You are on page 1of 112

‫جمهورية العراق‬

‫اجلزء َّ‬
‫الثاين‬ ‫وزارة التربية‬
‫المديرية العامة للمناهج‬

‫اللغـــــــةُ العربيـــــةُ‬
‫اإلعدادي‬
‫ِّ‬ ‫س‬
‫ساد ِ‬
‫للصف ال َّ‬
‫ِّ‬

‫المؤلفون‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬فاطمة ناظــم مطشـــر‬ ‫أ‪.‬م ‪ .‬د‪ .‬عــــادل ناجــــح البصيصـي‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬يوسف محمد جابر اسكندر‬ ‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬كريم عبد الحسين حمود‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬أركـــــان رحيـــم جبــر‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬علـــــي حلــــو حــــــواس‬

‫‪1444‬هـ ‪2022 /‬م‬ ‫الطبعة األولى‬


‫املشرف العلمي على الطباعة‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬فاطمة ناظم مطشر‬

‫املشرف الفني على الطباعة‬


‫م‪ .‬م‪ .‬محمد سعدي عزيز‬

‫تصميم الكتاب‬
‫محمد سعدي عزيز‬

‫‪2‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة السادسة‬
‫الثاني‬
‫تنهض األ ُ َّم ُة‬
‫ُ‬ ‫باإلصالح‬
‫ِ‬
‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫ث هذا الخرابُ‬ ‫قرون خرابًا َعلَى ُك ِّل المستويا ِ‬
‫ت‪ ،‬حتى بَ َع َ‬ ‫ٍ‬ ‫العربي من ُذ‬
‫ُّ‬ ‫يُعاني مجتمعُنا‬
‫المزمن‪َ ،‬و َش َّل حركتَهُم‪ ،‬وهذا الخرابُ ال ب َّد‬
‫ِ‬ ‫والقنوط‬
‫ِ‬ ‫اليأس‬
‫ِ‬ ‫نفوس أبنا ِء األ َّم ِة حالةَ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫قرابين ِم ْن‬
‫َ‬ ‫ِّمون نفو َسهُم‬
‫الذين يُقد َ‬
‫َ‬ ‫َّادقون‬
‫َ‬ ‫المصلحون الص‬
‫َ‬ ‫له ِم ْن حرك ٍة إصالحي ٍة يقو ُدها‬
‫ب‬
‫ليس َع ِسيرًا كما رأينا ذلك في تجار ِ‬ ‫بالمجتمع واالرتقا ِء بِ ِه‪ ،‬وهُ َو أم ٌر َ‬
‫ِ‬ ‫هوض‬
‫ِ‬ ‫أجل ال ُّن‬
‫ِ‬
‫نهضت بحرك ٍة إصالحي ٍة َش َملَ ْ‬
‫ت ك َّل نواحي‬ ‫ْ‬ ‫كانت حالتُها أردأَ من حال ِة أمتِنا حتى‬
‫ْ‬ ‫دول‬
‫ٍ‬
‫لألمثال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فأصبحت دولاً متقدمةً ومثالاً يُحت َذى و َم َ‬
‫ضربًا‬ ‫ْ‬ ‫حياتِهم‪،‬‬

‫المفاهيم المتضمنة‬
‫‪ -‬مفاهي ُم اجتماعيَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم دينيَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم تربويَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم لغويَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫َ‬
‫قرأت عنها؟ اذكرها باختصار‪.‬‬ ‫ت إصالحيةً ُك ْن َ‬
‫ت قد‬ ‫هل تتذ َّك ُر حركا ٍ‬

‫‪3‬‬
‫اإلصالح ضرورةٌ‬
‫ُ‬ ‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪/‬‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أهداف األنبيا ِء واألئ َّم ِة واألولياء والمصلحين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هدف رئيسٌ ِم ْن‬ ‫ٌ‬ ‫اإلصال ُح‬
‫الناس نح َو عباد ِة هللاِ‬
‫ِ‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وتوجي ِه‬
‫ِ‬ ‫فالمجتمعات البشريَّةُ بها حاجةٌ دائمةٌ إلى‬
‫ُ‬
‫مكارم‬
‫ِ‬ ‫وتكريس‬
‫ِ‬ ‫القيم وال ُمثُ ِل العُليا‪،‬‬
‫ع َّز وجلَّ‪ ،‬ومحارب ِة الفسا ِد واإلفسا ِد‪ ،‬وإشاعـ ِة ِ‬
‫ومجتمع راش ٍد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صالح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫جيل‬
‫األخالق‪ ،‬وبنا ِء ٍ‬
‫ِ‬
‫وإصالح‬
‫ِ‬ ‫إصالح العقيد ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ون دو ًما إلى‬ ‫إن األنبيا َء واألئ َّمةَ(عليهم السَّال ُم) كانوا يَ ْس َع َ‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫السلوك والعادا ِ‬
‫ِ‬ ‫وإصالح‬
‫ِ‬ ‫الفكر والثقاف ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وإصالح‬
‫ِ‬ ‫المجتمع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وإصالح‬
‫ِ‬ ‫األخالق‪،‬‬
‫ِ‬
‫الذين‬
‫َ‬ ‫للمجتمع كلِّ ِه حتَّى أولئك‬
‫ِ‬ ‫صلحين! ْإذ كانوا قُدوةً‬‫َ‬ ‫الفاسد ِة‪َ ،‬وأَ ْك ِر ْم بهم ِم ْن ُم‬
‫األخالق التي تتمثَّ ُل بصدقِ ِهم وسلو ِك ِهم ال َح َس ِن وأمانتِهم‬
‫ِ‬ ‫يُعارضونهم لما هُم عليه ِم َن‬
‫ونجاحهم في دعواهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صالحهم‬
‫ِ‬ ‫والتيقن من‬
‫ِ‬ ‫اإلذعان اليهم‬
‫ِ‬ ‫التي تدعو مجتمعاتِهم الى‬
‫بمختلف أشكالِ ِه وأقسا ِم ِه‪ ،‬ويحتا ُج‬
‫ِ‬ ‫اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحديث عن‬ ‫العصر كثُ َر‬
‫ِ‬ ‫وفي هذا‬
‫الحقيقي‬
‫ِّ‬ ‫اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫أجل ْ‬
‫أن يُميِّ َز َ‬ ‫استعمال قدراتِ ِه العقلي ِة بذكا ٍء من ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان إلى‬
‫مثل هؤال ِء بقولِ ِه ع َّز‬
‫باإلصالح‪ ،‬وقد أشا َر هللاُ ع َّز وج َّل إلى ِ‬
‫ِ‬ ‫واإلفسا ِد الذي يُ َع ْن َو ُن‬
‫ُون أَلاَ إِنَّهُ ْم هُ ُم‬ ‫قائل‪َ ( :‬وإِ َذا قِي َل لَهُ ْم ال تُ ْف ِس ُدوا فِي الأْ َرْ ِ‬
‫ض قَالُوا إِنَّ َما نَحْ ُن ُمصْ لِح َ‬ ‫ِم ْن ٍ‬
‫نشر‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫األرض من ِ‬ ‫ِ‬ ‫فالمفسدون في‬
‫َ‬ ‫ُون))(البقرة‪)12-11:‬‬ ‫ون َولَ ِك ْن لاَ يَ ْش ُعر َ‬ ‫ْال ُم ْف ِس ُد َ‬
‫صلحين‪،‬‬
‫َ‬ ‫اإلصالح‪ ،‬يا لَلداهي ِة‪ ،‬ويَ ُع ُّد َ‬
‫ون أنف َسهُم ِم َن ال ُم‬ ‫ِ‬ ‫يرفعون شعا َر‬
‫َ‬ ‫أهدافِ ِهم الخبيث ِة‬
‫المفسدين‪.‬‬
‫َ‬ ‫وما هُم في الحقيق ِة إلاَّ ِم ْن ُعتَا ِة‬
‫ُ‬
‫تهدف إليه‬ ‫ُ‬
‫تهدف ‪ -‬فيما‬ ‫اإلصالح المزيَّف ِة التي‬
‫ِ‬ ‫ولِ َذلك‪ ،‬يجبُ االنتباهُ إلى دعوا ِ‬
‫ت‬
‫ونشر الخالع ِة‬‫ِ‬ ‫بالدين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الناس‬
‫ِ‬ ‫تمسك‬
‫ِ‬ ‫وإضعاف‬
‫ِ‬ ‫نشر مبادئ اإللحا ِد واإلفسا ِد‪،‬‬‫ِ‬ ‫‪ -‬إلى‬
‫إن اإلصال َح الذي تحتا ُج إليه األُ َّمةُ‬ ‫جتمع‪َّ .‬‬
‫ِ‬ ‫ُّفور‪ ،‬والقضا ِء على قِيَ ِم األُسر ِة وال ُم‬
‫والس ِ‬
‫ُ‬
‫الحسين (عليه‬ ‫أعلن عنه اإلما ُم‬
‫َ‬ ‫عصر هو اإلصال ُح الذي‬ ‫ٍ‬ ‫العصر‪ ،‬وفي كلِّ‬
‫ِ‬ ‫في هذا‬
‫األخالق‬
‫ِ‬ ‫وإصالح‬
‫ِ‬ ‫إصالح العقيد ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫السال ُم)‪ ،‬وهو اإلصال ُح ال َّشام ُل المشتم ُل على‬
‫واإلعالم …‬
‫ِ‬ ‫والمجتمع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والفكر والمعرف ِة‪ ،‬والسِّياس ِة‪ ،‬واالقتصا ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والسلوك‪ ،‬والثقاف ِة‬
‫ِ‬
‫إلخ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ين(عليه السَّال ُم)‪ ،‬وما أعظ َمها ِم ْن رسال ٍة‪،‬‬ ‫اإلمام ال ُح َس ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلصالح هي رسالةُ‬
‫ِ‬ ‫ورسالةُ‬
‫اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫تحقيق‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫ِ‬ ‫ونهض وق َّد َم نف َسهُ وأهلَهُ وأصحابَهُ فدا ًء ِم ْن‬
‫َ‬ ‫فَ ِم ْن أجلِها ثا َر‬
‫الهدف ِم ْن ثورتِ ِه‪:‬‬
‫َ‬ ‫الحسين(علي ِه السَّال ُم)‪ ،‬وهو يُعلِ ُن‬
‫ُ‬ ‫امل في األُ َّم ِة‪ ،‬يقو ُل اإلما ُم‬‫ال َّش ِ‬
‫اإلصالح في أُ َّم ِة‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ت لطل ِ‬ ‫((لم أخرجْ أَ ِشرًا وال بَ ِطرًا وال ُم ِ‬
‫فسدًا وال ظَالِ ًما وإنَّما خرجْ ُ‬
‫بن أبي‬ ‫علي ِ‬‫المنكر‪ ،‬وأسي َر بسير ِة ج ّدي وأبي ٍّ‬
‫ِ‬ ‫بالمعروف وأنهى َع ِن‬
‫ِ‬ ‫جدي أُري ُد ْ‬
‫أن آ ُم َر‬
‫ق فاهللُ أولى بالحقِّ‪ ،‬و َم ْن َر َّد عل َّ‬
‫ي هذا أصبرْ حتى يقض َي‬ ‫بقبول الح ِّ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َم ْن قَبِلَني‬
‫طال ٍ‬
‫الحاكمين)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ق وهو خي ُر‬ ‫القوم بالح ِّ‬
‫ِ‬ ‫وبين‬
‫َ‬ ‫هللاُ بيني‬
‫الهدف من ثورتـِـ ِه‪ ،‬وهو‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحسين(علي ِه السَّال ُم)‬ ‫ت البليغ ِة أوض َح اإلما ُم‬
‫وبهذ ِه الكلما ِ‬
‫ق أي ِة مصلح ٍة شخصي ٍة‪،‬‬
‫وليس تحقي َ‬
‫َ‬ ‫اإلصالح ال َّش ِ‬
‫امل في األم ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تحقيق‬
‫ِ‬ ‫السَّــ ْع ُي من ِ‬
‫أجل‬
‫ين(علي ِه السَّال ُم) يَعْل ُم أنَّهُ َسيُ ْقتَ ُل‬ ‫أجل تسلُّ ِم السُّلط ِة؛ ْإذ َ‬
‫كان اإلما ُم ال ُح َس ُ‬ ‫أو السَّع َي من ِ‬
‫بنفس ِه‬
‫ضحَّى ِ‬ ‫الحسين(علي ِه السَّال ُم)؛ ْإذ إنَّهُ َ‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫في المعرك ِة؛ و ِم ْن هُنا تبر ُز عظمةُ‬
‫الشامل‪ ،‬والقضا ِء‬ ‫ِ‬ ‫اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫األهداف السَّامي ِة المتلخص ِة في‬
‫ِ‬ ‫تحقيق‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫وبأهلِ ِه من ِ‬
‫والمبادئ وال ُمثُ ِل‪ .‬وال خيا َر أما َم األُ َّم ِة اإلسالمي ِة‬
‫ِ‬ ‫القيم‬
‫ونشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫على الفسا ِد بكلِّ أشكاله‪،‬‬
‫القائم‬
‫ِ‬ ‫راإلصالح الحقيق ّي‬
‫ِ‬ ‫في األلفيَّ ِة الثَّالث ِة كي تتق َّد َم وتتطو َر حضاريًّا إلاّ بتبنِّي خياِ‬
‫ق ِم ْن‬‫لإلصالح‪ .‬أ َّما اإلصال ُح ال ُمنطل ُ‬
‫ِ‬ ‫ت األُ َّم ِة‬
‫والمنطلق ِم ْن حاجا ِ‬
‫ِ‬ ‫س سليم ٍة‪،‬‬‫على أس ٍ‬
‫ت برَّاقةً وجميلةً‪ ،‬إال أنَّهُ في المحصّل ِة النهائي ِة‬ ‫ب لَنَا فإنَّهُ وإن َرفَ َع شعارا ٍ‬
‫رؤي ِة الغَرْ ِ‬
‫ص ِة بِ ِه‪ ،‬والتي قد اليناسبُ بعضُها ثقافتَنا وحضارتَنا‬ ‫يُري ُد الوصو َل إلى أهدافِ ِه الخا َّ‬
‫اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫أن نبدأَ عمليةَ‬ ‫اإلسالميةَ‪ .‬وهُنا يجبُ تأكي ُد حقيق ٍة ُمه َّم ٍة‪ ،‬وهي أنَّهُ يجبُ علينا ْ‬
‫ضهُ علينا الغربُ برؤيتِ ِه وفلسفتِ ِه في ظلِّ عولم ٍة يُرا ُد‬ ‫أن يفر َ‬‫الشامل لمجتم ِعنا قب َل ْ‬
‫ِ‬
‫امل والحقيق ّي‬ ‫اإلصالح ال َّش ِ‬
‫ِ‬ ‫الجميع‪ .‬ويُم ِك ُن تلخيصُ أه ِّم مفردا ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫فرضُها على‬
‫ت العام ِة‪،‬‬ ‫توسيع دائر ِة الحريا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي تحتا ُج إليه األمةُ اإلسالميةُ‪ ،‬ومنها الدعوةُ إلى‬
‫ع‪ ،‬وترسي ُخ‬ ‫التنو ِ‬
‫ُّ‬ ‫إطار‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والحفاظُ على الوحد ِة اإلسالمي ِة في‬ ‫ِ‬ ‫حقوق‬
‫ِ‬ ‫واحترا ُم‬
‫الحقوق‬
‫ِ‬ ‫الفرص‪ ،‬والموازنةُ َ‬
‫بين‬ ‫ِ‬ ‫العدال ِة االجتماعي ِة‪ ،‬والتوزي ُع العاد ُل للثرو ِة‪ ،‬وتكاف ُؤ‬
‫ت ُمه َّم ٍة في‬‫ك ِم ْن مفردا ٍ‬
‫والحوار ‪ ..‬إلى آخر ما هُنال َ‬
‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬وإشاعةُ ثقاف ِة التسا ُم ِ‬
‫ح‬ ‫والواجبا ِ‬
‫اإلصالح ال َّش ِ‬
‫امل والحقيق ّي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عملي ِة‬

‫‪5‬‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫الحسين (علي ِه السَّال ُم)‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫فلنتعلَّ ْم ِم َن‬

‫الح ْ‬ ‫اإلصالح ال َّش ِ‬


‫امل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نكون ِم ْن ُد َعا ِة‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫ظ ما َو َر َد في النَّصِّ ‪( :‬وهُنا يجبُ تأكي ُد‬ ‫ِ‬
‫و ِم ْن ُد َعا ِة الحري ِة والديمقراطي ِة‪،‬‬
‫أن نبدأَ‬ ‫حقيق ٍة ُمه َّم ٍة وهي أنَّه يجبُ علينا ْ‬
‫المصلح‪ ،‬ولينطل ْق كلُّ‬ ‫ِ‬ ‫ولنمارسْ دو َر‬
‫أن‬‫امل لمجتم ِعنا قب َل ْ‬ ‫اإلصالح ال َّش ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫عملي‬
‫ب‬
‫اإلصالح بحس ِ‬‫ِ‬ ‫شخص في ممارس ِة‬ ‫ٍ‬
‫ضهُ علينا الغربُ برؤيتِ ِه وفلسفتِ ِه في‬ ‫يفر َ‬
‫قدراتِ ِه ومكانتِ ِه وظروفِ ِه‪ ،‬فاإلصال ُح‬
‫الجميع)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ُها‬‫ض‬ ‫فر‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ُرا‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫عولم‬ ‫ظلِّ‬
‫ت السَّماويَّ ِة‪،‬‬ ‫هدف كلِّ الرساال ِ‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫كان قاد ًما‬ ‫يكون ناجحًا إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫فاإلصال ُح ال‬
‫و ُكلِّ األنبيا ِء واألئم ِة‪ .‬يقو ُل هللاُ تعالى‬
‫اليكون منبثقاً‬
‫ُ‬ ‫أسوار األم ِة؛ ألنهَُّ‬
‫ِ‬ ‫خارج‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ِمن‬
‫على لسان نبيه شعيب (عليه السالم)‪:‬‬
‫من واق ِعها و ِم ْن ثَ َّم ال يُعالِ ُج ذلك الواق َع‬
‫ْت َو َما‬‫األصْ ال َح َما ا ْستَطَع ُ‬ ‫(إِ ْن أُ ِري ُد إِلاَّ ِ‬
‫ت التجاربُ ذلك‪ ،‬فأبنا ُء األ َّم ِة هم‬ ‫َّ‬ ‫وقد أثبت ِ‬
‫ت َوإِلَ ْي ِه أُنِيب)‬‫تَ ْوفِيقِي إِال بِاللهَّ ِ َعلَ ْي ِه تَ َو َّك ْل ُ‬
‫أعرف بحالِها ودائِها‪ ،‬وكلُّ محاول ٍة من تلك‬ ‫ُ‬
‫(هود‪)88:‬‬
‫ت التي يُقَا ُل لها إصالحيَّةٌ هي في‬ ‫المحاوال ِ‬
‫حقيقتِها تخريبيةٌ وال يُرت َجى منها خيرٌ‪.‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫أَ ِشرًا‪ُ :‬م ْستَ ْكبِرًا‪.‬‬


‫بَ ِطرًا‪ :‬بَ ِط َر ال َّشخصُ ‪ :‬طَ َغى و َغالَى في َم ِ‬
‫رح ِه وز ْه ِو ِه واستخفافِ ِه‪ ،‬و َجاو َز الح َّد‬
‫ِك ْبرًا‪.‬‬
‫األهداف الساميةُ‪ :‬العاليةُ والرفيعةُ‪.‬‬
‫ُ‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمتين‬
‫ِ‬ ‫استعملْ معج َمك اليجا ِد معاني‬
‫ُد َعاة ‪ُ -‬عتَاة‬

‫‪6‬‬
‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫سبب تقدي ِم ِه‪.‬‬


‫َ‬ ‫َو َر َد في النصِّ مفعو ٌل بِ ِه ُمق َّد ٌم ُوجُوبًا‪ُ ،‬د َّل عليه وبي ِّْن‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫والشامل‬
‫ِ‬ ‫اإلصالح الحقيق ّي‬
‫ِ‬ ‫ث َع ْن ُخطُوا ِ‬
‫ت‬ ‫هل يُمكنُك في ضو ِء نصِّ المطالع ِة ْ‬
‫أن تتح َّد َ‬
‫لبال ِدنا؟‬

‫‪7‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫ب‬ ‫سلوب التَّ ُّ‬


‫عج ِ‬ ‫ُ‬ ‫أُ‬
‫فائدة‬ ‫عزيزي الطَّ َ‬
‫الب‪ ،‬التَّعجُّ بُ حالةٌ نفسيةٌ‬

‫ت‬‫مت في مراح َل دراسي ٍة سابق ٍة عالما ِ‬ ‫تعلَّ َ‬ ‫مواقف مختلف ٍة‬


‫َ‬ ‫تنتابُ ك َّل واح ٍد منَّا في‬

‫أن الجملةَ التَّعجُّ بيةَ تُو َ‬ ‫رقيم‪ ،‬و َع َر ْف َ‬ ‫إنسان ال يمرُّ بها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِم ْن حياتِنا‪ ،‬وما ِم ْن‬
‫ض ُع‬ ‫ت َّ‬ ‫التَّ ِ‬
‫ت جسمي ٍة‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان بحركا ٍ‬ ‫ويُعبِّ ُر عنها‬
‫ب هي (!)‪.‬‬ ‫آخرها عالمةٌ للتَّعجُّ ِ‬ ‫في ِ‬
‫االندهاش‪ ،‬أو يُعبِّ ُر‬
‫ِ‬ ‫معين ٍة تُبي ُِّن حالةَ‬
‫وتراكيب‪ ،‬فالتعجبُ ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫عنها بكلما ٍ‬
‫اإلنسان عن َدما يستعظ ُم أمرًا أو يستطرفُهُ أو يُن ِك ُرهُ لغرابتِ ِه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫انفعال نفس ّي تُصيبُ‬
‫ٍ‬ ‫حالةُ‬

‫طريقتان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫وللتعج ِ‬
‫ت موروث ٍة‬‫ت و ُج َم ٍل ومفردا ٍ‬
‫ق التعجبُ بعبارا ٍ‬ ‫األولى‪ :‬الطريقةُ السماعيَّةُ‪ ،‬أيْ يتحق ُ‬
‫ومدح‪ ،‬أي هللِ ما‬
‫ٍ‬ ‫ك)‪ ،‬وهي عبارةُ تع ّج ٍ‬
‫ب‬ ‫ب الفصحا ِء‪ ،‬ومنها‪ :‬قولُهم‪( :‬هللِ َدرُّ َ‬
‫عن العر ِ‬
‫رفع خب ٌر‬‫ٍ‬ ‫بالالم في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫المجرور‬
‫ِ‬ ‫عمل‪ ،‬ولفظُ الجالل ِة‬
‫ٍ‬ ‫ت به من‬ ‫خير وما قُ ْم َ‬
‫بذلت من ٍ‬ ‫َ‬
‫(سبحان) الذي يُع َربُ مفعولاً‬
‫َ‬ ‫بالمصدر‬
‫ِ‬ ‫َّماعي‬
‫ُّ‬ ‫مقد ٌم وما بع َدهُ مبتدأٌ‪ ،‬ويتحق ُ‬
‫ق التَّ َعجُّ بُ الس‬
‫ت إِلاَّ بَ َشرًا َر ُسولاً ))(االسراء‪،)93:‬‬ ‫مطلقًا‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪(( :‬قُلْ ُس ْب َح َ‬
‫ان َربِّي هَلْ ُك ْن ُ‬
‫ومنها التَّ َعجُّ بُ على طريق ِة االستغاث ِة‪ ،‬كما َو َر َد في نصِّ المطالع ِة‪( :‬يا لَلداهي ِة!)‬
‫ب وبع َدهُ االس ُم ال ُمتَعجَّبُ منهُ مسبوقًا‬‫حرف الندا ِء (يا) الذي أفا َد معنى التَّ َعجُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫باستعمال‬
‫ِ‬
‫ب!‬‫المثال‪ ،‬ومثلُهُ‪ :‬يالَك فارسًا!‪ ،‬ويالَلعج ِ‬
‫ِ‬ ‫ب كما ترى في‬ ‫بـ(الم) مفتوح ٍة تُس َّمى ال َم التَّعجُّ ِ‬
‫الكالم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫سياق‬
‫ِ‬ ‫ب وهو يُفهَ ُم من‬ ‫ومنها االستفها ُم المجازيُّ الذي يخر ُج الى معنى التَّ َعجُّ ِ‬
‫ُون بِاللهَّ ِ َو ُك ْنتُ ْم أَ ْم َواتًا فَأَحْ يَا ُك ْم ثُ َّم يُ ِميتُ ُك ْم ثُ َّم يُحْ يِي ُك ْم ثُ َّم إِلَ ْي ِه‬
‫ْف تَ ْكفُر َ‬
‫كقولِ ِه تعالى‪َ (( :‬كي َ‬
‫زوج إبراهي َم (عليه السَّال ُم) متعجبةً من‬ ‫ِ‬ ‫لسان‬
‫ِ‬ ‫ُون))(البقرة‪ )28:‬وقا َل تعالى على‬ ‫تُرْ َجع َ‬
‫ت يَا َو ْيلَتَى أَأَلِ ُد َوأَنَا َعجُو ٌز َوهَ َذا بَ ْعلِي َش ْي ًخا إِ َّن هَ َذا لَ َش ْي ٌء‬
‫ق ((قَالَ ْ‬
‫بشار ِة هللاِ لها بإسحا َ‬
‫َع ِجيبٌ ))(هود‪.)72:‬‬

‫‪8‬‬
‫بصيغتين وهما‪( :‬ما أَ ْف َعلَهُ)‬
‫ِ‬ ‫والطريقةُ الثانية‪ :‬هي الطريقةُ القياسيةُ التي تتحق ُ‬
‫ق‬
‫الفعل الذي تتواف ُر فيه شروطُ‬ ‫ِ‬ ‫الصيغتين من‬
‫ِ‬ ‫هاتين‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫و(أَ ْف ِعلْ بِ ِه) أي إننا يُم ِك ُن ْ‬
‫أن نشت َّ‬
‫اشتقاقِهما‪.‬‬

‫الصيغتان من اآلتي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫هاتان‬
‫ِ‬ ‫وتتألفُ‬
‫رفع‪ ،‬وهي‬ ‫ٍ‬ ‫وتتألف ِم ْن‪ :‬ما التَّعجُّ بي ِة التي تُع َربُ مبتدأً في محلِّ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬صيغةُ (ما أَ ْف َعلَهُ)‬
‫ُّكون‪ ،‬و(أَ ْف َع َل) وهو فع ُل التَّعجُّ ِ‬
‫ب الذي يُ ْع َربُ ‪ :‬فعلاً ماضًيا مبنيًّا‬ ‫مبنيةٌ على الس ِ‬
‫الفتح‪ ،‬وفاعلُهُ دائ ًما ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا يُق َّد ُر بـ(هو)‪ ،‬و(الهاء) وهو يُمثِّ ُل‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫المتعجب منه ويُع َربُ مفعولاً بِ ِه َك َما َو َر َد في النصِّ ‪( :‬ما أَ ْعظَ َمها!) وكقولِنا‪( :‬ما‬
‫َ‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أَجْ َم َل الرَّبي َع!)‪ ،‬و(ما أَحْ َس َن ْالفضيلَةَ!)‬
‫ماض‬
‫ٍ‬ ‫الفعل (أَ ْف ِعلْ )‪ ،‬وهو فع ُل التَّعجُّ ِ‬
‫ب الذي هو فع ٌل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وتتألف من‬ ‫‪ -2‬صيغةُ (أَ ْف ِعلْ بِ ِه)‪:‬‬
‫ُ‬
‫حرف‬ ‫السكون‪ ،‬و(الباء) وهو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ويكون دائ ًما مبنيًا على‬ ‫األمر‬
‫ِ‬ ‫فعل‬
‫جا َءعلى صيغ ِة ِ‬
‫الفعل فهو دو ًما مجرو ٌر لفظًا‬ ‫ِ‬ ‫جرٍّ زائ ٍد‪ ،‬و(الهاء) وهو ال ُمتعجَّبُ منه‪ ،‬ويُمثِّ ُل فاع َل‬
‫محل‪ ،‬كما جا َء في نصِّ المطالع ِة (أَ ْك ِر ْم بِ ِهم!)‪.‬‬ ‫ع اًّ‬ ‫بالحرف الزائ ِد البا ِء مرفو ٌ‬
‫ِ‬

‫يكون‪:‬‬
‫َ‬ ‫الصيغتين‪ ،‬أنْ‬
‫ِ‬ ‫هاتين‬
‫ِ‬ ‫ب في‬ ‫فعل التَّ ُّ‬
‫عج ِ‬ ‫الشتقاق ِ‬
‫ِ‬ ‫شروط‬
‫ٍ‬ ‫وال ب َّد من تواف ِر‬
‫غير الثالث ّي)‪.‬‬ ‫‪ -1‬ثالثيًا (فال يشت ُّ‬
‫ق من ِ‬
‫ككان وأخواتِها)‪.‬‬
‫َ‬ ‫الناقص‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬تا ًّما (فال يشت ُ‬
‫ق من‬
‫الفعل الجام ِد الذي يلتز ُم صيغةً واحدةً)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬متص ّرفًا (فال يشت ُّ‬
‫ق من‬
‫الفعل المنف ّي)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬مثبتًا (فال يشت ُّ‬
‫ق ِم َن‬
‫للمجهول)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفعل المبن ّي‬
‫ِ‬ ‫ق من‬ ‫للمعلوم (فال يشت ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -5‬مبنيًا‬
‫ق‪ ،‬و َم َ‬
‫ات‪،‬‬ ‫الفعل الذي ال تفاض َل في ِه‪ ،‬كـ( َغ ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ق من‬ ‫والتفاضل (فال يشت ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬قابلاً للتفاو ِ‬
‫ت‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وهَلَ َ‬
‫ك‪ ،‬وفَنِ َي)‬

‫‪9‬‬
‫فائدة‬ ‫وزن‬
‫ِ‬ ‫الوصف منه على‬ ‫ُ‬ ‫ليس‬
‫‪َ -7‬‬
‫(أَ ْف َعل – فَعْالء) أي ال يدلُّ على‬
‫وزن (أَ ْف َعل)‬‫ِ‬ ‫على‬ ‫ُّ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َّه‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫الصف‬
‫َ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ب أو ِح ْلي ٍة‪ .‬مثا ُل‬ ‫لَ ْو ٍن أو عي ٍ‬
‫لون‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫للدالل‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫للمؤن‬ ‫ْالء)‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫و(‬ ‫‪،‬‬ ‫للمذكر‬
‫ِ‬
‫للشروط‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الجامع‬
‫ِ‬
‫ب‪ ،‬مث َل (أَ ْع َرج‬ ‫مث َل‪( :‬أَحْ َمر َح ْم َراء)‪ ،‬أو عي ٍ‬
‫( َج ُم َل) فنقول‪( :‬مـا أَجْ مل‬
‫َ َ َعرْ َجاء‪ ،‬أَحْ َدب َح ْدباء‪ ،‬أَحْ َمق َح ْمقاء‪ ،‬أَ ْبلَه‬
‫َ‬
‫بَ ْلهاء‪...‬وغيرها) أو ِح ْلي ٍة مث َل‪( :‬أَ ْك َحل َكحْ الء‪،‬‬ ‫الرَّبيـ َع!)‪ ،‬و(أجْ ِمــــلْ بالر ِ‬
‫َّبيـع)‪.‬‬
‫ُ‬
‫أ َّما الفع ُل الذي ال تتواف ُر فيه شروط أَحْ َور َح ْو َراء‪...‬وغيرها)‪ .‬والفع ُل الذي تُ ْشتَ ُّ‬
‫ق‬
‫ب‪.‬‬‫ق منه فع ُل التَّ َعجُّ ِ‬ ‫االشتقاق فيتعجبُ منه بوساط ِة منه الصفةُ هذه ال يُ ْشتَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫(أن والفعل‬ ‫المصدر المؤ ّو ِل وهو ْ‬ ‫ِ‬
‫فائدة‬ ‫المضارع) أو (ما المصدريَّة‬
‫المصدر‬
‫ِ‬ ‫والفعل الماضي) أو‬
‫ْ‬
‫أومن‬ ‫ال يُتَ َعجَّبُ ِم َن ْالفِع ِْل ال َجا ِم ِد أبدًا بوساط ٍة‬
‫كان الفع ُل غي َر‬
‫َ‬ ‫َّريح‪ ،‬فإذا‬
‫الص ِ‬
‫دون وساط ٍة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ثالث ّي‪ ،‬مث َل (ازدح َم) فهو فع ٌل‬
‫ص ُل الى التَّعجُّ ِ‬
‫ب‬ ‫خماس ّي مزي ٌد فنتو َّ‬
‫منهُ باستعمال فعل مناسب قابل للصياغة على وزني فعل التعجب‬
‫فائدة‬ ‫(ما أفعل‪ ،‬وأفعل به)‪ ،‬مثل (ما أش َّد)‬
‫َ ْ ْ‬
‫حين نتعجَّبُ منه‬ ‫َ‬ ‫كان الفع ُل منفيًا بـ(ال)‬‫أو (أش ِدد به) أو أي فعل آخر إذا َ‬
‫(أن والفعل المضارع)‬ ‫المصدر المؤ ّو ِل ْ‬
‫ِ‬ ‫بمصدر بطريق ِة‬
‫ِ‬ ‫مناسب‪ ،‬ثم نأتي بع َد ذلك‬

‫(أن) بالم حرف النفي (ال) مثل (ال‬ ‫نون ْ‬‫الفعل صريحًا‪ ،‬وهو (ازدحام)‪ ،‬ندغ ُم َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫المؤول وهو (أن يهمل الطالب واجبه) نقول‪( :‬ما أَجْ َم َل ألاَّ يُه ِم َل‬ ‫ِ‬ ‫بالمصدر‬
‫ِ‬ ‫أو‬

‫الطالبُ واجبَهُ!) و(أَجْ ِملْ بألاَّ يُ ْه ِم َل الطالبُ‬ ‫يزدح َم)‪،‬‬

‫ارع!‪ ،‬واجبَهُ!)‪.‬‬ ‫فنقول‪ :‬ما أش َّد ازدحا َم ال َّش ِ‬


‫الشارع!‪ ،‬أو ما‬ ‫ِ‬ ‫بازدحام‬
‫ِ‬ ‫أو أَ ْش ِد ْد‬
‫ع!‪ ،‬أو أَ ْش ِد ْد‬ ‫أن يزدح َم الشار ُ‬ ‫أش َّد ْ‬
‫بأن يزدح َم الشار ُ‬
‫ع!‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪10‬‬
‫ُ‬
‫المؤمن‬ ‫المؤمن أخاه) فنقولُ‪ :‬ما أجم َل ألاَّ يشت َم‬
‫ُ‬ ‫المنفي‪( :‬ال يشت ُم‬
‫ِّ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ومثا ُل‬
‫(كان‬
‫َ‬ ‫الناقص قولُنا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المؤمن أخاهُ!‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬ومثا ُل‬ ‫أخاهُ!‪ ،‬أو أَجْ ِملْ بألاَّ يشت َم‬
‫كان النجا ُح رائعًا!‪،‬‬‫النجاح رائعًا!‪ ،‬و َما أَجْ َم َل ما َ‬
‫ِ‬ ‫النجا ُح رائعًا) نقولُ‪ :‬ما أَجْ َم َل َ‬
‫كون‬
‫رمضان) نقول‪ :‬ما أَرْ َو َع ْ‬
‫أن يُصا َم‬ ‫ُ‬ ‫للمجهول كما إذا ْقلنا‪( :‬يُصا ُم‬
‫ِ‬ ‫الفعل المبن ّي‬
‫ِ‬ ‫ومثا ُل‬
‫الوصف منه على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫الفعل الذي‬ ‫ِ‬ ‫ان!‪ .‬ومثا ُل‬ ‫ض َ‬‫ص ْو َم َر َم َ‬‫ان!‪ ،‬و َما أَرْ َو َع َ‬
‫ض ُ‬ ‫َر َم َ‬
‫ت السما ُء‪ ،‬نقولُ‪ :‬ما أَ َش َّد ُزرْ قَةَ ال َّس َما ِء!‪ ،‬وأَ ْش ِد ْد بِ ُزرْ قَ ِة‬ ‫وزن (أفعل فعالء) مث َل‪َ :‬ز ِرقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ق ال َّرج ُِل!‪ ،‬وأَ ْقبِحْ بِ ُح ْمقِ ِه!‪...‬الخ‪.‬‬ ‫ق ال َّر ُجلُ)‪ :‬ما أَ ْقبَ َح ُح ْم َ‬‫ال َّس َما ِء!‪ ،‬ونقو ُل في ( َح ُم َ‬

‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬


‫الكالم‪ ،‬وهو‪ :‬حالةُ‬‫ِ‬ ‫ت‬‫ب اللغ ِة العربيَّ ِة التي تُضْ فِي داللةً من دالال ِ‬
‫‪ -‬التّعجُّ بُ ِم ْن أسالي ِ‬
‫اإلنسان عن َدما يستعظ ُم أمرًا أو يستطرفُهُ أو يُن ِك ُرهُ لغرابتِ ِه‪.‬‬
‫َ‬ ‫انفعال نفس ّي تُصيبُ‬
‫ٍ‬
‫طريقتان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬للتَّعجُّ ِ‬
‫ب‬
‫ب‬‫ت ُمعيَّن ٍة موروث ٍة عن العر ِ‬ ‫ت وعبارا ٍ‬ ‫أ‪ -‬الطريقةُ السماعيةُ‪ :‬وتتحقَّ ُ‬
‫ق بكلما ٍ‬
‫لهول ويالَلداهي ِة!‪ ،‬هللِ َدرُّ ك! أو هللِ َدرُّ هُ! أو هللِ‬
‫(سبحان هللاِ!‪ ،‬يالَ ِ‬
‫َ‬ ‫الفصحا ِء‪ ،‬مث َل‪:‬‬
‫ب‬‫ي الذي يُفي ُد معنى التَّعجُّ ِ‬ ‫االستفهام المجاز ّ‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫َدرُّ ها!‪ ،‬ويالَك فارسًا!)‪ ،‬وعن‬
‫وأنت رج ٌل محتر ٌم!‬ ‫َ‬ ‫كيف تفع ُل ذلك‬ ‫َ‬ ‫كقولِنا‪:‬‬
‫صيغتان‪َ ( ،‬ما أَ ْف َعلَهُ) و(أَ ْف ِعلْ بِ ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب‪ -‬الطريقةُ القياسيةُ‪ :‬ولها‬
‫يكون فعلاً ثالثيًّا تا ًّما‪،‬‬
‫َ‬ ‫ب‪ْ :‬‬
‫أن‬ ‫ق منه صيغتا التَّعجُّ ِ‬ ‫الفعل الذي تُ ْشتَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬يُشترطُ في‬
‫وزن‬
‫ِ‬ ‫الوصف منه على‬ ‫ُ‬ ‫وليس‬
‫َ‬ ‫للتفاضل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للمعلوم‪ ،‬قابلاً‬
‫ِ‬ ‫ُمتصرِّ فًا‪ُ ،‬مثبتًا‪ ،‬مبنيًّا‬
‫(أَ ْف َعل فَ ْعلاَ ء)‪.‬‬
‫ب منه بالمجي ِء بفعل قابل‬ ‫الفعل الذي ال يصل ُح للتَّعجُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم َن‬ ‫ص ُل الى التَّ َعجُّ ِ‬ ‫‪ -‬يُت َو َّ‬
‫للصياغة على وزني التَّعجُّ ب‪ ،‬مثل ( َما أش َّد) أو (أَ ْش ِد ْد بـ) وما شابهها‪ ،‬بع َدها‬
‫ب صريحًا أو مؤ ّولاً ‪.‬‬ ‫الفعل الذي ال يصل ُح للتعج ِ‬
‫ِ‬ ‫مصد ُر‬

‫‪11‬‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫( َما أَ ْبلَهَ هذا ال َّر ُج َل) أم ( َما أَ َش َّد بَلاَ هَةَ هذا ال َّرج ُِل!)؟‬
‫قل‪َ :‬ما أَ َش َّد بَلاَ هَةَ هذا ال َّرج ُِل!‬
‫وال تقل‪َ :‬ما أَ ْبلَهَ هذا ال َّر ُج َل!‬
‫وزن(أَ ْف َعل) ومؤنثه‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الوصف منه على‬ ‫فعل‬
‫ق من ٍ‬ ‫ب ال تُ ْشتَ ُّ‬
‫ألن صيغةَ التَّعجُّ ِ‬ ‫السببُ ‪َّ :‬‬
‫ب‪.‬‬
‫العقل فهو من العيو ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ضعف‬ ‫(فَعْالء)‪ .‬والبَلاَ هَةُ‪:‬‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫َما أَحْ َس َن الفضيلةَ!‬


‫\‬

‫تذكر‬

‫رفع خب ٌر‬
‫ٍ‬ ‫ب هو وال ُمتعجَّبُ منه في محلِّ‬ ‫أن المبتدأَ لهُ خبرٌ‪َّ ،‬‬
‫وأن فع َل التَّعجُّ ِ‬ ‫َّ‬
‫للمبتدأ‪.‬‬

‫تعلمت‬

‫ماض وفاعلُهُ‬
‫ٍ‬ ‫وأن الفع َل (أَ ْف َع َل) هو‬ ‫أن صيغةَ (ما أَ ْف َعلَهُ) هي إلنشا ِء معنى التعج ِ‬
‫ب‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫المنصوب بع َدهُ هو المتعجبُ‬
‫َ‬ ‫ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا دائ ًما في هذه الصيغ ِة‪َّ ،‬‬
‫وأن االس َم‬
‫منهُ مفعو ٌل بِ ِه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫االعراب‬
‫رفع مبتدأٌ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫السكون في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫َما‪ :‬تعجُّ بيةٌ مبنيةٌ على‬
‫الفتح‪ ،‬وفاعلُهُ ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا تقدي ُرهُ (هو)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مبني على‬
‫ٌّ‬ ‫ماض‬
‫ٍ‬ ‫س َن‪ :‬فع ٌل‬‫أَ ْح َ‬
‫الفضيلةَ‪ :‬مفعو ٌل ب ِه منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ الظاهرةُ‪.‬‬
‫رفع خب ٌر للمبتدأ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وجملةُ (أَحْ َس َن الفضيلةَ) في محلِّ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫أعظ ْم بشجاعة جيشنا!‬


‫ِ‬

‫‪13‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪)1‬‬

‫ص ْي َغتَهُ‪:‬‬
‫ص التَّالِيَ ِة‪َ ،‬وبَيِّنْ نَ ْو َعهُ َو ِ‬ ‫صو ِ‬ ‫ب في النُّ ُ‬ ‫سلُو ِ‬
‫ب التَّ َع ُّج ِ‬ ‫ُد َّل على أُ ْ‬
‫‪ -1‬قَا َل حافظ إبراهيم‪:‬‬
‫ك فِيْها َغ ْي ُر َمحْ ُمو ِد‬ ‫ص َّح أَنَّ َ‬
‫إن َ‬‫ْ‬ ‫أَ ْك ِر ْم بِهَا َزلَّةً فِي ْال ُع ْم ِر واح َدةً‬
‫‪ -2‬قَا َل الرُّ صافي‪:‬‬
‫َما أَ ْفقَــ َر النُّـــو َر ْ‬
‫أن يُشبَّهَ بـــِ ِه‬ ‫ور بـــَلْ أُ ْفضِّلـــه‬
‫ْال ِع ْل ُم َكال ُّن ِ‬
‫ابن الرُّ وم ّي‪:‬‬‫‪ -3‬قَا َل ُ‬
‫َوإِ ْن َك َ‬
‫ان َغيْري َو ِ‬
‫اجدًا فِ ْي ِه َم ْسبَ َحا‬ ‫ك بَحْ رًا لَ ْم أَ ِجـ ْد فِ ْي ِه َم ْش َربا‬
‫فَيَالَ َ‬
‫‪ -4‬قَا َل األبيوردي‪:‬‬
‫ت أَ ْيقَظَ ْ‬
‫ــــت ُك َّل نَائِ ِم‬ ‫َعلَى هَبَوا ٍ‬ ‫ْف تَنَا ُم ْال َعي ُْن ِمـلْ َء ُجفُونِها‬
‫َو َكي َ‬
‫‪ -5‬قَا َل أبو دالمة‪:‬‬
‫الس بال َّرج ُِل‬ ‫َوأَ ْقبَ َح ْال ُك ْف َر َو ِ‬
‫اإل ْف َ‬ ‫َما أحسن ال ِّدي َْن َوال ُّد ْنيَا إِ َذا اجْ تَ َم َعا‬
‫‪ -6‬قَا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫صبُورًا َولَ ِكن لاَ َسبِي َل إِلَى ال َّ‬
‫صب ِْر‬ ‫َ‬ ‫ي َما أَحْ َرى بِ ِذي اللُّبِّ أَ ْن يُ َرى‬
‫َخلِيل َّ‬

‫التمرين (‪) 2‬‬

‫ب ِم ْنهُ ُمباشَرةً‪َ ،‬و َما لاَ‬ ‫ب فِ ْيما يَ ُجو ُز التَّ ُّ‬


‫عج ُ‬ ‫األفعال التَّالِي ِة‪َ ،‬وبيِّ ِن ال َّ‬
‫سبَ َ‬ ‫ِ‬ ‫تَ َع َّج ْب ِم َن‬
‫يَ ُجو ُز‪:‬‬
‫ت الوردةُ‪.‬‬ ‫‪ -1‬اح َم َّر ِ‬
‫‪ -2‬يُض َربُ ال ِّ‬
‫طفلُ‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ينف ُع الضَّربُ في حدي ٍد بار ٍد‪.‬‬
‫‪ -4‬أَ ْس َر َع القطارُ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحزن‪.‬‬ ‫َ‬
‫الفائت‬ ‫‪ -5‬ال ير ُّد‬

‫‪14‬‬
‫‪ -6‬صا َر الما ُء جليدًا‪.‬‬
‫‪ -7‬العب ُد يُق َر ُ‬
‫ع بالعصا‪.‬‬
‫صلِ َع الرأسُ ‪.‬‬
‫‪َ -8‬‬

‫التمرين (‪)3‬‬

‫الجمل التالية‬
‫ِ‬ ‫استخرج األفعا َل التي تُ ُع ِّج َ‬
‫ب منها بوساط ٍة أو بغي ِر وساط ٍة‪ ،‬الواردة في‬ ‫ِ‬
‫السبب‪:‬‬
‫َ‬ ‫ذاك ًرا‬
‫‪ -1‬ما أَجْ َم َل ال َّس َما َء!‬
‫‪ -2‬أَ ْك ِر ْم بال َع َر َ‬
‫اقيين!‬
‫الخير!‬
‫ِ‬ ‫‪َ -3‬ما أَ ْنفَ َع أَ ْن يُب َذ َل الما ُل في‬
‫‪َ -4‬ما أَ ْقبَ َح أَ ْن يُخالِ َ‬
‫ف الول ُد أباهُ!‬
‫‪َ -5‬ما أَ َش َّد أَ ْن يُصبِ َح الفقي ُر جائعًا!‬
‫الفاضل!‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬أَ ْقبِحْ بأَلاَّ يُع َر َ‬
‫ف فض ُل‬
‫َ‬
‫‪َ -7‬ما أحْ َس َن فَصْ َل الر ِ‬
‫َّبيع!‬

‫التمرين (‪)4‬‬

‫الجمل االتي ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ب سماعيةٌ على شاكل ِة‬
‫ت جملاً فيها صي ُغ تعج ٍ‬
‫ها ِ‬
‫يالَلعجب!‪ ،‬يالَلروعة! ‪....................................................................‬‬
‫هللِ َدرُّ هُ قائدًا!‪ ،‬هللِ َدرُّ هُ شاعرًا!‪................................................................‬‬
‫سبحانَهُ الذي يُحيي الموتى‪......................................................‬‬
‫َ‬
‫وأنت غاف ٌل عن واجباتِك! ‪........................‬‬ ‫كيف تنج ُح‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عطشان! ‪،‬‬ ‫أأشربُ وأخي‬
‫الخير!‪............................................‬‬
‫ِ‬ ‫اع الى‬
‫ك من َس ٍ‬ ‫من طَالِ ٍ‬
‫ب َجا ٍّد! يالَ َ‬ ‫ك ْ‬‫يالَ َ‬

‫‪15‬‬
‫التمرين (‪) 5‬‬

‫الصي َغ التي تحقَّ َ‬


‫ق بها‬ ‫ثريين التَّاليين‪ ،‬وبيِّ ِن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ب من النَّصين النَّ‬
‫أسلوب التعج ِ‬
‫َ‬ ‫استخرج‬
‫ْ‬
‫التَّ ُ‬
‫عجب‪:‬‬
‫ك‬ ‫ْت‪ُ .‬س ْب َحانَ َ‬ ‫ك اللَّهُ َّم َوتَ َعالَي َ‬‫ك‪ُ .‬س ْب َحانَ َ‬‫ك اللَّهُ َّم َو َحنَانَ ْي َ‬
‫‪ -1‬ورد في الدعاء المأثور‪ُ (( :‬س ْب َحانَ َ‬
‫ك اللَّهُ َّم َو ْال ِكب ِْريآ ُء‬ ‫ك‪ُ .‬س ْب َحانَ َ‬ ‫ك اللَّهُ َّم َو ْال َعظَ َمةُ ِردا ُؤ َ‬ ‫اللَّهُ َّم َو ْال ِع ُّز إزا ُر َ‬
‫ك‪ُ .‬س ْب َحانَ َ‬
‫ك!))‪.‬‬ ‫ك ِم ْن َع ِظيم ما أَ ْعظَ َم َ‬ ‫س ُْلطانُ َ‬
‫ك‪ُ .‬س ْب َحانَ َ‬
‫ْف‬ ‫ون حُبُّ ْال َوطَ ِن‪َ ،‬و َكي َ‬ ‫ْف يَ ُك ُ‬‫‪ -2‬علَّ َمنا َرسُولُنا ْال َك ِري ُم (صلَّى هللاُ َعلَيه وآلِ ِه َو َسلَّ َم) َكي َ‬
‫ي! ولوال َّ‬
‫أن‬ ‫طيَبَ ِك ِم ْن بَلَ ٍد! َوأَ َحب َِّك إل َّ‬‫لاَ ؟ َوهُو الَّ ِذي قَا َل َع ْن َم َّكةَ ْال ُم َكرَّم ِة‪َ ( :‬ما أَ ْ‬

‫يف الَّ ِذي يَ ُدلُّ َعلَى تَ َعلُّ ِ‬


‫ق‬ ‫يث ال َّش ِر ُ‬ ‫ت غي َر ِك)‪ ،‬فَهَ َذا ْال َح ِد ُ‬ ‫منك ما َس َك ْن ُ‬ ‫قَ ْو ِمي أَ ْخ َرجُونِي ِ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَيْه وآلِ ِه َو َسلَّ َم) بِ َوطَنِ ِه‪َ ،‬و ُحبِّ ِه ْال َع ِمي ِ‬
‫ْق له‪َ ،‬و َحنِينِ ِه ال َّدائِ ِم لَهُ‪ ،‬فَ َما‬ ‫النَّبِ ّي ( َ‬
‫صبَا َحاتي‪،‬‬ ‫ك إلى قَ ْلبِي!‪ ،‬أَيُّها ْال َوطَ ُن الَّ ِذي أشه ُد فِ ْي ِه أَجْ َم َل َ‬ ‫ك يَا َوطَنِي َو َما أَ َحبَّ َ‬
‫أَ ْغلاَ َ‬
‫س الَّتِي تَ ْغم ُر أَ َراضيه َوبَ َساتينَهُ‪.‬‬
‫وأَصْ حُو َعلَى أَ ِش َّع ِة ال َّش ْم ِ‬

‫التمرين (‪)6‬‬

‫أَ ْع ِر ْب كما في المثالين‪:‬‬


‫‪ -‬ما أَ َر َّ‬
‫ق البا َّر بوالديه!‬
‫رفع مبتدأٌ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫السكون في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫ما‪ :‬تعجُّ بيَّةٌ مبنيةٌ على‬
‫الفتح‪ .‬وفاعلُهُ ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا تقدي ُرهُ‬
‫ِ‬ ‫ماض إلنشا ِء التَّعجُّ ِ‬
‫ب‪ ،‬مبن ٌّي على‬ ‫ٍ‬ ‫أَ َرقَّ‪ :‬فع ٌل‬
‫(هو)‪.‬‬
‫البا َّر‪ :‬مفعو ٌل به منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ الظاهرةُ‪.‬‬
‫رفع خبرٌ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وجملةُ (أر َّ‬
‫ق البارَّ) في محلِّ‬
‫حرف جرٍّ ‪ ،‬والدي‪ :‬اس ٌم مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ِه اليا ُء؛ ألنَّهُ مثنى‪ ،‬و ُح ِذفَ ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫بوالديه‪ :‬البا ُء‬
‫ٌ‬
‫مضاف إلي ِه‪.‬‬ ‫مضاف‪ ،‬و(ه) ضمي ٌر متص ٌل في محلِّ جرٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫النون لالضاف ِة‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬
‫ق الصانعُ!‬ ‫‪ -‬أَضْ ِررْ بِأَلاَّ يَصْ ُد َ‬

‫‪16‬‬
‫السكون‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مبني على‬
‫ٌّ‬ ‫ب‬
‫األمر النشا ِء معنى التعج ِ‬
‫ِ‬ ‫ماض جا َء على صيغ ِة‬‫ٍ‬ ‫أَ ْ‬
‫ض ِر ْر‪ :‬فع ٌل‬
‫ب‬ ‫حرف نفي زائ ٌد َ‬
‫بين الناص ِ‬ ‫ُ‬ ‫حرف جرٍّ زائ ٌد‪ ،‬أَ ْن‪ :‬مصدريةٌ ناصبةٌ‪ ،‬ال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫بألاَّ ‪ :‬البا ُء‬
‫ب‪.‬‬
‫والمنصو ِ‬
‫ع منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ الظاهرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫ق‪ :‬فع ٌل مضار ٌ‬ ‫يصد َ‬
‫ع وعالمةُ رف ِع ِه الضمةُ الظاهرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫الصان ُع‪ :‬فاع ٌل مرفو ٌ‬

‫ب‪.‬‬
‫لفعل التعج ِ‬
‫ِ‬ ‫والمصد ُر المؤو ُل من (أَ ْن يصد َ‬
‫ق) مجرو ٌر لفظًا في مح ِّل ٍ‬
‫رفع فاع ٌل‬

‫ط‪:‬‬‫أَ ْع ِر ْب ماتحتَهُ خ ٌّ‬


‫ضلاَ ٍل ُمبِ ٍ‬
‫ين))‬ ‫ْصرْ يَ ْو َم يَأْتُونَنَا لَ ِك ِن الظَّالِ ُم َ‬
‫ون ْاليَ ْو َم فِي َ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪(( :‬أَ ْس ِم ْع بِ ِه ْم َوأَب ِ‬
‫(مريم‪)38:‬‬
‫‪ -‬قال جميل بثينة‪:‬‬
‫ك ِم ْن ُمتَثَاقِ ِل‬ ‫أَحْ بِبْ إل َّ‬
‫ي بذا َ‬ ‫ت ل َّما َرأَ ْ‬
‫ت َكلَفِي بِهَا‬ ‫َوتَثَاقَلَ ْ‬
‫‪ -‬قال القُشيريُّ ‪:‬‬
‫َو َما أَحْ َس َن ْال ُمصْ طَ َ‬
‫اف َوال ُمتربّعا‬ ‫ب الرُّ بَى‬ ‫ك األَرْ ضُ َما أَ ْ‬
‫طيَ َ‬ ‫بِنَ ْف ِسي تِل َ‬

‫‪17‬‬
‫َّالث ‪ :‬التَّعبير ُ‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أوال‪ :‬التَّعبي ُر الش ُّ‬


‫َّفهي‪:‬‬
‫ك األسئلةَ اآلتيةَ‪:‬‬
‫ِّس َ‬
‫ك و ُمدر ِ‬‫ناقِشْ م َع ُزمالئِ َ‬
‫أين يَبدأُ اإلصال ُح في ُمجتمعاتِنا ال َعربيَّ ِة واإلسالميَّ ِة؟‬ ‫ك ِم ْن َ‬‫‪ -1‬بِرأي َ‬
‫واإلنسان يصن ُع الحياةَ‪ ،‬إلى أيِّ مدًى ي ُ‬
‫ُمكن‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِّين يصن ُع‬
‫أن الد َ‬‫‪ِ -2‬م َن المؤ َّك ِد َّ‬
‫اإلصالح‪ ،‬ومشرو ِعه الَّذي نطم ُح إليه؟‬
‫ِ‬ ‫اإلفادةُ ِم ْن هذا المبدأِ في َمرحل ِة‬
‫ْت في‬ ‫الجهَا َد‪ ،‬فِي ضو ِء ما درس َ‬
‫ق ِ‬ ‫فس‪ ،‬واإلصال ُح يسبِ ُ‬ ‫‪ -3‬يُقا ُل اإلصال ُح يبدأُ ِم َن النَّ ِ‬
‫إصالح ال َو َ‬
‫ط ِن‬ ‫ِ‬ ‫ْف تُف ِّس ُر ه َذي ِْن القَ ْو ِ‬
‫لين؟ و َم َدى أهميتِهُما فِي عملي ِة‬ ‫ه ِذه ال َوحد ِة َكي َ‬
‫واألُ َّم ِة بِأجْ َم ِعها‪.‬‬
‫اإلصالح‪َ ،‬ولَع َّل قولَه تَعالى الَّذي‬ ‫ِ‬ ‫مشروع‬
‫ِ‬ ‫هوض بِ‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان ِم َن النُّ‬
‫َ‬ ‫ك قُيو ٌد تمن ُع‬‫‪ -4‬هُنا َ‬
‫صف فيه ال ُمصْ لِ َح ال َعظي َم رسو َل هللاِ(صلَّى هللاُ عليه وآلِه وسلَّ َم) يُشي ُر إلى هَ َذا‬ ‫يَ ُ‬
‫ي الأْ ُ ِّم َّ‬
‫ي الَّ ِذي‬ ‫ُون ال َّرسُو َل النَّبِ َّ‬
‫ين يَتَّبِع َ‬‫ال َمعْنى بِ َمعْنى (األ ْغالل) ْإذ قا َل تعالى‪(( :‬الَّ ِذ َ‬
‫يل يَأْ ُم ُرهُ ْم بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ُوف َويَ ْنهَاهُ ْم َع ِن ْال ُم ْن َك ِر‬ ‫يَ ِج ُدونَهُ َم ْكتُوبًا ِع ْن َدهُ ْم فِي التَّ ْو َرا ِة َوالإْ ِ ْن ِج ِ‬
‫ض ُع َع ْنهُ ْم إِصْ َرهُ ْم َوالأْ َ ْغلاَ َل الَّتِي‬ ‫ث َويَ َ‬ ‫ت َويُ َحرِّ ُم َعلَ ْي ِه ُم ْال َخبَائِ َ‬‫َوي ُِحلُّ لَهُ ُم الطَّيِّبَا ِ‬
‫ق مشرو َع‬ ‫أن يُعي َ‬‫ُمكن ْ‬ ‫أن تَ ْذ ُك َر ما ي ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ْم))(األعراف‪ ،)157:‬فَهَلْ يُمكنُ َ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫ق؟‬ ‫اإلصالح؟ و َما الحُلو ُل الَّتي تجعلُنَا نَتَجاو ُز تِ ْل َ‬
‫ك ال َعوائِ َ‬ ‫ِ‬

‫حريري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ثانيا‪ :‬التَّعبي ُر التَّ‬
‫اإلصالح ال َحقيق ِّي فِي َو َس ِط هَذا‬
‫ِ‬ ‫لن تَ ْن َ‬
‫بعث َشرارةُ‬ ‫األفغاني‪ْ « :‬‬
‫ُّ‬ ‫يقو ُل جما ُل الدِّين‬
‫ت َع ْنها‪ ،‬بِالثَّور ِة‬ ‫الظَّ ِ‬
‫الم ال َحالِ ِك إلاَّ إ َذا تَ َعلَّم ِ‬
‫ت ال ُّشعوبُ ال َعربيَّةُ َو َع ْ‬
‫رفت حُقوقَها‪ ،‬و َداف َع ْ‬
‫ْ‬
‫دور‬
‫ِ‬ ‫ْبير َع ْن‬ ‫القَائِ َم ِة َعلى ال َع ْق ِل وال ِعل ِم))‪ .‬انطل ْق من هذ ِه المقول ِة ل ِكتاب ِة َم ْوض ِ‬
‫ُوع تَع ٍ‬
‫ْ‬
‫اإلصالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال َع ْق ِل وال ِعل ِم في َم ْش ِ‬
‫روع‬

