب إىل ُمشركي َّ‬
‫مكة ُم َه ِّدداً‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫صة‬‫بعد أن ذَكر قِ َّ‬ ‫(‪)9‬‬
‫أمرنا‬
‫ﲦ ﲨ ﲩ ﲪﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ‪ :‬كما فعل اللُ جبنَّة هؤالء نَ ْف َعل ِبن خالَف َ‬
‫أكب وأعظَم ِمن َعذاب ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قاب اليوم اآلخر َ‬
‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ولَع ُ‬ ‫ونُعاقِبُه يف ُّ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ظ حىت ي َقع عليه العِقاب‪ ،‬وآنذاك قد ال ين َفعُه االتِّعاظ‪ ،‬فهؤالء قد َخ ِسروا‬ ‫إن اإلنسا َن ال يتَعِ ا‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫جنَّتَ ُهم‪.‬‬
‫وقعت هبم املصائب‪ ،‬وليسوا كالك افار الذين يقنَطون‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ َّ -2‬‬
‫عادة املؤمني برهبم أن يرجعوا إليه إذا َ‬ ‫إن من َ‬
‫ِمن ِ‬
‫رحة الل‪.‬‬
‫أن َمن أصابَه ُمصيبَة فإنَّه يدعو اللَ أن يُ َع ِّو َ‬
‫ضه خرياً ماا فَ َقد‪.‬‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫العبد للِ تعاىل َر ْغبَةً فيما عنده‪ ،‬وطَ َمعاً يف خ ِريه‪ ،‬وطَلَباً لِ َع ْف ِوه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ص ِرفَها ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫أن النِّ يَّةَ ينبَغي أن يَ ْ‬
‫ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ‪.‬‬
‫أكب‪ ،‬نسأل أن يُعافِينا‬ ‫ِ‬
‫عذاب اآلخَرة فهو َ‬
‫ُ‬ ‫يل‪ ،‬اأما‬‫ِ‬
‫عذاب قل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫عذاب اللِ إمنا هو‬
‫ِ‬ ‫أن ما نَراه ِمن‬
‫َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫منهما‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أوجب اللُ عليه يف املال‪ ،‬مثل الزكاة والنَّفقة الو ِاجبة على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يمةٌ حتمل صاحبَها على منع ما َ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ ‬البُ ْخ ُل ص َفةٌ َذم َ‬
‫األهل واألقارب‪.‬‬
‫‪َ -‬س ِّجل يف كتابك بعض النُّصوص ِمن القرآن أو ُّ‬
‫السنَّة ال ادالَّة على ذَ ِّم البُخل والتَّحذير منه‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬هل كان أصحاب اجلنَّة على رأ ٍي و ِ‬
‫احد ؟‬
‫س‪ -2‬ما معىن ( سبحان َربِّنا ) ؟‬
‫س‪ -3‬ما الطُّ ْغيان ؟‬
‫س‪ -4‬استَ ْنبِط الفائِ َدة ِمن قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الدرس العاشر‬
‫ورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )34‬إلى اآلية رقم (‪)43‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫السابَِقة عاقِبَة الكافِرين بِنِ َع ِمه‪ ،‬ذَ َكر يف اآليات التاالِية عاقِبَة املتَّ ِقي‪ُ ،‬م َقِّرراً‬
‫لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫ِ‬ ‫ع َدم التَّسا ِوي بي املسلِم ا ِ‬
‫آخر‬‫الشاكر وبي اجمل ِرم الكافر‪ ،‬ور ااداً على املشركي يف َد ْعواهم أنَّه إن كان هناك يَ ْوٌم َ‬ ‫َ‬
‫فإن هلم فيه َحظااً وافِراً ِمن النَّعِيم‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬
‫َّ‬
‫ﱡﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ ﳁﳂﳃ‬
‫ﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎ ﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚ ﳛ‬
‫ﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ ﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯ‬

‫ﱄ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ [ القلم‪.]43 -34 :‬‬


‫ﳰ ﱁﱂﱃ ﱅ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ ‬بَيان عاقِبَة املتَّقي‪.‬‬
‫املؤمنِي يف النَّعِيم‪.‬‬
‫الرُّد على املشركي يف د ْعواهم املساواة مع ِ‬
‫َ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫‪ ‬بَيان َش ْيء من حال الكافرين واملنافقي يوم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫تَ ْقَرؤونَه بَْي نَكم‪.‬‬ ‫تَ ْد ُرسون‬
‫ومواثِيق‪.‬‬‫عُهود َ‬ ‫أَميان‬
‫َك ِفيل ِ‬
‫وضامن‪.‬‬ ‫َز ِعيم‬
‫ذَلِيلَة ُمْن َك ِسرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خاش َعة‬
‫وهم‪.‬‬
‫شاهم وتَ ْعلُ ُ‬
‫تَ ْغ ُ‬ ‫تَ ْرَه ُق ُهم‬
‫ُم ْستَ ِطيعون‪ ،‬وليس هبم أذى‪.‬‬ ‫سالِ ُمون‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫وحال من َك َفر نِعمه‪ ،‬أَتْ ب عه بِ ِذ ْكر ِ‬
‫حال القوم املقابِلي هلم‪ ،‬وهم َمن‬ ‫حال َمن َّ‬
‫ََ ََ‬ ‫كذب َ َ‬ ‫(‪ )1‬لَ اما ذَ َكر اللُ َ‬
‫إن لِ َمن‬
‫اجتِناب نَو ِاهيه‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ أي‪َّ :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫أطاعه بإتيان أوامره و ْ‬
‫َ‬

‫‪35‬‬
‫فإن له بال ُقرب ِمن َربِّه البَساتِي اليت يَتَ نَ َّعم ويتَ َرفَّه فيها‬
‫طاعتِه له‪َّ ،‬‬ ‫جعل لِنَ ْف ِسه حايةً ِمن ِ‬
‫عذاب َربِّه بِ َ‬ ‫َ‬
‫املرء‪.‬‬
‫فإن اللَ َسيُك ِرُم ُهم بدخول اجلنَّة‪ ،‬كذا زعموا‪ ،‬فبَ َّي‬ ‫ث َّ‬ ‫(‪ )2‬لقد كان يف ظَ ِّن ال ُك افار أنَّه إن كان هناك بَ ْع ٌ‬
‫جيعل اللُ َمن‬ ‫ِِ‬
‫اللُ يف هذه اآلية َخطأ َز ْعمهم‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ أي‪ :‬أتظنُّون أن َ‬
‫املعاصي وخالَفوا أَْمَر اللِ وهنيَه‪.‬‬ ‫بوديَّة‪ ،‬كالذين اكتسبوا ِ‬
‫املآمث‪ ،‬وركِبوا ِ‬ ‫خضعوا له بالطااعة‪ ،‬وذلُّوا له بالع ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ‪ :‬أن َكر اللُ علي ِهم ُح ْك َم ُهم هذا‪ ،‬فقال‪ :‬ماذا أصابَ ُكم حىت تَ ْقضوا هبذا‬
‫وتعلوا ال َف ِري َق ْي ُمتَسا ِويَ ْي ؟‬ ‫ِ‬
‫ال َقضاء َ‬
‫(‪ )5-4‬ﱡ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ أي‪ :‬بل هل لكم أيُّها املشركون بِتَ ْس ِويَتِ ُكم‬
‫أن ِمن َح ِّق ُكم أن َتتاروا‬ ‫وتدون فيه َّ‬ ‫بي املسلمي واجملرمي كتاب نَزل ِمن عند الل تَتَذا َكرونَه ِ‬
‫ٌ َ‬
‫ناسباً لكم ؟‬ ‫ما تَرونَه م ِ‬
‫َْ ُ‬
‫نكراً عليهم‪ :‬هل أقْ َس ْمنا‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﱠ‪ ،‬يقول تعاىل م ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج َعة ؟‬‫لكم قَ َسماً ‪ -‬ينتَ ِهي إىل اليوم الذي يقوم فيه اخل ْل ُق لل ‪ -‬بأن نُعاملَ ُكم ِبا تَ ُأمرون به دون ُمر َ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم هؤالء املشركي‪َ :‬من ِمنهم‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﱠ أي‪ :‬اسأل يا َّ‬
‫أن هلم ما حيكمون بِه ألنْ ُف ِس ِهم ؟‬ ‫بأن هلم عند الل َع ْهداً بالِغاً إىل يوم القيامة َّ‬ ‫يل َّ‬ ‫ِ‬
‫َكف ٌ‬
‫ِ‬
‫األصنام‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﱠ‪ ،‬يقول تعاىل‪ :‬هل هلم َمن يُ َقِّربونَه بِاللِ ِمن‬
‫فيجعلونَه نِ اداً لل‪ ،‬فَ ْليأتُوا بِه إن كانوا َغري ِ‬
‫كاذبِي يف َد ْعو ُاهم ؟‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫(‪ )8‬ﱡ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﳮ ﳯ ﱠ‪ ،‬يقول‪ :‬واذ ُكر ذلك اليوم الذي‬
‫اسجدوا للِ‪ ،‬فيَ ْس ُجد املؤمنون‪ ،‬اأما هؤالء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُظْ ِهر اللُ سبحانَه ساقَه الكرمية‪ ،‬ويُنادي ِهم املنادي‪ :‬أن ُ‬
‫السجود يف ُّ‬
‫الدنيا‪ ،‬ويَشرُك ُهم يف ذلك‬ ‫السجود؛ ألهنم ليسوا ِمن أهل ُّ‬ ‫يقدرون على ُّ‬ ‫الك افار فإهنم ال ِ‬
‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم عنهم‪ ،‬فقال‪ ((:‬ي ْك ِشف َربُّنا عن ساقِه‪،‬‬ ‫األم ِر املنافقون كما أخب َّ‬
‫فيذهب لِيَ ْس ُجد‪ ،‬فيعود‬
‫ومسعةً‪َ ،‬‬‫الدنيا ِرياءً َ‬
‫يسجد يف ُّ‬
‫ومؤمنَة‪ ،‬ويبقى َمن كان ُ‬
‫فيسجد له ُك ُّل م ْؤِم ٍن ِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫احداً )) (رواه البخاري)‪.‬‬ ‫ظَهره طَبقاً و ِ‬
‫َُ َ‬
‫السجود‪ ،‬وهم يف حال‬ ‫يامة إىل ُّ‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫(‪ )9‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي‪ :‬يُدعى هؤالء الك افار َ‬
‫ضوع‪ ،‬قد َغ ِشيَْت ُهم َمهانَة‪.‬‬
‫وخ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫استكانَة ُ‬

‫‪36‬‬
‫الدنيا ِمن هؤالء الك افار أن يقوموا‬ ‫ﱡ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱠ‪ :‬وقد كان يُطلَب يف ُّ‬
‫الصّلة لل‪ ،‬لكنَّهم كانوا ال يستَ ِجيبون لذلك‪ ،‬فعاقَبهم اللُ هبذا‪ ،‬وأهاهنم يف هذا اليوم الذي‬ ‫ِ‬
‫بأداء َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫درهتم هم على ذلك‪.‬‬ ‫وع َدم قُ َ‬‫يرون فيه ُسهولَة انقياد املؤمني ألَ ْم ِر الل‪َ ،‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫حبسب َع َملِه‪.‬‬‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬‫يب‬ ‫‪ -1‬ال يستَ ِوي عند اللِ تعاىل املسلِم والكافِر‪ ،‬ف ُك ُّل له ح ُّقه ونَ ِ‬
‫ص‬ ‫َ‬
‫دخول اجلنَّة‬
‫باطلَة‪ ،‬ويظنُّون أهنم على َحق‪ ،‬وهم ليسوا كذلك‪ ،‬ويَتَ َمنَّون َ‬ ‫‪ -2‬الك ُفار أصحاب دعاوى ِ‬
‫َُ‬
‫أّن هلم ذلك‪.‬‬ ‫بِّل َع َم ٍل‪ ،‬و َّ‬
‫س العمل‪ ،‬والكرامة على حسب ما قَ َّدمه املرء ِمن عم ٍل‪ ،‬فمن كان ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ساجداً لل‬ ‫َ ُ ََ َ‬ ‫‪ -3‬اجلزاء من جْن ِ َ َ‬
‫السجود ِمن املنافِ ِقي وال ُك افار فإنَّه‬
‫أهل ُّ‬ ‫ومن مل ي ُكن ِمن ِ‬ ‫يامة‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طَْوعاً يف ُّ‬
‫الدنيا يَ ْس ُجد لل يوم الق َ‬
‫جود للِ‪.‬‬
‫الس َ‬
‫يع ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال يستَط ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫املشروحة‪ ،‬وكذلك ال يستَ ِوي‬ ‫يامة‪ ،‬كما ُّ‬
‫تدل عليه اآليات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬ال يستَوي املؤم ُن والكاف ُر يف اجلزاء يوم الق َ‬
‫السيِّئات‪.‬‬
‫الصاحلات والذي يعمل َّ‬ ‫يعمل ا‬ ‫الذي َ‬
‫‪ -‬اقرأ سورة اجلاثِية‪ ،‬واستَ ْخ ِرج منها اآلية ال ادالَّة على هذا املعىن‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪َ -1‬دلِّل ِمن اآليات على ما يلي‪:‬‬
‫الع َمل‪.‬‬
‫س َ‬ ‫أ‪ -‬اجلزاء ِمن ِجْن ِ‬
‫دخول اجلنَّة بّل َع َمل‪.‬‬
‫يتمىن الك افار َ‬‫َّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫املؤمن والكافر‪.‬‬‫ج‪ -‬ال يستوي عند الل ِ‬
‫س‪ -2‬ضع الرقم من العمود (أ) أمام اجلملة ِ‬
‫املناسبة من العمود (ب)‪:‬‬ ‫َ‬
‫العمود (ب)‪:‬‬ ‫العمود (أ)‪:‬‬
‫ومواثِيق‪.‬‬‫) عُهود َ‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬تَ ْرَه ُق ُهم‪:‬‬
‫) ذَلِيلَة َك ِس َرية‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪َ -2‬ز ِعيم‪:‬‬
‫) َك ِفيل ِ‬
‫وضامن‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬أميان‪:‬‬
‫َتشاهم وتَ ْعلوهم‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ِ -4‬‬
‫خاشعة‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -5‬سالِ ُمون‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫صلِّي ِرياءً َ‬
‫ومسعةً ؟‬ ‫صلِّي أو يُ َ‬
‫الدنيا وال يُ َ‬ ‫دعى لِ َّ‬
‫لصّلةِ يف ُّ‬ ‫الق ِ‬
‫يامة ل َمن يُ َ‬
‫ِ‬ ‫س‪ -3‬ما العقوبَة اليت أ َّ‬
‫ُعدت يوم َ‬

‫‪38‬‬
‫شر‬
‫الدرس الحادي ع َ‬
‫ورة‬
‫ورة ال َقلَم من اآلية رقم (‪ )44‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫ب صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫صدود والتَّ ِ‬
‫واجه املشركون دعوة النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم بِالُّ ِ‬
‫الو ْحي‪ ،‬فتَأذَّى النَّ ُّ‬
‫أنزل عليه من َ‬ ‫كذيب ِبا َ‬ ‫َ ْ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫الصب والتَّ َح ُّمل‪ ،‬وأن ال يُ ْشغِل‬‫فأمره اللُ تعاىل أن يُقابِل ذلك كلاه بِ َّ‬
‫ص ْد ُره‪َ ،‬‬
‫وضاق َ‬
‫َ‬ ‫الل عليه وسلَّم ِمن ذلك‪،‬‬
‫وىل َجزاءَ ُهم‪ ،‬ويف هذا املعىن يقول تعاىل‪:‬‬ ‫قَ ْلبَه هبم؛ بل يَ ِكل أمرُهم إىل اللِ تعاىل‪ ،‬فهو الذي يَتَ َّ‬
‫َ‬
‫ﱛﱝﱞﱟﱠﱡﱢ‬
‫ﱒﱔﱕﱖ ﱗﱘﱙﱚ ﱜ‬
‫ﱓ‬ ‫ﱡﱎﱏﱐﱑ‬

‫ﱣﱤ ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯ ﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶ‬

‫ﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ‬

‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬

‫ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ [ القلم‪.]52 - 44 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وجل لِلكافِرين‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫استِدر ِاج اللِ َّ‬
‫‪ ‬بَيان ْ‬
‫عوةِ إىل اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫شاق َّ‬
‫الد َ‬
‫الصب وحتمل م ِ‬
‫ا َ‬ ‫‪ ‬األمر بِ َّ‬
‫يد لِ َّلر ِ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫الش ِد ِ‬
‫ض ِهم َّ‬ ‫‪ ‬بيان حس ِد ال ُك افار وب ْغ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫أن القرآ َن الكرمي ِذ ْكٌر لِلعالَ ِمي‪.‬‬‫‪ ‬بيان َّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫نُ ْم ِهل هلم ونَأْخ ُذهم على َغ ْفلَ ٍة‪.‬‬ ‫نَ ْستَ ْد ِر ُجهم‬
‫أُْم ِهلُ ُهم وأَُؤ ِّخ ُرهم‪.‬‬ ‫وأُْملِي هلم‬
‫ي َش ِدي ٌد‪.‬‬‫َم ْك ِري قَ ِو ي‬ ‫يدي َمتِي‬ ‫َك ِ‬
‫ب َد ْع َوتِك‪.‬‬‫أخ ُذها منهم بِسبَ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫غرامات ماليَّة تَ ُ‬ ‫َم ْغَرم‬
‫َم ْغ ُموم‪.‬‬ ‫َم ْكظُوم‬
‫ت وغ ِريه‪.‬‬ ‫أرض خالِي ٍة ِمن النَّبا ِ‬
‫أُلْق َي ب ٍ َ‬
‫ِ‬ ‫العر ِاء‬
‫نُبِ َذ بِ َ‬
‫ّلم عليه‪.‬‬
‫أتى ِبا يُ َذ ام ويُ ُ‬ ‫َم ْذ ُموم‬
‫اختاره واصطفاه‪.‬‬ ‫اجتباه‬
‫احلس ِد‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يُصيبونَك بعُيوهنم من ش َّدة َ‬ ‫لَيُ ْزلُِقونَك بِأْبصا ِرِهم‬
‫‪39‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫املكذبي‪،‬‬ ‫ﱡ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ‪ :‬يتَوعَّد اللُ تعاىل ِّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫آتيناهم‪ ،‬مث‬ ‫يصدق بالقرآن‪ ،‬فإنَّنا َسنُ ْم ِهلُ ُهم ونََّتُك ُهم يغتَ ُّرون ِبا ُ‬ ‫ومن ال ِّ‬ ‫حممد َ‬ ‫فيقول‪ :‬اتركن يا َّ‬
‫ونأخ ُذهم ِمن ِج َه ٍة ال يشعرون هبا‪ ،‬وال يدرون شيئاً عنها‪.‬‬ ‫َسنُعاقبهم ُ‬
‫ِ‬
‫هؤالء ال ُك افا ِر يف آجاهلم وأ َُؤ ِّخر ِعقاهبم فّل‬ ‫ﱛ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ‪ ،‬يقول تعاىل‪ :‬وأُم ِهل ِ‬ ‫ﱡﱚ ﱜ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ْ‬
‫ي َش ِدي ٌد‪.‬‬ ‫وم ْك ِري بِ ِّ‬
‫املكذبي قَ ِو ي‬ ‫ألن حيلَيت َ‬
‫ُعاجلُهم بِ ُذنوهبم؛ َّ ِ‬ ‫أ ِ‬

‫أأنت تَطْلُب منهم ُمقابِّلً‬ ‫نكراً على ِّ‬ ‫ﱡ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ يقول الل م ِ‬


‫املكذبي‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪)3‬‬
‫ض عليهم ِمن املال قد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يدخلوا يف َد ْع َوتك‪ ،‬فهم من أَ ْج ِل ما فُ ِر َ‬ ‫ماديااً من األموال وغ ِريها لكي ُ‬
‫أصاهبم ما يُتعِبُهم ويَ ُش ُّق علي ِهم‪.‬‬
‫يظهر لِلنااس‪،‬‬ ‫ب الذي ال َ‬ ‫ﱡ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ يقول تعاىل‪ :‬بل هم عندهم ِع ْلم ِمن الغَْي ِ‬
‫ٌ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ب!‬‫وجيادلُونك به‪ ،‬كما تأتِيهم أنت بِأخبا ِر الغَْي ِ‬ ‫فهم ي ْنسخون منه ما فيه‪ِ ،‬‬
‫َ َ‬
‫أس أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولَ اما ذَ َكر اللُ من حال املشركي مع رسول الل صلى الل عليه وسلم ما ميكن أن يُوق َع اليَ َ‬
‫فأدبَه الل‪،‬‬ ‫استَ ْع َجل أَْمَر َربِّه‪َّ ،‬‬‫السّلم الذي ْ‬ ‫ب اللِ يونس عليه َّ‬ ‫جال بِأَمر العقوب ِة‪ ،‬ذَ َّكره ِ‬
‫حبال نَِ ِّ‬ ‫االست ْع َ ْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الصاحلي‪ ،‬فقال‪ :‬ﱡ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ‪ :‬احبِس نَ ْف َسك ِمن‬ ‫وج َعله من ا‬
‫ِ‬
‫وتاب عليه‪َ ،‬‬ ‫اجتَباه َ‬ ‫مث ْ‬
‫وحتمل أذاهم‪.‬‬ ‫االستِعجال على قَ ْوِمك َّ‬ ‫ْ‬
‫السّلم الذي الْتَ َق َمهُ‬ ‫ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ‪ :‬وال ت ُكن كيونس عليه َّ‬ ‫(‪)5‬‬
‫ب‬ ‫احلوت‪ .‬وكان ذلك بِسبَ ِ‬ ‫احلوت وصار يف بطْنِه‪ ،‬وقْت دعائِه ربَّه‪ ،‬وهو م ْغموم بِحب ِس ِه يف بطْ ِن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ٌ َْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫استِ ْعجالِه يف ُدعائِه على قَ ْوِمه الذين َك َّذبُوه‪.‬‬
‫أن اللَ َم َّن عليه بالتَّوبَِة لَبَ ِق َي‬
‫ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ‪ ،‬يقول‪ :‬لوال َّ‬ ‫(‪)6‬‬
‫وم على َع َجلَتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َمطروحاً يف اخلّلء وهو َملُ ٌ‬
‫تاره فَ َرِحَه وتاب عليه‬ ‫اخ َ‬ ‫اصطفاه و ْ‬ ‫لكن اللَ ْ‬ ‫ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﱠ‪ ،‬يقول‪َّ :‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫العاملِي بِأو ِام ِره‪.‬‬
‫باد اللِ ِ‬‫وجعله ِمن ِع ِ‬
‫ََ‬
‫حممداً صلَّى الل عليه‬ ‫خيب اللُ نبِيَّه َّ‬‫ﱡﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔﱠ ِ‬ ‫(‪)8‬‬
‫أعيُنِهم‪.‬‬
‫صيبوك بِ ْ‬ ‫دوك عليه‪ ،‬حىت قاربوا أن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أن ال ُك اف َار لَ اما بَلَغَ ُهم ال ُقرآ ُن َح َس َ‬ ‫وسلَّم َّ‬
‫حيصل هلم ذلك قالوا‪ :‬إنَّه مسوس‪ ،‬وقد أصابَْته اجلِ ان‪.‬‬ ‫ﱡﲕ ﲖ ﲗ ﱠ ولَ َما مل ُ‬

‫‪40‬‬
‫جمنون‪ ،‬ما هذا ال ُقرآن اإال‬ ‫بقول ٍ‬ ‫أن هذا الذي يقوله ما هو ِ‬ ‫فرد اللُ عليهم َّ‬
‫(‪ )9‬ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ َّ‬
‫اجلن واإلنس‪ ،‬والل أعلم‪.‬‬ ‫َم ْو ِعظَةً لِْل ُم َكلَّ ِفي ِمن ِّ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫اغي‪ ،‬مث يأخ ُذهم أَ ْخ َذ َع ِزي ٍز ُم ْقتَ ِد ٍر‪.‬‬
‫املكذبي الطا ِ‬
‫إن اللَ مي ِهل وال يُ ْه ِمل‪ ،‬ويَ ْستَ ْد ِرج ِّ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫ألجل َد ْعوهتم إىل اإلصّلح‪ ،‬لذا يَتَ َقبَّلُ ُهم النااس‪،‬‬ ‫اس ماالً ِ‬ ‫‪ -2‬األنبياءُ وأتباعُهم ال يطلبون ِمن النا ِ‬
‫ويأنَ ُسون هبم‪.‬‬
‫ب‬‫الع ِظيمة اليت َمن ُح ِرَمها ُح ِرَم خرياًكثرياً؛ بل قد يَ ْف ِقد كثرياً ِمن احلسنات بِسبَ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص ْب من األخّلق َ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬ ‫الص َفة‪ ،‬فاجلز ِ‬ ‫فَ ْق ِده هلذه ِّ‬
‫صلَةٌ‬‫صِب كان جا ِزعاً ساخطاً على َربِّه‪ ،‬وتلك َخ ْ‬ ‫ومن مل يَ ْ‬
‫الصب‪َ ،‬‬
‫يض َّ‬ ‫ع نَق ُ‬ ‫َ‬
‫يمةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ذَم َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ب جناةِ يونس‬ ‫دون خّلصة ِ‬ ‫ِ‬ ‫صةَ يونس عليه السّلم يف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صة ُمبيِّناً سبَ َ‬
‫الق َّ‬ ‫أحد ُكتُب التَّفسري‪ ،‬مث ِّ ُ َ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫‪ ‬راجع ق َّ ُ‬
‫الصافات آية (‪ )144 -143‬يف الفراغ التايل‪:‬‬ ‫عليه َّ ِ‬
‫السّلم من بَطْن احلوت كما يف سورة ا‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما ُمرادف ال َكلِمات التاالية؟‬
‫مرادفها‬ ‫الكلمة‬
‫ال َكبَد‬
‫اإلمهال‬
‫ْ‬
‫َد ْع ِن‬
‫س‪ -2‬ما الذي فَ ِه ْمتَه ِمن هذا اجلزء ِمن اآلية‪ :‬ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ ؟‬
‫صتِه‪.‬‬ ‫ّلصة قِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ -3‬من صاحب احلوت ؟‪ ،‬مع ذكر ُخ َ‬
‫اآلخر ‪ -‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫ظ سورةِ ال َقلَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -4‬قا ِرن بي زميلي لك أحدِها ‪ -‬وهو َّ‬
‫فحفظَها‪ ،‬ومل يستَطع َ‬
‫َ‬ ‫حممد ‪َّ -‬قرر ح ْف َ َ‬
‫زيد ‪ِ -‬ح ْفظَها‪ ،‬وفق اجلدول التاايل‪:‬‬
‫املقارنة بينهما‪:‬‬
‫َج ْد َو ُل َ‬
‫زيد‬ ‫محمد‬ ‫الصفات التي يتَحلى بها‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪41‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫صل عليها‬ ‫ِ‬
‫يجة اليت َح َ‬
‫النَّت َ‬

‫‪42‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثاني َع َ‬
‫سورة الحاقة من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)12‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫ِ‬
‫عذاب اللِ تعاىل إن‬
‫وحده ال َشريك له‪ ،‬ويُْنذ ُرهم َ‬ ‫عبادةِ اللِ َ‬ ‫يأمرهم بِ َ‬
‫ٍ‬
‫أرسل اللُ تعاىل إىل ُك ِّل َّأمة رسوالً منهم‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫كذبت رسلَها‪ ،‬وَك َفرت باللِ تعاىل‪ ،‬فأنزَل الل على ِ‬ ‫ِ‬
‫بعضها العُقوبَةَ يف‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫هم َك َفروا به‪ ،‬ولكن كثرياً من هذه األَُم ِم َّ ُ ُ‬
‫السابَِقة‪ ،‬لِلعِظَة واالعتِبار‪ ،‬يقول الل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العذاب الذي َح َّل ببَ ْعض األَُمم ا‬ ‫الدنيا‪ ،‬ويف اآليات التاالية بَيان ِ‬
‫بعض أنو ِاع َ‬ ‫ُّ‬
‫تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪ ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴ‬

‫ﳀﳂﳃﳄ ﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋ‬
‫ﳁ‬ ‫ﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﲿ‬

‫ﳌﳍﳎﳏﳐ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐ‬
‫ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ [احلاقَّة‪.]12 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫بعض أنو ِاع الع ِ‬
‫ذاب الذي َح َّل بِاألَُم ِم امل َك ِّذبَة‪.‬‬ ‫‪ ‬بَيان ِ‬
‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫قوعها ُمسِّيت بذلك‪.‬‬ ‫الشيء‪ :‬إذا وقَع‪ ،‬فهي لِتَح ُّق ِق و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلاقَّة‬
‫َ ُ‬ ‫من َح َّق َّ ْ ُ َ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اليت تَ ْقرع ال ُق ِ ِ‬ ‫القا ِر َعة‬
‫لوب بوقوعها وِبا فيها من أهوال‪ ،‬وهي الق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املعروف عند النااس‪.‬‬ ‫جاوَزت َّ‬
‫احلد‬ ‫الطا ِ‬
‫َ‬ ‫اليت َ‬ ‫اغيَة‬
‫ودةِ‪.‬‬
‫الب َ‬
‫يدة َّ ِ‬
‫الص ْوت و ُ‬ ‫َش ِد َ‬ ‫صر‬‫ص ْر َ‬‫َ‬
‫صيَة اليت ال يَ ْق ِدر عليها أَ َح ٌد‪.‬‬ ‫ال َق ِويَّة ال مستَ ع ِ‬
‫ُْ ْ‬ ‫عاتِيَة‬
‫استِْئصاهلم‪.‬‬
‫ُمتَتابِ َعة يف ْ‬ ‫ُح ُسوماً‬
‫ُجذوعُ النَّ ْخ ِل اليت رأس هلا‪.‬‬ ‫جاز َنْ ٍل‬
‫أع ُ‬ ‫ْ‬
‫بالِية ال َش ْيءَ فِيها‪.‬‬ ‫خا ِويَة‬
‫ِ‬ ‫ال مْن َقلِبات‪ِ ،‬من اإلفْك وهو‪ :‬قَ ْلب َّ ِ‬ ‫ال ُم ْؤتَِفكات‬
‫ب إفْكاً؛ ألنَّه قَ ْل ٌ‬
‫ب‬ ‫الشيء‪ ،‬ومنه ُمسِّ َي ال َكذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لِْل ِ‬
‫حقي َق ِة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫زائِ َدة على غ ِريها‪.‬‬ ‫رابِيَة‬
‫جاوز َّ‬
‫احلد املعتاد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫طَغى‬
‫الس ِفينَة‪.‬‬
‫اليت ت ِري‪ ،‬وهي َّ‬ ‫اجلا ِريَة‬
‫تَ ْعلَ َمها وحت َفظَها‪.‬‬ ‫تَعِيَها‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫الو ِعيد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة الواق َعة َح اقاً اليت يتَ َح َّقق فيها َ‬
‫الو ْع ُد و َ‬ ‫ﱡ ﲟ ﱠ هي الق َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫يامة الواقِ َعة َح اقاً ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲡ ﲢ ﱠ ما ص َفة هذه الق َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫يامة وما فيها ِمن أهو ٍال ؟‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫أعلمك َو َعَّرفَك َحقي َقة الق َ‬ ‫أي َش ْيء َ‬ ‫ﱡﲤﲥﲦﲧﱠ و ا‬ ‫(‪)3‬‬
‫يامة اليت تُ ْف ِزع‬ ‫ِِ‬ ‫ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ َّ‬
‫وهم قَ ْوُم هود بالق َ‬
‫كذبت مثود وهم قَ ْوُم صاحل‪ ،‬وعاد ُ‬ ‫(‪)4‬‬
‫لوب بِأهواهلا‪.‬‬‫ال ُق َ‬
‫الصيحة ِ‬ ‫ِ‬
‫جاوَزت أَ َش اد ما‬ ‫يمة اليت َ‬ ‫فأما مثود فَأُميتوا وأُفْ نُوا بِ َّ ْ َ َ‬
‫العظ َ‬ ‫ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ‪ :‬ا‬ ‫(‪)5‬‬
‫الصيحات‪.‬‬ ‫يَع ِرفون ِمن َّ‬
‫ِ‬ ‫ودةِ َش ِديد‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلبوب‪.‬‬ ‫ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ و اأما عاد فَأُميتوا وأُبِيدوا هبواء َشديد ُ‬
‫الب َ‬ ‫(‪)6‬‬
‫الشديد‪ ،‬فسلَّطَها على ٍ‬
‫عاد‬ ‫سهل اللُ هلا هذا اهلبوب َّ‬ ‫ﱡﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ َّ‬ ‫(‪)7‬‬
‫َ‬
‫يال ومثانِيَةَ أيااٍم ُمتَتابِ َعة ال تَ ْفَّت وال تَ ْن َق ِطع حىت أَفْ نَْت ُهم كلاهم‪.‬‬
‫سبع لَ ٍ‬
‫َْ َ‬
‫ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﱠ فَّتى عاداً يف تلك اللَّيايل واألياام موتى كأهنم أُ ُ‬
‫صول‬
‫اف‪.‬‬‫َنْ ٍل خ ِربة متآكِلَة األجو ِ‬
‫َ َ َُ‬
‫س باقِيَة دون َهّلك ؟‬ ‫ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ فهل ترى هلؤالء القوم ِمن نَ ْف ٍ‬ ‫(‪)8‬‬
‫ومن َسبَقه ِمن األَُمم اليت‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱠ وجاء الطااغيَة ف ْر َعون‪َ ،‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫ب‬‫َك َفرت بِر ُسلِها‪ ،‬وأهل قُرى قَ ْوم لوط الذين ان َقلَبَت هبم ِديارُهم‪ ،‬وأمطَر اللُ علي ِهم احلجارةَ بِسبَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫الشرِك وال َفو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احش‪.‬‬ ‫فعّلهتم املن َكَرةِ من ال ُك ْف ِر و ِّ ْ‬
‫سول رهبم الذي أرسلَه إليهم‪،‬‬ ‫كل أَُّم ٍة منهم َر َ‬ ‫صت ُّ‬ ‫فع َ‬‫ﱡﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱠ َ‬ ‫(‪)10‬‬
‫فأهلَ َك ُهم اللُ إهّلكاً بالِغاً يف ِّ‬
‫الش َّدةِ‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪44‬‬
‫حده‪ ،‬حىت عّل وارتَ َفع فوق كل ٍ‬
‫شيء‪،‬‬ ‫جاوز املاءُ َّ‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )11‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ إناا لَ اما َ‬
‫الس ِفينَة اليت تري يف املاء‪.‬‬ ‫حَلنا أُصولَ ُكم (أي‪ :‬آباءَكم ال ُق َدماء) مع ٍ‬
‫نوح يف َّ‬
‫حادثَة جناةِ املؤمني وإغر ِاق الكافِرين ِعب رًة ِ‬
‫وعظَةً‪،‬‬ ‫(‪ )12‬ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ لنجعل ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحت َفظَها ُّ ٍ ِ‬
‫كل أُذُن من شأهنا أن حت َفظ‪ ،‬وتَ ْعقل عن الل ما َ‬
‫مسعت‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫العذاب‪.‬‬ ‫فيأخذ ُك ال امرئ َح َّقه من النَّعيم أو َ‬
‫يامة‪ ،‬وكونُه يوم ُحتَ ُّق فيه احلقائق‪ُ ،‬‬
‫‪ -1‬ثُبوت يَوم الق َ‬
‫كذبت هذه األقوام بأنبِيائِها‪ ،‬ومل يُؤمنوا ِبا جاءوا بِه ِمن ِّ‬ ‫أن ال ُك ْفر يف النااس قَ ِدمي‪ ،‬لذا َّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫‪َ َّ -2‬‬
‫العاصي‪.‬‬ ‫املعاصي سبب يف انتِقام اللِ ِمن ِ‬
‫هؤالء ال َك َفرةِ و ِ‬ ‫أن ال ُك ْفر و ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫َ‬ ‫ََ ٌ‬
‫حادث الطُّوفان الذي حصل‬ ‫أن يف مع ِرفَة التااريخ ِعب رة فيما حصل للقوِام السابقي‪ ،‬كالعِب رة يف ِ‬
‫َْ‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫‪ْ َ َّ -4‬‬
‫السّلم‪.‬‬
‫وح عليه َّ‬ ‫لَِق ْوم نُ ٍ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫آثار َسيِّئَة على العُصاة أفراداً ومجاعات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لذنوب واملعاصي ٌ‬ ‫‪ ‬لِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬بِ ُّ‬
‫الرجوع إىل َمصادر التَّعلُّم املختَلفة َد ِّون هنا َ‬
‫بعض تلك اآلثار‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ :1‬امل اجلدول التاايل ِبا يُناسبه‪:‬‬
‫العذاب‬
‫َسبَب َ‬ ‫ذاب اهلل لَهم‬
‫َع ُ‬ ‫نَبيهم‬ ‫القوم‬
‫عاد‬
‫مثود‬
‫فِرعون وقَومه‬
‫قُرى قَ ْوِم لوط‬

‫وبي الفائِ َدة ِمن تِكرار َكلِ َمة (( احلاقَّة )) يف َمطْلَ ِع‬
‫ِبعلِّ ِمك ‪ِّ -‬‬ ‫ِ‬ ‫ارجع ألح ِد ُكتُ ِ ِ‬
‫ب التَّفسري ‪ُ -‬م ْستَ ْرشداً َ‬ ‫َ‬
‫س ‪ِ :2‬‬

‫الس َورةِ ثَ َ‬
‫ّلث َمارات‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫‪45‬‬
‫الدرس الثالث َعشر‬
‫ورة الحاقة من اآلية رقم (‪ )13‬إلى اآلية رقم (‪)18‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫أعمال العِ ِ‬
‫باد على الل تعاىل واليت ال خيفى منها‬ ‫عرض ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة هو يوم اجلزاء واحلساب على األعمال‪ ،‬وفيه تُ َ‬
‫يَ ْوُم الق َ‬
‫السماء‬ ‫حيدث لِ ِ‬
‫لرض و َّ‬ ‫احلقي َقة مع ب ِ ٍ‬
‫شيء عليه سبحانه‪ ،‬ويف اآليات التاالية يذكر الل تعاىل هذه ِ‬
‫يان َش ْيء ماا ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫القيامة‪ ،‬فيقول سبحانه‪:‬‬
‫يوم َ‬
‫ﱡﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ‬
‫ﱸﱺﱻﱼﱽﱾﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅ‬
‫ﱹ‬ ‫ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ‬
‫ﲆ ﲇ ﱠ [احلاقَّة‪.]18 - 13 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ذ ْك ُر َشيء من أهوال يَ ْوم الق َ‬
‫باد على اللِ تعاىل لِ ِ‬
‫لحساب‪.‬‬ ‫ض العِ ِ‬
‫‪ ‬بَيان َع ْر ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يم َكال َق ْرِن‪.‬‬ ‫ب ٌ ِ‬
‫وق َعظ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الصور‬
‫ُّ‬
‫بعضها بِبَ ٍ‬
‫عض‪.‬‬ ‫ب ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫ُ‬ ‫ُد َّكتا‬
‫ضعِي َفة‪.‬‬
‫َ‬ ‫و ِاهيَة‬
‫َجوانِبُها وأطرافُها‪.‬‬ ‫أرجائِها‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫فخة‬ ‫ِ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ فإذا نَ َفخ امللَك (إسرافيل) يف ال َق ْرن نَ ْف َخةً واحد ًة‪ ،‬وهي النَّ َ‬
‫ندها َهّلك العامل‪.‬‬ ‫األوىل اليت يكون ِع َ‬
‫بعضها‬
‫ب ُ‬ ‫وض ِر َ‬
‫ِِ‬
‫األرض واجلبال عن أماكنها ُ‬ ‫ُ‬ ‫ورفِ َعت‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ ُ‬
‫عض فَ ُك ِسرتا ودقَّتا دقَّةً و ِ‬
‫اح َدة‪.‬‬ ‫بِبَ ٍ‬
‫َ ُ َ‬
‫اجلبال تقوم‬
‫األرض و ُ‬
‫ُ‬ ‫الصوِر وتُ َد ُّك‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ ففي ذلك احلي الذي يُن َفخ فيه يف ُّ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الق َ‬

‫‪46‬‬
‫َتاسك فيها وال‬ ‫السماء‪ ،‬فهي يومئِذ ِ‬
‫ضعي َفة ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َتزقَت َّ‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ و َّ‬
‫صّلبَة‪.‬‬‫َ‬
‫ﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ واملّلئِ َكة على جوانِبها وأطرافِها‪ِ ،‬‬
‫وحيمل‬ ‫ﱹ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﱶ ﱷ‬
‫َ‬
‫يامة مثانِية ِمن املّلئِكة العِظام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬‫عرش ربِّك فوقَهم َ‬‫َ‬
‫ضون على اللِ ‪-‬‬ ‫عر ُ‬
‫السماء تُ َ‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﱠ يف ذلك اليوم الذي تَ ْن َش ُّق فيه َّ‬
‫ساب واجلزاء‪ ،‬ال خيفى عليه َش ْيءٌ ِمن أسرا ِركم‪.‬‬ ‫لح ِ‬ ‫أيُّها النااس ‪ -‬لِ ِ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫اهندم بُْنيانُه‪ ،‬ويف ذلك إيذا ٌن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬هذا ال َكو ُن ِ‬
‫ظامه‪ ،‬و َ‬
‫يب‪ ،‬فإذا انتَهى َوقْ تُه انتَ َقض ن ُ‬‫ظام وتَرت ٌ‬
‫العجيب له ن ٌ‬ ‫ْ َ‬
‫ﱜﱞﱟﱠ‬ ‫ﱝ‬ ‫بانتِهاء هذا العامل الذي قال الل عنه يف سورة امللك‪ :‬ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ‬

‫ﱡﱢﱣ ﱤﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱠ‬
‫ِ ِ‬ ‫احلدث َّ ِ‬
‫لمجهول‪ ،‬وقد جاء كذلك يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ‬
‫فإن الف ْعل يأت َمْبنيااً ل َ‬ ‫إذا كان االهتِمام بِبَيان َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱠ‪ ،‬وقوله‪:‬ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ‪ ،‬وقوله‪:‬ﱡ ﱨ ﱠ‪.‬‬
‫يقوم بِه غريُهم‪ ،‬وقد ذكر ِمن‬ ‫ِ‬
‫كل َع َم ٍل له َمّلئ َكة يقومون به ال ُ‬
‫ٍ‬
‫ألعمال كثرية‪ ،‬و ُّ‬ ‫لق اللُ املّلئكةَ‬
‫َخ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ب سبحانَه‪.‬‬ ‫الصور‪ ،‬وحل َع ْر ِش َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫أعماهلم هنا‪ :‬النَّفخ يف ُّ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫املشروحة يف هذا َّ‬
‫الدرس‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫ض ْوِء‬
‫يامة يف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض أحداث يوم الق َ‬
‫‪ ‬صف َ‬
‫ِ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫فيدةٍ‪:‬‬ ‫ضع ال َكلِمات التاالية يف ٍ‬
‫مجل ُم َ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫َد َّكة‬
‫و ِاهية‬
‫األرجاء‬
‫ومن الذي ين َف ُخه ؟‬ ‫س‪ -2‬ماذا حيدث لِلعامل عند النَّفخ يف ُّ‬
‫الصور؟ َ‬
‫عدد ثّلثَةً ِمن أهوال يوم القيامة‪.‬‬
‫س‪ِّ -3‬‬
‫أ‪............... -‬‬
‫ب‪................. -‬‬
‫ج‪................. -‬‬
‫‪47‬‬
‫يدي اللِ ُمستَ ِداالً بِآيٍَة ِمن هذا َّ‬
‫الدرس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫س‪ -4‬اكتُب تَ ْوجيهاً لَزميلك من َسطْرين تُ َذ ِّكره ب ُ‬
‫الوقوف بي َ‬

‫‪48‬‬
‫الدرس الرابع عشر‬
‫سورة الحاقة من اآلية رقم (‪ )19‬إلى اآلية رقم (‪)24‬‬ ‫تَ فسير َ‬
‫األعمال الص ِ‬
‫احلة‬ ‫ِ‬ ‫فأصحاب‬ ‫األعمال اليت َع ِملَها اإلنسان يف ُّ‬
‫الدنيا صاحلةً أم َسيِّئَةً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مثرةُ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫يامة تظْ َهر َ‬
‫يف يوم الق َ‬
‫صحائِف أعماهلم‬‫السيِّئَة َ‬
‫ِ‬
‫األعمال َّ‬ ‫أصحاب‬
‫ُ‬ ‫يأخذ‬
‫ف أعماهلم بأمياهنم؛ تَكرمياً هلم‪ ،‬بينَما ُ‬
‫ِ‬
‫صحائ َ‬ ‫يأخذون َ‬‫ُ‬
‫أع َّد هلم ِمن النَّعِيم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ‬ ‫ِ ِ‬
‫ألصحاب اليَمي‪ ،‬وما َ‬ ‫بِ َشمائِلِهم‪ ،‬ويف اآليات التاالية‪ :‬بَيان تَ ِ‬
‫كرمي اللِ سبحانَه‬
‫ﲈﲉﲊ ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬
‫ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ [احلاقَّة‪.]24 - 19 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫أع َّد اللُ هلم ِمن النَّعِيم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫أصحاب اليَمي وما َ‬ ‫‪ ‬بيا ُن ِ‬
‫حال‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ص ِحي َفة أعمالِه اليت َع ِملَها يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كِتابَه‬
‫وخذوا‪.‬‬
‫تَعالوا وانظُروا ُ‬ ‫هاؤم‬
‫ُ‬
‫ث ماا ال خي َفى ُوقُوعُه‪.‬‬ ‫أيْ َقْنت‪ ،‬والظَّ ُّن يأت ِبعىن اليَ ِقي إذا كان َ‬
‫احلد ُ‬ ‫ظَنَ ْنت‬
‫مثارها اليت تُ ْقطَف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قُطوفُها‬
‫قَ ِريبَة‪.‬‬ ‫دانِيَة‬
‫األيام ِ‬
‫املاضيَة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫األياام اخلالِيَة‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ص ِحي َفة أعمالِه بِيَ ِده اليُمىن‬ ‫ِ‬
‫فأما َمن أُعط َي َ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ ا‬
‫ص ِحي َفة أعمايل اليت َسَّرين ما فيها‪.‬‬‫وسروراً‪ُ :‬خذوا اقْرؤوا َ‬
‫ِ‬
‫تَكرمياً له‪ ،‬فيقول ابتهاجاً ُ‬
‫يامة فأَ ْع َد ْدت له‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا بأين َسأَلْقى َجزائي يوم الق َ‬‫(‪ )2‬ﱡ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ إين أَيْ َقْنت يف ُّ‬
‫ِ‬
‫العُ َّد َة من اإلميان و َ‬
‫الع َمل الصاحل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ فهذا املؤمن يف حياةٍ هنِيئَ ٍة تُ ِ‬
‫رضيه‪،‬‬ ‫َ‬
‫حال‪ :‬قِياماً وقُعوداً‬ ‫كل ٍ‬ ‫مثاره قَ ِريبَةٌ ِمن املؤمني يَتَناولوهنا يف ِّ‬
‫ٍ ِ‬
‫وذلك يف بُستان ُم ْرتَفع املكان‪ُ ،‬‬
‫اض ِطجاعاً‪.‬‬‫و ْ‬
‫‪49‬‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ يُقال هلم‪ُ :‬كلوا أكّلً واشربوا ُشرباً بَعِيداً عن ِّ‬
‫كل‬
‫الدنيا ِ‬
‫املاضيَة‪.‬‬ ‫الصاحلة يف أياام ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كل مكروهٍ‪ ،‬بِسبب ما َّ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫قد ْمتُم من األعمال ا‬ ‫ََ‬ ‫أذى سالمي من ِّ َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الصاحلات َجزاءَه األوىف ِمن اللِ سبحانَه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬اجلزاءُ ِمن ِجْن ِ‬
‫يعمل ا‬ ‫الع َمل‪ ،‬فقد لَق َي املؤمن الذي َ‬ ‫س َ‬
‫ٍ‬
‫بأوصاف كثرية يف القرآن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َفها اللُ‬
‫وذلك اجلزاء اجلنَّة العالية اليت َو َ‬
‫صاحب العم ِل احلس ِن ال خيشى أن يطَّلِع النااس على عملِه‪ ،‬لذا ي ْفرح ِ‬
‫املؤمن ِبا ِعْن َده‪ ،‬ويَطْلُب‬ ‫إن ِ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِمن غ ِريه أن يقرأ ما يف كِتابِه‪ ،‬فّل َش ْيءَ فيه خيشى أن يطَّلِع عليه النااس‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أي ُس َورةٍ ذُكَِر ذلك ؟ وما هذا اجلزاء ؟‬ ‫ِ ِ‬
‫املتوسط َجزاء أصحاب اليَمي‪ ،‬ففي ا‬
‫األول ِّ‬ ‫ف َّ‬ ‫الص ِّ‬
‫‪َ ‬مَّر بك يف َّ‬
‫دون ذلك يف ال َفراغ التاايل‪:‬‬
‫ِّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما معىن ال َكلِمات التالية‪:‬‬
‫هاؤم‬
‫ُ‬
‫ال ُقطُوف‬
‫األياام اخلالِيَة‬

