Professional Documents
Culture Documents
العنوانِ :
املناه ُج ِّ
الطُّ ِ
ّلب.
ب ،وتَْن ِمي ِة مهار ِ
ات َ َ
ِ
املعلومات لدى الطُّاّل ِ كل َم ْقطَ ٍع؛ لََِّت ِس ِ
يخ ٍ
طَرح َع َدد م ِن األسئلة والنَّشاطات بعد هناية ِّ -5
1
المتوسط
التفسير للصف الثاني ُ
2
بسم اهلل الرحمن الرحيم
3
المقدمة:
ؤمنِي ،وم ِ
عجَزًة أنزل ال ُفرقان على عب ِده لِيكون لِلعاملي نَ ِذيراً ،وجعلَه هدى وبشرى لِ ِ احلمد للِ الذي َ
لم َ ُ ُ ً ُ ََ َْ َ ُ
يف والتَّْب ِد ِيل. حبفظ ِه ِمن التَّح ِر ِ الدين ،وتَ َك َّفل ِ خالِ َدةً إىل يَ ْوِم ِّ
حممد ،وآلِه وأصحابِه أمجعي ،اأما بعد: السّلم على نَبِيَّنا َّ الصّلة و َّ و َّ
الَّتبِيَة والتَّعلِيم.
املنه ِج الذي أقَ َّرته وز َارة َّاألول املتَ َو ِّسط وفق َ ف َّ الص ِّ
ب َّ فهذا تَ ْف ِسري جزء ( َع َّم ) لِطُاّل ِ
إعداده ُمراعاة ما يلي: وقد تَّ يف ِ
اعى فيه رم ،ًّل
ا احداً ودرساً مست ِ
ق حمددةٍ ،ميثِّل ُك ُّل م ْقطَ ٍع منها موضوعاً و ِ َّ ع السورةِ إىل م ِ
قاط ُّ يم -1تَ ِ
قس
ً ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ
الدر ِاس اي.ف ِّ الص ِّص يف َّ احلص ِ
َع َدد َ
ِ ٍِ
تح َّدث عنه اآليات. ص َورةِ ما َستَ َضع الطاالب يف ُ ضع َت ِهيد ل ُك ِّل َم ْقطَ ٍع ميثِّل َم ْدخّلً يَ َ َ -2و ْ
ِ -3ذ ْكر املوضوع أو املوضوعات اليت تَتَناوهلا اآليات باختِصا ٍر.
ب ،مع َربْ ِطها باملعىن الذي َوَرَدت يف ِسياقِه ِمن اآليات -4بيا ُن معاين املفردات العربِيَّة على الطَُّّل ِ
ََ َ َ
دون إطالٍَة.
ض يف اخلّلفات وإغر ٍاق الَّتبَ ِويَّة ِمن اآليات دون َخ ْو ٍ األحكام العِْل ِميَّة و ِ
الف ْق ِهيَّة و َّ ِ -5استِْنباط ال َفوائِ ِد و
فص ِ
يّلت. يف التَّ ِ
ب ،وإشراكِ ِهم يف فكري لَدى الطُّاّل ِ ات التَّ ِض تَ ْن ِمية مهار ِ ِ ٍ
كل َد ْر ٍس بغََر ِ َ َ ص ِّفي يف هنايَة ِّ ضع نَشاط َ َ -6و ْ
وع اآليات. وض َخيدم َم ُ الَّتكي ِز غالِباً على ما ُ وإثارةِ تَفاعُلِ ِهم معه ،مع َّ الدرسَ ، َّ
يت وضوع يستَعي هبا الطاالِب على املراجع ِة واالستِ ْذكا ِر وتَثْبِ ِ ِ ٍِ
ْ ََ ض ُع أسئلَة يف هنايَة ُك ِّل َم ٍ َ ْ َ -7و ْ
املعلومات ،واالستِْنباط ال اذاتِّ لِبَعض املعاين ِمن قِبَ ِل الطاالِ ِ
ب نَ ْف ِسه.
ضها وأِهِّها أشرنا إىل ب ع ِ
َْ العطاءَ ،غنِيَّةٌ بِاملعاين وال َفوائِد واألحكام َ ِ
أن اآليات الكرمية َكث َريةُ َ وغن عن ال َق ْوِل َّ ي
الدرس وي ثْ ُقل على الطاالِب .كما تَرْكنا أشياء و ِ األحكام دون استِ ْق ٍ ِ يف َمْب َحث ال َفوائِد و
اض َحةً َ ول َّ َ َ صاء حىت ال يَطُ َ ْ
كاء وتَ ْق ِويَِة ال َف ْه ِم.الذ ِ
يَستَخ ِر ُجها الطاالِب؛ لِتَ ْن ِميَ ِة َّ
ْ
الس َورةِ ،وتَركنا ذلك أحياناً أخرى لِيَقوم الطاالِب بَِربْ ِط الفائِ َدة بآيات ُّ وقد ربطْنا تلك ال َفوائِد واألحكام ِ
ََ
بِاآليَة اليت تَ ُد ُّل عليها وتُ ْؤ َخذ منها تلك الفائِ َدة أو ذالِ ُكم احل ْكم .ولِيكون ذلك َج ِديداً ُم ِفيداً يَ ْكتَ ِشفه الطاالِب.
كل َد ْر ٍس. املقاصد يف أسئِلَ ِة املناقَ َش ِة هنايَة ِّ وراعينا هذه ِ
َْ
االرتِقاء ِبستَوى الطاالِب العِْل ِم ِّي املعلومة و ْ
السهولَة يف تقدمي َ سلوب جيمع بي ُّ وقد حاولنا ِصيا َغة ذلك بِأُ ٍ
َ
يهات بِواقِ ِع احلياةِ ،وإشعا ِر الطاالِ ِ ِ وج ٍ أحكام وتَ ِ
ٍ اآليات ِمنِ ويَ ،وربْ ِط ما يف واملعِر ِّ
ب بتلك ب بأنَّه خماطُ ٌ يف و َّ
الد َع ِّ
4
ِ
احلرص على عاملِه مع أهلِه وجمتَ َمعِه ،مع ِ ِ ِ ِ
ب بااللتزام بأحكامها ،واالتِّصاف بآداهبا يف حياته وتَ ُ
ِِ
ومطالَ ٌ
اآلياتُ ،
عوةِ إليه، ِ
أحكامه ،و َّ
الد َ ومع ِرفَة ِ ِ ِ
وحثِّه على التَّ َم ُّسك بدينهَ ،
ِ ِ ِ
َغ ْر ِس ال ُمثُ ِل العُليا واألخّلق الفاضلَة يف نفسهَ ،
الدفاع عنه ،واالعتِزا ِز به.و ِّ
ِ ِ ص َم َة ِمن َّ ِ ِ ِ
يب عليه، الزلَ ِل ،وأن يتَ َقبَّله ،ويَْن َف َع به ،ويُث َ الع َمل ،والع ْ
السداد يف ال َق ْول و َ
يق و َّ نسأل اللَ التَّوف َ
يوم الدِّين. حممد وعلى آلِه وصحبِه أمجعي ،وسلَّم تسلِيماً كثرياً إىل ِ وصلَّى اللُ على نَبِيِّنا َّ
5
الدرس األول
الملك من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم (.)5 ورة ُ
تَ فسير ُس َ
عظيم ٍة ،وهي اختِب ُارُهم بِاألو ِامر والنَّواهي؛ لِيَظْ َهر َمن
حلكمة َ
ٍ
اس َعبَثاً ،وإمنا خلَ َق ُهم َ
مل خيلُق اللُ تعاىل النا َ
أكد الل تعاىل هذا املعىن يف ِع َّدة مو ِ ِ ِ ِ
اضع من القرآن الكرمي ،ومنها هذا املوضع َ يُطيع م ُنهم مَّن يَ ْعصيه ،وقد َّ ُ
ِمن سورة " امللك " ،فقال تعاىل:
ﭑﭒﭓ
ﱒﱔ
ﱓ ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑ
ﱤﱦﱧﱨﱩﱪ
ﱥ ﱜﱞ ﱟﱠﱡﱢ ﱣ
ﱝ ﱕﱖﱗ ﱘ ﱙﱚﱛ
ﱫﱬﱭ ﱮﱯﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ ﱻ ﱼ
ﱿ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ [امللك.]5 - 1 :
ﲀ ﱽﱾ
• موضوع اآليات:
ِ
اإلنسان. احلكم ِة ِمن َخ ْل ِق
-بَيا ُن َ
ِ
وإحكامه. -بَيان َع ِظي ِم َخ ْل ِق اللِ تعاىل
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
البَكةَ :كثْ رة اخل ِري ،وتَباركَ :كث ر خي ره على ِع ِ
بادهِ. بارك
َُ َ ْ ُُ َ َ تَ َ
بَعضها فَ ْو َق بعض. ِطباقاً
ناس ٍ
ب. ِ
وع َدم تَ ُ
تَبايُن واختّلف َ فاوت
تَ ُ
ُش ُقوق. فُطُور
َمَّرةً بعد َمَّرة. َكَّرتَ ْي
يل ِمن التَّ َعب.ِ َح ِس ٌري
َكل ٌ
6
• الشرح والتفسير:
( )1يقول تعاىل ِذ ْكره :ﱡ ﱁ ﱠ ،أي :تعاىل الل َكثِري اخل ِري على ِع ِ
بادهِ. ُ ُ ُُ
خيرج منها َش ْيءٌ عن طَْو ِعه. ِ ِ
الدنيا واآلخَرة ،ال ُ يف أَْم ِر ُّ ﱡ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ :الذي بِيَده تَ ْ
ص ِر ُ
أي مانِ ٍع ،وال ِ ِِ ٍ ِ
ﱡ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱠ :الذي أحاطَت قُ ْد َرته ب ُك ِّل َش ْيء ال مينَعه من ف ْعله ا
ول ُدونَه َع ْجٌز.
حي ُ
كل َحي، وج َعلَه هنايَةَ ِّ
املوتَ ،
أوجد َ ( )2ﱡ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ :الذي َ
ِ ِ
ضلي ،فَيَ ْنظُر أياهم أَتْ َقن وأَْف َأوج َدِها لكي خيتَِ َب املكلَّف َأوج َد احليا َة اليت تَعيش هبا املخلوقاتَ ، و َ
يف العم ِل ،وليس أكثَر يف العمل ؟ فصاروا فَ ِري َقي :أَ ْهل ُك ْف ٍر ،وأهل ٍ
إميان. ََ ََ
ﱡ ﱔ ﱕ ﱠ :الغالب الذي ال يُقهر وال يُعجزه عن عقاب من عصاه.
ول َجنَّتِه.املؤمني ،وي ْك ِرمهم بِدخ ِ بادهِ ِﱡ ﱖ ﱠ :الذي يسَّت ذُنوب ِع ِ
ُ ُ ُ َ َ ُْ
السْبع العُْل ِوياة بعضها فَ ْو َق ٍ
بعض ،بي السموات َّ أوجد َّ ( )3ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ :الذي َ
مساء ومساء َخّلءٌ. كل ٍ
ِّ
خملوقات اللِ ِمن مساواتِه و ِ
أرضه وغري ِ كل
رت يف ِّ ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱠ :أي إذا نَظَ َ
ذلك فإنَّك ال ِتد فيها َتالُفاً أو َخلّلً أو َع َدم انْ ِس ٍ
جام. َ
فأعد نَظَرك -أيُّها املخاطَب -إىل املخلوقات ِبا فيها ﱡ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠِ :
وجد فيها َش ْيءٌ ِمن ذلك؛ ِ
صدُّعاً؟ اجلواب بّل شك :ال يُ َ السماء العالية هل ترى فيها تَ َش ُّققاً وتَ َ ا
بل هي ُحم َكمةُ الب ْن ِ
يان. َ ُ
تأك َد ِمن ِص َّحة نَظَ ِرك َّ
األوِل. أعد النَّظَر ُمتَأَِّمّلً َمَّرة لِتَ َّ ( )4ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠِ :
اختِّلل. ي ْ ﱡ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴﱠ :يَ ْرِجع نَظَُرك بِ َعْينِك خائِباً ال يَرى أَ َّ
يل ِمن َكثْ َرةِ التَّ ْح ِد ِيق والتَّ ُّأمل. ِ ِ
ﱡ ﱵ ﱶﱠ :وهو َعي يي َكل ٌ
قان اخلَْل ِق وَكمالِه ،وما فيها ِمن هبن إِلَينا ِمن إتْ ِ أقر َّ
السماوات َّبي ما يف َ ( )5ولَ اما نَ َفى النَّ ْقص عن َّ
ِ
اإلتقان السماوات ِمثلها يف غريها ِمن َّ وألن َ اسَّ ، شاه َد ًة لِلنا ِ ِ
احملاسن اليت تَ َسُّر النااظر؛ لكوهنا ُم َ
ِ
السماءَ ال َقريبة ِمنكم بِالنُّجوم اليتالزينَة قال :ﱡ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ :أي :مجَّلنا َّ و ِّ
ضيء. املصباح الذي ي ِ
ِ تَتَ َلأل َك َهْيئَة
ُ
7
ﱡ ﱽ ﱾ ﱿﱠ ،أي :وجعلنا هذه النجوم اليت كاملصابيح مرامي ترمي اجلن الذين
يصعدون إىل السماء ليسَّتقوا األخبار اليت تتناقلها املّلئكة يف السماء.
مث ذكر وعيده هلؤالء الشياطي ،فقال :ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ ،أي :وأعددنا هلؤالء
الشياطي عذاب النار املتوقدة بشدة.
• ال َفوائد واالستنباطات:
يف وال بوت ِص َف ِة الي ِد للِ سبحانه ،وهي ي ٌد تَلِيق بِذاتِه وجّللِه ،فنُثْبِتُها ِمن غري َتثِ ٍيل وال تَ ْكيِ ٍ -1ثُ ُ
َ َ ُ َ
تَ ْع ِط ٍيل.
أن من خلَق هذا اخل ْلق الع ِظيم الذي ال ي َقع فيه خلَل ح ِقيق بِأن تُصرف له العِبادة ِ
الكاملَة. َ َْ َ ٌ َ ٌ َ َ َ َ َ َ َّ -2
دخل اجلنَّة ،وإن َعصى ِ ِ ِ ِ َّ -3
جود اإلنسان على األرض إمنا هو ابْتّلءٌ وامتحا ٌن له ،فإن أطاع َ أن ُو َ
دخل النَّار.
اإلخّلص واالتِّ َ
باع ض َّمن
احلس ُن :ما تَ َ ِ َّ -4
َ الع َمل َ الع َمل هو ُح ْسنهُ ،وليس َكثْ َرتُه ،و َ املعتََب يف قَبول َ أن ْ
السنَّة.
كما ورد يف ُّ
جوم لِ َمنافِ َع َع ِد َ
يدةٍ ،منها: أن اللَ َخلَ َق النُّ َ َّ -5
ضيء بِاللَّيل. الدنيا ،فهي مصابِيح تُ ِ
َ لسماء ُّ -أهنا ِزينَةٌ لِ َّ
الس ْمع.ياطي الذين يَ ْستَ ْرقُون َّ الش ِ -أهنا تَ ْرِمي َّ
عّلمات يَ ْهتَ ِدي هبا اإلنسا ُن يف َس َف ِرهِ وغ ِريه ،فيَ ْع ِرف اجلهات ،وهذا َوَرَد يف قوله تعاىل: ٌ -أهنا
ﱡ ﱍ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ [النحل.]16 :
• نشاط:
اآليات األوىل ِمن سورة هود ،واستَ ْخ ِرج منها مجلَةً تَتَّ ِفق مع إحدى العِبارات الوا ِرَدة يف اآليات
ِ اقرأ
األوىل ِمن ُس َورةِ امللك.
الو ْج ِه على ن ك ي مل إذا ى سم ي ِباذا
و ، ؟ تعاىل سمى العمل إذا مل ي ُكن خالِصاً لِوجه اللِ
َ ُ َّ ُ َْ َ ِ باذا يُ َّ َ َ
املشروع ؟
• األسئلة:
سَ -1علِّل ُمستَ ِفيداً ِمن آيات هذا َّ
الدرس:
املوت ؟ ِ
-ل َم خلَق اللُ َ
جوم ؟ ِ
-ل َم َخلَق اللُ النُّ َ
8
ومعناها فيما يلي: ِ ِ
س -2صل بي ال َكلمات َ
[اختِّلف]. [تَ َفطُّر]
[تَ َش ُّقق]. [تَفاوت]
[بعضها فوق بعض]. ِ
[طباقاً]
ناسب]. [تَ ُ
بادة له:ِ ِ ِ ِ
الدرس على استحقاق الل إفر َاد الع َ عب يف َسطْرين ُمستَ ِداالً ِمن آيات َّ سِ -3
أحسن:
أي احلالَتَ ْي فيما يلي َ سَ -4ح ِّدد ا
يارةِ َع ِّمه ِِ ِ -1صلَّى سعد ( )4ر ٍ
الصّلة أنَّه َسيَ ْذ َهب مع والده ل ِز َ
كعات نَ ْفّلً بعد الظُّه ِر وتَ َذ َّكر وهو يف َّ
يارة. ِ متَخيِّّلً ِ
الز َ
أحداث هذه ِّ كامل ُ َ
ِ
يامة وأحداثَه وهو يقرأ سورَة القا ِر َعة. مرةً أخرى -ركعتَي تَ َذ َّكر في ِهما يوم الق َ -2صلَّى َس ْعد َّ -
9
الدرس الثاني
الملك من اآلية رقم ( )6إلى اآلية رقم ()12 سورة ُ تَ فسير َ
لَما ذَ َكر الل تعاىل يف اآليات السابَِقة أنَّه خلَق اخل ْلق لِّلبتِ ِ
ّلء واالمتِحان ذَ َكر يف اآليات التاالية عاقِبَةَ هذا َ َ َ ا ا َ ُ
ؤمنِي ،فقال تعاىل: املغفرة واألَجر لِلم ِ
ِ االبتِّلء ،وهو الع ِ ِ
ُْ ُ ذاب للكافرين ،و َ َ ُ
ﲊﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ ﲚ
ﲋ ﱡﲆﲇﲈﲉ
ﲛﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ
ﲜ
ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃ ﳄﳅﳆﳇﳈﳉ
ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﱠ [امللك.]12 - 6 :
• موضوع اآليات:
اآلخرة ،وبيان َسبَب ُك ْف ِرِهم.
-بيا ُن عقوب ِة ال ُكفا ِر يف ِ
َ ُ َ
أهل اخل ْشيَة ِمن اللِ تعاىل. -بيان جزاء ِ
املؤمني ِ َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الشديد الذي خيرج ِمن جو ِ
ف الناا ِر. وت َّ الش ِهيق
َْ ُ الص ُ
َّ َّ
تَ ْغلِي. تَ ُفور
تَتَ َقطَّع. تَ َميَّز
الش ِديد.
ضب َّ
الغَ َ الغَْيظ
اعة.
َمج َ فَ ْوج
وهّلكاً. بُعداً َ ُس ْحقاً
• الشرح والتفسير:
ِ ياطي عذاب َّ ِ لش ِ أع َّد لِ َّ
كل َمن تَ َرَك اإلميا َن السع ِري َّبي هنا أنَّه أَ َع َّد َع َ
ذاب جهنَّم ل ِّ َ َ -1لَ َما ذَ َكر اللُ أنَّه َ
صيِة ،فقال :ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﱠ ِبع َ
وغطااه ْ
املآل واملن َقلَب.
س ُ ِ
ﱡ ﲌ ﲍ ﱠ ،أي :وبْئ َ
أصواهتا ِ
العذاب ،فإهنم يَ ْس َمعون ْ -2ﱡﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ :إذا َرَمْت ُهم فيها َمّلئ َكة َ
يدة بِسبب تَرُّدد ِ
أنفاسها. َّ ِ
الشد َ َ َ َ
در. ِ ِ ِ
ﱡﲕ ﲖﱠ ،أي :وهي تَ ْغلي كما تَ ْغلي الق ُ
10
بعض ِمن ِش َّدةِ َحنَ ِقهابعضها عن ٍ صل ُ ﱡ ﲘ ﲙﲚ ﲛ ﱠ :تُقا ِرب هذه الناار أن تَتَ َفَّرق وي ْن َف ِ
َ ُ -3
ضبِها على أولئك الكافِرين. و َغ َ
جمموعةٌ ِمن ال ُك افا ِر سأهلم َ ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ :كلَّما ُرِمي فيها
الل ،ويُنَبِّ ُهكم إىلذاب ِ خيوفُ ُكم ِمن َع ِ الدنيا َمن ِّ احل َفظَة املوَّكلون بِالناار ِمن املّلئِ َكة :أمل يَأْتِكم يف ُّ
العصا َة ؟! ِ
َمآل ُ
ص ِّدق ِ ِ ِ ِ ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ :قد أتانا من ِّ ِ
خيوفُنا من َعذاب الل ،ويُنَبِّ ُهنا إىل َمآل العُصاة ،فلم نُ َ َ -4
سل ِ
املنذ ِرين. الر ِ
هؤالء ُّ
ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ :وقلنا ُم َك ِّذبي هلم :مل يُنَ ِّزل اللُ على أَ َح ٍد ِمن البَ َش ِر َو ْحيَه
ّلمه.
وَك َ
هاب بعِ ٍ
يد عن الرسل ِ
املنذرون يف ذَ ٍ ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ وقلنا هلم كذلك :إنَّكم أيُّها ُّ
َ
احلق.
ِّ
الدنيانادمي :لو كناا يف ُّ -5ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﱠ :وقال الك افار ِ
قول تَ ْنتَ ِفع ِبا قالُوه لنا؛ لَما ِص ْرنا الرس ِل ِ
املنذ ِرين ،أو أَ ْدرْكنا بِع ٍ
َ ُ يحة ُّ ُ
ص ِ ِ ِ ِ
استَ َجْبنا لما َمس ْعناه من نَ َ
ذاب هذه الناا ِر َش ِد َ
يدةِ التَّ َوقُّد. مّل ِزِمي لِع ِ
َ ُ
-6ﱡ ﳆ ﳇ ﱠ فأقا َّر هؤالء ال ُك افار ِبا اقَّتفوه ِمن امل ِ
عاصي. َ
َ
ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ فبُعداً لِلك افار املّل ِزِمي للناار عُقوبَةً هلم على ذُنوهبم.
يب بعد عادةِ ال ُقرآن يف ِذ ْك ِر َّ
الَّت ِغ ِ حال ال ُك افار ،أتْ بعه بِ ِذ ْك ِر ِ ِ -7ولَما ذَ َكر ِ
حال املؤمني َج ْرياً على َ َ ا
العكس ،فقال :ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ :عن الذين يعلَمون َمقام َّ ِ
الَّتهيب ،و َ
ِ ِ ِ ٍِ ِ ِ
فجز ُاؤهم أن يَ ْس َُّتأح ٌد سواهَ ، رهبم فيَخافُونَه ُم َعظِّمي له ،وهم يف حال انْفراد بأن ُفس ِهم ال يَر ُاهم َ
َعلَْي ِهم ذُنوهبم.
ضوانَه ،ويُ ْد ِخلُ ُهميل الثَّواب ،فيُ ِح ُّل علي ِهم ِر ْ الصاحل َج ِ
ز ا م ﱡ ﳓ ﳔ ﱠ :ويُثِيبُ ُهم ُمقابِل َعملِ ِ
ه
َ َ
َجنَّتَه.
• ال َفوائد واالستنباطات:
صريون إىل نا ِر جهنَّم ،تَ ْلَزُمهم وال يُفا ِرقوهنا أبداً. آل ال ُك افار وهناي تَهم و ِخيمةٌ ،فهم ي ِ أن َم َ َّ -1
َ َ َ َ
11
الف ْع ِل هو الذي َرَّكب يف أفعال ،فمن رَّكب يف البشر اإلحساس وال ُقدرَة على ِ َّ
َ َ إحساس و ٌ َ َ َ َ َ ٌ أن النا َار هلا -2
ِ ِ ِ ِ
الش ِه ِيق والتَّ َقطُّ ِع من الغَْيظ اللَّذين ذُكرا هنا ،ومن ذلك أيضاً :ال َك ُ
ّلم اإلحساس ك َّ
َ هذه النا َار هذا
واملخاصمةُ اليت ذُكِرت يف غ ِري هذا ِ
املوطن. ََ
إن لِلناا ِر َح َفظَةً ِمن املّلئِ َكة ُموَّكلِي هبا.َّ -3
عذب هؤالء ال ُك افار حىت ْاع ََّتفوا بِأنَّه قد
احلجة ،ولذا مل يُ ِّ
أن اللَ ال يُ َع ِّذب أحداً حىت تقوم عليه َّ َّ -4
َجاءَ ُهم ُر ُس ٌل ،وأهنم َك َّذبوا ُّ
الر ُس َل.
اإلنسان غري تام ،وال يستَ ِفيد منها حىت يستَ ِجيب هبا إىل ِ
داعي ِ الع ْقل الذي يكون يف
َْ ُ مع و َ الس َ أن َّ -5
اللِ.
• نشاط:
شا ِرك زمّلءَك يف اجملموعة يف ِذ ْك ِر ما يَ ُد ُّل على املعاين التاالية ِمن اآليات:
أ) ال ي ع ِّذب الل أحداً حىت يبعث له من ي ْن ِذره ِمن ِ
عذاب اللِ تعاىل. َ ُ ُ َ ُ َُ
ب) من مسع القرآ َن فلم ي ؤِمن بِه فليس له مسع على ِ
احلقي َق ِة. ُْ َ
ت) لِلناار َمّلئِ َكة ُم َوَّكلون خبزانَتِها.
• األسئلة:
ص ال ُقرآين: ِ ِ ِ ِ ِ
اخَّتها من النَّ ا
س -1اُذكر فيما يلي ال َكل َمة املعاك َسة للكلمات التاالية ،و َ
الزفِري
َّ
الرضى ِّ
يتَ َج َّمد
سِ -2من ِخّلل ُّ
تأملك يف اآليات:
ِ ِ ِ
جهنَّم. صغ احلو َار الذي يدور بي َخَزنَة الناا ِر من املّلئ َكة والعُصاة الذين يَ ُ
دخلون َ أ) َ
ب) استَ ْخ ِرج فائِ َد ًة ِمن قوله تعاىل :ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﱠ.
12
الدرس الثالث
الملك من اآلية رقم ( )13إلى اآلية رقم ()18 سورة ُ
تَ فسير َ
ؤمنون بُِر ُسلِه ،ويف اآلخرة لَعلَّهم يتوبون إىل اللِ وي ِ
ُ
ِ
الدنيا و َ َ وعذابَه يف ُّ ِ
باده ويُْنذ ُرهم َسطْ َوتَه َ
ِ
خيوف اللُ ع َ
كثرياً ما ِّ
السابَِقة امل َك ِّذبَة ِمن ِ ِ ِ ِِ ِ اآليات التاالِية ي ب ِّي الل تعاىل ِ ِ
َتام ع ْلمه ِبا يكون من عباده ليَ ْح َذروه ،وما عاقَب به األَُمم ا
َ َ َُ ُ
يح عليهم ،كي ال يَأْ َمنوا َعذابَه فَيَ ْستَ ِماروا على ما هم عليه ِمن ال ُك ْف ِر فقال سبحانه: الر ِ ِ
وإرسال ِّ ف هبم اخلس ِ
ْ
ﱡﱁﱂﱃﱄ ﱆ
ﱅﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ
ﱟﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬ
ﱠ ﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞ
ﱸﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ
ﱹ ﱭ ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ
ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﱠ [امللك.]18 - 13 :
• موضوع اآليات:
بيا ُن إحاطَِة ِع ْل ِم اللِ تعاىل باخل ْل ِق.
ِ
األرض هلم. بيان نِعمة اللِ على ِع ِ
باده بِتَ ْس ِخ ِري َْ
ذاب اللِ تعاىل. األم ِن ِمن َع ِ ِ ِ
التَّحذير من ْ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
صيَة.سهلَة غري مستَ ع ِ ذَلوالً
ُْ ْ َْ
احيها وأطرافِها. نَو ِ َمناكِبها
باطنِها.
تَ ْن َشق ،في ه ِوي بكم يف ِ
ا َْ خيسف ِ
ضطَ ِرب.تَتَ َحَّرك وتَ ْ تَ ُمور
الصغِ َرية).
(احلجارة َّ
َ احلصباءَ
ِر ِ
يح حتم ُل ْ ٌ
ِ
حاصباً
ما يستَ ْن َكر ِمن الع ِ
ذاب الذي مل يَ ْع َهدوه. نَ ِكري
َ ُْ
• الشرح والتفسير:
فإن مافإن ذلك عند الل َسواءَّ ، ( )1ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠَّ :
أظهرَتوه؛ َّ
فإن اللَ يَ ْعلَ ُمه وال خي َفى عليه؛ ألنَّه ِ ِ
اس -من الكّلم أو أعلَْنتُموه و َ
أخ َفْيتُموه -أيُّها النا ُ
صدوِركم. ِ ِ ي ْد ِرك ما َت ُفونَه يف ِ
ضمائ ِركم وما خيطُر يف نُفوسكم وما َخيتَل ُج يف ُ
َ ُ
13
الضمائِر ،فقال :ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ ،أي :إذا كان هو خالُِقهم أال مث علَّل سبحانَه ِع ْل َمه ِبا يف َّ ()2
شك أن اجلواب :بلى ،يَ ْعلَم ذلك. مورهم ،ال َّ يعلَم أحواهلم وأُ َ
ِ ِ ِ
ود َّق يف َخبايا األُموِر، ف َ فيق بِعباده الذي يَص ُل ع ْل ُمه إىل ما لَطُ َ الر ُ
ﱡﱐ ﱑ ﱒ ﱠ :وهو َّ
فّل يَ ْع ُزب عن ِع ْل ِمه َش ْيءٌ.
وجعلَها َس ْهلَةً ُمطا ِو َعةً لكم ال تَ ِم ُ
يد األرضَ ،
َ ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ هو الذي هيَّأ لكم ()3
صي عليكم ،تَ ْزَرعوهنا فَتُ ْنبِت...إخل. بكم ،وال تَستَ ع ِ
ْ ْ
وجباهلا. احيها وأطرافِها ِمن سهوهلا ِ ﱡ ﱚ ﱛ ﱜﱠ :فامضوا مسافِرين يف نَو ِ
ُ ْ ُ ُ
أخرجه لكم ِمن نَواحي األرض. ِ ِ
ﱡ ﱝ ﱞ ﱟﱠ :وُكلوا من َعطاء الل الذي َ
بادةِ َربِّكم. ِ ِ ِ
ﱡ ﱡ ﱢﱠ ،أي :إىل َربِّكم تَقومون من قُبوِركم ،فتَصريون إليه ،فّل تَ ْن َسوا ع َ
خموفاً :ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ وع ْل ِمه ِ
احمليط ،قال هلم ِّ لوهيَّتِه املتَض ِّمنَة لُِق ْدرتِه ِ
لَما است َد َّل على أُ ِ
ا َ ()4
َ َ
املكذبون بَِربِّكم الذي يف العُلُِّو ِآمنون ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي :هل أنتم أيُّها الك افار ِّ
ب ُك ْف ِرُكمقاع َع ِم ٍيق ،فَتَْبتَلِ َع ُكم بِسبَ ِ
ضطَ ِرب بِكم ،ويَ ْه ِوي بِ ُكم فيها إىل ٍ األرض فَتَ ْ
َ وواثِقون أال يَ ُش َّق
َ
بِه ؟!
ذاب الذي يكون ِمن ِج َهة األرض ،انتَ َقل إىل ِذ ْكر العذاب الذي يكون ِمن ِج َهة الع َ ولَ اما ذَ َكَر َ ()5
العُلُِّو ،وهو أَ َد ُّل على التَّ َم ُّكن منهم ،فقال :ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ أي:
ِ ِ ِ ِ
غار اليت الص َ
احلصى ِّ بل هل اطْ َمأنَْنتُم لَربِّكم الذي يف العُلُِّو أن يَْب َعث من فَ ْوقكم ِرحياً حتمل َ
ؤذيها ؟ ض ِرب أجسا َد ُكم فت ِ ص ُفكم وتَ ْ تَ ْق ِ
ُ
يدي هتد ِ ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ فإن وقَع نَ ِذيري لكم على ما قُلت ،فَسيتب َّي لكم عاقِبة ِ
َ َََ
وَت ِو ِيفي إيااكم بِ َعذايب.
ش مل أن الذين كانوا قبل ُك افا ِر قَُريْ ٍ ﱡﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﱠ ِ
خيبُ اللُ تعاىل َّ ()6
َ
كذيبِ ِهمب تَ ِ اهم بِسبَ ِ ش كيف كان نَ ُ ِ ص ِّدقوا ُر ُسلَهم ،فهل َعلِ َمت ُك افار قَُريْ ٍ
كال الل هبم ،وعذابُه إيا ُ َ يُ َ
؟
• ال َفوائد واالستنباطات:
يب النَّ ْملَ ِة َِّ ٍ ّلعه على تَ ِ -1سعة ِع ْل ِم اللِ واطِّ ِ
السوداءَ على فاص ِيل ِّ
كل َش ْيء ،فهو ال خيفى عليه َدب ُ َ
العبد بذلك ،فعليه أن يستَ ْشعِر رقابةَ اللِ الصماء يف جو ِ
ف اللَّيلَ ِة الظَّْلماء ،وإذا أي َقن ُ
َْ َ َ َ َْ خرةِ َّ ا الص َ
َّ
ي.كل ح ٍ عليه يف ِّ
14
الشرعُ به ،أو األرض ِمن خري ٍ
ات ،وال حيرم عليه اإال ما َوَرد َّ ِ ِ
لإلنسان التَّ َمتُّع ِبا يف أباح َّ
أن اللَ َ -2
عدم ضرره على نفسه.
الزال ِزِل اليوم ي
دال األرض بِالنااس ،وما يَ َقع ِمن َّ
َ خيسففمن قُ ْدرتِه أن ِ
َ
أن الل ذو قُ ْدرةٍ ع ِظيمةِ ،
َ َ َ َّ َ -3
الصغار ،فتُ ْهلِك اإلنسا َن. حتمل احلصى ِّ الريح اليت ِ ِ ِ ِ
على ذلك ،ومن قُ ْد َرته أن يرسل ِّ َ
ِجيب على املسلِم احل َذر ِمن َعذاب اللِ ،وأن ال يكون ِمن ِ
أهل الغَ ْفلَة الذين يَ َأمنُون َم ْكَر اللِ. -4
وعْب َرةٌ لِ َمن َِمسع هبم.
حل باألقوِام الكافِرين السابِِقي ِعظَةٌ ِ
ا َ أن فيما ََّّ -5
• نشاط:
احلاصب ،كما ذكر الل تعاىل يف ٍ
آيات ِمن القرآن الريح ِ
وبعضهم بِ ِّ
باخلسفَ ، بعض امل َك ِّذبي ْ
عاقَب اللُ َ
الكرمي.
الريح ِ
احلاصب ،واآليات ال ادالَّة على ذلك. ومن عُ ِّذب بِ ِّ ِ -اُذكر ِمن عُ ِّذ ِ
اخلسفَ ،
بب ْ َ
• األسئلة:
املناسبَة ِمن َّ
الدرس اليت تُنَبِّهه إىل هذا اخلطأ ؟ ب زِميّلً آخر ،ما اآلية ِ
َ
ِ ِ
ِهس َزميلُك يف أُذُنك َ
وس َّ َ سَ - 1
ﱘ ﱙ ﱠ. اآلية :ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ اشرح هذه سَ - 2
ذاب اللِ ؟
س -3كيف يَأْ َم ُن ال َم ْرءُ َع َ
مجل م ِ ِ ِ
ناسبَة. ضع ال َكلمات التاالية يف ٍ ُ سَ - 4
ور:
تَ ُم ُ
ب: ِ
حاص ٌ
15
الدرس الرابع
الملك من اآلية رقم ( )19إلى اآلية رقم ()22 ورة ُ تَ فسير ُس َ
وبيان قُ ْد َرتِه على ُك ِّل َش ْي ٍء ،ويف اآليات التاالية بَيان
وحدهِ ، امللك له َ السورَة ِ
بإثبات ِ افتَتح اللُ تعاىل هذه ُّ
وخ ْل ِقه ،حىت الطَّري يف َّ
السماء ،وبيان أنَّه ال ِ
ناصَر هلم وال را ِز َق اإال ِ ِ
ص ِريف ُشؤون ُم ْلكه َ
ِ ِ
انفراده ُسبحانَه وتعاىل بِتَ ْ
وحده املن َف ِرد بذلك كلاه ،ال اآلهلة اليتبادةِ هو اللُ َ ِ ِِ وحده ال َش ِريك له ،ويف ذلك تَ ْنبِيهٌ على َّ
املستَح َّق للع َ
أن ْ اللُ َ
يَعبُدها الك افار ،وهي ال َتلِك ِمن ذلك شيئاً ،قال الل تعاىل:
ﲒﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ
ﲓ ﲍﲏ ﲐﲑ
ﲎ ﱡﲇﲈﲉﲊﲋﲌ
ﲰﲲﲳﲴﲵ
ﲱ ﲢﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ
ﲣ ﲝﲞﲟﲠﲡ
ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﱠ [امللك.]22 - 19 :
• موضوع اآليات:
الل تعاىل وانْ ِفر ِاده بامل ِ
لك والتَّ ْدبِري. بعض م ِ
ظاهر قُ ْدرةِ ِ بيا ُن ِ
ُ َ َ
أن اهلداية يف لُ ِ
زوم الطَِّر ِيق املستَ ِقيم وهو
اإلسّلم.
ُ بيا ُن َّ َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الص ِ
فوف. ِ
باسطات أَ ْجنَ َحتَ ُه ان على َهْيئَة ُّ صافاات
أجنِ َحتَ ُه ان.
ض ُم ْمن ْ
يَ ْ يَ ْقبِ ْ
ضن
ِ
انداع. غُرور
استَ َماروا وَتادوا. لَ ُّجوا
ِع ٌ
ناد وتَ َك ُّب. عُتُ او
تَباعُداً. نُفوراً
أسه.ُمنَ ِّكساً ر َ ُم ِكبااً
ُم ْعتَ ِدالً يف َم ْشيِه. َس ِويااً
• الشرح والتفسير:
كمال تَصُّرفِه يف مل ُكوتِه بآي ٍة ِ
أرضيَّ ٍة ،وهي تَ ْس ِخري ( )1لَما است َد ال الل تعاىل على ربوبِيَّتِه وأُ ِ
لوهيَّتِه و ِ ا َ
َ َ َ ُ ُ
السماء ،فقال ُمنكراً عليهم :ﱡ اص ِطفاف الطَّ ِري يف َج ِّو َّ ٍ
األرض هلم ،ذَ َّكَرُهم هنا بآيَة عُْل ِويَّة ،وهو ْ
ِ
16
ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ ،أي :أمل ي ْنظُر ِ
هؤالء املش ِركون إىل الطُّيوِر اليت تَ ِطريُ يف َ
اجلو ،مث تَ ْرِجع فَتَ ُرُّدها إىل ِج ْس ِمها ؟
أجنِ َحتَها وتَْب ُسطها يف ِّ
السماء فتَ ُم اد ْ
َّ
مجيع خملوقاتِه. السقوط اإال هو ،ذو َّ ِ
الرحَة الذي يَ ْر َحم َ ﱡ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ ما حي َفظَ ُه ان ِمن ُّ
ِ
ص ِره أينَما كان. بص ِره ،فهو ُمطَّل ٌع عليه ،بِبَ َ
ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ إنَّه الذي ال خير ُج شيءٌ عن َ
( )2ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ يقول تعاىل :بل َمن هذا الذي تَستَعِينون به
الرحة ؟ -إذا نََزل بِكم ُسوءٌ ،فيَ ْدفَعه عنكم -غري َربِّكم ذي َّ
عندهم.
داع ،فهم خمدوعون ِبا َ ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ ما الكافِرون باللِ اإال يف ِخ ٍ
عطيكم قُوتَ ُكم ِمن املاء ( )3ﱡ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ يقول تعاىل :بل من هذا الذي ي ِ
ُ َ
الرزق ؟ س اللُ عنكم هذا ا والطَّعام وغ ِريه ِمن أنو ِاع ِّ
الرْزق إن َحبَ َ
ورةِ مل تن َفع املش ِركي ،فقال عنهم :ﱡ ﲲ ﲳ ﲴ اعظ اليت َّ لكن هذه املو ِ
الس َ
رهم اللُ هبا يف هذه ُّ ذك ُ و َّ
ناد ِهم وتَ َك ُِّبِهم وطُغياهنم وتَباعُ ِد ِهم عن ِّ
احلق. ﲵ ﲶ ﱠ :بل استمُّروا وَتادوا يف ِع ِ
ََ
ضَربَه اللُ ( )4ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ :هذا َمثَ ٌل َ
أس ،ال ي ب ِ
صر طَ ِري َقهَ ،فَّتاه ُمتَ َعثِّراً املؤمن ،يقول فيه :أيُّها النااس هل َمن يَ ِسري وهو ُمنَ َّ لِلكافِر و ِ
الر ِ ُْ س َّ ُ ك
ٍ
بادة آهلت ِهم ال يكادون يَ َقُّرون على حال، ِ ِ ِ
يف َس ِْريه ال يكاد يَستَقيم له - ،وهذا حال املشركي يف ع َ
أعَرف بِالطَّر ِيق ،أم الذي يَ ِسري بِّل ٍ
َك َعْبد فيه ُشركاء ُمتَشاكِسون -أهذا الذي هذا حالُه أَْر َشد و ْ
كاملؤمن الذي ال يَ ْعبُد اإال َربَّه ،وال يُ ْش ِرك بِه ؟ ،وال َش َّ تَعثُّ ٍر على طَر ٍيق ال ْاع ِوجاج فيه ،وهذه حال ِ
َ َ
اط ُمستَ ِقي ٍم هو األَ ْه َدى.ميشي على ِصر ٍ أن من ِ ِ
أن َجواب العاقلَ َّ : َّ
• ال َفوائد واالستنباطات:
الرْزِق ،وهو اللُ سبحانَه وتعاىل. ِِ ِ أن الرز َ ِ
َّ -1ا ا
اق َحقي َقةً هو َمن بيَده َمفاتح ا
للجنِ َحة يف َج ِّو َّ
السماء. ض ْ صْنعِه يف ما يَ َقع لِلطَّري ِمن بَ ْس ٍط وقَ ْب ٍ يع ُ
ِ ِ
َ -2عظَ َمة َخ ْل ِق الل ،وبَد ُ
اب، ِ -3من أسالِيب القرآن أنَّه يوا ِزن بي أحو ِال ال َف ِري َق ْي على أسلُوب ُّ ِ
السؤال دون أن يَ ْذ ُكَر اجلو َ ُ
صةً لِلتَّ ْف ِك ِري يف األَ ْم ِر.
ف فُ ْر َ
ِ ِ ِ
ليُ ْعطي املخال َ
• نشاط:
جمموعتِك ِض ْمن
َ املفهوم مع
َ اح ٍد ،ناقِش هذا
كل و ِ ِ ِ
قامة على الطَّر ِيق املستَقي ِم واجبَةٌ َش ْرعاً على ِِّ
االست َ
ِ ِ ِ ِ ِ
احملا ِور التاالية :معىن االستقامة ،نُصوص َشرعيَّة يف ُوجوب االستقامة ،األسباب املعينَة على االست َ
طاعة.
• األسئلة:
17
السماء صافاات شاعَرك عندما ترى طَْرياً يف َّوتأملها ،مث ِصف م ِ الدرس َّ س -1اقرأ اآليَة (ِ )19من هذا َّ
َ
أجنِ َحتَ ُه ان:.
وقابِضات ْ
س -2استَ ْخرج ُسؤاالً ِمن هذه اآليات ،مث علِّل ملاذا مل يذكر إجابَة ُّ
السؤال يف اآليات ؟
وشبِّه غري ِ
املؤمن بِ ِ
ض ِّد ذلك ،فما التَّشبِيه ؟ ٍ ِ ِ ِ ِ
سُ -3شبِّهَ املؤمن ِبن ميشي َس ِويااً ُمعتَدالً يف طَريق واض ٍحُ ُ ،
18
الدرس الخامس
ورة
الملك من اآلية رقم ( )23إلى آخر الس َ سورة ُ
تَ فسير َ
يء ،ففي اآليات انفراد اللِ تعاىل بامللك وقُدرتِه على كل ش ٍ إثبات ِ
مية يف ِالسورة الكر ِ ِ
ِّ َ َ آيات هذه ُّ َ
تستَمر ُ
حيشرهماألبصار واألفئِدة ،وهو الذي ُ
َ مع و
الس َ
وحده الذي خلَق اخل ْل َق وجعل هلم َّ التاالية بيا ُن أنَّه سبحانَه هو َ
أوجد املاءَ الذي تقوم به حياهتم ،ولو نضب املاءُ مل يستَ ِطع ِ
يامة ،ليجا ِزيهم على أعماهلم ،وهو الذي َ
إليه يوم الق َ
الرجاء ِ
اإلجّلل و َّ وحده الذي ِجيب أن ي تَ و َّجه إليه مجيع اخللق بالتَّ ِ
عظيم و ومن كان كذلك فإنَّه َ
ُ ََ أح ٌد أن يأت بهَ ،
ِ ِ
واحملبَّة وغ ِري ذلك من أنواع الع َ
بادة ،قال تعاىل:
ﳍﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ
ﳎ ﱡﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋ ﳌ
ﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡ ﳢﳣﳤﳥﳦﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﱁ
ﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ
ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬ
ﱦ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ
ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [امللك.]30 - 23 :
• موضوع اآليات:
الل تعاىل وانْ ِفر ِاده بِامللك والتَّ ْدبِري. بعض م ِ
ظاهر قُ ْدرةِ ِ
َ بَيا ُن ِ َ
جوب ُش ْك ِر اللِ تعاىل على نِ َع ِمه. التَّنبِيه على و ِ
ُ
ِ ِ
إثبات احل ْش ِر وبيا ُن إنكا ِر ال ُك افار له ،وذ ْكر حاهلم عند َّ
حتققه.
