Professional Documents
Culture Documents
أثر سد النهضة الأثيوبي على المصالح المائية للسودان
أثر سد النهضة الأثيوبي على المصالح المائية للسودان
(مايو -1122مارس)1111
السودان -الخرطوم
ابريل1111 /
بسم الله الرحمن الرحيم
َخ َر ْجَنا
اء َفأ ْ م السم ِ
اء َّ ن الله أ َْن َزل ِ
م َن َّ
قال تعالى( :أََل ْم تََرى أ َّ
َ َ ً ْ َ َ
ِب ِه ثَمر ٍ
ات م ْخَتِلفاً أَْلو ُانها و ِم ْن اْل ِجب ِ
ال ُجَدٌد ِب ٌ
يض َو ُح ْمٌر َ َ َ َ ََ ُ
أ
الشكر والتقدير
الشكر لله من قبل ومن بعد الذي بنعمته تتم الصالحات ،ثم جزيل شكري وعظيم
إمتناني لجامعة امدرمان اإلسالمية منارة العلم وقلعة المعرفة ،ولمعهد البحوث والدراسات
اإلستراتيجية بجامعة امدرمان اإلسالمية أساتذة وموظفين وعمال الذين قدموا لنا كل عون
ورعاية ،كما أتقدم بالشكر وعظيم اإلمتنان ألستاذتي الفضلي البروفيسور /إكرام محمد صالح
والتي كان لي شرف التعلم على يديها ،والتي تكرمت باإلشراف على البحث ،والتي أدين لها
بكل ما استفدته منه ،بتوجيهاتها وإرشاداتها ،وأسال الله العلي القدير أن يجعل ما قدمته لي
من فائدة في ميزان حسناتها ،إلى والدتي في عليائها والتي لطالما تمنت أن تراى هذا اليوم،
وإلى والدي أمد الله في عمره ،إلى رفيقة دربي التي ساندتني عوناً وصب ًار ،إلى أوالدي وأنا
أرجوني لهم مثالً وقدوة ،إلى شقيقتي وأبنائها ،إلى عائلتي ومعلمي الخير وأصدقائي األوفياء،
ّ
وإلى كل من أحب لي الخير وقدم لي الخير.
ب
قائمة المحتويات
الفصل األول :التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة (إطار نظري ومفاهيمي)
ت
المبحث الثاني :تطور مسار مفاوضات سد النهضة مايو – 2155مارس
22
2121
22 المبحث الثالث :موقف السودان من سد النهضة األثيوبي
522 الخاتمة
522 المالحق
ث
Abstract
This research dealt with position of Sudan in Ethiopian Renaissance
Dam (GERD) negotiations During the period between May 2011 to March
2020 and its impact on the Sudan’s water interests, research included five
chapters on international negotiation and supreme interests of the state, the
geography of the Nile River and its states and conventions, the Ethiopian
Renaissance Dam, Sudan and the Ethiopian Renaissance Dam, a strategy
for preserving Sudan's water interests, the research problem was the
negotiating position of Sudan and the impact of this position on Sudan’s
water interests Research raised questions about the Sudan negotiating
position and it’s effectiveness in achieving and maintaining the water
interests of Sudan and impact on the Sudan’s water strategy, the research
aimed to clarify the concept and principles of international negotiation and
water interests and elements of water security for Sudan and the positions
of the basin countries and the international position in (GERD) and
developing a vision For future prospects and Sudan's negotiating position,
the importance of the research from the fact that it represents a scientific
addition and reference for students, researchers and those interested in the
subject of negotiation on the (GERD), and studying the positions of Sudan,
Egypt, Ethiopia and the international position, focusing on the weaknesses
and strengths in the Sudanese position to build a strategy that achieves its
supreme national interests, the research followed, legal approach, case
study and inductive for the future, descriptive and analytical in gathering
information, analyzing it, and interpreting the current situation. The
research concluded that Ethiopia has the right to realize the utilization of
its water resources with no harm to Sudan and Egypt, and confirm that the
(GERD) has potential benefits and damages to Sudan, and Sudan should
get rid of the role of the mediator, transfer to the partner’s role, and build
its strategy on the bases of this principle, which preserves its water rights
present and future. The research suggested the necessity of a legal
framework for a binding agreement on the dam that guarantees Sudan’s
water interests and that the cooperative path is an inevitable path between
East Nile Basin countries to establish a successful model for equitable and
fair use of the Nile water.
ج
المستخلص
تناول البحث موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي في الفترة ما بين
مايو 1122إلى مارس 1111وأثره على المصالح المائية للسودان ،إحتوى البحث على خمسة
فصول حول التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة ،جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته ،سد
النهضة األثيوبي ،السودان وسد النهضة األثيوبي ،إستراتيجية الحفاظ على مصالح السودان
المائية ،تمثلت مشكلة البحث في دراسة الموقف التفاوضي للسودان وأثر هذا الموقف على المصالح
المائية للسودان ،طرح البحث أسئلة حول الموقف التفاوضي السوداني ،وفعالية هذا الموقف في
تحقيق والحفاظ على المصالح المائية للسودان وأثره على اإلستراتيجية المائية السودانية ،وهدف
البحث إلى توضيح مفهوم العالقات الدولية والدبلوماسية ومبادئ التفاوض الدولي والمصالح
المائية ،وعناصر األمن المائي للسودان ،ومواقف دول الحوض والموقف الدولي من السد ،ووضع
رؤية مستقبلية لمآالت وتطوير موقف السودان التفاوضي ،نبعت أهمية البحث من كونه يمثل
ﺇضافة علمية ومﺭجع للطالب والباحثين والمهتمين بموضوع التفاوض حول أزمة سد النهضة
األثيوبي ،ودراسة مواقف السودان ومصر وأثيوبيا والموقف الدولي ،بالتركيز على نقاط الضعف
والقوة في الموقف السوداني لبناء إستراتيجية تحقق مصالحه الوطنية العليا ،إتبع البحث المنهج
القانوني ومنهج دراسة الحالة والمنهج االستقرائي للمستقبل والمنهج التاريخي والمنهج الوصفي
التحليلي في جمع المعلومات وتحليلها وتفسير الوضع الراهن ،خلص البحث إلى أن من حق
أثيوبيا تحقيق االستفادة من مواردها المائية ،مع عدم األضرار بالسودان ومصر ،والتاكيد أن لسد
النهضة األثيوبي فوائد وأضرار محتملة على السودان ،ويعتمد نوع األثر على طريقة تشغيل أثيوبيا
للسد ،وما تنتهي إليه المفاوضات حول الملف ،توصل البحث إلى أن على السودان التخلص من
دور الوسيط ،واإلنتقال لدور الشريك وبناء إستراتيجيته للتفاوض على هذا المبدأ ،الذي يحفظ
حقوقه المائية حاض اًر ومستقبالً ،إقترح البحث ضرورة وجود إطار قانوني إلتفاق ملزم حول السد،
يضمن مصالح السودان المائية ،وأن المسار التعاوني مسار حتمي فيما بين دول حوض النيل
الشرقي ،لتأسيس نموذجاً ناجحاً إلستخدام منصف وعادل لمياه النيل.
.
ح
المقدمة
تمهيد
يتناول البحث موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي وأثره على
المصالح المائية للسودان ،وتتبع تطوارت مسار مفاوضات سد النهضة األثيوبي في
الفترة من مايو 1122وحتي مارس ،1111ورصد اإلستراتيجيات التفاوضية للسودان
ومصر وأثيوبيا ،بالتركيز علي الموقف السوداني بالتناول والتحليل ،وقياس أثر هذا
الموقف علي المصالح المائية السودانية ،وتسليط الضوء علي الموقف التفاوضي
السوداني من الجوانب اإلستراتيجية ،فال يمكن التعاطي مع مفاوضات سد النهضة علي
أنها مفاوضات حول الجوانب الفنية لمنشأة هيدروليكية تؤثر علي تقسيم وارد مياه بين
السودان ومصر وأثيوبيا ،بل يجب وضعها في إطارها الصحيح علي أساس أنها قضية
أمن قومي للسودان اضافة للجوانب االخري الفنية والقانونية .كما إنه ال تفاوض ناجح
بدون إستراتجية علمية تقوم عليه وفى الوقت نفسه ليست كل إستراتجية تفاوضية تعد
مناسبة لكل قضية من القضايا التي يتم التفاوض عليها ،وتمثل إستراتيجيات التفاوض
التصور العام للمسار الذي ينبغي أن تسلكه المفاوضات وتشتمل على تحديد لألهداف
والغايات المرجوة من عملية التفاوض والتكتيكات والسياسة الموصلة إليها ،والمهارات
الحقيقية للتفاوض تبدو واضحة في مدى نجاح المفاوض في توظيف التكتيكات
والسياسات والوسائل لتحقيق أهدافه ،وفي كيفية تفاعله مع المواقف التفاوضية المختلفة،
وادراكه العميق للقضية التي يتفاوض حولها.
مشكلة البحث
تكمن مشكلة البحث في توضيح وتحليل وتقييم الموقف السوداني في مفاوضات
سد النهضة األثيوبي في الفترة من مايو 1122وحتي مارس ,1111ومدي تأثير هذا
الموقف علي إستراتيجية السودان المائية ،واألخذ في االعتبار هذا االثر في بناء
إستراتيجية السودان المائية المستقبلية.
5
سؤال البحث الرئيسي
ماهو موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي في الفترة من
مايو 1122وحتي مارس 1111؟.
اسئلة البحث الفرعية
.2ما مدي فعالية هذا الموقف في تحقيق والحفاظ علي المصالح المائية للسودان؟.
.1ما أثر الموقف السوداني علي اإلستراتيجية المائية السودانية؟.
أهداف البحث
َهدف البحث إلى:
.2توضيح مفهوم ومبادئ التفاوض الدولي ودوره في حفظ المصالح العليا
للدولة.
.1توضيح مصالح السودان المائية واألمن المائي للسودان.
.3دراسة قضية سد النهضة األثيوبي ومواقف الدول المعنية السودان
وأثيوبيا ومصر والموقف الدولي .
.4توضيح الموقف السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي وأثره في
تحقيق مصالح السودان العليا .
.5تقييم الموقف السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي.
.6وضع رؤية مستقبلية لمآالت التفاوض وتطوير موقف السودان في
التفاوض بما يضمن المصالح المائية العليا له.
أهمية البحث
تظهر أهمية البحث في اآلتي:
األهمية العلمية-: (أ)
.2ﺇضافة للمعرفة ﺍلعلمية حول موضوع البحث.
.1ﺇضافة مﺭجع للطالب والباحثين والمهتمين بموضوع البحث.
1
(ب) األهمية العملية-:
.2تناول موقف السودان في التفاوض حول أزمة سد النهضة
األثيوبي والذي يمس قضية أساسية من قضايا األمن القومي السوداني.
.1دراسة مواقف كل من السودان ومصر وأثيوبيا والموقف الدولي
من سد النهضة األثيوبي.
.3تركيز االضواء تجاه نقاط الضعف والقوة في الموقف السوداني
من سد النهضة األثيوبي.
.4بناء إستراتيجية السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي بما
يحقق المصالح الوطنية العليا.
منهجية البحث
إتبع البحث المنهج القانوني ومنهج دراسة الحالة والمنهج االستقرائي للمستقبل
والمنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي في جمع المعلومات وتحليلها وتفسير
الوضع الراهن.
حدود البحث
الحدود المكانية :دول حوض النيل الشرقي السودان ومصر وأثيوبيا.
الحدود الزمانية :الفترة من مايو 1122وحتي مارس .1111
مصطلحات البحث
التفاوض
لغ ًة :من الفعل فاوض والتي تعني المساواة والمشاركة واألخذ والعطاء ،كأن كل واحد
منها رد ما عنده إلى صاحبه( ،)1والفعل يفاوض يعني عقد المحادثات المؤدية إلى
()2
التفاعل والتي تتعلق بالتوصل إلى أساس لإلتفاق نحو مشكلة قائمة أو هدف محدد
إصطالحاً :تعددت التعريفات الخاصة بالباحثين والعلماء ،لكنها في النهاية تكاد تكون
( )1ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،1114 ،الطبعة الرابعة ،ص.425:
( )2ثامر كامل الخزرجى ،التفاوض:إدارة وسياسة ،مجلة السياسة الدولية ،الجامعة المستنصرية ،العدد ،1بغداد ،1116 ،ص.66:
3
متفقة على معنى واحد ،بأنها الوسيلة الرئيسية لتنظيم العالقات الدولية الثنائية والجماعية
()1
وتحقيق األهداف الوطنية ومنطلقاتها في جميع المجاالت.
اإلستراتيجية المائية
تُعرف اإلستراتيجية المائية علي أنها الكيفية التي يتم بها وعن طريقها وضع وحشد
كل اإلمكانيات من موارد مائية وطاقات بشرية وإقتصادية وتكنولوجية ودبلوماسية
واستخدام هذه الطاقات لتنمية الموارد المائية وإستغاللها لرفاهية الشعوب ،وذلك عبر
خطة زمنية وبرامج ومشروعات محدده ( ،)2والتغلب على التحديات التي تواجه الدولة
والمتمثلة في قضايا اإلستخدام االمثل للموارد والتخلف اإلقتصادي والتكنولوجي والبيئي
والسياسي.
األمن المائي
هو مدى قدرة الدولة عل توفير هذا العنصر بشكل مياه عذبة نظيفة خالية من
الملوثات المختلفة ،دون هدر ودون عجز في تلبية الحاجات المائية لشعبها بشكل آني
ومستقبلي)3(.
( )1عبد األمير األنباري ،حول المفاوضات الدولية :متطلباتها وأساليبها ،المركز القومي لإلرشاد والتطوير اإلداري ،بغداد ،2861 ،الطبعة
الرابعة ،ص.61:
( )2محمد عبد الله عبد الله" ،اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض النيل"( ،رسالة الزمالة غير منشورة) ،الخرطوم األكاديمية
العسكرية العليا ،كلية الدفاع الوطني دورة الزمالة ( 1112 /1111 )26م.
( )3فدي المصري ،مقال بعنوان" االمن المائي في الوطن العربي" ،مقال منشور علي الموقع االلكتروني الحوار المتمدن
،www.ahewar.orgفي .1116 /6/ 28
4
سد النهضة األثيوبي
سد النهضة من أكبر سدود أثيوبيا ،سعته المائية تقدر بـ 14مليار متر مكعب
من المياه ،ويتم تشييده على مياه النيل األزرق بالقرب من الحدود السودانية حوالي 41
كلم في منطقة " بن شنغول" ،ومن المتوقع أن ينتج حوالي 6111ميجاوات من الطاقة
الكهربائية ،وتعلق عليه دولة أثيوبيا رهانات كبيرة في تحقيق االكتفاء الذاتي في مجال
ال طاقة الكهربائية مع إمكانية التصدير للدول المجاورة ،كذلك من أجل وتدعيم قطاع
الصناعة والري بالطاقة الألزمة وتحقيق التنمية في المناطق المجاورة للسد.
أدوات البحث
استخدم الباحث االدوات التالية-:
.2تحليل المضمون.
.1المالحظة.
.3المقابلة.
الدراسات السابقة
.2ورقة بروفيسور إكرام محمد صالح ،األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال
جنوب السودان ،ورقة قدمت ضمن مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية
المنعقد فى الفترة 18 - 16نوفمبر 1121م ،وُنشرت في صحيفة الصحافة يوم
،1122/12/16خلصت الورقة إلى أن اإلتفاقيات في حقبة االستعمار الفريقيا
كانت مبنية على أساس التعاون الوقائي لحفظ الميزان المائي في دول حوض
النيل ،وأنها إتفاقيات ترسم حدود أو تتعلق بنظام االمتيازات األجنبية والمصالح
االستعمارية في دول حوض النيل ،وكان هدفها األساسي هو تعزيز النفوذ
األجنبي في القارة اإلفريقية رغم اشتمالها على بند مائي أو أكثر ،وأن إتفاقيات
تقاسم حصص مياه النيل بين السودان ومصر تقوم على قاعدة العقد شريعة
المتعاقدين ومبدأ الحقوق المكتسبة الذي نص عنه صراحة في اإلتفاق ،وانها
5
ذات طبيعة عقدية ثنائية تقوم على تبادل المنافع وااللتزامات بين دولتين فقط،
وغير محددة المدة وغير متكافئة ،وتبقي اإلشكالية الرئيسية تتمثل في كيفية
حصول دول حوض النيل على حقوقها وحصصها في المياه وفقاً لحاجتها ،مع
االحتفاظ بعالقات سالم وتعاون فيما بينها في ظل موارد مائية محدودة
واحتياجات متزايدة.
.1كتاب م.احمد المنتصر حيدر ،األمن المائي بحوض النيل والعالقات السودانية
المصرية ،شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ،السودان الخرطوم 1121 ،م
حيث هدف الكتاب للتعرف على الموارد المائية عن نهر النيل وتقصي موقف
القانون الدولي من اإلتفاقيات الدولية الخاصة بتقسيم مياه النيل ،األهمية
الجيوإستراتيجية المتزايدة لنهر النيل ،على المستوى الوطني ،واإلقليمي والدولي
في الوقت الحاضر والمستقبل ،وخلص الكتاب إلى ضرورة التعاون االستراتيجي
بين السودان ومصر في قضية مياه النيل.
.3مقال د.سلمان محمد احمد سلمان ،سد النهضة األثيوبي فوائد متعددة للسودان،
جريدة الصحافة السودانية العدد ( ،1123/8/22 )1114خلص المقال إلى
إن السودان سيحقق فوائد من قيام سد النهضة أهمها الطاقة الكهربائية ،وخلص
إلى أن التعاون والتفاوض مع اثيﻮبيا وبقية دول حﻮض النيل بحسﻦ نية وصﺪق
حﻮل حقوق هذه الدول تحت مظلة اتفاقية عنتبي لحﻮض النيل هﻮ الضمانة
الوحيدة لالستفادة القصﻮى مﻦ مياه الحﻮض ،ولﻦ يحافظ السﻮدان ومصﺮ
على حقﻮقهما باالستعالء واإلقصاء والهتافات واآلراء القانﻮنية التي تعتمﺪ على
العنتﺮيات أكثﺮ مﻦ اعتمادها على القانﻮن.
.4بحث بابكر يوسف ابراهيم عبدالعليم ،أثر مشكلة المياه على دول حوض النيل
وتطوارت إنشاء سد النهضة األثيوبي ،رسالة ماجستير في الدراسات
6
اإلستراتيجية ،جامعة الزعيم األزهري الخرطوم 1125م ،وخلص البحث أن
مشكلة مياه دول حوض النيل تاريخية ،وأن األزمة الحالية بين دول الحوض
الشرقي السودان ومصر أثيوبيا والتى نتجت من إصرار أثيوبياعلي بناء سد
النهضة األثيوبي بسعة 74مليار متر مكعب أثارت المخاوف واوضحت مدى
الحاجة إلى التعاون واإلتفاق بين هذه الدول والوصول إلى حلول ترضي كل
االطراف ،كما اشار البحث للتدخل االجنبي في ملف السد مما ادي إلى تعقيد
المفاوضات.
.5كتاب د .ابراهيم االمين عبدالقادر ،السودان االخضر بين دفتي السد العالي وسد
النهضة ،سينان العالمية للطباعة ،السودان ،الخرطوم 1125 ،م ،هدف الكتاب
لمعرفة امكانية التعاون المائي بين دول حوض النيل والقوانين والمعاهدات التي
وضعت بواسطة االمم المتحدة وطرق تطويرها وعالقة التنمية باألمن المائي
وتطرق إلى أزمة سد النهضة بين الدول الثالثة ،كما أوصي الكتاب بضرورة
وضع المصالح المائية للسودان علي قائمة اولويات األمن القومي السوداني.
.6بحث مبارك االمين حامد ،األمن المائي وأثره علي الوضع اإلقتصادي على
السودان ومصر ،بحث حالة على سد النهضة األثيوبي ،بحث تكميلي لنيل
درجة الماجستير في اإلقتصاد ،جامعة النيلين ،الخرطوم 1121 ،م ،قسم
الباحث بحثه إلى ثالثة فصول تناول من خاللها جوانب عدة ،ويخصنا من هذه
الجوانب تناوله لسد النهضة األثيوبي وأثره على دول الحوض في الفصل
االخير ،وقد تطرق الباحث في نهاية البحث قبل النتائج والتوصيات إلى أن
أثيوبيا التزمت بكل تلك الضوابط ،منذ شروعها في إنشاء سد النهضة بدليل
أنها وافقت على اسناد مراجعة الدراسات والموصفات الفنية إلى لجنة خبراء من
الدول الثالثة باإلضافة إلى جهة دولية محايدة.
7
.1مقال د .حمدي عبدالرحمن ،مستقبل التعاون في حوض النيل في مرحلة ما بعد
سد النهضة ،موقع قراءات افريقية ،1126/2/5 ،www.qaindex.com
خلص المقال إلى إن السودان اتخذ موقف مؤيد لسد النهضة نتيجة للفوائد التي
سيحققها السد للسودان من الكهرباء والحماية من الفياضانات واالستفادة من
كامل حصته من مياه النيل.
.6بحث يوسف آدم محمد ،أثر بناء سد النهضة على حصص الشركاء في مياه
النيل وفقاً للمعاهدات الدولية ،رسالة ماجستير في القانون العام ،جامعة أفريقيا
العالمية الخرطوم 1128م ،هدف البحث إلى التركيز علي أهمية المياه
وإستخداماتها ،والتعرف على النهر والنهر الدولي ونهر النيل وروافده ،كما
شملت النظام القانوني الحاكم لألنهار الدولية وفق المبادئ القانون الدولي العام
وبحث النظريات الفقهية المعاصرة المتعلقة بذلك ،وسرد وتحليل اإلتفاقيات
السابقة لنهر النيل ،ونشأة وتطور بناء سد النهضة األثيوبي ومدى تأثيره على
حصة مصر والسودان ،وخلص البحث إلى ضرورة اإلستفادة من سد النهضة
األثيوبي وتعاون دول حوض نهرالنيل والسعي إلدارة مشتركة فعالة ومستقلة.
.8بحث وسام علي كيطان ،التدخالت االجنبية في أثيوبيا وتأثيرها على األمن
المائي في مصر والسودان بحث لنيل درجة الدكتواره ،جامعة ديالى ،العراق،
1128م ،خلص البحث إلى أن الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل والصين
وايطاليا والبنك الدولي متدخلين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في قضية سد
النهضة األثيوبي ،وان الواليات المتحدة واسرائيل بصفة خاصة يلعبان دو ار محف از
في تاجيج األزمة بغرض محاصرة السودان ومصر مائياً.
نقاط اإل تفا واالختالف مع الدراسات السابقة
8
نقاط اإلتفاق-:
.5االهتمام بموضوع حيوي هوسد النهضة األثيوبي الكبير والذي أثار جدال واسعا
داخل دول حوض النيل بصفة عامة وداخل دول حوض النيل الشرقي بصفة
خاصة والمجتمع الدولي.
.2اإلطار المكاني المتمثل في دول حوض النيل الشرقي السودان ومصر وأثيوبيا.
.2بحث اآلثار المختلفة لسد النهضة األثيوبي علي دول حوض النيل الشرقي.
نقاط االختالف-:
.5ركزت الدراسات السابقة على الجوانب القانونية والفنية لسد النهضة األثيوبي.
.2ركز البحث علي عملية التفاوض حول قضية سد النهضة والجوانب اإلستراتيجية
للقضية.
.2التركيز علي الموقفين المصري واألثيوبي وعدم وجود بحوث كافية حول الموقف
السوداني من السد وياتي البحث لسد الثغرة المعرفية تحت هذا العنوان.
تنظيم البحث
إحتوي البحث علي خمسة فصول تفصيلها كاالتي :الفصل األول بعنوان التفاوض
الدولي والمصالح العليا للدولة إطار نظري ومفاهيمي ويحتوي علي ثالثة مباحث،
المبحث األول بعنوان العالقات الدولية والدبلوماسية والتفاوض الدولي والمصالح العليا
للدولة ،المبحث الثاني بعنوان أهمية المياه والسدود وتعريفها وأنواعها ،المبحث الثالث
نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه ،الفصل الثاني بعنوان جغرافية نهر
النيل ودوله وإتفاقياته ،ويحتوي علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان جغرافية نهر
النيل ودوله ،المبحث الثاني بعنوان إتفاقيات مياه النيل ،المبحث الثالث بعنوان التعاون
والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل ،الفصل الثالث بعنوان سد النهضة
األثيوبي ويحتوي علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان إستراتيجية أثيوبيا في بناء
9
سد النهضة ،المبحث الثاني بعنوان الموقف المصري من سد النهضة ،المبحث الثالث
بعنوان الموقف الدولي من سد النهضة ،الفصل الرابع بعنوان السودان وسد النهضة
األثيوبي ويحتوي علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان موقف السودان من سدود
نهر النيل وروافده ،المبحث الثاني بعنوان تطور مسار مفاوضات سد النهضة
مايو – 1122مارس ،1111المبحث الثالث بعنوان موقف السودان من سد النهضة
األثيوبي ،الفصل الخامس بعنوان إستراتيجية الحفاظ علي مصالح السودان المائية
ويحتوي علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان إستراتيجية السودان المائية ،المبحث
الثاني بعنوان أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية ،المبحث الثالث بعنوان
بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة ،وأخي ار الخاتمة وتحتوي علي النتائج
والتوصيات ومصادر ومراجع البحث والمالحق.
21
الفصل األول
التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة (إطار نظري ومفاهيمي)
المبحث األول:
العالقات الدولية والدبلوماسية والتفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة
تعريف العالقات الدولية
تنبع طبيعة المجتمع الدولي من بنيته ،حيث يتألف من دول ذات سيادة ،تنشأ فيما
بينها عالقات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعسكرية وقانونية ،يطلق عليها صفة
العالقات الدولية.
تستهدف دراسة العالقات الدولية التوصل إلى تحليل دقيق لحقائق الوضع الدولي
الذي يمتاز عادة بالديناميكية السريعة ،وذلك من خالل معرفة طبيعة القوى التي تتحكم
في تشكيل االتجاهات السياسية للدول إزاء بعضها وتحديد الكيفية التي تتفاعل بها هذه
القوى واإللمام بمختلف التأثيرات وردود الفعل التي تتركها على أوضاع المجتمع الدولي.
إن التعريف بالعالقات الدولية وماهيتها ليس مسألة سهلة ،وعلى الرغم من الجهود
الكبيرة المبذولة ،يصعب إعطاء تعريف جامع وشامل للعالقات الدولية ،فيتم تعريف
العالقات الدولية أنها عالقات الدول والشعوب فيما بينها( ،)1إن هذا التعريف بسيط
وشامل ،بينما تعريف آخر يذهب إلى إن هذا الموضوع يعني بحث وتشخيص العوامل
()2
الرئيسة المحركة للسياسة الخارجية للدول.
مفهوم العالقات الدولية
إن جوهر مفهوم العالقات الدولية هو السياسية الدولية ،وأن موضوع السياسة
الدولية هو الصراع بين الدول المستقلة من اجل القوة( ،)3كذلك مفهوم إن مجال العالقات
( )1كاظم هاشم نعمة ،العالقات الدولية ،منشورات جامعة بغداد ،بغداد ،2818 ،الطبعة األولي ،ص.4:
( )2منصور ميالد يونس ،مقدمة لدراسة العالقات الدولية ،منشورات جامعة ناصر ،ليبيا ،طرابلس ،2882 ،ص.21-6 :
( )3ناصيف يوسف حنى ،النظرية في العالقات الدولية ،دار الكتاب العربي ،بيروت ، 1985 ،الطبعة األولى ،ص.6:
22
الدولية يعني العوامل والنشاطات المؤثرة في السياسات الخارجية وفي قوة الوحدات
وأن العالقات الدولية تنشأ داخل كل مجموعة من كيانات ()1
األساسية المكونة لعالمنا
سياسية ،قبائل ،دول ،مدن ،أمم ،إمبراطوريات ،تربط بينها تفاعالت تتميز بقدر كبير
من التواتر ووفق من االنتظام ،وأنها مجموعة المبادالت التي تعبر الحدود أو تحاول
()2
عبورها.
إنطالقا من هذه التعريفات التي تؤكد الطبيعة السياسية والحدودية لكل دولة يمكننا
أن نعرف العالقات الدولية بأنها (كل عالقة ذات طبيعة سياسية أو من شأنها إحداث
()3
إنعكاسات وآثار سياسية تمتد إلى ما وراء الحدود اإلقليمية لدولة واحدة ).
تعريف الدبلوماسية
لغ ًة :يعتبر االشتقاق اللغوي لمفهوم الدبلوماسية من اللغة اليونانية والذي معناه
،DIPLOMAوالذي مصدره االشتقاقي DIPLOMEوالذي يعني الوثيقة الرسمية التي
تصدر عن السلطة الحاكم ،والتي تمنح لحاملها حصانة معينة ومزايا.
تعريف آخر أنها مشتقة من اللغة اليونانية DIPLONEوالتي تعني فعل الطي
أو طوى مستشهدا بإستقراء التاريخ أنه في مرحلة هيمنة اإلمبراطورية الرومانية ،كان
المرور عبر أراضيها يكون بمنح ألشخاص معينين صفائح معدنية مطوية ذات وجهين
مخيطين سويا بطريقة خاصة على نقيض التعريف األول ،والذي ذهب أن الفعل
DIPLONEمن أصل إغريقي دخل على الالتينية ومعناه وثيقة مزدوجة.
في تعريف أخر تعرف الدبلوماسية على أنها مشتقة من ،DUPLICATAوهي
نسخة عن األصل باعتبار أن األصل يبقى عند الحاكم أو السلطة الحاكمة – نسخة
نستنتج عن األصل -واألخر يمنح للشخص الذي يحملها.
( )1ناصيف يوسف حنى ،النظرية في العالقات الدولية ،مرجع سابق ،ص.6:
( )2محمود خلف ،مدخل إلى علم العالقات الدولية ،منشورات المركز الثقافي العربي ،بيروت ، 1987 ،الطبعة األولى ،ص .11-66 :
( )3منصور ميالد يونس ،مقدمة لدراسة العالقات الدولية ،مرجع سابق ،ص.22:
21
نستنتج مما سبق أن الداللة اللغوية لمفهوم الدبلوماسية ذات أصول التينية وتدل على
الوثيقة ،أو جواز السفر ،أو حق المرور ،وأن مفهوم الدبلوماسية لغة يعاني من غياب
اإلجماع ،رغما أن المفهوم في محتواه ُيعنى بالجانب األمني والسلمي في العالقات بين
األفراد أو الدول ،وإن مفهوم الدبلوماسية مرتبط بمفهوم أخر والمتمثل في السلم.
إصطالحاً :أنها استعمال الكياسة ،والذكاء في إدارة العالقات الرسمية بين
حكومات الدول المستقلة ،تعريف آخر أنها علم العالقات القائمة بين مختلف الدول
وفن التفاوض ،فهي ذات تحليل مركب ينشأ من تفاعل مفاهيم مثل المصالح ،القانون
الدولي ،أو هي فن تمثيل الحكومة ومصالح البلد تجاه الحكومات والبلدان األجنبية،
إذن تعتبر الدبلوماسية طريقة في إدارة العالقات الدولية عن طريق المفاوضات.
()1
مفهوم الدبلوماسية
تقوم الحالة الطبيعية للعالقات الدولية على طبيعة سلمية ،تعتمد في إعدادها على
مفاهيم ،وتصورات كالدبلوماسية ،والتي تعتبر ذات أهمية في تحديدها.
ُيفسر تطور مفهوم الدبلوماسية ،بتطور العالقات الدولية بإعتبارها جزء من هذا
الكل ،حيث تعتبر مرحلة استقرار اإلنسان في ظل جماعات بشرية ،مرحلة أساسية من
مراحل الفلسفة التنظيمية لإلنسانية ،تلتها مرحلة إحتكاك الجماعات البشرية ببعضها
البعض وإدراكها للقيم المشتركة وأحيانا التشابه أو لالختالف ،وأحيانا التناقض ،والتي
يمكن أن تكون سببا للصراع والحرب.
تحدد ماهية الدبلوماسية من خالل المراحل التاريخية المتعاقبة والمتتالية ،وفق
إطار معرفي محدد بقواعد ،وقوانين التراكم المعرفي ،والذي أعلى مراحله هو إكتشاف
القانون المحدد للتفاعالت المرتبطة بمفهوم ظاهرة الدبلوماسية ،والمتمثل في القانون
الدبلوماسي ،والذي هو جزء من الكل والمتمثل في القانون الدولي.
( )1عبداللطيف بوروبي ،محاضرة بعنوان "الدبلوماسية والتفاوض" ،كلية العلوم السياسية ،جامعة قسنطينة ،قسنطينة ،الجزائر ،منشور ايضاُ
علي https://www.politics-dz.comفي .1128/6/21
23
إذن تقوم الدبلوماسية كظاهرة ،أو كتصور على مايلي :
.2ماهية الدبلوماسية تُحدد وفق تصور معرفي قائم على البحث والتقصي في
التصورات العلمية.
.1مفهوم الدبلوماسية يحدد وفق معاهدات وإتفاقيات دولية ،فسرت اإلطار والمجال
الذي تتفاعل فيه.
.3مفهوم الدبلوماسية يرتبط ببعض المفاهيم األخرى مثل رجل الدولة ،والدبلوماسي،
والسياسة الخارجية ،والسياسة الدولية.
.4مفهوم الدبلوماسية هو جزء من العلوم اإلجتماعية واإلنسانية ،حيث تأثر على
مفهوم بعض العلوم األخرى مثل اإلقتصاد ،واإلجتماع ،واالنتبرولوجيا...الخ.
إن الدبلوماسية الناجحة تلعب دو ار هاما في توطيد العالقات في شتى المجاالت
بالعلم والخلق القويم والتدريب واالعالم ،وتحرص الدول في التدقيق إلختيار ممثليها
وتضع شروطا للقبول حتى تتمكن من إستيعاب األكفأ علما وسلوكا وثقافة ،ألنهم يمثلون
بالدهم ،كما أن أقوالهم وأفعالهم محسوبة عليهم .
يجب أن تكون الدبلوماسية مرنة ،وال نعني بالمرونة اللين ،بل التوسط بدون افراط
أو تفريط ،والقدرة على إختيار البدائل التي تناسب الواقع وتحقق المصالح واألهداف،
ويجب أن تراعي الزمان والمكان.
ال تعمل الدبلوماسية منفصلة عن الجهاز الحاكم ،بل إنها تتلقى التعليمات
والتوجيهات الالزمة منه ،بخطوط تمنحها حرية الحركة ،وفي الوقت نفسه تمده
()1
بالمعلومات والتوصيات التي تراها.
( )1عبدالمنعم محمد صالح ،محاضرات بعنوان "العالقات الدولية" ،ماجستير التخطيط االستراتيجي ،معهد البحوث و الدراسات اإلستراتيجية،
جامعة امدرمان االسالمية ،الخرطوم1128/21 ،م.
24
تعريف التفاوض الدولي
المعنى االصطالحي للتفاوض الدولي ،أنه (الوسيلة الرئيسية لتنظيم العالقات الدولية
وفي ()1
الثنائية والجماعية وتحقيق األهداف الوطنية ومنطلقاتها في جميع المجاالت(.
تعريف اخر أنه (اتصال شفوي بين طرفين او أكثر يهدف في األقل إلى الوصول إلى
إتفاق مشترك على طريقة العمل أو صيغة شفوية) (.)2
أهمية التفاوض الدولي
ُيعد التفاوض الدولي من افضل الوسائل التي تستعين بها الدول لتحقيق أهدافها
المختلفة في تحقيق وحماية مصالحها العليا ،وهذا يرجع تحديدا إلى قيمة التأثير العالية
التي تحدثها هذه األداة في هذا المجال ومدى ارتباطها بالوسائل الدبلوماسية السلمية
األخرى والتي تسعى من خاللها الدول إلى تأمين مصالحها القومية ،ولعل هذه المصالح
مثلت دافعا أساسيا يدفع بالدول إلى إقامة عالقات تعاون تضمن لألطراف الحصول
عليها وفق عالقة الربح لكليهما ،من جانب آخر ُيمثل التفاوض الدولي افضل السبل
الجتناب خيار الحرب أو ربما تسويته ،لذلك جاء التأكيد من أن مفهوم السلم والتأكيد
عليه يرتبط أساسا بسعي الدول الجاد لتوظيف هذه الوسيلة كطريقة للتعامالت فيما
بينها ،وبذلك ُيمثل التفاوض الدولي قيمة عليا ال غنى للدول عنها ،كونه ُيمثل منهج
عمل واضح مقبول عالميا يتعلق بإدامة حالة السلم الدولي كثقافة في عالقات الدول
فيما بينها ،كونه يسعى إلى تثبيته وتنميته وتعزيزه من طريق حل الخالفات فيما بين
الفاعلين الدوليين.
ان التفاوض الدولي من المسائل المسلم بها في مسار تحقيق المصالح العليا
للدولة ،وهذا يرجع أساسا إلى طبيعة المصالح العليا ومدى ارتباطها باألهداف والغايات
( )1عبد األمير األنباري ،حول المفاوضات الدولية متطلباتها وأساليبها ،مرجع سابق ،ص.61:
( )2سيد عليوة ،مهارات التفاوض:سلوكيات االتصال والمساومة والدبلوماسية ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان،2816 ،ص.61 :
25
التي تسعى الوحدات المكونة للمجتمع الدولي إلى تحقيقها وبما يتفق مع توجهات
ومصالح األطراف األخرى.
لذلك ُيعد التفاوض الدولي من أهم الطرق التي تتوصل بها الدول لتحقيق مبدأ
التكامل والتفاعل مع اآلخرين وذلك بقصد ضمان مصلحتها في البيئة الدولية ،وُيعتبر
التفاوض الدولي الوسيلة األكثر أهمية ،وذلك لدوره الكبير في هذا المجال ،فمن خالله
يمكن للدول أن تفض منازعاتها وتسوي مشكالتها ،لذلك أضحي التفاوض الدولي اليوم
ذا قيمة عالمية ال يمكن إغفالها ألنه يعمل على شد أطراف المنظومة الدولية الواسعة
إلى بعضها وعلى أسس من العدالة والمساواة ،وعن طريقه تسعى الدول للولوج في مسار
التحديث والعصرنة في عالم اليوم والذي ترافق أساسا مع تزايد التبادل الدولي اإلقتصادي
واإلجتماعي والسياسي باإلضافة إلى تبادل المعلومات بشأن األخطار ذات التأثير السلم
واالستقرار الدولي ،لذلك أصبحت الضرورة الزمة ألن تتفاوض الدول فيما بينها وذلك
بغية تأمين الحاجات والمتطلبات الجديدة في المجتمع الدولي والتي تتوافق أساسا مع
أهداف ورغبات وتطلعات الدول وتحقيق وحماية مصالحها العليا.
مفهوم التفاوض الدولي
التفاوض الدولي هو الحوار أو تبادل االقتراحات بين طرفين دوليين أو أكثر في
وجود طرف راعي للمفاوضات أو ال ،بهدف التوصل إلى إتفاق يؤدي إلى حسم قضية
نزاعية بينهم ،وفي نفس الوقت الحفاظ علي المصالح المشتركة فيما بينهم ،وتعد
المفاوضات افضل الطرق لتسوية المنازعات الدولية وأكثرها شيوعا ،وهي الطريقة
()1
المألوفة لعقد مختلف المعاهدات واإلتفاقات الدولية.
وللتفاوض الدولي ركنين أساسيين هما وجود مصلحة مشتركة أو أكثر ،ووجود
قضية نزاعية أو أكثر.
( )1توفيق سعد حقي ،مبادئ العالقات الدولية ،دار وائل للنشر ،عمان،1111 ،الطبعة األولي ،ص.518 :
26
ويقوم التفاوض الدولي علي أسس عامة منها:
يوجد لدي كل طرف هدف أو عدد من األهداف يهتم بتحقيقها من خالل ما .2
يقدمه الطرف االخر من تعاون وتضحيات أو تنازالت.
يوجد طرفان أو أكثر لديهم دوافع حقيقية لالتصال والتفاعل فيما بينهم لتحقيق .1
نتائج نافعة لهم.
ال يتم التفاوض اال بوجود طرفين أو أكثر بينهم موضوع أو مصالح مشتركة .3
رغم احتمال وجود اختالف وجهات النظر فيما بينهم.