‫املؤمن إذا أُوتَ كِتابَه بِيَ ِمينِه؟‪ ،‬وملاذا يقول ذلك ؟‬


‫العبد ِ‬
‫س‪ -2‬ما الذي يقولُه ُ‬

‫‪50‬‬
‫شر‬
‫الدرس الخامس َع َ‬
‫ورة الحاقة من اآلية رقم (‪ )25‬إلى اآلية رقم (‪)37‬‬
‫تَفسير ُس َ‬
‫الشمال‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬ ‫حال أصحاب الي ِمي‪ ،‬ويف هذه اآليات بيان ِ‬
‫حال‬ ‫السابِقة َ‬
‫َ‬ ‫َّبي اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫يَنالونَه ِمن العِقاب‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ ﳃ‬
‫ﳄﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚ‬
‫ﳅ‬
‫ﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ ﳧﳨﳩﳪﳫﳬﱁﱂﱃﱄﱅ‬

‫ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ [احلاقَّة‪.]38 - 25 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫مال وعُقوبَتِ ِهم‪.‬‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬ ‫‪ ‬بيا ُن ِ‬
‫حال‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫علي وتنهي حيات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اليت تقضي ا‬ ‫القاضيَة‬
‫اجعلوا يديه مربوطتي مع عنقه‪.‬‬ ‫غُلُّوه‬
‫أدخلوه‪.‬‬ ‫صلُّوه‬
‫َ‬
‫طوهلا بالذراع‪.‬‬ ‫َذ ْرعُها‬
‫أدخلوه فيها وقيدوه هبا‪.‬‬ ‫فاسلُ ُكوه‬
‫ْ‬
‫ث‪.‬‬
‫َحيُ ا‬ ‫ض‬‫يَ ُح ا‬
‫قَ ِريب‬ ‫حيم‬ ‫َِ‬
‫روح ِهم ِمن ص ِد ٍ‬
‫يد‪.‬‬ ‫أهل الناار وما خيرج ِمن ج ِ‬
‫غُسالَة ِ‬ ‫ِغ ْسلِي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أصحاب اخلطايا و ُّ‬
‫الذنوب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اخلاطئون‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ وأما من أُعطي ص ِحي َفة أعمالِه ِ‬
‫بيده‬ ‫َ َ‬ ‫ا َ‬
‫ص ِحي َفةَ أعمايل‪.‬‬ ‫الشمال (أي‪ :‬اليسرى)‪ ،‬فيقول ِ‬
‫ط َ‬‫حسراً‪ :‬يا ليتَن مل أ ُْع َ‬
‫نادماً ُمتَ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ يقول‪ :‬ومل أعلَم ما َجزائِي‪.‬‬
‫ِ‬
‫بعدها‪.‬‬ ‫ألم ِري‪ ،‬ومل أ َ‬
‫ُبعث َ‬ ‫الدنيا كانت القاط َعة ْ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ يا ليت املوتَة اليت متُّها يف ُّ‬
‫‪51‬‬
‫الدنيا‪ ،‬وقد َذ َهبَت عن‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ نَ َفعن مايل الذي مجَ ْعتُه يف ُّ‬
‫أستَنِد إليه ِمن قُ َّوةٍ وال ُح َّج ٍة أحتَ اج هبا‪.‬‬
‫وح َّجيت‪ ،‬ومل يَ ْعد يل ما ْ‬
‫قُ َّوت ُ‬
‫(‪ )5‬ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ يُقال خلزنة َجهنَّم‪ُ :‬خذوا هذا اجمل ِرَم فامجَعُوا يَ َديْه إىل عُنُِقه‬
‫اجلحيم لِي ِ‬
‫قاسي َحَّرها‪.‬‬ ‫دخلوه ِ‬ ‫األغّلل‪ ،‬مث أَ ِ‬
‫ِ‬ ‫بِ‬
‫َ ُ‬
‫يد طوهلا َسْبعون ِذراعاً‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ مث يف ِس ْل ِسلَ ٍة ِمن ح ِد ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫فأدخلوه فيها‪.‬‬
‫ِ‬
‫ص ِّدق َّ‬
‫بأن اللَ‬ ‫العذاب؛ ألنَّه كان ال يُ َ‬ ‫أن اللَ َع َّذبَه هبذا َ‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫وحده ال َش ِريك له‪.‬‬
‫احلق َ‬‫العظَ َمة هو اإلله ُّ‬ ‫ِ‬
‫ذي َ‬
‫احلاجة ِمن املساكِي‬ ‫ِ‬
‫الدنيا على إطعام أهل َ‬ ‫اس يف ُّ‬ ‫حيث النا َ‬
‫(‪ )8‬ﱡ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﱠ وال ُّ‬
‫وغ ِريهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب‪.‬‬
‫الع َ‬ ‫يب يَ ْدفَع عنه َ‬ ‫يامة قَ ِر ٌ‬ ‫(‪ )9‬ﱡ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﱠ فليس هلذا الكافر يوم الق َ‬
‫يد أهلِها‪.‬‬
‫(‪ )10‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ وليس له طَعام يف الناار اإال ِمن ص ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫املصُّرون على ال ُك ْف ِر باللِ‪.‬‬
‫(‪ )11‬ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي‪ :‬هذا الغِسلي ال يأ ُكلُه اإال املذنِبون ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫س َع َملِهم‪.‬‬ ‫س َع َملِ ِهم‪ ،‬كان ال ُك افار كذلك جيازون ِمن ِجْن ِ‬ ‫املؤمني ِمن ِجْن ِ‬
‫‪ -1‬لَما كان جزاء ِ‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫السلطا َن ال تُغن عن اإلنسان شيئاً يَ ْوَم الق َ‬ ‫اجلاه و ُّ‬
‫األوالد و َ‬
‫إن األمو َال و َ‬
‫فإن اللَ جي ِزيه على َع َملِ ِه َخ ْرياً‪.‬‬
‫أطع َم املساكِي َورعى ُشؤوهنم َّ‬
‫‪َ -3‬من َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الش ِ‬
‫مال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬ ‫تأملك يف اآليات املشروحة‪ ،‬اُذكر بعض ِخ ِ‬
‫صال‬ ‫‪ِ ‬من ِخّلل ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اكتُب َمعاين الكلمات التاالية‪:‬‬
‫ِ‬
‫القاضية‬
‫غُلُّوه‬
‫صلُّوه‬
‫َ‬
‫أهل الناا ِر " الغِ ْسلِي "‪.‬‬
‫س‪ِ -2‬صف طَعام ِ‬
‫يامة بِ ِشمالِه ِمن خّلل ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫ِ‬
‫س‪ -3‬اكتُب عن الذي يُؤتى كتابَه َ‬
‫‪52‬‬
‫ماذا يقول بعد إعطائِه كِتابَه ؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫حيدث له بعد ذلك ؟‬
‫ب‪ -‬ماذا ُ‬

‫‪53‬‬
‫شر‬
‫الدرس السادس ع َ‬
‫ورة‬
‫ورة الحاقة من اآلية رقم (‪ )38‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫كذبوا بِه‪ ،‬وقالوا إنَّه‬ ‫لكن املشركي َّ‬ ‫أنزلَه على رسولِه َّ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬
‫كّلم الل ح اقاً‪َ ،‬‬
‫ال ُقرآ ُن ال َكرمي ُ‬
‫االفَّتاء يف أكثَر ِمن َم ْو ِض ٍع ِمن ال ُقرآن‬ ‫حممد جاء بِه ِمن ِ‬
‫عنده‪ ،‬فرَّد الل تعاىل هذا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ليس بِ َكّلم الل‪ ،‬وإمنا هو ُ‬
‫كّلم َّ‬
‫ومن ذلك ما جاء يف اآليات التاالية‪ ،‬حيث يقول تعاىل‪:‬‬ ‫الكرمي‪ِ ،‬‬
‫ﱝﱟﱠﱡﱢﱣﱤ‬
‫ﱞ‬ ‫ﱡﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ‬
‫ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ‬
‫ﱦ‬
‫ﱻ ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬

‫ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ [احلاقَّة‪38 :‬‬
‫‪.]52 -‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫أن ال ُقرآ َن الكرمي من َّزٌل ِمن ِ‬
‫عند اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫‪ ‬بَيا ُن َّ‬
‫َ َُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫(ال) ِصلَة لِتَأكِيد ال َق َسم‪ ،‬واملعىن‪ :‬أُقْ ِسم‪.‬‬ ‫فّل أُقْ ِسم‬
‫الذي يَ َّد ِعي َم ْع ِرفَة األسرا ِر والغَْيب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كاهن‬
‫ب إلينا قَوالً مل نَ ُق ْله (أي‪َ :‬ك َذب علينا)‪.‬‬ ‫نَ َس َ‬ ‫تَ َق َّوَل‬
‫مات اإلنسا ُن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صل بِال َق ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوتِي‬
‫ب إذا ان َقطَع َ‬ ‫ع ْر ٌق ُمتَّ ٌ‬ ‫َ‬
‫مانِعِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حاج ِزين‬
‫دامة‪.‬‬
‫نَ َ‬ ‫َح ْسَرة‬
‫وح اق‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَعلى مراتِب العِْلم‪ ،‬فَعِْلم الي ِقي‪ :‬ما تَعلَمه وتَعِ ِيه بَِق ْلبِك‪ ،‬وع ِ‬ ‫حق اليَ ِقي‬
‫ي اليَقي‪ :‬ما تَراه ب َعْينك‪َ ،‬‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليَقي‪ :‬ما َُتالطُه وتُ ْد ِرُكه بِ َ‬
‫املباشَرةِ‪.‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫أعيُنِكم‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ فّل أُقْ ِسم ِبا تُب ِ‬
‫صرون‪ِ :‬با تُشاه ُدونَه بِ ْ‬ ‫ْ‬
‫السماوات ماا ال تَ َرْونَه‪.‬‬ ‫غاب عنكم كاملّلئِ َكة‪ ،‬وما يف َّ‬ ‫ِ‬
‫ال تُْبصرون‪ :‬ماا َ‬

‫‪54‬‬
‫حممد صلَّى‬ ‫ض ِل‪ ،‬وهو َّ‬ ‫الشر ِ‬
‫ف وال َف ْ‬ ‫إن القرآ َن لَ َكّلم اللِ ي ْت لُوه رس ٌ ِ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ َّ‬
‫يم َّ َ‬‫ول َعظ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫الل عليه وسلَّم‪.‬‬
‫شاع ٍر كما تَزعُمون‪ ،‬ﱡ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ‪.‬‬ ‫ﱝ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ وليس بَِقوِل ِ‬ ‫ﱞ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ‬
‫ْ‬
‫ب‪ ،‬قليّلً ما‬ ‫ﱥ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ وليس بِس ْج ٍع َكس ْج ِع ال ُك اهان الذين يَ َّدعون ِع ْلم الغَْي ِ‬ ‫ﱦ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱣ ﱤ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يكون ِمنكم تَ َذ ُّكر وتَأَُّمل لِل َف ْرق بينَ ُهما‪.‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه‬ ‫ب العاملي الذي أنزلَه على رسولِه َّ‬ ‫كّلم َر ا‬
‫(‪ )5‬ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ ولكنَّه ُ‬
‫وسلَّم‪.‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ ولو َّادعى َّ‬
‫أخ ْذناه بِيَ ِده اليُ ْمىن‪.‬‬‫علينا شيئاً مل نَ ُق ْله‪ ،‬النْتَ َق ْمنا منه و َ‬
‫(‪ )7‬ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ مث قَطَ ْعنا منه نِيا َط قَ ْلبِه‪.‬‬
‫أح ٌد منكم أن مينَع عنه ِعقابَنا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )8‬ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ فّل يَ ْقد ُر َ‬
‫ذاب اللِ ِوقايَةً؛‬
‫وإن هذا القرآ َن لَعِظَةٌ للذين جعلوا بينَهم وبي َع ِ‬ ‫(‪ )9‬ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ َّ‬
‫اجتِناب نَو ِاهيه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫بامتثال أوامره‪ ،‬و ْ‬
‫ضوح آياتِه‬
‫رآن مع ُو ِ‬ ‫أن منكم من ال يص ِّدق هبذا ال ُق ِ‬
‫َ َُ‬ ‫(‪ )10‬ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ وإناا لَنَ ْعلَ ُم َّ‬
‫ودالئِلِه وبَر ِاهينِه‪.‬‬
‫َ‬
‫يمةٌ على الكافِرين بِه حي يََرْون‬ ‫ِ‬
‫دامةٌ َعظ َ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )11‬ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ َّ ِ‬
‫وإن التَّكذيب بالقرآن لَنَ َ‬
‫املؤمنِي به‪.‬‬‫عذاهبم‪ ،‬وي رون نَعِيم ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك فيه‪.‬‬ ‫ي ال َش َّ‬ ‫ت‪ ،‬ويَق ٌ‬ ‫(‪ )12‬ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ وإنَّه حل يق ثابِ ٌ‬
‫الع ِظي ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عما ال يَليق جبّلله‪ ،‬واذْ ُكره بامسه َ‬ ‫(‪ )13‬ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ فنَ ِّزه اللَ سبحانَه ا‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫خيرج عنه َش ْيءٌ‬ ‫أمشلُه‪ ،‬فّل ُ‬ ‫أوسع قَ َس ٍم و ْ‬
‫‪ -1‬ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ هذا ال َق َسم َ‬
‫شاه ٍد‪.‬‬
‫شاه ٌد‪ ،‬أو غريُ ُم َ‬
‫ِ ِ‬
‫من خملوقات الل‪ ،‬فما منها اإال ُم َ‬
‫ِ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ،‬ويف نِسبَتِه إليه يف‬ ‫ونزَل بِه على َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيل‪َ ،‬‬‫مسعه منه ج ُ‬ ‫كّلم الل‪َ ،‬‬ ‫‪ -2‬القرآن ُ‬
‫قوله‪ :‬ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ فلنَّه املبِلِّغ‪ ،‬ال أنَّه قالَه ابتِداءً‪ ،‬بِداللَة قوله‪ :‬ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬

‫ﱠ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‪،‬‬‫ب َخ ْل ِقه إليه‪ ،‬وهو َّ‬ ‫ب عليه حىت ولو كان ِمن أَ َح ِّ‬ ‫ِ‬
‫أن اللَ ال يقبل ال َكذ َ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫الش ِديد‪.‬‬
‫الو ِعيد َّ‬ ‫ِ‬
‫فمن ك َذب على الل أي كذب‪ ،‬فإنَّه يَ ْل َح ُقه هذا َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العظيم‪.‬‬‫يح الل‪ ،‬وذلك بِذ ْك ِر أمسائه احلسىن‪ ،‬كأن تقول‪ُ :‬سبحا َن َريب َ‬ ‫‪َ -4‬مشروعيَّة تَ ْسبِ ِ‬
‫• نَشاط‪:‬‬
‫بعض‬ ‫بالرجوع إىل مصادر التَّعلِيم املختلفة ِمثل الكتب اليت تُعىن باألذكار َّ ِ‬
‫الشرعيَّة‪ ،‬تَذاكر مع جمموعتك َ‬ ‫َ‬ ‫‪ُّ ‬‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم مث َد ِّون ثَّلثَةً منها هنا‪:‬‬ ‫وجل الوا ِردة يف ُسنَّة النَّ ِّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِصيَغ التَّسبِيح للِ َّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ومعناها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬صل بي ال َكلمات (التَّعريفات) َ‬
‫َح اق اليَ ِقي‬ ‫ما تَ ْعلَ ُمه وتَعِيه بَِق ْلبِك‬
‫َع ْي اليَ ِقي‬ ‫باشرةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ما َتالطُه وتُ ْدرُكه باملُ َ َ‬
‫ِع ْلم اليَ ِقي‬ ‫ما تَراه بِ َعْينِك‬
‫عدد ثَّلثَةً ماا تَغِيب عن بص ِرنا وال نَراه و ِجيب أن نُ ِ‬
‫ؤمن بِه‪.‬‬ ‫س‪َّ -2‬‬
‫ََ‬
‫أوصاف يف هذه اآليات‪ ،‬اُذكر ثَّلثَةً منها‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ف ال ُقرآن بِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ُ -3‬وص َ‬
‫س‪ -4‬ما معىن " ُسبحا َن اللِ "؟‬
‫وضح ما تقول‪.‬‬ ‫أقس َم اللُ به ؟‪ِّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫س‪ -5‬ما أمشَ ُل قَ َسم َ‬

‫‪56‬‬
‫شر‬
‫الدرس السابع َع َ‬
‫المعارج من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)7‬‬ ‫سورة َ‬ ‫تَ فسير َ‬
‫ذاب ِ‬
‫الل تعاىل إن ُهم َك َفروا بِه‪،‬‬ ‫وخيوفُهم ِمن َع ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسّلم ِّ‬ ‫اس إىل‬ ‫َّ‬ ‫كان النَّ ُّ َّ‬
‫ب صلى الل عليه وسلم يدعو النا َ‬
‫قوعه‪ ،‬كما حكى اللُ عن‬ ‫ِ ِ‬
‫يب بِو ِ‬
‫بعض املشركي اللَ تعاىل أن يُنَ ِّزل علي ِهم َ‬
‫ذاب‪ُ ،‬مبالَغَةً يف التَّكذ ُ‬
‫الع َ‬ ‫فسأل ُ‬ ‫َ‬
‫بعض ِهم أنَّه قال‪ :‬ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫ِ‬
‫ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ [األنفال‪ ،]32 :‬وقال بعضهم‪ :‬ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡﱠ [ص‪:‬‬
‫ذاب واقِ ٌع هبم ال حمالَة‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫الع َ‬ ‫السورة ُمبيِّناً َّ‬
‫أن َ‬ ‫‪ ،]16‬فحكى اللُ تعاىل عنهم هذه احلال يف هذه ُّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡ ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ‬
‫ﲰﲱ ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﱠ [‬
‫املعارج‪.] 7 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب واق ٌع بالكاف ِرين يوم الق َ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫الع َ‬ ‫‪ ‬بَيان َّ‬
‫أن َ‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الوصول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدرجات َِّ‬
‫َّ‬ ‫املعا ِرج‬
‫ص َع ُدها َمن يُريد ُ‬
‫الرف َيعة اليت يَ ْ‬
‫ص َعد‪.‬‬
‫تَ ْ‬ ‫تَ ْع ُرج‬
‫ِجبيل عليه َّ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫الروح‬‫ُّ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ دعا ٍ ِ‬
‫العذاب علي ِهم‪،‬‬ ‫داع من املشركي على نفسه وقومه بِنُزول َ‬
‫حيث قال بعضهم‪ :‬ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬

‫يامة ال حمالَة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫العذاب واقع هبم يوم الق َ‬
‫ﲶ ﲷ ﱠ [األنفال‪ ،]32 :‬و ُ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ ليس له مانِ ٌع مينَعه ِمن اللِ ذي العُ ِّلو‬
‫و ِ‬
‫اجلّلل‪.‬‬
‫صعد املّلئِ َكة وجبيل‬‫(‪ )3‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ تَ َ‬
‫وم ْقدار هذا اليوم على ِ‬ ‫الدنيا‪ِ ،‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫يوم كان ِحسابُه َّ‬‫إليه تعاىل يف ٍ‬
‫املؤمن‬ ‫ف َسنَة من س ِ ِّ‬
‫ن ُّ‬ ‫مخسي ألْ َ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫الز ُّ‬
‫صّلةٍ َمكتُوبٍَة‪.‬‬
‫مثل َ‬
‫‪57‬‬
‫استِعجاهلم‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ -‬على ِ ِ‬
‫استهزائ ِهم و ْ‬‫ْ‬ ‫فاصِب ‪ -‬أيُّها َّ‬
‫الر ُ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ ْ‬
‫ص ْباً ال َجَزع فيه‪ ،‬وال َش ْكوى منه لِغَ ْري اللِ‪.‬‬‫ذاب‪َ ،‬‬ ‫الع َ‬ ‫َ‬
‫ذاب ويََرْونَه غري واقِع‪ ،‬وحنن‬
‫الع َ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ َّ ِ‬
‫إن الكافرين يستَْبعدون َ‬
‫نَراه واقِعاً قَ ِريباً ال حمالَة‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫‪ -1‬جهل املشركي وتَعنُّتُهم‪ ،‬فبدالً ِمن أن يطْلُبوا ِمن اللِ ِ‬
‫ذاب‬
‫الع َ‬
‫باع اهلدى‪ ،‬طَلبوا َ‬‫الرحَةَ واتِّ َ‬
‫ألنفسهم َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫استَ ْع َجلوه‪.‬‬
‫وْ‬
‫صِب املسلم على‬ ‫أعمال هؤالء ال َك َفَرةِ وأفكارهم الغَ ِريبَة اإال َّ‬ ‫‪ -2‬ليس لِ ِمثْل ِ‬
‫الصب الذي ال َشكوى فيه‪ ،‬فيَ ْ‬
‫الف ْعلِ اي‪.‬‬
‫أذاهم ال َقويل و ِ‬
‫ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العذاب واق ٌع ال حمالَة‪ ،‬وال يَ ُرُّده استْبعاد ال ُك افا ِر له‪.‬‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫إن‬
‫َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫كرمون َخلَقهم اللُ ِمن نُوٍر‪ ،‬وجعل هلم وظائِف ُم َعينة يقومون هبا‪.‬‬ ‫‪ ‬املّلئِكة ِع ٌ‬
‫باد ُم َ‬
‫‪ِ -‬من خّلل َمعلوماتِك وبالتَّشاور مع ُزمّلئك يف اجملموعة َع ِّدد ما تَ ْع ِرفه ِمن تلك الوظائف‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما املعا ِرج ؟‬
‫س‪ -2‬امل اجلدول فيما يلي‪:‬‬
‫على الكافر‬ ‫المؤمن‬
‫على ُ‬ ‫السؤال‬
‫يامة باحلساب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقدار يوم الق َ‬
‫الدنْيَ ِو ِّ‬
‫ي‬ ‫ُّ‬
‫س‪ِّ -3‬بي يف َسطرين معىن قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثامن َع َ‬
‫المعارج من اآلية رقم (‪ )8‬إلى اآلية رقم (‪)18‬‬ ‫تفسير سورة َ‬
‫الس ِ‬
‫يامة يَ ْوٌم َش ِد ُ‬
‫األرض واجلبال‪ ،‬حىت إنَّه ِمن ِش َّدة تلك‬
‫ماء و ِ‬ ‫يد األهو ِال‪ ،‬تَتَ غََّري فيه األحوال؛ أحو ُال َّ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْوُم الق َ‬
‫اس إليه‪ ،‬مع أنَّه يراه ويَع ِرفُه يف هذا املوقِف‪ ،‬ويف هذا املعىن‬
‫ب النا ِ‬ ‫إنسان بِنَ ْف ِسه عن أقر ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األهوال يَْن َشغل ا‬
‫الصاحل؛ ليكونوا يف ذلك اليوم ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الع َمل ا‬‫تتَ َح َّدث اآليات التاالية تذكرياً للنااس كي يَ ْستَع ادوا هلذا اليوم باإلميان و َ‬
‫اآلمنِي‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ﱁﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱂ‬ ‫ﱡﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ‬

‫ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ ﱝ‬
‫ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ [ املعارج‪.] 18 – 8 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫‪ ‬بَيان َش ْيء من أهوال يوم الق َ‬
‫املستَ ِح ِّقي هلا‪.‬‬ ‫صف الناا ِر َ‬
‫وعذاهبا و ْ‬ ‫‪َ ‬و ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫َمعناها‬ ‫ال َكلمة‬
‫املع ِدن املذاب الذي يكون َّ‬
‫كالزيت اخلاثِر‪.‬‬ ‫ال ُم ْهل‬
‫ْ ُ‬
‫الصوف‪.‬‬‫ُّ‬ ‫العِ ْهن‬
‫بعضهم بعضاً‪.‬‬
‫صر ُ‬ ‫يب ِ‬ ‫صروهنم‬
‫يُبَ َّ‬
‫ُْ‬
‫يتَ َم َّىن‪.‬‬ ‫يَ َواد‬
‫َزْو َجتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صاحبِتَه‬
‫َع ِش َريتِه ال َق ِريبَة‪.‬‬ ‫صيلَتِه‬‫فَ ِ‬
‫وحتم ِيه‪.‬‬
‫ض ُّمه ِ‬ ‫تَ َ‬ ‫تُ ْؤِويه‬
‫تَ ْقتَلِع‪.‬‬ ‫اعة‬
‫نَاز َ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫أس وأطراف‬ ‫الر ِ‬‫ِج ْل َدة َّ‬ ‫الش َوى‬
‫َّ‬
‫عاء‪.‬‬‫مجع يف ِو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أَْو َعى‬
‫َُ‬

‫‪59‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫املع ِدن‪ ،‬وتكون َكخاثِر َّ‬
‫الزيْت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السماء ذائبَةً كما يَذوب ْ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﱠ يوم تكون َّ‬
‫كما قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ [ الرحن‪.]37 :‬‬
‫ِ‬
‫املنفوش‪ ،‬كما قال تعاىل‪ :‬ﱡ‬ ‫كالصوف املصبُوغ‬
‫اجلبال العظيمة ُّ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ وتكون ُ‬
‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱠ [ القارعة‪.]57 :‬‬
‫مشغول بِنَ ْف ِسه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫اح ٍد منهما‬
‫كل و ِ‬ ‫يب قَ ِريبَه عن َشأنِه؛ َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ وال يَسأَ ُل قَ ِر ٌ‬
‫ﳚ ﱠ [ عبس‪.]37 :‬‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ‬ ‫كما قال‬
‫ﱁﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑ‬
‫ﱂ‬ ‫ﱡ‬ ‫(‪)4‬‬
‫بعضهم بعضاً‪ ،‬ويتَعارفون‪ ،‬لكن ال يستطيع‬ ‫ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ يََرْوَهنم‪ ،‬فريى ُ‬
‫يقدم أبناءَه‪َ ،‬وزْو َجه‬
‫العذاب‪ ،‬ولو كان ذلك بأن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلّلص من َ‬‫َ‬ ‫يتم َّىن‬
‫أح ٌد أن ين َفع أحداً‪ ،‬فالكافر َ‬ ‫َ‬
‫ض ُّمه‪ ،‬وينتمي إليها يف ال َقرابَة‪ ،‬وجبميع َمن يف األرض ِمن البَ َش ِر وغ ِريِهم‪ ،‬مث‬ ‫وأخاه‪ِ ،‬‬
‫وعش َريتَه اليت تَ ُ‬
‫َ‬
‫ذاب الل‪.‬‬‫ينجو ِمن َع ِ‬
‫نارها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األمر كما تتمنااه ‪ -‬أيُّها الكافر ‪ -‬من االفْتداء‪ ،‬إهنا جهنَّم تَ ْلتَهب ُ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﱚ ﱜ ﱝ ﱠ ليس ُ‬
‫الرأ ِس وسائِر أطر ِ‬
‫اف البَ َد ِن‪.‬‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﱟ ﱠ ﱠ تَ ْقتَلِع وتَ ْن ِزع بِ ِش َّدةِ َحِّرها ْجلَ َدةِ َّ‬
‫طاعة اللِ ورسولِه‪.‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬وتَرك َ‬ ‫احلق يف ُّ‬ ‫أعرض عن ِّ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ تُنادي َمن‬
‫ض َعه يف َخزائِنِه‪ ،‬ومل يُ َؤِّد َح َّق اللِ فيه‪.‬‬ ‫املال‪َ ،‬فو َ‬ ‫(‪ )8‬ﱡ ﱧ ﱨ ﱠ ومجع َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الصاحل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان يف ُّ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫الع َمل ا‬ ‫الدنيا ال تَْن َفعُه يف اآلخرة‪ ،‬فّل يَْن َفعُه اإال اإلميا ُن بالل و َ‬ ‫أن عّلقات‬
‫ب النا ِ‬
‫اس إليه‪.‬‬ ‫‪َ -2‬هو ُل املوقِف الذي ي ِق ُفه اإلنسان حىت إنَّه يتم َّىن التَّ َخلُّص ِمن ِ‬
‫عذاب اللِ بأقْ ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫أن النا َار أُع َّدت للك ُفار الذين ال يؤمنون بالل‪ ،‬لذلك تَ ْدعُوهم إليها يوم الق َ‬
‫يامة‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫لمال‬ ‫وحرما ُن ال ُفقر ِاء واملساكي له آثار سيِّئَة على امل ِ‬
‫مسك لِ ِ‬ ‫املال وع َدم إنفاقِه يف الوجوه املشروعة‪ِ ،‬‬
‫‪ ‬مجَْع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اآلخرة‪ .‬بالتَّعاون مع ُزَمّلئِك يف اجملموعة َع ِّدد ثَّلثَةً ِمن تلك اآلثار‪.‬‬
‫الدنيا و ِ‬
‫وعلى اجملتَ َم ِع يف ُّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫كل مجلَ ٍة فيما يلي‪:‬‬ ‫س‪ -1‬ضع َكلِمةً م ِ‬
‫ناسبَةً ملعىن ِّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫احلديد ال اذائِب ِمن ِش َّدة احلر َارةِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪60‬‬
‫الصوف املن ُفوش‪:‬‬ ‫‪ُّ ‬‬
‫اف البَ َد ِن‪:‬‬
‫أس وأطر ُ‬ ‫‪ِ ‬ج ْل َدة َّ‬
‫الر ِ‬
‫املال يف َخزائِنِه‪:‬‬
‫الر ُج ِل َ‬
‫ض ُع َّ‬‫‪َ ‬و ْ‬
‫بعضهم بعضاً‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يامة ُ‬ ‫‪ ‬يرى النااس يوم الق َ‬
‫الدنيا و ِ‬ ‫ب ي ب ِقي عّلقَتَك بِ ِ‬
‫أخيك ُمستَ ِمَّرًة يف ُّ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫أهم سبَ ٍ ُْ‬
‫س‪ -2‬اكتُب عن ِّ‬

‫‪61‬‬
‫شر‬
‫الدرس التاسع َع َ‬
‫المعارج من اآلية رقم (‪ )19‬إلى اآلية رقم (‪)28‬‬ ‫ورة َ‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫صِب‪ ،‬وإذا نالَه خريٌ ونِ ْع َمةٌ َِخب َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من طَبِ َيعة اإلنسان أنَّه إذا أصابه مكروهٌ من فَ ْق ٍر أو َمَرض‪ ،‬أو غريِها َجز َ‬
‫ع ومل يَ ْ‬
‫املنع يف‬ ‫حال َّ ِ‬ ‫صفان‪ ،‬وِها‪ :‬اجلزعُ يف ِ‬ ‫ِ‬
‫الضاراء‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫الو ْ‬
‫ومنَع َح َّق الل فيه‪ ،‬ومل يَ ْش ُكر اللَ تعاىل عليه‪ ،‬وهذان َ‬ ‫بذلك َ‬
‫فات ذَ َكَرها اللُ تعاىل يف اآليات التاالِية‪،‬‬ ‫ص ٍ‬ ‫يمان ال يسلَم ِمْن هما اإال املسلِم الذي اتَّصف بِ ِ‬ ‫السر ِاء خلُ ِ‬
‫قان َذ ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫حال َّ ا ُ‬
‫فقال سبحانه‪:‬‬
‫ﱡﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ‬
‫ﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ‬
‫ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ [ املعارج‪.] 28 – 19 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫السار ِاء‪.‬‬ ‫الضر ِاء‪ ،‬واملن ِع يف ِ‬
‫حال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬بَيا ُن ما طُبِ َع عليه اإلنسا ُن من َ‬
‫اجلزِع يف حال َّ ا‬
‫بعض ِصفات أهل اإلميان‪.‬‬ ‫‪ ‬بَيا ُن ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اض ِطراب عند املخا ِوف وعند ِ‬ ‫ضعِيف النَّ ْف ِ‬
‫املطام ِع‪.‬‬ ‫س يَ ْع ََِّتيه فَ َزعٌ و ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َهلُوعاً‬
‫اجلزِع‪ ،‬وهو قِلَّة َّ‬
‫الص ِْب‪.‬‬ ‫يد َ‬ ‫َش ِد َ‬ ‫َجزوعاً‬
‫َكثِري ال َمْنع‪ ،‬فّل يُ ْع ِطي ِمن اخل ِري الذي َوَهبَهُ اللُ‪.‬‬ ‫َمنُوعاً‬
‫ال يَ َّْتَكوهنا وال يَتَ َخلَّفون عنها‪.‬‬ ‫دائِ ُمون‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قَ ْدٌر واج ٌ‬ ‫لوم‬
‫َح يق َم ْع ٌ‬
‫ياع مالِه‪ ،‬أو غ ِري ذلك ِمن األسباب‪.‬‬ ‫ب فَ ْق ِره أو َ‬
‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫املمنوع ِمن ِ‬
‫املال بِسبَ ِ‬ ‫احملروم‬
‫خائِفون‬ ‫ُم ْش ِف ُقون‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫فس‪ ،‬ي ْفزع عند املخا ِوف و ِ‬ ‫إن اإلنسا َن جبِل على َ ِ‬
‫املطامع‪ ،‬فهو‬ ‫ض ْعف النَّ ِ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ َّ‬
‫ِ‬
‫احلرص‪.‬‬ ‫بي اجلزِع ِ‬
‫وش َّدة‬ ‫َ‬
‫اجلزِع واألسى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ إذا أصابَه املكروهُ والعُ ْس ُر فهو َكثريُ َ‬
‫‪62‬‬
‫ِ‬
‫اإلمساك‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ وإذا أصابَه اخلريُ واليُ ْسر فهو َكثِري املْن ِع و‬
‫لصّلةِ الذين حيافِظون‬ ‫يمي لِ َّ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠ يعن‪ :‬اإال ِ‬
‫املق ِ‬
‫على أدائِها يف مجيع األوقات‪ ،‬وال ي ْشغَلُهم عنها ِ‬
‫شاغل‪.‬‬ ‫َ‬
‫ضه اللُ عليهم‪ ،‬وهو َّ‬
‫الزكاة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يب ُم َع َّي فَ َر َ‬
‫(‪ )5‬ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﱠ والذين يف أمواهلم نَص ٌ‬
‫(‪ )6‬ﱡ ﲉ ﲊ ﱠ لِ َمن يسأهلم املعونَةَ‪ ،‬ولِ َمن يتَ َع َّفف عن ُسؤاهلا من أُ ِصيب يف مالِه ف َف َق َده‬
‫ب ِمن األسباب‪.‬‬ ‫بِسبَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ يعن‪ :‬يُؤمنون بِيَوم‬
‫الصاحلة‪.‬‬ ‫احلساب واجلزاء؛ فيَ ْستَع ُّدون له باألعمال ا‬
‫عذاب اللِ‪.‬‬
‫(‪ )8‬ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ يعن‪ :‬والذين هم خائِفون ِمن ِ‬

‫خموف‪ ،‬وال يَْنبَغي أن يَأْ َمنَه َ‬


‫أح ٌد‪.‬‬ ‫ذاب رهبِم ُمتَ َوقَّ ٌع ٌ‬ ‫إن َع َ‬ ‫(‪ )9‬ﱡﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫اجلزع عند املصائِب‪ ،‬والطَّ َمع‬ ‫ِ ٍ‬
‫باملكاسب‪ ،‬وهاتان‬ ‫أن اإلنسا َن ُجبِل على صفات كثرية‪ ،‬منها‪َ :‬‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫بال‪.‬‬ ‫حدِها انْ َقلَبتا على ِ‬
‫صاحبِ ِهما بالو ِ‬ ‫الص َفتان إذا زادتا عن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يمة اليت يتَ َخلَّق هبا كثريٌ ِمن‬ ‫الصفات َّ ِ‬
‫الذم َ‬ ‫لم ْسلِم ِمن هذه ِّ‬ ‫هتذ ِ‬
‫يب ل ُ‬
‫ٌ‬
‫الصّل َة واحملافظَة عليها فيها ِ‬
‫أن َّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫النااس‪ ،‬كاجلزِع والطَّ َمع‪.‬‬
‫قام ِة املسلم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب كبريٌ من أسباب است َ‬ ‫أن اإلميا َن باليوم اآلخر سبَ ٌ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وخباصة صّلة الفجر‪ ،‬شارك‬ ‫الصّلة مع مجاعة املسلمي يف املسجد‪َّ ،‬‬ ‫كاسل كثريٌ من النااس عن أداء َّ‬
‫‪ ‬يتَ ُ‬
‫زمّلءك يف‪:‬‬
‫الصّلة مع اجلماعة يف املسجد‪.‬‬ ‫أسباب التَّكاسل عن ِ‬
‫أداء َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -1‬ذ ْكر‬
‫ُ‬
‫صلُّون يف املسجد‪ ،‬تَ ُدلُّه فيها على طَ ِر ِيق التَّ َخلُّص‬ ‫ِ‬ ‫صيح ٍة ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األشخاص الذين ال يُ َ‬ ‫ألحد‬ ‫‪ -2‬تَوجيه نَ َ‬
‫ِمن هذه ِ‬
‫املشكلة‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اُذكر األلفاظ ال ُقرآنيَّة اليت تعن ما يلي‪:‬‬
‫االض ِطراب‪:‬‬
‫أ‪َ -‬من يَ ْع ََّتيه ال َفَزع و ْ‬
‫ِ‬
‫الصب‪:‬‬
‫يل َّ‬‫يد األَسى قَل ُ‬ ‫ب‪َ -‬ش ِد ُ‬
‫اخلري ماا أعطاهُ اللُ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ج‪ -‬البَخيل الذي ال يُ ْعطي َ‬
‫‪63‬‬
‫ذاب اللِ‪:‬‬
‫د‪ -‬اخلائِف ِمن َع ِ‬
‫وحساب‪ ،‬وجنَّ ٍة ونا ٍر تتَ َه َّذب أخّلقُه‬
‫ٍ‬ ‫أعد الل للنااس فيه ِمن جز ٍاء‬ ‫ؤمن املرء باليوم ِ‬
‫اآلخر وما َّ‬ ‫ُ‬
‫س‪ ( -2‬عندما ي ِ‬
‫ُ‬
‫املرء وأخّلقِه ؟‬‫لوك ِ‬
‫اآلخر يف حس ِن س ِ‬ ‫انطّلقاً ِمن هذا‪ :‬كيف ي ؤثِّر اإلميا ُن ِ‬
‫باليوم ِ‬ ‫الدنيا )‪ِ ،‬‬
‫يف ُّ‬
‫ُْ ُ‬ ‫َُ‬

‫‪64‬‬
‫الدرس العشرون‬
‫المعارج من اآلية رقم (‪ )29‬إلى اآلية رقم (‪)35‬‬ ‫ورة َ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فات ِ‬‫ذَ َكر الل تعاىل يف اآليات السابَِقة بعض ِص ِ‬
‫يم ْي ِها‪:‬‬
‫صف هبا َسلم من ُخلَُق ْي َذم َ‬ ‫أهل اإلميان اليت َمن اتَّ َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫فات‪ ،‬فيقول سبحانه‪:‬‬ ‫السر ِاء‪ ،‬ويف اآليات التاالَية يذ ُكر اللُ تعاىل بَِقيَّة ِّ‬
‫الص ِ‬ ‫الضراء‪ ،‬وال منْع يف ِ‬
‫حال َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اجلزع يف حال َّ ا‬
‫َ‬
‫ﱡﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ ﲱ‬
‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬
‫ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ [ املعارج‪.] 35 – 29 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫أعد اللُ هلم ِمن النَّعِيم‪.‬‬ ‫‪ِ ‬ذكر ِص ٍ‬
‫فات أخرى ِمن ِصفات ِ‬
‫أهل اإلميان وما َّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الّلت يَ ُك َّن َسبايا بعد احلرب مع ال ُك افار‪.‬‬ ‫اجلوا ِري ا‬ ‫ما ملَكت أميانُكم‬
‫َغري مؤ ِ‬ ‫غري ملُ ِ‬
‫ي‪.‬‬‫اخذين وال ُمعاقَبِ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ومي‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أباحه‪.‬‬
‫لح ِّد الذي َشَّر َعه اللُ و َ‬ ‫املتجا ِوُزون ل َ‬ ‫العادون‬
‫ُ‬
‫حافِظون‪.‬‬ ‫راعُون‬
‫ُم َؤُّدون هلا على أَ ْك َم ِل َو ْج ٍه‪.‬‬ ‫بِ َشهاداهتم قائِ ُمون‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ والذين هم حافظون ل ُفروج ِهم عن ِّ‬
‫كل ما َحَّرَم اللُ عليهم‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ اإال على أزواجهم وإمائهم‪ ،‬فإهنم غريُ‬ ‫(‪)2‬‬
‫اخ ِذين‪.‬‬
‫ُمؤ َ‬
‫الزوجات واململوكات‪،‬‬ ‫ضاء َش ْه َوتِه غري َّ‬‫ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱠ فمن طَلَب لَِق ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فأولئك هم ال ُمتجا ِوُزون َ‬
‫احلّلل إىل احلرام‪.‬‬
‫أمانات العِباد‪ ،‬وحافِظون‬
‫ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ والذين هم حافِظون ألمانات اللِ‪ ،‬و ِ‬ ‫(‪)4‬‬
‫هود ِهم مع اللِ تعاىل ومع العِ ِ‬
‫باد‪.‬‬ ‫لِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫احلق دون تَ ْغيِ ٍري أو كِْت ٍ‬
‫مان‪.‬‬ ‫ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ والذين يُ َؤُّدون َشهاداهتم بِ ِّ‬ ‫(‪)5‬‬
‫الصّلة‪ ،‬وال ُِخيلُّو َن بِش ٍ‬
‫يء ِمن و ِاجباهتا‪.‬‬ ‫ﱡ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ والذين حيافِظون على أداء َّ‬ ‫(‪)6‬‬
‫َ‬
‫‪65‬‬
‫(‪ )7‬ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ أولئك املتصفون بتلك األوصاف اجلليلة مستقرون يف جنات النعيم‪،‬‬
‫ُمكرمون فيها بكل أنواع التكرمي‪.‬‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫احلّلل غُْن يةٌ عن احلرام‪ ،‬ف َقلَّما َشيء ِمن احلرِام اإال وله ب ِديل ِمن ِ‬
‫احلّلل الطَّيِّب‪.‬‬ ‫‪ -1‬يف ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫ٌْ‬ ‫َ‬
‫أخّلق املسلم وأعمالِه اليت إن اتَّصف هبا كان ِمن أهل اجلنَّة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫جمموعةً ِمن‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬ذَكرت اآليات‬
‫الصّلة‪.‬‬ ‫باحلق‪ ،‬واحملافظَة على َّ‬
‫الشهادة ِّ‬ ‫ِح ْفظ ال ُفروج‪ ،‬وأداء األمانَة‪ ،‬و َّ‬
‫أن الل ي ْش ُكر لِعب ِده فِعل الطااعات‪ ،‬في ْك ِرمه وجي ِزيه على ذلك ِ‬
‫الف ْع ِل بِاجلنَّة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫‪َ َّ -3‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اخَّت‬ ‫اخلصال َّ ِ‬ ‫اخلصال ِ‬
‫املضادة هلا‪ ،‬مث َ‬
‫َّ‬ ‫يمةَ‬
‫الذم َ‬ ‫َ‬ ‫املشروحة‪ ،‬مث اذ ُكر‬
‫َ‬ ‫تضمنتها اآليات‬
‫يدة اليت َّ‬
‫احلم َ‬ ‫َ‬ ‫تأمل‬
‫‪َّ ‬‬
‫املطهرة ِبا ُّ‬
‫يدل على َذ ِّمها‬ ‫استدل ِمن القرآن الكرمي أو ُّ‬
‫السنَّة َّ‬ ‫يم ِة‪ ،‬و ا‬ ‫خصلتي ِمن تلك اخلصال َّ ِ‬
‫الذم َ‬ ‫َ ْ‬
‫والنَّهي عنها‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ّلث ُمجَ ٍل ُمفيدة ُمستَ ْخ ِدماً ال َكلِمات التاالية‪:‬‬
‫س‪ -1‬اكتُب ثَ َ‬
‫ومي‬‫غري ملُ ِ‬
‫َ‬
‫العادون‬
‫ُ‬
‫راعُون‬
‫الصفات اليت تُ ْد ِخل أهلَها اجلنَّة‪.‬‬ ‫األخّلق اليت َورَدت يف اآليات ِمن ِّ‬ ‫َ‬ ‫أحصر‬
‫س‪َ - 3‬‬
‫تأمل َكلِمة (مكرمون) يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ‪ ،‬مث س ِّجل م ِ‬
‫شاعَرك تاه هذا التَّكرمي‪.‬‬ ‫س‪َّ -3‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪66‬‬
‫الدرس الحادي والعشرون‬
‫ورة‬
‫المعارج من اآلية رقم (‪ )36‬إلى آخر الس َ‬ ‫سورة َ‬
‫تَ فسير َ‬
‫ماا يبعث على االستِْنكا ِر ما كان ِمن ِ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم َ‬
‫يسمعون ما‬ ‫حال الك افار الذين كانوا يف َزَمن النَّ ِّ‬ ‫َ‬
‫شاهدون ما أيَّده اللُ به ِمن املعجزات‪ ،‬مث هم مع ذلك كلِّه يَك ُفرون بِه ِّ‬
‫فارين عنه‬ ‫أُن ِزل إليه ِمن اهلدى‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬
‫ُمتَ َفِّرقي مييناً ومشاالً‪ ،‬ولذلك أن َكر اللُ تعاىل هذه احلال‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬
‫ﱡﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠ ﳢ‬
‫ﳡ‬
‫ﳣﳤﳥﳦﳧ ﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ‬
‫ﱈ ﱉ ﱊﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬
‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ [ املعارج‪.] 44 – 36 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫احلق‪.‬‬ ‫حال ال ُك افا ِر ِمن اإلعر ِ‬
‫اض عن ِّ‬ ‫نكار ما كان عليه ُ‬ ‫است ُ‬
‫‪ِ ‬‬
‫ْ‬
‫املنكرين لِْلبَ ْعث‪.‬‬
‫هتديد الك افا ِر ِ‬
‫‪ُ ‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫حنوك‪.‬‬‫َ‬ ‫قِبَ لَك‬
‫ُم ْس ِرعي‪ ،‬يَ ُم ُّدون أعناقَ ُهم يَنظُرون إليك‪.‬‬ ‫ُم ْه ِطعِي‬
‫كل مجاع ٍة مع ِ‬
‫بعضها‪.‬‬ ‫ِع ِزين‬
‫مجاعات ُمتَ َفِّرقَة‪َ ُّ ،‬‬
‫َم ْغلُوبِي‪.‬‬ ‫َم ْسبوقِي‬
‫اتْ ُرْك ُهم‪.‬‬ ‫ذَ ْرُهم‬
‫ّلم ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫ي ْد ُخلوا يف ال َك ِ‬ ‫خيوضوا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال ُقبور‪.‬‬ ‫األجداث‬
‫ْ‬
‫صنَ ٍم أو غ ِري ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشيءُ املنصوب من َعلَ ٍم أو َ‬ ‫َّ‬ ‫صب‬ ‫النُّ ُ‬
‫يُ ْس ِرعون‪.‬‬ ‫ضون‬ ‫ِ‬
‫يُوف ُ‬
‫شاهم‪.‬‬
‫وهم وتَ ْغ ُ‬
‫تَ ْعلُ ُ‬ ‫تَ ْرَه ُق ُهم‬