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ال ُقلوب. األفئِدة
َخلَ َق ُكم ومناا ُكم. َذ َرأَ ُكم
قَ ِريباً. ُزلْ َفة
تَطْلُبون وتَ ْستَ ْع ِجلون. تَ ْدعُو َن
مينَ ُع. ِجي ُري
باطن األرض. ذاهباً يف ِِ َغوراً
ِ
األرض. ظاه ٍر وجا ٍر على ِ َمعِ ٍ
ي
19
• الشرح والتفسير:
يل على وحدانِيَّتِه ِ لَما و َّجهَ الل تعاىل اخلطاب لِلمشركِي يف اآليات ِ
السابقة ،أتْ بَ َعها هنا ِبا فيه َدل ٌ ا َ ُ ُ ا َ ()1
ووجه ِخطابَه لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه وسلَّم أن يقول هلم :ﱡ وربوبِيَّته خل ْل ِقه ،وذلك ما ال خيالِفون فيهَّ ، ُ
الع َدِم. ِ
ﳆ ﳇ ﳈﱠ :أَْو َجد ُكم من َ
السم ِع فتَ ْس َمعون بِآذانِكمَّ ،
وحاسةَ حاسة َّﱡ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ :وجعل لكم َّ
اخلري ِمن َّ
الشِّر. ِ ِ ِ ِ ِ
لوب اليت تعقلون هبا وتدركون َ صر فتُبصرون بعُيونكم ،وجعل لكم ال ُق َ البَ َ
أمام هذه ِ ِ ِ ِ ﳏ ﳐ ﳑ :ومع هذه النِّ َعمَّ ،
يل َفإن ُش ْكَرُكم بأداء الواجبات وتَ ْرك املعاصي قَل ٌ
النِّ َعم.
األرض ،وكثَّرُكم فيها.ِ أوجدكم يف ﱡ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﱠ :هو الذي َ ()2
ﱡ ﳙ ﳚﱠ :وإىل َربِّكم ُت َمعون بِبَ ْعثِ ُكم بعد َم ْوتكم.
وجحدوا به ،فسألوا على َسبِيل ِ ِ
اعَّتضوا على البَ ْعث َ لَ اما كانوا ُمقِّرين باخل ْلق مل يَ ْع ََِّتضوا عليه ،و َ ()3
الو ْع ُد الذي تَعِ ُدونَنا به -وهو االسْتبعاد :ﱡ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ ،أي :مىت هذا َ
ِ
َتبونَنا به ؟ كاذبي فيما ِ احل ْشر -إن كنتم غري ِ
وعدون هبا حممد صلَّى الل عليه وسلَّمِ َّ :
اعة اليت تُ َالس َ
إن ع ْل َم ا ﱡ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﱠ :قل يا َّ ()4
عند اللِ ،فّل يعلَ ُمه اإال هو.
أمر هذه ُبي لكم َ ﱡ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﱠ أي :وما ُم ِه َّميت اليت وَّكلن اللُ هبا اإال أن أُ َخ ِّوفَ ُكم وأ ِّ
اعة ،وما يَ َقع فيها ِمن أهو ٍال.الس َ
ا
العذاب ورأوه قَريباً منهم ،ظَ َهر على َ فلما عايَنوا
ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ :ا ()5
الو ْعد. ِ ِ
ُوجوههم أثَر الغَ ِّم بوقُوع هذا َ
عجلونَه قد ﱡ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ :وقالت هلم املّلئكة :هذا الذي كنتم تَطْلبونَه وتَست ِ
َْ
صل وصار واقعاً.
َح َ
( )6ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ :يقول الل
ضوا َّ
أن اللَ أماتَن وأمات َمن حممد صلَّى الل عليه وسلَّم :قل هلؤالء املشركي م ِ
نكراً عليهمَِ : لنَبِيِّه َّ
افَّت ُ ُ
حيمي هؤالء - فأخر موتَنا ،فمن ذا الذي ِ
َ أحسن إلينا َّ َ ْ
ِ
أن اللَ لَطَف بنا و ََمعِي ِمن املؤمني ،أو َّ
حمم ٍد صلَّى الل عليه
ت َّ ِ الذين جحدوا ومل ي ْعبدوا رهبم ِ -من ِ
عذاب الل ؟ فليس يُْنج ُيهم منه َم ْو ُ َُ ََ
وسلَّم وأصحابِه وال َحياهتم.
20
( )7ﱡ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱠ :يقول الل لِنَبِيِّه َّ
حممد
الرحةصلَّى الل عليه وسلَّم :قل هذا الذي يَ ْر َحنا -فّل يُوقِع بِنا ما تَتَ َمنَّونَه ِمن اهلّلك -هو ذو َّ
فوسنا إليه ،وعليه ْاعتَ َم ْدنا يف أُموِرنا ،وبه َوثِْقنا ،وإذا الذي مشلنا بِرحَتِهِ َ ،
ص َّدقْنا به واطمأنَّت نُ ُ َ
اض ٍح وب ع ٍد عن احل ِّق ِ
ّلل و ِ
ض ٍ ِ
ظاهر ،حنن أم أنتم. ُْ فستَع ِرفون َمن هو يف َ
ُحشرنا َ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم هلؤالء ( )8ﱡ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱠ قل يا َّ
ِ
األرض ودالؤكم ِ
ذاهباً يف تصلُه أيدي ُكم ِ نكراً أمرهم :أخبوين إن صار ماؤُكم الذي ِ املشركي مستَ ِ
َ ُ
ِ ِ
أحدفمن ذا الذي ال يستطيع أن ُحيضر لكم ماءً جا ِرياً قَريباً منكم تراه عُيونكم؟ ،ال َ وغائباً فيهاَ ،
يعقلون .والل أعلم.يست ِطيع غري اللِ ،لو كان ِ
َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
الضار،
الشَّر ،والنَّ ْف َع و َّ -1ن َعم الل ال حتصى ،ومن ن َعمه أنَّه َوَهب اإلنسا َن ما ميكن أن يُ ْدرَك به َ
اخلري و َّ
ِ
الدني ِويَّة واألُخرِويَّة.
ضاره ُّ
وم ا فوهبَه مسعاً وبَصراً وقَلباً يُ ْد ِرك هبا َمناف َعه َ
ض َل اللِ عليه فَي ُقوم بِ ُش ْك ِره بِلِسانِه يل ِمنهم َمن يُ ْد ِرك فَ ْ ِ
يل ،فَ َقل ٌ
ِ ِِ ِ
الش ْكَر على ن َعم الل يف النااس قَل ٌ أن ُّ َّ -2
وجوا ِرِحه.
وقَ ْلبِه َ
إدخال
ُ احلق لِلنااس ،اأما الدعاة ِمن بَ ْع ِده إمنا هي بَيا ُن ِّ سول صلَّى الل عليه وسلَّم و ُّ الر ِإن ُم ِه َّمةَ َّ
َّ -3
اهلدايَِة يف قُلوهبم فهذا بِيَ ِد اللِ سبحانَه.
الرسول صلَّى ت َّ احلق أو النِّ َعم ال تتَ َعلَّق حبياةِ َمن تُْبغِض أو َوفاتِه ،لذا نَبَّهَ اللُ تعاىل على َّ
أن َم ْو َ أن َّ َّ -4
ذاب اللِ. ريهم ِمن َع ِاحلق ،وال ِجي ُ الل عليه وسلَّم وأصحابِه ال يُِفيد ال ُك اف َار يف َم ْع ِرفَة ِّ
• نشاط:
معصيَة اللِ فهو ِمن ُك ْف ِر نِ ْع َم ِة الل،ِ من ُش ْك ِر النِّ عم استِعماهلا يف طاع ِة الل تعاىل ،أما استِعماهلا يف ِ
ا َ ْ َ
صر طاعات ميكن أن تَ ْستَ ْع ِمل فيها ُك اّلً ِمن نِ ْع َمة َّ ٍ باملشاركة مع ُزمّلئِك :اُذكر َ
الس ْم ِع والبَ َ ثّلث
حيرم أن تَ ْستَ ْع ِمل هذه النِّ َعم فيها.عاص ُ ّلث َم ٍ وال ُفؤاد ،وثَ َ
• األسئلة:
ائت ِبر ِادف هذه ال َكلِمات ِمن كلِمات سورة تبارك:
سِ - 1
ال ُقلوب:
قَريباً:
مينَع:
21
ثّلث فَوائِد لِ ُكل ِمن:
س -2اكتُب َ
صر: ِ
أ -ن ْع َمة البَ َ
ب -نِ ْع َمة َّ
الس ْمع:
دون يف دفَّتك طُُر َق احملافَظَِة عليه.
س -3املاء ِمن نِ َع ِم اللِ الكبىِّ ،
يام ِة. ِ ِ ِ ِ
ذاب الل يَ ْوَم الق َ
ف ال ُك افار حي يََرْون َع َ س -4صف َم ْوق َ
22
الدرس السادس
سورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()7 تَ فسير َ
لص ِّد عن َسبِ ِيل اللِ تعاىل وتَ ْن ِف ِري
حماولٍَة منهم لِ َّ ِ
رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم باجلنون يف َ
اهتَم املش ِركون َ ِ
رآن الكرميِ ، اضع ِع َّدةٍ ِمن ال ُق ِ
ِ ِ ِ ِ
ومن ذلك ما جاء يف هذه اس عن قَبُول َد ْع َوتهَ ،فرَّد اللُ علي ِهم هذه الف ْريَةَ يف َمو َ
النا ِ
الس َورة ،حيث يقول تعاىل: ُّ
ﭑﭒﭓ
ﱡ ﱺ
ﱹﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ
ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱠ [
القلم.]7 - 1 :
• موضوع اآليات:
ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن اجلنون. الرُّد على املشركي فيما َرَموا بِه النَّ َّ َّ
ِ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم. بيا ُن عظَ ِم ُخلُ ِق النَّ ِّ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن اهلداية ،وما عليه املشركون ِمن َّ
الضّلل. بيا ُن ما عليه النَّ ُّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
َم ْقطُوع. َم ْمنُون
ال مبتَلى بِ ِ
اجلنون. ال َم ْفتُون
ُْ
• الشرح والتفسير:
العَرب، ِ السورة ٍ
حبرف ِمن
ف ال معىن له يف لغة َ حروف اهلجاء ،وهو َح ْر ٌ ( )1ﱡ ﱹ ﱠ :ابتَدأ اللُ هذه ُّ َ
ن ِمن هذه األحرف اليت تَتَكلَّمون هبا ،ومع ذلك مل تَستَ ِطيعوا أن هذا القرآن َمْب ِ ي واملراد بِه :بيان َّ
أن تَأتوا ِبثلِه ،أو بِ ُس َورةٍ منه.
ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ :الواو :واو ال َق َسم ،وال َق َسم هنا بِال َقلَم الذي يُ ْكتَب بِه ،وبِالكتابة اليت
يكتبوهنا هبذا ال َقلَ ِم.
23
القسم ،واملعىن :لست -بِ َسبَب نِ ْع َم ِة اللِ عليك ( )2ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ :هذا جواب َ
ِّك
اجلنون ،الذي َز َع َمه املشركو َن يف حق َ ب ِ الرسالة -كمن ال َع ْقل له بِسبَ ِ هبذا الكتاب وهذه ِّ
َ َ َ
موك به.
َّه َ وات َ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ثَواباً َع ِظيماً ِمن الل دائماً وإن لك يا َّ ( )3ﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠَّ :
طوع.
غري َم ْق ٍ
َ
جبِل عليها ،فقال :ﱡ ﲋ ﲌ ِ ِ ِ
( )4لَ اما سلَّى نَبِيَّه وبَ َّشره بالثَّواب ال ادائم ،أخب عن كرمي طباعه اليت ُ
ٍ ِ
وش ْرعُ
تأدب بهَ ، ب القرآن الذي َّ ﲍ ﲎ ﱠ :أي :إناك على َأدب َرفي ِع ال َق ْد ِر ،وذلك َأد ُ
عائشة رضي الل عنه لَ اما ُسئِلت عن اإلسّلم الذي ْالت زمه وع ِمل به ،كما أخبت بذلك زوجه ِ
ََ َ ِ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم فقالت ":كان ُخلُقه القرآن ". ُخلِق َّ
الر ِ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ،وسريى فسَّتى يا َّ( )6-5ﱡ ﲐ ﲑ ﲓ ﲔ ﱠَ :
ف اجلنون الذي هو ِمن َّ صِ ِ
الشيطان. األح ِّق بَِو ْ
املشركون ،فتَ ْعلَمون َحقي َقةَ َ
يطان املفتون ،علَّل ذلك لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه
الش ِ ( )7لَما عَّرض بِاملشركي بأهنم هم أهل ِ
اجلنون واألوىل بِ َّ ُ َ َ
إن ربَّك أدرى بالذين تاهوا وابتَ َع ُدوا وسلَّم ،فقال :ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝﱠ أيَّ :
ِ سول صلَّى الل عليه وسلَّم ِ
باجلنون. الر َ عن الطَِّريق املوصل إليه ،وهم املشركون الذين َو َ
ص ُفوا َّ
أعرف بِالذين ُدلُّوا على هذا الطَّريق وساروا عليه ،وهم املؤمنون ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠأي :وهو َ
بِه.
• ال َفوائد واالستنباطات:
إقسامه ِبخلوقاته تَ ْنبِيهٌ على ما فيها ِمن َعظَ َم ٍة أو ِعْب َرةٍ أو َمْن َف َع ٍة أو غ ِري
-1ي ْق ِسم الل ِبا يشاء ،ويف ِ
ُ ُ
ذلك.
فاعه عنه بَِرِّد ِّاهتامات املشركي له. ود ِِ -2عناية اللِ سبحانَه بنَبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم ِ ،
َ
مام اخلُلُق الذي ري بِتَ ِ -3تَزكيةُ اللِ سبحانَه لِنَبِيِّه صلَّى الل عليه وسلَّم ،وبيا ُن وصولِه إىل ال َك ِ
مال البَ َش ِّ ُ َ
كان يتَ َخلَّق بِه صلَّى الل عليه وسلَّم.
بكل َش ْي ٍء. ِ احلق ،وال تُثْبِت ِ إن دعوى النا ِ َّ -4
الباط َل عند الل ،فهو العامل ِّ أساس هلا ال تُغَِّري َّ
اس اليت ال َ
• نشاط:
24
ِ ِ ِ يثِري أعداء اإلسّلم ُّ ِ
اإلسّلم وتَ ْش ِريعاته بَِق ْ
صد أحكام ب صلَّى الل عليه وسلَّم َ
وح ْوَل الشبهات َح ْوَل النَّ ِّ ُُ ُ
يك املسلمي يف دينِ ِهم وتَ ْن ِفري النا ِ
اس عنه. تَ ِ
شك ِ
الش ِ
بهات. صم اإلنسا َن ِمن التَّأَثُِّر هبذه ُّ -ناقِش مع جمموعتِك األسباب اليت تَع ِ
ْ َ َ
• األسئلة:
إقسام اللِ بِأَ َح ِد خملوقاتِه ؟
رآن ِمن ِ س -1ما الفائِ َدة اليت يستَ ِفيدها قا ِرئ ال ُق ِ
َْ
ِ
اإلسّلم ؟ حتصيلِ ِه يف
س -2ما مكانَةُ العِْل ِم ووسائِل ِ
ُ َ
تعاىل :ﱡ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ س -3قال
سَّتشداً ِبعلِّ ِمك ،وخلص َم ْوقِ َف ْي ا
يدالن على السرية النَّبويَّة يف مكتبة مدرستِك م ِ
ََ ُ ارجع ألحد كتُب ِّ ِ -
ب صلَّى الل عليه وسلَّم. اخللُ ِق َ
العظيم الذي حتلَّى به النَّ ِّ
25
الدرس السابع
ورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )8إلى اآلية رقم ()16 تَفسير ُس َ
مال إىل ما قالوه فيَ ِميلوا هم الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم أن يَ ْعبُ َد آهلتَ ُهم ،ا
وودوا لو َ طَلَب املش ِركون ِمن َّ
ب ُخلُ ٍق ذَ ِمي ٍم ،فقال كل ِ إىل قَولِه ِ
صاح ِ طاع ِة ِّ
طاعت ِهم يف ذلك ،كما هناه عن َ
جل وعّل عن ِ
َ ودينِه ،فنَهاه اللُ َّ ْ
سبحانه:
ﱡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ
ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ
ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ [ القلم.]16 - 8 :
• موضوع اآليات:
طاع ِة ال ُك افار.
النَّ ْه ُي عن َ
ومن أهلِها. الذ ِميم ِة لِلتَّ ِ
حذير منها ِ ِ
ض األخّلق َّ َ ِ ذ ْكر بَ ْع ِ
• َمعاني ال َكلمات:
معناها الكلمة
َتناوا َور ِغبوا. َوادوا
تَلِي هلم ،وتُوافِ ُقهم. تُ ْد ِهن
ف ،وهو ِصيغَة ُمبالَغَ ٍة ِمن احللِف ،أي :ال َق َسم. َكثِري احللِ ِ َحّلاف
َذلِيل َح ِقري. َم ِهي
ب لِلنااس ،يَ ُذ ُّمهم ويُ ْغتاهبم. العْي ِ
َكثري َ
ِ ِهااز
اس بِنَ ْق ِل األخبار.ميشي بي النا ِ َم اشاء
ِ
اإلفساد. ّلم قاله إنسا ٌن يف ٍ
إنسان آخر على َو ْجه النَّ ِميمة :نَ ْقل َك ٍ نَ ِميم
َ
َغلِيظ ال َق ْلب ،جايف الطَّْبع. عُتُ ال
َد ِع اي يف قَ ْوِمه ،ليس منهم. َزنِيم
عرف به.
جنعل له َو ْمساً يُ َ
َ َسنَ ِس ُمه
األَنْف. اخلرطُوم
26
• الشرح والتفسير:
قول
ﲤ ﱠ ،أي :ال تَ ْقبَل َ ﱡﲢﲣ الضّللإذا بان لك أنَّك أنت املهتَ ِدي ،وهم على َّ ()1
ص ِّدق ما جاءَك ِمن ِّ
احلق. الذي ال يُ َ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم ،فقال :ﱡ ﲦ ﲧ ﲨ الر ِطاعتِهم ،ذَ َكَر َر ْغبَة ال ُك افا ِر ِمن َّ
ولَ اما هناه عن َ ()2
أحباوا لو تُّليِنُ ُهم وتُصانِعُهم يف ِدينِك ،فتَ َّْت َك منه َشيئاً ،وتَ ْقبَل ِمن َتىن املشركون و َ ﲩﱠَّ :
ِدينِهم شيئاً ،فيُصانِعُوك يف ِدينِ ِهم.
نفسه وأهاهنا َّ ِ ِ ِ ِ
ﱡ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ :وال تكن ُمنقاداً ل َمن يُ ْكث ُر ال َق َسم بالباطل ،الذي أذَل َ ()3
الكاذب ِ
الباطل. ف ِ هبذا احللِ ِ
ﱡ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ :وال تُ ِطع َمن َكثُر اغتِيابُه لِلنااس ،فكان أذاه هلم َش ِديداً بِغِيبَتِه ،كما ال ()4
ض.اس لِبَ ْع ٍ
بعض النا ِ
يث ِ تُ ِطع من ا ْشتَ َّد سعيه يف نَ ْق ِل ح ِد ِ
َ َ ُْ َ
احلرص على مالِه الذي ي بخل بِه ،ومينع ِ
احملتاجي منه ،وال َ َْ َ ِ ﱡ ﲵ ﲶ ﱠ :وال تُ ِطع َش ِد َ
يد ()5
يُ ْع ِطيهم ُحقوقَهم.
ب لِما ال حيبُّه الل ِمن ومرتَ ِك ٍ ِ ِ
ومتَجا ِوٍز يف َح ِّق عبادهُ ،
ِ ِ
ﱡ ﲷ ﲸ ﱠ أيُ :متَجا ِوٍز يف ُحدود اللُ ،
الذنوب. ُّ
ّلوًة على ذلك فهو َد ِع يي يظ َّ ِ ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﱠ :وال تُ ِطع ذا الطَّبع الغَلِ ِ
وع َ الشديد يف ُك ْف ِرهَ ، ْ ()6
يق يف قَ ْوٍم هو ليس ِمْن ُهم. لَص ٌ
ِ
يال كثرية يُِريدك أن تُ ِط َيعه ،فّل صاحب تارةٍ وِرْزٍق ِ
وع ٍ
َ
ﱡ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ املعىن :ألجل أنَّه ِ ()7
تُ ِط ْعه.
آيات القرآن، املال والبني ِ صاحب ِ ِ قرأ علىﱡﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ :إذا تُ َ ()8
وخرافاهتم. األولون ِمن قَ ِ نكراً أن يكون ِمن عند الل :-هذا ما كتَبَه َّ قال -مستَه ِزئاً وم ِ
صصهم ُ َ ُ ُْ
ِ ِ
املال امل َك ِّذب بالقرآن بأنَّه سيَ ْج َعل على أَنْفه َع َ
ّلمةً تُ َش ِّوُهه ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ :تَ َوعَّد اللُ ذا َ ()9
وهتِينُه.
• ال َفوائد واالستنباطات:
باحلق أو ُمّليَنَتِهم بِتَ ْرك َش ْي ٍء ِمن ِّ
احلق أو حيذر اللُ نبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن طاعة ِّ
املكذبي ِّ ِّ -1
الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم فأ َُّمتُه َمْن ِهيَّةٌ عنه كذلك. يء ِمن ِ
الباطل ،وما ُهني عنه َّ قبول ش ٍ
َ
27
حتذير للمسلِم ِمن أن يكون فيه َشيءٌ منها،
الصفات القبيحة ٌ طاعة َمن اتَّصف بتلك ِّ يف النَّهي عن َ -2
حبّلف ،وال مناام ،وال عيااب ،وال ُمغتاب ،وال من اٍع للخري. فليس املسلِم ا
احلق.
بول ِّ وعدِم قَ ِ
ب للبُعد عن الل تعاىل َ ِ
الولد َسبَ ٌ
االغَّتار باملال و َ -3
ناسب مع َذنْبِه ،وكذلك َّ
توعد اللُ احلق َّ
فإن الل يُعاقبه ِبا يتَ َ اعَّتض على ِّ أعرض عن الل ،و َ َ َّ
أن َمن -4
عرف هبا َجزاءَ أخّلقِه وأفعالِه. ِ ِ
هذا الكافر بأنَّه َسيُ ْعلم على أنفه َع َ
ّلمةً يُ َ
• نشاط:
فسد النااس ،ويُسبِّب ال َق ِط َيعة بي األقارب. النَّميمةُ مرض اجتِماعي ي ِ
يُ ٌ
ضوء احملا ِور التاالية :املراد بالنَّميمة ،النُّصوص الواردة يف حترميها، ِ ِ
-ناقش مع زمّلئك هذا املوضوع يف َ
آثارها على اجملتمع.
• األسئلة:
س -1ضع الرقم ِ
املناسب من العمود (أ) أمام العمود (ب): َ
العمود (ب) العمود (أ)
) تَلِي هلم وتُوافِ ُقهم. ( ا -عُتُ ال:
يب للنااس وِذ ِّم ِهم. الع ِ ِ
) كثري َ ( ِ -2هااز:
) َد ِع اي يف قَ ْوِمه ليس منهم. ( -3تُ ْد ِهن
) غليظ ال َقلب. ( َ -4م اشاء
) يَن ُقل ال َكّلم على َو ْج ِه اإلفساد. ( -5منيم:
َ -6زنِيم:
َ -7م ِهي:
بصفات َسيِّئَة ،اُذ ُكر ثَّلثاً ِمن هذهس -2هنى النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم يف اآليات عن طاعة من اتَّصف ِ
َ ُّ
الصفات ؟
ِّ
ناسب مع ذَنْبِهَ ،دلِّل على ذلك ِمن اآليات. ِ
أعرض عنه ِبا يَتَ َ
س -3يُعاقب اللُ َمن َ
28
الدرس الثامن
ورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )17إلى اآلية رقم ()24 تَ فسير ُس َ
اجلذاذ و ِ
الزروع ،فكان إذا جاء وقت ِ الصاحلي بُستا ٌن فيه أنواعٌ ِمن الثِّمار و ُّ ِ ِ
احلصاد كان كان لَر ُج ٍل من ا
ِ
فش احوا بذلك ،وأرادوا أن ووِرثَه ُ
أبناؤه الثَّّلثة َ الرجل َاألرض ،فمات هذا َّ ِ لمساكي ما يتَساقَط ويتَناثَر على لَ
الصباح الباكِر قبل أن يَ ْشعُر هبم صرموا نلَ ُهم َوزْر َعهم يف ا أمرهم على أن يَ ْ
ِ
حيرموا املساكي منه ،فأمجعوا َ
ِ
فأحرقَ ْتها ،وهم نائِمون، ِ ِِ ِ
أرسل عليها ناراً َ املساكي ،فعاقَبَهم اللُ تعاىل َجزاء َع َدم ُش ْكرهم ن ْع َمة الل عليهم ،بأن َ
الدرس والذي يليه -يذ ُكر اللُ تعاىل هذه كالصرمي ،وهو اللَّيل املظلِم ،ويف اآليات التاالية -يف هذا َّ
فأصبحت َّ
يامة، ِ صة مبِيَّناً أنَّه قد ي ع ِّجل العقوبة لِ ِ
لعاصي يف ُّ ِ
الدنيا ،كما حصل ألصحاب اجلنَّة ،وقد يُ َؤ ِّخرها إىل يوم الق َ ُ َ َُ الق َّ ُ
أكب ،قال الل تعاىل: ِ
وعذاب اآلخَرة أعظَم و َ ُ
ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ ﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ
ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ
ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ [ القلم.]24 - 17 :
• موضوع اآليات:
ِ
أصحاب اجلنَّة وما عاقَبَ ُهم اللُ به. صةِ ذ ْكر قِ َّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
اهم.
اختَبَ ْرناهم و ْامتَحنا ُ ناهم
بَلَ ْو ُ
البُستان. اجلنَّة
حلَفوا ،وقالوا :واللِ ،أو ما يشبِهها ِمن ِ
ألفاظ ال َق َسم. أقس ُموا
ُ ُ َ َ
لَيَ ْقطَ ُع ان مثرَهتا. ص ِرُمنَّها
لَيَ ْ
أي :أقسموا ومل يقولوا إن شاء الل. وال يَ ْستثنون
كل اتاهٍ. ِ ِ ِ ِ
أحا َط هبا ،كالطاائف يطوف بالكعبة فيُحيط هبا من ا طاف
َ
يل بِ َسو ِاده. ِ َّ النَّبات َِ
احملَّتق الذي يُ ْشبه الل َ الص ِرمي
َّ
بعضهم بعضاً. نادى ُ فتَنادوا
الصباح الباكِر.
َوقْت َّ صبِحي
ُم ْ
ّلم بينَ ُهم وخي ُفونَه. ِ
يُسُّرون ال َك َ يتَخافَتُون
29
• الشرح والتفسير:
ضَرب هلم ِ
أعرض عن َد ْعوة اللَ ، أن هراملغرور ِبالِه وبَنِيه ،وكان ِمن أم ِ
( )1لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل امل َك ِّذب َ
َ
كرها -وهم أصحاب اجلنَّة -لعلَّهم يَتَّعِظون ،فقال :ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ َمثّلً ِبن َك َفر نِ ْع َمةَ اللِ ومل يَ ْش ُ
املكذبِي ِمن ك افار
ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ ،أي :إناا ْامتَ َحناا واختَبَ ْرنا أولئِك ِّ
مثار بُستاهنم ِ
األمن والنِّ َعم ،كما ْامتَ َحناا أهل البُستان الذين َحلفوا أن يَ ْقطَعوا َ
أعطيناهم من ْ ُ قريش ِبا
إذا أصبَحوا.
( )2ﱡ ﱌ ﱍ ﱠ :أقْ َسموا ،ومل يقولوا إن شاء الل.
( )3ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ :فأنزل اللُ باللَّيل على َجنَّتِهم أمراً ِمن أم ِره فأحاط جبنَّتِهم
وأهلَ َكها حي كانوا يف نَ ْوِمهم.
أرض ليس فيها َشيءٌ ،قد حتولَت إىل ٍ ف ِمن ربِّك َّ ِ
فلما َنزَل هبا الطاائ ُ
( )4ﱡ ﱗ ﱘ ﱠ أي :ا
احَّتق ما فيها ،حىت صارت كاللَّيل. َ
فلما أصبَحوا دعا بعضهم بعضاً ( )6-5ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ ا
باح إىل َزْر ِعكم إن كنتم تريدون عزموا عليه ،فقالوا :انطَلِقوا يف َغ ْد َوةِ هذا َّ
الص ِ حمرضي على ما َ ِّ
قَطْع مثا ِركم قبل أن يأتِيكم ال ُفقراء.
يخ إىل
الش ِ
فمضى أبناءُ َّ
( )8-7ﱡﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ يقولَ :
أي ِمسكي، ِ زر ِعهم ،وبعضهم ي ِسُّر إىل ٍ ِ ِ ٍ
بعض ب َق ْول ُمؤَّكد :أن ال تُ ْدخلوا بُ ْستانَكم هذا اليوم ا ُ ُ َْ
لكي ال يأخذوا شيئاً ِمن َغلَّة البُستان.
• ال َفوائد واالستنباطات:
ب َمْن ِع الفقراء ِمن مثار جنَّتهم عاقبَهم الل بزو ِال هذه اجلنَّة ،ويف -1ملا أعرض أصحاب اجلنَّة بِسبَ ِ
َ ا َ
حتذير لِ ُمشركِي َم َّكةَ وغ ِريهم بأهنم إن مل يؤمنوا ويشكروا نِ َع َم اللِ فإنَّه يُصيبُهم ما أصاب
هذا ٌ
أصحاب اجلنَّة.
ألن ذلك يُعِي على ُوقوع ما أن ِمن آداب الوع ِد بِ ِ
أداء األعمال املستَ ْقبَلِيَّة قوله( :إن شاء الل)؛ َّ َّ -2
َْ
ﱡﲊﲋﲌ تُريد ،وقد نبَّه الل نَبِيَّه صلَّى الل عليه وسلَّم إىل أِهيَّة ذلك يف قوله تعاىل:
ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﱠ [الكهف.]24 – 23 :
30
• نشاط:
جيزعون ،فإنَّه يَْبتَلِي ِهم أيضاً بالنِّ َعم لِيَ ْنظُر هلصبون أم َ
ِ ِ
باده بِاملصائب ليَنظُر هل يَ ْ
ِ
كما يَْبتَلي اللُ ع َ
يشكرون أم يَك ُفرون.
ظاهر ِ ِ ِ ِ حتث فيه إخوانَك املسلمي على ُش ْك ِر النِّعمُ ،م ِّ
وم َ بعض ن َعم الل على عبادهَ ، عدداً َ -اُكتب َمقاالً ُّ
ُش ْك ِرهاَ ،
وآثار ذلك.
• األسئلة:
قصة ابتِّلء أهل اجلنَّة:
س -1اُذكر ما يلي عن َّ
صتهم.ّلصة قِ َّ
ُ -خ َ
صة. -ثّلث ِعب ِمن هذه ِ
الق َّ َ
ِ
لمسلم أن يربِط َ
كّلمه بقول( :إن شاء الل) ؟ حيسن ل ُس -2مىت ُ
اشرح قوله تعاىل :ﱡ ﱗ ﱘ ﱠ.
سَ - 3
31
الدرس التاسع
ورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )25إلى اآلية رقم ()33 تَ فسير ُس َ
أصحاب اجلنَّة وما بَيَّتوه َور َمسوه ِمن ُخطٍَّة ،وما صار جلنَّتِهم ،ويف اآليات
ِ السابقة عن
اآليات ا
ُ َّ
حتدثت
التالية بيا ُن عزِمهم على س ِ
وء فِ ْعلِهم ،مث نَ َد ِم ِهم على ذلك حينما رأوا َه َ
ّلك جنَّتِ ِهم ،قال الل تعاىل: ُ ا َ َْ
ﱡﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ
ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜ
ﲪ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ [القلم.]33 - 25 :
ﲦﲨﲩ ﲫ
ﲧ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥ
• موضوع اآليات:
أصحاب اجلنَّة وتوبَتِهم إىل رهبم.
ِ ِ ذ ْكر بِِقيَّة قِ َّ
صة
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الصباح.
ساروا يف َّ
ُ َغ َدوا
قصد جاد. َح ْرد
أخيَ ُرهم.أع َقلُهم و ْ أَْو َسطُهم
تُنَ ِّزهون اللَ وتُ َعظِّمونَه. تُ َسبِّحون
بعضهم بعضاً ويُعاتِبُه.
يَلُوم ُ ّلوُمون
يَتَ َ
دود اللِ.
ُمتَجا ِوِزين ُح َ
ِ
طاغي
• الشرح والتفسير:
طاع ٍة ِ
حال َمن كان ذا قُ ْد َرةٍ واست َباح وحاهلم ُ ( )1ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي :انطَلَقوا يف َّأوِل َّ
الص ِ
ص ٍد يف َمْنع املساكِي ِمن الثَّ َمَرةِ. َوجد وقَ ْ
ِ
( )2ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ وما أن َغدوا إىل اجلنَّة حىت رأوا ما أصاهبا ِمن اآلفَة ،فقالوا على ال َف ْوِر:
يق إىل َجنَّتِنا ومل هنتَ ِد إليها. إنَّنا قد أخطَأنا الطَِّر َ
( )3ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ مث أفاقوا ،وعلِموا أهنا جنَّتُهم قد أُ ِصيبَت ،فقال بعضهم :لَ ْسنا ضالِّي ،وإمنا
ومْن َف َعتِها. ِ
مثرةَ جنَّتنا َ
ِ
قد ُمن ْعنا َ
32
أع َدهلم ِبا ذكرهم أخيَ ُرهم و ْ ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ :فلما وقَعوا يف َشِّر َع َملِهمَّ ، ()4
هّل تُ َعظِّمو َن اللَ ومْنع املساكِي منها ،فقال :ا ِ
كان قد قاله هلم عندما أرادوا قَطْ َع َمثَر جنَّتهم َ
وتُنَ ِّزهونَه.
ِ
خبسنا أن ُف َسناﱡ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ ،فقالوا على ال َف ْور :تَن ِزيهاً لك َربَّنا وتَعظيماً ،إناا ْ ()5
رمان املساكِي.
وأنْ َقصنا ح َّق غ ِرينا ب َّتكِنا االستِثناء ،وبِعزِمنا على ِح ِ
َْ ْ ََ ْ َ
اح ٍد
كل و ِفوس ُهم ،وتَ َو َّجه ُّ ِ
ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ ،وبعد تَ ْسبِيحهمَ ،ر َج َعت إلي ِهم نُ ُ ()6
وعزموا عليه ِمن َمْن ِع املساكِي. ِ
منهم إىل أخيه يُثَِّرب عليه ويُْنكر عليه ما ِهُّوا بهَ ،
ب َذنْبِنا ،إناا صل جلنَّتِنا بِسبَ ِ ِ ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ مث قالوا بتَح ُّس ٍر ونَ ٍ
َ دامة :يا فَج َيعتَنا ِبا َح ََ َ ()7
صْينا ربَّنا.
وع َ تاوْزنا َّ
احلد َ قد َ
ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ أي :ها قد تُْبنا لَ َع َّل َربَّنا يُ ْع ِطينا ُمقابِ َل ما ()8
غريها، ِ ِ ب تَ ْوبَتِنا ،إناا ُمتَ ِّأفضل منها بِسبَ ِ ِ ِ
وجهون إىل َربِّنا نَطْلُبه أن يُبدلَنا جبنَّتنا َ َ فَ َق ْدنا من َجنَّتنا ما هو َ
األمر ِمن غ ِريه.
وال نَطْلُب هذا َ
ذكراً هلم فقال :ﱡﲥ وم ِّ أصحاب اجلنَّة ،عاد اخلطاب إىل ُمشركي َّ
مكة ُم َه ِّدداًُ ،
ِ صةبعد أن ذَكر قِ َّ ()9
أمرنا
ﲦ ﲨ ﲩ ﲪﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ :كما فعل اللُ جبنَّة هؤالء نَ ْف َعل ِبن خالَف َ
أكب وأعظَم ِمن َعذاب ُّ
الدنيا. ِ
قاب اليوم اآلخر َ
ِ
الدنيا ،ولَع ُ ونُعاقِبُه يف ُّ
• ال َفوائد واالستنباطات:
ظ حىت ي َقع عليه العِقاب ،وآنذاك قد ال ين َفعُه االتِّعاظ ،فهؤالء قد َخ ِسروا إن اإلنسا َن ال يتَعِ ا َّ -1
جنَّتَ ُهم.
وقعت هبم املصائب ،وليسوا كالك افار الذين يقنَطون ِ ِ َّ -2
عادة املؤمني برهبم أن يرجعوا إليه إذا َ إن من َ
ِمن ِ
رحة الل.
أن َمن أصابَه ُمصيبَة فإنَّه يدعو اللَ أن يُ َع ِّو َ
ضه خرياً ماا فَ َقد. َّ -3
العبد للِ تعاىل َر ْغبَةً فيما عنده ،وطَ َمعاً يف خ ِريه ،وطَلَباً لِ َع ْف ِوه ،قال تعاىل:
ص ِرفَها ُ ِ َّ -4
أن النِّ يَّةَ ينبَغي أن يَ ْ
ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ.
أكب ،نسأل أن يُعافِينا ِ
عذاب اآلخَرة فهو َ
ُ يل ،اأماِ
عذاب قل ٌ
ٌ عذاب اللِ إمنا هو
ِ أن ما نَراه ِمن
َّ -5
منهما.
33
• نشاط:
أوجب اللُ عليه يف املال ،مثل الزكاة والنَّفقة الو ِاجبة على ِ ِ
يمةٌ حتمل صاحبَها على منع ما َ
ِ ِ
البُ ْخ ُل ص َفةٌ َذم َ
األهل واألقارب.
َ -س ِّجل يف كتابك بعض النُّصوص ِمن القرآن أو ُّ
السنَّة ال ادالَّة على ذَ ِّم البُخل والتَّحذير منه.
• األسئلة:
س -1هل كان أصحاب اجلنَّة على رأ ٍي و ِ
احد ؟
س -2ما معىن ( سبحان َربِّنا ) ؟
س -3ما الطُّ ْغيان ؟
س -4استَ ْنبِط الفائِ َدة ِمن قوله تعاىل :ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ.
34
الدرس العاشر
ورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )34إلى اآلية رقم ()43 تَ فسير ُس َ
السابَِقة عاقِبَة الكافِرين بِنِ َع ِمه ،ذَ َكر يف اآليات التاالِية عاقِبَة املتَّ ِقيُ ،م َقِّرراً
لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا
ِ ع َدم التَّسا ِوي بي املسلِم ا ِ
آخرالشاكر وبي اجمل ِرم الكافر ،ور ااداً على املشركي يف َد ْعواهم أنَّه إن كان هناك يَ ْوٌم َ َ
فإن هلم فيه َحظااً وافِراً ِمن النَّعِيم ،فقال سبحانه:
َّ
ﱡﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ ﳁﳂﳃ
ﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎ ﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚ ﳛ
ﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ ﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯ
• الشرح والتفسير:
وحال من َك َفر نِعمه ،أَتْ ب عه بِ ِذ ْكر ِ
حال القوم املقابِلي هلم ،وهم َمن حال َمن َّ
ََ ََ كذب َ َ ( )1لَ اما ذَ َكر اللُ َ
إن لِ َمن
اجتِناب نَو ِاهيه ،فقال :ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ أيَّ : ِ ِ
أطاعه بإتيان أوامره و ْ
َ
35
فإن له بال ُقرب ِمن َربِّه البَساتِي اليت يَتَ نَ َّعم ويتَ َرفَّه فيها
طاعتِه لهَّ ، جعل لِنَ ْف ِسه حايةً ِمن ِ
عذاب َربِّه بِ َ َ
املرء.
فإن اللَ َسيُك ِرُم ُهم بدخول اجلنَّة ،كذا زعموا ،فبَ َّي ث َّ ( )2لقد كان يف ظَ ِّن ال ُك افار أنَّه إن كان هناك بَ ْع ٌ
جيعل اللُ َمن ِِ
اللُ يف هذه اآلية َخطأ َز ْعمهم ،فقال :ﱡ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ أي :أتظنُّون أن َ
املعاصي وخالَفوا أَْمَر اللِ وهنيَه. بوديَّة ،كالذين اكتسبوا ِ
املآمث ،وركِبوا ِ خضعوا له بالطااعة ،وذلُّوا له بالع ِ
َ ََ ُ َ
( )3ﱡ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ :أن َكر اللُ علي ِهم ُح ْك َم ُهم هذا ،فقال :ماذا أصابَ ُكم حىت تَ ْقضوا هبذا
وتعلوا ال َف ِري َق ْي ُمتَسا ِويَ ْي ؟ ِ
ال َقضاء َ
( )5-4ﱡ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ أي :بل هل لكم أيُّها املشركون بِتَ ْس ِويَتِ ُكم
أن ِمن َح ِّق ُكم أن َتتاروا وتدون فيه َّ بي املسلمي واجملرمي كتاب نَزل ِمن عند الل تَتَذا َكرونَه ِ
ٌ َ
ناسباً لكم ؟ ما تَرونَه م ِ
َْ ُ
نكراً عليهم :هل أقْ َس ْمنا ( )5ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﱠ ،يقول تعاىل م ِ
ُ
ِ ِ ِ ِ
اج َعة ؟لكم قَ َسماً -ينتَ ِهي إىل اليوم الذي يقوم فيه اخل ْل ُق لل -بأن نُعاملَ ُكم ِبا تَ ُأمرون به دون ُمر َ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم هؤالء املشركيَ :من ِمنهم ( )6ﱡ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﱠ أي :اسأل يا َّ
أن هلم ما حيكمون بِه ألنْ ُف ِس ِهم ؟ بأن هلم عند الل َع ْهداً بالِغاً إىل يوم القيامة َّ يل َّ ِ
َكف ٌ
ِ
األصنام ( )7ﱡ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﱠ ،يقول تعاىل :هل هلم َمن يُ َقِّربونَه بِاللِ ِمن
فيجعلونَه نِ اداً لل ،فَ ْليأتُوا بِه إن كانوا َغري ِ
كاذبِي يف َد ْعو ُاهم ؟ َ َ َْ
( )8ﱡ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﳮ ﳯ ﱠ ،يقول :واذ ُكر ذلك اليوم الذي
اسجدوا للِ ،فيَ ْس ُجد املؤمنون ،اأما هؤالء ِ ِ
يُظْ ِهر اللُ سبحانَه ساقَه الكرمية ،ويُنادي ِهم املنادي :أن ُ
السجود يف ُّ
الدنيا ،ويَشرُك ُهم يف ذلك السجود؛ ألهنم ليسوا ِمن أهل ُّ يقدرون على ُّ الك افار فإهنم ال ِ
الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم عنهم ،فقال ((:ي ْك ِشف َربُّنا عن ساقِه، األم ِر املنافقون كما أخب َّ
فيذهب لِيَ ْس ُجد ،فيعود
ومسعةًَ ،الدنيا ِرياءً َ
يسجد يف ُّ
ومؤمنَة ،ويبقى َمن كان ُ
فيسجد له ُك ُّل م ْؤِم ٍن ِ ٍ
ُ ُ َْ ُ
احداً )) (رواه البخاري). ظَهره طَبقاً و ِ
َُ َ
السجود ،وهم يف حال يامة إىل ُّ ِ
يوم الق َ
( )9ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي :يُدعى هؤالء الك افار َ
ضوع ،قد َغ ِشيَْت ُهم َمهانَة.
وخ ٍ ِ ٍ
استكانَة ُ
36
الدنيا ِمن هؤالء الك افار أن يقوموا ﱡ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱠ :وقد كان يُطلَب يف ُّ
الصّلة لل ،لكنَّهم كانوا ال يستَ ِجيبون لذلك ،فعاقَبهم اللُ هبذا ،وأهاهنم يف هذا اليوم الذي ِ
بأداء َّ
ِ ِ ِ
درهتم هم على ذلك. وع َدم قُ َيرون فيه ُسهولَة انقياد املؤمني ألَ ْم ِر اللَ ،
• ال َفوائد واالستنباطات:
حبسب َع َملِه.َ هُيب -1ال يستَ ِوي عند اللِ تعاىل املسلِم والكافِر ،ف ُك ُّل له ح ُّقه ونَ ِ
ص َ
دخول اجلنَّة
باطلَة ،ويظنُّون أهنم على َحق ،وهم ليسوا كذلك ،ويَتَ َمنَّون َ -2الك ُفار أصحاب دعاوى ِ
َُ
أّن هلم ذلك. بِّل َع َم ٍل ،و َّ
س العمل ،والكرامة على حسب ما قَ َّدمه املرء ِمن عم ٍل ،فمن كان ِ ِ ِ
ساجداً لل َ ُ ََ َ -3اجلزاء من جْن ِ َ َ
السجود ِمن املنافِ ِقي وال ُك افار فإنَّه
أهل ُّ ومن مل ي ُكن ِمن ِ يامةَ ،
ِ ِ طَْوعاً يف ُّ
الدنيا يَ ْس ُجد لل يوم الق َ
جود للِ.
الس َ
يع ُّ ِ
ال يستَط ُ
• نشاط:
املشروحة ،وكذلك ال يستَ ِوي يامة ،كما ُّ
تدل عليه اآليات ِ ِ ِ
َ ال يستَوي املؤم ُن والكاف ُر يف اجلزاء يوم الق َ
السيِّئات.
الصاحلات والذي يعمل َّ يعمل ا الذي َ
-اقرأ سورة اجلاثِية ،واستَ ْخ ِرج منها اآلية ال ادالَّة على هذا املعىن.
• األسئلة:
سَ -1دلِّل ِمن اآليات على ما يلي:
الع َمل.
س َ أ -اجلزاء ِمن ِجْن ِ
دخول اجلنَّة بّل َع َمل.