‫‪18‬‬
‫س الرابع ‪ :‬األدب ‪ /‬املسرحيَّةُ‪:‬‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫بين‬
‫الحوار َ‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المؤلف الكال َم عن‬ ‫المسرحيَّةَ بمفهو ِمها العا ِّم قصةٌ ي ِ‬
‫ُجري فيها‬
‫الباحثون أ َّوليَّةَ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يعرف‬ ‫المسرح‪ .‬وال‬
‫ِ‬ ‫للمشاهدين على‬
‫َ‬ ‫يمثلون حادثتَها‬
‫َ‬ ‫شخوصها‪ ،‬الذين‬
‫ِ‬
‫األدبي‬
‫ِّ‬ ‫النوع‬
‫ِ‬ ‫اإلغريق بهذا‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ولكن اهتما َم‬ ‫المسرحي ِة والمراح َل البدائيةَ الَّتي مر ْ‬
‫َّت بها‬
‫وإعال ِء شأنِ ِه جعلَها تُن َسبُ إليهم‪.‬‬
‫ولكن الصَّفةَ‬
‫َّ‬ ‫ت‪،‬‬
‫ت وتطورا ٍ‬ ‫ْ‬
‫شهدت فيه تغيّرا ٍ‬ ‫طويل‬
‫ٍ‬ ‫بتأريخ‬
‫ٍ‬ ‫ت المسرحيةُ‬ ‫وقد م َّر ِ‬
‫ف على االختفا ِء إذ ال يراهُ المشاه ُد وإنَّما يرى‬ ‫األساسيَّةَ المميِّزةَ فيها مقدرةُ المؤلِّ ِ‬
‫ك أصواتًا متباينةً‪.‬‬ ‫شخوصًا مختلفةً‪ ،‬ويدر ُ‬
‫المسرحيَّةُ نوعان‪ ،‬المسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ‪ ،‬والمسرحيَّةُ النَّثريةُ‪ ،‬وما يعنينا في هذا‬
‫الثامن عش َر في أوربا‪.‬‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫المقام المسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ التي انحس َر ْ‬
‫ت في نهاي ِة‬ ‫ِ‬
‫القرن التاس َع عش َر‪ ،‬وتهي ْ‬
‫َّأت في‬ ‫ِ‬ ‫عن المسرحي ِة ال ِّشعريَّة في‬
‫عرف العربُ شيئًا ِ‬
‫َ‬
‫أن ينقلَها‬
‫الع عليها في إيطاليا‪ ،‬إذ حاو َل ْ‬
‫ط ِ‬ ‫أواخره لمارون نقاش (اللبناني) فرصةُ اال ِّ‬
‫اليازجي أ َّو َل َم ْن نَظَ َم مسرحيةَ‬
‫ُّ‬ ‫اللبناني خليل‬
‫ُّ‬ ‫وكان ال َّشاع ُر‬
‫َ‬ ‫إلى بال ِده وقد نج َح‪،‬‬
‫ولكن التجربةَ الحقيقيةَ تجربةُ أحمد شوقي‪ ،‬فق ْد‬ ‫َّ‬ ‫(المروءة والوفاء) سنة (‪1876‬م)‪،‬‬
‫باريس‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫واستدعت إقامتهُ في‬ ‫نو َع والتَّميُّ َز‪،‬‬ ‫كان شاعرًا طموحًا يري ُد لفنِّه السَّعةَ والتَّ ُّ‬ ‫َ‬
‫وأن يقرأَ المسرحيا ِ‬
‫ت ويرى ما لهذا الفن من مكان ٍة‪ ،‬فأبد َع في‬ ‫أن يشه َد المسار َح‪ْ ،‬‬
‫ْ‬
‫آخرون في‬
‫َ‬ ‫روائ ِعه (مجنون ليلى) و(عنترة) و(علي بك الكبير) و(كليوباترا)‪ ،‬ث َّم تب َعه‬
‫العراق‪ :‬خالد الش َّواف وعاتكة‬
‫ِ‬ ‫مص َر مثل‪ :‬عزيز أباظة‪ ،‬وصالح عبد الصبور‪ ،‬وفي‬
‫العربي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الوطن‬
‫ِ‬ ‫وآخرون في بقي ِة أجزا ِء‬
‫َ‬ ‫الخزرج ّي‪ ،‬ومحمد عل ّي الخفاج ّي‪.‬‬
‫ُ‬
‫األحداث فيها ج ِّديَّةً‬ ‫ُ‬
‫تكون‬ ‫والمسرحيَّةُ ال ِّشعريةُ نوعان‪ :‬التراجيديا(المأساة)‪ ،‬التي‬
‫ذات صبغ ٍة‬ ‫ُ‬
‫األحداث فيها سعيدةً َ‬ ‫ُ‬
‫تكون‬ ‫والنهاية حزينة‪ ،‬والكوميديا (الملهاة)‪ ،‬التي‬
‫هزلي ٍة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفني للمسرحي ِة على المقدم ِة‪ :‬وهي الّتي يعرضُ فيها ال َّشاع ُر‬ ‫ُّ‬ ‫يعتم ُد البنا ُء‬
‫ف‬ ‫الحوار ال ُمكثَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫ك ْ‬
‫عن‬ ‫ث وذل َ‬
‫ومكان األحدا ِ‬
‫َ‬ ‫ت وموضو َع المسرحي ِة‬ ‫ال َّشخصيَّا ِ‬
‫األساسي في بنا ِء ال َحبْك ِة الفنِّي ِة‪ ،‬وفيها‬
‫ُّ‬ ‫شخوصها‪ ،‬والعُقد ِة‪ :‬وهي العنص ُر‬‫ِ‬ ‫بين‬
‫الوجيز َ‬
‫ِ‬
‫ق‬‫المشاهدين القل َ‬
‫َ‬ ‫والتحوالت التي تثي ُر في‬
‫ُّ‬ ‫ث ووقائ ُع المسرحيَّ ِة‬ ‫ك األحدا ِ‬ ‫ُ‬
‫يحدث اشتبا ُ‬
‫ْ‬
‫وصلت‬ ‫والفضو َل لمعرف ِة الحلِّ ‪ .‬والحلُّ ‪ :‬هو الخاتمةُ التي تنطوي على النتيج ِة التي‬
‫ُ‬
‫أحداث المسرحي ِة‪.‬‬ ‫إليها‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫‪ -1‬ما المسرحيَّةُ؟ وما نوعاها؟‬
‫‪ -2‬ما الصِّفةُ األساسيَّةُ المميِّزةُ للمسرحي ِة؟‬
‫ُ‬
‫عنوان مسرحيت ِه؟‬ ‫ف العربُ المسرحيةَ؟ و َم ْن أ َّو ُل َم ْن َ‬
‫كتب فيها؟ وما‬ ‫‪ -3‬متى َع َر َ‬
‫‪ -4‬المسرحيةُ الشعريةُ نوعان‪ ،‬ما هما؟‬
‫الفني للمسرحي ِة؟‬
‫ُّ‬ ‫‪ -5‬عال َم يعتم ُد البنا ُء‬

‫الخفاجي‬
‫ُّ‬ ‫ُم َح َّمد عل ّي‬
‫كنف أبي ِه‬
‫ِ‬ ‫عراقي ُولِ َد في مدين ِة كربال َء المقدس ِة عام (‪1942‬م)‪ ،‬ونشأ َ في‬
‫ٌّ‬ ‫أديبٌ‬
‫مختلف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يغترف منها‬ ‫أحضان مدين ِة كربال َء المقدس ِة‬
‫ِ‬ ‫ونه َل من أخالقِ ِه‪ ،‬وترعر َع في‬
‫العربي‪ ،‬وأكم َل دراستَه االبتدائيةَ والثانويةَ فيها‪ ،‬حص َل على‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫العلوم وال سيما األد ِ‬
‫ِ‬
‫ك الم َّد ِة‬
‫البكلوريوس من كلي ِة التربي ِة‪-‬جامع ِة بغدا َد(‪1965‬م)‪ .‬التقى في تل َ‬
‫ِ‬ ‫شهاد ِة‬
‫من‬ ‫فر ُد لهُ ساعةً ْ‬ ‫ْ‬
‫كانت تُ ِ‬ ‫ال َّشاعرةَ الكبيرةَ نازك المالئكة التي أول ْتهُ رعايةً خاصةً‪ْ ،‬إذ‬
‫كانت تدرِّ ُسهُ‪ ،‬فقد درَّس ْتهُ ألكث َر‬
‫ْ‬ ‫كان يج ُدهَا حينَما‬
‫الفرص التي َ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ِ‬ ‫أسبوع‪ ،‬فضلاً‬
‫ٍ‬ ‫كلِّ‬
‫ونصف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫سنتين‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫ظهرت موهبتُه منذ كان طفلاً صغيرًا؛ إذ نظ َم أ َّو َل قصيد ٍة له وهو في سنِّ التاسع ِة‬ ‫ْ‬
‫األمر موهبتُه ال ِّشعريةُ‪ ،‬فضلاً عن‬
‫ِ‬ ‫(في المرحل ِة االبتدائي ِة)‪ ،‬وم َّما ساع َد على هذا‬
‫المعروفين على مستوى‬
‫َ‬ ‫ي‪ ،‬ول َّما اشت َّد عو ُدهُ أصب َح ِم َن ال ُّشعرا ِء‬
‫قراءتِ ِه ال ِّشع َر العرب َّ‬

‫‪20‬‬
‫كان ال َّشاع َر األ َّو َل في مرحل ِة الدراس ِة المتوسط ِة واالعدادي ِة‪،‬‬‫المحافظ ِة المق َّدس ِة‪ ،‬إذ َ‬
‫بدأَ الشاع ُر ينظ ُم القصيدةَ العموديةَ فأبد َع فيها‪ ،‬إلاَّ أنَّه َ‬
‫كان ميَّالاً إلى ال ِّش ِ‬
‫عر الحرِّ فنظ َم‬
‫فيه أيضًا‪.‬‬

‫من آثا ِر ِه‪:‬‬


‫أوال‪ :‬المسرحيَّاتُ الشِّعريةُ‪:‬‬
‫(‪1968‬م)‬ ‫ُ‬
‫الحسين‬ ‫‪ -‬ثانيةً يجي ُء‬
‫(‪1981‬م)‬ ‫‪ -‬أبو ذرٍّ يصع ُد معرا َج الر ِ‬
‫َّفض‬
‫(‪2000‬م)‬ ‫ذهب ليقو َد الحل َم‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫(‪2000‬م)‬ ‫صغير مسرحية لألطفال‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬حريةٌ بكفِّ‬
‫(‪2002‬م)‬ ‫ك النَّشيطُ‬ ‫‪ -‬الدي ُ‬

‫ثانيا‪ :‬المسرحياتُ النثريَّةُ‪:‬‬


‫(‪)1972‬‬ ‫ك شهرزا َد الصبا ُح‬ ‫‪ -‬وأدر َ‬
‫(‪)1973‬‬ ‫الراقصون ترقصُ القاعةُ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ع ْن َدما يتعبُ‬
‫( ‪)2002‬‬ ‫القدس الليلةَ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬أح ُدهم يُسلِّ ُم‬

‫ثالثا‪ :‬الدواوينُ الشِّعريةُ‪:‬‬


‫(‪1972‬م)‬ ‫ب‬
‫خلف البا ِ‬‫َ‬ ‫ك‬
‫‪ -‬أنا وهوا َ‬
‫(‪1975‬م)‬ ‫أمس سأقابلُهُ الليلةَ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫‪ -‬لم يأ ِ‬
‫(‪2009‬م)‬ ‫‪ -‬الهامشُ يتقد ُم‬
‫ت بعضُ أعمالِه إلى االنجليزي ِة والفرنسي ِة واأللماني ِة والكردي ِة والتركي ِة‪ .‬تُ ُوفِّ َي‬ ‫رج َم ْ‬
‫تُ ِ‬
‫عام (‪2012‬م)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مشه ٌد من المسرحي ِة الشعري ِة (ثانيةً يجي ُء الحسينُ )‬
‫أعناق المظلومين)‬
‫ِ‬ ‫بن أبي‪ ....‬إلى‪ :‬لكأنِّي يغمده في‬
‫للحفظ ِمنْ (يا َ‬
‫ِ‬
‫مان سنة ‪ 61‬هـ‪.‬‬‫ال َّز ُ‬
‫الحسين‪ -‬مريضًا‪ .‬خلفَهُ تق ُع‬
‫ِ‬ ‫بن الحنفي ِة‪ -‬أخو‬‫بيت متواض ٌع يرق ُد في ِه محم ٌد ُ‬ ‫المكان‪ٌ :‬‬
‫ُ‬
‫ار شجرةٌ تبدو يابسةً‪ .‬في أ َّو ِل‬
‫نافذةٌ ينكس ُر الضَّو ُء قب َل دخولِ ِه إيَّاها‪ .‬وسطَ ساح ِة ال َّد ِ‬
‫انتظار اآلتي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العرض في‬
‫ِ‬ ‫كرسي كبي ٌر يظلُّ فار ًغا طوا َل م َّد ِة‬
‫ٌّ‬ ‫ك‬
‫رض هنا َ‬
‫ِ‬ ‫قاع ِة ال َع‬
‫َّفر إلى‬
‫لغرض الس ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحسين جالسٌ عن َد أخي ِه وه َو يرو ُم تودي َعهُ‬ ‫سيف ُم َعلَّ ٌ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وإلى جانبِ ِه‬
‫كربال َء‪.‬‬
‫ُم َح َّم ٌد (يَ ْن َ‬
‫ص ُح ال ُح َسي َْن بِ َع َد ِم ال َّسفَ ِر)‪:‬‬
‫بن أَبِي‪ ...‬يا َمولاَ َ‬
‫ي‬ ‫يَا َ‬
‫ت ال َّدافِئ‬
‫ُكن البَي ِ‬
‫يَا ر َ‬
‫ين يَ ُخضُّ األيتا َم البر ُد‬
‫ِح َ‬
‫المخزون ويا َزا َد ال َوح َش ِة‬
‫ِ‬ ‫يا فَ َر َح‬
‫ين تُ َسافِرُ؟‬‫أَ َ‬
‫وال ُّدنيَا تَفتَرُّ على قَرْ ِن ِخيَانَ ٍة‬
‫ط ْيهَا األَ ْق َوى‬ ‫ْإذ يَ ْن َز ُ‬
‫ع قِرْ َ‬
‫َولَئِ ْن َسافَرْ َ‬
‫ت‬
‫يَ ْستَ ْد ِر ُ‬
‫ك‪:‬‬
‫ك؟‬‫َم ْن لِل َع ْد ِل إِ َما ٌم َغي ُر َ‬
‫اث بِاألَ ْد َر ِ‬
‫ان‬ ‫ال َعالَ ُم ُم ْلتَ ٌ‬
‫صاهُ‬ ‫ص َرهُ بِ َع َ‬‫َوال َّز َم ُن األَ ْع َمى يَ ْخبطُ ُم ْب َ‬
‫ق (تَأ َ ُخ ُذهُ نَوبَةُ ُس َع ٍ‬
‫ال)‬ ‫جز األَعنَا ُ‬‫إِ ْذ تُض َربُ قَب َل ال َع ِ‬
‫بن أَبِي َح ْسبَي َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫ك يا َ‬ ‫ُسين ( ُمهَ ِّونًا َعلَ ْي ِه) ‪َ :‬ح ْسبِي َذلِ َ‬
‫الح ُ‬
‫ف التَّ ِ‬
‫غيير‬ ‫ُؤاخي طَ َر َ‬‫ون ي ِ‬ ‫ان ال َك ُ‬ ‫اصلُ) ‪ :‬ما َك َ‬ ‫ق قَلِيلاً ثُ َّم يُ َو ِ‬‫ُطر ُ‬
‫(ي ِ‬
‫لَ ْولاَ اال ْستِ ْشهَا ُد‬

‫‪22‬‬
‫َولَ ْولاَ أَ ْن يَتَ َع َّم َد هَ َذا ال َعالَ ُم بال َّد ِم‬
‫ان لَحْ َم ِذ َرا ِع ِه‬ ‫َولَولاَ ْ أَ ْن يَأْ ُك َل َج ْو َع ٌ‬
‫الظ ْل ِم‬
‫َوإِ َما ٌم يَ ْس َم ُع بِ ُّ‬
‫ضى أَ ْن يَ ْغ ِم َد َس ْيفَهُ‬
‫َويَرْ َ‬
‫اق ال َم ْ‬
‫ظلُو ِم َ‬
‫ين‬ ‫لَ َكأَنِّي يَ ْغ ِم ُدهُ في أَعنَ ِ‬
‫لاَ تَر َج ُح َكفَّةُ ِمي َز ِ‬
‫ان ال َع ْد ِل‬
‫إِلاَّ بِالقَ ْت ِل ‪ ...‬قَ ْتلِي‬
‫يا ب َْن أَبِي‬
‫ان‬‫اث بِاألَ ْد َر ِ‬ ‫ال َعالَ ُم ُم ْلتَ ٌ‬
‫اض ألُطهِّ َرهُ بِ َد ِمي‬ ‫َوأَنَا َم ٍ‬
‫َولَقَتلِي ‪َ ...‬وأَنَا أَ ْختَا ُر‬
‫َخ ْي ٌر لِل َع ْد ِل ِم ْن ال َمحْ يَا‬
‫َولِ َذا ‪ ...‬فَأَنَا أَ ْب ِغي ال ُك ْوفَةَ‬
‫ت؟!‬ ‫ُم َح َّم ٌد (بِأ َ َسى)‪َ :‬ولِ َما َذا ال ُك ْوفَةُ بِ َّ‬
‫الذا ِ‬
‫ال ُح َسي ُْن ‪ُ :‬كتُبٌ ُك ْث ٌر َو َ‬
‫صلَ ْتنِي ِم ْنهَا‬
‫تُ ْعلِ ُن أَ َّن ال ُك ْوفَةَ ثَائِ َرةٌ تَ َّوابَةٌ‬
‫ُم َح َّم ٌد‪َ :‬والثُّ ْو َرةُ فِيهَا َوجْ هٌ ُمتَّ ِش ٌح بِال َخ ْو ِ‬
‫ف‬
‫أَحْ َسبُ أَ َّن ال ُكوفَةَ لاَ َع ْه َد لَهَا‬
‫َوال ُكتُبُ ال ُك ْث ُر بِ َرحْ لِ َ‬
‫ك‬
‫ك ِسهَا ُم َخ ِد ْي َع ٍة‬ ‫ف تَ ْن َسابُ إِلَ ْي َ‬‫رُبَّ ُحر ُْو ٍ‬
‫ك يَا ب َْن أَبِي‬ ‫ص ًّرا)‪ :‬لِيَ ُك ْن َذلِ َ‬ ‫ال ُح َسي ُْن ( ُم ِ‬
‫لِيَ ُك ْن أَ َّن ال ُك ْوفَةَ َخ َّوانَةٌ‬
‫أَ ْو أَ َّن ال ُك ْوفَةَ ال َع ْه َد لَهَا‬
‫ت األَ ْم َر بِنَ ْف ِسي‬ ‫اختَرْ ُ‬ ‫فَأَنَا ْ‬
‫ُحلُ ِمي أَ ْن أَ ْن َز َع نَحْ َو ال ُك ْوفَ ِة‬

‫‪23‬‬
‫َحتَّى أَجْ لُ َو َما َر َ‬
‫ان َعلَ ْيهَا‬
‫ع ِس ِّك ْينًا فِي قَ ْلبِي‬‫ُم َح َّم ٌد ( َم َع نَ ْف ِس ِه)‪ :‬تَاهللِ َكأ َ َّن ال َخ ْشيَةَ تُ ْف ِر ُ‬
‫ح َو َكأَنَّهُ فِي َحالَ ٍة ِم َن التَّأ َ ُّم ِل)‬ ‫ق ال َم ْس َر ِ‬ ‫ال ُح َسي ُْن (يَ ْنهَضُ ُمتَ َحرِّ ًكا إِلَى ُع ْم ِ‬
‫ى تِ ْل َ‬
‫ك‬ ‫أَيُّ رُؤ ً‬
‫تَتَ َع َّم ُد فِ ْيهَا الصَّحْ َوةَ‬
‫ف ال َم ْس َعى‬‫ق َعلَى َش َر ِ‬
‫فَتُفِي ُ‬
‫ت‬‫ص ْو ٌ‬
‫يَصْ َر ُخ بِي َ‬
‫ص ْوتِي ‪َ ...‬ك َ‬
‫ص َداهُ‬ ‫فَيَ ُك ْو ُن لَهُ َ‬
‫ظلُو ِمي األُ َّم ِة‬ ‫أَ ْنظُ ُر َم ْ‬
‫اط ال َجلاَّ ِدي َْن‬
‫ع بَي َْن ِسيَ ِ‬ ‫َو َكأ َ َّن ِج ْل ِد َ‬
‫ي يَتَ َو َّز ُ‬
‫صعُو ِدي‬ ‫ق ُ‬ ‫هَا أَنَا َذا أَ ْهبِطُ فَ ْو َ‬
‫فَتَ ِس ْي ُل ُخي ُْولِي نَحْ َو ال ُك ْوفَ ِة‬
‫ك‬‫ُم َح َّم ٌد‪ :‬بَلْ تَجْ لِسُ فِي بَ ْيتِ َ‬
‫ك هَ ِذي البَ ْل َوى‬
‫َوتُجْ نِّبُ نَ ْف َس َ‬
‫ت‬ ‫ال ُح َسي ُْن (ثَائِرًا)‪ :‬أَ ْختَا ُر ال َّ‬
‫ص ْم َ‬
‫ض ِم ْي ُر األُ َّم ِة تَ ْع َم ُل فِ ْي ِه النَّخ َرةُ؟!‬
‫َو َ‬
‫أَ ْغ ِم ُد َس ْيفِي‬
‫ف ال َم ْغرُوسُ َعلَى َجنَبَا ِ‬
‫ت ال َّدرْ ِ‬
‫ب‬ ‫َو ِسلاَ ُح ال َخ ْو ِ‬
‫اس؟!‬‫ب النَّ ِ‬ ‫يَتَلَ َّوى بَي َْن ِرقَا ِ‬
‫َويَ َ‬
‫ظلُّ إِ َما ُم ال َعصْ ِر‬
‫ت النَّ ْخ َو ِة تَحْ ُشو أُ ُذنَي ِه‬
‫يَ ْس َم ُع َكلِ َما ِ‬
‫صرْ َختَهَا‬ ‫فَيُ َذ ِّوبُ فِيَها َ‬
‫اب ُس ُكوتِ ِه؟!‬ ‫َويُ ِهي ُل َعلَى أُ ُذنَ ْي ِه تُ َر َ‬
‫ت َويَ ْختَا ُر قُعُو َد البَ ْي ِ‬
‫ت‬ ‫يَ ْنتَفِضُ ‪َ :‬غي ِْري يَ ْختَا ُر ال َّ‬
‫ص ْم َ‬
‫ْج ِد‬
‫ت ال َمس ِ‬ ‫َوالنَّو َم َعلَى َد َّكا ِ‬

‫‪24‬‬
‫َغي ِْري يَ ْختَا ُر ‪َ ...‬غي ِْري يَ ْختَا ُر‬
‫اس‬ ‫اس‪ ...‬أَ ْختَا ُر هللاَ َوأَ ْختَا ُر النَّ َ‬ ‫َوأَنَا أَ ْختَا ُر هللاَ َوأَ ْختَا ُر النَّ َ‬
‫س إِلَى ال َّش َج ِر‪َ ،‬وقَ ْد نَ َما فِي أَ ْسفَلِهَا ُغصْ ٌن‬ ‫اإلنَا َرةُ تَ ْد ُخ ُل النَّافِ َذةَ َوتَجْ تَا ُز َكال َّش ْم ِ‬
‫(يَ ْخ ُرجُ‪ِ ،‬‬
‫س ال ُم َعلَّقَ ِة)‬
‫ار ِ‬ ‫ضرُ‪ ،‬ثُ َّم إِلَى ال ُكرْ ِس ِّي ال َكبِي ِْر َوبَ َّز ِة الفَ ِ‬‫أَ ْخ َ‬
‫(ظَلاَ ٌم)‬

‫ق النَّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬ ‫التَّعلي ُ‬
‫ُ‬
‫الحسين) بالمقدم ِة‬ ‫المسرحي في مسرحي ِة (ثانيةً يجي ُء‬
‫ِّ‬ ‫الفني للمشه ِد‬
‫ُّ‬ ‫يَتَ َح َّد ُد البنا ُء‬
‫األول ِم َن المسرحي ِة‬
‫ِ‬ ‫الفصل‬
‫ِ‬ ‫ت المقدمةُ ِم َن اللوح ِة األولى ِم َن‬
‫والعُقد ِة ث َّم الحلِّ ‪ .‬انطلق ِ‬
‫المسرح والقاع ِة‬
‫ِ‬ ‫تصوير‬
‫ِ‬ ‫ي عم َد إلى‬ ‫ك فيه َّ‬
‫أن الخفاج َّ‬ ‫المسرح‪ .‬وم َّما ال ش َّ‬
‫ِ‬ ‫بوصف‬
‫ِ‬
‫ت ورغباتِهَا ونزعاتِهَا‪ ،‬ومن ثَ َّم يفه ُمهَا المتلقي فَ ْه ًما يكا ُد‬ ‫تصوير ال َّشخصيا ِ‬
‫ِ‬ ‫لينز َع إلى‬
‫الفارغ يل ُج ال َّشاع ُر إلى المفارق ِة المسرحي ِة‪ ،‬فداللةُ‬‫ِ‬ ‫الكرسي‬
‫ِّ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫وعن‬‫ْ‬ ‫يكون مؤ َّكدًا‪،‬‬
‫ُ‬
‫انتظار اآلتي‪ ،‬تفضي إلى أهمي ِة‬
‫ِ‬ ‫العرض في‬
‫ِ‬ ‫الكرسي الذي يظلُّ فار ًغا طوا َل مد ِة‬
‫ِّ‬ ‫هذا‬
‫من‬ ‫بين القاع ِة التي تمثِّ ُل الواق َع والمسر َح‪ ،‬فيشار ُ‬
‫ك المسر َح في فعالي ِة القاع ِة ْ‬ ‫التفاعل َ‬
‫ِ‬
‫خص المنشو ِد‪ ،‬وه َو‬ ‫ِ‬ ‫الكرسي بال َّش‬
‫ِّ‬ ‫أجل َملْ ء‬
‫من ِ‬ ‫وضع اإلسهام ْ‬‫ِ‬ ‫االنتظار إلى‬
‫ِ‬ ‫وضع‬
‫ِ‬
‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫موقف‬
‫َ‬ ‫َّيف الَّذي يمثِّ ُل‬
‫تعليق الس ِ‬
‫ِ‬ ‫وضع‬
‫ِ‬ ‫الحسين (علي ِه السال ُم)‪ ،‬وكذلك ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫اإلما ُم‬
‫من دواف َع معين ٍة‬‫الحسين (عليه السال ُم) إلى امتشاقِ ِه؛ ْإذ الب َّد للشخصي ِة المسرحي ِة ْ‬
‫ِ‬
‫الواقع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لتقترب ِم َن‬
‫َ‬ ‫يُضْ فِيها عليها المؤلِّ ُ‬
‫ف‬
‫بالصِّراع‬
‫ِ‬ ‫كانت كفيلةً باالرتقا ِء‬
‫ْ‬ ‫بمواقف ضمني ٍة كثير ٍة من ُذ بدايتها‬ ‫َ‬ ‫تعجُّ المسرحيةُ‬
‫أن‬‫الصراع فاعليةً ناميةً ُمتَ َجدِّدةً إلى ْ‬
‫ِ‬ ‫وتلوينه بشي ٍء ِم َن التَّ َو ُّت ِر الذي يساع ُد على ِ‬
‫منح‬
‫الحسين (علي ِه السال ُم) وثباتَهُ علي ِه‪ ،‬وعجْ ِز‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫موقف‬
‫َ‬ ‫يص َل إلى ذروتِ ِه التي تمثِّ ُل‬
‫ع إلى الحلِّ متمثلاً بتأ ُّم ِل‬ ‫الموقف‪ ،‬ثُ َّم ينتق ُل الصِّرا ُ‬
‫ِ‬ ‫تغيير ذلك‬
‫ِ‬ ‫بن الحنفي ِة عن‬ ‫محم ِد ِ‬
‫الناس)‪ ،‬وال يت ُّم هذا‬‫َ‬ ‫وإصداره قرا َره بقول ِه‪(:‬أختا ُر هللاَ وأختا ُر‬
‫ِ‬ ‫الحسين (علي ِه السال ُم)‬
‫ِ‬
‫االختيا ُر اال بالتضحي ِة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫بسالس ٍة وتدفُّ ٍ‬
‫ق‬ ‫الحوار الخارج ِّي‬
‫ِ‬ ‫خصيتين بطريق ِة‬
‫ِ‬ ‫أدا َر ال َّشاع ُر الحوا َر بين ال َّش‬
‫بيسر‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫أفصحت‬ ‫انقطاع‪ ،‬وبلغ ٍة مسرحي ٍة سهل ٍة واضح ٍة‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫ث ِم ْن‬
‫تتابع األحدا ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫المشاعر‬
‫ِ‬ ‫ت اللِّقا َء‪ ،‬وصد َ‬
‫ق‬ ‫عن الفكر ِة‪ ،‬وقد انتقى ال َّشاع ُر بعناي ٍة تعابي َرهُ التي ص َّور ِ‬ ‫ِ‬
‫أمران‪ ،‬األ َّولُ‪ :‬محوريةُ‬
‫ِ‬ ‫صميم‬
‫ِ‬ ‫أمر هللاِ‪ ،‬وسببُ هذا التَّ‬ ‫وتصمي َم اإلمام على إمضا ِء ِ‬
‫الظلم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالتغيير والثور ِة ض ّد‬
‫ِ‬ ‫المعني األو ُل‬
‫ُّ‬ ‫الحسين في األ َّم ِة؛ ألنه‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫شخصي ِة‬
‫والثاني‪ :‬االختيارُ‪.‬‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫الخفاجي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مسرحيتين وديوانين لل َّش ِ‬
‫اعر محمد عل ّي‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬اذكرْ‬
‫المسرح والقاع ِة؟‬
‫ِ‬ ‫تصوير‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ل َم عم َد ال ّشاع ُر إلى‬
‫العرض؟‬
‫ِ‬ ‫الفارغ طوا َل مد ِة‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬ما داللةُ الكرس ِّي‬
‫المسرحي؟‬
‫ِّ‬ ‫ع في هذا المشه ِد‬ ‫‪ -4‬ما ذروةُ ما وص َل إلي ِه الصِّرا ُ‬
‫الخفاجي؟‬
‫ِّ‬ ‫‪ -5‬بماذا تمثَّ َل الحلُّ في مسرحي ِة‬
‫وكيف؟‬
‫َ‬ ‫‪ -6‬بأيِّ طريق ٍة أدا َر ال َّشاع ُر الحوا َر؟‬

‫‪26‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة السابعة‬
‫الثاني‬
‫حقوق الطفل‬

‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫طف ُل جُز ٌء ِم َن ْال ُمجت َم ِع اإل ْنسانِ ِّي وهُ َو أ َسا ُسهُ الَّ ِذي يرتك ُز َعلَيه؛ ألَنَّهُ ْال ُمستقب ُل‬ ‫ال ِّ‬
‫ف عليه آما ُل ْال َوطَ ِن وطُ ُموحاتُهُ في أبنائِ ِه ْالبُنَا ِة لَهُ‪ ،‬و ِم َن ْال ُمج ِدي ِج ًّدا أَ ْن‬ ‫الَّ ِذي تَتَوقَّ ُ‬
‫من‬‫من أَجْ ِل بِنائِ ِه بِنا ًء سلي ًما بدنيًّا وعاطفيًّا ونفسيًّا لكي نَضْ َ‬ ‫صةً ْ‬ ‫ط ْف ُل ِر َعايةً َخا َّ‬ ‫يُرْ َعى ال ِّ‬
‫جتمع تسو ُدهُ ْال َمحبةُ‬
‫ٍ‬ ‫ُمستقب َل ْال َوطَ ِن و ِم ْن أَجْ ِل ُم‬
‫األمراض ب ُكلِّ أشكالِها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واالحترا ُم ويخلو ِم َن‬
‫ض َّمنَةُ‪:‬‬‫المفاهي ُم ال ُمت َ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم اجتماعيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم نفسيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم دينيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم لغويَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫هل تترتَّبُ آثا ٌر بَ َدنيَّةٌ على ْالع ِ‬


‫ُنف الَّ ِذي يتعرَّضُ لَهُ ال ِّ‬
‫ط ْفلُ؟‬

‫‪27‬‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ /‬أبناؤنا‪ :‬املسؤولي ُة املقدس ُة‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫ب غير اإليجابيَّ ِة في التَّعا ُم ِل مثل ال ِّشد ِة أمرًا مرفوضًا في‬ ‫يُ َع ُّد استعمال األسالي ِ‬
‫ْ‬ ‫ْال ُم‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫اقع‪ ،‬ولها آثارُها‪ ،‬وعادةً‬ ‫جتمع اإلنسانِ ِّي‪ ،‬ولكنَّهُ ظاهرةٌ تفرضُ نف َسها على ال َو ِ‬ ‫ِ‬
‫هذا باللَّ ِ‬
‫وم والتَّ ْق ِ‬
‫ريع‪.‬‬
‫تكون أيضًا من أشكالِ ِه السَّيطرةُ وفرضُ الر َّْأي َعلَى األبنا ِء‬ ‫ُ‬ ‫أَ َّما في إطار األُسر ِة‪ ،‬فق ْد‬
‫ب‪،‬‬ ‫اإل ْكرا ِه والتَّ َعصُّ ِ‬
‫ار ربّما وصلَت إلى َمرْ حلَ ِة ِ‬ ‫اش ْ‬
‫وال ِح َو ِ‬ ‫بطريق ٍة حا َّد ٍة تخلو ِم َن النِّقَ ِ‬
‫الطفل وأقرانِ ِه من إخوتِ ِه أو المحيطين‬ ‫ِ‬ ‫الذ َك ِر واألُنثى‪ ،‬وعقد موازنة بَي َْن‬ ‫ييز بَي َْن َّ‬
‫والتَّ ْم ِ‬
‫يكون بال َّدرج ِة‬ ‫ُ‬ ‫ت‪ ،‬وهذا قد‬ ‫ت أو ُمميزا ٍ‬ ‫يتمتعون بِ ِه ِم ْن ِس َما ٍ‬
‫َ‬ ‫به‪ ،‬ولو ِم ِه؛ النه ال يتمت ُع بما‬
‫ب الحرص والحُبِّ الشديدين من الوالدين ألبنائهم؛ غير منتبهين إلى‬ ‫األساس ِم ْن با ِ‬ ‫ِ‬
‫زمن آخ َر‪ ،‬ولِ ُكلِّ َز َم ٍن ُمقتضياتُهُ ونِ ْع َم ْالقَ ْو ُل َما قَالَهُ الإِ َما ُم‬ ‫ٍ‬ ‫أن األبناء أبنا ُء‬ ‫حقيقة َّ‬
‫مخلوقون‬ ‫َ‬ ‫قام‪(( :‬لاَ ت ْقسرُوا أوال َد ُكم على آدابِكم فَإِنَّهُم‬ ‫علي( َعلَ ْي ِه السَّال ُم) في هَ َذا ْال َم ِ‬ ‫ٌّ‬
‫ان َغي ِْر َز َمانِكم))‪.‬‬ ‫لِ َز َم ٍ‬
‫غير اإليجابيَّ ِة في التربي ِة مثل‬ ‫ب ِ‬ ‫َّرت ظَاهرةَ استعمال األسالي ِ‬ ‫ظريات الَّتي فَس ْ‬ ‫ُ‬ ‫والنَّ‬
‫لكن ْالبَيئةَ ْال َحاضنةَ للفَرْ ِد ِه َي المؤثِّ ُر األ َّو ُل في سلو ِك ِه‪ ،‬فهو‬ ‫ال ِّشد ِة مع األبناء ُمتعددةٌ‪َّ ،‬‬
‫ت معينةً‬ ‫بمحيط ِه وباألُس َر ِة َو ْال ُمجت َم ِع‪ ،‬و ِم ْن ثَ َّم تَتَش َّك ُل لديه أفكارٌ‪ ،‬ويَتبنَّى ُمعتقدا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يتأثَّ ُر‬
‫داخل أُسرتِ ِه؛ والسيَّما َم َع أطفالِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف على هذا النحو في‬ ‫تدف ُعهُ نَحْ َو التَّصرُّ ِ‬
‫بهدف‬ ‫ِ‬ ‫األشخاص هذا السبي َل غي َر اإليجاب ِّي تجاهَ أطفالِ ِهم سواء أكان‬ ‫ِ‬ ‫ويتَّخ ُذ بعضُ‬
‫يفقدون ال َّسيْطرةَ‬ ‫َ‬ ‫ضغوط حياتي ٍة‪ ،‬تجعلُهُم‬‫ٍ‬ ‫لتعرضهم إلى‬
‫ِ‬ ‫ب اعتقا ِد ِهم‪ ،‬أم‬ ‫تأديبِهم بحس ِ‬
‫آثار نفسي ٍة بعيدة ال َمدى‬ ‫ف َعلَيه ِم ْن ٍ‬ ‫س ْالفِع ُل هَ َذا؛ لِ َما يتوقَّ ُ‬ ‫والتَّح ُّك َم في أعصابِ ِهم وبِ ْئ َ‬
‫األطفال‬
‫ِ‬ ‫أن استعما َل ال ِّشد ِة ال ُمفرط ِة مرفوضٌ تما ًما تجاهَ‬ ‫األطفال‪ ،‬األم ُر ْال ُمؤ َّك ُد َّ‬ ‫ِ‬ ‫لدى‬
‫وك‬ ‫ْديل ال ُّسلُ ِ‬
‫ك أساليبُ كثيرةٌ تُؤدِّي إلى تَع ِ‬ ‫كان نو ُعهُ أو ِح َّدتُهُ أو تَ ْكرا ُرهُ‪ ،‬فهنا َ‬ ‫مهما َ‬
‫ك آثا ٌر ِم َن ْال ُمتوقَّ ِع ُح ُدوثُها ِع ْن َد التُّعا ُم ِل‬ ‫األطفال‪ ،‬وهُنا َ‬
‫ِ‬ ‫من دون أيِّ إسا َء ٍة تُو َّجهُ إلى‬
‫ستقبل‪ِ ،‬م ْنها اآلثار المرتبطة بالصِّ َّح ِة‬ ‫ِ‬ ‫ط ْف ِل َج َس ِديًّا ونَ ْف ِسيًّا‪ ،‬وقد تظه ُر ْ‬
‫بال ُم‬ ‫َّلبي مع ال ِّ‬ ‫الس ِّ‬
‫صعوبات ُمرتبطةٌ بالصِّ َّح ِة النَّ ْف ِسيَّ ِة ْ‬
‫وال َعقليَّ ِة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الجسديَّ ِة‪ ،‬كمشكالت المناعة‪ ،‬وكذلك‬
‫الذاكر ِة والتَّرْ ِ‬
‫كيز‬ ‫ت في َّ‬ ‫ت ال ُّسلُوكيَّ ِة والنَّ ْف ِسيَّ ِة و ُمشكال ٍ‬‫ببعض االضطرابا ِ‬ ‫ِ‬ ‫صابَ ِة‬ ‫واإل َ‬ ‫ِ‬
‫ت أو ْال ُم ِ‬
‫حيط‪.‬‬ ‫ت وإيذا ِء َّ‬
‫الذا ِ‬ ‫ْف في اتِّخا ِذ ْالقَرارا ِ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫و َ‬

‫‪28‬‬
‫طفالِ ِه بوصفِها أُسلوبًا في التَّربي ِة‬ ‫اش ٍد يُفضِّل ال ِّشدة مع أَ ْ‬ ‫ط ْف ُل إلى َر ِ‬ ‫يتحو ُل هذا ال ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقد‬
‫حو يَو ًما ما‪.‬‬ ‫قد يراه األفضل؛ ألنَّه تربَّى على هذا النَّ ِ‬
‫ق‬‫وغير واثِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نطوي ٍة على ذاتِها‬ ‫صيَّ ٍة ُم ِ‬ ‫ير بال ِّذ ْك ِر أنَّه قد يتح َّو ُل إلى َش ْخ ِ‬ ‫و ِم َن ْال َج ِد ِ‬
‫واالستقرار‪ ،‬و ُربَّما‬ ‫ِ‬ ‫باألمان‬
‫ِ‬ ‫ساس‬‫ِ‬ ‫اإلحْ‬ ‫ب‪ ،‬فاق ِد ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وال َغ َ‬ ‫الم َسريع ْالبُكا ِء ْ‬ ‫قليل ْال َك ِ‬ ‫بِنَ ْف ِس ِه‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫الذا ِ‬‫مفهوم َّ‬ ‫ِ‬ ‫فاض‬
‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬وا ْن ِخ‬ ‫والقَلَ ِ‬ ‫الطفُول ِة‪ْ ،‬‬ ‫ب ُّ‬ ‫ت نفسيَّ ٍة ِم ْث ُل اكتئا ِ‬ ‫َد َخ َل في اضطرابا ٍ‬
‫ض ْعفًا‬ ‫الجامعي‪ ،‬ويُعانِي َ‬ ‫ُّ‬ ‫ت تظه ُر في المدر َس ِة‪ ،‬ف ِم َن ْال ُم ْم ِك ِن أَ ْن يَتَأثَّ َر تَحْ صيلُهُ‬ ‫و ُمشكال ٍ‬
‫اإلجرا َء‬ ‫والمجتمع وال َّدول ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫المعنيون كاألقار ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬وال بُ َّد أَ ْن يتَّ ِخ َذ‬ ‫في إِ ْنشا ِء ْال َعلاَ قا ِ‬
‫لعالج هذا األسلوب في التربية ووقفِ ِه‪ ،‬وإرشاد األهل إلى عدم االستمرار‬ ‫ِ‬ ‫ناسب‬
‫َ‬ ‫ْال ُم‬
‫غ أبدًا ولاَ َحبَّ َذا ِهي‪،‬‬ ‫ألن ال ِّشدةَ في التَّربية ال تُس َّو ُ‬ ‫فل أو والدتُهُ؛ َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫به ب ُح َّج ِة أنَّه وال ُد ال ِّ‬
‫ع ِم َن‬ ‫ث هذا النَّ ْو ِ‬ ‫ُبل ْال ِوقاي ِة لل َح ِّد ِم ْن ُح ُدو ِ‬ ‫باع س ِ‬ ‫ولكي نُعالِ َج ه ِذ ِه الظا ِهرةَ البُ َّد أوال ِم َن اتِّ ِ‬
‫َّ‬
‫التَّعا ُم ِل مع األبنا ِء‪ ،‬ويتمثَّ ُل األم ُر باآلتي‪:‬‬
‫ص ٍة تُح ِّذ ُر أخطا َر هكذا سلوك تجاهَ‬ ‫ت تَوعي ٍة تحتوي على برام َج خا َّ‬ ‫‪ -‬القيا ُم بحمال ِ‬
‫ط ْف ِل واألُسر ِة‪.‬‬ ‫ت ْال ُمتعلّق ِة بحماي ِة ال ِّ‬ ‫بالقوانين والتَّ ْشريعا ِ‬ ‫ِ‬ ‫طفال‪ ،‬وتُذ ِّك ُر‬ ‫األَ ِ‬
‫بهدف تهيئتِهم للحيا ِة ال َّزوجيَّ ِة‪ ،‬وتبني لهم أُ ُسسًا‬ ‫ِ‬ ‫للمقبلين على ال َّز ِ‬
‫واج‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫‪ -‬عق ُد دورا ٍ‬
‫ت الَّتي‬ ‫بعض ْال ِخبر ِة في ح ِّل ْال ُمشكال ِ‬ ‫سرهم وتكسبُهم‬ ‫وقواع َد تُحافِظُ على تماس ِ ُ‬
‫َ‬ ‫ُك أ ِ‬
‫أن تَحْ ص َل بَينَهم أو ِم َن ْال ُمم ِك ِن أَ ْن يُواجهوها َم َع أطفالِ ِهم في ْال ُمستقبل‪.‬‬ ‫ِم َن ْال ُمتوقَّ ِع ْ‬
‫لعالج هَ ِذ ِه ْال ُمشكل ِة‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫إجراءات‬ ‫أن تُتَّخ َذ‬ ‫األطفال ْ‬
‫ِ‬ ‫استعمال ال ِّشد ِة في تربية‬ ‫ِ‬ ‫ويُم ِك ُن في ِ‬
‫حال‬
‫ال ُمؤلم ِة وتخطيها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫كبير ِم َن ْالحُبِّ‬ ‫ُّلوك‪َ ،‬وإِحاطَة ال ِّ‬ ‫الج ِه َي َو ْق ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫بقدر‬
‫ٍ‬ ‫فل‬
‫ط ِ‬ ‫ف هذا الس ِ‬ ‫‪ -‬أ َّو ُل خطو ٍة نَحْ َو ال ِع ِ‬
‫ب في ِظلِّ‬ ‫ك ِع ْن َد ْال َع َر ِ‬ ‫ِّراسات ْال َحديثةُ‪ ،‬في حين َجا َء َذلِ َ‬ ‫ُ‬ ‫وصي بِ ِه الد‬ ‫ان‪ ،‬وهذا ما تُ ِ‬ ‫ْ‬
‫وال َحنَ ِ‬
‫ُون‪ ،‬فَقد أَ َّك َد اإلسْال ُم هَ ِذ ِه‬ ‫ق ال َّد ْوليَّةَ ْال َح ِديثَةَ بِقُر ٍ‬ ‫ت ْال َم َواثِي َ‬ ‫ضارتِ ِهم اإل ْسلاَ ِميَّ ِة الَّتِي َسبَقَ ِ‬ ‫َح َ‬
‫ك تَ ْقبيلُه‬ ‫ت في تربيته‪ ،‬و ِم ْن َذلِ َ‬ ‫صائِ َح وإرْ شادا ٍ‬ ‫ط ْف ِل خيرًا وقَ َّد َم نَ َ‬ ‫صى بال ِّ‬ ‫أو َ‬ ‫ْال َحقِيقَةَ َو ْ‬
‫ث‬ ‫ب َح ِّ‬ ‫فل والبِ ِّر به ِم ْن با ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫بيل ال ِّ‬ ‫ت نَتَائ َج ت ْق ِ‬ ‫وايات بَيَّنَ ْ‬
‫ُ‬ ‫وإظهار الحُبِّ واالهتِمام به‪ ،‬وال ِّر‬
‫ت أَ َّن‬ ‫ق وال َّشفَقَ ِة‪ ،‬فبَيَّنَ ْ‬ ‫ترام والرِّ ْف ِ‬ ‫بالحُبِّ واالحْ ِ‬ ‫تماس َك ٍة ْ‬ ‫اس على تَرْ بِي ٍة صالِح ٍة َوأُسْر ٍة ُم ِ‬ ‫النَّ ِ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه وآلِ ِه َوسلَّ َم) ‪َ ( :‬م ْن قَبَّ َل‬ ‫َم ْن يُقَبِّل طفلَه تُ ْكتَب لَهُ َح َسنةٌ‪ ،‬فَقَ ْد َو َر َد َع ِن النَّبِ ِّي ( َ‬
‫صلى هللاُ َعليَه وآلِ ِه َو َسلَّ َم)‬ ‫ث( َ‬ ‫ب هللاُ لَهُ َح َسنَةً)‪ ،‬وتُ ْكتَبُ لَهُ َد َرجةٌ فِي ْال َجنَّ ِة‪َ ،‬و َح َّ‬ ‫َولَ َدهُ َكتَ َ‬
‫ث‪(( :‬بِرُّ وا أَ ْوال َد ُكم وأَحْ ِسنُوا إليهم؛ فَإنَّهُم يَظنُّون‬ ‫ي في ْال َح ِدي ِ‬ ‫ط ْف ِل فَقَ ْد ر ُِو َ‬ ‫على ْالبِرِّ بال ِّ‬

‫‪29‬‬
‫ث آخ َر‪َ (( :‬م ْن فَ َّر َح ِط ْف اًل فَ َّر َحهُ هللاُ))‪ ،‬وإِ ْدخا ُل ْالفَرْ ح ِة‬ ‫أَنَّ ُكم تَرْ زقُونَهُم))‪ ،‬وفي َح ِدي ٍ‬
‫ت الطَّيِّب ِة أيضًا وهي األه ُّم‬ ‫ْنويَّ ٍة َك ْال َكلِما ِ‬
‫يكون بِطريق ٍة مادي ٍة‪،‬وطَ ِريق ٍة َمع ِ‬ ‫ُ‬ ‫على ال ِّ‬
‫ط ْف ِل‬
‫فال‬‫ط ِ‬ ‫وس األَ ْ‬ ‫ان َرسُو ُل هللاِ يَ ْم َس ُح على ُر ُؤ ِ‬ ‫ك َك َ‬ ‫أثر بعيد المدى في نفسه‪َ ،‬ك َذلِ َ‬ ‫لما لها من ٍ‬
‫ك يُست َحبُّ في ال َّش ِريع ِة‬ ‫وسهم‪ ،‬بَلْ أَ ْكث ُر ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ث الرَّا َحةَ في نُفُ ِ‬ ‫ك تَأثِي ٌر نَ ْف ِس ٌّي يَ ْب َع ُ‬ ‫وفي َذلِ َ‬
‫صى نبيُّنا‬ ‫ْتو َ‬ ‫ط ْف ِل‪ ،‬وقَ ْد اس ْ‬ ‫صبِ ّي والنُّ ُزو ُل إلى ُمسْت َوى ُع ُم ِرال ِّ‬ ‫صابِي) لِل َ‬ ‫اإلسْال ِميَّ ِة (التَّ َ‬ ‫ِ‬
‫يرنا))‬ ‫ف َكبِ ِ‬ ‫ف َش َر َ‬ ‫ْر ْ‬ ‫ص ِغي َرنا َويَع ِ‬ ‫ْس ِمنَّا َم ْن لَ ْم يَر َح ْم َ‬ ‫فال َخ ْيرًا‪ ،‬فَهُ َو ْالقَائِلُ‪((:‬لَي َ‬ ‫ط ِ‬ ‫باألَ ْ‬
‫فَ َما أَرْ َح َم ِد ْينَنا! َو َما أَرْ َح َم نَبِيَّهُ!‪.‬‬
‫ضا ال ُمتَابعةُ‬ ‫ت أي ًّ‬ ‫و ِم ْن هذه اإلجراءا ِ‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫َّض إلى‬ ‫ْال ُمستم َّرةُ للط ْف ِل الَّذي تعر ِ‬
‫ظ َما َجا َء فِي النَّصّ ‪(( :‬بَلْ أَ ْكث ُر‬ ‫اَل ِح ْ‬ ‫أساليب تعا ُم ٍل َسلبيَّ ٍة َس َواء أ َك َ‬
‫ان‬
‫اإلسْال ِميَّ ِة‬‫ك يُست َحبُّ في ال َّش ِريع ِة ِ‬ ‫صاص ّي‪ ،‬أَ ْم من أَ ْفرا ِد ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِم ْن ْ‬
‫االختِ‬ ‫َذلِ َ‬
‫صبِ ّي والنُّ ُزو ُل إلى ُمسْت َوى‬ ‫صابِي) لِل َ‬ ‫(التَّ َ‬ ‫األُ ْس َر ِة‪.‬‬
‫صابِي) في نَ ْف ِسها‬ ‫صفةَ (التَّ َ‬ ‫إن ِ‬ ‫ط ْف ِل‪ )).‬فَ َّ‬ ‫راءات‪ ،‬فَ ْلنتذ َّكرْ ُع ُم ِرال ِّ‬ ‫ُ‬ ‫و َحبَّ َذا هَ ِذ ِه اإلجْ‬
‫َدائِ ًما أَنَّنا َم ْس ُؤولُ َ َ‬
‫اس ِم ْن‬ ‫ير أ َما َم النَّ ِ‬ ‫ت ِم َن ْال َكبِ ِ‬ ‫ون أما َم هللاِ َع َّز َو َج َّل َمذ ُمومةٌ إ َذا َ‬
‫ص َد َر ْ‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ض ِع؛‬ ‫ار ال ِّسنِّ ‪ ،‬لَ ِكنَّها َمم ُدوحةٌ فِي هَ َذا ْال َم ْو ِ‬ ‫َعن أطفالِنا‪ ،‬فهم مسؤوليتنا ال ُمقدسة‪ِ ،‬كبَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ث الثِّقَةَ فِي نَ ْف ِ‬ ‫بويَّةً تَ ْب َع ُ‬ ‫َولهُم َعلينا ُحس ُْن الترْ بي ِة َوتَ ْوفِي ُر ك ّل بِوصفِها َو ِسيلَةً تَرْ ِ‬
‫ون لَهَا أَ ْكب ُر‬ ‫فل‪ ،‬وتَ ْمنَ ُحهُ ُحبًّا َكبِيرًا ِم َّما يَ ُك ُ‬ ‫ط ِ‬‫يحتاجون إلي ِه و َغ ْم ُرهُم بِ ْالحُبِّ ال ِّ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫ح‪َ ،‬وأَ ْن نَ ُك َ‬ ‫َو ْال َع ْ‬
‫ون لَهُم األثَ ِر فِيْما بَ ْع ُد فِي َش ْخصيَّتِ ِه‪.‬‬ ‫ف والتَّ َسا ُم ِ‬ ‫ط ِ‬
‫وال َمل َجأ َ‬
‫رار ْ‬ ‫ان واال ْستِ ْق ِ‬ ‫َمصْ د َر األَ َم ِ‬
‫ال َّدافِ َئ َو ْال ِحضْ َن ْال َحنُ َ‬
‫ون‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬
‫ق َو ِه َي ْال ُعهُو ُد واالتفاقي ُ‬
‫َّات‪.‬‬ ‫ق‪ :‬جم ُع ِميثَا ٍ‬ ‫‪ -‬ال َم َواثِي ُ‬
‫ْيان‪َ ،‬وهُ َو ْال َم ْي ُل إلى اللَّه ِْو َواللَّع ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ف الصِّ ب ِ‬ ‫ير تَصرُّ َ‬ ‫ف اإل ْن ِ‬
‫سان ال َكبِ ِ‬ ‫صابِي‪ :‬تَصرُّ ُ‬ ‫‪ -‬التَّ َ‬
‫ين‪:‬‬ ‫ك ِإليجا ِد َم َعاني ْال َكلِ َمتَ ِ‬
‫ين اآلتِيَتَ ِ‬ ‫ا ْستَعملْ ُمعْج َم َ‬
‫ضارةُ‪.‬‬ ‫ال ِّش َّدةُ ‪ -‬الح َ‬

‫نشاط‪:‬‬
‫ٌ‬

‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫بضمير يعو ُد على‬
‫ٍ‬ ‫َو َر َد فِي نَصِّ ال ْمطالَ َع ِة مبتدأ مؤ َّخر وجوبًا؛ التصالِه‬
‫ب الجملةَ االسميَّةَ‪.‬‬ ‫ال ُمقَ َّدم‪ ،‬استِخرجْ هُ ث َّم ِ‬
‫أعر ِ‬

‫واالستيعاب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫اإل ْسلاَ ِم؟‬ ‫أن تُبي ََّن َم َكانَةَ ال ِّ‬


‫ط ْف ِل فِي ِ‬ ‫ضو ِء قَراءتِ َ‬
‫ك نصَّ المطالع ِة هَلْ تستطي ُع ْ‬ ‫في َ‬

‫‪31‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬
‫ْح َو َّ‬
‫الذ ِّم‬ ‫وب ا ْل َمد ِ‬ ‫سل ُ ُ‬‫أُ ْ‬
‫فأنت–‬‫َ‬ ‫صةٌ‪،‬‬‫ص ٍة‪َ ،‬ولَهُ أَ ْفعا ٌل َخا َّ‬ ‫ق َخا َّ‬‫ب ال ُّل َغ ِة ْال َع َربِيَّ ِة الَّتِي تُؤ َّدى بِطَ َرائِ َ‬ ‫ِم ْن أَسالي ِ‬
‫ْ‬ ‫استعمل َ َ‬
‫ْ‬
‫دح َو ِهي (نِ ْع َم‪َ ،‬و َحبَّ َذا)‪ ،‬وإذا‬ ‫ت أ ْفعا َل ال َم ِ‬ ‫ت ْ‬
‫أن تَم َد َح‬ ‫عزيزي الطالب‪ -‬إذا أر ْد َ‬
‫ْ‬ ‫ت أَ ْفعا َل َّ‬
‫الذ ِّم َو ِه َي (بِ ْئ َ‬ ‫ْ‬ ‫ت أَ ْن تَ ُذ َّم‬
‫أو‬
‫ح ِ‬ ‫س‪ ،‬وال َحبَّ َذا)‪َ ،‬ويَأتِي بَ ْع َد فِع ِْل ال َم ْد ِ‬ ‫استعمل َ‬ ‫أر ْد َ‬
‫الذ ِّم‪ ،‬فَلَو قُ ْلنا‬
‫أو َّ‬
‫ح ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وعان‪ ،‬أح ُدهُما الفَا ِع ُل والثَّانِي الَّ ِذي خصصْ تَهُ بال َم ْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْمان َمرْ فُ‬ ‫الذ ِّم اس ِ‬ ‫َّ‬
‫يل ْال ِمثَ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫َعلَى َسبِ ِ‬
‫فائدة‬
‫نِ ْع َم ال َّر ُج ُل ُم َح َّم ٌد‬
‫ك فِ ْع ٌل آ َخ ُر يَتض َّم ُن َم ْعنَى َّ‬
‫الذ ِّم‬ ‫هُنَا َ‬ ‫ْس ال َّر ُج ُل أَبُو لَ َه ٍ‬
‫ب‬ ‫بِئ َ‬
‫س ولاَ َحبَّ َذا)‬ ‫َوهُ َو ْالفِ ْعلُ( َسا َء) فَهُ َو كـ(بِ ْئ َ‬ ‫ْ‬
‫الحظنا أَ َّن هَاتَي ِْن ْال ُج ْملتَي ِْن ُ‬
‫ص ِّد َرتَا‬ ‫لَ‬
‫ب)‪ ،‬و( َسا َء‬ ‫َكقَ ْولِنا‪َ ( :‬سا َء ال َّر ُج ُل أبُو لَهَ ٍ‬ ‫بِفِع ٍْل فِي ْال ُج ْملَ ِة األُولَى َوهُ َو (نِ ْع َم)‬
‫رآن ْال َك ِر ِيم‬
‫ْالفِ ْع ُل النَّ ِم ْي َمةُ)‪َ ،‬وقَ ْد َو َر َد فِي ْالقُ ِ‬ ‫ْ‬
‫س)‬ ‫ح‪َ ،‬وفِي الثَّانِي ِة (بِ ْئ َ‬ ‫إل ْنشا ِء ال َم ْد ِ‬
‫ص َدةٌ‬ ‫ك قَ ْولُهُ تَ َعالَى‪ِ (( :‬م ْنهُ ْم أُ َّمةٌ ُم ْقتَ ِ‬ ‫و ِم ْن َذلِ َ‬
‫ان‬‫ين ا ْس َم ِ‬‫الذ ِّم‪َ ،‬و َجا َء بَ ْع َد ْالفِ ْعلَ ِ‬
‫إل ْنشا ِء َّ‬
‫ون))(المائدة‪.)66:‬‬ ‫َو َكثِي ٌر ِم ْنهُ ْم َسا َء َما يَ ْع َملُ َ‬
‫وعان في ْال ُج ْمل ِة األُولى (ال َّرجُل)‬ ‫ِ‬ ‫َمرْ فُ‬
‫وفِي الثَّانِي ِة أَ ْيضًا (ال َّر ُجلُ)‪َ ،‬وهُ َو فَا ِع ٌل‬
‫ع فِي ْال ُج ْملَ ِة األُولى ( ُم َح َّم ٌد) وفِي الثَّانِي ِة (أَبُو‬
‫الذ ِّم‪ ،‬واال ْس ُم الثَّانِي ْال َمرْ فُو ُ‬
‫ح َو َّ‬ ‫ْ‬
‫لِفِع ِْل ال َم ْد ِ‬
‫أو ْال َم ْخصُوصُ َّ‬
‫بالذ ِّم؛‬ ‫ح ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ان هُ َما ال َم ْخصُوصُ بال َم ْد ِ‬
‫ان اال ْس َم ِ‬‫ان‪َ ،‬وهَ َذ ِ‬ ‫ب) َوهُما َمرْ فُو َع ِ‬ ‫لَهَ ٍ‬
‫أو َّ‬
‫الذ ِّم‪.‬‬ ‫دح ِ‬ ‫أو ت ُذ ُّم تَخصُّ َش ْيئًا بِ َذلِ َ ْ‬ ‫إِ ْذ إِنَّ َ‬
‫ك ِحي َْن تَم َد ُح ْ‬
‫ك ال َم ِ‬
‫اآلن ُع ْد إلى نَصِّ ْال ُمطالَ َع ِة تَ ِج ْد ال ُج َمل اآلتية‪:‬‬‫َ‬
‫‪ -1‬نِ ْع َم ْالقَو ُل َما قَالَهُ ِ‬
‫اإل َما ُم َعلَ ٌّي‪...‬‬
‫اإلجْ َر ُ‬
‫اءات‬ ‫‪َ -2‬حبَّ َذا هَ ِذ ِه ِ‬
‫س ْالفِ ْع ُل هَ َذا‪...‬‬
‫‪ -3‬بِ ْئ َ‬
‫‪ -4‬لاَ َحبَّ َذا ِه َي‪...‬‬