‫• الشرح والت فسير‪:‬‬


‫‪67‬‬
‫الرسول ‪ُ -‬مس ِر ِعي‪،‬‬
‫حنوك ‪ -‬أيُّها َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ فما ُ ِ‬
‫بال هؤالء ال َك َفرة يَسريون َ‬
‫ي بِأبْصا ِرِهم عليك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقد َم ادوا أعناقَ ُهم إليك‪ُ ،‬م ْقبِل َ‬
‫يتع َّجبون ماا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ يتَ َج َّمعون مجاعات ُمتَ َفِّرقَة عن ميينك وعن مشالك َ‬
‫ِجْئت به‪.‬‬
‫ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أيطمع كل واحد من هؤالء الكفار أن يدخله الل جنة‬ ‫(‪)3‬‬
‫التنعم والتلذذ؟‬
‫ﱡ ﳡ ﱠ ليس األَمر كما يطْمعون‪ ،‬فإهنم ال ي ْدخلوهنا أبداً‪ .‬ﱡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ ِمن ٍ‬
‫ماء‬ ‫(‪)4‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ي َكغَ ِْريِهم‪.‬‬
‫َم ِه ٍ‬
‫ﱡ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﳮ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ أي‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َمشا ِرِق َّ‬ ‫أُقْ ِسم بَِر ِّ‬
‫ومغا ِرهبا‪ ،‬إناا لَقاد ُرون على أن نُغَيِّ َرهم ونأت بَِق ْوم َ‬
‫أفضل‬ ‫مس وال َكواكب َ‬ ‫الش ِ‬
‫منهم وأطَوع للِ‪ ،‬وما أَ َح ٌد يَ ْسبِ ُقنا ويَفوتُنا ويُ ْع ِجزنا إذا أََرْدنا ذلك‪.‬‬
‫ﱡ ﱊﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱠ فاتركهم خيوضوا يف ِ‬
‫باطلهم‪ ،‬ويَلْ َعبوا يف‬ ‫(‪)6‬‬
‫وعدون به‪ ،‬وهو يوم القيامة‪.‬‬ ‫ُدنْياهم حىت يُّلقُوا اليوم الذي يُ َ‬
‫ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ يوم خيرجون ِمن القبور ُم ْسرعي‪ ،‬كما‬ ‫(‪)7‬‬
‫بادة ِمن دون الل‪ ،‬يُ َه ْرِولون ويُ ْس ِرعون‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫الدنيا يَ ْذ َهبون إىل آهلت ِهم اليت اختَلقوها للع َ‬ ‫كانوا يف ُّ‬
‫(‪ )8‬ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ ذليلة أبصارهم منكسرة إىل األرض‪،‬‬
‫تغشاهم احلقارة واملهانة‪ ،‬ذلك هو اليوم الذي وعدوا به يف الدنيا‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دخلون اجلنَّةَ‪ ،‬وإن مل‬ ‫آتاهم الل‪ ،‬وقد َجَّرهم ذلك إىل َز ْعم ِهم َّأهنم َسيَ ُ‬ ‫‪ -1‬غُرور ال ُك افار بأنفس ِهم وِبا ُ‬
‫الدعاوى‪.‬‬ ‫خول اجلنَّة مثل هذه َّ‬ ‫ي ْؤِمنوا‪ ،‬وال يكفي لِ ُد ِ‬
‫ُ‬
‫صلِه الذي ُخلِ َق منه‪ ،‬وهو النُّطْ َفة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬من أسباب غرور اإلنسان نُسيا ُن أَ ْ‬
‫ِ‬
‫وح ْك َمتِه‪.‬‬
‫‪ -3‬يف ال َقسم باملشا ِرق واملغا ِرب تَ ْنبِيه على ما في ِهما ِمن ع ِظي ِم خ ْل ِق اللِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الد ْع َوة‪ ،‬و اأما ُوقوعُ اإلميان مع ال ُك افا ِر فَبِيَد اللِ‪ ،‬لذا‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم البَّلغُ و َّ‬ ‫الر ِ‬
‫أن ُم ِه َّمةَ َّ‬
‫‪َّ -4‬‬
‫خيوضوا ويَ ْل َعبوا‪.‬‬
‫َأمره اللُ أن يَّتَك ُهم ُ‬

‫• نشاط‪:‬‬
‫‪68‬‬
‫الر ِ‬
‫سول صلَّى‬‫ات َّ‬ ‫صادر التَّعلُّم املسموعة‪ ،‬وبِالتَّعاون مع زمّلئِك‪ ،‬اُذكر مخساً ِمن م ِ‬
‫عجز ِ‬ ‫الرجوع إىل م ِ‬ ‫‪ ‬بِ ُّ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الل عليه وسلَّم ال ادالَّة على ِص ْدقِه‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل مناسبة‪:‬‬
‫س‪َ - 1‬‬
‫ُم ْه ِطعِي‬
‫ِع ِزين‬
‫األجداث‬‫ْ‬
‫ضون‬ ‫ِ‬
‫يُوف ُ‬
‫تَ ْرَه ُق ُهم‬
‫س‪ -2‬اكتُب ِرسالَةً إىل مغروٍر تُب ِّي له فيها م ِ‬
‫فاس َد الغُرور‪ ،‬وإىل ماذا يُ َؤِّدي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪69‬‬
‫الدرس الثَاني والعشرون‬
‫ورة نُوح من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)7‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫الرسل إىل أقو ِامهم مب ِّشرين ِ‬
‫يك له‪ ،‬يُبَ ِّشروهنم‬ ‫بادةِ اللِ تعاىل َ‬
‫وحده ال َشر َ‬ ‫ِ‬
‫ومْنذرين بِ َد ْعوهتم إىل ع َ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫بعث اللُ تعاىل ُّ ُ َ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السّلم‪،‬‬
‫سل نُوح عليه َّ‬ ‫الر ِ‬
‫صوا‪ ،‬وكان أََّو ُل ُّ‬
‫وع َ‬ ‫ذاب والنا َار إن هم َّ‬
‫كذبوا َ‬ ‫الع َ‬ ‫بِاملغفَرةِ واجلنَّة إن هم أطاعوا‪ ،‬ويُْنذروهنم َ‬
‫وم ْوقِ ِفهم ِمنه‪ ،‬قال الل‬ ‫السورة‪ ،‬حيث تُب ِّي اآليات التاالِية خّلصةَ د ْعوتِه عليه َّ ِ ِ‬
‫السّلم ل َق ْومه َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وعنه تَتَ َح َّدث هذه ُّ‬
‫تعاىل‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ‬
‫ﲓﲕ‬
‫ﲔ‬ ‫ﲋﲍﲎﲏﲐﲑﲒ‬
‫ﲌ‬ ‫ﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ ﲉﲊ‬
‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ‬
‫ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ [ نوح‪.]7 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وم ْوقِ ُف ُهم ِمنه‪.‬‬ ‫وح عليه َّ ِ ِ‬
‫السّلم ل َق ْومه َ‬ ‫‪َ ‬د ْع َوة نُ ٍ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫تغطوا هبا‪.‬‬ ‫استَ ْغ َش ْوا ثِياهبُم‬
‫ْ‬
‫ثَبَتُوا على ال ُك ْف ِر‪َ ،‬‬
‫وداوُموا عليه‪.‬‬ ‫أصاروا‬‫َ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱠ إناا ب عثْنا نُوحاً إىل قَ ِ‬
‫ومه‪،‬‬ ‫ََ‬
‫وقُ ْلنا له‪ :‬ح ِّذر قَومك ِمن قَب ِل أن يأْتِيهم عذاب م ِ‬
‫وجع‪.‬‬ ‫ََ َ ٌ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫حذي ِر ِمن َعذاب الل‬ ‫حمذر لكم غايةَ التَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ قال نوح‪ :‬يا قومي إين ِّ ٌ‬
‫صْيتُموه‪.‬‬
‫إن َع َ‬
‫رسول الل إلي ُكم فاعبدوه َو ْح َده‪ ،‬وخافوا ِعقابَه‪ ،‬وأطيعوين‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱠ وإين ُ‬
‫آمركم به‪ ،‬وأهنا ُكم عنه‪.‬‬‫فيما ُ‬

‫‪70‬‬
‫ص َفح عنكم‪ ،‬ﱡ ﲈ‬
‫ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﱠ إن أطعتُموين واستَ َجْبتُم يل يَ ْس َُّت ذُنوبَ ُكم‪ ،‬ويَ ْ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ﱡﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ‬ ‫ت ُم َق َّد ٍر يف ِع ْل ِمه‪،‬‬
‫ميد الل يف أعما ِركم إىل وقْ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ و ُّ ُ‬
‫ِ‬
‫اإلميان‬ ‫سار ْعتُم إىل‬ ‫َّ‬
‫املوت إذا جاء ال يُ َؤ َّخر أبداً ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ لو كنتم تعلمون ذلك لَ َ‬ ‫إن َ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫والطا َ‬
‫وطاعتِك‬
‫عوت قومي إىل اإلميان بك َ‬
‫ِ‬
‫رب إين َد ُ‬‫(‪ )5‬ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ قال نوح‪ِّ :‬‬
‫يف اللَّيل والنَّهار‪.‬‬
‫ؤمنوا اإال َهرباً وإعراضاً عنه‪.‬‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ فلم ي ِزْدهم طَلب منهم أن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلميان بك؛‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ وإين كلَّما َد َعوهتم إىل‬
‫احلق ﱡﲰ‬ ‫وضعوا أصابِ َعهم يف آذاهنم‪ ،‬كي ال يَ ْس َمعُوا َد ْع َوة ِّ‬ ‫ِ‬
‫ليكون َسبباً يف غُفرانك ذُنوبَ ُهم َ‬
‫ك ْف ِرِهم‪ ،‬ﱡﲳ ﲴﱠ‬ ‫ﲱﱠ وتغَطاوا بِثِياهبم‪ ،‬كي ال يََرْوين ﱡﲲﱠ وأقاموا على ُ‬
‫ِ‬
‫اإلميان‪.‬‬ ‫وبالغوا يف التَّ َك ُّب على قَ ِ‬
‫بول‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫اس لِيُؤمنوا بالل‪ ،‬فَيَ ْن َج ْون بذلك ِمن ِعقابِه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الر ُس ِل خريٌ كلها‪ ،‬فهم يدعون النا َ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫إن َد ْع َوةَ ُّ‬
‫اس لِ َد ْع َوتِه‪ ،‬ليس ِمن أسباب فَ َش ِل‬ ‫وع َدم قَ ِ‬
‫بول النا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املش َّقة اليت يُّلقيها ال اداعيَة إىل الل‪َ ،‬‬
‫العنَت و َ‬ ‫إن َ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ؤمن بِه اإال ال َقلِيل‪.‬‬
‫رق َكثِريةٍ‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت وبِطُ ٍ‬‫كل وقْ ٍ‬
‫قومه يف ِّ َ‬
‫السّلم َدعا َ‬ ‫نوح عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫َد ْع َوته‪ ،‬فهذا ٌ‬
‫اس‪.‬‬‫وحتسي َع ْر ِضها لِلنا ِ‬‫الدعوةِ‪ ،‬واإلصرار عليها‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬من ال َفوائد اليت جينيها ال اداعيَة إىل الل‪ :‬تَ ْن ِويع طُُرق َّ َ‬
‫استِكباراً‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن املوت له أَجل م َق َّدر‪ِ ِ َّ ،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫فإن من ُسنَّته أن يُواجهَ ال اداعيَة من األنبِياء وأتباع ِهم ْ‬ ‫‪ -4‬من ُسنَّة الل َّ َ َ ٌ ُ‬
‫ِمن قَ ْوِمهم‪ ،‬فّل يُ ْؤِمنون هبم‪ ،‬وال يَتَّبِعوهنم‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫بادة‪.‬‬‫عز َّ ِ‬
‫وجل بِالع َ‬ ‫الدعوة إىل إفر ِاد اللِ َّ‬ ‫السّلم و ِ‬
‫اح َدة‪ ،‬وهي َّ‬ ‫الر ُسل عليهم َّ‬
‫أصل َد ْع َوة ُّ‬
‫‪ُ ‬‬
‫أي هذه األنو ِاع أن َكَره‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع التَّوحيد‪ ،‬و ا‬
‫مادة التَّوحيد‪ :‬اُذكر أنو َ‬
‫در ْستها يف َّ‬
‫‪ -‬من خّلل َمعلوماتك اليت َ‬
‫املشركون‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل م ِ‬
‫ناسبة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫استَ ْغشى ثِيابَه‬
‫ْ‬
‫أصار‬
‫َ‬
‫‪71‬‬
‫وفعل ذلك أكثر ِمن‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -2‬أصاب َزِميلَك إحباطاً عندما َّبي اخلطأ للذين كانوا يتَ َّ‬
‫املدرسة‪َ ،‬‬
‫حدثون يف َمسجد َ‬
‫مرة‪ ،‬ولكن دون جدوى‪ ،‬فماذا تقول له ؟‬ ‫َّ‬
‫املسجد‪ ،‬وناقِ ْشها مع ُزَمّلئِك‪ ،‬مث ِّ‬
‫دون يف َِ‬
‫دفَّتك هذه‬ ‫يدةٍ يف املدرسة أو ِ‬
‫س‪ -3‬احبث عن فِ ْكَرةٍ َد َع ِويَّة َج ِد َ‬
‫ِ‬
‫الفكرة وميِّزاهتا‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الدرس الثَالث والعشرون‬
‫ورة نُوح من اآلية رقم (‪ )8‬إلى اآلية رقم (‪)14‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫وو َع َدهم‬ ‫ِِ‬ ‫السّلم يف د ْعوةِ قَوِمه والنُّصح هلم‪ ،‬فاَتذ َّ ٍ ِ ِ ِ‬
‫كل طري َقة ُمناسبَة للتَّأثري عليهم وإقناعهم‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫نوح عليه َّ‬
‫اجتَهد ٌ‬
‫اآلخرة إن هم آمنوا بِه‪ ،‬ولكنَّهم أصُّروا على ِ‬
‫تكذيبِهم‬ ‫الدنيا مع ما ي َّد ِخره الل هلم يف ِ‬ ‫بِالثَّواب ِ‬
‫العاجل يف ُّ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫فرهم‪ ،‬ويف هذا املعىن يقول سبحانَه وتعاىل ِحكايَةً عن نوح عليه َّ‬
‫السّلم‪:‬‬ ‫وُك ِ‬
‫ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ‬

‫ﳉﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔ‬

‫ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ [ نوح‪.]14 - 8 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫السّلم يف َد ْع َوةِ قَ ْوِمه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬بَيا ُن اجتهاد نوح عليه ا‬
‫االستِغفار‪.‬‬
‫بعض مثرات ْ‬‫‪ ‬بَيان ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َكثِرياً ُمتَتابِعاً‪.‬‬ ‫ِمدراراً‬
‫ال َتافُون‪.‬‬ ‫ال تَ ْر ُجون‬
‫تَ ْع ِظيماً‪.‬‬ ‫َوقاراً‬
‫ضغَةً ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫فعلَ َقةً‪ ،‬فَ ُم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أَطْواراً‬
‫حاالً بعد حال‪ ،‬نُطْ َفةً‪َ ،‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫بعضهم بعضاً‪.‬‬ ‫اهَرًة حيث يرى ُ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹﱠ مث إين َد َعوهتم مجيعاً إىل اإلميان ُجم َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ت مرتَِف ٍع يف ٍ‬ ‫الد ْعوة بِ ٍ‬
‫حال‪،‬‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫أعلَْنت هلم َّ َ َ‬ ‫ﱡ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ مث إين ْ‬ ‫(‪)2‬‬
‫حال أخرى‪.‬‬‫ت خ ِفي يف ٍ‬‫وأسررت هبا بِ ٍ‬
‫ص ْو َ‬ ‫َ‬
‫ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ فقلت لَِقومي‪َ :‬سلوا َربَّ ُكم غُفرا َن ذُنُوبِ ُكم‪ ،‬وتُوبوا إليه‬ ‫(‪)3‬‬
‫باده َور َجع إليه‪.‬‬‫ِمن ُك ْف ِرُكم إنَّه تعاىل كان غَ افاراً لِمن تاب ِمن ِع ِ‬
‫َ َ‬
‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ إن تتوبوا وتستَ ْغ ِفروا يُ ِّنزل اللُ عليكم املطََر َغ ِزيراً ُمتَتابِعاً‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪73‬‬
‫وجيعل لكم َحدائق‬ ‫ﱡﱉﱊﱋﱠ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﱆ ﱇ ﱈﱠ ويُكثر أموالَكم وأوال َدكم‪،‬‬
‫ِ‬
‫األهنار اليت تَ ْس ُقون منها َزْر َع ُكم‬
‫َ‬ ‫وجيعل لكم‬ ‫تَ ْن َعمون بِثما ِرها ومجاهلا‪ ،‬ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱠ َ‬
‫ومو ِاشيكم‪.‬‬ ‫َ‬
‫وسلطانَه ؟‬ ‫ِ‬
‫(‪ )6‬ﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ مالَ ُكم ‪ -‬أيُّها القوم ‪ -‬ال َتافون عظَ َمةَ الل ُ‬
‫ضغَة‪ ،‬مث ِعظاماً‪ ،‬مث‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ وقد َخلَ َق ُكم يف أطوا ٍر ُمتَ َد ِّر َجة‪ :‬نُطْ َفة‪ ،‬مث َعلَقة‪ ،‬مث ُم ْ‬
‫ظام حلماً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َكسا الع َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫اض‪.‬‬‫دود وإعر ٌ‬‫ص ٌ‬‫احلق‪ ،‬ولو كان فيهم ُ‬ ‫اس إىل ِّ‬ ‫‪ -1‬األَ ْم ُر بِاملثابََرة واالستِمرار يف َد ْع َوة النا ِ‬
‫كل َهم فَ َرجاً‪َ ،‬ورزقَه ِمن حيث ال‬ ‫ومن ِّ‬ ‫كل ِض ٍيق خمرجاً‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫غفار َج َعل اللُ له ِمن ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -2‬من لَ ِزَم االست َ‬
‫حيتَ ِسب‪.‬‬
‫ووجود األهنا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬من مثرات االست ْغفار اليت ذكرهتا اآليات‪ :‬نُزول املطَر الغَ ِزير‪ ،‬وَكثْ َرة األوالد واألموال‪ُ ،‬‬
‫والبَساتِي‪.‬‬
‫مير هبا‪ ،‬لِتكون باباً إىل ِعبادةِ‬ ‫اإلنسان حبالِه ِمن نَ ْشأتِه األُوىل إىل تَطَاوراتِه اليت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الدعوة إىل تَ َف ُّكر‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫َ‬
‫ﲓ ﲕ ﲖ ﱠ [الذاريات‪.]٢١:‬‬ ‫ﲔ‬ ‫اللِ‪ ،‬كما قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲒ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫االستِغفا ِر‪.‬‬ ‫الدالَّة على فَ ْ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضل ْ‬ ‫رعيَّة َ‬ ‫بالرجوع إىل َمصادر التَّعلُّم املختَلفة‪ ،‬اُذكر َ‬
‫بعض النُّصوص َّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫السّلم مع قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومه‪.‬‬ ‫نوح عليه َّ‬ ‫الدع ِويَّة اليت ْ‬
‫استَ ْخ َدمها ٌ‬ ‫يب َّ‬
‫س‪ -1‬خلِّص من اآليات األسال َ‬
‫س‪ -2‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱠ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ما معىن ( وقاراً ) يف هذه اآليَة ؟‬
‫العْب ِد لَِربِّه َّ‬
‫عز وجل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ -‬اض ِرب أمثلَةً على تَوقري َ‬
‫أهم مثرات االستِغفار‪.‬‬
‫س‪ -3‬اُذكر ا‬

‫‪74‬‬
‫الدرس الرابع والعشرون‬
‫ورة نُوح من اآلية رقم (‪ )15‬إلى اآلية رقم (‪)20‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫السّلم يف َد ْع َوِة قَ ْوِمه‪ ،‬حيث تُبَ ِّي اآليات التاالية ما قام به عليه َّ‬
‫السّلم‬ ‫وح عليه َّ‬ ‫تست ِمر اآليات يف ِذ ْك ِر اجتِ ِ‬
‫هاد نُ ٍ‬ ‫َ‬
‫أنعم به علي ِهم ِمن أنواع النَّعِيم‪ ،‬لِيُ ْد ِركوا بذلك َّ‬
‫أن اللَ‬
‫ِبظاهر قُ ْدرِة اللِ تعاىل وع ِجيب ِ‬
‫صْنعه‪ ،‬وما َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومه ِ‬ ‫ِمن تذكِ ِري قَ ِ‬
‫ضّلً عن‬ ‫بادة دون ما سواه ِمن املخلوقات اليت ال َتلِك لِنَ ْف ِسها ‪ -‬فَ ْ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاىل اخلالق القادر املنعم هو املستَح اق للع َ‬
‫ضراً وال نَ ْفعاً‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬
‫غريها ‪ -‬ا‬
‫ﱡﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬

‫ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ ﲀﲁ‬

‫ﲂ ﱠ [ نوح‪.]20 - 15 :‬‬
‫موضوع اآليات‪:‬‬
‫بعض م ِ‬
‫ظاهر قُ ْدرةِ اللِ تعاىل ونِع ِمه على ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫باده‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬ذ ْكر ِ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫كالبِساط‪ ،‬فهي ُمْنبَ ِسطَة تَ ْنتَ ِفعون هبا‪.‬‬ ‫بِساطاً‬
‫طُرقاً و ِاس َعة‪.‬‬ ‫فِجاجاً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ﱢ ﱠ أمل ينظُروا كيف خلَق الل سبع مساو ٍ‬
‫ات ُمتطابِقة‬ ‫ﱡﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ َ‬
‫بعضها فوق بعض ؟‬
‫السماوات نوراً‪ ،‬وجعل‬ ‫ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ وجعل ال َقمر يف هذه َّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫يستضيء به أهل األرض‪.‬‬ ‫الشمس ِمصباحاً مضيئاً ِ‬‫َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األرض إنشاءً‪.‬‬ ‫ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ والل أنشأ أصلَ ُكم ِمن‬ ‫(‪)3‬‬
‫وخيرجكم يوم البَ ْعث إخراجاً‬
‫األرض بعد املوت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱠ مث يُعِيد ُكم يف‬ ‫(‪)4‬‬
‫َّ‬
‫حمققاً‪.‬‬
‫مه َدة كالبِساط‪.‬‬
‫األرض َّ‬
‫َ‬ ‫ﱡ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ والل جعل لكم‬ ‫(‪)5‬‬
‫ﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ لِتَ ْسلُكوا فيها طُرقاً و ِاس َعةً‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪75‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الدعوة إىل التَّ ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن التَّ ُّ‬
‫فكر‬ ‫يق إىل اإلميان وتَوحيده‪ ،‬لذا كانت هذه َّ َ‬ ‫فكَر يف ما َس َّخره اللُ لإلنسان طَ ِر ٌ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫اس إىل اإلميان‪.‬‬‫ِمن َوسائِل األنبِياء يف دعوةِ النا ِ‬
‫ياس حال اإلنسان على النَّ ِ‬
‫بات‪ ،‬فكما خيرج النَّبات‬ ‫إشارة إىل حدوث البَ ْعث‪ ،‬وذلك بِِق ِ‬ ‫‪ -2‬يف اآليات َ‬
‫ِمن األرض خيرج اإلنسا ُن منها بعد َوفاتِه‪.‬‬
‫قادر‪ ،‬كما قال‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ومهما اجتَهد يف تَ ْب ِديل هذا َّ‬
‫السكن فإنَّه غري ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرض هي َس َكن‬
‫َ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫أن‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱠ [طه‪.]٥٥ :‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أنعم بِه علي ِهم ِمن أنو ِاع النِّ َعم‪ ،‬لِيش ُكروه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬يُنَبِّه اللُ تعاىل يف كث ٍري من آيات القرآن الكرمي ع َ‬
‫باده إىل ما َ‬
‫صيَتِه‪.‬‬‫يك له‪ ،‬ويقوموا ِبا أوجب عليهم ِمن طاعتِه وتَرِك مع ِ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫على نِ َع ِمه فيعبُدوه َ‬
‫وحده ال َش ِر َ‬
‫وبي كيف يكون ُش ْك ُرها‪.‬‬‫‪ -‬تَ َذ َّكر ثَّلثاً ِمن هذه النِّ َعم‪ِّ ،‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫بعضها بِبَ ٍ‬
‫عض ؟‬ ‫األرض غري منب ِسطٍَة بل ِجباالً ِ‬
‫شاه َقة يتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ -1‬ما األضرار املَّتتِّبة على َك ْو ِن‬
‫صل ُ‬ ‫َُ‬
‫تتحدث عن اإلعجاز العِ ِ‬
‫لم ِّي يف‬ ‫املدرسة وطالِع الكتب اليت َّ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -2‬ارجع ‪ -‬باالسَّتشاد ِبعلِّمك ‪ -‬إىل مكتبة َ‬
‫ِ‬
‫مس ِسراج‪ ،‬مث ِّ‬
‫دون‬ ‫َ‬ ‫الش‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وبأن‬ ‫‪،‬‬ ‫نور‬
‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫صِ‬
‫ف ال َقمر بِ‬ ‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ن‬‫م‬‫الدالالت اليت نأخذها ِ‬ ‫القرآن العظيم‪ ،‬مث انظُر إىل َّ‬
‫ّلصة ذلك يف دفَّتك‪.‬‬ ‫ُخ َ‬
‫وضح ذلك ِمن اآليات‪.‬‬ ‫عوة إىل الل‪ِّ ،‬‬ ‫الد َ‬ ‫أحد َوسائِل َّ‬
‫الدنيا َ‬‫فكر فيما َس َّخره اللُ لإلنسان يف هذه ُّ‬ ‫س‪ -3‬التَّ ُّ‬

‫‪76‬‬
‫الدرس الخامس والعشرون‬
‫تَفسير ُسورة نوح من اآلية رقم (‪ )21‬إلى اآلية رقم (‪)25‬‬
‫ووصف َد ْع َوته لَِق ْوِمه‪ ،‬وما جاءهم بِه من البَيان‬‫السّلم‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫السابقة عن نَبيِّه نوح عليه ا‬‫حكى اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫الَّتهيب تارةً أخرى‪ ،‬ويف اآليات التاالية حيكي الل تعاىل عن نوح‬ ‫الَّت ِغيب تارةً‪ ،‬و َّ‬
‫املتنو َعة املشتَ ِملة على َّ‬
‫الدعوة ِّ‬ ‫و َّ‬
‫الض ِ‬ ‫غريه ِمن أئِ َّمة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّلل‪،‬‬ ‫صف َم ْوقف قَ ْومه منه ومن َد ْع َوته‪ ،‬حيث إهنم مع هذا كلِّه َع َ‬
‫ص ْوه واتَّبعوا َ‬ ‫السّلم َو ْ‬ ‫عليه َّ‬
‫أغرقَ ُهم اللُ تعاىل بِالطُّوفان‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬
‫ولذلك َ‬
‫ﱡﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ‬

‫ﲥﲧﲨﲩﲪﲫﲬ ﲭ‬
‫ﲦ‬ ‫ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ‬

‫ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ [ نوح‪.]25 - 21 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫حل هبم ِمن العُقوبَة‪.‬‬ ‫‪ ‬بيا ُن َموقِف قَ ْوِم نُ ٍ‬
‫وح عليه السّلم منه ِ‬
‫ومن َد ْع َوته‪ ،‬وما َّ‬ ‫ا‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫نَ ْقصاً بِز َ‬
‫يادهتم يف الطُّغيان وال ُك ْف ِر‪.‬‬ ‫َخساراً‬
‫َكيداً كبرياً‪.‬‬ ‫َم ْكراً ُكبااراً‬
‫ال تََّتُكوا‪.‬‬ ‫ال تَ َذ ُر ان‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ك ِذيب‪ ،‬ﱡﲈ‬
‫طاعيت وتَ ْ‬ ‫رب َّ ِ‬
‫إن قومي بالَغوا يف َع َدِم َ‬ ‫ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱠ قال نوح‪ :‬يا ِّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫الضالِّي الذين مل تَ ِزْد ُهم أمواهلم‬ ‫الرؤساء ا‬ ‫الضعفاءُ منهم ُّ‬‫ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ واتَّبَع ُّ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫اآلخرة‪ ،‬وذلك عي النَّ ْقص يف احل ا‬ ‫وعقاباً يف ِ‬‫الدنيا ِ‬
‫ضّلالً يف ُّ‬
‫أوالدهم اإال َ‬
‫و ُ‬
‫الضعفاء َم ْكراً عظيماً‪.‬‬ ‫ّلل بِتابِعِي ِهم ِمن ُّ‬
‫الض ِ‬
‫وم َكر ُرؤساء َّ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ َ‬
‫بادةِ اللِ َو ْح َده اليت يَ ْدعُو إليها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بادة آهلتكم إىل ع َ‬
‫ِ‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ وقالوا هلم‪ :‬ال تَّتكوا ع َ‬
‫وسواع‬
‫أصنامكم‪ ،‬وهي ُود ُ‬ ‫نُوح‪ ،‬ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ وال تََّتكوا َ‬
‫أصنام كانوا يعبدوهنا ِمن دون الل‪.‬‬
‫ويَغُوث ويَعوق ونَ ْسر‪ ،‬وهي ٌ‬

‫‪77‬‬
‫احلق ِبا َزيَّنوا هلم ِمن طَ ِريق‬
‫اس عن ِّ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ وقد أبعد ِ‬
‫هؤالء املتبُوعون كثرياً ِمن النا ِ‬ ‫ََ‬
‫ألنفسهم بال ُكفر والعِناد‬ ‫الضّلل‪ ،‬ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ وال تَ ِزد هؤالء الظااملي ِ‬ ‫الغوايَة و َّ‬
‫احلق‪.‬‬
‫اإال بُعداً عن ِّ‬
‫(‪ )5‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵﲶ ﲷ ﲸ ﱠ فبسبب ذنوهبم وإصرا ِرهم‬
‫ب واإلحراق‪،‬‬ ‫على ال ُكفر والطُّغيان أُغ ِرقوا بالطُّوفان وأُدخلوا ‪ -‬عقب اإلغراق ‪ -‬ناراً َع ِظيمةَ اللَّ َه ِ‬
‫َ‬
‫عذاب اللِ‪.‬‬
‫َ‬ ‫صرهم أو ي ْدفَع عنهم‬ ‫ِ‬
‫فلم جيدوا من دون الل َمن يَْن ُ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫سل َشكى قَ ْوَمه‬ ‫العزم ِمن ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫السّلم من ذوي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشكوى إىل الل سبحانَه‪ ،‬فهذا نوح عليه ا‬
‫‪ -1‬م ِ‬
‫شروعيَّة َّ‬ ‫َ‬
‫إىل َربِّه‪.‬‬
‫وإما تَ ِزييناً‬
‫الضعفاء؛ اإما َخ ْوفاً منهم‪ ،‬ا‬ ‫احلق يَ ْكثُر ِمن ال ُكب ِاء‪ ،‬مث يَتَّبِعُهم ُّ‬
‫ّلل والبُ ْع َد عن ِّ‬‫الض َ‬‫أن َّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫لباطل الذي ُهم فيه‪.‬‬ ‫لِ ِ‬
‫الشيطا ُن إىل‬ ‫جال صاحلي‪ ،‬لَ اما ماتوا َو ْس َوس َّ‬ ‫ود وسواع وي غُوث وي عوق ونَسر) أمساء ِر ٍ‬
‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫‪ -3‬كانت ( ا ُ َ‬
‫ِ‬ ‫قومهم أن ي ِقيموا هلم التَّماثِيل و ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫فلما ذَ َهب‬ ‫اعة إذا رأوها‪ ،‬ا‬ ‫الصور؛ ليَ ْن َشطوا ‪ -‬بَِزعمهم ‪ -‬على الطا َ‬ ‫ُ‬
‫بأن أسّلفَهم كانوا يعبدون هذه‬ ‫الشيطا ُن َّ‬ ‫وخلَ َف ُهم َغريُهم‪َ ،‬و ْس َوس هلم َّ‬ ‫ِ‬
‫وطال األََمد‪َ ،‬‬
‫هؤالء ال َق ْوُم َ‬
‫لج اه ِال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫طاوِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫معبود ًة ل ُ‬
‫الزَمن َ‬ ‫التَّماثيل‪ ،‬وحترمي بناء القباب على ال ُقبور؛ ألهنا تصري مع تَ ُ‬
‫حصل لَِق ْوِم نُ ٍ‬
‫وح‬ ‫ِ‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬كما َ‬ ‫ذاب‪ ،‬وهو اإما إن يقع يف ُّ‬ ‫الع ُ‬ ‫يجة ال ُكف ِر والطُّغيان َ‬
‫‪ِ َّ -4‬‬
‫أن نَت َ‬
‫ِ‬
‫الدنيا؛‬‫ذاب يف ُّ‬ ‫لمة ومل يقع عليه َع ٌ‬ ‫فمن مات من الطُّغاة الظَّ َ‬ ‫وغ ِريهم‪ ،‬ا‬
‫وإما أن يُ َؤ َّخر إىل يوم القيامة‪َ ،‬‬
‫يام ِة‪ ،‬والعِياذ بِالل‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫فإنَّه قد أ ِّ‬
‫ُخَر إىل َعذاب يوم الق َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫بعِ‬
‫ص َي اللُ تعاىل بِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشرك بالل هو أعظَم ذَنْ ٍ ُ‬ ‫‪ِّ ‬‬
‫الشرك‪ ،‬واذ ُكر‬
‫مفهوم ِّ‬
‫َ‬ ‫بارةٍ ِمن عندك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ -‬من خّلل َمعلوماتك اليت َد َر ْستها يف كتاب التَّوحيد‪َ ،‬ح ِّدد يف ع َ‬
‫ودلِيّلً على حترميه‪.‬‬
‫اعه‪َ ،‬‬
‫أنو َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ث يف َعّلقَِة النا ِ‬
‫اس بِ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصاحلي الذين ذكرهتم اآليات يف‬
‫الرجال ا‬ ‫لس َل التاار ِخي َّي للتَّ َح ُّوِل الذي َح َد َ‬
‫َّس ُ‬
‫ضع الت َ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫خطو ٍ‬
‫ات ُمَرتَّبَ ِة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫هّلك األَُمم ؟‪ ،‬استَ ِد ال على ما تقول ِمن اآليات‪.‬‬ ‫س‪ -2‬ما سبب ِ‬
‫َ‬
‫‪78‬‬
‫س‪ -3‬ما معىن‪َ :‬م ْكراً ُكبااراً ؟‬

‫‪79‬‬
‫الدرس السادس والعشرون‬
‫ورة‬
‫ورة نُوح من اآلية رقم (‪ )26‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫ألف َسنَ ٍة اإال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السّلم يف َد ْع َوة قَ ْومه ‪ -‬حيث ظَ َّل يدعُوهم إىل الل تعاىل َ‬ ‫نوح عليه َّ‬ ‫ويل الذي َم َكثَه ٌ‬ ‫بعد العُ ُم ِر الطَّ ِ‬
‫فلما َعلِم‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد غري َمن َآمن به‪ ،‬ا‬
‫ِ ِ ِ‬
‫السّلم أنَّه لن يُ ْؤمن من قَ ْومه َ‬ ‫ِ‬
‫أخب اللُ تعاىل نَبيَّه نوحاً عليه ا‬‫مخسي عاماً ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫إضّلل َمن يأت‬ ‫ِ‬ ‫أحداً حىت ال يَ ْستَ ِماروا يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السّلم بذلك َدعا َربَّه أن يُ ْهل َك ُهم مجيعاً‪ ،‬وال يُْبقي منهم َ‬
‫وح عليه َّ‬ ‫نُ ٌ‬
‫بعد ُهم‪ ،‬قال الل تعاىل‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﱡﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ‬

‫ﳙﳛﳜﳝﳞﳟ ﳠ‬
‫ﳚ‬ ‫ﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ‬
‫ﱠ [ نوح‪.]28 - 26 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫املغفرةِ لِ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫السّلم هبّلك الكاف ِرين‪ ،‬وبِ َ ُ‬
‫لمؤمن َ‬ ‫وح عليه َّ‬
‫‪ُ ‬دعاء نُ ٍ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫يار من يَ ُدور فيها ويَتَ َحَّرك‪.‬‬
‫الد َ‬
‫أحداً من يَ ْس ُك ُن ِّ‬ ‫َديااراً‬
‫وهّلكاً‪.‬‬ ‫َخساراً َ‬ ‫تَباراً‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫السّلم بعد يَأْ ِسه ِمن إمياهنم‪:‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠوقال نُوح عليه َّ‬
‫ِ‬
‫األرض يدور ويتَ َحَّرك‪.‬‬ ‫رب ال تَّتُك ِمن الكافرين بك أحداً حيااً على‬‫ِّ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱠ أي‪ :‬إنَّك إن تََّتُكهم ‪ -‬فّل هتلِكهم‬
‫احلق َش ِديد ال ُكفر‬
‫أرحام ِهم اإال مائِل عن ِّ‬ ‫احلق‪ ،‬وال ِ‬
‫يأت ِمن أصّلهبم و ِ‬ ‫بادك عن طَ ِر ِيق ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬يُضلُّوا ع َ‬
‫بِك والعِ ِ‬
‫صيان لك‪.‬‬
‫ﳙﳛﳜﳝﳞ‬
‫ﳚ‬ ‫ﱡﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ‬ ‫(‪)3‬‬
‫ِ‬ ‫رب ِ‬
‫دخ َل بييت ُم ْؤِمناً‪ ،‬و ِّ‬
‫لكل املؤمني واملؤمنات بِك‪ ،‬وال تَ ِزد‬ ‫وألمي وأيب‪ ،‬ول َمن َ‬
‫اغفر يل‪ِّ ،‬‬ ‫ﳟﱠ ِّ‬
‫وخ ْسراناً يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكافرين اإال َهّلكاً ُ‬

‫‪80‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫قومه‬‫السّلم حي دعا على ِ‬ ‫وح عليه َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬م ِ‬
‫شروعيَّة ُّ‬
‫َ‬ ‫الدعاء على الك افار ال ُمصِّرين على ال ُك ْفر‪ ،‬كما فَ َعل نُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫حتقق ِمن إصرا ِرهم أهنم لن يُ ْؤِمنوا به‪.‬‬ ‫باإلهّلك حي َّ‬
‫الدعاء له‬ ‫مات على ال ُك ْفر‪ ،‬كما وقَع إلبر ِاهيم مع أبيه‪ ،‬حيث تَ َرك ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الدعاءَ بِاملغفَرة ل َمن َ‬ ‫‪ -2‬ال يقبَل اللُ ُّ‬
‫يد ُّل على إمياهنِما باللِ‪.‬‬
‫نوح ألبَ َويْه ُ‬‫فإن ُدعاءَ ٍ‬ ‫مات على ال ُك ْفر‪ ،‬ولَ اما كان األمر كذلك؛ َّ‬ ‫لَ َما َ‬
‫الد ِ‬
‫عاء لِنَ ْف ِسه‪ ،‬مث يَ ْدعُو لِغَ ِْريه‪.‬‬ ‫الدعاء أن ي بتَ ِدأ ال اد ِ‬
‫اعي بِ ُّ‬ ‫‪ِ -3‬من ِ‬
‫آداب ُّ‬
‫َْ‬
‫الدعاء هلما‪ ،‬وقد كان ذلك ِمن ُسنَن األنبِياء‪ ،‬حيث يَ ْدعُون آلبائ ِهم املؤمني بِاراً‬ ‫‪ِ -4‬من بِِّر الوالِ َديْن ُّ‬
‫هبم‪.‬‬
‫وح حينَما دعا لِ َمن َد َخ َل بَْيتَه‬
‫عوة إلخوانك املسلمي‪ ،‬كما فعل نُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫آخي يف اللِ َّ‬
‫الد َ‬
‫حماسن التَّ ِ‬
‫‪ِ -5‬من ِ‬
‫الدين‪.‬‬‫املؤمنات إىل يَ ْوِم ِّ‬
‫املؤمنات‪ ،‬وهذا يشمل مجيع املؤمني و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املؤمنِي و ِ‬ ‫لكل ِ‬‫ودعا ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُمؤمناً‪َ ،‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪ ‬حمبَّة املؤمني وحمبَّة اخل ِري هلم ِمن اإلميان‪.‬‬
‫ي بعضهم لِبَ ْعض‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫األسباب اليت تُ َق ِّوي حمبَّة املؤمن َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ناقِش مع ُزمّلئِك‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ِ‬
‫باهلّلك ؟‬ ‫السّلم َد ْع َوته على قَ ْوِمه‬
‫نوح عليه َّ‬ ‫س‪ -1‬بَ َعلَّل ُ‬
‫املغفَرة لِوالِ َديْه ؟‬
‫السّلم بِ ِ‬‫وح عليه َّ‬ ‫س‪ -2‬ما ال َفوائِد اليت نَستَ ْنتِجها ِمن ُدعاء نُ ٍ‬
‫الس َورة ؟‬
‫آخر ُّ‬ ‫السّلم يف ِ‬ ‫نوح عليه َّ‬
‫عاء ٍ‬ ‫الدعاء اليت تُست ْنبط ِمن د ِ‬ ‫آداب ُّ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫س‪ -3‬ما ُ‬

‫‪81‬‬
‫الدرس األول‬
‫ورة الجن من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)7‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صنَع‬‫أحدهم بواد خموف قال‪ :‬أعوذ بِ َسيِّد هذا الوادي من ُس َفهاء قَ ْومه‪ ،‬فإذا َ‬ ‫أهل اجلاهليَّة العرب إذا نزل ُ‬ ‫كان ُ‬
‫بادة لغ ِري‬‫ِ‬
‫صَرف هذه الع َ‬ ‫وجل؛ إذ َ‬
‫عز ا‬ ‫اجلن وازداد ُك ْف ُرها‪ ،‬وزادت اإلنسا َن َخ ْوفاً وذُ ْعراً وُك ْفراً بالل َّ‬
‫ذلك تَعاظَ َمت ُّ‬
‫الل تعاىل‪ ،‬ويف ذلك يقول ُسبحانه‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱔ‬
‫ﱓﱕﱖﱗ‬
‫ﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬
‫ﱯﱰﱱ ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽ ﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄ‬

‫ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ[ ا‬
‫اجلن‪.]7 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم لِ ِ‬
‫لج ِّن و ِ‬
‫اإلنس‪.‬‬ ‫‪ ‬عُموم ِرسالَة َّ‬
‫وجل عن النَّقائِص‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫‪ ‬تَن ِزيهُ اللِ َّ‬
‫بادةٌ ِمن العِبادات‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬االستعا َذة ع َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الع َشرة‪.‬‬
‫مجاعة بي الثَّّلثَة إىل َ‬
‫َ‬ ‫نَ َفر‬
‫َعظَ َمة َربِّنا‪.‬‬ ‫َج ُّد َربِّنا‬
‫جاهلنا وهو إبلِيس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َس ِف ُيهنا‬
‫قوالً بَعِيداً عن ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫َشطَطاً‬
‫يَلُوذون ويستَ ِجريون‪.‬‬ ‫يَعوذُو َن‬
‫وس َفهاً‪.‬‬
‫طُغياناً َ‬ ‫َرَهقاً‬