يتمىن الك افار ََّ ب-
املؤمن والكافر.ج -ال يستوي عند الل ِ
س -2ضع الرقم من العمود (أ) أمام اجلملة ِ
املناسبة من العمود (ب): َ
العمود (ب): العمود (أ):
ومواثِيق.) عُهود َ ( -1تَ ْرَه ُق ُهم:
) ذَلِيلَة َك ِس َرية. ( َ -2ز ِعيم:
) َك ِفيل ِ
وضامن. ( -3أميان:
َتشاهم وتَ ْعلوهم. ) ( ِ -4
خاشعة:
ُ
-5سالِ ُمون:
37
صلِّي ِرياءً َ
ومسعةً ؟ صلِّي أو يُ َ
الدنيا وال يُ َ دعى لِ َّ
لصّلةِ يف ُّ الق ِ
يامة ل َمن يُ َ
ِ س -3ما العقوبَة اليت أ َّ
ُعدت يوم َ
38
شر
الدرس الحادي ع َ
ورة
ورة ال َقلَم من اآلية رقم ( )44إلى آخر الس َ تَفسير ُس َ
ب صلَّى ِ صدود والتَّ ِ
واجه املشركون دعوة النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم بِالُّ ِ
الو ْحي ،فتَأذَّى النَّ ُّ
أنزل عليه من َ كذيب ِبا َ َ ْ َ ِّ َ
الصب والتَّ َح ُّمل ،وأن ال يُ ْشغِلفأمره اللُ تعاىل أن يُقابِل ذلك كلاه بِ َّ
ص ْد ُرهَ ،
وضاق َ
َ الل عليه وسلَّم ِمن ذلك،
وىل َجزاءَ ُهم ،ويف هذا املعىن يقول تعاىل: قَ ْلبَه هبم؛ بل يَ ِكل أمرُهم إىل اللِ تعاىل ،فهو الذي يَتَ َّ
َ
ﱛﱝﱞﱟﱠﱡﱢ
ﱒﱔﱕﱖ ﱗﱘﱙﱚ ﱜ
ﱓ ﱡﱎﱏﱐﱑ
ﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ
ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ
ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ [ القلم.]52 - 44 :
• موضوع اآليات:
وجل لِلكافِرين.
عز َّ استِدر ِاج اللِ َّ
بَيان ْ
عوةِ إىل اللِ تعاىل. شاق َّ
الد َ
الصب وحتمل م ِ
ا َ األمر بِ َّ
يد لِ َّلر ِ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم. الش ِد ِ
ض ِهم َّ بيان حس ِد ال ُك افار وب ْغ ِ
ُ َ ََ
أن القرآ َن الكرمي ِذ ْكٌر لِلعالَ ِمي. بيان َّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
نُ ْم ِهل هلم ونَأْخ ُذهم على َغ ْفلَ ٍة. نَ ْستَ ْد ِر ُجهم
أُْم ِهلُ ُهم وأَُؤ ِّخ ُرهم. وأُْملِي هلم
ي َش ِدي ٌد.َم ْك ِري قَ ِو ي يدي َمتِي َك ِ
ب َد ْع َوتِك.أخ ُذها منهم بِسبَ ِ ٍ ِ
َ غرامات ماليَّة تَ ُ َم ْغَرم
َم ْغ ُموم. َم ْكظُوم
ت وغ ِريه. أرض خالِي ٍة ِمن النَّبا ِ
أُلْق َي ب ٍ َ
ِ العر ِاء
نُبِ َذ بِ َ
ّلم عليه.
أتى ِبا يُ َذ ام ويُ ُ َم ْذ ُموم
اختاره واصطفاه. اجتباه
احلس ِد. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يُصيبونَك بعُيوهنم من ش َّدة َ لَيُ ْزلُِقونَك بِأْبصا ِرِهم
39
• الشرح والتفسير:
املكذبي، ﱡ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ :يتَوعَّد اللُ تعاىل ِّ ()1
آتيناهم ،مث يصدق بالقرآن ،فإنَّنا َسنُ ْم ِهلُ ُهم ونََّتُك ُهم يغتَ ُّرون ِبا ُ ومن ال ِّ حممد َ فيقول :اتركن يا َّ
ونأخ ُذهم ِمن ِج َه ٍة ال يشعرون هبا ،وال يدرون شيئاً عنها. َسنُعاقبهم ُ
ِ
هؤالء ال ُك افا ِر يف آجاهلم وأ َُؤ ِّخر ِعقاهبم فّل ﱛ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ،يقول تعاىل :وأُم ِهل ِ ﱡﱚ ﱜ ()2
ْ
ي َش ِدي ٌد. وم ْك ِري بِ ِّ
املكذبي قَ ِو ي ألن حيلَيت َ
ُعاجلُهم بِ ُذنوهبم؛ َّ ِ أ ِ
40
جمنون ،ما هذا ال ُقرآن اإال بقول ٍ أن هذا الذي يقوله ما هو ِ فرد اللُ عليهم َّ
( )9ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ َّ
اجلن واإلنس ،والل أعلم. َم ْو ِعظَةً لِْل ُم َكلَّ ِفي ِمن ِّ
• ال َفوائد واالستنباطات:
اغي ،مث يأخ ُذهم أَ ْخ َذ َع ِزي ٍز ُم ْقتَ ِد ٍر.
املكذبي الطا ِ
إن اللَ مي ِهل وال يُ ْه ِمل ،ويَ ْستَ ْد ِرج ِّ َّ -1
ألجل َد ْعوهتم إىل اإلصّلح ،لذا يَتَ َقبَّلُ ُهم النااس، اس ماالً ِ -2األنبياءُ وأتباعُهم ال يطلبون ِمن النا ِ
ويأنَ ُسون هبم.
بالع ِظيمة اليت َمن ُح ِرَمها ُح ِرَم خرياًكثرياً؛ بل قد يَ ْف ِقد كثرياً ِمن احلسنات بِسبَ ِ َّ ِ
َ َ الص ْب من األخّلق َ َ -3
ِ الص َفة ،فاجلز ِ فَ ْق ِده هلذه ِّ
صلَةٌصِب كان جا ِزعاً ساخطاً على َربِّه ،وتلك َخ ْ ومن مل يَ ْ
الصبَ ،
يض َّ ع نَق ُ َ
يمةٌ. ِ
ذَم َ
• نشاط:
ب جناةِ يونس دون خّلصة ِ ِ صةَ يونس عليه السّلم يف ِ ِ ِ
صة ُمبيِّناً سبَ َ
الق َّ أحد ُكتُب التَّفسري ،مث ِّ ُ َ
َ ا راجع ق َّ ُ
الصافات آية ( )144 -143يف الفراغ التايل: عليه َّ ِ
السّلم من بَطْن احلوت كما يف سورة ا
• األسئلة:
س -1ما ُمرادف ال َكلِمات التاالية؟
مرادفها الكلمة
ال َكبَد
اإلمهال
ْ
َد ْع ِن
س -2ما الذي فَ ِه ْمتَه ِمن هذا اجلزء ِمن اآلية :ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ ؟
صتِه. ّلصة قِ َّ ِ ِ
سَ -3من صاحب احلوت ؟ ،مع ذكر ُخ َ
اآلخر -وهو ِ ظ سورةِ ال َقلَم ِ ِ س -4قا ِرن بي زميلي لك أحدِها -وهو َّ
فحفظَها ،ومل يستَطع َ
َ حممد َّ -قرر ح ْف َ َ
زيد ِ -ح ْفظَها ،وفق اجلدول التاايل:
املقارنة بينهما:
َج ْد َو ُل َ
زيد محمد الصفات التي يتَحلى بها
1 1
2 2
41
3 3
صل عليها ِ
يجة اليت َح َ
النَّت َ
42
شر
الدرس الثاني َع َ
سورة الحاقة من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()12 تَ فسير َ
ِ
عذاب اللِ تعاىل إن
وحده ال َشريك له ،ويُْنذ ُرهم َ عبادةِ اللِ َ يأمرهم بِ َ
ٍ
أرسل اللُ تعاىل إىل ُك ِّل َّأمة رسوالً منهمُ ،
َ
كذبت رسلَها ،وَك َفرت باللِ تعاىل ،فأنزَل الل على ِ ِ
بعضها العُقوبَةَ يف َ ُ َ هم َك َفروا به ،ولكن كثرياً من هذه األَُم ِم َّ ُ ُ
السابَِقة ،لِلعِظَة واالعتِبار ،يقول الل ِ ِ ِ
العذاب الذي َح َّل ببَ ْعض األَُمم ا الدنيا ،ويف اآليات التاالية بَيان ِ
بعض أنو ِاع َ ُّ
تعاىل:
ﭑﭒﭓ
ﱡﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪ ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴ
ﳀﳂﳃﳄ ﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋ
ﳁ ﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﲿ
ﳌﳍﳎﳏﳐ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐ
ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ [احلاقَّة.]12 - 1 :
• موضوع اآليات:
بعض أنو ِاع الع ِ
ذاب الذي َح َّل بِاألَُم ِم امل َك ِّذبَة. بَيان ِ
َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
قوعها ُمسِّيت بذلك. الشيء :إذا وقَع ،فهي لِتَح ُّق ِق و ِ ِ احلاقَّة
َ ُ من َح َّق َّ ْ ُ َ
يامة. ِ ٍ ِ اليت تَ ْقرع ال ُق ِ ِ القا ِر َعة
لوب بوقوعها وِبا فيها من أهوال ،وهي الق َ َ َ
املعروف عند النااس. جاوَزت َّ
احلد الطا ِ
َ اليت َ اغيَة
ودةِ.
الب َ
يدة َّ ِ
الص ْوت و ُ َش ِد َ صرص ْر ََ
صيَة اليت ال يَ ْق ِدر عليها أَ َح ٌد. ال َق ِويَّة ال مستَ ع ِ
ُْ ْ عاتِيَة
استِْئصاهلم.
ُمتَتابِ َعة يف ْ ُح ُسوماً
ُجذوعُ النَّ ْخ ِل اليت رأس هلا. جاز َنْ ٍل
أع ُ ْ
بالِية ال َش ْيءَ فِيها. خا ِويَة
ِ ال مْن َقلِباتِ ،من اإلفْك وهو :قَ ْلب َّ ِ ال ُم ْؤتَِفكات
ب إفْكاً؛ ألنَّه قَ ْل ٌ
ب الشيء ،ومنه ُمسِّ َي ال َكذ ُ ُ ُ
لِْل ِ
حقي َق ِة.
43
زائِ َدة على غ ِريها. رابِيَة
جاوز َّ
احلد املعتاد. َ طَغى
الس ِفينَة.
اليت ت ِري ،وهي َّ اجلا ِريَة
تَ ْعلَ َمها وحت َفظَها. تَعِيَها
• الشرح والتفسير:
الو ِعيد. ِ ِ
يامة الواق َعة َح اقاً اليت يتَ َح َّقق فيها َ
الو ْع ُد و َ ﱡ ﲟ ﱠ هي الق َ ()1
يامة الواقِ َعة َح اقاً ؟ ِ ِ
ﱡ ﲡ ﲢ ﱠ ما ص َفة هذه الق َ ()2
يامة وما فيها ِمن أهو ٍال ؟ ِ ِ ٍ
أعلمك َو َعَّرفَك َحقي َقة الق َ أي َش ْيء َ ﱡﲤﲥﲦﲧﱠ و ا ()3
يامة اليت تُ ْف ِزع ِِ ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ َّ
وهم قَ ْوُم هود بالق َ
كذبت مثود وهم قَ ْوُم صاحل ،وعاد ُ ()4
لوب بِأهواهلا.ال ُق َ
الصيحة ِ ِ
جاوَزت أَ َش اد ما يمة اليت َ فأما مثود فَأُميتوا وأُفْ نُوا بِ َّ ْ َ َ
العظ َ ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ :ا ()5
الصيحات. يَع ِرفون ِمن َّ
ِ ودةِ َش ِديد ٍ ِِ ِ
اهلبوب. ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ و اأما عاد فَأُميتوا وأُبِيدوا هبواء َشديد ُ
الب َ ()6
الشديد ،فسلَّطَها على ٍ
عاد سهل اللُ هلا هذا اهلبوب َّ ﱡﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ َّ ()7
َ
يال ومثانِيَةَ أيااٍم ُمتَتابِ َعة ال تَ ْفَّت وال تَ ْن َق ِطع حىت أَفْ نَْت ُهم كلاهم.
سبع لَ ٍ
َْ َ
ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﱠ فَّتى عاداً يف تلك اللَّيايل واألياام موتى كأهنم أُ ُ
صول
اف.َنْ ٍل خ ِربة متآكِلَة األجو ِ
َ َ َُ
س باقِيَة دون َهّلك ؟ ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ فهل ترى هلؤالء القوم ِمن نَ ْف ٍ ()8
ومن َسبَقه ِمن األَُمم اليت ِ ِ
ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱠ وجاء الطااغيَة ف ْر َعونَ ، ()9
بَك َفرت بِر ُسلِها ،وأهل قُرى قَ ْوم لوط الذين ان َقلَبَت هبم ِديارُهم ،وأمطَر اللُ علي ِهم احلجارةَ بِسبَ ِ
َ َ ُ َ ُ
الشرِك وال َفو ِ ِ ِ
احش. فعّلهتم املن َكَرةِ من ال ُك ْف ِر و ِّ ْ
سول رهبم الذي أرسلَه إليهم، كل أَُّم ٍة منهم َر َ صت ُّ فع َﱡﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱠ َ ()10
فأهلَ َك ُهم اللُ إهّلكاً بالِغاً يف ِّ
الش َّدةِ. ْ
44
حده ،حىت عّل وارتَ َفع فوق كل ٍ
شيء، جاوز املاءُ َّ
ِّ ( )11ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ إناا لَ اما َ
الس ِفينَة اليت تري يف املاء. حَلنا أُصولَ ُكم (أي :آباءَكم ال ُق َدماء) مع ٍ
نوح يف َّ
حادثَة جناةِ املؤمني وإغر ِاق الكافِرين ِعب رًة ِ
وعظَةً، ( )12ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ لنجعل ِ
َْ
ِ ِ وحت َفظَها ُّ ٍ ِ
كل أُذُن من شأهنا أن حت َفظ ،وتَ ْعقل عن الل ما َ
مسعت.
• ال َفوائد واالستنباطات:
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
العذاب. فيأخذ ُك ال امرئ َح َّقه من النَّعيم أو َ
يامة ،وكونُه يوم ُحتَ ُّق فيه احلقائقُ ،
-1ثُبوت يَوم الق َ
كذبت هذه األقوام بأنبِيائِها ،ومل يُؤمنوا ِبا جاءوا بِه ِمن ِّ أن ال ُك ْفر يف النااس قَ ِدمي ،لذا َّ
احلق. َ َّ -2
العاصي. املعاصي سبب يف انتِقام اللِ ِمن ِ
هؤالء ال َك َفرةِ و ِ أن ال ُك ْفر و ِ َّ -3
َ ََ ٌ
حادث الطُّوفان الذي حصل أن يف مع ِرفَة التااريخ ِعب رة فيما حصل للقوِام السابقي ،كالعِب رة يف ِ
َْ ا َ َ َْ ْ َ َّ -4
السّلم.
وح عليه َّ لَِق ْوم نُ ٍ
• نشاط:
آثار َسيِّئَة على العُصاة أفراداً ومجاعات. ِ
لذنوب واملعاصي ٌ لِ ُّ
ِ ِ -بِ ُّ
الرجوع إىل َمصادر التَّعلُّم املختَلفة َد ِّون هنا َ
بعض تلك اآلثار.
• األسئلة:
س :1امل اجلدول التاايل ِبا يُناسبه:
العذاب
َسبَب َ ذاب اهلل لَهم
َع ُ نَبيهم القوم
عاد
مثود
فِرعون وقَومه
قُرى قَ ْوِم لوط
وبي الفائِ َدة ِمن تِكرار َكلِ َمة (( احلاقَّة )) يف َمطْلَ ِع
ِبعلِّ ِمك ِّ - ِ ارجع ألح ِد ُكتُ ِ ِ
ب التَّفسري ُ -م ْستَ ْرشداً َ َ
س ِ :2
الس َورةِ ثَ َ
ّلث َمارات. ُّ
45
الدرس الثالث َعشر
ورة الحاقة من اآلية رقم ( )13إلى اآلية رقم ()18 تَ فسير ُس َ
أعمال العِ ِ
باد على الل تعاىل واليت ال خيفى منها عرض ُ ِ ِ ِ ِ
يامة هو يوم اجلزاء واحلساب على األعمال ،وفيه تُ َ
يَ ْوُم الق َ
السماء حيدث لِ ِ
لرض و َّ احلقي َقة مع ب ِ ٍ
شيء عليه سبحانه ،ويف اآليات التاالية يذكر الل تعاىل هذه ِ
يان َش ْيء ماا ُ َ ُ
القيامة ،فيقول سبحانه:
يوم َ
ﱡﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ
ﱸﱺﱻﱼﱽﱾﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅ
ﱹ ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ
ﲆ ﲇ ﱠ [احلاقَّة.]18 - 13 :
• موضوع اآليات:
يامة. ِ ِ ِ ٍِ ِ
ذ ْك ُر َشيء من أهوال يَ ْوم الق َ
باد على اللِ تعاىل لِ ِ
لحساب. ض العِ ِ
بَيان َع ْر ِ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
يم َكال َق ْرِن. ب ٌ ِ
وق َعظ ٌ ُ الصور
ُّ
بعضها بِبَ ٍ
عض. ب ُ ض ِر َ
ُ ُد َّكتا
ضعِي َفة.
َ و ِاهيَة
َجوانِبُها وأطرافُها. أرجائِها
• الشرح والتفسير:
فخة ِ
( )1ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ فإذا نَ َفخ امللَك (إسرافيل) يف ال َق ْرن نَ ْف َخةً واحد ًة ،وهي النَّ َ
ندها َهّلك العامل. األوىل اليت يكون ِع َ
بعضها
ب ُ وض ِر َ
ِِ
األرض واجلبال عن أماكنها ُ ُ ورفِ َعت
( )2ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ ُ
عض فَ ُك ِسرتا ودقَّتا دقَّةً و ِ
اح َدة. بِبَ ٍ
َ ُ َ
اجلبال تقوم
األرض و ُ
ُ الصوِر وتُ َد ُّك
( )3ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ ففي ذلك احلي الذي يُن َفخ فيه يف ُّ
يامة. ِ
الق َ
46
َتاسك فيها وال السماء ،فهي يومئِذ ِ
ضعي َفة ال ُ َ َتزقَت َّ
( )4ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ و َّ
صّلبَة.َ
ﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ واملّلئِ َكة على جوانِبها وأطرافِهاِ ،
وحيمل ﱹ ( )5ﱡ ﱶ ﱷ
َ
يامة مثانِية ِمن املّلئِكة العِظام. ِ
يوم الق َعرش ربِّك فوقَهم ََ
ضون على اللِ - عر ُ
السماء تُ َ ( )6ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﱠ يف ذلك اليوم الذي تَ ْن َش ُّق فيه َّ
ساب واجلزاء ،ال خيفى عليه َش ْيءٌ ِمن أسرا ِركم. لح ِ أيُّها النااس -لِ ِ
• ال َفوائد واالستنباطات:
اهندم بُْنيانُه ،ويف ذلك إيذا ٌن ِ ِ ِ -1هذا ال َكو ُن ِ
ظامه ،و َ
يب ،فإذا انتَهى َوقْ تُه انتَ َقض ن ُظام وتَرت ٌ
العجيب له ن ٌ ْ َ
ﱜﱞﱟﱠ ﱝ بانتِهاء هذا العامل الذي قال الل عنه يف سورة امللك :ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ
ﱡﱢﱣ ﱤﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱠ
ِ ِ احلدث َّ ِ
لمجهول ،وقد جاء كذلك يف قوله تعاىل :ﱡ
فإن الف ْعل يأت َمْبنيااً ل َ إذا كان االهتِمام بِبَيان َ -2
ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱠ ،وقوله:ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ ،وقوله:ﱡ ﱨ ﱠ.
يقوم بِه غريُهم ،وقد ذكر ِمن ِ
كل َع َم ٍل له َمّلئ َكة يقومون به ال ُ
ٍ
ألعمال كثرية ،و ُّ لق اللُ املّلئكةَ
َخ َ -3
ب سبحانَه. الصور ،وحل َع ْر ِش َّ
الر ِّ أعماهلم هنا :النَّفخ يف ُّ
• نشاط:
املشروحة يف هذا َّ
الدرس. َ
ِ
اآليات ض ْوِء
يامة يف َ
ِ ِ
بعض أحداث يوم الق َ
صف َ
ِ
• األسئلة:
فيدةٍ: ضع ال َكلِمات التاالية يف ٍ
مجل ُم َ سَ - 1
َد َّكة
و ِاهية
األرجاء
ومن الذي ين َف ُخه ؟ س -2ماذا حيدث لِلعامل عند النَّفخ يف ُّ
الصور؟ َ
عدد ثّلثَةً ِمن أهوال يوم القيامة.
سِّ -3
أ............... -
ب................. -
ج................. -
47
يدي اللِ ُمستَ ِداالً بِآيٍَة ِمن هذا َّ
الدرس. ِ ِ ِِ ِ
س -4اكتُب تَ ْوجيهاً لَزميلك من َسطْرين تُ َذ ِّكره ب ُ
الوقوف بي َ
48
الدرس الرابع عشر
سورة الحاقة من اآلية رقم ( )19إلى اآلية رقم ()24 تَ فسير َ
األعمال الص ِ
احلة ِ فأصحاب األعمال اليت َع ِملَها اإلنسان يف ُّ
الدنيا صاحلةً أم َسيِّئَةً، ِ مثرةُ ِ
ا ُ يامة تظْ َهر َ
يف يوم الق َ
صحائِف أعماهلمالسيِّئَة َ
ِ
األعمال َّ أصحاب
ُ يأخذ
ف أعماهلم بأمياهنم؛ تَكرمياً هلم ،بينَما ُ
ِ
صحائ َ يأخذون َُ
أع َّد هلم ِمن النَّعِيم ،قال تعاىل :ﱡ ِ ِ
ألصحاب اليَمي ،وما َ بِ َشمائِلِهم ،ويف اآليات التاالية :بَيان تَ ِ
كرمي اللِ سبحانَه
ﲈﲉﲊ ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ
ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ [احلاقَّة.]24 - 19 :
• موضوع اآليات:
أع َّد اللُ هلم ِمن النَّعِيم. ِ ِ
أصحاب اليَمي وما َ بيا ُن ِ
حال َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ص ِحي َفة أعمالِه اليت َع ِملَها يف ُّ
الدنيا. َ كِتابَه
وخذوا.
تَعالوا وانظُروا ُ هاؤم
ُ
ث ماا ال خي َفى ُوقُوعُه. أيْ َقْنت ،والظَّ ُّن يأت ِبعىن اليَ ِقي إذا كان َ
احلد ُ ظَنَ ْنت
مثارها اليت تُ ْقطَف.
ُ قُطوفُها
قَ ِريبَة. دانِيَة
األيام ِ
املاضيَة. ا األياام اخلالِيَة
• الشرح والتفسير:
ص ِحي َفة أعمالِه بِيَ ِده اليُمىن ِ
فأما َمن أُعط َي َ
( )1ﱡ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ ا
ص ِحي َفة أعمايل اليت َسَّرين ما فيها.وسروراًُ :خذوا اقْرؤوا َ
ِ
تَكرمياً له ،فيقول ابتهاجاً ُ
يامة فأَ ْع َد ْدت له ِ ِ
الدنيا بأين َسأَلْقى َجزائي يوم الق َ( )2ﱡ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ إين أَيْ َقْنت يف ُّ
ِ
العُ َّد َة من اإلميان و َ
الع َمل الصاحل.
( )3ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ فهذا املؤمن يف حياةٍ هنِيئَ ٍة تُ ِ
رضيه، َ
حال :قِياماً وقُعوداً كل ٍ مثاره قَ ِريبَةٌ ِمن املؤمني يَتَناولوهنا يف ِّ
ٍ ِ
وذلك يف بُستان ُم ْرتَفع املكانُ ،
اض ِطجاعاً.و ْ
49
( )4ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ يُقال هلمُ :كلوا أكّلً واشربوا ُشرباً بَعِيداً عن ِّ
كل
الدنيا ِ
املاضيَة. الصاحلة يف أياام ُّ ِ كل مكروهٍ ،بِسبب ما َّ ِ ِِ ِ
قد ْمتُم من األعمال ا ََ أذى سالمي من ِّ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
الصاحلات َجزاءَه األوىف ِمن اللِ سبحانَه، ِ ِ -1اجلزاءُ ِمن ِجْن ِ
يعمل ا الع َمل ،فقد لَق َي املؤمن الذي َ س َ
ٍ
بأوصاف كثرية يف القرآن. ِ
ص َفها اللُ
وذلك اجلزاء اجلنَّة العالية اليت َو َ
صاحب العم ِل احلس ِن ال خيشى أن يطَّلِع النااس على عملِه ،لذا ي ْفرح ِ
املؤمن ِبا ِعْن َده ،ويَطْلُب إن ِ َّ -2
ََ ََ ُ َ َ ََ
ِمن غ ِريه أن يقرأ ما يف كِتابِه ،فّل َش ْيءَ فيه خيشى أن يطَّلِع عليه النااس.
• نشاط:
أي ُس َورةٍ ذُكَِر ذلك ؟ وما هذا اجلزاء ؟ ِ ِ
املتوسط َجزاء أصحاب اليَمي ،ففي ا
األول ِّ ف َّ الص ِّ
َ مَّر بك يف َّ
دون ذلك يف ال َفراغ التاايل:
ِّ
• األسئلة:
س -1ما معىن ال َكلِمات التالية:
هاؤم
ُ
ال ُقطُوف
األياام اخلالِيَة
50
شر
الدرس الخامس َع َ
ورة الحاقة من اآلية رقم ( )25إلى اآلية رقم ()37
تَفسير ُس َ
الشمال ،وما ِ
أصحاب ِّ حال أصحاب الي ِمي ،ويف هذه اآليات بيان ِ
حال السابِقة َ
َ َّبي اللُ تعاىل يف اآليات ا
يَنالونَه ِمن العِقاب ،قال الل تعاىل:
ﱡﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ ﳃ
ﳄﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚ
ﳅ
ﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ ﳧﳨﳩﳪﳫﳬﱁﱂﱃﱄﱅ
ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ [احلاقَّة.]38 - 25 :
• موضوع اآليات:
مال وعُقوبَتِ ِهم.
الش ِ ِ
أصحاب ِّ بيا ُن ِ
حال َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
علي وتنهي حيات. ِ
اليت تقضي ا القاضيَة
اجعلوا يديه مربوطتي مع عنقه. غُلُّوه
أدخلوه. صلُّوه
َ
طوهلا بالذراع. َذ ْرعُها
أدخلوه فيها وقيدوه هبا. فاسلُ ُكوه
ْ
ث.
َحيُ ا ضيَ ُح ا
قَ ِريب حيم َِ
روح ِهم ِمن ص ِد ٍ
يد. أهل الناار وما خيرج ِمن ج ِ
غُسالَة ِ ِغ ْسلِي
َ ُ ُ
أصحاب اخلطايا و ُّ
الذنوب. ِ
اخلاطئون
• الشرح والتفسير:
( )1ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ وأما من أُعطي ص ِحي َفة أعمالِه ِ
بيده َ َ ا َ
ص ِحي َفةَ أعمايل. الشمال (أي :اليسرى) ،فيقول ِ
ط َحسراً :يا ليتَن مل أ ُْع َ
نادماً ُمتَ ِّ ُ ِّ
( )2ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ يقول :ومل أعلَم ما َجزائِي.
ِ
بعدها. ألم ِري ،ومل أ َ
ُبعث َ الدنيا كانت القاط َعة ْ ( )3ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ يا ليت املوتَة اليت متُّها يف ُّ
51
الدنيا ،وقد َذ َهبَت عن ( )4ﱡ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ نَ َفعن مايل الذي مجَ ْعتُه يف ُّ
أستَنِد إليه ِمن قُ َّوةٍ وال ُح َّج ٍة أحتَ اج هبا.
وح َّجيت ،ومل يَ ْعد يل ما ْ
قُ َّوت ُ
( )5ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ يُقال خلزنة َجهنَّمُ :خذوا هذا اجمل ِرَم فامجَعُوا يَ َديْه إىل عُنُِقه
اجلحيم لِي ِ
قاسي َحَّرها. دخلوه ِ األغّلل ،مث أَ ِ
ِ بِ
َ ُ
يد طوهلا َسْبعون ِذراعاً ( )6ﱡ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ مث يف ِس ْل ِسلَ ٍة ِمن ح ِد ٍ
َ
ِ
فأدخلوه فيها.
ِ
ص ِّدق َّ
بأن اللَ العذاب؛ ألنَّه كان ال يُ َ أن اللَ َع َّذبَه هبذا َ ( )7ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أيَّ :
وحده ال َش ِريك له.
احلق َالعظَ َمة هو اإلله ُّ ِ
ذي َ
احلاجة ِمن املساكِي ِ
الدنيا على إطعام أهل َ اس يف ُّ حيث النا َ
( )8ﱡ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﱠ وال ُّ
وغ ِريهم.
ِ ِ
ذاب.
الع َ يب يَ ْدفَع عنه َ يامة قَ ِر ٌ ( )9ﱡ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﱠ فليس هلذا الكافر يوم الق َ
يد أهلِها.
( )10ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ وليس له طَعام يف الناار اإال ِمن ص ِد ِ
َ ٌ
املصُّرون على ال ُك ْف ِر باللِ.
( )11ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي :هذا الغِسلي ال يأ ُكلُه اإال املذنِبون ِ
ُ َ ْ
• ال َفوائد واالستنباطات:
س َع َملِهم. س َع َملِ ِهم ،كان ال ُك افار كذلك جيازون ِمن ِجْن ِ املؤمني ِمن ِجْن ِ
-1لَما كان جزاء ِ
َ ا
يامة. ِ ِ َّ -2
السلطا َن ال تُغن عن اإلنسان شيئاً يَ ْوَم الق َ اجلاه و ُّ
األوالد و َ
إن األمو َال و َ
فإن اللَ جي ِزيه على َع َملِ ِه َخ ْرياً.
أطع َم املساكِي َورعى ُشؤوهنم َّ
َ -3من َ
• نشاط:
الش ِ
مال. ِ
أصحاب ِّ تأملك يف اآليات املشروحة ،اُذكر بعض ِخ ِ
صال ِ من ِخّلل ُّ
َ َ
• األسئلة:
س -1اكتُب َمعاين الكلمات التاالية:
ِ
القاضية
غُلُّوه
صلُّوه
َ
أهل الناا ِر " الغِ ْسلِي ".
سِ -2صف طَعام ِ
يامة بِ ِشمالِه ِمن خّلل ما يلي: ِ
يوم الق َ
ِ
س -3اكتُب عن الذي يُؤتى كتابَه َ
52
ماذا يقول بعد إعطائِه كِتابَه ؟ أ-
حيدث له بعد ذلك ؟
ب -ماذا ُ
53
شر
الدرس السادس ع َ
ورة
ورة الحاقة من اآلية رقم ( )38إلى آخر الس َ تَ فسير ُس َ
كذبوا بِه ،وقالوا إنَّه لكن املشركي َّ أنزلَه على رسولِه َّ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ،و َّ ِ
كّلم الل ح اقاًَ ،
ال ُقرآ ُن ال َكرمي ُ
االفَّتاء يف أكثَر ِمن َم ْو ِض ٍع ِمن ال ُقرآن حممد جاء بِه ِمن ِ
عنده ،فرَّد الل تعاىل هذا ِ ِ ِ
َ ُ ليس بِ َكّلم الل ،وإمنا هو ُ
كّلم َّ
ومن ذلك ما جاء يف اآليات التاالية ،حيث يقول تعاىل: الكرميِ ،
ﱝﱟﱠﱡﱢﱣﱤ
ﱞ ﱡﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ
ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ
ﱦ
ﱻ ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋﲌﲍ
ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ [احلاقَّة38 :
.]52 -
• موضوع اآليات:
أن ال ُقرآ َن الكرمي من َّزٌل ِمن ِ
عند اللِ تعاىل. بَيا ُن َّ
َ َُ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
(ال) ِصلَة لِتَأكِيد ال َق َسم ،واملعىن :أُقْ ِسم. فّل أُقْ ِسم
الذي يَ َّد ِعي َم ْع ِرفَة األسرا ِر والغَْيب. ِ
كاهن
ب إلينا قَوالً مل نَ ُق ْله (أيَ :ك َذب علينا). نَ َس َ تَ َق َّوَل
مات اإلنسا ُن. ِ
صل بِال َق ْل ِ ِ الوتِي
ب إذا ان َقطَع َ ع ْر ٌق ُمتَّ ٌ َ
مانِعِي. ِ
حاج ِزين
دامة.
نَ َ َح ْسَرة
وح اق ِ ِ أَعلى مراتِب العِْلم ،فَعِْلم الي ِقي :ما تَعلَمه وتَعِ ِيه بَِق ْلبِك ،وع ِ حق اليَ ِقي
ي اليَقي :ما تَراه ب َعْينكَ ، َْ ُ ُْ ُ َ ْ َ َّ
ِ ِ
اليَقي :ما َُتالطُه وتُ ْد ِرُكه بِ َ
املباشَرةِ.
• الشرح والتفسير:
أعيُنِكم ،وما ِ ( )1ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ فّل أُقْ ِسم ِبا تُب ِ
صرونِ :با تُشاه ُدونَه بِ ْ ْ
السماوات ماا ال تَ َرْونَه. غاب عنكم كاملّلئِ َكة ،وما يف َّ ِ
ال تُْبصرون :ماا َ
54
حممد صلَّى ض ِل ،وهو َّ الشر ِ
ف وال َف ْ إن القرآ َن لَ َكّلم اللِ ي ْت لُوه رس ٌ ِ ( )2ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ َّ
يم َّ َول َعظ ُ ُ َ َُ
الل عليه وسلَّم.
شاع ٍر كما تَزعُمون ،ﱡ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ. ﱝ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ وليس بَِقوِل ِ ﱞ ( )3ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ
ْ
ب ،قليّلً ما ﱥ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ وليس بِس ْج ٍع َكس ْج ِع ال ُك اهان الذين يَ َّدعون ِع ْلم الغَْي ِ ﱦ ( )4ﱡ ﱣ ﱤ
َ َ َ
يكون ِمنكم تَ َذ ُّكر وتَأَُّمل لِل َف ْرق بينَ ُهما.
حممد صلَّى الل عليه ب العاملي الذي أنزلَه على رسولِه َّ كّلم َر ا
( )5ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ ولكنَّه ُ
وسلَّم.
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ( )6ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ ولو َّادعى َّ
أخ ْذناه بِيَ ِده اليُ ْمىن.علينا شيئاً مل نَ ُق ْله ،النْتَ َق ْمنا منه و َ
( )7ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ مث قَطَ ْعنا منه نِيا َط قَ ْلبِه.
أح ٌد منكم أن مينَع عنه ِعقابَنا. ِ
( )8ﱡ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ فّل يَ ْقد ُر َ
ذاب اللِ ِوقايَةً؛
وإن هذا القرآ َن لَعِظَةٌ للذين جعلوا بينَهم وبي َع ِ ( )9ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ َّ
اجتِناب نَو ِاهيه. ِ ِ ِ
بامتثال أوامره ،و ْ
ضوح آياتِه
رآن مع ُو ِ أن منكم من ال يص ِّدق هبذا ال ُق ِ
َ َُ ( )10ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ وإناا لَنَ ْعلَ ُم َّ
ودالئِلِه وبَر ِاهينِه.
َ
يمةٌ على الكافِرين بِه حي يََرْون ِ
دامةٌ َعظ َ
ِ ( )11ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ َّ ِ
وإن التَّكذيب بالقرآن لَنَ َ
املؤمنِي به.عذاهبم ،وي رون نَعِيم ِ
َ ََ َ
ِ
ك فيه. ي ال َش َّ ت ،ويَق ٌ ( )12ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ وإنَّه حل يق ثابِ ٌ
الع ِظي ِم. ِ ِ
عما ال يَليق جبّلله ،واذْ ُكره بامسه َ ( )13ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ فنَ ِّزه اللَ سبحانَه ا
• ال َفوائد واالستنباطات:
خيرج عنه َش ْيءٌ أمشلُه ،فّل ُ أوسع قَ َس ٍم و ْ
-1ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ هذا ال َق َسم َ
شاه ٍد.
شاه ٌد ،أو غريُ ُم َ
ِ ِ
من خملوقات الل ،فما منها اإال ُم َ
ِ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم ،ويف نِسبَتِه إليه يف ونزَل بِه على َّ ِ ِ
بيلَ ،مسعه منه ج ُ كّلم اللَ ، -2القرآن ُ
قوله :ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ فلنَّه املبِلِّغ ،ال أنَّه قالَه ابتِداءً ،بِداللَة قوله :ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ
ﱠ.
55
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم،ب َخ ْل ِقه إليه ،وهو َّ ب عليه حىت ولو كان ِمن أَ َح ِّ ِ
أن اللَ ال يقبل ال َكذ َ َّ -3
الش ِديد.
الو ِعيد َّ ِ
فمن ك َذب على الل أي كذب ،فإنَّه يَ ْل َح ُقه هذا َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
العظيم.يح الل ،وذلك بِذ ْك ِر أمسائه احلسىن ،كأن تقولُ :سبحا َن َريب َ َ -4مشروعيَّة تَ ْسبِ ِ
• نَشاط:
بعض بالرجوع إىل مصادر التَّعلِيم املختلفة ِمثل الكتب اليت تُعىن باألذكار َّ ِ
الشرعيَّة ،تَذاكر مع جمموعتك َ َ ُّ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم مث َد ِّون ثَّلثَةً منها هنا: وجل الوا ِردة يف ُسنَّة النَّ ِّ
عز َّ ِصيَغ التَّسبِيح للِ َّ
• األسئلة:
ومعناها: ِ ِ
س -1صل بي ال َكلمات (التَّعريفات) َ
َح اق اليَ ِقي ما تَ ْعلَ ُمه وتَعِيه بَِق ْلبِك
َع ْي اليَ ِقي باشرةِ ِ ِ
ما َتالطُه وتُ ْدرُكه باملُ َ َ
ِع ْلم اليَ ِقي ما تَراه بِ َعْينِك
عدد ثَّلثَةً ماا تَغِيب عن بص ِرنا وال نَراه و ِجيب أن نُ ِ
ؤمن بِه. سَّ -2
ََ
أوصاف يف هذه اآليات ،اُذكر ثَّلثَةً منها.ٍ ف ال ُقرآن بِ ِ
سُ -3وص َ
س -4ما معىن " ُسبحا َن اللِ "؟
وضح ما تقول. أقس َم اللُ به ؟ِّ ، ٍ
س -5ما أمشَ ُل قَ َسم َ
56
شر
الدرس السابع َع َ
المعارج من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()7 سورة َ تَ فسير َ
ذاب ِ
الل تعاىل إن ُهم َك َفروا بِه، وخيوفُهم ِمن َع ِ ِ
اإلسّلم ِّ اس إىل َّ كان النَّ ُّ َّ
ب صلى الل عليه وسلم يدعو النا َ
قوعه ،كما حكى اللُ عن ِ ِ
يب بِو ِ
بعض املشركي اللَ تعاىل أن يُنَ ِّزل علي ِهم َ
ذابُ ،مبالَغَةً يف التَّكذ ُ
الع َ فسأل ُ َ
بعض ِهم أنَّه قال :ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ِ
ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ [األنفال ،]32 :وقال بعضهم :ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡﱠ [ص:
ذاب واقِ ٌع هبم ال حمالَة ،فقال تعاىل:
الع َ السورة ُمبيِّناً َّ
أن َ ،]16فحكى اللُ تعاىل عنهم هذه احلال يف هذه ُّ
ﭑﭒﭓ
ﱡ ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ
ﲰﲱ ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﱠ [
املعارج.] 7 - 1 :
• موضوع اآليات:
ِ ِ ِ
ذاب واق ٌع بالكاف ِرين يوم الق َ
يامة. الع َ بَيان َّ
أن َ
معناها الكلمة
الوصول. ِ الدرجات َِّ
َّ املعا ِرج
ص َع ُدها َمن يُريد ُ
الرف َيعة اليت يَ ْ
ص َعد.
تَ ْ تَ ْع ُرج
ِجبيل عليه َّ
السّلم. الروحُّ
• الشرح والتفسير:
ِ ِ ِ ( )1ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ دعا ٍ ِ
العذاب علي ِهم، داع من املشركي على نفسه وقومه بِنُزول َ
حيث قال بعضهم :ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ
58
شر
الدرس الثامن َع َ
المعارج من اآلية رقم ( )8إلى اآلية رقم ()18 تفسير سورة َ
الس ِ
يامة يَ ْوٌم َش ِد ُ
األرض واجلبال ،حىت إنَّه ِمن ِش َّدة تلك
ماء و ِ يد األهو ِال ،تَتَ غََّري فيه األحوال؛ أحو ُال َّ ِ
يَ ْوُم الق َ
اس إليه ،مع أنَّه يراه ويَع ِرفُه يف هذا املوقِف ،ويف هذا املعىن
ب النا ِ إنسان بِنَ ْف ِسه عن أقر ِ
َ
ٍ كل ِ ِ
األهوال يَْن َشغل ا
الصاحل؛ ليكونوا يف ذلك اليوم ِمن ِ ِ ِ ِ
الع َمل اتتَ َح َّدث اآليات التاالية تذكرياً للنااس كي يَ ْستَع ادوا هلذا اليوم باإلميان و َ
اآلمنِي ،فقال تعاىل: ِ
ﱁﱃﱄﱅﱆ
ﱂ ﱡﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ
ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ ﱝ
ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ [ املعارج.] 18 – 8 :
• موضوع اآليات:
يامة. ِ ِ ِ ٍِ
بَيان َش ْيء من أهوال يوم الق َ
املستَ ِح ِّقي هلا. صف الناا ِر َ
وعذاهبا و ْ َ و ْ
• معاني الكلمات:
َمعناها ال َكلمة
املع ِدن املذاب الذي يكون َّ
كالزيت اخلاثِر. ال ُم ْهل
ْ ُ
الصوف.ُّ العِ ْهن
بعضهم بعضاً.
صر ُ يب ِ صروهنم
يُبَ َّ
ُْ
يتَ َم َّىن. يَ َواد
َزْو َجتِه. ِ
صاحبِتَه
َع ِش َريتِه ال َق ِريبَة. صيلَتِهفَ ِ
وحتم ِيه.
ض ُّمه ِ تَ َ تُ ْؤِويه
تَ ْقتَلِع. اعة
نَاز َ
ِ
اإلنسان. أس وأطراف الر ِِج ْل َدة َّ الش َوى
َّ
عاء.مجع يف ِو ٍ ِ أَْو َعى
َُ
59
• الشرح والتفسير:
املع ِدن ،وتكون َكخاثِر َّ
الزيْت، ِ
السماء ذائبَةً كما يَذوب ْ
( )1ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﱠ يوم تكون َّ
كما قال تعاىل :ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ [ الرحن.]37 :
ِ
املنفوش ،كما قال تعاىل :ﱡ كالصوف املصبُوغ
اجلبال العظيمة ُّ
( )2ﱡ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ وتكون ُ
ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱠ [ القارعة.]57 :
مشغول بِنَ ْف ِسه،
ٌ اح ٍد منهما
كل و ِ يب قَ ِريبَه عن َشأنِه؛ َّ
ألن َّ ( )3ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ وال يَسأَ ُل قَ ِر ٌ
ﳚ ﱠ [ عبس.]37 : تعاىل :ﱡ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ كما قال
ﱁﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑ
ﱂ ﱡ ()4
بعضهم بعضاً ،ويتَعارفون ،لكن ال يستطيع ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ يََرْوَهنم ،فريى ُ
يقدم أبناءَهَ ،وزْو َجه
العذاب ،ولو كان ذلك بأن ِّ ِ ِ
اخلّلص من ََ يتم َّىن
أح ٌد أن ين َفع أحداً ،فالكافر َ َ
ض ُّمه ،وينتمي إليها يف ال َقرابَة ،وجبميع َمن يف األرض ِمن البَ َش ِر وغ ِريِهم ،مث وأخاهِ ،
وعش َريتَه اليت تَ ُ
َ
ذاب الل.ينجو ِمن َع ِ
نارها. ِ ِ ِ ِ
األمر كما تتمنااه -أيُّها الكافر -من االفْتداء ،إهنا جهنَّم تَ ْلتَهب ُ ( )5ﱡ ﱚ ﱜ ﱝ ﱠ ليس ُ
الرأ ِس وسائِر أطر ِ
اف البَ َد ِن. ( )6ﱡ ﱟ ﱠ ﱠ تَ ْقتَلِع وتَ ْن ِزع بِ ِش َّدةِ َحِّرها ْجلَ َدةِ َّ
طاعة اللِ ورسولِه. الدنيا ،وتَرك َ احلق يف ُّ أعرض عن ِّ َ ( )7ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ تُنادي َمن
ض َعه يف َخزائِنِه ،ومل يُ َؤِّد َح َّق اللِ فيه. املالَ ،فو َ ( )8ﱡ ﱧ ﱨ ﱠ ومجع َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
الصاحل. ِ ِ
اإلنسان يف ُّ َّ -1
الع َمل ا الدنيا ال تَْن َفعُه يف اآلخرة ،فّل يَْن َفعُه اإال اإلميا ُن بالل و َ أن عّلقات
ب النا ِ
اس إليه. َ -2هو ُل املوقِف الذي ي ِق ُفه اإلنسان حىت إنَّه يتم َّىن التَّ َخلُّص ِمن ِ
عذاب اللِ بأقْ ر ِ
َ َ َ ْ
ِ ِ َّ -3
أن النا َار أُع َّدت للك ُفار الذين ال يؤمنون بالل ،لذلك تَ ْدعُوهم إليها يوم الق َ
يامة.