توخد قناعة لدي كل طرف بأن االتصال المباشر والتفاعل واالستجابة المالئمة .4
للطرف االخر يعد الوسيلة األكثر فعالية لتحقيق نتائج مرضية لكل طرف.
يوجد قناعة لدي كل طرف من االطراف بأن لديه قدرات تمكنه من اقناع الطرف .5
االخر لتعديل موقفه وتقديم تنازالت في مطالبه االصلية للتوصل إلى إتفاق يحقق
مصالح عادلة لك االطراف.
يتوقف ظهور الحاجة للتفاوض واالقتناع بها علي امكانية خلق منطقة مشتركة .6
بين مناطق االختالف بين أطراف التفاوض.
يوجد استعداد لدي كل من االطراف بأن يقوم بتعديل موقفه االصلي إذا ما تقدم .1
الطرف االخر بحجج مقبولة بما يمكن من التوصل إلى افضل النتائج لألطراف.
يوجد إنطباع لدي كل من االطراف بأن االخرين لديهم القناعة بأن التفاوض هو .6
أفضل الوسائل لتعظيم المصالح المشتركة ألطراف التفاوض.
يتوقف نجاح التفاوض بدرجة كبيرة علي اسلوب توظيف المها ارت والقدرات لدي .8
افراد وفرق التفاوض في مراحل التحضير والتنفيذ للتفاوض وصياغة اإلتفاق بين
أطراف التفاوض.
27
.21يعد التفاوض عملية إجتماعية تفاعلية تستخدم فيها مهارات التفاوض وقدرات
التأثير واالقناع حيث ال تتوقف علي مجرد الحقائق والحسابات المنطقية وانما
تشمل العديد من جوانب الرغبات والدوافع والحاجات واالتجاهات والعواطف
واالنفعاالت.
.22يرتبط التفاوض بالفطرة البشرية حيث يمارس االنسان عملية التفاوض منذ مولده
حتي مماته وان اختلفت األهداف واالساليب واالدوات ،حيث نري الطفل يستخدم
سالح البكاء والصراخ ليعبر عن حاجته للغذاء أواالحساس بااللم كوسيلة لجذب
االنتباه والحصول علي االهتمام والعطف من المحيطين به حتي يحصل علي
حاجاته .
مواضيع التفاوض الدولي
28
مثل الجامعات وو ازرات الثقافة والمعاهد العليا ومؤسسات البحوث والدراسات
العلمية والعملية بشتى صورها .
مبادئ التفاوض الدولي
ترتبط فكرة (الدولة) بفكرة (السلطة) بشكل عام ،وفي هذا السياق جرى تعريف
الدولة بأنها فكرة مجردة ،ولكن لها فوائدها ومخاطرها ،إال أن تعريفها قد وقع ضمن
التنظيمية أما األولى فإنها تعتبر الدولة مجموعة من المؤسسات
ّ إستراتيجيتين ،الوظيفية و
29
الحكومية ،تقوم بوضع القوانين وتتوكل في عملية الضبط والتوجيه والتنظيم ،وهنا يمكن
ّ
القول بأن الدولة في تعريفها التنظيمي ليست عنص اًر جوهرياً مالزماً للمجتمع البشري(.)1
ومهما ذهب بنا التعريف فإن الدولة الحديثة هي طراز خاص جداً للحكم يتميز
بخمس خصائص:
.2أن الدولة هي مؤسسة ،أو مجموعة مؤسسات منفصلة بشكل ّبين.
.1تتمتع الدولة بالسيادة ،وهي صاحبة السلطة لمطلقة في كل ما يخص
القانون والقواعد الملزمة المدعومة بالعقوبات التي تحفظها حقيقة االحتكار
للقوة.
الرسمي ّ
.3تمتد سيادة الدولة لتشمل كل األفراد.
.4تقوم الدولة باإلشراف على العاملين في مؤسساتها وهي موكّلة بتدريبهم.
.5الدولة هي صاحبة الوالية في جميع اإليرادات.
تعرف الدولة بأنها مجموعة من المؤسسات التي تنفذ
أما التعريف الوظيفي للدولة ف ّ
معينة ،وهذا يعني أن أية مؤسسة تتداخل أهدافها أو غاياتها مع وظائف
أهدافاً وأغراضاً ّ
الدولة تصبح جزءاً منها.
اما التعريف األساسي للدولة فيعرفها بأنها جماعة من الناس يعيشون بصورة دائمة
( )1عمر الحضرمي ،مقال بعنوان "الدولة الصغيرة القدرة والدور مقاربة نظرية" ،مجلة المنار ،مجلد ،28العدد ،4القاهرة،1123 ،
ص.68-31:
11
وفي حدود العناصر الثالثة األولى تتساوى الدول إما في العنصرين الباقيين فيقع التمايز
بين الدول ،من حيث حجومها الفعلية ،فتصنف الدول بين ناقصة السيادة أو كاملتها،
وبين االعتراف بفعلها على المستوى الدولي.
وقد استقر الفقه السياسي على أن الدولة هي منطلق السلطات كافة ،وهي التي
تدير شؤون مؤسساتها المختلفة ،مع إق ارره بأنه ليس هناك مفهوم محدد وشامل للدولة
مرت بها ،خاصة وأن األنظمة السياسية قد جهدت
صالح لجميع المراحل التاريخية التي ّ
لتحجيم المفهوم لخدمة توجهاتها الفكرية.
وقد تطور مفهوم الدولة ومهامها مع الزمن نتيجة لتعدد المخاضات السياسية
والتحوالت اإلجتماعية الكبيرة وتطور مستوى الوعي لدى األفراد ،فأصبحت الدولة
"ضرورة وحاجة" وشخصية حقوقية ومعنوية ،وبدونها ال يمكن تحقق هوية الفرد خارج
حدود الوطن ،وعندها تصبح الدولة هي المرجعية القانونية على المستوى العام.
مفهوم مصالح الدولة العليا
هي الحاجات واألوضاع والطموحات المتوافق عليها وطنياً التي ترغب الدولة في
تحقيقها والمحافظة عليها ،وتتضمن الجوانب الحيوية المعنوية والمادية ،كالمحافظة
على العقيدة والثقافة القومية وهيبة الدولة وبقاءها وسيادتها وأمنها ،والمحافظة على
أمن المواطن والمجتمع وتحقيق الرفاه والنماء السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي
وتتضمن المبادئ والقيم الدينية والمرتكزات اإلستراتيجية ،كما تشمل األوضاع والظروف
والقدرات الداخلية والخارجية المواتية أو المطلوبة لتحقيق وادراك هذه المصالح ،وتمثل
التوجه الرئيسي للدولة والعامل األكثر أهمية في توجيه السياسة واالستراتيجيات وتحديد
السبل والوسائل على المستوى الداخلي والخارجي ( ،)1وترتبط مقدرة الدولة علي تحقيق
والمحافظة علي مصالحها العليا علي امتالكها القوة الشاملة الالزمة لذلك.
( ) 1محمد حسين أبوصالح ،التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل ،شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ،الخرطوم،1124 ،
الطبعة العاشرة ،ص.68 :
12
مفهوم القوة الشاملة للدولة
11
اإلستراتيجية اإلقتصادية والعلمية والتقنية في اليابان ،بلغت مرحلة مكنتها من تحقيق
مصالح إستراتيجية ضخمة ،وهكذا القوة اإلستراتيجية العلمية واإلقتصادية اإلعالمية
والعسكرية في الواليات المتحدة ،والقوة اإلستراتيجية العلمية والتقنية واإلقتصادية في
ألمانيا ،إنها ليست مجرد قوة شاملة وإنما العبرة في أن مفرداتها كانت تناسب األوضاع
والتحديات الدولية ،كما أن األمن القومي ارتباطه عالمي أي أن القوة المحققة له يجب
أن تناسب األوضاع والتحديات العالمية ،لذا فإن إطالق اسم القوة اإلستراتيجية الشاملة
()1
هو األكثر دقة.
المبحث الثاني:
أهمية المياه والسدود وتعريفها وأنواعها
مصادر المياه
المياه السطحية وهي أي شكل من أشكال المياه التي تقع علي سطح االرض،
كما يقصد بالمياه السطحية المياه التي تحملها االنهار عبر االراضي والمجاري
ٍ
مستمر طوال العام ،أو غير دائمة سواء كانت هذه االنهار دائمة أي ذات تدفق
أي ذات تدفق موسمي ويمكن تمثيلها في مياه البحار والمحيطات ،مياه االنهار
مياه االمطار ومياه البحيرات.
المياه الجوفية :هي كل المياه التي تقع تحت سطح االرض ،وقد عرفت الفقرة
22من المادة الثالثة لرابطة القانون الدولي المتعلقة بالموارد المائية عام 1114
م ،المقصود بمصطلح المياه الجوفية بأنها " المياه الكائنة تحت سطح االرض
والقائمة بطبقة مشبعة بالمياه الباطنية ،وعلى اتصال مباشر بسطح االرض أو
( )1محمد حسين أبوصالح ،التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل ،مرجع سابق ،ص.441 :
13
التربة" ،المياه الجوفية إذن هي عبارة عن مياه موجوده في جسم الصخور
()1
الرسوبية تكونت عبر أزمنة مختلفة وقد تكون حديثة أو قديمة.
المستمرة في السكان عبئاً كبي اًر على مصادر المياه ،اذ يقدر أن
ّ شكلت الزيادات
ّ
حوالي 1مليار نسمة من سكان العالم يعيشون في أحواض جريان األنهار ،وتتفاقم أزمة
يؤدي إلى تفاقم توتّر العالقات بين
المياه في العالم بسبب إزدياد الحاجة للمياه مما ّ
كميات
الدول المشتركة في األحواض المائية خاصة في حالة إستعمال دولة المنبع ّ
هائلة من المياه ،أو اقامة منشأءات مائية مما يؤثّر على كمية جريان المياه في النهر
( )1طارق زياد عبد الرازق ،حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية ،رسالة
دكتواره منشورة ،جامعة بيروت العربية ،بيروت ،1126 ،ص.21:
( )2أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة ،المؤتمر الثالث إلدارات التعاون الدولي والعالقات الدولية ،المركز العربي للبحوث القانونية
والقضائية ،بيروت ،٥١٠٢ ،ص.5 :
14
تعريف السدود
إن تطور اإلنسان واحتياجاته وبحثه عن الوسائل الالزمة إلستغالل المياه واألنهار
الدولية ظهرت المنشآت المائية لتكون وسيلة من وسائل إستغالل واستثمار المياه لتنمية
الزراعة وتطوير الحياة اليومية ،وانتشار الطاقة وتشغيل آليات الصناعية .إن المنشآت
المائية هي أي إنشاءات أو تجهيازت يقصد منها إستغالل المياه سواء باستخارجها ،أو
تجميعها ،أو تخزينها أو تحويلها أو معالجتها ،أو توزيعها حيث يتم إنجاز هذه المنشآت
من طريق الدولة أو لحسابها ،من أجل المنفعة العامة ،ويعكس إنشاء الدولة للسدود
()1
مقدار التطور في مجال المياه وسبل إستغاللها.
أهمية السدود
تمكن أهمية السدود في توفير مياه الشرب لبعض المناطق التي يقل فيها الماء،
وتوفير المياه الغارض الري وتعد السدود أساسية الزدهار الزراعة في البلدان التي تعتمد
على الموارد الز ارعية في إقتصادها ،وتغذية المياه الجوفية والحد من الفيضانات
وخطورتها التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم ،وتوليد الطاقة الكهربائية االقل ضر اًر على
()2
البيئة وبأسعار رخيصة ،والحفاظ على منسوب المياه في االنهار ،والتنمية السياحية.
أنواع السدود
تعتبر السدود من أعظم وأضخم اإلنشاءات المدنية التي يبنيها اإلنسان على
اإلطالق ،إن األنواع الشائعة من السدود هي التي تنشأ من نوع واحد من المواد
كالخرسانة أو ذات الردم التاربي الصخري مع قالب تاربي ،أو ذات الواجهة الخرسانية،
والسدود الخرسانية التي تعتمد على الجاذبية أو القوس أو الدعامات الواقية ،وتُنسب
( )1طارق زياد عبد الرازق ،حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية ،مرجع
سابق ،ص.65-64:
( )2مبارك االمين حامد ،االمن المائي وأثره اإلقتصادي على السودان ومصر دراسة حالة سد النهضة األثيوبي ،رسالة ماجستير غير
منشورة ،جامعة النيلين ،الخرطوم ،1121 ،ص.35 :
15
السدود عادة لنوع مادة البناء ،كالسدود التاربية نسبة ألنها مكونة من التارب ،والحجرية
()1
والخرسانية.
المبحث الثالث:
نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه
شح ًا فيها،
تكثر النزاعات بين الدول على خلفية تقاسم المياه في مناطق تُعاني ّ
وتذكر أرقام حديثة للبنك الدولي وجود 1.1مليار في العالم ليس لديهم خدمات مياه
شرب آمنة ،و 3مليارات ليس لديهم مرافق لالغتسال .وسوف نجد أكثر من عامل خلف
تدهور عرض المياه ،ارتفاع الطلب المطرد على المياه مع تزايد السكان ومتطلبات النمو
اإلقتصادي ،والسياسات الخاطئة إلدارة الموارد المائية المسؤولة مثال عن ما حدث في
بحيرة تشاد وبحر ارال ،وتلوث المياه الناتج عن سوء اإلدارة وعمليات الصرف الصناعي
في المجاري المائية ،والتدهور في المناخ واختالل النظم اإليكولوجية وما صاحبهما من
ارتفاع ح اررة وتصاعد في معدالت التبخر وتراجع معدالت األمطار ،وقصور النظم
اإليكولوجية عن الحفاظ على الدورة الطبيعية القديمة لتكوين مياه المصادر المتجددة.
التشارك الدولي في األحواض المائية الدولية ،أي األنهار والبحيرات ومستجمعات
المياه الجوفية التي تتشارك فيها عدة دولة ،يشترك في هذه األحواض 245بلدا تضم
أكثر من %81من سكان العالم ،منها 31بلدا تقع بالكامل داخل هذه األحواض،
وعلى سبيل المثال تضم األحواض المائية النهرية ألنهار الدنيبر 28دولة ،والكونغو
23والنيل ،22ولكل من األمارون والراين والزامبيزي 8دول واألردن والجانج والفرات
6دول ،أما أحواض البحي ارت المائية الدولية فتضم على سبيل المثال تشاد وأزال
وتتشارك كل منهما 6دول .وفي أوروبا وحدها يوجد أكثر من 211مستودع جوفي
عابر للحدود ،وخارج أوروبا سنجد مثال مستودع غواراني ويجمع األرجنتين والب ارزيل
وباراجواي وأوروجواي ،وخزان الحجر الرملي النوبي وتتشاركه مصر والسودان وليبيا
( )1مبارك االمين حامد ،االمن المائي وأثره اإلقتصادي على السودان ومصر دراسة حالة سد النهضة األثيوبي ،مرجع سابق ،ص.8 :
16
وتشاد ،وهناك 38دولة تأخذ أكثر من نصف مواردها المائية العذبة من أحواض تقع
خارج حدودها ،وفئه ثانية من الدول تأخذ أكثر من %15منها ،ومنها الشرق األوسط
المتجددة
ّ تشكل الصحاري %61من مساحته فيما تقع %51من موارده المائية
الذي ّ
خارجه ،باإلضافة إلى ما هناك بين بعض الدول العربية وجاراتها من خالفات عديدة
تولد أرضية خصبة لنشوب نزاعات مسلحة في المستقبل ،ومن المتوقع أن ينتشر إستخدام
المياه كأحد أسلحة الحرب أو إحدى أدوات اإلرهاب خاصة في جنوب آسيا والشرق
األوسط وشمال أفريقيا ،فإسرائيل تتقاسم مياه نهر األردن وروافده مع سوريا ولبنان
التوصل إليها في
ّ واألردن وفلسطين وفقاً لمعاهدة تُعرف بخطة جونسون التي ّ
تم
ط خالف وكاد ُيشعل حرباً عامخمسينيات القرن الماضي ولكن الملف ال يزال مح ّ
يؤدي إلى
لجر بعض حقوقه في مياه النهر ،وقد ّ 1111بسبب تنفيذ لبنان مشروعاً ّ
إندالع حرب إسرائيلية لبنانية في المستقبل ،علماً أن إسرائيل تستفيد بحصة من نهر
ط
الحاصباني تزيد على حصة لبنان 24مرة ،وإيران والعراق تتنازعان على مياه ش ّ
ممر مائي ُينتج عن إلتقاء نهر ّي دجلة والفرات ويقع بين إيران والعراق ويخلق
العرب وهو ّ
الممتد
ّ نزاعاً بينهما ،السودان ومصر وأثيوبيا حيث يتشارك السودان ومصر نهر النيل
على طول 6111كلم مع دول أخرى هي أثيوبيا وارتيريا وجنوب السودان ويوغندا
وتنزانيا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ،وتبلغ حصة مصر
أعدتها بريطانيا في 2818م
والسودان من مياه النهر ،%61بحسب اإلتفاقية التي ّ
وتمت مراجعتها عام 2858م ،ويشهد توزيع مياه النيل تجاذباً بين دوله حيث تنادي
ّ
دول المنابع بضرورة قيام السودان ومصر بدفع مقابل لقاء ما يحصالن عليه من
حصص مائية ،وبتطبيق مبدأ بيع المياه دولياً ،وفي آخر فصول هذا النزاع أعلنت
سد النهضة على مجرى النيل األزرق الحكومة األثيوبية في ابريل 1122م ّنيتها بناء ّ
اء من التوتّر بينها وبين السودان ومصر ،مثال اخر تركيا وسوريا والعراق
ما خلق أجو ً
يستمر الخالف التاريخي بينهم على مياه الفرات منذ بناء تركيا السدود ومنشآت الطاقة
ّ
17
كمية المياه المتدّفقة إلى سوريا بنسبة %41ومن حصة
الكهرومائية والتي قّلصت من ّ
العراق من المياه بنسبة ،%61عليه فإن أغلب أنهر الدول العربية تنبع من دول أخرى
ٍ
بشكل دائم، المصب إحتماالً قائماً
مما يجعل إحتمال نشوء الحروب بين دول المنبع و
ّ
أما بالنسبة لدول اإلتحاد األوروبي فتكمن مشكلتها في نوعية المياه ال في كميتها بسبب
التلوث البيئي لتشمل أغلب مرافق الحياة ومنها مصادر المياه والتربة
تعمق مظاهر ّ ّ
()1
التطور الصناعي.
ّ والهواء نتيجة جملة من العوامل أبرزها
وعن دور المفاوضات في حل مشاكل المجاري المائية الدولية فقد نجحت في
بعض الحاالت في تسوية النزاعات الحاصلة على بعض أنواع المجاري المائية الدولية
كالنزاع الدائر حول نهر الدانوب حيث نشأ النزاع بين المجر وتشيكوسلوفاكيا حول بناء
()2
قنطرتين على نهر الدانوب بموجب معاهدة أبرمت عام .2811
إن حساسية موضوع المياه وخطورته ،دفع كل الدول للقيام بدراسات وأبحاث بحثاً
عن حلول فقد أصدرت بعض المنظمات التي تُعنى بشؤون المياه تقري اًر تقول" :أن هناك
التغيرات المناخية التي يشهدها العالم مؤخ اًر كاإلحتباس
أزمة مياه تلوح باألفق بسبب ّ
الحراري والجفاف ،حيث أوضحت الدراسات أن هناك العديد من األنهار الرئيسية قد
تجف خالل الخمسين سنة القادمة مع تصاعد أعداد البشر واقترابها من تسعة مليارات
ّ
نسمة في النصف الثاني للقرن القادم وأن األزمات سوف تتفاقم ،فلذلك دعت األمم
التوحد وإبتكار طرق علمية حديثة من أجل مكافحة النقص المائي
ّ المتحدة الدول إلى
والتقليل من الهدر وإنشاء إتفاقيات مشتركة للتعاون في تقسيم نسب المياه فيما بينها
وتبني مبدأ التفاوض لحل النزاع حول قضايا المياه.
( )1أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة ،المؤتمر الثالث إلدارات التعاون الدولي والعالقات الدولية ،مرجع سابق ،ص.21:
( )2محمد فؤاد رشوان ،تسوية النزاعات حول األنهار األفريقية ،المكتب العربي للمعارف ،القاهرة ،1125 ،ص.26 :
18
الفصل الثاني
جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته
المبحث األول:
جغرافية نهر النيل ودوله
جغرافية نهر النيل
نهر النيل هو أطول نهر في العالم ،ويبلغ طوله أكثر 6,111كيلومتر ويمر بعشر
دول يبلغ مجموع سكانها % 41من سكان أفريقيا ،أما الروافد الرئيسية لنهر النيل فهي
النيل األزرق والنيل األبيض ،وينبع النيل األزرق الذي يشكل % 66من حجم نهر
النيل من أثيوبيا ،ومن ناحية أخرى يتم تقاسم مياه النيل األبيض بين تنزانيا ورواندا
وبوروندي وكينيا ويوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة جنوب السودان ،ويخترق
نهر النيل الدولتين أالقل النهرية وهما ومصر والسودان حيث يلتقي النيلين االزرق
واالبيض في الخرطوم.
هناك أكثر من 161من األحواض المائية الدولية ،والتي تضم نحو 61في المائة
من إمدادات مياه األرض العذبة ،وبالرغم من هذا فليس هناك قانون خاص بادارة المياه
()1
الدولية متفق عليه بحيث يتم وفقا له إستغالل هذه الموارد اإلستغالل االمثل.
توجد منابع النيل في ثالثة قطاعات هي :القطاع الجنوبي ،ويضم بحيرة ( فيكتوريا)
وتشترك فيها كل من تنزانيا ،يوغندا وكينيا ،كما يوجد نهر " كاجي ار " في بوروندي
ورواندا وبحيرة " إدوارد وألبرت" ونهر " السمليكي" وهي مشتركة بين يوغندا والكونغو،
والقطاع الشرقي ففيه تنفرد أثيوبيا بالمنابع الموسمية بنهر النيل ضمن أراضيها ،وفي
القطاع الغربي ينفرد السودان بوجود خط تقسيم المياه حيث تنحدر األودية عند"جبل
مرة" متجهة نحو تشاد ،ويخرج من أثيوبيا ( )% 65من مياه النيل ،والباقي يخرج من
( )1عصام شروف "،اتفاقيات حوض النيل في ضوء أحكام القانون الدولي" ،مجلة المستقبل العربي ،العدد .1126 ،416
19
باقي دول الحوض ،وتعتبر مصر أكثر دول الحوض اعتمادا على مياه النيل يليها
السودان ويوغندا ،أما بقية الدول فاعتمادها على النيل محدودة لوجود مصادر مائية
ضخمة بها ،واعتمادها على األمطار الغزيرة ووجود عدد كبير من األنهار بها فضال
عن مخزون كبير من المياه الجوفية, .
()2( )1
ويتكون حوض النيل من ثالثة أحواض فرعية هي :حوض البحيرات االستوائية،
وحوض بحر الغزال وحوض الهضبة األثيوبية ،ويسهم حوض هضبة البحيرات
االستوائية في مياه النيل الرئيسي بحوالي ،% 25فيما يسهم حوض الهضبة األثيوبية
بحوالي ،% 65وفي الوقت الذي يندر فيه مساهمة حوض بحر الغزال في مياه النهر،
()3
الرئيسي ،وذلك لتسرب مياهه إلى المسطحات المائية والمستنقعات والبرك المائية.
تعتبر منطقة هضبة البحيرات االستوائية ذات مناخ استوائي شديد الح اررة ،وتسقط فيها
()4
األمطار بنحو تسعة أشهر في العام.
حوض البحيرات االستوائية:
وتتكون هضبة البحيرات االستوائية من خمس بحيرات كبيرة وهي:
بحيرة فيكتوريا:
تعتبر بحيرة فيكتوريا أكبر البحيرات العذبة في العالم حيث تبلغ مساحتها 61ألف
كيلومتر مربع وطولها 325كم ،وارتفاعها 2231م عن مستوى سطح البحر ،ويبلغ
( )1إسماعيل محمد صادق ،المياه العربية وحروب المستقبل ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،1121 ،الطبعة األولي ،ص.41 :
( )2ابراهيم االمين عبدالقادر ،السودان االخضر بين دفتي السد العالي وسد النهضة ،سينان العالمية للطباعة ،السودان ،الخرطوم1125 ،م.
( )3احمد عسكر و حسين خلف موسى ،مقال "رؤية مغايرة إلدارة أزمة سد النهضة من منظور مختلف" ،منشور علي الموقع االلكتروني
.1126/5/15 ،http://elbadil-pss.org/2016/05/25
( )4أحمد السيد النجار ،مقال "رؤية عربية للتصورات االسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب واسرائيل"،مجلة شؤون عربية ،عدد ، 73
القاهرة ،2883 ،ص.22 :
31
إيراد البحيرة من المياه 244مليار متر مكعب /سنويا ،وتقع البحيرة في إطار ثالث
()1
دول هي يوغندا شماال ،تنزانيا جنوبا وكينيا شرقاً.
بحيرة كيوجا:
تقع في األراضي اليوغندية وهي عبارة عن منخفض ضحل له العديد من التفرعات
والتي تصل بعضها إلى حد المستنقعات والبرك ،تبلغ المساحة الكلية للبحيرة نحو 6111
كيلومتر مربع وتتراوح أعماقها ما بين 3إلى 1متر.
بحيرة ألبرت:
تبلغ مساحة بحيرة ألبرت نحو 5311كيلومتر مربع (نحو % 1.1من مساحة
بحيرة فيكتوريا) ،تقع على منسوب 621م عن سطح البحر ،وهي البحيرة األساسية
التي ينبع منها النيل األبيض فعليا باسم نيل ألبرت ال يتجاوز أكبر عمق للمياه في
بحيرة ألبرت عن 51متر ،ويعتبر نهر " السمليكي" المغذي األساسي للبحيرة التي يأتي
()2
إليها من اتجاه الجنوب الغربي من أراضي دولة الكونغو.
بحيرة إدوارد:
تقع البحيرة إلى الجنوب من خط االستواء مباشرة على ارتفاع 821مت ار فوق
منسوب سطح البحر ،وهو اقل بنحو 113مت ار من ارتفاع بحيرة فيكتوريا ،وتبلغ مساحتها
1111كيلومتر مربع وهي بحيرة بيضاوية الشكل واتجاهها من الجنوب الغربي إلى
الشمال الشرقي ،ساحلها قليل التعاريج وماؤها فيه نسبة ضئيلة من الملوحة ،تتغذى
بحيرة "إدوارد" من عدة روافد ،تنبع من الجوانب الغربية "رونزوي" باإلضافة إلى روافد
أخرى تأتي من مرتفعات غرب البحيرة ،وأخرى تنبع من مرتفعات جنوب وشرق البحيرة،
( )1زكي البحيري ،مصر ومشاكل مياه النيل ،وأزمة سد النهضة ،الهيئة المصرية العامة ،القاهرة 1126 ،م ،ص.61 – 58 :
( )2نادر نورالدين محمد ،موارد دول حوض النيل المائية واألرضية ،الدار العربية للعلوم ،الدوحة ،1122 ،الطبعة األولي ،ص.32-18 :
32
ويقع شمال بحيرة " إدوارد" بعض البحيرات المستديرة التي تشغل فوهات براكين خامدة
ومن أشهرها بحيرة (كاتوى).
بحيرة جورج:
تمتد بحيرة "جورج" من الطرف الشمالي الشرقي من األخدود الغربي ،وتبلغ
مساحتها نحو 311كيلومتر مربع ،تتغذى بحيرة "جورج" من عدة روافد تنبع من
الجوانب الشرقية لجبال"،رونزوري" متجهة جنوبا ،وتصب في شمال البحيرة باإلضافة
لبعض روافد تنبع من المرتفعات الجنوبية متجهة شماال وتصب في جنوب البحيرة ،تمتد
البحيرة في الطرف األعلى " لبوغاز كازنجا " ،ويتأثر مستوى سطح الماء بالبحيرة بزيادة
()1
األمطار أوقلتها.
حوض بحر الغزال:
يقع الطرف الجنوبي لهذا الحوض على الحدود الجنوب سودانية – الكونغولية
التي تنبع من مرتفعات " األحباس" العليا من أنهار " تاباي"" ،ياي" والنعام والجبل
والتونغ وروافد نهر "السيوي" ،وهو أحد الفرعين الرئيسيين لنهر " الجور" ،ويعد حوض
الغزال من الجهة الجنوبية الغربية على الحدود ا الجنوب سودانية مع جمهورية إفريقيا
الوسطى التي ينبع من مرتفعاتها نهر"البوشري" ،وهو الفرع الثاني لنهر " الجور" ثم نهر
" البونجو" والروافد العليا لنهر " لول" والروافد الجنوبية لبحر العرب ،كما يحد بحر نهر
الغزال شمال الميول الجنوبية لجبال " كو ار " التي تنبع منها الروافد الشمالية لبحر العرب
وتتجه كل هذه األنهار نحو مستنقعات بحر الغزال التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي
من الحوض ،ويقدر معدل الهطول المطري على الحدود الجنوبية للحوض المطري بنحو
2311مليمتر في العام ،ورغم أن الهطول المطري على حوض بحر الغزال يعادل
( )1حسام جاد الرب ،جغرافية إفريقيا وحوض النيل ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،القاهرة ،1115 ،ص.321 :
31
تقريبا الهطول المطري على هضبة البحيرات االستوائية إال أن مساهمة هذا الحوض
()1
في تغذية النيل الرئيسي تكاد تكون معدومة نظ ار لكثرة المستنقعات.
حوض الهضبة األثيوبية:
تضم الهضبة األثيوبية ثالثة روافد أساسية وكبرى للنهر وهي :نهر السوباط ،النيل
األزرق ونهر عطبرة والذي يرتفع مستوى المياه فيها جميعا 41ضعفاً أثناء موسم
الفيضان ونتيجة التساع مساحة الهضبة واختالف االرتفاعات أيضا ،فإن معدالت
سقوط األمطار 651ملمتر سنويا بالقرب من منبع نهر السوباط ،وتصل إلى 1111
ملمتر سنويا في أغلب مساحات الهضبة.
بحيرة تانا:
تبلغ المساحة السطحية لبحيرة " تانا " نحو 3613كيلو متر مربع ،وتعد أكبر
بحيرات أثيوبيا ،وتقع في الشمال الغربي من الهضبة الوسطى للمرتفعات األثيوبية على
منسوب 2611م من سطح البحر ،وتعد بحيرة " تانا " المنبع الرئيسي للنيل األزرق،
ويبلغ عمق المياه فيها بنحو 24م ،ومساحة حوض البحيرة بروافدها نحو 22651
كيلو متر مربع.
نهر السوباط:
يتكون نهر "السوباط" من اتحاد رافدين له وهما نهر " البارو" ونهر "البايبور" ويعد
البارو الرافد األكبر للسوباط ،وينبع من خالل ممرات جبلية ضيقة وعميقة تسير باتجاه
المنحدر إلى النهر ،بينما يمر نهر "البايبور" من خالل أخاديد أعرض من هضبة
()2
"األباسينيا" في شمال منحدر الهضبة ،ولكن بانحدار أقل من إنحدار نهر البارو.
حوض النيل األزرق:
( )1إسماعيل محمد صادق ،المياه العربية وحروب المستقبل ،مرجع سابق ،ص.15 – 14 :
( )2مي عبد العظيم محمد صالح ،جغرافية حوض النيل ،منشورات جامعة الزعيم األزهري ،الخرطوم ،1124 ،ص.11 :
33
يبدأ النيل األزرق من بحيرة " تانا " التي تقع على ارتفاع يقدر ب 2641م من
سطح البحر ،ويتم تجميع مياهها من األمطار والروافد والمياه المتدفقة من المرتفعات
المحيطة بها ،ليتخذ النهر بذلك مسا ار ضيقا وتصب فيه العديد من األنهار الصغيرة
مثل :حاما ،موجر ،جدور ،ديوسا ونهر برادوس ،ثم يلتقي به نهر " الرهد " و"الدفور"،
ثم يصب عند مدينة الخرطوم بما يقارب % 65من مياه النيل اإلجمالية ،فالنيل األزرق
نهر شديد االندفاع في موسم الفيضانات ،مما يجعل مياهه قادرة على حمل الصخور
المفتتة من الهضبة األثيوبية ،إذ يعود الفضل في تكوين دلتا النيل إلى ما حمله إليها
()1
النيل األزرق ونهر " عطبرة " من الطمي عبر آالف السنين.
نهر عطبرة:
ينبع نهر "عطبرة " من المرتفعات الواقعة شمال بحيرة " تانا " ويتجه نحو الشمال
الغربي ليلتقي بالنيل ،ويضم الجنادل التي تعد من أهم ما يميز النيل لينتهي إلى البحر
()2
األبيض المتوسط.
النيل:
يبدأ النيل الموحد عند إلتقاء النيل األبيض القادم من هضبة البحيرات االستوائية
مع النيل األزرق القادم من الهضاب األثيوبية عند مدينة الخرطوم ،حيث يبدأ السريان
الموحد في إتجاه الشمال بطول 2665كم حتى مصر ،ثم يتفرع مرة أخرى إلى فرعي
()3
" دمياط " و"رشيد" بطول 111كم في المتوسط ،حتي البحر االبيض.
أهم المشاريع المائية علي نهر النيل وروافده
(أ) أهم المشاريع المائية في حوض النيل الشرقي-:
( )1ابتسام أوعشرين ،إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها :دراسة حالة حوض النيل ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم السياسية
والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،1121- 1126 ،ص.211 :
( )2عادل العرباوي ،األمن المائي في حوض النيل بين التعاون والصراع ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم السياسية واإلعالم،
الجزائر ،1122 ،ص.26 :
( )3مي عبد العظيم محمد صالح ،جغرافية حوض النيل ،مرجع سابق ،ص.11 :
34
المشاريع المائية السودانية:
تتمثل أهم المشاريع المائية السودانية على نهر النيل فيما يلي:
مشروع سد سنار:
تم إنشائه عام 2815م على النيل األزرق بغرض زراعة القطن في أراضي
الجزيرة ،وقد تضمنته إتفاقية 2818م.
مشروع جبل األولياء:
أنشىء عام 2831م على النيل األبيض لتخزين 1مليار متر مكعب لتكملة الري
الصيفي لمصر وبعد إنشاء السد العالي وملئه في عام 2811م ّسلمت مصر إدارة
الخزان للسودان ،وفي عام 1113م ،تم إنجاز مشروع لتوليد الكهرباء في السد ،مضيفا
له السعة القصوى إلنتاجه من الكهرباء وهي 31ميجاوات.
مشروع الروصيرص:
تم إنشائه على النيل األزرق عام 2864لتخزين 3مليار متر مكعب مع السماح
بتعليته الستيعاب 1مليارات متر مكعب تنفيذا إلتفاقية ،2858موله البنك الدولي
لإلنشاء والتعمير وألمانيا الغربية ،تم إنشاءة لالستفادة منه في الكهرباء وري مشاريع
النيل االزرق الزراعية تم االنتهاء من المرحلة األولى في عام 2866م وتمت تعليته
عدة مرات بدات في 1116م وانتهت في عام 1123بتعلية 21أمتار فوق جسم السد.
مشروع خشم القربة:
تم إنشائه على نهر عطبرة عام 2864لتخزين 21.1مليار متر مكعب لري
أراضي حلفا الجديدة وتوليد الكهرباء بمقدار 1111كيلوات/ساعة ويقع غرب مدينة
خشم القربة التي يحمل إسمها ،علي بعد 561كيلومتر شرق مدينة الخرطوم وقد تم
تشييده في الفترة من عام 2862وحتى 2864م ،ضمن إطار مشروع إعادة توطين
سكان وادي حلفا المتأثرين ببناء السد العالي في مصر بعد أن غمرت مياه بحيرة النوبة
35
قراهم ومن المتوقع أن يكون لسد أعالي عطبرة وستيت المزمع اإلنتهاء من تشييده قريبا،
أثر ايجابياً على خزان خشم القربة من حيث تحسن طاقته التخزينية يتم التوليد المائي
اً
للكهرباء بالخزان عن طريق توربينات الكابالن وعددها اثنين بسعة 21.6ميجاوات .
مشروع سد مروي:
يقع على مجرى نهر النيل في الوالية الشمالية عند جزيرة ِمروي التي أطلق عليه
اسمها ،على بعد 351كيلومتر من الخرطوم إكتمل بناءه السد في 3مارس ،1118
ويبلغ اجمالي طوله 8.1كيلومتر فيما يصل ارتفاعه إلى 61متر ،وقد صاحب عملية
بنائه عدد من المشاريع التحضيرية ،مثل إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة
الحديد ومدينة سكنية ويهدف السد إلى توليد الطاقة الكهربائية حيث ينتج طاقة كهربائية
بقوة 2,151ميجاوات وري حوالي 311,111هكتار من المشاريع الزراعية في الوالية
الشمالية والطاقة الكهربائية هي األولوية من المشروع.
يت: مجمع سدي أعالى َع ْطَب َرة ِ
وستَ ْ
عبارة عن سدين ترابيين كهرومائيين بنواة طينية وبحيرة تخزين مشتركة ،أحدهما
يقع على أعالي نهر عطبرة واآلخر على نهر سيتيت في واليتي كسال والقضارف لتوفير
مياه الشرب لمنطقة القضارف ومياه الري لمشروع حلفا الجديدة الزراعي ومشاريع أخرى
جديدة متصلة بهما إلى جانب إنتاج الطاقة الكهربائية ،ويقع المجمع على بعد 461
كيلومتر من الخرطوم ،وتعود فكرة إنشاء سد في منطقة الرميلة بأعالى نهر عطبرة إلى
عام 2846م بغرض تنمية المنطقة وتزويد مدينة القضارف بمياه الشرب.
المشاريع المائية المصرية:
قامت مصر بإنشاء العديد من المشروعات المائية على مجرى نهر النيل وذلك
من أجل االستفادة من مياهه ،وأهم هذه المشروعات ما يلي:
مشروع السد العالي:
36
هو مشروع مائي وإقتصادي على نهر النيل ،دشن في عام 2812م ،بعد إحدى
عشر ( ) 22سنة من البناء ،عرض قاعدته 861م وارتفاعه 286م ،أعلى منسوب
()1
لحجز المياه يصل حتى .261
مشروع سد أسوان:
تم إنشاء سد أسوان على ُبعد سبعة ( )1كيلومترات تقريبا جنوب مدينة أسوان
على منسوب يرتفع 216متر فوق مستوى سطح البحر وذلك في عام 2811م ،كأول
مشروع لتخزين مياه النيل وحجز مليار مكعب من مياهه لالستفادة بها في توسع الرقعة
الزراعية ،ومع استمرار الحاجة إلى تخزين المزيد من المياه ،تمت التعلية األولى لهذا
السد عام 2821م لزيادة سعة التخزين السنوي إلى 1.5مليار متر مكعب حيث وصل
ارتفاع السد إلى 223متر فوق مستوى سطح البحر ،وفي عام 2833م تم تنفيذ التعلية
الثانية إلى 212متر فوق مستوى سطح البحر وزادت سعة التخزين إلى خمسة مليارات
()2
متر مكعب من المياه.
()3
مشاريع القناطر :قناطر أسيوط وأسنا وزفتا ونجع حمادي.
المشاريع المائية األثيوبية:
سعت أثيوبيا لتنفيذ مشاريعها التنموية بدءا بالمشاريع المدروسة في فترة (2856
)2863 -ثم وبعد دراسة شاملة لحوض النيل األزرق اقترحت أثيوبيا إنشاء 33مشروعا
لري 434ألف هكتار وتوليد 6,865ميجاوات من الطاقة الكهربائية ،وبإعالن أثيوبيا
عزمها على إنشاء وبناء سدود على النيل األزرق وروافده ،دخلت العالقات المائية لدول
( )1الصادق جراية ،اإلستراتيجية اإلسرائيلية للسيطرة على موارد المياه العربية :دراسة تحليلية مستقبلية ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر،
كلية العلوم السياسية واإلعالم ،الجزائر ،1116-1111 ،ص.66-61 :
( )2أحمد سيد عاشور ،قصة الحضارة :نهر النيل والحضارة في إفريقيا ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،1122،الطبعة األولي ،ص.222 :
( )3محمد محي الدين رزق ،إفريقيا وحوض النيل ،مكتبة عطايا ،القاهرة ،2834 ،الطبعة الثانية ،ص.218 :
37
الحوض في نزاع مائي مع السودان ومصر ،وقد بررت أثيوبيا قرار بناء هذه السدود
بمجموعة من األسباب أهمها:
.2االنفجار السكاني الذي تواجهه أثيوبيا ما يؤهلها لتحتل المراتب األولى في نسبة
الزيادة السكانية.