‫‪32‬‬
‫ت‬ ‫للمدح‪ ،‬بُ ِدئَ ْ‬
‫ِ‬ ‫الذ ِّم‪ ،‬فالجملتان األولى والثانية‬ ‫أو َّ‬
‫ح ِ‬ ‫ص َّد َرها فع ٌل لل َم ْد ِ‬ ‫وهَ ِذ ِه ْالجُم ُل تَ َ‬
‫يتصرفان‪ ،‬و َجا َء الفَا ِع ُل بَ ْع َد‬
‫ِ‬ ‫جامدان ال‬
‫ِ‬ ‫والفع ُل ( َحبَّذا) وهُما فعالنِ‬ ‫بفِع ِْل المدح (نِ ْع َم) ْ‬
‫ِ‬
‫فائدة‬ ‫ْ‬
‫فعل (نِ ْع َم) َوهُ َو (القَ ْولُ) و(ذا) للفعل‬ ‫ْال ِ‬
‫(حبَّ )‪ ،‬أ َّما ْال ُج ْملةُ الرَّابِعةُ ففِيْها ْالفع ُل‬
‫عل المدح (حبذا) وفعل‬ ‫ْ‬ ‫الفَا ِع ُل ( َذا) في فِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ح وفا ِعلُهُ ( َذا) وهُو‬ ‫(حبَّ َذا) وهُ َو لل َم ْد ِ‬
‫َّ لاً الذم (الحبذا) يكون للمفرد وللمثنى وللجمع‪،‬‬
‫يكون ُمتص‬ ‫ُ‬ ‫االس ُم إشار ٍة‪ ،‬وهو دائِما‬
‫وللمذكر والمؤنث‪ ،‬مثل‪( :‬حبذا الرجل‬
‫عل ( َحبَّ )‪ ،‬ثُ َّم َجا َء ْال َمخصوصُ‬ ‫بالفِ ِ‬ ‫ْ‬
‫الصالح) و(حبذا المرأة الصالحة) و(حبذا‬
‫بع كاآلتِي‪َ ( :‬ما)‬ ‫ُمل األرْ ِ‬ ‫دح في ْالج ِ‬ ‫بال َم ِ‬
‫ْ‬
‫الرجالن الصالحان) و(حبذا المرأتان‬
‫صول‪ ،‬و(هَ ِذ ِه)‪ .‬أ َّما ْالج ِ‬
‫ُملتان‬ ‫ِ‬ ‫اس ُم ْال َم ْو‬
‫الصالحتان) و(حبذا الرجال الصالحون)‪...‬‬
‫الثالثة والرابعة فَقَ ْد َو َر َد فيهما فع ُل‬
‫الخ‪.‬‬
‫س)‬ ‫ين َوهُما (بِ ْئ َ‬ ‫الذ ِّم ُمتص ِّدرًا ْالجُملتَ ِ‬ ‫َّ‬
‫س)‬ ‫عل (بِ ْئ َ‬ ‫والفَا ِع ُل َم َع ْالفِ ِ‬ ‫و(لاَ َحبَّذا)‪ْ ،‬‬
‫والفَا ِع ُل َم َع ْالفِ ِ‬
‫عل (لاَ َ َحبَّ َذا) هُ َو ا ْس ُم‬ ‫بالذ ِّم فَهُ َو (هَ َذا)‪ْ ،‬‬ ‫(الفِ ْعلُ)‪ ،‬أ َّما ْال َمخصُوصُ َّ‬ ‫هُ َو َكلِمةُ ْ‬
‫ض ِمي ُر ( ِه َي)‪.‬‬ ‫بالذ ِّم ال َّ‬ ‫وال َمخصُوصُ َّ‬ ‫اإل َشار ِة ( َذا)‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أو َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك تَتبي َُّن لَنَا ُ‬ ‫ِم ْن ّذلِ َ‬
‫الذ ِّم و ِه َي على النحو‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ص َو ُر الفَا ِع ِل في ُج ْمل ِة ال َم ْد ِ‬

‫س ٌم ظَا ِه ٌر ُمع َّرفٌ بـ(ال)‪:‬‬ ‫‪ -1‬ا ْ‬


‫ان نِ ْع َم ْال َع ْب ُد‬
‫ِم ْث َل ُج َم ِل النَّصِّ ‪( :‬نِ ْع َم ْالقَ ْولُ‪ ،)...‬و َكقَ ْولِ ِه تَ َعالى‪َ (( :‬و َوهَ ْبنَا لِ َدا ُوو َد ُسلَ ْي َم َ‬
‫َّف بـ(ال)‪،‬‬ ‫فـ(ال َع ْب ُد) هُ َو فَا ِع ُل ْالفِع ِْل (نِ ْع َم) ا ْس ٌم ظَا ِه ٌر ُمعر ٌ‬
‫إِنَّهُ أَ َّوابٌ )) (سورة ص‪ْ )30:‬‬
‫ان))(الحجرات‪.)11:‬‬ ‫س الاِ ْس ُم ْالفُسُو ُ‬
‫ق بَ ْع َد الإْ ِ ي َم ِ‬ ‫و َكقَولِ ِه تَ َعالى‪(( :‬بِ ْئ َ‬

‫ف بـ(ال)‬ ‫س ٌم ِظا ِه ٌر ُمضافٌ إلى ا ْل ُمع َّر ِ‬ ‫‪ -2‬ا ْ‬


‫س‬‫ار يَحْ ِم ُل أَ ْسفَارًا بِ ْئ َ‬
‫ين ُح ِّملُوا التَّ ْو َراةَ ثُ َّم لَ ْم يَحْ ِملُوهَا َك َمثَ ِل ْال ِح َم ِ‬
‫كقولِ ِه تَ َعالى‪َ (( :‬مثَ ُل الَّ ِذ َ‬
‫ٌ‬
‫ضاف‬ ‫فالفَا ِع ُل هُ َو ( َمثَلُ) ا ْس ٌم ظَا ِه ٌر ُم‬ ‫ت للاهَّ ِ))(الجمعة‪ْ )5:‬‬ ‫ين َك َّذبُوا بِآَيَا ِ‬ ‫َمثَ ُل ْالقَ ْو ِم الَّ ِذ َ‬
‫ين فِيهَا‬‫اب َجهَنَّ َم َخالِ ِد َ‬‫(القَ ْو ُم)‪ ،‬وكقولِ ِه تَ َعالى‪(( :‬فَا ْد ُخلُوا أَ ْب َو َ‬ ‫َّف بـ(ال) وهُ َو ْ‬ ‫إلى ُمعر ٍ‬
‫ين))(النحل‪.)29:‬‬ ‫س َم ْث َوى ْال ُمتَ َكب ِِّر َ‬ ‫فَلَبِ ْئ َ‬

‫‪33‬‬
‫صوب ٍة َعلَى التَّ ْميي ِز‬ ‫س ًرا بنَ ِك َر ٍة َم ْن ُ‬ ‫ستتِ ًرا ُو ُجوبًا ُمفَ َّ‬ ‫ض ِمي ًرا ُم ْ‬ ‫ون ا ْلفَا ِع ُل َ‬ ‫‪ -3‬أنْ ي ُك َ‬
‫ق‬ ‫ان ِم َن ْال ِجنِّ فَفَ َس َ‬ ‫يس َك َ‬ ‫كقولِ ِه تَ َعالَى‪َ (( :‬وإِ ْذ قُ ْلنَا لِ ْل َملاَ ئِ َك ِة ا ْس ُج ُدوا لآِ َد َم فَ َس َج ُدوا إِلاَّ إِ ْبلِ َ‬
‫ين بَ َدلاً ))‬ ‫س لِلظَّالِ ِم َ‬ ‫َع ْن أَ ْم ِر َربِّ ِه أَفَتَتَّ ِخ ُذونَهُ َو ُذرِّ يَّتَهُ أَ ْولِيَا َء ِم ْن ُدونِي َوهُ ْم لَ ُك ْم َع ُد ٌّو بِ ْئ َ‬
‫ح‪ ،‬وفَا ِعلُهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫اض إلنشا ِء َّ‬
‫ض ِمي ٌر ُمسْتتِ ٌر‬ ‫الذ ِّم َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ‬ ‫س) فِ ْع ٌل َم ٍ‬ ‫(الكهف‪( )50:‬بِ ْئ َ‬
‫س)‪ ،‬وكقولِنا‪:‬‬ ‫ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هُ َو)‪ ،‬بَدلاً ‪ :‬تَ ْميي ٌز َم ْنصُوبٌ لِ ْلفَا ِع ِل ْال ُمسْتتِ ِر في فِع ِْل َّ‬
‫الذ ِّم (بِ ْئ َ‬
‫احبًا‬ ‫ص ِ‬ ‫عل‪ ،‬وكقولِنا‪( :‬نِ ْع َم َ‬ ‫(نِ ْع َم َشا ِعرًا ُزهَ ْيرٌ) فـ( َشا ِعرًا) تَ ْميي ٌز لِلفا ِع ِل ْال ُمسْتتِ ِر فِي ْالفِ ِ‬
‫ْال ِكتَابُ )‪.‬‬
‫ت النَّظَ َر فِي النَّصِّ ْال ُمتَقَد ِِّم فِي أَعْلاَ ه َوهُ َو قَ ْولُهُ تَ َعالى‪َ (( :‬و َوهَ ْبنَا لِ َدا ُوو َد‬ ‫َولَو أَع ْد َ‬
‫ت أَ َّن ْالفَا ِع َل ُذ ِك َر َوحْ َدهُ بَع َد‬ ‫ان نِ ْع َم ْال َع ْب ُد إِنَّهُ أَ َّوابٌ )) (سورة ص‪ )30:‬لَلاَ ْ‬
‫حظ َ‬ ‫ُسلَ ْي َم َ‬
‫الم‬‫ذوف لدالل ِة ْال َك ِ‬ ‫ٌ‬ ‫دح‪ ،‬فَهُ َو َمحْ‬ ‫بال َم ْدح بَ ْع َد ِ ْ‬
‫فعل ال َم ِ‬ ‫ِ‬
‫ْالفِع ِْل (نِ ْع َم)‪ ،‬ولَ ْم ي ُْذ َك ِر ْال َمخصُوصُ ْ‬
‫ك قَ ْولُهُ تَ َعالى‪(( :‬لاَ‬ ‫ان‪َ ،‬وهُ َو َكثِيرٌ‪ ،‬و ِم ْث ُل َذلِ َ‬ ‫الم‪ :‬نِ ْع َم ْال َع ْب ُد ُسلَ ْي َم ُ‬ ‫ْال ُمتقد ِِّم َعلَيْه‪ ،‬وتقدي ُر ْال َك ِ‬
‫صيرُ))(النور‪)57 :‬‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫ض َو َمأْ َواهُ ُم النَّا ُر َولَبِ ْئ َ‬ ‫ين فِي الأْ َرْ ِ‬ ‫ْج ِز َ‬‫ين َكفَرُوا ُمع ِ‬ ‫تَحْ َسبَ َّن الَّ ِذ َ‬
‫ص ْي ُر النَّارُ‪.‬‬‫س ْال َم ِ‬ ‫والتَّ ْقديرُ‪ :‬بِ ْئ َ‬
‫س)‪،‬‬ ‫الذ ِّم َم َع ْالفِعلَي ِْن (نِ ْع َم وبِ ْئ َ‬ ‫أو َّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫ُوص بال َم ْد ِ‬ ‫ب االس ِْم ْال َم ْخص‬ ‫َّف إلى إِ ْع َرا ِ‬ ‫اآلن نَتَعر ُ‬ ‫َ‬
‫فَفِي إِ ْعرابِ ِه َو َجه ِ‬
‫ْان‪:‬‬
‫ذوف ُوجُوبًا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب َخبَرًا لِ ُمبت َدأ َمحْ‬ ‫أن يُع َر َ‬ ‫األ َّو ُل‪ْ :‬‬
‫وال ُج ْملةُ ْالفِعليَّةُ ْال ُمتقدِّمةُ َعلَيْه فِي َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَ ٌر مق ّدم‪.‬‬ ‫ب ُمبْت َدأً ُمؤ َّخراً‪ْ ،‬‬ ‫أن يُ ْع َر َ‬ ‫الث َّانِي‪ْ :‬‬
‫نِ ْع َم ال َّر ُج ُل ُم َح َّم ٌد‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ‬
‫ح‪.‬‬ ‫اض إلنشا ِء ال َم ْد ِ‬ ‫نِ ْع َم‪ :‬فِ ْع ٌل َم ٍ‬
‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫ع َو َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّ‬ ‫ال َّر ُج ُل‪ :‬فَا ِع ٌل َمرْ فُو ٌ‬
‫ض َّمةُ‬ ‫ع و َعلاَ َمةُ َر ْف ِع ِه ال َّ‬ ‫وف ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هُ َو ُم َح َّم ٌد) َمرْ فو ٌ‬ ‫ُم َح َّمدٌ‪َ :‬خبَ ٌر لِ ُمبت َدأ َمحْ ُذ ٍ‬
‫الظَّا ِهرةُ َعلَى ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬
‫آخر ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على‬ ‫ع َو َعلاَ ُمة َر ْف ِع ِه ال َّ‬ ‫ب‪ُ :‬م َح َّم ٌد‪ُ ،‬مبتدأٌ ُمؤ َّخ ٌر َمرْ فو ٌ‬ ‫أَ ْو يُ ْع َر ُ‬
‫والفَا ِع ِل في َم َحلِّ َر ْف ٍع خب ٌر ُمق َّد ٌم‪.‬‬ ‫و ُج ْملةُ (نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) ِم َن ْالفِع ِْل ْ‬
‫والجُملةُ‬ ‫والفَا ِع ِل فَيُع َربُ ُمبْتدأً‪ْ ،‬‬ ‫عل ْ‬ ‫الذ ِّم على ْالفِ ِ‬ ‫أو َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ح ِ‬ ‫أ َّما إ َذا تَقَ َّد َم ال َم ْخصُوصُ بال َم ْد ِ‬
‫ع‬‫ْالفِعليَّةُ بَ ْع َدهُ فِي َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَرٌ‪ ،‬كقولِنا‪ُ ( :‬م َح َّم ٌد نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) ُم َح َّم ٌد‪ُ :‬مبتدأٌ مرفو ٌ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض َّمةُ‪ ،‬نِ ْع َم‪ :‬فِ ْع ٌل‬ ‫وعالمةُ رف ِع ِه ال َّ‬
‫ح‪ ،‬وال َّر ُجلُ‪ :‬فَا ِع ٌل‬ ‫ح َم ْبنِ ٌّي على الفَ ْت ِ‬ ‫ماض إلنشا ِء ال َم ْد ِ‬ ‫ٍ‬

‫‪34‬‬
‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ‪ .‬وجملةُ (نِ ْع َم ال َّر ُجلُ) في َم َحلِّ َر ْف ٍع خبرٌ‪.‬‬ ‫ع وعالمةُ رف ِع ِه ال َّ‬ ‫مرفو ٌ‬
‫ُوص َم َع ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) فَهُو ُمبتدأٌ وجملةُ ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) في‬ ‫ِ‬ ‫أَ َّما إ ْعرابُ ْال َمخص‬
‫َم َحلِّ َر ْف ٍع َخبَ ٌر ُمق َّد ٌم‪.‬‬
‫أو َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الذ ِّم على ( َحبَّذا وال َحبَّذا)‪.‬‬ ‫مدح ِ‬‫وال يَتق َّد ُم ال َم ْخصُوصُ بال ِ‬
‫ان ْالفَا ِع ُل‬‫ث السَّا ِكنةُ إ َذا َك َ‬ ‫س) تَتَّص ُل بِ ِهما تَا ُء التَّأنِ ْي ِ‬ ‫أن ْالفِعلَي ِْن (نِ ْع َم‪ ،‬وبِ ْئ َ‬ ‫ف َّ‬ ‫أن تَع ِ‬
‫ْر َ‬ ‫بَقِ َي ْ‬
‫ب)‪.‬‬ ‫ت ْال َمرْ أَةُ َح َّمالَةُ ْال َحطَ ِ‬ ‫اط َمةُ)‪ ،‬و(بِ ْئ َس ِ‬ ‫ت ْال َمرْ أَةُ فَ ِ‬ ‫ُمؤنَّثًا‪ِ ،‬م ْثلُ‪( :‬نِ ْع َم ِ‬
‫ث السَّا ِكنَةُ‬ ‫ح‪ ،‬والتَّا ُء تَا ُء التَّأْنِي ِ‬ ‫ْ‬
‫ح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ‬
‫ْ‬
‫اض إل ْنشا ِء ال َم ْد ِ‬ ‫نِ ْع َمتْ ‪ :‬نِ ْع َم‪ ،‬فِ ْع ٌل َم ٍ‬
‫ين‪...‬الخ‬ ‫ص ِم َن التِقا ِء السَّا ِكنَ ِ‬ ‫ْر للتَخلُّ ِ‬ ‫ت بِ ْال َكس ِ‬ ‫َوحُرِّ َك ْ‬
‫ق هَ ِذ ِه التَّا ُء ْالفِعلَي ِْن ( َحبَّ َذا وال َحبَّذا)‪.‬‬ ‫َولاَ تَلح ُ‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬
‫ب اللُّ َغويَّ ِة‪ ،‬يُؤ َّدى بأ َ ْف ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عال َجا ِمد ٍة ال تَتَصر ُ‬
‫َّف‪،‬‬ ‫والذ ِّم ِم َن األ َسالِي ِ‬ ‫‪ -1‬أ ْسلُوبُ ال َم ْد ِ‬
‫ح‬
‫س‪ ،‬وال َحبَّذا)‪.‬‬ ‫والذ ُّم أَ ْفعالُهُ (بِ ْئ َ‬‫فال َم ْد ُح أَ ْف َعالُهُ (نِ ْع َم‪ ،‬و َحبَّ َذا)‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ح َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫والذ ِّم‪:‬‬ ‫يكون الفَا ِع ُل فِي ُج ْمل ِة ال َم ْد ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ُ -‬م َع َّرفًا بـ(ال)‪.‬‬
‫َّف بـ(ال)‪.‬‬ ‫ضافًا إلى ْال ُمعر ِ‬ ‫ب‪ُ -‬م َ‬
‫ض ِميرًا ُمستتِرًا ُوجُوبًا ُم َميَّ ًزا بنَ ِكر ٍة‪.‬‬ ‫ج‪َ -‬‬
‫الذ ِّم إ َذا تَأ َّخ َر َع ْن (نِ ْع َم‪ ،‬أو بِ ْئ َ‬ ‫أو َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س)‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫‪ -3‬يُ ْع َربُ اال ْس ُم ال َمخصُوصُ بال َم ْد ِ‬
‫وف ُوجُوبًا‪.‬‬ ‫أ‪َ -‬خبرًا لِ ُمبت َدأ َمحْ ُذ ٍ‬
‫س)‪.‬‬‫ب‪ُ -‬مبت َدأخب ُرهُ ُج ْملةُ (نِ ْع َم)ـ أو (بِ ْئ َ‬
‫ب ُمبت َدأًخب ُرهُ جُملةُ (نِ ْع َم) و(بِ ْئ َ‬ ‫ُ‬
‫س)‪.‬‬ ‫عر َ‬‫ج‪ -‬وإ َذا تَق َّد َم ْال َم ْخصُوصُ أ ِ‬
‫قترنًا بِ ِهما َوهُ َو ا ْس ُم اإلشار ِة ( َذا) َدائِ ًما‪،‬‬ ‫يكون فَا ِع ُل ( َحبَّذا) و(ال َحبَّذا) ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫وال َم ْخصُوصُ يُ ْع َربُ ُمبْتدأً ُمؤ َّخرًا‪ ،‬و ُج ْملةُ ( َحبَّذا) تُ ْع َربُ َخبَرًا ُمق َّد ًما‪ ،‬ولاَ يَجُو ُز‬ ‫ْ‬
‫ُوص َعلَيْهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْقدي ُم ْال َم ْخص‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬
‫( ُربَّ َما لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّ سُ ) أَ ْم (لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّسُ ‪ ،‬أو قَ ْد لاَ يَأتِي ْال ُمدرِّسُ )‬
‫قُلْ ‪ :‬لَ ْن يَأتِ َي ْال ُمدرِّسُ ‪ ،‬أو قَ ْد لاَ يَأتِي ْال ُمدرِّسُ‬
‫ولاَ تَقُلْ ‪ُ :‬ربَّ َما لَ ْن يَأتِ َي ْال ُم َدرِّسُ ‪.‬‬
‫ألن ( ُربَّ َما) و(لَ ْن) لاَ يَجْ تَ ِ‬
‫معان‪.‬‬ ‫ال َّسبَبُ ‪َّ :‬‬

‫‪35‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ت ْال َمرْ أَةُ َح َّمالَةُ ْال َحطَ ِ‬


‫ب)‬ ‫\ (بِ ْئ َس ِ‬

‫تذكر‬
‫ض َمائِ ِر أو اتَّصلَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أن ْالفِ ْع َل ْال َم ِ‬
‫ت‬ ‫صلْ بِ ِه َش ْي ٌء ِم َن ال َّ‬ ‫اض َي يُ ْبنَى َعلَى الفَ ْت ِ‬
‫ح إِ َذا لَ ْم يَتَّ ِ‬ ‫َّ‬
‫بالكسر‬
‫ِ‬ ‫بساكن تُحرَّك‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫التقت‬ ‫ث الساكنةَ إذا‬ ‫وأن تا َء التَّأني ِ‬ ‫ث الساكنةُ‪َّ ،‬‬ ‫ب ِه تا ُء التَّأني ِ‬
‫تخلُّصًا ِم ْن ذلك‪.‬‬

‫تعلمت‬

‫ون ُمع َّرفًا بـ(ال)‪َّ ،‬‬


‫وأن‬ ‫وأن فَا ِعلَهُ يَ ُك ُ‬
‫َّف‪َّ ،‬‬ ‫مدح والذ ّم َجا ِم ٌد ال يَتَصر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫أن فع َل ال ِ‬
‫اإل ْعرا ٌ ِ‬ ‫ح لَهُ‬ ‫ْال َم ْخص َ ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫وجهان ِم َن ِ‬
‫ِ‬ ‫ُوص بال َم ْد ِ‬

‫ْراب‪:‬‬
‫اإلع ُ‬ ‫ِ‬
‫ث الساكنةُ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ح‪ .‬والتَّا ُء تا ُء التَّأني ِ‬‫ح َم ْبنِ ٌّي َعلَى الفَ ْت ِ‬ ‫اض َجا ِم ٌد ِإل ْنشا ِء ال َم ْد ِ‬ ‫ت‪ :‬فِ ْع ٌل َم ٍ‬ ‫س ِ‬‫بِ ْئ َ‬
‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫ع و َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّ‬ ‫ا ْل َم ْرأَةُ‪ :‬فَا ِع ٌل َمرْ فُو ٌ‬
‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ‬ ‫ع و َعلاَ مةُ َر ْف ِع ِه ال َّ‬‫وف ُوجُوبًا تقدي ُرهُ (هي) َمرْ فُو ٌ‬ ‫َح َّمالَةُ‪َ :‬خبَ ٌر لِ ُمبتدأٍ َمحْ ُذ ٍ‬
‫ضاف إلي ِه َمجرُو ٌر و َعلاَ مةُ َجرِّ ِه الكسرةُ‬ ‫ٌ‬ ‫ب ُم‬ ‫ضاف ْ‬
‫وال َحطَ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َعلَى ِ‬
‫آخر ِه‪ .‬وهُ َو ُم‬
‫الظَّا ِهرةُ في ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬
‫ضاف إلي ِه‬ ‫ٌ‬ ‫ب ُم‬ ‫ض َّمةُ الظَّا ِهرةُ‪ْ ،‬‬
‫وال َحطَ ِ‬ ‫ع و َعلاَ َمةُ َر ْف ِع ِه ال َّ‬ ‫أو‪َ :‬ح َّمالَةُ‪ُ ،‬مبْت َدأٌ ُمؤ َّخ ٌر َمرْ فُو ٌ‬
‫آخر ِه‪ ،‬و ُج ْملةُ (نِ ْع َم ْال َج َملُ) فِي َم َحلِّ‬ ‫َمجرُو ٌر و َعلاَ مةُ َجرِّ ِه الكسرةُ الظَّا ِهرةُ في ِ‬
‫َر ْف ٍع َخبَرٌ‪.‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬
‫ال حبَّذا االرهابُ ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪)1‬‬
‫الذ ِّم‪ُ ،‬د َّل َعلَى ُج ْملَتِهما‪ُ ،‬مبَيِّنًا‬ ‫ْح َو َّ‬ ‫وب ا ْل َمد ِ‬‫سلُ ُ‬ ‫ص ا ْل َك ِر ْي َم ِة التَّالِيَ ِة أُ ْ‬ ‫صو ِ‬ ‫َو َر َد فِي النُّ ُ‬
‫وص‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫ا ْلفَا ِع َل َوا ْل َم ْخ ُ‬
‫ات تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا الأْ َ ْنهَا ُر‬ ‫ك َج َزا ُؤهُ ْم َم ْغفِ َرةٌ ِم ْن َربِّ ِه ْم َو َجنَّ ٌ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪(( :‬أُولَئِ َ‬
‫ين)) (آل عمران‪)136:‬‬ ‫ين فِيهَا َونِ ْع َم أَجْ ُر ْال َعا ِملِ َ‬ ‫َخالِ ِد َ‬
‫اخ َش ْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم إِي َمانًا‬ ‫اس قَ ْد َج َمعُوا لَ ُك ْم فَ ْ‬ ‫ين قَا َل لَهُ ُم النَّاسُ إِ َّن النَّ َ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪(( :‬الَّ ِذ َ‬
‫َوقَالُوا َح ْسبُنَا للاهَّ ُ َونِ ْع َم ْال َو ِكيلُ))(آل عمران‪)173:‬‬
‫صيرُ))‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪َ (( :‬وإِ ْن تَ َولَّ ْوا فَا ْعلَ ُموا أَ َّن للاهَّ َ َم ْولاَ ُك ْم نِ ْع َم ْال َم ْولَى َونِ ْع َم النَّ ِ‬
‫(األنفال‪.)40:‬‬
‫اج ِه ْم َو ُذرِّ يَّاتِ ِه ْم‬‫صلَ َح ِم ْن آَبَائِ ِه ْم َوأَ ْز َو ِ‬ ‫ات َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُونَهَا َو َم ْن َ‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪َ (( :‬جنَّ ُ‬
‫ار))‬ ‫صبَرْ تُ ْم فَنِ ْع َم ُع ْقبَى ال َّد ِ‬ ‫ب َسلاَ ٌم َعلَ ْي ُك ْم بِ َما َ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن ُكلِّ بَا ٍ‬ ‫َو ْال َملاَ ئِ َكةُ يَ ْد ُخلُ َ‬
‫(الرعد‪.)24-23 :‬‬
‫ار َجهَنَّ َم‬ ‫ين بَ َّدلُوا نِ ْع َمةَ للاهَّ ِ ُك ْفرًا َوأَ َحلُّوا قَ ْو َمهُ ْم َدا َر ْالبَ َو ِ‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪(( :‬أَلَ ْم تَ َر إِلَى الَّ ِذ َ‬
‫س ْالقَ َرارُ))(إبراهيم‪)29-28 :‬‬ ‫يَصْ لَ ْونَهَا َوبِ ْئ َ‬
‫صيرُ))‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫ين َكفَرُوا َوبِ ْئ َ‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪(( :‬قُلْ أَفَأُنَبِّئُ ُك ْم بِ َشرٍّ ِم ْن َذلِ ُك ُم النَّا ُر َو َع َدهَا للاهَّ ُ الَّ ِذ َ‬
‫(الحج‪)72 :‬‬
‫ُوع‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫صلَّى للاهَّ ُ َعلَ ْي ِه وآله َو َسلَّ َم ‪ -‬يَقُولُ‪ ((:‬اللَّهُ َّم إِنِّي أَ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫ان َرسُو ُل للاهَّ ِ ‪َ -‬‬ ‫‪َ -7‬ك َ‬
‫ك ِم َن الج ِ‬
‫ت ْالبِطَانَة))‪.‬‬ ‫ك ِم َن ْال ِخيَانَ ِة‪ ،‬فَإِنَّهَا بِ ْئ َس ِ‬ ‫َّجيعُ‪َ ،‬وأَ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫س الض ِ‬ ‫فَإِنَّهُ بِ ْئ َ‬
‫س ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه وآله َو َسلَّ َم‪ :‬بِ ْئ َ‬ ‫ُول للاهَّ ِ َ‬‫إن َر ُجلاً قَا َل ِع ْن َد َرس ِ‬ ‫‪َّ -8‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪(( :‬نِ ْع َم ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ لِ َم ْن أَ َخ َذهَا بِ َحقِّهَا َو ِحلِّهَا‪،‬‬ ‫َرسُو ُل للاهَّ ِ َ‬
‫ون َعلَ ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة َح ْس َرةً‬ ‫س ال َّش ْي ُء الإْ ِ َما َرةُ لِ َم ْن أَ َخ َذهَا بِ َغي ِْر َحقِّهَا َو ِحلِّهَا تَ ُك ُ‬ ‫َوبِ ْئ َ‬
‫َونَ َدا َمة))‪.‬‬

‫التمرين (‪)2‬‬
‫أ‪ -‬ا ْم َدحْ بـ(نِ ْع َم) َم َّرةً‪ ،‬وبـ( َحبَّذا) َم َّرةً أُ ْخ َرى‪ُ ،‬م ْستَ ْع ِملاً ْال َكلِ َما ِ‬
‫ت التَّالِيَةَ‪َ ،‬و َجا ِعلاً إِيَّاهَا‬
‫ْ‬
‫ح‪:‬‬ ‫َم ْخصُوصًا بال َم ْد ِ‬
‫عبي‪ ،‬ال ُّدعاء‪ ،‬بغداد‪ ،‬صلةُ الرّحم‪ ،‬التَّسامحُ‪ ،‬القناعة‪.‬‬ ‫الكتابُ ‪ ،‬الحش ُد ال َّش ُّ‬

‫‪37‬‬
‫ب‪ -‬ذ َّم بـ(بئس) مرة‪ ،‬وبـ(الحبَّذا) مرة أخرى‪ ،‬مستعمال الكلمات التالية‪ ،‬وجاعال إياها‬
‫مخصوصا َّ‬
‫بالذ ِّم‬
‫اإلرهاب‪ ،‬التن ُّمر‪ ،‬جلسا ُء السُّو ِء‪ ،‬الطَّمع‪ ،‬صدي ُ‬
‫ق الرَّخاء‪ ،‬الكتبُ غي ُر النَّافِ َع ِة‪.‬‬

‫التمرين (‪)3‬‬
‫صلاَ حًا – وهُ َو نِ ْع َم ْال ُم ِري ُد – َولَّى َعلَيْهم‬ ‫اس َ‬ ‫((إن هللاَ – َع َّز وج َّل – إ َذا أَ َرا َد بالنَّ ِ‬ ‫َّ‬
‫ضى بَ ْينَهُم فُقَهَا ُؤهُم‪َ ،‬و َج َع َل ْال َما َل فِي ُس َم َحائِ ِهم ونعم النَّاسُ السُّمحاء‪،‬‬ ‫صُلحاءهم‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ضى بينهم جُهالؤهم – وال‬ ‫وبئس الوالةُ – وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫وإذا أرا َد بِهم ش ًّرا ولَّى عليهم سُفها َءهم –‬
‫الح الوال ِة أَ ْن‬‫ص ِ‬ ‫وإن ِم ْن َ‬ ‫حبذا الجهالء – و َج َعل الما َل في بُ َخالئِهم – وبئس رجاال – َّ‬
‫يَصْ ل َح قرناؤهم))‪.‬‬
‫ح‪ ،‬و ُك َّل أُسلُو ِ‬
‫ب‬ ‫وال َم ْخص َ ْ‬
‫ُوص بال َم ْد ِ‬
‫ح وبَي ِّْن فَا ِعلَهُ ْ‬
‫ب َم ْد ٍ‬ ‫ْتخرجْ ِم َن النَّصِّ ُك َّل أُسلُو ِ‬
‫اس ِ‬
‫ُوص َّ‬
‫بالذ ِّم‪.‬‬ ‫وال َمخص َ‬ ‫َذ ٍّم وبَي ِّْن فَا ِعلَهُ ْ‬

‫التمرين (‪)4‬‬
‫وص بِ ِهما‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫الذ ِّم‪ُ ،‬مبَيِّنًا ا ْلفَا ِع َل وا ْل َم ْخ ُ‬ ‫ْح أ ِو َّ‬ ‫ب ا ْل َمد ِ‬ ‫سلُو ِ‬ ‫ُد َّل َعلَى أُ ْ‬
‫مالك‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -1‬قَا َل سع ٌد ُ‬
‫بن‬
‫أَوال ُدنا يَ ْش ُك َر َواللِّقَاح‬ ‫ف بَ ْع َدنَا‬ ‫س ْالخَلاَ ئِ ُ‬ ‫بِ ْئ َ‬
‫‪ -2‬قَا َل ُزهَ ْيرٌ‪:‬‬
‫ال َولُ َّج فِي ّ‬
‫الذ ْع ِر‬ ‫دعيت‪ :‬نَ َز ِ‬‫ْ‬ ‫ت إ َذا‬ ‫ع أَ ْن َ‬‫َولَنِ ْع َم َح ْش ُو ال ّدرْ ِ‬
‫الرومي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -3‬قَا َل ابن‬
‫س َما َولَ ُدوا‬ ‫ت َولَ ِكن بِ ْئ َ‬ ‫ص َد ْق َ‬ ‫لَقَ ْد َ‬ ‫ت بآبا ٍء ذوي حسب‬ ‫ئن فَخَرْ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫‪ -4‬قال هارون بن عل ّي المنجم‪:‬‬
‫إل ْن ِ‬
‫سان‬ ‫َغيْر أَ ْن لاَ بَقَا َء لِ ِ‬ ‫ت تَبْقى‬ ‫ع لَ ْو ُك ْن َ‬ ‫ت نِ ْع َم ْال َمتَا ُ‬ ‫أَ ْن َ‬
‫ي‬‫‪ -5‬قَا َل َمحْ ُمو ُد َسا ِمي ْالبَارُو ِد ّ‬
‫ْري َعلَى َج ْد َو ٍل بِ ْال َما ِء َدفَّ ِ‬
‫اق‬ ‫يَس ِ‬ ‫ق‬‫يَا َحبّذا نَ َس ٌم ِم ْن َج ِّوهَا َعبِ ٌ‬

‫التمرين (‪)5‬‬
‫أَ ْع ِر ْب َما ت َْحتَهُ َخ ٌّ‬
‫ط إِ ْع َرابًا ُمفَ َّ‬
‫صلاً ‪:‬‬
‫س ا ْمرأً َم ْن ال ي ُ‬
‫ُعين َعلَى ال َّد ْه ِر‬ ‫َوبِ ْئ َ‬ ‫ان َع ْونَهُ‬ ‫ق ْال َمر ِء َم ْن َك َ‬ ‫فَن ْع َم َ‬
‫ص ِدي ُ‬

‫‪38‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫َّالث ‪:‬‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫النَّ ْث ُر َوفُنُ ْونُه‬


‫ب‪،‬‬ ‫ع األ َّو ُل ِم ْن نَ ْوعي األد ِ‬ ‫ب ال ِّشع َر‪ ،‬وهُ َو النَّو ُ‬ ‫ت ِم َن الكتا ِ‬ ‫ق ِم ْن َوحدا ٍ‬ ‫َ‬
‫درست فِيْما َسبَ َ‬
‫ع الثَّاني‪ ،‬ويُ َس َّمى بالنَّ ْث ِر الفنِّ ِّي َوهُ َو‬ ‫َوستدرسُ بَ ْد ًءا ِم ْن هَذه ال َوحْ د ِة (النَّ ْث َر)‪َ ،‬وهُ َو النَّ ْو ُ‬
‫يوم في َكال ِمهم أو‬ ‫ثر االعتياديِّ (غير الفنِّ ِّي) الَّذي يَستعملُه النَّاسُ ُك َّل ٍ‬ ‫يَ ْخ ُ‬
‫تلف َع ِن النَّ ِ‬
‫ب المدرسيَّ ِة أو‬ ‫ت الصَّحفيَّ ِة الَّتي تَ ْعتَم ُد األخبا َر بانوا ِعها ال ُمختلف ِة‪ ،‬أوفي ال ُكت ِ‬ ‫في ال َمقاال ِ‬
‫غيرها ِم َّما ال يَتَطَّلبُ أُ ْسلُوبًا ُمؤثِّرًا‪.‬‬
‫العلميّ ِة أو ِ‬
‫تنوعةً ِم ْث ُل القِ َّ‬
‫ص ِة والرِّ واي ِة وال َمقال ِة وال َخطَابَ ِة والسِّير ِة‬ ‫َويض ُّم النَّث ُر الفنِّ ُّي فُنونًا ُم ِّ‬
‫َّف بأنَّه الكال ُم الفنِّ ُّي الجمي ُل الَّذي ينتقي فِيْه الكاتِبُ األلفاظَ الجيِّدةَ‬ ‫وغيرها‪ .‬ويُعر ُ‬ ‫ِ‬
‫تقديم فِكرتِه أو َموضو ِعه‪.‬‬ ‫سلوب ال ُمؤثَّ َر لِ ِ‬
‫َ‬ ‫والواضحةَ واألُ‬
‫قواف‪َ ،‬وقَ ْد تَع َّر ْفت‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫أوزان أو‬ ‫الفني وغير الفنِّ ِِّي‪ِ -‬خالفًا لل ِّشع َر َ‬
‫ليس لَهُ‬ ‫ِّ‬ ‫والنَّثرُ‪ -‬بِنوعيه‬
‫واألمثال وال َخطابَ ِة‬
‫ِ‬ ‫أنواع متعدد ٍة ِم ْنه‪ِ ،‬مث ُل الر ِ‬
‫َّسائل والوصايا‬ ‫ٍ‬ ‫في دراستِك السَّابقة إلى‬
‫نون النَّثريَّ ِة الَّتي عرفَها العربُ قدي ًما‪ ،‬فَضالً َع ِن القِ َّ‬
‫ص ِة والرِّواي ِة‬ ‫والمقام ِة‪ ،‬و ِه ِي ِم َن الفُ ِ‬
‫العربي َع ْب َر‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫ت إلى األد ِ‬ ‫نثر الحديث ِة الَّتي َد َخلَ ْ‬
‫فنون الَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫وال َمسرحيَّ ِة وال َمقال ِة وهي ِمن‬
‫التَّرجم ِة‪.‬‬
‫انحسرت َع ِن السَّاح ِة األدبيَّ ِة اليوم َكال َمقام ِة والوصايا‬ ‫ْ‬ ‫ثر الفنِّ ِّي‬ ‫أنواع النَّ ِ‬‫ِ‬ ‫بعضُ‬
‫ب‬ ‫وانب حياتيَّ ٍة ُمح َّدد ٍة كال ُخ َ‬
‫ط ِ‬ ‫باتت مقتصرةً على َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ك ال َخطَابَةُ الَّتي‬ ‫واألمثال‪ ،‬وكذل َ‬
‫ِ‬
‫الدِّينيَّ ِة‪.‬‬
‫الفنون النَّثريَّ ِة ال ُم ِه َّم ِة الَّتي َعرفَها العربُ ِم ْن ُذ القِ َد ِم‪ ،‬كما‬
‫ِ‬ ‫ألوان‬
‫ِ‬ ‫طابَةُ ٌ‬
‫لون ِم ْن‬ ‫وال َخ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجماهير لِشَحْ ِذ ِه َم ِمهم‪ ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫عرفَ ْتها األم ُم األخرى؛ لِ َما لَهَا ِم ْن أهميَّ ٍة في التَّ ِ‬
‫أثير في‬
‫ِّفاع عن النَّ ِ‬
‫فس‬ ‫المعارك بُغية ر ِّد األعدا ِء ال ُمتربِّصين‪ ،‬والد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‬‫ض ِغ َم ِ‬ ‫تشجيِعهم على َخ ْو ِ‬
‫هور‪.‬‬
‫حضور ال ُج ْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫طابَةُ إال بِ‬ ‫تكون ال َخ َ‬‫ُ‬ ‫والوطن‪ ،‬وال‬
‫ِ‬
‫ت ووضوحُها‪،‬‬ ‫خارج األصوا ِ‬
‫ِ‬ ‫ب مزايا ِع َّدة‪ِ ،‬م ْنها سالمةُ َم‬ ‫ويُ ْشتَ َرطُ ْ‬
‫أن تتواف َر في الخطي ِ‬
‫ب ْ‬
‫أن يمتل ِكها‬ ‫َّوت ال َج ْه ُوري القوي‪ ،‬فضالً َع ِن الثَّقاف ِة والمعرف ِة الَّتي ينبغي للخطي ِ‬
‫والص ُ‬

‫‪39‬‬
‫روط‪ ،‬تبقى ال َخطَابَةُ‬
‫َّغم ِم ْن ُك ِّل هَ ِذه ال ُّش ِ‬
‫ث َع ْنه‪َ .‬و َعلى الر ِ‬‫الموضوع الَّذي يتح َّد ُ‬
‫ِ‬ ‫َع ِن‬
‫ف والبيئةُ‪.‬‬ ‫َم ْو ِهبةً فِ ْ‬
‫طريَّةً تُولَ ُد َم َع الخطي ِ‬
‫ب وتنميِها ال َمواقِ ُ‬
‫اإلسالم؛ ألهميَّت ِه في نَ ْش ِر ال َّدعو ِة اإلسالميَّ ِة‪ ،‬وبَ ِ‬
‫يان‬ ‫ِ‬ ‫َوقَد تط َّو ُر هذا ُّ‬
‫الفن بَ ْع َد َمجي ِء‬
‫ول‬ ‫ُصور التَّالي ِة؛ ْإذ أَ َخ َذ أتبا ُ‬
‫ع ال ُّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫وازدادت أهميَّتهُ في الع‬ ‫األحكام الدِّينيَّ ِة واالجتماعيَّ ِة‪،‬‬
‫ِ‬
‫الجديد ِة بال َّدعو ِة لها َع ْب َر ال ُخطَ ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫أواخر القَرْ ِن التَّاسع‬
‫ِ‬ ‫هوض األُ َّم ِة في‬
‫ِ‬ ‫الفن بنُ‬
‫نهض هذا ُّ‬
‫َ‬ ‫ث فَقَ ْد‬
‫العصر الحدي ِ‬
‫ِ‬ ‫أ َّما في‬
‫ت ض ّد المحتلِّين‪ ،‬فَبر َز عد ٌد ِم َن‬ ‫قيام الثَّورا ِ‬ ‫َع َش َر و َم ْ‬
‫طلَ ِع القَرْ ِن ال ِعشرين‪ ،‬والسيَّما بعد ِ‬
‫كان لهم تأثي ٌر في السَّاح ِة العربي ِة‪ِ ،‬م ْث ُل أحمد عرابي وسعد زغلول في‬
‫ال ُخطبا ِء الَّذين َ‬
‫ْت خطبتَه في الصَّفِّ الثَّال ِ‬
‫ث المتوسِّط‬ ‫ِمصْ َر‪ ،‬وفي العراق فهمي ال ُمدرِّ س الَّذي َد َرس َ‬
‫وال َّشيخ ُمح َّمد الحسين كاشف الغطاء الَّذي ُج ِم َع ْ‬
‫ت ُخطَبُه َع ِن القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة في‬
‫َّاحل محمد الحسين كاشف‬ ‫اإلمام الر ِ‬
‫ِ‬ ‫فلسطين ال ُكبرى في ُخطَب‬
‫َ‬ ‫بعنوان ( قضيةُ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫كتا ِ‬
‫أفرزت عددًا كبيرًا ِم َن ال ُخطبا ِء الَّذين‬
‫ْ‬ ‫العراق‬
‫ِ‬ ‫الغطاء)‪ ،‬وال ننسى َّ‬
‫أن ثورةَ العشرين في‬
‫البريطاني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يقودون الجماهي َر ل ُمقاوم ِة ال ُمحْ تَلِّ‬
‫َ‬ ‫كانوا‬
‫لع القَرْ ِن الحادي‬ ‫ْ‬
‫ت القَرْ ِن العشرين و َمط ِ‬ ‫باالنحسار في نهايا ِ‬
‫ِ‬ ‫أن هذا َّ‬
‫الفن بدأ‬ ‫َغ ْي َر َّ‬
‫ب الدِّينيَّ ِة ك ُخطب ِة ال ُج ُم َع ِة وال َجماع ِة و ُخطَ ِ‬
‫ب‬ ‫والعشرين حتَّى كاد يقتص ُر على ال ُخ َ‬
‫ط ِ‬
‫صال ِة العيدين‪.‬‬
‫اط‬
‫األو َس ِ‬
‫ار في ْ‬ ‫الفنون النَّثريَّ ِة الَّتي أَ َخ َذ ْ‬
‫ت بِاال ْن ِح َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫كثير ِم َن‬
‫ٍ‬ ‫ت ال َخطَابةُ مثل‬ ‫وإذا كان ِ‬
‫اط األدبيَّ ِة كالسِّير ِة بِنَ ْو َعيْها‬‫األو َس ِ‬‫ار في ْ‬ ‫فإن ث َّمة فنونًا أُ ْخ َرى أَ َخ َذ ْ‬
‫ت بِاال ْنتِ َش ِ‬ ‫األدبيَّ ِة‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫الذاتيَّ ِة والموضوعيَّ ِة‪.‬‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫الف بَي َْن نَ ْو َعيْه‪ :‬الفنِّ ِّي وغير الفنِّ ِّي‪.‬‬
‫واالختِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫عرِّف النَّ ْث َر‪ ،‬وبي ِّْن أوجهَ ال َّشبَ ِه‬
‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫ون النَّ ْث ِر اليو َم؟‬
‫ْض فُنُ ِ‬‫انحسار بَع ِ‬
‫ِ‬ ‫ك َما سببُ‬ ‫‪ -2‬بِرأي َ‬
‫َّفات الَّتي يَ ْنبَ ِغي تَ َوافرُها في ال َّخ ِط ْي ِ‬
‫ب؟‬ ‫طابَ ِة؟ و َما الص ُ‬ ‫تعريف ال َخ َ‬
‫ُ‬ ‫‪َ -3‬ما‬

‫‪40‬‬
‫طور ُ)‬ ‫ص ُة القَ ِ‬
‫ص ْيرة ُ (النَّشأة ُ والتَّ ُّ‬ ‫الق َّ‬
‫ِ‬

‫آلخرين ما رأى أو سم َع‬


‫َ‬ ‫ٌ‬
‫إنسان‬ ‫ي‬ ‫صةُ بوج ٍه عا ٍّم حكايةٌ‪ ،‬والحكايةُ ه َي ْ‬
‫أن يرو َ‬ ‫الق َّ‬
‫االنساني؛ ألنَّها طبيعيةٌ في الحيا ِة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫أو تص َّو َر‪ ،‬وه َي على هذا قديمةٌ ِ‬
‫بقدم‬
‫ْ‬
‫وبقيت‬ ‫وتجارب‬
‫َ‬ ‫بأطوار‬
‫ٍ‬ ‫السامعين‪ .‬وق ْد َمر ْ‬
‫َّت‬ ‫َ‬ ‫ونفوس‬
‫ِ‬ ‫نفس الرَّاوي‬ ‫ِ‬ ‫تُلَبِّي حاجةً في‬
‫األطوار الَّتي َمر ْ‬
‫َّت بِهَا‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫ب‪ ،‬وبع َد تل َ‬ ‫من هذا المعنى عن َد عام ِة الشعو ِ‬ ‫طَويلاً قريبةً ْ‬
‫واالهتمام أَصْ بَحنَا أَ َما َم لَ ْو ٍن آخ َر ِم ْن أَل َوانِهَا تَ َمثَّ َل بالق َّ‬
‫ص ِة القصي َر ِة بمفهو ِمهَا‬ ‫ِ‬ ‫والتَّجار ِ‬
‫ب‬
‫أو‬ ‫حت تَعبيرًا َع ْن َمجموع ٍة ِم َن األَحدا ِ‬
‫ث قَ ْد تَتَناو ُل شخصيةً ُمعيَّنَةً ْ‬ ‫ث‪ْ ،‬إذ أَصبَ ْ‬
‫الحدي ِ‬
‫ث يقو ُم الراوي بترتيبِها في ُم َّد ٍة زمني ٍة قصير ٍة بصور ٍة‬ ‫ت وأَحدا ٍ‬ ‫أَكث َر‪ ،‬ترتبطُ بعالقا ٍ‬
‫ص ُر ِم َن الرِّوايَ ِة‪،‬‬ ‫الحوار والسَّر ِد فيها‪ ،‬وهي أَق َ‬ ‫ِ‬ ‫ساليب‬
‫َ‬ ‫مشوق ٍة‪ ،‬وقَ ْد يستعمل الكاتِبُ أَ‬
‫ِّ‬
‫غيرها ِم َن‬‫أو ِ‬ ‫قصرهَا ال تتناو ُل إلاَّ جز ًءا محدودًا ِم ْن حا ِدثَ ٍة ُمعيَّنَ ٍة أو شخصيَّ ٍة ْ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫َوبسب ِ‬
‫فليس ْ‬
‫من شأنِها‬ ‫َ‬ ‫الجزئيات‪ ،‬فكرتُها بسيطةٌ‪ ،‬وحدثُها واح ٌد مح َّد ٌد يتناو ُل جانبًا ِم َن الحيا ِة‪،‬‬
‫ص‪ ،‬كما هي الحا ُل في ال ِّرواي ِة ‪-‬التي ستتعرف إليها فيما‬ ‫ت و ُشخو ٍ‬
‫ث وبيئا ٍ‬‫تنميةُ أحدا ٍ‬
‫عميق الدالل ِة‬
‫ِ‬ ‫موقف معي ٍَّن‬
‫ٍ‬ ‫وج ُز في لحظ ٍة واحد ٍة حدثا ً ذا معنًى ينشأ ُ ْ‬
‫من‬ ‫بعد‪ ،‬وإنَّما تُ ِ‬
‫واإليحا ِء‪.‬‬
‫القرن التَّاس َع عش َر‪ ،‬ومن أهم كتابها (موباسان) في‬
‫ِ‬ ‫صةُ القصيرةُ في‬
‫ظَهَ َرت الق َّ‬
‫فرنسا و(تشخوف) في روسيا و(إدجار آلن بو) في أمريكا‪ .‬وقد اطَّل َع العربُ في هذا‬
‫اللون ِم َن القص ِة الحديث ِة‪ ،‬ورأوا المكانةَ الشامخةَ‬
‫َ‬ ‫الغربي‪ ،‬فأَلهَ َمهُم هذا‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫القرن على األد ِ‬
‫ِ‬
‫ت الَّتي تُميِّ ُزها وتَأَثَّرُوا بها فَ َكتَبُوهَا‪ ،‬وهذا ال يَ ْستَ ْب ِع ُد أَ ْن نجد‬
‫الَّتي تحتلّها‪ ،‬وأل ُّموا بالصِّ فا ِ‬
‫والحكايات واألساطي ُر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والمقامات‬ ‫ُمكن أَ ْن تُع َّد السِّي ُر‬
‫ث العربي‪ ،‬بلْ ي ُ‬ ‫أُصولَها في التُّرا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْ‬
‫نشأت في الغر ِ‬ ‫صةَ القصيرةَ بمفهو ِمهَا الحدي ِ‬
‫ث‬ ‫َّ‬
‫ولكن الق َّ‬ ‫والنَّواد ُر ِم ْن أُصُولِهَا‪،‬‬
‫ي (محمود تيمور)‬ ‫صةُ القصيرةُ مرحلةً متقدمةً على ي ِد الكات ِ‬
‫ب المصر ِّ‬ ‫شهدت الق َّ‬
‫ب العراق ِّي (محمود أحمد السيد) (‪1903‬م‪1937-‬م)‪ ،‬فق ْد‬ ‫(‪1894‬م‪1973-‬م) والكات ِ‬
‫مبكر‪ ،‬نش َر‬
‫ٍ‬ ‫كان محمود تيمور على صل ٍة قوي ٍة ومباشر ٍة بالثقاف ِة األوربي ِة من ُذ وق ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬

‫‪41‬‬
‫ت مختلف ٍة‪،‬‬ ‫قصص ع َّدة في موضوعا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫صهُ القصيرةَ في صحيف ِة (السفور) وه َي‬‫قص َ‬
‫ت الشعبي ِة‪ ،‬يدرسُ أفكا َرهَا‬
‫يتعايش مع الطبقا ِ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫كلُّ واحد ٍة قائمةٌ ِ‬
‫بنفسها‪ ،‬حاو َل فيها ْ‬
‫قصص ِه صورةً صادقةً‬
‫ِ‬ ‫نقائصها ومعائبِها ليجع َل ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ب إلى‬ ‫ورغباتهَا‪ ،‬ويتعر ُ‬
‫َّف من قر ٍ‬
‫ت الطبق ِة ال ُّدنيا ِم َن‬‫ب نفسيا ِ‬ ‫فجاءت فتحًا جديدًا‪ ،‬وحلَّ ْ‬
‫لت بإسها ٍ‬ ‫ْ‬ ‫للحيا ِة حيَّةً مقنعةً‪،‬‬
‫ْ‬
‫فتقدمت‬ ‫ق ولغ ٍة مبسط ٍة‪،‬‬ ‫كانت خفيةً بأسلو ٍ‬
‫ب شائ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وأبانت أشيا َء‬ ‫المصريين وأخالقِ ِهم‪،‬‬
‫َ‬
‫صةُ القصيرةُ ُخطُوا ٍ‬
‫ت واسعةً‪.‬‬ ‫على يدي ِه الق َّ‬
‫العربي طه حسين ِم َن الطبق ِة‬
‫ِّ‬ ‫كان محمود تيمور‪ ،‬وتوفيق الحكيم وعمي ُد األد ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫لمعت‬ ‫ي‪ ،‬ثم‬ ‫األولى ِم ْن أدبا ِء مص َر الَّذين احتلُّوا المنزلةَ العاليةَ ورفعوا َّ‬
‫الفن القصص َّ‬
‫القدوس‪ ،‬ويوسف إدريس‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫أقال ٌم جديدةٌ في مص َر منها‪ :‬إحسان عبد‬
‫التأثر بما‬
‫ِ‬ ‫كان متأثراً أش َّد‬
‫كان رائ ُد القص ِة (محمود أحمد السيد)؛ إذ َ‬
‫العراق َ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬
‫قصص ِه‪ ،‬مثل‪( :‬في ساعة من‬
‫ِ‬ ‫أخطار عبَّ َر عنها تعبيرًا واضحًا في‬
‫ٍ‬ ‫ق بالبال ِد ْ‬
‫من‬ ‫حا َ‬
‫آخرون‪ ،‬مثل‪ :‬سافرة جميل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ال َّزمن) و(جالل خالد) و(النَّكبات) و(مجاهدون)‪ ،‬وتب َعهُ‬
‫ك ظه َر عبد المجيد لطفي‪ ،‬وأنور شاؤول‪،‬‬‫وجعفر الخليل ّي‪ ،‬وذو النُّون أيوب‪ .‬بع َد ذل َ‬
‫وشاكر خصباك‪ ،‬وعبد الملك نوري‪ ،‬وفؤاد التَّكرل ّي‪ ،‬وعبد الحق فاضل‪ ،‬ومهدي‬
‫عيسى الصَّقر‪ ،‬ومحمود عبد الوهاب‪ ،‬ومحمد خضير‪ ،‬ومحمود جنداري‪ ،‬وجليل‬
‫القيسي‪ ،‬وموسى كريدي‪ ،‬وديزي األمير‪ ،‬ولطفية ال ُّدليمي‪ ،‬وميسلون هادي‪ ،‬ومي‬
‫مظفر وغيرهم كثير‪.‬‬
‫الشام ا ُشت ِه َر بها عد ٌد من الكتا ِ‬
‫ب‪ ،‬في لبنان‪ :‬ميخائيل نعيمة‪ ،‬ومارون عبود‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وفي بال ِد‬
‫فلسطين ف ِم ْن أبرز ِهم‬
‫َ‬ ‫وفي سوريا‪ :‬الدكتور عبد السالم العجيلي‪ ،‬وزكريا تامر‪ ،‬وأ َّما في‬
‫غسَّان كنفاني‪ ،‬وعلي زين العابدين‪.‬‬
‫العربي ظه َر محمد زفزاف وعبد الجبار السّحيمي والطَّاهر وطار‪ ،‬وفي‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫وفي المغر ِ‬
‫ُّودان الطَّيِّب صالح‪.‬‬
‫الس ِ‬

‫‪42‬‬
‫فؤاد التَّكرل َّي‪:‬‬
‫مدار ِسهَا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ودرس في‬
‫َ‬ ‫عام (‪1927‬م)‪،‬‬
‫عراقي ُولِ َد في بغدا َد في ِ‬
‫ٌّ‬ ‫روائي‬
‫ٌّ‬ ‫قاصٌّ و‬
‫مناصب عدة في ال َّدول ِة ومنها في‬
‫َ‬ ‫الحقوق عا َم (‪1949‬م)‪ ،‬تولَّى‬
‫ِ‬ ‫وتخ َّر َج في كلي ِة‬
‫ب‬ ‫ت بأسلو ٍ‬ ‫القصص و ال ِّروايا ِ‬
‫َ‬ ‫العراقي؛ إذ ُعي َِّن قاضيًا عام (‪1964‬م)‪ .‬ألَّ َ‬
‫ف‬ ‫ِّ‬ ‫القضا ِء‬
‫أبرز‬ ‫ت الكالسيكيَّ ِة الحديث ِة‪ .‬ومن‬ ‫للروايا ِ‬ ‫ُ‬ ‫متميز؛ ألنَّها مثَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫لت ببنائِهَا أنموذجًا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إبداعي‬
‫لحقب ٍة تاريخي ٍة‬
‫ت ِ‬ ‫متميز وأ َّر َخ ْ‬
‫ٍ‬ ‫روائي‬
‫ٍّ‬ ‫ب‬
‫ت لخطا ٍ‬‫َّجع البعي ِد) التي أَ َّس َس ْ‬
‫أعمالِ ِه روايةُ (الر ِ‬
‫س‬‫عراف ال َّشعبيَّ ِة‪ ،‬وكلِّ طق ٍ‬‫ِ‬ ‫وكانت ُمف َع َمةً بالرُّ وح واألَ‬
‫ْ‬ ‫مه َّم ٍة في الحيا ِة العراقيَّ ِة‪،‬‬
‫ِ‬
‫ألهل بغدا َد حينَها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اجتماعي‬
‫ٍّ‬
‫كرلي أُ ْولَى قصص ِه القصير ِة عام (‪1951‬م) في مجل ِة األدي ِ‬
‫ب اللبناني ِة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫نش َر التَّ‬
‫ت العراقي ِة والعربي ِة‪ ،‬فنشرت في‬ ‫قصص ِه في الصُّ ِ‬
‫حف والمجال ِ‬ ‫ِ‬ ‫نشر‬
‫ِ‬ ‫ول ْم ينقط ْع َع ْن‬
‫مجموع ٍة األعما ُل الكاملةُ‪.‬‬
‫ِم ْن أَعمالِ ِه األَدبي ِة في الرِّوايَ ِة‪ :‬الوجهُ اآلخ ُر (‪1960‬م) والرَّج ُع البعي ُد (‪1980‬م)‬
‫قصصيتان‬
‫ِ‬ ‫مجموعتان‬
‫ِ‬ ‫ع (‪1998‬م)‪ ،‬وله‬ ‫ُ‬
‫والمسرات واألوجا ُ‬ ‫َّمل (‪1995‬م)‬
‫وخات ُم الر ِ‬
‫األردن‬
‫ِ‬ ‫كرلي في‬
‫ُّ‬ ‫ت (‪2004‬م)‪ .‬توفِّ َي التَّ‬ ‫ُ‬
‫وخزين الالمرئيا ِ‬ ‫هما‪ :‬موع ُد النَّ ِ‬
‫ار (‪1991‬م)‬
‫عضال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مرض‬
‫ٍ‬ ‫عام (‪2008‬م) إث َر‬

‫(للدرس)‬ ‫«الباب اآلخ ُر»‬


‫ُ‬ ‫ص ِة القصير ِة‬
‫أنموذج ِم َن الق َّ‬
‫ٌ‬
‫ك ْ‬
‫أن أقو َل لها‪:‬‬ ‫ُ‬
‫اعتدت يومذا َ‬
‫ض ٌ‬
‫عف‬ ‫ليس حسَّاسًا وذكيًّا حسبُ ‪ ،‬بل ينتابُهُ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ال تشتدي هكذا في تعنيفِ ِه‪ ،‬فال ِّ‬
‫طف ُل‬
‫غير العاد ِة‪.‬‬
‫وتساو ُرهُ الهواجسُ على ِ‬
‫األسارير‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لغز وجو ِد ِه‪ ،‬جا َءها متفت َح‬
‫من ِ‬‫تقترب ْ‬
‫َ‬ ‫أن تفه َم كالمي‪ ،‬مثلما ل ْم تر ْد ْ‬
‫أن‬ ‫ول ْم تر ْد ْ‬
‫فهتف‪:‬‬
‫َ‬ ‫عصر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ذات‬
‫َّقم (‪.)19‬‬
‫َّقم (‪ )17‬والر ِ‬
‫بين الر ِ‬
‫الجمال يق ُع َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫شاهدت بابًا في غاي ِة‬ ‫‪ -‬يا أمي العزيزةَ‪ ،‬لق ْد‬
‫تتصورين هذا؟‬
‫َ‬ ‫هل‬