• نشاط:
لمال وحرما ُن ال ُفقر ِاء واملساكي له آثار سيِّئَة على امل ِ
مسك لِ ِ املال وع َدم إنفاقِه يف الوجوه املشروعةِ ،
مجَْع ِ
ُ َ ٌ ْ َ ُ ُ َ ُ
اآلخرة .بالتَّعاون مع ُزَمّلئِك يف اجملموعة َع ِّدد ثَّلثَةً ِمن تلك اآلثار.
الدنيا و ِ
وعلى اجملتَ َم ِع يف ُّ
• األسئلة:
كل مجلَ ٍة فيما يلي: س -1ضع َكلِمةً م ِ
ناسبَةً ملعىن ِّ َ َ ُ
احلديد ال اذائِب ِمن ِش َّدة احلر َارةِ:
ُ
60
الصوف املن ُفوش: ُّ
اف البَ َد ِن:
أس وأطر ُ ِ ج ْل َدة َّ
الر ِ
املال يف َخزائِنِه:
الر ُج ِل َ
ض ُع ََّ و ْ
بعضهم بعضاً: ِ
يامة ُ يرى النااس يوم الق َ
الدنيا و ِ ب ي ب ِقي عّلقَتَك بِ ِ
أخيك ُمستَ ِمَّرًة يف ُّ
اآلخَرة. أهم سبَ ٍ ُْ
س -2اكتُب عن ِّ
61
شر
الدرس التاسع َع َ
المعارج من اآلية رقم ( )19إلى اآلية رقم ()28 ورة َ تَفسير ُس َ
صِب ،وإذا نالَه خريٌ ونِ ْع َمةٌ َِخب َل ِ ِ ِ
من طَبِ َيعة اإلنسان أنَّه إذا أصابه مكروهٌ من فَ ْق ٍر أو َمَرض ،أو غريِها َجز َ
ع ومل يَ ْ
املنع يف حال َّ ِ صفان ،وِها :اجلزعُ يف ِ ِ
الضاراء ،و ُ َ الو ْ
ومنَع َح َّق الل فيه ،ومل يَ ْش ُكر اللَ تعاىل عليه ،وهذان َ بذلك َ
فات ذَ َكَرها اللُ تعاىل يف اآليات التاالِية، ص ٍ يمان ال يسلَم ِمْن هما اإال املسلِم الذي اتَّصف بِ ِ السر ِاء خلُ ِ
قان َذ ِم ِ ِ
َ َْ ُ حال َّ ا ُ
فقال سبحانه:
ﱡﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ
ﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ
ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ [ املعارج.] 28 – 19 :
• موضوع اآليات:
السار ِاء. الضر ِاء ،واملن ِع يف ِ
حال َّ ِ ِ
بَيا ُن ما طُبِ َع عليه اإلنسا ُن من َ
اجلزِع يف حال َّ ا
بعض ِصفات أهل اإلميان. بَيا ُن ِ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
اض ِطراب عند املخا ِوف وعند ِ ضعِيف النَّ ْف ِ
املطام ِع. س يَ ْع ََِّتيه فَ َزعٌ و ْ ٌ َ َهلُوعاً
اجلزِع ،وهو قِلَّة َّ
الص ِْب. يد َ َش ِد َ َجزوعاً
َكثِري ال َمْنع ،فّل يُ ْع ِطي ِمن اخل ِري الذي َوَهبَهُ اللُ. َمنُوعاً
ال يَ َّْتَكوهنا وال يَتَ َخلَّفون عنها. دائِ ُمون
ب. ِ
قَ ْدٌر واج ٌ لوم
َح يق َم ْع ٌ
ياع مالِه ،أو غ ِري ذلك ِمن األسباب. ب فَ ْق ِره أو َ
ض ِ َ
املمنوع ِمن ِ
املال بِسبَ ِ احملروم
خائِفون ُم ْش ِف ُقون
• الشرح والتفسير:
فس ،ي ْفزع عند املخا ِوف و ِ إن اإلنسا َن جبِل على َ ِ
املطامع ،فهو ض ْعف النَّ ِ َ َ ُ ( )1ﱡ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ َّ
ِ
احلرص. بي اجلزِع ِ
وش َّدة َ
اجلزِع واألسى. ِ
( )2ﱡﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ إذا أصابَه املكروهُ والعُ ْس ُر فهو َكثريُ َ
62
ِ
اإلمساك. ( )3ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ وإذا أصابَه اخلريُ واليُ ْسر فهو َكثِري املْن ِع و
لصّلةِ الذين حيافِظون يمي لِ َّ ( )4ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠ يعن :اإال ِ
املق ِ
على أدائِها يف مجيع األوقات ،وال ي ْشغَلُهم عنها ِ
شاغل. َ
ضه اللُ عليهم ،وهو َّ
الزكاة. ِ
يب ُم َع َّي فَ َر َ
( )5ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﱠ والذين يف أمواهلم نَص ٌ
( )6ﱡ ﲉ ﲊ ﱠ لِ َمن يسأهلم املعونَةَ ،ولِ َمن يتَ َع َّفف عن ُسؤاهلا من أُ ِصيب يف مالِه ف َف َق َده
ب ِمن األسباب. بِسبَ ٍ
َ
ِ ِ ِ ( )7ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ يعن :يُؤمنون بِيَوم
الصاحلة. احلساب واجلزاء؛ فيَ ْستَع ُّدون له باألعمال ا
عذاب اللِ.
( )8ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ يعن :والذين هم خائِفون ِمن ِ
64
الدرس العشرون
المعارج من اآلية رقم ( )29إلى اآلية رقم ()35 ورة َ
تَ فسير ُس َ
ِ ِ ِ فات ِذَ َكر الل تعاىل يف اآليات السابَِقة بعض ِص ِ
يم ْي ِها:
صف هبا َسلم من ُخلَُق ْي َذم َ أهل اإلميان اليت َمن اتَّ َ ا ُ
فات ،فيقول سبحانه: السر ِاء ،ويف اآليات التاالَية يذ ُكر اللُ تعاىل بَِقيَّة ِّ
الص ِ الضراء ،وال منْع يف ِ
حال َّ َ
ِ
اجلزع يف حال َّ ا
َ
ﱡﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ ﲱ
ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ
ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ [ املعارج.] 35 – 29 :
• موضوع اآليات:
أعد اللُ هلم ِمن النَّعِيم. ِ ذكر ِص ٍ
فات أخرى ِمن ِصفات ِ
أهل اإلميان وما َّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الّلت يَ ُك َّن َسبايا بعد احلرب مع ال ُك افار. اجلوا ِري ا ما ملَكت أميانُكم
َغري مؤ ِ غري ملُ ِ
ي.اخذين وال ُمعاقَبِ َ ُ َ ومي َ
ِ
أباحه.
لح ِّد الذي َشَّر َعه اللُ و َ املتجا ِوُزون ل َ العادون
ُ
حافِظون. راعُون
ُم َؤُّدون هلا على أَ ْك َم ِل َو ْج ٍه. بِ َشهاداهتم قائِ ُمون
• الشرح والتفسير:
ِ ِ ِ
ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ والذين هم حافظون ل ُفروج ِهم عن ِّ
كل ما َحَّرَم اللُ عليهم. ()1
ِ ِ
ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ اإال على أزواجهم وإمائهم ،فإهنم غريُ ()2
اخ ِذين.
ُمؤ َ
الزوجات واململوكات، ضاء َش ْه َوتِه غري َّﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱠ فمن طَلَب لَِق ِ ()3
َ َ
فأولئك هم ال ُمتجا ِوُزون َ
احلّلل إىل احلرام.
أمانات العِباد ،وحافِظون
ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ والذين هم حافِظون ألمانات اللِ ،و ِ ()4
هود ِهم مع اللِ تعاىل ومع العِ ِ
باد. لِع ِ
َ ُ
احلق دون تَ ْغيِ ٍري أو كِْت ٍ
مان. ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ والذين يُ َؤُّدون َشهاداهتم بِ ِّ ()5
الصّلة ،وال ُِخيلُّو َن بِش ٍ
يء ِمن و ِاجباهتا. ﱡ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ والذين حيافِظون على أداء َّ ()6
َ
65
( )7ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ أولئك املتصفون بتلك األوصاف اجلليلة مستقرون يف جنات النعيم،
ُمكرمون فيها بكل أنواع التكرمي.
• الفوائد واالستنباطات:
احلّلل غُْن يةٌ عن احلرام ،ف َقلَّما َشيء ِمن احلرِام اإال وله ب ِديل ِمن ِ
احلّلل الطَّيِّب. -1يف ِ
َ ٌ ٌْ َ
أخّلق املسلم وأعمالِه اليت إن اتَّصف هبا كان ِمن أهل اجلنَّة ،وهي: ِ جمموعةً ِمن
َ -2ذَكرت اآليات
الصّلة. باحلق ،واحملافظَة على َّ
الشهادة ِّ ِح ْفظ ال ُفروج ،وأداء األمانَة ،و َّ
أن الل ي ْش ُكر لِعب ِده فِعل الطااعات ،في ْك ِرمه وجي ِزيه على ذلك ِ
الف ْع ِل بِاجلنَّة. ُ َْ ْ َ َ َّ -3
• نشاط:
اخَّت اخلصال َّ ِ اخلصال ِ
املضادة هلا ،مث َ
َّ يمةَ
الذم َ َ املشروحة ،مث اذ ُكر
َ تضمنتها اآليات
يدة اليت َّ
احلم َ َ تأمل
َّ
املطهرة ِبا ُّ
يدل على َذ ِّمها استدل ِمن القرآن الكرمي أو ُّ
السنَّة َّ يم ِة ،و ا خصلتي ِمن تلك اخلصال َّ ِ
الذم َ َ ْ
والنَّهي عنها.
• األسئلة:
ّلث ُمجَ ٍل ُمفيدة ُمستَ ْخ ِدماً ال َكلِمات التاالية:
س -1اكتُب ثَ َ
وميغري ملُ ِ
َ
العادون
ُ
راعُون
الصفات اليت تُ ْد ِخل أهلَها اجلنَّة. األخّلق اليت َورَدت يف اآليات ِمن ِّ َ أحصر
سَ - 3
تأمل َكلِمة (مكرمون) يف قوله تعاىل :ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ ،مث س ِّجل م ِ
شاعَرك تاه هذا التَّكرمي. سَّ -3
َ َ ُ َ
66
الدرس الحادي والعشرون
ورة
المعارج من اآلية رقم ( )36إلى آخر الس َ سورة َ
تَ فسير َ
ماا يبعث على االستِْنكا ِر ما كان ِمن ِ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم َ
يسمعون ما حال الك افار الذين كانوا يف َزَمن النَّ ِّ َ
شاهدون ما أيَّده اللُ به ِمن املعجزات ،مث هم مع ذلك كلِّه يَك ُفرون بِه ِّ
فارين عنه أُن ِزل إليه ِمن اهلدى ،وي ِ
ُ
ُمتَ َفِّرقي مييناً ومشاالً ،ولذلك أن َكر اللُ تعاىل هذه احلال ،فقال سبحانه:
ﱡﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠ ﳢ
ﳡ
ﳣﳤﳥﳦﳧ ﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ
ﱈ ﱉ ﱊﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ
ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ [ املعارج.] 44 – 36 :
• موضوع اآليات:
احلق. حال ال ُك افا ِر ِمن اإلعر ِ
اض عن ِّ نكار ما كان عليه ُ است ُ
ِ
ْ
املنكرين لِْلبَ ْعث.
هتديد الك افا ِر ِ
ُ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
حنوك.َ قِبَ لَك
ُم ْس ِرعي ،يَ ُم ُّدون أعناقَ ُهم يَنظُرون إليك. ُم ْه ِطعِي
كل مجاع ٍة مع ِ
بعضها. ِع ِزين
مجاعات ُمتَ َفِّرقَةَ ُّ ،
َم ْغلُوبِي. َم ْسبوقِي
اتْ ُرْك ُهم. ذَ ْرُهم
ّلم ِ
الباطل. ي ْد ُخلوا يف ال َك ِ خيوضوا
َ ُ
ال ُقبور. األجداث
ْ
صنَ ٍم أو غ ِري ذلك. ِ
الشيءُ املنصوب من َعلَ ٍم أو َ َّ صب النُّ ُ
يُ ْس ِرعون. ضون ِ
يُوف ُ
شاهم.
وهم وتَ ْغ ُ
تَ ْعلُ ُ تَ ْرَه ُق ُهم
• نشاط:
68
الر ِ
سول صلَّىات َّ صادر التَّعلُّم املسموعة ،وبِالتَّعاون مع زمّلئِك ،اُذكر مخساً ِمن م ِ
عجز ِ الرجوع إىل م ِ بِ ُّ
ُ َُ ُ َ َ
الل عليه وسلَّم ال ادالَّة على ِص ْدقِه.
• األسئلة:
ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل مناسبة:
سَ - 1
ُم ْه ِطعِي
ِع ِزين
األجداثْ
ضون ِ
يُوف ُ
تَ ْرَه ُق ُهم
س -2اكتُب ِرسالَةً إىل مغروٍر تُب ِّي له فيها م ِ
فاس َد الغُرور ،وإىل ماذا يُ َؤِّدي. َ َ َ
69
الدرس الثَاني والعشرون
ورة نُوح من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()7 تَ فسير ُس َ
الرسل إىل أقو ِامهم مب ِّشرين ِ
يك له ،يُبَ ِّشروهنم بادةِ اللِ تعاىل َ
وحده ال َشر َ ِ
ومْنذرين بِ َد ْعوهتم إىل ع َ
ُ َُ بعث اللُ تعاىل ُّ ُ ََ
ِ ِ
السّلم،
سل نُوح عليه َّ الر ِ
صوا ،وكان أََّو ُل ُّ
وع َ ذاب والنا َار إن هم َّ
كذبوا َ الع َ بِاملغفَرةِ واجلنَّة إن هم أطاعوا ،ويُْنذروهنم َ
وم ْوقِ ِفهم ِمنه ،قال الل السورة ،حيث تُب ِّي اآليات التاالِية خّلصةَ د ْعوتِه عليه َّ ِ ِ
السّلم ل َق ْومه َ َ ُ َ َ َ َ وعنه تَتَ َح َّدث هذه ُّ
تعاىل:
ﭑﭒﭓ
ﱡﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ
ﲓﲕ
ﲔ ﲋﲍﲎﲏﲐﲑﲒ
ﲌ ﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ ﲉﲊ
ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ
ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ [ نوح.]7 - 1 :
• موضوع اآليات:
وم ْوقِ ُف ُهم ِمنه. وح عليه َّ ِ ِ
السّلم ل َق ْومه َ َ د ْع َوة نُ ٍ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
تغطوا هبا. استَ ْغ َش ْوا ثِياهبُم
ْ
ثَبَتُوا على ال ُك ْف ِرَ ،
وداوُموا عليه. أصارواَ
• الشرح والتفسير:
( )1ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱠ إناا ب عثْنا نُوحاً إىل قَ ِ
ومه، ََ
وقُ ْلنا له :ح ِّذر قَومك ِمن قَب ِل أن يأْتِيهم عذاب م ِ
وجع. ََ َ ٌ ُ ْ َ َْ
حذي ِر ِمن َعذاب الل حمذر لكم غايةَ التَّ ِ ِ
َ ( )2ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ قال نوح :يا قومي إين ِّ ٌ
صْيتُموه.
إن َع َ
رسول الل إلي ُكم فاعبدوه َو ْح َده ،وخافوا ِعقابَه ،وأطيعوين
( )3ﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱠ وإين ُ
آمركم به ،وأهنا ُكم عنه.فيما ُ
70
ص َفح عنكم ،ﱡ ﲈ
ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﱠ إن أطعتُموين واستَ َجْبتُم يل يَ ْس َُّت ذُنوبَ ُكم ،ويَ ْ ()4
ﱡﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ ت ُم َق َّد ٍر يف ِع ْل ِمه،
ميد الل يف أعما ِركم إىل وقْ ٍ
َ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ و ُّ ُ
ِ
اإلميان سار ْعتُم إىل َّ
املوت إذا جاء ال يُ َؤ َّخر أبداً ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ لو كنتم تعلمون ذلك لَ َ إن َ
اع ِة.
والطا َ
وطاعتِك
عوت قومي إىل اإلميان بك َ
ِ
رب إين َد ُ( )5ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ قال نوحِّ :
يف اللَّيل والنَّهار.
ؤمنوا اإال َهرباً وإعراضاً عنه. ( )6ﱡ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ فلم ي ِزْدهم طَلب منهم أن ي ِ
ُ َ
ِ
اإلميان بك؛ ( )7ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ وإين كلَّما َد َعوهتم إىل
احلق ﱡﲰ وضعوا أصابِ َعهم يف آذاهنم ،كي ال يَ ْس َمعُوا َد ْع َوة ِّ ِ
ليكون َسبباً يف غُفرانك ذُنوبَ ُهم َ
ك ْف ِرِهم ،ﱡﲳ ﲴﱠ ﲱﱠ وتغَطاوا بِثِياهبم ،كي ال يََرْوين ﱡﲲﱠ وأقاموا على ُ
ِ
اإلميان. وبالغوا يف التَّ َك ُّب على قَ ِ
بول
• ال َفوائد واالستنباطات:
اس لِيُؤمنوا بالل ،فَيَ ْن َج ْون بذلك ِمن ِعقابِه. ُّ
الر ُس ِل خريٌ كلها ،فهم يدعون النا َ َّ -1
إن َد ْع َوةَ ُّ
اس لِ َد ْع َوتِه ،ليس ِمن أسباب فَ َش ِل وع َدم قَ ِ
بول النا ِ ِ ِ
املش َّقة اليت يُّلقيها ال اداعيَة إىل اللَ ،
العنَت و َ إن َ َّ -2
ؤمن بِه اإال ال َقلِيل.
رق َكثِريةٍ ،ومل ي ِ
ُ َ
ت وبِطُ ٍكل وقْ ٍ
قومه يف ِّ َ
السّلم َدعا َ نوح عليه َّ ِ
َد ْع َوته ،فهذا ٌ
اس.وحتسي َع ْر ِضها لِلنا ِالدعوةِ ،واإلصرار عليهاِ ، ِ ِ ِ ِ ِ
-3من ال َفوائد اليت جينيها ال اداعيَة إىل الل :تَ ْن ِويع طُُرق َّ َ
استِكباراً ِ ِ ِ ِ ِ أن املوت له أَجل م َق َّدرِ ِ َّ ، ِ ِ ِ
فإن من ُسنَّته أن يُواجهَ ال اداعيَة من األنبِياء وأتباع ِهم ْ -4من ُسنَّة الل َّ َ َ ٌ ُ
ِمن قَ ْوِمهم ،فّل يُ ْؤِمنون هبم ،وال يَتَّبِعوهنم.
• نشاط:
بادة.عز َّ ِ
وجل بِالع َ الدعوة إىل إفر ِاد اللِ َّ السّلم و ِ
اح َدة ،وهي َّ الر ُسل عليهم َّ
أصل َد ْع َوة ُّ
ُ
أي هذه األنو ِاع أن َكَره ِ ِ ِ
اع التَّوحيد ،و ا
مادة التَّوحيد :اُذكر أنو َ
در ْستها يف َّ
-من خّلل َمعلوماتك اليت َ
املشركون.
• األسئلة:
س -1ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل م ِ
ناسبة: ُ َ
استَ ْغشى ثِيابَه
ْ
أصار
َ
71
وفعل ذلك أكثر ِمن ِ س -2أصاب َزِميلَك إحباطاً عندما َّبي اخلطأ للذين كانوا يتَ َّ
املدرسةَ ،
حدثون يف َمسجد َ
مرة ،ولكن دون جدوى ،فماذا تقول له ؟ َّ
املسجد ،وناقِ ْشها مع ُزَمّلئِك ،مث ِّ
دون يف َِ
دفَّتك هذه يدةٍ يف املدرسة أو ِ
س -3احبث عن فِ ْكَرةٍ َد َع ِويَّة َج ِد َ
ِ
الفكرة وميِّزاهتا.
72
الدرس الثَالث والعشرون
ورة نُوح من اآلية رقم ( )8إلى اآلية رقم ()14 تَ فسير ُس َ
وو َع َدهم ِِ السّلم يف د ْعوةِ قَوِمه والنُّصح هلم ،فاَتذ َّ ٍ ِ ِ ِ
كل طري َقة ُمناسبَة للتَّأثري عليهم وإقناعهمَ ، ْ َ َ ْ نوح عليه َّ
اجتَهد ٌ
اآلخرة إن هم آمنوا بِه ،ولكنَّهم أصُّروا على ِ
تكذيبِهم الدنيا مع ما ي َّد ِخره الل هلم يف ِ بِالثَّواب ِ
العاجل يف ُّ
َ َ ُ ُ
فرهم ،ويف هذا املعىن يقول سبحانَه وتعاىل ِحكايَةً عن نوح عليه َّ
السّلم: وُك ِ
ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ
ﳉﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔ
ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ [ نوح.]14 - 8 :
• موضوع اآليات:
السّلم يف َد ْع َوةِ قَ ْوِمه. ِ
بَيا ُن اجتهاد نوح عليه ا
االستِغفار.
بعض مثرات ْ بَيان ِ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
َكثِرياً ُمتَتابِعاً. ِمدراراً
ال َتافُون. ال تَ ْر ُجون
تَ ْع ِظيماً. َوقاراً
ضغَةً ...إخل.
فعلَ َقةً ،فَ ُم ْ ٍ أَطْواراً
حاالً بعد حال ،نُطْ َفةًَ ،
• الشرح والتفسير:
بعضهم بعضاً. اهَرًة حيث يرى ُ ِ
ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹﱠ مث إين َد َعوهتم مجيعاً إىل اإلميان ُجم َ ()1
ت مرتَِف ٍع يف ٍ الد ْعوة بِ ٍ
حال، ص ْو ُ أعلَْنت هلم َّ َ َ ﱡ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ مث إين ْ ()2
حال أخرى.ت خ ِفي يف ٍوأسررت هبا بِ ٍ
ص ْو َ َ
ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ فقلت لَِقوميَ :سلوا َربَّ ُكم غُفرا َن ذُنُوبِ ُكم ،وتُوبوا إليه ()3
باده َور َجع إليه.ِمن ُك ْف ِرُكم إنَّه تعاىل كان غَ افاراً لِمن تاب ِمن ِع ِ
َ َ
ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ إن تتوبوا وتستَ ْغ ِفروا يُ ِّنزل اللُ عليكم املطََر َغ ِزيراً ُمتَتابِعاً. ()4
73
وجيعل لكم َحدائق ﱡﱉﱊﱋﱠ ( )5ﱡ ﱆ ﱇ ﱈﱠ ويُكثر أموالَكم وأوال َدكم،
ِ
األهنار اليت تَ ْس ُقون منها َزْر َع ُكم
َ وجيعل لكم تَ ْن َعمون بِثما ِرها ومجاهلا ،ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱠ َ
ومو ِاشيكم. َ
وسلطانَه ؟ ِ
( )6ﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ مالَ ُكم -أيُّها القوم -ال َتافون عظَ َمةَ الل ُ
ضغَة ،مث ِعظاماً ،مث ( )7ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ وقد َخلَ َق ُكم يف أطوا ٍر ُمتَ َد ِّر َجة :نُطْ َفة ،مث َعلَقة ،مث ُم ْ
ظام حلماً. ِ
َكسا الع َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
اض.دود وإعر ٌص ٌاحلق ،ولو كان فيهم ُ اس إىل ِّ -1األَ ْم ُر بِاملثابََرة واالستِمرار يف َد ْع َوة النا ِ
كل َهم فَ َرجاًَ ،ورزقَه ِمن حيث ال ومن ِّ كل ِض ٍيق خمرجاًِ ،
َ غفار َج َعل اللُ له ِمن ِّ ِ
َ -2من لَ ِزَم االست َ
حيتَ ِسب.
ووجود األهنا ِر ِ ِ ِ ِ ِ
-3من مثرات االست ْغفار اليت ذكرهتا اآليات :نُزول املطَر الغَ ِزير ،وَكثْ َرة األوالد واألموالُ ،
والبَساتِي.
مير هبا ،لِتكون باباً إىل ِعبادةِ اإلنسان حبالِه ِمن نَ ْشأتِه األُوىل إىل تَطَاوراتِه اليت ُّ ِ الدعوة إىل تَ َف ُّكر َّ -4
َ
ﲓ ﲕ ﲖ ﱠ [الذاريات.]٢١: ﲔ اللِ ،كما قال تعاىل :ﱡ ﲒ
• نشاط:
االستِغفا ِر. الدالَّة على فَ ْ الش ِ ِ ِ
ضل ْ رعيَّة َ بالرجوع إىل َمصادر التَّعلُّم املختَلفة ،اُذكر َ
بعض النُّصوص َّ َّ
• األسئلة:
السّلم مع قَ ِ ِ ِ
ومه. نوح عليه َّ الدع ِويَّة اليت ْ
استَ ْخ َدمها ٌ يب َّ
س -1خلِّص من اآليات األسال َ
س -2قال تعاىل :ﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱠ.
أ -ما معىن ( وقاراً ) يف هذه اآليَة ؟
العْب ِد لَِربِّه َّ
عز وجل. ِ ِ
ب -اض ِرب أمثلَةً على تَوقري َ
أهم مثرات االستِغفار.
س -3اُذكر ا
74
الدرس الرابع والعشرون
ورة نُوح من اآلية رقم ( )15إلى اآلية رقم ()20 تَ فسير ُس َ
السّلم يف َد ْع َوِة قَ ْوِمه ،حيث تُبَ ِّي اآليات التاالية ما قام به عليه َّ
السّلم وح عليه َّ تست ِمر اآليات يف ِذ ْك ِر اجتِ ِ
هاد نُ ٍ َ
أنعم به علي ِهم ِمن أنواع النَّعِيم ،لِيُ ْد ِركوا بذلك َّ
أن اللَ
ِبظاهر قُ ْدرِة اللِ تعاىل وع ِجيب ِ
صْنعه ،وما َ ُ َ َ
ومه ِ ِمن تذكِ ِري قَ ِ
ضّلً عن بادة دون ما سواه ِمن املخلوقات اليت ال َتلِك لِنَ ْف ِسها -فَ ْ ِ ِِ ِ ِ ِ
تعاىل اخلالق القادر املنعم هو املستَح اق للع َ
ضراً وال نَ ْفعاً ،قال الل تعاىل:
غريها -ا
ﱡﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ
ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ ﲀﲁ
ﲂ ﱠ [ نوح.]20 - 15 :
موضوع اآليات:
بعض م ِ
ظاهر قُ ْدرةِ اللِ تعاىل ونِع ِمه على ِع ِ ِ
باده. َ َ ذ ْكر ِ َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
كالبِساط ،فهي ُمْنبَ ِسطَة تَ ْنتَ ِفعون هبا. بِساطاً
طُرقاً و ِاس َعة. فِجاجاً
• الشرح والتفسير:
ﱢ ﱠ أمل ينظُروا كيف خلَق الل سبع مساو ٍ
ات ُمتطابِقة ﱡﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡ ()1
ُ َ
بعضها فوق بعض ؟
السماوات نوراً ،وجعل ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ وجعل ال َقمر يف هذه َّ ()2
يستضيء به أهل األرض. الشمس ِمصباحاً مضيئاً َِّ
ُ
ِ
األرض إنشاءً. ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ والل أنشأ أصلَ ُكم ِمن ()3
وخيرجكم يوم البَ ْعث إخراجاً
األرض بعد املوت ُ ِ ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱠ مث يُعِيد ُكم يف ()4
َّ
حمققاً.
مه َدة كالبِساط.
األرض َّ
َ ﱡ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ والل جعل لكم ()5
ﱡ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ لِتَ ْسلُكوا فيها طُرقاً و ِاس َعةً. ()6
75
• ال َفوائد واالستنباطات:
الدعوة إىل التَّ ُّ ِ ِ ِ إن التَّ ُّ
فكر يق إىل اإلميان وتَوحيده ،لذا كانت هذه َّ َ فكَر يف ما َس َّخره اللُ لإلنسان طَ ِر ٌ َّ -1
اس إىل اإلميان.ِمن َوسائِل األنبِياء يف دعوةِ النا ِ
ياس حال اإلنسان على النَّ ِ
بات ،فكما خيرج النَّبات إشارة إىل حدوث البَ ْعث ،وذلك بِِق ِ -2يف اآليات َ
ِمن األرض خيرج اإلنسا ُن منها بعد َوفاتِه.
قادر ،كما قال ُ اإلنسان ،ومهما اجتَهد يف تَ ْب ِديل هذا َّ
السكن فإنَّه غري ِ ِ األرض هي َس َكن
َ َّ -3
أن
تعاىل :ﱡ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱠ [طه.]٥٥ :
• نشاط:
أنعم بِه علي ِهم ِمن أنو ِاع النِّ َعم ،لِيش ُكروه ِ ِ ِ
يُنَبِّه اللُ تعاىل يف كث ٍري من آيات القرآن الكرمي ع َ
باده إىل ما َ
صيَتِه.يك له ،ويقوموا ِبا أوجب عليهم ِمن طاعتِه وتَرِك مع ِ
َ ْ َْ َ على نِ َع ِمه فيعبُدوه َ
وحده ال َش ِر َ
وبي كيف يكون ُش ْك ُرها. -تَ َذ َّكر ثَّلثاً ِمن هذه النِّ َعمِّ ،
• األسئلة:
بعضها بِبَ ٍ
عض ؟ األرض غري منب ِسطٍَة بل ِجباالً ِ
شاه َقة يتَّ ِ ِ س -1ما األضرار املَّتتِّبة على َك ْو ِن
صل ُ َُ
تتحدث عن اإلعجاز العِ ِ
لم ِّي يف املدرسة وطالِع الكتب اليت َّ ِ
س -2ارجع -باالسَّتشاد ِبعلِّمك -إىل مكتبة َ
ِ
مس ِسراج ،مث ِّ
دون َ الش
َّ َّ
وبأن ، نور
ٌ ه َّ
ن أ َ
صِ
ف ال َقمر بِ ْ و
َ نمالدالالت اليت نأخذها ِ القرآن العظيم ،مث انظُر إىل َّ
ّلصة ذلك يف دفَّتك. ُخ َ
وضح ذلك ِمن اآليات. عوة إىل اللِّ ، الد َ أحد َوسائِل َّ
الدنيا َفكر فيما َس َّخره اللُ لإلنسان يف هذه ُّ س -3التَّ ُّ
76
الدرس الخامس والعشرون
تَفسير ُسورة نوح من اآلية رقم ( )21إلى اآلية رقم ()25
ووصف َد ْع َوته لَِق ْوِمه ،وما جاءهم بِه من البَيانالسّلمَ ، ِ
السابقة عن نَبيِّه نوح عليه احكى اللُ تعاىل يف اآليات ا
الَّتهيب تارةً أخرى ،ويف اآليات التاالية حيكي الل تعاىل عن نوح الَّت ِغيب تارةً ،و َّ
املتنو َعة املشتَ ِملة على َّ
الدعوة ِّ و َّ
الض ِ غريه ِمن أئِ َّمة َّ ِ ِ ِ ِ
ّلل، صف َم ْوقف قَ ْومه منه ومن َد ْع َوته ،حيث إهنم مع هذا كلِّه َع َ
ص ْوه واتَّبعوا َ السّلم َو ْ عليه َّ
أغرقَ ُهم اللُ تعاىل بِالطُّوفان ،قال الل تعاىل:
ولذلك َ
ﱡﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ
ﲥﲧﲨﲩﲪﲫﲬ ﲭ
ﲦ ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ
ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ [ نوح.]25 - 21 :
• موضوع اآليات:
حل هبم ِمن العُقوبَة. بيا ُن َموقِف قَ ْوِم نُ ٍ
وح عليه السّلم منه ِ
ومن َد ْع َوته ،وما َّ ا
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
نَ ْقصاً بِز َ
يادهتم يف الطُّغيان وال ُك ْف ِر. َخساراً
َكيداً كبرياً. َم ْكراً ُكبااراً
ال تََّتُكوا. ال تَ َذ ُر ان
• الشرح والتفسير:
ك ِذيب ،ﱡﲈ
طاعيت وتَ ْ رب َّ ِ
إن قومي بالَغوا يف َع َدِم َ ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱠ قال نوح :يا ِّ ()1
الضالِّي الذين مل تَ ِزْد ُهم أمواهلم الرؤساء ا الضعفاءُ منهم ُّﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ واتَّبَع ُّ
ظ. اآلخرة ،وذلك عي النَّ ْقص يف احل ا وعقاباً يف ِالدنيا ِ
ضّلالً يف ُّ
أوالدهم اإال َ
و ُ
الضعفاء َم ْكراً عظيماً. ّلل بِتابِعِي ِهم ِمن ُّ
الض ِ
وم َكر ُرؤساء َّ
( )2ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ َ
بادةِ اللِ َو ْح َده اليت يَ ْدعُو إليها ِ ِ
بادة آهلتكم إىل ع َ
ِ
( )3ﱡ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ وقالوا هلم :ال تَّتكوا ع َ
وسواع
أصنامكم ،وهي ُود ُ نُوح ،ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ وال تََّتكوا َ
أصنام كانوا يعبدوهنا ِمن دون الل.
ويَغُوث ويَعوق ونَ ْسر ،وهي ٌ
77
احلق ِبا َزيَّنوا هلم ِمن طَ ِريق
اس عن ِّ ( )4ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ وقد أبعد ِ
هؤالء املتبُوعون كثرياً ِمن النا ِ ََ
ألنفسهم بال ُكفر والعِناد الضّلل ،ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ وال تَ ِزد هؤالء الظااملي ِ الغوايَة و َّ
احلق.
اإال بُعداً عن ِّ
( )5ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵﲶ ﲷ ﲸ ﱠ فبسبب ذنوهبم وإصرا ِرهم
ب واإلحراق، على ال ُكفر والطُّغيان أُغ ِرقوا بالطُّوفان وأُدخلوا -عقب اإلغراق -ناراً َع ِظيمةَ اللَّ َه ِ
َ
عذاب اللِ.
َ صرهم أو ي ْدفَع عنهم ِ
فلم جيدوا من دون الل َمن يَْن ُ
• ال َفوائد واالستنباطات:
سل َشكى قَ ْوَمه العزم ِمن ُّ
الر ِ السّلم من ذوي َ
ِ ِ
الشكوى إىل الل سبحانَه ،فهذا نوح عليه ا
-1م ِ
شروعيَّة َّ َ
إىل َربِّه.
وإما تَ ِزييناً
الضعفاء؛ اإما َخ ْوفاً منهم ،ا احلق يَ ْكثُر ِمن ال ُكب ِاء ،مث يَتَّبِعُهم ُّ
ّلل والبُ ْع َد عن ِّالض َأن َّ َّ -2
لباطل الذي ُهم فيه. لِ ِ
الشيطا ُن إىل جال صاحلي ،لَ اما ماتوا َو ْس َوس َّ ود وسواع وي غُوث وي عوق ونَسر) أمساء ِر ٍ
ْ َُ -3كانت ( ا ُ َ
ِ قومهم أن ي ِقيموا هلم التَّماثِيل و ُّ ِ ِ
فلما ذَ َهب اعة إذا رأوها ،ا الصور؛ ليَ ْن َشطوا -بَِزعمهم -على الطا َ ُ
بأن أسّلفَهم كانوا يعبدون هذه الشيطا ُن َّ وخلَ َف ُهم َغريُهمَ ،و ْس َوس هلم َّ ِ
وطال األََمدَ ،
هؤالء ال َق ْوُم َ
لج اه ِال. ِ طاوِل َّ ِ ِ ِ ِ
معبود ًة ل ُ
الزَمن َ التَّماثيل ،وحترمي بناء القباب على ال ُقبور؛ ألهنا تصري مع تَ ُ
حصل لَِق ْوِم نُ ٍ
وح ِ
الدنيا واآلخرة ،كما َ ذاب ،وهو اإما إن يقع يف ُّ الع ُ يجة ال ُكف ِر والطُّغيان َ
ِ َّ -4
أن نَت َ
ِ
الدنيا؛ذاب يف ُّ لمة ومل يقع عليه َع ٌ فمن مات من الطُّغاة الظَّ َ وغ ِريهم ،ا
وإما أن يُ َؤ َّخر إىل يوم القيامةَ ،
يام ِة ،والعِياذ بِالل. ِ ِ ِ فإنَّه قد أ ِّ
ُخَر إىل َعذاب يوم الق َ
• نشاط:
بعِ
ص َي اللُ تعاىل بِه. ِ
الشرك بالل هو أعظَم ذَنْ ٍ ُ ِّ
الشرك ،واذ ُكر
مفهوم ِّ
َ بارةٍ ِمن عندك ِ ِ ِ ِ ِ
-من خّلل َمعلوماتك اليت َد َر ْستها يف كتاب التَّوحيدَ ،ح ِّدد يف ع َ
ودلِيّلً على حترميه.
اعهَ ،
أنو َ
• األسئلة:
ث يف َعّلقَِة النا ِ
اس بِ ِّ ِ ِ
الصاحلي الذين ذكرهتم اآليات يف
الرجال ا لس َل التاار ِخي َّي للتَّ َح ُّوِل الذي َح َد َ
َّس ُ
ضع الت َ سَ - 1
خطو ٍ
ات ُمَرتَّبَ ِة. ُ
هّلك األَُمم ؟ ،استَ ِد ال على ما تقول ِمن اآليات. س -2ما سبب ِ
َ
78
س -3ما معىنَ :م ْكراً ُكبااراً ؟
79
الدرس السادس والعشرون
ورة
ورة نُوح من اآلية رقم ( )26إلى آخر الس َ تَفسير ُس َ
ألف َسنَ ٍة اإال ِ ِ
السّلم يف َد ْع َوة قَ ْومه -حيث ظَ َّل يدعُوهم إىل الل تعاىل َ نوح عليه َّ ويل الذي َم َكثَه ٌ بعد العُ ُم ِر الطَّ ِ
فلما َعلِم ِ
أح ٌد غري َمن َآمن به ،ا
ِ ِ ِ
السّلم أنَّه لن يُ ْؤمن من قَ ْومه َ ِ
أخب اللُ تعاىل نَبيَّه نوحاً عليه امخسي عاماً َ -
ِ
إضّلل َمن يأت ِ أحداً حىت ال يَ ْستَ ِماروا يف ِ ِ
السّلم بذلك َدعا َربَّه أن يُ ْهل َك ُهم مجيعاً ،وال يُْبقي منهم َ
وح عليه َّ نُ ٌ
بعد ُهم ،قال الل تعاىل: َ
ﱡﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ
ﳙﳛﳜﳝﳞﳟ ﳠ
ﳚ ﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ
ﱠ [ نوح.]28 - 26 :
• موضوع اآليات:
املغفرةِ لِ ِ ِ
ِ ِ ِ
ي. السّلم هبّلك الكاف ِرين ،وبِ َ ُ
لمؤمن َ وح عليه َّ
ُ دعاء نُ ٍ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
يار من يَ ُدور فيها ويَتَ َحَّرك.
الد َ
أحداً من يَ ْس ُك ُن ِّ َديااراً
وهّلكاً. َخساراً َ تَباراً
• الشرح والتفسير:
السّلم بعد يَأْ ِسه ِمن إمياهنم:
( )1ﱡ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠوقال نُوح عليه َّ
ِ
األرض يدور ويتَ َحَّرك. رب ال تَّتُك ِمن الكافرين بك أحداً حيااً علىِّ
( )2ﱡ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱠ أي :إنَّك إن تََّتُكهم -فّل هتلِكهم
احلق َش ِديد ال ُكفر
أرحام ِهم اإال مائِل عن ِّ احلق ،وال ِ
يأت ِمن أصّلهبم و ِ بادك عن طَ ِر ِيق ِّ ِ ِ
-يُضلُّوا ع َ
بِك والعِ ِ
صيان لك.
ﳙﳛﳜﳝﳞ
ﳚ ﱡﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘ ()3
ِ رب ِ
دخ َل بييت ُم ْؤِمناً ،و ِّ
لكل املؤمني واملؤمنات بِك ،وال تَ ِزد وألمي وأيب ،ول َمن َ
اغفر يلِّ ، ﳟﱠ ِّ
وخ ْسراناً يف ُّ
الدنيا واآلخرة. ِ
الكافرين اإال َهّلكاً ُ
80
• ال َفوائد واالستنباطات:
قومهالسّلم حي دعا على ِ وح عليه َّ ِ -1م ِ
شروعيَّة ُّ
َ الدعاء على الك افار ال ُمصِّرين على ال ُك ْفر ،كما فَ َعل نُ ٌ َ
ِ
حتقق ِمن إصرا ِرهم أهنم لن يُ ْؤِمنوا به. باإلهّلك حي َّ
الدعاء له مات على ال ُك ْفر ،كما وقَع إلبر ِاهيم مع أبيه ،حيث تَ َرك ُّ ِ ِ
الدعاءَ بِاملغفَرة ل َمن َ -2ال يقبَل اللُ ُّ
يد ُّل على إمياهنِما باللِ.
نوح ألبَ َويْه ُفإن ُدعاءَ ٍ مات على ال ُك ْفر ،ولَ اما كان األمر كذلك؛ َّ لَ َما َ
الد ِ
عاء لِنَ ْف ِسه ،مث يَ ْدعُو لِغَ ِْريه. الدعاء أن ي بتَ ِدأ ال اد ِ
اعي بِ ُّ ِ -3من ِ
آداب ُّ
َْ
الدعاء هلما ،وقد كان ذلك ِمن ُسنَن األنبِياء ،حيث يَ ْدعُون آلبائ ِهم املؤمني بِاراً ِ -4من بِِّر الوالِ َديْن ُّ
هبم.
وح حينَما دعا لِ َمن َد َخ َل بَْيتَه
عوة إلخوانك املسلمي ،كما فعل نُ ٌ
ِ آخي يف اللِ َّ
الد َ
حماسن التَّ ِ
ِ -5من ِ
الدين.املؤمنات إىل يَ ْوِم ِّ
املؤمنات ،وهذا يشمل مجيع املؤمني و ِ
َ َ
املؤمنِي و ِ لكل ِودعا ِّ ِ
ُمؤمناًَ ،
• نشاط:
حمبَّة املؤمني وحمبَّة اخل ِري هلم ِمن اإلميان.
ي بعضهم لِبَ ْعض. ِِ
األسباب اليت تُ َق ِّوي حمبَّة املؤمن َ
َ -ناقِش مع ُزمّلئِك
• األسئلة:
ِ
باهلّلك ؟ السّلم َد ْع َوته على قَ ْوِمه
نوح عليه َّ س -1بَ َعلَّل ُ
املغفَرة لِوالِ َديْه ؟
السّلم بِ ِوح عليه َّ س -2ما ال َفوائِد اليت نَستَ ْنتِجها ِمن ُدعاء نُ ٍ
الس َورة ؟
آخر ُّ السّلم يف ِ نوح عليه َّ
عاء ٍ الدعاء اليت تُست ْنبط ِمن د ِ آداب ُّ
ُ َْ َ س -3ما ُ
81
الدرس األول
ورة الجن من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()7 تَ فسير ُس َ
ِ ِ ٍ
صنَعأحدهم بواد خموف قال :أعوذ بِ َسيِّد هذا الوادي من ُس َفهاء قَ ْومه ،فإذا َ أهل اجلاهليَّة العرب إذا نزل ُ كان ُ
بادة لغ ِريِ
صَرف هذه الع َ وجل؛ إذ َ
عز ا اجلن وازداد ُك ْف ُرها ،وزادت اإلنسا َن َخ ْوفاً وذُ ْعراً وُك ْفراً بالل َّ
ذلك تَعاظَ َمت ُّ
الل تعاىل ،ويف ذلك يقول ُسبحانه:
ﭑﭒﭓ
ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱔ
ﱓﱕﱖﱗ
ﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ
ﱯﱰﱱ ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽ ﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄ
ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ[ ا
اجلن.]7 - 1 :
• موضوع اآليات:
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم لِ ِ
لج ِّن و ِ
اإلنس. عُموم ِرسالَة َّ
وجل عن النَّقائِص.
عز َّ تَن ِزيهُ اللِ َّ
بادةٌ ِمن العِبادات. ِ ِ
االستعا َذة ع َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الع َشرة.
مجاعة بي الثَّّلثَة إىل َ
َ نَ َفر
َعظَ َمة َربِّنا. َج ُّد َربِّنا
جاهلنا وهو إبلِيس. ِ َس ِف ُيهنا
قوالً بَعِيداً عن ِّ
احلق. َشطَطاً
يَلُوذون ويستَ ِجريون. يَعوذُو َن
وس َفهاً.
طُغياناً َ َرَهقاً
82
• الشرح والتفسير:
مجاعةً ِمن ِّ
اجلن أن َ إيل َّ
حممد -أَْو َحى اللُ َّ( )1ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠأي :قُل -يا َّ
وم ِهم :إنااقد استَمعوا لِتِّلوِت لِل ُقرآن ،ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ ،أي :فلما مسعوه قالوا لَِق ِ
ا َ َ
صاحتِه. ِ ِ
مسعنا قُرآناً بَديعاً يف بَّل َغته وفَ َ
فص َّدقْنا بِه.
احلق واهلدى ،ﱡ ﱒ ﱓ ﱠ أيَ : ( )2ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠأي :يدعُو إىل ِّ
وجّللِه ،ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱠ :ما َّاَت َذ ( )3ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠأي تَعالَت َعظَ َمةُ َربِّنا َ
َزْو َجةً وال َولَداً.
أن س ِفيهنا -وهو إبليس -كان يقول على اللِ
( )4ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ ،أي :و َّ َ َ
الولَد للِ. ِ
الصاحبَة و َ الصواب حيث َّادعى ا تعاىل قوالً بَعِيداً عن ِّ
احلق و َّ
أن أحداً لن ي ْك ِذب على اللِ ِ
َ َ ( )5ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠأي :وأناا َحسْبنا َّ َ
احبَة والولد إليه. اجلن يف نِسب ِة الص ِ تعاىل ،ال ِمن اإلنس وال ِمن ِّ
َ ا
جال ِمن اإلنس يستَجريون ب ِر ٍ
جال من ِ َ ْ
( )6ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي :كان ِر ٌ ِ
قومه ،يقولون ذلك لئا اّل جلن ،فإذا نزل الك افار وادياً قالوا :نعوذ بسيِّد هذا الوادي ِمن سفهاء ِ ا ِّ
ُ
اجلن عندما استَعاذوا هبم طُغياناً اجلن أذى ،ﱡ ﲀ ﲁ ﱠ أي :فزاد الك ُف ُار َّ صيبهم ِمن ِّ يِ
ُ
اإلنس واجلِ ان.