.1االحتياجات المائية الكبيرة بالنظر للتوسع الزراعي والصناعي.
.3الحاجة إلى الطاقة الكهربائية لدعم مشاريع التنمية عن طريق تصدير الطاقة
الكهربائية لدول الجوار.
ومن أهم المشاريع التي قامت أثيوبيا بإنجازها نذكر ما يلي:
سد فينشا:
يبلغ إنتاجه من الكهرباء حوالي 264ميجاوات ،وأقيم على مجرى النيل األزرق،
ويستخدم في ري األراضي الزراعية وتوليد الكهرباء ،وهو أول السدود التى بنتها أثيوبيا
تم بناؤه عام 2813م على نهر فينشا ،أحد روافد
سد صغير ّ على منظومة النيل وهو ٌّ
النيل األزرق الذى ُيعرف فى أثيوبيا بنهر ّأباى.
سد تيكيزي:
هو سد لتوليد الطاقة الكهربائية في مقاطعة " تكراي" شمال أثيوبيا ،ويعتبر أعلى
سد خرساني ثنائي األقواس بإفريقيا ،السد مقام على نهر (تيكزة) وأنشأته شركة الصين
الوطنية لمصادر المياه وهندسة الطاقة المائية بتكلفة 114مليون دوالر ،وقد تم توقيع
العقد في 1111م ،وبدأ إنتاج الكهرباء فيه عام 1118م ،وهو ٌّ
سد ضخم يبلغ إرتفاعه
ويوّلد المشروع حوالى 311ميقاواط من
حوالى 266مت اًر إكتمل العمل فيه عام ُ 1121
الطاقة الكهربائية.
سد شاراشار:
38
أنشئ السد على مخرج بحيرة "تانا" ،لكي ينظم تدفق المياه منها إلى النيل األزرق
والذي تقع عليه المحطة الكهربائية "تيس آباي" وبالضبط على بعد نحو 31كيلومتر
من البحيرة ،ويعتبر السد الوحيد الذي يقع مباشرة على المجرى الرئيسي للنيل األزرق،
تم الشروع في بناء السد عام 2864م ،واكتمل في 2886م ،احتوى على بوابتين بلغ
عرضهما 4.6م وارتفاعهما 4.5م ،وتبلغ سعة كل منهما 61متر مربع في الثانية
إلنتاج الكهرباء في " تيس آباي" ،وبعد ذلك تم إضافة خمس بوابات في عام 1112م
وقد تم االنتهاء من المحطة الثانية " تيس آباي" إلنتاج 11ميجاوات ،وتمثل ()%22
()1
من إجمالي الكهرباء في أثيوبيا المقدرة ب 132ميجاوات.
سد تانا بيليس:
ّ
الذى يقوم بتحويل مياه من بحيرة تانا لنهر بيليس (أحد روافد النيل األزرق) وبناء
محطة لتوليد الطاقة عند مكان التقاء نقطة التحويل بالنهر ،بدأ العمل بالمشروع فى عام
1114م واكتمل فى عام 1121م ،ويقوم بتحويل مياه من بحيرة تانا لنهر بيليس (أحد
روافد النيل األزرق) ،ويقوم المشروع بتوليد حوالى 461ميقاواط من الطاقة الكهربائية.
هذا يعنى أن السدود والمشاريع التى اكتمل بناؤها على منظومة النيل تقوم اآلن
بتوليد حوالى 851ميجاوات من الطاقة الكهربائية ،باإلضافة إلى هذه المشاريع هناك
دراسات تسير فى مراحل متباينة الي أكثر من 21مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من
مياه اإلثنى عشر نه اًر فى أثيوبيا ،وتشمل هذه الدراسات ثمانية سدود كبيرة على منظومة
النيل هى:
.2السد الحدودى :ويقع على نهر ّأباى (النيل األزرق) على بعد حوالى 11
كيلومتر من الحدود مع السودان ،ويتوقع أن ُيوّلد السد حوالى 2،161ميجاوات من
( )1ابتسام أوعشرين ،إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها :دراسة حالة حوض النيل ،مرجع سابق ،ص.233 :
39
يوضح اإلعالن عن سد األلفية العظيم إن كان السدان
الطاقة الكهربائية ،ولم ّ
سيبنيان أم أن سد بنى شنقول هو بديل للسد الحدودى.ُ
سد كارادوبى :على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى 2,111ميجاوات من
ّ .1
الكهرباء بإلضافة الى مشروع رى.
سد ميندايا :على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى 2,111ميجاوات من
ّ .3
الكهرباء.
سد مابيل :على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى 2,441ميجاوات من
ّ .4
الكهرباء.
دوبس وهو أحد روافد نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى
دوبس :على نهر َ
سد َّ .5
141ميجاوات من الكهرباء باإلضافة الى مشروع رى.
ديدسا وهو أحد روافد نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى
ديدسا :على نهر ّسد ّ ّ .6
311ميجاوات من الكهرباء.
سد بارو :على نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان) لتوليد حوالى 611مجاوات
ّ .1
من الكهرباء.
.6سد ِبربِر:على نهر ِبرِبر وهو أحد روافد نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان)
لتوليد حوالى 411ميجاوات من الكهرباء.
سد النهضة:
يعتبر سد النهضة من أكبر سدود أثيوبيا ،ويعتبر كذلك محل الخالف بين كل
من السودان وأثيوبيا ومصر ،سعته المائية تقدر بـ 14مليار متر مكعب من المياه،
ويتم تشييده على مياه النيل األزرق بالقرب من الحدود السودانية حوالي 41كلم في
منطقة " بن شنغول" ،ومن المتوقع أن ينتج حوالي 6111ميجاوات ،وتعلق عليه دولة
أثيوبيا رهانات كبيرة في تحقيق االكتفاء الذاتي في مجال الطاقة الكهربائية مع إمكانية
41
التصدير للدول المجاورة ،كذلك من أجل وتدعيم قطاع الصناعة والري بالطاقة الالزمة
وتحقيق التنمية في المناطق المجاورة للسد.
نامج ضخ ٍم وطمو ٍح لتوليد
يتضح من العرض أعاله أن أثيوبيا قد شرعت فى بر ٍ
ٍ
طاقة كهربائية هائلة الحجم ،وإذا ُق ّدر ألثيوبيا أن تّْن ِجز هذا البرنامج أو حتى جزٍء منه،
قوة اقليمية فى الطاقة الكهربائية،
فإن هذه المشاريع عند اكتمالها ستجعل من أثيوبيا ً
ّ
حيث من المتوقع أن يصل إنتاج أثيوبيا من الطاقة الكهربائية إلى أكثر من 21,111
ميجاوات عند اكتمال وتشغيل هذه السدود.
(ب) أهم المشاريع المائية في حوض النيل االستوائي-:
تعتبر المشاريع المتعلقة ببناء السدود وتوليد الطاقة الكهربائية من أولويات دول
منابع النيل كينيا ،تنزانيا ،يوغندا ،الكونغو ،بوروندي ورواندا ،وجنوب السودان وقد
عبرت هذه الدول منذ استقاللها عن رغبتها في إنشاء المشاريع المائية ذات الجدوى
اإلقتصادية ،فكينيا مثال أعلنت عن إرادتها في تنفيذ مشاريع االستصالح الزراعية وبناء
عدد من السدود لحجز المياه داخل حدودها ،أما يوغندا فهي األخرى تسعى للنهوض
بإقتصادها الوطني وذلك من خالل إقامة المشاريع التنموية ،وقد عرفت أول مشروع لها
على مياه النيل في مارس 2846م ،من خالل إنشاء " سد أوني" ،وهو عبارة عن
شالالت عند مخرج بحيرة " فيكتوريا " ،وذلك بغرض توليد الطاقة الكهربائية وألغراض
التخزين ببحيرة " فيكتوريا " ،وقد ساهمت مصر في بناءه وذلك بدفع مبلغ 4.5مليون
جنيه لحكومة يوغندا ،وتم بناء جزء واحد منه( ،)1وضمن خطة تنمية وضعتها الكونغو
الديمقراطية أحد دول حوض النيل أعلنت الحكومة عن نيتها بدء بناء "سد إنجا "3
ليكون أكبر سد في العالم ،بقدرة إنتاجية من الكهرباء تصل إلى 4,611ميجاوات،
وبدأت الكونغو الديمقراطية خطة التنمية معتمدة على إنشاء 5سدود جميعها على نهر
( )1ابتسام أوعشرين ،إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها :دراسة حالة حوض النيل ،مرجع سابق ،ص.241-236 :
42
الكونغو ،ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل ،وأنجزت منها حتى اآلن سد "إنجا
"2في عام 2811و"إنجا "1في 2861ثم "انجا "3المزمع إنشاؤه ،ليتبقى سدان في
الخطة الطموحة التي تأمل من خاللها البالد تصدير الكهرباء إلى الدول األفريقية
والعالم ،واالستفادة من مياه النهر.
وهناك مشاريع قيد الدراسة أو المخطط إنشائها" ،واو" في جنوب السودان ،وسدا
"إنجا "4و"إنجا "5على نهر الكونغو ،و"كاروما" في أوغندا.
المبحث الثاني:
إتفاقيات مياه النيل
اإل تفاقيات بين دول حوض نهر النيل وأهم بنودها
عانت دول حوض النيل من االحتالل األجنبي ،الذي عمل خالل فترة االحتالل
على تنظيم إستخدام مياه نهر النيل ،وبطبيعة الحال فقد َوَّقع نيابة عن الدول الواقعة
تحت االحتالل بعض اإلتفاقيات والمعاهدات لتنظيم إستخدام المياه ،وبعد فترة
االستقالل ،قامت بعض الدول المستقلة إما باستكمال تنظيم إستخدام مياه النهر ،طبقاً
لإلتفاقيات الموقعة خالل الفترة السابقة على استقاللها ،وإما بتوقيع إتفاقيات ثنائية بعد
استقاللها مع باقي دول الحوض ،لتحقيق أفضل استفادة ممكنة من النهر ،أو بغرض
()1
إقامة منشآت مائية عليه.
(أ) اإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية-:
.2بروتوكول روما 2682
وقعت بريطانيا وإيطاليا في 25أبريل 2682في روما بروتوكوال يحدد مناطق
نفوذهما في دول الحوض الواقع في شرق إفريقيا حتى مشارف البحر األحمر ،ويقضي
( )1صاحب الربيعي ،صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل ،دار الكلمة ،دمشق ،1112 ،ص.218:
41
البند الثالث منه على أال تقوم إيطاليا بتشييد أي أعمال على نهر عطبرة من شأنها أن
تقلل إنسيابه إلى النيل على نحو محسوس.
.1معاهدة :2811
وقعت هذه اإلتفاقية في أديس أبابا بتاريخ 15مايو 1902بين كل من اإلمبراطور
ممثل لدولته ،والسيد جون هارنجتون المعتمد البريطاني
ً منليك الثاني ملك ملوك أثيوبيا
وكتبت باللغتين اإلنجليزية واألمهرية ،وهي تشمل قضايا الحدود بين أثيوبيا
في أثيوبياُ ،
والسودان وإريتريا باإلضافة إلى قضية مياه النيل ،وبموجب المادة الثالثة من اإلتفاقية
التزم اإلمبراطور منليك الثاني ملك ملوك أثيوبيا بعدم إقامة ،أو السماح بإقامة أي أعمال
على النيل األزرق أو بحيرة تانا أو نهر السوباط يكون من شأنها التأثير على إنسياب
مياه هذه األحواض إلى (.)1
وبعد االطالع على النصين اإلنجليزي واألمهري هناك عدة مالحظات على هذه
المادة منها:
.2اشترط النص اإلنجليزي للمادة الثالثة الحصول على موافقة الحكومة البريطانية
وحكومة السودان إلقامة أي أعمال على النيل األزرق وبحيرة تانا أو نهر
السوباط يكون من شأنها التأثير على إنسياب مياهها إلى النيل ،ولكن هذا الشرط
أسقط من النص األمهري (.)2
.1لم تشرط المادة المذكورة الحصول على موافقة مصر مع أن مصر وفًقا للتفسير
البريطاني إلتفاقية 1899هي شريك لبريطانيا في حكم السودان.
( )1نادر نورالدين محمد ،موارد دول حوض النيل المائية واألرضية ،مرجع سابق ،ص.32-18 :
( )2فيصل عبد الرحمن علي طه ،مياه النيل السياق التاريخي والقانوني ،أم درمان :مركز عبد الكريم ميرغني1115 ،م ،ص.31
43
.3مصر لم تشارك في مفاوضات إبرام هذه المعاهدة لكن بريطانيا أبلغتها وحصلت
على موافقتها الكتابية على التنازل عن بعض األراضي السودانية لملك أثيوبيا
مقابل الحصول منه على تأكيد أن بحيرة تانا لن تقع تحت سيطرة شركة خاصة.
.4اعترفت أثيوبيا بصحة معاهدة مايو 1906بموجب مذكرات تبودلت بينها وبين
السودان في 18يوليو 1972لتسوية نزاع الحدود بين البلدين ،كما أنها لم
تطعن في صحة المعاهدة أمام لجنة الحدود بينها وبين إريتريا عام ،2002
لكنها مع بداية تنفيذ مصر لمشروع السد العالي قدمت في سبتمبر 1957مذكرة
لكل من مصر والسودان تشير فيها إلى حقها الطبيعي في مياه النيل التي تنبع
من أراضيها ،وعبرت عن معارضتها إلتفاقية 1902لعدم أحقية بريطانيا في
التوقيع عليها إنابة عن أثيوبيا.
.3إتفاق 2816بين بريطانيا وبلجيكا:
وقعت هذه اإلتفاقية في 8مايو 2816بين الملك إدوارد السابع ملك المملكة
المتحدة ،والملك نيوبولد الثاني ملك بلجيكا ،وتحدد هذه اإلتفاقية الحدود بين السودان
والكونغو ،وينص البند الثالث على تعهد حكومة الكونغو بأال تقيم أو تأذن بإقامة أي
أعمال على نهر سمليكي أو أسانجو يكون من شأنها تقليل حجم المياه التي تدخل إلى
بحيرة ألبرت المغذية لنهر النيل إال باإلتفاق مع الحكومة السودانية أو البريطانية.
.4إتفاق :2816
ُوقع هذا اإلتفاق بين الدول االستعمارية "فرنسا وإيطاليا وبريطانيا" في 23ديسمبر
2816يتعلق بمصالح الدول الثالث في أثيوبيا.
.5إتفاقية عام :2815
عبارة عن مجموعة من الخطابات المتبادلة بين بريطانيا وإيطاليا وتعترف فيها
إيطاليا بالحقوق المائية المكتسبة لمصر والسودان في مياه النيل األزرق واألبيض،
44
وتتعهد بعدم إجراء منشآت مائية عليهما من شأنها أن تنقص من كمية المياه المتجه
نحو النيل الرئيسي.
.6إتفاقية :2818
ُوقعت بين مصر وبريطانيا نيابة عن السودان ،وأهم بند ورد بها هو أال تقام بغير
إتفاق مسبق مع الحكومة المصرية أعمال ري أو توليد قوى أو أي إجراءات على النيل
وفروعه أو على البحيرات التي ينبع منها سواء في السودان أو في لبالد الواقعة تحت
اإلدارة البريطانية من شأنها إنقاص مقدار المياه الذي يصل لمصر أو تعديل تاريخ
ضرر بمصالح مصر.
ًا وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه يلحق
وجاءت اإلتفاقية في إطار مصالحة سياسية بين مصر وبريطانيا بعد أحداث ثورة
2814م في السودان ومقتل السير لي استاك حاكم السودان العام وسردار الجيش
المصري في القاهرة في 28نوفمبر 2814م ،وبسبب هذه األحداث وجه المندوب
السامي البريطاني في مصر اللنبي في 11و 13نوفمبر 2814إنذا اًر إلى رئيس وزراء
مصر سعد زغلول تضمن بنداً بأن الحكومة البريطانية قد أصدرت تعليمات إلى حكومة
السودان بأن لها مطلق الحرية في زيادة مساحات األراضي المروية في الجزيرة من
311,111فدان إلى مقدار غير محدد وفقاً للحاجة ،كما وكان قد تعهد اللنبي في سنة
()1
2811م للحكومة المصرية بخصوص مساحة األراضي المروية في الجزيرة.
بعد عودة العالقات الودية بين مصر وبريطانيا ،طلب رئيس وزراء مصر في 15يناير
2815م من الحكومة البريطانية إعادة النظر في تعليماتها إلى حكومة السودان بشأن
توسيع نطاق الري في الجزيرة حتى ال يلحق أض ار اًر بالري في مصر ،وإثباتاً لحسن
نواياها أبدت الحكومة البريطانية في 16يناير 2815م استعدادها إلصدار تعليمات
جديدة إلى حكومة السودان بأال تنفذ ما سبق إرساله إليها من تعليمات بشأن توسيع
( )1فيصل عبد الرحمن طه ،الخالف في اتفاقيتي مياه النيل لعامي 2818و 2858م ،صحيفة الصحافة.1121/ 22 / 18 ،
45
نطاق الري في الجزيرة توسيعاً ال حد له ،على أن تشكل لجنة من ثالثة خبراء لتدرس
وتقترح القواعد التي يمكن إجراء الري بموجبها مع مراعاة مصالح مصر ومن غير
اإلضرار بما لها من الحقوق الطبيعية والتاريخية ،وأصبحت تلك اللجنة تعرف بلجنة
مياه النيل لعام 2815م ،قدمت اللجنة تقريرها في 12مارس 2816م ،ويعتبر هذا
التقرير جزءاً ال ينفصل عن اإلتفاق بين مصر وبريطانيا بشأن إستخدام مياه النيل
46
تم توقيعها بين بريطانيا نيابة عن تنزانيا وبين بلجيكا نيابة عن رواندا وبوروندي،
وتتعلق بإستخدام الدولتين لنهر كاجيرا.
.6إتفاقية :2853
موقعة بين مصر وبريطانيا نيابة عن يوغندا بخصوص إنشاء خزان أوين عند
مخرج بحيرة فكتوريا وهي عبارة عن مجموعة من الخطابات المتبادلة خالل عامي
2848و 2853بين حكومة مصر وبريطانيا.
موقف دول الحوض من إتفاقيات تقسيم حصص مياه النيل
مصر:
تصر مصر علي االلتزام بمبدأ التشاور واإلخطار المسبق في حالة إقامة أية
مشروعات مائية علي ضفاف النيل ،وذلك باإلتفاق مع ما ينص علية القانون الدولي
من ضرورة التزام دول المنبع بعدم إحداث اي ضرر لدول المصب ،وبما يتفق مع
حقوق مصر التاريخية في حصة مياه النيل ،وظلت مصر ترفض إعادة النظر في
اإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية التي تحكم دول حوض النيل.
في حين تصر مصر تعارض دول منابع حوض النيل اإلتفاقيات الموقعة في
الحقبة االستعمارية ألكثر من سبب ،أبرزها أنها ال تعبر عن االرادة الوطنية لهذه الدول،
وال تراعي مصالحها المائية الوطنية بقدر ما تعبر عن مصالح الدول االستعمارية،
وكونها التمثل إتفاق شامل يجمع دول حوض النيل كلها ،وانها تخص السودان ومصر
بحصص مجحفة في حق بقية دول الحوض وال تراعي حاجاتها المائية.
أثيوبيا:
أعلنت م ار اًر وتك ار اُر رفضها لإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية في جميع
عهودها السياسية ،بل وسعت منذ عام 2862الستصالح 111ألف فدان في حوض
النيل األزرق بدعوى عدم وجود إتفاقيات بينها وبين الدول النيلية األخرى ،وقامت بالفعل،
47
بتنفيذ عدد من المشروعات مثل مشروع سد (فيشا) أحد روافد النيل األزرق ،ومشروع
(سنيت) على أحد روافد نهر عطبرة ،ومشروع (خور الفاشن) الذي يقع أقصى شرق
أثيوبيا ،ومشروع (الليبرو)على نهر السوباط ،واخي ار قامت باستكمال إنشاء أعلى سد في
متر وذلك
القارة اإلفريقية على منابع النيل ،وهوسد (تيكيزي) الذي يبلغ ارتفاعه ً 266ا
في شهر فبراير ،1118والذي يقوم بحجز 8مليارات متر مكعب من المياه ،واخي ار
بدأت في 1122م بتشييد سد النهضة بسعة 14مليار متر مكعب.
يوغندا:
أعلنت أيضاً أنها ستقيم مشروعا النتاج نحو 21ألف ميجا وات من الطاقة
الكهربائية على فروع نهر النيل بدون أن تأخذ أي موافقة مسبقة من مصر والسودان
دول المصب.
كينيا:
التي أعلنت رفضها وتنديدها منذ استقاللها بهذه اإلتفاقيات القديمة لمياه النيل
ألسباب جغرافية وإقتصادية ،وأعلنت عن رغبتها في تنفيذ مشروع استصالح زراعي،
وبناء عدد من السدود لحجز المياه في داخل حدودها .بل وألقت باللوم على المعاهدة
في أن %61من األراضي الزراعية الكينية غير قابلة للزراعة ،على الرغم من أن
الزراعة هي الدعامة األساسية لإلقتصاد الكيني.
تنزانيا:
صرحت بأن اإلتفاقيات المائية المبرمة في عهد االستعمار ( إتفاقية 2818بين
مصر وبريطانيا لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فكتوريا) والتي تعطي الحق لمصر أن
توافق أو ال توافق على أي مشروع يقترحه أي طرف من أطراف دول حوض النيل
قدما في إنشاء مشاريعها
لالستفادة من المياه ال تلزمها علي االطالق ،وإنها ستمضي ً
دون استشارة مصر.
48
رواندا وبوروندي:
اعلنتا عدم االعتراف باإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية ،وفي مارس
1122وّقعت بوروندي إتفاقية عنتبي التي تعتبرها دول الحوض البديل عن إتفاقيات
الحقبة االستعمارية.
(ب) اإلتفاقيات الموقعة ما بعد الحقبة االستعمارية-:
.2إتفاقية :2858
ُوقعت بين مصر والسودان ،لتوزيع مياه النيل ليكون نصيب مصر 55.5مليار
متر مكعب والسودان 26.5مليار متر مكعب.
في بداية الخمسينات بدأت المفاوضات التّي أدت الى إتفاقية 2858مع قيام أول
حكومة وطنية في السودان عام ،2854وقاد السيد ميرغني حمزة أول وفد مفاوضات
سوداني في سبتمبر 2854عندما كان وزي اًر للري ،وخلفه السيد خضر حمد وزي اًر للري
ورئيساً لوفد مفاوضات أبريل ،2855ث ّم عاد السيد ميرغني حمزة وزي اًر للري من فب ارير
2856وحتى نوفمبر 2856وأشرف على مواصلة المحادثات مع مصر والتي قادت
أن المفاوضات استمرت طوال حقبة الديمقراطية
الى مفاوضات ديسمبر ،2851ورغم ّ
األولى ،إالّ أن الطرفين لم يصال إلى إتفاق حتى وصول الفريق إبراهيم عبود إلى السلطة
وتم توقيع إتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في 6نوفمبر ،)1( 2858اإلتفاقية
ثنائية وافق فيها الطرفان علي إنشاء السد العالي بمصر وخزان الروصيرص بالسودان
وعلى دفع مصر لمبلغ 25مليون جنيه كتعويضات ألهالي حلفا ،واتفق الطرفان أيضاً
علي اقتسام مياه النيل الواصلة إلى أسوان ( 64مليار متر مكعب) ،بعد خصم فاقد
التبخر في السد العالي ( 21مليار) والحقوق المكتسبة للبلدين ( 51 – 46مليار لمصر
و 4للسودان) ،بنسبة 1.5لمصر و 24.5للسودان ليصبح نصيب مصر 55.5مليار
( )1سلمان محمد أحمد سلمان ،ندوة اتفاقية مياه النيل لعام 2858وتداعيات إستفتاء جنوب السودان ،مركز طيبة برس ،الخرطوم.1121 ،
49
متر مكعب والسودان 26.5مليار متر مكعب ،كما اتفقا أيضاً على ٍ
سلفة مائية لمصر
تتحدث اإلتفاقية عن زيادة إيراد نهر النيل من مستنقعات جنوب السودان،
من السودانّ ،
وعن إنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لتحقيق التعاون بين الدولتين والتعامل مع
ٍ
بترحاب ٍ
بنصيب لها في مياه النيلٌ ،قوبلت اإلتفاقية مطالب دول حوض النيل األخرى
من ٍ
عدد من قيادات العمل السياسي والنقابي في السودان في ذلك الوقت ،رغماً عن
أن إتفاقية 2818م ضمت في طياتها إشارة صريحة من المندوب السامي البريطاني
ورئيس الوزراء المصري آنذاك إلى مصالح مصر ،وتعميما ا
مخال بشأن مصالح السودان، ً
المكملة لإلتفاقية السابقة.
ّ مرور بإتفاقية 2858م
ثم ًا
.1إتفاقية :2882
وقعت بين مصر ويوغندا ،وأكدت فيها يوغندا احترامها إلتفاقية 2853التي
وقعتها بريطانيا نيابة عنها ،وهو ما يعد اعترافا ضمنيا بإتفاقية .2818
.3مبادرة حوض النيل :2888
تضم مصر والسودان ويوغندا وأثيوبيا والكونغو الديمقراطية وبورندي وتنزانيا
ورواندا وكينيا وإريتريا وجمهورية جنوب السودان ،ووقعت بهدف تدعيم أواصر التعاون
اإلقليمي اإلجتماعي بين هذه الدول من خالل اإلستغالل المتساوي لإلمكانات المشتركة
التي يوفرها حوض النيل.
.4إتفاقية اإلطار التعاوني في :1121
وقعتها دول المنبع أثيوبيا ويوغندا ورواندا وتنزانيا ،وتقوم على مبدأ االنتفاع
المنصف والمعقول ،وكان الخالف بين السودان ومصر من جهة ودول المنبع في
حوض النيل على 3بنود وهي" :الحقوق التاريخية المكتسبة ،اإلخطار المسبق لدولتي
المصب ،طريقة التصويت".
51
وتعتبر إتفاقية عنتبي اإلعالن والبديل الواضح التي وضعته دول منابع النيل
لإلتفاقيات التاريخية ،حيث تحتوي ثالثة عشر بنداً ،بينها بند «االنتفاع المنصف
هذا البند ينص ()1
والمعقول» ،الذي أثار جدالً بين دول وّقعت ،وأخرى رفضت التوقيع،
على أن «دول مبادرة حوض النيل تنتفع إنتفاعاً منصفاً ومعقوالً من موارد مياه المنظومة
المائية لنهر النيل ،على وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة
دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية النتفاع معقول ،آخذين في االعتبار دول المبادرة،
بما فيها المخاوف حول حماية الموارد المائية ،وكل دولة من دول المبادرة لها حق
االنتفاع من الموارد المائية للمنظومة المائية لنهر النيل» ،كما تنص اإلتفاقية على
«ضمان اإلستخدام المنصف والمعقول لموارد المنظومة المائية لنهر النيل ،على أن
تأخذ دول المبادرة في اعتبارها الظروف المتعلقة بالموارد ،بما فيها محدوديتها» ،ويتحفظ
كل من السودان ومصر على بعض بنود اإلتفاقية الحالية.
.5مبادئ وثيقة سد النهضة 1125
وقعت في مارس 1125على مبادئ وثيقة سد النهضة من قبل الدول الثالث
"مصر والسودان وأثيوبيا" بالخرطوم ،وتتضمن اإلتفاق ورقة تشمل عشرة مبادئ تلتزم
بها الدول الثالث بشأن سد النهضة ،وتتضمن حزمة من المبادئ األساسية التي تحفظ
في مجملها الحقوق والمصالح المائية لدول حوض النيل.
مواقف دول حوض النيل من إتفاقية عنتيبي
( )1باهي حسن ،اتفاقية عنتيبي وسد النهضة ..محطات إثيوبية تهدد أمن مصر المائي ،صحيفة المصري اليوم.1123/5/16 ،
52
الدولة ،وفقاً لمعظم دساتير الدول ،حيث ال تدخل المعاهدات الدولية حيز التنفيذ
قبل المصادقة من البرلمان.
.3دولة عضو مراقب (ليس لها حق التصويت) :إريتريا وسبب اختيارها أن تكون
عضوا مراقب يرجع الي أنها تشارك في جزء محدود من المياه عبر نهر عطبرة،
الذي يرسم الحدود مع أثيوبيا (متوفر إلريتريا 6مليار متر مكعب من المياه
تكفيها) ،إلى جانب إنشغالها ببناء الدولة ،بعد نجاحها في الحصول على
االستقالل عن أثيوبيا عام .2882
.4دولة أعلنت رغبتها في التوقيع :دولة جنوب السودان أعلنت عام 1123إن جوبا
راغبة في التوقيع على إتفاقية "عنتيبي" ،وانفصلت جنوب السودان عن السودان
عام ،1122وبالتالي ليست من بين من الموقعين على إتفاقية 2858الخاصة
حاليا لتحديد حصتها باعتبارها إحدى دول
بتوزيع حصص مياه النيل ،وتسعى ً
المنبع.
.5دول ترفض التوقيع على إتفاقية "عنتيبي" :مصر والسودان والكونغو.
يتضح من خالل العرض السابق لإلتفاقيات عدم وجود إتفاقية تضم كافة دول
حوض النيل لتنظيم إستغالل مياه النهر واإلتفاق على حصص الدول ،فقد اتخذت
غالبية اإلتفاقيات شكالً ثنائياً ،وبالتالى فإن هناك حاجة إلى إتفاق جماعى يجمع دول
حوض النيل جميعاً ويحافظ على حقوق جميع الدول فى االنتفاع بمياه النيل ،كما يالحظ
أن للمستعمر األجنبى الدور األكبر فى وضع بنود اإلتفاقيات والتوقيع بالنيابة عن دول
حوض النيل ،ولعبت بريطانيا دو اًر رئيساً فى تنظيم إستغالل المياه وقامت بتوقيع عدد
كبير من اإلتفاق يات بهدف الحفاظ على مصالحها االستعمارية مما بذر بذرة النزاع بين
دول الحوض الحقاً.
51
()1
تحليل إتفاقيات مياه النيل من الناحية القانونية
(أ) أنواع المعاهدات-:
.2معاهدات من حيث المدة :معاهدات منفذة ،وأخرى مستمرة التنفيذ .وهناك تقسيم
.2اإلتفاقيات األولى كانت مبنية على أساس التعاون الوقائي لحفظ الميزان المائي
في دول حوض النيل.
( )1إكرام محمد صالح ،األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال جنوب السودان ،ورقة علمية ،مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية
المنعقد فى الفترة 18 - 16نوفمبر 1121م ،و نُشرت في صحيفة الصحافة يوم 1122/12/16
( )2عصام صادق رمضان ،المعاهدات غير المتكافئة في القانون الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة2816 ،م ،ص.218 :
( )3المرجع السابق ،ص.218 :
53
.1كذلك أنها إتفاقيات ترسم حدود أو تتعلق بنظام االمتيازات األجنبية والمصالح
االستعمارية في دول حوض النيل ،وكان هدفها األساسي هو تعزيز مراكز النفوذ
للوجود األجنبي في القارة اإلفريقية ،رغم اشتمالها على بند مائي أو أكثر.
.3إتفاقية مياه النيل بين السودان ومصر تقوم على قاعدة العقد شريعة المتعاقدين
"ثابت" ( ،)1ومبدأ الحقوق المكتسبة الذي نص عنه صراحة في اإلتفاق.
.4إتفاقية مياه النيل بين السودان ومصر 2858م ذات طبيعة عقدية ،ثنائية تقوم
على تبادل المنافع وااللتزامات بين دولتين فقط.
.5إتفاقيات مياه النيل غير محددة المدة.
.6إتفاقية عام 2858م غير متكافئة بين السودان ومصر.
.1انتهي إستخدام السلفة المائية لمصر في نوفمبر 2811م.
.6إتفاقية عام 2858م ،وقعت في ظروف متغيرة أملتها ظروف بناء السد العالي.
.8اإلشكالية الرئيسية تتمثل في كيفية حصول دول حوض النيل على حقوقها
وحصصها في المياه وفقاً لحاجتها ،مع االحتفاظ بعالقات سالم وتعاون فيما
بينها ،في ظل محدودية الموارد المائية العذبة وازدياد الحاجة.
.2إتفاقية عام 2818م أعطت وضعاً ممي اًز للسودان ومصر ،وقانوني قسمت
حصص المياه على أساس عقد ثنائي في مواجهة بقية دول حوض النيل األعلى.
.1السودان ،كينيا ،أوغندا ،تنزانيا ،لم تكن أطرافاً في إتفاقية عام 2818م ،وإتفاقيات
مياه النيل ذات طبيعة ثنائية ،تخضع اللتزامات متبادلة ومتوازنة ،والدول التي
تستند على تغيير الظروف تستند إلى فقدان هذا التوازن نتيجة لتحملها عبء
كبير أكبر من جراء ذلك التغيير في ظروفها.
) )1جعفر عبد السالم ،مبادئ القانون الدولي العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة2866 ،م ،ص.16 :
54
.3إن إتفاقية عام 2818م بين مصر وبريطانيا نيابة عن السودان وكينيا ويوغندا
وتنزانيا ،كانت أكثر اتساعا وشاملة لدول حوض النيل مقارنة بإتفاقية عام
2858م التي عقدت نتيجة لتغيير الظروف في مصر ،فجاءت غير متكافئة مع
السودان.
.4إن نظرية السيادة المطلقة على الموارد المائية قد استخدمت كحجة قانونية دفعت
بها دول المنبع " أثيوبيا ،كينيا ،أوغندا ،تنزانيا ".
.5من األفضل الوصول إلى حد أدني من التفاهم المشترك بين دول حوض النيل،
حول توزيع المياه ،بما يحقق المصلحة العليا للجميع ،وتجنب الصرعات
والحروب.
.6اإلتفاقيات السابقة لعام 2818م تتعلق بالوضع اإلقليمي وبحدود األطراف
الموقعة علي تلك اإلتفاقيات(.)1
(د) الوضع القانوني إل تفاقيات مياه النيل وفق مواقف دول حوض النيل
مرت وتمر دول حوض النيل اآلن بظروف وتغيرات عديدة جعلتها منقسمة بين
دول مطالبة بإلغاء اإلتفاقيات القديمة االستعمارية الموروثة " أثيوبيا ،يوغندا ،كينيا،
رواندا ،بوروندي ،الكنغو الديمقراطية تنزانيا" ،وهذه جميعها دول منابع ،ودول متمسكة
بالحقوق المكتسبة من اإلتفاقيات القديمة "مصر والسودان" ،ودولة غير منضوية حتى
اآلن في مجموعة دول حوض النيل " اريتريا".
(ه) الوضع الراهن إل تفاقيات مياه النيل:
حتى اآلن لم يحسم موضوع إتفاقيات مياه النيل من عدمه بعد ،قانونياً أو سياسياً،
رغم االعتراضات عليها من معظم الدول ،وعليه لم يحدث على الطبيعة ما يمس أو
) )1محمود سمير ،معارك المياه المقبلة في الشرق اَلوسط ،دار المستقبل العربي ،بيروت القاهرة2882،م ،ص.18 :
55
يخفض من حصص مصر والسودان ،كما لم تعرض أي من تلك اإلتفاقيات أمام محكمة
(. )1
أو هيئة دولية قانونية لالحتكام إليها
ظل موقف السودان متمسكاً بإتفاقية 2858م ،ومتماهياً إلى حد كبير مع الموقف
المصري ،هذا الموقف السوداني يجعل النظر إلى االختالف في اإلستراتيجية المائية
أن مصر تقف في مواجهة دول حوض النيل ألنها تتحسب لحجم
هو الفيصل خاصة ّ
االحتياجات المائية المستقبلية بدقة مع التمسك بحقها التاريخي ،بالرغم من ذلك ظل
موقف السودان متذبذباً في مواقفه فيما يتعلق بقضايا المياه التي تجمعه بدول حوض
النيل ،فعلي سبيل المثال بعد توقيعه على إتفاقية حوض النيل عام 2888م في تنزانيا،
عاد ليحتج وينسحب من مبادرة حوض النيل عام 1118م في كنشاسا عاصمة جمهورية
وجمد عضويته في
الكنغو الديمقراطية إثر عدم توقيع مصر على اإلتفاقية ،ثم تراجع ّ
()2
المبادرة ،ثم عاد وقبل المبادرة مع تجميد مشاركته في مشاريعها.
إن السودان يقف إلى جانب مصر من غير رؤية إستراتيجية ألن مصلحته المائية
ّ
ترتبط بدول الحوض األخرى التي تطالب بحصتها الكاملة والتي تم اقتسامها عن السد
العالي 55.5مليار متر مكعب لمصر و 26.5مليار متر مكعب للسودان حسب إتفاقية
النيل 2858م ،يجب أن يعاد تقييم هذا الموقف علي أساس التمسك بمكتسبات السودان
الثابتة في اإلتفاقيات التاريخية مع االخذ في االعتبار االحتياجات المستقبلية للتنمية في
()3
السودان.
) )1سامر مخيمر ،وخالد حجازي ،أزمة المياه في المنطقة العربية ،كتاب عالم المعرفة العدد ،902المجلس الوطني للثقافة والفنون
واألدب ،الكويت ،مايو ،6221ص.218-216 :
( )2مني عبد الفتاح ،موقع سودان سفاري.1121 ،
( )3ابراهيم السيد احمد رمضان ،المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد النهضة ،مجلة السياسة الدولية ،المجلد ،25العدد،114
القاهرة ،1126 ،ص.11:
56
المبحث الثالث:
التعاون والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل
مسار التعاون بين دول حوض نهر النيل
تم إنشاء هيئة فنية دائمة مشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان ،تحت مظلة
إتفاقية 5212م ،تعمل على دراسة وإنشاء مشروعات زيادة إيراد النهر ،وكان أهم دراساتها
أربعة مشروعات تقع جميعها داخل حدود السودان وتوفر 52مليار متر مكعب سنويا
بعد إنتهائها ،تمثلت هذه المشروعات في :مرحلة أولى من مشروع قناة جونقلى ،مرحلة
ثانية من مشروع قناة جونقلى ،مشروع مشار ،ومشروع بحر الغزال ،وتضم هيئة مياه
النيل ،لجنة فنية تجمع خبراء من مصر والسودان ،وتجتمع دوريا لحل أي مشاكل
تعترض تنفيذ إتفاقية 5212م(.)1
( )1مجموعة من الخبراء والباحثين ،مشروعات التعاون المائي بين مصر ودول حوض النيل ،سلسلة دراسات مصرية إفريقية ،برنامج
الدراسات المصرية اإلفريقية ،كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية1111 ،م.
( )2فيصل عبد الرحمن علي طه ،مياه النيل السياق التاريخي والقانوني ،أم درمان :مركز عبد الكريم ميرغني1115 ،م ،ص.263
57
()1
للمشروع ،يهدف المشروع إلى جمع وتحليل البيانات المائية والمناخية
(الهايدرومترولوجية) ،لمستجمعات مياه بحيرات فيكتوريا وكيوجا والبرت ،بغرض دراسة
المي ازن المائي ألعالي النيل ،ويمول المشروع من الصندوق الخاص ،والمساهمات
المادية والعينية من الحكومات المشاركة في المشروع ،وحددت فترته لخمسة أعوام.
( )1عبد العزيز خالد ،مياه النيل حسابات االرض و السياسة ،شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ،الخرطوم ،1111 ،ص.116 :
( )2حجاج حسن" ،االندوجو وحروب المياه القادمة" ،مقال علي الفابيتا ،alphabeta.argaam.comفي 1121/5/8م.
( )3خليفة تاريخية (األندوجو) ،صحيفة األهرام المسائي ،العدد ،6552السنة 15 ،14سبتمبر 1124م.