‫‪43‬‬
‫ي؟ إنَّهُ البابُ ذو الر ِ‬
‫َّقم (‪.)18‬‬ ‫ك يا بُن َّ‬
‫‪ -‬وماذا في ذل َ‬
‫أرقام فر ِّديَّ ٍة‬
‫ٍ‬ ‫وارع تُق َّس ُم إلى‬
‫ِ‬ ‫أن أرقا َم ال َّش‬
‫تعلمين َّ‬
‫َ‬ ‫تفهمين جيِّدًا يا ماما‪ .‬أال‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ولكنَّ ِك ال‬
‫ت ال تعرفينَهُ‪.‬‬ ‫على جه ٍِة وأخرى زوجيَّ ٍة على الجه ِة الثَّاني ِة؟ هذا تقلي ٌد قدي ٌم‪ ،‬وأن ِ‬
‫بالكالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ال تُ َجه ِّْلنِي هكذا‪ .‬ماذا تري ُد ْ‬
‫أن تقو َل؟ عجِّ لْ‬
‫أن أطرقَهُ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أحببت ْ‬ ‫اليوم‪ .‬لق ْد‬
‫ِ‬ ‫ك البابُ الجمي ُل الَّذي ل ْم يسب ْق لي ْ‬
‫أن رأيتَهُ قب َل‬ ‫‪ -‬إنَّهُ ذل َ‬
‫َ‬
‫فهمت؟‬ ‫ت الغربا ِء مطلقًا هلْ‬
‫أبواب بيو ِ‬
‫َ‬ ‫أنت ال تطر ُ‬
‫ق‬ ‫ي أقوالَ َ‬
‫ك هذ ِه‪َ .‬‬ ‫‪ -‬ال تُع ْد عل َّ‬
‫‪ -‬لماذا يا أمي؟ بدا لي بابًا ُمزوقًا وجميلاً جدًا‪.‬‬
‫َ‬
‫فهمت؟‬ ‫أبواب النَّ ِ‬
‫اس الغربا ِء مرةً أخرى‪ ..‬هلْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ك ْ‬
‫أن تطر َ‬ ‫‪ -‬ألنِّي ال أري ُد َ‬
‫‪ -‬وال يمكنَنِي ْ‬
‫أن أسأ َل لماذا‪ ،‬أيضًا؟‬
‫الدروس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك في‬ ‫اآلن‪ ،‬تعا َل معي لِنطَّلِ َع على ِ‬
‫آخر اخفاقاتِ َ‬ ‫‪ -‬بالتأكي ِد يا ولدي ‪ .‬د ْعنَا نَ َر َ‬
‫نفسهَا وهو يستسل ُم لها تسحبُهُ‬ ‫أن تُ َ‬
‫علن عن ِ‬ ‫ي غي ُر شكوى ال تحبُ ْ‬ ‫ول ْم ْ‬
‫تكن في نظرتِ ِه إل َّ‬
‫إلى غرفتِ ِه الصغير ِة‪.‬‬
‫األمر حينما ل ْم يَتَ َعر ْ‬
‫َّف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫توقعت‪ ،‬ارتف َع صوتُهَا بغض ٍ‬
‫ب أ َّو َل‬ ‫ُ‬ ‫وجريا ً على عاداتِهَا‪ ،‬وك َما‬
‫عال‬
‫صراخ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الصوت الغاضبُ إلى‬ ‫انقلب‬
‫َ‬ ‫كما يبدو‪ ،‬األعدا ِد ال ُكبرى ِ‬
‫من الصغرى‪ ،‬ث َّم‬
‫كان وجهُها ُمحتقنًا‪ ،‬بحمر ٍة بنفسجي ٍة قاتم ٍة‪ ,‬وه َي تض ُّم قبضتَيها‬
‫قليل َ‬ ‫ٍ‬ ‫متشنج‪ ،‬بع َد‬
‫ٍ‬
‫ت‬
‫ب الرياضيا ِ‬ ‫ت كتا ِ‬‫حين ر َّك َز الطف ُل عينَهُ في صفحا ِ‬‫ِ‬ ‫صدرهَا‪ ،‬في‬‫ِ‬ ‫المتشابكتين إلى‬
‫ِ‬
‫بأن التعام َل‬ ‫ُ‬
‫ماكنت أرد ُدهُ عليها َّ‬ ‫المفتوح‪ ،‬ل ْم تفه ْم منِّي‪ ،‬ال قبالً وال بع َد ذل َ‬
‫ك بمد ٍة طويل ٍة‬ ‫ِ‬
‫كان ابنها ْ‬
‫فقط‪ ،‬كما تعتق ُد‪ ،‬وال‬ ‫المخفي‪َ .‬‬
‫ِّ‬ ‫االحترام‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫نوع ِ‬
‫أساس ٍ‬
‫ِ‬ ‫معهُ يجبُ ْ‬
‫أن يت َّم على‬
‫خالل هذا الحبِّ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أن يشار َكها في حبِّ ِه وفي تعذيبِ ِه كما تشا ُء‪ْ ،‬‬
‫من‬ ‫العالم ْ‬
‫ِ‬ ‫ح َّ‬
‫ق ألح ٍد في‬
‫ُ‬
‫اكتفيت بكلم ٍة أو‬ ‫ذكريات مؤلمةٌ‪ ،‬فق ِد‬
‫ٌ‬ ‫كنت أخشى ْ‬
‫أن تعذبَنِي‬ ‫ب غامض ٍة‪ُ ،‬‬ ‫وألنِّي ألسبا ٍ‬
‫كلمتين محذرًا ومنبهًا ومتعاطفًا مع النظرا ِ‬
‫ت البريئ ِة الشاكي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫وكنت أعتق ُد َّ‬
‫أن األطفا َل‬ ‫ب‪،‬‬ ‫كانت حالُنا بع َد ذل َ‬
‫ك تسو ُء وتكا ُد تنفص ُم رغ َم تفاه ِة األسبا ِ‬ ‫ْ‬
‫ونحن نعو ُد‬
‫ُ‬ ‫ينسون ك َّل شي ٍء لكنَّهُ بع َد ٍ‬
‫أيام‬ ‫َ‬ ‫ت ث َّم‬
‫ويختلقون التصورا ِ‬
‫َ‬ ‫يكذبون بتلقائي ٍة‬
‫َ‬
‫الشارع ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫سويا ً ِم َن المدرس ِة أشا َر إلى جه ٍة ما في‬

‫‪44‬‬
‫ك‪ .‬أل ْم أقُلْ ل َ‬
‫ك؟‬ ‫‪ -‬انظرْ يا أبي‪ .‬انظرْ جيدًا هنا َ‬
‫ت واضحةً وه َي تتب ُع تسلسلَهَا المعتا َد‪.)19(..)17(..)15( :‬‬ ‫ْ‬
‫كانت أبوابُ البيو ِ‬
‫ك عنهُ؟‬ ‫الباب الجمي َل الذي ح َّد َ‬
‫ثت والدت َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬أتقص ُد ذل َ‬
‫ك‬
‫أنت تراهُ مع َي وستخب ُر أمي بأنَّ َ‬
‫ك رأيتَهُ كما أراهُ‪.‬‬ ‫‪ -‬نع ْم‪ ،‬نع ْم‪ .‬ه َو ذا ‪َ .‬‬
‫ْ‬
‫كانت عيناهُ‬ ‫العزيز‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فل‬ ‫نوع خاصٍّ ال أعرفُهُ يحيطُ بنا وبهذا ال ِّ‬
‫ط ِ‬ ‫من ٍ‬‫أن سو ًءا ْ‬ ‫ُ‬
‫فأدركت َّ‬
‫بفرح مضي ٍء‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫منبهرتين تشعان‬
‫ِ‬ ‫متسعتين‬
‫ِ‬ ‫زرقاوين‬
‫ِ‬ ‫ُحيرتين‬
‫ِ‬ ‫مث َل ب‬
‫ك؟ قلْ لي‪.‬‬
‫أليس كذل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ورأيت ك ْم ه َو جميلٌ‪ ،‬ستخبرُها‬ ‫‪ -‬ستخب ُرهَا يا أبي بأنَّك رأيتَهُ معي‬
‫ُ‬
‫وتظاهرت بأنِّي أرى شيئًا ال أراهُ في الحقيق ِة‬ ‫شددت على كفِّ ِه الصغير ِة الناعم ِة‬‫ُ‬
‫وابتسمت ُم ْخفِيًا شكو ِكي‪.‬‬
‫ُ‬
‫وهتف بوالدتِ ِه‪:‬‬
‫َ‬ ‫ب خاطف ٍة‪ .‬فرمى حقيبتَهُ المدرسيةَ جانبًا‬ ‫كالمنتصر في حر ٍ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫البيت‬ ‫دخ َل‬
‫الباب أنا وأبي‪ .‬شاه ْدنَاهُ سويًا؛‬
‫َ‬ ‫لن تص ِدقِ ْي ما سأقولُهُ ِ‬
‫لك‪ .‬لق ْد شاه ْدنَا‬ ‫‪ -‬انظري يا أمي‪ْ ،‬‬
‫ُك‪.‬‬
‫الجمال‪ ،‬استمعي إلي ِه سيخبر ِ‬
‫ِ‬ ‫ورأى بعينِ ِه مثلي ك ْم ه َو جمي ٌل وفي غاي ِة‬
‫ك ودعنا‬ ‫ك واذهبْ اغسلْ يدي َ‬
‫ك ووجه َ‬ ‫ك القديمةَ هذ ِه‪ ،‬ها ِ‬
‫ت محفظت َ‬ ‫‪ -‬ال تلعبْ معي لعبتَ َ‬
‫ك الالمرئي ِة‪.‬‬ ‫نفط ُر بهدو ٍء بعيدًا ْ‬
‫عن أبوابِ َ‬
‫‪ -‬ال مرئيةً‪ ،‬ما هذا؟ ولكنَّهُ رآهُ مثلي‪ ،‬أقو ُل ِ‬
‫لك لماذا ال تصدقيني؟‬
‫‪ -‬ألنَّ َ‬
‫ك ال تميِّ ُز األعدا َد الصَّغيرةَ ِم َن الكبير ِة‪.‬‬
‫ك؟‬
‫‪ -‬ما معنى ذل َ‬
‫ك‪.‬‬‫ك ال ترى جيِّدًا بعينِ َ‬ ‫‪ -‬معناهُ أنَّ َ‬
‫واحتضن أ َّمهُ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ق ضحكتهَ ال َّرنَّانةَ ُّ‬
‫الطفوليةَ‬ ‫فأطل َ‬
‫العالم‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬لق ْد رآهُ معي يا أمي الحبيبةَ‪ .‬رأيناهُ معاً؛ وسأطرقُهُ يوما ً ما لينفت َح لي على‬
‫الجدي ِد ورا َءهُ‪.‬‬
‫القبل وهي تش ُّدهُ إليها مسترسلَةً بالض ِ‬
‫َّحك معهُ؛ غي َر َّ‬
‫أن وع َي السَّعاد ِة‬ ‫ِ‬ ‫قبَّل ْتهُ عدي َد‬
‫البطر‬
‫ِ‬ ‫لمشاعر‬
‫ِ‬ ‫الحرص عليها واحاطتَها بالعناي ِة‪ ،‬فإذا استسلمنا‬
‫َ‬ ‫المتوازن ِة يتطلبُ‬
‫بأن األمو َر باقيةٌ ومستقرةٌ‪ ،‬نكون خ َّربْنا بحم ٍ‬
‫ق ما يمل ُكهُ‬ ‫وساو َرنا االعتقا ُد الخاط ُئ َّ‬

‫‪45‬‬
‫الفرح واالنتشا ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان الفر ُد من قابليا ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫العين‪ ،‬وأص َّر على أنَّنا نرى مثلَهُ ولكنَّنا نُنك ُر‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫أن يتراج َع ع َّما يراهُ رأ َ‬‫يرض طفلُنا ْ‬
‫َ‬ ‫ل ْم‬
‫ُ‬
‫تعاونت م َع‬ ‫غير مالئم ٍة تما ًما‪،‬‬ ‫ب ال يعرفُها؛ واستنادًا إلى طريق ٍة في التَّ ِ‬
‫عليم ِ‬ ‫ك ألسبا ٍ‬ ‫ذل َ‬
‫المسالك الطبيعي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اندفعت هذه النفسُ الطريَّةُ بعيداً عن‬
‫ْ‬ ‫معترف بها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رؤاهُ غي َر‬
‫ق؛ فال النَّصائ ُح تثي ُر‬
‫ث مطل ٍ‬ ‫بعدم اكترا ٍ‬
‫ِ‬ ‫فولي‬
‫الط ُّ‬‫تباطأ َ مسي ُر حياتِ ِه واختلطَ تمرُّ ُدهُ ُّ‬
‫الكلمات ال َّزاجرةُ أو الصُّ را ُخ‪ ،‬واستطا َل وقوفُهُ في ال ُّشرف ِة المطل ِة على‬
‫ُ‬ ‫اهتما َمهُ وال‬
‫المثير‪ .‬سألني مرة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ب من شار ِع ِه‬ ‫جان ٍ‬
‫يقبالن القسمةَ على أيِّ عد ٍد؟‬
‫ِ‬ ‫رقمين ال‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫أليس عجيبًا يا أَبي‪ ،‬ذل َ‬
‫ك البابُ الرَّائ ُع يستقرُّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫يقبالن القسمةَ على نفسي ِه َما وعلى العد ِد واح ٍد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أعجب هذا إنَّهما واح ٌد يتكر ُر‬
‫َ‬ ‫‪ -‬أترى ما‬
‫ك؟‬
‫‪ -‬وما معنى ذل َ‬
‫‪ -‬استنا َر وجههُ الصغي ُر المدو ُر بابتسام ٍة مرتبك ٍة‪:‬‬
‫أنت الذي يعل ُم َّ‬
‫بأن الواح َد‬ ‫ك َ‬ ‫ظننت بأنَّ َ‬
‫ُ‬ ‫كيف يمكنني ْ‬
‫أن أعل َم أنا؟‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫هو الواح ُد األح ُد‪ ،‬وهو إذا يتكر ُر ويتكر ُر فألنَّهُ ينادي يا أبي‪ .‬إنَّهُ ينادينا‪.‬‬
‫ك؟ انظرْ إلى‬
‫ك ودرو َس َ‬
‫األمور الغامض ِة يا بُني وتهم ُل طعا َم َ‬
‫ِ‬ ‫ك بهذ ِه‬
‫‪ -‬لماذا تشغ ُل نفس َ‬
‫ك؟‬
‫كيف تشقيهَا بتصرفاتِ َ‬
‫َ‬ ‫ك‪،‬‬
‫والدتِ َ‬
‫الشارع‪..‬‬
‫ِ‬ ‫بنظر ِه نح َو‬
‫ِ‬ ‫لبث‪ ،‬لحظات‪ ،‬صامتًا ساه ًما‪ :‬ث َّم استدا َر‬
‫َ‬
‫ك‪..‬‬ ‫‪ -‬أمس يا أبي‪ ،‬يجبُ ْ‬
‫أن أقو َل ل َ‬
‫َ‬
‫يلتفت ‪..‬‬ ‫دون ْ‬
‫أن‬ ‫همس َ‬
‫َ‬
‫الباب الذي يفتنُنِي بجمالِ ِه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬
‫طرقت ذل َ‬ ‫ك بأنِّي‬ ‫‪ -‬يجبُ ْ‬
‫أن أقو َل ل َ‬
‫‪ -‬آ ٍه؟‬
‫تساؤل وخيبةُ ٍ‬
‫أمل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫نظرات‬ ‫‪ -‬وأدا َر رأ َسهُ وفي عيني ِه‬
‫‪ -‬ل ْم يجبنِي أح ٌد‪.‬‬
‫‪ -‬آ ٍه؟‬

‫‪46‬‬
‫يجيب أح ٌد؟‬
‫َ‬ ‫يمكن يا أبي ألاَّ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫يجيب‪.‬‬
‫َ‬ ‫من يستطي ُع ْ‬
‫أن‬ ‫ك ْ‬ ‫‪ -‬ربَّما ل ْم ْ‬
‫يكن هنا َ‬
‫ب؟‬
‫الطارقين على األبوا ِ‬
‫َ‬ ‫مشغولين بما ه َو أه ُّم ْ‬
‫من إجاب ِة‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬أتراهُم‬
‫‪ -‬ربما‪.‬‬
‫الطارقين‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن يتفرغوا قليلاً لهؤال ِء‬
‫أتظن؟‪ ..‬لع َّل بإمكانِ ِهم ْ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬ولعلَّهُم في مر ٍة ثاني ٍة‪..‬‬
‫‪ -‬ربما‪ .‬لِ َم ال؟‬
‫ق وقبَّلَنِي في وجنَتِي قُ ِ‬
‫بلتين‪:‬‬ ‫صدري فاحتضنَنِي بشو ٍ‬
‫ِ‬ ‫أمسكت بِ ِه ورفعتُهُ إلى‬
‫ُ‬ ‫ث َّم‬
‫أنت تحبُّنِي يا أَبي‪.‬‬
‫‪َ -‬‬
‫ك‪.‬‬
‫ك والدت َ‬
‫‪ -‬وكذل َ‬
‫اآلن‪.‬‬ ‫ك والدتي‪ .‬أحبُّ ْ‬
‫أن أراها َ‬ ‫‪ -‬وكذل َ‬
‫ك في غرفتِهَا‪.‬‬ ‫‪ -‬هي تنتظ ُر َ‬
‫المطبخ‪ ،‬تع ُّد لنا فطورًا شهيًا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬أ ْم لعلَّهَا في‬
‫أنت جائعٌ؟ أسر ْع إليها ْ‬
‫إذن‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫ضي بنا األيا ُم‪ ،‬فيستر ُّد صحتَهُ خال َل أسابي َع ويجتا ُز امتحانَهُ‬
‫وينسى وننسى ولِ َم ال؟ وت ْم ِ‬
‫ُ‬
‫اإلنسان ليخل َد بهدو ٍء‬ ‫األزمان؛ إذا ال يُتر ُ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ب علينا‬ ‫أن تُحْ َس َ‬
‫بقليل من المشقة‪ .‬ث َّم ال ب َّد ْ‬
‫َّيف‬
‫من بداي ِة الص ِ‬‫ك المسا ُء ْ‬‫معهُ شؤونُهُ الصَّغيرةُ العزيزةُ وسعادتُهُ الخفيَّةُ ويأتِي ذل َ‬
‫فق‪،‬‬‫طرف األُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت الشمسُ على‬ ‫أن نقو َم بنزه ٍة قصير ٍة في األنحا ِء‪ .‬كان ِ‬ ‫حين يرجونِي ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫فباركت لنا والدتُهُ هذ ِه‬ ‫غير العاد ِة؛‬
‫ِ‬ ‫تلونَهُ بأشعتِها الباهت ِة الحمرا ِء‪ ،‬والهوا ُء نديًّا على‬
‫ِّ‬
‫المسير ِة وشجع ْتنَا عليها‪.‬‬
‫ي؛ ذلك أنَنَا‪ ،‬بع َد انعطافِ ِه‬ ‫غير هدًى أو هذا ما ُخيِّ َل إل َّ‬ ‫ِ‬ ‫سرْ نا الهوينى طويلاً ‪ ،‬على‬
‫يبحث عنه‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫حين ُغ َّر ٍة‪ ،‬إلى شار ِع ِه الذي َ‬
‫كان ال ش َّ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬خرجْ نَا‪ ،‬على‬ ‫ق ضي ٍ‬ ‫ْ‬
‫من زقا ٍ‬
‫األرقام السحري ِة‪ ،‬ث َّم توق ْفنَا‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ب ذا ِ‬ ‫توقعت‪ ،‬تباطأَنَا بمواجه ِة تل َ‬
‫ك األبوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫بإصرار‪ .‬وكما‬
‫ٍ‬
‫ي وهو يبتس ُم ابتسامةً ل ْم أفه ْمهَا وضغطَ على يدي‬ ‫ُ‬
‫حيث أرا َد‪ .‬رف َع نظ َرهُ إل َّ‬ ‫األمر‬
‫ِ‬ ‫آخ َر‬
‫بأصاب ِع ِه الرقيق ِة‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫ب مرةً أخرى؛ إذ ْ‬
‫من يدري‪..‬‬ ‫‪ -‬هلْ تسم ُح يا أبي؟ سأجربُ طر َ‬
‫ق البا ِ‬
‫‪ -‬أيُّ با ٍ‬
‫ب يا بني؟‬
‫‪ -‬أتماز ُحنِي؟ هذا الذي قُ َّدامنا‪ ،‬بكلِّ جاللِ ِه‪ .‬إنِّي أطرقُهُ‪.‬‬
‫مألوف حولنَا وعلى‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫مس البنفسجيةُ ال َّزرقا ُء تتماو ُج‬ ‫كانت أشعةُ ال َّش ِ‬ ‫ْ‬
‫ق ث َّم تختلطُ فيما بينهَا وتختفِي؛‬
‫ألحان موسيقى تنبث ُ‬ ‫ُ‬ ‫واألشجار والما َّر ِة‪ ،‬وكأنَّها‬
‫ِ‬ ‫الجدران‬
‫ِ‬
‫وبين غراب ِة ما يحيطُ بي من أجوا ٍء‪ .‬ورف َع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بين خوفِي على ولدي‬ ‫فس َ‬‫وكنت مو َّز َع النَّ ِ‬
‫ُ‬
‫مع كلماتِ ِه األخير ِة ذراعًا نحيلةً وبدا لي كأنَّهُ يهُ ُّم فعلاً بالطَّ ِ‬
‫رق على شي ٍء ما أ َما َمهُ؛‬
‫األمام‬
‫ِ‬ ‫ولطف ال مثي َل له َما إلى‬‫ٍ‬ ‫بلين‬
‫ٍ‬ ‫انساب‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ثوان حلمي ٍة وم َع حركتِ ِه تل َ‬‫ٍ‬ ‫وخال َل‬
‫لون لها مث َل‬
‫دخان ال َ‬‫ٍ‬ ‫الجدار األص ِّم‪ .‬مث َل هب ِة‬
‫ِ‬ ‫وبين‬
‫َ‬ ‫بغموض في الفضا ِء بيني‬ ‫ٍ‬ ‫وتماهى‬
‫بهيم هو ال شي َء‪.‬‬‫ث حارٍّ في ليل ِة شتا ٍء‪ ،‬مث َل شي ٍء ٍ‬ ‫طائر في الما ِء‪ .‬مث َل لُها ٍ‬
‫ٍ‬ ‫انغمار‬
‫ِ‬
‫واألحزان في عه ِد الهنا ِء الغالي‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫األوان والبسما ِ‬
‫ِ‬ ‫سلف؛ في عه ِد‬
‫َ‬ ‫ك في عه ٍد‬
‫كان ذل َ‬
‫َ‬
‫ق ما‬ ‫ْ‬
‫انكسرت حياتُنا‪ ،‬أنا ووالدته فال ه َي تص ِّد ُ‬ ‫ْ‬
‫ومن بع ِد ما‬ ‫مرتين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الذي ال يأتي‬
‫ك‬
‫وكان ذل َ‬
‫َ‬ ‫يعيش كلٌّ منا شقا َءهُ على انفرا ٍد؛‬
‫َ‬ ‫ق نفسي‪ .‬تحتَّ َم ْ‬
‫أن‬ ‫أخبرْ تُها وال أنا أص ِّد ُ‬
‫حين ال‬
‫َ‬ ‫بشكل سويٍّ‬
‫ٍ‬ ‫أن يحيا‬‫لإلنسان ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يمكن‬ ‫فكيف‬
‫َ‬ ‫الجحيم‬
‫ِ‬ ‫بالنسب ِة لي مدخلاً سرِّ يًّا إلى‬
‫نفس ِه؟‬
‫تصديق ِ‬
‫ِ‬ ‫يتو َّ‬
‫ص ُل إلى‬

‫النص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫تحلي ُل‬
‫العراقي أشواطًا كبيرةً نح َو التَّ َمي ُِّز والتَّفر ِد؛ وال سيَّما‬
‫ُّ‬ ‫القصصي‬
‫ُّ‬ ‫بع َد ْ‬
‫أن قط َع المنت ُج‬
‫بين جمل ٍة‬ ‫العراقي َ‬
‫ِّ‬ ‫للقصص‬
‫ِ‬ ‫اإلبداعي‬
‫ِّ‬ ‫نافس‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫زادت وتيرةُ التَّ‬ ‫العربي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫على المستوى‬
‫واالمتثال للبيئ ِة العراقي ِة ال ُم ْف َع َم ِة‬
‫ِ‬ ‫بالمخزون الثَّ ِّ‬
‫قافي للتُرا ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫مستعينين‬
‫َ‬ ‫القاصين‬
‫َ‬ ‫ِم َن‬
‫المنتج الجدي ِد‬
‫ِ‬ ‫العراقي على‬
‫ِّ‬ ‫والمبدع‬
‫ِ‬ ‫المثقف‬
‫ِ‬ ‫وانفتاح‬
‫ِ‬ ‫ث واألَع َر ِ‬
‫اف والتَّقالي ِد‪،‬‬ ‫بالحوا ِد ِ‬
‫َّير على هَ ْدي األَ ِ‬
‫فكار الجديد ِة في النَّ ِ‬
‫سج‬ ‫الَّذي أعطاهُ رغبةً و ُميولاً نح َو المواكب ِة والس ِ‬
‫إظهار الصُّ ور ِة الموضوعي ِة المحلِّيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫القصصي م َع رغب ٍة واضح ٍة في‬
‫ِّ‬ ‫البنائي للنصِّ‬
‫ِّ‬
‫األحيان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كثير ِم َن‬
‫ٍ‬ ‫في‬

‫‪48‬‬
‫واألمراض‬
‫ِ‬ ‫بتشخيص المشكالت‬
‫ِ‬ ‫ذين أَب َدوا اهتما ًما ملحوظًا‬
‫عين الَّ َ‬ ‫و ِم َن الكتَّا ِ‬
‫ب ال ُمب ِد َ‬
‫االجتماعي ِة المحيط ِة بهم‪ ،‬و ُمحاول ِة معال َجتِها في أَدبِهم (فؤاد التَّكرل ّي) في جُمل ِة أَعمالِ ِه؛‬
‫ب األُسريِّ؛ إذ تدو ُر‬ ‫وال سيَّما في قصَّت ِه (البابُ اآلخرُ) التي يُبدي اهتما َمهُ فيها بالجان ِ‬
‫ببعض؛ السيَّما عالق ِة األُ ِّم بابنها‬
‫ٍ‬ ‫بعضهم‬‫ِ‬ ‫إطار األُسر ِة وعالق ِة أفرا ِد ِها‬ ‫ِ‬ ‫أحداثُها في‬
‫ث‬
‫ك األحدا ِ‬ ‫ُ‬
‫ويكشف الكاتبُ عن تل َ‬ ‫وما تؤو ُل إلي ِه أساليبٌ تعا ُم ِل األُ ِّم َم َعهُ ِم ْن نَتائ َج‪.‬‬
‫ق به نح َو غايتِ ِه التي‬ ‫الحوار الَّذي َج َعلَهُ عنصرًا مفتاحيًّا من بداي ِة الق َّ‬
‫ص ِة‪ ،‬لِينطل َ‬ ‫ِ‬ ‫عب َر‬
‫(االبن) وأُ ِّم ِه يَ ُشوبُها شي ٌء‬
‫ِ‬ ‫َّغير‬ ‫إن العالقةَ القائمةَ َ‬
‫بين الص ِ‬ ‫سيبثُّها في ُع ِ‬
‫موم النَّصِّ ‪َّ .‬‬
‫فرط الذي تُبدي ِه‬ ‫ب وااللتباس‪ ،‬وهو ما أَمكنَنَا ْ‬
‫أن نلحظَهُ ِم َن اهتمامها ال ُم ِ‬ ‫ِم َن االضطرا ِ‬
‫الجوانب النَّفسيةَ الَّتي كثيرًا ما َح َّذ َر ِم ْنهَا وال ُدهُ ُمشيرًا إلى‬
‫َ‬ ‫ب التَّعليمي ِة وإهمالِهَا‬
‫بالجوان ِ‬
‫األفكار الجديد ِة‬
‫ِ‬ ‫أنَّها ستقو ُدها إلى نتائ َج غاية في السُّو ِء‪ .‬فالتَّأنيبُ والتَّكذيبُ ورفضُ‬
‫ق ال يستطي ُع‬
‫فل‪ ،‬وتجع ُل المجتم َع القاد َم أما َم مأز ٍ‬
‫ط ِ‬‫كانت صغيرةً تؤثّ ُر سلبًا في ال ِّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وإن‬
‫بين‬
‫الحوار َ‬
‫ِ‬ ‫ث‪ -‬عب َر‬‫من أحدا ٍ‬ ‫كشف الكاتبُ عن هذا –وما سيأتي ْ‬ ‫َ‬ ‫الخرو َج منه أبدًا‪ .‬وق ْد‬
‫َّغير‪ .‬وقد ق َّد َم التَّكرلي‬
‫كان يُبدي ِه ِم ْن نَصائ َح تجاهَ تعا ُملِها م َع الص ِ‬ ‫األُ ِّم وابنِها‪ ،‬و َس َر َد ما َ‬
‫غير ُمباشر ٍة َع ْب َر الرَّاوي (األَب) وسر ِد ِه االحداث‬ ‫شخصياتِهُ إلى ال ُمتلقي بطريق ٍة ذكيَّ ٍة ِ‬
‫واالبن‬
‫ِ‬ ‫واالبن ِم ْن جه ٍة‪ ،‬واألَ ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫وبالحوار بي ََّن توجُّ هَ األُ ِّم‬
‫ِ‬ ‫وهو را ٍو من داخل القصة‪-‬‬
‫ِم ْن جه ٍة أُخرى‪.‬‬
‫َّغير (االبن) بهذا‬ ‫ق الص ِ‬ ‫العنوان (البابُ اآلخرُ)‪ ،‬وتَ َع ُّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫توظيف‬
‫ِ‬ ‫تَم َّك َن الكاتبُ ِم ْن‬
‫العالم‬
‫ِ‬ ‫يكن ق ْد رآهُ قبلُ) عالمةٌ على رحيلِ ِه إلى‬ ‫ق وعبارةُ (أنَّه ل ْم ْ‬‫الجميل ال ُمنَ َّم ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫البا ِ‬
‫ك‬
‫ضعف) مؤكدًا ذل َ‬ ‫ٌ‬ ‫ضهُ ُمن ُذ البد ِء بعبار ِة ‪(:‬بل ينتابُهُ‬
‫أعلن الكاتبُ مر َ‬
‫َ‬ ‫الجدي ِد‪ ،‬بع َد ْ‬
‫أن‬
‫ص ِة على النِّهاي ِة بقول ِه‪ (:‬فيستر ُّد صحتَهُ خال َل أسابي َع‬ ‫ث ومشارف ِة الق َّ‬ ‫سير األحدا ِ‬
‫ِ‬ ‫بع َد‬
‫ُ‬
‫اإلنسان‬ ‫ك‬‫األزمان؛ إذ ال يُتر ُ‬
‫ُ‬ ‫أن تُحْ َس َ‬
‫ب علينا‬ ‫بقليل ِم َن المشق ِة‪ .‬ث َّم ال ب َّد ْ‬
‫ٍ‬ ‫ويجتا ُز امتحانَهُ‬
‫ليخل َد بهدو ٍء معهُ شؤونُهُ الصَّغيرةُ العزيزةُ وسعادتُهُ الخفيَّةُ)‪ ،‬واأل ُّم ال تُص ِّد ُ‬
‫ق صغيرها‬
‫أن الصغي َر يؤك ُد أنَّه سيط ُرقُهُ يو ًما‪.‬‬
‫ب‪ ،‬إلاَّ َّ‬ ‫يتمكن ِم ْن رُؤي ِة ذل َ‬
‫ك البا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يؤمن ب ِه ول ْم‬ ‫واألبُ‬

‫‪49‬‬
‫ت‬
‫مسوغا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ص ِة؛ فالب َّد ْ‬
‫من‬ ‫موضوع الق َّ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫كشفت عن‬ ‫والصغير‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫والعالقةُ َ‬
‫بين األ ِ‬
‫ث‪ ،‬فعن َد َما يأخ ُذ األبُ دو َر راوي‬‫تطو ِر البنا ِء الدِّرامي لألحدا ِ‬
‫ت تتي ُح للقارئ فه َم ُّ‬
‫وتعليقا ٍ‬
‫ُّ‬
‫تستفز ال ُمتلقي‪،‬‬ ‫المضامين الَّتي‬
‫ِ‬ ‫َّغير يُحاو ُل التَّركي َز في‬
‫ث ويَتَقاس ُم البطولةَ مع الص ِ‬
‫األحدا ِ‬
‫من نَتائ َج‪ ،‬و ِم ْن ِ‬
‫فهم‬ ‫ُّلوك وما تؤو ُل إليه ْ‬ ‫ت خا َّ‬
‫ص ٍة بالس ِ‬ ‫نظر ِه إلى عنوانا ٍ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫إلفات‬ ‫ويحاو ُل‬
‫كان‬
‫ت َ‬‫ت وتخيال ٍ‬ ‫بأن هذ ِه القصةَ َمحْ ضُ تصورا ٍ‬‫هذ ِه العالق ِة يفاجئنا الرِّ اوي (األبُ ) َّ‬
‫صغيره الَّذي ح َّو َل حياتَهما‬
‫ِ‬ ‫غوط النَّفسيَّ ِة الَّتِي خلَّفَهَا رحي ُل‬
‫يعي ُشها األبُ ‪ ،‬ناتجةً َع ِن الضُّ ِ‬
‫سلف؛ في عه ِد‬
‫َ‬ ‫ك في عه ٍد‬ ‫جحيم جدي ٍد‪َ ،‬ع ْب َر ما ق َّر َرهُ في نهايتِهَا بقولِ ِه‪َ (:‬‬
‫كان ذل َ‬ ‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫مرتين)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واألحزان في عه ِد الهنا ِء الغالي الَّذي ال يأتي‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫األوان والبسما ِ‬
‫ِ‬
‫جماليات النَّصِّ في طريق ِة سر ِد األحدا ِ‬
‫ث وتقديمها للمتلقي بالطريق ِة‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َوقَ ْد تَ َم ْ‬
‫ظهَ َر ْ‬
‫االستعمال‬
‫ِ‬ ‫ك‪ ،‬وعب َر‬ ‫والحوار كذل َ‬
‫ِ‬ ‫داخل الق َّ‬
‫ص ِة‬ ‫ِ‬ ‫غير ال ُمباشر ِة َع ْب َر را ٍو (األب) ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫واضح ال‬
‫ٍ‬ ‫سهل‬
‫ٍ‬ ‫الطفولة‪ ،‬األم ) وطريق ِة توظيف ِه بأُسلو ٍ‬
‫ب‬ ‫الرَّمزيِّ ال ُمتَ َمثِّ ِل بـ(الباب‪ُّ ،‬‬
‫الموضوع‬
‫ِ‬ ‫ت الَّذي نَ ِج ُد أَبعا َد‬‫ب‪ ،‬في الوق ِ‬ ‫ي عنا ٍء في التَّلقِي واالستيعا ِ‬
‫ئ أ َّ‬ ‫يَ ِج ُد َم َعهُ القار ُ‬
‫س سلوكي ٍة واقعي ٍة في األُسر ِة العربي ِة‪ ،‬وال سيَّما‬ ‫خيالي َم ْسنُو ٍد بأُس ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫عالم‬
‫ٍ‬ ‫تأخ ُذنَا إلى‬
‫ت إلى‬ ‫دون أَ ْن تَلتَفِ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫زالت تُصرُّ على بنا ِء حياتِها ِم ْن‬ ‫األسر العراقيَّة الَّتي ما‬‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬
‫ت وما تُ َخلِّفُهُ ِم ْن عواقِ َ‬
‫ب نَف ِّسيَّ ٍة‪ ،‬وبهذا استطا َع الكاتبُ النَّجا َح في التَّنبي ِه‬ ‫ه ِذ ِه السُّلوكيا ِ‬
‫ذهن القارئ نح َوهَا‪.‬‬
‫وصرف ِ‬
‫ِ‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫وكيف؟‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬ما الَّذي يُبدي ِه التَّكرلي في قصتِ ِه (الباب اآلخر)؟‬
‫ب ْ‬
‫من عالق ِة األ ِّم بابنِهَا؟‬ ‫كيف تُقِّي ُم َم َ‬
‫وقف الكات ِ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫موضعين ِم َن القص ِة‪ ،‬اذكرهُ َما‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّغير في‬
‫مرض الص ِ‬‫ِ‬ ‫لن التَّكرلي َع ْن‬ ‫‪ -3‬أَ ْع َ‬
‫الجميل؟‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪ -4‬ماذا تُمث ُل رُؤيةُ الص ِ‬
‫َّغير للبا ِ‬
‫صتِ ِه؟ و َم ِن الرَّاوي؟ وعال َم ر َّك َز فيها؟‬ ‫َ‬
‫أحداث ق َّ‬ ‫‪ -5‬بأيِّ طريقة ق َّد َم التَّكرلي‬
‫جماليات قصة الباب اآلخر لفؤاد التَّكرلي؟‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تمظهرت‬ ‫‪ -6‬أين‬

‫‪50‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة الثامنة‬
‫الثاني‬
‫جائزة نوبل‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫واألدبي خاصةً؛‬
‫ِّ‬ ‫اإلنساني عا َّمةً‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫لتطوير ال ُم ْنتَ ِ‬
‫ج‬ ‫ِ‬ ‫تع ُّد الجوائ ُز إحدى أه ِّم ال ُمحفِّ َزا ِ‬
‫ت‬
‫لتقديم‬
‫ِ‬ ‫يكون الحائ ُز علَى جائز ٍة َما أما َم مسؤولي ٍة تأريخيَّ ٍة وأخالقيَّ ٍة تد ُعوه‬ ‫ُ‬ ‫فغالبًا َما‬
‫األفضل‪.‬‬
‫ِ‬
‫ت األُ َدبا ِء ِم َّم ْن نالوا‬
‫ف إلى إبداعا ِ‬ ‫ئ فيُ ْقبِ ُل علَى نَح ٍو ال شعوريٍّ على التَّعرُّ ِ‬ ‫أ َّما القار ُ‬
‫ُموم ال تست ِم ُّد أهميَّتَها وقيمتَها ِم َن‬ ‫غيرهم‪ .‬والجوائ ُز علَى الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫جوائ َز عالميَّةً أكث َر ِم ْن‬
‫ب الماديِّ لهَا‪ ،‬بَلْ ِم ْن ِمصداقيَّتِها وأهدافِها الَّتي أُ ْن ِشئَ ْ‬
‫ت ألجلِها‪.‬‬ ‫الجان ِ‬

‫ض َّمنَةُ‪:‬‬ ‫المفاهي ُم ال ُمتَ َ‬


‫‪ -‬مفاهي ُم تربويَّةٌ‪.‬‬
‫‪ -‬مفاهي ُم علميَّةٌ‪.‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حقوق‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬مفاهي ُم‬
‫‪ -‬مفاهي ُم لغويَّةٌ‪.‬‬
‫‪ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‪.‬‬
‫‪ -‬مفاهي ُم نقديَّةٌ‪.‬‬

‫ص‬
‫ما قبل الن َّ ِّ‬

‫الجوائز أهميةً في ِ‬
‫تقييم ال َع َم ِل؟ ولِ َما َذا؟‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬هَلْ تَ َرى لِ َم ْن ِ‬
‫ح‬
‫ف َع ْن جائز ِة نوب َل؟‬ ‫‪َ -‬ما َذا تَع ِ‬
‫ْر ُ‬
‫ ‬

‫‪51‬‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ /‬جائزة نوبل لآلداب‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫ب جمي ِعها؛ لِ َذا تتع َّدد‬ ‫الف أ ْن َوا ِع ِه مكانةٌ َمرْ ُم ْوقةٌ في نُفُ ِ‬
‫وس ال ُّشعو ِ‬ ‫اختِ ِ‬‫ب على ْ‬ ‫لأل َد ِ‬
‫اإلنساني األ ْب َر ِز‬
‫ِّ‬ ‫وتسليط الضَّو ِء على ال ُم ْنتَ ِ‬
‫ج‬ ‫ِ‬ ‫الجوائ ُز الَّتي تُ ْمن ُح لألدبا ِء بُغيةَ تكري ِم ِهم‬
‫ت‬ ‫ت البشريَّ ِة وأكثرُها نفعًا و ِه َي الكتابةُ‪ ،‬الَّتي ْ‬
‫اختُ ِر َع ْ‬ ‫ف فيه أعظ ُم اختراعا ِ‬ ‫الَّذي يوظَّ ُ‬
‫آالف سن ٍة في وادي الرِّافدين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قب َل سبع ِة‬
‫األدبي علَى‬
‫ِّ‬ ‫لإلبداع‬
‫ِ‬ ‫الجوائز الَّتي تُمن ُح‬
‫ِ‬ ‫ب تُمثِّ ُل واحدةً ِم ْن أه ِّم‬
‫ولع َّل جائزةَ نوبل لآلدا ِ‬
‫ناعي السُّويديُّ ألفريد‬
‫ُّ‬ ‫ُمستوى العالَ ِم أَجْ مع‪ ،‬و ِه َي جائزةٌ سويديةٌ أنشأهاعام ‪ 1895‬الصِّ‬
‫طبّ ‪ ،‬واآلداب‪،‬‬ ‫ت اآلتية‪ :‬الفيزياء‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬وال ِّ‬ ‫نوبل‪ ،‬وقد كانَ ْ‬
‫ت تُمن ُح أ َّولاً للمجاال ِ‬
‫صة ٌ ُ‬
‫ذات ِعبْر ٍة‬ ‫صارت تُمن ُح فِي االقتصا ِد عام ‪ .1968‬ولجائز ِة نوبل قِ َّ‬ ‫ْ‬ ‫والسَّالم‪ ،‬ثُ َّم‬
‫العمل ِم ْن ِ‬
‫أجل اإلنساني ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ال ُمحفِّز ِة علَى‬
‫ص ِ‬
‫أفضل القِ َ‬
‫ِ‬ ‫ت إلى إنشائِها‪ ،‬لَعلَّها ِم ْن‬ ‫أَ َّد ْ‬
‫كان ألفريد نوبل المولود عام ‪ 1833‬في استوكهولم راب َع ثماني ِة أبنا ٍء ألُسْر ٍة‬ ‫فَقَ ْد َ‬
‫صناع ِة‬ ‫انتقلت عام ‪ 1842‬إلى سانت بطرسبرغ‪ ،‬لِيَ ْع َم َل وال ُده في ِ‬ ‫ْ‬ ‫سويديَّ ٍة فقير ٍة‪،‬‬
‫إلنتاج األسلح ِة أَ ْفلَ َ‬
‫س بَ ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫أنشأت أسرتُه مصنعًا‬ ‫ْ‬ ‫والطوربيدات‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬
‫ت والمتفجِّرا ِ‬ ‫اآلال ِ‬
‫ب القَرْ ِم عام (‪.)1856-1853‬‬ ‫ف َحر ِ‬ ‫تَ َوقُّ ِ‬
‫للتعليم‪ ،‬فبر َع في دراستِ ِه؛ والسيَّما في‬ ‫ِ‬ ‫وضع األُسر ِة ماديًّا أُرْ ِس َل ألفريد‬
‫ِ‬ ‫بع َد تَحس ُِّن‬
‫ث اإلنكليزيَّةَ‪ ،‬والفرنسيَّةَ‪ ،‬واأللمانيَّةَ‪ ،‬والرُّ وسيَّةَ بِطَالقَ ٍة‪.‬‬ ‫فكان يتح َّد ُ‬
‫َ‬ ‫الكيميا ِء واللُّغا ِ‬
‫ت‪،‬‬
‫باريس سنة‪ 1850‬وعندما‬ ‫َ‬ ‫واص َل دراستَهُ مع البروفيسور نيكوالي زينين‪ ،‬ثُ َّم انتق َل إلى‬
‫ت‪،‬‬
‫أربع سنوا ٍ‬
‫ِ‬ ‫ت ال ُمتَّحد ِة األمريكيَّ ِة ُم َّدةَ‬
‫الواليا ِ‬
‫ب إلى ِ‬‫أكم َل ‪ 18‬عا ًما من عمره َذهَ َ‬
‫اختراع له عام‬
‫ٍ‬ ‫أول براء ِة‬ ‫ص َل ألفرد على ِ‬ ‫و َع ِم َل ُم َّدةً قصيرةً مع جون أريكسون‪ ،‬ف َح َ‬
‫الغاز‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اختراع ع َّدا ِد‬
‫ِ‬ ‫‪َ 1857‬ع ْن‬
‫أن‬‫ت َع َسى ْ‬
‫َوبَ ْع َد عودتِ ِه مع والدي ِه إلى استوكهولم كرَّس نف َسهُ لدراس ِة ال ُمتفجِّرا ِ‬
‫ت نوبل جها ُز‬‫بين ُمخترعا ِ‬ ‫وكان ِم ْن َ‬
‫َ‬ ‫اآلمن (للنتيروجلسرين)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لالستعمال‬
‫ِ‬ ‫يَ ِج َد طريقةً‬
‫تفجير‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تفجير‪ ،‬وكبسولةُ‬
‫ٍ‬

‫‪52‬‬
‫كانت تُستَعْم ُل إلعدا ِد النتيروجلسرين في مصنِعهم‬ ‫ْ‬ ‫انفجرت َسقيفةٌ‬
‫ْ‬ ‫فِي عام ‪1864‬‬
‫ق ألفرد األصغرُ‪َ ،‬ولَي َ‬
‫ْت هَ ِذ ِه‬ ‫ص ِم ْن بِ ْينِ ِهم أميل شقي ُ‬ ‫ِم َّما أ َّدى إلى َم ْقتَ ِل خمس ِة أشخا ٍ‬
‫ال الَّتي ا ْستَ َم َر فِ ْيهَا حتَّى إنَّه‬ ‫ف َع ْن تَ ْ‬
‫ط ِوي ِْر ِم ْث ِل هَ ِذ ِه األ ْع َم ِ‬ ‫ال َحا ِدثَةَ َمنَ َح ْتهُ ال ِع ْب َرةَ لِ ْلتَ َو ُّق ِ‬
‫ت‪ ،‬فاختر َع الدِّيناميت عام‬ ‫استقرار ال ُمتفجِّرا ِ‬
‫ِ‬ ‫حسين‬
‫ِ‬ ‫ركيز في تَ‬ ‫ِ‬ ‫بَنَى مصان َع أُ ْخ َرى مع التَّ‬
‫‪ ،1867‬وهي مادة من النتيروجلسرين أسه ُل في التَّعا ُم ِل وأكث ُر أمانًا‪ ،‬فحص َل على‬
‫واسع‬
‫ٍ‬ ‫ق‬‫وكان يُ ْستَ ْع َم ُل على نِطَا ٍ‬
‫َ‬ ‫ت ال ُمتَّ ِحد ِة والمملك ِة ال ُمتَّ ِحد ِة‪،‬‬ ‫براء ِة اخترا ِع ِه في ال ُواليا ِ‬
‫ت اختراعاتُهُ الَّتي هي ِم ْن هَذا النَّ ِ‬
‫وع‪.‬‬ ‫ت النَّ ْق ِل‪ .‬ثُ َّم توال ِ‬
‫عدين وبِنَا ِء َشبَ َكا ِ‬ ‫ال التَّ ِ‬ ‫في َم َج ِ‬
‫ص‬
‫ب نوبل عض ًوا في األكاديميَّ ِة الملكيَّ ِة‬ ‫انُتُ ِخ َ‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬
‫للعلوم في ‪ ،1884‬و ِه َي ال ُمؤسسةُ‬ ‫ِ‬ ‫السُّويديَّ ِة‬
‫أن الدِّيناميت سال ٌح ذو‬ ‫ْ‬
‫الحظ َّ‬ ‫الثنين ِم ْن َجوائز‬
‫ِ‬ ‫الفائزين‬
‫َ‬ ‫نفسُها الَّتي تختا ُر‬
‫نوبل حتى االن‪َ .‬ولَ َع َّل ال َحا ِدثَةَ ال ُم ِه َّمةَ الَّتي َح َّدين‪ ،‬فَهُو ُمفي ٌد ِع ْن َد استعمالِه في‬
‫ت ب ِه إلى مشاري َع تخد ُم اإلنسانيَّةَ‪ ،‬و ُمضرٌّ ِع ْن َد‬
‫ت فِي نَ ْف ِس ِه أثَرًا َكبيرًا‪َ ،‬وأ َّد ْ ِ‬ ‫تَ َر َك ْ‬
‫ت‪.‬‬‫ب والنِّزاعا ِ‬ ‫ُم َرا َج َع ِة نَ ْف ِس ِه وأ ْع َمالِ ِه‪ِ ،‬ه َي َحا ِدثَةُ نَ ْش ِر نَ ْعيِ ِه استعمالِ ِه في ال ُحرُو ِ‬
‫ك في‬ ‫ناقشْ ُمدرِّ َسك و ُز َمال َء َ‬ ‫طريق‬ ‫حدث ذلك ِمن‬ ‫َ‬ ‫َوهُ َو َما َزا َل َحيًّا‪َ ،‬وقَ ْد‬
‫ِ‬
‫باإلمكان‬
‫ِ‬ ‫أُ ْخرى‬ ‫ت‬
‫الخطأِ ال َمحْ ض‪ ،‬ففي عام ‪ 1888‬تُ ُوفِّي لودفيج اختراعا ٍ‬
‫حو‪ُ ،‬محاولاً‬ ‫ق ألفرد نوبل ِع ْن َد ِزيَارتِه مدينةَ (كان) استعمالُها على ه ِذا النَّ ِ‬ ‫شقي ُ‬
‫ول للح ِّد ِم ْن استعمالِها‬ ‫فنشرت صحيفةٌ فرنسيَّةٌ نعيًا أللفرد إعطا َء ُحلُ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫الفرنسيِّ ِة‪،‬‬
‫من طريق ال َخطَأِ بَ َدلاً ِم ْن أخي ِه‪ ،‬ونُ ِّد َد به على نَحْ ِو َسيئ‪.‬‬ ‫نوبل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخترا ِعه الدِّيناميت‪ ،‬فَبَ َدأ النَّع ُي بِجُمل ٍة قاسي ٍة‬
‫ت الصَّحيفةُ الفرنسيَّةُ‪« :‬ال ُّدكتور ألفرد نوبل‪ ،‬الَّذي أصب َح‬ ‫ِّت»‪ ،‬وأضاف ِ‬ ‫ت َمي ٌ‬‫«تاج ُر المو ِ‬
‫أمس»‪.‬‬‫ِ‬ ‫ضى‪ ،‬تُوفِّي‬ ‫ت َم َ‬ ‫اس أسر َع ِم ْن أيٍّ وق ٍ‬ ‫لقتل المزي ِد ِم َن النَّ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫غنيًّا بإيجاِد طرائ َ‬
‫بشأن ِذكراهُ بَ ْع َد موتِ ِه‪ ،‬فأ َ َخ َذ يُفَ ِّك ُر بطريق ٍة‬
‫ِ‬ ‫أمل ِم َّما قرأَهُ وانتابَهُ القَلَ ُ‬
‫ق‬ ‫فشع َر نوبل بخيب ِة ٍ‬
‫أن‬ ‫َّيئ ِم ْن اختراعاتِ ِه‪ ،‬ع َسى الصُّ ورةُ الَّتي يَع ِ‬
‫ْرفُها النَّاسُ َع ْنه ْ‬ ‫ب الس ِ‬ ‫تُ َكفِّ ُر َع ِن الجان ِ‬
‫األجيال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تتغي َر أما َم‬

‫‪53‬‬
‫في ‪27‬تشرين الثَّاني ‪َ ،1895‬وقَّ َع نوبل وصيتَهُ األخيرةَ فِي النَّادي السُّويديِّ‬
‫جوائز نوبل الَّتي تُ ْمنَ ُح‬
‫ِ‬ ‫لتأسيس‬
‫ِ‬ ‫باريس‪ُ ،‬مكرِّ سًا الجُز َء األكب َر ِم ْن ثروتِ ِه‬
‫َ‬ ‫رويجي في‬
‫ِّ‬ ‫النَّ‬
‫َّص ‪ِ %94‬م ْن ثروتِ ِه لَهَا‪.‬‬‫ائز؛ فخص َ‬ ‫تمييز لجنسيَّ ِة الفَ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ُك َّل سن ٍة ْ‬
‫من ُد ْو ِن‬
‫الفائز بِهَ ِذه‬
‫ِ‬ ‫عام تُ ْعلِ ُن األكاديميَّةُ السُّويديَّةُ اس َم‬
‫أوائل تشرين األ َّو ِل ِم ْن كلِّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫الفرنسي رينيه سولي برودوم أ َّو َل َم ْن فا َز بجائز ِة نوبل‬ ‫ُّ‬ ‫الجائز ِة‪ ،‬وقَ ْد َ‬
‫كان الكاتِبُ‬
‫تأسيسها‬
‫ِ‬ ‫ب عام ‪ ،1901‬ووص َل عد ُد الفائزين به ِذ ِه الجائز ِة إلى ‪ 117‬أديبًا ُمن ُذ‬ ‫لآلدا ِ‬
‫وائي ال ِمصْ ريُّ نجيب محفوظ الَّذي نا َل الجائزةَ‬ ‫حتَّى عام (‪َ ،)2021‬‬
‫كان ِم ْن بينِهم الرُّ ُّ‬
‫عام ‪ 1988‬عن ثُالثيتِه الرَّائعة (قصر الشوق‪ ،‬وبين القصرين‪ ،‬والسُّكرية) و ُمجْ َم ِل‬
‫األدبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نِتَ ِ‬
‫اج ِه‬

‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫طوربيدات‪ :‬صواري ُخ تُستعم ُل لمحاربَ ِة ال ُّسفُ ِن وال َغ َّواصا ِ‬


‫ت‪.‬‬
‫نُدِّد به‪ :‬صُرِّ َح بِعُيوبِ ِه‪.‬‬
‫َّس‪َ ،‬سقِيْفة‪.‬‬
‫اآلتيتين‪ :‬كر َ‬
‫ِ‬ ‫فردتين‬
‫ِ‬ ‫ك إليجا ِد معنيي ال ُم‬ ‫استعملْ ُمعج َم َ‬

‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫ت الجُملةُ اآلتيةُ ‪:‬‬


‫في النَّصِّ ورد ِ‬
‫صلاً ‪.‬‬
‫ت) ‪ ،‬أعربها مف َّ‬ ‫(لِيَ ْع َم َل وال ُده في ِ‬
‫صناع ِة اآلال ِ‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫ب‬
‫تفعيل جان ِ‬
‫ِ‬ ‫ص الفكرةَ الرَّئيسةَ فيه ُمر ِّك ًزا في كيفي ِة‬
‫بَ ْع َد قراءتك نَصَّ ال ُمطالع ِة‪ ،‬لَ ِّخ ِ‬
‫عمل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الخير ِم ْن كلِّ‬
‫ِ‬

‫‪54‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أسلوب التَّمني والتَّرجي‬


‫َ‬
‫لوجدت ال ُج َملة‬ ‫ت إلى نَصِّ ال ُمطالع ِة‬‫لو ُع ْد َ‬
‫فائدة‬
‫ْت ه ِذه الحادثِةَ َمنَح ْتهُ ال ِعبرةَ)‪،‬‬ ‫اآلتيةَ ( لَي َ‬
‫نواسخ االبتدا ِء‬
‫ِ‬ ‫(إن) وأخواتُها ِم ْن‬ ‫َّ‬ ‫ُمعبِّرةً َع ْن َمعنًى خاصٍّ هو التَّمني‪ ،‬والتَّمني‬
‫تعم ُل في جُمل ِة ال ُمبتدأِ وال َخبَ ِر‪،‬‬ ‫ب يبع ُد تحقيقه‪،‬‬ ‫طلَبُ شي ٍء محبو ٍ‬ ‫هُ َو َ‬
‫صبُ ال ُمبتدأَ اس ًما لها‪ ،‬وترف ُع‬ ‫أن هذه الجُملةَ فَتَ ْن ِ‬ ‫الحظ ّ‬‫ْ‬ ‫أو ال يُر َجى حصولُه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ْت)‪ ،‬ال َخبَ َر خبرًا لها‪.‬‬ ‫(إن) و ِه َي (لَي َ‬
‫ت َّ‬ ‫احتوت َعلى إحْ َدى أخوا ِ‬ ‫ْ‬
‫ك َم ْوضو َع َّ‬
‫(إن) وأ َخ َواتِها في‬ ‫َو ِع ْن َد دراستِ َ‬
‫أن (لَي َ‬
‫ْت) تُفي ُد‬ ‫ت َّ‬ ‫فوف السَّابق ِة َع َر ْف َ‬
‫الصُّ ِ‬
‫التَّمني‪.‬‬
‫جرير‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِم ْن َذلِ َ‬
‫ك قو ُل‬
‫إِ َّن اليَسي َر بِذا ال َّز ِ‬
‫مان َعسي ُر‬ ‫ُسر ِه‬ ‫يت ال َّز َ‬
‫مان لَنا يَعو ُد بِي ِ‬ ‫لَ َ‬
‫فائدة‬ ‫وقَ ْد يخر ُج االستفها ُم إلى معنى التَّمني َك َما‬

‫قَ ْد تَدخ ُل أداةُ النِّدا ِء (يا) على َحرْ ف‬


‫ُوج من‬‫في قولِه تعالى‪ « :‬فَهَلْ إِلَ ٰى ُخر ٍ‬
‫يل» (غافر‪.)11:‬‬ ‫َسبِ ۢ ٍ‬
‫ْت) فتُفي ُد التَّنبيهَ‪ ،‬كقولِه‬ ‫التَّمني (لَي َ‬
‫ف امتناع‬ ‫ك قَ ْد تَخ ُر ُج (لَ ْو) الَّتي ِه َي َحرْ ُ‬ ‫كذلِ َ‬
‫ٍ تعالى‪« :‬يا لَي َ‬
‫ْت لَنَا ِم ْث َل َمآ أُوت َي قَار ُ‬
‫ُون‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ظ َع ِظ ٍيم» (القصص‪.)79 :‬‬ ‫المتناع إلى معنى التمني‪ ،‬كقولِه تعالى‪ :‬إِنَّهُ لَ ُذو َح ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫ين اتَّبَعُوا لَ ْو أَ َّن لَنَا َك َّرةً فَنَتَبَرَّأَ ِم ْنهُ ْم‬
‫« َوقَا َل الَّ ِذ َ‬
‫َك َما تَبَ َّر ُءوا ِمنَّا» (البقرة‪ .)167 :‬وقَ ْد لاَ‬
‫فائدة‬
‫الحال إلى جوابِها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تحتا ُج (لَ ْو) فِي ه ِذ ِه‬
‫ُ‬
‫والكاف‬ ‫تتص ُل ضمائ ُر النَّص ِ‬
‫ب (اليا ُء‬ ‫فنقولُ‪( :‬لَ ْو يَع ُْو ُد البَا ِغي إلى ُر ْش ِد ِه)‪.‬‬
‫ْت ولَ َعلَّ) فتُعربُ اس ًما‬
‫والها ُء) بـ( لَي َ‬ ‫ُع ْد إلَى النَّصِّ واقرأ الجمل ِة اآلتية‪( :‬لع َّل‬
‫ب تُمثِّ ُل واحدةً ِم ْن أه ِّم لها في محلِّ نَصْ ٍ‬
‫ب‪.‬‬
‫جائزةَ نوبل لآلدا ِ‬

‫‪55‬‬
‫(إن) وتُ ْفي ُد معنى التَّرجِّي‪،‬‬
‫ت َّ‬‫الجوائز)‪ ،‬تج ْد فِيْها (لعلّ) الَّتي ِه َي أ ْيضًا ِم ْن أخوا ِ‬
‫ب ُم ْم ِك ٍن أو ُمتوقَّ ٍع حصولُهُ‪ ،‬ومثله جملة (لع َّل الحادثةَ‬
‫أمر محبو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫والتِّرجِّي هُ َو طَلَبُ‬
‫نفسه أثرًا كبيرًا)‪.‬‬
‫تركت في ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُمهِّمةَ الَّتي‬
‫فائدة‬ ‫و يؤ َّدى معنى التَّرجِّي أيضًا بـ( َع َسى)‬
‫مبني علَى قَ ْد تَأتِي ( َع َسى) تا َّمةً‪ ،‬و َذلِ َ‬
‫ك ِحي َْن‬ ‫ٌّ‬ ‫ماض ناقِصٌ جا ِم ٌد‬
‫ٍ‬ ‫وهُو فِ ْع ٌل‬
‫ق‬ ‫ع َمسبو ٌ‬ ‫ضار ٌ‬
‫ِ‬ ‫األلف‪ ،‬وتعم ُل ( َع َسى) يَأتِي بَ ْع َدها فِ ْع ٌل ُم‬
‫ِ‬ ‫ح ال ُمقَ َّد ِر على‬‫الفَ ْت ِ‬
‫فيكون في ه ِذ ِه‬ ‫ُ‬ ‫بـ(أن) المصدريَّ ِة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫عم َل (كان)‪ ،‬إذا جاء بعدها اس ٌم مرفو ٌ‬
‫الحال المصد ُر المؤ َّو ُل فاعلاً لَهَا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫يعربُ اس ًما لها‪ ،‬يأتي بعده فع ٌل مضار ٌ‬
‫أن يج َد طريقةً)‪.‬‬ ‫ق ِم ْثلُ‪( :‬عسى ْ‬ ‫يكون مسبوقًا بـ(أن)‪ ،‬أو غير مسبو ٍ‬ ‫َ‬ ‫إما أن‬
‫بها‪ ،‬كقولِه تَعالى‪َ « :‬ولَ َّما تَ َو َّجهَ تِ ْلقَآ َء َم ْديَ َن‬
‫يل»‬ ‫قَا َل َع َس ٰى َرب ِّٓى أَن يَ ْه ِديَنِى َس َو ٓا َء ٱل َّسبِ ِ‬
‫(القصص‪ ،)22 :‬ومثله الجملة الواردة في النَّصِّ ( ع َسى الصُّ ورةُ الَّتي يعرفُها النَّاس‬
‫عنه أن تتغيَّ َر)‪.‬‬

‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬

‫ال أو مستحيلِ ِه‪.‬‬ ‫ب فيه بَ ِع ْي ِد ال َمنَ ِ‬‫طلَبُ أَ ْم ٍر مر ُغ ْو ٍ‬


‫‪ -1‬التَّمنِّي هُ َو َ‬
‫(إن)‪َ ،‬وقَ ْد يُ َؤ َّدى َم ْعنَى التَّمنِّي‬‫ت َّ‬ ‫ْت)‪َ ،‬و ِه َي ِم ْن أخوا ِ‬ ‫‪ -2‬األداةُ الرَّئيسةُ للتمنِّي ِه َي (لَي َ‬
‫ازي الَّذي َخ َر َج لِ َم ْعنَى التَّمنِّي‪.‬‬ ‫االستفهام ال َم َج ِ‬
‫ِ‬ ‫بـ(لَ ْو)‪ ،‬أو‬
‫ب فِيْه ُمتَوقَّ ِع ال ُح ُدو ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫أمر مر ُغ ْو ٍ‬
‫طلبُ ٍ‬ ‫‪ -3‬أُ ْسلُوبُ التَّرجِّ ي هُ ْو َ‬
‫ت َّ‬
‫(إن)‪.‬‬ ‫‪ -4‬األداةُ الرَّئيسةُ للترجِّ ي ِه َي (لَ َعلَّ)‪َ ،‬و ِه َي ِم ْن أخوا ِ‬
‫‪ -5‬تأتي ( َع َسى) لِ َم ْعنَى التَّرجِّي وهي فِ ْع ٌل نَاقِصٌ إذا تالها اس ٌم مرفو ٌ‬
‫ع يأتي بعده‬
‫ق بها‪.‬‬
‫يكون مسبوقا بأن المصدريَّة أو غير مسبو ٍ‬ ‫َ‬ ‫فع ٌل مضار ٌ‬
‫ع إ َّما أن‬
‫ق بـ ْ‬
‫(أن) المصدرية‪.‬‬ ‫ع مسبو ٌ‬
‫ضار ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬قَ ْد تَأتِي ( َع َسى) تَا َّمةً إ َذا َجا َء بَ ْع َدها فِ ْع ٌل ُم‬

‫‪56‬‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫(يَ ِجبُ أن تفع َل هذا ) أ ْم (يَتَ َوجَّبُ ْ‬


‫أن تفع َل هذا)‬
‫قُلْ ‪ :‬يَ ِجبُ أن تفع َل هَ َذا‪.‬‬
‫أن تفع َل هذا‪.‬‬ ‫َولاَ تَقُلْ ‪ :‬يَتَ َوجَّبُ ْ‬
‫اح َد ٍة فِي اليَ ْو ِم َواللَّيْل ِة‪.‬‬
‫ألن َم ْعنَى (يَتَ َوجَّبُ ) هُ َو أ ْك ُل َوجْ بَ ٍة َو ِ‬
‫َّ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬
‫ت قَ ْب َل هَ َذا َو ُك ُ‬
‫نت نَ ْسيًا‬ ‫ت يَا لَ ْيتَنِي ِم ُّ‬ ‫حلِّ ْل‪ ،‬ثُ َّم أَع ْ‬
‫ْرب َما ت َْحتَهُ َخ ٌّ‬
‫ط‪ :‬قا َل تَعالى‪ « :‬قَالَ ْ‬
‫نسيًّا « (مريم‪.)23 :‬‬ ‫َم ِ‬

‫تذكر‬

‫(إن) وأخواتِها تَدخ ُل َعلَى الجمل ِة االسميَّ ِة‪ ،‬فتنصب المبتدأَ اس ًما لها‪ ،‬وترف ُع‬
‫أن َّ‬
‫َّ‬
‫الخب َر خبرًا لها‪.‬‬

‫تعلمت‬

‫تدخ ُل (يَا) النِّدا ِء علَى (لَي َ‬


‫ْت) للتنبي ِه‪.‬‬

‫اإلعراب‪:‬‬
‫ُ‬
‫ب يُفي ُد التَّنبيهَ‪.‬‬
‫حرف ندا ٍء ال َم َح َّل لَهُ ِم َن اإلعرا ِ‬‫ُ‬ ‫يا‪:‬‬
‫للوقَاي ِة‪ ،‬واليا ُء ضمي ٌر ُمتَّص ٌل فَي َم َحلِّ نَصْ ٍ‬
‫ب‬ ‫ون ِ‬ ‫رف يَفي ُد التَّمنِّي‪ ،‬وال ُّن ُ‬
‫ْت) َح ٌ‬ ‫لَ ْيتَنِي‪( :‬لَي َ‬
‫اس َم (لَي َ‬
‫ْت)‪.‬‬
‫مبني في َمحلِّ رفع فاعال‬ ‫ٌّ‬ ‫ْني علَى السُّكون‪ ،‬والتَّاء ضمي ٌر متَّ ِ‬
‫ص ٌل‬ ‫ماض َمب ٌّ‬
‫ٍ‬ ‫ِمتُّ ‪ :‬فِ ْع ٌل‬
‫ْت)‪.‬‬‫الفعل والفا ِع ِل في محلِّ رفع َخبْر لَي َ‬
‫ِ‬ ‫(الجملةُ الفعليَّةُ ِم َن‬
‫ٌ‬
‫ضاف‪.‬‬ ‫ب وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ‪ ،‬وهُ َو ُم‬ ‫زمان منصو ٍ‬‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ظرف‬ ‫قَ ْب َل‪َ :‬م ْفعو ٌل فيه‬
‫ضاف إليه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مبني في محلِّ جرٍّ ُم‬
‫ٌّ‬ ‫هذا‪ :‬اس ُم إشار ٍة‬

‫‪57‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ث بَ ْع َد ذلِك أمرًا» (الطَّالق‪)1 :‬‬ ‫حلِّ ْل‪ ،‬ثُ َّم أَع ْ‬


‫ْرب َما ت َْحتَهُ َخ ٌّ‬
‫ط «ال تدري لع َّل هللاَ يُح ِد ُ‬

‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬

‫التمرين (‪)1‬‬

‫ارس ْم خريطةَ مفاهي َم تُبيِّنُ فيها األدوا ِ‬


‫ت الَّتي تؤدِّي َم ْعنَيَي التَّمنِّي والتَّ ِّ‬
‫رجي‪.‬‬

‫التمرين (‪)2‬‬

‫الج َم ِل اآلتية‪:‬‬ ‫رجي ِم َن ُ‬ ‫ت التَّمنِّي والتَّ ِّ‬ ‫استخرج أدوا ِ‬


‫ِ‬
‫ك لَ َع َّل السَّا َعةَ قَ ِريبٌ »‬ ‫ق َو ْال ِمي َز َ‬
‫ان ۗ َو َما يُ ْد ِري َ‬ ‫اب بِ ْال َح ِّ‬‫‪ -1‬قَا َل تَعالى‪« :‬للاهَّ ُ الَّ ِذي أَن َز َل ْال ِكتَ َ‬
‫(الشورى ‪.)17‬‬
‫ون»‬‫ين ِم ْن قَ ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ َ‬‫‪ -2‬قَا َل تَ َعالى‪« :‬يَاأَيُّهَا النَّاسُ ا ْعبُ ُدوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي َخلَقَ ُك ْم َوالَّ ِذ َ‬
‫(البقرة‪.)21 :‬‬
‫ك َع ُد َّو ُك ْم َويَ ْستَ ْخلِفَ ُك ْم فِي الأْ َرْ ِ‬
‫ض»‬ ‫‪ -3‬قَا َل تَ َعالى‪« :‬قَا َل َع َس ٰى َربُّ ُك ْم أَ ْن يُ ْهلِ َ‬
‫(األعراف‪)129:‬‬
‫‪ -4‬قَا َل ال ُم ْعتَ ِم ُد ُ‬
‫بن عبَّا ٍد‪:‬‬
‫صحت فَلَم أَ ِرد أَن أَس َمعا‬
‫ُ‬ ‫َولَقَد نُ‬ ‫لَ ّج الفُؤا ُد فَما َعسى أَن يَصنَعا‬
‫بن الملَّ ِ‬
‫وح‪:‬‬ ‫‪ -5‬قَا َل قَيْسُ ُ‬
‫يت أَطي ُر‬
‫لَ َعلّي إِلى َمن قَد هَ َو ُ‬ ‫أَ ِس َ‬
‫رب القَطا هَل ِمن ُم ٍ‬
‫عير َجنا َحهُ‬
‫‪ -6‬قَال ال َّشا ِعرُ‪:‬‬
‫يكون ورا َءه فَ َر ٌج قَ ِريْب‬
‫ُ‬ ‫َع َسى ال َكرْ بُ الَّذي أ ْم َسي َ‬
‫ْت فِيْه‬
‫‪ -7‬قَا َل إيليا أبو ماضي‪:‬‬
‫ت َحديدا‬ ‫ق القُ َ‬
‫لوب الخافِقا ِ‬ ‫َخلَ َ‬ ‫ُيون السُّودا‬ ‫يت الَّذي َخلَ َ‬
‫ق الع َ‬ ‫لَ َ‬

‫‪58‬‬
‫التمرين (‪)3‬‬

‫سى) التَّا َّمةَ من النَّاقِص ِة‪ ،‬والنَّاقِ َ‬


‫صة من تَا َّم ٍة فِ ْي َما يَلي‪ ،‬ث َّم ح ِّو ِل التَّا َّمة إلى‬ ‫َميِّ ْز ( َع َ‬
‫ناقصة وبالعكس‪:‬‬
‫أن يَ ْ‬
‫ط َمئِ َّن بِالصَّال ِة‪.‬‬ ‫‪َ -1‬ع َسى قَ ْلبُ ال ُم ْؤ ِم ِن ْ‬
‫ك بِال َخي ِْر‪.‬‬ ‫أن يَ ْن ِط َ‬
‫ق لِ َسانُ َ‬ ‫‪َ -2‬ع َسى ْ‬
‫أن يَ ْبتَ ِع َد ِم ْن ُحقُ ْو ِل األل َغ ِام فَيَ ْنجُو‪.‬‬
‫‪َ -3‬ع َسى الرَّاعي ْ‬
‫ك المتن َّم ُر خطأه فيندم‪.‬‬ ‫‪َ -4‬ع َسى ْ‬
‫أن يدر َ‬

‫التمرين (‪)4‬‬

‫وفق ما مطلوب‪:‬‬‫ِ‬ ‫أعط ُج َملاً ُمفيدةً لِ َما يَلي على‬ ‫ِ‬


‫اآلخرين‪.‬‬
‫َ‬ ‫إنسان ُخصوصيَّةَ‬
‫ٍ‬ ‫تمن بِـ (لَ ْو) أَ ْن يَحْ تر َم ُكلُّ‬
‫‪َّ -1‬‬
‫‪ -2‬تَ َر َّج بـ ( َع َسى) تَامةً انتصا َر الحقِّ‪.‬‬
‫يكون اس ُمه ضمي َر ُم َخاطَ ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الفعل على ْ‬
‫أن‬ ‫ف ُم َشبَّ ٍه بِ ِ‬‫‪ -3‬تَ َر َّج (قول الصِّدق) بِ َحرْ ٍ‬
‫ْت) مسبوقةً بـ (يا) النِّدا ِء أن تتوقف الحروب‪.‬‬‫‪ -4‬تَ َم َّن بـ (لَي َ‬

‫التمرين (‪)5‬‬

‫ط‪:‬‬ ‫أعرب َما تَحتُه َخ ٌّ‬


‫ْ‬
‫ون» (البقرة‪)187 :‬‬ ‫ك يُبَي ُِّن للاهَّ ُ آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَّقُ َ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪َ « :‬ك َذلِ َ‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪ « :‬ولئن أصابكم فض ٌل ِم َن للاهَّ ِ لَيَقُولَ َّن َكأ َ ْن لَ ْم تَ ُك ْن بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَهُ َم َو َّدةٌ يَا‬
‫ت َم َعهُ ْم فَأَفُو َز فَ ْو ًزا َع ِظي ًما» (النساء‪.)73 :‬‬ ‫لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬

‫‪59‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫َّالث ‪:‬‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬
‫الروايةُ‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫القصصي وما تنطوي‬
‫ِّ‬ ‫ب النَّثريِّ ‪ ،‬متميِّزةً بطاب ِع ِها‬ ‫تُ َع ُّد الرّوايةُ نوعًا ِم ْن أ ِ‬
‫نواع األد ِ‬
‫واسع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خيال‬
‫ٍ‬ ‫علي ِه ِم ْن‬
‫الخيال فيها‪ ،‬و َع ِن الق ّ‬
‫ص ِة القصير ِة‬ ‫ِ‬ ‫عنصر‬
‫ِ‬ ‫تختلف َع ِن السِّير ِة َّ‬
‫الذاتيّ ِة بوجو ِد‬ ‫ُ‬ ‫فه َي‬
‫ث وتش ُّعبِ ِها‪ .‬وهي تعرضُ قضايا أخالقيّةً‬ ‫ت وكثر ِة األَحدا ِ‬ ‫ول ووفر ِة ال َّشخصيّا ِ‬ ‫ُّ‬
‫بالط ِ‬
‫ك تَح ُّ‬
‫ُث بعضُ‬ ‫ث فيها؛ لذل َ‬‫بهدف معالجتِها أو محاول ِة البح ِ‬
‫ِ‬ ‫واجتماعيّةً وسياسيّةً مختلفةً‬
‫مألوف‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫موضوع‬
‫ٍ‬ ‫ت َع ْن‬ ‫اإلصالح والتَّ ِ‬
‫غيير‪ ،‬ومنها مايُقَ ِّد ُم معلوما ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت على‬ ‫الرِّ وايا ِ‬
‫ُ‬
‫الهدف‬ ‫كاهي‬
‫ٍّ‬ ‫ي بحسٍّ فُ‬
‫للقارئ‪ ،‬وبعضُها اآلخ ُر يق ّد ُم العم َل الرِّ وائ َّ‬
‫ِ‬ ‫وفي ِه بعضُ الغراب ِة‬
‫القارئ وتسليتُهُ‪ .‬والرِّوايةُ حكايةٌ يرويها را ٍو ينظ ُر إلى ال َّشخصيا ِ‬
‫ت كأنَّهُ‬ ‫ِ‬ ‫منهُ إمتا ُ‬
‫ع‬
‫ث أو‬ ‫ت أحيانًا‪ ،‬ويفس ُح لها المجا َل للحدي ِ‬ ‫بلسان ال َّشخصيا ِ‬
‫ِ‬ ‫يعرفُها جميعًا‪ ،‬فيتح َّد ُ‬
‫ث‬
‫األنواع األدبيّ ِة وتتمي ُز بأنَّها تتعاملُ‪ ،‬غالبًا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحوارفيما بينَها أحيانًا أخرى‪ ،‬وهي أطو ُل‬
‫ِ‬
‫ث تمت ُّد على ُم َّد ٍة زمنيّ ٍة طويل ٍة‪.‬‬
‫م َع أحدا ٍ‬

‫نشأةُ ِّ‬
‫الرواي ِة‪:‬‬
‫ب‬
‫المباشر باآلدا ِ‬
‫ِ‬ ‫االتصال‬
‫ِ‬ ‫العربي تعو ُد إلى‬
‫ِّ‬ ‫ريب في أَ َّن نشأةَ الرِّواي ِة في األد ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫األثر األَ ِّ‬
‫جنبي إلاّ‬ ‫ِ‬ ‫القرن التَّاس َع عش َر الميالديِّ‪ .‬وم َع ص ّح ِة هذا‬
‫ِ‬ ‫األجنبيّ ِة الغربيّ ِة إب َ‬
‫ّان‬
‫وأقاصيص‬
‫ِ‬ ‫ِّير ال َّشعبيّ ِة‬
‫ت ال ُّس َّمار والس ِ‬ ‫ٌ‬
‫معين زاخ ٌر بحكايا ِ‬ ‫ي‬ ‫راث األَدب َّ‬
‫ي العرب َّ‬ ‫أَ َّن التُّ َ‬
‫تركت أثرًا في فنِّ الرِّواي ِة‬ ‫ْ‬ ‫ت العربيّةَ المعروفةَ التي‬ ‫الحُبِّ الع ُْذريِّ‪ ،‬وال ننسى المقاما ِ‬
‫العربيّ ِة الحديث ِة‪.‬‬
‫اثنتين؛ أُوالهُما مرحلةُ‬ ‫ِ‬ ‫مرحلتين‬
‫ِ‬ ‫أن تنقس َم نشأةُ الرِّواي ِة العربيّ ِة على‬ ‫ويمكن ْ‬
‫ُ‬
‫ب األَجنبيّ ِة إلى اللغ ِة العربيّ ِة‪ ،‬واآلخرى مرحلةُ التَّ ِ‬
‫أليف والتَّقلي ِد‬ ‫التَّرجم ِة والنَّ ِ‬
‫قل ِم َن اآلدا ِ‬
‫للرِّواي ِة‪ .‬وتُ َع ُّد ترجمةُ رفاعة رافع الطهطاوي لرواي ِة فينيلون التي أطل َ‬
‫ق عليها (مواقع‬
‫ترجمات كثيرةٌ في‬
‫ٌ‬ ‫األفالك في وقائع تليماك) األولى ِم ْن نو ِعهاعام ‪ ،1867‬ثُ َّم تل ْتها‬

‫‪60‬‬
‫تأليف الرِّواي ِة‬
‫ِ‬ ‫ت األولى في‬ ‫برزت رُويدًا رُويدًا طالئ ُع المحاوال ِ‬ ‫ْ‬ ‫مص َر وال َّش ِام‪ ،‬حتّى‬
‫ت مختلف ٍة‪.‬‬ ‫ب ِم َن البال ِد األوروبيّ ِة ومحاولتِهم كتابةَ روايا ٍ‬ ‫ب العر ِ‬‫األدبيّ ِة عند عودة ال ُكتَّا ِ‬
‫ب أو غادةُ‬ ‫ُ‬
‫(حسن العواق ِ‬ ‫العربي أَ َّن أ ّو َل رواي ٍة عربيّ ٍة هي‬
‫ِّ‬ ‫وق ْد ذك َر مؤرخو األَد ِ‬
‫ب‬
‫الزاهرةُ) لألديبة اللبنانيّ ِة زينب ف ّواز‪ ،‬التي صدرت عام ‪ ،1899‬ث ّم تالها صدو ُر عد ٍد‬
‫ب المصريِّ محمد حسين‬ ‫ت العربيّ ِة‪ ،‬بَ ْي َد أَ َّن ال ُّنقّا َد ع ّدوا روايةَ(زينب) لألدي ِ‬
‫ِم َن الرِّ وايا ِ‬
‫هيكل‪ ،‬الصادرةَ في عام ‪ 1914‬أفض َل بداي ٍة فنيّ ٍة لل ِّرواي ِة العربيّ ِة‪.‬‬
‫العراق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ت محمود أحمد ال َّسيّد هي بداية الرُّ واي ِة في‬ ‫وق ْد أجم َع ال ُّنقَّا ُد على َّ‬
‫أن كتابا ِ‬
‫عام ‪ ،1921‬ولكنَّهم‬ ‫صدرت روايتُهُ األولى (في سبيل ال َّزواج) في ِ‬ ‫ْ‬ ‫فهو رائدها؛ ْإذ‬
‫عام ‪ 1927‬كانت أنض َج‬ ‫أن روايتَهُ الثانيةَ (جالل خالد)‪ ،‬الصادرةَ في ِ‬ ‫اتَّفقوا على َّ‬
‫ب ال ُّنقّا ِد‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬بحس ِ‬
‫ِ‬ ‫وأكم َل ِم َن األولى‪ ،‬إلاّ َّ‬
‫أن الرُّ وايةَ المكتملةَ ِم َن الناحي ِة الفنيّ ِة في‬
‫عام ‪.1966‬‬ ‫ْ‬
‫صدرت في ِ‬ ‫ُ‬
‫والجيران) التي‬ ‫تمثّ ْ‬
‫لت في رواي ِة غائب طعمة فرمان (النَّخلةُ‬

‫الرواية‪:‬‬
‫ع ِّ‬‫أنوا ُ‬
‫ع ع ّدةٌ؛ فمنها التَّاريخيّةُ والرُّ ومانسيّة والنَّفسيّةُ والواقعيّةُ االجتماعيّةُ‬‫للرِّواي ِة أنوا ٌ‬
‫العلمي والفنطاسيّةُ أو العجائبيّةُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الخيال‬
‫ِ‬ ‫والبوليسيّةُ وروايةُ‬
‫ت تاريخيّ ٍة‬
‫تطوير شخصيّا ٍ‬
‫ِ‬ ‫وائي فيها على‬ ‫تنما ُز الرِّوايةُ التاريخيّةُ بقدر ِة الكات ِ‬
‫ب الرِّ ِّ‬
‫يمكن وقو ُعها في أزمن ٍة‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وقعت أو‬ ‫ث‬
‫وتصوير أحدا ٍ‬
‫ِ‬ ‫أكانت حقيقيّةً أم خياليّةً‪،‬‬
‫ْ‬ ‫سوا ٌء‬
‫ت الرِّوايةُ التَّاريخيّةُ كتابًا يَقُصُّ أحداثًا كما تقصُّ كتبُ‬
‫تأريخيّ ٍة ماضي ٍة‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬ليس ِ‬
‫ّين‬ ‫ك فسحةً واسعةً لالبتكار‪ ،‬و ِم ْن أَ ِ‬
‫شهر الروائي َ‬ ‫الخيال وتتر ُ‬
‫ِ‬ ‫التّ ِ‬
‫اريخ‪ ،‬لكنَّها تَجن ُح إلى‬
‫الذين أبدعوا في هذا النَّوع ِم َن الرِّواي ِة جرجي زيدان الذي َ‬
‫كتب عددًا كبيرًا ِم َن‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫العر ِ‬
‫القيروان)‪ ،‬ورواي ِة (أحمد بن‬
‫ِ‬ ‫ت التَّاريخيّ ِة كـرواي ِة (شجرة ال ُّدرِّ )‪ ،‬ورواي ِة (فتاة‬
‫الرِّ وايا ِ‬
‫طولون)‪ ،‬وغيرُها كثي ٌر ج ًّدا‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‪ ،‬وأوس َعها انتشارًا‪ ،‬فه َي تص ّو ُر‬ ‫وتُ َع ُّد الرِّوايةُ العاطفيّةُ الرُّ ومانسيّةُ أه َّم أ ِ‬
‫نواع ال ِّروايا ِ‬
‫والغرام وما‬
‫ِ‬ ‫موضوع الحُبِّ‬
‫ِ‬ ‫رجل وامرأة‪ ،‬وتعبّ ُر ْ‬
‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫ت اإلنسانيّةَ التي تق ُع َ‬
‫بين‬ ‫العالقا ِ‬
‫ب في‬ ‫ك ِم ْن مشاع َر إنسانيّ ٍة رقيق ٍة وسامي ٍة‪ ،‬وق ْد أبد َع معظ ُم الرِّ وائي َ‬
‫ّين العر ِ‬ ‫يراف ُ‬
‫ق ذل َ‬

‫‪61‬‬
‫ك الحُبَّ )‬ ‫ُ‬
‫(أعلنت علي َ‬ ‫هذا النَّ ِ‬
‫وع ِم َن الرِّواي ِة‪ ،‬كرواي ِة (نادية) ليوسف السباع ّي‪ ،‬ورواي ِة‬
‫لغادة الس ّمان‪ ،‬ورواي ِة (قصةُ حبٍّ مجوسيّةٌ) لعبد الرحمن منيف‪ ،‬وروايةُ (األَسو ُد يلي ُ‬
‫ق‬
‫داخل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بفحص ال ّشخصيّ ِة وتحليلِها ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫بك) ألحالم مستغانمي‪ .‬وتنما ُز الرِّوايةُ النَّفسيّةُ‬ ‫ِ‬
‫تكون قليلةً‪ ،‬وتُبي ُِّن َ‬
‫كيف َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫لتتأ ّم َل في ال ُعقَ ِد النَّفسيّ ِة ال َّدفين ِة في شخصيّاتِها التي غالبًا ما‬
‫ت‬ ‫ث‪ ،‬و ِم ْن أَ ِ‬
‫برز روايا ِ‬ ‫للقيام بأَفعالِها في األحدا ِ‬
‫ِ‬ ‫ك ال َّشخصيّا ِ‬
‫ت‬ ‫هذ ِه ال ُعقَ َد النَّفسيّةَ تُح ّر ُ‬
‫وع روايةُ (اللصُّ والكالبُ ) لنجيب محفوظ‪ ،‬وروايةُ (ال َّشمعةُ والدِّهلي ُز) للطَّاهر‬ ‫هذا النّ ِ‬
‫َوطَّار‪ ،‬وروايةُ (مملكةُ الفراش ِة) لواسيني األَعرج‪ .‬أ ّما الرِّ وايةُ الواقعيّةُ فتمثِّ ُل الحياةَ في‬
‫ي وتظه ُر التَّناقضا ِ‬
‫ت‬ ‫ي والسِّياس َّ‬ ‫تصو ُر الواق َع االجتماع َّ‬
‫ِّ‬ ‫صورتِها الواقعيّة ال َمعيش ِة؛ ْإذ‬
‫ت االجتماعيّ ِة المتباين ِة‪ ،‬ويُ َع ُّد نجيب محفوظ رائ َد‬
‫ت والفئا ِ‬ ‫بين الطَّبقا ِ‬
‫ت َ‬ ‫والصِّ راعا ِ‬
‫الرِّواي ِة الواقعيّ ِة االجتماعيّ ِة العربيّ ِة؛ وال سيَّما في رواياتِ ِه (القاهرةُ الجديدةُ)‪ ،‬و(بدايةٌ‬
‫وق) و(ال ُّس َكريّةُ)‪ ،‬وه َي ثالثةُ‬
‫القصرين) و(قص ُر ال َّش ِ‬
‫ِ‬ ‫ونهايةٌ)‪ ،‬وثالثيّته ال َّشهيرة‪َ :‬‬
‫(بين‬
‫أجزا ٍء لرواي ٍة طويل ٍة واحد ٍة‪ .‬ويُ َع ُّد غائب طعمة فرمان رائ َد الواقعيّ ِة االجتماعيّ ِة في‬
‫ت) و(المخاضُ )‪.‬‬ ‫والجيران) و(خمسةُ أصوا ٍ‬‫ُ‬ ‫العراق‪ ،‬وال سيَّما في رواياتِ ِه (النَّخلةُ‬
‫ِ‬
‫شويق‬
‫ِ‬ ‫بعنصر التَّ‬
‫ِ‬ ‫العلمي والرِّ وايةُ العجائبيّ ِة‬
‫ِّ‬ ‫الخيال‬
‫ِ‬ ‫وتنما ُز الرِّوايةُ البوليسيّةُ وروايةُ‬
‫عصرنا‪ ،‬وق ْد راو َح ظهو ُر هذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫الواسع‪ ،‬فضلاً َع ِن التَّأثُّ ِر بالتَّق ُّد ِم العلم ِّي في‬
‫ِ‬ ‫والخيال‬
‫ِ‬
‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫ب كثير ٍة تتعلّ ُ‬
‫ق بطبيع ِة‬ ‫واالنحسار ألسبا ٍ‬
‫ِ‬ ‫االتساع‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫العربي َ‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫األنواع في األد ِ‬
‫ِ‬
‫عبير ع ْنها‪.‬‬
‫ت االجتماعيّ ِة والتَّ ِ‬
‫العربي ووظيف ِة الرِّواي ِة العربيّ ِة في التَّغيّرا ِ‬
‫ِّ‬

‫الرواي ِة‪:‬‬
‫أركانُ ِّ‬
‫لتكوين الرِّواي ِة‪ ،‬وأَه ُّم‬
‫ِ‬ ‫أركان رئيس ٍة تتعاض ُد فيما بينَها‬
‫ٍ‬ ‫ف الرِّوايةُ ِم ْن مجموع ِة‬ ‫تتألَّ ُ‬
‫الرواي ِة وعناص ِرها‪:‬‬
‫أركان ُّ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫أحداث الرِّواي ِة‬ ‫ك أَ َّن‬
‫معقول‪ ،‬ذل َ‬
‫ٍ‬ ‫أن تقو َم روايةٌ إلاّ بحي ٍّز زمان ّي‬
‫يمكن ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬ال َّزمانُ ‪ :‬فال‬
‫ت وأقوالَهم تتعاقبُ في ال َّز ِ‬
‫مان‪.‬‬ ‫وأفعا َل ال َّشخصيّا ِ‬
‫المكان يمن ُح الرِّ وايةَ معقوليتَها ويجع ُل‬
‫َ‬ ‫ك أَ َّن‬ ‫ٌ‬
‫مكان ينبغي تحدي ُدهُ‪ ،‬ذل َ‬ ‫‪ -2‬المكانُ ‪ :‬للرِّواي ِة‬
‫المكان خياليًّا تما ًما‪ .‬كما ه َي الحا ُل‬
‫ُ‬ ‫القارئ يتقبّ ُل أَحداثَها وشخصيَّاتِها حتّى لو َ‬
‫كان‬

‫‪62‬‬
‫ت اليوتوبيا أو ال ُم ُد ِن الفاضل ِة المتخيَّل ِة‪.‬‬ ‫في روايا ِ‬
‫ث ال ُمتَّصل ِة أو ال ُمنفصل ِة التي تتط ّو ُر‬
‫يان األحدا ِ‬ ‫أو العُقدةُ ب َج َر ِ‬ ‫الح ْب َكةُ‪ :‬تتمثَّ ُل ال َحبكةُ ِ‬
‫‪َ -3‬‬
‫عن‬ ‫تنفك ْ‬
‫ُّ‬ ‫زماني‪ ،‬وه َي ال‬‫ٍّ‬ ‫مكاني أو‬
‫ٍّ‬ ‫واضح أو‬
‫ٍ‬ ‫سببي‬
‫ٍّ‬ ‫برباط‬
‫ٍ‬ ‫شيئًا فشيئًا محكومةً‬
‫عوامل‬
‫ِ‬ ‫ت الرِّواي ِة‪ .‬وتنتهي ال َح ْب َكةُ بالحلِّ غالبًا في نهاي ِة الرِّ واي ِة‪ .‬و ِم ْن أه ِّم‬
‫شخصيّا ِ‬
‫ئ‪ ،‬وواقعيّةُ الفكر ِة التي تقو ُم عليها ف ِم ْن‬ ‫شويق الذي يش ُّد القار َ‬ ‫ِ‬ ‫ال َحبك ِة عنص ُر التَّ‬
‫ْف‪.‬‬ ‫واالنحالل وال َّ‬
‫ضع ِ‬ ‫ِ‬ ‫دونِها تتعرضُ ال َحبكةُ للتف ُّك ِك‬
‫غير‬
‫ِ‬ ‫يمكن قيا ُم رواي ٍة ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫العناصر ال ُمه َّم ِة في الرِّ واي ِة‪ ،‬فال‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬الشَّخصيّاتُ ‪ِ :‬م َن‬
‫ث بإفعالِها وأقوالِها وحواراتِها‪ ،‬وتنقس ُم ال َّشخصيّةُ‬ ‫شخصيّ ٍة تؤدي إلى تط ّو ِر األحدا ِ‬
‫نوعين‪ ،‬الشَّخصيَّةُ الرئيسةُ وهي ما يُطلق عليها البطل‬ ‫ِ‬ ‫وائي على‬
‫العمل الرِّ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ق الرِّوايةَ ِم ْن بدايتِها حتّى نهايتِها‪ ،‬وتتميَّ ُز هذه ال َّشخصيّةُ بسما ٍ‬
‫ت‬ ‫أيضًا‪ ،‬وتستغر ُ‬
‫ت‪ ،‬أَ ّما النَّو ُ‬
‫ع اآلخ ُر فهو الشَّخصيّاتُ الثَّانويّةُ التي‬ ‫سائر ال َّشخصيّا ِ‬
‫ِ‬ ‫تتف َّر ُد بها عن‬
‫تتج ّس ُد فيها وظيفةٌ مرحليّةٌ في الرُّ واية فحسبُ ‪.‬‬
‫َ‬
‫أحداث‬ ‫أحاديث تُج ِّس ُد‬
‫َ‬ ‫ت ِم ْن‬ ‫‪ -5‬الحوا ُر واللغةُ‪ :‬الحوا ُر هو ما يدو ُر َ‬
‫بين ال َّشخصيّا ِ‬
‫بين ال َّشخصيّا ِ‬
‫ت‬ ‫ت المباشر ِة التي تق ُع َ‬ ‫ع مختلفةٌ ِم َن الحوارا ِ‬ ‫ك أنوا ٌ‬
‫الرِّواي ِة‪ .‬وهنال َ‬
‫غير المباشر ِة التي ينق ُل الراوي معناها في‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫المتحاور ِة في الرِّواي ِة‪ ،‬والحوارا ِ‬
‫المباشر واقعيّةً؛ لذا لجأ َ كثي ٌر ِم َن‬
‫ِ‬ ‫الحوار‬
‫ِ‬ ‫تكون لغةُ‬
‫ُ‬ ‫أثنا ِء سر ِد ِه األحداث‪ .‬وغالبًا ما‬
‫ت المباشر ِة طلبًا لمزي ٍد ِم َن الواقعيّ ِة‪،‬‬
‫ت العاميّ ِة في الحوارا ِ‬ ‫الرِّوائّ َ‬
‫يين إلى اللهجا ِ‬
‫يان بلغ ٍة سامية‬ ‫الوصف أو السَّر ِد يتجلّ ِ‬
‫ِ‬ ‫الروائي وأسلوبَهُ التَّعبير ّ‬
‫ي في‬ ‫ِّ‬ ‫أن لغةَ‬
‫على َّ‬
‫ق بمكانة الرِّواي ِة وأدبيّتِها‪.‬‬ ‫تلي ُ‬
‫إن أَ َّو َل ما يجبُ أَ ْن يُف ِّك َر في ِه الرِّ ُّ‬
‫وائي ه َو فكرةُ الرِّ واي ِة التي يرغبُ في إيصالِها‬ ‫‪ -6‬الفكرةُ‪َّ :‬‬
‫رسم شخصيّاتِ ِه وسماتِهم‬
‫لبلوغ ال َحبك ِة المناسب ِة‪ ،‬ومنه ُجهُ في ِ‬ ‫ِ‬ ‫القارئ‪ .‬فه َي سبيلُهُ‬
‫ِ‬ ‫إلى‬
‫للقارئ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أن تمثِّ َل فكرةُ الرِّواية ِقيمةً ومثلاً حسنًا أعلى تضيفُهُ‬
‫األساسيّ ِة‪ ،‬وينبغي ْ‬

‫‪63‬‬
‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬
‫بين الرِّواي ِة والقص ِة القصير ِة؟‬ ‫ق َ‬‫‪ -1‬ما الفر ُ‬
‫ت التي تَ ْ‬
‫ط َرحُها الرّوايةُ وتُق ِّد ُمها للقرّاء؟‬ ‫‪ -2‬ما أبر ُز القضايا والموضوعا ِ‬
‫ت فيها؟‬‫‪ -3‬ما أسبابُ نشأ ِة الرِّواي ِة العربيّ ِة وأَبر ُز المؤثرا ِ‬
‫ت إلى اللغ ِة العربيّ ِة ؟ و َم ْن ترج َمها؟ ومتَى ظهرت؟‬ ‫‪ -4‬ما أ ّو ُل رواي ٍة أَجنبيّ ٍة تُ ِ‬
‫رج َم ْ‬
‫صدرت أ ّو ُل رواي ٍة عربيّ ٍة و َم ْن مؤلِّفُها؟‬
‫ْ‬ ‫‪ -5‬متى‬
‫تاريخ الرِّ واي ِة العراقي ِة؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬ما البدايةُ الفنيّةُ المكتملةُ في‬
‫أنواع الرِّواي ِة األدبيّ ِة؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -7‬ما أه ُّم‬
‫(للفرع األدبي فقط)‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫النَّقدُ األدبيُّ‬

‫(المذاهب األدبيةُ)‬
‫ُ‬
‫الواقعية‬

‫نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫واإلنسان‪ ،‬والواق ُع‬
‫ِ‬ ‫الواقع وهو الموجو ُد حقيقةً في الطَّبيع ِة‬
‫ِ‬ ‫الواقعيَّةُ نسبةً الى‬
‫كان صادقًا وأمينًا لموافقتِ ِه ما هو موجو ٌد‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان َ‬ ‫حقيقي وفَنِّ ٌّي‪ ،‬واأل َّو ُل إذا ما و َ‬
‫صفَهُ‬ ‫ٌّ‬
‫الواقع كالصُّ ور ِة الفوتوغرافي ِة‪ .‬والثاني هو ال َمع َّو ُل‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫وكائن‪ ،‬وهو ما يُعبِّ ُر بنسخ ٍة َع ِن‬
‫بحذافير ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يكون حقيقيًا‬
‫َ‬ ‫لواقع ال يُشتَ َرطُ ْ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫إبداعي‬
‫ٍّ‬ ‫ق‬
‫ب‪ ،‬إذ يقو ُم على خل ٍ‬ ‫علي ِه في األد ِ‬
‫الحقيقي لكنَّهُ يُ َح ِّو ُر ويزي ُد ويُنقِصُ ويختل ُ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يغترف عناص َرهُ ِم َن‬ ‫صحي ٌح أنَّهُ‬
‫ُ‬
‫وممكن‬ ‫محاك لهُ‬
‫ٍ‬ ‫الحقيقي؛ بل هو‬
‫ِّ‬ ‫للواقع‬
‫ِ‬ ‫ليس نسخةً أمينةً‬
‫بواقع َ‬ ‫ٍ‬ ‫التكوين‪ ،‬لِيأتِ َي‬
‫َ‬ ‫ويُعي ُد‬
‫لشروط ِه وآلياتِ ِه االعتيادي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صو ِر؛ ألنَّهُ يجري في نطاقِ ِه ويخض ُع‬
‫الوجو ِد والتَّ ُّ‬
‫ولكن‬‫ْ‬ ‫ويصو ُر البيئةَ كما يشا ُء‬ ‫ِّ‬ ‫صهُ ويرس ُم مالم َحهُم‬ ‫ق أشخا َ‬ ‫ي يخل ُ‬‫الكاتب الواقع َّ‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫َّ‬
‫واالستنكار‪ ،‬وبهذا يُ َشبِّهُ اللوحةَ‬
‫ِ‬ ‫ضمن األُطُ ِر المألوف ِة الَّتي ال نشع ُر بإزائهَا بالغراب ِة‬ ‫َ‬
‫الحقيقي و ُم َخيِّلاً واقعًا‬
‫ِّ‬ ‫الخارجي‬
‫ِّ‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫الفنان ُمستَ ِم ًّدا عناص َرهَا ِم َن‬
‫ُ‬ ‫الفنيَّةَ الَّتي يرس ُمهَا‬
‫باأللوان‬
‫ِ‬ ‫آخ َر هو واق ُعهُ الخاصُّ الَّذي يراهُ ِم ْن زاويتِ ِه االبداعي ِة ال ُح َّر ِة‪ ،‬فَنَ َراهُ يتلاَ عَبُ‬
‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫منطق‬
‫ِ‬ ‫دون االبتعا ِد من‬ ‫كوين كما يشا ُء ِم ْن ِ‬ ‫واألشكال والتَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫والخطوط‬
‫ِ‬ ‫الل‬
‫ظ ِ‬ ‫وال ِّ‬
‫والمحيط‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان‬
‫ِ‬ ‫وطبائ ِع ِه في‬

‫‪64‬‬
‫خصائص الواقعي ِة‬
‫ُ‬
‫باإلنسان‬
‫ِ‬ ‫واالنطالق ِمنهُ‪ :‬أي االرتباطُ‬
‫ِ‬ ‫واالجتماعي‬
‫ِّ‬ ‫الواقع الطَّ ِّ‬
‫بيعي‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬ال ُّنزو ُل إلى‬
‫واالجتماعي‪ِ .‬م ْن‬
‫ِّ‬ ‫المحيط الطَّبيع ِّي‬
‫ِ‬ ‫البيئي‪ ،‬وتفاعلُهُ‪ ،‬وصرا ُعهُ‪ ،‬م َع‬
‫ِّ‬ ‫حيط ِه‬
‫في ُم ِ‬
‫هُنا يست ِم ُّد الكاتبُ موضوعاتِ ِه وحوادثَهَ وأَشخا َ‬
‫ص ِه وك َّل تفصيالتِ ِه‪ .‬إنَّهُ ينز ُل إلى‬
‫ت‪ ،‬وما يعنيه‬ ‫ت والخياليا ِ‬ ‫ك ِم َن المثاليا ِ‬ ‫ُ‬
‫ويصرف نظ َرهُ ع َّما عدا ذل َ‬ ‫والبشر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫األرض‬
‫ِ‬
‫هو األمو ُر الواقعيَّةُ الَّتي يعي ُشها النَّاس ويعانُونَها‪.‬‬

‫واقع ال َّشخصيَّ ِة وطبيع ِة‬


‫ِ‬ ‫وفق‬
‫ِ‬ ‫العرض والتَّحلي َل على‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬حياديةُ المؤلِّ ِ‬
‫ف‪ :‬وهي تعني‬
‫ب ومواقفِ ِه السِّياسيَّ ِة أو‬
‫ت الكات ِ‬
‫وفق معتقدا ِ‬
‫ِ‬ ‫موضوعي ال على‬
‫ٍّ‬ ‫األمور على نحو‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ولكن‬ ‫ي يبدو حياديًا‪،‬‬
‫الكاتب الواقع َّ‬
‫َ‬ ‫الدِّينيَّ ِة أو المزاجيَّ ِة أو الفكريَّ ِة أو القِيَميِّ ِة‪َّ .‬‬
‫إن‬
‫القوانين النَّفسيَّ ِة في المؤثرا ِ‬
‫ت وردو ِد‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫موقف بحس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫براعتَهُ في أنَّهُ يقو ُد القارئ إلى‬
‫الفعل‪.‬‬
‫ِ‬

‫تائج فلكلِّ ظاهر ٍة اجتماعي ٍة‬ ‫وافع والنَّ ِ‬


‫ب وال َّد ِ‬
‫العلل واألسبا ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫البحث َع ِن‬ ‫‪ -3‬التَّحليلُ‪ :‬أي‬
‫سببٌ والظَّاهرةُ االجتماعيَّةُ كالظَّاهر ِة الطَّبيعيَّ ِة تخض ُع لمبدأ السَّببيَّ ِة‪ .‬واألديبُ‬
‫ُ‬
‫يبحث َع ْن سبَبِهَا ويوجِّ هُ النَّظ َر‬ ‫الواقعي ال يعرضُ الظَّاهرةَ أو ال ُمشكلةَ مجردةً‪ .‬بلْ‬
‫ُّ‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القوانين ال ُمحرِّ َك ِة‬
‫ِ‬ ‫بالقارئ إلى‬
‫ِ‬ ‫إليِ ِه ليص َل‬

‫صحفي‪ ،‬بل هُو‬ ‫ٍّ‬ ‫تقرير‬


‫ٍ‬ ‫علمي أو‬
‫ٍّ‬ ‫ليس كتابةً لبح ٍ‬
‫ث‬ ‫ي َ‬ ‫إن النَّصَّ الواقع َّ‬‫‪ -4‬الفنية الواقعية‪َّ :‬‬
‫ت الفنِّ ‪ ،‬كما هو‬ ‫ويتفاوت ال ُكتَّابُ في درجا ِ‬ ‫ُ‬ ‫فن يبتغي الجما َل‬ ‫فن‪ ،‬وكلُّ ٍّ‬ ‫األدبُ ‪ ،‬واألدبُ ٌّ‬
‫الواقعيون النَّث َر على ال ِّشعر؛ِ ألنَّهُ اللُّغةُ الطَّبيعيَّةُ للنَّ ِ‬
‫اس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الفنون‪ .‬وق ْد ف َّ‬
‫ض َل‬ ‫ِ‬ ‫األَم ُر في بقي ِة‬
‫ت الرِّوايةُ‬‫جنس الرِّ واي ِة والمسرحيَّ ِة ونال ِ‬
‫َ‬ ‫أ َّما ال ِّشع ُر فبالرومانسي ِة أ ْشبَهُ‪ ،‬فاختاروا‬
‫متأخر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫المقام الثَّاني‪ ،‬ث َّم جاء ال ِّشع ُر في وق ٍ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ت المسرحيَّةُ في‬ ‫صيب األوف َر‪ ،‬وأت ِ‬
‫َ‬ ‫النَّ‬

‫‪65‬‬
‫العربي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫الواقعيَّةُ في األَد ِ‬
‫ب‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وع َّدها‬
‫ِ‬ ‫العربي من ُذ خمسينيا ِ‬
‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫ظهرت مالم ُح الواقعيَّ ِة في األَد ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫وفق مبا ِدئِها‪ ،‬وق ْد نشأ ِ‬
‫ِ‬ ‫ب والكتاب ِة على‬ ‫ي لدراس ِة األد ِ‬ ‫األدبا ُء العربُ المنه َج المثال َّ‬
‫تصوير‬
‫ِ‬ ‫كان فيها األُدبا ُء بحاج ٍة إلى أدا ٍة تساع ُدهُم على‬ ‫ظروف َ‬ ‫ٍ‬ ‫الواقعيَّةُ في ظلِّ‬
‫عبيرعنها بأ َ َدبِ ِهم وأَعمالِ ِهم الَّتي يقدمونَهَا بعيدًا من الرُّ ومانسيَّ ِة‬
‫الحقائق والتَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ونقل‬
‫ِ‬ ‫واق ِع ِهم‪،‬‬
‫الخيال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واإلغراق في‬
‫ِ‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫ويصو ُر البيئةَ؟‬
‫ِّ‬ ‫صهُ ويرس ُم مال ِم َحهُم‬ ‫الواقعي أشخا َ‬
‫ُّ‬ ‫ق الكاتبُ‬ ‫يخل ُ‬‫كيف ْ‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬ما الواقعيَّةُ األدبيَّةُ؟ و َم ْن أَبر ُز أعال ِمهَا؟‬
‫‪ -3‬ما خصائصُ الواقعيَّ ِة؟‬
‫ْ‬
‫نشأت؟‬ ‫وكيف‬
‫َ‬ ‫ب العربي؟ وما يع ّدها األُدبا ُء العربُ ؟‬
‫ت الواقعيَّةُ في األد ِ‬‫‪ -4‬متى ظهر ِ‬

‫‪66‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة التاسعة‬
‫الثاني‬
‫بني اجلديد والقدمي‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫الحاضر فقط‪ ،‬وإنَّما تُ ْبنَى باإلفاد ِة‬
‫ِ‬ ‫ال تُ ْبنَى الحضارةُ بِما يُنج ُزه أهلُها في ال َّز ِ‬
‫من‬
‫وتجاربِهم‪ ،‬فيأتي الجي ُل الجدي ُد ليأخ َذ الصَّال َح من ذلك‬ ‫ِ‬ ‫وأفكارهم‬
‫ِ‬ ‫لين‬
‫ث األ َّو َ‬
‫من إر ِ‬
‫وليس‬
‫َ‬ ‫األجيال‬
‫ِ‬ ‫لألحسن ويطر َح الطَّال َح‪ ،‬فالتق ُّد ُم إنّما هو تكام ٌل َ‬
‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ويطو َره‬
‫ِّ‬ ‫ث‬
‫اإلر ِ‬
‫تقاطُعًا‪.‬‬

‫ض َّمنَةُ‪:‬‬ ‫المفاهي ُم ال ُمتَ َ‬


‫‪ -‬مفاهي ُم أخالقيَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم تربويَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم لُغويَّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫صراع ال يلتقيان؟‬
‫ٍ‬ ‫القديم والحديث في‬

‫ ‬

‫‪67‬‬
‫(*)‬
‫أب إلى ابنه‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ /‬رسالة من ٍ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫ك أعظ ُم ق َّوةً ونشاطًا‪ ،‬وأبع ُد‬ ‫أن أُنك َر علي َ‬


‫ك ‪ -‬ولدي العزيز‪َّ -‬‬
‫أن شبابَ َ‬ ‫ال أستطي ُع ْ‬
‫تستطيعان ْ‬
‫أن تصال إلى ما‬ ‫ِ‬ ‫احبتين ال‬
‫ِ‬ ‫ي ال َّش‬ ‫ِه َّمةً‪ ،‬وأقوى عزيمةً ِم ْن شيخوختي‪َّ ،‬‬
‫وأن يد َّ‬
‫العالم‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ك ِ‬ ‫ك وآمالَ َ‬
‫ك وجمي َع تص ّوراتِ َ‬ ‫قتدرتان‪َّ ،‬‬
‫وأن آرا َءك وأفكا َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ك الـ ُم‬
‫تص ُل إلي ِه يدا َ‬
‫َّ‬
‫ولكن الذي‬ ‫الجدي ِد‪ ،‬أكث ُر ِح َّدةً وحرارةً‪ ،‬وأبع ُد غورًا و ُعمقًا ِم ْن آرائي وتص ّوراتي‪،‬‬
‫ي بالجمو ِد م َّرةً‬
‫ك إيا َ‬
‫ي ورميُ َ‬ ‫ب هو زرايتُ َ‬
‫ك عل َّ‬ ‫ك فيه أش َّد العت ِ‬ ‫أُنك ُرهُ علي َ‬
‫ك‪ ،‬وأعتبُ علي َ‬
‫من ال ُّش ِ‬
‫ؤون‪.‬‬ ‫شأن َ‬
‫ك في ٍ‬ ‫ُ‬
‫اختلفت مع َ‬ ‫ف م َّرةً أخرى‪ُ ،‬كلَّما‬ ‫وال َخ َر ِ‬
‫العزيز‪َ ﴿:‬وا ْعبُ ُدواللاهَّ َ َولاَ تُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َش ْيئًا‬ ‫ت قولَه تعالى في ُم ِ‬
‫حكم كتابِ ِه‬ ‫أَ َما ْ‬
‫قرأ َ‬
‫ِ‬
‫للوالدين في المرتب ِة‬ ‫ِ‬ ‫اإلحسان‬
‫َ‬ ‫َوبِ ْال َوالِ َدي ِْن إِحْ َسانًا ﴾(النِّساء‪ )36:‬فاهللُ ج َّل ُعالهُ َج َع َل‬
‫األكرم ُمح َّم ٍد (صلَّى هللا‬
‫ِ‬ ‫اإلشراك به‪ .‬أو ال تسم ُع قو َل نبيِّنا‬
‫ِ‬ ‫وعدم‬
‫ِ‬ ‫الثَّاني ِة بعد عبادتِ ِه‬
‫اإلشراك باهللِ تعالى‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الكبائر بع َد‬
‫ِ‬ ‫ص ْن َو‬
‫ين ِ‬ ‫عليه وآل ِه وسلَّ َم) وهو يجع ُل ُعقو َ‬
‫ق الوال َد ِ‬
‫ُ‬
‫ك باللهَّ ِ‪ ،‬وعقو ُ‬
‫ق‬ ‫الكبائر؟ قالوا‪ :‬بَلَى يا رسو َل للاهَّ ِ‪ ،‬قال‪ :‬اإلشرا ُ‬
‫ِ‬ ‫قال‪« :‬أَال أح ِّدثُكم بأ َ ِ‬
‫كبر‬
‫الوالدين»‪.‬‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬هذا االعتدا ُد العظي ُم الذي‬
‫نفس َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫ك و ُخيال َء َ‬
‫ك واعتدا َد َ‬ ‫وأَنعي علي َ‬
‫ك أيضًا كبريا َء َ‬
‫األلوان الجميلةَ التي تتل َّو ُن بها حياةُ ال َّشبا ِ‬
‫ب الحاضرةُ‪ ،‬وهذا‬ ‫َ‬ ‫ك معه َّ‬
‫أن هذ ِه‬ ‫يُخيَّ ُل إلي َ‬
‫ٌ‬
‫ووقف‬ ‫اآلخرين‪ ،‬إنَّما هو خاصٌّ ب ُك ْم‪،‬‬
‫َ‬ ‫الجديد الذي يُحاص ُر حياتَكم‪ ،‬ويُ َسيِّ ُر عالقاتِكم م َع‬
‫عصر ُكم‪ ،‬ولم يَ ْزهُ ب ِه شبابٌ غي ُر شبابِ ُكم‪ ،‬وأنَّكم أنتم أصحابُ‬
‫ِ‬ ‫غير‬
‫بعصر ِ‬
‫ٍ‬ ‫علي ُك ْم‪ ،‬لم يَ ُم َّر‬
‫العقل والحكم ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تحتكمون إلى‬
‫َ‬ ‫ابتكار ِه وممارستِ ِه‪ ،‬فلَ ْوما‬
‫ِ‬ ‫الفضل األ َّو ِل في‬
‫ِ‬
‫ولو أنَّكم – أيُّها ال َّشبابُ – استط ْعتُم ْ‬
‫أن تحملوا أنف َس ُكم على الرَّويَّ ِة واألنا ِة‪ْ ،‬‬
‫وأن‬
‫أن هذا العه َد الذي يمرُّ بِ ُكم اليو َم‬ ‫الحاضر إلى الماضي‪ ،‬لَ َعلِ ْمتُم َّ‬
‫ِ‬ ‫بأنظار ُكم من‬
‫ِ‬ ‫تنتقلوا‬
‫وتصوراتِ ِه وخياالتِ ِه‪ ،‬قد م َّر بِنا مثلُهُ‬
‫ُّ‬ ‫الذي تُفاخرونَنا ب ِه وتدلُّ َ‬
‫ون علينا بأحال ِم ِه وأماني ِه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫* من كتاب النظرات للمنفلوطي بتصرف‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫كان لنا شبابٌ مث ُل شبابِ ُكم‪ ،‬نتص َّو ُر ب ِه كما تتص َّورون‪ ،‬ونف ِّك ُر كما‬ ‫في زمانِنا‪ ،‬فقد َ‬
‫واألفكار‬
‫ِ‬ ‫أنفسنا وأحاديثِنا وعلى أَ َسال ِ‬
‫ت أقال ِمنا جمي َع هذ ِه اآلرا ِء‬ ‫تف ِّك َ‬
‫رون‪ ،‬ونُر ِّد ُد في ِ‬
‫عن ُكلِّ ما هو جدي ٌد حولَكم‪ ،‬حتَّى‬ ‫التي تُردِّدونها اليو َم‪ ،‬وتص ّوراتِكم التي تحملونها ْ‬
‫ْ‬
‫كانت‬ ‫ك الثَّورةُ النَّفسيَّةُ التي‬
‫إثر ِه تل َ‬ ‫ْ‬
‫وهدأت على ِ‬ ‫ْ‬
‫وزالت معال ُمهُ‪،‬‬ ‫انطوى ذلك العه ُد‪،‬‬
‫والعمل والنَّظَ ِر والتَّأ ُّم ِل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جوانحنا‪ ،‬و َد َخ ْلنا ِغما َر الحيا ِة الحقيقيَّ ِة‪،‬حيا ِة الج ِّد‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫ك َ‬ ‫تعتر ُ‬
‫ونستعرض‬
‫َ‬ ‫أعماق قلوبِنا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وسكون إلى‬
‫ٍ‬ ‫أن نهبطَ بهدو ٍء‬ ‫فاستطعْنا بمشيئ ِة هللاِ تعالى ْ‬
‫بعين فاحص ٍة ُمدقِّق ٍة‪،‬ونعتب َر من تجار ِ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ك اآلرا َء واألفكا َر‪ ،‬وننظ َر إلى ك ِّل جدي ٍد‬
‫تل َ‬
‫الماضي َْن ‪.‬‬
‫ِ‬
‫التكون ِم َن الّذين‬
‫َ‬ ‫والمستقبل؛ حتَّى‬
‫ِ‬ ‫والحاضر‬
‫ِ‬ ‫بين الماضي‬ ‫ُ‬
‫توازن َ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫هلاَّ تعلَّ ْم َ‬
‫ت‬
‫ويقضون ال َّش ْ‬
‫ط َرالثَّاني في‬ ‫َ‬ ‫ط َراأل َّو َل ِم ْن حياتِهم في اشتهاء ِال َّش ْ‬
‫ط ِرالثَّاني‪،‬‬ ‫َيقضون ال َّش ْ‬
‫َ‬
‫ق حاض ٌر جمي ٌل ومستقب ٌل واع ٌد‪ ،‬فأَال‬ ‫ُّف على ال َّش ْ‬
‫ط ِراأل َّو ِل‪ ،‬فلوما الماضي ما تحقَّ َ‬ ‫التَّأس ِ‬
‫الباطل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تمييز الح ِّ‬
‫ق من‬ ‫ِ‬ ‫اعتبار تُم ِّكنُ َ‬
‫ك من‬ ‫ٍ‬ ‫ك ِم ْن أخطا ِء الماضي وقفةُ‬
‫كفا َ‬
‫َّ‬ ‫اإلنسان ْ‬
‫ُ‬
‫ب‪ ،‬والمعقو َل‬
‫ق من الكاذ ِ‬ ‫أن يُميِّ َز الصَّال َح ِم َن الطالِ ِ‬
‫ح‪ ،‬والصَّاد َ‬ ‫وبهذا يستطي ُع‬
‫جميع وجو ِهها لِتَرى وجوهَ ال ُحس ِْن فيها ووجوهَ‬‫ِ‬ ‫الموهوم‪ ،‬فلوال تُقلِّبُ األشيا َء على‬
‫ِ‬ ‫ِم َن‬
‫ْ‬
‫زادت‬ ‫ْ‬
‫أربت حسناتُهُ على سيّئاتِ ِه‪ ،‬وتطر َح ما‬ ‫ك‪،‬وتأخ َذ بما‬
‫فتواز َن بين هذ ِه وتل َ‬
‫ِ‬ ‫القُب ِ‬
‫ْح‪،‬‬
‫سيِّئاتُهُ على حسناتِ ِه‪.‬‬
‫تبتهجون أَنت ُم اليو َم‪ ،‬وننف ُر‬
‫َ‬ ‫ولدي ‪ -‬قُ َّرةَ عيني َّ‬
‫وفلذةَ َكبِدي ‪ُ -‬كنَّا نبته ُج بكلِّ جدي ٍد كما‬
‫ت قيمتُهُ‪ ،‬والثَّان َي‬‫ف وقلَّ ْ‬
‫ت مهما َس ُخ َ‬ ‫تنفرون‪ ،‬ونع ُّد األ َّو َل آيةً ِم َن اآليا ِ‬
‫َ‬ ‫ِم ْن كلِّ ٍ‬
‫قديم كما‬
‫ْ‬
‫وفاضلنَا َ‬
‫بين‬ ‫س قَد ُرهُ‪ ،‬ال ألنَّنا وا َزنَّا بينهما‬‫ت قيمتُهُ ونفُ َ‬ ‫نكبةً ِم َن النَّكبا ِ‬
‫ت مهما َغلَ ْ‬
‫الملل‬
‫ِ‬ ‫بزمن الطفول ِة‪ ،‬وال ِّ‬
‫طف ُل سري ُع‬ ‫ِ‬ ‫مزاياهُما‪ ،‬فَحك ْمنَا عليهما‪ ،‬بل ألنَّنا ُكنَّا قريبي َع ْه ٍد‬
‫يوم ثُ َّم يم ُّلها فيكسرُها ويستبد ُل منها‪.‬‬
‫والسَّآم ِة‪ ،‬ال يصب ُر على لُعبتِ ِه أكث َر ِم ْن ٍ‬
‫صةً ترتك ُز عليها‬‫ألنفسنا صورةً خا َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نعرف‬ ‫عين بالتَّقلي ِد َولَ َع ُكم ب ِه‪،‬ال نكا ُد‬
‫و ُكنَّا ُمولَ َ‬
‫اختالف أنوا ِعها وألوانِها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كانت تمرُّ بنا جمي ُع الص ِ‬
‫ّور على‬ ‫ْ‬ ‫أعمالُنا في الحيا ِة‪ ،‬بل‬