اجلن تقول :قد ُس ْدنا َ أن َّ وسفهاً ،وذلك َّ َ
اإلنس حسبوا كما حسبتم -يا أن ك اف َار ِ ( )7ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﱠ أي :و َّ
أن الل تعاىل لن يبعث أحداً بعد ِ
املوت. َ اجلن َ َّ - َم ْعشر ا
• الفوائد واالستنباطات:
املؤمن والكافِر. اجلن م َكلَّفون باإلميان ،ووجودهم ح يق ،واإلميان هبم و ِاجب ،ومنهم ِ
ٌ ُ ُ َ أن َّ ُ َّ -1
اجلن.
لإلنس و ِّ عامةٌ ِ ب صلَّى الل عليه وسلَّم َّ أن رسالَةَ النَّ َِّّ -2
احلق واهلدى. يهدي َمن َآمن به واتَّبعه إىل ِّ أن القرآ َن ِ َّ -3
أشرك. ِ ِ ِ
صرفها لغريه فقد َ ومن َ صرفها اإال للَ ، بادةٌ ال جيوز َ -4االستعاذَة ع َ
لمسلِم إذا نزل َمنزِالً أن يقول " :أعوذ ب َكلِمات اللِ التا اامات ِمن َشِّر ما َخلَق " ،فإنَّه ال ِ
-5املشروع ل ُ
صيبُه َش ْيءٌ حىت يَ ْر ِحتل. يِ
ُ
83
وم َّدعي ِع ْل ِم الغَيب ،قال رسول الل صلَّى ِ الشديد لِلمسلِم ِمن اللُّ ِ
جوء لِ َّ التَّ ِ
لس َحرة واملشع ِوذين ُ ُ حذير َّ -6
حممد صلَّى الل عليه
فص َّدقَه فقد َك َفر ِبا أُن ِزل على َّ ِ
الل عليه وسلَّمَ ":من أتى كاهناً أو َعارافاً فسألَه َ
وسلَّم ".
اإلميان بالب عث بعد ِ
املوت. ِ ُوجوب -7
َْ
الذنوب وأقبَ ِحها. ال َك ِذب على اللِ ِمن أعظَم ُّ -8
• نشاط:
اجلن و ِ
اإلنس جعل ُك اف َار ِّ ِ
قال تعاىل :ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ ما ال اداعي الذي َ
يَظُنُّون هذا الظَّ َّن ؟
• األسئلة:
س -1ما معىن قولنا يف استِفتاح َّ
الصّلة ":وتعاىل َج ُّدك "؟
ضع عّلمة (صح) أمام ما يَنطَبِق عليه معىن (نَ َفر): سَ - 2
). عشر ( عد ُدهم ثَّلثَة َمجاعة َ
َ أ-
). ( ب -مجاعة َع َد ُدهم اثنان
). ( مجاعة َع َد ُدهم سبعة
َ ج-
نزول قولِه تعاىل :ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ. س -3اُذكر سبب ِ
ََ
س -4قال تعاىل :ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ.
-ا ْشَرح اآليَة باختِصار.
84
الدرس الثاني
تفسير سورة الجن من اآليَة رقم ( )8إلى اآلية رقم ()12
صلون هبا إىل أماكِن قريبَ ٍة ِمن َّ
السماء يستَ ِمعون ما تقوله اجلن ِمن ال ُقدرة شيئاً عظيماً جعلَهم ي ِ
َ َ أعطى اللُ تعاىل َّ
اهلرب. املّلئِكة ،ومع ذلك أي َقنوا أهنم أعجز ِمن أن يفوتوا الل إذا أراد هبم أمراً ،أو يست ِطيعوا حىت َّ ِ
جمرد الفرار و َ َ َ َ ُ
ويف هذا يقول تعاىل:
ﲛﲝﲞ
ﲜ ﱡ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ
ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵ
ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﱠ [اجل ان- 8 :
ﲶﲷ ﲹ
.]12
• موضوع اآليات:
السمع. الس ِ
ماء بعد بِعثَة النَّب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن ِ ِ
اسَّتاق َّ ِّ حايَة َّ
اجلن وعقائِدهم.
أَ ْحو ُال ِّ
ب منه.الضرر أو اهلر ِ
َ اجلن عن َدفْ ِع َّ َ
َ ع ْج ُز ِّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ِ
ض الذي حي ِر ُق َمن يُ َ
رسل عليه. ب املن َق ا
مجع شهاب ،وهو :ال َكوَك ُ ُش ُهباً
اصداً يَ ََّتقَّب.رِ صداً َر َ
ذاهب وفَِرق. م ِ
َ طَرائِ َق
خمتَلِ َفة. قِ َدداً
• الشرح والتفسير:
اجلن -طَلَْبنا
معشر ِّ( )1ﱡ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ أي وأناا َ -
وم َّدت ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ غ َّ ِ
حيرسوهناُ ،
السماء ،الستماع كّلم أهلهاَ ،فو َج ْدناها ُملئَت باملّلئ َكة ال َكثريين الذين ُ بُلو َ
يقَّتب منها.ب احمل ِرقَِة اليت يُ َرمى هبا َمن َِ بِ ُّ
الش ُه ِ
85
اضع؛ لِنَ ْستَ ِمع
السماء مو ِ ِ ِ
( )2ﱡ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أي :وأناا ُكناا قبل ذلك نتَّخذ من َّ َ
السمع ِجيد اق َّ إىل أخبا ِرها ،ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱠ أي :فمن ُحيا ِول اآلن ِ
اسَّت َ َ
ِ
باملرصاد حي ِرقُه. له ِشهاباً
اجلن -ال نعلَم َشراً أر َاد اللُ أن يُن ِزلَه
معشر ِّ ( )3ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي :وأناا َ -
وهدى. األرض ،ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ أي :خرياً ُ ِ ِ
بأهل
ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ أي :وأناا ِمنا األبرار املتَّقون ،ومناا قَ ْوٌم دون ( )4ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲹ
ذاهب خمتَلِ َفة.
اق ،كناا فِرقاً وم ِ
َ َ ذلكُ ،ك اف ٌار وفُ اس ٌ
قبضتِه ِ ( )5ﱡ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي :وأناا أيْ َقناا َّ
أن اللَ قادٌر علينا ،وأنَّنا يف َ
وسلطانه ،فلَن نَ ُفوتَه إذا أراد بنا أمراً أينَما كناا ،ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ أي :ولن نستَ ِطيع أن نُ ْفلِت ُ
ِمن ِعقابِه َهرباً إىل َّ
السماء إن أراد بِنا ُسوءاً.
• ال َفوائد واالستنباطات:
السمع ِمن َّ
السماء اجلن ِمن ِ
اسَّتاق َّ أنزل القرآن؛ ُمنِ َع ُّسول صلَّى الل عليه وسلَّم و َ الر َث اللُ َّ -1لَ اما بَ َع َ
عاف الع ِ
قول ِ ِ فبطَلت بذلك ِّادعاءات م َّد ِعي ِع ْل ِم الغَي ِ ِ
العارافي الذين يُغَِّررون ض َ ُ ب من ال ُك اهان و َ ْ ُ َ
بِ َك ِذهبم و ِ
افَّتائِهم.
ويكذبون معها مائِة َك ْذبَة ويُبَ لِّغوهنا ألعواهنم ِمنالك ْذبة ِ السمع ،فيأخذون ِ
َ اجلن يَ ْس ََِّتقون َّ ْ َ ُ -2كان ُّ
ال ُك اهان واملشع ِوِذين.
الشَّر إليه ،فقالوا :ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ اجلن مع اللِ حيث يلم ي ِ
نسبوا َّ ب ُم ْؤِمن ِّ
َ تأد ُ
ُّ -3
اخلري إليه ،فقالوا:ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ. ونسبوا َ ﲬ ﱠَ ،
الصاحلون ،ومنهم ال ُف اساق. ِ َّ -4
اجلن ذوو َمذاهب خمتَلفة ،منهم املؤمنون ،ومنهم الك افار ،ومنهم ا أن َّ
ِ ِ ِ
أح ٌد من عباده ،وال ينجو منه ها ِر ٌ
ب. ب ال يُغلَب ،وال يفوتُه َ -5اللُ -جل وعّل -غال ٌ
ذهب إليهم مل تُ ْقبَل له فمن َ يذهب إىل ال ُك اهان وغ ِريهم ِمن العرافِي و َّ ِ ِ
-6ال جيوز ملسل ٍم أن َ
الس َحَرةَ ، ا
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم كما ص َّدقَهم ِبا يقولون فقد َك َفر ِبا أُن ِزَل على َّ ِ
صّلة أربَعي يَ ْوماً ،وإن َ َ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم. ثبَت عن النَّ ِّ
• نشاط:
ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ضر بِدلِ ٍيل َع ْقلِي ِّبي يف هذه اآليَةَ ،و ِّ
ضح ذلك: باجلن يف َج ْل ِ
قطَع اللُ تعاىل التَّعلُّق ِّ
• األسئلة:
86
أيت يف َسطْرين: ِ ض ِمن َّ
السماء ؟ ،صف ما ر َ أيت يوماً ِشهاباً يَْن َق ُّ
س -1هل ر َ
ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ؟ اجلن :ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲹ س -2ما معىن قولِه تعاىل عن ِّ
اجلن مع اللِ َّ ...
تأمل اآليات ،مث بَ ِّي ذلك. ب ُمؤمن ِّ ِ
اآليات ما يشري إىل َأد ِ س -3يف
ُ
ب:اخَّت ماا يلِي ُك َّل َمن كان ُم َّد ِعيااً لِلغَْي ِ
سَ - 4
العاراف ). ف– َ ( آكِل ِّ
الربا -قا ِرئ ال َك ا
87
الدرس الثالث
ورة الجن من اآلية رقم ( )13إلى اآلية رقم ()18 تَ فسير ُس َ
سار َع ِة اجلن شيئاً ِمن أحواهلم وعقائِدهم املختلِفةَ ،شر ِ
ع يف ذ ْك ِر ُم َ
ََ َ َ السابقة عن ِّ لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا
اإلميان باللِ طَ َمعاً فيما ِع َ
نده. ِ ب -إىل
هؤالء النَّ َفر -الذين استَ َمعوا إىل النَّ ِّ
اآلخرة ،فقال تعاىل: الدنيا قبل ِ
يامة الذين لو أسلَموا لَتَوالَت علي ِهم اخلريات يف ُّ ِ مث ذكر م َ ِ ِ
آل املعاندين يوم الق َ َ
ﱡﳊﳋﳌﳍ ﳎ ﳐ
ﳏﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ ﱁﱂﱃﱄ
ﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ
ﱆ
ﱜ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦﱧ ﱨ ﱩ ﱪ
ﱖﱗﱘﱙﱚﱛ ﱝ
ﱫﱬﱭﱮﱯﱠ [ ا
اجلن.]18 - 13 :
• موضوع اآليات:
الدنيا واآلخرة. حال املؤمني ِمن ِّ
اجلن يف ُّ ُ
حال الك افار ِمن ِّ
اجلن يف ُّ
الدنيا واآلخرة.
إخّلص الع ِ
بوديَّة للِ َّ
وجل.
عز ا ِ ُ رورة
ض َ َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
نَ ْقصاً. خبساً
ظُْلماً وإهانَةً. َرَهقاً
اجلائِرو َن الظاالِ ُمون. ِ
القاسطُو َن
صدوا. قَ َ حتروا
َّ
اإلسّلم. الطَّري َقة
َكثِرياً. َغ َدقاً
يُ ْد ِخ ْله. يَ ْسلُ ْكه
َش ِديداً شاقااً. ص َعداًَ
88
• الشرح والتفسير:
ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﱠ أي :ال ُقرآن ،ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ()1
يادةٍ يف َسيِّئاتِه. ِ ِ
ﱠ أي :فإنَّه ال خيشى نَ ْقصاً من َحسناته ،وال ظُلماً بِ ِز َ
اخلاضعون للِ بالطااعةِ ،
ومناا اجلن ِ -مناا ِ معشر ِّ ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ أي :وأناا َ - ()2
َ
فمن حادوا عن طَ ِريق ِّ ِ ِ
احلق .ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ أيَ : اجلائرون الظاالمون الذين ُ
ِ ِ
الصواب ،واجتَهدوا يف اختيا ِره فهداهم اللُ احلق و َّ يق ِّ طر َقصدوا َ خضع لل بالطااعة فأولئك الذين َ َ
إليه.
ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱠ أي :و اأما اجلائِرون عن طر ِيق اإلسّلم فكانوا َوقوداً جلهنَّم. ()3
سار ال ُك افار ِمن اإلنس ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ يقول الل تعاىل :إناه لو َ ()4
الرْزق ،ﱡألنزلْنا عليهم ماءً كثرياً ،ولََو َّس ْعنا عليهم يف ِّ ِ
اجلن على طَري َقة اإلسّلم ومل حييدوا عنه َ و ِّ
كرون نِ َعم اللِ عليهم ؟ ،ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ
َ ﱛ ﱜ ﱠ أي :لِنَ ْختَِبهم :كيف يَ ْش ُ
العمل به يُ ْد ِخله اللُ َعذاباًماع القرآن و َ طاعة الل واستِ ِ ومن يُع ِرض عن َ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ ،أيَ :
َش ِديداً شاقااً.
غريه، املساجد لِعِ ِ ِ ِ ﱡ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي :و َّ
بادة الل ،فّل تَ ْعبُدوا فيها َ َ أن ()5
املساج َد مل تُ ْب اإال لِيُ ْعبَ َد اللُ فيها َو ْح َده.
ِ بادة فيهاَّ ،
فإن ِ وأخلِصوا له ُّ
الدعاء والع َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
سارعوا إىل اإلميان بالقرآن عندما مسعوه ،فكانوا أهدى ِمن ك افار -1الثَّناء على ِ
اجلن الذين َ هؤالء ِّ
احلجة عليهم.
ضوا مع قيام َّ أعر ُ َّ
مكة الذين عانَدوا و َ
كرِمه. ِ وقصده َّ
فإن اللَ يهديه إليه ِبنِّه و َ شد َ الر َ
احلق و ُّ
َ -2من طلَب َّ
وحطَبِها. ِ ِ ِ
حاد عن طر ِيق اإلسّلم فهو من َوقُود َج َهنَّم َ َ -3من َ
الدنيا وخري اآلخرة. الرزق ،وخريُ ُّ حتصل هبا ِس َعة ِّ
الدين والثَّبات عليه ُ قامة يف ِّ ِ
-4االست َ
أن اللَ خيتبهم فيما يُؤتِي ِهم من عمةَ اللِ ليدميها علي ِهم ،ويعلموا َّ ِ ِ ِ
-5جيب على العباد أن يشكروا ن َ
النِّ َعم.
أح ٌد غريه ،كما ال جيوز أن تُ ْد َخ َل فيها ال ُقبور؛ لِئَ اّل ِ
بيوت الل فّل جيوز أن يُعبَد فيها َ
ِ
-6املساجد ُ
ِ
فمن فعل ذلك فهو َم ْلعُو ٌن. يكون ذلك َذ ِر َيعة إىل ع َ
بادهتاَ ،
• نشاط:
89
قام عبادات كثرية ،اُذكر مخساً ِمن هذه العبادات: ِ
وجل فيها تُ ُ
عز َّ
بيوت الل َّ
املساجد ُ
-2 ، -1
-4 ، -3
-5
• األسئلة:
ِ تأمل يف اآليات ُمستَ ْنبِطاً منها ال َفوائِد ُّ
الدني ِويَّة واألخرِويَّة لّلست َ
قامة: سَّ -1
القيامة لكل ِمن: س -2ما اجلزاء يوم ِ
-املسلم الثاابِت على طَر ِيق اإلسّلم:
حاد عن طر ِيق اإلسّلم: َ -من َ
س -3ما معىن قوله تعاىل:ﱡ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ ؟
وتأمل:
فكر َّ سِّ -4
ِ ِ ِ ِ ِ اكتُب رسالةً إىل ِزميلك تُ َو ِّ
صلَّ َ
يت ضح له فيها مدى تَضايُقك من أصوات اهلواتف احملمولة يف املسجد الذي َ
السيِّئة. فيه ،وتقَّتح ِعّلجاً هلذه الظا ِ
اهَرة َّ َ
90
الدرس الرابع
ورة الجن من اآلية رقم ( )19إلى اآلية رقم ()24 تفسير ُس َ
أعجز ِمن ذلك حىت ضر؛ إذ هم َ ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ُ اجلن يف َج ْل ِالسابَِقة التَّ َعلُّ َق بِ ِّ
لَ اما قَطَع اللُ تعاىل يف اآليات ا
ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن
ب ماا حي ال هبم من الل تعاىل ،قَطَع هنا سبحانَه التَّ َعلُّق بِالنَّ ِّ
ِ ِ
اهلر َ
ِ
أهنم ال يستطيعون َ
وحده، ِ نب يُبَ لِّغ ِرسالَةَ َربِّه َّ دون اللِ يف َج ْل ِ
الض ُّار هو الل َ
وجل ،والناافع ا عز َّ ب نَ ْف ٍع أو َدفْ ِع ضر ،فإمنا هو ي
تعاىل :ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ قال
ﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ
ﲞﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧ ﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ
ﲟ ﲜﲝ
• الشرح والتفسير:
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم يعبُد َربَّه ويسأَلُه،
( )1ﱡ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أي :وأنه لَ اما قام َّ
اجلن يكونون عليه مجاعات وحده،ﱡ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠأي :كان ُّ بادةِ اللِ َ ِ
ويدعو إىل ع َ
اجلن واإلنس أن حام ِهم لِ َسماع ال ُقرآن منه .وقيل :كان ُّ
ازد ِمَّتاكِمة ،بعضها فوق بعضِ ،من ِش َّدة ِ
َُ َ
صَر ِدينَه و َّ نور اللِ ،و َّ ِ ِ ِ
أعز ُجْن َده. لكن اللَ نَ َ ضوا على رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم ليُطْفئوا َيَْن َق ُّ
91
حممد -هلؤالء الك ُفار :إمنا أعبُد ريب ( )2ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﱠ أي :قُل -يا َّ
بادةِ أحداً.ِ
معه يف الع َوحده ال أُ ْش ِرك َ
َ
أقدر أن أدفَع عنكم حممد -هلم :إين ال ِ ( )3ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ أي :قُل -يا َّ
وحيمينضراً ،وال أجلِب لكم نَ ْفعاً ،ﱡ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﱠ أي :قل :إين لن ي ْن ِق َذين ِ
ُ ا
صْيتُه ،ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﱠ أي :ولن أجد من دونه ملجأ أفر ِ ِ ِ
أح ٌد إن َع َ
من عذاب الل َ
إليه من عذاب الل.
( )4ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي :لكن أملِك أن أُبَلِّغَ ُكم عن اللِ ما أمرين بِتَْبلِيغِه لكم ،ورسالَتِه
ﱡﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱠ اليت أرسلن هبا إلي ُكم
صر املشركون ( )5ﱡﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ أي :حىت إذا أبْ َ
أقل ُجْنداً.
ومعيناً ،و ُّ ِ ِ
أضعف ناصراً ُ
وعدون به من العذاب فسيعلَمون عند ُحلوله هبمَ :من َ
ما يُ َ
• الفوائد واالستنباطات:
صرف منها شيئاً لغري اللِ فقد وحده ،ومنهاُّ : بادةِ للِ َ ِ -1وجوب ِ
ومن َ
الدعاءَ ، ص ْرف مجي ِع أنو ِاع الع َ ُ ُ َ
أشرك.
َ
ّلح يف ُّ
الدنيا واآلخرة. القرآن واستِ ِ
املؤمن على تعلُّ ِم ِ -2ينبغي أن حي ِرص ِ
ليحصل اهلدى وال َف َماعه ِّ
نصر إطفاء نُوِر اإلسّلم ،وما زالوا ،و َّاجلن على ِ أعداء اإلسّلم ِمن اإلنس و ِّ -3تكالُب ِ
لكن اللَ تعاىل يَ ُ
ِدينَه ،ويُظ ِهر َكلِ َمتَه ولو َك ِرهَ الكافرون.
ِ
بإدخال اهلداية إىل سول صلَّى الل عليه وسلَّم هي تبلِيغ ِّ
الرسالَة ،ومل ي َكلِّ ْفه الل سبحانَه الر ِمهمة َّ
َّ -4
قلوهبم.
ِ ِ ِ ِ
أفض ِل
وص َفه اللُ هبا يف َ الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم :العبوديَّة لل ،ولذا َ أوصاف َّ أشرف -5من َ
ال :ﱡﲭ قام اإلنز ِ
الدعوة :ﱡ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ ،وقال يف م ِ قام َّ األحو ِال ،فقال يف م ِ
َ َ
ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱠ [الكهف ،]١:ويف َمقام اإلسراء :ﱡ ﱁ
ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ [اإلسراء.]١:
صيَةُ اللِ ورسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم يف األو ِامر والنَّواهي. أسباب ِ
اخللود يف الناار مع ِ
َْ ِ ِمن أعظَم -6
• نشاط:
حدد اآليَة اليت ُّ
تدل على ما يأت: السابقةِّ ، ِ ِ
استك لآليات ا من خّلل در َ
بادة:ِ ُّ -1
الدعاء هو الع َ
92
-2ال ُك ْفر خيلِّد ِ
صاحبَه يف الناار:
• األسئلة:
سِّ -1بي َمعاين ال َكلِمات اآلتية:
-لِبَداً:
ُ -م ْلتَ َحداً:
ِ
اآليات على ذلك ؟ بادةِ للِ َو ْح َده دون ِسواه ،كيف تَ ْستَ ِدل ِمنِ
ص ْرف الع َ
س -2جيب َ
ِ
فسر قوله تعاىل :ﱡ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ .
سِّ -3
93
الدرس الخامس
ورة
ورة الجن من اآلية رقم ( )25إلى آخر الس َ تَ فسير ُس َ
ت قِ ِ
يام أن منه ما مل يظْ ِهر عليه أحداً ِمن خ ْل ِقه ،كعِْل ِم وقْ ِ وجل َّبي سبحانَه َّ ب إىل اللِ َّ لَ اما كان ِع ْلم الغَْي ِ
َ َ ُ عز ا ُ
الساعة ،مىت تقوم ؟ َّ
أكم ِل َو ْج ٍه ،و اأما ما َعدا ُرِسلِه ِ ِ ِ ِ
ومنه ما يُطْلع عليه َمن ارتَضاهُ من ُر ُسله ،ويكون حمفوظاً إىل أن يَت ام إبّلغُه على َ
ِ
ب واالطِّ ِ
ّلع عليه ،قال تعاىل: السحرة فإهنم ِ
عاجزون عن َمع ِرفَة الغَْي ِ
وجل كال ُك اهان و َّ َ َ عز ا َّ
ﱡﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ
ﳎ ﳏ ﳐ ﳑﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ
ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﱠ [اجلن.]28 - 25:
• موضوع اآليات:
ما ِمن أَ َح ٍد يَطَّلِع على َشي ٍء ِمن الغَْي ِ
ب اإال َمن ْارتَضاه اللُ تعاىل ِمن ُر ُسلِ ِه. ْ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ما ْأد ِري ،ف (إن) هنا نافِيَة. إ ْن ْأد ِري
ُم َّدة طَ ِويلَةً. أََمداً
يُطْلِع. يُظْ ِهر
يُْرِسل. يَ ْسلُك
حيرسونَه.
ح َفظَةً ُ صداً
َر َ
• الشرح والتفسير:
حممد -هلؤالء املشركي :ما
( )1ﱡ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﱠ أي :قُل -يا ا
ِ ِ
أدري أهذا العذاب الذي ُوعدت به قَ ِر ٌ
يب َزَمنُه ،أم جيعل له َريب ُم َّدةً طَ ِويلَة ؟
وحده عامل ِبا غاب عن األبصار ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﱠ
ﱡ ﳄ ﳅ ﱠ أي هو سبحانَه َ ()2
ِ ِ ِ
اختاره اللُ
أحداً من َخ ْلقه ،ﱡﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ أي :اإال َمن َ أي :فّل يُطْلع على َغْيبِه َ
ب ،ﱡ ﳑﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ض الغَْي ِ لِ ِرسالَتِه وارتَضاه ،فإنَّه يُطْلِعهم على بَ ْع ِ
ومن َخ ْل ِفه
سول ِ
الر ِرسل ِمن أمام َّ
ﳘ ﱠ أي :فإذا أطْلَع الل رسولَه على بعض الغَيب فإنَّه ي ِ
ُ ْ ُ
َمّلئِ َكةً حيفظونَه ِمن ِّ
اجلن ،لئَ اّل يَ ْس ََِّتقوه ويَ ْه ِمسوا بِه إىل ال َك َهنَة.
94
الر ُس َل قَ ْب لَه كانوا سول صلَّى الل عليه وسلَّم َّ
أن ُّ الر ُ ( )3ﱡ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أي :لِيَ ْعلَم َّ
الس ْم ِع ِمن ِّ
اجلن، الص ْد ِق ،وأنَّه قد ُح ِفظ كما ُح ِفظوا ِمن ُم ْس ََِّتقِي َّ على ِمثْل حالِه ِمن التَّبلِيغ بِ ِّ
احلق و ِّ
الشرائِع
وباطناً ِمن َّ ظاهراً ِ أن الل سبحانَه أحا َط ِع ْلمه ِبا عندهم ِ
ُ ﱡ ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ أي :و َّ َ
كل
أحصى َع َد َد ِّ واألخبار ،ال يَ ُفوتُه منها َش ْيءٌ ،ﱡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ أي :أنَّه تعاىل قد ْ
ف عليه منه َش ْيءٌ. ٍ
َش ْيء ،فلم خيْ َ
• الفوائد واالستنباطات:
الغيب فقد ك َذب ،وهو كافِر ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ومن َّادعى َ وحدهَ ،ب ال يعلَ ُمه اإال الل َ -1الغَْي ُ
ﱠ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ [النمل.]٦٥:
ﱜﱝﱞﱟ ﱡ
وحترسهم املّلئِ َكة ِمن ُم ْس ََِّتقِي
بُ ، ض الغَْي ِ صطَِفيهم ِمن ُّ
الرسل على بَ ْع ِ ِ ِ
يُطْلع اللُ َمن يَرتَضي ِهم ويَ ْ -2
كامّلً بِّل زيادةٍ وال نُ ٍ
وحي إليهم ِ ِ َّ ِ
قصان. َ السمع؛ ليُ َؤُّدوا ما أُ َ
ومن َخ ْل ِف ِهم.الرس ِل ِمن بي أيدي ِهم ِ ِ ِ ِ
أعمال املّلئ َكة كث َرية ،ومنها :ح ْفظ ُّ ُ -3
شاملَة ،ال يَ ُفوتُه َش ْيءٌ ِمن َخ ْل ِقه
تامة ِ كامل ،ال خيفى عليه شيء ،وإحاطَة اللِ ِ
خبلقه َّ ٌَْ
ِ ِ ِ ِ
ع ْل ُم الل واس ٌع ٌ -4
صغِرياً.
َكبِرياً أو َ
فاؤه. ٍ ِ
وخ ُإحصاءُ الل سبحانَه وتعاىل َع َد َد ُك ِّل َش ْيء ،مهما كان َح ْج ُمه وَكثْ َرتُه َ -5
• نشاط:
ِ ِ ِِ
اعة.
الس َ فسرة أنَّه ْ
استأثَر بع ْلم َوقْت قيام ا وجل يف اآليات امل َّ عز َّ
ذَكر اللُ َّ
لمها: -اُذكر أربعة أخرى استَأثَر الل بِعِ ِ
ُ َ
-2 ، -1
-4 ، -3
95
• األسئلة:
الرجوع لِلكتاب): ومعناها (دون ُّ ِ
س -1صل بي ال َكلمة َ
ِ
حيرسونَه.
َح َفظَة ُ -أمداً:
ُم َّدة طَ ِويلَة. صداً:َ -ر َ
مدة قَ ِ
ص َرية. َّ -يَ ْسلُك:
يرسل. -
السؤال:س -2استَ ْنبِط ِمن اآليات َجواباً هلذا ُّ
ِ ِ
( -هل يعرف الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم َم ْوعد الق َ
يامة ) ؟
الع َم ِل الذي يَ ُقومون بِه ،فما هو ؟ ِ ِ ِ ِ ِ
ورد يف اآليات ذ ْك ُر َوظي َفة املّلئ َكة و َ
سَ - 3
س -4اقرأ هذا اجلزء ِمن اآلية واستَ ْخ ِرج فائِ َدةً منها:
-ﱡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ.
96
الدرس السادس
المزمل من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()9 سورة ُ
تَ فسير َ
ِ
وبإرسال أكرَمه اللُ تعاىل بِ ِرسالَتِه وابتَ َدأَه بإنز ِال َو ْحيِه، َّ َّ ِ
صل من رسول الل صلى الل عليه وسلم أنَّه حي َ
ح ِ
َ َ
ِ ِ ِ ِ
حصل أنَّه رأى أمراً مل يَر مثْ لَه ،وال يَ ْقدر على الثَّبات له اإال املرسلون فاعَّتاه يف ابتداء ذلك ان ِز ٌ
عاج بيل إليهَ ،
َ ج
الو ْحي ،مث َأمره
بات ،وتابَع عليه َ حي رأى جبيل ،فأتى إىل أهله وقالَ " :زِّملوينَ ،زِّملوين " ،مث ألقى اللُ عليه الثَّ َ
أفضلِها وهو قِيام اللَّيل ،فقال تعاىل: ِ
الصّلة ،ويف آ َكد األوقات و َف العِبادات وهي َّ هنا بأشر ِ
َ
ﭑﭒﭓ
ﱡﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ
ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ
ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ [املَّزِّمل.]9 - 1 :
• موضوع اآليات:
الَّت ِغيب يف قِ ِ
يام اللَّيل. َّ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
املتَ َزِّمل :املتَ لَِّفف بِثِيابِه. املزِّمل
َّ
اقرأ بِتُ َؤَده و ُّ
َتهل. َ َرتِّل
َع ِظيماً. ثَِقيّلً
صّلة اللَّيل اليت تكون بعد النَّوم. ِ
ناشئَة اللَّيل
َ
ب.تَأثِرياً يف ال َق ْل ِ َوطْئاً
ص َوب قِراءَة. أَبْ َي قَوالً ،وأَ ْ أَقْ َوُم قِيّلً
ضاء احلاجات. فَراغاً وتَصُّرفاً لَِق ِ َسْبحاً
َ
انْ َق ِطع. وتَبَتَّل
97
• الشرح والتفسير:
رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم بعدما ﱡ ﱁ ﱂ ﱠ أي يا أيُّها املتَ لَِّفف بِثِيابِه ،وهو ِخطاب لِ ِ ()1
ٌ
مرة فأصابَه اخلوف ،فجاء إىل أهلِه فقالِّ ":زملوينِّ ،زملوين ". بيل َّأول َّ
رأى ج َ
ِ
لصّلةِ يف اللَّيل اإال يَ ِسرياً منه ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ أي :قُم ﱡ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أي :قُم لِ َّ ()2
ث ،ﱡ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ أو ِزد على النِّصف صل إىل الثُّلُ ِ نِصف اللَّ ِيل أو ان ُقص ِمن النِّصف قَلِيّلً ،حىت تَ ِ
ْ ْ َ
احلروف
َ صل إىل الثُّلُثَ ْي ،ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ أي :اقرأ ال ُقرآن بِتُ َؤَدةٍ و ُّ
َتهل ُمبَ يِّناً حىت تَ ِ
ساعد على التَّ َدبُّر وال َف ْه ِم. فإن ذلك ي ِ الوقوف َّ
ُ وُ
حممد -قُرآناً َع ِظيماًُ ،م ْشتَ ِمّلً على ﱡ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ أي :إناا َسنُن ِزل عليك -يا ا ()3
العقائِد واألخيا ِر. ِ ِ
األوامر والنَّواهي و َ
ف اللَّ ِيل بعد ِ إن العِبادة اليت تنشأ يف جو ِ
القيام من النَّوم هي َ َْ ﱡ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ أيَ َّ : ()4
ب اللِّسا َن عند التِّّلوة .وﱡﱢ ﱣﱠ أي: ِ ِ ِ
أش ُّد تأثرياً يف ال َق ْلب ،حيث يُواطئ ويُوافق فيها ال َق ْل ُ َ
ب ِمن م ِ ِ
الدنيا.شاغ ِل ُّ وأَبْي قَ ْوالً ،لفر ِاغ ال َق ْل ِ َ
صُّرفاً وتَ َقلُّباً يف َمصاحلك ،وا ْشتِغاالً إن لك يف النَّهار تَ َ ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ أيَّ : ()5
بادةِ َربِّك. ِِ بأُموِر ِّ
الرسالَة ،فَ َفِّرغ نَ ْف َسك ليّلً لع َ
فادعُه به ،ﱡ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ أي: اسم َربِّكْ ،
حممد َ - ( )6ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱠ أي :واذ ُكر -يا َّ
عبادتِك ﱡ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ أي :وهو ِ ِ
تاماً يف َ
وان َقطع إليه انقطاعاً ا
مجيع أمورك إليه.
وفوض َ معبود حبق اإال هو ،فاعتَ ِمد عليهِّ ،
مالك املشا ِرق واملغا ِرب ال َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
ناسب حالَه ِمن تَ َزُّم ٍل -1تَكرمي اللِ تعاىل لِ َّلر ِ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم حيث تَلَطَّف معه فَخاطَبه ِبا ي ِ
َ ُ
فقال :ﱡ ﱁ ﱂﱠ.
الصلوات اخلمس، الر ِ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم يف َّأول اإلسّلم قبل فرض َّ وجوب قِ ِ
يام اللَّ ِيل على َّ -2
ُ
وهذا ِمن خصائِصه صلَّى الل عليه وسلَّم قال تعاىل :ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ
ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱠ [اإلسراء.]٧٩ :
أقل الوتر َرْك َعة. أفضل نَوافِل َّ
الصّلة ،وأفضل القيام صّلة الوتر ،و ُّ يام اللَّيل وهو َ استِحباب قِ ِ
ُ -3
ألن ذلك ْأوقَع يف ال َق ْلب وأعظَم يف التَّأثري ،مع َك ْونِه ِ ِ
استِحباب قراءة ِ
القرآن يف قيام اللَّيل بَِّتتيل؛ َّ -4
ُ َ
اغل. أنشط لِ َلعْب ِد وأبَ ْعد ِمن َّ
الشو ِ َ
98
الشيطا َن ،وهو ويطرد َّ حنُ ، الر َ
رضي َّأجل العِبادات وأيس ِرها ،يزيد اإلميا َن ،وي ِ
ُ َ ِذ ْك ُر اللِ تعاىل ِمن ِّ -5
ب يف اجلملة. ِ
واج ٌ
ِ
األسباب؛ ُوجوب التَّوُّك ِل على الل تعاىل ،واالعتِماد عليه ،وتَ ِ
فويض األُمور إليه ،وال يعن التَّوُّك َل تَ ْرَك -6
مور إىل اللِ تعاىل.
العْب ُد باألسباب ويُ َف ِّوض األُ َ
بل يقوم َ
يمة ال َق ْد ِر ال جيوز التَّقليل ِمن شأهنا والتَّه ِوين ِمن ِ
الشأن َعظ َيمةٌ جليلةُ َّ ِ
أخباره َعظ َ
ِ
أوامر القرآن و ُ
ِ -7
قَ ْد ِرها.
• نشاط:
أفضل أوقاتِه ؟ ودأْب ا
الصاحلي ،فما َ قِيام اللَّيل َّ
بالصّلة ُسنَّة املرسليَ ،
• األسئلة:
اجلمل التاالية:
ضع دائرة على الفقرة اليت تُ َك ِّمل َ سَ - 1
املزِّمل هو:َّ -1
أ -املتَ َزِّمل يف أعماله.
ب -املتَ َزِّمل يف ثِيابِه.
ج -املتَ َزِّمل يف أموالِه.
ناشئَة اللَّيل:ِ -2
أ -صّلة اللَّيل.
ب -صّلة العشاء.
ج -صّلة الفجر.
-3أقوم قِيّلً:
ِ
صوتاً.ص َوت َ أبي قراءَة وأَ ْ َ أ-
أبي تَرتِيّلً. ِ
أصوب قراءَة و َ َ ب-
أصوب قِراءَة. أبي قَ ْوالً و َ جَ -
ّلوةِ ال ُقرآن ،أَْرِشده بِتَ ْوِجيهي يُعيناه على ال َف ْه ِم والتَّ َدبُِّر. س -2شكا لك زِميلك ع َدم تَأَثُِّره ال َق ِو ِّ ِِ
ي بت َ َ َ
سَ -3رتِّب ما يلي َزَمنِيااً:
يام اللَّيل ). الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم ،استِحباب قِ ِ صّلة اللَّيل على َّ الصلوات ،وجوب َ ( -فرض َّ
اخَّت الكلمة األقرب لعكس َكلِمة (رتل) ما يلي: سَ - 4
99
( -تَغَ َّن ،اقرأ ،اتل بِ ُسرعة ،ال تَقرأ ).
100
الدرس السابع
المزمل من اآلية رقم ( )10إلى اآلية رقم ()14 ورة ُ تَفسير ُس َ
ص ُل لِ َلعْب ِد بالصّلة خصوصاً وبِ ِّ
الذ ْكر عُموماً - ،وذلك َحي ِّ حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم َّ وجل نَبِيَّه َّ
عز َّأمر اللُ َّلَ اما َ
بالصب على ما يقولُه املعانِدون له ِمن َّ ِ ِ ِ َملَ َكةً قَ ِويَّة يف ُّ
ب له، الس ِّ حتمل األثقال ،وف ْع ِل الثَّقيل من األعمال َ -
أمره َّ
ِ ِ
حماسبَة
ضت املصلَحةُ ذلك ،وستكون َ ولَ اما جاء بِه ،وأن ميضي على أَْم ِر الل ،وأن يَ ْه ُجَرُهم ويُع ِر َ
ض عنهم إذا اقْ تَ َ
يامة .قال تعاىل: ِ ِ ِِ
هؤالء املعاندين إىل الل سبحانَه يَ ْوَم الق َ
ﱡﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ
ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ [املَّزِّمل:
.]14 - 10
• موضوع اآليات:
وجل.
عز َّ الص ِب يف َّ
الدعوة إىل الل َّ أِهِّيَّة َّ
بي للِ ورسولِه.
عُقوبَة امل َك ِّذ َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
اتْرْك ُهم وأع ِرض عنهم. رهم
ْاه ُج ُ
تاب فيه وال انتِقام. ِ
َه ْجراً َح َسناً ال ع َ َه ْجراً مجيّلً
ف يف ُّ
الدنيا. أصحاب النَّعِيم والتَّر ِ أُويل النَّ ْع َم ِة
َ
قُيوداً ثَِقيلَةً. أنكاالً
ضطَ ِرب. تَ ْ تَ ْر ُجف
َك ْوَمة َرْم ٍل. َكثِيباً
رخواً.
ْ َم ِهيّلً
• الشرح والتفسير:
يك ويف ِدينِك ِمن ال َك ِذب والبُهتانِ اصِب َّ
وحتمل ما يقولُه املشركون ف َ ( )1ﱡ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱠ أيْ :
اض عنهم ،وترك الشْتم .ﱡ ﲁﲂ ﲃ ﱠ :خالِقهم يف أفعاهلم ِ
الباطلَة مع اإلعر ِ ب و َّ
الس ِّ
و َّ
ُمعاتَبَتِهم واالنتِقام منهم.
101
حممد -وهؤالء ِّ
املكذبي بآيات ود ْعن -يا َّ ( )2ﱡ ﲅﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱠ أيَ :
ِ ِ ِ أصحاب النَّعِيم و َّ
أجلَه
العذاب عنهم حىت يَْب لُغ الكتاب َ وم ِّه ْل ُهم َزَمناً قليّلً بتَأْخري َ
الدنياَ ،الَّتف يف ُّ
بِعذاهبم.
ستَعِرًة حي ِرقون هبا ﱡ ِ ِ ( )3ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ أيَّ :
إن هلم عندنا يف اآلخرة قُيوداً ثَقيلَةً وناراً ُم ْ َ
احللوق ال يستساغ ﱡ ﲔ ﲕ ﱠ أي م ِ
وجعاً، ُ ب يف ِ ُ ْ َ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ أي :طَعاماً َك ِريهاً يَْن َش ُ
العذاب سيكون ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي :يوم تضطَرب وذلك َ
الرم ِل سائِّلً مْنتَثِراً بعد أن كانت ص ْلبةً ِ
جام َدةً. ِ ِ
ََ ُ األرض واجلبال وتَتزلَْزل حىت تَصري اجلبال تَ اّلً من َّ ْ ُ
• نشاط:
أمره الل تعاىل ِ ِ ِ َّ اجه النَّ ُّ َّ
ب صلى الل عليه وسلم كثرياً من األذى من ك افار قُريش بال َق ْول وبالفعل ،ولذلك َ وَ
صنوف األذى الذي نالَه ِمن الك افا ِر. بعض ُ
ِ
بالصب ،استَ ْذكر مع ُزَمّلئك َ َّ
• األسئلة:
س :1ما املراد باهلج ِر ِ
اجلميل ؟ ْ
الصب.
اع َّ
عدد أنو َ
سِّ :2
اشرح قولَه تعاىل :ﱡ ﲉ ﲊﱠ.
سَ - 3
102
الدرس الثامن
المزمل من اآلية رقم ( )15إلى اآلية رقم ()19 ورة ُ
تَ فسير ُس َ
ِ ِ
يدلُّنا على اخلري ُ
ويأمرنا به، يمةً؛ إذ بعث إلينا رسولَه حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم ُ أنعم اللُ تعاىل علينا ن ْع َمة عظ َ
َ
حنم َد اللَ على ذلك ونَ ْش ُكَره ،ونعبُ َده وال نَ ْك ُفَره ،ال كما ِ وحيذرنا ِمن َّ
ِّ
الشِّر ويَْنهانا عنه ،فكان الواجب علينا أن َ
الدنيا واآلخرةَّ ،
فإن َمن صنَع السّلم ِمن ال ُك ْفر والعِناد ،فعُوقِب يف ُّ ب اللِ موسى عليه َّ
الصّلة و َّ رعون مع نَ ِّ
ِ
صنَع ف ََ
ٍِ
يد م ٍ
هول ،قال تعاىل: ِ ِ
مثلَه عُوقب يف يوم َشد َ
ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﲲ
ﳇ ﳆ ﲾﳀﳁﳂﳃﳄﳅ
ﲳﲴﲵﲶﲷﲸ ﲹﲺﲻﲼﲽ ﲿ
ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱠ [املَّزِّمل.]19 - 15 :
• موضوع اآليات:
املكذبي بِالع ِ
ذاب. يد ِّ ِ
َ هتد ُ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
أَ ْهلَ ْكناه. أخذناه
َش ِديداً. َوبِيّلً
ص ِّد َعة.
ُمتَ َ ُمْن َف ِطٌر
طَ ِريقاً َسبِيّلً
• الشرح والتفسير:
حممداً رسوالً،
مكة َّ - ( )1ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ أي :إنا أرسلنا إليكم -يا أهل َّ
صيان ﱡﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ أي كما ِ ِ ِ
صدر منكم من ال ُك ْفر والع ْ شاهداً عليكم ِبا َ
الر ِ
سول فكذب فِْرعون بِ َّ اغيَة فِْر َعون ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ أيَّ : أرسلنا موسى رسوالً إىل الطا ِ
ِ
نوده السّلم ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ أي :أهلكناه إهّلكاً َشديداً بأن أَ ْغَرقَه اللُ ُ
وج َ موسى عليه َّ
يف البَ ْح ِر.
( )2ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ أي :كيف تَ ُقون أن ُف َسكم -إن َك َفرت
الصغار ِمن ِش َّدة َهولِِه وَك ْربِه ؟
يامة الذي يَ ِشيب فيه ال ِولْدان ِّ ِ ِ
ذاب يوم الق َ
َ -ع َ
103
ﱡﳀ ﳁ ﳂﱠ ص ِّد َعة يف ذلك اليوم لِ ِش َّدةِ هولِه،
السماء ُمتَ َ
( )3ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ أيَّ :
ِبج ِ
يء ذلك اليوم واقِعاً ال حمالَة. أي :كان وع ُد اللِ ِ
َْ
الزو ِاجر ِعظَةٌ ِ
وعْب َرةٌ للنااس املخ ِّوفَة اليت فيها ال َقوا ِرع و َّ ( )4ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ أيَّ :
إن هذه اآليات َ
ِ
اعةَ والتَّقوىفاع هبا َّاَتَذ الطا َ
فمن أراد االتِّعاظ واالنت َ ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﱠ أيَ :
طَ ِريقاً إىل ِرضو ِان َربِّه الذي َخلَ َقه َوربااه.
• الفوائد واالستنباطات:
أرسل هلم ُرسّلً وأنزل عليهم ُكتُباً ،فيها اهلدايَة والنُّور والفّلح لِ َمن َ أن ه إن أعظَم نِع ِم اللِ على ِع ِ
باد َ َّ -1
أراد اللُ به خرياً.
ِ ِ ِ
اعة أويوم القيامة باإلميان أو ال ُكفر ،بِالطا َ السّلم شاهداً على أَُّمته َ الصّلة و َّ سول عليه َّ الر ُ
-2سيكون َّ
ِ
املعصيَة.