( )4رشدي سعيد ،نهر النيل الماضي والمستقبل ،دار الهالل للطباعة والنشر ،القاهرة ،1122 ،الطبعة الثانية ،ص.264 :
58
في ديسمبر 2881م ،قرر مجلس وزراء الموارد المائية لبعض دول حوض النيل
االستمرار في التعاون بين الدول النيلية ،على أن يتطور مشروع الدراسات
الهايدرومترولوجية من مرحلة جمع المعلومات وتحليلها ،إلي مرحلة التعاون الفني
وقد وقعت علي تقييم المشروع كل من ()1
لتطوير وتنمية وحماية بيئة حوض النيل
مصر ،السودان ،رواندا ،تنزانيا ،يوغندا ،وزائير ،ولقد تم اإلتفاق على أن تكون هنالك
فترة إنتقالية مدتها ثالثة سنوات ،لوضع نظام مؤسسي جديد للتعاون بين دول حوض
النيل ،ويتكون التنظيم المؤسسي للتيكونايل من مجلس وزراء ولجنة فنية وسكرتارية،
وفي أكتوبر 2884م تم وضع خطة لتعاون شاملة إلدارة مياه حوض النيل ،اشتملت
علي 11مشروعا بتكلفة مائة مليون دوالر( ،)2نجح التيكونايل في تنفيذ عدد من
المشروعات الفنية ،كما قام بعقد مؤتمرات النيل للعام 1111م ،ولقد لعب المؤتمر دو ار
كبي ار ،في التعرف علي وجهات نظر الدول ،بشأن تنمية الموارد للحوض ،في مارس
2886م كون مجلس وزراء الحوض ،لجنة فنية استشارية ،للتوصية بإجراء الالزم ،
وكان التوجيه إنشاء مبادرة حوض النيل(.)3
في العام 2888طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل من البنك الدولي
اإلسهام في األنشطة المقترحة وعلى ذلك أصبح كل من البنك الدولي وصندوق األمم
المتحدة اإلنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية ،شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات
( )1عصام عبد الشافي" ،إدارة أزمة مياه النيل -المحددات والسيناريوهات رؤية توثيقية" ،مقال علي international Relationsمدونة
فكرية سياسية ،في 23مارس 1122م.
( )2سيف الدين حمد عبد الله ،االتفاقيات والمعاهدات التي تنظم إستغالل مياه حوض النيل ،ورقة علمية ،و ازرة الري والموارد المائية،
الخرطوم ،أغسطس 1114م ،ص.26
( )3فيصل عبد الرحمن علي طه ،مرجع سابق ،ص.215
59
العمل بين دول حوض النيل ،وفي العام 2881م ،قامت دول حوض النيل بإنشاء
منتدى للحوار من أجل الوصول ألفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينها.
وفي مارس 2886م بمدينة أروشا بتنزانيا تم اإلجتماع بين الدول المعنية من
أجل إنشاء اآللية المشتركة فيما بينها ،ثم وفي فبراير 2888تم التوقيع على هذه
اإلتفاقية باألحرف األولى في دار السالم بتنزانيا من جانب ممثلي دول حوض النيل
التسع ،وتم تفعيلها الحقاً في مايو من العام نفسه ،وسميت رسمياً باسم "مبادرة حوض
النيل" والتي تعتبر وسيلة مبتكرة إلدارة الموارد المائية المشتركة بين دول حوض النيل.
إثر توقيع وزراء المياه لدول الحوض باألحرف األولى على وقائع اإلجتماع الذي
أسس لقيام مبادرة حوض النيل ،اتفق الوزراء على أن الهدف من المبادرة هو تحقيق ّ
التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية المستدامة من خالل االنتفاع المنصف والنافع من موارد
النيل المشتركة ،ويقوم على رأس المبادرة مجلس وزراء المياه بدول حوض النيل وتعاونه
()1
لجنة فنية تضم خبيرين من كل دولة.
تم اطالق مبادرة حوض النيل عام 2888م ،من جانب دول النيل وهي بوروندي
وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإريتريا وأثيوبيا وكينيا ورواندا والسودان وتنزانيا
ويوغندا وقد تأسست مبادرة حوض النيل لالستفادة من المكاسب المحتمل الحصول
عليها من اإلدارة التعاونية والتنموية في حوض النيل وقد اطلقت تلك المبادرة بناء على
قناعة مشتركة مفادها أنه بإمكان الدول المعنية تحقيق نتائج أفضل لجميع شعوب
الحوض من خالل التعاون وليس من خالل المنافسة والتحدي الرئيسي في هذا اإلطار
يتمثل في مسألة القضاء على الفقر وعالوة على ذلك ،فقد تم بناء الشراكة حول رؤية
مشتركة من أجل تطوير حوض نهر النيل .
( )1جيتاشو زيروا مولوجيتوت جيبر ،ورقه عمل بعنوان" :نحو غاية مشتركة األساليب التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا" ،اإلجتماع
الثالث للسالم وحل المنازعات اديس ابابا ،معهد دراسات األمن والسلم ،جامعة أديس أبابا ،أديس أبابا.1123 ،
61
ومع استثناء التحديات التي تواجهها مصر والسودان اللتان تقعان على الشواطئ
السفلى لنهر النيل ،فضال عن تحديات االنتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة العمل،
فإن أهداف هذه المبادرة تتمثل فيما يلي:
.2تطوير الموارد المائية لحوض النيل بطريقة مستدامة ومنصفة لضمان االزدهار
واألمن والسالم لجميع شعوبها .
.1ضمان كفاءة إدارة المياه واإلستخدام األمثل للموارد .
.3ضمان التعاون والعمل المشترك بين الدول المتشاطئة وذلك لضمان الحصول
على مكاسب.
.4الحد من الفقر وتعزيز التكامل اإلقتصادي.
إن األهمية القصوى التي يمثلها حوض النيل وبخاصة في الزراعة والنقل ّأدت
إلى مسارعة الدول االستعمارية الستعمار دول هذا الحوض بداية من القرن التاسع عشر
األمر الذي ّأدى إلى الصراع فيما بين هذه الدول االستعمارية على مياه النيل وكيفية
االستفادة منها( ،)1وهو ما دفعها إلى تفادي الدخول في نزاعات كبرى وذلك بعقد جملة
من اإلتفاق يات المشار اليها سابقا أما بعد خروج االستعمار من حوض النيل ،فأصبح
أحد مصادر الصراع بين دول الحوض هو تمسك بعض دوله بما توافق عليه االستعمار
كأساس لتوزيع المياه ،في وقت أصبحت بقية الدول ال تعترف بشرعية هذا األساس.
إن غياب إتفاقية للمياه مجمع عليها في حوض النيل أدى إلى دوامة صراع بين
دول المنبع والمصب ،علي سبيل المثال بين السودان ومصر وأثيوبيا علي حقيقة أن
أثيوبيا دولة المنبع للنيل األزرق الذي يغذي النيل بنسبة %61من مياهه ،بنفس القدر
الصراع بين دول المجرى والمصب فالسودان يعتبر المجري الرئيسي لنهر النيل حيث
( )1عبد الرحيم معتوق محمد ،أثر جغرافية حوض النيل في العالقات بين دوله ،مجلة كليات التربية ،العدد ،1126 ،6ص.164 :
62
يتبين مما سبق أن الدول
اطول جزء من نهر النيل يمر داخل االراضي السودانيةّ ،
اإلحدى عشرة التي تجمعها جغرافية حوض النيل لم تستطع أن ترسي فيما بينها عالقات
من التفاهم والتعاون الجادين الدائمين ًا
نظر لتباين مصالحها واختالف رؤاها -في كثير
من األحيان -حول السبل المثلى التي ينبغي أن تعتمد إلستغالل مياه هذا الحوض،
إال أن ذلك لم يمنع معظمها من محاولة إبرام جملة من اإلتفاقيات للحيلولة دون ّ
تحول
الصراع حول مياه الحوض إلى ن ازعات ال يمكن إدراك مآالتها ،غير أن تلك اإلتفاقيات
تعرضت له من إنتقادات
لم تكن تحظى بالقبول الكامل من دول الحوض كافة ،بسبب ما ّ
مختلفة ،ويعود السبب الحقيقي لهذه الصراعات الطبيعية إلى المشاكل المتعلقة بكيفية
إستغالل وتوزيع المياه بواسطة دول المنبع والمجرى والمصب ،وهي خمس مشاكل:
.2إمكانية السيطرة على مياه النهر
.1طريقة إستغالل المياه.
.3كيفية التوزيع الجغرافي للمياه بين كل دولة وأخرى.
.4كيفية تخزين كمية كبيرة من المياه وتبعاتها.
.5أساليب نقل المياه.
إن من األهمية بمكان االشارة إلى دور التدخالت الخارجية في تغذية عوامل
الصراع بين دول حوض النيل مما سيأتي مثاله عند الحديث حول الدور الخارجي في
قضية سد النهضة األثيوبي.
عليه يمكن القول إن الطريق ال يزال طويالً أمام هذه الدول لنبذ الصراع ،والنأي
بالمنطقة عن النزاعات الخطيرة ،ولكن ال شيء بعزيز عليها في بناء عالقات طيبة فيما
حسنت النوايا من الجميع .
بينها متى صدقت اإلرادات َو ُ
61
الفصل الثالث
سد النهضة األثيوبي
المبحث األول:
إستراتيجية أثيوبيا في بنا سد النهضة
إستراتيجية التنمية األثيوبية
طبقا للوثيقة الرسمية األثيوبية حول الشئون الخارجية واألمن الوطنى اإلثيوبى،
والصادرة عام 2002م ،تعتبر قضايا التنمية والتحول الديموقراطى محور اهتمام السياسة
األثيوبية على المستويين الداخلى والخارجى ،وطبقا لهذه الوثيقة فإن قضية التنمية تعتبر
قضية بقاء وطنى كما تعتبر شرطا لحماية النفوذ والكبرياء الوطنى ،والذى يعتبر بدوره
هدفا أساسيا ألية سياسة خارجية ،وطبقا لهذه الوثيقة فإن ربط قضية التنمية بقضية
البقاء الوطنى ينبع من االعتقاد أنه ما لم تتحقق تنمية تعود بالنفع على الشعب اإلثيوبى
فإن البالد ستكون عرضة للفوضى والتفكك ،كما أن االعتماد على المعونات الخارجية
والعجز عن توفير الغذاء وتسول المعونات لهذا الغرض يضر ضر ار بالغا بالنفوذ
والكبرياء الوطنى اإلثيوبى ،على أساس أنه ال شيء يلحق المهانة بكبرياء أي أمة مثل
التسول ،كما أن الجهود التنموية األثيوبية أيضا لن تكون لها جدوى دون معونة خارجية،
بما تحمله من شروط يطلبها المانحون ويعتبر ذلك مصدر كبي اًر للهوان والعار
()1
الوطنى.
ومنذ عشرينيات القرن العشرين قامت سياسات التنمية األثيوبية على أساس
االعتقاد بأن الموارد المائية األثيوبية تعتبر عنص ار رئيسيا فى التنمية اإلقتصادية ،ويبدو
ذلك واضحا من مراجعة الخطط التنموية األثيوبية من منتصف العشرينات ،فعلى سبيل
)1( Ministry of Information (Ethiopia)، Foreign Affairs and National Security: Policy and Strategy (Addis
Ababa : Ministry of Information، Press & Audiovisual Department November ،1111 pp. ،2 ،6 ،8 ،21.
63
المثال ،فقد تم التركيز في خطتى التنمية األولى ( )2861 -2856والثانية (-2863
)2866على تنمية الطاقة الكهرومائية أما خطة التنمية الثالثة ( )2813 -2866فقد
اعترفت بالتكلفة العالية لتنمية المجارى المائية الكبيرة ،ومن ثم فقد أعطت هذه الخطة
أولوية للمجارى المائية الصغيرة عند بدايات منابع األنهار ،وذلك من أجل خطط للرى
ذات تكلفة أقل ،وفى نفس الوقت طالبت هذه الخطة بإجراء مزيد من البحوث حول
()1
اإلستخدام األمثل للموارد المائية فى البالد.
وبعد سقوط نظام هيالسالسى بانقالب عسكرى عام 2814قامت الحكومة
األثيوبية الجديدة بالتوسع فى إنشاء عدة هيئات معنية بالدراسات المائية ،ومنها هيئة
د ارسة تنمية األودية األثيوبي ة ومعهد تكنولوجيا المياه باإلضافة إلى عديد من المعاهد
المتخصصة تحت إش ارف لجنة الموارد المائية األثيوبية ،وتضمنت خطة التنمية
العشرية( )2883 -2864أهداف واست ارتيجيات تنمية الموارد المائية فى أثيوبيا خالل
فترة الخطة وما بعدها ،وخصصت الخطة أكثر من 3,5مليار بر إثيوبى ( ما يعادل
نحو 2,15مليار دوالر أمريكى حينئذ ) لتنمية القطاع المائى ،وتم تخصيص()% 41,5
من هذا المبلغ لمشروعات الرى الكبيرة والمتوسطة ،و( )%4,5إلنشاء معهد تكنولوجيا
()2
المياه.
ومنذ عام 2883اتبعت الحكومة األثيوبية سياسة تنموية إستراتيجية تهدف إلى
تخفيف حدة الفقر فى البالد ،وتقوم هذه السياسة على أساس أن تقود التنمية الزراعية
عملية التصنيع فى البالد ،وتهدف هذه السياسة التنموية Agricultural ( ADLI
)development led industrializationإلى تعزيز الروابط بين الزراعة والصناعة
من خالل زيادة إنتاجية صغار المزارعين ،وتوسيع نطاق المزارع الخاصة الكبيرةٕ ،واعادة
)1( Okbazghi Yohannes, Water Resources and Inter-Riparian Relations in the Nile Basin : The Search
for an Integrative Discourse (Albany, USA : State University of New York Press, 2008)، p. 17.
)2( Idem.
64
هيكلة قطاع التصنيع بطريقة يمكن من خاللها لهذا القطاع أن يستخدم الموارد البشرية
()1
والطبيعية للبالد.
كما دأبت القيادات األثيوبية على التأكيد على محورية الزراعة فى عملية التنمية،
ففى عام 1111م ،صرح رئيس الوزراء اإلثيوبى أن " القطاع الزاعي يظل كعب أخيل
بالنسبة لنا ومصدر ضعفنا ،ورغم ذلك فإننا نظل على قناعة بأن التنمية المعتمدة على
()2
الزراعة تظل المصدر الوحيد لألمل بالنسبة ألثيوبيا".
ويبدو هذا االهتمام أيضا فى سياق ما تطرحه أثيوبيا من رؤية إستراتيجية للتقليل
من الفقر فى البالد ،وطرحت فى هذا الشأن وثيقتان ،أوالهما باسم " برنامج تقليل الفقر
والتنمية المستدامة Sustainable Development and Poverty ( SDPRP
)Reduction Programmeواألخرى باسم "خطة لتنمية مستدامة ومتسارعة إلنهاء
الفقر" A Plan for Accelerated and Sustainable ( PASDEP
) Development to End Povertyوتعتبر هذه الوثيقة ،تطوي اًر للوثيقة األولى،
ووضعت كلتاهما بناء على شروط صندوق النقد والبنك الدوليين ،وقد أعلنت الحكومة
األثيوبية عن مسودة الوثيقة الثانية فى ديسمبر ،1115وبالمقارنة بالوثيقة األولى يالحظ
أن هناك استم اررية فى التوجه االستراتيجي العام ،أى التركيز على قضايا التنمية البشرية
والتنمية الريفية واألمن الغذائى وبناء القدرات ،إال أن الوثيقة الثانية تشتمل على بعض
االختالفات الهامة ،ومنها إعطاء تركيز أكبر على تحقيق النمو اإلقتصادى بشكل رئيسى
من خالل الزراعة التجارية على نطاق واسع بغرض التصدير ،مع تنويع الصادرات
الزراعية لتشمل سلعا أخرى غير البن وخاصة المحاصيل غير التقليدية ،والبحث عن
)1( Lulitl Iitik et al.، Alternative Policy Strategy to ADLI for Ethiopia: A Dynamic CGE Framework Analysis
(Addis Ababa: paper submitted to PEP Network، May 2010 )، p.2
)2( Amdissa Teshome, Agriculture, Growth and Poverty Reduction in Ethiopia: Policy Processes around
the New PRSP (PASDEP), Research Paper 004, March 2006، p. 1.
65
أسواق خارجية ذات جدوى ،ويبدو من ذلك أن الزراعة تظل محور إستراتيجية التنمية
()1
PASDEPطبقا للوثيقة باإلضافة إلى بعض ،القطاعات الفرعية كالسياحة والتعدين.
الحقو األثيوبية في نهر النيل
راينا كيف أن سياسات التنمية األثيوبية -وخاصة منذ تسعينيات القرن العشرين
وتحت حكم الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب األثيوبية – قد جعلت من قطاع الزراعة
واالعتماد على مياه النيل دو اًر مركزيا فى عملية التنمية ،وأنها تعتبر قضية التنمية
قضية كبرياء وأمن قومى ،وهو ما يطرح السؤال حول طبيعة الحقوق األثيوبية فى مياه
النيل من حيث حجمها ونوعيتها .وقد احتلت الحقوق األثيوبية في مياه النيل محور
اهتمام الباحثين ،العتبارات عديدة منها ،أن أثيوبيا أهم دول المنابع كلها من حيث
إسهامها فى مياه النيل ،حيث تسهم المنابع األثيوبية وحدها بأكثر من ( )%61من
اإلي ار رد المائى السنوى لنهر النيل والبالغ 64مليار متر مكعب سنويا فى المتوسط
مقاساً عند أسوان ،وتصل هذه النسبة إلى أكثر من ( )%81خالل موسم الفيضانات
في الفترة بين أغسطس – أكتوبر من كل عام( ،)2وقد شرعت أثيوبيا بالفعل فى تنفيذ
بعض المشروعات على الروافد الرئيسية لنهر النيل بشكل أحادى من خالل إنشاء ،أو
الشروع فى إنشاء ،بعض السدود الضخمة ،كسد تيكيزى (على نهر عطبرة) وسد النهضة
(على النيل األزرق) ،علماً أن أثيوبيا ترفض الوضع القائم لتخصيص مياه النيل وتطالب
بمراجعة وتعديل اإلتفاقيات السابقة بحجة عدم اشتراكها في عقدها وتسعى للوصول إلى
صيغة جديدة تمكنها من إستخدام مياه النيل لتحقيق مشروعاتها التنموية فى مجال
الزراعة وتوليد الطاقة .
66
سد النهضة من الدراسات إلى التنفيذ
بدأت فكرة بناء سد النهضة عام ،2853عندما اعتزمت أثيوبيا إنشاء سد كبير
على النيل االزرق لتوليد الكهرباء ،لذا استعان اإلمبراطور األثيوبي هيال سيالسي بمكتب
قدم دراسة مسحي ًة على
االستصالح الزراعي التابع لو ازرة الخارجية األمريكية ،الذي ّ
صالحا إلنشاء السدود ،أهمها أربعة سدود علي
ً امتداد النيل األزرق ،تقترح ً 16
موقعا
النيل األزرق الرئيسي ،وحمل سد األلفية في تلك الدراسة اسم سد بوردر ،شرعت أثيوبيا
في بناء السد،اال أنها سرعان ما توقفت نتيجة لضغوط مصرية في هذا االتجاه ،في عام
1118عادت أثيوبيا إلحياء الفكرة ،بمسح موقع السد مرة أخرى ،وأنهت تصميمه فى
نوفمبر ،1121وفي فبراير 1122أعلنت أثيوبيا عن مشروع بناء سد علي النيل
األزرق ،لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 5.151ميجاوات علي النيل األزرق بمنطقة
بني شنقول علي بعد نحو 41كيلومت ار من حدود أثيوبيا مع السودان ،بتكلفة تبلغ نحو4.6
مليار دوالر وقد تباينت المعلومات المتاحة بشأن السد عند اإلعالن عنه ،فالحقائق
العلمية من خالل الدراسات األمريكية التــي أجريت عام 2864وما تالها من أبحاث
تؤكد أن سعة الخزان تتراوح بين ( )22.2و( )14.3مليار متر مكعب إال أن تصريحات
المسئولين األثيوبيين ذكرت أرقاما أخري حول سعة الخزان وصلت إلى 61ثم 61و14
مليار متر مكعب ،وبعد أن أعلنت الحكومة األثيوبية تدشين المشروع ،وإسناده إلى شركة
"ساليني" اإليطالية باألمر المباشر أطلقت عليه مشروع إكس وقامت بالفعل بوضع حجر
األساس للمشروع في الثاني من أبريل ،1122وقررت تغيير االسم إلى سد األلفية
الكبير ثم تغير االسم للمرة الثالثة في الشهر نفسه ليصبح سد النهضة األثيوبي الكبير.
إستراتيجية أثيوبيا المائية وبناء سد النهضة
تعرف أثيوبيا بانها نافورة العالم حيث يبلغ متوسط كمية األمطار في أثيوبيا السنوي
67
646ملم/سنة ،والذي يصل إجماله السنوي إلى 836مليار مترمكعب( ،)1ويقدر مجموع
موارد المياه السطحية المتجددة في أثيوبيا 211مليار متر مكعب سنويا( ،)2تجري من
خالل 21حوض نهري رئيسي.
ويجري من المياه السطحية ( )211مليار متر مكعب ،منها نحو( )81مليار متر
مكعب خارج األراضي األثيوبية كاألتي )61( :مليار متر مكعب غرباً نحو نهر النيل
إلى السودان ومصر ،و( )6مليار متر مكعب جنوباً إلى بحيرة توركانا (كينيا) ،و()1
مليار متر مكعب جنوب شرق إلى الصومال و( )1مليار متر مكعب شرقاً إلى جيبوتي،
ويتبقي 15مليار متر مكعب داخل األراضي األثيوبية ،أي بنسبة ( )%3من جملة
المياه المتجددة ،أثيوبيا لديها أيضاً ( )22بحيرة عذبة أهمها وأكبرها بحيرة تانا منبع النيل
األزرق ،و( )8بحيرات مالحة )4( ،بحيرات علي أفواه بركانية ،وأكثر من ( )21منطقة
مستنقعات أو أراضي رطبة.
وبالمقارنة مع الموارد المائية السطحية فإن إمكانات المياه الجوفية في أثيوبيا
متواضعة للغاية ،حيث تقدر بنحو( )5 - 1,6مليار متر مكعب سنوياً( ،)3وذلك ألسباب
جيولوجية تتعلق بنوع الصخور الغير مناسبة لتكوين خزانات جوفية وبعض العوامل
()4
األخري.
مع هذا فإن أثيوبيا هي أكثر دول الحوض معاناة من نقص المياه رغم أنها
المساهم الرئيسي في مياه النيل ،حيث أن طبيعة األراضي األثيوبية التصلح إلقامة
68
سدود كبري لتخزين مياه بغرض الري ،ومع ذلك فإن أثيوبيا أكثر دول الحوض مالئمة
لعمل مشروعات توليد كهرباء تكفي جميع دول الحوض ،وسبق ان نفذ مكتب
االستصالح األمريكي دراسة موسعة عن حوض النيل األزرق أعوام ،2863- 2853
وقد نشرت هذه الدراسة في ( )1مجلدات ( )1حددت تلك الدراسة 16موقعاً إلنشاء سدود
متعددة األغراض على طول النيل األزرق والروافد الرئيسية ،وسد النهضة هو أقرب
السدود المقترحة إلى الحدود األثيوبية السودانية ،وجاء ضمن المشروعات المقترحة فى
الدراسة المسحية التى قام بها المكتب األمريكى الستصالح االراضي ،حيث اقترح
المكتب إنشاء سد بارتفاع 61متر ،على أن يمتد خزانه إلى موقع السد الذى يسبقه عند
ماندايا ،وتشير الدراسات األولية أن القدرة االسمية لتوليد الكهرباء من هذا السد تقدر
بنحو 611ميجا وات ،وقد أثار إعالن أثيوبيا فى مارس 1122م عن الشروع فى إنشاء
السد دويا كبي اًر على المستويات اإلعالمية واألكاديمية والرسمية ،وثارت مخاوف من
تأثيره سلبيا على تدفق المياه إلى مصر والسودان( ،)2وتم تحديد موقع السد على بعد
41كم تقريبا من الحدود األثيوبية السودانية ،وأطلق عليه فى البداية اسم "المشروع "X
ثم سد األلفية بعد اإلعالن عنه فى مارس 1122ثم أصبح اسمه فى أبريل 2011سد
النهضة اإلثيوبى العظيم ،وهو عبارة عن سد بارتفاع 245متر وطول 1800متر
وبسعة تخزينية تصل إلى 74مليار متر مكعب من المياه ،وبقدرة اسمية لتوليد الكهرباء
تبلغ أكثر من 5000ميجا وات /ساعة ،من خالل 15توربينا بقدرة اسمية 350
ميجا وات /ساعة للتوربين الواحد ،وتقدر تكاليفه بنحو 4,6مليار دوالر أمريكى (منها
3مليار دوالر تكاليف إنشاء السد و 2,6مليار دوالر تكاليف إنشاء توربينات التوليد)،
)1( Waterburry John، The Nile Basin: National Determinants of Collective Action، New Haven, CT
06520, United States، Yale University Press، 1 March 2002.
)2( Tesfa-Alem Tekle، " Ethiopia to build dam on Blue Nile near Sudan border"،Sudantribune (Online)،
15 March 2011، at: http://www.sudantribune.com/Ethiopia-to-build-dam-on-Blue-Nile،38283.
69
وأعلنت الحكومة األثيوبية أنها ستعمل على تدبير التمويل بنفسها من خالل أذون الخزانة
وغيرها ،كما ذكرت بعض التقارير أن البنوك الصينية ستوفر التمويل الالزم إلنشاء
التوربينات ،وأسند تنفيذ المشروع إلى شركة سالينى اإليطالية التى نفذت مشروعات
()1
سدود أخرى فى أثيوبيا وفى حوض النيل.
بعد اكتمال سد النهضة تخطط أثيوبيا للتوسع في إنتاج الكهرباء وتصديرها إلى
السودان وكينيا وجيبوتي وحتي اليمن ومصر ،وال تقتصر فوائد سد النهضة ألثيوبيا على
توليد الطاقة الكهربائية وانما خطط أيضا لتأدية عدة اغراض كالري والتحكم في
الفيضانات إال إن الطاقة الكهربائية هي المقرر لها أن تكون الفائدة الرئيسية من إنشاء
السد ،إذا فيمكن مالحظة أن اإلستراتيجية األثيوبية في قضية سد النهضة تقوم علي
االسس االتية:
.2أثيوبيا هي المصدر لحوالي ( )%66من مياه النيل ،بينما ظلت تعاني من
المجاعات ونقص الطاقة.
.1رفض اإلتفاقيات التاريخية حول تقاسم مياه النيل علي أساس أنها إتفاقيات
استعمارية ولم تشارك فيها.
.3عرض تشارك مكاسب سد النهضة علي كل من السودان ومصر.
.4ارتباط االستقرار السياسي بالتنمية وحق أثيوبيا في ذلك.
.5ارتكزت أثيوبيا في استراتيجيتها المتعّلقة بسد النهضة على عنصر المفاجأة
واختيار التوقيت المناسب ،وانشغال السودان ومصر باوضاعهم الداخلية.
.6سياسة فرض األمر الواقع مع استمرار التفاوض.
.1استدرار التعاطف الدولي مع أثيوبيا بإعالنها المستمر للتعاون واستعدادها
للتفاوض فعالم اليوم يدعو للتعاون والتفاوض حول نزاعات المياه الدولية
والنزاعات األخرى.
71
.6شحن الشعور القومي بأهمية سد النهضة ودوره في تنمية أثيوبيا.
.8اعتمادها على مواردها الذاتية ومساهمات شعبها لمقابلة تكلفة بناء سد النهضة .
.21تكثيف عرض قضية السد في المحافل والمؤتمرات وورش العمل الدولية كقضية
عادلة ،ترتكز على مبدأ االنتفاع المنصف والمعقول بمقتضى القانون الدولي،
مع غياب تام لكل من السودان ومصر.
تمتلك أثيوبيا المنابع الرئيسية والمهمة لنهر النيل وتزود النهر بحوال %65من
وارداته المائية تأتي من مياه النيل االزرق الذي ينبع من بحيرة (تانا) األثيوبية ،ونظ ار
لما يعانيه اإلقتصاد األثيوبي من تدهور ،يعطيها الحق في استثمار ثروتها المائية
لتطوير إقتصادها السيما في الجانب الزراعي حيث تروم الى استصالح ما يقارب 411
الف هكتار من األراضي عند الحدود مع جنوب السودان ،األمر الذي يتطلب اقامة
العديد من المشاريع المائية.
المبحث الثاني:
الموقف المصري من سد النهضة
مبدأ الحقو التاريخية
ظل الموقف المصري هو دائما التمسك بالحق التاريخي المكتسب الذي رتبته
اإلتفاقيات السابقة ،في مقابل عددا من دول الحوض التي رفضت االقرار بهذا الحق
التاريخي المكتسب ،إنطالقا من أن اإلتفاقيات قد تمت مع السلطات اإلستعمارية ،وبذا
فهي ال تلزم الدول اإلفريقية المستقلة ،وينبغي إعادة التفاوض مرة أخرى حول أنصبة
الدول في مياه النهر.
تعتبر مصر أكثر دول الحوض من اإلعتماد على مياه نهر النيل ،بنسبة تفوق
( )%81وقلة الموارد المائية االخري ،وأهم ما يؤثر على الموقف المصري أن جميع
دول النيل ما عدا السودان ترفض االعتراف بمبدأ التوارث الدولي ،وهذا الرفض يقابل
72
بتمسك مصر بالمعاهدات واإلتفاقيات التي تم توقيعها استنادا لقاعدة التوارث الدولي
()1
للمعاهدات.
تبنت مصر الخيار القانوني في تعاملها مع قضية المياه تجاه دول حوض النيل،
واعتمدت على اإلتفاقيات التي تحدد نصيبها من مياه النيل ،والتي تنص علي ضرورة
الوصول إلى إتفاق على أي مشروع بشأن تطوير النهر في أي من دول الحوض مثال
ذلك تشاور أثيوبيا مع دولتي السودان ومصر سنة 2886م قبل بناء ٍ
عدد من السدود
في أثيوبيا بتمويل من البنك الدولي ،وهو ما اعترضت عليه مصر لتتراجع أثيوبيا وتكرر
نفس الطلب سنة 1112م عندها حصلت على موافقة مصر بشأن تمويل بنك التنمية
اإلفريقي إلقامة 13مشروعا مائيا على النيل .ومع التسليم بأهمية الخيار القانوني إال
أن التطورات المتالحقة التي شهدتها الساحتان اإلقليمية والدولية قد أكدت أنه غير ٍ
كاف،
حيث تواجه االطراف والقوى المحفزة للتعاون مع دول حوض النيل بشكل أحادي أو
جماعي ،تباين مصالح الدول المتشاطئة على نهر النيل ،ما أصبح يمثل تحديا وعائقا
كبي اًر أمام دول الحوض ،مما يعني أن دول حوض النيل لم تعالج القضية حتى اآلن
بصورة مقبولة ،حيث تعتبر مصر قيام سد النهضة األثيوبي تهديدا ألمنها القومي.
الرؤية المصرية لسد النهضة
تبدي مصر موقفاً منزعجاً من سد النهضة ،حيث ترى القاهرة أن هذا المشروع،
سيقلص حصتها من مياه النيل ،مما يسبب في تخفيض الطاقة الكهرومائية المنتجة من
السد العالي ،فضالً عن تقليص المساحات الزراعية ،ووفق المتاح من المعلومات ،فإن
الهواجس والمخاوف التي تبديها السلطات المصرية حول بناء سد النهضة األثيوبي
يمكن تقسيمها إلى شقين أساسيين هما:
( )1عبدالعزيز خالد ،مياه النيل :حسابات األرض والسياسة ،مرجع سابق ،ص. 249 :
71
.2الشق الفني :وهو يتعلق ببنية وتصميم "سد النهضة"ومدى جودته ومالءمته مع
ظروف المنطقة المشيدة عليها ،مدعية ان إنهيار السد سيؤدي إلى آثار تدميرية
وخيمة على كل من مصر والسودان ،إذ يمكن لكمية المياه المتدفقة الناجمة من
إنهيار السد أن تصل إلى القاهرة وتغرقها خالل ثالثة أيام ،بعد أن تغرق مناطق
شاسعة من أثيوبيا والسودان ومصر.
.1الشق اآلخر من المخاوف ،فهو يتعلق بحجم المياه التي سيحجبها السد من
حصة مصر البالغة نحو 55.5مليار مكعب سنويا ،وهو بدوره يمكن تقسيمه
إلى جزءين ،أحدهما يتعلق بحجم المياه التي يتم حجبها خالل فترة ملء خزان
السد ،واآلخر بالفترة التي تلي عملية الملء ومن ثم التشغيل .
وحسب العديد من المصادر ،فإن الخالف المتصاعد بين مصر وأثيوبيا منصب
بشكل أساسي على مدى الفترة الزمنية المقررة لملء الخزان ،حيث ترغب أثيوبيا في
ملء خزان السد خالل 3سنوات فقط ،من أجل تسريع عملية إنتاج الكهرباء منه ،بينما
يرى الجانب المصري أن أقل مدى زمني لعملية ملء خزان السد يجب أن ال تقل عن
سبعة الي عشرة سنوات.
كما اشارت دراسات حكومية مصرية إلى أن كل نقصان في مياه النيل بمقدار
مليار متر مكعب يمكن أن يؤدي إلى فقدان 111ألف فدان من االراضي الزراعية،
ويؤثر على سبل معيشة مليون مواطن ،على اعتبار أن كل خمسة أشخاص في المتوسط
يعيشون في المحصول الناتج عن فدان واحد ،ووفقاً لهذه الدراسات ،فإن ملء خزان سد
النهضة خالل ستة سنوات ،سيؤدي إلى فقدان مصر ما يعادل ( )%21من االراضي
73
الزراعية ،وأنه كلما ازد عدد سنوات ملء الخزان ،قل األثر السلبي على حصة مصر
()1
من المياه ،وعلى قطاعها الزراعي والقطاعات األخرى المرتبطة به.
اإلستراتيجية المصرية تجاه سد النهضة
في ظل عدم وجود إطار قانوني واضح يتيح لألطراف المتنازعة فرصة لالحتكام
لمبادئ القانون الدولي ،يمكن أن نلخص اإلستراتيجية المصرية في إدارة ملف أزمة سد
النهضة فيما يلي:
.2االعتماد علي مبدأ الحقوق التاريخية لمصر.
.1ابدا رسمي لحسن النية تجاه السد كما بدا في التوقيع علي اإلتفاق اإلطاري في
الخرطوم في مارس.1125
.3االستنجاد بالمكون الدولي.
.4المبالغة في الخطر المتوقع من السد وتضخيم اآلثار السالبة علي مصر.
.5إستخدام االعالم بكثافة ومهاجمة الموقف األثيوبي علي المستوي غير الرسمي.
المبحث الثالث:
الموقف الدولي من سد النهضة
موقف البنك الدولي والممولون
يلعب البنك الدولي دو اًر مهماً في شأن عمليات تمويل المشروعات النهرية ومن
بينها بناء وتشييد السدود المائية ،اال أن السياسة التمويلية للبنك الدولي تقوم على أساس
وجوب االخطار المسبق من قبل الدولة صاحبة المشروع وذلك ألي مشروع مقام على
حوض نهر دولي ،حيث أن من أهم مبادئه عند تمويل عمليات بناء السدود المائية هو
عدم االضرار لباقي دول الحوض ،لذا على الدول الراغبة في اقامة مشروع مائي
( )1كريم أسعد ،سيناريوهات التدخل العسكري لحل أزمة سد النهضة ،موقع إضاءات اإللكتروني على اإلنترنت ،تاريخ النشر ديسمبر
2017م.
74
الحصول على موافقة الدول المتشاطئة وال يقبل تمويل مشروعات مائية ال تحظى بقبول
من جانب الدول المتشاطئة كما يرفض تمويل السدود الكبرى التي يترتب عليها ضرر
كبير( ،)1فضالً عن عدم جدواها اإلقتصادية كما أنها في الغالب تكون محل اثارة
للمشكالت السياسية مع الدول المتشاطئة ،لذا احجم البنك الدولي عن تمويل سد النهضة
وأعلن أنه لن يقدم اية مساعدات مالية أو فنية اال بعد موافقة الدول المتشاطئة على
النهر واتهم الخطة األثيوبية الخاصة بتوسع إنتاج الطاقة الكيربائية بانها غير واقعية،
()2
السيما التوسع في شبكات التوزيع.
الدعم الدولي واالقليمي ألثيوبيا :حاولت القاهرة في العام 1121م إستغالل ورقة
التمويل في ظل اعتراضها على مشروع السد وشرعيته ومن ثم لم تقدم اي دولة على
التمويل ،األمر الذي دفع رئيس وزراء أثيوبيا في حينها الى اتخاذ قرار تمويل السد ذاتياً
من خالل بيع السندات الى الشعب األثيوبي بحدود 3مليار دوالر لكن ذلك لم يمنع
العديد من الدول الى تقديم الدعم إلنشاء السد.
الصين :دخلت الصين كشريك أساسي في بناء السد منذ العام 1123م ،حين
وقعت شركة الطاقة الكهربائية األثيوبية مع شركة المعدات والتكنلوجيا المحدودة الصينية
إتفاقية القراض اديس ابابا ما يعادل مليار دوالر من اجل بناء مشروع خط نقل الطاقة
الكهربائية الخاص بالسد ،باإلضافة الى الخبرات البشرية التي تشارك بها الصين ،كما
قام بنك الصين الصناعي باقراض أثيوبيا 511مليون دوالر في العام 1121من اجل
()3
اعداد للسد في بدايته لتصبح اكبر دولة مشاركة في بناء السد.
( )1ابراهيم السيد احمد رمضان ،المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد النهضة ،مجلة السياسة الدولية ،المجلد ،25العدد،114
القاهرة ،1126 ،ص.11:
( )2محمد سلمان طايع ،مشروع سد النهضة األثيوبي من منظور هيدروبلوتيكي ،مجلة السياسة الدولية ،المجلد ،25العدد ،113القاهرة،
،1126ص.31:
( )3ممولو مشروع سد النهضة األثيوبي ،منشور علي الموقع .1125 ،http://www.velogate.com/2861361
75
ايطاليا :تعد احد المساهمين بالمشروع من خالل شركة ساليني المتخصصة بتشييد
()1
السدود والتي تقوم ببناءه منذ العام 1122م.
فرنسا :حيث تقوم الشركة الفرنسية الستوم بتوريد توربينات الطاقة بقيمة 2,6مليار
()2
دوالر.
تركيا وقطر :يقومان بتمويل السد من خالل تمويل مشروع استثماري زراعي ضخم
مليون ومئتان الف فدان في منطقة السد وان تسديد الدفعة األولى من التمويل ساهم في
()3
زيادة وتيرة العمل في بناء السد ،اضافة الى مشاريع اخرى لتطوير السكة الحديد.
السعودية :جاء التمويل من خالل رجل االعمال السعودي محمد العامودي بتبرعه
بي 66مليون دوالر ضمن المبادرة التي أعلنتها أثيوبيا لتمويل السد ذاتياً باعتباره اثيوبي
أمد اثنين من مصانع اإلسمنت المملوكة للعامودي في أثيوبيا،
المولد ألب سعودي ،و ّ
بينهما مصنع “ميدروك” ،شركة ساليني اإليطالية ،بكافة الكميات المستخدمة في عمليات
بناء السد ،بينما تم توقيع عقود مع شركات وسيطة مملوكة له لتقديم الخدمات اللوجستية
للمشروع ،ويتجاوز حجم االستثمارات السعودية الحالية في أثيوبيا 5.1مليارات دوالر،
()4
تستحوذ االستثمارات الزراعية نسبة 31في المائة منها.
اإلمارات :تعهدت مؤخ ار بتقديم ٣مليارات دوالر من المعونة إلى أثيوبيا وساعدت
ٍّ
متلق آخر للمال اإلماراتي .وتكهن البعض بأن في التوسط بينها وبين إريتريا ،وهي
اإلمارات العربية المتحدة قد تستخدم هذا النفوذ المكتسب حديثا لدى أثيوبيا للتأكد من
يجنب مصر التي تربطها
أن سد النهضة سوف يتم ملؤه ببطء ،وهذا من شأنه أن ّ
76
عالقات جيدة مع االمارات التعرض إلى نقص في إمدادات المياه على المدى
()1
القصير.