‫‪69‬‬
‫فنلتقطُها بأسر َع ِم َّما تلتقطُ عدسةُ الكاميرا الصُّ و َر‪َّ ،‬‬
‫كأن فضا َء حياتِنا معم ٌل لِتجار ِ‬
‫ب‬
‫اآلخرين بما‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ْت من تجار ِ‬ ‫ت من التقلي ِد األعمى‪،‬وانتفع َ‬‫الحيا ِة واختباراتِها‪ .‬فلَ ْوما ابتع ْد َ‬
‫ك‪.‬‬
‫ك ومبا ِدئِ َ‬
‫س بثوابِتِ َ‬ ‫ك نجاحًا وتميُّ ًزا‪ِ ،‬م ْن ِ‬
‫دون مسا ٍ‬ ‫يُحقِّ ُ‬
‫قل َ‬
‫يفتتن بها وبأصحابِها افتتانًا شديدًا ُربَّما‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫يلبث ْ‬ ‫بلغ ٍة أجنبيَّ ٍة ال‬ ‫العارف ِمنَّا‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬
‫وتأريخها‪ ،‬فيترفَّ ُع َع ْن ِذ ْك ِر رجالِها و ُعظمائِها في أحاديثِ ِه‬
‫ِ‬ ‫لغتِ ِه‬
‫احتقار‬
‫ِ‬ ‫حملَهُ على‬
‫غير ِه‪ ،‬ال ألنَّه يفه ُمهُم‬
‫ِ‬ ‫لسان أَ َح ٍد‬
‫ِ‬ ‫واستشهاداتِ ِه‪ ،‬ويسخ ُر منهم ُكلَّما جرى ذكرُهم على‬
‫كان بسيطًا َغ ِريرًا يحتق ُر ُك َّل ما في ي ِد ِه‪ ،‬ويستعظ ُم ُك َّل ما في‬
‫أو يفه ُم غي َرهم‪ ،‬بَلْ ألنَّه َ‬
‫غير ِه‪.‬‬
‫يَ ِد ِ‬
‫ك التَّص ّورا ِ‬
‫ت‬ ‫جميع تل َ‬
‫ِ‬ ‫خطئين في‬
‫َ‬ ‫ك العه ِد أنَّنا ُكنَّا ُم‬
‫زوال ذل َ‬
‫ِ‬ ‫نعرف إلاّ بع َد‬
‫ْ‬ ‫ولَ ْم‬
‫نفوسنا‪،‬بَلْ أشباحًا وصورًا تتراءى في‬
‫ِ‬ ‫تكن عقائ َد راسخةً في‬ ‫واألفكار‪ ،‬وأنَّها لم ْ‬
‫ِ‬
‫منظرها وبهج ِة ألوانِها‪ ،‬فأصبحْ نا‬ ‫ِ‬ ‫جمال‬
‫ِ‬ ‫حياتِنا‪،‬فنُ ْع َجبُ بِها‪،‬ونَ ْستَ ِط ْي ُر فرحًا وسرورًا بِ‬
‫ئدين في أحكا ِمنا‪،‬نُحبُّ الجدي َد‪ ،‬ونأخ ُذ النَّاف َع من موا ِّد‬
‫عتدلين في آرائنا‪ُ ،‬متَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُم‬ ‫بع َد ذل َ‬
‫أدب‬
‫َ‬ ‫مم األخرى بما ينسج ُم مع ثوابتِنا ومعتقداتِنا‪ ،‬ونُحبُّ‬ ‫المدنيَّ ِة والحضار ِة من األُ ِ‬
‫ب ونُ ْع َجبُ بِأُدبائهم وعلمائهم‪ِ ،‬م ْن‬‫الغر ِ‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫انبهارنا بكلِّ ما‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫أن نحتق َر – بسب ِ‬ ‫دون ْ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫ميزان تق ُّد ِم األُ ِ‬
‫مم وق َّوتِها محكو ٌم بنتاجا ِ‬ ‫ُ‬ ‫هو جدي ٌد وغريبٌ – تأري َخنا ورجاالتِ ِه‪،‬‬
‫نتجين‬
‫َ‬ ‫نكون ُم‬
‫َ‬ ‫وحاض َرنا و ُمبدعي ِه‪.‬و ُكنَّا كما أنتم اليو َم أبنائها؛ لذا ينبغي لَنَا ْ‬
‫أن‬
‫ستهلكين فقط‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْرفَ ِة ال ُم‬
‫ق ك َّل ما لل َمع ِ‬
‫الج َّدةَ والحداثةَ‪ ،‬ونالح ُ‬
‫ن َّدعي ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫تفر ُزه الحداثةُ من سلوكيَّا ٍ‬
‫ت و ُمستحدثا ٍ‬
‫واإلغماض الذي‬
‫ِ‬ ‫ونتم َّس ُ‬
‫ك بالغراب ِة‬
‫إلنتاج الجدي ِد‬
‫ِ‬ ‫أن نسعى ونُثاب َر ونعتم َد على طاقاتِنا‬
‫دون ْ‬‫يدعو إليه بعضُ الجدي ِد‪ ،‬من ِ‬
‫غيركم والتكاس ُِل عن أدا ِء مسؤوليتِكم تُجاهَ‬
‫ِ‬ ‫افع‪ .‬أَال تَع َ‬
‫ُون خطورةَ االعتما ِد على‬ ‫النَّ ِ‬
‫وطنِكم وشعبِكم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫ت‪:‬‬
‫معاني الكلما ِ‬
‫ال َغ ْو ُر‪ِ :‬م ْن ُكلِّ شي ٍء قَ ْع ُرهُ و ُع ْمقُهُ‪.‬‬
‫الخيَال ُء‪ :‬التَّ َكبُّر والعُجْ بُ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫األقالم‪ :‬طَ َرفُها و ُم ْستَ َدقُّها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أَ َ‬
‫سالتُ‬
‫الفاس ُد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الطَّ ُ‬
‫الح‪:‬‬
‫الـ ُمتَّئِدُ‪ :‬الـ ُمتَأنِّي‪.‬‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َين‬
‫ست ِعنْ بِمعج ِم َك إليجا ِد معاني الكلمت ِ‬‫ا ْ‬
‫الج َوانِح‪ ،‬األَناة‬
‫َ‬

‫نشاط‪:‬‬
‫ٌ‬

‫أن أُ ْنك َر َعليك)‪.‬‬


‫ع (ال) في ُج ْمل ِة‪( :‬ال أستطي ُع ْ‬
‫ُد َّل َعلى نَ ْو ِ‬

‫واالستيعاب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫ُّ‬
‫تحث‬ ‫َ‬
‫أحاديث نبويَّ ٍة‬ ‫ت قرآنيَّ ٍة أو‬ ‫ك النَّصَّ هلْ تستطي ُع ْ‬
‫أن تستشه َد بآيا ٍ‬ ‫في ضو ِء قرا َءتِ َ‬
‫ُسن معاملتِهما؟‬
‫ين وح ِ‬
‫على برِّ الوال َد ِ‬

‫‪71‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫ض والتَّحضي ِ‬
‫ض‬ ‫سلوب ال َع ْر ِ‬
‫ُ‬ ‫أُ‬
‫ب الطَّلبيَّ ِة التي‬
‫ت ُمتقدِّم ٍة قس ًما ِم َن األسالي ِ‬
‫الب‪ -‬في موضوعا ٍ‬‫ْت –عزيزي الطَّ َ‬ ‫َدرس َ‬
‫ب‪ ،‬وهي (االستفها ُم)‪ ،‬و(النِّدا ُء)‪ ،‬و(التَّمني والتَّرجّي)‪،‬‬ ‫العربي إ َذا أَرا َد الطَّلَ َ‬
‫ُّ‬ ‫يلجأ ُ إليها‬
‫ت الجمل‬ ‫ْ‬
‫والحظ َ‬ ‫ت الى النَّصِّ‬‫ب واح ٍد‪ ،‬فلو ُع ْد َ‬ ‫ب ِس َوى أسلو ٍ‬ ‫ق ِم ْن ه ِذ ِه األسالي ِ‬ ‫ول ْم يب َ‬
‫ُ‬
‫توازن‬ ‫كيف‬
‫ت َ‬ ‫األكرم ُمح َّم ٍد)‪ ،‬و(هلاَّ تعلَّ ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ت قولَه تعالى) و(أَال تسم ُع قو َل نبيِّنا‬ ‫(أَ َما ْ‬
‫قرأ َ‬
‫ك َّ‬
‫أن‬ ‫ت من التقلي ِد األعمى)‪ ،‬لَتبيَّن ل َ‬‫والمستقبل)‪ ،‬و(لو ما ابتع ْد َ‬
‫ِ‬ ‫والحاضر‬
‫ِ‬ ‫بين الماضي‬ ‫َ‬
‫وش ّدتِ ِه‪ ،‬يُس َّمى‬
‫ب ِ‬‫نوع هذا الطَّل ِ‬
‫ق في ِ‬ ‫ب‪ ،‬ولكنَّها تفتر ُ‬‫ك في صف ِة الطَّل ِ‬ ‫هذ ِه الجم َل تشتر ُ‬
‫األفعال‪،‬‬
‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫ٌ‬
‫أدوات تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫حضيض)‪ ،‬ولهما‬
‫َ‬ ‫ض والتَ‬ ‫هذا األسلوبُ (ال َعرْ َ‬
‫وتتض َّم ُن معنى (ا ْف َعلْ )‪.‬‬

‫ض‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ال َع ْر ُ‬
‫ق ولِي ٍْن‪ ،‬يلجأ ُ إليه المتكلِّ ُم عندما يطلبُ ِم َن الـ ُم َخاطَ ِ‬
‫ب أمرًا ُمعيَّنًا‬ ‫هو طلبٌ برف ٍ‬
‫ثالث‪ ،‬هي‪( :‬أَال) و (أَ َما)‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أدوات‬ ‫ك في كال ِم ِه ونبر ِة صوتِ ِه‪ .‬وله‬ ‫بِلُ ٍ‬
‫طف ورقَّ ٍة‪ ،‬يظه ُر ذل َ‬
‫معنيان (ال َعرْ ضُ ) أو (ال َعتَبُ )‪:‬‬
‫ِ‬ ‫و (لَ ْو)‪ ،‬وهي أَحر ٌ‬
‫ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ‬
‫ب‪ ،‬لها‬

‫حتاجين)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل‬


‫َ‬ ‫ضارع‪ ،‬كقولِنا‪( :‬أَال تُساع ُد الـ ُم‬
‫ٍ‬ ‫فعل ُم‬ ‫ض‪ :‬إذا َد َخ ْ‬
‫لت على ٍ‬ ‫أ‌‪ -‬ال َع ْر ُ‬
‫الخنسا ِء‪:‬‬
‫ْك َوقَ ْد أَ ْعلَى بِ ِه النّاعي‬
‫َعلى أَ ِخي ِ‬ ‫يا أُ َّم َع ْم ٍرو أَال تَ ْب ِكي َْن ُمع ِْولَةً‬
‫ضى‪:‬‬ ‫ك)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ‬
‫ريف الـ ُمرْ تَ َ‬ ‫او ُن ُزمال َء َ‬ ‫وقولُنا‪( :‬أَ َما تُ َع ِ‬
‫ب البِلَى َما َعرا‬ ‫َع َراهُ ِم ْن َر ْي ِ‬ ‫أَ َما تَ َرى ال َّر ْب َع الّذي أَ ْقفَ َرا‬
‫بسالم)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فيعيش النَّاسُ‬
‫َ‬ ‫وقولُنا‪( :‬لَ ْو تُحاربُ التَّن ُّم َر‬

‫‪72‬‬
‫ت في الـ ُمسابق ِة)‪ ،‬و(أَ َما َوقَ ْف َ‬
‫ت‬ ‫ماض‪ ،‬كقولِنا‪( :‬أال شار ْك َ‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫ت على ٍ‬ ‫َب‪ :‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ب‌‪ -‬ال َعت ُ‬
‫ت دراستَ َ‬
‫ك)‪.‬‬ ‫م َع الحقِّ)‪ ،‬و(لَ ْو أَ ْك ْ‬
‫مل َ‬

‫حضيض‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا‪ :‬التَّ‬
‫هو طلبٌ بق ّو ٍة وش َّد ٍة‪ ،‬يلجأ ُ إليه المتكلِّ ُم عندما يطلبُ إلى الـ ُم َخاطَ ِ‬
‫ب أمرًا ُمعيَّنًا‬
‫العرض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وحث‪ ،‬يظه ُر ذلك في كال ِم ِه ونبر ِة صوتِ ِه‪ ،‬وهو أش ُّد توكيدًا من‬ ‫ٍّ‬ ‫بتحريض‬
‫ٍ‬
‫ُف ال مح َّل لها من‬ ‫أدوات أربعٌ‪،‬هي (لَ ْوال) و (لَ ْو َما) و (أَلاَ ) و (هَلاّ )‪،‬وهي أَحر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وله‬
‫معنيان (التَّحضيضُ ) أو (التَّأْنيبُ واللَّ ْو ُم)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬ولها‬
‫اإلعرا ِ‬

‫ضارع‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬لَ ْو نَ َشا ُء َج َع ْلنَاهُ أُ َجاجًا‬


‫ٍ‬ ‫فعل ُم‬ ‫حضيض‪ :‬إذا َد َخ ْ‬
‫لت على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أ‌‪ -‬التَّ‬
‫ُون﴾ (الواقعة‪ ،)70:‬بمعنى (ا ْشكروا)‪ ،‬ومثلُهُ قولُنا‪( :‬لَ ْوال تؤدِّي األمانةَ‬ ‫فَلَ ْولاَ تَ ْش ُكر َ‬
‫إلى أهلِهَا)‪.‬‬
‫ين﴾ (الحجر‪ ،)7:‬بمعنى (اِئتِنَا)‪،‬‬
‫ت ِم َن الصَّا ِدقِ َ‬‫وقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬لَ ْو َما تَأْتِينَا بِ ْال َملاَ ئِ َك ِة إِ ْن ُك ْن َ‬
‫ب اآلخرين فَتسل َم)‪.‬‬ ‫ومثلُهُ قولُنا‪( :‬لَ ْو َما تمتن ُع َع ِن اغتيا ِ‬
‫ون قَ ْو ًما نَ َكثُوا أَ ْي َمانَهُ ْم﴾(التَّوبة‪ ،)13:‬بمعنى (قاتِلُوا)‪ ،‬ومثلُهُ‬ ‫وقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬أَلاَ تُقَاتِلُ َ‬
‫اإلرهاب)‪.‬‬
‫َ‬ ‫قاتلون‬
‫َ‬ ‫قولُنا‪( :‬أَال تُ‬
‫وقول ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ك ال َع ِزي ِْزالبَا ِهي‬
‫يَ ْو ًما بِ َم ْو ِطنِ َ‬ ‫هلاّ تُفَ ِ‬
‫اخ ُر يَا فَتَى َوتُبَا ِهي‬
‫ومثلُهُ قولُنا‪( :‬هلاّ تبتع ُد من التقليد األعمى لآلخرين)‪.‬‬

‫ماض‪ ،‬كقول ِه تعالى‪﴿ :‬فَلَ ْولاَ نَفَ َر ِم ْن ُكلِّ فِرْ قَ ٍة‬


‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫لت على ٍ‬ ‫نيب واللّ ْو ُم‪ :‬إذا َد َخ ْ‬‫ب‌‪ -‬التَّأْ ُ‬
‫ِّين﴾ (التَّوبة‪ ،)122:‬بمعنى (ا ْنفِروا)‪ ،‬ومثلُهُ قولُنا‪( :‬لَ ْوال‬ ‫ِم ْنهُ ْم طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الد ِ‬
‫ك)‪.‬‬‫سير َ‬
‫ت في ِ‬ ‫أَبطأْ َ‬
‫زاعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫)‪،‬وقول ِد ْعبِ ٍل ال ُخ‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ت َع ْن ِ‬
‫جار َ‬ ‫ق والدي ِه)‪ ،‬و(أَلاَ سأ َ ْل َ‬ ‫وقولِنا‪( :‬لَ ْوما أَطَا َع العا ُّ‬
‫هَلاّ بَ َكي َ‬
‫ْت لمن بَ َكاهُ ُم َح َّم ُد‬ ‫ين َوأَهلِ ِه‬
‫ْت َعلى ال ُح َس ِ‬ ‫هَلاّ بَ َكي َ‬

‫‪73‬‬
‫معان أُخرى‪،‬وهي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ض إلى‬ ‫ض والتَّحضي ِ‬ ‫ت ال َع ْر ِ‬ ‫بعض أدوا ِ‬
‫ُ‬ ‫تخرج‬
‫ُ‬ ‫وق ْد‬
‫لالستفتاح والتَّنبيه‪ ،‬إذا جا َءتَا في أ َّو ِل‬
‫ِ‬ ‫االستفتاح والتَّنبيهُ‪ :‬تُ ْستَ ْع َم ُل (أَلاَ ) و (أ َما)‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫زائدتان ال يدلاّ ِن على‬
‫ِ‬ ‫أن يتأثَّ َر الم ْعنَى‪ ،‬فهُما‬ ‫ون ْ‬ ‫وأمكن حذفُهما ِم ْن ُد ِ‬ ‫َ‬ ‫الجمل ِة‪،‬‬
‫ون﴾(يونس‪.)55:‬‬ ‫ق َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َرهُ ْم لاَ يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ب‪ ،‬كقول ِه تعالى‪﴿ :‬أَلاَ إِ َّن َو ْع َد للاهَّ ِ َح ٌّ‬ ‫َ‬
‫طلَ ٍ‬
‫وقول أبي العال ِء المع ّريّ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ك َوه َو قَ ِ‬
‫اض‬ ‫ْت ِم ْثلَ َ‬
‫لَ َما آ َخي ُ‬ ‫أَ َما َوللاهَ ِ لَ ْو أَنّي تَ ٌّ‬
‫قي‬
‫إن الباط َل زائلٌ)‪.‬‬‫َّادقين منزلةً عن َد هللاِ)‪،‬و(أَ َما وهللاِ َّ‬
‫إن للص َ‬ ‫ومثلُهُ قولُنا‪( :‬أَلاَ َّ‬
‫استفتاح وتنبي ٍه ال مح َّل لهما ِم َن‬
‫ٍ‬ ‫تُعربُ (أَلاَ ) و (أَ َما) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة حرفَي‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب؛ ألنَّهما َجا َءتا في أ َّو ِل الجمل ِة‪ ،‬ولم يَ ُدلاَّ على َ‬
‫طلَ ٍ‬ ‫اإلعرا ِ‬

‫ت شَرْ ٍط غي َر جازم ٍة‪ ،‬تُفي ُد معنى النَّ ْف ِي‬‫‪ -2‬الش َّْرطُ‪ :‬تُ ْستَ ْع َم ُل (لَ ْوال) و (لَ ْوما) و (لَ ْو) أدوا ِ‬
‫امتناع‬
‫ٍ‬ ‫فتكون (لَ ْوال) و (لَ ْوما) حرفَي‬‫ُ‬ ‫َّمني‪ ،‬عن َدما تأتي بع َدها جملةٌ شرطيَّةٌ‪،‬‬ ‫الض ِّ‬
‫رط‪ ،‬كقولِنا‪( :‬لَ ْوال ال َّش ْمسُ‬‫رط لِوجو ِد ال َّش ِ‬
‫ب ال َّش ِ‬ ‫حصول جوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫لوجو ٍد‪ ،‬أيْ امتنا ُ‬
‫ع‬
‫اس لوجو ِد‬ ‫هالك النَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ع)‪ ،‬والمعنى (امتنا ُ‬
‫ع‬ ‫ات ال َّزرْ ُ‬
‫ك النَّاسُ )‪ ،‬و(لَ ْوما الما ُء لَـ َم َ‬ ‫لَهَلَ َ‬
‫رع لوجو ِد الما ِء)‪ .‬ومثلُهُ قولُهُ تعالى‪َ ﴿ :‬ولَ ْولاَ أَ َج ٌل ُم َس ًّمى‬
‫ت ال َّز ِ‬ ‫ال َّش ِ‬
‫مس) و(امتنا ُ‬
‫ع مو ِ‬
‫لَ َجا َءهُ ُم ْال َع َذابُ ﴾ (العنكبوت‪ .)53:‬وتُ ْع َربُ (لَ ْوال) و (لَ ْوما) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة‬
‫امتناع لوجو ٍد‪ ،‬أ َّما االس ُم الذي يليهما فيُعربُ‬
‫ٍ‬ ‫جازمتين‪ ،‬وهُما حرفَا‬
‫ِ‬ ‫شرط غي َر‬
‫ٍ‬ ‫أداتَي‬
‫محذوف تقدي ُرهُ (موجو ٌد)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫مبتدأً خب ُرهُ‬
‫القانون لَ ِع ْشنَا بِ ٍ‬
‫سالم)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫المتناع‪ ،‬كقولِنا‪( :‬لَ ْو طبَّ ْقنَا‬
‫ٍ‬ ‫امتناع‬
‫ٍ‬ ‫حرف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فتكون‬ ‫أ َّما (لَ ْو)‬
‫القانون)‪ ،‬ومثلُهُ قولُهُ تعالى‪﴿ :‬لَ ْونَ َشا ُء َج َع ْلنَاهُ‬‫َ‬ ‫المتناع تطبيقِنا‬
‫ِ‬ ‫بسالم‬
‫ٍ‬ ‫عيشنا‬
‫ع ِ‬ ‫أي (امتنا ُ‬
‫أُ َجاجًا﴾(الواقعة‪)70:‬‬
‫امتناع‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حرف‬ ‫شرط غي َر جازم ٍة‪ ،‬وهي‬ ‫ٍ‬ ‫المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫مين أداةَ‬ ‫ِ‬ ‫وتُعربُ (لَ ْو) في‬
‫المتناع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ب الطَّلبيَّ ِة‪ ،‬وقد يحتا ُج‬
‫حضيض ِم َن األسالي ِ‬
‫َ‬ ‫ض والتَّ‬ ‫تذ َّكرْ عزيزي الطَّالب َّ‬
‫أن ال َعرْ َ‬
‫ق‬‫حضيض فعلاً مضارعًا فإنَّه يُسب ُ‬‫ِ‬ ‫ض والتَّ‬
‫كان جوابُ ال َعرْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬فإذا َ‬ ‫الطَّلبُ إلى جوا ٍ‬

‫‪74‬‬
‫يكون ما قبلها سببًا لما بع َدها‪ ،‬ويُنصبُ هذا الفع ُل‬
‫َ‬ ‫بفا ٍء تُس َّمى (الفا َء السَّببيَّةَ)‪ ،‬وهي ْ‬
‫أن‬
‫ك)‪ ،‬و(لَ ْوال تجته ُد‬
‫المسكين فيعل َو شأنُ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫عطف على‬ ‫(أن) ُمضمر ٍة وجوبًا‪ ،‬كقولنا‪( :‬أَال تَ‬ ‫بـ ْ‬
‫فَتَ ْن َج َح)‪.‬‬
‫منصوبان بـ‬
‫ِ‬ ‫ب (العرض والتَّحضيض)‪،‬‬ ‫جوابان للطَّل ِ‬
‫ِ‬ ‫فالفعالن (يعل َو) و(تنج َح)‬
‫ِ‬
‫(أن) ُمضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء السَّببيَّ ِة‪ .‬ومثلُهُ قولُهُ تعالى‪﴿ :‬لَ ْولاَ أَ َّخرْ تَنِي إِلَى أَ َج ٍل قَ ِري ٍ‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫ق) منصوبٌ بـ ْ‬
‫(أن) مضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء‬ ‫ص َد َ‬ ‫ق ﴾(المنافقون‪ )10:‬فالفع ُل (أ َّ‬ ‫ص َّد َ‬‫فَأ َ َّ‬
‫حضيض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب بصيغ ِة التَّ‬‫السَّببيَّ ِة؛ ألنَّه جوابٌ للطَّل ِ‬

‫‪75‬‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬

‫ٌ‬
‫ثالث‪،‬هي‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫أدوات‬ ‫ب‪ ،‬وهو طلبٌ برف ٍ‬
‫ق ولِي ٍْن‪ ،‬وله‬ ‫‪ -1‬العرضُ أُسلوبٌ ِم ْن أسالي ِ‬
‫ب الطَّل ِ‬
‫معنيان‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬ولها‬ ‫(أَال) و (أَ َما) و (لَ ْو)‪ ،‬وهي أَحر ٌ‬
‫ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ‬
‫ماض‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫ت على ٍ‬ ‫ضارع‪ ،‬و(ال َعتَبُ )‪ :‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ٍ‬ ‫فعل ُم‬
‫لت على ٍ‬ ‫(ال َعرْ ضُ )‪ :‬إذا َد َخ ْ‬
‫ٌ‬
‫أدوات أربعٌ‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬وهو طلبٌ بق ّو ٍة وش َّد ٍة‪ ،‬وله‬ ‫‪ -2‬التَّحضيضُ أُسلوبٌ ِم ْن أسالي ِ‬
‫ب الطَّل ِ‬
‫ب‪ ،‬ولها‬ ‫ُف ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ‬ ‫هي (لَ ْوال) و(لَ ْو َما) و(أَلاَ ) و(هَلاّ )‪ ،‬وهي أَحر ٌ‬
‫ت‬‫ضارع‪ ،‬و(التَّأْنيبُ واللَّ ْو ُم)‪ :‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ٍ‬ ‫فعل ُم‬
‫لت على ٍ‬ ‫معنيان (التَّحضيضُ )‪ :‬إذا َد َخ ْ‬ ‫ِ‬
‫ماض‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫على ٍ‬
‫غير الطَّلب‪ ،‬فتُ ْستَ ْع َم ُل‬ ‫ٍ ُ‬ ‫العرض والتَّ‬
‫معان أخرى ِ‬ ‫حضيض إلى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫‪ -3‬تخر ُج بعضُ أدوا ِ‬
‫مكن حذفُهُما ِم ْن ِ‬
‫دون‬ ‫لالستفتاح والتَّنبي ِه‪ ،‬إذا جا َءتا في أ َّو ِل الجمل ِة‪ ،‬وأَ َ‬
‫ِ‬ ‫(أَلاَ ) و(أ َما)‬
‫أن يتأثَّر المعنى‪ .‬وتُ ْستَ ْع َم ُل (لَ ْوال) و(لَ ْوما) و(لَ ْو) لل َّش ِ‬
‫رط المتض ّم ِن معنى النَّ ْف ِي‪،‬‬ ‫ْ‬
‫المتناع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫امتناع‬
‫ٍ‬ ‫حرف‬
‫َ‬ ‫امتناع لوجو ٍد‪ ،‬و(لَ ْو)‬
‫ٍ‬ ‫فتكون (لَ ْوال) و (لَ ْوما) حرفَي‬ ‫ُ‬
‫حضيض فعلاً ُمضارعًا‬
‫ِ‬ ‫ض والتَّ‬
‫كان جوابُ ال َعرْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬فإذا َ‬ ‫‪ -4‬قَ ْد يحتا ُج الطَّلبُ إلى جوا ٍ‬
‫ب‪.‬‬‫(أن) ُمضمر ٍة وجوبًا بع َد الفا ِء السَّببيَّ ِة؛ ألنَّه جوابٌ للطَّل ِ‬
‫فإنَّه يُنصبُ بـ ْ‬

‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫الجو غائ ًما)‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫الجو غائ ًما) أَ ْم (ال زا َل‬
‫ُّ‬ ‫(ما زا َل‬
‫الجو غائ ًما‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫قُـــــــلْ ‪ :‬ما زا َل‬
‫الجو غائ ًما‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َوال تَقُــــــلْ ‪ :‬ال زا َل‬
‫‪:‬ألن (ال النَّافية) إذا دخلت على الفعل الماضي غالبًا تفيد الدعاء‪.‬‬
‫السَّببُ َّ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫َحلِّلْ ثُ َّم أَ ْع ِربْ قو َل الخنسا ِء‪:‬‬


‫ث ال بَ ِكي ٍء َوال نَ ْز ِر‬
‫بِ َد ْم ٍع َحثِ ْي ٍ‬ ‫خر‬
‫ص ِ‬‫يان َعلى َ‬ ‫أَ َع ْينَ َّ‬
‫ي هَلاّ تَب ِك ِ‬

‫‪76‬‬
‫تذكر‬

‫ت‪ ،‬وغالبًا ما‬ ‫عترضةً بين النَّ ْع ِ‬


‫ت والمنعو ِ‬ ‫تكون ُم ِ‬
‫َ‬ ‫أن من أنواع (ال) النَّافي ِة ْ‬
‫أن‬ ‫َّ‬
‫نفي زائد ٍة‪.‬‬
‫ي بعدها بأدا ِة ٍ‬ ‫يُك َّر ُر النَّف ُ‬

‫تعلمت‬

‫مضارع‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬ ‫ْ‬
‫دخلت على ٍ‬ ‫معنيين‪ ،‬األ َّول (التَّحضيضُ ) إذا‬
‫ِ‬ ‫أن لألدا ِة (هلاّ )‬
‫َّ‬
‫ماض‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫لت على ٍ‬ ‫والثَّاني (التَّأنيبُ واللّ ْو ُم) إذا َد َخ ْ‬

‫اإلعراب‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي) منادًى منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه اليا ُء ألنَّه ُمثنًّى‪،‬‬ ‫أَ َع ْينَ َّي‪( :‬الهمزةُ) أداةُ نداء‪َ ( ،‬ع ْينَ َّ‬
‫مبني في محلِّ جرٍّ باإلضاف ِة‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫ضاف‪ ،‬واليا ُء ضمي ٌر ُمتّص ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫وهو ُم‬
‫تحضيض‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َهلاّ ‪ :‬أداةُ‬
‫األفعال الخمس ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ون ألنَّه َ‬
‫من‬ ‫ثبوت النَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ع وعالمةُ رف ِع ِه‬‫ع مرفو ٌ‬ ‫يان‪ :‬فع ٌل مضار ٌ‬
‫تَب ِك ِ‬
‫فاعل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫رفع‬
‫ٍ‬ ‫مبني في محلِّ‬ ‫ٌّ‬ ‫االثنين ضمي ٌر ُمتّص ٌل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وألف‬
‫صخ ِر‪ :‬جارٌّ ومجرورٌ‪.‬‬
‫َعلى َ‬
‫بِ َد ْم ٍع‪ :‬جارٌّ ومجرورٌ‪.‬‬
‫نعت مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ‪.‬‬
‫ث‪ٌ :‬‬ ‫َحثِ ْي ٍ‬
‫ال‪ :‬نافيةٌ ُمعترضةٌ‪.‬‬
‫نعت مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ‪.‬‬
‫بَ ِكي ٍء‪ٌ :‬‬
‫عطف‪( ،‬ال) زائدةٌ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حرف‬ ‫َوال‪ :‬الوا ُو‬
‫عطف مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫نَ ْز ِر‪:‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫قال أبو العالء المعريّ‪:‬‬


‫ت أَ ْس َو َد َحالِكا‬
‫فَما َس َّرنِي أَ ْن بِ َّ‬ ‫ ‬ ‫ضضْ َ‬
‫ت َعلى ال َم َدى‬ ‫أَيا َم ِ‬
‫مفرقِي هَلاّ اِ ْبيَ َ‬

‫‪77‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪)1‬‬

‫بب فيما يأتي‪:‬‬ ‫س َ‬‫ض‪ُ ،‬مبيِّنًا معانيها وال َّ‬ ‫ض والتَّحضي ِ‬ ‫ت ال َع ْر ِ‬ ‫ست َْخ ِر ْج أدوا ِ‬
‫ا ْ‬
‫ين قَ ْوم َفِرْ َع ْو َن أَلاَ يَتَّقُ َ‬
‫ون﴾(ال ُّشعراء‪)11،10:‬‬ ‫ت ْالقَ ْو َم الظَّالِ ِم َ‬‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬أَ ِن ا ْئ ِ‬
‫ُون ﴾(الواقعة‪)62:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد َعلِ ْمتُ ُم النَّ ْشأَةَ الأْ ُولَى فَلَ ْولاَ تَ َذ َّكر َ‬
‫ت سُو َرةٌ﴾( ُمح َّمد‪)20:‬‬ ‫ين آَ َمنُوا لَ ْولاَ نُ ِّزلَ ْ‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬ويَقُو ُل الَّ ِذ َ‬
‫ُّون أَ ْن يَ ْغفِ َر للاهَّ ُ لَ ُك ْم َوللاهَّ ُ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم﴾(ال ُّنور‪)22:‬‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪﴿ :‬أَلاَ تُ ِحب َ‬
‫بن ُز ٍ‬
‫هير‪:‬‬ ‫‪ -5‬قا َل َكعْبٌ ُ‬
‫َو ِشفا ُء ِذي ال ِع ِّي ال ُّس َؤا ُل َع ِن ال َع َمى‬ ‫ت َوأَ ْن ِ‬
‫ت َغ ْي ُر َعيِيَّ ٍة‬ ‫هَلاّ َسأ َ ْل ِ‬
‫صافي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -6‬قا َل الرُّ‬
‫ان َم ْش ُغولاً بِ ِذ ْك َر ِ‬
‫اك‬ ‫َم ْن بَ َ‬
‫ات َس ْه َر َ‬ ‫يَا َربَّةَ الـ ُحس ِْن هَلاّ تَع ِ‬
‫ْطفِي َْن َعلَى‬
‫ت ِع ْن َدنَا فَتأْ ُك َل‪.‬‬‫‪ -7‬لَ ْو نَ َز ْل َ‬
‫َّغير‪.‬‬
‫ف على الص ِ‬ ‫‪ -8‬أَ َما تَع ِ‬
‫ْط ُ‬
‫‪ -9‬أَلاَ أَ ْعطَ ْيتَنِي ِكتابًا‪.‬‬
‫تلتزمون بالنِّ ِ‬
‫ظام‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -10‬أَ َما‬
‫ك‪.‬‬ ‫‪ -11‬لَ ْوما أَ َع ْن َ‬
‫ت أخا َ‬

‫التمرين (‪)2‬‬

‫ُد َّل على المعاني غي ِر الطَّلبيَّ ِة التي َخ َر َجتْ إليها أدواتُ ال َع ْر ِ‬


‫ض والتَّحضي ِ‬
‫ض‪َ ،‬م َع‬
‫ب فيما يأتي‪:‬‬ ‫ِذ ْك ِر ال َّ‬
‫سبَ ِ‬
‫ت َعلَ ْي ِه أَجْ رًا ﴾(الكهف‪)77:‬‬
‫ت لاَ تَّ َخ ْذ َ‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪﴿ :‬قَا َل لَ ْو ِش ْئ َ‬
‫ين﴾(الصَّافّات‪)57:‬‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ت ِم َن ْال ُمحْ َ‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪َ ﴿:‬ولَ ْولاَ نِ ْع َمةُ َربِّي لَ ُك ْن ُ‬
‫ت أَ ْهلَ ْكتَهُ ْم﴾(األعراف‪)155:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪﴿ :‬قَا َل َربِّ لَ ْو ِش ْئ َ‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪﴿ :‬لَ ْو أَ ْن َز ْلنَا هَ َذا ْالقُرْ آَ َن َعلَى َجبَ ٍل لَ َرأَ ْيتَهُ َخ ِ‬
‫اشعًا ُمتَ َ‬
‫ص ِّدعًا﴾(الحشر‪)21:‬‬

‫‪78‬‬
‫ق َعلَى أُ َّمتِي لأَ َ َمرْ تُهُ ْم‬
‫بي األكر ُم (صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم)‪« :‬لَ ْولاَ أَ ْن أَ ُش َّ‬ ‫‪ -5‬قا َل النَّ ُّ‬
‫اك ِع ْن َد ُكلِّ َ‬
‫صلاَ ٍة»‪.‬‬ ‫بِال ِّس َو ِ‬
‫علي(عليه السَّال ُم)‪« :‬أَلاَ وإنَّه لاَ يَ ْنفَ ُع ُك ْم بَ ْع َد تَضْ يِيْع ِد ْينِ ُك ْم شي ٌء َحافَ ْ‬
‫ظتُ ْم‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ -6‬قا َل اإلما ُم‬
‫ِ‬
‫َعلَ ْي ِه ِم ْن أَ ْم ِر ُد ْنيَا ُك ْم»‪.‬‬
‫‪ -7‬قا َل جريرٌ‪:‬‬
‫َولَـــــ ُزرْ ُ‬
‫ت قَب َر ِك َوال َحبِيْبُ يُـــزا ُر‬ ‫لَ ْوال ال َحياء ُ لَ َعا َدني اِستِعبــــــــا ُر‬
‫‪ -8‬قا َل أبو العتاهي ِة‪:‬‬
‫ك لَ َمـــــــــا أَقالَك‬ ‫َوأُ ِ‬
‫قســـــ ُم لَو ْ أَتا َ‬ ‫أَ َما َوللاهَ ِ إِ َّن لَهـــــــــا َرســـــوالً‬
‫‪ -9‬قا َل البُحتريُّ ‪:‬‬
‫ك َعلى ال َخ ْل ِ‬
‫ق‬ ‫َعلى ُكلِّ َح ٍّي َواِصْ طَفا َ‬ ‫ك فَضْ لاً َوبَ ْسطَةً‬ ‫أَ َما َوالَّ ِذي أَ ْعطا َ‬
‫‪ -10‬قا َل المتنبّ ّي‪:‬‬
‫ك َر َجا ُء‬
‫ضا َ‬ ‫ِم ْن بَ ْع ِد س ُْخ ِط َ‬
‫ك في ِر َ‬ ‫ان لِــي‬ ‫صا َخةُ لِل ُو َشا ِة لَ َك َ‬‫لَ ْو َما اإل َ‬
‫صرٌ‪.‬‬ ‫ق لَ ُم ْنتَ ِ‬ ‫‪ -11‬أَلاَ َّ‬
‫إن الح َّ‬
‫ك النَّاسُ ‪.‬‬‫ْيان لَهَلَ َ‬
‫‪ -12‬لَ ْوال النِّس ُ‬
‫ض َي هللاُ َع ْن َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك لَـ َر ِ‬ ‫‪ -13‬لَ ْو أَخلصْ َ‬
‫ت في عملِ َ‬

‫التمرين (‪)3‬‬

‫تحضيض)‪ ،‬ثُ َّم ُد َّل على جوابِه‪ ،‬وأَ ْع ِر ْبه‪ ،‬فيما يأتي‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫(عرض أو‬‫ٌ‬ ‫س ِّم نو َع الطَّلب‬
‫ك ﴾(طه‪)134:‬‬ ‫ت إِلَ ْينَا َر ُسولاً فَنَتَّبِ َع آَيَاتِ َ‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪﴿ :‬لَ ْولاَ أَرْ َس ْل َ‬
‫ون َم َعهُ نَ ِذيرًا ﴾(الفرقان‪)7:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪﴿ :‬لَ ْولاَ أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه َملَ ٌ‬
‫ك فَيَ ُك َ‬
‫بن أبي ربيعةَ‪:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل ُع َم ُر ُ‬
‫ان لَ ْم تَ َد ِعي لَهُ قَ ْلبَا‬
‫ص ْديَ َ‬
‫َ‬ ‫صبّا‬ ‫ت فَتَر َح ِمي َ‬ ‫هَلاّ اِرْ َع َو ْي ِ‬
‫‪ -4‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫قَ ْد َح َّدثُو َ‬
‫ك فَ َما َرا ٍء َك َم ْن َس ِم َعا‬ ‫يَا اب َْن ال ِك َر ِام أَلاَ تَ ْدنُو فَتُب ِ‬
‫ْص َر َما‬

‫‪79‬‬
‫‪ -5‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫فَتُ ْخ ِم ِدي نار َوجْ ٍد َكا َد يُ ْفنِي ِه‬ ‫ين يَا َس ْل َمى َعلَى َدنِ ٍ‬
‫ف‬ ‫لَ ْوالَ تَ ِ‬
‫عوج َ‬
‫‪ -6‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫فَتُ َشا ِه َد المأْ ُم ْو َن والمأْ ُموال‬ ‫ت إلى ال َّرس ِ‬
‫ُول َسبِيْال‬ ‫هَلاّ اِتّ َخ ْذ َ‬
‫ص المواطنون ِم ْن ُش ِ‬
‫رورها‪.‬‬ ‫ير ال ُمتفجِّر ِة فيتخلّ َ‬
‫خائر َغ ِ‬
‫الذ ِ‬ ‫ت عن َّ‬ ‫‪ -7‬أَلاَ تُبلِّغ السُّلطا ِ‬
‫ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫‪ -8‬لَ ْوال تأتِيَنا فَنُ ِ‬
‫كر َم َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت فَتَجْ نِ َي ثِ َما َر اجْ تِها ِد َ‬ ‫‪ -9‬أَ َما اجْ تَهَ ْد َ‬
‫القانون فتأْ َم َن العُقوبةَ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -10‬لَ ْو تَحْ تَ ِر ُم‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت فَيَتَّ ِس َع فِ ْك ُر َ‬ ‫‪ -11‬لَ ْوما قَ َر ْأ َ‬

‫التمرين (‪)4‬‬

‫ب والتَّأني ِ‬
‫ب‬ ‫الجمل التَّالي ِة إلى معاني ال َعتَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ض والتَّحضي ِ‬
‫ض في‬ ‫ت ال َع ْر ِ‬
‫َح ِّول معاني أدوا ِ‬
‫بب‪.‬‬‫س َ‬ ‫واللّ ْو ِم‪ْ ،‬‬
‫واذك ِر ال َّ‬
‫‪ -1‬أَال تزورُنا فَنَ ْف َر َح بِ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫‪ -2‬لَ ْو تُمارسُ الرِّ ياضةَ فيَص َّح بدنُ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫‪ -3‬لَ ْو َما تبتع ُد من النَّميم ِة‪.‬‬
‫فيتوب َعلَ ْي ُك ْم‪.‬‬
‫َ‬ ‫تتوبون إلى هللاِ‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬لَ ْوال‬
‫ك‪.‬‬‫ض ُع فيرف َع هللاُ شأنَ َ‬ ‫‪ -5‬هَلاّ تتوا َ‬
‫دخين فَتَ ْسلَ َم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬أَال تُ ْقلِ ُع ِ‬
‫عن التَّ‬

‫التمرين (‪)5‬‬

‫عبِّر ع َّما يلي لواح ٍد ِم َن المعاني اآلتية‪( :‬العرضُ ‪ ،‬أو التَّحضيضُ ‪ ،‬أو ال َعتَبُ ‪ ،‬أو‬
‫ب‪ ،‬ثُ َّم ْاذ ُكرْ نو َع‬
‫طلبي ُمناس ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫التَّأنيبُ واللَّ ْو ُم‪ ،‬أو ال َّشرطُ‪ ،‬أو االستفتا ُح والتَّنبيهُ)‪ ،‬بأسلو ٍ‬
‫ب‬
‫ب وأداتَهُ والس َ‬
‫َّبب‪.‬‬ ‫األسلو ِ‬
‫عن الـ ُم ْذنِ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫‪ -1‬العف ُو ِ‬

‫‪80‬‬
‫المظلوم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬نُصْ َرةُ‬
‫ق بِ ِه‪.‬‬ ‫بالكالم قب َل النُّ ْ‬
‫ط ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬التَّف ُّك ُر‬
‫باألخالق الكريم ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬التَّخلُّ ُ‬
‫ق‬
‫ق‪.‬‬
‫فو ِ‬ ‫الحث على التَّ ُّ‬‫ُّ‬ ‫‪-5‬‬
‫العمل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلخالص في‬
‫ِ‬ ‫‪ -6‬التَّحذي ُر ِم ْن ِ‬
‫عدم‬

‫التمرين (‪)6‬‬
‫‪ -1‬قا َل َع ْنتَ َرة‪:‬‬
‫ت َجا ِهلَةً بِما لَ ْم تَعلَ ِمي‬
‫إِ ْن ُك ْن ِ‬ ‫هَلاّ َسأ َ ْل ِ‬
‫ت ال َخ ْي َل يا اِبنَةَ َمالِ ٍك‬
‫ب الذي تض َّمنَه النَّصُّ ‪ ،‬والمعنى الذي أَفَا َده‪ ،‬ولماذا ؟‬ ‫سلوب الطَّل ِ‬
‫َ‬ ‫أ‌‪ -‬س ِّم أُ‬
‫لين) بـ ( َسأ َ ْل ِ‬
‫ت)‪ ،‬ما الذي يتغيَّ ُر في معنى الجمل ِة ؟‬ ‫ت (تَسْأ َ َ‬ ‫ْ‬
‫استبدل َ‬ ‫ب‌‪ -‬لو‬
‫ب تؤدِّي معنى (هَلاّ )‪.‬‬‫ت الطَّل ِ‬ ‫ج‌‪ -‬استعملْ أداةً ِم ْن أَدوا ِ‬
‫ت (أَ َما) بـ (هَلاّ )‪ ،‬فهلْ يتغيَّ ُر معنى الجمل ِة ؟‬ ‫ْ‬
‫استبدل َ‬ ‫د‌‪ -‬إذا‬
‫‪ -2‬قا َل اإلما ُم ال َّش ُّ‬
‫افعي‪:‬‬
‫ت اليَ ْوم َأَ ْش َع َر ِم ْن لَبِ ْي ِد‬‫لَ ُك ْن ُ‬ ‫َولَ ْوال ال ِّش ْع ُر بِال ُعلَما ِء ي ُْز ِري‬
‫وكيف يُ ْع َربُ َما بَ ْع َدها ؟‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ما المعنى الذي أَفَادته (لوال) ؟‬
‫ع بال َّد ِم)‪:‬‬
‫ت في حمل ِة التبرُّ ِ‬ ‫ع بال َّد ِم ) ‪ ( ،‬أَ َما شار ْك َ‬ ‫ك في حمل ِة التبرُّ ِ‬ ‫‪ ( -3‬أَ َما تُشار ُ‬
‫الجملتين ؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ما الذي تُفي ُدهُ (أَ َما) في‬
‫ُمل‪ ،‬تُفي ُد في األولى معنى‬ ‫ثج ٍ‬ ‫‪ -4‬استعملْ ُك ّاًل ِم ْن (لَ ْوال) و (لَ ْوما) و (لَ ْو) في ثال ِ‬
‫ب واللّ ْو ِم‪ ،‬وفي الثَّالث ِة معنى ال َّشرْ ط‪.‬‬
‫حضيض‪ ،‬وفي الثَّاني ِة معنى التَّأني ِ‬
‫ِ‬ ‫التَّ‬

‫ُمل‪ ،‬تُفي ُد في األولى معنى ال َعرْ ِ‬


‫ض‪ ،‬وفي‬ ‫ثج ٍ‬ ‫‪ -5‬استعملْ ُك ّاًل ِم ْن (أَلاَ ) و (أ َما) في ثال ِ‬
‫االستفتاح والتَّنبي ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬وفي الثَّالث ِة معنى‬
‫الثَّاني ِة معنى ال َعتَ ِ‬

‫‪81‬‬
‫س الثالث ‪ :‬ال ّتعبير ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أ َّولاً ‪ :‬التَّعبي ُر الش ُّ‬


‫َّفهي‪:‬‬
‫ك األسئلةَ اآلتيةَ‪:‬‬ ‫درِّس َ‬
‫ك و ُم ِ‬ ‫ناقِشْ م َع ُزمالئِ َ‬
‫الحاضر ْ‬
‫فقط‪ ،‬أ ْم تُ ْبنَى بتضافُ ِر ما أنج َزهُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬أَتُ ْبنَى الحضارةُ بِما يُنج ُزه أهلُها في ال َّز ِ‬
‫من‬
‫رون ؟‬
‫اآلخ َ‬ ‫لون وما يُنج ُزهُ ِ‬ ‫األ َّو َ‬
‫ك‬ ‫اآلخرين بما يُحقِّ ُ‬
‫ق لَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬أَتَعني الحداثةُ التقلي َد األَعمى‪ ،‬أ ْم تعني االنتفا َع ِم ْن تجار ِ‬
‫ب‬
‫ك؟‬
‫ك ومبا ِدئِ َ‬
‫س بثوابِتِ َ‬ ‫دون مسا ٍ‬ ‫نجاحًا وتميُّ ًزا‪ِ ،‬م ْن ِ‬
‫ْرفَ ِة ال ُم ْستَ ْهلِ ًكا ْ‬
‫فقط ؟‬ ‫تكون ُم ْنتِجًا لل َمع ِ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلنسان واالرتقا ِء بمعارف ِه ؟‬
‫ِ‬ ‫كيف تستثم ُر التِّقَانَةَ الحديثةَ في ِخدم ِة‬
‫َ‬ ‫‪-4‬‬

‫حريري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬التَّعبي ُر التَّ‬
‫ب طاعتِ ِهما إلاّ فيما ح َّر َم هللاُ تعالى‪،‬‬ ‫اكتبْ مقالاً تتكلَّ ُم فيه على مكان ِة الوال َدي ِْن ووجو ِ‬
‫ك لِتُ ْش ِر َ‬
‫ك بِي َما‬ ‫ص ْينَا الإْ ِ ْن َس َ‬
‫ان بِ َوالِ َد ْي ِه ُح ْسنًا َوإِ ْن َجاهَ َدا َ‬ ‫من قول ِه تعالى‪َ (( :‬و َو َّ‬ ‫طلِقًا ْ‬ ‫ُم ْن َ‬
‫ك بِ ِه ِع ْل ٌم فَلاَ تُ ِط ْعهُ َما))‪( .‬العنكبوت‪)8:‬‬ ‫ْس لَ َ‬
‫لَي َ‬

‫‪82‬‬
‫س الرابع ‪ :‬األدب‬
‫الدَّر ْ ُ‬
‫ال َمقَالَةُ‬
‫ط َعةٌ إنشائيّةٌ طويلةٌ تُ ْكتَبُ نَ ْثرًا‪ ،‬تُعالِ ُج‬‫ال َمقَالَةُ ِهي إحدى أ ْن َواع فَنِّ النَّ ْث ِر‪َ ،‬و ِه َي قِ ْ‬
‫ِ‬
‫أنواع كثير ٍة و ُمتع ّدد ٍة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‪ .‬تُقَ َّس ُم ال َمقَالَةُ َعلى‬
‫موضوعًا ُمعيّنًا ِم ْن ِوجْ ه ِة نَظَ ِر ال َكاتِ ِ‬
‫ت ارتباطًا وثيقًا بالصَّحاف ِة الَّتي‬ ‫ت المقالةُ في اآلدا ِ‬
‫ب األوروبيَّ ِة الحديث ِة‪ ،‬وارتبط ِ‬ ‫نشأ ِ‬
‫تطوراألنشط ِة الفكريَّ ِة وال ِع ْلميَّ ِة والثَّقافيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫عصر النَّهض ِة‪ ،‬وما واكبَها ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ازدهرت في‬
‫ت‪.‬‬
‫ت ال ُمختلِف ِة ال ُموضوعا ِ‬ ‫والسِّياسيَّ ِة‪ ،‬الَّتي أ َّدت إلى تزاي ِد َع َد ِد الصُّ ح ِ‬
‫ُف وال َم َجلاَّ ِ‬
‫الفرنسي (مونتيني) (‪ُ )1592-1523‬منش َئ المقال ِة الحديث ِة‪ ،‬الَّتي‬
‫ُّ‬ ‫ويُ َع ُّد الكاتِبُ‬

‫عرفَها العربُ في نهاي ِة القَرْ ِن التَّاس َع عش َر و َم ِ‬


‫طلع القَرْ ِن العشرين بَ ْع َد إنشا ِء الصُّ ح ِ‬
‫ُف‬
‫لالستعمار‪ ،‬فضلاً‬
‫ِ‬ ‫ض ِة‬
‫ت ال ُمنا ِه َ‬ ‫ِّياسي‪ ،‬وظُه ِ‬
‫ُور الحركا ِ‬ ‫شاط الس ِّ‬ ‫وال َم َجلاَّ ت‪ ،‬وتزايد النَّ ِ‬
‫عليم في الب ُْل ِ‬
‫دان العربيَّ ِة‪ ،‬سواء أكان ذلك‬ ‫وانتشار التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫َع ْن تزاي ِد أعدا ِد ُد َعا ِة النَّهض ِة‬
‫طريق البَ ْعثَا ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمن‬ ‫المدارس أم باالتِّ ِ‬
‫صال بالغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بازديا ِد عد ِد‬
‫ت اآلدابُ العربيَّةُ قدي ًما فَنًّا ُمشابِهًا للمقال ِة‪ ،‬هُ َو (فَ ُّن الر ِ‬
‫َّسائل)‪ ،‬وفيه يتناو ُل‬ ‫وقد عرف ِ‬
‫الكاتبُ موضوعًا بعينِه على نح ٍو ُمو َج ٍز‪.‬‬
‫نوعني‪ ،‬ذاتيَّ ٌة وموضوعيَّةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واملقال ُة على‬
‫ي الَّذي يَش ُّع بالعاطف ِة‬
‫األسلوب األدب َّ‬
‫َ‬ ‫فالمقالةُ الذاتيَّةُ‪ ،‬وتُس َّمى أ ْيضًا (األدبيَّة) تعتم ُد‬
‫ويستن ُد إلى الصُّ َو ِر الفنيَّ ِة‪ ،‬أ َّما المقالةُ الموضوعيَّةُ‪ ،‬وتُس َّمى أيضًا(ال ِع ْلميَّة)‪ ،‬فتُ ْعنَى‬
‫الواضح‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي‬
‫ِّ‬ ‫العرض‬
‫ِ‬ ‫علمي‪ ،‬وتحرصُ على التَّقي ِد بأسلو ِ‬
‫ب‬ ‫ٍّ‬ ‫موضوع‬
‫ٍ‬ ‫بعرض‬
‫ِ‬
‫واستخراج النَّ ِ‬
‫تائج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وتقديم ال ُمقَدِّما ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫ومشاعره وتجاربِه‪ ،‬والبُ ْع ِد ِم َن‬
‫ِ‬ ‫أفكار كاتبِها‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ويُش ْت َرطُ في المقال ِة األدبيَّ ِة ْ‬
‫أن تُ َعبِّ َر ْ‬
‫ص ْنع ِة‪.‬‬ ‫التَّ َكلُّ ِ‬
‫ف وال َّ‬

‫‪83‬‬
‫الموضوع‪ ،‬ووضو ُح الفكر ِة‬
‫ِ‬ ‫أ َّما خصائصُ المقالة األدبية‪ ،‬فهي ال َوحْ دةُ في‬
‫فتكون كلُّ فكر ٍة ممهِّدةً للفكر ِة‬
‫ُ‬ ‫لألفكار؛‬
‫ِ‬ ‫والمنطقي‬
‫ُّ‬ ‫المعروض ِة‪ ،‬والتَّرتيبُ المتسلس ُل‬
‫األلفاظ‬
‫ِ‬ ‫تضمين‬
‫ِ‬ ‫تكون نتيجةً للفكر ِة الَّتي تسبقُها‪ ،‬واالبتعاد من‬
‫ُ‬ ‫الَّتي بعدها‪ ،‬و أيضا‬
‫الغريب ِة‪ ،‬وغير المفهوم ِة من النص األدبي‪.‬‬

‫عل ّي جواد الطَّاهر‪:‬‬


‫في عام ‪ُ 1919‬ولِ َد ال ّدكتو ُر عل ّي جواد الطّاهر في ِ‬
‫الحلَّ ِة‪ ،‬وتلقَّى فيها تعلي َمه‬
‫دار ال ُم َعلِّ ِ‬
‫مين العالي ِة‪،‬‬ ‫ليدرس بَ ْع َد َذلِ َ‬
‫ك اللغةَ العربيَّةَ وآدابَها في ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ثُ َّم الثَّانويَّ‪،‬‬
‫االبتدائ َّ‬
‫البصير‪ ،‬والدكتور‬
‫ِ‬ ‫كتور ُمح َّمد مهدي‬
‫ِ‬ ‫عصره ‪ ،‬مثل ال ُّد‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫متتل ِم ًذا لِكبار علما ِء العربيَّ ِة في‬
‫األعالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلاَّ مة مصطفى جواد‪ ،‬واألستاذ طه الرَّاو ِّ‬
‫ي وغيرهم ِم َن‬
‫عصره‪ ،‬إذ النَّق ُد ميدانُهُ‬
‫ِ‬ ‫يُ َع ُّد عل ّي جواد الطاهر واحدًا ِم ْن أه ِّم النُّقا ِد وال ُمحقِّ َ‬
‫قين في‬
‫راز‬
‫ط ِ‬ ‫الميادين األدبيَّ ِة‪ ،‬فضلاً َع ْن أنَّه كاتبُ َمقال ٍة أدبيَّ ٍة ِم َن ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫األرحبُ واأله ُّم ِم ْن ِ‬
‫بين‬
‫ف‬‫والقديم على نَحْ ٍو ُم ْن َس ِج ٍم ُمتآلِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ث‬
‫بين الحدي ِ‬‫وسائر أدبِ ِه َ‬
‫ِ‬ ‫األ َّو ِل؛ ْإذ يُزاو ُج في مقاالتِ ِه‬
‫ئ ويَ ُحثُّه على االستمراريَّ ِة في قراء ِة النَّصِّ ‪.‬‬
‫يجذبُ القار َ‬
‫في عام ‪ 1954‬حا َز درجةَ ال ُّدكتوراه ِم ْن جامع ِة السُّوربون في فرنسا‪ .‬تُوفِّي في‬
‫بغدا َد عام (‪.)1996‬‬
‫ب الكثير ِة؛ والسيَّما المقال ِة‪ ،‬منها‪( :‬أساتذتي ومقاالتي)‪،‬‬
‫ت األد ِ‬ ‫له مؤلَّ ٌ‬
‫فات في مجاال ِ‬
‫األدبي) الَّذي اخترنا ل َ‬
‫ك ِمنه هذه المقالةَ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫األفق‬
‫ِ‬ ‫ضيِّ ُ‬
‫ق)‪ ،‬و(ورا َء‬ ‫و(البابُ ال َّ‬

‫‪84‬‬
‫(للدرس)‬ ‫الج ِد ْي َد ‪ ...‬وأنْ تَ ْق ُد َر َعلَ ْيه !‬ ‫فَ ْر ٌ‬
‫ق بَ ْي َن أنْ تَ َّد ِع َي َ‬
‫ض ْ‬
‫ت‬ ‫ت َوا ْنقَ َ‬ ‫ف إ ْع َجابُهُ ِع ْن َد أُ ُم ْو ِر َم َ‬
‫ض ْ‬ ‫ت‪َ ،‬ولَي َ‬
‫ْس فِ ْينَا َم ْن يَقِ ُ‬ ‫لَي َ‬
‫ْس فِ ْينَا َم ْن ي ُِحبُّ ال َم ْو َ‬
‫ان‪َ ،‬ويَطب ُع التَّاري ُخ‬
‫أن يَ ُك ْو َن َع ِظ ْي ًما‪َ ،‬كبِ ْيرًا‪ ،‬يُ َشا ُر إلَيْه بِالبَنَ ِ‬ ‫‪ ..‬ثُ َّم لَي َ‬
‫ْس فِ ْينَا َم ْن ال يَ َو ُّد ْ‬

‫ْق َم َع التَّجْ ِو ْي ِد واإل ْب َد ِ‬


‫اع ‪.‬‬ ‫ف لَهُ النَّاسُ بِفَضْ ِل ال َّسب ِ‬
‫بَطَابِ ِعه فَيَ ْعتَ ِر ُ‬
‫فاضلاً فِي َذلِ َ‬
‫ك‪َ ،‬كر ْي ًما حك ْي ًما‪ .‬قَ ْد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ظام نَ ِخ َر ٍة َويَحْ َسبُ نَ ْفسه‬
‫َوقَ ْد يَ ْع َجبُ بَ ْعضُنا بِ ِع ٍ‬
‫ضرْ ٍ‬
‫ب‬ ‫ان‪َ .‬وتَمرُّ بِ َ‬ ‫ت اإل ْن َس ِ‬‫صفا ِ‬ ‫كون ِم ْن ِ‬
‫أن يَ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫عليل؛ َّ‬
‫ألن األم َر ي ُْو َش ُ‬ ‫ب إلى التَّ ِ‬
‫َولاَ ُم ْو ِج َ‬
‫ف فِ ْيهَا الفِ ْك ُر َويَش ُل‬‫ور يَكا ُد يَتَوقَّ ُ‬
‫حاالت ِم َن الفُتُ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِم َن البَ َش ِر‪ ،‬فِي َعصْ ٍر ِم َن ال ُعص ُْو ِر‪،‬‬
‫ت‪َ ،‬و َما بَقِ َي ِم ْنهَا َحيًّا يَتَ َشب ُ‬
‫َّث‬ ‫ٌ‬
‫أموات فِي األموا ِ‬ ‫كأن النَّ َ‬
‫اس فِ ْيهَا‬ ‫اإلبداع‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الذكا ُء ويُضوى‬
‫اج األقَ ِ‬
‫دمين‪.‬‬ ‫بِال ِعظَ ِام‪َ ،‬ويَتَ َعلُّ ُ‬
‫ق بِنَتَ ِ‬
‫أو ِستَّةَ قُر ُْو ٍن‪ ،‬ول ِكنَّهَا البُ َّد ِم ْن ْ‬
‫أن تَصْ ُح َو‬ ‫َوقَ ْد تَنَا ُم األ َّمةُ‪ ،‬علَى هَ َذا‪ ،‬قَرْ نًا ْ‬
‫أو قَرْ نَي ِْن ْ‬
‫اج َعها‪َ ،‬ويَ ِه ُّز ِكيْانَها فَيَ ُ‬
‫كون إيْذانًا بِ َج ِد ْي ٍد تَتَ َ‬
‫ضافَ ُر أ ْسبَابُه‬ ‫ض ِ‬ ‫يَ ْو ًما َعلَى َد ِويٍّ يَقِضُّ َم َ‬
‫ف بِال َحا َج ِة إلَيْه األ ْكثَر َ‬
‫ُون‪.‬‬ ‫طلَبًا ي ُِر ْي ُده األ ْكثَر َ‬
‫ُون‪ ،‬ويَ ْعتَ ِر ُ‬ ‫وتَتَسانَ ُد َعوا ِملُه فَيُصْ بِ ُح َم ْ‬