ذاب ،كما حصل لِِف ْر َعون وقَ ْوِمه عندما الع َ
ِ ِ
السّلم وتَكذيبُه يُوجبان َ الصّلة و َّ الرسول عليه َّ -3م ِ
عصيَة َّ َ
كذبوه. السّلم و َّ الصّلة و َّ رسول الل عليه َّ َعصوا َ
اس يوم القيامة يَ ِشيب ال ِولْدان ِّ ِ ِ ِ ِ
الصغار. -4من ش َّدة اهلول الذي يَ ْل َحق النا َ
السماء تَ ْن َف ِطر وتَتَ َفتَّح.أن َّ يامة َّ ِ ِ
-5من أهوال يوم الق َ
ب يَتَّعِظ، ِ ِ ِ ِ -6ما ذُكِر ِمن العقوبات ِ
العظيمة ،وأهوال يوم القيامة إمنا هو َم ْوعظَةٌ وذ ْكرى ل َمن كان له قَ ْل ٌ َ َ
ِ
اعة.وأراد أن يَتَّخذ إىل َربِّه طَ ِريقاً بِالطا َ
• نشاط:
ِ نب اللِ ُموسى عليه َّ ِ
الدنيا ،ويف قَ ِْبه ،وكذلك يوم الق َ
يامة، وعصاه ،فعاقَبَه اللُ يف ُّ
السّلمَ ، َ ك َّذب ف َ
رعو ُن َّ
استَ ِدل ِمن القرآن الكرمي على ذلك.
• األسئلة:
تأمل قوله تعاىل:ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ ،مث س ِّجل أثَر هذا املعىن على م ِ
شاعرك. سَّ -1
َ َ
اشر ْح باختِصا ٍر اآلية رقم (ِ )17من هذه ُّ
السورة. سَ - 2
يقول الل:ﱡ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ ،كيف تَتِّ ِخذ إىل اللِ َسبِيّلً ؟ سُ - 3
104
الدرس التاسع
المزمل اآليَة األخيرة سورة ُتَ فسير َ
ف اللَّيل أو ثُلَثُيه أو ثُلُثِه ،ذَ َكر يف ِصِ لَما أمر الل تعاىل رسولَه صلَّى الل عليه وسلَّم يف َّأوِل ُّ ِ ِ
آخر ْ الس َورةِ بِقيام ن ْ َ ا َ ُ
ِ ِ
سهلأخب ُسبحانَه أنَّه َّالسورة أنَّه امتَثَل ذلك ،واقتَدى بِه طائ َفة من أصحابِه ،وكان يف ذلك َم َش َّقة هلم ،مث َ ُّ
يض ،واملسافِر ِِ ِ
فأمَرُهم ِبا يَتَ يَ َّسر هلم وال يَ ُش ُّق علي ِهم ،لع ْلمه أنَّه َسيكون منهم املر ُ
عليهم يف ذلك غايَةَ التَّس ِهيل َ
يسري َش ِر َيعتِه ،قال تعاىل: لِلتَّجارة وغ ِريها ،و ِ
اجملاهد يف سبِ ِيل اللِ ،وهذا ِمن ر ْحتِه وتَ ِ
ََ َ َ
ﱕﱗﱘﱙ
ﱖ ﱐﱒﱓﱔ
ﱑ ﱡﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏ
ﱢﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ
ﱣ ﱜﱞﱟﱠﱡ
ﱝ ﱚﱛ
ﲃﲅ
ﲄ ﱺﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ
ﱵﱷﱸﱹ ﱻ
ﱯﱰﱱﱲﱳﱴ ﱶ
ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠ [املَّزِّمل.]20 :
• موضوع اآلية:
بعض اللَّ ِيل.
يام ِ ِ
ق ُ
اإلحسا ُن ِ
باملال.
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
أقَ ال. أَ ْدّن
مجاعة.
َ طائَِفة
يُسافِرون. ض ِربون
يَ ْ
• الشرح والتفسير:
حممدإن ربَّك -يا َّ ( )1ﱡ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱠ َّ
آخر، ِ ِ ِ -يعلَم أنَّك تقوم لِلتاه ُّجد ِمن اللَّيل ِ ِ ِ
ص َفه حيناً ،وتَقوم ثُلُثَه حيناً َ أقل من ثُلثه حيناً ،وتقوم ن ْ
ا َ
ويقوم معك طائَِفة ِمن أصحابِك.
ميضي منهما وما يب َقى ،وأنتم وحده يعلَم م ِ
قادير اللَّيل والنَّهار ،وما ِ ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ واللُ َ
َ
ط ذلك ﱡ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ أيَ :علِم أناه ال ميكِنُكم قِيام اللَّ ِيل كلِّه ضْب َ ِ
ال تستَطيعون َ
القيام غري و ِ ِ وال إحصاء ال َق ْدر الو ِاجب قِ ِ
اجب ﱡﱞ ﱟ ﱠ فخ َّفف عليكم وجعل َ َ يامه من اللَّيل َ
ُ
تيسر لكم قِراءته ِمن القرآن ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ الصّلة باللَّيل ما َّ
ﱡ ﱢﱠ أي :فاقرؤوا يف َّ
105
ِ
ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أيَ :علم اللُ
األرض لِلتِّجارة والعمل ِ املرض عن قِ ِ
يام اللَّيل ،وآخرون يَتَنَ َّقلون يف ِ
أنَّه سيكون فيكم َمن يُ ْعج ُزه ُ
كلِ َمتِه ونش ِر ِدينِه ،ﱡ ﱷ ﱸ جياهدون يف سبيل الل إلعّلء َ يطلُبون ِمن ِرْزِق اللِ احلّلل ،وآخرون ِ
َ َ
تيسر لكم ِمن القرآن ﱡﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ صّلتِكم ما َّ
ﱹ ﱺ ﱠ أي :فاقرءوا يف َ
وخشوعها الصّلةَ على الوجه املشروع بأركاهنا وواجباهتا ِ
وسنَنها ُ ُ ﲂ ﲃﱠ أي :وأقيموا َّ
الب واإلحسان ِمن أموالِكم ابتِغاءَ َو ْج ِه وشروطها ،وأعطوا الزكاة الو ِاجبَة عليكمَّ ،
وتصدقوا يف أوجه ِ ِّ ُ
اللِ ،ﱡ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ أي :وما تفعلوا ِمن ُوجوه ِّ
الب
قدمتم يف ُّ
الدنيا وأعظَم منه ثواباً ﱡ واخلري تلقوا أجره وثَوابَه عند الل يوم القيامة ،وهو خريٌ لكم ما َّ
َ
غفرةَ اللِ يف مجيع أحوالِكم ،فإنَّه ال يسلَم أح ٌد ِمن التَّقصري يف الطااعة،
ﲒ ﲓ ﱠ أي :اطلُبوا م ِ
َ
ب ال م ْذنِب ويسَّت عليه ،ﱡ ﲘﱠ بِ ِ
عباده ِ
َ ُْ جاوز عن ذَنْ ُ والوقوع يف املعصية ،ﱡﲕ ﲖ ﲗ ﱠ يتَ َ
يتوب علي ِهم ويتقبَّل منهم.
ُ
• ال َفوائد واالستنباطات:
سول صلَّى الل عليه وسلَّم وأصحابِه رضي الل عنهم ومسارعتِهم يف فِع ِل الطا ِ ِ الر ِ ِ
اعة ابتغاءَ
َ ْ ُ ََ ص َّ -1ح ْر ُ
ِرضا اللِ سبحانه ،فعلى املسلِ ِم أن حيبَّ ُهم ويَ ْقتَ ِدي هبم.
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يام اللَّيل ،كما َر َّخص يف
فخ َّفف عنهم ومل يُوجب عليهم ق َ ض ْع َف ُهم ََ -2ر ْحَةُ الل بِعباده حيث َعل َم َ
القيام وال يف َوقْتِه ِمن اللَّيل. يد؛ ال يف ِمقدا ِر ِحتد ٍ
القيام ِمن غري ِ ِ
َ
باده ،فعلى املسلِم
وعظَ ِم أج ِره حيث جعله الل و ِاجباً َّأوَل األم ِر ،مث خ َّفف عن ِع ِ
َ ُ َ ْ
يام اللَّيل ِضل قِ ِ
-3فَ ْ ُ
يام اللَّ ِيل ولو كان قليّلً. ِ
أن ال يُ َف ِّوت ق َ
أن ِمن أعظَمللداللة على َّ الصّلة يف قوله :ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱠ َّ -4جاء ِذ ْكر ِ
القرآن بَدالً ِمن َّ ُ
ِ ِ
الصّلة وأعماهلا قراءَة ال ُقرآن فيها. قاصد َّ م ِ
َ
ِ
وخشوعها ،ومل وشروطها ُ الو ْج ِه املشروع يف ِصفاهتا ُ ِ
الصّل َة بأدائها على َ يقيم َّ
-5جيب على املسلم أن َ
اإلقامة. ِ ِ
بالصّلة يف القرآن اإال على َو ْجه َ األمر َّ يأت ُ
أحسن ِمن َع َملِه وأعظَ َم أجراً. أح ٌد خرياً اإال َو َج َد َجزاءَه عند الل َ يعمل َ -6لن َ
صيَ ٍة ،وقد كان النب
ص ٍري أو مع ِ -7على املسلِم أن يّل ِزم االستِغفار يف أوقاتِه كلِّها؛ ألنَّه ال خيلو ِمن تَ ْق ِ
َْ َ ُ َ
صلَّى الل عليه وسلَّم يستَ ْغفر يف اليوم مائِةَ َمَّرة.
106
• نشاط:
ِ
اإلحسان واخلري. للمسلِم أن يستَ ِفيد منها يف أَْو ُجه ِ ِ ُ
املال ن ْع َمةٌ عظيمة ينبغي ُ
أوجه اإلحسان فيه. ِ
-اُذكر ما تَراه من ُ
• األسئلة:
صف اللَّ ِيل) ؟ ِ ِ
س -1أيُّهما أكثَر (أدّن من ثُلُثَي اللَّ ِيل) ،أم (ن ْ
املزِّمل ،واستَ ِفد منها يف استِخدام كلمة (يَ ْ
ض ِرب) ِبعنيي خمتلفي يف س -2اقرأ اآلية رقم (ِ )20من سورة َّ
مجلتي.
الصّلة ،قراءَة القرآن. أن ِمن أعظَم ِ
أعمال َّ س -3استَخ ِرج ِمن اآلية اليت درست ما ُّ
يدل على َّ َ
107
الدرس العاشر
المدثر من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()10 ورة ُ تَ فسير ُس َ
الو ْح ُي بِ َّأول ِ ِ
الع َدد ،فجاءَه َ ب صلَّى الل عليه وسلَّم قَ ْب َل النُّ َّبوة يَتَ َعبَّد يف غا ِر حراء اللَّيايل ذوات َ
كان النَّ ُّ
ِ ِ ٍ ِ
ب صلَّى الل عليه الو ْحي ُم َّدةً حىت َحز َن النَّ ُّ
العلَق " ،فكانت اأول نُبُ َّوته ،مث َفَّت َ مخس آيات من ُس َورةِ " َ
ّلغ ،قال تعاىل: الرسالَة واألم ِر بِالبَ ِ
املدثِّر " فكانت اأول ما نََزل بِ َّ بأول ُسورة " َّ الو ْحي ا
وسلم لذلك ،مث جاءَه َ
َّ
ﭑﭒﭓ
ﱡﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮ
[املدثِّر.]10 - 1 :
ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ َّ
• موضوع اآليات:
الد ْع َوةِ لِلنا ِ
اس. بإبّلغ َّ
ِ أَْم ُر اللِ تعاىل رسولَه َّ
حممداً صلَّى الل عليه وسلَّم
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
املتَ َدثِّر :املتَ غَطِّي بِثِيابِه. ال ُم َّدثِّر
الشرك.
أعمال ِّ
األصنام واألوثان و ُ ُ الر ْجز
ُّ
نُِف َخ. نُِقَر
السّلم.
الصور ،وهو :قَ ْر ٌن يَْن ُفخ فيه إسرافيل عليه َّ
ُّ النااقُور
• الشرح والتفسير:
( )1ﱡ ﲚ ﲛ ﱠ أي :يا أيُّها املتَ غَطِّي بِثِيابِه -وهو رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم لَ اما طَلَب ِمن
ب الذي أصابَه عندما رأى ِجبيل عليه َّ
السّلم. الر ْع ِ
ألجل ُّ أهلِه أن يُغَطاوه ِ -
ذاب اللِ تعاىل ،ﱡ ﲠ ﲡ ﱠ أي: ضجعِك فح ِّذر النااس ِمن َع ِ
َ َ
ِ
( )2ﱡ ﲝ ﲞ ﱠ أي :قُم من َم ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
األصنام ودم على َه ْجر بادة ،ﱡ ﲦ ﲧ ﱠ أيُ : وحده بِالتَّعظيم والتَّوحيد والع َ ص َربَّك َ وخ َّ
ُ
الع ِطيَّةَ كي تَ ْلتَ ِمس ِ
الشرك كلِّها ،فّل تَ ْقَرهبا ،ﱡ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ أي :ال تُ ْعط َ
واألوثان و ِ
أعمال ِّ
ِ ِ أكثَر منها ،ﱡ ﲭ ﲮ ﱠ أي :لِمرضاةِ ربِّك ِ
وعدم اجلزِعاصب على ف ْع ِل األو ِامر وتَ ْرِك النَّواهي َ َ َ
لول األقدار املؤلِ َم ِة.
عند ح ِ
ُ
108
ث والنُّشور ،ﱡ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ َ َْ ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ أي :فإذا نُِفخ يف ُّ
الصور نَ ْفخة الب ع ِ ()3
ِ ِ
ت َشدي ٌد على الكافرينَ ،غْي ُر َس ْه ٍل عليهم أن ُ
خيلصوا الوقْ ُ
ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ أي :فذلك َ
احلساب وغ ِريهِ ِمن األهو ِال.
ِ ماا هم فيه ِمن ُمناقَ َش ِة
• ال َفوائد واالستنباطات:
ِ الرسالَة واألم ِر بِ َّ ِ سورةٍ نََزلَت بِ ِّ
سورةِ َ
العلَق الد ْع َوة ،واآليات اخلمس األُوىل من َ املدثِّر هي َّأو ُل َ ُ -1سورة َّ
هي َّأول ما نََزَل بِالنُّبُ َّوةِ.
اس ب ِشرياً ونَ ِذيراً ،واقتَصر هنا على ِذ ْكر اإلنذا ِر لِمناسبتِه ِ ِ -2بُعِث َّ
حلال ُ ََ سول صلَّى الل عليه وسلَّم للنا ِ َ الر ُ
وحاجتِ ِهم إىل اإلنذا ِر. املشركي يف َّأوِل َّ ِ
الد ْع َوة َ
املدثِّر تَلَطُّفاً معه ،وتَطيِيباً لِنَ ْف ِسه ،ففيه :تَ ْعلِيم األَ َدب يف املخاطَبَ ِة مع اصفاً إيااه بِ َّ -3خاطَب الل نَبِيَّه و ِ
ُ
املتَحابِّي وذَ ِوي املن ِزلَة.
ب ِمن وخلُِّو ال َق ْل ِ الباط ِن بِس ِ ِ ِ اهر يف الب َدن والثِّياب ،وطَهارِة ِ -4يأمر اإلسّلم بِطَهارِة الظا ِ
ّلمة االعتقاد ُ َ َ َ َ َ ُ
الغِ ِّل واحل ْق ِد.
ِ
األخّلق عد ِمن حتص ِيل ما هو أكثَر يُ ُّ نوب ،وإعطاء اآلخ ِرين ِمن أَج ِل ِ
ْ ُ َ الذ ِالع ِطيَّة ِمن َكبائِر ُّ -5ال َم ُّن بِ َ
يمة. َّ ِ
الذم َ
الصب ابتِغاءَ َم ْرضاةِ اللِ تعاىل ،وهو ثَّلثَة أنو ٍاع: صاحبُه هو َّ الصب الذي ي ْؤجر عليه ِ
ُ َ َّ ْ -6
الصّلة مع اجلماعة. كالصب على َّ طاع ِة اللَِّ ، صْب ٌر على َ َ -1
كالصب على تَ ْرِك النَّظَ ِر إىل ما َحَّرَم اللُ.صيَ ِة اللَِّ ، -2صب ر على مع ِ
َْ َْ ٌ
يب.يب أو َحبِ ٍ كالصب على فَ ْق ِد قَر ٍ صْب ٌر على أقدا ِر اللِ املؤلِ َم ِةَّ ، َ -3
السّلم -نفختي: الصور -وهو إسرافيل عليه َّ -7يَْن ُفخ ال َملَك املوَّكل بِالنَّ ْفخ يف ُّ
مساعها فيَموتون. الصع ِق :وهي النَّفخة اليت يصعق اخللق عند ِ
ُ ُ َْ َ -1نَ ْف َخة َّ ْ
بعدها ِمن قُبوِرِهم. اس َ -2نَ ْف َخة البَ ْعث :وهي النَّ ْف َخة اليت يقوم النا ُ
109
• نشاط:
قال الل تعاىل يف هذه اآليات :ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ .
الزَمر " ،واكتُب اآليَة اليت تُوافِق هاتي اآليتَي يف املعىن. -اقرأ ِ
آخر ُسورة " ُّ
• األسئلة:
املدثِّر و َ
العلَق ؟ الشبه بي ُسورت َّ س -1ما َو ْجه َّ
اخلامسة وخلصهما يف سطْ ٍر و ِ
احد. س -2اقرأ الفائِدتي الرابعة و ِ
َ ُْ ا
اضرب ِمثالَي لكل ِمن: سِ - 3
طاع ِة الل.
الصب على َ َّ -
الصب على املعاصي. َّ -
الصب على ال َق َد ِر املؤمل.َّ -
س -4قال تعاىل :ﱡ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ.
ك املوَّكل بِالنَّفخ يف ُّ
الصور ؟ َ -من امللَ ُ
ث؟الصع ِق ،وما نَ ْفخة الب ع ِ
َ َْ -ما نَ ْف َخة َّ ْ
110
شر
الدرس الحادي َع َ
المدثر من اآلية رقم ( )11إلى اآلية رقم ()30 ورة ُ تَ فسير ُس َ
ِ وجل ال ُقرآ َن على رسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم ُهبِر العرب بَِف ِ ِِ
فآمن به َمن أراد اللُ صاحته وبَيانهَ ، َ َ ََ ُ عز َّأنزَل اللُ َّ لَ َما َ
ِ
املخزومي الولِيد بن املغرية ِِ ِ ِ ِ
سادةُ ال َق ْوم وُك َب ُاؤهم ،وكان على رأسهم َ
ض األ ْشقياء ،وهم يف الغالب َ أعر َبه اخلري ،و َ
وزوراً ،فَ َرماهُ بأنَّه ِس ْحٌر َمأثُور، ِ ِ
فأقحم نَ ْف َسه َكذباً ُ
ش أن يَ ُقل يف ال ُقرآن َكّلماً يأخ ُذونَه عنهَ ، الذي َد َعْته قَُريْ ٌ
كال ،قال تعاىل:أش ِّد العقوب ِة والنَّ ِعز َّ ِ
وجل ب َ ُ َ فتَ َوعَّ َده اللُ َّ
ﱡﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ ﳒﳓ
ﳕﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞ ﳟﳠﳡﳢﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ
ﳔ ﳖ
ﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢ
[املدثِّر.]30 - 11 :
ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ َّ
• موضوع اآليات:
صف ال ُقرآ َن بِ ِّ
الس ْح ِر. ِ ِ
وو َ
الوعيد ل َمن طَغَى وتَ َك َّب َ
َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
َد ْع ِن. ذَ ْرين
َكثِرياً. َم ُدوداً
ُحضوراً. ُش ُهوداً
َسأكلفه. َسأُْرِه ُقه
عذاباً شديداً. صعُوداً َ
لُعِ َن. فَ ُقتِ َل
قَطَّب َو ْج َهه. َعبَس
َكلَ َح َو ْجهه. بَ َسر
يُْن َقل ويُْرَوي. يُ ْؤثَر
َسأُ ْد ِخلُه. صلِ ِيه
َسأُ ْ
ُمغَيِّ َرةٌ. احةٌ
لَاو َ
111
• الشرح والتفسير:
حممد -أنا والذي َخلَ ْقتُه يف بَطْ ِن أُِّم ِه َو ِحيداً فَ ِريداً ال ( )1ﱡ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﱠ أيَ :د ْعن -يا َّ
الولِيد بن املغرية ،-ﱡ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ أي: مال له وال َولَد -وهو َ َ
مكة ال يَغِيبون عنه ،ﱡ ﳌ ﳍ ﳎ َجعلت له ماالً َمْبسوطاً و ِاسعاً ،وأوالداً ُحضوراً معه يف َّ
ِ ﱠ أي :وي َّسرت له سبل العي ِ ِ
العطاء أن أ ِز َ
يد ش تَ ْيسرياً ،ﱡ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱠ أي :مث يَ َأمل بعد هذا َ ُ ُ َ َْ َ
كذب رسويل ،ﱡﳕ ﱠ أي :ليس األَمر كما ي زعم هذا ِ له يف مالِه ِ
الفاجر َْ ُ ُْ وولَده وقد ك َفر يب و َّ َ َ
وح َج ِج اللِ على َخ ْل ِق ِه ِ ِ
يده على ذلك ،ﱡ ﳗﳘ ﳙ ﳚ ﱠ أي :إنَّه كان لل ُقرآن ُ األَثِيم ،ال أَ ِز ُ
ِ ِ
احة له منها. العذاب واإلرهاق ال ر َ وم َك ِّذباً ،ﱡ ﳜ ﳝ ﱠ أيَ :سأُ َكلِّ ُفه َم َش َّقةَ َ ُمعانداً ُ
حممد صلَّى الل عليه وسلَّم وهيَّأ ما يَقولُه ِمن الطَّ ْعن يف َّ ِ
( )2ﱡ ﳟ ﳠ ﳡ ﱠ أي :إنَّه فَ َّكر يف نفسهَ ،
فخ ِشي املشركون أن يُ ْسلِ َم فطَلَبُوا منه أن َ والقرآن( ،وذلك عندما ِمسع ِ
يقول الوليد القرآ َن فتَأَثَّر بِهَ ،
َ
ِ ِ
حر " -قاتَلَه اللُ ،-ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱠ يف ال ُقرآن قَ ْوالً يَعلَمون أنَّه كا ِرهٌ له ،ف َف َّكَر مث قال":إنَّه س ْ
نفسه هذا الطَّ ْعن ؟ ﱡ ﱊ ﱋ ﱠ أي :مث اهلّلك ،كيف أَع َّد يف ِ استَ َح َّق بذلك َ ِ ِ ِ
َ بو ْ أي :لُع َن وقُهَر وغُل َ
ِ
ب َو ْج َهه وا ْشتَ َّد يف العُ ِ
بوس وهيَّأ من الطَّ ْع ِن يف ال ُقرآن ،ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ مث قَطَّ َ تَأََّمل فيما قَ َّدر َ
لوح لِ اما ضاقَت عليه ال ِحيَل ،ومل ِجيد َمطْعناً يَطَ َعن بِه يف القرآن ،ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أي :مث وال ُك ِ
احلق ،وتَعاظَم أن يَ ْع ََِّتف بِه ،ﱡ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ أي :فقال عن رجع ُم ْع ِرضاً عن ِّ َ
حممد اإال ِس ْحٌر يُن َقل عن األََّولِي ،ﱡﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠﱠ أي :ما القرآن :ما هذا الذي يقولُه َّ
حممد منهم ،مث َّادعى أنَّه ِمن عند الل تعاىل. هذا اإال َكّلم املخلوقي تعلَّ َمه َّ
وحيَّتق بِنا ِرها ،ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱠ حرها َِ ِ
صلَى َّ ( )3ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ أيَ :سأُ ْدخلُه جهنَّم ،كي يَ ْ
جهنَّم ؟ ،ﱡ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ أي :ال تُْب ِقي حلماً ،وال تَ ْت ُرك َعظْماً اإال ٍ
أي :وما أعلَ َمك أيذ َشيء َ
أحَرقَ ْته.
ْ
أمرها ﱡ ﱯ ﱰ ﱠ أيُ :مغَيِّ رة لِْلبَ ْشرةُ ،مس ِّوَدةٌ لِ ُ ِ ِ
لجلودُْ ،حمرقَةٌ هلا ،ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ أي :يلي َ َ َ َ
الزبانِية ِ ِ ِ
األش اداء. ويَتَ َسلَّط على أهلها تَ ْس َعة َع َشر َملَكاً من َّ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
صف هبا الوليد بن املغِ َرية. حذير ِمن هذه ِّ -1التَّ ِ
يحة واألفعال املْن َكرة اليت اتَّ َ الصفات ال َقبِ َ
112
ض ِل اللِ ،ويتَ َح َّدث املال واألبناءُ ِمن ِزينَ ِة احلياةِ ،فعلى َمن أُوتِيَها أن يَ ْش ُكَر اللَ تعاىل ،ويَ ْع ََِّت َ
ف بَِف ْ ُ -2
صيَة اللِ. بِنِعم ِة اللِ ،وال يص ِرف َشيئاً منها يف مع ِ
َْ َْ َْ
وعجزوا عن ُمضاهاتِه ،وقال صاحة والبَّلغةَ ، باب ال َف َ العَرب أر َ وإعجازه َح َّريت َ
ُ عظَمة ِ
القرآن وإتْقانُه َ َ -3
فيه ُك افارهم قَوالً ُمْنكراً.
ِ ِ أوصاف الناا ِر ِِ ِمن
جوه ُهميمة أهنا ال تُْبقي ألهلها َعظْماً وال حلماً اإال أَ ْحَرقَ ْته ،وأهنا تُ َس ِّود ُو َ العظ َ َ -4
ِ
حلصل ال َفناء هلم َس ِريعاً. لود ُهم كلَّما نَض َجت بُ ِّدلَت بِغَ ِْريها َ أن ُج َشارُهم ،ولوال َّ وتُغَِّري أبْ َ
عجزات األنبِياء تَزول حممد صلَّى الل عليه وسلَّم -وهي القرآن -بأهنا باقِيةٌ ،وم ِ عجزة َّ تَتميَّز م ِ -5
َ ُ ََ ُ
ِ ِ ِ
كالعصا والنااقَة وحنو ذلك. س َش ِر َيعته ،وليست َشيئاً خمتَلفاً َ بَزواهلم ،وبأهنا هي نَ ْف ُ
يب أهلِها ،وَك ْون َمن يَتَ َولَّون النا َار تِ ْس َعة َع َشر َملَكاً يَ ُد ُّل ِ ِ ِ ِ
من ُمه امات املّلئ َكة القيام على الناار وتَ ْعذ ُ
ِ ِ -6
على عظَمة خ ْل ِق ِهم وقُ َّوهتم ِ
وش َّدةِ ِ
بأس ِهم. َ َ َ
• نشاط:
ب صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن عند َربِّه بِتُ َه ٍمِ ،منها: َّ اهت َمت قَُريْ ٌ
ش ال ُقرآ َن الذي جاء به النَّ ُّ
-1أنَّه ِس ْحر.
............. -2
............. -3
• األسئلة:
األفعال اليت وقَ َعت ِمن ال َولِيد بن املغِ َرية كما َورد ِذ ْك ُرها يف القرآن:َ س -1رتِّب
-عانَ َد آيات الل.
إن ال ُقرآ َن ِس ْحٌر. -قالَّ :
-أَ ْدبَر و ْ
استَ ْك َب.
س وبَ َسَر. َ -عبَ َ
-نَظَر فيما أَع َّد ِمن الطَّع ِن يف ِ
القرآن. ْ َ َ
ِ ِ ِ
فكَر يف نَ ْفسه ليَطْ َع َن يف ال ُقرآن. َّ -
سول صلَّى الل عليه وسلَّم -وبي ُم ْع ِجزات َمن َسبَ َقه ِمن األنبِياء الر ِ رآن -الذي هو م ِ
عجَزةُ َّ ُ
س -2قا ِرن بي ال ُق ِ
السّلم.الصّلة و َّ عليهم َّ
ف الناار :ﱡ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱯ ﱰ ﱠ. س -3اشرح باختِصار قولَه تعاىل يف و ِص ِ
َ
113
114
شر
الدرس الثاني َع َ
المدثر من اآلية رقم ( )31إلى اآلية رقم ()37 ورة ُتَ فسير ُس َ
الع َد َد أن على الناار تِ ْس َعة َع َشر ِمن املّلئِكةَّ ،بي هنا َّ
أن هذا َ السابِ ِق َّ ِ ٍِ
لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف آخر آيَة من املقطَع ا
تاب ،فلَه ُسبحانَه وتعاىل احلكمة البالِغَة ،قال الك ِ جعلَه فِْت نَةً لِلكافِرين ،وِزيادةً إلميان املؤمني ،واستِيقاناً ألهل ِ
ْ َ ََ
تعاىل:
ﱻﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ
ﱼ ﱡﱶﱷﱸﱹﱺ
ﲝ ﲜ ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ
ﲬﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷ
ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ ﲭ
[املدثِّر- 31 :
ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ َّ
.]37
• موضوع اآليات:
جهنَّم تِ ْس َعة َع َشر َملَكاً. ِ
عد َد َخَزنَة َ احلكمة ِمن َّ
أن َ بَيا ُن َ
التَّخ ِويف ِمن الناار.
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ابْتِّلء واختِبار. فِْت نَة
ك ونِفاق. َش ي َمَرض
العظائِم.
َ ال ُك َب
• الشرح والتفسير:
ﱡﱽ ( )1ﱡ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ أي :وما َجعلنا َخزنَة الناار اإال ِمن املّلئِكة الغِّلظ،
العدد اإال اختِباراً للذين ك َفروا بالل ،حيث اشتغلوا ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﱠ أي :وما َجعلنا ذلك َ
ب َكونه تِ ْس َعة َع َشر ال ِع ْشرين َمثّلً ،فَ ُشغِلوا
ومن مستَ ْغ ِر ٍ فمن مستَ ِقل لهِ ،
باجلدال يف هذا العددِ ،
ُْ ُْ
صل اليَ ِقي لِلذين أُعطوا ِ ِ ِ
بِاجلدال عن املوعظَة ،فَ ُفتنُوا ،ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱠ أي :وليَ ْح ُ
جهنَّم إمنا هو َح يق ِمن الل تعاىل بأن ما جاء يف القرآن عن َخَزنة َ تاب ِمن اليَهود والنَّصارى َّ ِ
الك َ
ب أهنم كلَّما حيث وافَق ذلك ُكتُبَ ُهم ،ﱡ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ أي :ويَ ْزداد املؤمنون إمياناً بِسبَ ِ
َ
فازداد إمياهنم ،ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ َ وعلِ ُموا بِه ِ ِ
نََزَل علي ِهم َش ْيءٌ من أَْم ِر الل َ
ص َّدقوه َ
115
ﱡﲒﲓﲔ أنزَل اللُ يف كتابِه،
ك فيما َ ألهل الكتاب وللمؤمني َش ي حيصل ِﲑ ﱠ وال ُ
ِ ِ ِ
ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ أي :وليقول املنافقون والكافرون :ما الذي أر َاده اللُ
ب ؟ ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱠ أيِ :بثل الذي ذُكِر ي ِ
ض ُّل هبذا الع َدد املستَ ْغر ِ
َُ ْ َ َ
اللُ َمن أراد إضّللَه ،ويَ ْه ِدي َمن أراد ِهدايتَه ،ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي :وما يَ ْعلَم َع َدد
وحده ،ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ أي :وما الناار َمّلئِ َكة َربِّك وال ُجْن َده الذين َخلَ َق ُهم اإال الل َ
وعظَة للنااس. اإال تَ ْذكِرة وم ِ
َ َ
لرسول فيما جاء بِه ،ﱡ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ( )2ﱡ ﲴ ﱠ أي :ليس األمر كما ذكروا ِمن التَّكذيب لِ َّ
أقسم اللُ هبذه الثَّّلثَة -وللِ أن يُ ْق ِس َم ِبا شاء -على َّ
أن ﲺﲻﲼﲽﲿﳀﳁﱠ َ
يف لِلنااس ،ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ إنذار وَت ِو ٌ
العظائم ،ﱡ ﳃ ﳄ ﱠ أي :الناار ٌ
ِ
النا َار إحدى َ
ﳌﱠ :لِمن أراد منكم أن ي تَ َق َّدم بالتَّ َقُّرب إىل ربِّه بِِفعل الطااعات ،أو ي تَأَ َّخر بِِفعل ِ
املعاصي. ْ َ َ ْ َ َ
• ال َفوائد واالستَ نباطات:
ويفعلون ما يُ ْؤَمرون. أمرُهم َصون اللَ ما َ ظ ِش ٌ
داد ال يَ ْع ُ َ -1خَزنَة الناا ِر َمّلئِ َكة ِغّل ٌ
ِ ِ أن ع َدد ِ ِ ِ ِ
اخلزنَة ت ْس َعة َع َشر تَتَ َجلَّى يف :اختبار الكافرين؛ حيث إهنم اشتَغلوا َ
بالع َدد َ احلكمةُ من ذ ْك ِر َّ َ
َ -2
ازدياد املؤمني إمياناً؛ ألهنم إذا نزل علي ِهم َخبَ ٌر أهل الكتاب ،ويف ِ الع َمل ،ويف استِيقان ِ ِ
عن املوعظَة و َ
ِمن اللِ ص َّدقوه فازدادوا إمياناً ،وكذلك يف ارتِياب املنافِقي والكافِرين يف ِ
آيات الل تعاىل وقُ ْد َرتِه. َ
أح ٌد ِسواه ُسبحانَه. ِ ِ
نود الل َعدداً وص َفةً َ -3ال يعلَم ُج َ
أح ٌد ِسواه. ِ ِِ ِ ِ
لهدى بيَد الل ،ال يقدر عليه َ -4التَّوفيق ل ُ
ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
س اللُ نذارة من الل لعباده ،خياف منها املؤمنون ،ويَ ْك ُفر هبا َمن طَ َم َ -5عظَم َشأْن الناا ِر ،وهي َ
بَصائَِرهم.
صيَتِه، العبد خمتار لِعملِه؛ إذا شاء آمن وإذا شاء َك َفر ،ولذا ال جيوز له أن حيتَ َّج بَِق َد ِر اللِ على مع ِ -6
َْ َ َ ُ ٌ ََ
حتت َم ِشيئَ ِة َربِّه الذي ال يَ َقع َش ْيءٌ يف الكون اإال بإ ْذنِه. ِ
لكن َمشيئَتَه َ
• نشاط:
أن ذلك ِحل َك ٍم منها:
أصحاب الناار وأهنم تِ ْس َعةَ َع َشر ،ذَ َكر َّ
ِ لَ َما ذَ َكر اللُ تعاىل ِع َّدة
الكتاب وال يَ ْرتابوا ،بَ ِّي ذلك. -أن يستَ ي ِقن أهل ِ
ُ َْ ْ
• األسئلة:
س -1اكتُب عن َخزنَِة الناار ما يلي:
116
دهم:
َ -ع َد ُ
الع َدد ؟
جعلَ ُهم اللُ هبذا َ -ملاذا َ
بارة باختِصار.ِ
اشرح هذه الع َ
كماً وال َكْيفاً اإال هو )َ ،
ِ
نود الل ا س ( -2ال يعلم ُج َ
س -3اُذ ُكر ثَّلثَةً من تَ ْع ِرف ِمن َمّلئِ َك ِة اللِ ،وما أعماهلم ؟
117
شر
الدرس الثالث َع َ
المدثر من اآلية رقم ( )38إلى اآلية رقم ()48 ورة ُ تَ فسير ُس َ
باد يَ ْوماً يُوقَفون على ومن َتام ع ْدلِه أن جعل لِلعِ ِعز وجل ح ِكيم يف خ ْل ِقه ،ع ْد ٌل يف ح ْك ِمه وقَضائِهِ ، َّ
ََ َ ُ َ إن اللَ َّ َ َ ٌ َ
صاحبهاؤدي بِ ِ الذنوب اليت تُ ِّلم ِسيئِي ،ولَ اما كانت ُِّ أعماهلم لِيجا ِزي ِهم عليها ،وجعل اجلنَّة لِ ِ ِ
لمحسني ،والنا َار ل ُ ُ ََ َ ُ
وحْبس الزكاةِ ،والقول على اللِ بغ ِري ِع ْلم، الصّلةَ ،
أسها تَ ْرك َّ وجل على ر ِ
عز َّ إىل الناار ُمتَفا ِوتَة وكثِرية ،ذَ َكَر اللُ َّ
يامة ،قال تعاىل: ِ ِ ِ
والتَّكذيب بيَوم الق َ
ﱡﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣ
ﳤﳥﳦﳧﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﳰﳱﳲﳳﳴﳵﳶﳷﳸﳹ
[املدثِّر.]48 - 38 :
ﳺ ﳻ ﳼ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ َّ
• موضوع اآليات:
املوجبة لِ ُد ِ
خول الناار. ِ ِ
ض األسباب َ بَ ْع ُ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
َع ِملَت. َك َسبَت
وسة.
وم ْحبُ َ
ُم ْرهتَنَة َ َرِهينَة
تَ ُك ْن. كتَ ُ
نَتَ َكلَّم بِ ِ
الباطل. وض
َنُ ُ
اجلزاء واحلساب. الدين
ِّ
املوت. اليَ ِقي
طَلَب اخل ِري لِْلغَ ْري. فاعة
الش َ
َّ
• الشرح والتفسير:
رهونَةٌ عند اللِ بِ َك ْسبِها ،ال تُ َف ُّ ِ
ك حمبوسةٌ بِ َع َملهاَ ،م ُ
س َ كل نَ ْف ٍ
( )1ﱡ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ أيُّ :
ِ
احلقوق والعُقوبات. حىت تُ َؤِّدي ما عليها ِمن
اع ِة ِ ِِ ِِ
( )2ﱡ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ أي :اإال املسلمي املخلصي أصحاب اليَمي الذين فَ ُّكوا ِرقاهبم بِالطا َ
يم ٍة ُمتَ َع ِّد َدة ال يُ ْد َرُك ٍ ِ
فإهنم ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﱠ أي :فإهنم يف َجناات َعظ َ
118
ﱡﳟ ض ُهم بَ ْعضاً عن ال ُك افا ِر الذين أَ ْج ُرموا يف َح ِّق أن ُف ِس ِهم ،مث يقولون هلم: ُكْن ُهها ،يَ ْسأَ ُل بَ ْع ُ
وجعلَ ُكم تَذوقون َسعِ َريها ؟ أدخلَكم َجهنَّمَ ، ﳠ ﳡ ﳢ ﱠ أي :ما َ
صلِّي،
الدنيا من يُ َ ( )3ﱡ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﱠ أي :قال اجمل ِرُمون َجواباً لِ ُسؤال املؤمني :مل نَ ُكن يف ُّ
ص َّدق على ال ُف َقراء ،ﱡ ﳯ ﳰ ﳱ ﳲ ﱠ ﱡ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﱠ أي :ومل نَ ُكن نَتَ َ
الضّلل ،ﱡ ﳴ ﳵ ﳶ ﳷ ﱠ أي :وكناا نُ َك اذب الباطل مع ِ
أهل الغوايَة و َّ أي :وُكناا نَتَح َّدث بِ ِ
َ
بِيَ ِوم اجلزاء واحلساب ،ﱡ ﳹ ﳺ ﳻ ﱠ أي :حىت جاءَنا املوت ،وحنن ُم ِقيمون على تلك
السيِّئَة.
األفعال املن َكرة واألعمال َّ ِ
أح ٍد ِمن املّلئِ َكة أو النَّبِيِّي أو غ ِريهم ؛ َّ
ألن ِ
( )4ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي :فما يُفيدهم تَ َو ُّسط َ
لشافِع بأن يَ ْش َفع.
فاعة إمنا تكون لِ َمن ْارتَضاه اللُ ،وبعد إ ْذنِه لِ ا الش ََّ
• الفوائد واالستنباطات:
وحده؛ فإن كان خرياً لَِق َي خرياً ،وإن كان ُسوءاً لَِق َي جزاءَه. يامة بِ َع َملِه َ ِ ُّ ٍ
كل إنسان يُؤا َخذ يوم الق َ -1
ب غريه ،ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﱠ [فاطر ،]١٨ :ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ أح ٌد بِ َذنْ ِ
اخذ َ -2ال يُؤ َ
ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﱠ [النَّجم.]٣٩ – ٣٨ :
الصّلة ،ومْنع الزكاة ،واخلوض يف ِ
الباطل مع َ أسباب لِ ُدخول الناار :تَ ْرك َّ ٍ ذَكرت اآليات أربَ َعة -3
يامة. ِ ِ ِ ِِ
احلق ،والتَّكذيب بيَوم الق َ اخلائضي فّل يَقف مع ا
الصّلةَ فَ َمن تََرَكها ف َقد َك َفر " .وقال": ب صلَّى الل عليه وسلَّمَ " :
الع ْهد الذين بَْي نَنا وبَْي نَهم َّ قال النَّ ُّ -4
الش ْرِك وال ُك ْف ِر تَ ْرك َّ
الصّلة ". الر ُج ِل وبي ِّ ي َّ بَ ْ َ
اس على ما يقولونه بغ ِري ِ ِ ِ ِ ِ
ال جيوز لإلنسان أن يتَ َح َّدث بالباطل ويقول على الل بغري ع ْلم ،ويوافق النا َ -5
لح ِّق وال ُمتَ َجِّرٍد له.ِ ِ
بَيِّ نَة ،ويكون َّإم َعةً غري ُمتاب ٍع ل َ
فاعة هي طَلَب اخل ِري لِْلغَ ِري ،وال تكون اإال بِ َش ْرطَي: الش َ َّ -6
لشافِع أن يَ ْش َفع. أ -إ ْذن اللِ لِ ا
بِ -رضاه عن املش ُفوع له.
• نشاط:
وجل
عز َّ
أصحاب الناار :ﱡ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﱠ فَبَ َّي اللُ َّ ِ قال اللُ تعاىل عن
الصّلةِ يف ِ
اآلخَرة. ضَرَر تَ ْرِك َّ ِ
يف هذه اآلية َ
ِّ -بي فَوائِد احملافَظَة على َّ
الصّلة يف ُّ
الدنيا واآلخرة.
119
• األسئلة:
املناسبة أمام تَع ِر ِيفها فيما يلي:
س -1اُذكر ال َكلِمة ِ
(.)................................. -طَلَب اخل ِري لِْلغَ ْري هو:
(.)................................. كاك:
الف َ -احملبوس الذي ال يستطيع ِ
َ َْ ُ
ِ
أسباب ُدخول الناار. الدرس أر َبعةً ِمن س -2استَنتِج ِمن ِ
آيات َّ
الص ْد َق فيما يقولون. س -3استَ ِد ال ِمن اآليات على َذ ِّم اللِ للذين يتكلَّمون ِ
بالباطل ،وال يَتَ َحَّرون ِّ
120
شر
الدرس الرابع َع َ
ورة
المدثر من اآلية رقم ( )49إلى آخر الس َ تَ فسير ُسورة ُ
يد عن ِّ ِ ِ الش ِد َ ِ ِ ِ ِ ِ
أش َّد النافار،
احلق وأهله ،فَيَ ْنفر منه َ اض َّالكْب ُر يف النَّ ْفس ،والتَّكذيب باليَ ْوم اآلخر يُوِرثان ل ْل َعْبد اإلعر َ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم مع أهنم الكبار اليت ليست ِمن ح ِّقه ،وهذا ما وقَع لِ ِ الدعاوى ِ ويَ َّد ِعي َّ
لمشركي مع النَّ ِّ َ ُ َ َ
اعظَه ،قال تعاىل:يسمعون ال ُقرآ َن ومو ِ
َ ََْ
ﱡﱆﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ
ﱞﱠﱡﱢ ﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ
ﱚﱛﱜﱝ ﱟ
[املدثِّر.]56 - 49 :
ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ َّ
• موضوع اآليات:
اض ال ُك افا ِر عن ِّ
احلق. إعر ُ
اآلخر.كذيب بِالي وِم ِ شؤم التَّ ِ
ُْ
َْ
اعظ ال ُقرآن ِعظَةٌ لِ َمن اتَّ َعظ.
مو ِ
َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ش.الو ْح ِ ِ
َحري َ ُحٌر
نافَِرة ها ِربَة. ُم ْستَ ْن ِفَرة
كاسر.أسد ِ قَ ْس َوَرةٌ
َ
مفتوحة غري مطوية. منشرة
املستحق ألن يُتقى. أهل التقوى
• الشرح والتفسير:
ص ِرفي، ِ ِ
( )1ﱡ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي :فما هلؤالء املشركي عن ال ُقرآن وما فيه من املواعظ ُمْن َ
شحريُ َو ْح ٍ كأهنم ِمن ِش َّدة إعر ِ
اض ِهم َِ ﱡ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أيَّ :
يدة النافار ،فَ َّرت ِمن أَس ٍد ِ
كاس ٍر. َش ِد َ
َ
اح ٍد ِمن هؤالء املشركي كل و ِ( )2ﱡ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ أي :بل يَطْ َمع ُّ
باعه لَِرسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم. خيصه ،فيه امسه ،واألَمر باتِّ ِ
ْ أن يُنَ ِّزل اللُ عليه كتاباً مفتوحاً ُّ
121
إن الذي مينَعُهم من االنتِفاع زعموا وطلَبوا؛ بل َّ ﱡ ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱠ أي :ليس األَمر كما َ ()3
وع َدم َخ ْوفِ ِهم منها. ِ ِ
بالتَّذكَرة َع َدم إمياهنم باآلخرةَ ،
إن ال ُقرآ َن مو ِعظَةٌ بلِيغَةٌ كافِية التِّ ِ
عاظ ِهم. ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ أيَ :ح اقاً َّ ()4
َ َْ َ
فمن أراد االتِّعاظ اتَّ َعظ ِبا فيه ،وانتَ َفع هبداه. ﱡ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ أيَ : ()5
يد اللُ هلم اهلدى ،فإنَّه ال هادي ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱠ أي :وما يتَّعِظون اإال أن يُِر َ ()6
ض َّل لِ َمن َهدى اللُ سبحانَه اإال هو َ
وحده ،ﱡ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ أض َّل الل ،وال م ِ ِ
ُ ل َمن َ ُ
لمذنِبِي من َآمن به ِ ِ ِ ِ
وحده أن يُتَّقى ،وهو صاحب املغفَرة؛ فيَ ْغفر ل ُ ﱸ ﱠ أي :هو املستِ ِح ُّق َ
استَ ْغ َفره.