الدول االفريقية :موقف بعض الدول االفريقية المتشاطئة على نهر النيل واضح
بعد انضمامها لإلتفاقية اإلطارية بعينتيبي وقبول مشروع السد ومساندته للفائدة المستقبلية
التي ستعود عليهم خصوصاً فيما يتعلق باالستفادة من مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية
()2
التي تنوي أثيوبيا بيعها.
التعاون األثيوبي األمريكي
حظيت منطقتي القرن االفريقي وحوض النيل باهتمام امريكي متزايد يفوق ما
عداها من مناطق القارة االفريقية االخرى ،اذ تمثل المنطقتان حلقة مهمة في إستراتيجية
الواليات المتحدة األمريكية تجاه القارة االفريقية ،وتتضح هذه األهمية عندما اطلقت
أمريكا في التسعينيات من القرن الماضي اسم القرن االفريقي الكبير لتجمع بين
المنطقتين ،وقد وجدت الواليات المتحدة في أثيوبيا االرضية الخصبة لتحقيق مصالحها
وأحد األهداف اإلستراتيجية المهمة لها ،كونها تشكل مصد اًر مهماً من مصادر تغذية
مياه النيل ،ولما كان السودان ومصر التي تعتمد على مياه النيل بنسبة تفوق ()%81
لذا فإن أثيوبيا أصبحت ورقة ضغط جيوبولتيكية تهدد هاتين الدولتين ،وذلك من خالل
رفضها لإلتفاقيات المبرمة بين دول حوض النيل ،وتوسعها في إنشاء السدود على روافد
النيل االزرق ،ورفض التعاون والتنسيق مع السودان ومصر وعدم السماح باجراء اية
()3
رقابة هيدرومترولوجية على روافد النيل.
77
بدأ الدعم األمريكي لممشاريع المائية األثيوبية منذ ستينيات القرن العشرين من
خالل ما قام به المكتب األمريكي الستصالح االراضي الزراعية بوضع دراسة موسعة
الستصالح 411الف هكتار من االراضي الزراعية عند الحدود السودانية األثيوبية،
والتي في حال تنفيذها تؤدي الى خفض تدفقات مياه النيل الى السودان ومصر بنحو(5
كمااقترحت الدراسة إنشاء 33سد وخزان على النيل االزرق، ()1
مليار متر مكعب)،
يمكن أن توفر المياه الغراض الري وتوليد الطاقة الكهرومائية ،وكان من بينها سد
()2
النهضة.
التعاون األثيوبي االسرائيلي
من أهم االستراتيجيات االسرائيلية السيطرة على مصادر المياه العربية بهدف
التوسع وجلب المستوطنين الجدد ،وترى أنها في حاجة مستمرة الى زيادة مواردها المائية
لري المزيد من االراضي الزراعية لتغطية حاجة السكان المتزايدة بسبب زيادة اعداد
المهاجرين وتحقيق الرفاهية لهم ،واخذت تطمع الى الحصول على المياه من النيل ،لذا
اتجهت لتأمين حاجاتها المائية من خالل التنسيق مع دول تتمتع بموارد مائية كبيرة
()3
وتمتلك مصادر المياه.
ترتبط اسرائيل بعالقات وطيدة وفريدة مع أثيوبيا السيما وانها تولي اهتماماً كبي اًر
بأن ال يكون البحر االحمر بح اًر عربياً فقط لذا فهي تساعد أثيوبيا بكل الوسائل الممكنة،
ومساهمة اسرائيل في بناء السدود على منابع النيل تعد احد الطرق للتعاون مع أثيوبيا
لتهجير اعداد كبيرة من اليهود األثيوبيين الفالشا الى اسرائيل ،ويظهر التعاون األثيوبي
( )1محمد احمد السامرائي ،مشكلة المياه في الشرق االوسط ،مرجع سابق ،ص.164
( )2عباس محمد شراقي ،سد النهضة و تاثيره علي مصر ،ندوة مستقبل عالقات مصر بدول حوض النيل ما بعد ثورة 15يناير ،1122
القاهرة ،1122ص.4:
( )3محمد عادل عثمان ،تقرير "العالقات المائية بين اسرائيل و أثيوبيا األهداف و المياه في الفكر االستراتيجي الصهيوني" ،منشور علي
موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية االلكتروني ،قسم الدراسات السودانية و حوض وادي النيل
= ،http://www.dmocraticac.de/?authorالقاهرة.1126 ،
78
االسرائيلي في الجانب المائي بعدة اشكال منها :تنمية مواردها المائية وتقديم مساعدات
تقنية إلستغالل مياه النيل من خالل متابعة الخبراء االسرائليين لعمليات المسح
الجيولوجي للهضبة األثيوبية التي تم اختيارها إلنشاء العديد من السدود ( ،)1تقوم اسرائيل
بالتعاون مع أثيوبيا وفق استراتيجيات واضحة بغرض تنفيذ المشاريع المائية على منابع
النيل قامت اسرائيل بالتنسيق مع أثيوبيا وباإلتفاق مع زعيم الحركة االنفصالية في جنوب
السودان على ايقاف العمل في قناة جونقلي على النيل االبيض وقد تكفلت اسرائيل في
حينها بتقديم العون العسكري والمالي للحركة االنفصالية لتمرير المخطط اسرائيلي
()2
األثيوبي حول المياه.
تحاول اسرائيل من خالل تعاونها مع أثيوبيا الى تنفيذ المشاريع المائية التي سبق
وأعلنت أثيوبيا عن عزمها على تنفيذها ويصل عددها الى 41مشروع تشمل 36سد
على النيل االزرق الستصالح 411الف هكتار من االراضي الزراعية وانتاج 36مليار
كيلووات من الطاقة الكهربائية ،ومن أهم هذه المشاريع السد التخزيني على نهر فشقا
احد روافد النيل االزرق بسعة 15مليار متر مكعب من المياه ،وتتوسع أثيوبيا بهذا
المشروع بإقامة خزانين على النهر نفسه بمساعدة اسرائيل مباشرة ،وقد حاولت اسرائيل
التدخل لدى البنك الدولي لتمويل هذا المشروع على أن يتولى الخبراء االسرائيليون وضع
الدارسات الفنية واالشراف على التنفيذ اال أن البنك الدولي رفض المشروع بسبب تكلفته
العالية بالنسبة إلمكانات أثيوبيا اإلقتصادية ،فتحولت أثيوبيا الى البنك االفريقي للتنمية
الذي وافق مشترطاً موافقة السودان ومصر ،كما قامت اسرائيل ببناء سد على احد فروع
النيل االزرق الذي يمد النيل بحوالي % 15من المياه لحجز نصف مليار متر مكعب
( )1وعدالله حسين ياسين الحمداني ،نهر النيل و تاثيره علي االمن القومي العربي ،المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،1124 ،الطبعة
األولي ،ص.265 :
( )2محمد احمد السامرائي ،مشكلة المياه في الشرق االوسط ،مرجع سابق ،ص.144:
79
مقابل قيام أثيوبيا بتقديم تسهيالت إلسرائيل في جزيرة دهلك وفاتيما إلقامة قواعد عسكرية
()1
فيها.
وقعت اسرائيل إتفاقاً مع أثيوبيا يتعلق بتوزيع الكهرباء التي سيتم انتاجها من سد
النهضة ،وقد بدأت بإنشاء خط لنقل الكهرباء الى كينيا وخط اخر الى جنوب السودان(،)2
وال شك أن عقود توزيع الكهرباء تظهر أن اسرائيل جزء أساسي من عمليات وسياسات
التشغيل بالسد.
اتخذ التنسيق االسرائيلي األثيوبي شكالً جديداً في عهد منجستو هايالماريم حيث
امتدت اخطاره الى جنوب السودان حيث يشكل حوض بحر الجبل الشريان الرئيس
الثاني لنهر النيل ،وهذا يشكل خط اًر على السودان ومصر ففي الوقت الذي تسعى فيه
أثيوبيا إلى السيطرة الكاملة على النيل االزرق ،تلجأ الدولة المنفصلة الجديدة جنوب
()3
السودان للسيطرة على الشريان االخر لنهر النيل االبيض.
لقد أثار إعالن أثيوبيا مباشرتها ببناء سد النهضة في العام 1122و ،مباشرة
تشييد السد على النيل االزرق أزمة بين دول حوض النيل الشرقي ،السيما وأن أثيوبيا
استغلت االوضاع السياسية المرتبكة في كل من السودان ومصر لتنشئ السد ضمن
مواصفات تختلف عن تلك التي كانت تتفاوض حولها مع كال الدولتين ،حيث كان من
المقرر أن تنشأ السد بطاقة تخزينية ( 24إلى 26مليار متر مكعب) حسب دراسة
المعهد األمريكي لتشييده االن لتخزين ( 14مليار متر مكعب) ،ورغم عن رفض البنك
الدولي تمويل المشروع لتكاليفه العالية التي ال تتناسب مع الواقع اإلقتصادي األثيوبي،
( )1سمير ابراهيم محمد ،السياسة الخارجية االسرائلية تجاه منطقة القرن االفريقي ( ،) 1112 - 2881رسالة ماجستير ،جامعة القاهرة،
كلية اإلقتصاد و العلوم السياسية ،1116 ،ص.51-55 :
( )2نهال احمد السيد ،تقرير"البعد المائي في العالقات األثيوبية االسرائيلية" ،منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات
اإلستراتيجية االلكتروني.1126 ،http://www.democraticac.de/?p= 53665
( )3المصدر السابق.
81
اال أن أثيوبيا تعتمد في تمويل السد ذاتيا من خالل بيع السندات الى الشعب األثيوبي
بحدود ( 3مليار دوالر) لكن ذلك لم يمنع العديد من الدول الى تقديم الدعم إلنشاء السد
سواء كان ذلك بالمساعدات المباشرة أو غير المباشرة ،،ومن أكثر الدول الداعمة
للمشاريع المائية األثيوبية هي أمريكا واسرائيل والصين ومن الواضح أن أثيوبيا قد
تجاوزت ازمت التمويل التي راهنت عليها مصر في افشال أو تجميد المشروع مما يضيق
من خيارات التعامل لكل من السودان ومصر مع اإلصرار األثيوبي الكمال وتشغيل
السد.
82
الفصل الرابع
السودان وسد النهضة األثيوبي
المبحث األول:
موقف السودان من سدود نهر النيل وروافده
يرتكز الموقف السوداني من سدود نهر النيل وروافده علي الحفاظ علي حقوقه
المكتسبة ،واحترام إتفاقيات نهر النيل كما أوضحنا في الفصل الثاني من البحث ،واحترام
مبادئ القانون الدولي حول المياه والتي تمت االشارة اليها ونلخص منها:
.2قاعدة المساواة بين دول النهر الشريكة أمام القانون وحق كل منها في إستغالل
مياه النهر المارة في أراضيها بمطلق الحرية ،لكن هذه المساواة ال تعني المساواة
الحقيقية فيما تتمتع به كل دولة ،إنما يعني أن كل دولة تملك بالتساوي األهلية
القانونية الكتساب الحقوق ،ولذا فإن كل دولة تنظم وتستغل الجزء الذي يقع
داخل حدودها الدولية.
.1قاعدة التقسيم العادل والمنصف إلستخدامات المياه المشتركة.
.3قاعدة حماية الحقوق التاريخية المكتسبة من المياه بموجب اإلتفاقيات الثنائية
أو الجماعية التي حددتها القوانين.
.4قاعدة إلتزام دول النهر بإحترام الحق المكتسب لكل دولة سابقا وعدم إقامة
السدود أو تشييد مشاريع هندسية أو أي قدر من اإلستغالل يعمل على المساس
()1
بالحقوق المكتسبة.
( )1هاني نبيل صبحي شراب ،األمن المائي العربي :نهر النيل نموذجا ،رسالة ماجستير ،جامعة األزهر ،كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية،
غزة ، 2015،ص.64-62 :
81
.5قاعدة األخطار المسبق والتشاور عند تنفيذ مشروعات خاصة بالنهر الدولي
المشترك ،بحيث يصبح على كل دولة لدى إستغاللها للجزء الواقع داخل حدودها
وتتأثر به الدول األخرى المتشاطئة معها إلزامية إخطارها والتشاور معها.
.6قاعدة الوحدة المتكاملة ،فكل نظام لألنهار والبحيرات ينتمي لحوض صرف
واحد يجب معاملته كوحدة متكاملة وليس كأجزاء منفصلة.
.1قاعدة تقديم التعويضات من طرف الدولة التي قامت بتشييد مشروعات مائية
على النهر التي نتج عنها اإلضرار بالدول األخرى المتشاطئة معها في النهر.
.6قا عدة اللجوء إلى المفاوضات كطريقة لفض النزاعات بين الدول النهرية في
()1
حالة نشوبها.
على ضوء هــذه المرتكزات يتلخص الموقف السودانى فى النق ــاط التاليــة(:)2
.2الحفاظ علي الحقوق المكتسبة.
.1عــدم إعتراض السودان على إستفادة باقي دول حوض النيل من مواردها من مياه
النيل.
.3تكون اإلستفادة الواردة فى الفقرة أعاله ال تسبب األضرار بحقوق باقي دول
حوض النيل فى إستخدام مياه النيل .
.4حكومة وشعب السودان يعمالن على اإلستفادة من نصيب السودان من المياه
لصالح التنمية واإلستقرار دون اإلضرار بالدول األخر.
.5يرى الســودان أن موارده المائية إضافة إلى األراضى الخصبة الشاسعة التى
يملكها هى لصالح األمن الغذائي لدول الحوض .
( )1تسعديت شرمالي ،المياه وتأثيرها على العالقات الدولية :دول حوض النيل نموذجا ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق،
الجزائر ،1124 ،ص.54 :
( )2مننشور علي موقع و ازرة الخارجية السودانية
https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id=2&sub_id=18&id=39
83
المبحث الثاني:
تطور مسار مفاوضات سد النهضة مايو – 1122مارس 1111
فى مايو ،1122أعلنت أثيوبيا أنها سوف تتقاسم مخططات السد مع مصر لدراسة
مدى تأثيره على دولتى المصب السودان ومصر ،وفى الفترة من أغسطس حتى نوفمبر
من العام نفسه تم تنظيم زيارات متبادلة لمسؤولي الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا،
وتم اإلتفاق على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار السد.
في مايو 1121بدأت اللجنة أعمالها وتكونت من 21خبراء ،سودانيين ومصريين
وإثيوبيين واربعة خبراء دوليين محايدين ،وكانت مهمتها فحص ومراجعة الدراسات
األثيوبية لتقييم اآلثار المترتبة على بناء السد ومدى مراعاتها للمواصفات العالمية وتأثير
السد على السودان ومصر.
فى 32مارس ،1123أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرها بضرورة إجراء
دراسات تقييم آلثار السد على السودان ومصر ،وفي مايو 1123إنتهت اللجنة من
عملها وخلصت بعدما رأت بدء بناء السد إلى عدة توصيات مهمة وعاجلة للغاية بإجراء
دراسات هندسية :تتعلق بارتفاع السد وسعة تخزينه وأمان السد ،ودراسات مائية تتعلق
بمؤامة السد مع المياه التي يقف أمامها ونسب التسرب ،ودراسات بيئية ودراسات
إقتصادية وإجتماعية وتأثير ذلك على الدول المحيطة بالسد ،وقدمت اللجنة تقريرها
للدول الثالث .فى نوفمبر 1123بدأت المفاوضات الفنية بين وزراء المياه من الدول
الثالث لإلتفاق على آلية تنفيذ توصيات تقرير لجنة الخبراء الدوليين اال أنه فشلت
المفاوضات وتوقفت فى نهاية 1123وحتى 1124بسبب رفض مصر تشكيل لجنة
المفاوضات. من واالنسحاب أجانب خبراء دون فنية
في يونيو 1124في قمة االتحاد األفريقي ،التي عقدت في عاصمة غينيا االستوائية
84
"ماالبو" ،طالبت مصر باستئناف المفاوضات مرة أخرى ،وفي أغسطس 1124تم
خبير من الدول الثالث "مصر والسودان
استئناف المفاوضات وتشكيل لجنة من ً 21ا
وأثيوبيا" بواقع 4خبراء من كل دولة ،لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية المشكلة في 1121
وبحث آلية القيام بالدراسات الفنية للسد من خالل مكتب استشاري عالمي .في سبتمبر
ُ 1124عقد اإلجتماع األول للجنة الثالثية للتباحث حول صياغة الشروط المرجعية
للجنة الفنية وقواعدها اإلجرائية ،واإلتفاق على دورية عقد اإلجتماعات ،وفي أكتوبر من
نفس العام اتفقت الدول الثالث على اختيار المكتبين االستشاريين الهولندي "دلتا رس"
والمكتب الفرنسي "بي آر إل" ،لعمل الدراسات المطلوبة للسد وتم االستعانة بمكتب
"كوربت" اإلنجليزى فى المسائل القانونية.
في مارس 1125وقع الرئيس المصري ونظيره السوداني ورئيس وزراء أثيوبيا
حينها في العاصمة السودانية الخرطوم وثيقة "إعالن مبادئ سد النهضة" ،وتضمنت
الوثيقة 21مبادئ أساسية ،تتسق مع القواعد العامة لمبادئ القانون الدولي الحاكمة
للتعامل مع األنهار الدولية ،وتم النص في الوثيقة أن تقوم المكاتب االستشارية بإعداد
شهر ،ويتم اإلتفاق بعد إنتهاء
دراسة فنية عن سد النهضة في مدة ال تزيد عن ً 22ا
الدراسات على كيفية إنجاز سد النهضة وتشغيله دون اإلضرار بدولتي المصب السودان
ومصر ،وفي سبتمبر 1125إنسحب المكتب الهولندي من إجراء الدراسات الفنية لسد
النهضة األثيوبي مع المكتب الفرنسي وقال مراقبون حينها إن المكتب الهولندي اشتكى
من عدم وجود ضمانات إلجراء الدراسات في حيادية ،فى ديسمبر 1125وقع وزراء
خارجية السودان ومصر وأثيوبيا على وثيقة الخرطوم ،التي تضمنت التأكيد على إتفاق
إعالن المبادئ الموقع من قيادات الدول الثالث ،وتضمن ذلك تكليف مكتبين فرنسيين
بتنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع باختيار مكتب "آرتيليا" الفرنسى بديالً عن
"دلتارس" وتم تكليف المكتب الفرنسي "أرتيليا" للقيام بتنفيذ الدراسات بنسبة %31مع
85
مكتب "بى.أر.أل" الذى يستحوذ على نسبة %11من الدراسات وتحديد مدة زمنية لتنفيذ
الدراسات في مدة تتراوح ما بين 6أشهر إلى عام.
في مايو 1126وزير اإلعالم واالتصاالت األثيوبي يعلن في حوار أجرته معه
صحيفة "الشرق األوسط" اللندنية ،أن حكومة بالده توشك على إكمال %11من بناء
"سد النهضة" ،وأن ما تم إنجازه يتضمن األعمال اإلنشائية والهندسة المدنية ،وتركيب
التوربينات وعمليات هندسة المياه ،وفي سبتمبر 1126وقع رؤساء وفود السودان
ومصر وأثيوبيا ،عقود المكاتب االستشارية المنفذة للدراسات الفنية ،التي تحدد آثار السد
على دولتي المصب السودان ومصر وتضع قواعد الملء األول للخزان.
في مايو 1121تم االنتهاء من التقرير المبدئي حول سد النهضة ،واندلع خالف
بين الدول الثالث على التقرير ،وفي سبتمبر 1121اللجنة الفنية المشتركة بين الدول
الثالث تبحث التقرير االستهاللي في مدينة "عطبرة" السودانية ،واستمرار الخالف حول
بنود ذكرها التقرير ،واعرب كل من السودان ومصر عن قلقهما البالغ من عدم حسم
نقاط الخالف في التقرير االستهاللي للمكتب االستشاري ،وفي أكتوبر 1121عادت
مفاوضات سد النهضة في أديس أبابا ،علي أثر ذلك في 22و 21نوفمبر 1121
إنعقدت جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة رفض فيها السودان
وأثيوبيا التقرير المبدئي ،وأعلنت الحكومة المصرية أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ "حقوق
مصر المائية" .في ديسمبر 1121تقدمت مصر بمقترح مشاركة البنك الدولي في
أعمال اللجنة الثالثية ،التي تبحث في تأثير إنشاء سد النهضة األثيوبي على دولتي
المصب ،مصر والسودان.
في يناير 1126أعلنت أثيوبيا رفضها مقترح مصر لتحكيم البنك الدولي في
النزاع على سد النهضة ،وفي 23مارس 1126أعلن السفير السوداني لدى القاهرة
حينها عن توجيه الخرطوم دعوة رسمية ،لعقد إجتماع ثالثي لوزراء الخارجية والري
86
ومديري أجهزة المخابرات في السودان وأثيوبيا ومصر ،بشأن سد النهضة ،في يومي 4
و 5أبريل من نفس العام بالخرطوم ،وفي 6أبريل 1126بعد اإلجتماعات التي استمرت
نحو 26ساعة ،أعلن وزير الخارجية السوداني حينها عدم الوصول إلى إتفاق في تلك
الجولة من المفاوضات ،وفي سبتمبر 1126وزراء الري من البلدان الثالثة يعقدون
إجتماعا للجنة الفنية ،بخصوص سد النهصة في أديس أبابا ،ويعلنون عدم التوصل
لنتائج جديدة وإرجاء المفاوضات إلى وقت الحق.
في فبراير 1128قادة الدول الثالث يلتقون على هامش القمة اإلفريقية ،المقامة
في العاصمة األثيوبية أديس أبابا ويعلنون إنهم توافقوا على عدم اإلضرار بمصالح
شعوبهم ،كأساس تنطلق منه المفاوضات ،وفي أغسطس 1128تقدمت مصر برؤيتها
بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة ،في سبتمبر 1128استضافت العاصمة المصرية
القاهرة يومي 25و 26سبتمبر جولة جديدة من المفاوضات بين زراء ري الدول الثالث
أعلنت الحقاً و ازرة الري المصرية تعثر الجولة والفشل في الوصول إلى إتفاق لـ"عدم
تطرق اإلجتماع للجوانب الفنية" ،وفي 31سبتمبر 1128استضافت العاصمة السودانية
الخرطوم إجتماعات اللجنة الفنية الثالثية لدول السودان ومصر وأثيوبيا حول سد النهضة
وقال رئيس الجهاز الفني للموارد المائية السوداني المهندس خضر السيد أن اإلجتماعات
ستناقش المقترحات السودانية والمصرية واألثيوبية حول ملء بحيرة السد ،وشدد على
أن السودان يأخذ بعين االعتبار مصالح كافة األطراف ،ويسعى إلى حلول توافقية
مرضية من دون اإلضرار بمصالح أي طرف ،في 5أكتوبر 1128ورغماً عن عدم
صدور بيان ختامي عقب جولة المفاوضات اال أن وزير الري السوداني بروفيسور ياسر
عباس صرح أن أثيوبيا اقترحت ما بين 4إلى 1سنوات لملء سد النهضة ،كما اكد
أن اإلجتماع ات حققت من وجهة نظر السودان نجاحات كبيرة في القضايا الفنية ،وأن
هناك بعض االختالفات في األرقام والحد األدني للتصرف المسموح به للمياه ،والموسم
87
والشهور التي يتم فيها ملء السد ،فيما رفضت أثيوبيا مقترحا قدمته مصر بشأن عملية
ملء خزان السد ،وقال وزير الري األثيوبي ،في تصريح إن بالده رفضت االقتراح ألنه
ينتهك اإلتفاقية الموقعة بين الدول الثالث حول اإلستخدام العادل والمعقول لمياه نهر
النيل ،ردا علي مقترح مصر ينص على ملء السد خالل 1سنوات مع اإلبقاء على
مستوى المياه في السد العالي المصري عند 265مت ار فوق سطح األرض ،على أن
تقدم أثيوبيا 41مليار متر مكعب سنويا من المياه إليها" ،إثر ذلك مصر تعلن أن
األمور وصلت إلى "طريق مسدود" ،مطالبة بوسيط دولي ،وسط نفي ورفض إثيوبيين،
في 11أكتوبر 1128وبعد ساعات قليلة من تصريحات أدلى بها رئيس وزراء أثيوبيا،
وأشار فيها إلى احتمال نشوب حرب بين بالده ومصر بسبب سد النهضة ،تقدمت
الحكومة األمريكية بدعوة للدول الثالث للتفاوض في واشنطون ،عقب ذلك أعلن السودان
موافقته ومشاركة كل من وزيري الري والخارجية في إجتماع واشنطن ،فيما قالت مصر
أنها قبلت دعوة أمريكية إلجتماع في واشنطن لبحث مشروع سد النهضة ،واعترضت
أثيوبيا غير أنها أعلنت الحقا علي لسان وزير خارجيتها مشاركتها في اإلجتماع ،في 6
نوفمبر 1128استضافت واشنطن األطراف الثالثة ،بوجود وزير الخزانة األمريكية،
ورئيس البنك الدولي للمرة األولي ،وصدر بيان مشترك جاء فيه أنه "تقرر عقد أربعة
إجتماعات عاجله للدول الثالث ،على مستوى وزراء الموارد المائية وبمشاركة ممثلي
الواليات المتحدة والبنك الدولي ،تنتهي بالتوصل إلى إتفاق حول ملء وتشغيل سد
النهضة بحلول منتصف يناير ،1111في15و 26نوفمبر 1128في العاصمة
األثيوبية اديس ابابا إنعقدت الجولة األولى من اإلجتماعات المشار إليها ،بحضور
ممثلين عن و ازرة الخزانة األمريكية والبنك الدولي في أديس أبابا ،واتفقت االطراف علي
"استمرار المفاوضات والمناقشات الفنية حول آليات تشغيل وملء السد ،خالل اإلجتماع
الثاني للجان الفنية" ،وعقب إنتهاء جولة التفاوض أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس
88
أنه تم التوافق على سبع سنوات كفترة لملء خزان سد النهضة ،فيما لم يشر الوزير
المصري إلى هذه المعلومة ،وطالب الوزير األثيوبي بالسرية وعدم اإلعالن عن اية
نتائج ،في 2و 3ديسمبر 1128إنعقاد الجولة الثانية من تلك اإلجتماعات بالقاهرة،
قالت في ختامها و ازرة الري السوانية في بيان لها ،إن وزير الري السوداني ،قدم مقترحات
بشأن الملء األولى والتشغيل السنوي لسد النهضة ،وأشار بيان و ازرة الري السودانية،
أن الوزراء الثالثة أكدوا على تقارب وجهات النظر بشأن ملء السد خالل السنوات
المطيرة ،مع أخذ االحتياطيات الالزمة من كل دولة للتعامل مع تعاقب السنوات الجافة
قليلة االيراد ،فيما أصدرت و ازرة الري المصرية ،بيانا في ختام اإلجتماعات قالت فيه
إنه تم استكمال مناقشات مخرجات إجتماع أديس أبابا ،في إطار محاولة تقريب وجهات
النظر بين الدول الثالث؛ للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة،
فيما صرح الجانب األثيوبي أن جوالت التفاوض هذه ال تستهدف بحث مشروعية إنشاء
السد وتقتصر علي الجوانب الفنية فقط ،في 21و 11ديسمبر 1128إنعقدت الجولة
الثالثة من المشاورات والمناقشات الفنية حول كافة المسائل الخالفية في الخرطوم ،وقال
وزير الري السوداني إنه تم تسجيل "تقدم" في المفاوضات حول ملف سد النهضة ،لكن
دون التوصل إلى إتفاق ،من ناحيته عبر وزير الري المصري ،عن أمله في التوصل
لتفاهمات بشأن عملية تعبئة حوض سد النهضة ،وقال "مستعدون للتفاوض بشكل
صادق لحل الخالفات فيما بيننا" ،وأضاف الوزير المصري "حددنا نقاط الخالف فيما
تقدما في هذه المفاوضات" ،فيما أعلن وزير الري األثيوبي في
بيننا ونأمل أن نحقق ً
جلسات التفاوض ،إن المرحلة األولى من تعبئة بحيرة سد النهضة ستبدأ في يوليو من
العام.1111
في 6و 8يناير 1111إنعقد اإلجتماع الرابع لوزراء الموارد المائية والوفود الفنية
من الدول الثالث ،بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا ،وبمشاركة البنك الدولي وو ازرة الخزانة
89
األمريكية ،وأعلنت الدول الثالث إنه إنتهى دون إتفاق ،وفي 13و 24و 25يناير 1111
استضافت واشنطن وفود الدول الثالث ،لتقييم نتائج اإلجتماعات األربعة السابقة،
وخرجت المفاوضات بتوافق مبدئي على إعداد خارطة طريق ،تتضمن 6بنود أهمها
تنظيم ملء السد خالل فترات الجفاف والجفاف الممتد.
في 28يناير 1111استضافت واشنطن وفود الدول الثالث مجددا ،بحضور
ممثلين عن و ازرة الخزانة األمريكية والبنك الدولي ،في محاولة لحل األزمة ،وفي ختام
اإلجتماع أصدرت الدول الثالث بيانا أكدت فيه أنها توصلت إلتفاق مبدئي بشأن سد
النهضة الذي تقيمه أديس أبابا ،وتقاسم مياه نهر النيل األزرق الذي يقام عليه السد،
وطلب الوزراء من الفرق الفنية والقانونية إعداد اإلتفاق النهائي من أجل التوقيع أواخر
فبراير ،1111كما أشار البيان إلى توصل الوزراء إلى إتفاق حول جدول يتضمن خطة
ملء سد النهضة على مراحل ،واآللية التي تتضمن اإلجراءات ذات الصلة بالتعامل مع
حاالت الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء ،واآللية التي تتضمن
اإلجراءات الخاصة بالتعامل مع حاالت الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة
أثناء التشغيل ،وفيما وقعت مصر منفردة على اإلتفاق لم يوقع السودان وأثيوبيا علي
أساس أنه إتفاق مبدئ .
في 21و 23فبراير 1111إنعقدت بالعاصمة األمريكية واشنطن جولة جديدة
من مفاوضات سد النهضة بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا ،في
حضور ممثلين عن البنك الدولي والواليات المتحدة برعاية وزير الخزانة األميركي ستيفن
منوشن ،أعلنت في ختامها و ازرة الري والموارد المائية السودانية إن وزراء الخارجية والري
في السودان ومصر وأثيوبيا ،استعرضوا "التقدم الذي أحرزته الفرق الفنية والقانونية ،كما
واصلوا نقاشهم حول المسائل المتبقية الضرورية إلعداد إتفاق نهائي" ،وأضافت أن
الوزراء أكدوا أهمية التعاون عبر الحدود في تنمية حوض النيل األزرق بغية تحسين
91
حياة الشعوب في مصر وأثيوبيا والسودان ،وأنهم "تعهدوا على التوصل إلى إتفاق"،
و َّنوهت إلى أن الواليات المتحدة ،وبدعم فني من البنك الدولي" ،وافقت على تيسير إعداد
اإلتفاق النهائي لدراسته بواسطة الوزراء ورؤساء الدول بغية االنتهاء منه بنهاية هذا
الشهر".
في الجانب المصري ،قالت و ازرة الخارجية المصرية في بيان لها إن الجانب
األمريكي أعلن "أنه سيقوم بالمشاركة مع البنك الدولي ببلورة اإلتفاق في صورته النهائية
وعرضه على الدول الثالث في غضون األيام القليلة المقبلة ،وذلك لالنتهاء من اإلتفاق
وتوقيعه قبل نهاية شهر فبراير الجاري" ،ونوه البيان المصري إلى أن اإلتفاق النهائي
سيتضمن "آلية ملزمة لتسوية أية نزاعات" يمكن أن تنشأ حول تفسير بنود هذا اإلتفاق
السد على المدى الطويل".
أو تطبيقها" ،فضال عن إطار لعملية "تشغيل ّ
من جانبها أعلن مسؤولون إثيوبيون ،أن المفاوضات التي جرت في واشنطن إنتهت
دون التوصل إلتفاق نهائي للنزاع المستمر مع مصر منذ فترة طويلة على خلفية مشروع
سد النهضة على نهر النيل ،وقال السفير األثيوبي لدى الواليات المتحدة فيتسوم أريغا
عقب نهاية جولة التفاوض :أن محادثات هذا األسبوع "انتهت دون إتفاق نهائي" ،بدوره،
تقدم فيها ،لكن هناك حاجة
أشار وزير المياه األثيوبي سيليشي بيكيلي إلى أنه تم تحقيق ّ
لـ"مزيد من العمل" من أجل التوصل إلى إتفاق بحلول المهلة النهائية نهاية فبراير ،1111
وأفاد أن و ازرتي المياه والخارجية األثيوبيتين "ستجريان مشاورات وطنية خالل األسبوع
المقبل لتحقيق توافق على النتائج وطريقة المضي قدما" ،كذلك ذكرت وكالة "فانا"
خزان
تطرقت إلى نقاط عالقة تشمل تعبئة ّ
األثيوبية الرسمية للبث أن المحادثات األخيرة ّ
مكعب من المياه.
السد القادر على استيعاب 14متر ّ
وأكدت و ازرة الخزانة األميركية في بيان لها أن الوزراء المشاركين في محادثات
يومي 21و 23فبراير 1111التي إنعقدت بالعاصمة األمريكية واشنطن "واصلوا
92
نقاشاتهم بشأن المسائل المتبقية الضرورية للتوصل إلى إتفاق نهائي" و"شددوا على
أهمية التعاون عبر الحدود" .الوسيط االمريكي وعبر وزير الخزانة األميركي ستيفن
صرح أن "الواليات المتحدة ،بدعم تقني من البنك الدولي ،وافقت على تسهيل
منوتشين ّ
التحضيرات إلتفاق نهائي يتم النظر فيه من قبل الوزراء وقادة الدول ليتم وضعه بشكل
نهائي بحلول نهاية الشهر".
في ،1111/1/16أعلنت أثيوبيا إنسحابها من المشاركة في اإلجتماع الثالثي
بشأن سد النهضة المقرر عقده في العاصمة األمريكية واشنطن في الفترة من 16-11
فبراير ،1111ونقلت وكالة األنباء الرسمية عن و ازرة المياه والري والطاقة األثيوبية،
في بيان لها "إن فريق التفاوض األثيوبي لن يشارك في اإلجتماع ألنه لم يكمل بعد
التشاور مع أصحاب المصلحة داخل البالد".
وعلى الجهة المقابلة ،قال المستشار أحمد حافظ ،المتحدث الرسمي باسم و ازرة
إن القاهرة "ملتزمة بالمسار التفاوضي الذي ترعاه الواليات المتحدة
الخارجية المصريةّ ،
والبنك الدولي ،خصوصاً أن الهدف من اإلجتماع الراهن بواشنطن وفق ما سبق واتفقت
عليه الدول الثالث هو وضع اللمسات األخيرة إلتفاق ملء وتشغيل سد النهضة".
وأكد حافظ ،أن وزيري الخارجية والموارد المائية والري المصريين سوف يشاركان
في اإلجتماع الوزاري الذي دعت إليه اإلدارة األميركية ،وذلك تقدي اًر للدور البناء الذي
اضطلعت به اإلدارة األميركية على مدار األشهر الماضية في مساعدة الدول الثالث
للتوصل إلى اإلتفاق المنشود.
في 16فبراير 1111اصدر مكتب الشؤون العامة بو ازرة الخزانة األمريكية بيان
علي لسان وزير الخزانة األمريكي حول سد النهضة األثيوبي الكبير تم نشره علي الموقع
االلكتروني للسفارة األمريكية في القاهرة جاء فيه:
91
" شارك وزير الخزانة األمريكي ستيفن منوشين يومي 11و 16فبراير 1111في
إجتماعات ثنائية منفصلة مع وزراء الخارجية والموارد المائية في مصر والسودان.
سهلت الواليات المتحدة إعداد إتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة األثيوبي ّ
بناء على القواعد التي اقترحتها الفرق القانونية والفنية المصرية
الكبير (ً )GERD
واألثيوبيه والسودانية وبمساهمة فنية من البنك الدولي ،في إجتماعات ثنائية منفصلة،
تبادل الوزراء اآلراء حول اإلتفاق .وتعتقد الواليات المتحدة أن العمل الذي تحقق خالل
األربعة األشهر الماضية قد أسفر عن إتفاق يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة
ومنصفة ،بما يتوافق مع مصالح البلدان الثالثة.
بناء على المشاورات والدراسات الفنية التي أجرتها الدول
وقد جاءت هذه العملية ً
الثالث خالل السبع سنوات سابقة ويعالج اإلتفاق ،في رأينا ،جميع القضايا المعلقة بشأن
ملىء وتشغيل السد .ويرتكز اإلتفاق على المبادئ التي وافقت عليها الدول الثالثة في
إتفاق إعالن المبادئ لعام ،1125وال سيما مبادئ اإلستخدام المنصف والرشيد وعدم
اإلضرار الكبير والتعاون.
نقدر استعداد الحكومة المصرية للتوقيع على اإلتفاقية وتوقيعها باألحرف
وإننا ّ
األولى تأكيداً اللتزامها.
أيضا أن أثيوبيا تواصل مشاوراتها الوطنية ،ونتطلع إلى اانتهاء هذه
كما ندرك ً
العملية في أقرب وقت ممكن وصوالً لتوقيع اإلتفاق في أقرب وقت ممكن .واتساقاً مع
المبادىء الواردة في إتفاق إعالن المبادئ ،وال سيما مبادئ عدم التسبب في ضرر كبير
لبلدان المصب ،يجب أال يتم إجراء االختبارات النهائية وملىء الخزان دون إتفاق .كما
أيضا إلى قلق سكان دول المصب في السودان ومصر بسبب العمل غير المكتمل
نشير ً
على التشغيل اآلمن لسد النهضة ،والحاجة إلى تنفيذ جميع تدابير السالمة الالزمة
للسدود وفًقا للمعايير الدولية قبل بدء الملىء.
93
تؤكد الواليات المتحدة من جديد التزامها بمواصله العمل مع الدول الثالث إلى أن
يتم توقيع اإلتفاق النهائي.
ونشير إلى أن اإلتفاقية الموقعة بشأن سد النهضة األثيوبي الكبير ستكون نقطة
تحول للمنطقة ،وتؤدي إلى تعاون هام عبر الحدود ،وتنمية إقليمية وتكامل إقتصادي،
ّ
وتحسين حياة أكثر من 151مليون شخص في مصر وأثيوبيا والسودان .إننا سعداء
بالعمل الهام الذي قامت به هذه البلدان خالل األربعة أشهر الماضية ،والذي ما كان
البناء والتعاون".
ليتحقق بدون االلتزام القوي بالحوار ّ
في 1111/1/18صدر بيان مشترك لو ازرات الخارجية والطاقة والمياه األثيوبية
أكد أن أديس أبابا ستبدأ في الملء األولي لخزان سد النهضة ،بالتوازي مع عمليات
البناء استنادا إلى حقها في اإلستخدام العادل والمنصف لموارد النيل ،والمتوقع أن يبدأ
الملء األولي مطلع موسم األمطار هذا العام أي في يوليو.1111/
ويأتي البيان األثيوبي المشترك كرد مباشر على البيان األميركي الذي طالب
أثيوبيا بعدم البدء في ملء الخزان قبل توقيع اإلتفاق ،وهو األمر الذي وصفه البيان
األثيوبي بالمخيب لآلمال ،حيث أشار إلى أن أثيوبيا وبصفتها مالكة للسد سوف تبدأ
الملء األولي ،وذلك دون اإلضرار بدول المصب كما هو منصوص عليه في إتفاقية
إعالن المبادئ.
وبشأن ما أشارت إليه الخزانة األميركية في بيانها ،من أن هناك قلقا في السودان
ومصر بسبب التشغيل غير اآلمن للسد ،وأن هناك حاجة لتنفيذ تدابير سالمة وفقا
للمعايير الدولية ،قال البيان األثيوبي إن أديس أبابا عالجت كافة القضايا المتعلقة
بسالمة السدود من خالل فريق الخبراء الدولي ،وبمعرفة وإتفاق مع مصر والسودان.
وعن توقيع مصر باألحرف األولى على اإلتفاق ،أوضحت أثيوبيا أنها ال تقبل
توصيف ما وقعت عليه مصر بـ"اإلتفاق" ،مشيرة إلى أن اإلتفاق حول قواعد محددة
94
لملء وتشغيل السد يجب أن تعده الدول الثالث ،وأنه ال يزال يتعين على البلدان معالجة
القضايا العالقة ،قبل توقيع اإلتفاق.