‫قوماتُه‪ .‬إنَّه يُري ُد َك َذا في‬ ‫نَحْ ُن‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬في َعصْ ٍر َج ِد ْي ٍد‪َ ،‬ولِهَ َذا ال َعصْ ُر ُم ْقتضياتُه و ُم ِّ‬
‫َّ‬
‫ولكن‬ ‫واالجتماع‪َ ،‬و َك َذا فَي الفَنِّ واألَ َد ِ‬
‫ب‪ .‬إنَّه يُري ُد ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َم ْس َك ِن وال َمأْ َك ِل ‪َ ،‬و َك َذا في السِّياس ِة‬
‫ق هَ ِذ ِه األُ ْمنِيةَ‪ .‬أيَ ْستَ ِط ْي ُع َذلِ َ‬
‫ك ُكلُّ َم ْن طَلَبَهُ ؟ أيَ ْستَ ِط ْيعُه ا ْنتِهَ ِ‬
‫ازيٌّ‬ ‫ال َمسألةَ تَ ْبقَى فِي َم ْن يُ َحقِّ ُ‬
‫اع ؟ أيَ ْستَ ِط ْيعُه إ ْن َس ٌ‬
‫ان َكثِ ْي ُر‬ ‫لَهُ حا َّسةٌ قَ ِويَّةٌ فِي ال َّش ِّم ُد ْو َن ْ‬
‫أن تَ ُك ْو َن لَهُ القُ ْد َرةُ علَى اإل ْب َد ِ‬
‫اح‪َ ،‬كثِ ْي ُر الحُبِّ لِنَ ْف ِسه‪َ ،‬كثِ ْيرُالتَّ ْف ِكي ِْر فِي أَ ْن يُ ْد َعى ُم َج ِّددًا ؟‬ ‫ال ِّ‬
‫ط َم ِ‬
‫الن وفُ ٌ‬
‫الن َملِيًّا فِي األ ْم ِر‪،‬‬ ‫إن ُك َّل َما فِي ال َج ِّو يَ ْد ُعو إلى ال َج ِد ْي ِد َويَرْ هَصُ لَهُ‪ .‬وفَ َّك َر فُ ٌ‬
‫َّ‬
‫صريح بِ ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأطَاال التَّ ْف ِك ْي َر َو ْ‬
‫اختَلَ َسا َما لِآل َخ ِري َْن‪َ ،‬وتَ ْبنَّيَا َما لَ ْم يَجْ ر ُِؤ اآل َخر ُْو َن َعلَى التَّ‬
‫تُ َرى َما َذا ي ُِر ْي ُد النَّاسُ اليَ ْو َم ؟ لَقَ ْد َملُّوا القَ ِد ْي َم‪َ ،‬و َخلَبَهُم َج ِد ْي ُد َغي ِْر ِهم ‪ .‬فَلِ َم لاَ نَ ْهتَبِ ُل‬
‫أن‬ ‫صةَ ؟ قَ ْد نَ ُك ْو ُن فَاقِ ِدي ال َما َّد ِة الَّتي تُ ْو ِ‬
‫صلُنَا إلَى ال َج ِد ْي ِد ال ُم ْنتَظَ ِر‪َ ،‬ولَ ِكنَّنَا نَ ْستَ ِط ْي ُع ْ‬ ‫الفُرْ َ‬
‫أن نَ ْستَ ْولِي َعلَى لَقَبِ ِه َونَ ْستَحْ ُو ُذ َعلَى َمجْ ِد ِه ‪َ .‬و ْليَ ُك َن بَ ْع َد‬
‫نَتَ َمتَّ َع بِ َم َكانَ ِة ال ُم َج ِّد ِد ال َحقِ ْيقِ ِّي َك ْ‬

‫‪85‬‬
‫ال‪َ ،‬وال ُّدنيا تُ ْؤ َخ ُذ غَلاَ با‪َ ،‬و َسيَ ْبقَى لَنَا‬
‫ان َعلَى ُكلِّ َح ٍ‬
‫ك َما يَ ُك ْو ُن َو َما َذا يَ ُك ْو ُن ؟ إنَّنَا َرابِ َح ِ‬
‫َذلِ َ‬
‫ْس هَ َذا بِالقَلِي ِْل‪.‬‬ ‫فَضْ ُل التَّ ْب ِكي ِْر َوال َّسب ِ‬
‫ْق َوالرِّ يَا َد ِة‪َ ،‬ولَي َ‬
‫اس بِ َح ْذ ٍ‬
‫ق‪َ ،‬و َع َرفَا ِم ْن أي َْن تُ ْؤ َك ُل‬ ‫ْض النَّ ِ‬
‫ف َجيِّدًا‪َ ،‬و َجسَّا نَب َ‬ ‫الن َوفُ ٌ‬
‫الن ال َم ْوقِ َ‬ ‫س فُ ٌ‬
‫َد َر َ‬
‫ان القَ ِد ْي َم‬ ‫ْش فُ َرصٌ ‪َ ،‬و َرا َحا يَ َّد ِعيَ ِ‬
‫ان التَّجْ ِد ْي َد َويُجْ رِّ َد ِ‬ ‫أن ال َعي َ‬ ‫ان َّ‬ ‫ف‪ ،‬فَ َش َّم َرا َوهُ َما يَ ْعلَ َم ِ‬‫ال َكتِ ُ‬
‫ات َدلاَ لَ ٍة‬‫ت َذ َ‬ ‫ت َداللَ ٍة؛ ألنَّها لَ ْو كانَ ْ‬ ‫ت بِ َذا ِ‬‫ص ُورًا لَ ْي َس ْ‬‫ان لِ ْل َج ِد ْي ِد ُ‬
‫ض ْيلَ ٍة‪َ ،‬ويَرْ ُس َم ِ‬ ‫ِم ْن ُكلِّ فَ ِ‬
‫ْف ‪ ..‬بَلْ‬ ‫ان ال َّزي ُ‬ ‫س األ َساسُ ‪َ ،‬وبَ َ‬ ‫س لَ ُد ِر َ‬
‫ات أسا ٍ‬ ‫ت َذ َ‬ ‫ت‪َ .‬ولَ ْو َكانَ ْ‬ ‫ض َح ْ‬ ‫ت َوفُ ِ‬ ‫لَفُ ِه َم ْ‬
‫ت َونُ ْوقِ َش ْ‬
‫ْ‬
‫اض‪ .‬ألَ ْم يُ ْب ِه ِم الغَرْ بُ ؟ ألَ ْم يُ ْغ ِمضْ ؟‬ ‫إن ال َعصْ َر ال َج ِد ْي َد يَطلُبُ اإل ْبهَا َم َويَ ْد ُعو إلَى اإل ْغ َم ِ‬ ‫َّ‬
‫طلُبُ َم ْن يَ ْخ َد ُعه بِهَ َذا ال َج ِد ْي ِد‪َ ،‬ويَرْ تَا ُح‬ ‫ات يَ ْ‬ ‫إن ال َعصْ َر ِم َن ال َجه ِْل بِ ُك ْن ِه ال َج ِد ْي ِد بِ َحي ُ‬
‫ْث بَ َ‬ ‫بَلْ َّ‬
‫َّج ْي َج فِي‬ ‫ت الفِ ْل َسفِيَّ ِة الَّتي يَجْ هَلُهَا‪َ ،‬ويِ ِه ْي ُم بِاأل ْس َما ِء الَّتي أثَا َر ِ‬
‫ت الض ِ‬ ‫َكثِ ْيرًا لل ُمصْ طَلَ َحا ِ‬
‫بِال ِدهَا‪.‬‬
‫إنَّها َمسْألةُ َحاج ِة َعصْ ٍر‪َ ،‬و َر ْغبةٌ فِي ا ْستِ ِ‬
‫غالل ال َحا َج ِة‪َ .‬وتَقُ ْو ُم هَ ِذه ال َّر ْغبةُ أ َّو َل َما‬
‫ث– لَس ُْو ِء ال َح ِّ‬
‫ظ– ْ‬
‫أن‬ ‫ق‪َ ،‬وتَتَّ ِس ُم‪ ،‬أ َّو َل َما تَتَّ ِس ُم‪ ،‬بِ َش ْع َوذ ٍة َر ِهيب ٍة‪َ .‬ويَحْ ُد ُ‬ ‫تَقُ ْو ُم َعلى ُخ ْب ٍ‬
‫ث َعمي ٍ‬
‫أن ال َّر ْغبةَ َوحْ َدها ال‬
‫ظ ْ‬‫ث بَ ْع َد َذلِك – لِ ُحس ِْن ال َح ِّ‬ ‫تَنج َح ِم ْث ُل هَ ِذه ال َّر ْغب ِة‪َ ،‬و َّ‬
‫لكن الَّذي يَحْ ُد ُ‬
‫أن َح ْب َل ال َّشعوذ ِة ال يَ ْمتَ ُّد طَويالً‪ ،‬فيأتِي يَ ْو ٌم يَ ْنظ ُر النَّاسُ فِي حالِهم‪ ،‬وفِي‬ ‫تَ ْفع ُل َش ْيئًا‪َ ،‬و َّ‬
‫رون أنَّه َس ْقطٌ َوتَ ْشويهٌ‪ ،‬وأنَّه َعقَبَةٌ تُ ِّ‬
‫ؤخ ُر ِم ْن َميال ِد‬ ‫هَ ِذا الَّذي يُقَ َّد ُم إلَ ْي ِهم َعلى أنَّه َج ِد ْي ٌد‪ ،‬فَيَ َ‬
‫ال َج ِد ْي ِد ال ُم ْنتَظَ ِر ‪..‬‬
‫يُ ْفتَ ُح البابُ علَى ِمصْ َراع ْي ِه َويَ ْخ ُر ُج ِم ْنهُ القَا ِد ُر علَى ال َج ِد ْي ِد‪ ،‬الصَّا ِد ُ‬
‫ق فِيه‪ ،‬ال ُم َؤهَّ ُل‬
‫َّفحات ال ُم َش َّوهةُ السَّابِقةُ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫طوى الص‬ ‫لَه ‪ ..‬فَيُ َميِّ ُز النَّاسُ – ِحينئ ٍذ– بَي َْن َج ِد ْي ٍد َو َج ِد ْي ٍد‪ ،‬فَتُ ْ‬

‫اضي‬‫ت إلى ال َم ِ‬ ‫كأن لَ ْم تَ ُك ْن‪َ ،‬ويَ َرى النَّاسُ فِي ال َج ِد ْي ِد ال َج ِد ْي َد َما يَح ُْو ُل ُد ْو َن االلتِفا ِ‬ ‫َو ْ‬
‫دار َما يَ ْقتَضي اله ُْز ُء َوتد ُعو الس ُّْخريةُ‪ .‬ويَ ْكفي أه َل ال َم ِ‬
‫اضي‬ ‫ب‪ ،‬وإ َذا التَفَتُوا فَبِ ِم ْق ِ‬
‫القَ ِر ْي ِ‬
‫ال ُم َش َّو ِه هَ ِذ ِه الع ُْزلَةُ الَّتي يُعانونَها‪ ،‬فَ َما هُ ْم ِم َن القَ ِدي ِْم‪َ ،‬و َما هُ ْم ِم َن الرُّ َّوا ِد‪ ،‬إنَّهُم ِم ْن َس ْق ِط‬
‫ك َعبْرةٌ لِ َم ِن ا ْعتَبر ‪.‬‬
‫اع‪ ،‬وفِي َذلِ َ‬
‫ال َمتَ ِ‬

‫‪86‬‬
‫التعليق النقدي‪:‬‬
‫عنوان ال َمقال ِة يظه ُر موضو ُعها الَّذي أرا َد ال َّدكتو ُر عل ّي جواد الطَّاه ُر‬
‫ِ‬ ‫ابتدا ًء ِم ْن‬
‫القديم والجدي ِد مسألةٌ قديمةٌ متجدِّدةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الصِّراع بين‬
‫ِ‬ ‫ضه ومناقشتَهُ‪ ،‬فمسألةُ‬ ‫عر َ‬
‫يركبون ه ِذ ِه‬
‫َ‬ ‫بعض ُم َّدعي التَّجدي ِد ِم َّمن‬
‫ِ‬ ‫زيف‬
‫ِ‬ ‫فالفكرةُ الرَّئيسةُ لهذه ال َمقال ِة هي ُ‬
‫بيان‬
‫خصي‪ ،‬وال ُّشهرة على ِحسا ِ‬
‫ب الحقيق ِة‪ ،‬وهُم إنَّما يَلجْ ؤون‬ ‫ِّ‬ ‫حقيق ال َمجْ ِد ال َّش‬
‫ِ‬ ‫ال َم ْوجةَ بُغية تَ‬
‫أ َّوال إلى اله ُْز ِء بِ ِ‬
‫القديم وال َّدعو ِة إلى تر ِك ِه وتشوي ِه ِه‪.‬‬
‫تكون بِطَع ِ‬
‫ْن‬ ‫َ‬ ‫لن‬‫للناس‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫افع‬ ‫أن الطَّاه َر يُبي ُِّن َّ‬
‫أن ال َّدعوةَ إلى الجدي ِد الحقيق ِّي النَّ ِ‬ ‫غي َر َّ‬
‫وقديم‬
‫ٍ‬ ‫القديم الَّذي هُ َو أصلُه وأُسُّه الَّذي يستنِ ُد إليه‪ ،‬فَهُما يَتَضافَ ِ‬
‫ران َمعًا‪ ،‬فَلَيْس ُكلُّ جدي ٍد‬ ‫ِ‬
‫دابر ِه‪ ،‬فَ َما هُ َو جدي ٌد اليو َم سيُصب ُح‬
‫وقطع ِ‬
‫ِ‬ ‫تعارضين‪َ ،‬ولَيْس ُكلُّ ٍ‬
‫قديم ِسيِّئًا البُ َّد ِم ْن نب ِذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ُم‬
‫قدي ًما غدًا‪ ،‬وه ِذ ِه ِهي ُسنَّةُ الحيا ِة‪.‬‬
‫ستكون عواقِبُهم التَّأريخيَّةُ‬ ‫ح ُم َّد ِعي التَّجدي ِد ِم َّم ْن‬ ‫وقَ ْد َع َر َ َّ‬
‫ُ‬ ‫ض الطا ِه ُر ه ِذ ِه الفِكرةَ لِفَضْ ِ‬
‫ك يد ُعو إلى التَّ َمه ُِّل في قَب ُْو ِل ما يبدو جديدًا؛‬
‫الحقيقي‪ .‬وهُو بِ َذلِ َ‬
‫ُّ‬ ‫وخيمةً ْ‬
‫إن ظَهَ َر الجدي ُد‬
‫إن طَ َع َن فِي التُّرا ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫والسيَّما ْ‬

‫األدبي ف ِهي هنا ُمتَحقِّقةٌ جميعُها‪ِ ،‬م ْن َوحْ د ِة ال َم ْوض ِ‬


‫ُوع‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المقال‬
‫ِ‬ ‫أ َّما َخصائصُ‬
‫لألفكارال َمعْروض ِة‪َ ،‬وقَ ِد ابتَ َع َد ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫والمنطقي‬
‫ِّ‬ ‫سلسل‬
‫ِ‬ ‫ُوح الفِ ْكر ِة‪ ،‬والتَّرتي ِ‬
‫ب ال ُمتَ‬ ‫و ُوض ِ‬
‫األفهام واضحةَ‬ ‫ِ‬ ‫ت المقالةُ َسهْلةً على‬
‫وغير المفهوم ِة فجا َء ِ‬
‫ِ‬ ‫األلفاظ الغريب ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تضمين‬
‫ِ‬
‫البيان‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪87‬‬
‫أسئلة المناقشة‪:‬‬
‫تعريف ال َمقال ِة؟ و َم ْن ُمنش ُ‬
‫ئ ال َمقال ِة في ال َعصْ ِر الحد ْي ِ‬
‫ث؟‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -1‬ما‬
‫بإيجاز‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ع ال َمقال ِة؟ تح َّد ْ‬
‫ث َعنها‬ ‫‪َ -2‬ما أ ْن َوا ُ‬
‫‪َ -3‬ما َعالقةُ نُشو ِء ال َمقال ِة بالصَّحاف ِة؟‬
‫‪َ -4‬ما خصائِصُ ال َمقال ِة األدبيَّ ِة؟‬
‫وأين؟‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬متَى ُولِ َد ال ُّدكتو ُر عل ّي جواد الطَّاهرُ‪،‬‬
‫ُنوان؟‬ ‫اهر؟ َوهَلْ َ‬
‫كان ال ُمحتوى ُمتناسبًا َم َع هذا الع ِ‬ ‫وان َمقال ِة الطَّ ِ‬
‫‪َ -6‬ما ُع ْن ُ‬
‫خصائص ال َمقال ِة؟‬
‫ِ‬ ‫ْث تُحقُّ ُ‬
‫ق‬ ‫اهر ِم ْن َحي ُ‬‫ك بِ َمقال ِة الطَّ ِ‬
‫‪َ -7‬ما رأيُ َ‬

‫‪88‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة العاشرة‬
‫الثاني‬
‫سنَ ُة‬
‫السيرة ُ احل َ َ‬
‫ِّ‬

‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫ب والسُّخري ِة والنَّميم ِة‬
‫ان وال َك ِذ ِ‬
‫ت‪ ،‬كال ِغ ْيبَ ِة والبُ ْهتَ ِ‬ ‫ك ّ‬
‫أن كثيرًا ِم َن اآلفا ِ‬ ‫اليَ ْخفَى علي َ‬
‫ت اللِّ ِ‬
‫سان ومفاس ِد ِه التي تُبع ُد‬ ‫وغيرها‪ ،‬إنَّما ه َي ِم ْن آفا ِ‬ ‫ِ‬ ‫دال وال ِمرا ِء‪ ،‬والفُحْ ِ‬
‫ش‬ ‫والج ِ‬ ‫ِ‬
‫سران‪.‬‬
‫َ‬ ‫اإلنسان ِم َن هللاِ سبحانَه وتعالى‪ ،‬وتُسبِّبُ له ال ُخ‬
‫َ‬

‫ض َّمنةُ‬
‫الـ َمفَاهي ُم الـ ُمتَ َ‬
‫مفاهي ُم أخالقيَّةٌ‬
‫مفاهي ُم تربويَّةٌ‬
‫مفاهي ُم لُغويَّةٌ‬
‫مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬
‫مفاهي ُم نقديَّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫ق؟ َوضِّ حْ ذلك ‪.‬‬ ‫‪ -‬هَلْ َحثّت الشرائع السَّماويّةُ على حُسن ال ُخلُ ِ‬
‫ك بِ ُحسْن ال ُخلُ ِ‬
‫ق َد َرجةَ‬ ‫بي مح َّم ٌد (صلّى هللاُ عليه وآله وسلَّم) ّ‬
‫(إن ال ُمؤ ِم َن يُ ْدر ُ‬ ‫‪ -‬قال النَّ ُّ‬
‫َّائم القَ ِ‬
‫ائم)‬ ‫الص ِ‬
‫ث النَّبويِّ ال َّش ِ‬
‫ريف؟‬ ‫‪ -‬ماذا تفهم من هذا الحدي ِ‬

‫‪89‬‬
‫اإليـمان‬
‫ِ‬ ‫السيرة ِمنَ‬
‫سنُ ِّ‬
‫ح ْ‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ُ :‬‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫باألخالق الفاضل ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫راب هذه األرض‪ ،‬وهو ُمز َّو ٌد‬ ‫اإلنسان تُ َ‬
‫ِ‬ ‫ت قد ُم‬ ‫من ُذ ْ‬
‫أن َو ِطئَ ْ‬
‫بالفضائل ُكلِّها‪ ،‬لكي يص َل إلى الغاي ِة التي‬ ‫ِ‬ ‫ومأمو ٌر ِم َن هللاِ سُبحانَهُ وتَ َعالى بالتَّحلِّي‬
‫ت ْال ِج َّن َوالإْ ِ نس َإِلاَّ‬
‫ق ِم ْن أجلِها‪ ،‬وهي عبادةُ هللاِ الواح ِد األح ِد‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َخلَ ْق ُ‬ ‫ُخلِ َ‬
‫ون﴾‪(.‬الذاريات ‪)56‬‬ ‫لِيَ ْعبُ ُد ِ‬
‫ومن ُمقتضيات‬ ‫األرض‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ازم الحيا ِة الصَّحيح ِة على‬ ‫األخالق ِم ْن لَ َو ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫فصارت مكار ُم‬
‫اإلنسان غايةً لها‪ ،‬ودعا األنبيا ُء‬
‫ِ‬ ‫ت ال َّشرائ ُع السَّماويَّةُ كما َل‬ ‫الرِّ ْف َع ِة والطَّهَار ِة‪ ،‬فجعل ِ‬
‫الخاتم ُمح َّم ٍد (صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) إلى إرشا ِد البشريَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫(عليهم السَّال ُم) ِم ْن آد َم إلى‬
‫اإليمان‬
‫ِ‬ ‫ص ُل َم ْن يتحلَّى بها إلى‬‫لضمان سير ٍة حسن ٍة تُ ْو ِ‬
‫ِ‬ ‫األخالق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مكارم‬
‫ِ‬ ‫وتربيتِها على‬
‫ب نواهي ِه‪.‬‬ ‫وااللتزام بأوامر ِه وتجنُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫باهللِ تعالى‬
‫أضحت محطَّ ٍ‬
‫فخر‬ ‫ْ‬ ‫ال حميد ٍة كثير ٍة‪،‬‬ ‫صف العربُ قدي ًما قب َل البَعث ِة النَّبويَّ ِة بِخ َ‬
‫ص ٍ‬ ‫وق ِد اتَّ َ‬
‫الملهوف‬
‫ِ‬ ‫ق واألمان ِة وإغاث ِة‬ ‫بالكرم وال َّشجاع ِة والصِّ ْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫معروفين‬
‫َ‬ ‫واعتزاز‪ ،‬فكانوا‬
‫ٍ‬
‫بي ُم َح َّم ٌد(صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) إلاّ لِيُت ِّم َم هذ ِه‬ ‫ث النَّ ُّ‬
‫المستجير بهم‪ ،‬لذا ل ْم يُ ْب َع ِ‬
‫ِ‬ ‫وإجار ِة‬
‫شذ عنها‪،‬‬ ‫ب ما َّ‬ ‫ق الحميدةَ وي ّ‬
‫ُهذ َ‬ ‫األخال َ‬
‫ص‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫أثنا‬ ‫في‬
‫ت لأِ ُت ِّم َم مكار َم‬ ‫ْإذ قا َل‪« :‬إنَّما بُ ِع ْث ُ‬
‫ق الفاضلةُ ال ترتبطُ‬ ‫ُحس ُْن السِّير ِة واألخال ُ‬ ‫حث(صلَّى هللا عليه‬ ‫َّ‬ ‫األخالق»‪ .‬وقد‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬بلْ‬ ‫َّ‬
‫األخالق الحسن ِة بشريع ٍة سماويَّ ٍة ُمحدد ٍة ه َي غاية الش ِ‬
‫رائع‬
‫ِ‬ ‫وآل ِه وسلَّم)على‬
‫ت ال َّشريعةُ‬ ‫ّ السَّماويَّ ِة جمعا َء‪،‬وعندما جاء ِ‬
‫الق‪ ،‬فإن‬ ‫األخ ِ‬ ‫كار ِم ْ‬‫بقوله‪َ « :‬علَي ُكم ب َم ِ‬
‫ْ‬
‫ق وهذبت ما‬ ‫َّ‬ ‫ك األخال َ‬ ‫ْ‬
‫اإلسالميَّة أت َّمت تل َ‬ ‫ُ‬
‫وإن ِمن‬ ‫َّ‬ ‫هللاَ ع َّز وج َّل بَعثَني بها‪،‬‬
‫ك‬ ‫ك َم َع ُمدرِّس َ‬ ‫ث َع ْن َذلِ َ‬ ‫انحرف منها‪ .‬تح َّد ْ‬ ‫َ‬
‫أن يَ ْعفُ َو ال ّر ُج ُل َعم ْن‬ ‫الق ْ‬ ‫كار ِم ْ‬
‫األخ ِ‬ ‫َم ِ‬
‫َّ و ُزمالئك‪.‬‬
‫ص َل َمن‬ ‫ظَل َمهُ‪ ،‬ويُعْط َي َمن َحر َمهُ‪ ،‬ويَ ِ‬
‫وأن يَعو َد َمن اليَعو ُدهُ»‪.‬‬ ‫قَط َعهُ‪ْ ،‬‬
‫مسلمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫وإن كانوا غي َر‬ ‫اآلخرين ْ‬
‫َ‬ ‫حذر نبيُّنا الكري ُم ِم ْن ظُ ِلم‬ ‫إيَّاكم إيَّاكم ِم َن ُّ‬
‫الظ ِلم‪ ،‬فق ْد َّ‬
‫دون هللاِ ع َّز وجلَّ»‪.‬‬
‫كافر‪ ،‬فإنَّه لها ِحجابٌ َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫كانت ِم ْن‬ ‫المظلوم‪ْ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ِ‬ ‫بقولِ ِه‪« :‬إيَّاكم ودعوةَ‬

‫‪90‬‬
‫اإليمان‪ ،‬وهو ال َّدالُّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قرين‬ ‫ق إلى هللاِ‪ ،‬فال ُخلُ ُ‬
‫ق الح َس ُن‬ ‫ق فإنَّها الطَّري ُ‬‫ق األخال َ‬‫األخال َ‬
‫اإليمان‬
‫ِ‬ ‫ك فاحْ ُك ْم بِبُعْد ِه ِم َن‬
‫صاحبِ َ‬
‫ِ‬ ‫ق ِم ْن‬‫ْت سُو َء ُخلُ ٍ‬
‫وص ُل إليه‪ ،‬فإذا لَ َمس َ‬‫عليه والـ ُم ِ‬
‫ص َّر َح ب ِه رسو ُل اإلنسانيَّ ِة (صلَّى هللاُ عليه وآله وسلَّم)‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫ك َما َ‬ ‫واالستقام ِة‪ ،‬وذل َ‬
‫ك يُوصي(صلَّى‬ ‫مقابل ذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ق»‪ .‬وفي‬ ‫مؤمن‪ :‬الب ُْخ ُل وسُو ُء ال ُخلُ ِ‬
‫ٍ‬ ‫معان في‬ ‫«خَصْ لَ ِ‬
‫تان ال تجْ تَ ِ‬
‫ك على خَصْ لَتَي ِْن‬‫ي الجلي َل أبا ذرٍّ بقوله‪« :‬يا أَبا َذرٍّ أَلاَ أَ ُد ُّل َ‬ ‫هللاُ عليه وآله وسلَّم) الصَّحاب َّ‬
‫الميزان ِم ْن َغي ِْرهما؟ قا َل‪ :‬بَلَى يَا َرسُو َل هللاِ‪ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ف َعلَى الظَّه ِْر‪ ،‬وأَ ْثقَ ُل في‬ ‫هُ َما أَ َخ ُّ‬
‫ق بِمثلِ ِهما»‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬فَ َوالَّذي نَ ْفسُ مح َّم ٍد بِيَ ِد ِه ما َع ِم َل الخالئ ُ‬ ‫ول ال َّ‬
‫ص ْم ِ‬ ‫ق وطُ ِ‬ ‫ك بِ ُحس ِْن ال ُخلُ ِ‬‫علي َ‬
‫علي‬
‫ٌّ‬ ‫ت (عليهم السَّال ُم)‪ ،‬قال اإلما ُم‬ ‫أهل البي ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالم‬
‫ِ‬ ‫مكان في‬ ‫ٌ‬ ‫ولِ ُحس ِْن ال ُخلُ ِ‬
‫ق‬
‫ق‪ ،‬والتَّ َواضعُ»‪ .‬وعن‬ ‫«ثالث ي ُْو ِجب َْن المحبَّةَ‪ُ :‬حس ُْن ال ُخلُ ِ‬
‫ق‪ ،‬و ُحس ُْن الرِّ ْف ِ‬ ‫ٌ‬ ‫(عليه السَّال ُم)‪:‬‬
‫ك‪،‬‬ ‫داق ُحس ِْن ال ُخلُ ِ‬
‫ق‪ ،‬قا َل‪« :‬تُلَي ُّن جنا َح َ‬ ‫َّادق (عليه السَّال ُم) ل ّما ُسئِ َل َعن ْ ِمصْ ِ‬
‫اإلمام الص ِ‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬وتَ ْلقَى أَخا َ‬
‫ك بِبِ ْش ٍر َح َس ٍن»‪.‬‬ ‫وتُطيِّبُ كال َم َ‬
‫ق وجوهٌ متعدِّدةٌ‪َّ ،‬‬
‫حذ َر منها أبو العتاهي ِة بقول ِه‪:‬‬ ‫ولسو ِء ال ُخلُ ِ‬
‫يان َوالرِّ ْيبَ ْه‬ ‫ك َو ُّ‬
‫الط ْغ َ‬ ‫ك َوال ِّشرْ َ‬
‫َوال َش َّ‬ ‫ك َوالبَ ْغ َي َوالبُه َ‬
‫ْتان َوال ِغ ْيبَةَ‬ ‫إِيّا َ‬
‫صف بها إلى سُو ِء ال َعاقب ِة وفسا ِد‬ ‫ق التي تؤدِّي بِ َم ْن يتَّ ُ‬ ‫ت سُو ِء ال ُخلُ ِ‬
‫فهذ ِه ِم ْن عالما ِ‬
‫ك بين النَّ ِ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ت التي تُ ِسيء الى ِسيْرتِ َ‬ ‫ك اآلفا ِ‬ ‫ك ْ‬
‫أن تق َع في تل َ‬ ‫العمل‪ ،‬و َوحْ َش ِة النَّ ْف ِ‬
‫س‪ ،‬فإيَّا َ‬ ‫ِ‬
‫بي ُم َح َّم ٌد(صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم)‪:‬‬
‫فَضْ لاً َع ْن أنَّها تَقُو ُد إلى فَ َسا ِد ِدينك‪ ،‬قا َل النَّ ُّ‬
‫علي (عليه‬
‫ٌّ‬ ‫ُفس ُد الخَلُّ ال َع َس َل»‪ ،‬ويؤ ِّك ُد ذل َ‬
‫ك اإلما ُم‬ ‫ُفس ُد ال َعم َل كما ي ِ‬ ‫«ال ُخلُ ُ‬
‫ق ال َّسيِّ ُئ ي ِ‬
‫ق والرَّفي ُ‬
‫ق»‪.‬‬ ‫السَّال ُم) بقول ِه‪َ « :‬من سا َء ُخلقُهُ أ ْع َو َزهُ الصَّدي ُ‬

‫‪91‬‬
‫ص‬
‫ما بعد الن َّ ّ‬

‫ت‪:‬‬
‫معاني الكلما ِ‬
‫البُ ْهتانُ ‪ :‬ال َك ِذبُ ‪.‬‬
‫الظ ْل ِم‪.‬‬
‫طغيانُ ‪ :‬تَ َجاو ُز الح ِّد في ُّ‬ ‫ال ُّ‬
‫الز ُم‪.‬‬
‫صاحبُ والـ ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫القرينُ ‪ :‬الـ ُم‬
‫الـ ِم َرا ُء‪ِ :‬‬
‫الج َدالُ‪.‬‬
‫الريبةُ‪ :‬الظَّ ُّن وال َّش ُّك والتُّ ْه َمةُ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمتين‬
‫ِ‬ ‫ستَ ِعنْ بـِ ُمعج ِم َك إليجا ِد معاني‬ ‫اِ ْ‬
‫ال ِغ ْيبَةُ‪ ،‬النَّ ِم ْي َمةُ‪.‬‬

‫نشاط‪:‬‬
‫ٌ‬

‫َّسول ُمحم ٍد (صلَّى هللا‬


‫قول الر ِ‬‫الفعل بع َدها في ِ‬
‫ِ‬ ‫وزمن‬
‫ِ‬ ‫ُد َّل على ِ‬
‫نوع (ال) وعملِها‬
‫الخلق»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُخل‪ ،‬وسو ُء‬
‫مؤمن‪ :‬الب ِ‬
‫ٍ‬ ‫تجتمعان في‬
‫ِ‬ ‫صلتان ال‬
‫ِ‬ ‫عليه وآله وسلَّم)‪َ « :‬خ‬

‫واالستيعاب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫اإلسالم؟‬
‫ِ‬ ‫صال المحمود ِة الَّتي ُع ِرف بها العربُ قب َل‬ ‫هل تستطي ُع أن تتكلَّ َم على ِ‬
‫الخ ِ‬
‫وماذا قال الرَّسو ُل ُمح َّم ٌد (صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم) في ذلك؟‬

‫‪92‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫سلوب التَّحذي ِر واإلغرا ِء‬


‫ُ‬ ‫أُ‬
‫ت‬
‫تحقيق غايا ٍ‬
‫ِ‬ ‫ساليب لغويّةً ُمتعدِّدةً يلجأ ُ إليها المتكلِّ ُم لِ‬
‫َ‬ ‫الب ‪ -‬أَ‬
‫ْت ‪ -‬عزيزي الطَّ َ‬ ‫َدرس َ‬
‫ت (التَّحذي ُر واإلغرا ُء)‪ ،‬وهو موضو ُعنا في هذا‬ ‫ك الغايا ِ‬ ‫يُري ُدها ِم َن المخاطَ ِ‬
‫ب‪ ،‬و ِم ْن تِل َ‬
‫ت إلى نصِّ المطالع ِة الذي ْ‬
‫قرأتَهُ لَ َو َج ْد َ‬ ‫رس‪ ،‬فلَ ْو ُع ْد َ‬
‫الغايتين‬
‫ِ‬ ‫ت تتض َّم ُن‬ ‫ت تعبيرا ٍ‬ ‫ال َّد ِ‬
‫الظ ِلم)‪ ،‬واإلغرا ُء‪،‬‬ ‫س‪ ،‬وهما التَّحذيرُ‪ ،‬مثلُ‪(:‬إيَّاكم إيَّاكم ِم َن ُّ‬ ‫المذكورتين في هذا ال َّدرْ ِ‬
‫ِ‬
‫ق فإنَّها الطَّري ُ‬
‫ق إلى هللاِ)‪.‬‬ ‫ق األخال َ‬
‫مثلُ‪( :‬األخال َ‬
‫حذير يج ُد أنَّه تض َّم َن أَمرًا مكروهًا‪،‬حاو َل المتكلِّ ُم ب ِه تحذي َر‬
‫ِ‬ ‫مثال التَّ‬
‫ِ‬ ‫فالنَّاظ ُر في‬
‫أمر مكرو ٍه لِيَجْ تَنِبَهُ‬
‫ب على ٍ‬ ‫ب وإبعا َده منه؛ لذا فالتَّحذي ُر هو (تنبيهُ المخا َ‬
‫ط ِ‬ ‫المخا َ‬
‫ط ِ‬
‫أركان مجتمعةً‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ب ْ‬
‫أن يشتم َل على ثالث ِة‬ ‫ويبتع َد منه)‪ ،‬واألص ُل في هذا األسلو ِ‬
‫أ َّولُها‪( :‬الـ ُمح ِّذرُ)‪ ،‬وهو المتكلِّ ُم الذي يُوجِّ هُ التَّحذي َر لِ ِ‬
‫غير ِه‪.‬‬
‫طبُ الذي يَتَّ ِجهُ إلي ِه التَّحذيرُ‪.‬‬
‫حذرُ)‪ ،‬وهو المخا َ‬ ‫ثانيها‪( :‬الـ ُم َّ‬
‫حذ ُر ِم ْنهُ)‪ ،‬وهو األم ُر المكروهُ الذي يصد ُر بِسبب ِه التَّحذيرُ‪ ،‬وهواس ٌم‬ ‫ثالثُها‪( :‬الـ ُم َّ‬
‫محذوف جوا ًزا أو وجوبًا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫منصوبٌ ؛ ألنَّه مفعو ٌل بِ ِه لِ ٍ‬
‫فعل‬
‫بعض‬
‫ِ‬ ‫حذير على‬
‫ِ‬ ‫ولكن هذا األص َل قَ ْد يُ ْع َد ُل عنه أحيانًا كثيرةً‪ ،‬فيقتص ُر أُسلوبُ التَّ‬
‫َّ‬
‫بأنواع أربع ٍة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫األركان الثالث ِة‪ .‬فيأتي هذا األُسلوبُ‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫تل َ‬
‫تكرار وال‬
‫ٍ‬ ‫حذ ُر منه)‪،‬اس ًما ظاهرًا‪ ،‬بال‬ ‫ث‪ ،‬وهو (الـ ُم َّ‬ ‫كن الثَّال ِ‬
‫الر ِ‬‫‪ -1‬أنْ يقتص َر على ُّ‬
‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫وع نَصْ بُهُ‬‫عطف‪ ،‬كقولِنا‪( :‬السَّيارةَ)‪ ،‬و(النَّا َر) و(األلغا َم)‪ .‬وحك ُم هذا النَّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫الفعل‪ ،‬أو ذكرُه)‪ ،‬والتَّقدي ُر (احْ َذ ِر السَّيارةَ)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حذف‬ ‫محذوف جوا ًزا‪ ،‬أَيْ (يصحُّ‬ ‫ٍ‬
‫و(احْ َذ ِر النَّا َر)‪ ،‬و(احْ َذ ِر األلغا َم)‪.‬‬
‫ث‪ ،‬وهو (الـ ُم َّ‬
‫حذ ُر منه)‪ ،‬اس ًما ظاهرًا‪ ،‬إ َّما ُمك َّررًا‪،‬‬ ‫كن الثَّال ِ‬
‫الر ِ‬
‫‪ -2‬أنْ يقتص َر على ُّ‬
‫وإ َّما معطوفًا عليه‪ ،‬كقولِنا‪( :‬البَرْ َد البَرْ َد)‪ ،‬و(البَرْ َد والـ َمطَ َر)‪ .‬وحك ُم هذا النَّ ِ‬
‫وع‬
‫بفعل محذوف وجوبًا‪( ،‬أي ال يجوز إظهارُه)‪ ،‬والتَّقدي ُر (احْ َذ ِر البر َد‬ ‫ٍ‬ ‫وجوبُ نصبِ ِه‬
‫كرار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫البر َد)‪ ،‬و(احْ َذ ِر البر َد والمط َر)‪ .‬ويُ ْع َربُ االس ُم الثَّاني توكيدًا لفظيًّا في حال ِة التَّ‬

‫‪93‬‬
‫ف‪.‬‬ ‫ومعطوفًا على ما قَبْله في حال ِة ال َع ْ‬
‫ط ِ‬
‫َّ‬
‫المحذ ُر منه‬ ‫ب لل ُم َّ‬
‫حذ ِر‪ ،‬ويأتي‬ ‫بكاف خطا ٍ‬
‫ِ‬ ‫مختوم‬
‫ٍ‬ ‫اسم ظاه ٍر‬
‫‪ -3‬أنْ يشتم َل على ٍ‬
‫ْ‬ ‫بع َدهُ معطوفًا‬
‫ك وحرارةَ ال َّش ِ‬
‫مس)‪،‬‬ ‫و(رأ َس َ‬ ‫ك واألجسا َم الغريبةَ)‪،‬‬
‫بالواو‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ي َد َ‬
‫ِ‬
‫والمعطوف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االسم الظَّ ِ‬
‫اهر‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫وع وجوبُ نص ِ‬ ‫ف)‪ .‬وحك ُم هذا النَّ ِ‬ ‫و(مواعي َدك وال ُخ ْل َ‬
‫ق‪ ،‬والتَّقدي ُر‬ ‫المعطوف بِما يُناسبُ السِّيا َ‬
‫ِ‬ ‫االسم الظَّ ِ‬
‫اهر وقَ ْب َل‬ ‫ِ‬ ‫محذوف وجوبًا قب َل‬‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬
‫ظ َر ْأ َس َ‬
‫ك َواحْ َذرْ‬ ‫ك وأَ ْب ِع ِد األجسا َم الغريبةَ)‪ ،‬و(احْ فَ ْ‬
‫في األمثل ِة المتقدِّم ِة‪( :‬ص ُْن ي َد َ‬
‫ف)‪.‬‬ ‫ب ال ُخ ْل َ‬ ‫مس)‪ ،‬و(تذ َّكرْ مواعي َد َ‬
‫ك وتَ َجنَّ ِ‬ ‫حرارةَ ال َّش ِ‬
‫ين‪ ،‬تشتم ُل األُولى منهما على‬
‫وع ِم ْن جملتَ ِ‬ ‫حذير في هذا النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك يتك َّو ُن أُسلوبُ التَّ‬
‫وبذل َ‬
‫عطف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العطف‬ ‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫ُخاف عليه‪ ،‬وتشتم ُل الثَّانيةُ على (الـ ُم َّ‬
‫حذ ِر منه)‪،‬‬ ‫ال َّشي ِء الذي ي ُ‬
‫جمل ٍة على جمل ٍة‪.‬‬
‫حذ ُر) ضمي ًرا منصوبًا‪ ،‬وهو (إيّا) المختو ُم بعالم ِة‬ ‫الركنُ الثَّاني (الـ ُم َّ‬
‫يكون ُّ‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬أنْ‬
‫حذ ُر منه) اس ًما مسبوقًا‬‫َّاك‪ ،‬إيَّا ُكما‪ ،‬إيَّا ُكم‪ ،‬إيَّا ُك َّن)‪ ،‬وبع َدهُ (الـ ُم َّ‬
‫ك‪ ،‬إي ِ‬
‫ب (إيَّا َ‬‫الخطا ِ‬
‫ت)‪،‬‬ ‫ك والـ ُمتفجِّرا ِ‬ ‫ق بها‪ ،‬أو مجرورًا بـ ( ِم ْن)‪ ،‬كقولِنا‪( :‬إيَّا َ‬ ‫بالواو‪ ،‬أو غي َر مسبو ٍ‬‫ِ‬
‫بي ُمح َّم ٍد(صلَّى هللا‬‫ت)‪ .‬ومنه قو ُل النَّ ِّ‬ ‫ك ِم َن الـ ُمتفجِّ را ِ‬
‫ت)‪ ،‬و(إيّا َ‬ ‫ك الـ ُمتفجِّرا ِ‬
‫و(إيَّا َ‬
‫علي‬
‫ٍّ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫ث»‪ ،‬وقو ُل‬ ‫فإن الظَّ َّن أكذبُ الحدي ِ‬‫عليه وآله وسلَّم)‪« :‬إِيَّا ُكم والظَّ َّن‪َّ ،‬‬
‫ك ِم ْنهَا وحُبَّ اإلطرا ِء»‬
‫ْجبُ َ‬ ‫اب بِنَ ْف ِس َ‬
‫ك‪ ،‬والثِّقَة َبِ َما يُع ِ‬ ‫واإل ْع َج َ‬
‫ك ِ‬ ‫(عليه السَّال ُم)‪« :‬إِيَّا َ‬
‫وقو ُل أبي العتاهي ِة‪:‬‬
‫فَلَ ُربَّما َم َز َج اليَقين بِ َش ِّك ِه‬ ‫ك ِم ْن َك ِذ ِ‬
‫ب ال َكذو ِ‬
‫ب َوإِف ِك ِه‬ ‫إِيّا َ‬
‫وقو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫إن ال ُّس َّم في ال َّد ِ‬
‫سم‬ ‫ك فَ َّ‬‫ت بِفِ ْي َ‬ ‫َراقَ ْ‬ ‫ال ْ‬
‫وإن‬ ‫ك أَ ْع َر َ‬
‫اض الرِّ َج ِ‬ ‫ك إيَّا َ‬
‫إيَّا َ‬
‫محذوف وجوبًا‪ ،‬تقدي ُرهُ‬‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫ك)‬ ‫َّمير (إيَّا َ‬
‫ب الض ِ‬
‫وع وجوبُ نص ِ‬ ‫وحك ُم هذا النَّ ِ‬
‫بالواو‪ ،‬فهو منصوبٌ‬ ‫ِ‬ ‫(أُ َح ِّذر)‪ ،‬وكذلك (الـ ُم َح َّذ ُر منه) االس ُم الذي بعده‪ ،‬إذا لم يُ ْسبَ ْق‬
‫ك) مفعولاً أ َّو َل‪ ،‬واالس ُم بعده مفعولاً ثانيًا‪.‬‬ ‫ويكون الضَّمي ُر (إيَّا َ‬ ‫ُ‬ ‫نفس ِه‪،‬‬
‫المحذوف ِ‬
‫ِ‬ ‫بالفعل‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫محذوف وجوبًا‪ ،‬التَّقدي ُر في قولِنا‪( :‬إيَّا َ‬‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫يكون منصوبًا‬ ‫ُ‬ ‫بالواو فإنَّه‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫أ َّما إذا ُسبِ َ‬
‫الواو معطوفةً على الجمل ِة‬ ‫ِ‬ ‫فتكون الجملةُ بع َد‬
‫ُ‬ ‫ب)‪،‬‬ ‫ب) هو (إيَّاك أُح ِّذ ُر وأُقبِّ ُح ال َك ِذ َ‬ ‫وال َك ِذ َ‬

‫‪94‬‬
‫بحرف الجرِّ فهو اس ٌم مجرورٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق هذا االس ُم‬ ‫قَ ْبلَها‪ ،‬وإذا ُسبِ َ‬
‫تكرار ِه‪ ،‬و ِع ْن َد‬
‫ِ‬ ‫ك) وعد ُم‬ ‫ت المتقدِّم ِة يجو ُز تكرا ُر الض ِ‬
‫َّمير (إيَّا َ‬ ‫جميع الحاال ِ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬
‫كرار يُ ْع َربُ الضَّمي ُر الثَّاني توكيدًا لفظيًّا لأل َّو ِل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التَّ‬
‫المضارع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والفعل‬
‫ِ‬ ‫َّمير مصدرًا ُمؤ ّولاً ِم ْن ْ‬
‫أن‬ ‫وقَ ْد يأتي (الـ ُم َح َّذ ُر منه) َما بع َد الض ِ‬
‫أن تَ ْنهَرُوا السَّائ َل)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ‬
‫ريف الرَّض ّي‪:‬‬ ‫كقولِنا‪( :‬إيَّا ُك ْم ْ‬
‫ك أَن تَفِي بِه‬
‫ْس َع ْز ُم َ‬
‫ٍد لَي َ‬ ‫ ‬ ‫ك أَ ْن تَ ْس ُخو بِ َو ْعـ‬‫إِيّا َ‬
‫بالواو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المسبوق‬
‫ِ‬ ‫غير‬
‫اهر ِ‬ ‫االسم الظَّ ِ‬‫ِ‬ ‫ويُ ْع َربُ المصد ُر المؤ َّو ُل بإعرا ِ‬
‫ب‬
‫ترغيب‬
‫َ‬ ‫مثال اإلغرا ِء فيج ُد أنَّه تض َّم َن أَمرًا محبوبًا‪ ،‬حاو َل المتكلِّ ُم بِهَ‬
‫ِ‬ ‫أ َّما النَّاظرُفي‬
‫ب‬
‫أمر محبو ٍ‬
‫ب على ٍ‬ ‫ب في ِه وتشجي َعهُ علي ِه؛ لِ َذا فاإلغرا ُء هو (تنبيهُ المخا َ‬
‫ط ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫المخا َ‬
‫ق‪ ،‬فإنَّه نجاةٌ)‪.‬‬ ‫لِيَ ْف َعلَهُ ويُ ْقبِ َل َعلَ ْي ِه)‪ ،‬كقولِنا‪( :‬الصِّد َ‬
‫ق الصِّد َ‬
‫أركان‪ ،‬هي (الـ ُم ْغ ِري)‪ ،‬وهو المتكلِّ ُم‪ ،‬و(الـ ُم ْغ َرى)‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ف أُسلوبُ اإلغرا ِء ِم ْن ثالث ِة‬ ‫ويتألَّ ُ‬
‫طبُ ‪ ،‬و(الـ ُم ْغ َرى به)‪ ،‬وهو األم ُر المحبوبُ ‪ .‬ويُ ْع َربُ (الـ ُم ْغ َرى بِ ِه) مفعولاً‬ ‫وهو المخا َ‬
‫محذوف جوا ًزا أو وجوبًا‪ ،‬ويُقا ُل في ِه ما قِ ْي َل في (الـ ُم َّ‬
‫حذ ِر منه)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫بِ ِه لِ ٍ‬
‫حذف فعلِ ِه‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ف عليها حك ُم‬ ‫ثالث‪ ،‬يتوقَّ ُ‬
‫ٌ‬ ‫وللـ ُم ْغ َرى بِ ِه صو ٌر‬
‫ف‪ ،‬كقولِنا‪( :‬االعتدا َل‪ ،‬فإنَّه أَ ٌ‬
‫مان‬ ‫ط ِ‬‫كرار وال َع ْ‬
‫ِ‬ ‫يكون مج َّردًا ِم َن التَّ‬
‫َ‬ ‫أن‬‫‪ -1‬المفردُ‪ :‬وهو ْ‬
‫محذوف جوا ًزا‪ ،‬أيْ‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫ِم ْن سُو ِء ال َعاقب ِة)‪،‬فالـ ُم ْغ َرى بِ ِه (االعتدا َل) مفعو ٌل بِ ِه‬
‫(ال َز ِم‬ ‫أن نُ ْ‬
‫ظ ِه َر الفع َل‪ ،‬فنقو َل‪ْ :‬‬ ‫ك يجو ُز ْ‬ ‫يجو ُز إظها ُرهُ؛ ألنَّه ُم ْف َر ٌد‪ ،‬تقدي ُرهُ ْ‬
‫(ال َز ْم) لذل َ‬
‫االعتدا َل)‪.‬‬
‫ب مرضا ِة هللاِ)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل ِم ْس ِكين‬ ‫‪ -2‬الـ ُمك َّر ُر‪ :‬كقولِنا‪( :‬األمانةَ األمانةَ‪ ،‬فإنَّها من أسبا ِ‬
‫ال ّدارم ّي‪:‬‬
‫اع إلى الـهَ ْي َجا بِ َغي ِْر ِس ِ‬
‫الح‬ ‫َك َس ٍ‬ ‫ك إِ َّن َم ْن ال أَ ًخا لَهُ‬
‫ك أَخا َ‬
‫أَخا َ‬
‫محذوف‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫ك) مفعولاً بِ ِه‬ ‫يكون الـ ُم ْغ َرى بِ ِه (األمانةَ) و (أَ َخا َ‬
‫ُ‬ ‫وفي هذه الحال ِة‬
‫(ال َزم)‪ ،‬ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َدهُ توكيدًا لفظيًّا‪.‬‬ ‫وجوبًا‪( ،‬أَيْ يجبُ حذفُهُ؛ ألنَّه ُم َك َّررٌ)‪ ،‬تقدي ُرهُ ْ‬

‫‪95‬‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫‪ -3‬المعطوفُ َعلَ ْي ِه‪ :‬كقولِنا‪( :‬االجتها َد والمثابرةَ َك ْي تنج َح)‪ ،‬وفي هذه الحال‬
‫محذوف وجوبًا‪( ،‬أَيْ يجبُ حذفُهُ؛ ألنَّه‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫الـ ُم ْغ َرى بِ ِه (االجتها َد) مفعولاً بِ ِه‬
‫معطوف عليه)‪ ،‬تقدي ُرهُ ْ‬
‫(ال َزم)‪ ،‬ويُ ْع َربُ َما بَ ْع َده معطوفًا‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬

‫ف هذا‬ ‫أمر مكرو ٍه لِيَجْ تَنِبَهُ ويبتع َد منه‪ .‬ويتألَّ ُ‬


‫ب على ٍ‬ ‫‪ -1‬التَّحذيرُ‪ :‬هو تنبيهُ المخاطَ ِ‬
‫حذر)‪ ،‬وهو الـ ُمخا َ‬
‫طبُ ‪،‬‬ ‫أركان‪( :‬الـ ُمح ِّذر)‪ ،‬وهو المتكلِّ ُم‪ ،‬و(الـ ُم َّ‬
‫ٍ‬ ‫األسلوبُ ِم ْن ثالث ِة‬
‫ُ‬
‫األركان جميعًا في‬ ‫حذر منه)‪ ،‬وهو األم ُر المكروهُ‪َ ،‬وقَ ْد ال تتواف ُر هذه‬ ‫و(الـ ُم َّ‬
‫تختلف أحكا ُم ُكلٍّ منها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أربع‬
‫ٍ‬ ‫بصور‬
‫ٍ‬ ‫حذير‪ ،‬فتأتي الجملةُ‬
‫ِ‬ ‫ب التَّ‬‫أُسلو ِ‬
‫عطف‪،‬وحك ُمهُ جوا ُز‬
‫ٍ‬ ‫تكرار وال‬
‫ٍ‬ ‫حذ ُر منه) اس ًما ظاهرًا‪ ،‬بال‬ ‫يكون فيها (الـ ُم َّ‬
‫ُ‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫محذوف جوا ًزا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫نصب ِه‬
‫حذ ُر منه) اس ًما ظاهرًا‪ ،‬إ َّما ُمك َّررًا‪،‬وإ َّما معطوفًا‪،‬وحك ُمهُ‬‫يكون فيها (الـ ُم َّ‬‫ُ‬ ‫ب‌‪-‬‬
‫محذوف وجوبًا‪ ،‬ويُ ْع َربُ االس ُم الثَّاني توكيدًا لفظيًّا في حال ِة‬
‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫وجوبُ نصب ِه‬
‫العطف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كرار‪ ،‬ومعطوفًا على ما قَبْله في حال ِة‬
‫ِ‬ ‫التَّ‬
‫ب لل ُم َح َّذ ِر‪ ،‬ويأتي الـ ُم َح َّذرُمنه‬
‫بكاف خطا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مختوم‬
‫ٍ‬ ‫ظاهر‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫أن تشتم َل على ٍ‬ ‫ج‌‪ْ -‬‬
‫والمعطوف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االسم الظَّ ِ‬
‫اهر‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫وع وجوبُ نص ِ‬ ‫بالواو‪ ،‬وحك ُم هذا النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَ ْع َده معطوفًا‬
‫المعطوف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫االسم الظَّ ِ‬
‫اهر وقَ ْب َل‬ ‫ِ‬ ‫محذوف وجوبًا قَ ْب َل‬
‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬
‫يكون (الـ ُمح َّذرُ) ضميرًا منصوبًا‪ ،‬وهو (إيّا) المختو ُم بعالم ِة الخطاب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‪ْ -‬‬
‫أن‬
‫ُ‬
‫ثالث‬ ‫محذوف وجوبًا‪ ،‬وبع َدهُ (الـ ُم َّ‬
‫حذ ُر منه)‪ ،‬وله‬ ‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫َّمير نصبُهُ‬
‫وحك ُم هذا الض ِ‬
‫الحالتين نصبُهُ‬
‫ِ‬ ‫هاتين‬
‫ِ‬ ‫ق بها‪ ،‬وحك ُمهُ في‬
‫بالواو‪ ،‬أو غي ُر مسبو ٍ‬
‫ِ‬ ‫ت‪ :‬مسبو ٌ‬
‫ق‬ ‫حاال ٍ‬
‫ُ‬
‫فيكون مجرورًا بها‪.‬‬ ‫ق بـ ( ِم ْن)‪،‬‬
‫محذوف وجوبًا‪ ،‬أو مسبو ٌ‬
‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬

‫‪96‬‬
‫ف‬‫ب لِيَ ْف َعلَهُ ويُ ْقبِ َل َعلَ ْي ِه‪ ،‬ويتألَّ ُ‬
‫أمر محبو ٍ‬ ‫‪ -2‬اإلغرا ُء‪ :‬هو تنبيهُ المخاطَ ِ‬
‫ب على ٍ‬
‫أركان‪( :‬الـ ُم ْغ ِري)‪ ،‬وهو المتكلِّ ُم‪ ،‬و(الـ ُم ْغ َرى)‪ ،‬وهو‬ ‫ٍ‬ ‫هذا األُسلوبُ ِم ْن ثالث ِة‬
‫المخاطَبُ ‪ ،‬و(الـ ُم ْغ َرى بِ ِه)‪ ،‬وهو األم ُر المحبوبُ ‪ ،‬ويُقا ُل في (الـ ُم ْغ َرى بِ ِه) ما‬
‫محذوف جوا ًزا أو وجوبًا‪ ،‬ويأتي‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫قِ ْي َل في (الـ ُم َّ‬
‫حذ ِر منه)‪ ،‬فهو مفعو ٌل به‬
‫صور‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ث‬
‫بثال ِ‬
‫محذوف جوا ًزا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫يكون مفعولاً به‬
‫ُ‬ ‫أ‌‪ُ -‬مفر ٌد‪:‬‬
‫محذوف وجوبًا‪ ،‬ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َده توكيدًا لفظيًّا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬ ‫يكون مفعولاً به‬
‫ُ‬ ‫ب‌‪ُ -‬مك َّررٌ‪:‬‬
‫محذوف وجوبًا‪ ،‬ويُ ْع َربُ ما بَ ْع َده معطوفًا‪.‬‬‫ٍ‬ ‫يكون مفعولاً به ٍ‬
‫لفعل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫معطوف عليه‪:‬‬ ‫ج‌‪-‬‬

‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫(أيُّـما أفض ُل ال ِع ْل ُم أَ ِم المالُ؟) أَ ْم (أيُّـهُما أفض ُل ال ِع ْل ُم أَ ِم المالُ؟)‪.‬‬


‫قُـــــــلْ ‪ :‬أيُّـما أفض ُل ال ِع ْل ُم أَ ِم الما ُل ؟‬
‫َوال تَقُــــــلْ ‪:‬أيُّـهُما أفض ُل ال ِع ْل ُم أَ ِم المالُ؟‬
‫تأخ ٍر عنه لفظًا ورُتبةً‪ ،‬وهذا غي ُر‬
‫ظاهر ُم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫السَّببُ ‪َّ :‬‬
‫ألن (هُما) ضمي ٌر عائ ٌد إلى ٍ‬
‫اسم‬
‫جائز‪.‬‬
‫ٍ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ك َمطَايَا الطَّ َم ِع»‪.‬‬ ‫َأن تُ ْو ِج َ‬


‫ف بِ َ‬ ‫سالم)‪« :‬إيَّاك ْ‬
‫علي (عليه ال َّ‬ ‫حلّ ْل ثُ ّم أَ ْ‬
‫عرب قو َل اإلمام ٍّ‬

‫تذكر‬

‫ضارع‬
‫ِ‬ ‫ْتقبال‪ ،‬و ِه َي ِم ْن أَدوا ِ‬
‫ت نَصْ ِ‬
‫ب الفِع ِْل ال ُم‬ ‫ف اس ٍ‬ ‫ون َحرْ ُ‬ ‫أَ ّن ْ‬
‫(أن) ُمخفَّفةَ النُّ ِ‬
‫وتُس َّمى مصدريَّةً؛ ألنّها تؤ َّو ُل َم َع ما بَع ِدها بِمصْ ٍ‬
‫در‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تعلمت‬

‫محذوف وجوبًا‪ ،‬تقدي ُرهُ‬


‫ٍ‬ ‫بفعل‬
‫ٍ‬ ‫حذير يجبُ نصبُهُ‬
‫ِ‬ ‫أن الضَّمي َر (إيَّاك) في أُسلو ِ‬
‫ب التَّ‬ ‫َّ‬
‫ين‪ ،‬األ َّو ُل هو الضَّميرُ‪ ،‬والثَّاني هو المصد ُر المؤ َّو ُل‬ ‫(أُ َح ِّذر)‪ ،‬الذي ينصبُ مفعولَ ِ‬
‫(الـ ُم َّ‬
‫حذ ُر منه)‪.‬‬

‫اإلعراب‪:‬‬
‫ُ‬
‫ب مفعولاً بِ ِه أ َّو َل‬‫ُّكون في مح ِّل نص ٍ‬
‫مبني على الس ِ‬‫ٌّ‬ ‫ص ٌل‬‫ب ُم ْنفَ ِ‬
‫إِيّاكَ‪( :‬إيّا) ضمي ُر نص ٍ‬
‫كاف المخاطَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و(الكاف)‬ ‫محذوف وجوبًا تقدي ُرهُ (أُ َح ِّذر)‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫لفعل‬
‫ٍ‬
‫أَنْ ‪ :‬مصدريَّةٌ ناصبةٌ‪.‬‬
‫ع منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ‪ ،‬والمصد ُر المؤ َّو ُل ِم ْن ْ‬
‫(أن)‬ ‫تُ ْو ِج َ‬
‫ف‪ :‬فع ٌل مضار ٌ‬
‫المحذوف وجوبًا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للفعل‬
‫ِ‬ ‫ب مفعولاً بِ ِه ثانيًا‬
‫المضارع في محلِّ نص ٍ‬
‫ِ‬ ‫والفعل‬
‫ِ‬
‫بِكَ‪ :‬جارٌّ ومجرورٌ‪.‬‬
‫األلف َمنَ َع ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ض َّمةُ المق َّدرةُ على‬
‫ع وعالمةُ رف ِع ِه ال َّ‬‫ف) مرفو ٌ‬‫للفعل (تُ ْو ِج َ‬
‫ِ‬ ‫َمطَايَا‪ :‬فاع ٌل‬
‫ٌ‬
‫ضاف‪.‬‬ ‫ظهورها التَّع ُّذرُ‪ ،‬وهو ُم‬
‫ِ‬
‫ضاف إليه مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الطَّ َم ِع‪ُ :‬م‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬
‫األكرم مح َّم ٍد(صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم)‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َحلِّ ْل ثم أَ ْع ِر ْب قو َل النَّب ّي‬
‫«إيَّا ُك ْم والطَّ َم َع‪ ،‬فإنَّه هوالفَ ْقر‬
‫ُالحاضرُ‪ ،‬وإيَّا ُك ْم َو َما يُ ْعتَ َذ ُر ِم ْنهُ»‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪98‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬

‫التمرين (‪)1‬‬

‫بب‪ ،‬فيما يأتي‪:‬‬ ‫س َ‬ ‫الفعل‪ ،‬ذاك ًرا ال َّ‬‫ِ‬ ‫حذف‬


‫ِ‬ ‫ست َْخ ِر ْج أُسلوبَي التَّحذي ِر واإلغرا ِء‪ ،‬وبيَّنْ حك َم‬
‫ا ْ‬
‫علي(عليه السَّالم)‪« :‬للاهَّ َ للاهَّ َ فِي ِجي َرانِ ُك ْم فَإِنَّهُ ْم َو ِ‬
‫صيَّةُ نَبِيِّ ُك ْم‪َ ،‬ما َزا َل‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ -1‬قا َل اإلمام‬
‫ُوصي بِ ِه ْم َحتَّى ظَنَنَّا أَنَّه َسيُ َورِّ ثُهُ ْم»‪.‬‬
‫ي ِ‬
‫ب‬
‫اح َ‬
‫ص ِ‬‫ك يَابُنَ ّي أَ ْن تُ َ‬
‫الباقر(عليهما السَّال ُم)‪« :‬إيَّا َ‬‫ِ‬ ‫العابدين البنِ ِه‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬قا َل اإلما ُم ُ‬
‫زين‬
‫ق‪ ،‬أَ ْوتُ َخالِطَهُ»‪.‬‬
‫األَحْ َم َ‬
‫ك ال َغلَبُ‬ ‫غالِبَةٌ َخ َ‬
‫اب َذلِ َ‬ ‫ك َوال َخ ْم َر فَه َي خالِبَةٌ‬ ‫‪ -3‬قا َل أبوال َعال ِء المع ّريّ‪ :‬إِيّا َ‬
‫ْت َوأَ ْنتُم األَ ْمطَا ُر‬
‫نَحْ ُن نَب ٌ‬ ‫اث يَا أَحْ َرا ُر‬
‫اث ال ِغيَ َ‬
‫ال ِغيَ َ‬ ‫‪ -4‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫اإلخالص‪ ،‬فإنَّه سببٌ لل َّس َعاد ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ك‪.‬‬
‫ك ومالبِ َس َ‬
‫‪ -6‬يَ َد َ‬
‫ك وأصدقا َء السُّو ِء‪.‬‬
‫ك إيَّا َ‬
‫‪ -7‬إيَّا َ‬

‫التمرين (‪)2‬‬

‫الحذف جائ ًزا‪،‬‬‫َ‬ ‫ف الفع ُل فيها ُوجوبًا‪ ،‬اجع ْل هذا‬ ‫‪،‬ح ِذ َ‬


‫ساليب تحذي ٍر وإغرا ٍء ُ‬‫ُ‬ ‫فيما يَلِي أَ‬
‫يقتضيه التَّغيي ُر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وغيِّ ْر ما‬
‫ت»‪.‬‬ ‫بي األكر ُم مح َّم ٌد (صلَّى هللا عليه وآله وسلَّم)‪« :‬إِيَّا ُك ْم َوالـ ُجلُوس َفي ُّ‬
‫الط ُرقَا ِ‬ ‫‪ -1‬قا َل النَّ ُّ‬
‫‪ -2‬قا َل صال ُح ال ّد ِ‬
‫ين الصَّفديُّ ‪:‬‬
‫ق‬
‫ض كالبَهَ ِ‬‫ألنَّه في أَ ِدي ِْم األَرْ ِ‬ ‫ك وال َّر ْم َل ال تَ ْنقُلْ بِ ِه قَ َد ًما‬
‫إيَّا َ‬
‫ك نَائِبَةُ ال َّز َم ِ‬
‫ان‬ ‫إِذا نابَ ْت َ‬ ‫ك فهو أ َجلُّ ُذ ْخ ٍر‬ ‫ك أخا َ‬ ‫‪ -3‬قا َل ال َّشاعرُ‪ :‬أخا َ‬
‫‪ -4‬الـحُرِّ يَّةَ والكرامةَ‪.‬‬
‫ك النِّفا َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫‪ -5‬إيَّا َ‬

‫‪99‬‬
‫التمرين (‪)3‬‬

‫اجع ْل ُك ّاًل ِم َّما يَلِي ُم َح َّذ ًرا منه‪ ،‬مستوفيًا ُ‬


‫صو َر التَّحذي ِر ُكلَّها‪:‬‬
‫‪ ( -1‬الخيانةُ )‪.‬‬
‫اآلخرين )‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ ( -2‬التَّعرُّ ضُ لعيو ِ‬
‫ب‬
‫‪ ( -3‬الب ُْخ ُل وال ُجحُو ُد )‪.‬‬
‫الظ ْل ُم والجه ُل )‪.‬‬
‫‪ُّ ( -4‬‬

‫‪ُ ( -5‬مؤاخاةُ األَ ِ‬


‫حمق )‪.‬‬
‫‪( -6‬الـ ُم ْس ِكرات والـ ُمخدِّرات)‪.‬‬
‫‪( -7‬األلغا ُم واألجسا ُم الغريبةُ)‪.‬‬
‫التمرين (‪)4‬‬
‫اجع ْل ُك ّاًل ِم َّما يَلِي ُم ْغ ًرى بِ ِه‪ ،‬مستوفيًا ُ‬
‫صو َر اإلغرا ِء ُكلَّها‪:‬‬
‫‪ ( -1‬التَّف ُّك ُر )‪.‬‬
‫‪ ( -2‬العدالةُ والمساواةُ )‪.‬‬
‫‪ ( -3‬الح ُّ‬
‫ق )‪.‬‬
‫‪ ( -4‬ال ُمثابرةُ )‪.‬‬
‫‪( -5‬السِّيرةُ ال َح َسنةُ)‪.‬‬
‫الملهوف)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪( -6‬إغاثةُ‬

‫التمرين (‪)5‬‬

‫أَ ْع ِر ْب ما يَلِي إعرابًا ُمف َّ‬


‫صلاً ‪:‬‬
‫‪ ( -1‬التَّفان َي )‪.‬‬
‫‪ ( -2‬الكر َم وال َّشجاعةَ )‪.‬‬
‫أن تُها ِد َن الباط َل )‪.‬‬
‫ك ْ‬‫‪ ( -3‬إيَّا َ‬
‫ك ِم َن شرب ال َخ ْم ِر )‪.‬‬‫ك إيَّا َ‬ ‫‪ ( -4‬إيَّا َ‬
‫‪ ( -5‬النَّا َر النَّا َر )‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫التمرين (‪)6‬‬

‫صي ابنَ َها‪:‬‬ ‫ت امرأةٌ تُ ْو ِ‬ ‫قال ِ‬


‫ك والنَّ َمائِ َم‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬وإيَّا َ‬ ‫كثير َع ْقلِ َ‬
‫ِ‬ ‫ك النَّ ْف ُع ِم ْن‬ ‫ك‪َ ،‬علَ ْي َ‬ ‫صيَّتِي‪ ،‬وباهللِ تَ ْوفِيقُ َ‬ ‫ك َو ِ‬ ‫«اجْ لِسْ أَ ْمنَحْ َ‬
‫ق؛ فإنَّه‬ ‫صا َحبَةَ األَحْ َم ِ‬‫ك ُم َ‬ ‫ك إيَّا َ‬‫ك‪ ،‬وإيَّا َ‬ ‫ق‪ ،‬فإنَّه ِمرآةٌ لِنَ ْف ِس َ‬ ‫ض َغائِ َن‪ .‬الصَّدي َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫فإنَّها تَ ْز َر ُ‬
‫ص ْخ َرةٌ ال يَ ْنفَ ِج ُر َما ُؤهَا‪ .‬وا َذا هَ َز ْزت َفَه ُْز‬ ‫ك‪ .‬اللَّئِ ْي َم اللَّئِ ْي َم‪ ،‬فإنَّه َ‬ ‫ض َّر َ‬‫ك فيَ ُ‬ ‫أن ينفَ َع َ‬ ‫يُري ُد ْ‬
‫ك‪ .‬ال َغ ْد َر والخيانةَ‪ ،‬فإنَّهما أَ ْقبَ ُح َما تُع ُْو ِم َل بِ ِه‪ ،‬وال َوفَا َء‬ ‫فإن الكري َم يَ ْهتَ ُّز لِـهَ َّزتِ َ‬ ‫َك ِري ًما‪َّ ،‬‬
‫ال َوفَا َء‪ ،‬ففي ِه النَّما ُء والج ُْو ُد وال َّس َخا ُء»‪.‬‬
‫حذير واإلغرا ِء‪ ،‬واذكرْ حالةَ (الـ ُم َح َّذ ِر منه)‬‫ِ‬ ‫أساليب التَّ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬استخرجْ ِم َن النَّصِّ‬
‫الفعل النَّاص ِ‬
‫ب لَهُ َما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و(الـ ُم ْغ َرى به)‪ ،‬وحُك َم‬
‫صلاً ‪.‬‬‫ط إعرابًا ُمف َّ‬ ‫ق الخ ِّ‬
‫‪ -2‬أ ْع ِربْ ما فو َ‬

‫‪101‬‬
‫األدب ‪َ /‬فنُّ ِّ‬
‫السير ِة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َّالث ‪:‬‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أنواع‬
‫ِ‬ ‫باسم التَّرجم ِة‪ ،‬وهي نو ٌ‬
‫ع ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫الفنون القديم ِة الَّتي عرفَها ال َع َربُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫فن السِّير ِة ِم َن‬
‫ورسم صور ٍة دقيق ٍة‬ ‫ِ‬ ‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫ثر يجم ُع بين القِص ِة والتَّ ِ‬
‫أريخ‪ ،‬يُرا ُد بِه َسر ُد مسير ِة حيا ِة‬ ‫النَّ ِ‬
‫واإلبداع لديه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب العظم ِة‬ ‫وكشف جوان ِ‬
‫ِ‬ ‫لشخص ِه و ُمنجزات ِه‬
‫ب‬ ‫تختلف َع ِن التَّرجم ِة َّ‬
‫بأن األخيرةَ تُق ِّد ُم نظرةً ُمو َج َزةً لجان ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ثَمةَ َم ْن يرى ّ‬
‫أن السِّيرةَ‬
‫ب‬‫ث َع ْن حياتِه بإسها ٍ‬ ‫أن السَّيرةَ تتح َّد ُ‬ ‫خص ال ُمتر َج ِم له‪ ،‬في ِحين َّ‬
‫ِ‬ ‫ُمعي ٍَّن ِم ْن حيا ِة ال َّش‬
‫وتفصيل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫الذاتيَّةُ فهي الَّتي يؤلِّفها الكاتبُ‬
‫نوعين‪ ،‬ذاتيَّ ٍة وموضوعيَّ ٍة‪ ،‬أ َّما َّ‬
‫ِ‬ ‫وتُقس ُم السِّيرةُ على‬
‫ت إلى بنا ِء‬ ‫أحداث حياتِه ال ُم ِه َّمةَ والبارزةَ الَّتي أ َّد ْ‬
‫َ‬ ‫ُدو ُن فيها‬
‫عن حياتِه وسيرتِ ِه‪ ،‬في ِّ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫تختلف َع ِن‬ ‫أدبي ذي لغ ٍة جيد ٍة وأمان ٍة كبير ٍة‪ ،‬وهي‬
‫ٍّ‬ ‫شخصيتِ ِه وتجاربِ ِه ال ُم ِه َّم ِة بأُسلو ٍ‬
‫ب‬
‫مثال على‬ ‫ٍ‬ ‫ث‪ .‬وخي ُر‬‫رح ال ُمفص َِّل لألحدا ِ‬ ‫ت الَّتي ي ِّ‬
‫ُدونها الكاتبُ بال َّش ِ‬ ‫ال ُمذ َّكرا ِ‬
‫ت واليوميَّا ِ‬
‫العربي ال ّدكتو ُر طه حسين َع ْن حياتِ ِه بثالث ِة‬
‫ِّ‬ ‫ذلك كتابُ (األيام) الَّذي كتبَهُ عمي ُد األد ِ‬
‫ب‬
‫أجزا ٍء‪.‬‬
‫يكتب األديبُ َع ْن حيا ِة‬ ‫َ‬ ‫أ َّما السِّيرةُ الموضوعيَّةُ وتُس َّمى (ال َغي ِْريَّة) أيضًا‪ ،‬فهي ْ‬
‫أن‬
‫مثال عليها (العبقريَّات) لل َعقَّا ِد الَّتي‬
‫أكان حيًّا َم ْن يكتبُ عنه أم ميِّتًا‪ ،‬وخي ُر ٍ‬
‫غيره‪ ،‬سواء َ‬ ‫ِ‬
‫ْض أصحاب ِه (رضي هللا‬‫َّسول (صلَّى هللا عليه وآل ِه وسلَّم) وبَع ِ‬ ‫تحدث فيها عن حياة الر ِ‬
‫َّسول (صلَّى هللاُ عليه‬
‫عنهم)‪ ،‬و(حياةُ مح َّم ٍد) لمح َّمد حسين هيكل الَّتي د َّو َن فيها حياةَ الر ِ‬
‫وآله وسلم)‪ ،‬وكذلك ميخائي ُل نُعيمة الَّذي د َّو َن ِسيرةَ حيا ِة أُستا ِذ ِه (جبران خليل جبران)‪.‬‬
‫المواقف‬
‫ِ‬ ‫ث‪ ،‬مع انتقا ِء‬
‫ي لألحدا ِ‬ ‫ب يَتَّبِ ُع التَّسلس َل ال َّزمن َّ‬ ‫خصائص السِّير ِة‪َّ ،‬‬
‫أن الكاتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫وعرضها على القارئ بطريق ٍة مؤثِّر ٍة‪ ،‬وفي السِّير ِة شي ٌء ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ت ال ِعبْر ِة‪،‬‬ ‫الحياتيَّ ِة ذا ِ‬
‫بالحقائق التَّأريخيَّ ِة‪ ،‬بل يُضفي عليها الحيويَّةَ واإلثارةَ والتَّشوي َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الخيال ال يَ ِخلُّ‬
‫ِ‬

‫‪102‬‬
‫طه حسين‪:‬‬
‫ُولِ َد األديبُ ال ِمصريُّ ال ّدكتو ُر طه حسين في ُمحافظ ِة ال ِمنيا في صعي ِد ِمصْ َرعام‬
‫أعوام فَقَ َد بص َره بعد إصابتِ ِه بال َّر َم ِد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عمر األربعة‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،1883‬وفي‬
‫فأدهش ُمعلِّ َمه وأهلَه‬
‫َ‬ ‫والقرآن وح ْف ِظه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اب في قريتِه لِتعلُّ ِم اللُّغ ِة العربيَّ ٍة‬ ‫أُ ِ‬
‫دخ َل ال ُكتَّ َ‬
‫باألزهر ال َّش ِ‬
‫ريف‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫القرآن في ُم َّد ٍة َو ِج ْي َز ٍة‪ .‬عام ‪ 1902‬التح َ‬ ‫َ‬ ‫بِسُرع ِة ِح ْف ِظه؛ ْإذ َحفِظَ‬
‫للتدريس في‬
‫ِ‬ ‫لوم العربيَّ ِة‪ ،‬فَنَا َل شهادتَه الَّتي تُؤهِّلُه‬ ‫للدراس ِة الدِّينيَّ ِة‪ ،‬واالستزاد ِة ِم ْن ُع ِ‬
‫ق بالجامع ِة ال ِمصريَّ ِة الَّتي‬ ‫َّ‬
‫ولكن طمو َحه وبَ َر َمهُ ب َرتَاب ِة الحيا ِة هُنَاك جعاله يلتح ُ‬ ‫الجامع ِة‪،‬‬
‫تحت أبوابُها عام ‪ 1908‬ليتلقَّى العلو َم العصريَّةَ‪ ،‬والحضارةَ اإلسالميَّةَ والجُغرافيا‬ ‫فُ ْ‬
‫ت ال َّشرقيَّةَ كالحبشيَّ ِة والسُّريانيَّ ِة‪.‬‬
‫واللغا ِ‬
‫نفسه‬ ‫نا َل شهادةَ الدكتوراه عام ‪ 1914‬عن أطروحتِه (ذكرى أبي العالء)‪ ،‬وفي ِ‬
‫العام ِ‬
‫س هُناك ِع ْل َم النَّ ِ‬
‫فس والتَّاري َخ‬ ‫أوفد ْتهُ الجامعةُ ال ِمصريَّةُ إلى منوبلييه في فرنسا‪ ،‬ف َد َر َ‬
‫الحديث‪ .‬بقي عا ًما واحدًا هُناك ثُ َّم عا َد إلى ِمص َر‪ ،‬ليعو َد بعد ثالث ِة أ ْشه ٍُر إلى فرنسا‪،‬‬
‫َ‬
‫ق بجامعتِها فنا َل شهادةَ الدكتوراه الثَّانيةَ َع ْن‬ ‫ُ‬
‫حيث التح َ‬ ‫ولكن هذه المرَّة إلى باريس‬‫ْ‬
‫اتقن الفرنسيَّةَ والالتينيَّةَ‬
‫ابن خلدون) عام ‪َ .1918‬‬ ‫أطروحتِ ِه (الفلسفةُ االجتماعيَّةُ عند ِ‬
‫فتم َّكن ِم َن الثَّقافَ ِة الغربيَّ ِة إلى َح ٍّد بعي ٍد‪.‬‬
‫الجاهلي) الجد َل حتَّى يومنِا‬
‫ِّ‬ ‫العربي)‪ ،‬وأثا َر ِكتَابُه (في ال ِّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫لُقِّ َ‬
‫ب بِـ(عمي ِد األد ِ‬
‫و(حديث المسا ِء) و(الحياةُ األدبيَّةُ‬
‫ُ‬ ‫هامش السِّير ِة)‬
‫ِ‬ ‫هذا‪ ،‬له مؤلَّ ٌ‬
‫فات كثيرةٌ‪ ،‬منها (على‬
‫ب)‪ ،‬و(األيا ُم) الَّذي د َّو َن فيه ِسيرتَه َّ‬
‫الذاتيَّةَ‪.‬‬ ‫في جزير ِة العر ِ‬
‫مر نَاه َز الثَّ َ‬
‫مانين عا ًما‪.‬‬ ‫تُوفِّ َي عام ‪َ 1973‬ع ْن ُع ٍ‬

‫‪103‬‬
‫ب (األيَّا ُم) ‪:‬‬
‫ِمنْ كتا ِ‬
‫ان أَ َحبَّ إليه ِم ْن‬
‫ك إليه َوآثَ َرها ِع ْن َده‪َ .‬ك َ‬
‫ار حياتِ ِه تِل َ‬ ‫وكان هَذا الطَّو ُر أَ َحبَّ ْ‬
‫أط َو ِ‬ ‫َ‬ ‫«‬
‫ان يَشع ُر فيها بِال ُغرْ ب ِة ُشعورًا قاسيًا؛ ألنَّه لاَ يعرفُها وال‬ ‫ك فِي ُغرفتِ ِه الَّتي َك َ‬ ‫طَ ْو ِر ِه َذا َ‬
‫تاع إلاَّ أقلَّهُ وأدنَاه إليه؛ فَهُو لاَ يعيشُ فيها َك َما َك َ‬
‫ان‬ ‫ث وال َم ِ‬ ‫يعرف ِم َّما اشتمل ْتهُ ِم َن األثا ِ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫احتوت‬ ‫الرِّيفي وفي ُغ ُرفَاتِ ِه و ُحجُراتِ ِه تِلك الَّتي لَ ْم يَ ُك ْن يجه ُل ِم ْنهَا و ِم َّما‬
‫ِّ‬ ‫يعيشُ في بيتِ ِه‬
‫اس وغريبًا َع ِن األشيا ِء‪ ،‬وضيقًا حتَّى‬
‫ان يعيشُ فِ ْيهَا َغريبًا َع ِن النَّ ِ‬
‫َعلَيه ِش ْيئًا‪َ ،‬وإنَّ َما َك َ‬
‫ان يتنفَّ َسهُ فَال يج ُد فيه راحةً وال حياةً‪ ،‬وإنَّما َك َ‬
‫ان يج ُد فيه‬ ‫قيل الَّذي َك َ‬
‫ك الهوا ِء الثَّ ِ‬ ‫بِ َذل َ‬
‫أل ًما وثِ ْقلاً ‪.‬‬
‫ان في‬ ‫واألزهر؛ فَقَ ْد َك َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ك بَي َْن البي ِ‬ ‫طور ِه الثَّاني في طريقِ ِه تِل َ‬
‫ِ‬ ‫وكان أَ َحبَّ إليه ِم ْن‬ ‫َ‬
‫ضلَّ ِة‬ ‫ب ال ُخطَى‪ُ ،‬م ُمتلِ َئ القَ ْل ِ‬
‫ب‪ ،‬بِهَ ِذه ال َح ْي َر ِة ال ُم ِ‬ ‫ضطر َ‬
‫ِ‬ ‫س‪ُ ،‬م‬ ‫َذلك الطَّ ْو ِر ُم َش َّردًا ُمفَ َّر َ‬
‫ق النَّ ْف ِ‬
‫غير هُدًى في طريقِ ِه‬ ‫ض ِة الَّتي تُ ْف ِس ُد َعلى ال َمر ِء أم َرهُ‪ ،‬وتجعلَهُ يتق َّد ُم أما َمه ال َعلَى ِ‬ ‫البَا ِه َ‬
‫غير هُدًى في طريقِ ِه المعنويَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ك َم ْختو ًما َعليه‪ -‬بَلْ َعلى‬ ‫الماديَّ ِة وح َدها‪ -‬فَ ْق َد َك َ‬
‫ان َذلِ َ‬
‫ت وما يضطربُ حولَه‬ ‫ان مصروفًا َع ْن نَ ْف ِسه بِ َما يرتف ُع حولَه ِم َن األصوا ِ‬ ‫أيضًا؛ فَقَ ْد َك َ‬
‫وعجزه ِم ْن ْ‬
‫أن يُالئ َم بين‬ ‫ِ‬ ‫ب ُخطاه‬
‫نفسه ِم ِن اضطرا ِ‬ ‫ت‪َ .‬وقَ ْد َ‬
‫كان ُمستخذيًا في ِ‬ ‫ِم َن الحركا ِ‬
‫ِمشيتِه الضَّال ِة الحائر ِة الهادئِ ِة و ِمشي ِة صاحبِ ِه ال ُمهتدي ِة العاز ِم ِة العنيف ِة‪.‬‬
‫كان يج ُد راحةً وأمنًا وطمأنينةً واستقرارًا‪َ .‬‬
‫كان هذا‬ ‫ث هذا فَقَ ْد َ‬ ‫طوره الثَّال ِ‬
‫ِ‬ ‫فأ َّما في‬
‫األزهَر ِحي َْن تُصلَّى الفَجْ ُر يتلقَّى وجهُهُ بالتَّحيَّ ِة‪ ،‬فيمألُ‬ ‫النَّسي ُم الَّذي يترقَّر ُ‬
‫صحن ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق في‬
‫ت ت ْن َدى بالع َر ِ‬
‫ق ِم ْن‬ ‫سيم على جبهتِ ِه الَّتي كانَ ْ‬ ‫كان يُشبهُ وق َع ه َذا النَّ ِ‬‫قلبُهُ أمنًا وأملاً ‪ .‬وما َ‬
‫وحي ٍْن‪،‬‬
‫ضعُها على جبهتِ ِه بَي َْن ِحي ٍْن ِ‬ ‫ت أ ُّمه ت َ‬‫ت الَّتي كانَ ْ‬ ‫ك القُبُال ِ‬
‫سُرع ِة ما َس َعى‪ ،‬إلاَّ بِتِل َ‬
‫رآن أو يُ َمتِّعُها بِقِص ٍة ِم َّما قَ َرأ في‬ ‫الرِّيف ِحي َْن يُ ْقرئِها آيا ٍ‬
‫ت ِم َن القُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫في أثنا ِء إقامتِ ِه في‬
‫شاحبًا ِم ْن ُخ ْل َوتِ ِه تِل َ‬
‫ك الَّتي‬ ‫ِ‬ ‫كان يخ ُر ُج ضعيفًا‬‫ب‪ ،‬أو ِحي َْن َ‬ ‫ب أثنا َء َعبَثِ ِه في ال ُكتَّا ِ‬
‫ال ُكتُ ِ‬
‫ت األُ ْس َر ِة‪.‬‬ ‫ك ِم ْن َحاجا ِ‬ ‫كان يتو َّس ُل فيها إلى هللاِ بِعديَّة (يس) ليقض َي هَ ِذه الحاجةَ أو تِ ْل َ‬
‫َ‬
‫ك النَّسي ُم‬ ‫وكان َذل َ‬
‫َ‬ ‫نفسه أ ْمنًا وأملاً و َحنانًا‪،‬‬
‫وتش ْي ُع في ِ‬ ‫ك القُب ُ‬
‫ُالت تن ِعشُ قلبَهَ‪ِ ،‬‬ ‫ت تِل َ‬ ‫كانَ ْ‬
‫نفس ِه هَ َذا ُكلَّه‪ ،‬وير ُّده إلى الرَّاح ِة بَ ْع َد‬ ‫صحْ ِن ْ‬
‫األزهَ ِر يشي ُع في ِ‬ ‫ان يتلقَّاه في َ‬ ‫الَّذي َك َ‬
‫ك فَلَ ْم يَ ُك ْن‬
‫س‪ .‬و َم َع َذلِ َ‬
‫االبتسام بَ ْع َد ال ُعب ُْو ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬وإلى الهُدو ِء بَ ْع َد االضطرا ِ‬
‫ب‪ ،‬وإلى‬ ‫التَّ َع ِ‬

‫‪104‬‬
‫ان يكفيه‬ ‫ف ِم َّما يحتويه ْ‬
‫األزهَ ُر شيئًا‪ ،‬وإنَّما َك َ‬ ‫يعل ُم ِم ْن أ ْم ِر ْ‬
‫األزهَ ِر شيئًا‪َ ،‬ولَ ْم يَ ُك ْن يَع ِ‬
‫ْر ُ‬
‫وأن يَ َمسَّ وجهَهُ نسي ُم هذا الصَّحْ ِن‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫الحافيتين أرضُ هذا الصَّحْ ِن‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أن تَ َمسَّ قدميهُ‬
‫نفس ِه أو‬ ‫أن يَ ْن َش َ‬
‫ط ليعو َد إلى ِ‬ ‫أن يستيقظَ‪ ،‬وهادئًا يُري ُد ْ‬ ‫يَ ِحسَّ ْ‬
‫األزهَ َر ِم ْن حولِ ِه نائ ًما يُري ُد ْ‬
‫طنِ ِه وبَي َْن أهلِ ِه‪ ،‬ال يَ ِحسُّ ُغرْ بَةً وال يَ ِج ُد أل ًما‪،‬‬
‫لتعو َد إليه نف ُسهُ‪ .‬وإ َذا هُ َو يَشع ُر أنَّه فِي َو َ‬
‫أقطار ِه ليتلقَّى‪ ...‬ليتلقَّى‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫ق ِم ْن‬‫جميع أنحائِها‪ ،‬وقلبُهُ يتش َّو ُ‬ ‫ِ‬ ‫وإنَّما هي نفسُه تتفتَّ ُح ِم ْن‬
‫يعرفُهُ‪ ،‬ولكنَّه ي ُِحبُّه ويدفَ ُع إليه َد ْفعًا‪ ،‬طالما َس ِم َع اس َمه وأرا َد‬
‫َماذا؟ ليتلقَّى شيئًا لَ ْم يَ ُك ْن ِ‬
‫ف َما ورا َء هَ َذا االس ِْم‪ ،‬وهُ َو ال ِع ْل ُم‪.‬‬
‫يعر َ‬
‫أن ِ‬ ‫ْ‬
‫اس قَ ْد‬ ‫أن هَ َذا ال ِع ْل َم ال َح َّد لَهُ‪َّ ،‬‬
‫وأن النَّ َ‬ ‫وكان يَشع ُر ُشعُورًا َغا ِمضًا‪ ،‬ولكنَّه قويٌّ بَ َّ‬
‫َ‬
‫ق حياتَه ُكلَّها ْ‬
‫وأن يبلُ َغ‬ ‫أن يُ ْنفِ َ‬
‫وكان يُري ُد ْ‬
‫َ‬ ‫يبلغون ِم ْنه إال أيس َره‪،‬‬
‫َ‬ ‫ون حياتَهم ُكلَّها وال‬
‫يُ ْنفِقُ َ‬
‫وكان قَ ْد َس ِم َع ِم ْن أبيه‬
‫َ‬ ‫نفس ِه يسيرًا‪.‬‬ ‫ِم ْن هَذا ال ِع ْل ِم أكث َر َما يستطي ُع ْ‬
‫أن يبلُ َغ َم ْه َما يَ ُك ْن في ِ‬
‫أن ال ِع ْل َم بَحْ ٌر ال َس ِ‬
‫اح َل لَهُ‪ ،‬فلَ ْم‬ ‫أهل ال ِع ْل ِم َّ‬ ‫يخ و ِم ْن أصحابِه الَّ َ‬
‫ذين كانوا يُ َجالِسونَهُ ِم ْن ِ‬ ‫ال َّش ِ‬
‫يأ ُخ ْذ هَ َذا ال َكال َم علَى أنَّه تَ ْشبيهٌ أو تَ َج ُّو ٌز‪ ،‬وإنَّما أخ َذه علَى أنَّه الح ُّ‬
‫ق ُك ّل ال َحقِّ‪».‬‬

‫التعليق النقدي‪:‬‬
‫يتحدث ال ُّدكتو ُر طه حسين في هذا النَّصِّ ِم ْن كتابِ ِه (األيَّام) الَّذي د َّون فيه سيرتَهُ‬ ‫ُ‬
‫أساسيين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫صرين‬
‫ِ‬ ‫ض َل بينها اعتمادًا على ُع ْن‬ ‫أطوار ِم ْن حياتِ ِه ميَّزها ففا َ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫الذاتيَّةَ َع ْن ثالث ِة‬
‫فكان الطَّو ُر‬
‫َ‬ ‫واألمان‪ ،‬ومدى معرفتِ ِه باألشيا ِء ِم ْن َح ْولِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هُ َما‪ :‬إحسا ُسهُ بالطَّمأنينَ ِة‬
‫ب عليه‬ ‫كان في األ َّو ِل جاهلاً بِ َما يدو ُر حولَه‪ ،‬حتَّى تغلَّ َ‬‫ض َل لديه‪ْ ،‬إذ َ‬
‫الث الطَّو َر المف َّ‬ ‫الثَّ ُ‬
‫فكان ُمضطَ ِربًا َو ِجلاً ُمتَ َحيِّرًا‪ ،‬و َما سببُ هذ ِه‬
‫َ‬ ‫ال ُّشعو ُر بال ُغرْ بَ ِة‪ .‬أ َّما في الطَّ ِ‬
‫ور الثَّاني‬
‫روج ِم ْن ذلك‪ ،‬فقولُه « َوقَ ْد َ‬
‫كان‬ ‫ب إال الجه ُل بِ َما حوله ومحاولةُ ال ُخ ِ‬
‫ال َحيْر ِة واالضطرا ِ‬
‫وعجزه ِم ْن ْ‬
‫أن يُالئ َم بين ِمشيتِه الضَّال ِة الحائر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ب ُخطاه‬
‫نفسه ِم ِن اضطرا ِ‬
‫ُمستخذيًا في ِ‬
‫الهادئِ ِة و ِمشي ِة صاحبِ ِه ال ُمهتدي ِة العاز ِم ِة العنيف ِة» دلي ٌل َعلى َذلِ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫الطمأنينةَ‬ ‫كان يَ ِج ُد ُّ‬
‫الث‪ ،‬ففيه َ‬ ‫ض ُل لديه ِم ْن حياته وهو الطَّو ُر الثَّ ُ‬ ‫أ َّما الطَّو ُر المف َّ‬
‫األحاسيس الَّتي راود ْتهُ فيه بِتِ ْل َ‬
‫ك الَّتي َش َع َر بِهَا َع ْب َر‬ ‫َ‬ ‫واألمان واالستقرا َر حتَّى شبَّه‬‫َ‬
‫أمان وال طمأنينةَ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فال َ‬ ‫ُ‬ ‫أمان يعي ُشه‬
‫ٍ‬ ‫أحساس‬
‫ِ‬ ‫ف أ ِّمه وحنانِها‪ ،‬وهو أصد ُ‬
‫ق‬ ‫ط ِ‬ ‫َع ْ‬

‫‪105‬‬
‫ك األحاسيسُ لِتَ َش ُّوقِه إلى تلقِّي ال ِع ْل ِم‪ ،‬الَّذي رأى فيه‬
‫كالَّتي تهبُهما األ ُّم‪ .‬وقَ ْد راود ْتهُ تِ ْل َ‬
‫ْب اإل َحاطَ ِة‪.‬‬ ‫بَحْ رًا بَ ِع ْي َد ال َغ ْو ِر َ‬
‫صع َ‬
‫ف ال ُّدكتو ُر طه حسين إحسا َسهُ تِ َجاه ال ِع ْل ِم و َش َغفَهُ بِ ِه بأقلِّ الكلما ِ‬
‫ت وأبل ِغها‬ ‫لَ ْق َد َو َ‬
‫ص َ‬
‫ق َما َذ َك َر‪.‬‬ ‫وكانت سيرتُه ال ِع ْلميَّةُ واجتها ُده دليلاً َعلى ِ‬
‫ص ْد ِ‬ ‫ْ‬ ‫معنًى‪،‬‬
‫ث‪،‬‬ ‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫الذاتيَّ ِة في األد ِ‬
‫ب‬ ‫ب السِّي َر ِة َّ‬
‫أشهر ُكتُ ِ‬
‫ِ‬ ‫كان ِكتابُ (األيَّام) يُ َع ُّد أح َد‬ ‫وإ َذا َ‬
‫ف التَّسلس َل ال َّزمن َّ‬
‫ي‬ ‫خصائص السِّير ِة َّ‬
‫الذاتيَّ ِة فيه‪ ،‬فَ ْق َد اتَّبَ َع ال ُمؤلِّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك إلاَّ لِتَ َوافِ ِر‬
‫فَ َما َذلِ َ‬
‫واقف‬
‫ِ‬ ‫ك على شبابِ ِه‪ ،‬وهُ َو يَ ْنتَقِي ِم َن ال َم‬ ‫ث‪ ،‬فَبَ َدأ بِطُفولتِ ِه ثُ َّم ِ‬
‫صباه لِيُعرِّ َج بَ ْع َد َذلِ َ‬ ‫لألحدا ِ‬
‫ئ وتَ ُحثُّهُ‬ ‫ضها بطريق ٍة مؤثِّر ٍة تَجْ ِذبُ القار َ‬ ‫الحياتيَّ ِة َما انطوى علَى ال ِعبْر ِة النَّافِ َع ِة‪ ،‬فَ َعر َ‬
‫صلَ ِة القِ َراء ِة‪.‬‬
‫علَى ُموا َ‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫اختِالفُها َع ِن التَّر َج َم ِة؟‬
‫تعريف السِّير ِة؟ و َما ْ‬
‫ُ‬ ‫‪َ -1‬ما‬
‫‪َ -2‬ما نَ ْو َعا السِّير ِة؟ و َما خصائصُ ُكلٍّ ِم ْنهُما؟‬
‫‪َ -3‬ما خصائصُ السِّير ِة؟ ْاذ ُكرْ هَا‪.‬‬
‫كتور طه حسين؟ َوبِ َم لُقِّ َ‬
‫ب؟‬ ‫ِ‬ ‫ف َع ْن ال ُّد‬ ‫‪َ -4‬ما َذا تَع ِ‬
‫ْر ُ‬
‫المقطع الَّذي قرأتَهُ؟‬
‫ِ‬ ‫خصائص السِّير ِة في‬
‫َ‬ ‫أن ال ُّدكتو َر طه حسين ا ْستَوفَى‬
‫‪ -5‬هَلْ تَرى َّ‬
‫وضِّح ذلك‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫(للفرع األدبي فقط)‬ ‫النقد األدبي احلديث‬

‫(المذاهب األدبيةُ)‬
‫ُ‬

‫الرَّمزيّــة‬

‫ْ‬
‫وكانت ر َّد‬ ‫القرن التَّاس َع عش َر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب والفنِّ في فرنسا أواخ َر‬ ‫ت الرَّمزيّةُ في األد ِ‬
‫ظهر ِ‬
‫واألدبي‬
‫ِّ‬ ‫الفني‬
‫ِّ‬ ‫اللذين َج َعلاَ ِم َن التَّ ِ‬
‫عبير‬ ‫ِ‬ ‫الواقعي والطَّ ِّ‬
‫بيعي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المذهبين‬
‫ِ‬ ‫شيوع‬
‫ِ‬ ‫فعل على‬
‫ٍ‬
‫واألدبي‬
‫ُّ‬ ‫الفني‬
‫ُّ‬ ‫كان التَّعبي ُر‬
‫ك َ‬ ‫تصويرًا فوتوغرافيًّا أو تسجيليًّا فحسبُ ‪ ،‬وعلى ال ِّ‬
‫ض ِّد ِم ْن ذل َ‬
‫الباطني بالموسيقى والصُّ َو ِر ال ِّشعريّة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عن ال ُّش ِ‬
‫عور‬ ‫ّين إيحا ًء ورم ًزا‪ ،‬يعبّ ُر ِ‬
‫عند الرَّمزي َ‬
‫بالمحاور اآلتي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ب الرَّمز ِّ‬
‫ئ التي يستهدي بها أصحابُ المذه ِ‬ ‫ويمكن ْ‬
‫أن نجم َل المباد َ‬ ‫ُ‬
‫ّون والطَّبيعي َ‬
‫ّون‪ ،‬يص ّور‬ ‫الواقع تسجيلاً طبيعيًّا‪ ،‬كما فع َل الواقعي َ‬
‫ِ‬ ‫تسجيل‬
‫ِ‬ ‫بدلاً ِم ْن‬

‫ّون الواق َع كأنَّهُ شبكةٌ ِم َن الرُّ ِ‬


‫موز الموحي ِة‪.‬‬ ‫الرَّمزي َ‬
‫عبير َع ِن‬ ‫الواقعي والطَّ ِّ‬
‫بيعي‪ ،‬في التَّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫خالف مبدأِ السَّببيّ ِة الذي شا َع في األد ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫وعلى‬
‫تعبير ِهم ال ِّشعريِّ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االستبطان ال َّد ِّ‬
‫اخلي في‬ ‫ِ‬ ‫والعالم واألشيا ِء‪ ،‬ر ّك َز الرَّمزي َ‬
‫ّون في‬ ‫ِ‬ ‫الوقائع‬
‫ِ‬
‫ّين َّ‬
‫الذاتيّ ِة‪.‬‬ ‫ت الرُّ ومانسي َ‬ ‫ولكن ِم ْن ِ‬
‫دون تهويما ِ‬ ‫ْ‬
‫أساس بنا ِء‬
‫َ‬ ‫ت الوحدةُ العضويّةُ‬
‫ب الرَّمزيِّ ‪ ،‬أصبح ِ‬ ‫ما دام الرَّم ُز مبدأَ ِ‬
‫قيام المذه ِ‬
‫ت النَّصِّ وأعضائِ ِه التَّعبيريّ ِة‪.‬‬
‫سائر مك ِّونا ِ‬
‫ِ‬ ‫أن الرَّم َز ال يُفهَ ُم معزولاً ْ‬
‫عن‬ ‫ك َّ‬
‫القصيد ِة‪ ،‬ذل َ‬
‫مبادئ الرَّمزيّ ِة تراس ُل الحواسِّ أيْ تبادلُها؛ فق ْد يسم ُع المر ُء بعيني ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫و ِم ْن أه ِّم‬
‫ويتذ َّو ُ‬
‫ق األصوات بأذني ِه‪.‬‬
‫غير المحدو ِد‪ ،‬و َع ْن تل َ‬
‫ك القوى‬ ‫ِ‬ ‫الغيبي‬
‫ِّ‬ ‫العالم‬
‫ِ‬ ‫بغموض ِه تعبيرًا َع ْن ذل َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫يُ َع ُّد الرَّم ُز‬
‫ُمكن التَّعبي ُر عنهُ إلاّ‬ ‫تكثيف التَّ ِ‬
‫عبير ع ّما ال ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّمز‬ ‫ُ‬
‫فالهدف ِم َن الر ِ‬ ‫غير الواعي ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫النَّفسيّ ِة‬

‫بجرسها وموسيقاها وتراكيبِها المجازيّ ِة ِ‬


‫غير المعهود ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بهذ ِه اللغ ِة الرَّمزيّ ِة الموحي ِة‬

‫‪107‬‬
‫ت الرَّمزيةُ في فرنسا على ي ِد ال َّش ِ‬
‫اعر شارل بودلير (‪1867- 1821‬م)‪،‬‬ ‫ُولِد ِ‬
‫(أزهار ال َّش ِر)‪ ،‬ث َّم جا َء بع َدهُ ستيفان ميالرميه (‪1898-1843‬م) الذي‬
‫ِ‬ ‫ديوان‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫صاح ِ‬
‫ي لها‪ ،‬ث َّم بول فيرلين (‪1896-1844‬م)‪ ،‬ث َّم أرتور رامبو (‪-1854‬‬ ‫يع ُّد ال ُمن ِّ‬
‫ظ َر الحقيق َّ‬
‫ت الرَّمزيةُ ْ‬
‫أن تُرس َي قواع َدهَا وتر ِّس َخ‬ ‫‪1891‬م) وعلى ي ِد هؤال ِء الرُّ وا ِد استطاع ِ‬
‫األدبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المجال‬
‫ِ‬ ‫وتكشف ْ‬
‫عن هُويَّتِهَا في‬ ‫َ‬ ‫أفكا َرهَا‬
‫القرن العشرين في‬
‫ِ‬ ‫صف الثَّاني من‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ظهرت في بداي ِة النِّ‬ ‫العربي فق ْد‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫أ َّما في األد ِ‬
‫شعر بدر شاكر السَّياب ونازك المالئكة وعبد الوهاب البياتي وصالح عبد الصبور‬
‫ِ‬
‫األرض المحتل ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأمل دنقل وأدونيس وخليل الحاوي وشعرا ِء‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫ظهور ِه؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬متى ظه َر المذهبُ الرَّمزيُّ في الفنِّ واألد ِ‬
‫ب؟ وما سببُ‬
‫تصوير الواقع؟‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يختلف الرَّمزيّون عن الواقعيّين في‬ ‫كان‬
‫‪ -2‬بم َ‬
‫ت النَّصِّ ؟‬
‫مكونا ِ‬
‫سائر ِّ‬
‫ِ‬ ‫َّمز عند الرَّمزيّين معزولاً عن‬
‫‪ -3‬لماذا ال يُم ِك ُن فه ُم الر ِ‬
‫وظائف الحواس؟‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬ما المبدأُ الذي أَبد َل فيه الرَّمزيّون‬
‫الغموض الرَّمز ّ‬
‫ي عند الرَّمزيّين؟‬ ‫ِ‬ ‫‪ -5‬ما وظيفةُ‬

‫‪108‬‬
‫ـالـــب‬
‫معجـــم الطـَّ ِ‬
‫ُ‬
‫�أين‬
‫األَناة‪ :‬أناة وجم ُعهُ أَنَوات‪َ :‬وقَار‪ ،‬وتَ َر ٍّو وت َمهُّل‪ ،‬يُقال‪ :‬عَالَ َج األم َر بأنا ٍة‪ ،‬وهو‪ :‬ضبطُ‬
‫حصن السَّالم ِة‪ْ ،‬‬
‫وال َعجلةُ‬ ‫ُ‬ ‫والح ْلم‪ ،‬واألناةُ‬
‫ِ‬ ‫وال ِح ْلم‪ ،‬يقال‪ :‬عليك باألَنا ِة‬ ‫ص ْب ُر ْ‬
‫س وال َّ‬ ‫النَّ ْف ِ‬
‫ِم ْفتا ُح النَّدامة‪ ،‬و َر ُج ٌل ذو أَنَا ٍة‪َ :‬حلِيم‪ -‬طو ُل األنا ِة‪ :‬ال َّ‬
‫ص ْبرُ‪.‬‬
‫بلق‬
‫ع التَّحْ ِج ِ‬
‫يل‬ ‫ق ال َّدابَّ ِة وهو‪َ :‬س َوا ٌد َوبَيَاضٌ ‪ ،‬والبَلَق والب ُْلقة َمصْ َد ُر األَبلق‪ :‬ارتفا ُ‬ ‫البلَق‪ :‬بَلَ ُ‬
‫ق وبَ ْلقاء‪ .‬وفي بيت امرئ القيس في‬ ‫ق بلَقًا‪َ ،‬ويُقَا ُل لِل َّدابَّ ِة أَ ْبلَ ُ‬ ‫إِلَى ْالفَ ِخ َذي ِْن‪َ ،‬و ْالفِ ْع ُل بَلِ َ‬
‫ق يَ ْبلَ ُ‬
‫الليل‬
‫ِ‬ ‫القيس َس َوا َد‬
‫ِ‬ ‫ظ امرؤ‬ ‫درس المطالع ِة في ال َوحد ِة األولى تشبيهٌ جميلٌ‪ ،‬إذ لَ َم َح ولاَ َح َ‬
‫سبيل‬
‫ِ‬ ‫الفرس إلى فخذيه على‬ ‫ِ‬ ‫اض قَ َو ِ‬
‫ائم‬ ‫بارتفاع بَيَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رق عليه فشبَّهُهُ‬ ‫اض ْالبَ ِ‬ ‫وارتفا َع بَيَ ِ‬
‫اض على ال َّس َواد‪.‬‬ ‫بجامع َغلَبَ ِة البَيَ ِ‬
‫ِ‬ ‫التَّشبي ِه التَّمثيلِ ّي وذلك‬
‫جنح‬
‫ضلع قصيرة م ّما يلي الصَّد َر وهي ٌّ‬
‫ست‪:‬‬ ‫ْال َج َوانحُ‪ :‬مفر ُدهُ َجانِحة مؤنَّث جانِح‪ ،‬وهو ِ‬
‫ت السَّكينةُ جوان َحه‪ ،‬وبَ ْينَ َج َو ِ‬
‫انح ِه‪ ،‬وفي‬ ‫ٌ‬
‫وثالث عن شمالِك‪ ،‬يقال‪ :‬مأل ِ‬ ‫ك‬ ‫ٌ‬
‫ثالث عن يمينِ َ‬
‫جوانح ِه‪ :‬أي في قلبِ ِه أو أعماقِ ِه‪.‬‬
‫ِ‬
‫َح َ�ضاَرةٌ‪:‬‬
‫ضاَرة هي التم ُّدن‪ ،‬وتعني‬ ‫ضاَرةُ مصد ُر الفعل َحض َر أي َس َكنَ ال ُم ُدنَ والقُ َرى‪ ،‬وال َح َ‬ ‫ال َح َ‬
‫ِّين َوالفَنِّ َواألَ َد ِ‬
‫ب َوال ِم ْع َم ِ‬
‫ار ‪.‬‬ ‫ين ال ِع ْل ِم َوالد ِ‬
‫َمظَا ِهر التَّقَ ُّد ِم َوالرُّ قِ ِّي فِي َميَا ِد ِ‬
‫دعو‬
‫ين أو فكر ٍة‪،‬‬ ‫الفعل‪َ :‬دعَا يدعو‪ ،‬وال َّداعيَةٌ‪َ ،‬م ْن يد ُعو إلى ِد ٍ‬
‫ِ‬ ‫ُدعَاة‪ :‬جم ٌع مفر ُدهُ (دا ِعية) من‬
‫كقوله تعالى‪((:‬يَاقَوْ َمنَا أَ ِجيبُوا دَا ِع َي هللاِ)) (األحقاف‪ ،)31:‬وال َّدا ِعيةُ‪َ :‬م ْن يَ ْد ُعو ويُعلِّم‬
‫سالم‪ ،‬وداعية إسالم ّي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‪ ،‬وداعية‬‫ين أو فكر ٍة‪ ،‬وداعيةُ َحرْ ٍ‬ ‫ويُرش ُد إلى ِد ٍ‬
‫�سوغ‬
‫سوغ‪َ ،‬س َّو َغ يُس ِّو ُ‬
‫غ‪ ،‬تَسْوي ًغا‪ ،‬فَهُو ُم ِّ‬
‫سوغ‪ ،‬والمفعو ُل ُمس َّوغ‪َ ،‬س َّو َغ األم َر‪ :‬أبا َحه‪،‬‬
‫وج َّوزه‪ ،‬وابتدع له أسبابًا مرضيةً؛ لكنّها غي ُر صحيح ٍة‪،‬و َس ّو ْغتُهُ ما أصاب‪َ :‬ج ّوزتُهُ له‪.‬‬
‫و َس َّو َغ ال َّشي َء‪َ :‬ج َعلَهُ َسائِ ًغا‪ ،‬و َس َّو َغ له كذا‪ :‬أعطاه إيّاه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫�سقف‬
‫َسقِيفة‪َ :‬سقيفة مفر ٌد‪،‬والجمع َسقيفات و َسقائِ ُ‬
‫ف‪ :‬عريش يُستظ ّل به‪ ،‬أو تكون لالحتماء‬
‫من حرارة الشمس‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ال�ش َّدة‬
‫فش َّدةُ البَرْ ِد قُ َّوتُهُ‪ ،‬أَ ِ‬
‫ي البَرْ ُد الَّ ِذي‬ ‫اس ٌم من اال ْشتِدا ِد‪ ،‬وهي اإلفراطُ في قو ِة كلِّ شي ٍء‪ِ ،‬‬
‫ِّش َّدةُ‪ ،‬وال ِّشدة في التعا ُمل القسوةُ‪.‬‬ ‫يَصْ عُبُ تَ َح ُّملُه‪ِ ،‬‬
‫وش َّدةُ ال َحر ِ‬
‫�رصف‬
‫صرْ ف)‪ ،‬تصاريفُهُ؛ ونوائبُهُ ومصائبُهُ وشدائ ُدهُ وتقلُّباتُهُ‪،‬‬ ‫صروف ال َّدهر‪ :‬جم ٌع مفر ُدهُ ( َ‬
‫ُ‬
‫وتصاريف ال ِّريَاح‪ :‬تقلُّبُها فِي وجهاتِها‪.‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ور‪ :‬تواليها وتخالفُها‪،‬‬ ‫وتصاريف الأْ ُم ِ‬
‫عتو‬
‫ت الرّي ُح‬ ‫ت والجمع ُعتاة‪ ،‬يُقَال‪َ :‬عتَ ِ‬ ‫ُعتَاة‪ :‬عتا ُعتُ ّوا و ِعتيًّا‪ :‬استكب َر َو َجا َو َز ْال َحد فَهُ َو عَا ٍ‬
‫ت‬ ‫زت ِم ْقدَا َر هُبُوبِها‪،‬ويُقَال‪َ :‬عتَا ال َّش ْي ُخ‪َ :‬كبِ َر َوولَّى‪َ ،‬وفِي التَّ ْن ِزيل ْال َع ِزيز‪َ ((:‬وقَ ْد بَلَ ْغ ُ‬
‫َجا َو ْ‬
‫ِمنَ ْال ِكبَ ِر ِعتِيًّا))(مريم‪ .)8:‬والعاتي‪ْ :‬ال َجبَّار‪ ،‬وجم ُعهُ ُعتاة‪.‬‬
‫غيب‬
‫َاب فالنًا‪:‬غَابَهُ؛‬ ‫َاب يَ ْغتابُ ‪ ،‬ا ْغتِيابًا‪ ،‬فهو ُم ْغتابٌ ‪ ،‬والمفعول ُم ْغتابٌ ‪ ،‬ا ْغت َ‬ ‫ال ِغيبة‪ :‬ا ْغت َ‬
‫ض ُك ْم بَ ْعضًا))‬ ‫َذ َك َر ُعيُوبَهُ في غيابِ ِه‪َ ،‬ذ َّمهُ في غيابِ ِه‪ ،‬قَا َل تَ َعالَى‪َ (( :‬والَ يَ ْغتَبْ بَ ْع ُ‬
‫وال ِغ ْيبَةُ‪ :‬أَ ْن تذك َر‬
‫والقذف واالفترا ِء‪ْ .‬‬‫ِ‬ ‫(الحجرات‪ ،)12:‬وتَ َكلّ َم عليه بحق ٍد و َميل لإلغاظ ِة‬
‫ب يَ ْستُ ُرهَا ويسو ُؤهُ ذك ُرهَا‪.‬‬ ‫أَخَا َ‬
‫ك من َو َرائِ ِه بِ َما فِي ِه من ُعيُو ٍ‬
‫قبل‬
‫ْالقِ ْبلَة‪ْ :‬ال ِجهَةُ‪ ،‬يُقَال‪َ :‬ما لكَلاَ ِم ِه قِ ْبلَةٌ‪ :‬أي ِجهَةٌ‪َ ،‬وأَ ْينَ قِبلتُك‪ :‬جهتُك‪ ،‬والقِبلةُ‪ :‬الكعبةُ؛ لأِ َ َّن‬
‫ْال ُمسلمينَ يستقبلونَها فِي صلاَ تِهم‪ ،‬وقال تعالى‪ (( :‬اجْ َعلوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً)) (يونس‪،)87:‬‬
‫أمر ِه‪.‬‬
‫لجهَ ِة ِ‬ ‫ْجدا‪َ ،‬و َما لَهُ ق ْبلَةٌ َولاَ دبرةٌ‪ :‬إِذا لم يهت ِد ِ‬‫أي َمس ِ‬
‫كر�س‬
‫ض َّم‬ ‫َّس يُكرِّسُ ‪ ،‬تَ ْك ِريسًا‪ ،‬فهو ُمكرِّ س‪ ،‬والمفعول ُمكرَّس‪ ،‬و َكر َ‬
‫َّس ال َّش ْي َء‪َ :‬‬ ‫كرس‪َ :‬كر َ‬
‫رس‪:‬‬ ‫َّس الوقتَ لل ّد ِ‬ ‫بعض‪ ،‬و َكر َ‬ ‫ٍ‬ ‫ضها إلى‬ ‫ض َّم بع َ‬ ‫بعض‪ ،‬و َكر َ‬
‫َّس البضائ َع‪َ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ضهُ إِلَى‬
‫بع َ‬
‫َّس حياتَهُ لخدم ِة ْال ِع ِلم‪ ،‬أي أَوْ قَفَها‪.‬‬
‫صهُ‪ ،‬ووقَفه عليه‪ ،‬يُقالُ‪َ :‬كر َ‬‫ص َ‬ ‫َخ َّ‬

‫‪110‬‬
‫كلل‬
‫تُكلَّل‪ :‬كلَّ َل يُكلِّلُ‪ ،‬تَ ْكلِيلاً ‪ ،‬فهو ُمكلِّل‪ ،‬والمفعو ُل ُمكلَّل‪َ ،‬كلَّلُوا القائدَ‪ :‬ألبسوهُ اإلكلي َل‪ ،‬وهو‬
‫ْ‬
‫انتهت إلى نتيج ٍة حسن ٍة‪.‬‬ ‫بالنجاح‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لت مساعيه‬ ‫بالنجاح‪ :‬بَلَ َغ ُمرا َدهُ‪ .‬وتَكلَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫التَّاج‪،‬و َكلَّ َل عملَهُ‬
‫كهن‬
‫تَ َكهَّنَ ‪ :‬تَ َكهَّنَ يَتكه َُّن‪ ،‬تَ َكهُّنًا‪ ،‬فهو ُمتكه ٌِّن‪ ،‬والمفعول ُمتكه ٌَّن به‪ ،‬تَ َكهَّنَ ال َّشخصُ ‪ ،‬تَ َكهَّنَ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب‪،‬وتَ َكهَّنَ له‪َ :‬كهَنَ له؛ أخبره بالغي ِ‬ ‫بكذا‪ :‬قَال َما يُشبِهُ قو َل ال َكهَنَ ِة‪ ،‬وهو اإلخبا ُر بالغي ِ‬
‫خمين‪ ،‬أو دراس ِة‬ ‫ِ‬ ‫طريق التَّ‬
‫ِ‬ ‫المستقبل قب َل وقو ِعها عن‬
‫ِ‬ ‫ث‬
‫النتائج أو أحدا ِ‬‫ِ‬ ‫والتَّكه ُُّن‪ :‬تو ُّق ُع‬
‫حليل ْال ِعلم ّي واإلحصائ ّي لوقائ َع معروف ٍة‪.‬‬ ‫الماضي‪ ،‬أو التَّ ِ‬
‫لهث‬
‫أخ َر َج لِ َسانَهُ من َحرٍّ أو َعطَ ٍ‬
‫ش‬ ‫ث الكلبُ ‪ْ :‬‬ ‫ث‪ ،‬لَهَ َ‬ ‫ث‪ ،‬لَ ْهثًا ولُهاثًا‪ ،‬فهو ال ِه ٌ‬ ‫ت َْلهَث‪ ،‬لَهَ َ‬
‫ث يَلهَ ُ‬
‫ث))‬‫ث أَوْ تَ ْت ُر ْكهُ يَ ْلهَ ْ‬
‫ب إِ ْن تَحْ ِملْ َعلَ ْي ِه يَ ْلهَ ْ‬
‫ب‪،‬كقولِ ِه تَ َعالى‪(( :‬فَ َمثَلُهُ َك َمثَ ِل ْال َك ْل ِ‬‫أو تَ َع ٍ‬
‫صابَهُ تَ َعبٌ أو إعيا ٌء‪.‬‬ ‫ث ال َّش ْخصُ ‪ :‬أَ َ‬ ‫(األعراف‪ .)176:‬ولَهَ َ‬
‫حمل‬
‫اح ٌل‬‫ت‪ ،‬وبَلَ ٌد َم ِ‬ ‫كان‪ :‬أَجْ د َ‬
‫َب ولم يُ ْنبِ ْ‬ ‫احلٌ‪َ ،‬م َح َل ْال َم ُ‬ ‫ْال َمحْ لُ‪َ :‬م َح َل يَ ْم َحلُ‪َ ،‬محْ لاً ‪ ،‬فهو َم ِ‬
‫األرض‪:‬‬
‫َ‬ ‫س عنه المطرُ‪ ،‬أَ ْم َح َل هللاُ‬ ‫المكان‪ :‬أَ َ‬
‫صابَهُ ال َمحْ ُل وا ْن َحبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫وأرضٌ ماحلةٌ‪ ،‬وأَ ْم َح َل‬
‫َج َعلَها ُمجْ دبةً‪.‬‬
‫منم‬
‫ث على وج ِه اإلفسا ِد والوقيع ِة‬ ‫النَّ ِمينة‪ :‬نَمي َمة مفرد‪،‬وجمعُها نمائِ ُم‪ :‬وشايةٌ‪ ،‬ونق ُل الحدي ِ‬
‫الكبائر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اس‪ ،‬والغيبةُ والنَّميمةُ من‬
‫فالن يمشي بالنَّميم ِة بينَ النَّ ِ‬
‫ٌ‬ ‫بينَ النَّ ِ‬
‫اس‪ ،‬يُقالُ‪:‬‬
‫هتك‬
‫ك‪َ :‬ج َذبَهُ فأزالَهُ من‬
‫ك‪ ،‬والمفعول َمهْتو ٌ‬ ‫ك ال ِّس ْت َر َونَحْ َوهُ يَهتِك‪ ،‬هَ ْت ًكا‪ ،‬فهو هَاتِ ٌ‬
‫ك‪ ،‬هَتَ َ‬ ‫هَ ْت ٌ‬
‫ب‪َ :‬شقَّهُ طولاً فَهُ َو هات ٌ‬
‫ك‬ ‫ك الثَّوْ َ‬ ‫ض ِع ِه أَو َش َّ‬
‫ق ِم ْنهُ ج ُْزءا فَبَدَا ِم ْنهُ َما َو َرا َءهُ‪ ،‬وهَتَ َ‬ ‫َموْ ِ‬
‫ك هللاُ ِس َّرهُ‪َ :‬ك َشفَ َمساوئَه للنّ ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫َب ِع ُّزهُ‪ ،‬وهَتَ َ‬
‫ك َعرْ َشهُ‪َ :‬ذه َ‬ ‫وهَتَّا ٌ‬
‫ك‪ .‬ويُقَال‪ :‬هَتَ َ‬
‫هون‬
‫ْالهُ َو ْينَى‪ :‬اتِّئا ٌد وتمهُّ ٌل في ْال َمشي‪ ،‬والهوينى‪ :‬خ ْفض و َدعَة‪ ،‬يقال‪ :‬يعيش في هُ َو ْينَى‪،‬‬
‫أي في دع ٍة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفهــر�ست‬
‫املو�ضوع ‪ ...............................................................................................‬ال�صفحة‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‪ :‬بالإ�صالح تنه�ض الأمة ‪26 - 3 ........................................‬‬


‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪ ( :‬اإلصالح ضرورة) ‪7 - 4 .....................................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوب التعجب ‪17 - 8 .....................................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬التعبير ‪18 ...............................................................................‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬األدب‪ :‬املسرحية‪ :‬ثانية يجيء احلسني ‪26 - 19 ......................................‬‬
‫الوحدة ال�سابعة‪ :‬حقوق الطفل ‪31- 28 .................................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪ :‬ال لتعنيف الطفل ‪31 - 28 ...................................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪:‬أسلوب املدح والذم ‪38 - 32 ..................................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬النثر وفنونه‪ :‬القصة القصيرة النشأة والتطور ‪50 - 41 ..................‬‬
‫الوحدة الثامنة‪ :‬جائزة نوبل ‪66- 51 ...................................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪ :‬جائزة نوبل لآلداب ‪54 - 52 ....................................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوبا التمني والترجي ‪59 - 55 ...........................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬الرواية ‪64 - 60 ....................................................................‬‬
‫النقد األدبي‪ :‬الواقعية ‪66 - 64 ...........................................................................‬‬
‫الوحدة التا�سعة‪ :‬بني اجلديد والقدمي ‪88 - 67 .........................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪( :‬رسالة من أب إلى ابنه) ‪71 - 68 ...........................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوبا العرض والتحضيض ‪81 - 72 .....................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬التعبير ‪82 ............................................................................‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬األدب‪ :‬املقالة ‪88 - 83 .....................................................................‬‬
‫الوحدة العا�رشة‪ :‬ال�سرية احل�سنة ‪108 - 89 ...............................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪( :‬حسن السيرة من اإلميان) ‪92 - 90 .......................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوب التحذير واإلغراء ‪101 - 93 .........................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬فن السيرة ‪106 - 102 ............................................................‬‬
‫النقد األدبي احلديث‪ :‬الرمزية ‪108 - 107 .................................................................‬‬

‫‪112‬‬

You might also like