أطاعه و ْ
و َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
القرآن باحلمر الوح ِشيَّة اليت تَِفُّر ِمن األسد ِ
الكاسر فَتُ ِّ
ويل اض املشركي عن استِماع ِ َ -1شبَّهَ اللُ ِش َّد َة إعر ِ
َ ُُ َ ْ
كل اتاهٍ. األدبار ها ِربَةً يف ِّ
َ
صه ،فيه امسه واألَ ْم ُراح ٍد منهم كِتاباً َمفتُوحاً خيُ ُّ -2ب لَغ بِاملشركي العِناد أن طَلَبوا أن ي نَ ِّزَل الل على ُك ِّل و ِ
ُ ُ َ
سول صلَّى الل عليه وسلَّم ،وهذا ِمن املبالَغَة يف ال ُك ْفر والعِناد والتَّكذيب. باعه لِ َّلر ِ
باتِّ ِ
باآلخَرة وال خيافون َعذاهبا. ؤمنون ِ دود ِهم أهنم ال ي ِ ناد ِهم وص ِ احلق ِيقي يف ِع ِ السبب ِ -3
ُ ُ ُّ َّ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
فمن طَلَب اهلدى من َغ ِريه َ
أضلَّه -4ال ُقرآن الكرمي فيه املوعظَة واهلدى والكفايَة ل َمن أر َاد اللُ به َخ ْرياًَ ،
اللُ.
وعلَّ َمه ".
-5قال صلَّى الل عليه وسلَّمَ ":خْي ُرُكم َمن تَ َعلَّم ال ُقرآ َن َ
ضل على ِع ِ وخيشى ،وهو أَهل ِ
باده املؤمني املغفَرة الذي يتَ َف َّ ُْ وحده املستَ ِح ُّق ألن يُتَّقى َعذابُه ُ َ -6اللُ َ
بول تَ ْوبَتِ ِهم.
ِبغفرة ذُنوهبم وقَ ِ ِ
َ
• نشاط:
آثار طَيِّبة على اجملتَ َمع املسلِم. ِ ِ ِ ِ
لإلميان باليوم اآلخر واخلوف من اجلزاء واحلساب فيه ٌ
-اُذ ُكر شيئاً ِمن هذه اآلثا ِر.
• األسئلة:
املدرس ِة لِتَْب َحث عن ثَّلثَِة ِ ِ
لسد ،واملطلوب أن تَ ْرجع ل َمكتَبَة َ
ِ
اس ٌم ل َ
سَ -1ورد يف اآليات لفظ (قَ ْس َورة) وهو ْ
غري ما ذُكِر: أمساء لِ ِ
لسد ََ
122
............................... -1
............................... -2
............................... -3
ضون عن ال ُقرآن يف اآليات ؟ سِ -2با ُشبِّهَ املع ِر ُ
ُ
رآن وتَ َعلُّ َمه وقِراءَتَه وتَ َدبَُّره،
ضل ال ُق ِف
ََْ فيها يِّ ب
َُت - رط
ُ أس
َ ْة بع
ر أ ِ
دودحُ يف - ك ِ
يل ِ
مزس -3اكتُب ِر ً َ
إىل ة سال
ناسب. ِ
اآليات ِبا ي ِ ُمستَ ْش ِهداً ِمن
ُ
123
شر
الدرس الخامس َع َ
يامة من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()15 ورة الق َتَ فسير ُس َ
اس فيه ،ويذ ُكر شيئاً ِمن ُم َق ِّدماتِه ِ
القيامة كثرياً ،وي ِ
قسم بِه ،ويؤِّكد على ب ع ِ
ث النا ِ َْ ُ ُ يَ ْذ ُكر اللُ سبحانَه وتعاىل يَ ْوم َ
ألن يف ذلك قول إىل االستِعداد له باألعمال الصاحلة ،والب ع ِد عن ِ
املعاصي؛ َّ الع َ ال َكبِرية ،وأهوالِه الع ِظ ِ ِ
ُْ ا ت ُ يمة ،ليُ ْلف َ
َ َ َ
س في ِهما ،قال تعاىل: ٍِ احلق و ِ
الباطل و ِ
لكل واحد ال لَْب َ
اضحان ِّ اليوم ال تُقبَل األعذار؛ إذ َّ
ﭑﭒﭓ
ﱡﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ
ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤ
ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ
ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ [القيامة.]15 - 1 :
• موضوع اآليات:
ث بعد املوت. ثُبوت الب ع ِ
َْ
يامة وأهوالِه. ِ ِ
صف يَ ْوم الق َ
َ و ْ
يامة. ِ ِ ِ
ثُبوت اجلزاء واحلساب يَ ْوم الق َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ليست لِنَ ْفيِه. ِ ِ
أي :أُقسم ،و(ال) لتَأكيد ال َق َسم و َ ال أُقْ ِسم
كثرية اللوم لصاحبها. اللَّ او َامة
أيَظُ ُّن. أحيسب
َ
أَطراف أصابعِه. بَنانَه
لِيَ ْس َعى. لِيَ ْف ُجَر
مىت. أياان
ِ
اخلوف. حتري ِمن ِش َّدةِ
َّ بَِر َق
ض ْوُؤه.
َذ َهب َ َخ َسف
ال َم ْل َجأ. ال َوَزر
124
م ِ
أَ ْع َ
ذاره. عاذ َيره َ
• الشرح والتفسير:
( )1ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ يُ ْق ِسم اللُ سبحانَه بِيوم احلساب واجلزاء،
الشِّر وتَ ْن َدم على ما فات ،وجواب ال َقسم تَ ِ
قد ُيره: قسم بِالنَّ ِفس اليت تَلُوم ِ
صاحبَها على اخل ِري و َّ وي ِ
َ َ ُ
ويدل عليه قوله تعاىل :ﱡ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱠ أي :أيظُ ان هذا اإلنسان (لَيَْب َعثَن)ُّ ،
ا
ظامه بعد تَ َفُّرقِها ،ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ أي :بلى الكافِر أن لن نَ ْق ِدر على مجَْع ِع ِ
ف البَعِ ِري ،ونَ ْق ِدر على جنعل أصابِع يَ َديْه وِر ْجلَْيه َشيئاً ُم ْستَ ِويااً ُ
كخ ِّ ِ
َسنَ ْج َمعُها ،وإنَّنا لَقادرون على أن َ
ف تَركِيبُها. ِ
نس ِّويها كما كانت قَ ْبل املوت ،وإن َدقَّت خ ْل َقتُها ولَطُ َ أن َ
ث ،يريد أن يبقى على ال ُفجور فيما يستقبِل نكر اإلنسا ُن البَ ْع َ ( )2ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ بل ي ِ
ُ
ِمن أياام عُ ُم ِره.
اع ِة :مىت يكون يوم ِ ِ ِ ِ
الس َ
يام ا
( )3ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ أي :يَسأل هذا الكافر الفاجر ُمستَْبعداً ق َ
يامة ؟ ِ
الق َ
ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ أي :فإذا ()4
الش ِ
مس ور ال َق َم ِر ،وقُ ِر َن بي َّ ِ ِ ِ ِ حتري البصر ِ
ب نُ ُ
يامة ،و َذ َه َ
ش فَ َزعاً ماا رأى من أهوال يَ ْوم الق َ وده ََّ َ َ ُ ُ
وال َقمر يف الطُّلوع ِمن املغ ِرب مظْلِم ْي ،يقول اإلنسا ُن وقْ تَها :أين املهرب ِمن الع ِ
ذاب ؟ َ َُ َ ُ َ َ
ب ِ
الفرا ِر ،ال َم ْل َجأ لك وال ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﱠ أي :ليس األمر كما تَتَمنااه -أيُّها اإلنسا ُن ِ -من طَلَ ِ ()5
ُ
ِ ِ ِ مْنجى ِمن اللِ ،ﱡ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱠ أي :إىل اللِ َ ِ
قرهم،ومستَ ُّ
يامة َوحدهُ َمصريُ اخلّلئ ِق يوم الق َ َ
فيُجا ِزي ُك اّلً ِبا يَ ْستَ ِح اق.
ِ ﱡ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ أيُ :خيب اإلنسا ُن يف ذلك ِ
جبمي ِع أعمالهِ :من َخ ٍْري َ
وشر، اليوم ِ
َ ()6
آخ ِرها.وما قَ َّدمه منها يف َّأوِل حياتِِه ،وما كان يف ِ
َ
نفسهِ ،
وشاه ٌد بِنَ ْف ِسه على اضحةٌ على ِ ِ
ﱡﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ أي :أ َّن اإلنسا َن ُح َّجةٌ و َ ()7
إجر ِامه فإنَّه ال يَْن َفعه ذلك. ِ ِ ِ
أعماله ،ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي :ولو جاءَ بِ ُك ِّل َم ْعذ َرةٍ يعتَذر هبا عن ْ
• ال َفوائد واالستنباطات:
125
السوء ،ونَ ْفس لَوامةٌ ،وهي اليت تَلُوم ِ
صاحبَها على تَ ْرِك س اأم َارةٌ بِ ُّ ِ
ٌ اَ س ُمطْ َمئنَّة ،ونَ ْف ٌفوس ثَّلثَة :نَ ْف ٌ
النُّ ُ -1
لم ْؤِمن والكافِ ِر. ِ ِ
اخلري أو تَ ْرك الشَِّّر ،فتكون ل ُ
ِ
قسم ِبا شاء ِمن خلقه ،وأما بيوم القيامة تعظيماً له وتنبِيهاً على أهوالِه ،ولل تعاىل أن ي ِ أقسم الل ِ -2
ُ َ َ ُ
وحده.
قسم اإال بالل َ اإلنسا ُن فّل ي ِ
ُ
وع َدِم َتاثُلِها بي ِ
الذ ْك ِر يف قوله :ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ؛ لدقة َخ ْلقهاَ ، ص البَنان بِ ِّ ُخ َّ -3
الش ِ
خصيَّة. ص َمة لِتَميِيز َّ ِ
استُ ْعملَت البَ ْصبُ َعي أبداً يف البَ ِّش ِر كلِّ ِهم ،ولذلك ْ أُ ْ
لوع ِمن مس وال َق َم ُر يف الطُّ ِ ِ عند قِيام الس ِ
الش ُوتم ُع َّفيذهب نُور ال َق َمرَ ، ظام ال َك ْونَ ، اعة خيتَ ُّل ن ُ ا َ -4
هنار.
ي ،وال يكون هناك لَْي ٌل وال ٌ املغرب ُمظْلِم ِ
َ
املصري إىل ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
إذا ما قامت القيامة حاوَل املرء الفرار من ش َّدة اخلوف ،ولكن ال م ْلجأ من الل حينَئذ ،و ِ ِ -5
َ َ َ ُ َ
الصاحل.
وع َمله ا وحده ،وال يُنَ ِّجي اإلنسا َن اإال إميانه َ اللِ َ
ِ ِ ِ
وجيازى على ض ُحه َجوا ِر ُحه ،وسيُخب يَ ْوَم الق َ
يامة ِبا قَ َّد َم وأَ َّخَرُ ، اإلنسان نَ ْف ُسه ،وتَ ْف َ َسيَ ْش َهد على -6
اخل ِري و َّ
الشِّر.
ص ِريهِ.لن يقبل ِمن اإلنسان ع ْذر على تَ ْق ِ
ُ ٌ َُ -7
• نشاط:
كذيب الب ع ِ
ث :ﱡ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ. قال الل تعاىل يف هذه اآليات ر ااداً على ُم ِّ َ ْ
اإلعجاز العِْل ِم اي يف ذلك:
ُ الرِّد على هؤالء ِّ
املكذبي ،وما أثبَتَه تأمل هذه اآلية ،مث ِّبي َو ْجهَ َّ َّ -
• األسئلة:
يام ِة وأهوالَه ،فلماذا ؟ ِ
س -1كثرياً ما يَ ْذ ُكر اللُ تعاىل يَ ْوَم الق َ
اب ال َق َس ِم يف قوله تعاىل :ﱡ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ ؟ س -2أين َجو ُ
أقسام النُّ ِ
فوس. س -3اُذ ُكر َ
126
شر
الدرس السادس َع َ
يامة من اآلية رقم ( )16إلى اآلية رقم ()25 ورة الق َ تَ فسير ُس َ
اضحةً معانِيه وأحكامهِ َ ، ِ الز ِ ِ
وضم َن اللُ ُ يادة والنَّ ْقص ،و َ َ
وج َعله حمفوظاً من ِّ َ جل وعّل القرآن الكرميَ ، أنزل اللُ َّ
َ
الدنْيا ونَظَر إىل لَ اذاهتا ِ
العاجلَة وتَ َرك أحب ُّ
لكن َمن َّ الدنيا وال ي ْش َقون يف ِ
اآلخرةَّ ، ألهلِه أهنم ال ي ِ
ضلُّون يف ُّ
َ ْ َ
اخلاسر املغبُون ،قال تعاىل :ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ يمها فهو ِ اآلخرة والعمل هلاِ ِ ،
عاده إياها و َغ ْفلَتِه عن نَعِ ِ ِ
الستْب اْ َ ََ َ
ﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﱁﱂﱃﱄﱅﱆ
ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ [القيامة16 :
.]25 -
• موضوع اآليات:
ب صلَّى الل عليه وسلَّم على تَلَ ِّقي ال ُقرآن. ِ
ح ْرص النَّ ِّ
ومعانِيه. ِ ِ
ح ْفظ ال ُقرآن يف ألفاظه َ
ِ
يامة إىل ُسعداء وأ ْش ِقياء. ِ
يوم الق َ
اس َانقسام النا ِ ِ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
قِراءَتَه. قُرآنَه
َح َسنَة ُم ْش ِرقَة. ِ
ناضَرة
أي ترى رهبا َعياناً. ناظرةِ
كالِ َحة ُم ْس َوَّدة. ِ
باسَرة
وشار
صيبَة َ مِ
ُ فاقَِرة
• الشرح والتفسير:
الو ْحي ِ ِ حترك -يا َّ ِ
حممد -بال ُقرآن لسانَك حي نُزول َ ( )1ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﱠ أي :ال ِّ
ب صلَّى الل عليه وسلَّم كان ِّ
حيرك ألجل أن تَتَ َع َّجل ِح ْفظَه ،خمافَةَ أن يَتَ َفلَّت منك ،وذلك َّ
أن النَّ َّ
شيءٌ ،ﱡ ﳎ ﳏ ﳐ وت عليه منه َ زول ِجبيل عليه لِيَ ْح َفظَه و ا
لئّل يَ ُف َ َش َفتَ يه بِالوحي حي نُ ِ
ْ َْ
ص ْد ِرك ،مث علينا أن تَ َقرأه بِلِسانِك مىت ِشْئت ،ﱡ ﳓ ﳔ ﳕ مجعه يف َ
إن علينا َ ﳑ ﱠ أيَّ :
127
ﳖ ﱠ أي :فإذا قَرأه عليك رسولنا ِجبيل فاستَ ِمع لِِقراءتِه و ِ
أنصت له ،مث اقْرأه كما أقرأَك إيااه ،ﱡ
َ َ ْ ََُ
وضيح ما أش َكل عليك فَهمه ِمن معانِيه و ِ
أحكامه. ِ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﱠ أي :مث َّ
َ ُْ إن علينا تَ َ
ث وال َجزاءَ؛ بل ( )2ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱠ أي ليس األمر كما َز َع ْمتم -أيُّها املشركون -أن ال بَ ْع َ
يمها. ِ ِ أنتم حتبُّون احليا َة ُّ ِ
الدنيا وزينَتَها ،ﱡ ﱆ ﱇ ﱠ أي :وتَّتكون اآلخرة ونَع َ
ناع َمةٌ ،ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ القيامة م ْش ِرقَةٌ حسنَةٌ ِ ِ ( )3ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱠ أيُ :وجوه ِ
ََ عادة يوم َ ُ الس َ أهل َّ
أي :تنظُر إىل اللِ رهبا فتَ ْستَ ْمتِع بالنَّظَر إليه.
حةٌ ،ﱡﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱠ ِ الق ِ ِ ِ ِ
يامة عاب َسةٌ كال َ ( )4ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ أيُ :وجوه األشقياء يوم َ
قار الظَّ ْه ِر. ِ ِ ِ
يمةٌ ،تَ ْقصم فَ َ أي :تتَوقَّع أن تَن ِزَل هبا ُمصيبَةٌ َعظ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
األمة؛ أداءً الو ْحي وتَ ْبلِي ِغ ِّ
الرسالَة إىل َّ ِ ِ ِ َّ
الرسول صلى الل عليه وسلم على ح ْفظ َ
ص الشَّديد ِمن َّ ِ َّ ِ
-1احل ْر ُ
للمانَِة وقِياماً بِو ِاجب ِّ
الرسالَة.
رسولِه صلَّى الل عليه وسلَّم حيث َخ َّفف عليه بأن أََمَره أن يَ ْستَ ِمع لِ َلو ْحي ِمن ِ ِ
َ -2رحةُ الل تعاىل ب ُ
ص وال ِزيادةٍ .والل على كل ٍ
شيء ِجبيل ،مث ِجيده حمفوظاً بَِق ْلبِه صلَّى الل عليه وسلَّم ِمن غري نَ ْق ٍ
ِّ ُ َ َ
قَ ِدير.
اآلخرة؛ بل على املسلِم أن جيعل غايةَ سعيِه ِ
اآلخَرة ِ ِ ِ ب ُّ -3احل َذ ُر ِمن ُح ِّ
َ َ َْ الدنيا والركون إليها ونسيان َ
الدنيا.الباقِيَة ،وال يَْنسى َحظَّه ِمن ُّ
فم ُنهم َمن يراه يف املؤمنِي يف اجلنَّة :رْؤية اللِ يف اجلنَّة ،يرونَه على حسب مراتِبِهمِ : ِ -4من أعظَم نَعِي ِم ِ
ََ َ َ َُ
األسبوع َمَّرة.
ِ ومنهم َمن يراه يف اليوم مَّرتيِ ،
َ
حال وأقْ بَ ِح القيامة يكونون على ِ
أسوء ٍ ِ ض َحكون يف ُّ
يوم َ الدنيا ويَ ْلهون ويَتَ َمتَّعون لكنَّهم َ -5ال ُك افار يَ ْ
ب. الر ْع ِ وه ُهم كالِ َحةٌ ِمن ِّ
اهلم و ُّ وج ُص َورةٍُ ، ُ
اجلمال كما قال سبحانه :ﱡ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ضرةِ و ِ ِ
ُ -6وجوهُ املؤمني يف اجلنَّة غايَةً يف النَّ ْ َ
ومجاالً. ﱠ [املطففي ،]٢٤:وكلَّما رأوا رَّهبم ازدادوا نَ ْ
ضَرةً َ
• نشاط:
اع ِظه. اض عن القرآن ومو ِ
َ اس إىل اإلعر ِ السبَب الذي َدعا أكثَر النا ِ املفسرة ،مث بَ ِّي َّتأمل يف هذه اآليات َّ َّ
• األسئلة:
128
س -1ما ال َفرق بي َكلِمة ِ
(ناضرة) وكلمة ِ
(ناظرة) ؟ َ ْ
وحال الكافِر. ِ
القيامة ِ ِ ِ
س -2قارن بي حال املؤمن يوم َ
أهل اجلنَّ ِة َربَّ ُهم ؟
س -3هل يرى ُ
129
شر
الدرس السابع َع َ
ورة
يامة من اآلية رقم ( )26إلى آخر الس َ ورة الق َ
تَ فسير ُس َ
عداد لذلك اليوم ِ ِ
القيامة وأهواهلا ما ي ْدعو اإلنسا َن إىل االستِ ِ وجل يف َّأول ُّ ِ
َ ُ السورة من أحوال َ عز َّ لَ اما ذَ َكر اللُ َّ
لوب إىل ما فيه جناهتا ِ ِ وشدائِ َده ِ ِ ِ
يمة ،وكفى به زاجراً يَ ُسوق ال ُق َ
العظ ََ املوت َ
الصاحلة ،ذَ َكر يف خاَتتها َباألعمال ا
اضه ،قال وي زجرها عما فيه هّل ُكها ،اإال من ختِم على قَ ْلبِه فلم يست ِفد ِمن ذلك ،وظَ َّل يف سه ِوه وتَ ِ
كذيبِه وإعر ِ
َْ َ َْ َ َُ ا َ َْ ُ
تعاىل:
ﱡﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱢ
ﱡﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ
ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ
ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ
ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [القيامة.]40 - 26 :
• موضوع اآليات:
وشدائِده. وصف ِ
املوت َ َْ
بَ ْعض ِصفات ِ
أهل ال ُك ْف ِر.
االستِدالل بِأَصل اخل ْل ِق على الب ع ِ
ث. َْ ْ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الص ْد ِر ما بي ثَ ْغَرة النَّ ْح ِر والعاتِ ِق.
مجع تُ ْرقُ َوة ،وهي :أعلى َّ الَّتاقِي
َّ
طَبِيب يَرقِيه ويُدا ِويه. راق
أَيْ َقن. ظا ان
يَتَبَ ْخ ََّت خمتاالً يف ِم ْشيَتِه. يَتَ َمطَّى
يد ،معناهاَ :هّلك لك فَ َهّلك. َكلِمة و ِع ٍ أَْوىل لك فَأَْوىل
َ َ
ُم ْه َمّلً. دى
ُس ً
ِ
األرحام. ب يف ص ُّ يُ َ يُ ْم َىن
جام ٍد
قِطْعة دٍم ِ
َ َ َعلَ َقة
130
• الشرح والتفسير:
الص ْدر ،ﱡ ﱠ ﱡ ﱣ ﱠ أي: وح إىل أعايل َّ الر ُ وصلَت ُّ ﱡ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ أي :ح اقاً إذا َ ()1
احلاضرين لبعض :هل ِمن ر ٍاق يَرقِيه ويَ ْش ِفيه ماا هو فيه ؟ ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ أي وأيْ َقن وقال بعض ِ
الدنيا لِمعاي نَتِه مّلئِ َكة ِ أن الذي نََزَل بِه هو فِر ُ ضر َّ احملتَ ِ
املوت ،ﱡ ﱩ ﱪ ﱫﱠ أي: اق ُّ ُ َ َ
اآلخرة ،وقيل :التَ َفت ساقاه عند ِ آخر ُّ ِ ِ ِ ِ ِ اتَّصلَّت ِش َّدة ِ
املوت ،ﱡ ﱭ ﱮ ﱯ
الدنيا بش َّدة َّأول َ َ
وإما إىل الناار. ِ ِ ِ
يامة :اإما إىل اجلنَّة ا ﱰ ﱠ أي :إىل الل تعاىل َمساق العباد يوم الق َ
رآن ،وال َّأدى للِ سول صلَّى الل عليه وسلَّم وال ُق ِ الر ِ ﱡ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ أي :فّل َآمن الكافِر بِ َّ ()2
الصّلة ،ﱡ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أي :ولكن َك َّذب بِال ُقرآن ،وأعرض عن ِ
اإلميان ،ﱡﱻ ض َّ ِ
َ تعاىل فَرائ َ
شيَتِه ،ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي :مث َمضى إىل أهلِه خمتاالً يَتَبَ ْخ ََّت يف ِم ْ
فهّلك.ّلك لك َ ّلك لك فَ َهّلك ،مث َه ٌ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ أيَ :ه ٌ
ث أن يُ ََّت َك ِهَّلً ال يُ ْؤَمر والاملنكر لِلب ع ِ
ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ أي :أيظَن اإلنسا ُن ِ ()3
َْ ا
حياسب وال يُعاقَب ؟ يُ َنهى ،وال َ
اق
ي يُر ُ ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ أي :أمل ي ُكن هذا اإلنسان نُطْ َفةً ضعِي َفةً ِمن ٍ
ماء َم ِه ٍ ()4
َ
ٍِ ِ ِ
صار قطْ َعةً من َدٍم جامدَ ،
فخلَ َقه ب يف األرحام ؟ ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أي :مث َ
ِ ص ُّ ويُ َ
ِ ِ
فج َعلأحس ِن تق ِومي ،ﱡ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱠ أي َ ص َورتَه يف َ وس َّوى ُ اللُ ب ُق ْد َرته َ
الذ َكر واألنثى،ﱡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﱠ أي :أليس الصن َفيَّ : ِ
اإلنسان ِّ من هذا
اخللق بعد فَنائِ ِهم ؟ بلى إنَّه سبحانَه وتعاىل لَ ِ إعادةِ ِ ِ ِ
قادٌر ذلك اإلله اخلالق هلذه األشياء بقاد ٍر على َ
على ذلك.
• الفوائد واالستنباطات:
ويأخ َذ أُ ْهبَتَه ِ ِ ِ ِ
أح ٌد من اخللق َدفْ َعه إذا نََزل ،فعلى املسلم أن يَستَع َّد لهُ ، املوت ح يق ،ال يستَطيع َ ُ -1
وز َاده:
داخله *** فليت ِشعري بعد الباب ما ال ادار). كل النااس ِ باب و ُّ( املوت ٌ
وآالم ،وله فِْت نَةٌ نسأل الل أن يُعِي َذنا منها.
ات ٌ -2للموت َسكر ٌ
ِ ِ
الصّلة ،واإلعراض عن الرسول صلَّى الل عليه وسلَّم وترك َّ ِ
بالقرآن و َّ ِ -3من ِصفات الكافِر :التَّكذيب
الدين ال يتَ َعلَّ ُمه وال يَ ْع َمل به.ِّ
131
صح بذلك اس " كما َّ ط النا ِ وح ِقي َقتُه ":بَطر ِّ
احلق و َغ ْم ُ ِ ِ
الذنوب ومن أقبَ ِح األخّلق َ الكْب ر ِمن كبائِر ُّ
ُ
ِ -4
ب صلَّى الل عليه اخلب يف صحيح مسلم برقم ( )91من حديث ابن مسعود رضي الل عنه عن النَّ ِّ
وسلَّم.
باده َِهَّلً ومل ِ خلَق الل النااس حلكم ٍة ع ِظيم ٍة وغاي ٍة َشري َف ٍة ،وهيِ :عبادتُه وتَ ِ
يده ،فاللُ مل خيلُق ع َ وح ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ -5
يَّتْك ُهم ُسدى.
إعادتِه بعد َم ْوتِه ،ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ ِ ٍ ٍ ِِ
اللُ الذي بدأ َخ ْل َق اإلنسان من نُطْ َفة مث َعلَ َقة هو القادر على َ -6
ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱠ [الروم.]٢٧ :
ب لِمن قرأ اآلية ِ
األخ َرية أن يقولُ ":سبحانَك َريب -بلى. يُستَ َح ُّ َ -7
• نشاط:
ضرهُ املوت. ِ
حال َمن َح َ
املفسرة َ
اآليات َّ جل وعّل يف َّأول
ذَ َكر اللُ َ
املوت ،وذلك بإجيا ٍز. ِ -
ضرِها َ الس َري واكتُب حالَة َر ُجلي حي َح َ
ارجع إىل بعض كتُب ِّ
• األسئلة:
سِ -1أجب عن األسئلة التالية:
أ -ما التَّ ْرقُ َوةُ ؟
ب -ما معىن ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ ؟
سمية اليت وردت يف القرآن لِلطَّبِيب ؟ ج -ما التَّ ِ
س -2اكتُب رسالَةً إىل َزِميلِك تدعُوه لِتَ ُّأمل اآليات اليت تَتَ َكلَّم عن حلظات االحتِضا ِر يف هذه ُّ
السورة.
132
شر
الدرس الثامن َع َ
ورة اإلنسان من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()4 تَ فسير ُس َ
احلق َ َّ ِ
اس
ودله عليه ،فان َق َسم النا ُ وبي له َّ
وم ليس َشيئاً َمذكوراً ،مث َخلَ َقه اللُ َّ َمَّر على اإلنسان َد ْهٌر طَ ِو ٌ
يل وهو َم ْع ُد ٌ
عاص ،قال تعاىل: إىل شاكِ ٍر ُم ِطي ٍع ،وكافِ ٍر ٍ
ﭑﭒﭓ
ﱡﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ
ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﱠ [اإلنسان.]4 –1:
• موضوع اآليات:
اإلنسان بِبِدايَِة َخ ْل ِقه.
ِ تَذكِري
اس إىل ُم ْؤِم ٍن وكافِ ٍر. ِ
انقسام النا ِ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
االستِ ْفهام لِلتَّق ِرير ،واملعىن :قَ ْد أَتَى. َه ْل أتى
الرج ِل ِ
وماء املرأَةِ. أخّل ٌ ِ ِ أَْم ٍ
ط من ماء َّ ُ شاج
الطَّريق املستَ ِقيم. السبِيل
َّ
األع ِ
ناق. ِ أَ ْغّلالً
وعةً إىل ْ
الغُ ال :ما تُ ْربَط به األيدي َمرفُ َ
ناراً ُمتَّ ِق َد ًة. َسعِرياً
• الشرح والتفسير:
ِ
يل قبل ت طَ ِو ٌاإلنسان َوقْ ٌ ( )1ﱡ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﱠ أي :قد َمضى على
عرف له أَثَر.الروح ،مل ي ُكن شيئاً يُذ َكر وال يُ َ أن تُْن َفخ فيه ُّ
( )2ﱡ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ أي :إناا َخلَ ْقنا اإلنسا َن ِمن نُطْ َف ٍة
أج ِل ذلك ذا ِ الرجل ِ
وماء املرأَةِ ،نتَِبه بِالتَّكالِيف َّ ِ ِ ِ ِ
فج َعلناه من ْ الشرعيَّة فيما بعدَ ، خمتَلطَة من ماء َّ ُ
الدالئِل. ِ
اآليات ويَرى َّ صر؛ لِيَ ْس َمعَمسع وذا بَ َ
ّلل واخل ِري و َّالض ِ
الشِّر يق اهلدى و َّ وعَّرفناه طَ ِر َ
( )3ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ أي :إناا بيَّنا له َ
لِيكو َن إما م ْؤِمناً شاكِراً ،وإما َكفوراً ِ
جاحداً. ا ا ُ
133
يد تُ َش اد هبا( )4ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ أي :إناا أَع َددنا لِلكافِرين قُيوداً ِمن ح ِد ٍ
َ ْ ْ
أيدي ِهم إىل أعناقِ ِهم ،وناراً َحيَرقُون هبا. أَرجلُهم ،وأغّلالً تُغَ ُّل هبا ِ
ُ
• ال َفوائد واالستنباطات:
عدوماً مل ُخيلَق ،وليس له ِذ ْكٌر وال ِرفْ َعة ،فعلى اإلنسان ويل كان فيه َم ُ ت طَ ٌ
ِ
اإلنسان َوقْ ٌ -1لقد أتى على
دوده بأن يَ ْك ُفر أو يَتَ َك َّب. جاوز ُح َ أن يَ ْع ِرف قَ ْد َره وقُ ْد َرتَه ،وال يَتَ َ
الرج ِل ِ
وماء املرأةِ ،مثَّ السّلم ،وخلَق ذُِّريَّته ِمن نُطْ َف ٍة ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ
ضعي َفة خمتَلطَة من ماء َّ ُ َ َ َ َ -2خلَ َق اللُ تعاىل آدم عليه َّ
كمل َخ ْل َقها إنساناً قَ ِومياً. جعلَها أطواراً حىت َّ َ
صد ِيق ُر ُسلِه،
-3إمنا خلَق الل العِباد ليس حلاجة إليهم ،فالل غن عن كل خ ْل ِقه ،بل لِيبتلِي ِهم بِطاعتِه وتَ ِ
َ ََْ ِّ َ ي َ ُ َ
أدخله اللُ الناار.
صى َ ومن َع َ أدخلَه اللُ اجلنَّةَ ،
فمن أطاع َ َ
ّلل واتِّقائِه.
الض ِ
ومع ِرفَة َّ لإلنسان مسعاً وب ِ ِ ِ
لهما يف َمع ِرفَة اهلدى و َ
الع َم ِل بهَ ، صراً ليَ ْستَعم ُ ََ خلق اللُ
َ -4
أرس َل إلي ِهم ُر ُسّلً ِمن أن ُف ِس ِهم ،وأنزل عليهم السماء؛ بل َ -5مل يَّتك اللُ سبحانه َخ ْل َقه بِّل ِهدايٍَة ِمن َّ
اس إليها. ِ ِ
ُكتُباً من عنده يَ ْدعُون النا َ
األغّلل اليت تُغَل هبا ِ
األيدي يد تُ َش ُّد هبا األَْر ُجل ،و ُ ّلسل ِمن ح ِد ٍ الس ِ ذاب يف الناارَّ : ِ -6من ألو ِان الع ِ
ا َ َ
يمة احمل ِرقَة. األعناق ،والناار ِ ِ
العظ ََ إىل
• نشاط:
السّلم إىل أن جاءَت له ذُِّريَّة.
آدم عليه َّ ناقِش مع جمموعتك بِدايةَ ِ
خلق َ
• األسئلة:
س -1ضع ال َكلِمات التاالية يف مجل م ِ
ناسبَة: ُ َ
-األغّلل.
السعري.
َّ -
ِ
ي). -هل (استفهام تَق ِري ِر ا
س -2يقول الل عز وجل:ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ.
السبِيل الذي َدلَّنا اللُ عليه ؟ اشرح هذه اآلية ُمبَ يِّناً أِهِّيَّةَ َمع ِرفَة َّ
َ -
ّلسل) َموصولَة مع ما قَ ْب لَها وما بَ ْع َدها. تدرب على نُطْ ِق َكلِمة (س ِ سَّ -3
َ َ
134
الدرس التاسع َعشر
ورة اإلنسان من اآلية رقم ( )5إلى اآلية رقم ()10 تَ فسير ُس َ
ذاب ال ُك افارَّ ،بي يف هذه اآليات َشْيئاً ِمن نَعِي ِم
تام اآليات السابَِقة شيئاً ِمن َع ِ
ا
وجل يف ِخ ِ
عز َّلَ اما ذَ َكَر اللُ َّ
صة للِ اليت استَ َح ُّقوا هبا هذا النَّعِيم ،فقال سبحانه: ِ ِ
وبي شيئاً من أعماهلم اخلال َ األبرا ِر َ
وشراهبمَّ ،
ﱡﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ
ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣ
ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ [اإلنسان.]10 – 5 :
• موضوع اآليات:
ِ ذ ْك ُر ِ
بعض نَعِي ِم ِ
أهل اجلنَّة.
وجل. اإلخّلص للِ َّ
عز َّ ِ ِ
اإلحسان إىل اخل ْل ِق مع بيَان أثَِر
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
البَ ُّر :هو ال ُم ِطيع ال ُم ْخلِص الذي يَ ْكثُر منه فِ ْع ُل اخلَِْري. األبرار
ط بِه.ما َتلَ ُ اجها ِ
مز ُ
مادة بَْيضاء اللَّون طَيِّبَة ِّ
الريح. َّ كافُوراً
شاؤوا. صَّرفون فيها ،ويُ ْج ُروهنا حيث ُ يتَ َ يُ َف ِّجروهنا
طاعةً ُم َعيَّنَةً. ِ ِ
إجياب اإلنسان على نفسه َ ُ النَّ ْذر
فاشياً ُمْنتَ ِشراً.
ِ ُم ْستَ ِطرياً
وحبِس. ُخذ يف ِ الذي أ ِ أَ ِسرياً
احلرب ُ ْ
الو ُجوه وتُ َقطَّب فيه اجلِباهُ لِ ِش َّدة َه ْولِه. َشديداً تَ ْعبَس فيه ُ
ِ يَ ْوماً َعبُوساً
ص ْعباً.َ قَ ْمطَ ِريراً
• الشرح والتفسير:
حق ِ
اإلخّلص الذين يُ َؤُّدون َّ أهل الطااعة و ( )1ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ أيَّ :
إن َ
بأحس ِن أنو ِاع الطِّيب ،وهو ماءُ الكافُ ِور. الق ِ ِ ِ
يامة من َكأْ ٍس فيها مخٌَْر َ
مزوجةٌ َ يوم َ الل تعاىل يَ ْشربُون َ
135
ِ
يالشراب الذي ُم ِز َج من الكافُور هو َع ٌْ ( )2ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أي :هذا َّ
وهنا حيث شاؤوا إجراءً َس ْهّلً. وجي ُر َ ي ْشرب هبا ِع ِ
صَّرفون فيهاُْ ، باد الل ،يَتَ َ
ُ َ َ
أوجبوا ( )3ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ أي إهنم استح اقوا هذا النَّعِ ِ
يم لكوهنم يُوفو َن ِبا َ َ ََ
ِ
ضَرُره َخ ِطرياًَ ،
وشُّره يامة الذي يكون َ
ِ
قاب الل يف يوم الق َ
ِ
على أنفسهم من الطااعات ،وخيافون ع َ
ِ ِ
اس اإال َمن َرِح َم اللُ. فاشياً ُمْنتَ ِشراً على النا ِ
ِ
ِ ِ
يم كوهنم ( )4ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ أي :ومن أفعاهلم اليت استَح ُّقوا هبا النَّع َ
ب الذي ال ميلِك شيئاً العاجَز عن ال َكس ِ
ْ
يطْعِمون الطَّعام -مع حبِّ ِهم له وحاجتِهم إليه -ال َف ِقري ِ
َ َ ُ َ ُ
ُخذ يف احلرب األسري الذي أ ِ مال له ،و ِ الدنْيا ،واليَتِيم هو الطِّْفل الذي مات أَبُوه ،وال َ ِمن ح ِ
طام ُّ ُ
وحبِس ِمن قِبَ ِل ال ُك افار وغ ِريهم ،ويقولون:ﱡ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱠ أي :إمنا ُ
صد حَْداً وال ثَناءً ِمنكم ،ﱡ ب ثَوابِه ،ال نَبتَغِي ع ِوضاً وال نَ ْق ِ ضات اللِ وطَلَ ِ ُحن ِسن إلي ُكم ابتِغاء مر ِ
َ ْ ْ َ َْ
الوجوه ،وتُ َقطَّب ِ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ أي :إناا ُ ِ
س فيه ُ ناف من َربِّنا يَ ْوماً َشديداً تَ ْعبَ ُ
وش َّدةِ َه ْولِه.
فيه اجلِباه ِمن فَظاعة أم ِره ِ
َ ُ
• ال َفوائد واالستنباطات:
ِباء الكافُور اللَّ ِذ ِ
يذ -1األبرار ي ن عَّمو َن يف اجلنَّة بِألو ِان النَّعِي ِم ،ومن ذلك :أهنم يشربون مخراً مزوجةً ِ
َ َ ُ َُ
ص ِرفوهنا كيف ِ ِ
شاؤوا ،ويَ ْاخلم ِر حيث ُ الع َسل و ْ األهنار من املاء واللَّ َب و َ
الصايف ،وأهنم يُ ْج ُرو َن َ الطَّيِّب ا
شاؤوا.
ُ
طاعةً غري و ِاجبَة عليها ،لقوله صلَّى الل عليه ِ
ب لإلنسان النَّ ْذر بأن يُْل ِزَم نَ ْف َسه َ ال يُ ْستَ َح ا -2
وسلَّم":النَّ ْذر ال يَأْت خب ٍري إمنا يُ ْستَ ْخَرج بِه ِمن البَ ِخيل".
ميدح على َوفائِه بِنَ ْذ ِره.
الوفاءُ هبا ،و َب عليه َ طاعةً َو َج َ
إذا نَ َذر اإلنسا ُن َ -3
قام ِة على ِدي ِن اللِ. ِ
الع َم ِل واالست َ
ِ
اخلوف من يوم القيامة باالستعداد و َ
ُ ِ ِمن ِصفات األبرار: -4
حاجتِ ِهم إليه وحمبَّتِ ِهم له ،قال تعاىل :ﱡ ِِ ِ ِ ِ
ومن صفاهتم :إطْعام الطَّعام لل ُف َقراء واأليْتام واألَ ْسرى مع َ -5
ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ [آل عمران.]٩٢ :
ي ".قال صلَّى الل عليه وسلَّم ":أنا وكافِل اليَتِيم يف اجلنَِّة َكهاتَ ْ ِ -6
بإطعام ِهم و ِ
اإلنفاق عليهم. ِ ِ
اإلحسان إىل األَ ْسرى وإن كانوا ُك افاراً حباب ِ
است ُ -7
حتص ِيل جاهٍ. اب اللِ ،ال انتِظار أُجرةٍ أو ثَ ٍ
ناء أو ِ ِ
املؤمن إىل َعم ِل اخل ِري هو طَلَب ثَو ِ
َْ ُ َ الذي يَ ْدفَ ُع َ -8
136
• نشاط:
ما و ِاجبك تاه ال ُفقراء واملساكِي واأليتام ِ
وغريهم ِمن احملتاجي ؟
• األسئلة:
أهل اجلنَّة ،وعن سبب ما هم فيه ِمن لَ َّذةٍ ِمن ِخ ِ
ّلل ما َوَرد يف حدث عن نَعِيم ِ ف أن تَتَ َّ سُ -1كلِّفت يف َّ
الص ِّ
ََ
ُس َورةِ اإلنسان.
أسطُر. ِ
-اكتُب ُم َع ِّباً عن ذلك يف ثَّلثَة ْ
س -2اُذ ُكر ال َكلِ َمة ال ُقرآنِيَّة املر ِادفَة لِ ُكل ِمن:
-املْنتَ ِشر:
الص ْعب:
َّ -
األنسب لِلتَّعريف فيما يلي: ِ
اخَّت ال َكل َمة َ سَ - 3
طاعةً ُم َعيَّنَة هو: ِ ِ
أ -إجياب اإلنسان على نفسه َ
الف ْدية ،ال َقضاء ). ( الك افارة ،النَّذرِ ،
ص الذي يُ ْكثِر ِمن فِ ْع ِل اخل ِري هو: ِ
يع املخل ُ
ِ
ب -املط ُ
األمي ،الطاائِع ،البَ ُّر ). (الص ِادق ِ ،
ا
137
الدرس العشرون
ورة اإلنسان من اآلية رقم ( )11إلى اآلية رقم ()18 تَ فسير ُس َ
األعمال الصاحلة لِ ِ
عباده وإحساهنم إىل احملتاجي ،راغبي يف اجلزاء من السابِقة
َ ا لَ اما ذَ َكر اللُ تعاىل يف اآليات ا
عنده ،خائفي من يوم القيامة ،ذكر يف هذه اآليات فضله العظيم عليهم إذ كفاهم شر ذلك اليوم ،ونوع هلم
أنواعاً عظيمة من النعيم فقال عز وجل :ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ
ﱾﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ
ﱿ ﱹﱺﱻﱼﱽ
ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲝﲞﲟﲠﲡﲢ
ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ [اإلنسان.]18 – 11 :
• موضوع اآليات:
ِ ذ ْكر بَ ْع ِ
ض نَعِي ِم ِ
أهل اجلنَّة.
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
طاهم.
أع ُْ اهم
لَاق ُ
الوجوهِ.
ووضاءَة يف ُ ُح ْسناً َ ضَرةنَ ْ
الستوِر. األَ ِسَّرة املزيَّنَة بِ ِ
فاخر الثِّ ِ
ياب و ُّ األرائِك
َ
بَ ْرداً َش ِديداً. َزْم َه ِريراً
قَ ِريبَة. دانِيَة
ِ ذُلِّلَت
وس ِّهلَت.أُ ْدنيَت ُ
مثارها.
ُ قُطوفُها
• الشرح والتفسير:
يامة ،ﱡ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي: ِ ِ ( )1ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ أي :فَو ِ
قاهم من َشدائد يوم الق َ َ ُ
وهبجةً وفَ َرحاً يف قُلوهبم. ِ
أعطاهم ُح ْسناً ونُوراً يف ُوجوههمَ ، و ُ
ب ص ِبِهم على فِع ِل الطااع ِة وتَرِك ِ
املعصيَة َجنَّةً َ ْ ْ ( )2ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أي :وأثاهبم بِ َسبَ ِ َ ْ
يمةً يأكلُون منها ما شاؤوا ،ويَتَ نَ عَّمون ألوا َن النَّعِي ِم ،ويَ ْلبَسون فيها احل ِر َير النااعِ َم. ِ
َعظ َ
138
الستوِر،ﱡ ﲀ ﲁ ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱠ أي :متَّ ِكئِي فيها على األَ ِسَّرة املزيَّنَة بِ ِ
فاخ ِر الثِّياب و ُّ ()3
َ ُ
مس وال ِش َّدة البَ ْرد.
الش ِ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ أي :ال ي ِ
صيبُهم َحُّر َّ ُ
أشجار اجلنَّة ُمظَلَّلة علي ِهم ،ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ أي: ُ ( )4ﱡ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ أي :وقَريبَةٌ منهم
وس َّهل هلم أَ ْخذ مثا ِرها تَ ْس ِهيّلً.
َ
عام ِ
اخلدم بأواين الطَّ ِ
ضيَّة،
الف ِّ دور علي ِهم َ ( )5ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ أي :ويَ ُ
صفاء ضة مجَْع بي َ الزجاج ،ﱡ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ أيُ :زجاج ِمن فِ َّ الشراب ِمن ُّ وأكواب َّ
ياض ِ
الشا ِربون ،ال تَ ِزيد وال تَ ْن ُقص ،ﱡ السقاة على َمدا ِر ما يَ ْشتَ ِهي ا
ضة ،قَ َّدرها ُّ الف َّ الزجاج وبَ ِ ُّ
ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ أي :ويُسقى هؤالء األبرار يف اجلنَّة كأساً ملوءَةً مخراً مزوجاً
ِ يشربون ِمن َع ْ ٍ
سلسبِيّلً ،ل َس َ
ّلسة تسمى َ ي يف اجلنَّة َّ بالزجنَبِيل ،ﱡ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ أي َ َّ
ساغ ِه ِ
وطيبِه. َشراهبا ،وسهولَِة م ِ
ُ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
رسول الل صلَّى الل عليه ضل اللِ تعاىل ورحتِه ،قال ُ وعذابَه بَِف ْ ِ ِ ِ
يامة َ -1يُوقَى املؤمنون َه ْوَل يَ ْوم الق َ
رسول الل! قال :وال أنا ،اإال أن دخل أحداً من ُكم اجلنَّةَ َع َملُه ،قالوا :وال أنت يا َ وسلَّم ":لن ي ِ
ُ
يَتَ غَ َّم َدين اللُ بَِرحَتِه ".