وختم البيان األثيوبي المشترك بتأكيد التزام أديس أبابا بمواصلة مشاركتها مع
مصر والسودان لمعالجة المسائل العالقة ووضع اللمسات األخيرة على المبادئ التوجيهية
والقواعد بشأن الملء األول والتشغيل السنوي للسد.
في 1111/3/4أقرت جامعة الدول العربية ،مشروع قرار قدمته مصر بشأن سد
النهضة األثيوبي ،يؤكد على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل ،ويرفض أي إجراءات
أحادية إثيوبية ،ويؤكد على ضرورة التزام أثيوبيا بمبادئ القانون الدولي" ،يرحب القرار
بإتفاق ملء سد النهضة األثيوبي الذي أعدته الحكومة األميركية ،ويؤكد أن مشروع
اإلتفاق الذي طرحته أميركا والبنك الدولي "عادل ومتوازن ويحقق مصالح البلدان
الثالثة" ،ويحث الدول العربية على "اتخاذ ما يلزم من إجراءات إلقناع أثيوبيا بالتوقيع
على مشروع اإلتفاق الذي أعدته الواليات المتحدة".
في 1111/3/6و ازرة الخارجية األثيوبية أعلنت رفضها «قرار» جامعة الدول
العربية بشأن سد النهضة» ،وقالت في بيان إن «الحكومة تعرب عن قلقها من هذا
دعما لدولة عضو دون مراعاة الحقائق الرئيسية التي
القرار» ،معتبرة أن القرار « يوفر ً
تجري في مفاوضات سد النهضة».
وأشاد البيان بالموقف الذي اتخذته حكومة السودان لرفضها تأييد «قرار» جامعة
الدول العربية .وأضاف« :لقد أثبت السودان مرة أخرى موقفه المتمثل في كونه صوت
العقل والعدالة».
وأعربت الخارجية األثيوبية عن تقدير بالدها العميق للموقف المبدئي للسودان
الذي يساعد على تقديم الحلول المربحة لجميع األطراف المعنية ،من خالل التزامها
بمواصلة التفاوض بشأن السد.
95
من جهتها أعربت مصر عن رفضها جملة وتفصيال لبيان و ازرة الخارجية األثيوبية
حول قرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر بشأن سد النهضة األثيوبي ،وقالت إنه
افتقد للياقة والدبلوماسية ،وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها.
وقال بيان صادر عن و ازرة الخارجية المصرية في ،1111/3/1إن تبني جامعة
الدول العربية لقرار يدع وأثيوبيا لاللتزام بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق ،وعدم
اإلقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها اإلضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية،
ما هو إال إقرار بالمدى الذي باتت أثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح
الجماعية للدول ذات السيادة األعضاء في جامعة الدول العربية التي تسعي أثيوبيا
للهيمنة عليها.
واعتبر البيان أن قرار الجامعة العربية "يعكس خيبة األمل واالنزعاج الشديد إزاء
المواقف األثيوبي ة طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة ،وباألخص منذ
إبرام إتفاق إعالن المبادئ عام ."1125
وأضاف بيان الخارجية المصرية أن "النهج األثيوبي يدل على نية في ممارسة
الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته .وقد تجلى ذلك في
إصرار أثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد في شهر يوليو 1111دون التوصل
إلتفاق مع دولتي المصب".
ووصفت الخارجية المصرية سلوك أثيوبيا بأنه "محاولة لجعل مسار المفاوضات
رهينة العتبارات سياسية داخلية ،وهو ما يمثل خرقا ماديا إلتفاق إعالن المبادئ ويثبت
بما ال يدع مجاال للشك سوء نية أثيوبيا وافتقادها لإلرادة السياسية للتوصل إلتفاق عادل
ومتوازن بشأن سد النهضة".
واعتبرت مصر أن حقيقة مواقف أثيوبيا ظهرت بجالء في عدم موافقتها على
إتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون (الواليات المتحدة
96
بالتنسيق مع البنك الدولي) ،مؤكدا أن الجامعة العربية رحبت باإلتفاق تعبي ار عن دعمها
السياسي ،ودعت أثيوبيا لمراجعة موقفها والنظر في توقيع هذا اإلتفاق.
وشدد البيان على أنه ليس من حق أثيوبيا أن تعطي دروسا لجامعة الدول العربية
أو دولها األعضاء عن الصالت والوشائج التي تجمع الشعوب العربية واألفريقية "وهي
الروابط التاريخية التي ليس ألثيوبيا أن تحدد مضمونها".
ودعا بيان الخارجية المصرية المجتمع الدولي لالنضمام للجامعة العربية "في
إدراك طبيعة سياسة أثيوبيا القائمة على العناد وفرض األمر الواقع ،وهو ما يهدد
باإلضرار باالستقرار واألمن اإلقليميين" ،كما دعا أثيوبيا لتأكيد التزامها بعدم البدء في
ملء سد النهضة دون إتفاق ،وللموافقة على اإلتفاق الذي أعده الوسطاء المحايدون.
وختم البيان بأنه ال يزال هناك حل متوازن لموضوع سد النهضة يؤمن المصالح
المشتركة لكافة األطراف ويوفر فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد من التعاون بين الدول
المشاطئة للنيل األزرق ،وهي الفرصة التي يجب اغتنامها لمصلحة 141مليون مواطن
في مصر والسودان وأثيوبيا.
المبحث الثالث:
موقف السودان من سد النهضة األثيوبي
الموقف السوداني من سد النهضة
الموقف المعني تحت هذا العنوان هو الموقف الرسمي والمعلن للحكومة السودانية،
حيث بدأ موقف السودان تجاه سد النهضة باعتراضه على قيام السد مبر ار ذلك بأن
قيامه سيفقد السدود السودانية أكثر من نصف فاعليتها ،كما سيفقد األراضي الزراعية
السودانية خصوبتها( ،)1ويمكن تمييز ذلك من خالل أنه ما بين عامي 1122و1123
( )1سد النهضة ونهاية الزمن العربي www . Aljazeera. net / knowledge opinions
97
ظهر السودان حريصا على حقوقه المائية ،وعارضت الخرطوم تشييد السد خشية التأثير
على حصته المائية السنوية ( 26.5مليار متر مكعب) ،وفي نوفمبر ،1123حدث
تغير الموقف السوداني من معارضة بناء السد إلى تأييده( ،)1حيث
الفت ،إذ ّ
تطور ٌ
ٌ
اصدرت و ازرة الخارجية السودانية بيانا صحفي ًا أكدت فيه أن السودان لن يتضرر من
إنشاء سد النهضة ،بل ويدعمه لما له من فوائد جمة على السودان( ،)2كذلك صرح
الرئيس السوداني السابق البشير بمساندة السودان لسد النهضة ،وذلك عند تدشينه
والرئيس األثيوبي السابق ديسالين لشبكة الريط الكهربائي بين البلدين في 3ديسمبر
()3
1123بالقضارف ،وكانت هي المرة األولى التي يعلن فيها تأييد السودان للسد.
الحقاً صرح الرئيس السوداني السابق عمر البشير خالل زيارته ألديس أبابا في
4أبريل ،1121مؤكداً فوائد السد للسودان ،وأن أثيوبيا سوف تزود السودان بنحو511
ميجاوات من الكهرباء بفضل خط الكهرباء الذي سيقام بمحاذاة النيل األزرق لنقل كهرباء
سد النهضة إلى السودان ،وأضاف أن سعر الكيلووات لن يزيد على 5سنتات فقط ،في
حين أن سعر الكيلووات عالميا يصل إلى 24سنتا.
وأكد أن كهرباء سد النهضة ستكون بديال للسودان ،عن مشروعات توليد الكهرباء
التي توقفت بسبب إنفصال دولة جنوب السودان عن السودان ،كما صرح وزير الخارجية
ِّ
"سيمكن السوداني السابق إبراهيم غندور بأن مصر تتخوف من سد النهضة األثيوبي ألنه
السودان من إستخدام كامل حصته في مياه نهر ،ونقل موقع "سودان تريبيون" في 12
نوفمبر 1121عنه إن سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا على مجرى النيل األزرق يحقق
للسودان مصالحه "لذا يقف السودان مع مصالحه ،رغم أنه شدد م ار ار أن حصة مصر
في مياه النيل وفقا إلتفاقية 2858بالنسبة له خط أحمر" ،وع از غندور تخوفات مصر
)1( https://www.trtarabi.co.
)2( http://ar-ar.facebook/fayoumsonsposts.
)3( www.marefa.org.
98
من السد إلى خسارتها نصيب السودان الذي كان يذهب إليها خارج إتفاقية مياه النيل
كسلفة ،وقال":بصراحة وألول مرة يقول سوداني بهذه الصراحة ،السودان لم يكن يستخدم
كل نصيبه في مياه النيل وفق إتفاقية ،2858وسد النهضة يحفظ للسودان مياهه التي
كانت تمضي لمصر في وقت الفيضان ويعطيها له في وقت الجفاف".
في حين صرح وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني السابق ،معتز
موسى ،عقب جولة التفاوض التي انعقدت في 22و 21نوفمبر 1121في العاصمة
المصرية القاهرة إن السودان "سيلتزم بالمسار العلمي والمهني ،سبيال أساسيا لحل كافة
التباينات في الرؤى والمواقف الخاصة بمفاوضات سد النهضة األثيوبي" ،جاء ذلك
التصريح عقب أيام من إعالن مصر تعثر المفاوضات.
رأى المصرييون أن تحول موقف السودان ما هو إال توجه يهدف عبره إلى الضغط
على مصر بورقة المياه مقابل تنازل مصر عن مثلث حاليب ،وأن دعم السودان
ومساندته ألثيوبيا في مشروع السد يأتي بسبب الدور الذي تلعبه أثيوبيا في الملف
السوداني( ،)1األمر الذي يشير ضمناً إلى أن السودان اتخذ موقفه من سد النهضة
إنطالقا من أهداف سياسية وليس غيرها ،في حين برر السودان علي لسان وزير الري
السوداني السابق سيف حمد عبد الله موقفه الداعم لقيام مشروع النهضة على دراسات
وتحليالت متعمقة قام بها خبراء سودانيون مشهود لهم عالمياً بالكفاءة في مجاالت
()2
هندسة السدود والمياه والري والبيئة.
بالرغم من تغيير نظام الحكم في الخرطوم اال أن الموقف السوداني من قضية سد
النهضة تجمد عند موقف اقرب الي الوسيط منه إلى الشريك االصيل كما يتضح في
تصريحات مسؤولي الحكومة االنتقالية حيث صرح وزير الري السوداني الحالي
)1( http://ar-ar.facebook/fayoum.sons/posts.
( )2بروفيسور سيف حمد عبد الله ،ندوة بعنوان " أهمية سد النهضة في حوض النيل الشرقي " ،النادي الدبلوماسي ،الخرطوم.1126/3/18 ،
99
بروفيسور ياسر عباس في األول من اكتوبر ،1128كما أوردت قناة الغد الفضائية
التي تبث من القاهرة حرص السودان على الوصول لتفاهمات وإتفاق منصف للدول
وفي 5أكتوبر ()1
الثالث (السودان ومصر وأثيوبيا) فيما يخص موضوع سد النهضة.
،1128وجه رئيس الوزراء السوداني د .عبد الله حمدوك دعوة لوزراء الري في لسودان
ومصر أثيوبيا لعقد إجتماع ،مشي اًر إلى أن ذلك اإلجتماع العاجل سيحسم العديد من
األمور فيما يخص ملف سد النهضة( ،)2الحقاً خالل مؤتمر صحفى بعد اختتام إجتماع
الخرطوم لوزراء الرى المصرى والسودانى واألثيوبي أكد وزير الرى السودانى ،أنه تم
اإلتفاق على مواصلة التشاور بين الوزراء للتوصل إلى حل بشأن سد النهضة ،موضحا
أن بناء سد النهضة سوف يتم بناؤه على مراحل وليس مرة واحدة ،وهو ما سوف يساعد
فى التوصل إلى حل دون وقوع أضرار ،وأضاف أن هناك اختالفات بين الجانب
المصرى واألثيوبى ولكنها اختالفات مقدور عليها ،مشددا على أن مواصلة اإلجتماعات
سوف يساعد فى التوصل إلى حلول بشأن األزمة ،وأشار أن أثيوبيا اقترحت مدة زمنية
من أجل ملء السد تتراوح بين ( )4لـ ( )1سنوات ،مشددا على أن سد النهضة شهد
العديد من المفاوضات خالل السنوات الماضية ،وألول مرة تم التفاوض وفق أرقام
وجدوال وهناك إنجازات تمت فى المفاوضات ،ويبقى وجود اختالفات جارى التوافق
عليها( ،)3كما صرح إنه تم اإلتفاق على تشكيل لجنة ثالثية تضم ممثلين من الدول
الثالثة لمناقشة أزمة سد النهضة ،مشي ار إلى أنه يدعو إلى استمرار عمل اللجنة الفنية
)1( https://www.alghad.tv.
( )2صحيفة االنتباهة السودانية النسخة االلكترونية .https://alintibaha.net/online/14643
( )3صحيفة اليوم السابع المصرية صحيفة إخبارية إلكترونية يومية تصدر عن الشركة المصرية للصحافة والنشر واالعالن
.https://www.youm7.com
211
السودانية المصرية األثيوبية لحل الخالفات بشأن سد النهضة( ،)1وأكد رفض بالده دعوة
()2
مصر إلى إشراك وسيط دولي في المفاوضات.
في ختام اإلجتماع الخاص بمفاوضات سد النهضة بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا
في 26نوفمبر ،1128وبعد مداوالت امتدت ليومين ،والذي حضره ممثلون من الواليات
المتحدة األمريكية والبنك الدولي كمراقبين ،أوضح الدكتور ياسر عباس ،وزير الري
والموارد المائية السوداني ،في تصريح صحفي ،أن مداوالت اإلجتماع بين وفود الدول
الثالث السودان ومصر وأثيوبيا ،أحرزت تقدماً في القضايا التي حددت في اإلجتماع
األخير في الخرطوم في أكتوبر ،1128وقال إنه جاء التوافق على أن يتم الملء في
فترة زمنية قد تصل إلى سبع سنوات وفق هيدرولوجية نهر النيل األزرق ،مشي اًر إلى أن
التفاوض شمل أيضاً موضوع التشغيل الدائم لسد النهضة وتأثيراته على منظومة السدود
في كل من السودان ومصر( ،)3في 1ديسمبر 1128أوردت قناة روسيا العربية
الفضائية تصريحاً لوزير الري السوداني ،ياسر عباس ،أعرب فيه عن أمنيته في إحراز
تقدم بشأن محادثات "سد النهضة" ،مشي ار إلى أن التقدم في هذا الملف هدفه "البحث
عن فرص تعزيز التعاون المشترك بين بلداننا" ،وأكد الوزير على هامش إجتماع وزراء
المياه بشأن سد النهضة والمنعقد بالقاهرة ،أن "التقدم في هذا الملف ليس فقط من أجل
الدفاع عن مصالحنا وحقوق شعوبنا ،ولكن من أجل البحث عن فرص جديدة لتعزيز
التعاون المشترك بين بلداننا" ،وقال" :أجرينا محادثات ونمضي على المسار الصحيح،
ونركز على المحادثات التقنية ومخاوف بعضنا البعض ،وهذا أمر حيوي إلحراز تقدم،
فإذا تمكنا من االستماع إلى مخاوفنا فإن ذلك سيمهد الطريق إلى المضي قدما للوصول
إلى محادثات مثمرة ،وأتمنى االستمرار بهذا الزخم في اإلجتماعات المقبلة" ،وتطرق
)1( https://almashhadalsudani.com/sudan-news/sudan-today/11966.
)2( https://arabic.rt.com/middle_east.
( )3صحيفة اليوم التالي السودانية النسخة االلكترونية . https://alyoumaltali.net/
212
الوزير السوداني إلى مشاكل تشغيل سد النهضة ،داعيا إلى التركيز على باقي المشاكل
المتعلقة ببناء السد ،مقترحا خيارين لحل المشاكل المتعلقة بين الدول الثالث قائال:
"أقترح خيارين لكي تكون هذه المحادثات بناءة ،األول هو االستمرار بالمحادثات والبناء
على ما تم في أديس أبابا ،ولكن علينا ضبط اللغة التي استخدمت وذلك لكي تصبح
نقاط الخالف واإلتفاق أوضح ،أما الخيار الثاني فهو التركيز على قضيتين أو ثالث،
مثل التشغيل طويل األمد ،ولكن علينا التركيز على قضايا الدول الثالث ،مثل ما هي
كمية المياه المتدفقة ،وهذا يسهل العمل على حل الكثير من المسائل ،وأيضا معرفة
متى سنبدأ بملء السد".
()1
في 11ديسمبر ،1128أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس
عن تقارب كبير بين الخرطوم واديس ابابا والقاهرة بشأن الملء األول والتشغيل السنوى
لسد النهضة ،وأشار إلى وجود اختالف في بعض وجهات النظر سيتم مناقشتها في
اإلجتماع الرابع بأديس أبابا في يناير القادم ،وقال في ختام اإلجتماع الثالث من سلسلة
إجتماعات سد النهضة بمشاركة مراقبين من و ازرة الخزانة األمريكية وممثلين للبنك
الدولي ،أن الدول الثالث قدمت مقترحات حول الملء األول والتشغيل السنوى ،وأن
اإلجتماع شهد تداول كثير من المعلومات الفنية القيمة واإليجابية التي دفعت بمزيد من
التقارب بين مواقفها ،بجانب استعراض تعريفات الجفاف والجفاف المستمر والتحوطات
الالزمة للتشغيل ،وأوضح بأن الوفود الفنية اتفقت على دراسة هذه المواقف الجديدة
ومناقشتها كل على حدا قبل إجتماع اديس ابابا في 8و 21يناير ،1111واوضح أن
السودان تقدم بمبادرة في إجتماع القاهرة في 11ديسمبر 1128تتعلق بأدنى تصريف
خلف السد ومبادرات أخرى عن التشغيل السنوى والمستمر في األحوال المتوسطة ،وآلية
)1( https://arabic.rt.com/middle_east.
211
التنسيق التشغيلي وأشار إلى ان وفد السودان أضاف خالل هذا اإلجتماع تعريف للجفاف
()1
والجفاف المستمر.
في 1يناير 1111قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ،إن بالده لن
تسمح بأي ضرر لمصر في أزمة سد النهضة ،مؤكدا أن موقف الخرطوم هو ذاته
موقف القاهرة ،جاء ذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة "األهرام" المصرية ،تطرق خاللها
لموقف السودان من مفاوضات سد "النهضة" األثيوبي ،وأوضح حمدرك أن "السودان
يشكل موقعا رئيسا في ملف سد النهضة ،ولن يسمح بحدوث أى ضرر يحدث لمصر،
والسودان على علم بأهمية نهر النيل" ،وتابع" :موقف السودان من سد "النهضة" هو
نفسه موقف مصر ،فالسودان دولة في المنتصف بين أثيوبيا ومصر ،وأي تأثير لسد
النهضة سيكون السودان أول المتأثرين" ،وأكد أن "مصالح الخرطوم تتفق مع رؤية
القاهرة من السد األثيوبي ،وبالتالي فإنهم مؤمنون بأهمية التفاهم بين الدول الثالث،
ثم اإلتفاق بين الدول الثالث" ،ومضى قائال" :لكن األهم والتفاهم يكون استر ً
اتيجيا ،ومن ّ
هو قضية تشغيل السد ،ف أثيوبيا ترى أن قضية التشغيل هى قضية سيادية ،ونحن ال
نعارض ذلك ،لكن التشغيل يكون عبر التفاهم وعبر تبادل المعلومات بين البلدان الثالثة
بما ال يضر أياً منها ،وأن تكون هناك إدارة مشتركة للسد ،بحيث ال يتضرر أحد من
()2
البلدان".
في 8يناير 1111في جولة المفاوضات بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا صرح
وزير الري السوداني ياسر عباس بإن بالده جاءت بقلب مفتوح لهذا اإلجتماع للتوصل
إلى إتفاق حول القضايا العالقة ،وأضاف إن هذه الجولة شملت 4إجتماعات في المنطقة
و 3في واشنطن خالل فترة وجيزة وضعت ضغط ًا كبي اًر عليهم ،وتابع« :على الرغم من
213
التقدم فإن السودان يأمل في أن تكون هذه اإلجتماعات ّبناءة في التوصل إلى إتفاق في
()1
هذا اإلجتماع واإلجتماع المقبل».
في 1111/2/14أورد موقع "عرب برس" أن وزير الري السوداني ياسر عباس
قدم عرضا إلى مجلس السيادة االنتقالي في البالد ،بشأن سد النهضة ،وخالل اللقاء
الذي عقد بالقصر الرئاسي ،وبحسب الوزير دار نقاش حول آثار السد على السودان،
والمتمثلة في زيادة التوليد الكهربائي ،والتمكن من االستفادة من حصة السودان في مياه
الري وزيادة الرقعة الزراعية ،إلى جانب اآلثار السلبية التي تخص األمن المائي،
ومساحات الري الفيضي التي سوف تتأثر بعد قيام السد ،وأشار الوزير إلى أن اإلجتماع
تطرق إلى سالمة الخزان ،وتعديالت تصميم وتنفيذ عناصر السالمة لتكون على
المستوى العالمي ،مبينا أن اللقاء تناول وسائل اإلدارة والتنسيق بين سد النهضة والسدود
السودانية التي يتم التفاوض حولها حاليا بين الدول الثالثة ،وأكد أن المجلس السيادي
أكد على أهمية سد النهضة في دعم التعاون اإلقليمي بين دول الحوض التي تتشارك
نفس النهر ،والعمل على تعزيز التعاون اإلقتصادي المشترك ،موضحا أن اإلجتماع
أشار إلى ضعف التغطية اإلعالمية في السودان لموضوعات سد النهضة ،جاء ذلك
في وقت اختتمت الفرق الفنية والقانونية لكل من مصر وأثيوبيا والسودان إجتماعاتها في
العاصمة الخرطوم في حضور مراقبين من و ازرة الخزانة األميركية والبنك الدولي ،أنهت
فرق العمل الفنية والقانونية للسودان وأثيوبيا ومصر إجتماعاتها المنعقدة في 12و11
يناير في الخرطوم ،بعد تداول لمدة يومين للخروج بمسودة إتفاقية لملء وتشغيل سد
()2
النهضة.
214
بعد انسحاب أثيوبيا من مفاوضات سد النهضة ،جاء أول رد فعل من السودان
في تصريح وزيرة الخارجية السودانية ،أسماء عبد الله ،لوكالة األنباء السودانية "سونا"
في 1111/1/16على ضرورة حضور أثيوبيا جولة التفاوض المقررة األسبوع الجاري
في العاصمة األمريكية واشنطن ،من أجل الوصول إلى إتفاقية شاملة حول سد النهضة.
وذكرت وكالة األنباء السودانية "سونا" أن الوزيرة أبلغت تلك الرسالة لوزير الخزانة
األمريكي ستيفن منوشن في واشنطن ،بحضور وزير الري والموارد المائية في السودان
()1
ياسر عباس.
عقب ذلك ،تسلم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ،رسالة خطية
من رئيس الوزراء األثيوبي آبي أحمد ،تتصل بمحادثات سد "النهضة" ،ولم يتم الكشف
عن مضمون الرسالة ،إال أن البرهان ثمن المستوى المتطور الذي تشهده العالقات
الثنائية بين الخرطوم وأديس أبابا.
وكان وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس قال سابقاً ،إن األطراف
الثالثة تسلمت مسودة إتفاق مقدمة من و ازرة الخزانة األمريكية ،وأن إجتماعات 11و16
()2
1111/1/الجاري قد تشهد توقيع إتفاق نهائي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
من جهة اخري ،أبدى السودان تحفظه على مشروع القرار الصادر من الجامعة
العربية ،كما طالب مندوب السودان عدم إدراج اسم بالده في القرار ،مبر اًر ذلك بأن
القرار ليس في مصلحته وال يجب إقحام الجامعة العربية في هذا الملف ،وأبدى تخوفه
مما قد ينتج عنه هذا القرار من مواجهة عربية إثيوبية ،جاء ذلك في بيان منشور علي
تود و ازرة الخارجية أن توضح
الموقع االلكتروني لو ازرة الخارجية السودانية ،هذا نصهّ ":
للرأي العام أن ماجرى في إجتماع الدورة ( )253لمجلس جامعة الدول العربية على
)1( https://suna-sd.net/ar/single?id=561711
)2( http://mubasher.aljazeera.net/news/
215
المستوى الوزاري الذي إنعقد في 4مارس 1111م بالقاهرة مايلي :أوالً ،أبدى السودان
تحفظه على مشروع القرار الخاص بسد النهضة الذي أدرجته جمهورية مصر العربية
في أعمال المجلس الوزاري نظ اًر لعدم التشاور مع حكومة السودان بشأنه وقبل إيداعه
أعمال المجلس .ثانياً ،لكون مشروع القرار ال يخدم روح الحوار والتفاوض الجاري برعاية
الواليات المتحدة والبنك الدولي بواشنطن للوصول إلتفاق بين الدول الثالث جمهورية
مصر العربية وجمهورية السودان وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية حول عملية الملء والتشغيل
للسد ،هذا وقد تقدم السودان بمقترح لتعديل نص مشروع القرار بما يتوافق مع هدف
تشجيع األطراف على مواصلة الحوار واإلبتعاد عن كل ما من شأنه تصعيد الخالف
واإلستقطاب الذي اليخدم الهدف المنشود في اإلتفاق على خارطة طر ٍ
يق تخدم المصالح
المائية للدول الثالث وتؤمن لها متطلبات التنمية المستدامة .ولكن جمهورية مصر
ٍ
تعديل على نص مشروع القرار األمر الذي دفع السودان العربية رفضت إدخال أي
إلبداء تحفظه ،وإذ يناشد السودان كالً من مصر وأثيوبيا للعودة للمفاوضات للوصول
لإلتفاق المرضي ،يكرر دعوته لهما باإلبتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلباً على
عملية التفاوض ،هذا وسيظل السودان حريصاً علي إنجاح مفاوضات سد النهضة بما
()1
يصب في مصالح الدول الثالث.
الحقاً أعربت الخارجية المصرية على لسان المتحدث باسمها أحمد حافظ ،عن
تحفظ الخرطوم على القرار العربي
أسفها لما ورد في بيان الخارجية السودانية ،بشأن ُ
حول سد النهضة األثيوبي ،حيث أكد حافظ أن مصر قامت بموافاة المندوبية الدائمة
للسودان لدى جامعة الدول العربية بمشروع القرار منذ يوم األول من مارس 1111
الجاري.
)1( https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id=6&sub_id=0&id=88880
216
المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية ،أن الوفد المصري قد وأضاف ُ
استجاب إلى طلب السودان بحذف اسمه من مشروع القرار" ،إال أن التعديالت الالحقة
التي اقترحها السودان جاءت لتفرغ النص من مضمونه واإلضعاف من أثر القرار"،
التضامن
ُ مشير إلى أن القرار الصادر عن اإلجتماع الوزاري العربي لم يتضمن إال ًا
مع حقوق مصر المائية والتأكيد على قواعد القانون الدولي والدعوة للتوقيع على اإلتفاق
()1
الم َعد.
ُ
في 31مارس ،1111وحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء السودانية ،أعلن
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن زيارة "قريبة" لكل من مصر وأثيوبيا لحثهما
على استئناف المفاوضات حول سد النهضة ،جاء هذا اإلعالن عبر اتصال هاتفي
أجراه بستيفن منوشين وزير الخزانة األميركي ،نقل فيه للجانب األميركي "نيته زيارة
القاهرة وأديس أبابا قريبا لحث الطرفين على استئناف المفاوضات حول سد النهضة،
واستكمال المتبقي من القضايا العالقة المهمة" ،واتفق حمدوك مع الجانب األميركي على
أن عملية التفاوض فى واشنطن حققت إنجا از كبيرا ،مما يجعل استئنافها منطقيا ،كما
اتفق الجانبان على ضرورة مواصلة التفاوض بشأن سد النهضة بمجرد تغلب العالم على
()2
جائحة الكورونا.
مما سبق وبتتبع الموقف الرسمي السوداني من ملف سد النهضة األثيوبي يري
الباحث أنه موقف متأرجح بدأ بالرفض ثم الحياد السلبي ثم بدا اقرب لدور الوسيط مع
ميل للجانب األثيوبي ،كأن ملف سد النهضة األثيوبي يخص كال من مصر وأثيوبيا
فقط ،فالمطلوب أن يعلن السودان موقفه الواضح كشريك أصيل في المصلحة المائية
ولديه بالضرورة تصوره الخاص بخصوص جميع هذه التفاصيل الخالفية حول فترة ملء
)1( https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2020/03/09/renaissance-dam-ethiopia-egypt-sudan
)(2
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1332478-
217
السد وأسس وقواعد الملء والتخزين وتشغيل سد النهضة ،وال يكتفي بالتعليق أو التعقيب
علي المقترحات المصرية أو األثيوبية.
فلو كانت مصلحة السودان تقتضي دعم الموقف األثيوبي فليكن الموقف واضحا
من منطلقات وجوده كطرف شريك في مياه النيل وليس مجرد وسيط يعمل على تقريب
وجهات النظر بين مصر وأثيوبيا ،وضعية السودان ال هو شريك وصاحب موقف له
وزن وتأثير في مجريات التفاوض ،وال هو وسيط تنطبق عليه شروط الوسيط المحايد
تماما والذي ال مصلحة له في األمر ،فعلي سبيل المثال نجد ان أثيوبيا تصر على
ضرورة ملء السد في غضون ثالث أو أربع سنوات ،فيما تصر مصر على ملئه في
سبع سنوات ،فما هو موقف السودان من عدد سنوات الملء والتخزين؟.
كما أن الحديث عن إتفاق المبادئ 1125والذي ينص على تزويد أثيوبيا للسودان
بالكهرباء،هذا اإلتفاق ليس ملزما ألثيوبيا حتي االن ألنه لم يتم توقيع إتفاق نهائي بين
الدول الثالث.
موقف السودان يجب أن يكون بعيداً عن أي اعتبارات أو مجامالت أو حسابات
سياسية وبناء موقف واضح على أساس الثوابت القانونية والفنية والمصلحة القومية
الدائمة للسودان.
أراء الخبراء السودانيون حول سد النهضة
218
المحتملة التي سيواجهها السودان من قيام السد ،هذا التباين في اآلراء حول السد الزم
قضية السد منذ بدايتها وحتي االن.
اآلراء االيجابية حول سد النهضة األثيوبي
بروفيسور سيف الدين حمد عبد الله وزير الموارد المائية االسبق وعضو اللجنة
الفنية بين أثيوبيا ومصر والسودان اشار بخصوص خطر إنهيار السد إلى أن الهندسة
المدنية معمولة إلنشاء الخزان في مناطق األخدود علي أساس مقاومة زلزال بدرجة 6
على ميزان رختر ،وأنه إذا إنهار الخزان فشكل االنهيار معروف ولن يكون هناك ضرر
كبير على السودان حسب السيناريوهات التي اعدتها و ازرة الري السودانية ،كما اكد علي
()1
فوائد السد للسودان من حيث الكهرباء والزراعة المروية وحجز الطمي.
البروفيسور محمد عثمان عكود عميد كلية الهندسة سابقاً بجامعة الخرطوم وعضو
الوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي يري أن قيام سد األلفية يقلل كمية
الرسوبيات الواردة وبالتالى معدل ترسيب أقل بسد الروصيرص ومروى مما يقلل تكلفة
()2
نظافة الخزانات السودانية.
بروفيسور أحمد علي قنيف وزير الزراعة السوداني األسبق ،اشار إلى أن سد
النهضة سيعطي أثيوبيا آلية هندسية للتحكم في مياه النيل ،وان النظرة والتشاور يجب
أن تكون من هذا الباب واالستفادة مما تطرحه أثيوبيا حول استعدادها لإلتفاق ،كما اشار
إلى أن دول حوض النيل يجب أن يدخلوا في مشايع مشتركة وتبني عالقات السودان
معهم على مصالح حقيقية ،وأن إنبساط االرض المطلوب الستثمار المياه في الزراعة
هو في السودان ،ويجب أن نطور نهجا مستقبليا ف أثيوبيا يمكن أن تكون لها مصلحة
في الزراعة في السودان ،فالتطور السكاني في أثيوبيا متزايد ويحتاجون للغذاء ،وتكون
( )1سيف الدين حمد عبد الله ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
( )2محمد عثمان عكود ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
219
وسيلة للتعاون والتفاهم وتبادل المصالح الحقيقية إستغالال لمياه النيل ،ايضا بالنسبة
للزراعة قيام السد اثره ايجابي على الزراعة من ناحية توفير الكهرباء وتوفير استقرار
المياه على مدار السنة وفيه تامين للنشاط الزراعي مما يطور الز ارعة المروية ألعلى
مستوياتها ويسمح بسياسة التنويع والتكثيف ،وان االستقرار في مناسيب المياه ومستوى
()1
النيل الذي يوفره السد يساعد في هذا.
الدكتور عثمان حمد ،المستشار بو ازرة الموارد المائية والكهرباء بالسودان وعضو
الوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي ،وعضو اللجنة الوطنية الفنية لدراسة
قائال" :الخزان ال يمكن
آثار السد على السودان ،قلل من المخاوف بشأن انهيار السدً ،
أن ينهار مباشرة ،وإذا حدث سيحدث شرخ في السد الخرساني" ،مشي ار إلى أن "سالمة
السد ُدرست من قبل خبراء عالميين بجانب لجنة مختصة تتابع هذا األمر" ،مبينا أن
()2
السد يبعد عن منطقة الزالزل المذكورة بنحو 511كيلومتر.
الدكتور سلمان محمد احمد سلمان الخبير الدولي المتخصص في المياه وفي أكثر
من مناسبة ،عدد الفوائد التي يجنيها السودان من السد ممثلة في تنظيم إنسياب مياه
النيل األزرق على مدى العام وتحقيق 3دورات زراعية ،تمكنه من إستخدام 6ونصف
مليار متر مكعب من المياه ،وقف الفيضانات ،حجز الطمي ،تغذية المياه الجوفية،
تنظيم اإلستخدامات المالحية ،تقليل التبخر باالضافة لالستفادة من الكهرباء قليلة
التكلفة ،وأن الحديث حول إنهيار السد ال قيمة له خاصة أنه بني بتقنية غربية وانفقت
فيه أثيوبيا 5مليارات دوالر وأن السد بمثابة السد العالي للسودان بدون تكلفة مالية،
ويضيف بروفيسور سلمان في مسألة امان السد " :صحيح أنه لو إنهار سد النهضة
فستكون له آثار كارثية على السودان ،ولكن لو إنهار السد العالي فستكون آثاره الكارثية
( )1أحمد علي قنيف ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
( )2عثمان حمد ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات ،مركز تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،الخرطوم،
.1125/8/6
221
أكبر على مصر ،ولو إنهار سد مروي فسوف يغرق معظم المدن والقرى السودانية حتى
حلفا القديمة ،وانهيار السدود ونتائجها الكارثية إذن ليست حك اًر على سد النهضة" ،وقال
أيضا" :إن التقانة التي تبني بها الشركات العالمية مثل شركة (ساليني) االيطالية التي
تبني سد النهضة متقدمة عشرات المرات على التقانة التي بنى بها االتحاد السوفيتي
السد العالي قبل نصف قرن من الزمان ،وبنى بها اإليطاليون خزان الروصيرص في
ستينات القرن الماضي ،وبنى الصينيون سد مروي قبل أعوام ،لماذا إذن سينهار سد
النهضة ابن تقانة العصر الحالي ولن ينهار السد العالي أو خزان الروصيرص أو سد
المروي أبناء تقانة القرن الماضي؟ ،كما أن القول أن سد النهضة يقع في منطقة زالزل،
وعليه فهو معرض لالنهيار قول مردود أيضا ،فالعالم لم يسمع عن أي زالزل في أثيوبيا
اطالقا ،ولوكانت المنطقة منطقة زالزل النهار أو لتصدع خزان الروصيرص ،ابن
الخمسين عام ،والذي يقع نفس المنطقة الجغرافية لسد النهضة"( ،)1وعاد الدكتور سلمان
محمد احمد سلمان ليؤكد فوائد سد النهضة علي السودان في مقاله ،الذي أورده موقع
تاسيتي نيوز االخباري قال فيه " :أن فوائد سد النهضة على السودان ّ
متعددةٌ ،وتشمل،
( )1سلمان محمد أحمد سلمان ،مقال "المياه والعالقات الدولية في حوض النيل الشرقي" ،المجلة السودانية للدراسات الدبلوماسية ،المركز
القومي للدراسات الدبلوماسية و ازرة الخارجية السودانية ،العدد ،22سبتمبر 1123م ،ص.186 – 166 :
222
المتضررة من تلك السدود (مثل الشريك ٍ
ومنطقية) سكان المناطق ٍ
وجيهة ٍ
ألسباب
(و
ّ
وكجبار) ،وكما أوضحنا م ار اًر فإن سد النهضة سوف يساعد السودان كثي اًر في إستخدام
نصيبه من مياه النيل بموجب إتفاقية عام ،2858والذي يذهب أكثر من ثلثه (ستة
مليار ونصف المليار من المياه) سنويا لمصر بسبب فشل السودان منذ عام 2858
تعدد الدورات الزراعية في السودان جراء
في إستخدامه ،وسوف ُينتج هذا اإلستخدام ّ
اكتمال سد النهضة ،كما سوف يساعد تعدد الدورات الزراعية السودان في استرداد سلفة
قدمها السودان لمصر بموجب إتفاقية عام ( 2858والتي لم يتم استردادها
المياه التي ّ
حتى اآلن)،لهذه األسباب فإن فوائد سد النهضة على السودان تفوق فوائد السد العالي
()1
لمصر ،وبدون التكلفة المالية واإلجتماعية والبيئية الضخمة للسودان.
الدكتور الصادق شرفي رئيس شعبة المياه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم ،أكد إن
السد من ناحية تصميمية ليس فيه مشكلة ،مبينا أن تكلفة الكيلووات من الكهرباء ثلث
()2
تكلفة الكيلووات من سد مروي.
عليه يمكن تلخيص الفوائد التي سوف تعود على السودان من قيام سد النهضة
األثيوبي في االتي:
.2أن %65من إيراد مياه النيل األزرق تأتي من المنبع في الهضبة األثيوبية إلى
دول المصب في شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر ،وسوف يعمل السد على تنظيم
سريان المياه الواردة عبر النيل األزرق على مدار السنة.
.1يقلل كثي اًر من الفيضانات التي تحدث الكثير من الخسائر في الممتلكات والبشر.
221
.3يحل مسألة الطمي الذي يشكل مشكلة اآلن في مشروع الجزيرة ويسد القنوات
التي يصرف عليها ماليين الدوالرات لتطهيرها ،وكذلك يقلل من كميات الطمي
التي تعلق بالسدود السودانية.
.4يحد أيضا من أعداد األشجار والحيوانات النافقة والتي كان يجرفها النيل األزرق
خالل مواسم الخريف ،والتي تؤثر على السعة التخزينية لهذه الخزانات وبالتالي
تقلل من كفاءتها التشغيلية ،وبالتالي فإن سد النهضة سوف يضمن تشغيل السدود
السودانية بكفاءة جيدة.
ُ .5يكسب خزان النهضة السودان زيادة في الرقعة الزراعية ،ويؤمن النشاط الزراعي
بسبب استقرار المياه على مدار السنة ،مما يسهم في تطوير الزراعة اآللية
ويسمح بتبني سياسات التنويع والتكثيف.
.6مشروعات الطاقة الكهرومائية األثيوبية ذات منافع لكل دول حوض وادي النيل،
وباألخص السودان ،حيث يمد السد السودان بالكهرباء الرخيصة والصديقة للبيئة.