‫‪82‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫مجاعةً ِمن ِّ‬
‫اجلن‬ ‫أن َ‬ ‫إيل َّ‬
‫حممد ‪ -‬أَْو َحى اللُ َّ‬‫(‪ )1‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠأي‪ :‬قُل ‪ -‬يا َّ‬
‫وم ِهم‪ :‬إناا‬‫قد استَمعوا لِتِّلوِت لِل ُقرآن‪ ،‬ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬فلما مسعوه قالوا لَِق ِ‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاحتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مسعنا قُرآناً بَديعاً يف بَّل َغته وفَ َ‬
‫فص َّدقْنا بِه‪.‬‬
‫احلق واهلدى‪ ،‬ﱡ ﱒ ﱓ ﱠ أي‪َ :‬‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠأي‪ :‬يدعُو إىل ِّ‬
‫وجّللِه‪ ،‬ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱠ‪ :‬ما َّاَت َذ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠأي تَعالَت َعظَ َمةُ َربِّنا َ‬
‫َزْو َجةً وال َولَداً‪.‬‬
‫أن س ِفيهنا ‪ -‬وهو إبليس ‪ -‬كان يقول على اللِ‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ‪ ،‬أي‪ :‬و َّ َ َ‬
‫الولَد للِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصاحبَة و َ‬ ‫الصواب حيث َّادعى ا‬ ‫تعاىل قوالً بَعِيداً عن ِّ‬
‫احلق و َّ‬
‫أن أحداً لن ي ْك ِذب على اللِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠأي‪ :‬وأناا َحسْبنا َّ َ‬
‫احبَة والولد إليه‪.‬‬ ‫اجلن يف نِسب ِة الص ِ‬ ‫تعاىل‪ ،‬ال ِمن اإلنس وال ِمن ِّ‬
‫َ ا‬
‫جال ِمن‬ ‫اإلنس يستَجريون ب ِر ٍ‬
‫جال من ِ َ ْ‬
‫(‪ )6‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي‪ :‬كان ِر ٌ ِ‬
‫قومه‪ ،‬يقولون ذلك لئا اّل‬ ‫جلن‪ ،‬فإذا نزل الك افار وادياً قالوا‪ :‬نعوذ بسيِّد هذا الوادي ِمن سفهاء ِ‬ ‫ا ِّ‬
‫ُ‬
‫اجلن عندما استَعاذوا هبم طُغياناً‬ ‫اجلن أذى‪ ،‬ﱡ ﲀ ﲁ ﱠ أي‪ :‬فزاد الك ُف ُار َّ‬ ‫صيبهم ِمن ِّ‬ ‫يِ‬
‫ُ‬
‫اإلنس واجلِ ان‪.‬‬
‫اجلن تقول‪ :‬قد ُس ْدنا َ‬ ‫أن َّ‬ ‫وسفهاً‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫َ‬
‫اإلنس حسبوا كما حسبتم ‪-‬يا‬ ‫أن ك اف َار ِ‬ ‫(‪ )7‬ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﱠ أي‪ :‬و َّ‬
‫أن الل تعاىل لن يبعث أحداً بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اجلن ‪َ َّ -‬‬ ‫َم ْعشر ا‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫املؤمن والكافِر‪.‬‬ ‫اجلن م َكلَّفون باإلميان‪ ،‬ووجودهم ح يق‪ ،‬واإلميان هبم و ِاجب‪ ،‬ومنهم ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫أن َّ ُ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫اجلن‪.‬‬
‫لإلنس و ِّ‬ ‫عامةٌ ِ‬ ‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم َّ‬ ‫أن رسالَةَ النَّ ِّ‬‫‪َّ -2‬‬
‫احلق واهلدى‪.‬‬ ‫يهدي َمن َآمن به واتَّبعه إىل ِّ‬ ‫أن القرآ َن ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫أشرك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صرفها لغريه فقد َ‬ ‫ومن َ‬ ‫صرفها اإال لل‪َ ،‬‬ ‫بادةٌ ال جيوز َ‬ ‫‪ -4‬االستعاذَة ع َ‬
‫لمسلِم إذا نزل َمنزِالً أن يقول‪ " :‬أعوذ ب َكلِمات اللِ التا اامات ِمن َشِّر ما َخلَق "‪ ،‬فإنَّه ال‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬املشروع ل ُ‬
‫صيبُه َش ْيءٌ حىت يَ ْر ِحتل‪.‬‬ ‫يِ‬
‫ُ‬

‫‪83‬‬
‫وم َّدعي ِع ْل ِم الغَيب‪ ،‬قال رسول الل صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫الشديد لِلمسلِم ِمن اللُّ ِ‬
‫جوء لِ َّ‬ ‫التَّ ِ‬
‫لس َحرة واملشع ِوذين ُ‬ ‫ُ‬ ‫حذير َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه‬
‫فص َّدقَه فقد َك َفر ِبا أُن ِزل على َّ‬ ‫ِ‬
‫الل عليه وسلَّم‪َ ":‬من أتى كاهناً أو َعارافاً فسألَه َ‬
‫وسلَّم "‪.‬‬
‫اإلميان بالب عث بعد ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُوجوب‬ ‫‪-7‬‬
‫َْ‬
‫الذنوب وأقبَ ِحها‪.‬‬ ‫ال َك ِذب على اللِ ِمن أعظَم ُّ‬ ‫‪-8‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اجلن و ِ‬
‫اإلنس‬ ‫جعل ُك اف َار ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ ما ال اداعي الذي َ‬
‫يَظُنُّون هذا الظَّ َّن ؟‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ما معىن قولنا يف استِفتاح َّ‬
‫الصّلة‪ ":‬وتعاىل َج ُّدك "؟‬
‫ضع عّلمة (صح) أمام ما يَنطَبِق عليه معىن (نَ َفر)‪:‬‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫)‪.‬‬ ‫عشر (‬ ‫عد ُدهم ثَّلثَة َ‬‫مجاعة َ‬
‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ب‪ -‬مجاعة َع َد ُدهم اثنان‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫مجاعة َع َد ُدهم سبعة‬
‫َ‬ ‫ج‪-‬‬
‫نزول قولِه تعاىل‪ :‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ‪.‬‬ ‫س‪ -3‬اُذكر سبب ِ‬
‫ََ‬
‫س‪ -4‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ‪.‬‬
‫‪ -‬ا ْشَرح اآليَة باختِصار‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫تفسير سورة الجن من اآليَة رقم (‪ )8‬إلى اآلية رقم (‪)12‬‬
‫صلون هبا إىل أماكِن قريبَ ٍة ِمن َّ‬
‫السماء يستَ ِمعون ما تقوله‬ ‫اجلن ِمن ال ُقدرة شيئاً عظيماً جعلَهم ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أعطى اللُ تعاىل َّ‬
‫اهلرب‪.‬‬ ‫املّلئِكة‪ ،‬ومع ذلك أي َقنوا أهنم أعجز ِمن أن يفوتوا الل إذا أراد هبم أمراً‪ ،‬أو يست ِطيعوا حىت َّ ِ‬
‫جمرد الفرار و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويف هذا يقول تعاىل‪:‬‬
‫ﲛﲝﲞ‬
‫ﲜ‬ ‫ﱡ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬
‫ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵ‬
‫ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﱠ [اجل ان‪- 8 :‬‬
‫ﲶﲷ ﲹ‬
‫‪.]12‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫السمع‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫ماء بعد بِعثَة النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫اسَّتاق َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ ‬حايَة َّ‬
‫اجلن وعقائِدهم‪.‬‬
‫‪ ‬أَ ْحو ُال ِّ‬
‫ب منه‪.‬‬‫الضرر أو اهلر ِ‬
‫َ‬ ‫اجلن عن َدفْ ِع َّ َ‬
‫‪َ ‬ع ْج ُز ِّ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ِ‬
‫ض الذي حي ِر ُق َمن يُ َ‬
‫رسل عليه‪.‬‬ ‫ب املن َق ا‬
‫مجع شهاب‪ ،‬وهو‪ :‬ال َكوَك ُ‬ ‫ُش ُهباً‬
‫اصداً يَ ََّتقَّب‪.‬‬‫رِ‬ ‫صداً‬ ‫َر َ‬
‫ذاهب وفَِرق‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫َ‬ ‫طَرائِ َق‬
‫خمتَلِ َفة‪.‬‬ ‫قِ َدداً‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫اجلن ‪ -‬طَلَْبنا‬
‫معشر ِّ‬‫(‪ )1‬ﱡ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ أي وأناا ‪َ -‬‬
‫وم َّدت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ َّ ِ‬
‫حيرسوهنا‪ُ ،‬‬
‫السماء‪ ،‬الستماع كّلم أهلها‪َ ،‬فو َج ْدناها ُملئَت باملّلئ َكة ال َكثريين الذين ُ‬ ‫بُلو َ‬
‫يقَّتب منها‪.‬‬‫ب احمل ِرقَِة اليت يُ َرمى هبا َمن َِ‬ ‫بِ ُّ‬
‫الش ُه ِ‬

‫‪85‬‬
‫اضع؛ لِنَ ْستَ ِمع‬
‫السماء مو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أي‪ :‬وأناا ُكناا قبل ذلك نتَّخذ من َّ َ‬
‫السمع ِجيد‬ ‫اق َّ‬ ‫إىل أخبا ِرها‪ ،‬ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ أي‪ :‬فمن ُحيا ِول اآلن ِ‬
‫اسَّت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫باملرصاد حي ِرقُه‪.‬‬ ‫له ِشهاباً‬
‫اجلن ‪ -‬ال نعلَم َشراً أر َاد اللُ أن يُن ِزلَه‬
‫معشر ِّ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي‪ :‬وأناا ‪َ -‬‬
‫وهدى‪.‬‬ ‫األرض‪ ،‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ أي‪ :‬خرياً ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأهل‬
‫ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ أي‪ :‬وأناا ِمنا األبرار املتَّقون‪ ،‬ومناا قَ ْوٌم دون‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲹ‬
‫ذاهب خمتَلِ َفة‪.‬‬
‫اق‪ ،‬كناا فِرقاً وم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ذلك‪ُ ،‬ك اف ٌار وفُ اس ٌ‬
‫قبضتِه‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي‪ :‬وأناا أيْ َقناا َّ‬
‫أن اللَ قادٌر علينا‪ ،‬وأنَّنا يف َ‬
‫وسلطانه‪ ،‬فلَن نَ ُفوتَه إذا أراد بنا أمراً أينَما كناا‪ ،‬ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ أي‪ :‬ولن نستَ ِطيع أن نُ ْفلِت‬ ‫ُ‬
‫ِمن ِعقابِه َهرباً إىل َّ‬
‫السماء إن أراد بِنا ُسوءاً‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫السمع ِمن َّ‬
‫السماء‬ ‫اجلن ِمن ِ‬
‫اسَّتاق َّ‬ ‫أنزل القرآن؛ ُمنِ َع ُّ‬‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم و َ‬ ‫الر َ‬‫ث اللُ َّ‬ ‫‪ -1‬لَ اما بَ َع َ‬
‫عاف الع ِ‬
‫قول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فبطَلت بذلك ِّادعاءات م َّد ِعي ِع ْل ِم الغَي ِ ِ‬
‫العارافي الذين يُغَِّررون ض َ ُ‬ ‫ب من ال ُك اهان و َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بِ َك ِذهبم و ِ‬
‫افَّتائِهم‪.‬‬
‫ويكذبون معها مائِة َك ْذبَة ويُبَ لِّغوهنا ألعواهنم ِمن‬‫الك ْذبة ِ‬ ‫السمع‪ ،‬فيأخذون ِ‬
‫َ‬ ‫اجلن يَ ْس ََِّتقون َّ ْ َ ُ‬ ‫‪ -2‬كان ُّ‬
‫ال ُك اهان واملشع ِوِذين‪.‬‬
‫الشَّر إليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬ ‫اجلن مع اللِ حيث يلم ي ِ‬
‫نسبوا َّ‬ ‫ب ُم ْؤِمن ِّ‬
‫َ‬ ‫تأد ُ‬
‫ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫اخلري إليه‪ ،‬فقالوا‪:‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ‪.‬‬ ‫ونسبوا َ‬ ‫ﲬ ﱠ‪َ ،‬‬
‫الصاحلون‪ ،‬ومنهم ال ُف اساق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫اجلن ذوو َمذاهب خمتَلفة‪ ،‬منهم املؤمنون‪ ،‬ومنهم الك افار‪ ،‬ومنهم ا‬ ‫أن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد من عباده‪ ،‬وال ينجو منه ها ِر ٌ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب ال يُغلَب‪ ،‬وال يفوتُه َ‬ ‫‪ -5‬اللُ ‪ -‬جل وعّل ‪ -‬غال ٌ‬
‫ذهب إليهم مل تُ ْقبَل له‬ ‫فمن َ‬ ‫يذهب إىل ال ُك اهان وغ ِريهم ِمن العرافِي و َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -6‬ال جيوز ملسل ٍم أن َ‬
‫الس َحَرة‪َ ،‬‬ ‫ا‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم كما‬ ‫ص َّدقَهم ِبا يقولون فقد َك َفر ِبا أُن ِزَل على َّ‬ ‫ِ‬
‫صّلة أربَعي يَ ْوماً‪ ،‬وإن َ‬ ‫َ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫ثبَت عن النَّ ِّ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ضر بِدلِ ٍيل َع ْقلِي ِّبي يف هذه اآليَة‪َ ،‬و ِّ‬
‫ضح ذلك‪:‬‬ ‫باجلن يف َج ْل ِ‬
‫‪ ‬قطَع اللُ تعاىل التَّعلُّق ِّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫‪86‬‬
‫أيت يف َسطْرين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِمن َّ‬
‫السماء ؟‪ ،‬صف ما ر َ‬ ‫أيت يوماً ِشهاباً يَْن َق ُّ‬
‫س‪ -1‬هل ر َ‬
‫ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ؟‬ ‫اجلن‪ :‬ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲹ‬ ‫س‪ -2‬ما معىن قولِه تعاىل عن ِّ‬
‫اجلن مع اللِ ‪َّ ...‬‬
‫تأمل اآليات‪ ،‬مث بَ ِّي ذلك‪.‬‬ ‫ب ُمؤمن ِّ‬ ‫ِ‬
‫اآليات ما يشري إىل َأد ِ‬ ‫س‪ -3‬يف‬
‫ُ‬
‫ب‪:‬‬‫اخَّت ماا يلِي ُك َّل َمن كان ُم َّد ِعيااً لِلغَْي ِ‬
‫س‪َ - 4‬‬
‫العاراف )‪.‬‬ ‫ف– َ‬ ‫( آكِل ِّ‬
‫الربا ‪ -‬قا ِرئ ال َك ا‬

‫‪87‬‬
‫الدرس الثالث‬
‫ورة الجن من اآلية رقم (‪ )13‬إلى اآلية رقم (‪)18‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫سار َع ِة‬ ‫اجلن شيئاً ِمن أحواهلم وعقائِدهم املختلِفة‪َ ،‬شر ِ‬
‫ع يف ذ ْك ِر ُم َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السابقة عن ِّ‬ ‫لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫اإلميان باللِ طَ َمعاً فيما ِع َ‬
‫نده‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ -‬إىل‬
‫هؤالء النَّ َفر ‪ -‬الذين استَ َمعوا إىل النَّ ِّ‬
‫اآلخرة‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫الدنيا قبل ِ‬
‫يامة الذين لو أسلَموا لَتَوالَت علي ِهم اخلريات يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫مث ذكر م َ ِ ِ‬
‫آل املعاندين يوم الق َ‬ ‫َ‬
‫ﱡﳊﳋﳌﳍ ﳎ ﳐ‬
‫ﳏﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ ﱁﱂﱃﱄ‬
‫ﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬
‫ﱆ‬
‫ﱜ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦﱧ ﱨ ﱩ ﱪ‬
‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛ ﱝ‬

‫ﱫﱬﱭﱮﱯﱠ [ ا‬
‫اجلن‪.]18 - 13 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫حال املؤمني ِمن ِّ‬
‫اجلن يف ُّ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫‪ ‬حال الك افار ِمن ِّ‬
‫اجلن يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫إخّلص الع ِ‬
‫بوديَّة للِ َّ‬
‫وجل‪.‬‬
‫عز ا‬ ‫ِ ُ‬ ‫رورة‬
‫ض َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫نَ ْقصاً‪.‬‬ ‫خبساً‬
‫ظُْلماً وإهانَةً‪.‬‬ ‫َرَهقاً‬
‫اجلائِرو َن الظاالِ ُمون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القاسطُو َن‬
‫صدوا‪.‬‬ ‫قَ َ‬ ‫حتروا‬
‫َّ‬
‫اإلسّلم‪.‬‬ ‫الطَّري َقة‬
‫َكثِرياً‪.‬‬ ‫َغ َدقاً‬
‫يُ ْد ِخ ْله‪.‬‬ ‫يَ ْسلُ ْكه‬
‫َش ِديداً شاقااً‪.‬‬ ‫ص َعداً‬‫َ‬

‫‪88‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﱠ أي‪ :‬ال ُقرآن‪ ،‬ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ‬ ‫(‪)1‬‬
‫يادةٍ يف َسيِّئاتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ أي‪ :‬فإنَّه ال خيشى نَ ْقصاً من َحسناته‪ ،‬وال ظُلماً بِ ِز َ‬
‫اخلاضعون للِ بالطااعة‪ِ ،‬‬
‫ومناا‬ ‫اجلن ‪ِ -‬مناا ِ‬ ‫معشر ِّ‬ ‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ أي‪ :‬وأناا ‪َ -‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫فمن‬ ‫حادوا عن طَ ِريق ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلق‪ .‬ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ أي‪َ :‬‬ ‫اجلائرون الظاالمون الذين ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصواب‪ ،‬واجتَهدوا يف اختيا ِره فهداهم اللُ‬ ‫احلق و َّ‬ ‫يق ِّ‬ ‫طر َ‬‫قصدوا َ‬ ‫خضع لل بالطااعة فأولئك الذين َ‬ ‫َ‬
‫إليه‪.‬‬
‫ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱠ أي‪ :‬و اأما اجلائِرون عن طر ِيق اإلسّلم فكانوا َوقوداً جلهنَّم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سار ال ُك افار ِمن اإلنس‬ ‫ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ يقول الل تعاىل‪ :‬إناه لو َ‬ ‫(‪)4‬‬
‫الرْزق‪ ،‬ﱡ‬‫ألنزلْنا عليهم ماءً كثرياً‪ ،‬ولََو َّس ْعنا عليهم يف ِّ‬ ‫ِ‬
‫اجلن على طَري َقة اإلسّلم ومل حييدوا عنه َ‬ ‫و ِّ‬
‫كرون نِ َعم اللِ عليهم ؟‪ ،‬ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬
‫َ‬ ‫ﱛ ﱜ ﱠ أي‪ :‬لِنَ ْختَِبهم‪ :‬كيف يَ ْش ُ‬
‫العمل به يُ ْد ِخله اللُ َعذاباً‬‫ماع القرآن و َ‬ ‫طاعة الل واستِ ِ‬ ‫ومن يُع ِرض عن َ‬ ‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫َش ِديداً شاقااً‪.‬‬
‫غريه‪،‬‬ ‫املساجد لِعِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي‪ :‬و َّ‬
‫بادة الل‪ ،‬فّل تَ ْعبُدوا فيها َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫(‪)5‬‬
‫املساج َد مل تُ ْب اإال لِيُ ْعبَ َد اللُ فيها َو ْح َده‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بادة فيها‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫وأخلِصوا له ُّ‬
‫الدعاء والع َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫سارعوا إىل اإلميان بالقرآن عندما مسعوه‪ ،‬فكانوا أهدى ِمن ك افار‬ ‫‪ -1‬الثَّناء على ِ‬
‫اجلن الذين َ‬ ‫هؤالء ِّ‬
‫احلجة عليهم‪.‬‬
‫ضوا مع قيام َّ‬ ‫أعر ُ‬ ‫َّ‬
‫مكة الذين عانَدوا و َ‬
‫كرِمه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقصده َّ‬
‫فإن اللَ يهديه إليه ِبنِّه و َ‬ ‫شد َ‬ ‫الر َ‬
‫احلق و ُّ‬
‫‪َ -2‬من طلَب َّ‬
‫وحطَبِها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاد عن طر ِيق اإلسّلم فهو من َوقُود َج َهنَّم َ‬ ‫‪َ -3‬من َ‬
‫الدنيا وخري اآلخرة‪.‬‬ ‫الرزق‪ ،‬وخريُ ُّ‬ ‫حتصل هبا ِس َعة ِّ‬
‫الدين والثَّبات عليه ُ‬ ‫قامة يف ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬االست َ‬
‫أن اللَ خيتبهم فيما يُؤتِي ِهم من‬ ‫عمةَ اللِ ليدميها علي ِهم‪ ،‬ويعلموا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬جيب على العباد أن يشكروا ن َ‬
‫النِّ َعم‪.‬‬
‫أح ٌد غريه‪ ،‬كما ال جيوز أن تُ ْد َخ َل فيها ال ُقبور؛ لِئَ اّل‬ ‫ِ‬
‫بيوت الل فّل جيوز أن يُعبَد فيها َ‬
‫ِ‬
‫‪ -6‬املساجد ُ‬
‫ِ‬
‫فمن فعل ذلك فهو َم ْلعُو ٌن‪.‬‬ ‫يكون ذلك َذ ِر َيعة إىل ع َ‬
‫بادهتا‪َ ،‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫قام عبادات كثرية‪ ،‬اُذكر مخساً ِمن هذه العبادات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وجل فيها تُ ُ‬
‫عز َّ‬
‫بيوت الل َّ‬
‫‪ ‬املساجد ُ‬
‫‪-2 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-4 ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪-5‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫تأمل يف اآليات ُمستَ ْنبِطاً منها ال َفوائِد ُّ‬
‫الدني ِويَّة واألخرِويَّة لّلست َ‬
‫قامة‪:‬‬ ‫س‪َّ -1‬‬
‫القيامة لكل ِمن‪:‬‬ ‫س‪ -2‬ما اجلزاء يوم ِ‬
‫‪ -‬املسلم الثاابِت على طَر ِيق اإلسّلم‪:‬‬
‫حاد عن طر ِيق اإلسّلم‪:‬‬ ‫‪َ -‬من َ‬
‫س‪ -3‬ما معىن قوله تعاىل‪:‬ﱡ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ ؟‬
‫وتأمل‪:‬‬
‫فكر َّ‬ ‫س‪ِّ -4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اكتُب رسالةً إىل ِزميلك تُ َو ِّ‬
‫صلَّ َ‬
‫يت‬ ‫ضح له فيها مدى تَضايُقك من أصوات اهلواتف احملمولة يف املسجد الذي َ‬
‫السيِّئة‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬وتقَّتح ِعّلجاً هلذه الظا ِ‬
‫اهَرة َّ‬ ‫َ‬

‫‪90‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫ورة الجن من اآلية رقم (‪ )19‬إلى اآلية رقم (‪)24‬‬ ‫تفسير ُس َ‬
‫أعجز ِمن ذلك حىت‬ ‫ضر؛ إذ هم َ‬ ‫ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ُ‬ ‫اجلن يف َج ْل ِ‬‫السابَِقة التَّ َعلُّ َق بِ ِّ‬
‫لَ اما قَطَع اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن‬
‫ب ماا حي ال هبم من الل تعاىل‪ ،‬قَطَع هنا سبحانَه التَّ َعلُّق بِالنَّ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلر َ‬
‫ِ‬
‫أهنم ال يستطيعون َ‬
‫وحده‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نب يُبَ لِّغ ِرسالَةَ َربِّه َّ‬ ‫دون اللِ يف َج ْل ِ‬
‫الض ُّار هو الل َ‬
‫وجل‪ ،‬والناافع ا‬ ‫عز َّ‬ ‫ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ضر‪ ،‬فإمنا هو ي‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ‬ ‫قال‬
‫ﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬
‫ﲞﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧ ﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ‬
‫ﲟ‬ ‫ﲜﲝ‬

‫ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ [ اجل ان‪.]24 - 19 :‬‬


‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وجل‪.‬‬ ‫‪ ‬إخّلص الع ِ‬
‫بوديَّة للِ َّ‬
‫عز ا‬ ‫ُ ُ‬
‫‪ ‬مالِك ِّ‬
‫الضر والنَّ ْف ِع هو اللُ سبحانَه‪.‬‬
‫‪ ‬مآل ال ُك افا ِر يف ِ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫بادتِه‪.‬‬‫ي عبده‪ ،‬ويدعو النا ِ ِ‬
‫اس لع َ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬ ‫يَ ْدعُوه‬
‫مجاعات ُمَّتاكِ َمة‪ ،‬بعضها فوق بعض‪.‬‬ ‫لِبَداً‬
‫حيمين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُِجيريُين‬
‫َم ْل َجأً أفُِّر إليه‪.‬‬ ‫ُم ْلتَ َحداً‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم يعبُد َربَّه ويسأَلُه‪،‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أي‪ :‬وأنه لَ اما قام َّ‬
‫اجلن يكونون عليه مجاعات‬ ‫وحده‪،‬ﱡ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠأي‪ :‬كان ُّ‬ ‫بادةِ اللِ َ‬ ‫ِ‬
‫ويدعو إىل ع َ‬
‫اجلن واإلنس أن‬ ‫حام ِهم لِ َسماع ال ُقرآن منه‪ .‬وقيل‪ :‬كان ُّ‬
‫ازد ِ‬‫مَّتاكِمة‪ ،‬بعضها فوق بعض‪ِ ،‬من ِش َّدة ِ‬
‫َُ َ‬
‫صَر ِدينَه و َّ‬ ‫نور اللِ‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أعز ُجْن َده‪.‬‬ ‫لكن اللَ نَ َ‬ ‫ضوا على رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم ليُطْفئوا َ‬‫يَْن َق ُّ‬

‫‪91‬‬
‫حممد ‪ -‬هلؤالء الك ُفار‪ :‬إمنا أعبُد ريب‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠ أي‪ :‬قُل ‪ -‬يا َّ‬
‫بادةِ أحداً‪.‬‬‫ِ‬
‫معه يف الع َ‬‫وحده ال أُ ْش ِرك َ‬
‫َ‬
‫أقدر أن أدفَع عنكم‬ ‫حممد ‪ -‬هلم‪ :‬إين ال ِ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ أي‪ :‬قُل ‪ -‬يا َّ‬
‫وحيمين‬‫ضراً‪ ،‬وال أجلِب لكم نَ ْفعاً‪ ،‬ﱡ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﱠ أي‪ :‬قل‪ :‬إين لن ي ْن ِق َذين ِ‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫صْيتُه‪ ،‬ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ أي‪ :‬ولن أجد من دونه ملجأ أفر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد إن َع َ‬
‫من عذاب الل َ‬
‫إليه من عذاب الل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي‪ :‬لكن أملِك أن أُبَلِّغَ ُكم عن اللِ ما أمرين بِتَْبلِيغِه لكم‪ ،‬ورسالَتِه‬
‫ﱡﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱠ‬ ‫اليت أرسلن هبا إلي ُكم‬
‫صر املشركون‬ ‫(‪ )5‬ﱡﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ أي‪ :‬حىت إذا أبْ َ‬
‫أقل ُجْنداً‪.‬‬
‫ومعيناً‪ ،‬و ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أضعف ناصراً ُ‬
‫وعدون به من العذاب فسيعلَمون عند ُحلوله هبم‪َ :‬من َ‬
‫ما يُ َ‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫صرف منها شيئاً لغري اللِ فقد‬ ‫وحده‪ ،‬ومنها‪ُّ :‬‬ ‫بادةِ للِ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬وجوب ِ‬
‫ومن َ‬
‫الدعاء‪َ ،‬‬ ‫ص ْرف مجي ِع أنو ِاع الع َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫أشرك‪.‬‬
‫َ‬
‫ّلح يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫القرآن واستِ ِ‬
‫املؤمن على تعلُّ ِم ِ‬ ‫‪ -2‬ينبغي أن حي ِرص ِ‬
‫ليحصل اهلدى وال َف َ‬‫ماعه ِّ‬
‫نصر‬ ‫إطفاء نُوِر اإلسّلم‪ ،‬وما زالوا‪ ،‬و َّ‬‫اجلن على ِ‬ ‫أعداء اإلسّلم ِمن اإلنس و ِّ‬ ‫‪ -3‬تكالُب ِ‬
‫لكن اللَ تعاىل يَ ُ‬
‫ِدينَه‪ ،‬ويُظ ِهر َكلِ َمتَه ولو َك ِرهَ الكافرون‪.‬‬
‫ِ‬
‫بإدخال اهلداية إىل‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم هي تبلِيغ ِّ‬
‫الرسالَة‪ ،‬ومل ي َكلِّ ْفه الل سبحانَه‬ ‫الر ِ‬‫مهمة َّ‬
‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫قلوهبم‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفض ِل‬
‫وص َفه اللُ هبا يف َ‬ ‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم‪ :‬العبوديَّة لل‪ ،‬ولذا َ‬ ‫أوصاف َّ‬ ‫أشرف‬ ‫‪ -5‬من َ‬
‫ال‪ :‬ﱡﲭ‬ ‫قام اإلنز ِ‬
‫الدعوة‪ :‬ﱡ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ ‪ ،‬وقال يف م ِ‬ ‫قام َّ‬ ‫األحو ِال‪ ،‬فقال يف م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ [الكهف‪ ،]١:‬ويف َمقام اإلسراء‪ :‬ﱡ ﱁ‬

‫ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ [اإلسراء‪.]١:‬‬
‫صيَةُ اللِ ورسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم يف األو ِامر والنَّواهي‪.‬‬ ‫أسباب ِ‬
‫اخللود يف الناار مع ِ‬
‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن أعظَم‬ ‫‪-6‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫حدد اآليَة اليت ُّ‬
‫تدل على ما يأت‪:‬‬ ‫السابقة‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استك لآليات ا‬ ‫‪ ‬من خّلل در َ‬
‫بادة‪:‬‬‫ِ‬ ‫‪ُّ -1‬‬
‫الدعاء هو الع َ‬
‫‪92‬‬
‫‪ -2‬ال ُك ْفر خيلِّد ِ‬
‫صاحبَه يف الناار‪:‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ِّ -1‬بي َمعاين ال َكلِمات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬لِبَداً‪:‬‬
‫‪ُ -‬م ْلتَ َحداً‪:‬‬
‫ِ‬
‫اآليات على ذلك ؟‬ ‫بادةِ للِ َو ْح َده دون ِسواه‪ ،‬كيف تَ ْستَ ِدل ِمن‬‫ِ‬
‫ص ْرف الع َ‬
‫س‪ -2‬جيب َ‬
‫ِ‬
‫فسر قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ ‪.‬‬
‫س‪ِّ -3‬‬

‫‪93‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ورة‬
‫ورة الجن من اآلية رقم (‪ )25‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ت قِ ِ‬
‫يام‬ ‫أن منه ما مل يظْ ِهر عليه أحداً ِمن خ ْل ِقه‪ ،‬كعِْل ِم وقْ ِ‬ ‫وجل َّبي سبحانَه َّ‬ ‫ب إىل اللِ َّ‬ ‫لَ اما كان ِع ْلم الغَْي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عز ا‬ ‫ُ‬
‫الساعة‪ ،‬مىت تقوم ؟‬ ‫َّ‬
‫أكم ِل َو ْج ٍه‪ ،‬و اأما ما َعدا ُرِسلِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومنه ما يُطْلع عليه َمن ارتَضاهُ من ُر ُسله‪ ،‬ويكون حمفوظاً إىل أن يَت ام إبّلغُه على َ‬
‫ِ‬
‫ب واالطِّ ِ‬
‫ّلع عليه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫السحرة فإهنم ِ‬
‫عاجزون عن َمع ِرفَة الغَْي ِ‬
‫وجل كال ُك اهان و َّ َ َ‬ ‫عز ا‬ ‫َّ‬
‫ﱡﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ‬
‫ﳎ ﳏ ﳐ ﳑﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ‬

‫ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﱠ [اجلن‪.]28 - 25:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ ‬ما ِمن أَ َح ٍد يَطَّلِع على َشي ٍء ِمن الغَْي ِ‬
‫ب اإال َمن ْارتَضاه اللُ تعاىل ِمن ُر ُسلِ ِه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ما ْأد ِري‪ ،‬ف (إن) هنا نافِيَة‪.‬‬ ‫إ ْن ْأد ِري‬
‫ُم َّدة طَ ِويلَةً‪.‬‬ ‫أََمداً‬
‫يُطْلِع‪.‬‬ ‫يُظْ ِهر‬
‫يُْرِسل‪.‬‬ ‫يَ ْسلُك‬
‫حيرسونَه‪.‬‬
‫ح َفظَةً ُ‬ ‫صداً‬
‫َر َ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حممد ‪ -‬هلؤالء املشركي‪ :‬ما‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﱠ أي‪ :‬قُل ‪ -‬يا ا‬
‫ِ ِ‬
‫أدري أهذا العذاب الذي ُوعدت به قَ ِر ٌ‬
‫يب َزَمنُه‪ ،‬أم جيعل له َريب ُم َّدةً طَ ِويلَة ؟‬
‫وحده عامل ِبا غاب عن األبصار ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ‬
‫ﱡ ﳄ ﳅ ﱠ أي هو سبحانَه َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اختاره اللُ‬
‫أحداً من َخ ْلقه‪ ،‬ﱡﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ أي‪ :‬اإال َمن َ‬ ‫أي‪ :‬فّل يُطْلع على َغْيبِه َ‬
‫ب‪ ،‬ﱡ ﳑﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ‬ ‫ض الغَْي ِ‬ ‫لِ ِرسالَتِه وارتَضاه‪ ،‬فإنَّه يُطْلِعهم على بَ ْع ِ‬
‫ومن َخ ْل ِفه‬
‫سول ِ‬
‫الر ِ‬‫رسل ِمن أمام َّ‬
‫ﳘ ﱠ أي‪ :‬فإذا أطْلَع الل رسولَه على بعض الغَيب فإنَّه ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َمّلئِ َكةً حيفظونَه ِمن ِّ‬
‫اجلن‪ ،‬لئَ اّل يَ ْس ََِّتقوه ويَ ْه ِمسوا بِه إىل ال َك َهنَة‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الر ُس َل قَ ْب لَه كانوا‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم َّ‬
‫أن ُّ‬ ‫الر ُ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أي‪ :‬لِيَ ْعلَم َّ‬
‫الس ْم ِع ِمن ِّ‬
‫اجلن‪،‬‬ ‫الص ْد ِق‪ ،‬وأنَّه قد ُح ِفظ كما ُح ِفظوا ِمن ُم ْس ََِّتقِي َّ‬ ‫على ِمثْل حالِه ِمن التَّبلِيغ بِ ِّ‬
‫احلق و ِّ‬
‫الشرائِع‬
‫وباطناً ِمن َّ‬ ‫ظاهراً ِ‬ ‫أن الل سبحانَه أحا َط ِع ْلمه ِبا عندهم ِ‬
‫ُ‬ ‫ﱡ ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ أي‪ :‬و َّ َ‬
‫كل‬
‫أحصى َع َد َد ِّ‬ ‫واألخبار‪ ،‬ال يَ ُفوتُه منها َش ْيءٌ‪ ،‬ﱡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ أي‪ :‬أنَّه تعاىل قد ْ‬
‫ف عليه منه َش ْيءٌ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َش ْيء‪ ،‬فلم خيْ َ‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الغيب فقد ك َذب‪ ،‬وهو كافِر ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ‬ ‫ومن َّادعى َ‬ ‫وحده‪َ ،‬‬‫ب ال يعلَ ُمه اإال الل َ‬ ‫‪ -1‬الغَْي ُ‬
‫ﱠ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ [النمل‪.]٦٥:‬‬
‫ﱜﱝﱞﱟ ﱡ‬
‫وحترسهم املّلئِ َكة ِمن ُم ْس ََِّتقِي‬
‫ب‪ُ ،‬‬ ‫ض الغَْي ِ‬ ‫صطَِفيهم ِمن ُّ‬
‫الرسل على بَ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُطْلع اللُ َمن يَرتَضي ِهم ويَ ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫كامّلً بِّل زيادةٍ وال نُ ٍ‬
‫وحي إليهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫قصان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫السمع؛ ليُ َؤُّدوا ما أُ َ‬
‫ومن َخ ْل ِف ِهم‪.‬‬‫الرس ِل ِمن بي أيدي ِهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أعمال املّلئ َكة كث َرية‪ ،‬ومنها‪ :‬ح ْفظ ُّ ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫شاملَة‪ ،‬ال يَ ُفوتُه َش ْيءٌ ِمن َخ ْل ِقه‬
‫تامة ِ‬ ‫كامل‪ ،‬ال خيفى عليه شيء‪ ،‬وإحاطَة اللِ ِ‬
‫خبلقه َّ‬ ‫ٌَْ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ع ْل ُم الل واس ٌع ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫صغِرياً‪.‬‬
‫َكبِرياً أو َ‬
‫فاؤه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وخ ُ‬‫إحصاءُ الل سبحانَه وتعاىل َع َد َد ُك ِّل َش ْيء‪ ،‬مهما كان َح ْج ُمه وَكثْ َرتُه َ‬ ‫‪-5‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اعة‪.‬‬
‫الس َ‬ ‫فسرة أنَّه ْ‬
‫استأثَر بع ْلم َوقْت قيام ا‬ ‫وجل يف اآليات امل َّ‬ ‫عز َّ‬
‫‪ ‬ذَكر اللُ َّ‬
‫لمها‪:‬‬‫‪ -‬اُذكر أربعة أخرى استَأثَر الل بِعِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪-2 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-4 ،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪95‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫الرجوع لِلكتاب)‪:‬‬ ‫ومعناها (دون ُّ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬صل بي ال َكلمة َ‬
‫ِ‬
‫حيرسونَه‪.‬‬
‫َح َفظَة ُ‬ ‫‪ -‬أمداً‪:‬‬
‫ُم َّدة طَ ِويلَة‪.‬‬ ‫صداً‪:‬‬‫‪َ -‬ر َ‬
‫مدة قَ ِ‬
‫ص َرية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬يَ ْسلُك‪:‬‬
‫يرسل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السؤال‪:‬‬‫س‪ -2‬استَ ْنبِط ِمن اآليات َجواباً هلذا ُّ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ ( -‬هل يعرف الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم َم ْوعد الق َ‬
‫يامة ) ؟‬
‫الع َم ِل الذي يَ ُقومون بِه‪ ،‬فما هو ؟‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ورد يف اآليات ذ ْك ُر َوظي َفة املّلئ َكة و َ‬
‫س‪َ - 3‬‬
‫س‪ -4‬اقرأ هذا اجلزء ِمن اآلية واستَ ْخ ِرج فائِ َدةً منها‪:‬‬
‫‪ -‬ﱡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الدرس السادس‬
‫المزمل من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)9‬‬ ‫سورة ُ‬
‫تَ فسير َ‬
‫ِ‬
‫وبإرسال‬ ‫أكرَمه اللُ تعاىل بِ ِرسالَتِه وابتَ َدأَه بإنز ِال َو ْحيِه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫صل من رسول الل صلى الل عليه وسلم أنَّه حي َ‬
‫ح ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حصل أنَّه رأى أمراً مل يَر مثْ لَه‪ ،‬وال يَ ْقدر على الثَّبات له اإال املرسلون فاعَّتاه يف ابتداء ذلك ان ِز ٌ‬
‫عاج‬ ‫بيل إليه‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫الو ْحي‪ ،‬مث َأمره‬
‫بات‪ ،‬وتابَع عليه َ‬ ‫حي رأى جبيل‪ ،‬فأتى إىل أهله وقال‪َ " :‬زِّملوين‪َ ،‬زِّملوين "‪ ،‬مث ألقى اللُ عليه الثَّ َ‬
‫أفضلِها وهو قِيام اللَّيل‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الصّلة‪ ،‬ويف آ َكد األوقات و َ‬‫ف العِبادات وهي َّ‬ ‫هنا بأشر ِ‬
‫َ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ‬
‫ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬
‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ [املَّزِّمل‪.]9 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الَّت ِغيب يف قِ ِ‬
‫يام اللَّيل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املتَ َزِّمل‪ :‬املتَ لَِّفف بِثِيابِه‪.‬‬ ‫املزِّمل‬
‫َّ‬
‫اقرأ بِتُ َؤَده و ُّ‬
‫َتهل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َرتِّل‬
‫َع ِظيماً‪.‬‬ ‫ثَِقيّلً‬
‫صّلة اللَّيل اليت تكون بعد النَّوم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ناشئَة اللَّيل‬
‫َ‬
‫ب‪.‬‬‫تَأثِرياً يف ال َق ْل ِ‬ ‫َوطْئاً‬
‫ص َوب قِراءَة‪.‬‬ ‫أَبْ َي قَوالً‪ ،‬وأَ ْ‬ ‫أَقْ َوُم قِيّلً‬
‫ضاء احلاجات‪.‬‬ ‫فَراغاً وتَصُّرفاً لَِق ِ‬ ‫َسْبحاً‬
‫َ‬
‫انْ َق ِطع‪.‬‬ ‫وتَبَتَّل‬

‫‪97‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم بعدما‬ ‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱠ أي يا أيُّها املتَ لَِّفف بِثِيابِه‪ ،‬وهو ِخطاب لِ ِ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬
‫مرة فأصابَه اخلوف‪ ،‬فجاء إىل أهلِه فقال‪ِّ ":‬زملوين‪ِّ ،‬زملوين "‪.‬‬ ‫بيل َّأول َّ‬
‫رأى ج َ‬
‫ِ‬
‫لصّلةِ يف اللَّيل اإال يَ ِسرياً منه ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ أي‪ :‬قُم‬ ‫ﱡ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أي‪ :‬قُم لِ َّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ث‪ ،‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ أو ِزد على النِّصف‬ ‫صل إىل الثُّلُ ِ‬ ‫نِصف اللَّ ِيل أو ان ُقص ِمن النِّصف قَلِيّلً‪ ،‬حىت تَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫احلروف‬
‫َ‬ ‫صل إىل الثُّلُثَ ْي‪ ،‬ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ أي‪ :‬اقرأ ال ُقرآن بِتُ َؤَدةٍ و ُّ‬
‫َتهل ُمبَ يِّناً‬ ‫حىت تَ ِ‬
‫ساعد على التَّ َدبُّر وال َف ْه ِم‪.‬‬ ‫فإن ذلك ي ِ‬ ‫الوقوف َّ‬
‫ُ‬ ‫وُ‬
‫حممد ‪ -‬قُرآناً َع ِظيماً‪ُ ،‬م ْشتَ ِمّلً على‬ ‫ﱡ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ أي‪ :‬إناا َسنُن ِزل عليك ‪ -‬يا ا‬ ‫(‪)3‬‬
‫العقائِد واألخيا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األوامر والنَّواهي و َ‬
‫ف اللَّ ِيل بعد ِ‬ ‫إن العِبادة اليت تنشأ يف جو ِ‬
‫القيام من النَّوم هي‬ ‫َ َْ‬ ‫ﱡ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ أي‪َ َّ :‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ب اللِّسا َن عند التِّّلوة‪ .‬وﱡﱢ ﱣﱠ أي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أش ُّد تأثرياً يف ال َق ْلب‪ ،‬حيث يُواطئ ويُوافق فيها ال َق ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ب ِمن م ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪.‬‬‫شاغ ِل ُّ‬ ‫وأَبْي قَ ْوالً‪ ،‬لفر ِاغ ال َق ْل ِ َ‬
‫صُّرفاً وتَ َقلُّباً يف َمصاحلك‪ ،‬وا ْشتِغاالً‬ ‫إن لك يف النَّهار تَ َ‬ ‫ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ أي‪َّ :‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫بادةِ َربِّك‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫بأُموِر ِّ‬
‫الرسالَة‪ ،‬فَ َفِّرغ نَ ْف َسك ليّلً لع َ‬
‫فادعُه به‪ ،‬ﱡ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ أي‪:‬‬ ‫اسم َربِّك‪ْ ،‬‬
‫حممد ‪َ -‬‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي‪ :‬واذ ُكر ‪ -‬يا َّ‬
‫عبادتِك ﱡ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ أي‪ :‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تاماً يف َ‬
‫وان َقطع إليه انقطاعاً ا‬
‫مجيع أمورك إليه‪.‬‬
‫وفوض َ‬ ‫معبود حبق اإال هو‪ ،‬فاعتَ ِمد عليه‪ِّ ،‬‬
‫مالك املشا ِرق واملغا ِرب ال َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ناسب حالَه ِمن تَ َزُّم ٍل‬ ‫‪ -1‬تَكرمي اللِ تعاىل لِ َّلر ِ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم حيث تَلَطَّف معه فَخاطَبه ِبا ي ِ‬
‫َ ُ‬
‫فقال‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂﱠ‪.‬‬
‫الصلوات اخلمس‪،‬‬ ‫الر ِ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم يف َّأول اإلسّلم قبل فرض َّ‬ ‫وجوب قِ ِ‬
‫يام اللَّ ِيل على َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫وهذا ِمن خصائِصه صلَّى الل عليه وسلَّم قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬

‫ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱠ [اإلسراء‪.]٧٩ :‬‬
‫أقل الوتر َرْك َعة‪.‬‬ ‫أفضل نَوافِل َّ‬
‫الصّلة‪ ،‬وأفضل القيام صّلة الوتر‪ ،‬و ُّ‬ ‫يام اللَّيل وهو َ‬ ‫استِحباب قِ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ألن ذلك ْأوقَع يف ال َق ْلب وأعظَم يف التَّأثري‪ ،‬مع َك ْونِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استِحباب قراءة ِ‬
‫القرآن يف قيام اللَّيل بَِّتتيل؛ َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ُ َ‬
‫اغل‪.‬‬ ‫أنشط لِ َلعْب ِد وأبَ ْعد ِمن َّ‬
‫الشو ِ‬ ‫َ‬
‫‪98‬‬
‫الشيطا َن‪ ،‬وهو‬ ‫ويطرد َّ‬ ‫حن‪ُ ،‬‬ ‫الر َ‬
‫رضي َّ‬‫أجل العِبادات وأيس ِرها‪ ،‬يزيد اإلميا َن‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِذ ْك ُر اللِ تعاىل ِمن ِّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ب يف اجلملة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واج ٌ‬
‫ِ‬
‫األسباب؛‬ ‫ُوجوب التَّوُّك ِل على الل تعاىل‪ ،‬واالعتِماد عليه‪ ،‬وتَ ِ‬
‫فويض األُمور إليه‪ ،‬وال يعن التَّوُّك َل تَ ْرَك‬ ‫‪-6‬‬
‫مور إىل اللِ تعاىل‪.‬‬
‫العْب ُد باألسباب ويُ َف ِّوض األُ َ‬
‫بل يقوم َ‬
‫يمة ال َق ْد ِر ال جيوز التَّقليل ِمن شأهنا والتَّه ِوين ِمن‬ ‫ِ‬
‫الشأن َعظ َ‬‫يمةٌ جليلةُ َّ‬ ‫ِ‬
‫أخباره َعظ َ‬
‫ِ‬
‫أوامر القرآن و ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-7‬‬
‫قَ ْد ِرها‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أفضل أوقاتِه ؟‬ ‫ودأْب ا‬
‫الصاحلي‪ ،‬فما َ‬ ‫‪ ‬قِيام اللَّيل َّ‬
‫بالصّلة ُسنَّة املرسلي‪َ ،‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫اجلمل التاالية‪:‬‬
‫ضع دائرة على الفقرة اليت تُ َك ِّمل َ‬ ‫س‪َ - 1‬‬
‫املزِّمل هو‪:‬‬‫‪َّ -1‬‬
‫أ‪ -‬املتَ َزِّمل يف أعماله‪.‬‬
‫ب‪ -‬املتَ َزِّمل يف ثِيابِه‪.‬‬
‫ج‪ -‬املتَ َزِّمل يف أموالِه‪.‬‬
‫ناشئَة اللَّيل‪:‬‬‫ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ -‬صّلة اللَّيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬صّلة العشاء‪.‬‬
‫ج‪ -‬صّلة الفجر‪.‬‬
‫‪ -3‬أقوم قِيّلً‪:‬‬
‫ِ‬
‫صوتاً‪.‬‬‫ص َوت َ‬ ‫أبي قراءَة وأَ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫أبي تَرتِيّلً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أصوب قراءَة و َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪-‬‬
‫أصوب قِراءَة‪.‬‬ ‫أبي قَ ْوالً و َ‬ ‫ج‪َ -‬‬
‫ّلوةِ ال ُقرآن‪ ،‬أَْرِشده بِتَ ْوِجيهي يُعيناه على ال َف ْه ِم والتَّ َدبُِّر‪.‬‬ ‫س‪ -2‬شكا لك زِميلك ع َدم تَأَثُِّره ال َق ِو ِّ ِِ‬
‫ي بت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ -3‬رتِّب ما يلي َزَمنِيااً‪:‬‬
‫يام اللَّيل )‪.‬‬ ‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ،‬استِحباب قِ ِ‬ ‫صّلة اللَّيل على َّ‬ ‫الصلوات‪ ،‬وجوب َ‬ ‫‪ ( -‬فرض َّ‬
‫اخَّت الكلمة األقرب لعكس َكلِمة (رتل) ما يلي‪:‬‬ ‫س‪َ - 4‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ ( -‬تَغَ َّن ‪ ،‬اقرأ ‪ ،‬اتل بِ ُسرعة‪ ،‬ال تَقرأ )‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الدرس السابع‬
‫المزمل من اآلية رقم (‪ )10‬إلى اآلية رقم (‪)14‬‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫ص ُل لِ َلعْب ِد‬ ‫بالصّلة خصوصاً وبِ ِّ‬
‫الذ ْكر عُموماً‪ - ،‬وذلك َحي ِّ‬ ‫حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم َّ‬ ‫وجل نَبِيَّه َّ‬
‫عز َّ‬‫أمر اللُ َّ‬‫لَ اما َ‬
‫بالصب على ما يقولُه املعانِدون له ِمن َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َملَ َكةً قَ ِويَّة يف ُّ‬
‫ب له‪،‬‬ ‫الس ِّ‬ ‫حتمل األثقال‪ ،‬وف ْع ِل الثَّقيل من األعمال ‪َ -‬‬
‫أمره َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حماسبَة‬
‫ضت املصلَحةُ ذلك‪ ،‬وستكون َ‬ ‫ولَ اما جاء بِه‪ ،‬وأن ميضي على أَْم ِر الل‪ ،‬وأن يَ ْه ُجَرُهم ويُع ِر َ‬
‫ض عنهم إذا اقْ تَ َ‬
‫يامة‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫هؤالء املعاندين إىل الل سبحانَه يَ ْوَم الق َ‬
‫ﱡﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬
‫ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ [املَّزِّمل‪:‬‬
‫‪.]14 - 10‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وجل‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫الص ِب يف َّ‬
‫الدعوة إىل الل َّ‬ ‫‪ ‬أِهِّيَّة َّ‬
‫بي للِ ورسولِه‪.‬‬
‫‪ ‬عُقوبَة امل َك ِّذ َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫اتْرْك ُهم وأع ِرض عنهم‪.‬‬ ‫رهم‬
‫ْاه ُج ُ‬
‫تاب فيه وال انتِقام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َه ْجراً َح َسناً ال ع َ‬ ‫َه ْجراً مجيّلً‬
‫ف يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫أصحاب النَّعِيم والتَّر ِ‬ ‫أُويل النَّ ْع َم ِة‬
‫َ‬
‫قُيوداً ثَِقيلَةً‪.‬‬ ‫أنكاالً‬
‫ضطَ ِرب‪.‬‬ ‫تَ ْ‬ ‫تَ ْر ُجف‬
‫َك ْوَمة َرْم ٍل‪.‬‬ ‫َكثِيباً‬
‫رخواً‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َم ِهيّلً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫يك ويف ِدينِك ِمن ال َك ِذب والبُهتان‬‫ِ‬ ‫اصِب َّ‬
‫وحتمل ما يقولُه املشركون ف َ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱠ أي‪ْ :‬‬
‫اض عنهم‪ ،‬وترك‬ ‫الشْتم‪ .‬ﱡ ﲁﲂ ﲃ ﱠ‪ :‬خالِقهم يف أفعاهلم ِ‬
‫الباطلَة مع اإلعر ِ‬ ‫ب و َّ‬
‫الس ِّ‬
‫و َّ‬
‫ُمعاتَبَتِهم واالنتِقام منهم‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫حممد ‪ -‬وهؤالء ِّ‬
‫املكذبي بآيات‬ ‫ود ْعن ‪ -‬يا َّ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﲅﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱠ أي‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصحاب النَّعِيم و َّ‬
‫أجلَه‬
‫العذاب عنهم حىت يَْب لُغ الكتاب َ‬ ‫وم ِّه ْل ُهم َزَمناً قليّلً بتَأْخري َ‬
‫الدنيا‪َ ،‬‬‫الَّتف يف ُّ‬
‫بِعذاهبم‪.‬‬
‫ستَعِرًة حي ِرقون هبا ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫إن هلم عندنا يف اآلخرة قُيوداً ثَقيلَةً وناراً ُم ْ َ‬
‫احللوق ال يستساغ ﱡ ﲔ ﲕ ﱠ أي م ِ‬
‫وجعاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ب يف ِ ُ ْ َ‬ ‫ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ أي‪ :‬طَعاماً َك ِريهاً يَْن َش ُ‬
‫العذاب سيكون ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي‪ :‬يوم تضطَرب‬ ‫وذلك َ‬
‫الرم ِل سائِّلً مْنتَثِراً بعد أن كانت ص ْلبةً ِ‬
‫جام َدةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫األرض واجلبال وتَتزلَْزل حىت تَصري اجلبال تَ اّلً من َّ ْ‬ ‫ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أمره الل تعاىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اجه النَّ ُّ َّ‬
‫ب صلى الل عليه وسلم كثرياً من األذى من ك افار قُريش بال َق ْول وبالفعل‪ ،‬ولذلك َ‬ ‫‪‬وَ‬
‫صنوف األذى الذي نالَه ِمن الك افا ِر‪.‬‬ ‫بعض ُ‬
‫ِ‬
‫بالصب‪ ،‬استَ ْذكر مع ُزَمّلئك َ‬ ‫َّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ :1‬ما املراد باهلج ِر ِ‬
‫اجلميل ؟‬ ‫ْ‬
‫الصب‪.‬‬
‫اع َّ‬
‫عدد أنو َ‬
‫س‪ِّ :2‬‬
‫اشرح قولَه تعاىل‪ :‬ﱡ ﲉ ﲊﱠ‪.‬‬
‫س‪َ - 3‬‬

‫‪102‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫المزمل من اآلية رقم (‪ )15‬إلى اآلية رقم (‪)19‬‬ ‫ورة ُ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدلُّنا على اخلري ُ‬
‫ويأمرنا به‪،‬‬ ‫يمةً؛ إذ بعث إلينا رسولَه حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم ُ‬ ‫أنعم اللُ تعاىل علينا ن ْع َمة عظ َ‬
‫َ‬
‫حنم َد اللَ على ذلك ونَ ْش ُكَره‪ ،‬ونعبُ َده وال نَ ْك ُفَره‪ ،‬ال كما‬ ‫ِ‬ ‫وحيذرنا ِمن َّ‬
‫ِّ‬
‫الشِّر ويَْنهانا عنه‪ ،‬فكان الواجب علينا أن َ‬
‫الدنيا واآلخرة‪َّ ،‬‬
‫فإن َمن صنَع‬ ‫السّلم ِمن ال ُك ْفر والعِناد‪ ،‬فعُوقِب يف ُّ‬ ‫ب اللِ موسى عليه َّ‬
‫الصّلة و َّ‬ ‫رعون مع نَ ِّ‬
‫ِ‬
‫صنَع ف َ‬‫َ‬
‫ٍِ‬
‫يد م ٍ‬
‫هول‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مثلَه عُوقب يف يوم َشد َ‬
‫ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﲲ‬
‫ﳇ‬ ‫ﳆ‬ ‫ﲾﳀﳁﳂﳃﳄﳅ‬
‫ﲳﲴﲵﲶﲷﲸ ﲹﲺﲻﲼﲽ ﲿ‬
‫ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱠ [املَّزِّمل‪.]19 - 15 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫املكذبي بِالع ِ‬
‫ذاب‪.‬‬ ‫يد ِّ‬ ‫‪ِ ‬‬
‫َ‬ ‫هتد ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أَ ْهلَ ْكناه‪.‬‬ ‫أخذناه‬
‫َش ِديداً‪.‬‬ ‫َوبِيّلً‬
‫ص ِّد َعة‪.‬‬
‫ُمتَ َ‬ ‫ُمْن َف ِطٌر‬
‫طَ ِريقاً‬ ‫َسبِيّلً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حممداً رسوالً‪،‬‬
‫مكة ‪َّ -‬‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ أي‪ :‬إنا أرسلنا إليكم ‪ -‬يا أهل َّ‬
‫صيان ﱡﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ أي كما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صدر منكم من ال ُك ْفر والع ْ‬ ‫شاهداً عليكم ِبا َ‬
‫الر ِ‬
‫سول‬ ‫فكذب فِْرعون بِ َّ‬ ‫اغيَة فِْر َعون ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ أي‪َّ :‬‬ ‫أرسلنا موسى رسوالً إىل الطا ِ‬
‫ِ‬
‫نوده‬ ‫السّلم ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ أي‪ :‬أهلكناه إهّلكاً َشديداً بأن أَ ْغَرقَه اللُ ُ‬
‫وج َ‬ ‫موسى عليه َّ‬
‫يف البَ ْح ِر‪.‬‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ أي‪ :‬كيف تَ ُقون أن ُف َسكم ‪ -‬إن َك َفرت‬
‫الصغار ِمن ِش َّدة َهولِِه وَك ْربِه ؟‬
‫يامة الذي يَ ِشيب فيه ال ِولْدان ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ذاب يوم الق َ‬
‫‪َ -‬ع َ‬

‫‪103‬‬
‫ﱡﳀ ﳁ ﳂﱠ‬ ‫ص ِّد َعة يف ذلك اليوم لِ ِش َّدةِ هولِه‪،‬‬
‫السماء ُمتَ َ‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫ِبج ِ‬
‫يء ذلك اليوم واقِعاً ال حمالَة‪.‬‬ ‫أي‪ :‬كان وع ُد اللِ ِ‬
‫َْ‬
‫الزو ِاجر ِعظَةٌ ِ‬
‫وعْب َرةٌ للنااس‬ ‫املخ ِّوفَة اليت فيها ال َقوا ِرع و َّ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫إن هذه اآليات َ‬
‫ِ‬
‫اعةَ والتَّقوى‬‫فاع هبا َّاَتَذ الطا َ‬
‫فمن أراد االتِّعاظ واالنت َ‬ ‫ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﱠ أي‪َ :‬‬
‫طَ ِريقاً إىل ِرضو ِان َربِّه الذي َخلَ َقه َوربااه‪.‬‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫أرسل هلم ُرسّلً وأنزل عليهم ُكتُباً‪ ،‬فيها اهلدايَة والنُّور والفّلح لِ َمن‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ه‬ ‫إن أعظَم نِع ِم اللِ على ِع ِ‬
‫باد‬ ‫َ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أراد اللُ به خرياً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة أو‬‫يوم القيامة باإلميان أو ال ُكفر‪ ،‬بِالطا َ‬ ‫السّلم شاهداً على أَُّمته َ‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫سول عليه َّ‬ ‫الر ُ‬
‫‪ -2‬سيكون َّ‬
‫ِ‬
‫املعصيَة‪.‬‬
‫ذاب‪ ،‬كما حصل لِِف ْر َعون وقَ ْوِمه عندما‬ ‫الع َ‬
‫ِ ِ‬
‫السّلم وتَكذيبُه يُوجبان َ‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫الرسول عليه َّ‬ ‫‪ -3‬م ِ‬
‫عصيَة َّ‬ ‫َ‬
‫كذبوه‪.‬‬ ‫السّلم و َّ‬ ‫الصّلة و َّ‬ ‫رسول الل عليه َّ‬ ‫َعصوا َ‬
‫اس يوم القيامة يَ ِشيب ال ِولْدان ِّ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الصغار‪.‬‬ ‫‪ -4‬من ش َّدة اهلول الذي يَ ْل َحق النا َ‬
‫السماء تَ ْن َف ِطر وتَتَ َفتَّح‪.‬‬‫أن َّ‬ ‫يامة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬من أهوال يوم الق َ‬
‫ب يَتَّعِظ‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -6‬ما ذُكِر ِمن العقوبات ِ‬
‫العظيمة‪ ،‬وأهوال يوم القيامة إمنا هو َم ْوعظَةٌ وذ ْكرى ل َمن كان له قَ ْل ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اعة‪.‬‬‫وأراد أن يَتَّخذ إىل َربِّه طَ ِريقاً بِالطا َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ‬ ‫نب اللِ ُموسى عليه َّ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ويف قَ ِْبه‪ ،‬وكذلك يوم الق َ‬
‫يامة‪،‬‬ ‫وعصاه‪ ،‬فعاقَبَه اللُ يف ُّ‬
‫السّلم‪َ ،‬‬ ‫‪َ ‬ك َّذب ف َ‬
‫رعو ُن َّ‬
‫استَ ِدل ِمن القرآن الكرمي على ذلك‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫تأمل قوله تعاىل‪:‬ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ‪ ،‬مث س ِّجل أثَر هذا املعىن على م ِ‬
‫شاعرك‪.‬‬ ‫س‪َّ -1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اشر ْح باختِصا ٍر اآلية رقم (‪ِ )17‬من هذه ُّ‬
‫السورة‪.‬‬ ‫س‪َ - 2‬‬
‫يقول الل‪:‬ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ‪ ،‬كيف تَتِّ ِخذ إىل اللِ َسبِيّلً ؟‬ ‫س‪ُ - 3‬‬

‫‪104‬‬
‫الدرس التاسع‬
‫المزمل اآليَة األخيرة‬ ‫سورة ُ‬‫تَ فسير َ‬
‫ف اللَّيل أو ثُلَثُيه أو ثُلُثِه‪ ،‬ذَ َكر يف ِ‬‫صِ‬ ‫لَما أمر الل تعاىل رسولَه صلَّى الل عليه وسلَّم يف َّأوِل ُّ ِ ِ‬
‫آخر‬ ‫ْ‬ ‫الس َورةِ بِقيام ن ْ‬ ‫َ‬ ‫ا َ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫سهل‬‫أخب ُسبحانَه أنَّه َّ‬‫السورة أنَّه امتَثَل ذلك‪ ،‬واقتَدى بِه طائ َفة من أصحابِه‪ ،‬وكان يف ذلك َم َش َّقة هلم‪ ،‬مث َ‬ ‫ُّ‬
‫يض‪ ،‬واملسافِر‬ ‫ِِ ِ‬
‫فأمَرُهم ِبا يَتَ يَ َّسر هلم وال يَ ُش ُّق علي ِهم‪ ،‬لع ْلمه أنَّه َسيكون منهم املر ُ‬
‫عليهم يف ذلك غايَةَ التَّس ِهيل َ‬
‫يسري َش ِر َيعتِه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫لِلتَّجارة وغ ِريها‪ ،‬و ِ‬
‫اجملاهد يف سبِ ِيل اللِ‪ ،‬وهذا ِمن ر ْحتِه وتَ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﱕﱗﱘﱙ‬
‫ﱖ‬ ‫ﱐﱒﱓﱔ‬
‫ﱑ‬ ‫ﱡﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏ‬

‫ﱢﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬
‫ﱣ‬ ‫ﱜﱞﱟﱠﱡ‬
‫ﱝ‬ ‫ﱚﱛ‬

‫ﲃﲅ‬
‫ﲄ‬ ‫ﱺﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ‬
‫ﱵﱷﱸﱹ ﱻ‬
‫ﱯﱰﱱﱲﱳﱴ ﱶ‬

‫ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ [املَّزِّمل‪.]20 :‬‬
‫• موضوع اآلية‪:‬‬
‫بعض اللَّ ِيل‪.‬‬
‫يام ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬ق ُ‬
‫‪ ‬اإلحسا ُن ِ‬
‫باملال‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫أقَ ال‪.‬‬ ‫أَ ْدّن‬
‫مجاعة‪.‬‬
‫َ‬ ‫طائَِفة‬
‫يُسافِرون‪.‬‬ ‫ض ِربون‬
‫يَ ْ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حممد‬‫إن ربَّك ‪ -‬يا َّ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱠ َّ‬
‫آخر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬يعلَم أنَّك تقوم لِلتاه ُّجد ِمن اللَّيل ِ ِ ِ‬
‫ص َفه حيناً‪ ،‬وتَقوم ثُلُثَه حيناً َ‬ ‫أقل من ثُلثه حيناً‪ ،‬وتقوم ن ْ‬
‫ا‬ ‫َ‬
‫ويقوم معك طائَِفة ِمن أصحابِك‪.‬‬
‫ميضي منهما وما يب َقى‪ ،‬وأنتم‬ ‫وحده يعلَم م ِ‬
‫قادير اللَّيل والنَّهار‪ ،‬وما ِ‬ ‫ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ واللُ َ‬
‫َ‬
‫ط ذلك ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ أي‪َ :‬علِم أناه ال ميكِنُكم قِيام اللَّ ِيل كلِّه‬ ‫ضْب َ‬ ‫ِ‬
‫ال تستَطيعون َ‬
‫القيام غري و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال إحصاء ال َق ْدر الو ِاجب قِ ِ‬
‫اجب ﱡﱞ ﱟ ﱠ‬ ‫فخ َّفف عليكم وجعل َ َ‬ ‫يامه من اللَّيل َ‬
‫ُ‬
‫تيسر لكم قِراءته ِمن القرآن ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬ ‫الصّلة باللَّيل ما َّ‬
‫ﱡ ﱢﱠ أي‪ :‬فاقرؤوا يف َّ‬
‫‪105‬‬
‫ِ‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أي‪َ :‬علم اللُ‬
‫األرض لِلتِّجارة والعمل‬ ‫ِ‬ ‫املرض عن قِ ِ‬
‫يام اللَّيل‪ ،‬وآخرون يَتَنَ َّقلون يف‬ ‫ِ‬
‫أنَّه سيكون فيكم َمن يُ ْعج ُزه ُ‬
‫كلِ َمتِه ونش ِر ِدينِه‪ ،‬ﱡ ﱷ ﱸ‬ ‫جياهدون يف سبيل الل إلعّلء َ‬ ‫يطلُبون ِمن ِرْزِق اللِ احلّلل‪ ،‬وآخرون ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تيسر لكم ِمن القرآن ﱡﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫صّلتِكم ما َّ‬
‫ﱹ ﱺ ﱠ أي‪ :‬فاقرءوا يف َ‬
‫وخشوعها‬ ‫الصّلةَ على الوجه املشروع بأركاهنا وواجباهتا ِ‬
‫وسنَنها ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﲂ ﲃﱠ أي‪ :‬وأقيموا َّ‬
‫الب واإلحسان ِمن أموالِكم ابتِغاءَ َو ْج ِه‬ ‫وشروطها‪ ،‬وأعطوا الزكاة الو ِاجبَة عليكم‪َّ ،‬‬
‫وتصدقوا يف أوجه ِ ِّ‬ ‫ُ‬
‫اللِ‪ ،‬ﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ أي‪ :‬وما تفعلوا ِمن ُوجوه ِّ‬
‫الب‬
‫قدمتم يف ُّ‬
‫الدنيا وأعظَم منه ثواباً ﱡ‬ ‫واخلري تلقوا أجره وثَوابَه عند الل يوم القيامة‪ ،‬وهو خريٌ لكم ما َّ‬
‫َ‬
‫غفرةَ اللِ يف مجيع أحوالِكم‪ ،‬فإنَّه ال يسلَم أح ٌد ِمن التَّقصري يف الطااعة‪،‬‬
‫ﲒ ﲓ ﱠ أي‪ :‬اطلُبوا م ِ‬
‫َ‬
‫ب ال م ْذنِب ويسَّت عليه‪ ،‬ﱡ ﲘﱠ بِ ِ‬
‫عباده‬ ‫ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫جاوز عن ذَنْ ُ‬ ‫والوقوع يف املعصية‪ ،‬ﱡﲕ ﲖ ﲗ ﱠ يتَ َ‬
‫يتوب علي ِهم ويتقبَّل منهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم وأصحابِه رضي الل عنهم ومسارعتِهم يف فِع ِل الطا ِ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة ابتغاءَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ص َّ‬‫‪ -1‬ح ْر ُ‬
‫ِرضا اللِ سبحانه‪ ،‬فعلى املسلِ ِم أن حيبَّ ُهم ويَ ْقتَ ِدي هبم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يام اللَّيل‪ ،‬كما َر َّخص يف‬
‫فخ َّفف عنهم ومل يُوجب عليهم ق َ‬ ‫ض ْع َف ُهم َ‬‫‪َ -2‬ر ْحَةُ الل بِعباده حيث َعل َم َ‬
‫القيام وال يف َوقْتِه ِمن اللَّيل‪.‬‬ ‫يد؛ ال يف ِمقدا ِر ِ‬‫حتد ٍ‬
‫القيام ِمن غري ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫باده‪ ،‬فعلى املسلِم‬
‫وعظَ ِم أج ِره حيث جعله الل و ِاجباً َّأوَل األم ِر‪ ،‬مث خ َّفف عن ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يام اللَّيل ِ‬‫ضل قِ ِ‬
‫‪ -3‬فَ ْ ُ‬
‫يام اللَّ ِيل ولو كان قليّلً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أن ال يُ َف ِّوت ق َ‬
‫أن ِمن أعظَم‬‫للداللة على َّ‬ ‫الصّلة يف قوله‪ :‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱠ َّ‬ ‫‪ -4‬جاء ِذ ْكر ِ‬
‫القرآن بَدالً ِمن َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصّلة وأعماهلا قراءَة ال ُقرآن فيها‪.‬‬ ‫قاصد َّ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وخشوعها‪ ،‬ومل‬ ‫وشروطها ُ‬ ‫الو ْج ِه املشروع يف ِصفاهتا ُ‬ ‫ِ‬
‫الصّل َة بأدائها على َ‬ ‫يقيم َّ‬
‫‪ -5‬جيب على املسلم أن َ‬
‫اإلقامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالصّلة يف القرآن اإال على َو ْجه َ‬ ‫األمر َّ‬ ‫يأت ُ‬
‫أحسن ِمن َع َملِه وأعظَ َم أجراً‪.‬‬ ‫أح ٌد خرياً اإال َو َج َد َجزاءَه عند الل َ‬ ‫يعمل َ‬ ‫‪ -6‬لن َ‬
‫صيَ ٍة‪ ،‬وقد كان النب‬
‫ص ٍري أو مع ِ‬‫‪ -7‬على املسلِم أن يّل ِزم االستِغفار يف أوقاتِه كلِّها؛ ألنَّه ال خيلو ِمن تَ ْق ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫صلَّى الل عليه وسلَّم يستَ ْغفر يف اليوم مائِةَ َمَّرة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلحسان واخلري‪.‬‬ ‫للمسلِم أن يستَ ِفيد منها يف أَْو ُجه‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ُ ‬‬
‫املال ن ْع َمةٌ عظيمة ينبغي ُ‬
‫أوجه اإلحسان فيه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬اُذكر ما تَراه من ُ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫صف اللَّ ِيل) ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬أيُّهما أكثَر (أدّن من ثُلُثَي اللَّ ِيل)‪ ،‬أم (ن ْ‬
‫املزِّمل‪ ،‬واستَ ِفد منها يف استِخدام كلمة (يَ ْ‬
‫ض ِرب) ِبعنيي خمتلفي يف‬ ‫س‪ -2‬اقرأ اآلية رقم (‪ِ )20‬من سورة َّ‬
‫مجلتي‪.‬‬
‫الصّلة‪ ،‬قراءَة القرآن‪.‬‬ ‫أن ِمن أعظَم ِ‬
‫أعمال َّ‬ ‫س‪ -3‬استَخ ِرج ِمن اآلية اليت درست ما ُّ‬
‫يدل على َّ‬ ‫َ‬

‫‪107‬‬
‫الدرس العاشر‬
‫المدثر من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)10‬‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫الو ْح ُي بِ َّأول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َدد‪ ،‬فجاءَه َ‬ ‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم قَ ْب َل النُّ َّبوة يَتَ َعبَّد يف غا ِر حراء اللَّيايل ذوات َ‬
‫كان النَّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ب صلَّى الل عليه‬ ‫الو ْحي ُم َّدةً حىت َحز َن النَّ ُّ‬
‫العلَق "‪ ،‬فكانت اأول نُبُ َّوته‪ ،‬مث َفَّت َ‬ ‫مخس آيات من ُس َورةِ " َ‬
‫ّلغ‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫الرسالَة واألم ِر بِالبَ ِ‬
‫املدثِّر " فكانت اأول ما نََزل بِ َّ‬ ‫بأول ُسورة " َّ‬ ‫الو ْحي ا‬
‫وسلم لذلك‪ ،‬مث جاءَه َ‬
‫َّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮ‬

‫[املدثِّر‪.]10 - 1 :‬‬
‫ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ َّ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫الد ْع َوةِ لِلنا ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫بإبّلغ َّ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬أَْم ُر اللِ تعاىل رسولَه َّ‬
‫حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املتَ َدثِّر‪ :‬املتَ غَطِّي بِثِيابِه‪.‬‬ ‫ال ُم َّدثِّر‬
‫الشرك‪.‬‬
‫أعمال ِّ‬
‫األصنام واألوثان و ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ْجز‬
‫ُّ‬
‫نُِف َخ‪.‬‬ ‫نُِقَر‬
‫السّلم‪.‬‬
‫الصور‪ ،‬وهو‪ :‬قَ ْر ٌن يَْن ُفخ فيه إسرافيل عليه َّ‬
‫ُّ‬ ‫النااقُور‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲚ ﲛ ﱠ أي‪ :‬يا أيُّها املتَ غَطِّي بِثِيابِه ‪ -‬وهو رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم لَ اما طَلَب ِمن‬
‫ب الذي أصابَه عندما رأى ِجبيل عليه َّ‬
‫السّلم‪.‬‬ ‫الر ْع ِ‬
‫ألجل ُّ‬ ‫أهلِه أن يُغَطاوه ‪ِ -‬‬
‫ذاب اللِ تعاىل‪ ،‬ﱡ ﲠ ﲡ ﱠ أي‪:‬‬ ‫ضجعِك فح ِّذر النااس ِمن َع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲝ ﲞ ﱠ أي‪ :‬قُم من َم ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األصنام‬ ‫ودم على َه ْجر‬ ‫بادة‪ ،‬ﱡ ﲦ ﲧ ﱠ أي‪ُ :‬‬ ‫وحده بِالتَّعظيم والتَّوحيد والع َ‬ ‫ص َربَّك َ‬ ‫وخ َّ‬
‫ُ‬
‫الع ِطيَّةَ كي تَ ْلتَ ِمس‬ ‫ِ‬
‫الشرك كلِّها‪ ،‬فّل تَ ْقَرهبا‪ ،‬ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ أي‪ :‬ال تُ ْعط َ‬
‫واألوثان و ِ‬
‫أعمال ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أكثَر منها‪ ،‬ﱡ ﲭ ﲮ ﱠ أي‪ :‬لِمرضاةِ ربِّك ِ‬
‫وعدم اجلزِع‬‫اصب على ف ْع ِل األو ِامر وتَ ْرِك النَّواهي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لول األقدار املؤلِ َم ِة‪.‬‬
‫عند ح ِ‬
‫ُ‬

‫‪108‬‬
‫ث والنُّشور‪ ،‬ﱡ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬ ‫َ َْ‬ ‫ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ أي‪ :‬فإذا نُِفخ يف ُّ‬
‫الصور نَ ْفخة الب ع ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َشدي ٌد على الكافرين‪َ ،‬غْي ُر َس ْه ٍل عليهم أن ُ‬
‫خيلصوا‬ ‫الوقْ ُ‬
‫ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ أي‪ :‬فذلك َ‬
‫احلساب وغ ِريهِ ِمن األهو ِال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ماا هم فيه ِمن ُمناقَ َش ِة‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الرسالَة واألم ِر بِ َّ ِ‬ ‫سورةٍ نََزلَت بِ ِّ‬
‫سورةِ َ‬
‫العلَق‬ ‫الد ْع َوة‪ ،‬واآليات اخلمس األُوىل من َ‬ ‫املدثِّر هي َّأو ُل َ‬ ‫‪ُ -1‬سورة َّ‬
‫هي َّأول ما نََزَل بِالنُّبُ َّوةِ‪.‬‬
‫اس ب ِشرياً ونَ ِذيراً‪ ،‬واقتَصر هنا على ِذ ْكر اإلنذا ِر لِمناسبتِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬بُعِث َّ‬
‫حلال‬ ‫ُ ََ‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم للنا ِ َ‬ ‫الر ُ‬
‫وحاجتِ ِهم إىل اإلنذا ِر‪.‬‬ ‫املشركي يف َّأوِل َّ ِ‬
‫الد ْع َوة َ‬
‫املدثِّر تَلَطُّفاً معه‪ ،‬وتَطيِيباً لِنَ ْف ِسه‪ ،‬ففيه‪ :‬تَ ْعلِيم األَ َدب يف املخاطَبَ ِة مع‬ ‫اصفاً إيااه بِ َّ‬ ‫‪ -3‬خاطَب الل نَبِيَّه و ِ‬
‫ُ‬
‫املتَحابِّي وذَ ِوي املن ِزلَة‪.‬‬
‫ب ِمن‬ ‫وخلُِّو ال َق ْل ِ‬ ‫الباط ِن بِس ِ ِ ِ‬ ‫اهر يف الب َدن والثِّياب‪ ،‬وطَهارِة ِ‬ ‫‪ -4‬يأمر اإلسّلم بِطَهارِة الظا ِ‬
‫ّلمة االعتقاد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الغِ ِّل واحل ْق ِد‪.‬‬
‫ِ‬
‫األخّلق‬ ‫عد ِمن‬ ‫حتص ِيل ما هو أكثَر يُ ُّ‬ ‫نوب‪ ،‬وإعطاء اآلخ ِرين ِمن أَج ِل ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫الذ ِ‬‫الع ِطيَّة ِمن َكبائِر ُّ‬ ‫‪ -5‬ال َم ُّن بِ َ‬
‫يمة‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الذم َ‬
‫الصب ابتِغاءَ َم ْرضاةِ اللِ تعاىل‪ ،‬وهو ثَّلثَة أنو ٍاع‪:‬‬ ‫صاحبُه هو َّ‬ ‫الصب الذي ي ْؤجر عليه ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫‪-6‬‬
‫الصّلة مع اجلماعة‪.‬‬ ‫كالصب على َّ‬ ‫طاع ِة اللِ‪َّ ،‬‬ ‫صْب ٌر على َ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫كالصب على تَ ْرِك النَّظَ ِر إىل ما َحَّرَم اللُ‪.‬‬‫صيَ ِة اللِ‪َّ ،‬‬ ‫‪ -2‬صب ر على مع ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ٌ‬
‫يب‪.‬‬‫يب أو َحبِ ٍ‬ ‫كالصب على فَ ْق ِد قَر ٍ‬ ‫صْب ٌر على أقدا ِر اللِ املؤلِ َم ِة‪َّ ،‬‬ ‫‪َ -3‬‬
‫السّلم ‪ -‬نفختي‪:‬‬ ‫الصور ‪ -‬وهو إسرافيل عليه َّ‬ ‫‪ -7‬يَْن ُفخ ال َملَك املوَّكل بِالنَّ ْفخ يف ُّ‬
‫مساعها فيَموتون‪.‬‬ ‫الصع ِق‪ :‬وهي النَّفخة اليت يصعق اخللق عند ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬نَ ْف َخة َّ ْ‬
‫بعدها ِمن قُبوِرِهم‪.‬‬ ‫اس َ‬ ‫‪ -2‬نَ ْف َخة البَ ْعث‪ :‬وهي النَّ ْف َخة اليت يقوم النا ُ‬

‫‪109‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪ ‬قال الل تعاىل يف هذه اآليات‪ :‬ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ ‪.‬‬
‫الزَمر "‪ ،‬واكتُب اآليَة اليت تُوافِق هاتي اآليتَي يف املعىن‪.‬‬ ‫‪ -‬اقرأ ِ‬
‫آخر ُسورة " ُّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫املدثِّر و َ‬
‫العلَق ؟‬ ‫الشبه بي ُسورت َّ‬ ‫س‪ -1‬ما َو ْجه َّ‬
‫اخلامسة وخلصهما يف سطْ ٍر و ِ‬
‫احد‪.‬‬ ‫س‪ -2‬اقرأ الفائِدتي الرابعة و ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ا‬
‫اضرب ِمثالَي لكل ِمن‪:‬‬ ‫س‪ِ - 3‬‬
‫طاع ِة الل‪.‬‬
‫الصب على َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الصب على املعاصي‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الصب على ال َق َد ِر املؤمل‪.‬‬‫‪َّ -‬‬
‫س‪ -4‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ‪.‬‬
‫ك املوَّكل بِالنَّفخ يف ُّ‬
‫الصور ؟‬ ‫‪َ -‬من امللَ ُ‬
‫ث؟‬‫الصع ِق‪ ،‬وما نَ ْفخة الب ع ِ‬
‫َ َْ‬ ‫‪ -‬ما نَ ْف َخة َّ ْ‬

‫‪110‬‬
‫شر‬
‫الدرس الحادي َع َ‬
‫المدثر من اآلية رقم (‪ )11‬إلى اآلية رقم (‪)30‬‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِ‬ ‫وجل ال ُقرآ َن على رسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم ُهبِر العرب بَِف ِ ِِ‬
‫فآمن به َمن أراد اللُ‬ ‫صاحته وبَيانه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫عز َّ‬‫أنزَل اللُ َّ‬ ‫لَ َما َ‬
‫ِ‬
‫املخزومي‬ ‫الولِيد بن املغرية‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سادةُ ال َق ْوم وُك َب ُاؤهم‪ ،‬وكان على رأسهم َ‬
‫ض األ ْشقياء‪ ،‬وهم يف الغالب َ‬ ‫أعر َ‬‫به اخلري‪ ،‬و َ‬
‫وزوراً‪ ،‬فَ َرماهُ بأنَّه ِس ْحٌر َمأثُور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأقحم نَ ْف َسه َكذباً ُ‬
‫ش أن يَ ُقل يف ال ُقرآن َكّلماً يأخ ُذونَه عنه‪َ ،‬‬ ‫الذي َد َعْته قَُريْ ٌ‬
‫كال‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬‫أش ِّد العقوب ِة والنَّ ِ‬‫عز َّ ِ‬
‫وجل ب َ ُ َ‬ ‫فتَ َوعَّ َده اللُ َّ‬
‫ﱡﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ ﳒﳓ‬

‫ﳕﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞ ﳟﳠﳡﳢﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ‬
‫ﳔ ﳖ‬

‫ﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢ‬
‫[املدثِّر‪.]30 - 11 :‬‬
‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ َّ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫صف ال ُقرآ َن بِ ِّ‬
‫الس ْح ِر‪.‬‬ ‫‪ِ ِ ‬‬
‫وو َ‬
‫الوعيد ل َمن طَغَى وتَ َك َّب َ‬
‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َد ْع ِن‪.‬‬ ‫ذَ ْرين‬
‫َكثِرياً‪.‬‬ ‫َم ُدوداً‬
‫ُحضوراً‪.‬‬ ‫ُش ُهوداً‬
‫َسأكلفه‪.‬‬ ‫َسأُْرِه ُقه‬
‫عذاباً شديداً‪.‬‬ ‫صعُوداً‬ ‫َ‬
‫لُعِ َن‪.‬‬ ‫فَ ُقتِ َل‬
‫قَطَّب َو ْج َهه‪.‬‬ ‫َعبَس‬
‫َكلَ َح َو ْجهه‪.‬‬ ‫بَ َسر‬
‫يُْن َقل ويُْرَوي‪.‬‬ ‫يُ ْؤثَر‬
‫َسأُ ْد ِخلُه‪.‬‬ ‫صلِ ِيه‬
‫َسأُ ْ‬
‫ُمغَيِّ َرةٌ‪.‬‬ ‫احةٌ‬
‫لَاو َ‬

‫‪111‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حممد ‪ -‬أنا والذي َخلَ ْقتُه يف بَطْ ِن أُِّم ِه َو ِحيداً فَ ِريداً ال‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﱠ أي‪َ :‬د ْعن ‪ -‬يا َّ‬
‫الولِيد بن املغرية ‪ ،-‬ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ أي‪:‬‬ ‫مال له وال َولَد ‪ -‬وهو َ‬ ‫َ‬
‫مكة ال يَغِيبون عنه‪ ،‬ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ‬ ‫َجعلت له ماالً َمْبسوطاً و ِاسعاً‪ ،‬وأوالداً ُحضوراً معه يف َّ‬
‫ِ‬ ‫ﱠ أي‪ :‬وي َّسرت له سبل العي ِ ِ‬
‫العطاء أن أ ِز َ‬
‫يد‬ ‫ش تَ ْيسرياً‪ ،‬ﱡ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱠ أي‪ :‬مث يَ َأمل بعد هذا َ‬ ‫ُ ُ َ َْ‬ ‫َ‬
‫كذب رسويل‪ ،‬ﱡﳕ ﱠ أي‪ :‬ليس األَمر كما ي زعم هذا ِ‬ ‫له يف مالِه ِ‬
‫الفاجر‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫وولَده وقد ك َفر يب و َّ َ‬ ‫َ‬
‫وح َج ِج اللِ على َخ ْل ِق ِه‬ ‫ِ ِ‬
‫يده على ذلك‪ ،‬ﱡ ﳗﳘ ﳙ ﳚ ﱠ أي‪ :‬إنَّه كان لل ُقرآن ُ‬ ‫األَثِيم‪ ،‬ال أَ ِز ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احة له منها‪.‬‬ ‫العذاب واإلرهاق ال ر َ‬ ‫وم َك ِّذباً‪ ،‬ﱡ ﳜ ﳝ ﱠ أي‪َ :‬سأُ َكلِّ ُفه َم َش َّقةَ َ‬ ‫ُمعانداً ُ‬
‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم‬ ‫وهيَّأ ما يَقولُه ِمن الطَّ ْعن يف َّ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﳟ ﳠ ﳡ ﱠ أي‪ :‬إنَّه فَ َّكر يف نفسه‪َ ،‬‬
‫فخ ِشي املشركون أن يُ ْسلِ َم فطَلَبُوا منه أن َ‬ ‫والقرآن‪( ،‬وذلك عندما ِمسع ِ‬
‫يقول‬ ‫الوليد القرآ َن فتَأَثَّر بِه‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حر " ‪ -‬قاتَلَه اللُ ‪ ،-‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱠ‬ ‫يف ال ُقرآن قَ ْوالً يَعلَمون أنَّه كا ِرهٌ له‪ ،‬ف َف َّكَر مث قال‪":‬إنَّه س ْ‬
‫نفسه هذا الطَّ ْعن ؟ ﱡ ﱊ ﱋ ﱠ أي‪ :‬مث‬ ‫اهلّلك‪ ،‬كيف أَع َّد يف ِ‬ ‫استَ َح َّق بذلك َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫بو ْ‬ ‫أي‪ :‬لُع َن وقُهَر وغُل َ‬
‫ِ‬
‫ب َو ْج َهه وا ْشتَ َّد يف العُ ِ‬
‫بوس‬ ‫وهيَّأ من الطَّ ْع ِن يف ال ُقرآن‪ ،‬ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ مث قَطَّ َ‬ ‫تَأََّمل فيما قَ َّدر َ‬
‫لوح لِ اما ضاقَت عليه ال ِحيَل‪ ،‬ومل ِجيد َمطْعناً يَطَ َعن بِه يف القرآن‪ ،‬ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أي‪ :‬مث‬ ‫وال ُك ِ‬
‫احلق‪ ،‬وتَعاظَم أن يَ ْع ََِّتف بِه‪ ،‬ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ أي‪ :‬فقال عن‬ ‫رجع ُم ْع ِرضاً عن ِّ‬ ‫َ‬
‫حممد اإال ِس ْحٌر يُن َقل عن األََّولِي‪ ،‬ﱡﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠﱠ أي‪ :‬ما‬ ‫القرآن‪ :‬ما هذا الذي يقولُه َّ‬
‫حممد منهم‪ ،‬مث َّادعى أنَّه ِمن عند الل تعاىل‪.‬‬ ‫هذا اإال َكّلم املخلوقي تعلَّ َمه َّ‬
‫وحيَّتق بِنا ِرها‪ ،‬ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱠ‬ ‫حرها َِ‬ ‫ِ‬
‫صلَى َّ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ أي‪َ :‬سأُ ْدخلُه جهنَّم‪ ،‬كي يَ ْ‬
‫جهنَّم ؟‪ ،‬ﱡ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ أي‪ :‬ال تُْب ِقي حلماً‪ ،‬وال تَ ْت ُرك َعظْماً اإال‬ ‫ٍ‬
‫أي‪ :‬وما أعلَ َمك أيذ َشيء َ‬
‫أحَرقَ ْته‪.‬‬
‫ْ‬
‫أمرها‬ ‫ﱡ ﱯ ﱰ ﱠ أي‪ُ :‬مغَيِّ رة لِْلبَ ْشرة‪ُ ،‬مس ِّوَدةٌ لِ ُ ِ ِ‬
‫لجلود‪ُْ ،‬حمرقَةٌ هلا‪ ،‬ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ أي‪ :‬يلي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الزبانِية ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األش اداء‪.‬‬ ‫ويَتَ َسلَّط على أهلها تَ ْس َعة َع َشر َملَكاً من َّ َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫صف هبا الوليد بن املغِ َرية‪.‬‬ ‫حذير ِمن هذه ِّ‬ ‫‪ -1‬التَّ ِ‬
‫يحة واألفعال املْن َكرة اليت اتَّ َ‬ ‫الصفات ال َقبِ َ‬

‫‪112‬‬
‫ض ِل اللِ‪ ،‬ويتَ َح َّدث‬ ‫املال واألبناءُ ِمن ِزينَ ِة احلياةِ‪ ،‬فعلى َمن أُوتِيَها أن يَ ْش ُكَر اللَ تعاىل‪ ،‬ويَ ْع ََِّت َ‬
‫ف بَِف ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫صيَة اللِ‪.‬‬ ‫بِنِعم ِة اللِ‪ ،‬وال يص ِرف َشيئاً منها يف مع ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫وعجزوا عن ُمضاهاتِه‪ ،‬وقال‬ ‫صاحة والبَّلغة‪َ ،‬‬ ‫باب ال َف َ‬ ‫العَرب أر َ‬ ‫وإعجازه َح َّريت َ‬
‫ُ‬ ‫عظَمة ِ‬
‫القرآن وإتْقانُه‬ ‫َ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫فيه ُك افارهم قَوالً ُمْنكراً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوصاف الناا ِر ِ‬‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫جوه ُهم‬‫يمة أهنا ال تُْبقي ألهلها َعظْماً وال حلماً اإال أَ ْحَرقَ ْته‪ ،‬وأهنا تُ َس ِّود ُو َ‬ ‫العظ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫حلصل ال َفناء هلم َس ِريعاً‪.‬‬ ‫لود ُهم كلَّما نَض َجت بُ ِّدلَت بِغَ ِْريها َ‬ ‫أن ُج َ‬‫شارُهم‪ ،‬ولوال َّ‬ ‫وتُغَِّري أبْ َ‬
‫عجزات األنبِياء تَزول‬ ‫حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ -‬وهي القرآن‪ -‬بأهنا باقِيةٌ‪ ،‬وم ِ‬ ‫عجزة َّ‬ ‫تَتميَّز م ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫َ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالعصا والنااقَة وحنو ذلك‪.‬‬ ‫س َش ِر َيعته‪ ،‬وليست َشيئاً خمتَلفاً َ‬ ‫بَزواهلم‪ ،‬وبأهنا هي نَ ْف ُ‬
‫يب أهلِها‪ ،‬وَك ْون َمن يَتَ َولَّون النا َار تِ ْس َعة َع َشر َملَكاً يَ ُد ُّل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫من ُمه امات املّلئ َكة القيام على الناار وتَ ْعذ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫على عظَمة خ ْل ِق ِهم وقُ َّوهتم ِ‬
‫وش َّدةِ ِ‬
‫بأس ِهم‪.‬‬ ‫َ َ َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن عند َربِّه بِتُ َه ٍم‪ِ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪َّ ‬اهت َمت قَُريْ ٌ‬
‫ش ال ُقرآ َن الذي جاء به النَّ ُّ‬
‫‪ -1‬أنَّه ِس ْحر‪.‬‬
‫‪............. -2‬‬
‫‪............. -3‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫األفعال اليت وقَ َعت ِمن ال َولِيد بن املغِ َرية كما َورد ِذ ْك ُرها يف القرآن‪:‬‬‫َ‬ ‫س‪ -1‬رتِّب‬
‫‪ -‬عانَ َد آيات الل‪.‬‬
‫إن ال ُقرآ َن ِس ْحٌر‪.‬‬ ‫‪ -‬قال‪َّ :‬‬
‫‪ -‬أَ ْدبَر و ْ‬
‫استَ ْك َب‪.‬‬
‫س وبَ َسَر‪.‬‬ ‫‪َ -‬عبَ َ‬
‫‪ -‬نَظَر فيما أَع َّد ِمن الطَّع ِن يف ِ‬
‫القرآن‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فكَر يف نَ ْفسه ليَطْ َع َن يف ال ُقرآن‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم ‪ -‬وبي ُم ْع ِجزات َمن َسبَ َقه ِمن األنبِياء‬ ‫الر ِ‬ ‫رآن ‪ -‬الذي هو م ِ‬
‫عجَزةُ َّ‬ ‫ُ‬
‫س‪ -2‬قا ِرن بي ال ُق ِ‬
‫السّلم‪.‬‬‫الصّلة و َّ‬ ‫عليهم َّ‬
‫ف الناار‪ :‬ﱡ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱯ ﱰ ﱠ‪.‬‬ ‫س‪ -3‬اشرح باختِصار قولَه تعاىل يف و ِص ِ‬
‫َ‬