ِ الصب على فِع ِل الطا ِ ِ ِ ِ
اجلزِع عند
اعة وتَ ْرك املعصيَة وتَ ْرَك التَّ َس ُّخط و َ َ ْ خري اآلخَرة اإال بِ َّ ْ أح ٌد َ حيصل َ -2لن ِّ
لول ِ
املصيبَة. ح ِ
ُ
تدلَّت هلم وهم يفمثرًة َ ِ
أهل اجلنَّة َ
ب وال َشيءَ من املنَ غِّصات ،فإذا اشتَهى ُ -3ليس يف اجلنَّة َك َدٌر وال تَ َع ٌ
أماكنِهم ،سواء كانوا قُعوداً أو قِياماً.
الزجاج. ضة وص ِ
فاء ُّ قدم فيها شراهبم وطَعامهم تمع بي ب ِ ِ -4األواين اليت يُ َّ
ياض الف َّ َ َ َ ُ َ
يادةٍ وال نَ ْق ٍ ِِ
ص. حاجة اآلكلي بِّل ِز َ -5يُؤتى بالطَّعام يف اجلنَّة على قَ ْد ِر َ
الدنيا اإال األمساءَ فقط ،ولذا قال رسول الل صلَّى الل عليه وسلَّم ":فيها ما ال -6ليس يف اجلنَّة ماا يف ُّ
ب بَ َشر ".عي رأَت ،وال أُذُن َِمس َعت ،وال َخطَر على قَ ْل ِ ٌ
• نشاط:
املفسرةِ ،صف لِ َزمّلئِك مدى َش ْوقِك إىل اجلنَّة ،واُذكر ِمثاالً على ذلك ِمن اآليات َّ تأملِك يف ِ ِ من ِخّلل ُّ
الصحابة رضوان الل عليهم. حال َّ ِ
139
• األسئلة:
س -1اخَّت لل َكلِمات يف العمود (أ) ما ي ِ
ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب):ُ َ
(ب) (أ)
مثارها.
) ُ ( -1قُطُوفُها:
وح ْسناً.
) َوضاءَة ُ ( اهم: -2لَاق ُ
) أثاهبم. ( َ -3زْم َه ِريراً:
طاهم.
أع ُ) ْ ( -4األرائِك:
الش ِديد.
) البَ ْرد َّ ( ضَرة: -5نَ ْ
) األَ ِسَّرة. ( َ -6جز ُاهم:
140
الدرس الحادي والعشرون
ورة اإلنسان من اآليَة رقم ( )19إلى اآلية رقم ()26 تَفسير ُس َ
املؤمني ِمن أنواع النَّعِيمِّ ،بي يف هذه اآليات
لَما ذَ َكر الل سبحانَه يف اآليات السابَِقة ما يطاف بِه على ِ
ُ ا ُ ا
مال ِخ ْد َمة ،فقال عز وجل: ِ
أوصاف الطاائِفي بذلك النَّعِيم ،وما هم عليه ِمن حس ِن وَك ِ
ُْ
ﱡﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ ﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ
ﳀﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ
ﳁ ﲾ ﲿ
ﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟ ﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦ
ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ [اإلنسان.]26 – 19 :
• موضوع اآليات:
ِ من نَعِيم ِ
أهل اجلنَّة.
وجل. إنزال ال ُقرآن ِمن عند اللِ َّ
عز َّ
كل َوقْت.
بادة يف ِّ ِ
أِهِّيَّة الع َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ُهناك. َمثَّ
فَ ْوقَ ُهم. عالِيَ ُهم
ِ
َح ِر ٌير َرق ٌ
يق. ُسْن ُدس
َح ِر ٌير َغلِي ٌ
ظ. إستَْب َرق
ْ
َّأول النَّهار. بُ ْكَرةً
آخر النَّها ِر.ِ أَ ِصيّلً
• الشرح والتفسير:
هؤالء األبرار خل ْد َمتِهم ِغلما ٌن دائِمون على حاهلم، طوف على ِ ( )1ﱡ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ أي :ويَ ُ
أيت هؤالء الغِلمان ظنَ ْنتَهم لُْؤلؤاً ال يَشيبُون وال ميوتُون ،ﱡ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ أي :إذا ر َ
ِ
جوه ِهم ،وانتِشا ِرِهم يف اخل ْد َم ِة.
فاء ألواهنم وإشر ِاق و ِ مْنثوراً حلسنِهم ،وص ِ
ُ َ ْ َ
أيت فيه نَعِيماً ال يُ ْد َرك ( )2ﱡ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱠ أي :وإذا أبصرت َّ ٍ
أي َمكان يف اجلنَّة ر َ َ
وم ْلكاً َع ِظيماً و ِاسعاً ال غايَةَ له.
ص ُفهُ ،
َو ْ
141
الرقِ ِيق
ياب ُمبَطَّنَةٌ باحل ِري ِر َّ ِ ِ
وهم وحيمل أبداهنم ث ٌ ( )3ﱡ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ أي :يَعلُ ُ
ضةَ ِح ْليَةً هلم يظ ،ﱡ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ أي :وأُلْبِسوا ِ
الف َّ وظاهرها ِمن احلري ِر الغَلِ ِ األبيضِ ، ِ
ُ ُ
س فيه وال ِ وِزينَة ،ﱡ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱠ أيَ :
فوق ذلك النَّعيم َشراباً ال ر ْج َ وسقاهم رهبم َ
َدنَس.
إن هذا أ ُِع َّد لكم ُمقابِل أعمالِكم ( )4ﱡ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ أي :ويُقال هلمَّ :
الدنيا عند الل َم ْر ِضيااً َمقبوالً. الصاحلة ،وكان َع َملُكم يف ُّ ا
حممد – ال ُقرآ َن تن ِزيّلً ِمن ( )5ﱡ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﱠ أي :إناا حنن َّنزلنا عليك -يا َّ
الو ِعيد ،والثَّواب والعِقاب. و د ع
ْ الو نمعندنا ،لِتُ َذ ِّكرهم ِبا فيه ِ ِ
َ َ َ
ض عليه مست ِقيماً ثابِتاً ،واصِب لَِق ِ
ضاء ربِّك ْ ُ َ ين و ْام ِ الد ِّ فاصِب ْ
ألم ِر ربِّك ِّ ( )6ﱡ ﳛ ﳜ ﳝ ﱠ أي ْ
ارض بِه واقْ بَ ْله ،ﱡ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﱠ أي :وال تُ ِطع ِمن املشركي َمن كان ُمْن غَ ِمساً و َ
الض ِ
ّلل. الشهوات ُمبالِغاً يف ال ُك ْف ِر و َّ يف َّ
( )7ﱡ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﱠ أي :ودا ِوم على ِذ ْك ِر اس ِم ربِّك ودعائِه يف َّأول النَّها ِر ِ
وآخ ِره، ْ َ ُ
الصّلةِ ،فإهنا تمع بي ِذ ْك ِر ال َق ْل ِ
ب واللِّسان والبَ َد ِن. إقامة َّ ِ
ومن أعظَم ذ ْك ِرهَ :
ِ
َ
وهتجد لهوص ِّل َّ ومن اللَّ ِيل فاخ ِ ( )8ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ أيِ :
ضع لَربِّك َ ْ َ
َزَمناً طَ ِويّلً ِمن اللَّيل.
• ال َفوائد واالستنباطات:
الشباب ال ادائِم الذي ال يَ ْع ََِّتيه َهَرٌم وال فَناءٌ ،واجلمال أهل اجلنَّة قد مجعوا بي َّ -1الولْدان الذين خيدمون َ
ِ
اخلدم ِة. ِ ِ
الباهر ،والنَّشاط واالنتشار يف َ
ميكن إدر ُاك وص ِفه؛ ألنَّه فَو َق ما ي تص َّوره النااس ،ولن تقع أعي نهم على ش ٍ
يء يُ ْشبِ ُهه -2ما يف اجلنَّة ال ِ
َ ُُ ََ َ ُ ْ َْ
أو يُدانِيه.
أوصاف اجلنَّة وأهلِها ما يلي: ِ السورة ِمن -3ورد يف هذه ُّ
كأس كان ِمزاجها كافُوراً. ( )1يَشربون ِمن ٍ
صَّرفون يف أهنا ِر اجلنَّة كيف شاؤوا. ( )2يتَ َ
ومجاهلا.وههم َ ضرةُ وج ِ
( )3نَ ْ َ ُ ُ
(ُ )4سرور قلوهبم وفَ َر ُحها.
ي متَ نَ ِّو َعة. ِ
( )5بَسات ٌ
142
احةٌ يف اجمللِس.
( )6ر َ
( )7ال يَ ْرون فيها مشساً وال َزْم َهريراً.
( )8دانِيَة علي ِهم ِظّلهلا.
( )9ذُلِّلَت قُطوفها تَذلِيّلً.
ضة. ضة ،وأكواهبا قَوا ِرير ِمن فِ َّ ( )10آنِيَتُها فِ َّ
وشراهبا على قَ ْد ِر َش ْه َوةِ اآلكلِي. عامها َ ( )11يأت طَ ُ
بالزجنبِيل.
مزوجةً َّ ( )12يُس َق ْون فيها َمخراً َ
ِ
اجلمال والنَّشاط. ( )13يُطوف علي ِهم ِولْدان خملَّدون يف غايَِة
وظهارتُه َغلِيظَة.
َ باسهم َح ِر ٌير بِطانَتُه َرقِي َقةٌ، ِ
( )14ل ُ
الشراب الطَّهور. (َّ )15
ضة. (ِ )16ح ْليَتُهم أسا ِور ِمن فِ َّ
رسول الل م َفرقاً؛ لِيسهل فَ ْهمه وتَ َدبُّره ،وليكون به تَثْبِيت ال ُق ِ
لوب. نزل القرآن على ِ َ -4
ُ ا َ ُْ ُ
الدعاء. الذكر و ُّبالصّلة و ِّ
ضاء َّ الصب على مِّر ال َق ِ االستِعانَة على فِ ْع ِل األو ِامر و َّ -5
ُ
ض ُهم بِلُْب ِسه يف اجلنَّة. ِ جال املؤمنون لُبس احل ِري ِر يف ُّ ِ
الدنيا امتثاالً ألم ِر الل َع َّو َ ْ َ الر ُلَ َما تَ َرَك ِّ -6
• نشاط:
لِ ِّ
لذ ْكر فَوائِد َكثِ َريةٌ يناهلا ال اذاكِر للِ تعاىل ،اُذكر شيئاً منها.
• األسئلة:
س -1استَخ ِرج ِمن اآليات ما يلي:
َ -1زمانَ ْي:
باس ْي: ِ
-2ل َ
بادتَ ْي: ِ
-3ع َ
س -2ما احلكمة ِمن نُ ِ
زول ال ُقرآن ُم َفَّرقاً ؟ َ
ِ
أوصاف اجلنَّة َوَرَدت يف هذه اآليات. ٍ
أوصاف ِمن مخسةَ
س -3اُذكر َ
143
الدرس الثاني والعشرون
ورة.
ورة اإلنسان من اآلية رقم ( )27إلى آخر الس َ تَ فسير ُس َ
اآلخر؛ لِظَناهم استِحالَة كذيب بِالي وم ِ
َْ
وجل والتَّ ِ
عز َّ صيان هو ال ُك ْف ُر باللِ َّ ِ ِ
من أعظَم ما عليه ال ُك افار من الع ْ
ِ
الصاحلة الناافِ َع ِة يف ِ
اض عن األعمال ا وع َمّلً ،واإلعر ِالدنيا حمبَّةً َ داهم إىل التَّ َعلُّ ِق بِ ُّ
اإلعادة َمَّرةً أخرى ،وذلك ما َح ُ َ
إعادهتم، ِ
أن الذي َخلَ َق ُهم َّأوَل َمَّرة قادٌر على َ الض ْعف إىل ال ُق َّوةِ لَ َعلِموا َّ اآلخرة ،ولو أهنم تأََّملوا يف َخ ْل ِق ِهم ِمن َّ
ِ
ﱕﱗﱘ
ﱖ تعاىل :ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ قال
ﱭﱯﱰ
ﱟﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬ ﱮ
ﱠ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞ
ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱠ [اإلنسان– 27 :
.]31
• موضوع اآليات:
لدنيا وإعراضهم عن ِ
اآلخَرة. ُ ب ال ُك افار لِ ُّ
ُ ح ا
بأصل اخل ْلق على البَ ْعث. االستِدالل ِ
القرآن ِعظَة وتَذكَِرة لِ َمن تَ َذ َّكر.
عُموم َم ِشيئَة اللِ تعاىل للمخلوقات.
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
َخ ْل َق ُهم. أَ ْسَرُهم
• الشرح والتفسير:
الدنيا الفانِيَة ( )1ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱠ أيَّ :
إن هؤالء املشركون حيبُّون ُّ
ف ظُهوِرِهم يوماً طَ ِويّلً َمهوالًَ ،ع ِظيم َّ
الشدائِد ال يَْنجون فيه اإال ِ
ال َق ِريبَة ،ويَْن َشغلون هبا ،ويَّتكون َخ ْل َ
بالع َم ِل ا
الصاحل واإلميان. َ
( )2ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ أي :حنن خلقناهم وأحكمنا
خلقهم ،وإذا شئنا أهلكناهم وجئنا بأطوع لل منهم.
الس َورةَ ِعظَةٌ للعاملي ،ﱡ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ أي: إن هذه ُّ( )3ﱡ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ أيَّ :
ِ ِ ِ ِ َّ فمن أراد اخلري ِ
الدنيا واآلخرة احتذ طَ ِريقاً ُموصّلً إىل الل وإىل َجنَّته باإلميان و َ
الع َم ِل لنفسه يف ُّ َ
الصاحل.
ا
144
ﱭ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ أي :وما تُريدون أمراً ِمن األُمور اإال ( )4ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱮ
وصْنعِه. ِ ِ ِ ِ ِِ وم ِشيئَتِهَّ ، ِ ِ ِ
إن الل كان عليماً بأحوال َخ ْلقهَ ،حكيماً يف تَ ْدبِ ِريه ُ بتَ ْقدير الل َ
جنَّتِه وهم املؤمنون ،ﱡ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ ( )5ﱡ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ أيَ :
أعد لِلمتجا ِوِزين حدوده عذاباً م ِ
وجعاً. ُ َ َ ُ أي :و َّ ُ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
الدنيا وإيثارها والعمل هلا؛ لِع َدِم إمياهنم ِ
باآلخَرة. غال بِ ُّ ِ -1من ِصفات ال ُك افا ِر ِ
االنش ُ
َ ُ ََ
قادٌر على -2طُغيا ُن الكافِر واعتِداده بِ ُق َّوتِه ،وع َدم إميانِه بِربِِّه ،فإنَّه ي نْسى ضع َفه وقُ ْدرةَ اللِ عليه ،والل ِ
ُ َ َْ َ َ َ ْ ُ
إهّلكِه وتَ ْب ِديلِه بغ ِريه ،فلو فَ َّكر َح اقاً ما َك َفر.
يل قائِ ٌم و َّ
احلجةَ بَيِّ نَةٌ ،وال فإن َّ ِلوك َسبِ ِيل النَّجاةَِّ ،
رآن وس ِ اع ِظ ال ُق ِظ ِبو ِ ِ -3جيب على النا ِ
اس االتِّعا ُ
الدل َ ُ
ألح ٍد بعد ذلك. عُ ْذ َر َ
احلكمة البالِغَة يف األَ ْمر
الشامل الواسع الذي ال خي َفى عليه َشيءٌ ،و َ
ِ فات اللِ الع ِظيمة :العِْلم ا ِ
ُ َ َ
ِ -4من ِص ِ
والتَّدبِري؛ فَيضع كل ش ٍ
يء َم ْو ِض َعه. َ َ َّ َ
وم ِشيئَتِه. ِ ِ ِ
أح ٌد اجلنَّة اإال برحَة الل َ يدخل َ -5لن ُ
• نشاط:
آثار َسيِّئَة على اجملتَ َمع الكافِر ،اُذكر َشيئاً منها. ِ ِ ِ
للتَّكذيب باليوم اآلخر ٌ
• األسئلة:
[التي .]4 :استخ ِرج ِمن ِ
آيات التِّي :ﱡ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ س -1يقول اللُ تعاىل يف سورة
يدل على معىن هذه اآلية. الدرس ما َُّّ
وجنَّتِه، ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
س -2سورة اإلنسان َم ْوعظَة وعلى قا ِرئها أن يَتَّعظ ِبا فيها ،ويأخذ بالطَّريق الذي يُوصله إىل ِرضا الل َ
تدل على هذا املعىن ؟ما اآلية اليت ُّ
ِ
اإلنسان ؟ اإلميان بِ ِ
اآلخَرة على ُسلوك ِ ف
ض ْع ُ
س -3ما األثَر الذي َيَّتُكه َ
145
الدرس الثالث والعشرون
المرسالت من اآلية رقم ( )1إلى اآلية رقم ()15 ورة ُتفسير ُس َ
السماء والنُّجوم واجلبال وغريها ،وي َقع فيه أحداث كبِ َرية يف َّ يامة يَوماً َع ِظيماً َمهوالً -ت َقع فيه ِ
ٌ لَ اما كان يَ ْوُم الق َ
ب األعمال ،ويفصل فيه بي العِباد ،في َقع العذاب ِ
وحت ُّل النِّ ْق َمةُ ِِبَن َّ ِ
كذ َ َ َ ُ ُ َ ث والنُّشور ،واجلزاء واحلساب على البَ ْع ُ
ض خملوقاتِه ،قال تعاىل: وأعرض عن ِدي ِن اللِ -أقسم الل على و ِ
قوعه بِبَ ْع ِ ُ ََ ُ َ َ
ﭑﭒﭓ
ﱡﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ
ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ [املرسّلت– 1 :
.]15
• موضوع اآليات:
يامة. ِ ِ صف بَ ِ
عض أحداث يوم الق َ َ و ْ
يامة. ِ ِ
ثُبوت اجلزاء واحلساب يوم الق َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
الرياح. ِّ ال ُم ْر َسّلت
املتَتابِ َعة. عُْرفاً
الش ِد َ
يدة. الرياح َِّّ ِ
العاصفات
املّلئِكة املوَّكلَة بِ ُّ
الس ُحب. اشراتالنا ِ
ض ْوُؤها. َذ َهب ً طُ ِم َست
ت. عُ ِّي هلا َوقْ ٌ أُقِّتَت
• الشرح والتفسير:
ﱡﲄ الرياح حي هتُب ُمتَتابِ َعةً يَ ْق ُفو ُ
بعضها بعضاً، أقس َم اللُ تعاىل بِ ِّ
( )1ﱡ ﲁ ﲂ ﱠ َ
أقسم باملّلئِ َكة املوَّكلِي
ديدة اهلبوب املهل َكة ،ﱡ ﲇ ﲈ ﱠ و َ
ِ ِ الش َ ِبالرياح َّ
أقسم ِّ
ﲅﱠ و َ
ب يسوقوهنا حيث شاء الل ،ﱡ ﲊ ﲋﱠ وأقسم بِاملّلئِ َكة اليت تَ ْن ِزل ِمن ِ
عند الل ِبا بالس ُح ِ
ُّ
َ ُ
146
ِ ي َفِّرق بي ِّ ِ
أقسم باملّلئكة اليت تَتَ َّلقى َ
الو ْح َي من احلق والباطل واحلّلل واحلرام ،ﱡ ﲍ ﲎ ﱠ و َ ُ
الو ْحي إعذاراً ِمن اللِ إىل َخ ْل ِقه وإنذاراً
َ
ِ
عند اللِ وتَ ْن ِزل ِبه على أنبِيائِه ،ﱡ ﲐ ﲑ ﲒﱠ أي :تَْن ِزل بِ
منه إلي ِهم لِئَ اّل يكون هلم ُح َّجة.
يامة وما فيه ِمن َجز ٍاء ِ ِ
وعدون به من أَْمر الق َ إن الذين تُ َاب ال َقسم ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ أيَّ : وجو ُ
وحساب لَنا ِزٍل بِ ُكم ال حمالَة.ِ
ﱡ ﲠﲡ ص َّد َعت،
ض ْوُؤها ،ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ أي :تَ َ
ذهب َ
( )2ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ أيَ :
الرياح ،ﱡ ﲤ ﲥ ﲦﱠ أيُ :جعِ َل لِ ُّلرسل ﲢﱠ أي :تَطايَرت وتَناثرت وصارت َهباءً تَ ْذ ُروه ِّ
ألي يَ ْوٍم َع ِظي ٍم أُ ِّخرت ُّ
الر ُسل؟ ص ِل بينَ ُهم وبي األمم ،ﱡ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ يُقال ِّ ِ
ت معلُوم لل َف ْ َوقْ ٌ
صل بي اخلّلئِق ،ﱡ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ أي: ِ ِ ِ
ﱡﲬ ﲭﱠ أي :أُ ِّخَرت ليَ ْوم ال َقضاء وال َف ْ
ِ ٍ
وه ْولُه؟ ﱡ ﲵ ﲶ ﲷﱠ أي: ص ِل وش َّدتُه َ أي َش ْيء هو يَ ْوُم ال َف ْ وما أعلَ َمك أيُّها اإلنسان ا
لم َك ِّذبِي هبذا اليوم املوعود. ِ ِ
َهّلك َعظيم يف ذلك اليوم ل ُ
• ال َفوائد واالستنباطات:
ودل على فدل ذلك على ِعظَم هذه املخلوقاتَّ ، اعها وباملّلئِكة بأصنافِهمَّ ، بالرياح بأنو ِ أقسم اللُ ِّ -1
َ
صفاتِه أو بأمسائِه. أن لل أن ي ْق ِسم ِبا شاء ِمن خ ْل ِقه ،وليس لنا أن نُ ْق ِسم اإال بِاللِ أو ب ِ َّ
َ َ ُ َ
خياف وال يرجو شيئاً يف فإن َمن ال ُ ستقيم احلياةُ اإال بذلكَّ ، اإلميان بالب عث واجلزاء ،وال تَ ِ ِ ُ -2وجوب
َْ
اآلخرة سي ْف ِسد َّإميا ٍ
إفساد. ِ
َ َُ
السماء وزواهلا ،ونَ ْسف شقق َّ ض ْوِء النُّجوم بعد تَساقُ ِطها ،وتَ ُّ يامة أهوال كثرية ،منها :ذَهاب َ
ِِ
-3للق َ
اجلبال ِمن أماكِنها.
ِ
حممد صلاى الل عليه شهد أَُّمة َّ سل وأُم ِهم ،فيَ ْش َهد ُّ الر ِ ِ
الر ُسل على أمهم ،وتَ َ يامة بي ُّ
يوم الق َ جيمع اللُ َ
َ -4
وسلَّم لِكل ُّ
الر ُس ِل بالبَ ِ
ّلغ.
ج ِة علي ِهم ،وإنذاراً بالعذاب ،ﱡ ﲐ ﲑ لح َّ ِ رسلَت إعذاراً ِمن اللِ لِلنا ِ -5أُنْ ِزلَت ال ُكتُب وأُ ِ
وإقامةً ل ُ
اسَ ، ُ
ﲒﱠ.
أحبُّه إىل اللِ تعاىل. أفضل ِّ
الذ ْك ِر وأعظَ ُمهُ و َ ال ُقرآن هو َ ُ -6
• نشاط:
كذيب بِ ِ
اليوم ِ
اآلخر َديْ َدن ال َك َفَرة وال ُف اجا ِر. ِ
التَّ ُ
بعض األَُم ِم مع ُر ُسلِ ِهم.
يدل على ذلك ماا َوقَع ِمن ِ ِّ -بي ما ُّ
147
• األسئلة:
س -1اخَّت لِل َكلِمات يف العمود (أ) ما ي ِ
ناسبها ِمن املعاين يف العمود (ب):ُ َ
(ب) (أ)
) ذهب ضوؤها. ( -1عُرفاً:
) عي هلا وقت. ( ِ -2
العاصفات:
) املتتابعة. ( -3طُ ِم َست:
) الرياح القوية. ( -4أُقِّتَت:
الدرس ما يلي:س -2استَ ْنبِط ِمن اآليات يف هذا َّ
أعمال املّلئِكة:
أعمال ِمن ِ
أ -ثَّلثة ٍ
.................................. -1
................................ -2
................................... -3
يامة: ِ ِ ِ ِ
ب -ثَّلثَة من أهوال يوم الق َ
......................................... -1
......................................... -2
........................................ -3
148
الدرس الرابع والعشرون
المر َسالت من اآلية رقم ( )16إلى اآلية رقم ()28 ورة ُ
تفسير ُس َ
يمة القيامة وما فيها ِمن الب عث واجلزاءَّ ،بي يف هذه اآليات قُ ْدرتَه ِ وجل على و ِ ِ
العظ َ
َ َ َْ قوع َ ُ عز َّأقسم اللُ َّ
لَ اما َ
وبي ع ِظيم ر ْحتِه بِ ِ
عباده ِبا يَ َّسر هلم ِمن ِ ِ ِ ِ ِ
على إهّلك اجمل ِرمي اأوهلم وآخ ِرهم ،وكذلك قُ ْد َرتَه على َخ ْل ِق اإلنسانَ َ َ َ َّ ،
النِّ َعم ،فَ َويْ ٌل لِ َمن َك َّذب بعد ذلك كلاه ،قال تعاىل:
ﱡﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﱁﱂ
ﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ ﱘ
ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢ ﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ
ﱠ [املرسّلت.]28 – 16 :
• موضوع اآليات:
احلج ِة على ال ُك افار امل َك ِّذبِي.
إقامة َّ
َ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ضعِيف َح ِقري. َ َم ِهي
َمكان. قَرار
صي. حِ
َ َم ِكي
ِوعاءً. كِفاتاً
ِجباالً ثابِتات. َرو ِاسي
عالِيات. شاخمات
َع ْذباً. فُراتاً
• الشرح والتفسير:
املاضية لِ ُكف ِرها وتَ ِ
كذيبِهم ،ﱡ ﲽ ﲾ ِ ﱡ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ أي :أمل هنلك ِ ِ
السابقي من األَُمم َ
ا ()1
صيان ِ ِ ِ ﲿ ﱠ أي :مث نُْل ِحق هبم املتَ ِّ
ﱡﳁ ﳂ أخرين من كانوا مثْ لَهم يف التَّكذيب والع ْ
كذيبِ ِهم اجملرمي ِمن ك افار (م َّكة) لِت ِ اإلهّلك ال َف ِظيع نَ ْفعل ِ
هبؤالء ِ ِ ﳃ ﱠ أيِ :مثل ذلك
َ َ َ
املكذبون بالتَّوحيد والنُّ َّبوةِ
ول اللِ صلَّى الل عليه وسلَّم ،ﱡ ﳅ ﳆ ﳇ ﱠ أيِّ : َر ُس َ
والبَ ْعث.
149
يف َح ِق ٍري وهوضعِ ٍ ِ ٍ
( )2ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ أي :أمل نلُ ْقكم -يا َم ْعشر ال ُك افار -من ماء َ
ي ،وهو َرِحم املرأة ،ﱡ ﱌ صٍمكان ح ِ
َ
النُّطفة ،ﱡ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ أي :فجعلنا هذا املاء يف ٍ
َ َ
ِ ٍ ﱍ ﱎ ﱠ أي :ي بقى يف َّ ِ
الدة) ،ﱡ ﱐ الرحم إىل َوقْت َمعلُوم عند الل تعاىل( ،وهو ميعاد ال ِو َ َْ
القادرون حنن ،ﱡ ﱔ ﱕ ﱑ ﱒ ﱠ أي :فَ َقدرنا على خ ْل ِقه وتَص ِوي ِره وإخر ِاجه ،فَنِعم ِ
َْ َ
ﱖ ﱠ هبذه النِّعم.
األرض اليت تعيشون عليها ِوعاءً تَ ُ
ض ام َ جنعل
( )3ﱡ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱜ ﱠ أي :أمل َ
ِ
ص ْون ،ﱡ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ص ْون ،ويف بَطْنها أمواتاً ال ُحي َعلى ظَ ْه ِرها أحياءً ال ُحي َ
األرض ِجباالً ثابِتَةً عالِيَة لِئَ اّل تَ ْ
ضطَ ِرب بِكم ،وأس َقْينا ُكم ماءً َع ْذباً ِ وجعلنا يفﱥ ﱦ ﱠ أيَ :
سائِغاً ،ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ هذه النِّ َعم.
• ال َفوائد واالستنباطات:
باهلّلك كما أهلَك اللُ َمن كان قَ ْب لَ ُهم. ِ هتديد ُك افا ِر م َّكة إذا استمروا على تَ ِ
كذيبِ ِهم ِ -1
َْ ا َ
ف بِعبِ ِ
وديَّتِه للِ. ِ
وض ْع َفه َذ َهب الك ْب عن قَ ْلبِه و َ
اعَّت َ ُ رف اإلنسا ُن أصلَه َ -2إذا َع َ
ات؛
األمو َ
األحياءَ ،وتَ ْب لَع ْ
ِ
األرض له ،وكوهنا ِوعاءً حتم ُل ْ ِ اإلنسان استِ ْقرار
ِ ِ -3من أعظَ ِم نِ َع ِم اللِ على
َّتهم وال يَتَأذَّى هبم َغ ْريهم.فتَ ْس ُ
األرض كلِّ ِهم.
ِ ألن َزوالَه فَناءٌ ِ
ألهل الش ْكَر؛ َّ
وجب ُّ -4املاء الع ْذب ِمن أجل النِّ عم اليت تَست ِ
َْ َ ِّ َ ُ َ
وسع ِة ِع ْل ِمه. ِ ِ ِ
-5االستدالل على ُمنكري البَ ْعث بِعظَم قُ ْد َرةِ الل َ
ِ
• نشاط:
الع ْذب ،فما الو ِاجب تاه هذه النِّ ْع َمة ؟. ِ ِ
وجل عليك بِن ْع َمة املاء َ
عز َّ
امت اللُ َّ
َّ َ
• األسئلة:
تأمل اآليات ِمن ( )16-19واستَخ ِرج فائِ َدةً منها. سَّ -1
ب ،فكيف نَ ْش ُكره على ذلك ؟ ،وكيف حنافِظ على هذه النِّ ْع َم ِة ؟ الع ْذ َ
سَ -2رزقَنا اللُ املاءَ َ
ي يف قوله تعاىل :ﱡ ﱠ ﱡ ِِ ِ
بعض ما ُكتب عن اإلعجا ِز العلم ِّ
ِ
املدر َسة َ
جوع إىل َمكتَبَة َ
بالر ِ س -3استَخلِص ُّ
ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ.
150
الدرس الخامس والعشرون
رسالت من اآلية رقم ( )29إلى اآلية رقم ()40 الم َ
ورة ُتَ فسير ُس َ
يامة وما فيه ِمن املعاد واجلزاء واجلنَّة ِ ِ ِ ِ
السابقة أ ان هؤالء الك افار َك َّذبوا بيَوم الق َ
وجل يف اآليات ا
عز َّ لَ اما ذَ َكَر اللُ َّ
كذيب عياناً ،وهو ُد ُخوهلم والناار ،وقد قامت الباهي عليهَّ ،بي يف هذه اآليات أهنم سي رون نَتِيجةَ ذلك التَّ ِ
َ َََْ َ َ
ِ
يم ،قال تعاىل:
ذاب األَل َ
الع َ النا َار احمل ِرقَةَ ا
وتر َع ُهم َ
ﱡﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ
ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ
ﲞﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪ
ﲟ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ
ﲫ ﲬ ﱠ [املرسّلت.]40 – 29 :
• موضوع اآليات:
صف َع ِ
ذاب ال ُك افا ِر. َ و ْ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
دخان. ِظ ال
قطع. ُش َعب
ال يُ ِظ ُّل ِمن َحر. ال ظَلِيل
اسم مجَْ ٍع طائَِف ٍة ِمن اجلِ ِ
مال. ُ ِمجالَة
• الشرح والتفسير:
جهنَّم الذي ِ ِ ِ ِ ِ
يوم القيامة :سريوا إىل َعذاب َ ( )1ﱡ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱠ أي :يُقال للكافرين َ
كنتم بِه تُ َك ِّذبون يف ُّ
الدنيا.
ج َهنَّم يَتَ َفَّرع منه ثَّلث قِطَ ٍع ،ﱡ ِ ِ ِ
فاستَظلُّوا ب ُدخان َ
ِ
( )2ﱡ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ أي :سريوا ْ
الدخان ِمن َحِّر ذلك اليوم ،وال يَ ْدفَع ِمن َحِّر ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﱠ أي :ال يُ ِظ ال ذلك ُّ
ب َشْيئاً. اللَّ َه ِ
إن جهنَّم تَ ْق ِذف ِمن الناا ِر بِشرٍر ع ِظي ٍمُ ،كل شرارةٍ منه كالبِ ِ
ناء ا َ َ ََ َ ( )3ﱡ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ أيَ َ َّ :
ود املشيَّ ِد يف العِظَ ِم واالرتِفاع ،ﱡ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ أيَّ :
كأن َشَرَر َج َهنَّ َم املتَطايَِر منها إِبِ ٌل ُس ٌ َ
الص ْفرةِ ،ﱡ ﲊ ﲋ ﲌ ﱠ بِو ِع ِ
يد اللِ. َ مييل لَ ْوهنا إىل ُّ َ
151
ﱡﲓ ﲔ ﲕ القيامة الذي ال ي ْن ِطقون فيه بِ َك ٍ
ّلم يَْن َفعُ ُهم، ( )4ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ أي :هذا يوم ِ
َ
كّلم فَيَ ْعتَ ِذرون؛ ألنَّه ال عُ ْذ َر هلم ،ﱡ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ ﲖﱠ وال يكون هلم إِ ْذن يف ال َ
يام ِة وما فيه. ِ ِ
بيَوم الق َ
صل اللُ فيه بي اخلّلئِق ،ويَتَ َميَّز فيه ُّ
احلق ( )5ﱡ ﲜ ﲝ ﲞ ﲠ ﲡ ﱠ أي :هذا ي وم ي ْف ِ
َْ ٌ َ
املاضيَة ،ﱡ ﲣ األولِي ِمن األُمم ِ الباطل ،مجعناكم فيه -يا َم ْع َشر ك افار هذه األَُّم ِة -مع ال ُك افار َّ ِمن ِ
َ
ذاب فاحتالوا ،و ِ ِ ِ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱠ أي :فإن كان لَ ُكم ِحيلَةٌ يف
أنقذوا الع ِ ْ اخلّلص من َ
يامة وما فِيه ِمن األهو ِال. ِ ِ
ش الل وانْتقامه ،ﱡ ﲩ ﲪ ﲫﱠ بيَوم الق َ
أَنْ ُفس ُكم ِمن بطْ ِ ِ ِ ِ ِ
َ َ
• ال َفوائد واالستنباطات:
الدخان ما يمة ،وليس يف هذا ُّ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
جهنَّم :ارتِّفاع ُدخاهنا ،وانْشعابُه إىل ثَّلث ُش َعب َعظ َ -1من صفات َ
احلر أو ِمن ِ
هلب الناار. يَِقي ِمن ِّ
يمة املرتَِف َعة ،أو كأنَّه اجلمال ُّ
السود ِ -2من ِصفات جهنَّم :كوهنا تَ ْق ِذف بِ َشرٍر ع ِظيم ،كأنَّه ال ُقصور ِ
العظ َُ َ َ َ
املائِلَة إىل ُّ
الص ْفَرةِ.
الباطلة لِ ُّلر ُس ِل.
كّلم ينتَ ِفعون به ،وتَنتَ ِهي ُجمادالهتم ِ القيامة ال يتَكلَّم الكافِرون بِ ٍ ِ ِ
َ -3يف يوم َ
القيامة اعتِذاراً عن ال ُك ْفر والتَّكذيب ،وال يُ ْؤ َذن هلم به؛ ألنَّه قد َسبَ َقت املكذبي يوم َ -4ال يُقبَل ِمن ِّ
ُ
احلجة البالِغَة ف َك َّذبوا ِعناداً واستِكباراً.
هلم ِمن اللِ َّ
ومي ،و ِ
أهل املؤمنِي ،والظااملي واملظلُ ِ الرس ِل وأمِ ِهم ،والك افار و ِ ِ ِ
يامة يَ ْوٌم يَ ْفصل اللُ فيه بي ُّ ُ -5يوم الق َ
أهل ِ
الباطل. احلق و ِ ِّ
قضي بينَهم بِ ُح ْك ِمه ،وهو أَ ْح َكم احلاكِ ِمي. اآلخرين في ِ األولي و ِالقيامة َّ يوم ِ -6جيمع الل يف ِ
َ َ ُ
يامة ِأذاالء ال يَستَ ِطيعون ِ لمؤمني يف ُّ ِ ِ
الدنيا ومي ُكرون هبم يف إهنم يف يوم الق َ -7إذا كان ال ُك افار يَكيدون ل ُ
اهلو ُل.
أخَر َس ُهم ْ
ب ،و ْ ِحيلَةً وال َخّلصاً وال َكْيداً؛ بل أصاهبم ُّ
الر ْع ُ
• نشاط:
يامة أمساء كثِ َرية ،اُذ ُكر َسْب َعةً منها. ِ ِ ِ
ليوم الق َ
• األسئلة:
عما يلي: ِ تأمل آيات َّ
الدرس مثا أجب ا سَّ -1
ِ -صف ُدخان َج َهنَّم -أعاذَنا الل منها .-
ِ -صف َشَرر جهنَّم -أعاذنا الل منها .-
152
ِ
يامة بِيَوم ال َف ْ
صل ؟ يوم الق َ
س -2ملاذا ُمسِّي ُ
س -3ا ْشرح معىن اآلية:ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ.
153
الدرس السادس والعشرون
ورة
رسالت من اآلية رقم ( )41إلى آخر الس َ الم َ ورة ُ تَ فسير ُس َ
ِِ ِ
ي املكذبي ،ومآهلم املخ ِزي َجاراء تَكذيبِ ِهم ،ذَ َكر يف هذه اآليات ثَو َ
اب احملسن َ وجل عقوبَة ِّ عز َّلَ اما ذَ َكر الل َّ
الع َم ِل ،قال تعاىل:
س َ يم ُمتَ نَ ِّوعٌ ال تَ ْنغِيص فيه وال َك َدر ،وهذا اجلزاءُ ِمن ِجْن ِ
يل ونَع ٌ
ٌ َ ٌ املصدقِيَّ ،
وبي أنَّه ثَواب ج ِز ِ ِّ
ﱡﲭﲮﲯ ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ
ﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓ
ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠﱠ [املرسّلت.]50 – 41 :
• موضوع اآليات:
صف نَعِي ِم املتَّ ِقي.
َ و ْ
• معاني الكلمات:
معناها الكلمة
ِظ ال األشجا ِر. ِظّلل
ِمن غ ِري تَ ْنغِ ٍ
يص وال َك َد ٍر. َهنِيئاً
• الشرح والتفسير:
الدنيا واتَّقوا
إن الذين خافُوا رهبم يف ُّ ( )1ﱡ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ أي َّ
يون ِ
املاء اجلا ِريَة، القيامة يف ِظ ِ
ّلل األشجا ِر الوا ِرفَة ،وع ِ ِ ثال أو ِام ِره و ِ ِ ِ َعذابه بامتِ ِ
ُ اجتناب نَواهيه هم يوم َ ْ َ
وفَواكِهَ َكثِ َريةٍ ماا تَشتَ ِهيه أَنْ ُف ُسهم يَتَ نَ عَّمون ،ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ أي :يُقال هلم:
الدنيا ِمن صاحل األعمال ،ﱡ ﲾ ﲿ ُكلوا أَ ْكّلً لَ ِذيذاً ،واشربوا َشراباً َهنِيئاً بِسبَ ِ
ب ما قَ َّد ْمتُم يف ُّ َ
وطاعتِهم، ِ
أهل اإلحسان يف أعماهلم َ ِبثل ذلك اجلز ِاء َ ِ ِ ﳀ ﳁ ﱠ أي :إناا ِ
العظيم جنزي َ
ﱡ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ بِنَعِيم اجلنَّة.
استَ ْمتِعوا بِ َش َهواهتا ( )2ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﱠ أي :يُقال لِلكافِرينُ :كلُوا ِمن لَذائِ ِذ ُّ
الدنيا و ْ
الفانِيَة َزمناً قليّلً ،إنَّكم جم ِرُمون بإشراكِكم باللِ وتَ ْك ِذيبِ ُكم ُر ُسلَه ،ﱡ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ بيوم
احلساب واجلزاء.
ِ
اخ َشعوا له ،ال صلُّوا لل و ْ( )3ﱡ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ أي وإذا قيل هلؤالء املشركيَ :
استِكبا ِرِهم ،ﱡ ﳘ ﳙ ﳚ ﱠ بآيات الل. ِ
صلُّون؛ بل يُصُّرون على ْ
خيشعون وال يُ َ
َ
154
ؤمنون إن مل اضح ي ِ ِ القرآن ِ
ّلم بعد هذا ِ كتاب وَك ٍ
ي ٍ ( )4ﱡ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ أي :فبِأَ ِّ
املعجز الو ُ ْ
يُ ْؤِمنوا بِال ُقرآن ؟
• ال َفوائد واالستنباطات:
ناب النَّو ِاهي.
عذاب اللِ ِوقايةً؛ بِِف ْعل األو ِامر ،واجتِ ِ
َ
-1ح ِقي َقة التَّقوى :أن تعل بينَك وبي ِ
ََ َ
ِ ِ
يدخل املؤمنو َن اجلنَّة بَِرحَة الل تعاىل اليت َسبَبُها أعماهلم ا
الصاحلة. ُ -2
بادةِ ،وهو :أن تَ ْعبُد اللَ كأنَّك تراه ،فإن مل تَ ُكن تَراه فإنِّه يَراك. ِ ِ
-3اإلحسا ُن أعلى َمراتب الع َ
وض ٍة ما ِ ِ
الدنيا بأنو ِاع املتاع ،لكنَّه َمتاعٌ زائ ٌل ،ولو كان يُسا ِوي عند الل َج َ
ناح بَعُ َ -4يتَ َمتَّع ال ُك افار يف ُّ
ﱼﱾ ﱽ َمتَّ َع ُهم بِه .ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ
155
الفهرس
التفسري للصف الثاين املتوسط2 .........................................................................
املقدمة 4 .............................................................................................
تفسري سورة امللك من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (6 ............................................. .)5
تفسري سورة امللك من اآلية رقم ( )6إىل اآلية رقم (10 .......................................... )12
تفسري سورة امللك من اآلية رقم ( )13إىل اآلية رقم (13 .........................................)18
تفسري سورة امللك من اآلية رقم ( )19إىل اآلية رقم (16 .........................................)22
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (23 .............................................)7
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )8إىل اآلية رقم (26 ...........................................)16
156
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )17إىل اآلية رقم (29 ......................................... )24
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )25إىل اآلية رقم (32 ......................................... )33
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )34إىل اآلية رقم (35 ......................................... )43
تفسري سورة القلم من اآلية رقم ( )44إىل آخر السورة 39 .............................................
تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (43 .......................................... )12
تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم ( )13إىل اآلية رقم (46 ........................................ )18
تفسري سورة احلاقة من اآلي رقم ( )19إىل اآلية رقم (49 ........................................ )24
تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم ( )25إىل اآلية رقم (51 ........................................ )37
تفسري سورة احلاقة من اآلية رقم ( )38إىل آخر السورة 54 ............................................
تفسري سورة املعارج من اآلية رقم ( )8إىل اآلية رقم (59 ......................................... )18
تفسري سورة املعارج من اآلية رقم ( )19إىل اآلية رقم (62 ........................................)28
تفسري سورة املعارج من اآلية رقم ( )29إىل اآلية رقم (65 ........................................)35
تفسري سورة نوح من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (70 ..............................................)7
تفسري سورة نوح من اآلية رقم ( )8إىل اآلية رقم (73 ............................................ )14
تفسري سورة نوح من اآلية رقم ( )15إىل اآلية رقم (75 .......................................... )20
تفسري سورة نوح من اآلية رقم ( )21إىل اآلية رقم (77 .......................................... )25
تفسري سورة اجلن من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (82 ............................................. )7
تفسري سورة اجلن من اآلية رقم ( )8إىل اآلية رقم (85 ........................................... )12
تفسري سورة اجلن من اآلية رقم ( )13إىل اآلية رقم (88 ......................................... )18
تفسري سورة اجلن من اآلية رقم ( )19إىل اآلية رقم (91 ......................................... )24
تفسري سورة اجلن من اآلية رقم ( )25إىل آخر السورة 94 .............................................
تفسري سورة املزمل من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (97 ............................................ )9
تفسري سورة املزمل من اآلية رقم ( )10إىل اآلية رقم (101 ...................................... )14
تفسري سورة املزمل من اآلية رقم ( )15إىل اآلية رقم (103 ...................................... )19
تفسري سورة املدثر من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (108 ........................................ )10
تفسري سورة املدثر من اآلية رقم ( )11إىل اآلية رقم (111 .......................................)30
تفسري سورة املدثر من اآلية رقم ( )31إىل اآلية رقم (115 .......................................)37
تفسري سورة املدثر من اآلية رقم ( )38إىل اآلية رقم (118 .......................................)48
تفسري سورة القيامة من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (124 ....................................... )15
تفسري سورة القيامة من اآلية رقم ( )16إىل اآلية رقم (127 ......................................)25
تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم ( )5إىل اآلية رقم (135 ...................................... )10
تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم ( )11إىل اآلية رقم (138 .................................... )18
تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم ( )19إىل اآلية رقم (141 .................................... )26
تفسري سورة اإلنسان من اآلية رقم ( )27إىل آخر السورة144 ....................................... .
تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم ( )1إىل اآلية رقم (146 ..................................... )15
تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم ( )16إىل اآلية رقم (149 ................................... )28
تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم ( )29إىل اآلية رقم (151 ................................... )40
تفسري سورة املرسّلت من اآلية رقم ( )41إىل آخر السورة 154 .......................................
161
162