اآلراء السلبية حول سد النهضة األثيوبي
223
المعلومات حول مدى تأثير سد األلفية على الخزانات السودانية ،إلى جانب المهددات
المتعلقة بسالمة السد ،من جهته حذر المهندس حيدر يوسف بخيت مدير إدارة مياه
النيل سابقا بو ازرة الري السودانية من بناء الخزان في منطقة رخوة ،وقال إن احتمال
إنهياره وارد ،وقال إن حجم المياه التي سوف تخزن أمام السد تقدر بحوالي 14مليار
متر مكعب ،وهي أعلى من اإليراد الطبيعي للنيل األزرق ( 46مليار متر مكعب)،
وعليه فإن ملء الخزان إلى مستوى التشغيل سوف يؤثر كثي ار في خفض اإليراد الشهري
للنيل األزرق ،خاصة في فترة التحاريق من فبراير وحتى أبريل في فترة الزراعة الشتوية
في السودان ،وك لما كانت فترة الملء الكلي للخزان قصيرة ثالث سنوات متواصلة ،كلما
كان الضرر كبيرة على السودان ،وكلما زادت فترة الملء الكلي للخزان إلى حوالي 21
سنوات كلما قل الضرر علي السودان ،وأضاف أن الضرر اآلخر هو التغير المناخي،
والذي لم يحسم العلماء بعد مستوى ودرجة اآلثار السالبة على منطقة حوض النيل ،فإذا
أدى التغير المناخي إلى إيراد أقل من متوسط اإليراد الحالي للنيل االزرق ،بذلك يكون
التخزين في السد وبهذا الحجم مشكلة في التوفيق بين احتياج أثيوبيا للتوليد الكهربائي
واحتياجات السودان الزراعية وأن األثر األكثر خطوة على السودان يتمثل في حجز
الطمي أمام السد ،حيث تحمل مياه النيل األزرق في فترة الفيضان كميات كبيرة من
الطمي له فائدة كبيرة في تجديد التربة بالسودان تجنبه االستعمال الكثيف لألسمدة
ومخصبات التربة ،وهي التجربة التي دخلت فيها مصر بعد بناء السد العالي ،حيث
فقدت األرض خصوبتها مما اضطرها لإلستخدام الكثيف لألسمدة والمخصبات ما أضر
كثي ار پانتاجها الغذائي وصحة اإلنسان والحيوان ،ويواصل قائالً :أما الخطر الحقيقي
من السد بالنسبة للسودان ومصر معا يتمثل في تحريك النشاط الزلزالي في المنطقة
نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمي المحتجز أمام السد والتي تقدر بحوالي 14
مليار طن ،هذا الوزن يمكن أن يؤدي إلى نشاط زلزالی يسبب تشققات في بنية السد
224
تؤدي الى انهياره مما يؤدي إلى فيضان كارثي يزيل كل الخزانات على النيل األزرق
في ()1
وجبل أولياء والنيل الرئيسي بالسودان ،حتى السد العالي وسد أسوان بمصر.
مناسبة اخري أوضح المهندس حيدر يوسف بأن األضرار التي تعود للسودان أكثر
بكثير من الفوائد ،وأن السودان ال يملك الدراسات اإلقتصادية واإلجتماعية والهندسية
والبيئية الكافية لتحديد موقف من السد ،وإن أثيوبيا لم تكن متعاونة مع السودان في هذا
الملف ،ولم تملكه المعلومات الكافية ،وأنها أخطرت السودان بقيام السد بعد ستة اشهر
من وضع حجر األساس ،كما أن أثيوبيا اقامت سد تيكيزي من قبل دون إخطار
السودان ،وإن معامل السالمة في السدود األربعة التي كانت مقترحة من قبل في أثيوبيا
منذ الستينات ،أفضل بكثير من سد النهضة المقام على بعد 41كلم من الحدود
السودانية ،وفيما يتعلق باألراضي الزراعية التي سيغرقها السد في بني شنقول وتقدر
بنصف مليون فدان ،قال المهندس حيدر يوسف أن أهل بني شنقول المزارعين سيفقدون
أراضيهم ،وسيتجهون لألراضي السودانية مما سيكون محل نزاعات ،وتحدث أيضا عن
مسألة الكهرباء الرخيصة وشكك فيها كثي ار خاصة في غياب إتفاق واضح حولها(،)2
وتساءل المهندس حيدر يوسف عن مرامي عدم اشراك القانونيين السودانيين في إعداد
ومناقشة إتفاقية إعالن المبادئ الذي وقعه رؤوساء الدول الثالث في ،1125محذ ار من
مغبة توقيع السودان على إتفاقية عنتبي حيث قال إنه بتوقيع السودان ستصبح إسرائيل
دولة من دول حوض النيل بالقانون )3(.الخبير االستراتيجي بروفيسور حسن الساعوري،
شدد على عدم رهن السودان مستقبله المائي عند أثيوبيا( ،)4من جانب اخر اشار الدكتور
( )1حيدر يوسف بخيت ،ندوة تداعيات سد األلفية على األمن المائي السوداني ،المركز العالمي للدراسات اإلفريقية ،الخرطوم.1121/5/8 ،
( )2حيدر يوسف بخيت ،ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني ،مركز طيبة برس ،الخرطوم.1123/6/6 ،
( )3حيدر يوسف بخيت ،ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان ومصر ،معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية،
قاعة الشارقة ،جامعة الخرطوم ،الخرطوم.1126/1/24 ،
( )4حسن الساعوري ،ندوة سد النهضة األثيوبي وأثره على السودان ومصر ،جامعة إفريقيا العالمية بالتعاون مع السفارة األثيوبية بالخرطوم،
الخرطوم.1121/22/16 ،
225
ميرغني تاج السر عميد معهد الدراسات البيئية سابقأ بجامعة الخرطوم إلى ان السد
سيؤثر على األمن المائي والغذائي في السودان وبالتالي على التنمية المستدامة وبالتالي
على األمن القومي في السودان ،واشار إلى أن العالقات الدبلوماسية بين السودان
وأثيوبيا إذا افترضنا حسن النية وحسن الجوار حتى النهاية سيكون الناتج جيدا ،ولكن
ال يمكن أن نفتراض حسن النية للنهاية فمن يضمن ذلك؟ ،وبالنسبة للمسائل البيئية
اشار إلى تقليل اإلطماء ،وتأثر الزراعة الفيضية ،وصيد االسماك نتيجة فقد المواد
()1
العضوية المحجوزة في السد.
فيما يلي الجوانب القانونية لقضية السد يقول د .أحمد المفتي مستشار و ازرة الري
السودانية االسبق ومدير عام مركز الخرطوم الدولي لحقوق االنسان والعضو المستقيل
من اللجنة الدولية لسد النهضة األثيوبي :أن في العالم أكثر من 161مورد مائي مشترك
بين أكثر من دولة ،وأي منشأ على موارد مائية مشتركة يمر بمرحلتين كبيرتين :مرحلة
أولى تتضارب فيها المصالح ،وهي مرحلة الترتيبات القانونية والمؤسسية ،والمرحلة
الثانية التي يحصل فيها إتفاق .مرحلة الترتيبات القانونية والمؤسسية ،وهذه المرحلة
األهم ،وأثيوبيا حسمت المرحلة األولى وقننتها ،وثبتت أنها ال تعترف باإلتفاقيات السابقة
لتقاسم مياه النيل ،وقدمت اعتراضها لالمم المتحدة ووقعت إتفاقا مع الدول الستة ،ونفذت
إتفاق عنتبي ،عليه فالسودان ومصر ال يستطيعون الكالم عن ملكية مشتركة وال تشغيل
مشترك للسد اآلن ،واألولوية األولى اآلن هي الكالم عن الترتيبات القانونية ،وهذا األمر
ألهميته يجب أن يطرح فو ار على الراي العام عسى ولعل نلحق قبل أن ينتهي كل شيء
وال تكون هناك فرصة للحاق( ،)2وقال إنه أوضح رأيه في سد النهضة منذ العام 1122
ندوة سد األلفية األثيوبي ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم، ( )1ميرغني تاج السر،
.1121/6/21
( )2أحمد المفتي ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
226
لكنه لم يجد القبول ،ويجمل رؤيته في القول إنه قبل البدء في تشييد أي سد على نهر
مشترك ،ينبغي على الدول المشاطئة أن تسلك واحدا من ثالثة طرق :اإلتفاق على
الملكية المشتركة للسد مثل تجربة سد مننتالي على نهر السنغال ،أو اإلتفاق على إطار
قانوني ومؤسسي عام إلنشاء السد ،أو اإلتفاق على اإلدارة المشتركة أو قواعد الملء
األول والتشغيل المستدام للسد ،واضاف "لألسف لم تسلك مفاوضات سد النهضة أيا
()1
من تلك الطرق المتعارف عليها ،وال حتى أضعف الطرق وهو اإلدارة المشتركة".
الحقاً أوضح الدكتور أحمد المفتي " أن سد النهضة أصبح حقيقة واقعة بشرعية
فنية وقانونية وقع عليها رؤساء الدول الثالث ،وعنده مشكلة تهم السودان البد من
معالجتها ممثلة في أن كل ترتيبات السد ال تتكلم عن األمن المائي خاصة أن إستراتيجية
السودان المائية تقوم على األمن المائي بشقيه من محافظة على حصته المنصوص
عليها في إتفاقية 2858م بجانب زيادة موارده المائية ،وبرهن المفتي على ذلك بأن
إتفاقية المياه لألمم المتحدة وإتفاقية عنتبي وإتفاقية 2811م تحدثت عن األمن المائي
في وقت تجاهلته إتفاقية سد النهضة منوهاً الى أن إتفاقية 2811نصت على عدم
مساس أثيوبيا بمياه النيل إال بموافقة السودان ،وأشار المفتي إلى هنالك مطلوبات فنية
وقانونية البد من توفرها قبل تشييد أي سد على نهر مشترك ،مؤكدا عدم وجود جدوى
إقتصادية من السد بالنسبة للسودان( ،)2وفي تعليقه علي مفاوضات واشنطن بين
االطراف الثالثة في حضور الراعي الواليات المتحدة وصندوق النقد الدولي صرح د.
أحمد المفتي لوكالة سونا لالنباء" :إن إتفاق االطراف الثالث (السودان ومصر وأثيوبيا )
في مفاوضات واشنطن التي عقدت في الفترة من 32 -16يناير 1111حول مياه سد
النهضة ناقص وال يخدم مصالح السودان المائية" ،وأضاف :إن هذا اإلتفاق قد تجاهل
227
وتجاوز مسارات تمس أمن السودان المائي ،مشي اًر إلى أن هذه المسارات تتمثل في أمان
السد وضرورة اجراء الدراسات البيئية واإلجتماعية واآلثار المترتبة عنها ،قبل الشروع
في أي خطوة ،كما تجاهل اإلتفاق أهم نقطة وهي تحديد حصة السودان من المياه،
مضيفاً إذا كانت إتفاقية مياه النيل لعام 2858م التي بموجبها قام السد العالي حددت
نسبة السودان من مياه النيل ،وتساءل كيف تجاهلت اطراف اإلتفاق هذه النقطة المهمة،
مطالباً الوفد السوداني المشارك في هذه المفاوضات بادراج هذه النقاط في مسودة اإلتفاق
قبل التوقيع عليها بصورة نهائية بنهاية الشهر الجاري بالتركيز على مسألة تحديد حصة
()1
السودان من المياه لجهة أن السودان قطر زراعي ويعتمد على المياه بشكل أساسي.
في ذات الجانب القانوني ،قال د .فيصل عبدالرحمن علي طه خبير القانون الدولي
واألستاذ بجامعة الخرطوم سابقا ،أن علي أثيوبيا التزامين بمقتضي القانون الدولي،
االلتزام األول ناتج عن اإلتفاقية الثنائية المبرمة في 2811بين األمبراطور منليكك
الثاني وحكومة السودان حينها ،أما االلتزام الثاني فمصدرة القانون الدولي العرفي الذي
يلزم الدول المشاطئة للمجري المائي الدولي بإستخدامه بطريقة منصفة وبعدم التسبب
في ضرر ذي شأن للدول ألمشاطئة األخرى ،وبإبالغ الدول المشاطئة األخرى مسبقا
بأي اجراء تزمع دولة مشاطئة تنفيذه ،وقد دون هذا في إتفاقيه " قانون إستخدام المجاري
المائية الدولية التي أعدت مشروعها لجنه القانون الدولي( ،)2وكتب معلقاً علي إعالن
المبادئ بشأن سد النهضة الموقع في 1125بين قادة السودان ومصر وأثيوبيا" :ونالحظ
أن اإلعالن لم ينص على مبدأ االبالغ المسبق لالجراءات أو التدابير التي تزمع إحدى
دول المجرى المائي اتخاذها ،ولكن يجدر بنا أن نذكر أن هذا المبدأ توفره للسودان في
https://suna- االلكتروني الموقع علي منشور السودانية لالنباء سونا لوكالة تصريح المفتي، أحمد ()1
.1111 /1/8 ،sd.net/ar/single?id=539010
أثيوبيا تجاه السودان " منشور علي الموقع االلكتروني ( )2فيصل عبدالرحمن علي طه ،مقال بعنوان "سد النهضة والتزامات
،www.Sudanile.com/indexphp/2008-5في .1123/21/11
228
عالقاته المائية الثنائية مع أثيوبيا المادة الثالثة من إتفاقية 25مايو 2811المبرمة بين
أثيوبيا وبريطانيا ،تلزم هذه المادة أثيوبيا قانوناً باخطار السودان مسبقاً والتشاور معه
مبك اًر قبل الشروع في تنفيذ أي تدابير تزمع القيام بها على بحيرة تانا أو النيل االزرق،
()1
وهذا ما لم يحدث في حالة سد النهضة".
المهندس يحيى عبد المجيد خبير المياه العالمي ،مستشار األمم المتحدة ووزير
الري السوداني األسبق ،حذر من مخاطر إنهيار السد وأكد بكلمات واضحة الغبش فيها
أن احتمال إنهيار السد وارد ،وأضاف في هذا الصدد ":الهضبة األثيوبية هشة جدا وبها
تحركات بركانية كثيرة" ،ثم قال" :فيما يتعلق بالطمي فان تراكمه بالخزان يقلل من عمره
وسوف ينهار السد بتراكم الطمي ،المخاوف هي أن الخزان سيخزن 14مليار متر
مكعب من المياه ،والمياه لها وزن ثقيل ،واألرض بالمنطقة ،كما ذكرنا بها تحركات
بركانيه وزلزاليه" ،وأضاف "أن قيام سد االلفية يقلل فرص االنتفاع من تعلية الروصيرص
وضمور فرص التحاريق الزراعية" ( ،)2وقدم لو ازرة الري السودانية في نوفمبر 1128
مبادرة حول الجوانب الفنية تحت عنوان "أزمة سد النهضة إمكانية الحل وسبيل النهضة"
نصها:
أ .لتفعيل سد النهضة وإستغالل فوائده المحتملة لمصلحة البلدان الثالثة،
سيتعين إعادة النظر في عمليات إدارة وتشغيل السدود الحالية في السودان
ومصر .إعادة النظر يتطلب تغيير إدارة وتشغيل السد العالي في أسوان حيث
يجب تغيير طريقة التخزين من التخزين القرني (التخزين على مدار السنين)
إلى التخزين السنوي ،بحيث تقلل سعة بحيرة ناصر إلى مستوى يحافظ على
إنتاجية السد من الكهرباء ويمكن من تمرير احتياجات أدنى النهر ،يتم تشغيل
( )1فيصل عبدالرحمن علي طه ،مقال بعنوان "قراءة قانونية في اتفاق اعالن المبادئ بشأن سد النهضة" ،منشور علي الموقع االلكتروني
،www.alrakoba.net/187972في .1125/3/15
( )2يحيى عبد المجيد ،صحيفة الصحافة.1123/4/3 ،
229
السد العالي حاليا بشكل أساسي لتلبية متطلبات مستخدمي المياه أدنى النهر
والتي يبلغ إجمالها 55.5مليار متر مكعب في السنة ،يبلغ الحد األدنى
لالرتفاع لتوليد الطاقة وتصريف متطلبات مستخدمي المياه أدنى النهر 241
م فوق مستوى سطح البحر ( 32.8مليار متر مكعب) ،ومستوى االرتفاع
من ()261-215م فوق مستوى سطح البحر ( 261-212مليار متر
مكعب) محجوز لعمليات تخزين الطوارئ أو الحماية من الفيضانات .تقلل
سياسة إدارة الجفاف عمليات التصريف لمتطلبات أدنى النهر بنسبة ،٪5
إذا قل حجم التخزين في بحيرة ناصر عن 61مليار متر مكعب (258.4م
فوق سطح البحر) ،و ٪21إذا قل الحجم المخزن من 55مليار متر مكعب
( 251.6م فوق سطح البحر) ،و25%إذا قل الحجم المخزن عن 51مليار
متر مكعب ( 255.1م فوق سطح البحر) ،عليه نقترح خفض مستويات
البحيرة إلى 51مليار متر مكعب ( 255.1متر فوق مستوى البحر) خالل
سنوات تعبئة سد النهضة على أن يبدأ التخزين فيه بعد ملء بحيرة السد
العالي ومن ثم خفضها تدريجيا خالل سنوات الملء إلى 51مليار متر
مكعب وبعدها يتم اعتماد سياسية تشغيل بتخزين سنوي تصعد فيه البحيرة
وتهبط حسب التصريفات الواصلة من المنبع واحتياجات أدنى النهر ،وبذلك
ستحافظ مصر على قدرة السد لتوليد الطاقة وستتمكن مصر من مقابلة
متطلبات أدنى النهر نتيجة شح اإليرادات خالل فترة الملء ،تعديل طريقة
التخزين في السد العالي إلى التخزين السنوي وتحويل التخزين القرني إلى
سد النهضة ،سيقلل فواقد التبخر الناتجة من التخزين القرني المقدرة ب21
مليار متر مكعب سنويا والتي ستحول إلى سد النهضة حيث معدالت التبخر
الضعيفة نسبة لمناخ تلك المنطقة عكس التبخر العالي في جنوب مصر
211
وشمال السودان ،وفًقا إلتفاقية عام 2858أتفق على تحمل فواقد التبخر
مناصفة بين البلدين عليه تقليل فواقد التبخر سيساعد في زيادة إيراد النيل
ليزيد نصيب السودان ومصر بمناصفة اإليراد الزائد حسب اإلتفاقية بأثر
إيجابي عكس الوضع الحالي ويمكن إستغالله لتسريع ملء بحيرة سد النهضة
باعتباره خارج حسابات اإليراد في الوقت الحالي ،كذلك يجب إعادة النظر
في طريقة إدارة وتشغيل السدود في السودان وخاصة سدى الروصيرص
ومروي وذلك للحفاظ على إنتاج الكهرباء في السودان على مدار العام.
ب .بالنسبة ألثيوبيا يجب إقناعها بتقليل التخزين في سد النهضة للمستوى الذي
يمكنه من توليد 6111ميغاواط ،عليه نقترح أن تنخفض سعة بحيرة سد
النهضة إلى 61مليار متر مكعب حيث أن السعة التصميمية الحالية (14
مليار متر مكعب) تعتمد على إيراد سنوي يبلغ 58مليار متر مكعب (تخزين
بناء على
حي) وهو إيراد عالي جدا واحتمالية حدوثه ال تتجاوز ٪25فقط ً
بناء
آخر 211عام من سجالت التصريف ،يجب تصميم بحيرة سد النهضة ً
على السنة المتوسطة (نسبة حدوثها )%51والتي يبلغ إيرادها السنوي 46
مليار متر مكعب مع الحفاظ على حجم التخزين الميت كما هو ( 24مليار
متر مكعب) ،مما سيؤدي إلى تقليل تكلفة إنشاء سد النهضة المرتفعة أصال
وسيعزز كفاءة توليد الطاقة المقدرة بـ ٪33فقط مع افتراضات التصميم
الحالية إلى جانب تقليص فترة الملء وهو مصدر الصراع بين مصر وأثيوبيا.
ت .بالنسبة لطريقة الملء يجب اإلتفاق مع أثيوبيا على تصريف الكميات التي
تحتاجها كل من مصر والسودان وفًقا للحصة المنصوص عليها في إتفاق
2858بتقسيم متوسط التدفق السنوي على أيام السنة ثم تحجز أثيوبيا ما
212
يوميا إلى المصب خالل موسم
يفيض مع مراعاة زيادة الكمية الصادرة ً
األمطار (يونيو -سبتمبر) لسببين أساسيين:
.2لتقليل كمية الترسبات في بحيرة سد النهضة لتقليل معدل ملء التخزين
الميت.
.1ضمان دول المصب لجزء كبير من نصيبها في حالة سنوات الجفاف.
ث .بتبني هذا االقتراح موافقة كل األطراف عليه ستقدر فترة ملء البحيرة بأربع
سنوات وهي فترة مقبولة كحل وسط بين االقتراحين المصري واألثيوبي.
"مع هذه الصيغة ،فإن حصة مصر في مياه النيل قد تصل إلى 61مليار
متر مكعب بعد اكتمال ملء بحيرة سد النهضة ،كذلك تقليل التخزين في
بحيرة ناصر من شأنه أن يمكن السيطرة على البحر في دلتا النيل والحد من
تدفق المياه المالحة المتزايدة من البحر المتوسطي بتفعيل كل القناطر
الموجودة على شريط نهر النيل برفع مستويات حجز المياه فيها بدل من
حبسها في السد العالي حاليا .
كذلك يمكن أن تزيد حصة السودان إلى 13مليار متر مكعب بعد اكتمال
ملء بحيرة سد النهضة ،وسنتمكن من السيطرة على الفيضانات السنوية
المدمرة ،مع ضمان تمكن سدودنا من توليد الكهرباء طول السنة وإمكانية
استيراد فائض الكهرباء من أثيوبيا" .اهـ
وزير الري االسبق المهندس كمال علي محمد أكد أن اللجنة الثالثية المدعومة
بخبراء دوليين أوضحت في تقريرها في مايو 1123أن هناك جملة مخاطر ،هي عدم
سالمة السد وعدم اكتمال الدراسات ومخاطر الملء األول ونظم التشغيل وتدني كفاءة
إنتاج الكهرباء إلى أقل من ،%13ويقول إن هيئة االستصالح األميركية حددت سعة
تخزين السد بـ 22مليار متر مكعب على أسس هندسية" ،لكن اللجنة الوطنية السودانية
211
وافقت مع أثيوبيا على أن تكون سعة السد 14مليار متر مكعب من المياه دون أي
دراسات" ،وكشف أن وثيقة إعالن المبادئ التي وقعها قادة الدول الثالث أعطت أثيوبيا
الحق في اتخاذ وتنفيذ كل الق اررات الخاصة ببناء السد وتشغيله ،قائال إن هذا ينسف
ويدمر األمن القومي المائي السوداني ،ويرى أن األضرار التي وصفها بالخطيرة تشمل
استحالة ملء وتوليد الكهرباء من خزاني "الروصيرص" و"سنار" ،مع استحالة توفير مياه
الري لكل المشروعات على طول النيل األزرق خالل فترة الملء وهي 46يوماً(،)1
وطالب الخرطوم بمراجعة موقفها حيال السد ،وقال إنه سيظل يتحدث عن مخاطر سد
النهضة على السودان بالحقائق العلمية ،وأكد أنه أوضح بالدراسات والمنهج العلمي،
أضرار سد النهضة بسعة 14مليار متر مكعب على السودان ونصح ليكون حجم
التخزين 22مليار متر مكعب ،وأشار إلى أن "ما يردده خبراء و ازرة الكهرباء والموارد
المائية بأن حجز مياه الفيضان والطمي في سد النهضة وتمرير 231مليون متر مكعب
في اليوم في السنة العادية مفيد للسودان ،هذا خطأ كبير بل العكس هو الصحيح علمياً
وهندسياً وهايدرولوجياً وزراعياً" ،وأكد أن السعة التخزينية للسد تترتب عليها أضرار
خطيرة بسبب حجز مياه الفيضان تشمل استحالة ملء خزاني الرصيرص وسنار وتوليد
الكهرباء منهما واستحالة توفير مياه الري لكل مشروعات الري على طول النيل األزرق
خالل فترة الملء وهي 46يوماً ،عالوة على أن حجز مياه الفيضان وحجز الطمي ما
يؤثر على الزراعة والمياه الجوفية والري الفيضي والغابات والبساتين ،ودلل على آرائه
قائال إن "هذه المخاطر الجسيمة تحدث في فيضان العام 1125المنخفض بالرغم من
أن حجمه يساوي أربعة أضعاف حجم المياه التي سيمررها سد النهضة عند اكتماله"،
وزاد "هذا يؤكد بوضوح أن سد النهضة سيكون كارثة على السودان" ،وحذر من أنه في
حال جمع احتياجات الري اليومية من مشروعات النيل األزرق المرتقبة في أثيوبيا
213
واحتياجات ترعتي كنانة والرهد ومشروعات السوكي والرهد وسكر شمال غرب سنار
والجزيرة والجنيد والحرقة ونور الدين وسوبا وشرق النيل فإن المياه التي ستصل الخرطوم
من الـ 231مليون متر مكعب يومياً من سد النهضة ستكون أقل من خمسة ماليين
متر مكعب ،ورأى أن وثيقة إعالن المبادئ التي وقعها زعماء السودان ومصر وأثيوبيا
في مارس 1125أعطت أثيوبيا كل الحق لبناء سد النهضة وتشغيله ونسفت إتفاقية
2811ومبدأ اإلخطار المسبق وتدمير األمن القومي المائي السوداني ولم تعطي
السودان إال مجرد أسبقية في شراء الكهرباء حال وجود فائض ،وطالب كمال علي خبراء
و ازرة الكهرباء والموارد المائية بأن يعترفوا بالمخاطر الجسيمة لسد النهضة على السودان،
وأشار إلى أن أثيوبيا وافقت منذ ستينيات القرن الماضي على دراسات هيئة االستصالح
األميركية األكفأ عالميا في مجال السدود والتي حددت سعة التخزين بمقدار 22مليار
متر مكعب وليس 14مليار ،وقال "السودان أخطأ وأصر على الوقوف مع أثيوبيا بأن
يكون حجم السد 14مليار بدون أي أسس علمية والجميع يدركون أن السد بهذه
()1
الضخامة سيهدد السالمة واألمن المائي القومي السوداني".
الدكتور محمد األمين محمد نور ،المستشار سابقاً بوحدة تنفيذ السدود بالسودان،
قال إنه "مهما نفذت أثيوبيا من تحوطات ومقويات فإنها لن تزيل المخاطر المحتملة من
مضيفا أن "الخطر سيظل معلقا فوق رؤوس أهل السودان من والية النيل األزرق
ً السد"،
حتى الخرطوم" ،وأشار إلى "غياب ثقافة إزالة المخاطر من الجهات السودانية
المختصة" ،ودعا إلى "ضرورة إجراء دراسات مشتركة بين مصر والسودان وأثيوبيا،
()2
حول مخاطر السد وسبل مواجهتها".
( )1كمال علي محمد ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات ،مركز تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،الخرطوم،
.1125/8/6
( )2محمد األمين محمد نور ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات ،مركز تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية،
الخرطوم.1125/8/6 ،
214
البروفسير محمد الرشيد قريش اصدر دراسة عن موضوع سد النهضة ومضاره
ومخاطره علي السودان :ذكر فيها" :ان المروجون للسد يضخمون إيجابياته لدرجة ذكر
أشياء أثيوبيا نفسها لم تدعيها كالحماية من الفيضانات ،بينما ينكرون األضرار ويغفلون
ذكر مخاطر وسلبيات السد التي تحيط به احاطة السوار بالمعصم" ،ويذكر بروفسير
قريش عدة مخاطر منها :عدم جدارة الموقع ( طبوغرافيا غير مالئمة ،زلزالية الموقع،
االنزالقات األرضية ) ،حجم السد يزيد التعويق وزيادة فرص إنهيار السد بسبب طبيعة
الموقع ،أما األضرار فيذكر منها :إنقاص الماء الوارد للسودان وتداعيات ذلك على إنتاج
الطاقة الكهربائية ،فرق التوازن المائي ،تصريف التوربينات،زيادة التبخر ،كذلك يذكر
عدة تناقضات بين أهداف السد ( التوليد الكهربائي األثيوبي والري السوداني ،الكهرباء
والحماية ،الكهرباء والمالحة ،المياه الجوفية) ،وفند د .قريش في دراسته تلك فوائد السد
المزعومة واحده تلو أخري ،وذكر أنه بالنسبة للمخاطر فأكثرها إنهيار السد ،وهناك
()1
أيضا ضياع حقوق السودان المائية التي ستعطش المشاريع وتنشر الجوع في البلد.
عليه يمكن تلخيص اضرار ومخاطر قيام سد النهضة األثيوبي على السودان في
االتي:
.2إحتمالية إنهيار السد يؤدي حتما إلى نتائج خطيرة تضر السودان وتغرق مدنه .
.1تجريف االرض وزيادة الهدام.
.3نقص حصة السودان نتيجة للتخزين الميت بالسد.
.4تغير التركيبة البيئية في السودان نتيجة للتخزين في بحيرة سد النهضة .
.5وأثر السد على التغير المناخي والتنوع االحيائي في المنطقة وعلى الحياة البرية.
.6األثر السالب علي الري الفيضي.
( )1محمد الرشيد قريش ،مقال "كيف سيضار السودان من سد النهضة ومتالزماته" ،منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي
للدراسات اإلستراتيجية االلكتروني.democraticac.de/p=44896
215
.1األثر السالب علي حرفة صيد االسماك التي يمتهنها عدد مقدر من سكان
السودان المقيمين علي النيل االزرق.
.6امكنية تحكم أثيوبيا في بوابات السد فيمكنها وفق ذلك أن تقلل أو تزيد كميات
المياه المتدفقة مما يؤثر علي تشغيل السدود السودانية وانتاج الكهرباء منها.
.8التوتر السياسي في العالقات بين السودان وأثيوبيا حال عدم التوصل إلتفاق
وهنا إذ حدث توتر سياسي في المستقبل فإنه يمكن أن يستعمل السد نوع من
أسلحة الضغط على حكومة السودان.
رأي ثالث حول سد النهضة األثيوبي
هذا الراي لخبراء سودانيين يرون أن آثار سد النهضة علي للسودان بين فوائد
يجنيها من السد ،واض ار ومخاطر ،ويؤكدون أن كال من الفوائد واالضرار المترتبة من
سد النهضة تعتمد علي طرق ملء وتشغيل السد وتعاون أثيوبيا واإلتفاقات التي ستحكم
ذلك.
اإلمام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان االسبق ورئيس حزب االمة القومي
عضو مجلس أمناء المجلس العربي للمياه ،في مداخلته بعنوان (سد األلفية حميد نقبله
أم خبيث نرفضه؟) التي شارك بها في ندوة دار المهندس الشهيرة واعادت نشرها عدة
صحف ومواقع الكترونية ،دعا إلى ابرام إتفاقية حوض النيل جديدة بمشاركة كل الدول
المتشاطئة تركز علي تحديد أحقية كافة األطراف وكيفية تجنب اإلضرار بالحقوق
()1
المكتسبة.
دكتور يعقوب أبوشورة زير الري والموارد المائية األسبق – رحمه الله – كان من
أوائل من ربط الموقف من سد النهضة باالعتماد علي التعاون واإلتفاق بين كل من
( )1الصادق المهدي ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم ،1121/6/21 ،نشر ايضا علي
الموقع االلكتروني www.sudanile.comفي .1123/8/6
216
الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا.،حيث ذكر أنه فيما يتعلق بمياه النيل ال بد من
تعاون مشترك بين دول حوض النيل ألنه مهما يكن من اختالفات ال بد من هذا التعاون،
ولم ينفي أن السدود في أثيوبيا مفيدة بالنسبة للسودان بشكل عام ،وبالنسبة لسد النهضة
هناك أشياء هامة :كموقع السد ،وتصميم المشروع والتخزين وما يخصم من مياه النيل،
والناحية اإلقتصادية والبيئية ،وتشغيل المشروع بتفاصيله ويبنى عليه تشغيل سدود
()1
السودان ونبني عليها مشاريع سواء لفائدة الزراعة أو الكهرباء.
د .سيف الدين يوسف محمد سعيد الخبير المائي والمحاضر السابق باالكاديمية
العليا للدراسات اإلستراتيجية واألمنية بالسودان ،عدد اآلثار اإليجابية من السد في إنتظام
اإلمداد المائي طوال العام ،وتقليل كمية الطمي حيث سيحجز السد جزء كبير منه،
وامكانية إمداد السودان بكهرباء رخيصة من السد ،ومع تأكيده علي اآلثار االيجابية من
السد ،عاد واشار لآلثار السالبة ،ومنها الحرمان من مياه الفيضانات التي تقوم بتغذية
المياه الجوفية وتخزينها ،ثم أن تقليل نسبة الطمي التي تصل لألراضي السودانية معناها
أيضا تقليل درجة خصوبة التربة وزيادة أثر الهدام ،ألن الطمي هو الغذاء المتجدد
للتربة ،كما أن تخزين المياه خلف سد النهضة سيعني بالضرورة تقليل المخزون
االستراتيجي السوداني من المياه ،وجعل السودان خاضعا للضغوط بعد تخزين المياه
خارج حدوده ،كذلك تأثر مناطق زراعة الري الفيضي ،خاصة الجروف التي ستفقد
دفعات المياه التي كانت تصلها ،باإلضافة ألثار بيئية سالبة لم تجر عليها الدراسات
والبحوث حتى اآلن ،اضافة لمخاطر وجود السد في منطقة األخدود اإلفريقي ،وإنه قد
يحرك النشاط الزلزالي في المنطقة ،ايضاً اشار إلى إن مياه الهضبة األثيوبية نقصت
حوالي %11بفعل المناخ ،وأن قيام السد سيؤثر على السودان ،وجملة المياه الموجودة
في السودان تقدر بـ ( )11111مليار متر مكعب منها ( )4111مليار مياها جوفية،
( )1يعقوب أبو شورة ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
217
وهذا السد سيجعلها تقل إلى حوالي 611مليار ،وأثيوبيا ال تحتاج السد في الزراعة،
ألنها ال توجد لديها األراضي الزراعية ،ولكنها تريد احكام السيطرة على األمن المائي
للسودان ومصر بحلول العام ،1115وقال إن تنفيذ السد على النيل األزرق يعني نقل
المخزون المائي من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة األثيوبية ما يعني التحكم األثيوبي
الكامل في كل قطرة مياه ،وكشف عن حدوث خلل پيئی حال قيام السد ،واقترح على
الحكومة السودانية إبرام إتفاقيات مع أثيوبيا الستدامة إعداد المياه المتفق عليها سابقا
وكيفية تأمينها في فصل الجفاف إلى جانب اإلتفاق على كيفية التشغيل وفترة ملء
الخزانات باإلضافة إلى وضع إستراتيجية مائية وطنية تقوم على مبدأ التعاون والتركيز
()1
على عدم اإلضرار بالغير واالهتمام بالمياه الجوفية.
حسن عبد القادر هالل وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية السوداني االسبق اشار
إلى أن لسد األلفية إيجابيات وسلبيات ،ومن ايجابياته :توليد طاقة كهربائية مائية
رخيصة وصديقة للبيئة ال تلوثها وال تضر اإلنسان المرتبط باألرض والماء والهواء،
والتنمية النظيفة من ضمنها الكهرباء المولدة من الخزانات ألنها طاقة متجددة وبالتالي،
من ناحية بيئية فالتوليد الكهربائي صديق للبيئة ومتصالح معها ،حل مشكلة اإلطماء
المتراكم الذي يشكل مشكلة اآلن في مشروع الجزيرة وانسداد القنوات ،السيطرة على
الفيضانات والتحكم في مياه الفيضانات ،الري المنظم طوال العام ،محاربة التصحر
والزحف الصحراوي ،ومن سلبيات السد :خطر إنهيار السد ألن المنطقة منطقة تصدعات
وتقع في األخدود األفريقي العظيم وهذا لوحدث سوف يغرق عواصم وحضارات ومدن
وسوف يغرق حتى العاصمة الخرطوم ،الهضبة تجعل إنهمار الماء سريعا مما يتسبب
في تجريف األرض وزيادة الهدام ،والسد سوف يقلل من إنهمار المياه ،يقام السد على
بعد 41كلم شرق الحدود السودانية في منطقة بني شنقول في مدخل الحدود السودانية،
( )1سيف الدين يوسف محمد سعيد ،ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني ،مركز طيبة برس ،الخرطوم.1123/6/6 ،
218
وأثره على البيئة يكمن في أن أي بحيرة يقيمها اإلنسان تؤثر على البيئة وتساهم في
التغير المناخي والتنوع اإلحيائي في هذه المنطقة وتؤثر على الحياة البرية ،ومن
المخاطر البيئية كثيرة :تهجير السكان من أراضي رطبة حول البحيرة ألراضي جافة
()1
وهامشية.
بروفيسور إكرام محمد صالح ،تُفيد بأن الفوائد من السد أكثر من االضرار المحتملة
ويجب التركيز في التفاوض على تعظيم الفوائد وتقليل االضرار.
من مطالعة اراء الخبراء اعاله يضم الباحث رأيه للفريق الثالث فمع االقرار بفوائد
سد النهضة األثيوبي علي السودان ،يجب عدم إنكار مخاطر واضرار السد ،والمعيار
األساسي في تقييم ذلك هو وجود إتفاق محكم مبني علي الحقوق القانونية للسودان والتي
تقرها القوانين واإلتفاقات الدولية ،اضافة لالسس والدراسات العلمية والحقائق المتربة
علي االعتراف أن النيل االزرق الذي نعرفه لن يكون هو هو بعد اكتمال وتشغيل أثيوبيا
للسد.
( )1حسن عبد القادر هالل ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
219
الفصل الخامس
إستراتيجية الحفاظ علي مصالح السودان المائية
المبحث األول:
إستراتيجية السودان المائية
الموارد المائية في السودان
من الشائع أن السودان يتمتع بموارد مائية هائلة ،ولكن إعادة النظر في هذا
المفهوم أصبحت ضرورة عاجلة لعدة اسباب تستدعى معرفة الموارد المائية للسودان في
الوقت الحاضر والمستقبل ومفهوم وحالة األمن المائي للسودان حتي يتثني مواجهة
المهددات التي تهدده ووضع اإلستراتيجية المائية التي تحمي وتحافظ علي مصالح
السودان المائية ،من هذا المنظور يلزم معرفة الموقف الراهن من الموارد المائية وكفاءة
إستخدامها ،كما يلزم أيضاً أن نتعرف على درجات اإلنخفاض في معدل األمطار
السنوي وما يلزم ذلك من االرتقاء بإدارة المياه على ضوء المتغيرات المناخية ،آخذين
في االعتبار ما ط أر من متغيرات فيما يتعلق بموارد السودان المائية.
أن إجمالي هطول
أكثر الموارد المائية وفرًة هي مياه األمطار وتُشير التقديرات إلى ّ
االمطار في السودان يبلغ نحو 2,151مليار متر مكعب ،ويتفاوت هطول األمطار من
حيث الكمية والتردد (مقدار وابل األمطار المستقل) ،حيث تنخفض كميتها عموماً من
الشمال إلى الجنوب ( ،)1وقد إنخفض معدل هطول األمطار السنوي في السودان منذ
إنفصال الجنوب من 2,161مليار متر مكعب إلى حوالي 441مليار متر مكعب،
ويمتد موسم األمطار من شهر يونيو إلى سبتمبر ،ويصل إلى ذروته في أغسطس ،وال
تطور الحصاد ٍ
تتم ممارسة إستغالل مياه األمطار والفيضانات على نطاق واسع ،كما أن ّ
)1( Makawy، A.Y.I.، 1123. Transboundary Water in Sudan Post the Separation of South Sudan. Faculty
of Engineering، University of Khartoum.
231
ٍ
نطاق المائي ضعيف ،وعلى الرغم من ِقدم هذه الممارسة ،إال أنها ال تنفذ سوى على
ضيق ،وتُستخدم مياه األمطار لزراعة حوالي 35مليون فدان من الذرة البيضاء والدخن
والزراعة نصف التقنية ،كما تتبخر معظم مياه األمطار ،بالرغم من أن بعضها ُيعيد
تغذية المياه الجوفية أو يجري في الجداول الموسمية ،وعلى مستوى احواض المياه،
يوجد في السودان سبعة أحواض رئيسية هي:النيل ،األحواض الداخلية الشمالية ،بحيرة
تشاد ،أحواض الساحل الشمالي الشرقي ،بحيرة توركانا ،بركة ،نهر القاش.