‫‪113‬‬
114
‫شر‬
‫الدرس الثاني َع َ‬
‫المدثر من اآلية رقم (‪ )31‬إلى اآلية رقم (‪)37‬‬ ‫ورة ُ‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫الع َد َد‬ ‫أن على الناار تِ ْس َعة َع َشر ِمن املّلئِكة‪َّ ،‬بي هنا َّ‬
‫أن هذا َ‬ ‫السابِ ِق َّ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف آخر آيَة من املقطَع ا‬
‫تاب‪ ،‬فلَه ُسبحانَه وتعاىل احلكمة البالِغَة‪ ،‬قال‬ ‫الك ِ‬ ‫جعلَه فِْت نَةً لِلكافِرين‪ ،‬وِزيادةً إلميان املؤمني‪ ،‬واستِيقاناً ألهل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫تعاىل‪:‬‬
‫ﱻﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ‬
‫ﱼ‬ ‫ﱡﱶﱷﱸﱹﱺ‬
‫ﲝ‬ ‫ﲜ‬ ‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬
‫ﲬﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷ‬
‫ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ ﲭ‬
‫[املدثِّر‪- 31 :‬‬
‫ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ َّ‬
‫‪.]37‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫جهنَّم تِ ْس َعة َع َشر َملَكاً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عد َد َخَزنَة َ‬ ‫احلكمة ِمن َّ‬
‫أن َ‬ ‫‪ ‬بَيا ُن َ‬
‫‪ ‬التَّخ ِويف ِمن الناار‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ابْتِّلء واختِبار‪.‬‬ ‫فِْت نَة‬
‫ك ونِفاق‪.‬‬ ‫َش ي‬ ‫َمَرض‬
‫العظائِم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال ُك َب‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ﱡﱽ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ أي‪ :‬وما َجعلنا َخزنَة الناار اإال ِمن املّلئِكة الغِّلظ‪،‬‬
‫العدد اإال اختِباراً للذين ك َفروا بالل‪ ،‬حيث اشتغلوا‬ ‫ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ أي‪ :‬وما َجعلنا ذلك َ‬
‫ب َكونه تِ ْس َعة َع َشر ال ِع ْشرين َمثّلً‪ ،‬فَ ُشغِلوا‬
‫ومن مستَ ْغ ِر ٍ‬ ‫فمن مستَ ِقل له‪ِ ،‬‬
‫باجلدال يف هذا العدد‪ِ ،‬‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬
‫صل اليَ ِقي لِلذين أُعطوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِاجلدال عن املوعظَة‪ ،‬فَ ُفتنُوا‪ ،‬ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱠ أي‪ :‬وليَ ْح ُ‬
‫جهنَّم إمنا هو َح يق ِمن الل تعاىل‬ ‫بأن ما جاء يف القرآن عن َخَزنة َ‬ ‫تاب ِمن اليَهود والنَّصارى َّ‬ ‫ِ‬
‫الك َ‬
‫ب أهنم كلَّما‬ ‫حيث وافَق ذلك ُكتُبَ ُهم‪ ،‬ﱡ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ أي‪ :‬ويَ ْزداد املؤمنون إمياناً بِسبَ ِ‬
‫َ‬
‫فازداد إمياهنم‪ ،‬ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ‬ ‫َ‬ ‫وعلِ ُموا بِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نََزَل علي ِهم َش ْيءٌ من أَْم ِر الل َ‬
‫ص َّدقوه َ‬
‫‪115‬‬
‫ﱡﲒﲓﲔ‬ ‫أنزَل اللُ يف كتابِه‪،‬‬
‫ك فيما َ‬ ‫ألهل الكتاب وللمؤمني َش ي‬ ‫حيصل ِ‬‫ﲑ ﱠ وال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ أي‪ :‬وليقول املنافقون والكافرون‪ :‬ما الذي أر َاده اللُ‬
‫ب ؟ ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ أي‪ِ :‬بثل الذي ذُكِر ي ِ‬
‫ض ُّل‬ ‫هبذا الع َدد املستَ ْغر ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اللُ َمن أراد إضّللَه‪ ،‬ويَ ْه ِدي َمن أراد ِهدايتَه‪ ،‬ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي‪ :‬وما يَ ْعلَم َع َدد‬
‫وحده‪ ،‬ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ أي‪ :‬وما الناار‬ ‫َمّلئِ َكة َربِّك وال ُجْن َده الذين َخلَ َق ُهم اإال الل َ‬
‫وعظَة للنااس‪.‬‬ ‫اإال تَ ْذكِرة وم ِ‬
‫َ َ‬
‫لرسول فيما جاء بِه‪ ،‬ﱡ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﲴ ﱠ أي‪ :‬ليس األمر كما ذكروا ِمن التَّكذيب لِ َّ‬
‫أقسم اللُ هبذه الثَّّلثَة ‪ -‬وللِ أن يُ ْق ِس َم ِبا شاء ‪ -‬على َّ‬
‫أن‬ ‫ﲺﲻﲼﲽﲿﳀﳁﱠ َ‬
‫يف لِلنااس‪ ،‬ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ‬ ‫إنذار وَت ِو ٌ‬
‫العظائم‪ ،‬ﱡ ﳃ ﳄ ﱠ أي‪ :‬الناار ٌ‬
‫ِ‬
‫النا َار إحدى َ‬
‫ﳌﱠ‪ :‬لِمن أراد منكم أن ي تَ َق َّدم بالتَّ َقُّرب إىل ربِّه بِِفعل الطااعات‪ ،‬أو ي تَأَ َّخر بِِفعل ِ‬
‫املعاصي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫• ال َفوائد واالستَ نباطات‪:‬‬
‫ويفعلون ما يُ ْؤَمرون‪.‬‬ ‫أمرُهم َ‬‫صون اللَ ما َ‬ ‫ظ ِش ٌ‬
‫داد ال يَ ْع ُ‬ ‫‪َ -1‬خَزنَة الناا ِر َمّلئِ َكة ِغّل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ع َدد ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اخلزنَة ت ْس َعة َع َشر تَتَ َجلَّى يف‪ :‬اختبار الكافرين؛ حيث إهنم اشتَغلوا َ‬
‫بالع َدد‬ ‫َ‬ ‫احلكمةُ من ذ ْك ِر َّ َ‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ازدياد املؤمني إمياناً؛ ألهنم إذا نزل علي ِهم َخبَ ٌر‬ ‫أهل الكتاب‪ ،‬ويف ِ‬ ‫الع َمل‪ ،‬ويف استِيقان ِ‬ ‫ِ‬
‫عن املوعظَة و َ‬
‫ِمن اللِ ص َّدقوه فازدادوا إمياناً‪ ،‬وكذلك يف ارتِياب املنافِقي والكافِرين يف ِ‬
‫آيات الل تعاىل وقُ ْد َرتِه‪.‬‬ ‫َ‬
‫أح ٌد ِسواه ُسبحانَه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نود الل َعدداً وص َفةً َ‬ ‫‪ -3‬ال يعلَم ُج َ‬
‫أح ٌد ِسواه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لهدى بيَد الل‪ ،‬ال يقدر عليه َ‬ ‫‪ -4‬التَّوفيق ل ُ‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س اللُ‬ ‫نذارة من الل لعباده‪ ،‬خياف منها املؤمنون‪ ،‬ويَ ْك ُفر هبا َمن طَ َم َ‬ ‫‪ -5‬عظَم َشأْن الناا ِر‪ ،‬وهي َ‬
‫بَصائَِرهم‪.‬‬
‫صيَتِه‪،‬‬ ‫العبد خمتار لِعملِه؛ إذا شاء آمن وإذا شاء َك َفر‪ ،‬ولذا ال جيوز له أن حيتَ َّج بَِق َد ِر اللِ على مع ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ٌ ََ‬
‫حتت َم ِشيئَ ِة َربِّه الذي ال يَ َقع َش ْيءٌ يف الكون اإال بإ ْذنِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لكن َمشيئَتَه َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫أن ذلك ِحل َك ٍم منها‪:‬‬
‫أصحاب الناار وأهنم تِ ْس َعةَ َع َشر‪ ،‬ذَ َكر َّ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬لَ َما ذَ َكر اللُ تعاىل ِع َّدة‬
‫الكتاب وال يَ ْرتابوا‪ ،‬بَ ِّي ذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يستَ ي ِقن أهل ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ْ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اكتُب عن َخزنَِة الناار ما يلي‪:‬‬
‫‪116‬‬
‫دهم‪:‬‬
‫‪َ -‬ع َد ُ‬
‫الع َدد ؟‬
‫جعلَ ُهم اللُ هبذا َ‬‫‪ -‬ملاذا َ‬
‫بارة باختِصار‪.‬‬‫ِ‬
‫اشرح هذه الع َ‬
‫كماً وال َكْيفاً اإال هو )‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫نود الل ا‬ ‫س‪ ( -2‬ال يعلم ُج َ‬
‫س‪ -3‬اُذ ُكر ثَّلثَةً من تَ ْع ِرف ِمن َمّلئِ َك ِة اللِ‪ ،‬وما أعماهلم ؟‬

‫‪117‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثالث َع َ‬
‫المدثر من اآلية رقم (‪ )38‬إلى اآلية رقم (‪)48‬‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫باد يَ ْوماً يُوقَفون على‬ ‫ومن َتام ع ْدلِه أن جعل لِلعِ ِ‬‫عز وجل ح ِكيم يف خ ْل ِقه‪ ،‬ع ْد ٌل يف ح ْك ِمه وقَضائِه‪ِ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إن اللَ َّ َ َ ٌ َ‬
‫صاحبها‬‫ؤدي بِ ِ‬ ‫الذنوب اليت تُ ِّ‬‫لم ِسيئِي‪ ،‬ولَ اما كانت ُّ‬‫ِ‬ ‫أعماهلم لِيجا ِزي ِهم عليها‪ ،‬وجعل اجلنَّة لِ ِ ِ‬
‫لمحسني‪ ،‬والنا َار ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫وحْبس الزكاةِ‪ ،‬والقول على اللِ بغ ِري ِع ْلم‪،‬‬ ‫الصّلة‪َ ،‬‬
‫أسها تَ ْرك َّ‬ ‫وجل على ر ِ‬
‫عز َّ‬ ‫إىل الناار ُمتَفا ِوتَة وكثِرية‪ ،‬ذَ َكَر اللُ َّ‬
‫يامة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫والتَّكذيب بيَوم الق َ‬
‫ﱡﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣ‬
‫ﳤﳥﳦﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﳰﳱﳲﳳﳴﳵﳶﳷﳸﳹ‬

‫[املدثِّر‪.]48 - 38 :‬‬
‫ﳺ ﳻ ﳼ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ َّ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫املوجبة لِ ُد ِ‬
‫خول الناار‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ض األسباب َ‬ ‫‪ ‬بَ ْع ُ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َع ِملَت‪.‬‬ ‫َك َسبَت‬
‫وسة‪.‬‬
‫وم ْحبُ َ‬
‫ُم ْرهتَنَة َ‬ ‫َرِهينَة‬
‫تَ ُك ْن‪.‬‬ ‫ك‬‫تَ ُ‬
‫نَتَ َكلَّم بِ ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫وض‬
‫َنُ ُ‬
‫اجلزاء واحلساب‪.‬‬ ‫الدين‬
‫ِّ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫اليَ ِقي‬
‫طَلَب اخل ِري لِْلغَ ْري‪.‬‬ ‫فاعة‬
‫الش َ‬
‫َّ‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫رهونَةٌ عند اللِ بِ َك ْسبِها‪ ،‬ال تُ َف ُّ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫حمبوسةٌ بِ َع َملها‪َ ،‬م ُ‬
‫س َ‬ ‫كل نَ ْف ٍ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ أي‪ُّ :‬‬
‫ِ‬
‫احلقوق والعُقوبات‪.‬‬ ‫حىت تُ َؤِّدي ما عليها ِمن‬
‫اع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ أي‪ :‬اإال املسلمي املخلصي أصحاب اليَمي الذين فَ ُّكوا ِرقاهبم بِالطا َ‬
‫يم ٍة ُمتَ َع ِّد َدة ال يُ ْد َرُك‬ ‫ٍ ِ‬
‫فإهنم ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﱠ أي‪ :‬فإهنم يف َجناات َعظ َ‬
‫‪118‬‬
‫ﱡﳟ‬ ‫ض ُهم بَ ْعضاً عن ال ُك افا ِر الذين أَ ْج ُرموا يف َح ِّق أن ُف ِس ِهم‪ ،‬مث يقولون هلم‪:‬‬ ‫ُكْن ُهها‪ ،‬يَ ْسأَ ُل بَ ْع ُ‬
‫وجعلَ ُكم تَذوقون َسعِ َريها ؟‬ ‫أدخلَكم َجهنَّم‪َ ،‬‬ ‫ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ أي‪ :‬ما َ‬
‫صلِّي‪،‬‬
‫الدنيا من يُ َ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﱠ أي‪ :‬قال اجمل ِرُمون َجواباً لِ ُسؤال املؤمني‪ :‬مل نَ ُكن يف ُّ‬
‫ص َّدق على ال ُف َقراء‪ ،‬ﱡ ﳯ ﳰ ﳱ ﳲ ﱠ‬ ‫ﱡ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﱠ أي‪ :‬ومل نَ ُكن نَتَ َ‬
‫الضّلل‪ ،‬ﱡ ﳴ ﳵ ﳶ ﳷ ﱠ أي‪ :‬وكناا نُ َك اذب‬ ‫الباطل مع ِ‬
‫أهل الغوايَة و َّ‬ ‫أي‪ :‬وُكناا نَتَح َّدث بِ ِ‬
‫َ‬
‫بِيَ ِوم اجلزاء واحلساب‪ ،‬ﱡ ﳹ ﳺ ﳻ ﱠ أي‪ :‬حىت جاءَنا املوت‪ ،‬وحنن ُم ِقيمون على تلك‬
‫السيِّئَة‪.‬‬
‫األفعال املن َكرة واألعمال َّ‬ ‫ِ‬
‫أح ٍد ِمن املّلئِ َكة أو النَّبِيِّي أو غ ِريهم ؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬
‫(‪ )4‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي‪ :‬فما يُفيدهم تَ َو ُّسط َ‬
‫لشافِع بأن يَ ْش َفع‪.‬‬
‫فاعة إمنا تكون لِ َمن ْارتَضاه اللُ‪ ،‬وبعد إ ْذنِه لِ ا‬ ‫الش َ‬‫َّ‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫وحده؛ فإن كان خرياً لَِق َي خرياً‪ ،‬وإن كان ُسوءاً لَِق َي جزاءَه‪.‬‬ ‫يامة بِ َع َملِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ٍ‬
‫كل إنسان يُؤا َخذ يوم الق َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ب غريه‪ ،‬ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﱠ [فاطر‪ ،]١٨ :‬ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ‬ ‫أح ٌد بِ َذنْ ِ‬
‫اخذ َ‬ ‫‪ -2‬ال يُؤ َ‬
‫ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﱠ [النَّجم‪.]٣٩ – ٣٨ :‬‬
‫الصّلة‪ ،‬ومْنع الزكاة‪ ،‬واخلوض يف ِ‬
‫الباطل مع‬ ‫َ‬ ‫أسباب لِ ُدخول الناار‪ :‬تَ ْرك َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ذَكرت اآليات أربَ َعة‬ ‫‪-3‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫احلق‪ ،‬والتَّكذيب بيَوم الق َ‬ ‫اخلائضي فّل يَقف مع ا‬
‫الصّلةَ فَ َمن تََرَكها ف َقد َك َفر "‪ .‬وقال‪":‬‬ ‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم‪َ " :‬‬
‫الع ْهد الذين بَْي نَنا وبَْي نَهم َّ‬ ‫قال النَّ ُّ‬ ‫‪-4‬‬
‫الش ْرِك وال ُك ْف ِر تَ ْرك َّ‬
‫الصّلة "‪.‬‬ ‫الر ُج ِل وبي ِّ‬ ‫ي َّ‬ ‫بَ ْ َ‬
‫اس على ما يقولونه بغ ِري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال جيوز لإلنسان أن يتَ َح َّدث بالباطل ويقول على الل بغري ع ْلم‪ ،‬ويوافق النا َ‬ ‫‪-5‬‬
‫لح ِّق وال ُمتَ َجِّرٍد له‪.‬‬‫ِ ِ‬
‫بَيِّ نَة‪ ،‬ويكون َّإم َعةً غري ُمتاب ٍع ل َ‬
‫فاعة هي طَلَب اخل ِري لِْلغَ ِري‪ ،‬وال تكون اإال بِ َش ْرطَي‪:‬‬ ‫الش َ‬ ‫َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫لشافِع أن يَ ْش َفع‪.‬‬ ‫أ‪ -‬إ ْذن اللِ لِ ا‬
‫ب‪ِ -‬رضاه عن املش ُفوع له‪.‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫وجل‬
‫عز َّ‬
‫أصحاب الناار‪ :‬ﱡ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﱠ فَبَ َّي اللُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال اللُ تعاىل عن‬
‫الصّلةِ يف ِ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫ضَرَر تَ ْرِك َّ‬ ‫ِ‬
‫يف هذه اآلية َ‬
‫‪ِّ -‬بي فَوائِد احملافَظَة على َّ‬
‫الصّلة يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫املناسبة أمام تَع ِر ِيفها فيما يلي‪:‬‬
‫س‪ -1‬اُذكر ال َكلِمة ِ‬
‫(‪.).................................‬‬ ‫‪ -‬طَلَب اخل ِري لِْلغَ ْري هو‪:‬‬
‫(‪.).................................‬‬ ‫كاك‪:‬‬
‫الف َ‬ ‫‪ -‬احملبوس الذي ال يستطيع ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أسباب ُدخول الناار‪.‬‬ ‫الدرس أر َبعةً ِمن‬ ‫س‪ -2‬استَنتِج ِمن ِ‬
‫آيات َّ‬
‫الص ْد َق فيما يقولون‪.‬‬ ‫س‪ -3‬استَ ِد ال ِمن اآليات على َذ ِّم اللِ للذين يتكلَّمون ِ‬
‫بالباطل‪ ،‬وال يَتَ َحَّرون ِّ‬

‫‪120‬‬
‫شر‬
‫الدرس الرابع َع َ‬
‫ورة‬
‫المدثر من اآلية رقم (‪ )49‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُسورة ُ‬
‫يد عن ِّ ِ ِ‬ ‫الش ِد َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أش َّد النافار‪،‬‬
‫احلق وأهله‪ ،‬فَيَ ْنفر منه َ‬ ‫اض َّ‬‫الكْب ُر يف النَّ ْفس‪ ،‬والتَّكذيب باليَ ْوم اآلخر يُوِرثان ل ْل َعْبد اإلعر َ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم مع أهنم‬ ‫الكبار اليت ليست ِمن ح ِّقه‪ ،‬وهذا ما وقَع لِ ِ‬ ‫الدعاوى ِ‬ ‫ويَ َّد ِعي َّ‬
‫لمشركي مع النَّ ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعظَه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬‫يسمعون ال ُقرآ َن ومو ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬
‫ﱡﱆﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ‬

‫ﱞﱠﱡﱢ ﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬
‫ﱚﱛﱜﱝ ﱟ‬

‫[املدثِّر‪.]56 - 49 :‬‬
‫ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ َّ‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫اض ال ُك افا ِر عن ِّ‬
‫احلق‪.‬‬ ‫‪ ‬إعر ُ‬
‫اآلخر‪.‬‬‫كذيب بِالي وِم ِ‬ ‫‪ ‬شؤم التَّ ِ‬
‫ُْ‬
‫َْ‬
‫اعظ ال ُقرآن ِعظَةٌ لِ َمن اتَّ َعظ‪.‬‬
‫‪ ‬مو ِ‬
‫َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ش‪.‬‬‫الو ْح ِ‬ ‫ِ‬
‫َحري َ‬ ‫ُحٌر‬
‫نافَِرة ها ِربَة‪.‬‬ ‫ُم ْستَ ْن ِفَرة‬
‫كاسر‪.‬‬‫أسد ِ‬ ‫قَ ْس َوَرةٌ‬
‫َ‬
‫مفتوحة غري مطوية‪.‬‬ ‫منشرة‬
‫املستحق ألن يُتقى‪.‬‬ ‫أهل التقوى‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ص ِرفي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي‪ :‬فما هلؤالء املشركي عن ال ُقرآن وما فيه من املواعظ ُمْن َ‬
‫ش‬‫حريُ َو ْح ٍ‬ ‫كأهنم ِمن ِش َّدة إعر ِ‬
‫اض ِهم َِ‬ ‫ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫يدة النافار‪ ،‬فَ َّرت ِمن أَس ٍد ِ‬
‫كاس ٍر‪.‬‬ ‫َش ِد َ‬
‫َ‬
‫اح ٍد ِمن هؤالء املشركي‬ ‫كل و ِ‬‫(‪ )2‬ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ أي‪ :‬بل يَطْ َمع ُّ‬
‫باعه لَِرسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم‪.‬‬ ‫خيصه‪ ،‬فيه امسه‪ ،‬واألَمر باتِّ ِ‬
‫ْ‬ ‫أن يُنَ ِّزل اللُ عليه كتاباً مفتوحاً ُّ‬

‫‪121‬‬
‫إن الذي مينَعُهم من االنتِفاع‬ ‫زعموا وطلَبوا؛ بل َّ‬ ‫ﱡ ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ أي‪ :‬ليس األَمر كما َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫وع َدم َخ ْوفِ ِهم منها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالتَّذكَرة َع َدم إمياهنم باآلخرة‪َ ،‬‬
‫إن ال ُقرآ َن مو ِعظَةٌ بلِيغَةٌ كافِية التِّ ِ‬
‫عاظ ِهم‪.‬‬ ‫ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ أي‪َ :‬ح اقاً َّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫فمن أراد االتِّعاظ اتَّ َعظ ِبا فيه‪ ،‬وانتَ َفع هبداه‪.‬‬ ‫ﱡ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ أي‪َ :‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫يد اللُ هلم اهلدى‪ ،‬فإنَّه ال هادي‬ ‫ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱠ أي‪ :‬وما يتَّعِظون اإال أن يُِر َ‬ ‫(‪)6‬‬
‫ض َّل لِ َمن َهدى اللُ سبحانَه اإال هو َ‬
‫وحده‪ ،‬ﱡ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬ ‫أض َّل الل‪ ،‬وال م ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ل َمن َ ُ‬
‫لمذنِبِي من َآمن به‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحده أن يُتَّقى‪ ،‬وهو صاحب املغفَرة؛ فيَ ْغفر ل ُ‬ ‫ﱸ ﱠ أي‪ :‬هو املستِ ِح ُّق َ‬
‫استَ ْغ َفره‪.‬‬
‫أطاعه و ْ‬
‫و َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫القرآن باحلمر الوح ِشيَّة اليت تَِفُّر ِمن األسد ِ‬
‫الكاسر فَتُ ِّ‬
‫ويل‬ ‫اض املشركي عن استِماع ِ‬ ‫‪َ -1‬شبَّهَ اللُ ِش َّد َة إعر ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ َ ْ‬
‫كل اتاهٍ‪.‬‬ ‫األدبار ها ِربَةً يف ِّ‬
‫َ‬
‫صه‪ ،‬فيه امسه واألَ ْم ُر‬‫اح ٍد منهم كِتاباً َمفتُوحاً خيُ ُّ‬‫‪ -2‬ب لَغ بِاملشركي العِناد أن طَلَبوا أن ي نَ ِّزَل الل على ُك ِّل و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ،‬وهذا ِمن املبالَغَة يف ال ُك ْفر والعِناد والتَّكذيب‪.‬‬ ‫باعه لِ َّلر ِ‬
‫باتِّ ِ‬
‫باآلخَرة وال خيافون َعذاهبا‪.‬‬ ‫ؤمنون ِ‬ ‫دود ِهم أهنم ال ي ِ‬ ‫ناد ِهم وص ِ‬ ‫احلق ِيقي يف ِع ِ‬ ‫السبب ِ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فمن طَلَب اهلدى من َغ ِريه َ‬
‫أضلَّه‬ ‫‪ -4‬ال ُقرآن الكرمي فيه املوعظَة واهلدى والكفايَة ل َمن أر َاد اللُ به َخ ْرياً‪َ ،‬‬
‫اللُ‪.‬‬
‫وعلَّ َمه "‪.‬‬
‫‪ -5‬قال صلَّى الل عليه وسلَّم‪َ ":‬خْي ُرُكم َمن تَ َعلَّم ال ُقرآ َن َ‬
‫ضل على ِع ِ‬ ‫وخيشى‪ ،‬وهو أَهل ِ‬
‫باده املؤمني‬ ‫املغفَرة الذي يتَ َف َّ‬ ‫ُْ‬ ‫وحده املستَ ِح ُّق ألن يُتَّقى َعذابُه ُ َ‬ ‫‪ -6‬اللُ َ‬
‫بول تَ ْوبَتِ ِهم‪.‬‬
‫ِبغفرة ذُنوهبم وقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫آثار طَيِّبة على اجملتَ َمع املسلِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬لإلميان باليوم اآلخر واخلوف من اجلزاء واحلساب فيه ٌ‬
‫‪ -‬اُذ ُكر شيئاً ِمن هذه اآلثا ِر‪.‬‬

‫• األسئلة‪:‬‬
‫املدرس ِة لِتَْب َحث عن ثَّلثَِة‬ ‫ِ ِ‬
‫لسد‪ ،‬واملطلوب أن تَ ْرجع ل َمكتَبَة َ‬
‫ِ‬
‫اس ٌم ل َ‬
‫س‪َ -1‬ورد يف اآليات لفظ (قَ ْس َورة) وهو ْ‬
‫غري ما ذُكِر‪:‬‬ ‫أمساء لِ ِ‬
‫لسد َ‬‫َ‬
‫‪122‬‬
‫‪...............................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪............................... -2‬‬
‫‪............................... -3‬‬
‫ضون عن ال ُقرآن يف اآليات ؟‬ ‫س‪ِ -2‬با ُشبِّهَ املع ِر ُ‬
‫ُ‬
‫رآن وتَ َعلُّ َمه وقِراءَتَه وتَ َدبَُّره‪،‬‬
‫ضل ال ُق ِ‬‫ف‬
‫ََْ‬ ‫فيها‬ ‫ي‬‫ِّ‬ ‫ب‬
‫َُ‬‫ت‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬‫ط‬
‫ُ‬ ‫أس‬
‫َ ْ‬‫ة‬ ‫بع‬
‫ر‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫دود‬‫ح‬‫ُ‬ ‫يف‬ ‫‪-‬‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫م‬‫ز‬‫س‪ -3‬اكتُب ِر ً َ‬
‫إىل‬ ‫ة‬ ‫سال‬
‫ناسب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآليات ِبا ي ِ‬ ‫ُمستَ ْش ِهداً ِمن‬
‫ُ‬

‫‪123‬‬
‫شر‬
‫الدرس الخامس َع َ‬
‫يامة من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)15‬‬ ‫ورة الق َ‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫اس فيه‪ ،‬ويذ ُكر شيئاً ِمن ُم َق ِّدماتِه‬ ‫ِ‬
‫القيامة كثرياً‪ ،‬وي ِ‬
‫قسم بِه‪ ،‬ويؤِّكد على ب ع ِ‬
‫ث النا ِ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ْذ ُكر اللُ سبحانَه وتعاىل يَ ْوم َ‬
‫ألن يف ذلك‬ ‫قول إىل االستِعداد له باألعمال الصاحلة‪ ،‬والب ع ِد عن ِ‬
‫املعاصي؛ َّ‬ ‫الع َ‬ ‫ال َكبِرية‪ ،‬وأهوالِه الع ِظ ِ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ا‬ ‫ت ُ‬ ‫يمة‪ ،‬ليُ ْلف َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫س في ِهما‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ٍِ‬ ‫احلق و ِ‬
‫الباطل و ِ‬
‫لكل واحد ال لَْب َ‬
‫اضحان ِّ‬ ‫اليوم ال تُقبَل األعذار؛ إذ َّ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ‬

‫ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤ‬

‫ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ‬

‫ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ [القيامة‪.]15 - 1 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ث بعد املوت‪.‬‬ ‫‪ ‬ثُبوت الب ع ِ‬
‫َْ‬
‫يامة وأهوالِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صف يَ ْوم الق َ‬
‫‪َ ‬و ْ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ثُبوت اجلزاء واحلساب يَ ْوم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ليست لِنَ ْفيِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي‪ :‬أُقسم‪ ،‬و(ال) لتَأكيد ال َق َسم و َ‬ ‫ال أُقْ ِسم‬
‫كثرية اللوم لصاحبها‪.‬‬ ‫اللَّ او َامة‬
‫أيَظُ ُّن‪.‬‬ ‫أحيسب‬
‫َ‬
‫أَطراف أصابعِه‪.‬‬ ‫بَنانَه‬
‫لِيَ ْس َعى‪.‬‬ ‫لِيَ ْف ُجَر‬
‫مىت‪.‬‬ ‫أياان‬
‫ِ‬
‫اخلوف‪.‬‬ ‫حتري ِمن ِش َّدةِ‬
‫َّ‬ ‫بَِر َق‬
‫ض ْوُؤه‪.‬‬
‫َذ َهب َ‬ ‫َخ َسف‬
‫ال َم ْل َجأ‪.‬‬ ‫ال َوَزر‬

‫‪124‬‬
‫م ِ‬
‫أَ ْع َ‬
‫ذاره‪.‬‬ ‫عاذ َيره‬ ‫َ‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ يُ ْق ِسم اللُ سبحانَه بِيوم احلساب واجلزاء‪،‬‬
‫الشِّر وتَ ْن َدم على ما فات‪ ،‬وجواب ال َقسم تَ ِ‬
‫قد ُيره‪:‬‬ ‫قسم بِالنَّ ِفس اليت تَلُوم ِ‬
‫صاحبَها على اخل ِري و َّ‬ ‫وي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويدل عليه قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱠ أي‪ :‬أيظُ ان هذا اإلنسان‬ ‫(لَيَْب َعثَن)‪ُّ ،‬‬
‫ا‬
‫ظامه بعد تَ َفُّرقِها‪ ،‬ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ أي‪ :‬بلى‬ ‫الكافِر أن لن نَ ْق ِدر على مجَْع ِع ِ‬
‫ف البَعِ ِري‪ ،‬ونَ ْق ِدر على‬ ‫جنعل أصابِع يَ َديْه وِر ْجلَْيه َشيئاً ُم ْستَ ِويااً ُ‬
‫كخ ِّ‬ ‫ِ‬
‫َسنَ ْج َمعُها‪ ،‬وإنَّنا لَقادرون على أن َ‬
‫ف تَركِيبُها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نس ِّويها كما كانت قَ ْبل املوت‪ ،‬وإن َدقَّت خ ْل َقتُها ولَطُ َ‬ ‫أن َ‬
‫ث‪ ،‬يريد أن يبقى على ال ُفجور فيما يستقبِل‬ ‫نكر اإلنسا ُن البَ ْع َ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ بل ي ِ‬
‫ُ‬
‫ِمن أياام عُ ُم ِره‪.‬‬
‫اع ِة‪ :‬مىت يكون يوم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫يام ا‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ أي‪ :‬يَسأل هذا الكافر الفاجر ُمستَْبعداً ق َ‬
‫يامة ؟‬ ‫ِ‬
‫الق َ‬
‫ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي‪ :‬فإذا‬ ‫(‪)4‬‬
‫الش ِ‬
‫مس‬ ‫ور ال َق َم ِر‪ ،‬وقُ ِر َن بي َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتري البصر ِ‬
‫ب نُ ُ‬
‫يامة‪ ،‬و َذ َه َ‬
‫ش فَ َزعاً ماا رأى من أهوال يَ ْوم الق َ‬ ‫وده َ‬‫َّ َ َ ُ ُ‬
‫وال َقمر يف الطُّلوع ِمن املغ ِرب مظْلِم ْي‪ ،‬يقول اإلنسا ُن وقْ تَها‪ :‬أين املهرب ِمن الع ِ‬
‫ذاب ؟‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِ‬
‫الفرا ِر‪ ،‬ال َم ْل َجأ لك وال‬ ‫ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ أي‪ :‬ليس األمر كما تَتَمنااه ‪ -‬أيُّها اإلنسا ُن ‪ِ -‬من طَلَ ِ‬ ‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫مْنجى ِمن اللِ‪ ،‬ﱡ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱠ أي‪ :‬إىل اللِ َ ِ‬
‫قرهم‪،‬‬‫ومستَ ُّ‬
‫يامة َ‬‫وحدهُ َمصريُ اخلّلئ ِق يوم الق َ‬ ‫َ‬
‫فيُجا ِزي ُك اّلً ِبا يَ ْستَ ِح اق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ أي‪ُ :‬خيب اإلنسا ُن يف ذلك ِ‬
‫جبمي ِع أعماله‪ِ :‬من َخ ٍْري َ‬
‫وشر‪،‬‬ ‫اليوم ِ‬
‫َ‬ ‫(‪)6‬‬
‫آخ ِرها‪.‬‬‫وما قَ َّدمه منها يف َّأوِل حياتِِه‪ ،‬وما كان يف ِ‬
‫َ‬
‫نفسه‪ِ ،‬‬
‫وشاه ٌد بِنَ ْف ِسه على‬ ‫اضحةٌ على ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ أي‪ :‬أ َّن اإلنسا َن ُح َّجةٌ و َ‬ ‫(‪)7‬‬
‫إجر ِامه فإنَّه ال يَْن َفعه ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماله‪ ،‬ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي‪ :‬ولو جاءَ بِ ُك ِّل َم ْعذ َرةٍ يعتَذر هبا عن ْ‬

‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫السوء‪ ،‬ونَ ْفس لَوامةٌ‪ ،‬وهي اليت تَلُوم ِ‬
‫صاحبَها على تَ ْرِك‬ ‫س اأم َارةٌ بِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ اَ‬ ‫س ُمطْ َمئنَّة‪ ،‬ونَ ْف ٌ‬‫فوس ثَّلثَة‪ :‬نَ ْف ٌ‬
‫النُّ ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫لم ْؤِمن والكافِ ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلري أو تَ ْرك الشَِّّر‪ ،‬فتكون ل ُ‬
‫ِ‬
‫قسم ِبا شاء ِمن خلقه‪ ،‬وأما‬ ‫بيوم القيامة تعظيماً له وتنبِيهاً على أهوالِه‪ ،‬ولل تعاىل أن ي ِ‬ ‫أقسم الل ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫وحده‪.‬‬
‫قسم اإال بالل َ‬ ‫اإلنسا ُن فّل ي ِ‬
‫ُ‬
‫وع َدِم َتاثُلِها بي‬ ‫ِ‬
‫الذ ْك ِر يف قوله‪ :‬ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ؛ لدقة َخ ْلقها‪َ ،‬‬ ‫ص البَنان بِ ِّ‬ ‫ُخ َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫الش ِ‬
‫خصيَّة‪.‬‬ ‫ص َمة لِتَميِيز َّ‬ ‫ِ‬
‫استُ ْعملَت البَ ْ‬‫صبُ َعي أبداً يف البَ ِّش ِر كلِّ ِهم‪ ،‬ولذلك ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫لوع ِمن‬ ‫مس وال َق َم ُر يف الطُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عند قِيام الس ِ‬
‫الش ُ‬‫وتم ُع َّ‬‫فيذهب نُور ال َق َمر‪َ ،‬‬ ‫ظام ال َك ْون‪َ ،‬‬ ‫اعة خيتَ ُّل ن ُ‬ ‫ا َ‬ ‫‪-4‬‬
‫هنار‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وال يكون هناك لَْي ٌل وال ٌ‬ ‫املغرب ُمظْلِم ِ‬
‫َ‬
‫املصري إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إذا ما قامت القيامة حاوَل املرء الفرار من ش َّدة اخلوف‪ ،‬ولكن ال م ْلجأ من الل حينَئذ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫الصاحل‪.‬‬
‫وع َمله ا‬ ‫وحده‪ ،‬وال يُنَ ِّجي اإلنسا َن اإال إميانه َ‬ ‫اللِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجيازى على‬ ‫ض ُحه َجوا ِر ُحه‪ ،‬وسيُخب يَ ْوَم الق َ‬
‫يامة ِبا قَ َّد َم وأَ َّخَر‪ُ ،‬‬ ‫اإلنسان نَ ْف ُسه‪ ،‬وتَ ْف َ‬ ‫َسيَ ْش َهد على‬ ‫‪-6‬‬
‫اخل ِري و َّ‬
‫الشِّر‪.‬‬
‫ص ِريهِ‪.‬‬‫لن يقبل ِمن اإلنسان ع ْذر على تَ ْق ِ‬
‫ُ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫‪-7‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫كذيب الب ع ِ‬
‫ث‪ :‬ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ‪.‬‬ ‫‪ ‬قال الل تعاىل يف هذه اآليات ر ااداً على ُم ِّ َ ْ‬
‫اإلعجاز العِْل ِم اي يف ذلك‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الرِّد على هؤالء ِّ‬
‫املكذبي‪ ،‬وما أثبَتَه‬ ‫تأمل هذه اآلية‪ ،‬مث ِّبي َو ْجهَ َّ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫يام ِة وأهوالَه‪ ،‬فلماذا ؟‬ ‫ِ‬
‫س‪ -1‬كثرياً ما يَ ْذ ُكر اللُ تعاىل يَ ْوَم الق َ‬
‫اب ال َق َس ِم يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ ؟‬ ‫س‪ -2‬أين َجو ُ‬
‫أقسام النُّ ِ‬
‫فوس‪.‬‬ ‫س‪ -3‬اُذ ُكر َ‬

‫‪126‬‬
‫شر‬
‫الدرس السادس َع َ‬
‫يامة من اآلية رقم (‪ )16‬إلى اآلية رقم (‪)25‬‬ ‫ورة الق َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫اضحةً معانِيه وأحكامه‪ِ َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫وضم َن اللُ‬ ‫ُ‬ ‫يادة والنَّ ْقص‪ ،‬و َ َ‬
‫وج َعله حمفوظاً من ِّ َ‬ ‫جل وعّل القرآن الكرمي‪َ ،‬‬ ‫أنزل اللُ َّ‬
‫َ‬
‫الدنْيا ونَظَر إىل لَ اذاهتا ِ‬
‫العاجلَة وتَ َرك‬ ‫أحب ُّ‬
‫لكن َمن َّ‬ ‫الدنيا وال ي ْش َقون يف ِ‬
‫اآلخرة‪َّ ،‬‬ ‫ألهلِه أهنم ال ي ِ‬
‫ضلُّون يف ُّ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫اخلاسر املغبُون‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ‬ ‫يمها فهو ِ‬ ‫اآلخرة والعمل هلا‪ِ ِ ،‬‬
‫عاده إياها و َغ ْفلَتِه عن نَعِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الستْب ا‬‫ْ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬

‫ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ [القيامة‪16 :‬‬
‫‪.]25 -‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم على تَلَ ِّقي ال ُقرآن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ح ْرص النَّ ِّ‬
‫ومعانِيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ح ْفظ ال ُقرآن يف ألفاظه َ‬
‫ِ‬
‫يامة إىل ُسعداء وأ ْش ِقياء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يوم الق َ‬
‫اس َ‬‫انقسام النا ِ‬ ‫‪ِ ‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫قِراءَتَه‪.‬‬ ‫قُرآنَه‬
‫َح َسنَة ُم ْش ِرقَة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ناضَرة‬
‫أي ترى رهبا َعياناً‪.‬‬ ‫ناظرة‬‫ِ‬
‫كالِ َحة ُم ْس َوَّدة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باسَرة‬
‫وشار‬
‫صيبَة َ‬ ‫مِ‬
‫ُ‬ ‫فاقَِرة‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫الو ْحي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حترك ‪ -‬يا َّ ِ‬
‫حممد ‪ -‬بال ُقرآن لسانَك حي نُزول َ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﱠ أي‪ :‬ال ِّ‬
‫ب صلَّى الل عليه وسلَّم كان ِّ‬
‫حيرك‬ ‫ألجل أن تَتَ َع َّجل ِح ْفظَه‪ ،‬خمافَةَ أن يَتَ َفلَّت منك‪ ،‬وذلك َّ‬
‫أن النَّ َّ‬
‫شيءٌ‪ ،‬ﱡ ﳎ ﳏ ﳐ‬ ‫وت عليه منه َ‬ ‫زول ِجبيل عليه لِيَ ْح َفظَه و ا‬
‫لئّل يَ ُف َ‬ ‫َش َفتَ يه بِالوحي حي نُ ِ‬
‫ْ َْ‬
‫ص ْد ِرك‪ ،‬مث علينا أن تَ َقرأه بِلِسانِك مىت ِشْئت‪ ،‬ﱡ ﳓ ﳔ ﳕ‬ ‫مجعه يف َ‬
‫إن علينا َ‬ ‫ﳑ ﱠ أي‪َّ :‬‬

‫‪127‬‬
‫ﳖ ﱠ أي‪ :‬فإذا قَرأه عليك رسولنا ِجبيل فاستَ ِمع لِِقراءتِه و ِ‬
‫أنصت له‪ ،‬مث اقْرأه كما أقرأَك إيااه‪ ،‬ﱡ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬‫َُ‬
‫وضيح ما أش َكل عليك فَهمه ِمن معانِيه و ِ‬
‫أحكامه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﱠ أي‪ :‬مث َّ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫إن علينا تَ َ‬
‫ث وال َجزاءَ؛ بل‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي ليس األمر كما َز َع ْمتم ‪ -‬أيُّها املشركون ‪ -‬أن ال بَ ْع َ‬
‫يمها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫أنتم حتبُّون احليا َة ُّ ِ‬
‫الدنيا وزينَتَها‪ ،‬ﱡ ﱆ ﱇ ﱠ أي‪ :‬وتَّتكون اآلخرة ونَع َ‬
‫ناع َمةٌ‪ ،‬ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ‬ ‫القيامة م ْش ِرقَةٌ حسنَةٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ أي‪ُ :‬وجوه ِ‬
‫ََ‬ ‫عادة يوم َ ُ‬ ‫الس َ‬ ‫أهل َّ‬
‫أي‪ :‬تنظُر إىل اللِ رهبا فتَ ْستَ ْمتِع بالنَّظَر إليه‪.‬‬
‫حةٌ‪ ،‬ﱡﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة عاب َسةٌ كال َ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أي‪ُ :‬وجوه األشقياء يوم َ‬
‫قار الظَّ ْه ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يمةٌ‪ ،‬تَ ْقصم فَ َ‬ ‫أي‪ :‬تتَوقَّع أن تَن ِزَل هبا ُمصيبَةٌ َعظ َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫األمة؛ أداءً‬ ‫الو ْحي وتَ ْبلِي ِغ ِّ‬
‫الرسالَة إىل َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫الرسول صلى الل عليه وسلم على ح ْفظ َ‬
‫ص الشَّديد ِمن َّ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬احل ْر ُ‬
‫للمانَِة وقِياماً بِو ِاجب ِّ‬
‫الرسالَة‪.‬‬
‫رسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم حيث َخ َّفف عليه بأن أََمَره أن يَ ْستَ ِمع لِ َلو ْحي ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -2‬رحةُ الل تعاىل ب ُ‬
‫ص وال ِزيادةٍ‪ .‬والل على كل ٍ‬
‫شيء‬ ‫ِجبيل‪ ،‬مث ِجيده حمفوظاً بَِق ْلبِه صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن غري نَ ْق ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قَ ِدير‪.‬‬
‫اآلخرة؛ بل على املسلِم أن جيعل غايةَ سعيِه ِ‬
‫اآلخَرة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب ُّ‬ ‫‪ -3‬احل َذ ُر ِمن ُح ِّ‬
‫َ َ َْ‬ ‫الدنيا والركون إليها ونسيان َ‬
‫الدنيا‪.‬‬‫الباقِيَة‪ ،‬وال يَْنسى َحظَّه ِمن ُّ‬
‫فم ُنهم َمن يراه يف‬ ‫املؤمنِي يف اجلنَّة‪ :‬رْؤية اللِ يف اجلنَّة‪ ،‬يرونَه على حسب مراتِبِهم‪ِ :‬‬ ‫‪ِ -4‬من أعظَم نَعِي ِم ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫األسبوع َمَّرة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ومنهم َمن يراه يف‬ ‫اليوم مَّرتي‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫حال وأقْ بَ ِح‬ ‫القيامة يكونون على ِ‬
‫أسوء ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض َحكون يف ُّ‬
‫يوم َ‬ ‫الدنيا ويَ ْلهون ويَتَ َمتَّعون لكنَّهم َ‬ ‫‪ -5‬ال ُك افار يَ ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الر ْع ِ‬ ‫وه ُهم كالِ َحةٌ ِمن ِّ‬
‫اهلم و ُّ‬ ‫وج ُ‬‫ص َورةٍ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫اجلمال كما قال سبحانه‪ :‬ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ‬ ‫ضرةِ و ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ -6‬وجوهُ املؤمني يف اجلنَّة غايَةً يف النَّ ْ َ‬
‫ومجاالً‪.‬‬ ‫ﱠ [املطففي‪ ،]٢٤:‬وكلَّما رأوا رَّهبم ازدادوا نَ ْ‬
‫ضَرةً َ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫اع ِظه‪.‬‬ ‫اض عن القرآن ومو ِ‬
‫َ‬ ‫اس إىل اإلعر ِ‬ ‫السبَب الذي َدعا أكثَر النا ِ‬ ‫املفسرة‪ ،‬مث بَ ِّي َّ‬‫تأمل يف هذه اآليات َّ‬ ‫‪َّ ‬‬

‫• األسئلة‪:‬‬
‫‪128‬‬
‫س‪ -1‬ما ال َفرق بي َكلِمة ِ‬
‫(ناضرة) وكلمة ِ‬
‫(ناظرة) ؟‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وحال الكافِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القيامة ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪ -2‬قارن بي حال املؤمن يوم َ‬
‫أهل اجلنَّ ِة َربَّ ُهم ؟‬
‫س‪ -3‬هل يرى ُ‬

‫‪129‬‬
‫شر‬
‫الدرس السابع َع َ‬
‫ورة‬
‫يامة من اآلية رقم (‪ )26‬إلى آخر الس َ‬ ‫ورة الق َ‬
‫تَ فسير ُس َ‬
‫عداد لذلك اليوم‬ ‫ِ ِ‬
‫القيامة وأهواهلا ما ي ْدعو اإلنسا َن إىل االستِ ِ‬ ‫وجل يف َّأول ُّ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫السورة من أحوال َ‬ ‫عز َّ‬ ‫لَ اما ذَ َكر اللُ َّ‬
‫لوب إىل ما فيه جناهتا‬ ‫ِ ِ‬ ‫وشدائِ َده ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يمة‪ ،‬وكفى به زاجراً يَ ُسوق ال ُق َ‬
‫العظ َ‬‫َ‬ ‫املوت َ‬
‫الصاحلة‪ ،‬ذَ َكر يف خاَتتها َ‬‫باألعمال ا‬
‫اضه‪ ،‬قال‬ ‫وي زجرها عما فيه هّل ُكها‪ ،‬اإال من ختِم على قَ ْلبِه فلم يست ِفد ِمن ذلك‪ ،‬وظَ َّل يف سه ِوه وتَ ِ‬
‫كذيبِه وإعر ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫ا َ‬ ‫َْ ُ‬
‫تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱢ‬
‫ﱡﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬
‫ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ‬
‫ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ‬
‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [القيامة‪.]40 - 26 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫وشدائِده‪.‬‬ ‫‪ ‬وصف ِ‬
‫املوت َ‬ ‫َْ‬
‫‪ ‬بَ ْعض ِصفات ِ‬
‫أهل ال ُك ْف ِر‪.‬‬
‫‪ ‬االستِدالل بِأَصل اخل ْل ِق على الب ع ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الص ْد ِر ما بي ثَ ْغَرة النَّ ْح ِر والعاتِ ِق‪.‬‬
‫مجع تُ ْرقُ َوة‪ ،‬وهي‪ :‬أعلى َّ‬ ‫الَّتاقِي‬
‫َّ‬
‫طَبِيب يَرقِيه ويُدا ِويه‪.‬‬ ‫راق‬
‫أَيْ َقن‪.‬‬ ‫ظا ان‬
‫يَتَبَ ْخ ََّت خمتاالً يف ِم ْشيَتِه‪.‬‬ ‫يَتَ َمطَّى‬
‫يد‪ ،‬معناها‪َ :‬هّلك لك فَ َهّلك‪.‬‬ ‫َكلِمة و ِع ٍ‬ ‫أَْوىل لك فَأَْوىل‬
‫َ َ‬
‫ُم ْه َمّلً‪.‬‬ ‫دى‬
‫ُس ً‬
‫ِ‬
‫األرحام‪.‬‬ ‫ب يف‬ ‫ص ُّ‬ ‫يُ َ‬ ‫يُ ْم َىن‬
‫جام ٍد‬
‫قِطْعة دٍم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َعلَ َقة‬

‫‪130‬‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫الص ْدر‪ ،‬ﱡ ﱠ ﱡ ﱣ ﱠ أي‪:‬‬ ‫وح إىل أعايل َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫وصلَت ُّ‬ ‫ﱡ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ أي‪ :‬ح اقاً إذا َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫احلاضرين لبعض‪ :‬هل ِمن ر ٍاق يَرقِيه ويَ ْش ِفيه ماا هو فيه ؟ ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ أي وأيْ َقن‬ ‫وقال بعض ِ‬
‫الدنيا لِمعاي نَتِه مّلئِ َكة ِ‬ ‫أن الذي نََزَل بِه هو فِر ُ‬ ‫ضر َّ‬ ‫احملتَ ِ‬
‫املوت‪ ،‬ﱡ ﱩ ﱪ ﱫﱠ أي‪:‬‬ ‫اق ُّ ُ َ َ‬
‫اآلخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬التَ َفت ساقاه عند ِ‬ ‫آخر ُّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اتَّصلَّت ِش َّدة ِ‬
‫املوت‪ ،‬ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ‬
‫الدنيا بش َّدة َّأول َ‬ ‫َ‬
‫وإما إىل الناار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة‪ :‬اإما إىل اجلنَّة ا‬ ‫ﱰ ﱠ أي‪ :‬إىل الل تعاىل َمساق العباد يوم الق َ‬
‫رآن‪ ،‬وال َّأدى للِ‬ ‫سول صلَّى الل عليه وسلَّم وال ُق ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أي‪ :‬فّل َآمن الكافِر بِ َّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الصّلة‪ ،‬ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أي‪ :‬ولكن َك َّذب بِال ُقرآن‪ ،‬وأعرض عن ِ‬
‫اإلميان‪ ،‬ﱡﱻ‬ ‫ض َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫تعاىل فَرائ َ‬
‫شيَتِه‪ ،‬ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬ ‫ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي‪ :‬مث َمضى إىل أهلِه خمتاالً يَتَبَ ْخ ََّت يف ِم ْ‬
‫فهّلك‪.‬‬‫ّلك لك َ‬ ‫ّلك لك فَ َهّلك‪ ،‬مث َه ٌ‬ ‫ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ أي‪َ :‬ه ٌ‬
‫ث أن يُ ََّت َك ِهَّلً ال يُ ْؤَمر وال‬‫املنكر لِلب ع ِ‬
‫ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ أي‪ :‬أيظَن اإلنسا ُن ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫َْ‬ ‫ا‬
‫حياسب وال يُعاقَب ؟‬ ‫يُ َنهى‪ ،‬وال َ‬
‫اق‬
‫ي يُر ُ‬ ‫ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ أي‪ :‬أمل ي ُكن هذا اإلنسان نُطْ َفةً ضعِي َفةً ِمن ٍ‬
‫ماء َم ِه ٍ‬ ‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صار قطْ َعةً من َدٍم جامد‪َ ،‬‬
‫فخلَ َقه‬ ‫ب يف األرحام ؟ ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أي‪ :‬مث َ‬
‫ِ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ويُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫فج َعل‬‫أحس ِن تق ِومي‪ ،‬ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱠ أي َ‬ ‫ص َورتَه يف َ‬ ‫وس َّوى ُ‬ ‫اللُ ب ُق ْد َرته َ‬
‫الذ َكر واألنثى‪،‬ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﱠ أي‪ :‬أليس‬ ‫الصن َفي‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان ِّ‬ ‫من هذا‬
‫اخللق بعد فَنائِ ِهم ؟ بلى إنَّه سبحانَه وتعاىل لَ ِ‬ ‫إعادةِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قادٌر‬ ‫ذلك اإلله اخلالق هلذه األشياء بقاد ٍر على َ‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫• الفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ويأخ َذ أُ ْهبَتَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد من اخللق َدفْ َعه إذا نََزل‪ ،‬فعلى املسلم أن يَستَع َّد له‪ُ ،‬‬ ‫املوت ح يق‪ ،‬ال يستَطيع َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وز َاده‪:‬‬
‫داخله *** فليت ِشعري بعد الباب ما ال ادار)‪.‬‬ ‫كل النااس ِ‬ ‫باب و ُّ‬‫( املوت ٌ‬
‫وآالم‪ ،‬وله فِْت نَةٌ نسأل الل أن يُعِي َذنا منها‪.‬‬
‫ات ٌ‬ ‫‪ -2‬للموت َسكر ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫الصّلة‪ ،‬واإلعراض عن‬ ‫الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم وترك َّ‬ ‫ِ‬
‫بالقرآن و َّ‬ ‫‪ِ -3‬من ِصفات الكافِر‪ :‬التَّكذيب‬
‫الدين ال يتَ َعلَّ ُمه وال يَ ْع َمل به‪.‬‬‫ِّ‬

‫‪131‬‬
‫صح بذلك‬ ‫اس " كما َّ‬ ‫ط النا ِ‬ ‫وح ِقي َقتُه‪ ":‬بَطر ِّ‬
‫احلق و َغ ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذنوب ومن أقبَ ِح األخّلق َ‬ ‫الكْب ر ِمن كبائِر ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫ب صلَّى الل عليه‬ ‫اخلب يف صحيح مسلم برقم (‪ )91‬من حديث ابن مسعود رضي الل عنه عن النَّ ِّ‬
‫وسلَّم‪.‬‬
‫باده َِهَّلً ومل‬ ‫ِ‬ ‫خلَق الل النااس حلكم ٍة ع ِظيم ٍة وغاي ٍة َشري َف ٍة‪ ،‬وهي‪ِ :‬عبادتُه وتَ ِ‬
‫يده‪ ،‬فاللُ مل خيلُق ع َ‬ ‫وح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫‪-5‬‬
‫يَّتْك ُهم ُسدى‪.‬‬
‫إعادتِه بعد َم ْوتِه‪ ،‬ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫اللُ الذي بدأ َخ ْل َق اإلنسان من نُطْ َفة مث َعلَ َقة هو القادر على َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱠ [الروم‪.]٢٧ :‬‬
‫ب لِمن قرأ اآلية ِ‬
‫األخ َرية أن يقول‪ُ ":‬سبحانَك َريب ‪ -‬بلى‪.‬‬ ‫يُستَ َح ُّ َ‬ ‫‪-7‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ضرهُ املوت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حال َمن َح َ‬
‫املفسرة َ‬
‫اآليات َّ‬ ‫جل وعّل يف َّأول‬
‫‪ ‬ذَ َكر اللُ َ‬
‫املوت‪ ،‬وذلك بإجيا ٍز‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫ضرِها َ‬ ‫الس َري واكتُب حالَة َر ُجلي حي َح َ‬
‫ارجع إىل بعض كتُب ِّ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ِ -1‬أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما التَّ ْرقُ َوةُ ؟‬
‫ب‪ -‬ما معىن ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ ؟‬
‫سمية اليت وردت يف القرآن لِلطَّبِيب ؟‬ ‫ج‪ -‬ما التَّ ِ‬
‫س‪ -2‬اكتُب رسالَةً إىل َزِميلِك تدعُوه لِتَ ُّأمل اآليات اليت تَتَ َكلَّم عن حلظات االحتِضا ِر يف هذه ُّ‬
‫السورة‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫شر‬
‫الدرس الثامن َع َ‬
‫ورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)4‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫احلق َ َّ‬ ‫ِ‬
‫اس‬
‫ودله عليه‪ ،‬فان َق َسم النا ُ‬ ‫وبي له َّ‬
‫وم ليس َشيئاً َمذكوراً‪ ،‬مث َخلَ َقه اللُ َّ‬ ‫َمَّر على اإلنسان َد ْهٌر طَ ِو ٌ‬
‫يل وهو َم ْع ُد ٌ‬
‫عاص‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫إىل شاكِ ٍر ُم ِطي ٍع‪ ،‬وكافِ ٍر ٍ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ‬
‫ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ [اإلنسان‪.]4 –1:‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫اإلنسان بِبِدايَِة َخ ْل ِقه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬تَذكِري‬
‫اس إىل ُم ْؤِم ٍن وكافِ ٍر‪.‬‬ ‫‪ِ ‬‬
‫انقسام النا ِ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫االستِ ْفهام لِلتَّق ِرير‪ ،‬واملعىن‪ :‬قَ ْد أَتَى‪.‬‬ ‫َه ْل أتى‬
‫الرج ِل ِ‬
‫وماء املرأَةِ‪.‬‬ ‫أخّل ٌ ِ ِ‬ ‫أَْم ٍ‬
‫ط من ماء َّ ُ‬ ‫شاج‬
‫الطَّريق املستَ ِقيم‪.‬‬ ‫السبِيل‬
‫َّ‬
‫األع ِ‬
‫ناق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْغّلالً‬
‫وعةً إىل ْ‬
‫الغُ ال‪ :‬ما تُ ْربَط به األيدي َمرفُ َ‬
‫ناراً ُمتَّ ِق َد ًة‪.‬‬ ‫َسعِرياً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ِ‬
‫يل قبل‬ ‫ت طَ ِو ٌ‬‫اإلنسان َوقْ ٌ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ أي‪ :‬قد َمضى على‬
‫عرف له أَثَر‪.‬‬‫الروح‪ ،‬مل ي ُكن شيئاً يُذ َكر وال يُ َ‬ ‫أن تُْن َفخ فيه ُّ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ أي‪ :‬إناا َخلَ ْقنا اإلنسا َن ِمن نُطْ َف ٍة‬
‫أج ِل ذلك ذا‬ ‫ِ‬ ‫الرجل ِ‬
‫وماء املرأَةِ‪ ،‬نتَِبه بِالتَّكالِيف َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫فج َعلناه من ْ‬ ‫الشرعيَّة فيما بعد‪َ ،‬‬ ‫خمتَلطَة من ماء َّ ُ‬
‫الدالئِل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآليات ويَرى َّ‬ ‫صر؛ لِيَ ْس َمع‬‫َمسع وذا بَ َ‬
‫ّلل واخل ِري و َّ‬‫الض ِ‬
‫الشِّر‬ ‫يق اهلدى و َّ‬ ‫وعَّرفناه طَ ِر َ‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ أي‪ :‬إناا بيَّنا له َ‬
‫لِيكو َن إما م ْؤِمناً شاكِراً‪ ،‬وإما َكفوراً ِ‬
‫جاحداً‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا ُ‬

‫‪133‬‬
‫يد تُ َش اد هبا‬‫(‪ )4‬ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ أي‪ :‬إناا أَع َددنا لِلكافِرين قُيوداً ِمن ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫أيدي ِهم إىل أعناقِ ِهم‪ ،‬وناراً َحيَرقُون هبا‪.‬‬ ‫أَرجلُهم‪ ،‬وأغّلالً تُغَ ُّل هبا ِ‬
‫ُ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫عدوماً مل ُخيلَق‪ ،‬وليس له ِذ ْكٌر وال ِرفْ َعة‪ ،‬فعلى اإلنسان‬ ‫ويل كان فيه َم ُ‬ ‫ت طَ ٌ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان َوقْ ٌ‬ ‫‪ -1‬لقد أتى على‬
‫دوده بأن يَ ْك ُفر أو يَتَ َك َّب‪.‬‬ ‫جاوز ُح َ‬ ‫أن يَ ْع ِرف قَ ْد َره وقُ ْد َرتَه‪ ،‬وال يَتَ َ‬
‫الرج ِل ِ‬
‫وماء املرأةِ‪ ،‬مثَّ‬ ‫السّلم‪ ،‬وخلَق ذُِّريَّته ِمن نُطْ َف ٍة ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ‬
‫ضعي َفة خمتَلطَة من ماء َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -2‬خلَ َق اللُ تعاىل آدم عليه َّ‬
‫كمل َخ ْل َقها إنساناً قَ ِومياً‪.‬‬ ‫جعلَها أطواراً حىت َّ‬ ‫َ‬
‫صد ِيق ُر ُسلِه‪،‬‬
‫‪ -3‬إمنا خلَق الل العِباد ليس حلاجة إليهم‪ ،‬فالل غن عن كل خ ْل ِقه‪ ،‬بل لِيبتلِي ِهم بِطاعتِه وتَ ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ي‬ ‫َ ُ َ‬
‫أدخله اللُ الناار‪.‬‬
‫صى َ‬ ‫ومن َع َ‬ ‫أدخلَه اللُ اجلنَّة‪َ ،‬‬
‫فمن أطاع َ‬ ‫َ‬
‫ّلل واتِّقائِه‪.‬‬
‫الض ِ‬
‫ومع ِرفَة َّ‬ ‫لإلنسان مسعاً وب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لهما يف َمع ِرفَة اهلدى و َ‬
‫الع َم ِل به‪َ ،‬‬ ‫صراً ليَ ْستَعم ُ‬ ‫ََ‬ ‫خلق اللُ‬
‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫أرس َل إلي ِهم ُر ُسّلً ِمن أن ُف ِس ِهم‪ ،‬وأنزل عليهم‬ ‫السماء؛ بل َ‬ ‫‪ -5‬مل يَّتك اللُ سبحانه َخ ْل َقه بِّل ِهدايٍَة ِمن َّ‬
‫اس إليها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُكتُباً من عنده يَ ْدعُون النا َ‬
‫األغّلل اليت تُغَل هبا ِ‬
‫األيدي‬ ‫يد تُ َش ُّد هبا األَْر ُجل‪ ،‬و ُ‬ ‫ّلسل ِمن ح ِد ٍ‬ ‫الس ِ‬ ‫ذاب يف الناار‪َّ :‬‬ ‫‪ِ -6‬من ألو ِان الع ِ‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يمة احمل ِرقَة‪.‬‬ ‫األعناق‪ ،‬والناار ِ‬ ‫ِ‬
‫العظ َ‬‫َ‬ ‫إىل‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫السّلم إىل أن جاءَت له ذُِّريَّة‪.‬‬
‫آدم عليه َّ‬ ‫‪ ‬ناقِش مع جمموعتك بِدايةَ ِ‬
‫خلق َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل م ِ‬
‫ناسبَة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬األغّلل‪.‬‬
‫السعري‪.‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫ي)‪.‬‬‫‪ -‬هل (استفهام تَق ِري ِر ا‬
‫س‪ -2‬يقول الل عز وجل‪:‬ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ‪.‬‬
‫السبِيل الذي َدلَّنا اللُ عليه ؟‬ ‫اشرح هذه اآلية ُمبَ يِّناً أِهِّيَّةَ َمع ِرفَة َّ‬
‫‪َ -‬‬
‫ّلسل) َموصولَة مع ما قَ ْب لَها وما بَ ْع َدها‪.‬‬ ‫تدرب على نُطْ ِق َكلِمة (س ِ‬ ‫س‪َّ -3‬‬
‫َ َ‬

‫‪134‬‬
‫الدرس التاسع َعشر‬
‫ورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )5‬إلى اآلية رقم (‪)10‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ذاب ال ُك افار‪َّ ،‬بي يف هذه اآليات َشْيئاً ِمن نَعِي ِم‬
‫تام اآليات السابَِقة شيئاً ِمن َع ِ‬
‫ا‬
‫وجل يف ِخ ِ‬
‫عز َّ‬‫لَ اما ذَ َكَر اللُ َّ‬
‫صة للِ اليت استَ َح ُّقوا هبا هذا النَّعِيم‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبي شيئاً من أعماهلم اخلال َ‬ ‫األبرا ِر َ‬
‫وشراهبم‪َّ ،‬‬
‫ﱡﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬

‫ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣ‬

‫ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ [اإلنسان‪.]10 – 5 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ِ ‬ذ ْك ُر ِ‬
‫بعض نَعِي ِم ِ‬
‫أهل اجلنَّة‪.‬‬
‫وجل‪.‬‬ ‫اإلخّلص للِ َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلحسان إىل اخل ْل ِق مع‬ ‫‪ ‬بيَان أثَِر‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫البَ ُّر‪ :‬هو ال ُم ِطيع ال ُم ْخلِص الذي يَ ْكثُر منه فِ ْع ُل اخلَِْري‪.‬‬ ‫األبرار‬
‫ط بِه‪.‬‬‫ما َتلَ ُ‬ ‫اجها‬ ‫ِ‬
‫مز ُ‬
‫مادة بَْيضاء اللَّون طَيِّبَة ِّ‬
‫الريح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كافُوراً‬
‫شاؤوا‪.‬‬ ‫صَّرفون فيها‪ ،‬ويُ ْج ُروهنا حيث ُ‬ ‫يتَ َ‬ ‫يُ َف ِّجروهنا‬
‫طاعةً ُم َعيَّنَةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إجياب اإلنسان على نفسه َ‬ ‫ُ‬ ‫النَّ ْذر‬
‫فاشياً ُمْنتَ ِشراً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُم ْستَ ِطرياً‬
‫وحبِس‪.‬‬ ‫ُخذ يف ِ‬ ‫الذي أ ِ‬ ‫أَ ِسرياً‬
‫احلرب ُ‬ ‫ْ‬
‫الو ُجوه وتُ َقطَّب فيه اجلِباهُ لِ ِش َّدة َه ْولِه‪.‬‬ ‫َشديداً تَ ْعبَس فيه ُ‬
‫ِ‬ ‫يَ ْوماً َعبُوساً‬
‫ص ْعباً‪.‬‬‫َ‬ ‫قَ ْمطَ ِريراً‬

‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫حق‬ ‫ِ‬
‫اإلخّلص الذين يُ َؤُّدون َّ‬ ‫أهل الطااعة و‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫إن َ‬
‫بأحس ِن أنو ِاع الطِّيب‪ ،‬وهو ماءُ الكافُ ِور‪.‬‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة من َكأْ ٍس فيها مخٌَْر َ‬
‫مزوجةٌ َ‬ ‫يوم َ‬ ‫الل تعاىل يَ ْشربُون َ‬

‫‪135‬‬
‫ِ‬
‫ي‬‫الشراب الذي ُم ِز َج من الكافُور هو َع ٌْ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أي‪ :‬هذا َّ‬
‫وهنا حيث شاؤوا إجراءً َس ْهّلً‪.‬‬ ‫وجي ُر َ‬ ‫ي ْشرب هبا ِع ِ‬
‫صَّرفون فيها‪ُْ ،‬‬ ‫باد الل‪ ،‬يَتَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫أوجبوا‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ أي إهنم استح اقوا هذا النَّعِ ِ‬
‫يم لكوهنم يُوفو َن ِبا َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ضَرُره َخ ِطرياً‪َ ،‬‬
‫وشُّره‬ ‫يامة الذي يكون َ‬
‫ِ‬
‫قاب الل يف يوم الق َ‬
‫ِ‬
‫على أنفسهم من الطااعات‪ ،‬وخيافون ع َ‬
‫ِ ِ‬
‫اس اإال َمن َرِح َم اللُ‪.‬‬ ‫فاشياً ُمْنتَ ِشراً على النا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم كوهنم‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ أي‪ :‬ومن أفعاهلم اليت استَح ُّقوا هبا النَّع َ‬
‫ب الذي ال ميلِك شيئاً‬ ‫العاجَز عن ال َكس ِ‬
‫ْ‬
‫يطْعِمون الطَّعام ‪ -‬مع حبِّ ِهم له وحاجتِهم إليه ‪ -‬ال َف ِقري ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُخذ يف احلرب‬ ‫األسري الذي أ ِ‬ ‫مال له‪ ،‬و ِ‬ ‫الدنْيا‪ ،‬واليَتِيم هو الطِّْفل الذي مات أَبُوه‪ ،‬وال َ‬ ‫ِمن ح ِ‬
‫طام ُّ‬ ‫ُ‬
‫وحبِس ِمن قِبَ ِل ال ُك افار وغ ِريهم‪ ،‬ويقولون‪:‬ﱡ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱠ أي‪ :‬إمنا‬ ‫ُ‬
‫صد حَْداً وال ثَناءً ِمنكم‪ ،‬ﱡ‬ ‫ب ثَوابِه‪ ،‬ال نَبتَغِي ع ِوضاً وال نَ ْق ِ‬ ‫ضات اللِ وطَلَ ِ‬ ‫ُحن ِسن إلي ُكم ابتِغاء مر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ‬
‫الوجوه‪ ،‬وتُ َقطَّب‬ ‫ِ‬ ‫ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ أي‪ :‬إناا ُ ِ‬
‫س فيه ُ‬ ‫ناف من َربِّنا يَ ْوماً َشديداً تَ ْعبَ ُ‬
‫وش َّدةِ َه ْولِه‪.‬‬
‫فيه اجلِباه ِمن فَظاعة أم ِره ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ِباء الكافُور اللَّ ِذ ِ‬
‫يذ‬ ‫‪ -1‬األبرار ي ن عَّمو َن يف اجلنَّة بِألو ِان النَّعِي ِم‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬أهنم يشربون مخراً مزوجةً ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬
‫ص ِرفوهنا كيف‬ ‫ِ ِ‬
‫شاؤوا‪ ،‬ويَ ْ‬‫اخلم ِر حيث ُ‬ ‫الع َسل و ْ‬ ‫األهنار من املاء واللَّ َب و َ‬
‫الصايف‪ ،‬وأهنم يُ ْج ُرو َن َ‬ ‫الطَّيِّب ا‬
‫شاؤوا‪.‬‬
‫ُ‬
‫طاعةً غري و ِاجبَة عليها‪ ،‬لقوله صلَّى الل عليه‬ ‫ِ‬
‫ب لإلنسان النَّ ْذر بأن يُْل ِزَم نَ ْف َسه َ‬ ‫ال يُ ْستَ َح ا‬ ‫‪-2‬‬
‫وسلَّم‪":‬النَّ ْذر ال يَأْت خب ٍري إمنا يُ ْستَ ْخَرج بِه ِمن البَ ِخيل"‪.‬‬
‫ميدح على َوفائِه بِنَ ْذ ِره‪.‬‬
‫الوفاءُ هبا‪ ،‬و َ‬‫ب عليه َ‬ ‫طاعةً َو َج َ‬
‫إذا نَ َذر اإلنسا ُن َ‬ ‫‪-3‬‬
‫قام ِة على ِدي ِن اللِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الع َم ِل واالست َ‬
‫ِ‬
‫اخلوف من يوم القيامة باالستعداد و َ‬
‫ُ ِ‬ ‫ِمن ِصفات األبرار‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫حاجتِ ِهم إليه وحمبَّتِ ِهم له‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن صفاهتم‪ :‬إطْعام الطَّعام لل ُف َقراء واأليْتام واألَ ْسرى مع َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ [آل عمران‪.]٩٢ :‬‬
‫ي "‪.‬‬‫قال صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ":‬أنا وكافِل اليَتِيم يف اجلنَِّة َكهاتَ ْ ِ‬ ‫‪-6‬‬
‫بإطعام ِهم و ِ‬
‫اإلنفاق عليهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلحسان إىل األَ ْسرى وإن كانوا ُك افاراً‬ ‫حباب‬ ‫ِ‬
‫است ُ‬ ‫‪-7‬‬
‫حتص ِيل جاهٍ‪.‬‬ ‫اب اللِ‪ ،‬ال انتِظار أُجرةٍ أو ثَ ٍ‬
‫ناء أو ِ‬ ‫ِ‬
‫املؤمن إىل َعم ِل اخل ِري هو طَلَب ثَو ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الذي يَ ْدفَ ُع َ‬ ‫‪-8‬‬

‫‪136‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪ ‬ما و ِاجبك تاه ال ُفقراء واملساكِي واأليتام ِ‬
‫وغريهم ِمن احملتاجي ؟‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫أهل اجلنَّة‪ ،‬وعن سبب ما هم فيه ِمن لَ َّذةٍ ِمن ِخ ِ‬
‫ّلل ما َوَرد يف‬ ‫حدث عن نَعِيم ِ‬ ‫ف أن تَتَ َّ‬ ‫س‪ُ -1‬كلِّفت يف َّ‬
‫الص ِّ‬
‫ََ‬
‫ُس َورةِ اإلنسان‪.‬‬
‫أسطُر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬اكتُب ُم َع ِّباً عن ذلك يف ثَّلثَة ْ‬
‫س‪ -2‬اُذ ُكر ال َكلِ َمة ال ُقرآنِيَّة املر ِادفَة لِ ُكل ِمن‪:‬‬
‫‪ -‬املْنتَ ِشر‪:‬‬
‫الص ْعب‪:‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫األنسب لِلتَّعريف فيما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اخَّت ال َكل َمة َ‬ ‫س‪َ - 3‬‬
‫طاعةً ُم َعيَّنَة هو‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ‪ -‬إجياب اإلنسان على نفسه َ‬
‫الف ْدية‪ ،‬ال َقضاء )‪.‬‬ ‫( الك افارة‪ ،‬النَّذر‪ِ ،‬‬
‫ص الذي يُ ْكثِر ِمن فِ ْع ِل اخل ِري هو‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يع املخل ُ‬
‫ِ‬
‫ب‪ -‬املط ُ‬
‫األمي ‪ ،‬الطاائِع ‪ ،‬البَ ُّر )‪.‬‬ ‫(الص ِادق ‪ِ ،‬‬
‫ا‬

‫‪137‬‬
‫الدرس العشرون‬
‫ورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )11‬إلى اآلية رقم (‪)18‬‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫األعمال الصاحلة لِ ِ‬
‫عباده وإحساهنم إىل احملتاجي‪ ،‬راغبي يف اجلزاء من‬ ‫السابِقة‬
‫َ ا‬ ‫لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا‬
‫عنده‪ ،‬خائفي من يوم القيامة‪ ،‬ذكر يف هذه اآليات فضله العظيم عليهم إذ كفاهم شر ذلك اليوم‪ ،‬ونوع هلم‬
‫أنواعاً عظيمة من النعيم فقال عز وجل‪ :‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ‬

‫ﱾﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬
‫ﱿ‬ ‫ﱹﱺﱻﱼﱽ‬

‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢ‬

‫ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ [اإلنسان‪.]18 – 11 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ِ ‬ذ ْكر بَ ْع ِ‬
‫ض نَعِي ِم ِ‬
‫أهل اجلنَّة‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫طاهم‪.‬‬
‫أع ُ‬‫ْ‬ ‫اهم‬
‫لَاق ُ‬
‫الوجوهِ‪.‬‬
‫ووضاءَة يف ُ‬ ‫ُح ْسناً َ‬ ‫ضَرة‬‫نَ ْ‬
‫الستوِر‪.‬‬ ‫األَ ِسَّرة املزيَّنَة بِ ِ‬
‫فاخر الثِّ ِ‬
‫ياب و ُّ‬ ‫األرائِك‬
‫َ‬
‫بَ ْرداً َش ِديداً‪.‬‬ ‫َزْم َه ِريراً‬
‫قَ ِريبَة‪.‬‬ ‫دانِيَة‬
‫ِ‬ ‫ذُلِّلَت‬
‫وس ِّهلَت‪.‬‬‫أُ ْدنيَت ُ‬
‫مثارها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قُطوفُها‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫يامة‪ ،‬ﱡ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ أي‪ :‬فَو ِ‬
‫قاهم من َشدائد يوم الق َ‬ ‫َ ُ‬
‫وهبجةً وفَ َرحاً يف قُلوهبم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أعطاهم ُح ْسناً ونُوراً يف ُوجوههم‪َ ،‬‬ ‫و ُ‬
‫ب ص ِبِهم على فِع ِل الطااع ِة وتَرِك ِ‬
‫املعصيَة َجنَّةً‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أي‪ :‬وأثاهبم بِ َسبَ ِ َ ْ‬
‫يمةً يأكلُون منها ما شاؤوا‪ ،‬ويَتَ نَ عَّمون ألوا َن النَّعِي ِم‪ ،‬ويَ ْلبَسون فيها احل ِر َير النااعِ َم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ َ‬

‫‪138‬‬
‫الستوِر‪،‬ﱡ ﲀ ﲁ‬ ‫ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱠ أي‪ :‬متَّ ِكئِي فيها على األَ ِسَّرة املزيَّنَة بِ ِ‬
‫فاخ ِر الثِّياب و ُّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مس وال ِش َّدة البَ ْرد‪.‬‬
‫الش ِ‬ ‫ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ أي‪ :‬ال ي ِ‬
‫صيبُهم َحُّر َّ‬ ‫ُ‬
‫أشجار اجلنَّة ُمظَلَّلة علي ِهم‪ ،‬ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ أي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ أي‪ :‬وقَريبَةٌ منهم‬
‫وس َّهل هلم أَ ْخذ مثا ِرها تَ ْس ِهيّلً‪.‬‬
‫َ‬
‫عام ِ‬
‫اخلدم بأواين الطَّ ِ‬
‫ضيَّة‪،‬‬
‫الف ِّ‬ ‫دور علي ِهم َ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ أي‪ :‬ويَ ُ‬
‫صفاء‬ ‫ضة مجَْع بي َ‬ ‫الزجاج‪ ،‬ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أي‪ُ :‬زجاج ِمن فِ َّ‬ ‫الشراب ِمن ُّ‬ ‫وأكواب َّ‬
‫ياض ِ‬
‫الشا ِربون‪ ،‬ال تَ ِزيد وال تَ ْن ُقص‪ ،‬ﱡ‬ ‫السقاة على َمدا ِر ما يَ ْشتَ ِهي ا‬
‫ضة‪ ،‬قَ َّدرها ُّ‬ ‫الف َّ‬ ‫الزجاج وبَ ِ‬ ‫ُّ‬
‫ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ أي‪ :‬ويُسقى هؤالء األبرار يف اجلنَّة كأساً ملوءَةً مخراً مزوجاً‬
‫ِ‬ ‫يشربون ِمن َع ْ ٍ‬
‫سلسبِيّلً‪ ،‬ل َس َ‬
‫ّلسة‬ ‫تسمى َ‬ ‫ي يف اجلنَّة َّ‬ ‫بالزجنَبِيل‪ ،‬ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ أي َ‬ ‫َّ‬
‫ساغ ِه ِ‬
‫وطيبِه‪.‬‬ ‫َشراهبا‪ ،‬وسهولَِة م ِ‬
‫ُ َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫رسول الل صلَّى الل عليه‬ ‫ضل اللِ تعاىل ورحتِه‪ ،‬قال ُ‬ ‫وعذابَه بَِف ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة َ‬‫‪ -1‬يُوقَى املؤمنون َه ْوَل يَ ْوم الق َ‬
‫رسول الل! قال‪ :‬وال أنا‪ ،‬اإال أن‬ ‫دخل أحداً من ُكم اجلنَّةَ َع َملُه‪ ،‬قالوا‪ :‬وال أنت يا َ‬ ‫وسلَّم‪ ":‬لن ي ِ‬
‫ُ‬
‫يَتَ غَ َّم َدين اللُ بَِرحَتِه "‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الصب على فِع ِل الطا ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلزِع عند‬
‫اعة وتَ ْرك املعصيَة وتَ ْرَك التَّ َس ُّخط و َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خري اآلخَرة اإال بِ َّ ْ‬ ‫أح ٌد َ‬ ‫حيصل َ‬ ‫‪ -2‬لن ِّ‬
‫لول ِ‬
‫املصيبَة‪.‬‬ ‫ح ِ‬
‫ُ‬
‫تدلَّت هلم وهم يف‬‫مثرًة َ‬ ‫ِ‬
‫أهل اجلنَّة َ‬
‫ب وال َشيءَ من املنَ غِّصات‪ ،‬فإذا اشتَهى ُ‬ ‫‪ -3‬ليس يف اجلنَّة َك َدٌر وال تَ َع ٌ‬
‫أماكنِهم‪ ،‬سواء كانوا قُعوداً أو قِياماً‪.‬‬
‫الزجاج‪.‬‬ ‫ضة وص ِ‬
‫فاء ُّ‬ ‫قدم فيها شراهبم وطَعامهم تمع بي ب ِ ِ‬ ‫‪ -4‬األواين اليت يُ َّ‬
‫ياض الف َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يادةٍ وال نَ ْق ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ص‪.‬‬ ‫حاجة اآلكلي بِّل ِز َ‬ ‫‪ -5‬يُؤتى بالطَّعام يف اجلنَّة على قَ ْد ِر َ‬
‫الدنيا اإال األمساءَ فقط‪ ،‬ولذا قال رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ":‬فيها ما ال‬ ‫‪ -6‬ليس يف اجلنَّة ماا يف ُّ‬
‫ب بَ َشر "‪.‬‬‫عي رأَت‪ ،‬وال أُذُن َِمس َعت‪ ،‬وال َخطَر على قَ ْل ِ‬ ‫ٌ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫املفسرة‪ِ ،‬صف لِ َزمّلئِك مدى َش ْوقِك إىل اجلنَّة‪ ،‬واُذكر ِمثاالً على ذلك ِمن‬ ‫اآليات َّ‬ ‫تأملِك يف ِ‬ ‫‪ِ ‬من ِخّلل ُّ‬
‫الصحابة رضوان الل عليهم‪.‬‬ ‫حال َّ‬ ‫ِ‬

‫‪139‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اخَّت لل َكلِمات يف العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫مثارها‪.‬‬
‫) ُ‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬قُطُوفُها‪:‬‬
‫وح ْسناً‪.‬‬
‫) َوضاءَة ُ‬ ‫(‬ ‫اهم‪:‬‬ ‫‪ -2‬لَاق ُ‬
‫) أثاهبم‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪َ -3‬زْم َه ِريراً‪:‬‬
‫طاهم‪.‬‬
‫أع ُ‬‫) ْ‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬األرائِك‪:‬‬
‫الش ِديد‪.‬‬
‫) البَ ْرد َّ‬ ‫(‬ ‫ضَرة‪:‬‬‫‪ -5‬نَ ْ‬
‫) األَ ِسَّرة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪َ -6‬جز ُاهم‪:‬‬

‫س‪ -2‬اكتُب موضوعاً م ِ‬


‫ناسباً لآليات‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّلمك بِآيٍَة ِمن هذا َّ‬
‫الد ِ‬
‫رس‪.‬‬ ‫بارة ُم َؤيِّداً َك َ‬
‫ِ‬ ‫ب لِلخريات يف ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة )‪ ،‬اكتُب عن هذه الع َ‬
‫س‪ِ َّ ( -3‬‬
‫الصب جال ٌ‬

‫‪140‬‬
‫الدرس الحادي والعشرون‬
‫ورة اإلنسان من اآليَة رقم (‪ )19‬إلى اآلية رقم (‪)26‬‬ ‫تَفسير ُس َ‬
‫املؤمني ِمن أنواع النَّعِيم‪ِّ ،‬بي يف هذه اآليات‬
‫لَما ذَ َكر الل سبحانَه يف اآليات السابَِقة ما يطاف بِه على ِ‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫مال ِخ ْد َمة‪ ،‬فقال عز وجل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أوصاف الطاائِفي بذلك النَّعِيم‪ ،‬وما هم عليه ِمن حس ِن وَك ِ‬
‫ُْ‬
‫ﱡﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ ﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ‬

‫ﳀﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ‬
‫ﳁ‬ ‫ﲾ ﲿ‬

‫ﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟ ﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ‬

‫ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ [اإلنسان‪.]26 – 19 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫‪ِ ‬من نَعِيم ِ‬
‫أهل اجلنَّة‪.‬‬
‫وجل‪.‬‬ ‫‪ ‬إنزال ال ُقرآن ِمن عند اللِ َّ‬
‫عز َّ‬
‫كل َوقْت‪.‬‬
‫بادة يف ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬أِهِّيَّة الع َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ُهناك‪.‬‬ ‫َمثَّ‬
‫فَ ْوقَ ُهم‪.‬‬ ‫عالِيَ ُهم‬
‫ِ‬
‫َح ِر ٌير َرق ٌ‬
‫يق‪.‬‬ ‫ُسْن ُدس‬
‫َح ِر ٌير َغلِي ٌ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫إستَْب َرق‬
‫ْ‬
‫َّأول النَّهار‪.‬‬ ‫بُ ْكَرةً‬
‫آخر النَّها ِر‪.‬‬‫ِ‬ ‫أَ ِصيّلً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫هؤالء األبرار خل ْد َمتِهم ِغلما ٌن دائِمون على حاهلم‪،‬‬ ‫طوف على ِ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ أي‪ :‬ويَ ُ‬
‫أيت هؤالء الغِلمان ظنَ ْنتَهم لُْؤلؤاً‬ ‫ال يَشيبُون وال ميوتُون‪ ،‬ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ أي‪ :‬إذا ر َ‬
‫ِ‬
‫جوه ِهم‪ ،‬وانتِشا ِرِهم يف اخل ْد َم ِة‪.‬‬
‫فاء ألواهنم وإشر ِاق و ِ‬ ‫مْنثوراً حلسنِهم‪ ،‬وص ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أيت فيه نَعِيماً ال يُ ْد َرك‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ أي‪ :‬وإذا أبصرت َّ ٍ‬
‫أي َمكان يف اجلنَّة ر َ‬ ‫َ‬
‫وم ْلكاً َع ِظيماً و ِاسعاً ال غايَةَ له‪.‬‬
‫ص ُفه‪ُ ،‬‬
‫َو ْ‬
‫‪141‬‬
‫الرقِ ِيق‬
‫ياب ُمبَطَّنَةٌ باحل ِري ِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهم وحيمل أبداهنم ث ٌ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ أي‪ :‬يَعلُ ُ‬
‫ضةَ ِح ْليَةً هلم‬ ‫يظ‪ ،‬ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي‪ :‬وأُلْبِسوا ِ‬
‫الف َّ‬ ‫وظاهرها ِمن احلري ِر الغَلِ ِ‬ ‫األبيض‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س فيه وال‬ ‫ِ‬ ‫وِزينَة‪ ،‬ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱠ أي‪َ :‬‬
‫فوق ذلك النَّعيم َشراباً ال ر ْج َ‬ ‫وسقاهم رهبم َ‬
‫َدنَس‪.‬‬
‫إن هذا أ ُِع َّد لكم ُمقابِل أعمالِكم‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ أي‪ :‬ويُقال هلم‪َّ :‬‬
‫الدنيا عند الل َم ْر ِضيااً َمقبوالً‪.‬‬ ‫الصاحلة‪ ،‬وكان َع َملُكم يف ُّ‬ ‫ا‬
‫حممد – ال ُقرآ َن تن ِزيّلً ِمن‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﱠ أي‪ :‬إناا حنن َّنزلنا عليك ‪ -‬يا َّ‬
‫الو ِعيد‪ ،‬والثَّواب والعِقاب‪.‬‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫الو‬ ‫ن‬‫م‬‫عندنا‪ ،‬لِتُ َذ ِّكرهم ِبا فيه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض عليه مست ِقيماً ثابِتاً‪ ،‬واصِب لَِق ِ‬
‫ضاء ربِّك‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ين و ْام ِ‬ ‫الد ِّ‬ ‫فاصِب ْ‬
‫ألم ِر ربِّك ِّ‬ ‫(‪ )6‬ﱡ ﳛ ﳜ ﳝ ﱠ أي ْ‬
‫ارض بِه واقْ بَ ْله‪ ،‬ﱡ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﱠ أي‪ :‬وال تُ ِطع ِمن املشركي َمن كان ُمْن غَ ِمساً‬ ‫و َ‬
‫الض ِ‬
‫ّلل‪.‬‬ ‫الشهوات ُمبالِغاً يف ال ُك ْف ِر و َّ‬ ‫يف َّ‬
‫(‪ )7‬ﱡ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﱠ أي‪ :‬ودا ِوم على ِذ ْك ِر اس ِم ربِّك ودعائِه يف َّأول النَّها ِر ِ‬
‫وآخ ِره‪،‬‬ ‫ْ َ ُ‬
‫الصّلةِ‪ ،‬فإهنا تمع بي ِذ ْك ِر ال َق ْل ِ‬
‫ب واللِّسان والبَ َد ِن‪.‬‬ ‫إقامة َّ‬ ‫ِ‬
‫ومن أعظَم ذ ْك ِره‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وهتجد له‬‫وص ِّل َّ‬ ‫ومن اللَّ ِيل فاخ ِ‬ ‫(‪ )8‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أي‪ِ :‬‬
‫ضع لَربِّك َ‬ ‫ْ َ‬
‫َزَمناً طَ ِويّلً ِمن اللَّيل‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الشباب ال ادائِم الذي ال يَ ْع ََِّتيه َهَرٌم وال فَناءٌ‪ ،‬واجلمال‬ ‫أهل اجلنَّة قد مجعوا بي َّ‬ ‫‪ -1‬الولْدان الذين خيدمون َ‬
‫ِ‬
‫اخلدم ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الباهر‪ ،‬والنَّشاط واالنتشار يف َ‬
‫ميكن إدر ُاك وص ِفه؛ ألنَّه فَو َق ما ي تص َّوره النااس‪ ،‬ولن تقع أعي نهم على ش ٍ‬
‫يء يُ ْشبِ ُهه‬ ‫‪ -2‬ما يف اجلنَّة ال ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫أو يُدانِيه‪.‬‬
‫أوصاف اجلنَّة وأهلِها ما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫السورة ِمن‬ ‫‪ -3‬ورد يف هذه ُّ‬
‫كأس كان ِمزاجها كافُوراً‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يَشربون ِمن ٍ‬
‫صَّرفون يف أهنا ِر اجلنَّة كيف شاؤوا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يتَ َ‬
‫ومجاهلا‪.‬‬‫وههم َ‬ ‫ضرةُ وج ِ‬
‫(‪ )3‬نَ ْ َ ُ ُ‬
‫(‪ُ )4‬سرور قلوهبم وفَ َر ُحها‪.‬‬
‫ي متَ نَ ِّو َعة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )5‬بَسات ٌ‬
‫‪142‬‬
‫احةٌ يف اجمللِس‪.‬‬
‫(‪ )6‬ر َ‬
‫(‪ )7‬ال يَ ْرون فيها مشساً وال َزْم َهريراً‪.‬‬
‫(‪ )8‬دانِيَة علي ِهم ِظّلهلا‪.‬‬
‫(‪ )9‬ذُلِّلَت قُطوفها تَذلِيّلً‪.‬‬
‫ضة‪.‬‬ ‫ضة‪ ،‬وأكواهبا قَوا ِرير ِمن فِ َّ‬ ‫(‪ )10‬آنِيَتُها فِ َّ‬
‫وشراهبا على قَ ْد ِر َش ْه َوةِ اآلكلِي‪.‬‬ ‫عامها َ‬ ‫(‪ )11‬يأت طَ ُ‬
‫بالزجنبِيل‪.‬‬
‫مزوجةً َّ‬ ‫(‪ )12‬يُس َق ْون فيها َمخراً َ‬
‫ِ‬
‫اجلمال والنَّشاط‪.‬‬ ‫(‪ )13‬يُطوف علي ِهم ِولْدان خملَّدون يف غايَِة‬
‫وظهارتُه َغلِيظَة‪.‬‬
‫َ‬ ‫باسهم َح ِر ٌير بِطانَتُه َرقِي َقةٌ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )14‬ل ُ‬
‫الشراب الطَّهور‪.‬‬ ‫(‪َّ )15‬‬
‫ضة‪.‬‬ ‫(‪ِ )16‬ح ْليَتُهم أسا ِور ِمن فِ َّ‬
‫رسول الل م َفرقاً؛ لِيسهل فَ ْهمه وتَ َدبُّره‪ ،‬وليكون به تَثْبِيت ال ُق ِ‬
‫لوب‪.‬‬ ‫نزل القرآن على ِ‬ ‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ُ ا َ ُْ ُ‬
‫الدعاء‪.‬‬ ‫الذكر و ُّ‬‫بالصّلة و ِّ‬
‫ضاء َّ‬ ‫الصب على مِّر ال َق ِ‬ ‫االستِعانَة على فِ ْع ِل األو ِامر و َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ُ‬
‫ض ُهم بِلُْب ِسه يف اجلنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جال املؤمنون لُبس احل ِري ِر يف ُّ ِ‬
‫الدنيا امتثاالً ألم ِر الل َع َّو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الر ُ‬‫لَ َما تَ َرَك ِّ‬ ‫‪-6‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫‪ ‬لِ ِّ‬
‫لذ ْكر فَوائِد َكثِ َريةٌ يناهلا ال اذاكِر للِ تعاىل‪ ،‬اُذكر شيئاً منها‪.‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬استَخ ِرج ِمن اآليات ما يلي‪:‬‬
‫‪َ -1‬زمانَ ْي‪:‬‬
‫باس ْي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬ل َ‬
‫بادتَ ْي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬ع َ‬
‫س‪ -2‬ما احلكمة ِمن نُ ِ‬
‫زول ال ُقرآن ُم َفَّرقاً ؟‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أوصاف اجلنَّة َوَرَدت يف هذه اآليات‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أوصاف ِمن‬ ‫مخسةَ‬
‫س‪ -3‬اُذكر َ‬

‫‪143‬‬
‫الدرس الثاني والعشرون‬
‫ورة‪.‬‬
‫ورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )27‬إلى آخر الس َ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫اآلخر؛ لِظَناهم استِحالَة‬ ‫كذيب بِالي وم ِ‬
‫َْ‬
‫وجل والتَّ ِ‬
‫عز َّ‬ ‫صيان هو ال ُك ْف ُر باللِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫من أعظَم ما عليه ال ُك افار من الع ْ‬
‫ِ‬
‫الصاحلة الناافِ َع ِة يف‬ ‫ِ‬
‫اض عن األعمال ا‬ ‫وع َمّلً‪ ،‬واإلعر ِ‬‫الدنيا حمبَّةً َ‬ ‫داهم إىل التَّ َعلُّ ِق بِ ُّ‬
‫اإلعادة َمَّرةً أخرى‪ ،‬وذلك ما َح ُ‬ ‫َ‬
‫إعادهتم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أن الذي َخلَ َق ُهم َّأوَل َمَّرة قادٌر على َ‬ ‫الض ْعف إىل ال ُق َّوةِ لَ َعلِموا َّ‬ ‫اآلخرة‪ ،‬ولو أهنم تأََّملوا يف َخ ْل ِق ِهم ِمن َّ‬
‫ِ‬
‫ﱕﱗﱘ‬
‫ﱖ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬ ‫قال‬
‫ﱭﱯﱰ‬
‫ﱟﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬ ﱮ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱙﱚﱛﱜﱝﱞ‬

‫ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱠ [اإلنسان‪– 27 :‬‬
‫‪.]31‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫لدنيا وإعراضهم عن ِ‬
‫اآلخَرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب ال ُك افار لِ ُّ‬
‫‪ُ ‬ح ا‬
‫بأصل اخل ْلق على البَ ْعث‪.‬‬ ‫‪ ‬االستِدالل ِ‬
‫‪ ‬القرآن ِعظَة وتَذكَِرة لِ َمن تَ َذ َّكر‪.‬‬
‫‪ ‬عُموم َم ِشيئَة اللِ تعاىل للمخلوقات‪.‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َخ ْل َق ُهم‪.‬‬ ‫أَ ْسَرُهم‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫الدنيا الفانِيَة‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫إن هؤالء املشركون حيبُّون ُّ‬
‫ف ظُهوِرِهم يوماً طَ ِويّلً َمهوالً‪َ ،‬ع ِظيم َّ‬
‫الشدائِد ال يَْنجون فيه اإال‬ ‫ِ‬
‫ال َق ِريبَة‪ ،‬ويَْن َشغلون هبا‪ ،‬ويَّتكون َخ ْل َ‬
‫بالع َم ِل ا‬
‫الصاحل واإلميان‪.‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ أي‪ :‬حنن خلقناهم وأحكمنا‬
‫خلقهم‪ ،‬وإذا شئنا أهلكناهم وجئنا بأطوع لل منهم‪.‬‬
‫الس َورةَ ِعظَةٌ للعاملي‪ ،‬ﱡ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ أي‪:‬‬ ‫إن هذه ُّ‬‫(‪ )3‬ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫فمن أراد اخلري ِ‬
‫الدنيا واآلخرة احتذ طَ ِريقاً ُموصّلً إىل الل وإىل َجنَّته باإلميان و َ‬
‫الع َم ِل‬ ‫لنفسه يف ُّ‬ ‫َ‬
‫الصاحل‪.‬‬
‫ا‬
‫‪144‬‬
‫ﱭ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي‪ :‬وما تُريدون أمراً ِمن األُمور اإال‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱮ‬
‫وصْنعِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وم ِشيئَتِه‪َّ ،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫إن الل كان عليماً بأحوال َخ ْلقه‪َ ،‬حكيماً يف تَ ْدبِ ِريه ُ‬ ‫بتَ ْقدير الل َ‬
‫جنَّتِه وهم املؤمنون‪ ،‬ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أي‪َ :‬‬
‫أعد لِلمتجا ِوِزين حدوده عذاباً م ِ‬
‫وجعاً‪.‬‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫أي‪ :‬و َّ ُ َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الدنيا وإيثارها والعمل هلا؛ لِع َدِم إمياهنم ِ‬
‫باآلخَرة‪.‬‬ ‫غال بِ ُّ‬ ‫‪ِ -1‬من ِصفات ال ُك افا ِر ِ‬
‫االنش ُ‬
‫َ‬ ‫ُ ََ‬
‫قادٌر على‬ ‫‪ -2‬طُغيا ُن الكافِر واعتِداده بِ ُق َّوتِه‪ ،‬وع َدم إميانِه بِربِِّه‪ ،‬فإنَّه ي نْسى ضع َفه وقُ ْدرةَ اللِ عليه‪ ،‬والل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫إهّلكِه وتَ ْب ِديلِه بغ ِريه‪ ،‬فلو فَ َّكر َح اقاً ما َك َفر‪.‬‬
‫يل قائِ ٌم و َّ‬
‫احلجةَ بَيِّ نَةٌ‪ ،‬وال‬ ‫فإن َّ ِ‬‫لوك َسبِ ِيل النَّجاةِ‪َّ ،‬‬
‫رآن وس ِ‬ ‫اع ِظ ال ُق ِ‬‫ظ ِبو ِ‬ ‫‪ِ -3‬جيب على النا ِ‬
‫اس االتِّعا ُ‬
‫الدل َ‬ ‫ُ‬
‫ألح ٍد بعد ذلك‪.‬‬ ‫عُ ْذ َر َ‬
‫احلكمة البالِغَة يف األَ ْمر‬
‫الشامل الواسع الذي ال خي َفى عليه َشيءٌ‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫فات اللِ الع ِظيمة‪ :‬العِْلم ا ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫‪ِ -4‬من ِص ِ‬
‫والتَّدبِري؛ فَيضع كل ش ٍ‬
‫يء َم ْو ِض َعه‪.‬‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫وم ِشيئَتِه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫أح ٌد اجلنَّة اإال برحَة الل َ‬ ‫يدخل َ‬ ‫‪ -5‬لن ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫آثار َسيِّئَة على اجملتَ َمع الكافِر‪ ،‬اُذكر َشيئاً منها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬للتَّكذيب باليوم اآلخر ٌ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫[التي‪ .]4 :‬استخ ِرج ِمن ِ‬
‫آيات‬ ‫التِّي‪ :‬ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ‬ ‫س‪ -1‬يقول اللُ تعاىل يف سورة‬
‫يدل على معىن هذه اآلية‪.‬‬ ‫الدرس ما ُّ‬‫َّ‬
‫وجنَّتِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪ -2‬سورة اإلنسان َم ْوعظَة وعلى قا ِرئها أن يَتَّعظ ِبا فيها‪ ،‬ويأخذ بالطَّريق الذي يُوصله إىل ِرضا الل َ‬
‫تدل على هذا املعىن ؟‬‫ما اآلية اليت ُّ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان ؟‬ ‫اإلميان بِ ِ‬
‫اآلخَرة على ُسلوك‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ض ْع ُ‬
‫س‪ -3‬ما األثَر الذي َيَّتُكه َ‬

‫‪145‬‬
‫الدرس الثالث والعشرون‬
‫المرسالت من اآلية رقم (‪ )1‬إلى اآلية رقم (‪)15‬‬ ‫ورة ُ‬‫تفسير ُس َ‬
‫السماء والنُّجوم واجلبال وغريها‪ ،‬وي َقع فيه‬ ‫أحداث كبِ َرية يف َّ‬ ‫يامة يَوماً َع ِظيماً َمهوالً ‪ -‬ت َقع فيه‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫لَ اما كان يَ ْوُم الق َ‬
‫ب‬ ‫األعمال‪ ،‬ويفصل فيه بي العِباد‪ ،‬في َقع العذاب ِ‬
‫وحت ُّل النِّ ْق َمةُ ِِبَن َّ‬ ‫ِ‬
‫كذ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ث والنُّشور‪ ،‬واجلزاء واحلساب على‬ ‫البَ ْع ُ‬
‫ض خملوقاتِه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫وأعرض عن ِدي ِن اللِ ‪ -‬أقسم الل على و ِ‬
‫قوعه بِبَ ْع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ﭑﭒﭓ‬
‫ﱡﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ‬

‫ﲓﲔ ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧ‬

‫ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ [املرسّلت‪– 1 :‬‬
‫‪.]15‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صف بَ ِ‬
‫عض أحداث يوم الق َ‬ ‫‪َ ‬و ْ‬
‫يامة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ثُبوت اجلزاء واحلساب يوم الق َ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الرياح‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ال ُم ْر َسّلت‬
‫املتَتابِ َعة‪.‬‬ ‫عُْرفاً‬
‫الش ِد َ‬
‫يدة‪.‬‬ ‫الرياح َّ‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫العاصفات‬
‫املّلئِكة املوَّكلَة بِ ُّ‬
‫الس ُحب‪.‬‬ ‫اشرات‬‫النا ِ‬
‫ض ْوُؤها‪.‬‬ ‫َذ َهب ً‬ ‫طُ ِم َست‬
‫ت‪.‬‬ ‫عُ ِّي هلا َوقْ ٌ‬ ‫أُقِّتَت‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫ﱡﲄ‬ ‫الرياح حي هتُب ُمتَتابِ َعةً يَ ْق ُفو ُ‬
‫بعضها بعضاً‪،‬‬ ‫أقس َم اللُ تعاىل بِ ِّ‬
‫(‪ )1‬ﱡ ﲁ ﲂ ﱠ َ‬
‫أقسم باملّلئِ َكة املوَّكلِي‬
‫ديدة اهلبوب املهل َكة‪ ،‬ﱡ ﲇ ﲈ ﱠ و َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الش َ ِ‬‫بالرياح َّ‬
‫أقسم ِّ‬
‫ﲅﱠ و َ‬
‫ب يسوقوهنا حيث شاء الل‪ ،‬ﱡ ﲊ ﲋﱠ وأقسم بِاملّلئِ َكة اليت تَ ْن ِزل ِمن ِ‬
‫عند الل ِبا‬ ‫بالس ُح ِ‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪146‬‬
‫ِ‬ ‫ي َفِّرق بي ِّ ِ‬
‫أقسم باملّلئكة اليت تَتَ َّلقى َ‬
‫الو ْح َي من‬ ‫احلق والباطل واحلّلل واحلرام‪ ،‬ﱡ ﲍ ﲎ ﱠ و َ‬ ‫ُ‬
‫الو ْحي إعذاراً ِمن اللِ إىل َخ ْل ِقه وإنذاراً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عند اللِ وتَ ْن ِزل ِبه على أنبِيائِه‪ ،‬ﱡ ﲐ ﲑ ﲒﱠ أي‪ :‬تَْن ِزل بِ‬
‫منه إلي ِهم لِئَ اّل يكون هلم ُح َّجة‪.‬‬
‫يامة وما فيه ِمن َجز ٍاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعدون به من أَْمر الق َ‬ ‫إن الذين تُ َ‬‫اب ال َقسم ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ أي‪َّ :‬‬ ‫وجو ُ‬
‫وحساب لَنا ِزٍل بِ ُكم ال حمالَة‪.‬‬‫ِ‬
‫ﱡ ﲠﲡ‬ ‫ص َّد َعت‪،‬‬
‫ض ْوُؤها‪ ،‬ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي‪ :‬تَ َ‬
‫ذهب َ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ أي‪َ :‬‬
‫الرياح‪ ،‬ﱡ ﲤ ﲥ ﲦﱠ أي‪ُ :‬جعِ َل لِ ُّلرسل‬ ‫ﲢﱠ أي‪ :‬تَطايَرت وتَناثرت وصارت َهباءً تَ ْذ ُروه ِّ‬
‫ألي يَ ْوٍم َع ِظي ٍم أُ ِّخرت ُّ‬
‫الر ُسل؟‬ ‫ص ِل بينَ ُهم وبي األمم‪ ،‬ﱡ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ يُقال ِّ‬ ‫ِ‬
‫ت معلُوم لل َف ْ‬ ‫َوقْ ٌ‬
‫صل بي اخلّلئِق‪ ،‬ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ أي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱡﲬ ﲭﱠ أي‪ :‬أُ ِّخَرت ليَ ْوم ال َقضاء وال َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وه ْولُه؟ ﱡ ﲵ ﲶ ﲷﱠ أي‪:‬‬ ‫ص ِل وش َّدتُه َ‬ ‫أي َش ْيء هو يَ ْوُم ال َف ْ‬ ‫وما أعلَ َمك أيُّها اإلنسان ا‬
‫لم َك ِّذبِي هبذا اليوم املوعود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َهّلك َعظيم يف ذلك اليوم ل ُ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ودل على‬ ‫فدل ذلك على ِعظَم هذه املخلوقات‪َّ ،‬‬ ‫اعها وباملّلئِكة بأصنافِهم‪َّ ،‬‬ ‫بالرياح بأنو ِ‬ ‫أقسم اللُ ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫صفاتِه أو بأمسائِه‪.‬‬ ‫أن لل أن ي ْق ِسم ِبا شاء ِمن خ ْل ِقه‪ ،‬وليس لنا أن نُ ْق ِسم اإال بِاللِ أو ب ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫خياف وال يرجو شيئاً يف‬ ‫فإن َمن ال ُ‬ ‫ستقيم احلياةُ اإال بذلك‪َّ ،‬‬ ‫اإلميان بالب عث واجلزاء‪ ،‬وال تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ -2‬وجوب‬
‫َْ‬
‫اآلخرة سي ْف ِسد َّإميا ٍ‬
‫إفساد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ َُ‬
‫السماء وزواهلا‪ ،‬ونَ ْسف‬ ‫شقق َّ‬ ‫ض ْوِء النُّجوم بعد تَساقُ ِطها‪ ،‬وتَ ُّ‬ ‫يامة أهوال كثرية‪ ،‬منها‪ :‬ذَهاب َ‬
‫ِِ‬
‫‪ -3‬للق َ‬
‫اجلبال ِمن أماكِنها‪.‬‬
‫ِ‬
‫حممد صلاى الل عليه‬ ‫شهد أَُّمة َّ‬ ‫سل وأُم ِهم‪ ،‬فيَ ْش َهد ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُسل على أمهم‪ ،‬وتَ َ‬ ‫يامة بي ُّ‬
‫يوم الق َ‬ ‫جيمع اللُ َ‬
‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫وسلَّم لِكل ُّ‬
‫الر ُس ِل بالبَ ِ‬
‫ّلغ‪.‬‬
‫ج ِة علي ِهم‪ ،‬وإنذاراً بالعذاب‪ ،‬ﱡ ﲐ ﲑ‬ ‫لح َّ‬ ‫ِ‬ ‫رسلَت إعذاراً ِمن اللِ لِلنا ِ‬ ‫‪ -5‬أُنْ ِزلَت ال ُكتُب وأُ ِ‬
‫وإقامةً ل ُ‬
‫اس‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ﲒﱠ‪.‬‬
‫أحبُّه إىل اللِ تعاىل‪.‬‬ ‫أفضل ِّ‬
‫الذ ْك ِر وأعظَ ُمهُ و َ‬ ‫ال ُقرآن هو َ ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫كذيب بِ ِ‬
‫اليوم ِ‬
‫اآلخر َديْ َدن ال َك َفَرة وال ُف اجا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬التَّ ُ‬
‫بعض األَُم ِم مع ُر ُسلِ ِهم‪.‬‬
‫يدل على ذلك ماا َوقَع ِمن ِ‬ ‫‪ِّ -‬بي ما ُّ‬
‫‪147‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫س‪ -1‬اخَّت لِل َكلِمات يف العمود (أ) ما ي ِ‬
‫ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب)‪:‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ب)‬ ‫(أ)‬
‫) ذهب ضوؤها‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬عُرفاً‪:‬‬
‫) عي هلا وقت‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫العاصفات‪:‬‬
‫) املتتابعة‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬طُ ِم َست‪:‬‬
‫) الرياح القوية‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬أُقِّتَت‪:‬‬
‫الدرس ما يلي‪:‬‬‫س‪ -2‬استَ ْنبِط ِمن اآليات يف هذا َّ‬
‫أعمال املّلئِكة‪:‬‬
‫أعمال ِمن ِ‬
‫أ‪ -‬ثَّلثة ٍ‬
‫‪.................................. -1‬‬
‫‪................................ -2‬‬
‫‪................................... -3‬‬
‫يامة‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ -‬ثَّلثَة من أهوال يوم الق َ‬
‫‪......................................... -1‬‬
‫‪......................................... -2‬‬
‫‪........................................ -3‬‬

‫‪148‬‬
‫الدرس الرابع والعشرون‬
‫المر َسالت من اآلية رقم (‪ )16‬إلى اآلية رقم (‪)28‬‬ ‫ورة ُ‬
‫تفسير ُس َ‬
‫يمة‬ ‫القيامة وما فيها ِمن الب عث واجلزاء‪َّ ،‬بي يف هذه اآليات قُ ْدرتَه ِ‬ ‫وجل على و ِ ِ‬
‫العظ َ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫قوع َ‬ ‫ُ‬ ‫عز َّ‬‫أقسم اللُ َّ‬
‫لَ اما َ‬
‫وبي ع ِظيم ر ْحتِه بِ ِ‬
‫عباده ِبا يَ َّسر هلم ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫على إهّلك اجمل ِرمي اأوهلم وآخ ِرهم‪ ،‬وكذلك قُ ْد َرتَه على َخ ْل ِق اإلنسان‪َ َ َ َ َّ ،‬‬
‫النِّ َعم‪ ،‬فَ َويْ ٌل لِ َمن َك َّذب بعد ذلك كلاه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﱁﱂ‬
‫ﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ ﱘ‬
‫ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢ ﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ‬

‫ﱠ [املرسّلت‪.]28 – 16 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫احلج ِة على ال ُك افار امل َك ِّذبِي‪.‬‬
‫إقامة َّ‬
‫‪َ ‬‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ضعِيف َح ِقري‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َم ِهي‬
‫َمكان‪.‬‬ ‫قَرار‬
‫صي‪.‬‬ ‫حِ‬
‫َ‬ ‫َم ِكي‬
‫ِوعاءً‪.‬‬ ‫كِفاتاً‬
‫ِجباالً ثابِتات‪.‬‬ ‫َرو ِاسي‬
‫عالِيات‪.‬‬ ‫شاخمات‬
‫َع ْذباً‪.‬‬ ‫فُراتاً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫املاضية لِ ُكف ِرها وتَ ِ‬
‫كذيبِهم‪ ،‬ﱡ ﲽ ﲾ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ أي‪ :‬أمل هنلك ِ ِ‬
‫السابقي من األَُمم َ‬
‫ا‬ ‫(‪)1‬‬
‫صيان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﲿ ﱠ أي‪ :‬مث نُْل ِحق هبم املتَ ِّ‬
‫ﱡﳁ ﳂ‬ ‫أخرين من كانوا مثْ لَهم يف التَّكذيب والع ْ‬
‫كذيبِ ِهم‬ ‫اجملرمي ِمن ك افار (م َّكة) لِت ِ‬ ‫اإلهّلك ال َف ِظيع نَ ْفعل ِ‬
‫هبؤالء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﳃ ﱠ أي‪ِ :‬مثل ذلك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املكذبون بالتَّوحيد والنُّ َّبوةِ‬
‫ول اللِ صلَّى الل عليه وسلَّم‪ ،‬ﱡ ﳅ ﳆ ﳇ ﱠ أي‪ِّ :‬‬ ‫َر ُس َ‬
‫والبَ ْعث‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫يف َح ِق ٍري وهو‬‫ضعِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ أي‪ :‬أمل نلُ ْقكم ‪ -‬يا َم ْعشر ال ُك افار ‪ -‬من ماء َ‬
‫ي‪ ،‬وهو َرِحم املرأة‪ ،‬ﱡ ﱌ‬ ‫صٍ‬‫مكان ح ِ‬
‫َ‬
‫النُّطفة‪ ،‬ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي‪ :‬فجعلنا هذا املاء يف ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱍ ﱎ ﱠ أي‪ :‬ي بقى يف َّ ِ‬
‫الدة)‪ ،‬ﱡ ﱐ‬ ‫الرحم إىل َوقْت َمعلُوم عند الل تعاىل‪( ،‬وهو ميعاد ال ِو َ‬ ‫َْ‬
‫القادرون حنن‪ ،‬ﱡ ﱔ ﱕ‬ ‫ﱑ ﱒ ﱠ أي‪ :‬فَ َقدرنا على خ ْل ِقه وتَص ِوي ِره وإخر ِاجه‪ ،‬فَنِعم ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ﱖ ﱠ هبذه النِّعم‪.‬‬
‫األرض اليت تعيشون عليها ِوعاءً تَ ُ‬
‫ض ام‬ ‫َ‬ ‫جنعل‬
‫(‪ )3‬ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱜ ﱠ أي‪ :‬أمل َ‬
‫ِ‬
‫ص ْون‪ ،‬ﱡ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬ ‫ص ْون‪ ،‬ويف بَطْنها أمواتاً ال ُحي َ‬‫على ظَ ْه ِرها أحياءً ال ُحي َ‬
‫األرض ِجباالً ثابِتَةً عالِيَة لِئَ اّل تَ ْ‬
‫ضطَ ِرب بِكم‪ ،‬وأس َقْينا ُكم ماءً َع ْذباً‬ ‫ِ‬ ‫وجعلنا يف‬‫ﱥ ﱦ ﱠ أي‪َ :‬‬
‫سائِغاً‪ ،‬ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ هذه النِّ َعم‪.‬‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫باهلّلك كما أهلَك اللُ َمن كان قَ ْب لَ ُهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هتديد ُك افا ِر م َّكة إذا استمروا على تَ ِ‬
‫كذيبِ ِهم‬ ‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫َْ ا‬ ‫َ‬
‫ف بِعبِ ِ‬
‫وديَّتِه للِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وض ْع َفه َذ َهب الك ْب عن قَ ْلبِه و َ‬
‫اعَّت َ ُ‬ ‫رف اإلنسا ُن أصلَه َ‬ ‫‪ -2‬إذا َع َ‬
‫ات؛‬
‫األمو َ‬
‫األحياءَ‪ ،‬وتَ ْب لَع ْ‬
‫ِ‬
‫األرض له‪ ،‬وكوهنا ِوعاءً حتم ُل ْ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان استِ ْقرار‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -3‬من أعظَ ِم نِ َع ِم اللِ على‬
‫َّتهم وال يَتَأذَّى هبم َغ ْريهم‪.‬‬‫فتَ ْس ُ‬
‫األرض كلِّ ِهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ألن َزوالَه فَناءٌ ِ‬
‫ألهل‬ ‫الش ْكَر؛ َّ‬
‫وجب ُّ‬ ‫‪ -4‬املاء الع ْذب ِمن أجل النِّ عم اليت تَست ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ُ َ‬
‫وسع ِة ِع ْل ِمه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -5‬االستدالل على ُمنكري البَ ْعث بِعظَم قُ ْد َرةِ الل َ‬
‫ِ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫الع ْذب‪ ،‬فما الو ِاجب تاه هذه النِّ ْع َمة ؟‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل عليك بِن ْع َمة املاء َ‬
‫عز َّ‬
‫امت اللُ َّ‬
‫‪َّ َ ‬‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫تأمل اآليات ِمن (‪ )16-19‬واستَخ ِرج فائِ َدةً منها‪.‬‬ ‫س‪َّ -1‬‬
‫ب‪ ،‬فكيف نَ ْش ُكره على ذلك ؟‪ ،‬وكيف حنافِظ على هذه النِّ ْع َم ِة ؟‬ ‫الع ْذ َ‬
‫س‪َ -2‬رزقَنا اللُ املاءَ َ‬
‫ي يف قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﱠ ﱡ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بعض ما ُكتب عن اإلعجا ِز العلم ِّ‬
‫ِ‬
‫املدر َسة َ‬
‫جوع إىل َمكتَبَة َ‬
‫بالر ِ‬ ‫س‪ -3‬استَخلِص ُّ‬
‫ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الدرس الخامس والعشرون‬
‫رسالت من اآلية رقم (‪ )29‬إلى اآلية رقم (‪)40‬‬ ‫الم َ‬
‫ورة ُ‬‫تَ فسير ُس َ‬
‫يامة وما فيه ِمن املعاد واجلزاء واجلنَّة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫السابقة أ ان هؤالء الك افار َك َّذبوا بيَوم الق َ‬
‫وجل يف اآليات ا‬
‫عز َّ‬ ‫لَ اما ذَ َكَر اللُ َّ‬
‫كذيب عياناً‪ ،‬وهو ُد ُخوهلم‬ ‫والناار‪ ،‬وقد قامت الباهي عليه‪َّ ،‬بي يف هذه اآليات أهنم سي رون نَتِيجةَ ذلك التَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َََْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫يم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ذاب األَل َ‬
‫الع َ‬ ‫النا َار احمل ِرقَةَ ا‬
‫وتر َع ُهم َ‬
‫ﱡﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ‬
‫ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ‬
‫ﲞﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪ‬
‫ﲟ‬ ‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬

‫ﲫ ﲬ ﱠ [املرسّلت‪.]40 – 29 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫صف َع ِ‬
‫ذاب ال ُك افا ِر‪.‬‬ ‫‪َ ‬و ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫دخان‪.‬‬ ‫ِظ ال‬
‫قطع‪.‬‬ ‫ُش َعب‬
‫ال يُ ِظ ُّل ِمن َحر‪.‬‬ ‫ال ظَلِيل‬
‫اسم مجَْ ٍع طائَِف ٍة ِمن اجلِ ِ‬
‫مال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِمجالَة‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫جهنَّم الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يوم القيامة‪ :‬سريوا إىل َعذاب َ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ أي‪ :‬يُقال للكافرين َ‬
‫كنتم بِه تُ َك ِّذبون يف ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫ج َهنَّم يَتَ َفَّرع منه ثَّلث قِطَ ٍع‪ ،‬ﱡ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫فاستَظلُّوا ب ُدخان َ‬
‫ِ‬
‫(‪ )2‬ﱡ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ أي‪ :‬سريوا ْ‬
‫الدخان ِمن َحِّر ذلك اليوم‪ ،‬وال يَ ْدفَع ِمن َحِّر‬ ‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي‪ :‬ال يُ ِظ ال ذلك ُّ‬
‫ب َشْيئاً‪.‬‬ ‫اللَّ َه ِ‬
‫إن جهنَّم تَ ْق ِذف ِمن الناا ِر بِشرٍر ع ِظي ٍم‪ُ ،‬كل شرارةٍ منه كالبِ ِ‬
‫ناء‬ ‫ا َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫(‪ )3‬ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ أي‪َ َ َّ :‬‬
‫ود‬ ‫املشيَّ ِد يف العِظَ ِم واالرتِفاع‪ ،‬ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ أي‪َّ :‬‬
‫كأن َشَرَر َج َهنَّ َم املتَطايَِر منها إِبِ ٌل ُس ٌ‬ ‫َ‬
‫الص ْفرةِ‪ ،‬ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ بِو ِع ِ‬
‫يد اللِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مييل لَ ْوهنا إىل ُّ َ‬
‫‪151‬‬
‫ﱡﲓ ﲔ ﲕ‬ ‫القيامة الذي ال ي ْن ِطقون فيه بِ َك ٍ‬
‫ّلم يَْن َفعُ ُهم‪،‬‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ أي‪ :‬هذا يوم ِ‬
‫َ‬
‫كّلم فَيَ ْعتَ ِذرون؛ ألنَّه ال عُ ْذ َر هلم‪ ،‬ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ‬ ‫ﲖﱠ وال يكون هلم إِ ْذن يف ال َ‬
‫يام ِة وما فيه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بيَوم الق َ‬
‫صل اللُ فيه بي اخلّلئِق‪ ،‬ويَتَ َميَّز فيه ُّ‬
‫احلق‬ ‫(‪ )5‬ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﲠ ﲡ ﱠ أي‪ :‬هذا ي وم ي ْف ِ‬
‫َْ ٌ َ‬
‫املاضيَة‪ ،‬ﱡ ﲣ‬ ‫األولِي ِمن األُمم ِ‬ ‫الباطل‪ ،‬مجعناكم فيه ‪ -‬يا َم ْع َشر ك افار هذه األَُّم ِة ‪ -‬مع ال ُك افار َّ‬ ‫ِمن ِ‬
‫َ‬
‫ذاب فاحتالوا‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ أي‪ :‬فإن كان لَ ُكم ِحيلَةٌ يف‬
‫أنقذوا‬ ‫الع ِ ْ‬ ‫اخلّلص من َ‬
‫يامة وما فِيه ِمن األهو ِال‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ش الل وانْتقامه‪ ،‬ﱡ ﲩ ﲪ ﲫﱠ بيَوم الق َ‬
‫أَنْ ُفس ُكم ِمن بطْ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫الدخان ما‬ ‫يمة‪ ،‬وليس يف هذا ُّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫جهنَّم‪ :‬ارتِّفاع ُدخاهنا‪ ،‬وانْشعابُه إىل ثَّلث ُش َعب َعظ َ‬ ‫‪ -1‬من صفات َ‬
‫احلر أو ِمن ِ‬
‫هلب الناار‪.‬‬ ‫يَِقي ِمن ِّ‬
‫يمة املرتَِف َعة‪ ،‬أو كأنَّه اجلمال ُّ‬
‫السود‬ ‫‪ِ -2‬من ِصفات جهنَّم‪ :‬كوهنا تَ ْق ِذف بِ َشرٍر ع ِظيم‪ ،‬كأنَّه ال ُقصور ِ‬
‫العظ َ‬‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫املائِلَة إىل ُّ‬
‫الص ْفَرةِ‪.‬‬
‫الباطلة لِ ُّلر ُس ِل‪.‬‬
‫كّلم ينتَ ِفعون به‪ ،‬وتَنتَ ِهي ُجمادالهتم ِ‬ ‫القيامة ال يتَكلَّم الكافِرون بِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬يف يوم َ‬
‫القيامة اعتِذاراً عن ال ُك ْفر والتَّكذيب‪ ،‬وال يُ ْؤ َذن هلم به؛ ألنَّه قد َسبَ َقت‬ ‫املكذبي يوم َ‬ ‫‪ -4‬ال يُقبَل ِمن ِّ‬
‫ُ‬
‫احلجة البالِغَة ف َك َّذبوا ِعناداً واستِكباراً‪.‬‬
‫هلم ِمن اللِ َّ‬
‫ومي‪ ،‬و ِ‬
‫أهل‬ ‫املؤمنِي‪ ،‬والظااملي واملظلُ ِ‬ ‫الرس ِل وأمِ ِهم‪ ،‬والك افار و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة يَ ْوٌم يَ ْفصل اللُ فيه بي ُّ ُ‬ ‫‪ -5‬يوم الق َ‬
‫أهل ِ‬
‫الباطل‪.‬‬ ‫احلق و ِ‬ ‫ِّ‬
‫قضي بينَهم بِ ُح ْك ِمه‪ ،‬وهو أَ ْح َكم احلاكِ ِمي‪.‬‬ ‫اآلخرين في ِ‬ ‫األولي و ِ‬‫القيامة َّ‬ ‫يوم ِ‬ ‫‪ -6‬جيمع الل يف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫يامة ِأذاالء ال يَستَ ِطيعون‬ ‫ِ‬ ‫لمؤمني يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا ومي ُكرون هبم يف إهنم يف يوم الق َ‬ ‫‪ -7‬إذا كان ال ُك افار يَكيدون ل ُ‬
‫اهلو ُل‪.‬‬
‫أخَر َس ُهم ْ‬
‫ب‪ ،‬و ْ‬ ‫ِحيلَةً وال َخّلصاً وال َكْيداً؛ بل أصاهبم ُّ‬
‫الر ْع ُ‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫يامة أمساء كثِ َرية‪ ،‬اُذ ُكر َسْب َعةً منها‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬ليوم الق َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫عما يلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تأمل آيات َّ‬
‫الدرس مثا أجب ا‬ ‫س‪َّ -1‬‬
‫‪ِ -‬صف ُدخان َج َهنَّم ‪ -‬أعاذَنا الل منها ‪.-‬‬
‫‪ِ -‬صف َشَرر جهنَّم ‪ -‬أعاذنا الل منها ‪.-‬‬
‫‪152‬‬
‫ِ‬
‫يامة بِيَوم ال َف ْ‬
‫صل ؟‬ ‫يوم الق َ‬
‫س‪ -2‬ملاذا ُمسِّي ُ‬
‫س‪ -3‬ا ْشرح معىن اآلية‪:‬ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الدرس السادس والعشرون‬
‫ورة‬
‫رسالت من اآلية رقم (‪ )41‬إلى آخر الس َ‬ ‫الم َ‬ ‫ورة ُ‬ ‫تَ فسير ُس َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫املكذبي‪ ،‬ومآهلم املخ ِزي َجاراء تَكذيبِ ِهم‪ ،‬ذَ َكر يف هذه اآليات ثَو َ‬
‫اب احملسن َ‬ ‫وجل عقوبَة ِّ‬ ‫عز َّ‬‫لَ اما ذَ َكر الل َّ‬
‫الع َم ِل‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫س َ‬ ‫يم ُمتَ نَ ِّوعٌ ال تَ ْنغِيص فيه وال َك َدر‪ ،‬وهذا اجلزاءُ ِمن ِجْن ِ‬
‫يل ونَع ٌ‬
‫ٌ َ ٌ‬ ‫املصدقِي‪َّ ،‬‬
‫وبي أنَّه ثَواب ج ِز ِ‬ ‫ِّ‬
‫ﱡﲭﲮﲯ ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ‬
‫ﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓ‬

‫ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠﱠ [املرسّلت‪.]50 – 41 :‬‬
‫• موضوع اآليات‪:‬‬
‫صف نَعِي ِم املتَّ ِقي‪.‬‬
‫‪َ ‬و ْ‬
‫• معاني الكلمات‪:‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ِظ ال األشجا ِر‪.‬‬ ‫ِظّلل‬
‫ِمن غ ِري تَ ْنغِ ٍ‬
‫يص وال َك َد ٍر‪.‬‬ ‫َهنِيئاً‬
‫• الشرح والتفسير‪:‬‬
‫الدنيا واتَّقوا‬
‫إن الذين خافُوا رهبم يف ُّ‬ ‫(‪ )1‬ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ أي َّ‬
‫يون ِ‬
‫املاء اجلا ِريَة‪،‬‬ ‫القيامة يف ِظ ِ‬
‫ّلل األشجا ِر الوا ِرفَة‪ ،‬وع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثال أو ِام ِره و ِ ِ ِ‬ ‫َعذابه بامتِ ِ‬
‫ُ‬ ‫اجتناب نَواهيه هم يوم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وفَواكِهَ َكثِ َريةٍ ماا تَشتَ ِهيه أَنْ ُف ُسهم يَتَ نَ عَّمون‪ ،‬ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ أي‪ :‬يُقال هلم‪:‬‬
‫الدنيا ِمن صاحل األعمال‪ ،‬ﱡ ﲾ ﲿ‬ ‫ُكلوا أَ ْكّلً لَ ِذيذاً‪ ،‬واشربوا َشراباً َهنِيئاً بِسبَ ِ‬
‫ب ما قَ َّد ْمتُم يف ُّ‬ ‫َ‬
‫وطاعتِهم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أهل اإلحسان يف أعماهلم َ‬ ‫ِبثل ذلك اجلز ِاء َ ِ ِ‬ ‫ﳀ ﳁ ﱠ أي‪ :‬إناا ِ‬
‫العظيم جنزي َ‬
‫ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ بِنَعِيم اجلنَّة‪.‬‬
‫استَ ْمتِعوا بِ َش َهواهتا‬ ‫(‪ )2‬ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﱠ أي‪ :‬يُقال لِلكافِرين‪ُ :‬كلُوا ِمن لَذائِ ِذ ُّ‬
‫الدنيا و ْ‬
‫الفانِيَة َزمناً قليّلً‪ ،‬إنَّكم جم ِرُمون بإشراكِكم باللِ وتَ ْك ِذيبِ ُكم ُر ُسلَه‪ ،‬ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ بيوم‬
‫احلساب واجلزاء‪.‬‬
‫ِ‬
‫اخ َشعوا له‪ ،‬ال‬ ‫صلُّوا لل و ْ‬‫(‪ )3‬ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ أي وإذا قيل هلؤالء املشركي‪َ :‬‬
‫استِكبا ِرِهم‪ ،‬ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﱠ بآيات الل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صلُّون؛ بل يُصُّرون على ْ‬
‫خيشعون وال يُ َ‬
‫َ‬

‫‪154‬‬
‫ؤمنون إن مل‬ ‫اضح ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫القرآن ِ‬
‫ّلم بعد هذا ِ‬ ‫كتاب وَك ٍ‬
‫ي ٍ‬ ‫(‪ )4‬ﱡ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أي‪ :‬فبِأَ ِّ‬
‫املعجز الو ُ‬ ‫ْ‬
‫يُ ْؤِمنوا بِال ُقرآن ؟‬
‫• ال َفوائد واالستنباطات‪:‬‬
‫ناب النَّو ِاهي‪.‬‬
‫عذاب اللِ ِوقايةً؛ بِِف ْعل األو ِامر‪ ،‬واجتِ ِ‬
‫َ‬
‫‪ -1‬ح ِقي َقة التَّقوى‪ :‬أن تعل بينَك وبي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫يدخل املؤمنو َن اجلنَّة بَِرحَة الل تعاىل اليت َسبَبُها أعماهلم ا‬
‫الصاحلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫بادةِ‪ ،‬وهو‪ :‬أن تَ ْعبُد اللَ كأنَّك تراه‪ ،‬فإن مل تَ ُكن تَراه فإنِّه يَراك‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -3‬اإلحسا ُن أعلى َمراتب الع َ‬
‫وض ٍة ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا بأنو ِاع املتاع‪ ،‬لكنَّه َمتاعٌ زائ ٌل‪ ،‬ولو كان يُسا ِوي عند الل َج َ‬
‫ناح بَعُ َ‬ ‫‪ -4‬يتَ َمتَّع ال ُك افار يف ُّ‬
‫ﱼﱾ‬ ‫ﱽ‬ ‫َمتَّ َع ُهم بِه‪ .‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ‬

‫ﱿ ﲀ ﱠ [آل عمران‪.]١٩٧ –١٩٦ :‬‬


‫احلق‬ ‫‪ -5‬العجب ُكل العجب مان ي ب لُغه هذا القرآن وال ي ْؤِمن بِه؛ لِما ا ْشتَمل عليه ِمن اهلدى والب ِ‬
‫يان و ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ا ََ‬ ‫ََ‬
‫أح ٌد كِتاباً يُماثِلُه أو يُدانِيه يف ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِ ِ‬
‫احلكمة واملوعظَة‪ ،‬ولن جيد َ‬
‫َ‬
‫لعل احل ْك َمةَ يف ذلك التَّأثِري على‬
‫مرات‪ ،‬و َّ‬
‫‪ -6‬ت ْكرار قوله تعاىل‪ :‬ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﱠ َع ْشر ا‬
‫ِ‬
‫باهه‪ ،‬ولَِق ْرع ال ُقلوب ِبا خيَِّوفُها‪.‬‬
‫القا ِرئ والس ِامع‪ ،‬ولَْفت انتِ ِ‬
‫ا‬
‫• نشاط‪:‬‬
‫ب‬
‫الصاحل سبَ ٌ‬‫العم َل ا‬ ‫أن َ‬‫‪ ‬قال تعاىل‪ :‬ﱡ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ يف هذه اآليَة داللَة على َّ‬
‫صادر التَّعلُّم املختَلِفة‬
‫وبالرجوع إىل م ِ‬
‫َ‬ ‫عاون مع ُزمّلئِك ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لحصول على الثَّواب من الل تعاىل يف اجلنَّة‪ ،‬بالتا ُ‬
‫ِ‬
‫ل ُ‬
‫الصاحلة وثَواهبا‪ ،‬وقَيِّ ْده يف َدفْ ََِّتك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بعض األعمال ا‬ ‫‪ ...‬اُذ ُكر َ‬
‫• األسئلة‪:‬‬
‫كره يف هذه اآليات‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أهل اجلنَّة الوارد ذ ُ‬ ‫س‪ -1‬صف نَع َ‬
‫سأل الل فيه اجلنَّة لك ولِوالِ َديك وإلخوانِك ِ‬
‫املسلمي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫س‪ -2‬اكتُب يف َسطَْرين ُدعاءً تَ ُ َ‬

‫‪155‬‬
‫الفهرس‬
‫التفسري للصف الثاين املتوسط‪2 .........................................................................‬‬

‫املقدمة ‪4 .............................................................................................‬‬

‫الدرس األول ‪6 ........................................................................................‬‬

‫تفسري سورة امللك من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪6 ............................................. .)5‬‬

‫الدرس الثاين ‪10 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة امللك من اآلية رقم (‪ )6‬إىل اآلية رقم (‪10 .......................................... )12‬‬

‫الدرس الثالث ‪13 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة امللك من اآلية رقم (‪ )13‬إىل اآلية رقم (‪13 .........................................)18‬‬

‫الدرس الرابع ‪16 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة امللك من اآلية رقم (‪ )19‬إىل اآلية رقم (‪16 .........................................)22‬‬

‫الدرس اخلامس ‪19 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة امللك من اآلية رقم (‪ )23‬إىل آخر السورة‪19 .............................................‬‬

‫الدرس السادس‪23 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪23 .............................................)7‬‬

‫الدرس السابع ‪26 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )8‬إىل اآلية رقم (‪26 ...........................................)16‬‬

‫الدرس الثامن‪29 ......................................................................................‬‬

‫‪156‬‬
‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )17‬إىل اآلية رقم (‪29 ......................................... )24‬‬

‫الدرس التاسع ‪32 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )25‬إىل اآلية رقم (‪32 ......................................... )33‬‬

‫الدرس العاشر ‪35 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )34‬إىل اآلية رقم (‪35 ......................................... )43‬‬

‫الدرس احلادي عشر ‪39 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القلم من اآلية رقم (‪ )44‬إىل آخر السورة ‪39 .............................................‬‬

‫الدرس الثاين عشر ‪43 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪43 .......................................... )12‬‬

‫الدرس الثالث عشر ‪46 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم (‪ )13‬إىل اآلية رقم (‪46 ........................................ )18‬‬

‫الدرس الرابع عشر ‪49 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة احلاقة من اآلي رقم (‪ )19‬إىل اآلية رقم (‪49 ........................................ )24‬‬

‫الدرس اخلامس عشر‪51 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم (‪ )25‬إىل اآلية رقم (‪51 ........................................ )37‬‬

‫الدرس السادس عشر ‪54 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم (‪ )38‬إىل آخر السورة ‪54 ............................................‬‬

‫الدرس السابع عشر‪57 ................................................................................‬‬


‫‪157‬‬
‫تفسري سورة املعارج من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪57 ........................................... )7‬‬

‫الدرس الثامن عشر ‪59 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املعارج من اآلية رقم (‪ )8‬إىل اآلية رقم (‪59 ......................................... )18‬‬

‫الدرس التاسع عشر ‪62 ................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املعارج من اآلية رقم (‪ )19‬إىل اآلية رقم (‪62 ........................................)28‬‬

‫الدرس العشرون ‪65 ...................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املعارج من اآلية رقم (‪ )29‬إىل اآلية رقم (‪65 ........................................)35‬‬

‫الدرس احلادي والعشرون ‪67 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املعارج من اآلية رقم (‪ )36‬إىل آخر السورة‪67 ............................................‬‬

‫الدرس الثاين والعشرون ‪70 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة نوح من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪70 ..............................................)7‬‬

‫الدرس الثالث والعشرون ‪73 ............................................................................‬‬

‫تفسري سورة نوح من اآلية رقم (‪ )8‬إىل اآلية رقم (‪73 ............................................ )14‬‬

‫الدرس الرابع والعشرون ‪75 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة نوح من اآلية رقم (‪ )15‬إىل اآلية رقم (‪75 .......................................... )20‬‬

‫الدرس اخلامس والعشرون ‪77 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة نوح من اآلية رقم (‪ )21‬إىل اآلية رقم (‪77 .......................................... )25‬‬

‫الدرس السادس والعشرون ‪80 ..........................................................................‬‬


‫‪158‬‬
‫تفسري سورة نوح من اآلية رقم (‪ )26‬إىل آخر السورة ‪80 ..............................................‬‬

‫الدرس األول ‪82 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اجلن من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪82 ............................................. )7‬‬

‫الدرس الثاين ‪85 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اجلن من اآلية رقم (‪ )8‬إىل اآلية رقم (‪85 ........................................... )12‬‬

‫الدرس الثالث ‪88 .....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اجلن من اآلية رقم (‪ )13‬إىل اآلية رقم (‪88 ......................................... )18‬‬

‫الدرس الرابع ‪91 ......................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اجلن من اآلية رقم (‪ )19‬إىل اآلية رقم (‪91 ......................................... )24‬‬

‫الدرس اخلامس ‪94 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اجلن من اآلية رقم (‪ )25‬إىل آخر السورة ‪94 .............................................‬‬

‫الدرس السادس‪97 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املزمل من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪97 ............................................ )9‬‬

‫الدرس السابع ‪101 ...................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املزمل من اآلية رقم (‪ )10‬إىل اآلية رقم (‪101 ...................................... )14‬‬

‫الدرس الثامن‪103 ....................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املزمل من اآلية رقم (‪ )15‬إىل اآلية رقم (‪103 ...................................... )19‬‬

‫الدرس التاسع ‪105 ...................................................................................‬‬


‫‪159‬‬
‫تفسري سورة املزمل اآلية األخرية‪105 ................................................................‬‬

‫الدرس العاشر ‪108 ...................................................................................‬‬

‫تفسري سورة املدثر من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪108 ........................................ )10‬‬

‫الدرس احلادي عشر ‪111 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة املدثر من اآلية رقم (‪ )11‬إىل اآلية رقم (‪111 .......................................)30‬‬

‫الدرس الثاين عشر ‪115 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة املدثر من اآلية رقم (‪ )31‬إىل اآلية رقم (‪115 .......................................)37‬‬

‫الدرس الثالث عشر ‪118 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة املدثر من اآلية رقم (‪ )38‬إىل اآلية رقم (‪118 .......................................)48‬‬

‫الدرس الرابع عشر ‪121 ...............................................................................‬‬

‫تفسري سورة املدثر من اآلية رقم (‪ )49‬إىل آخر السورة‪121 ...........................................‬‬

‫الدرس اخلامس عشر‪124 .............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القيامة من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪124 ....................................... )15‬‬

‫الدرس السادس عشر ‪127 ............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القيامة من اآلية رقم (‪ )16‬إىل اآلية رقم (‪127 ......................................)25‬‬

‫الدرس السابع عشر‪130 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة القيامة من اآلية رقم (‪ )26‬إىل آخر السورة‪130 ..........................................‬‬

‫الدرس الثامن عشر ‪133 ..............................................................................‬‬


‫‪160‬‬
‫تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪133 ........................................ )4‬‬

‫الدرس التاسع عشر ‪135 ..............................................................................‬‬

‫تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )5‬إىل اآلية رقم (‪135 ...................................... )10‬‬

‫الدرس العشرون ‪138 .................................................................................‬‬

‫تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )11‬إىل اآلية رقم (‪138 .................................... )18‬‬

‫الدرس احلادي والعشرون ‪141 .........................................................................‬‬

‫تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )19‬إىل اآلية رقم (‪141 .................................... )26‬‬

‫الدرس الثاين والعشرون ‪144 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم (‪ )27‬إىل آخر السورة‪144 ....................................... .‬‬

‫الدرس الثالث والعشرون ‪146 ..........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم (‪ )1‬إىل اآلية رقم (‪146 ..................................... )15‬‬

‫الدرس الرابع والعشرون ‪149 ...........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم (‪ )16‬إىل اآلية رقم (‪149 ................................... )28‬‬

‫الدرس اخلامس والعشرون ‪151 .........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم (‪ )29‬إىل اآلية رقم (‪151 ................................... )40‬‬

‫الدرس السادس والعشرون ‪154 ........................................................................‬‬

‫تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم (‪ )41‬إىل آخر السورة ‪154 .......................................‬‬

‫‪161‬‬
162

You might also like