كما يوجد في السودان حوالي مليون هكتار من المياه السطحية ،أهمها نهر النيل
وروافده الذي يمتد على طول 1,111كيلومتر .ويوجد العديد من مجاري المياه الموسمية
(األخوار) التي تجري خالل موسم األمطار القصير ،ولم يتم قط قياس حجم تدفقها،
ومدة تدفقها ،وجودة المياه .ويبلغ إجمالي التدفق السنوي لألنهار الدائمة نسبياً ،خارج
حوض النيل ،حوالي 1,1مليار متر مكعب ،أهم هذه األنهار هي نهر القاش ،وبركة،
وخور أربعات في الشرق ،ووادي أزوم وجلول إلى جانب الكثير غيرها في دارفور ،وخور
أبو حبل ،الذي يستنزف المياه من جبال النوبة في جنوب كردفان.
اضافة لذلك يوجد 31نوعاً متمي اًز من المناطق الرطبة في السودان تم إدراج ثالثة
منها على قائمة رامسار لألراضي الرطبة ذات األهمية الدولية ،إحداها هي الميعات
(البحيرات الهاللية) في حظيرة الدندر القومية ،تتضمن األراضي الرطبة في السودان:
بحيرات المياه العذبة ،ومن األمثلة على ذلك الرهد ،وكوندي ،وكيلك ،واألبيض
في غرب السودان ،وهي غنية بالتنوع البيولوجي ،وخاصة الطيور المائية
()1
والالفقاريات الدقيقة.
)1( Green، J.; Moghraby، A.I. el-; Ali، O.M، 1984. ‘A Faunistic Reconnaissance of Lakes Kundi and
;Keilak، Western Sudan.’ Limnology and Marine Biology of the Sudan . Dumont، H.; Moghraby، A.I. el-
Dussougi، L.A. (Eds). Springer.
232
البحيرات الموسمية ،توجد هذه في مناطق مختلفة وتشمل بوطة ريا ،وأم بادر،
()1
والفولة ،وراس أمير ،وأم البقارة ،وكيبو ،وأندر ،وزيلى.
البحيرات البركانية ،توجد بحيرتان بركانيتان في جبل مرة (دريبة) وتالل ميدوب
(المالحة) كالهما بحيرات ملحية.
الجداول الجبلية وتتضمن وادي شلنغو ،الذي يستنزف مساحة مستجمعات تبلغ
حوالي 6,451كيلومتر مربع على الجانب الغربي لجبال النوبة ،ويمتد من
الجنوب إلى الجنوب الغربي عبر تالل من الحجر الرملي لتصريفها في منطقة
دلتا تبلغ مساحتها حوالي 1,111كيلومتر مربع حول نعيمة ،تُستنزف الحافة
الجنوبية للدلتا بمجمع قناة الرقبة الزرقا ،الذي يرتبط ببحر الغزال على بعد حوالي
251كيلومتر عند مصب مدينة أبيي ،ويعتبر أربعات المجرى المائي الدائم
الوحيد الذي يستنزف تالل البحر األحمر.
الينابيع الحارة ،تعتبر حمامات عكاشة عند ذيل بحيرة النوبة ،األسهل وصوالً.
توجد الينابيع األخرى في كويال (جبل مرة) ،والحارة (وادي أزوم) وفي تالل
ميدوب.
سر أكبر من مصادر المياه األخرى خالل موسم الجفاف تتوافر المياه الجوفية ّبي ٍ
ٍ
بشكل كلي تقريباً ،على المياه الطويل ،ويعتمد ما ال يقل عن %61من السكان،
ّ
الجوفية ،وبعيداً عن حوض النيل وغيره من آبار األنهار غير النيلية ،تعتبر المياه
الجوفية المصدر الوحيد للمياه ،ويبلغ حجم المياه الجوفية المتوفر 811مليار متر
كل من السودان
مكعب ،مع إعادة تغذية سنوية تبلغ 2,563مليار متر مكعب ،ويتشارك ٌ
ومصر وليبيا بخزان الحجر الرملي النوبي المائي تتم إعادة تغذيته من نهر النيل في
)1( Moghraby، A. I. el-، 2011. ‘Water Security after the 9th of January Referendum .’ A presentation to
the Sudanese Environmental Forum.
231
السودان وبمساحة تغطي حوالي %18من مساحة السودان ،يعتبر الخزان طبقة المياه
()1
الجوفية األكثر أهمية في البالد.
هنالك ايضا مصادر غير تقليدية في السودان حيث اعتاد القرويون في غرب
السودان ،تخزين المياه في جذوع أشجار التبلدي المجوفة ،وفي أجزاء أخرى متعددة في
شكل بسيط من أشكال الحصاد المائيٌ البالد ،تُجمع المياه وتخزن في الحفر ،وهو
ٍ
بسعات لإلستخدامات المنزلية وللرعي في دارفور وكردفان ،ويوجد اآلالف من الحفر
تخزينية مختلفة ،يصل بعضها إلى آالف األمتار المكعبة.
عليه فان إجمالي توافر المياه في السودان من مياه النيل 11,5مليار متر مكعب
المقاسة في والية ِسّنار ،األنهار غير النيلية 1مليار متر مكعب ،إلى جانب 4مليار
متر مكعب إضافية من المياه الجوفية .وتُقدر منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة
()2
أن معدل سحب المياه السنوي للفرد الواحد يبلغ 2,111متر مكعب.
األمن المائي للسودان
يمكن تعريف األمن المائي على أنه الحال الذي يكون فيه لكل شخص فرصة أو
يتمكن
إمكانية الحصول على مياه نظيفة ومأمونة بالقدر الكافي وبالسعر المناسب ،حتى ّ
من أن يعيش حياة ينعم فيها بالصحة والكرامة والقدرة على اإلنتاج ،مع الحفاظ على
النظم اإليكولوجية التي توفر المياه وتعتمد عليها في الوقت نفسه.
والتعريف االشمل لألمن المائي إنه القدرة علي توفير اإلحتياجات المائية بالكمية
والنوعية المناسبة لجميع اإلستخدامات في الوقت الحالي والمستقبل أو متي ما طلبت
الحاجة إليها.
)1( Towards a Wetlands Inventory for the Sudan 1125 . Unpublished UNEP report، UNEP.
)2( Farida Mahgoub .)1124( .Current Status of Agriculture and Future Challenges in Sudan .The Nordic
)Africa Institute.( p29
233
عناصر األمن المائي السوداني:
.2توفر عدد كبير من مصادر المياه بالسودان.
.1معظم مصادر المياه تأتي من خارج الحدود السودانية .
.3يرتبط بدول المنبع.
( )1برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،تقرير التنمية اإلنسانية العربية ،1118 ،ص.3 :
234
.21االطماع الخارجية والتدخالت الدولية وإستخدام المياه كسالح في النزاعات
الدولية.
.22غياب الوعي بأهمية الموارد المائية وضعف االعالم ومراكز البحث العلمي.
.21سوء اإلستخدام وهدر المياه.
تجاه هذه المهددات تصبح قضية األمن المائي في السودان أولوية رسمية
وشعبية يجب الوعي بها ووضع االستراتيجيات الكفيلة بحماية األمن المائي للسودان.
مفهوم وأهمية اإلستراتيجية المائية
يعتبر الماء على قمة الموارد الوطنية لقدرته على تحقيق األمن الغذائي هو جوهر
األمن القومي ،وال يتحقق األمن المائي اال من خالل اقامة المنشآت المائية وإستخدام
()1
الطرق الحديثة لترشيد االستهالك ،من هنا تنبع األهمية لصياغة اإلستراتيجية المائية.
تُفهم اإلستراتيجية المائية علي أنها الكيفية التي يتم بها وعن طريقها وضع وحشد
كل اإلمكانيات من موارد مائية وطاقات بشرية وإقتصادية وتكنولوجية ودبلوماسية
وإستخدام هذه الطاقات للتغلب على التحديات التي تواجه الدولة والمتمثلة في قضايا
اإلستخدام االمثل للموارد والتخلف اإلقتصادي والتكنولوجي والبيئي والسياسي ،وذلك
لتنمية هذه الطاقات ،والتي من خاللها يتم تنمية الموارد المائية وإستغاللها لرفاهية
()2
الشعوب ،وذلك عبر خطة زمنية وبرامج ومشروعات محدده.
إن من أهم مرتكزات اإلستراتيجية المائية تأمين حياة االنسان المتمثل باألمن
الشامل :األمن الغذائي واألمن الصحي واألمن اإلجتماعي واألمن األمني واألمن
العسكري ،وكما أن جوهر األمن الوطني هو تحقيق التنمية بمفهومها الشامل وألن
التنمية ليست غاية تنشدها الشعوب بل هي وسيلة تتعارض معها متداخالت ومتغيرات
( )1محمد حسين أبو صالح ،التخطيط االستراتيجي في اإلقتصاد والعلوم السياسية واإلجتماعية ،الخرطوم 1116 ،م ،الطبعة األولي ،ص:
.15
( )2محمد عبد الله عبد الله" ،اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض النيل" ،مرجع سابق 1112 /1111 ،م.
235
بالبيئة الداخلية والخارجية عند صياغة الخطة اإلستراتيجية للمياه فالتدخالت الخارجية
ينجم عنها ضبابية القرار السياسي لتحقيق المصالح المائية الوطنية.
إن اإلستراتيجية المائية ال تقتصر على النظر لوجود الماء فقط ،بل اضاف ًة لذلك
كميات ونوعيات ومواقع وخواص وكفاءة إستغالل وإستخدام وكفاءة تخزينية ،وإدارة
إستراتيجية للمياه والخطط الرصينة للطلب المائي ووجود كادر فني والتحديث المستمر
للبيانات وإتاحة السيناريوهات والخيارات والموازنة بينها وفهم األبعاد اإلقتصادية
واإلجتماعية وتأثير البيئة الخارجية ،وقوة الدولة وكل ما يلقي بظالله على األمن المائي.
بات جليا محدودية الموارد المائية وكذا أهميتها في الوجود واالستم اررية جودة
ونوعية ،فبرز مفهوم "تشارك المنفعة" لتعظيم االستفادة للمورد المائي ،وهو ما خرجت
بتوصيات مؤتمرات دبلن بالعام 2881م وتبناها مؤتمر ريودي جانيرو بقمة األرض
ومن ثم تأسست المشاركة العالمية للمياه بالعام 2886م كشبكة عالمية لتتبني اإلدارة
المتكاملة للمياه ،إن المتمعن بعمق لمفهوم تشارك المنفعة يقودنا لمفهوم األمن المائي
للموارد المائية.
تنبع أهمية وجود إستراتيجية مائية سودانية ،من حقيقة تسارع األزمة المائية بين
دول حوض النيل وبروزها من خالل النقص في المصادر المائية لدى بعض دول
المنطقة الناتج من عوامل رئيسية ثالثة:
.2النسبة العالية في النمو السكاني وهي من بين أعلى النسب في العالم وتصل
إلى %5.3مرفقة بالنزوح الكثيف من الريف إلى المدن ،وبالتالي تزايدا في
الطلب على المياه لالستعمالين المنزلي والصناعي.
.1وضع مشاريع (سدود ضخمة على األنهار) موضع التنفيذ لدى دول عدة في
المنطقة بهدف تحقيق زيادة في المساحات الزراعية المروية ،وإنتاج كميه كبيرة
من الطاقة الكهربائية ( سد النهضة األثيوبي نموذجاُ).
236
.3تناقص مصادر المياه المتاحة بفعل عوامل عدة ،نذكر منها :اإلفراط في استثمار
مخزون المياه الجوفية ،وتزايد الملوحة في اآلبار ،والتلوث الناجم عن المصانع
والمواد صناعية ،وتناقص حجم التصريف المائي في األنهار بسبب إقامة السدود
()1
عليها.
ترتكز اإلستراتيجية المائية السودانية علي االسس االتية:
.2اإلستخدام األمثل للموارد المائية في السودان.
.1تعزيز التعاون اإلستراتيجى مع دول الجوار للمحافظة عليها وإدارتها
تكاملياً من أجل التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والبيئية المستدامة لتعزيز
السالم ودعم الوحدة الوطنية ومحاربة الفقر .
.3ربط السودان بشبكة كهربائية واحدة مستقرة ومتطور.
.4الحفاظ على البنيات األساسية للمنشآت المائية القومية.
.5تطوير وتأمين استدامتة المورد المائي بالكفاءة المطلوبة .
.6تقديم أفضل الخدمات في مجال الرى ومياه الشرب والكهرباء بما يلبي
متطلبات المستفيدين بتكلفة إقتصادية مناسبة وفقاً للمعايير والمواصفات
القياسية.
.1المحافظة على البيئة وبناء القدرات الوطنية وتطوير الشراكات لتحقيق
التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية.
.6تنمية الموارد المائية وتوفير مياه الشرب.
.8المحافظة على بنيات الرى وتطويرها وتحديثها وترشيد إستخدامها.
( )1محمود فيصل الرفاعي ،مقال بعنوان " أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن العربي" ،مجلة معهد االنماء العربي للعلم والتكنولوجيا،
العدد ،21 / 26بيروت ،ص ، 31 – 22 :أنظر :المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،تقرير" استعمال المياه لألغراض الزراعية ومؤشراتها
المستقبلية وترشيد استخدام الموارد المائية في الوطن العربي" ،يوليو 2868م ،ص.44 - 31 :
237
.21إقامة السدود وتنفيذ مشاريع الرى الكبرى والمشاريع المتصلة بها والتى
تساعد فى إعادة التوطين وإستقرار المواطنين وتأمين الطاقة الكهربائية
من مختلف مصادرها المتاحة ،ونقلها وتوزيعها لمقابلة النمو المتوقع
لألحمال الكهربائية تلبي ًة للطلب على الكهرباء وفقاً لمعايير األداء
اإلقتصادى والبيئي األمثل تقليالً لتكلفة إنتاج الكهرباء ،وإقامة السدود
والمشاريع المتصلة بها والتى تساعد فى إعادة التوطين واستقرار
المواطنين.
يتمثل موقف السودان المائي في الحصة المائية المقدرة له حسب إتفاقية عام
2858م والتي تقدر بحوالي ( 26.5مليار متر مكعب) محسوبة عند الخرطوم ،وأمطار
سنوية تصل إلى 2111مليمتر ،واألودية الموسمية 6إلى 24مليار متر مكعب،
ومياه جوفية حوالي 4.1مليار متر مكعب(تغذية سنوية 4.8مليار متر مكعب) ،ليبلغ
إجمالي الموارد المائية للسودان حوالي 16.1مليار متر مكعب سنوياً ،ولكن بمعيار
معامل األمان المائي فإننا نجد أن السودان بلغ نصيب الفرد فيه حوالي ( )165متر
مكعب في السنة بعجز سنوي قدره ( ) 124.1متر مكعب مقدرة بنقطة معامل األمان
المائي وهي ( )2111متر مكعب سنويا ( ،)1وتتركز الحاجة المائية في التوسع الزراعي
وبخاصة الزراعات المروية وقطاع الطاقة الكهرومائية ومجال الصناعة واإلستخدام
البشري .وعلي الرغم أن السودان لديه أراضي صالحة للزراعة تصل 111مليون فدان،
لكن عدم توافر المياه حد من نجاح إستراتيجية الدولة نحو النهضة الزراعية.
( )1كمال علي ،محاضرة بعنوان "اإلستراتيجية المائية السودانية" ،زمالة كلية الدفاع الوطني الدورة( ،)21كلية الدفاع الوطني ،األكاديمية
العسكرية العليا ،الخرطوم 1113/8/11م.
238
وتتمثل مصادر الطلب المائي وكمياتها ونسبة المساهمة من إجمالي الموارد المائية
بالسودان في(:)1
.2القطاع الزراعي لري 3.1مليون فدان تحتاج 11.15مليار متر مكعب في
السنة.
.1اإلستخدامات المنزلية 4.2مليار متر مكعب في السنة.
.3الصناعة والتبخر نتيجة التخزين ( 2واحد) مليار متر مكعب في السنة.
239
وفي ذات السياق يعاني السودان من إشكالية ظاهرة اإلطماء وخاصة للمنشات
المقامة على النيل األزرق فالفاقد السنوي لخزان خشم القربة هو 41مليون متر مكعب
أما خزان الرصيرص فقد امتألت %15من سعته التخزينية خالل الفترة الماضية وان
تعلية الروصيرص ليس حال كما أن ارتفاع معدالت البخر إشكالية أخرى وتصل
إلى % 51من المخزون المائي كما في خ ازن جبل أولياء.
بوجود هذه التحديات الحالية والمستقبلية ،ما تزال اإلستراتيجية المائية السودانية
في طور التخلق وما تزال تُستحدث امامها تحديات جديدة ليس سد النهضة األثيوبي
التحدي الوحيد امامها ،لذا تتطلب تضافر الجهات المعنية فالسياسات تضع األطر
العامة والموجهات بمثابة عماد األمر وذروة سنامه لإلستراتيجية المائية ،فبتتبع
التشريعات لحماية الموارد المائية كالخطة القومية الشاملة اإلستغالل مياه النيل (2861
– 1111م) ثم اإلستراتيجية العشرية القومية للتنمية التي وضعت الموارد المائية ضمن
القطاع الزراعى (1111 – 2881م) ثم جاءت اإلستراتيجية ربع قرنية للموارد المائية
(1113م 1111 -م) جميعها لتحقيق األمن المائي حيث سردت اإلستراتيجية جملة
من التحديات أو المهددات تتمثل في:
أوال :المحددات الفنية :وتشمل محدودية التخزين وسوء إستخدام األراض ضعف خدمات
مياه الشرب ،التنمية غير المتوازنة ،ضعف تدفق المعلومات والبيانات لتحليلها وبناء
جدار معرفي مائي ،ضعف كفاءة إستخدام المياه ،بطء برامج تنمية الكفاءة التخزينية.
ثانيا :المحددات المؤسسية :ضعف أداء وخدمات مرفق المياه ،وضعف التنسيق
المؤسسي بين األجهزة المتشابهة أو المشتركة بالتعامل مع المياه ،عدم مواكبة التشريعات
الوطنية ،عدم المشاركة الشعبية وخلق ثقافة مائية واعية باألمن المائي.
ثالثا :المحددات التمويلية واإلقتصادية :ضعف التمويل الدولي لبناء السدود والخزانات،
عدم توافر ميزانيات الصيانة والتشغيل.
241
رابعا :المحددات الطبيعية :الزيادة السكانية ،محدودية مورد المياه ،الجفاف والفيضان،
التغيرات المناخية وتذبذب األمطار.
إزاء حساسية الموضوع نشأت المشكالت الفنية والتقنية واإلقتصادية والديموغرافية
والسياسية كعقبات تعترض معالجته عند وضع إستراتيجية أو سياسة مائية قومية أو
دولية.
()1
المنطلقات األساسية عند وضع إستراتيجية للموارد المائية
.2رصد الموارد المائية الحالية في السودان ومقارنتها مع دول حوض النيل بأنواعها
وإستخداماتها المختلفة (العرض والطلب الحاليين على المياه).
.1التوقعات حول تطورات الحاجات المستقبلية من المياه في ضوء متطلبات التنمية
اإلقتصادية واإلجتماعية الشاملة في كل دولة وكيفية تلبية هذه الحاجات
للمشاريع القائمة والمخطط إلقامتها ،والتي يمكن دراستها دراسة مفصلة لمعرفة
توقعات العرض والطلب على المياه والموازنة بينهما في األمدين المتوسط
والبعيد.
.3تحديد وتوضيح الموقف الرسمي من األوضاع الحالية لإلستغالل المشترك
لمصادر المياه مع البلدان األخرى.
.4محاولة إيجاد رؤية وطنية مستقبلية لتنظيم اإلستغالل المشترك لمصادر المياه
على صعيد المنطقة ككل.
ولتحقيق ذلك يجب التركيز على النقاط التالية(:)2
( )1حسن عبد الله المنغوري ،األبعاد الجيوبولوتيكية لقضايا المياه في الوطن العربي ،مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية،
الرياض1111 ،م ،الطبعة األولي ،ص.33 :
( )2فتحي على حسين ،مقال بعنوان "المياه وأوراق اللعبة السياسية في الشرق األوسط ،القاهرة" ،مجلة السياسة الدولية ،مطابع األهرام
للطباعة والنشر والترجمة ،العدد ،236أكتوبر 2881م ،ص.61:
242
.2وضع إستراتيجية مائية بحوض النيل تنطلق من شعور مسئول بالمصير المشترك
ورؤية واحدة لتحقيق التنمية المتكاملة في كل الجوانب.
.1إن إشكالية المياه حاليا تتشابه مع إشكالية النفط سابقا كما حدث للخليج العربي،
وهومحاولة السيطرة على الموارد المائية في إقليم حوض النيل.
.4رصد منظم لكل الثروات المائية السطحية منها والجوفية في كل دول الحوض
مجتمعة ووضع المخططات الهندسية للمياه واستعمال التقنيات الحديثة بواسطة
األقمار الصناعية لتحقيق هذا الهدف.
.6العمل على توعية الرأي العام في حوض النيل عبر وسائل اإلعالم بأهمية المياه
في ترشيد اإلنفاق وحسن اإلستغالل.
( )1أحمد القرعي ،مقال بعنوان " األمن المائي ..مصريا وعربيا " ،مجلة السياسية الدولية ،مطابع األهرام للطباعة والنشر والترجمة ،العدد
،241القاهرة ،أبريل 1111م ،ص.53 :
( )2أحمد السيد النجار ،مقال بعنوان " رؤية عربية للتصورات اإلسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب وإسرائيل" ،مجلة شؤون عربية،
العدد ،13القاهرة2883 ،م ،ص.211 :
241
.8استيعاب كل التقنيات الموجودة لتيسير إستغالل المياه في المجال الزراعي
()1
المنشود والصناعي والشرب.
.21االهتمام بالنواحي االيكولوجية والحفاظ على البيئة وعدم تلويث المياه السطحية
والمياه الجوفية؛ وهذا يفترض تعاونا بين وسائل اإلعالم والرأي العام والمراكز
المعنية باتخاذ القرار ،وخاصة في منطقة الدراسة المتأزمة في مواردها المائية.
اإلستراتيجية المائية السودانية حسب محددات اإلستراتيجية الربع قرنية للموارد المائية 1113م
()3
1117 -م
( )1رفعت سيد أحمد ،الصراع المائي األبعاد الكاملة للصراع حول الماء بين العرب وإسرائيل ،دار الهدى ،القاهرة ،2883 ،ص.61:
( )2قاسم عباس ،مقال بعنوان " األطماع بالمياه العربية وأبعادها الجيوبوليتكية " ،مجلة المستقبل العربي ،العدد ،2883/6 ،214ص.54:
( )3المجلس القومي للتخطيط االستراتيجي ،إستراتيجية القطاع الخدمي واإلقتصادي1116 – 1114 ،م.
243
.1مجال كفاءة المقننات المائية والكفاءة المحصولية-:
أ .التحديات والمهددات المائية:
245
أ .التحديات والمهددات المائية:
)2ضعف التنسيق.
)1العالقة بين المركز والواليات.
)3الحاجات للعون الخارجي.
ب .محددات اإلستراتيجية المائية:
اكتسبت عملية إدارة الموارد اإلستراتيجية المائية الدولية أهمية متزايدة ،ويرتبط هذا
االهتمام بتجاوز عملية إدارة الموارد المائية لجوانبها اإلقتصادية إلى السيادة الوطنية
للدول ،ودخول المؤسسات الدولية كطرف في عملية رسم السياسيات المائية المدعمة
بالبرامج الفنية واإلقتصادية ،لذا تبدو حالة االهتمام المتزايد لالستراتيجيات والسياسات
المائية ومحاولة بلورة موقف تجاه قضايا المياه في منطقة حوض نهر النيل تساؤل
رئيسي حول إمكانية أن تشكل قضية المياه مدخال لتجاوز الخالفات الثنائية من جانب
وإطار لتدعيم سبل التعاون الجماعي من جانب آخر خاصة مع بروز االختالفات بشكل
واضح بين دول حوض النيل تحت ضغط مخاطر الجفاف والحروب األهلية والمجاعات
والزيادة السكانية والتغيرات المناخية.
يرتبط مستقبل التعاون بين الدول في حوض النيل بالعديد من المستجدات
والتفاعالت اإلقليمية منها:
246
.2محورية قضية المياه كمحور للتعاون اإلقليمي وكمحدد لتشكيل التجمعات
اإلقتصادية اإلقليمية ،ويعتبر العصر الحالي زمن التجمعات اإلقتصادية وتجاوز
منطق اّلنطاق الجغرافي.
.1اإلتفاقية الدولية الخاصة بقانون اإلستخدامات غير المالحية للمجاري المائية
الدولية التي وضعت قواعد أساسية القتسام موارد األنهار الدولية ،والتي تم إقرارها
من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة في ،2881/5/ 12وصارت واقعاً بعد
اكتمال النصاب القانوني من الدول ( 35دولة) في سبتمبر 1124م.
.3نداءات البنك الدولي الخاص بتسعير المياه خالل إجتماعات الهيئة الدولية
للموارد المائية التي عقدت في " الهاي" في مارس ،1111التي تعمل على
إقامة مشروعات توفير المياه بدال من بيعها.
.4إمكانية اختالف المعادلة الحاكمة لتدفق مياه النهر خاصة بعد بروز مشروعات
الطاقة والزراعة في دول المنبع ما يدعو لمراجعة اإلتفاقيات القديمة وهو ما ظلت
تدعُ له أثيوبيا.
.5ظهور تطورات إقليمية أثرت على نمط التفاعالت في الحوض ،ما أدى إلى
بروز دول ذات وزن إقليمي مثل أثيوبيا وكينيا ،وانفصال جنوب السودان.
.6إستغالل المياه في مجال التعاون بدال من الضغوط السياسية والخالفات المتجددة
وبروز رغبة الدول في الوصول إلى السياسة التنموية.
أن وضع سيناريو مستقبلي ليس الغرض منه التنبؤ أو التكهن ،بل دراسة القوى
الدافعة الرئيسية في البيئة الخارجية بها يحقق العالقات الهيكلية الكامنة ورسم الصورة
الكبيرة للمنهج المتبع في إدارة الموارد المائية لتجنب االستقطاب وإقامة أرضية مشتركة
يمكن من خاللها تقدم عجلة التنمية الشاملة ،وأن نهر النيل في تحول من نهر طبيعي
247
إلى نهر منظم تبرزه السيطرة على الفيضانات والطاقة الكهربائية ،ويزيد التعاون والفوائد
()1
المحتملة بشكل كبير.
من أجل تحقيق التعاون في حوض النيل يجب تحقيق الحوار على مسارات مختلفة
مثل تبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا وعلى كافة المستويات ،وبشأن مختلف
القضايا من أجل إيجاد أرضية مشتركة بين الدول المعنية وتحديد األهداف المستقبلية
المشتركة التي ينبغي تحقيقها.
إن المفاوضات التعاونية حول األنظمة المائية المعقدة ستكون بطيئة ،ولكن من
الضروري مواصلة الحوار واكتساب الثقة بين الدول ،ثم إن التركيز على قضية متجمعات
المياه المتدهورة في حوض النيل حيث تعتبر من القضايا األساسية التي تمكن من توفير
51مليار متر مكعب من المياه ما يشمل تقريبا حصة دول المصب ،وهكذا تبدو
المشروعات محققة للتعاون والتكامل.
تعتبر أغلب دول المنبع بالحوض ليست بحاجة للمياه في حد ذاتها ولكنها تحتاج
للطاقة الكهربائية من أجل التنمية اإلقتصادية ،ما يتطلب حشد المزيد من رؤوس األموال
وتبادل الخبرات والتكنولوجيا بين المنبع والمصب من أجل محاضرة التدخالت األجنبية.
وكما هو معلوم تعدد األوجه منها التعاون الفني والسياسي واإلقتصادي ،إن
مبادرات التعاون الفني بين دول حوض النيل كثيرة ،وأن جميعها غلب عليها طابع
الثنائية ،وما تم تجميعه من معلومات وإحصائيات وبيانات قصيرة ،وبرغم ذلك هناك
إرث دام لثالثين عاما من التعاون الفني الجاد بحوض النيل أثبت أن التعاون في
الحوض جزئي وهو إما فني محددود على عدد من دول حوض النيل ،وأن التعاون
الفني مهما خطا خطوات يحبسه غياب إتفاق أو مظلة سياسية لدول الحوض ،فاإلتفاق
( )1بارت ميلهورست أخصائي الموارد المائية ورئيس االستشاريين الفنيين لحوض النيل ،محاضرة بعنوان "مستقبل التعاون في حوض
النيل" ،مركز ( )FAOلمشروع منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة الدراسات الدولية واإلقليمية.1125/3/15 ،
248
السياسي يدفع التعاون بحوض النيل إلى أهدافه المأمولة ،وكذا الدعم الدولي المالي
والفني شحيح نسبة لعدم وجود إتفاق مؤسس ،وفي غياب إتفاق قانوني مؤسس مع
القانون الدولي ومرضي لكافة أطراف دول الحوض ال تحقق المبادرات الثنائية األطر
واألهداف المنشودة.
إن التعاون البد أن يواكبه تنسيق وإتفاق شامل يستوعب إجماع كافة الدول
المعنية بتنمية الموارد المائية وتحقيق التعاون االستراتيجي في مجال المياه وذلك ال
()1
يتأتي إال من خالل إستراتيجية مائية متكاملة لجميع دول حوض النيل.
ٍ
تحديات جسام تتمثل فى الزيادة المطردة إن حوض النيل ودوله وشعوبه تواجه
ٍ
وكمثال لذلك فإن سكان أثيوبيا قد تجاوزوا 211مليون فى حين تجاوز سكان للسكان،
مصر 214مليون ،ومعهم مائة مليون آخرون فى تسع ٍ
دول مشاطئة يتنافسون على
نفس كمية مياه النيل المحدودة والتى ظّلت كما هى منذ أن بدأ نهر النيل فى السريان.
نهر ضعيف اإليراد (وتساوي مياهه %1من نهر األمزون %6 ،من ٍ
وهو على كل ٌ
نهر الكونغو %21 ،من نهر اليانغستي %21 ،من نهر النيجر ،و %16من نهر
الزمبيزي) ،نضف إلى هذا التغييرات المناخية والتدهور البييئ والهجرة إلى المدن حيث
اإلحتياجات المائية أكبر من تلك التى فى الري ،كل هذه المعطيات زادت من ِح ّدة
التنافس على مياه النيل المحدودة ،وأخذ هذا التنافس منحنى النزاعات فى حاالت كثيرة
عدة. ٍ وبين ٍ
دول مشاطئة ّ
ايضاً ساهمت اإلتفاقيات الجزئية ،القديم منها والجديد ،فى توسيع شقة الخالف
إن الربط بين توقيع دولة بوروندى على ٍ
وخلق تكتالت داخل مجموعة دول الحوضّ ،
إتفاقية اإلطار التعاونى لحوض النيل وإعالن أثيوبيا عن بدء العمل فى سد األلفية
( )1احمد المنتصر حيدر ،االمن المائي بحوض النيل و العالقات السودانية المصرية ،شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ،السودان
الخرطوم ،1121 ،ص.11 :
249
العظيم من ناحية ،والربط بين زيارة الوفد الوزارى المصرى إلى الخرطوم وجوبا واإلعالن
ٍ
االثيوبى من ناحية أخرى و ٌ
اضح وال تُخطئه العين.
حل
حد ًة كل يوم ،لن تُ َّ
إن الخالفات الحادة بين دول حوض النيل ،والتى تزداد ّ
كما ّ
سوى بالتعاون ،والتعاون بحسن ّنية بين جميع دول الحوض.
ونقطة البداية لهذ التعاون هى اإلعتراف بحقوق الكل واإلنطالق من هناك إلى
موازنة اإلستعماالت القائمة لمصر والسودان باإلحتياجات المشروعة والمعقولة للدول
إحتياجات محدودة وقد إعترفت بها مصر والسودان نفسيهما
ٌ المشاطئة األخرى (وهي
في إتفاقية مياه النيل لعام 2858م ،وتري بقية دول الحوض أنه اعتراف علي الورق
فقط لم يجد حظه من التنفيذ علي ارض الواقع) ،وهذا بدوره سيتطّلب ،ضمن إجر ٍ
اءات
اء كانت هذه الزيادة من حصاد المياه في دول المنبع أو
أخرى ،زيادة مياه النيل ،وسو ٌ
من مستنقعات جنوب السودان أو من نهر الكونغو أو من ترشيد اإلستهالك ،فإنها
تحتاج بدورها إلى التعاون التام بين دول الحوض جميعاً ،وإلى التعاون مع ٍ
دول أخرى
خارج حوض النيل .إن الطاقة الكهربائية الضخمة فى أثيوبيا ،وأراضى السودان الزراعية
الشاسعة ،وإمكانيات مصر الصناعية الهائلة ،وثروة بحيرة فكتوريا السمكية الكبيرة يمكن،
لكن هذا لن يتم إالّ بالتعاون بين
سخر لمصلحة شعوب حوض النيلّ ،
بل يجب ،أن تُ ّ
إن التعاون هو الركيزة األساسية التي تقوم عليها إستخدامات
دول الحوض جميعهاّ ،
()1
وإدارة وحماية وتنمية مياه األحواض المشتركة.
رغماً عن هذا الواقع ،اال أن هناك بعض المحفزات التي تدفع بإتجاه إستراتيجية
التعاون بين دول حوض النيل وهي كما يلي:
.2األنهار بطبيعتها ال تعترف بالحدود ،فهي دائما تدفع بإتجاه التفكير اإلقليمي.
( )1سلمان محمد أحمد سلمان ،مقال بعنوان "سدود أثيوبيا وملف نزاعات مياه النيل" ،مقال منشور علي الموقع
االلكتروني ،www.sudanile.comفي . 1121 /2/ 26
251
.1هناك إدراك متزايد بضرورة التعاون من أجل تقاسم المنافع والتكاليف.
.3بسبب حالة التقشف المالي التي يعيشها العالم اآلن أصبح التعاون حول األنهار
أقل كلفة من التنازع ،فالكثير من دول حوض النيل يعجزها اإلنفاق العسكري.
.4بروز حقوق األجيال القادمة في المياه وإستخداماتها.
.5الدور الذي يلعبه المانحون الدوليون للدفع باتجاه التعاون من خالل المشروعات
المشتركة.
.6التطور التكنولوجي الذي يساعد على الحوار واالستكشاف.
.1نمو الوعي المتزايد لدى شعوب الحوض بأهمية وضرورة التعاون المائي.
.6يمكن التعاون الجماعي بدول حوض النيل من تحقيق األمن الغذائي وبالتالي
تخفيف حدة التوتر واّلتوجه نحو التكامل اإلقتصادي.
المبحث الثاني:
أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية
محور فرص سد النهضة للسودان
والتي اصبح من المؤكد تأثرها مستقبال سلبا أو ايجابا بسد النهضة األثيوبي الذي
اصبح ام ار واقعا ،هذه اآلثار أجمع عليها خبراء المياه السودانيون كل حسب قراءته
ورؤيته للسد من نواحيه االيجابية أو السلبية ،عليه يمكن مناقشة أثر سد النهضة علي
252
إستراتيجية السودان من خالل ثالثة محاور ،المحور األول فرص سد النهضة للسودان،
وهذه الفرص يمكن النظر لها من ناحية أن السودان يمكنه أن يستفيد من الفرص التي
يتيحها سد النهضة األثيوبي واهمها:
االنتظام النسبي في سريان النهر طوال العام ،مما ستنتج عنه كثير من الفرص
ذات العائد اإلقتصادي الكبير ،أن %61من التدفق السنوي يحدث خالل شهري
أغسطس وسبتمبر و % 66خالل األشهر األربعة من يوليو إلى أكتوبر ،كما أن االيراد
السنوي يتراوح ما بين 18الى 14مليار متر مكعب/سنة ،وبعد تشغيل السد ،سيكون
للنيل األزرق في معظم األحيان ،تدفقاً يومياً منتظماً قدره 235مليون متر مكعب/يوم،
وسوف يكون مستوى المياه ثابتاً تقريباً طوال العام ،بزيادة حوالي 1متر من أدنى
منسوب ،وانخفاض 3أمتار عن مستوى الفيضان ،ستوفر التدفقات المنتظمة فرص ًة
كبيرًة لزيادة توليد الطاقة في سدود الرصيرص ،سنار ومروي ،يمكن اعتبار ذلك فرصه،
لمضاعفة التوليد الكهربائي والقفز بكفاءة التوليد بنسبة بين %11الى أكثر من ،%41
ويمكن زيادة الفائدة باستبدال التوربينات الموجودة بأخرى يتم تصميمها خصيصاً لتعظيم
توليد الطاقة في ظل الظروف الجديدة ،كذلك سوف يمنح السريان المنتظم فرصة لتطوير
النقل النهري بنهر النيل ،وذلك من خالل توفير غاطس مناسب للبواخر على طول
النيل وعلى مدار السنة.
يمنح تنظيم سريان النهر السودان ،كذلك ،فرصة عظيمة لزيادة كفاءة الري ،وذلك
من خالل المساهمة في حل أحد المعوقات الرئيسية لتنمية المشاريع المروية في
السودان ،والمتمثلة في محدودية القدرات التخزينية على نهر النيل األزرق ،سوف يوفر
ويم ّكن من تكثيف الدورة الزراعية
سد النهضة الحل المثالي الذي يتيح المياه طوال العام َ
في مشروعات الري القائمة ،وهذا ما ّ
أكدته الخطة الشاملة للموارد المائية بالسودان .من
ايجابيات السريان المنتظم للنيل األزرق كذلك الوقاية من الفيضانات ،اذ يعاني السودان
251
من خسائر كبيرة نتيجة للفيضانات العالية التي تحدث بصورة دورية كل عدة سنوات،
وتشمل الخسائر تدمير المباني السكنية والتجارية وغمر األراضي على طول النيل
األزرق والرئيسي .ال توجد دراسات موثوقة لتقدير حجم الخسائر المالية لهذه الفيضانات،
ولكن من المؤكد أن قيام سد النهضة سيوفر مبالغ مالية طائلة للسودان بمنع
()1
الفيضانات.
محور مهددات سد النهضة علي السودان
المحور الثاني يتمثل في مهددات سد النهضة األثيوبي علي السودان وتتمثل في:
.2االنخفاض الكبير في كمية المياه الواردة خالل فترة الملء األول وفي هذا الصدد
من الضروري أن يكون ملء سد النهضة في بدايته بتوافق تام مع احتياجات
السودان للري والكهرباء كميا وزمنيا على أن يتماشى ذلك مع تشغيل منظومة
السدود السودانية واوقات التشغيل ،ثم إنخفاض طفيف ومستمر خالل تشغيل
السد ،سيؤثر في فترة ملء خزان الرصيرص بعد قيام سد النهضة والتي تمتد
إلى 51يوما لها إنعكاساتها على مشروع الجزيرة ومشروعات الري على طول
النيل األزرق وملء خزان سنار.
.1االنخفاض في كمية المياه الواردة ،بسبب التخزين المستمر بسد النهضة وفترة
الملء التي لم يتم اإلتفاق حولها حتي االن والمقدرة من 4الى 1سنوات حسب
هيدرولوجية النيل االزرق ،أثناء هذه الفترة يكون الحد األدنى إليراد النيل األزرق
31مليار متر مكعب سنويا ،وهذا يعني إنخفاضاً يقدر بحوالي 23مليار متر
متر مكعب في السنة .حسب إتفاقية 2858بين السودان ومصر فسوف يتم
تقاسم الفاقد مناصف ًة بين البلدين ،أي أن حصة السودان من مياه النيل ستنخفض
( )1سلمان محمد سلمان ،مقال بعنوان "ما هي خيارات السودان بعد ان اصبح سد النهضة حقيقة واقعة" ،مقال منشور علي الموقع
االلكتروني ،www.sudanile.comفي .1122/21
253
بمقدار 6.5مليار متر مكعب في السنة (من 26.5إلى 21مليار متر
مكعب/سنة) رغم حقيقة أن السودان فشل طوال العقود الماضية في إستخدام
أثر سلبي ًا غير مباشر يتمثل في التوتر الذي سوف
نصيبه من المياه ،لكن هنالك اً
خزن ما يفيض من حاجة السودان
يثيره هذا النقص مع مصر ،التي كانت تُ ّ
ليدخل ضمن إستخداماتها ،أي أن مصر سوف تتحمل كامل النقص من المياه،
فبدالً عن 6.5مليار متر مكعب ،سوف تفقد مصر 23مليار متر مكعب وهو
ما لن تقبله مصر بالرغم من أنها لم تعترف أبداً بأنها كانت تستخدم فائض
المياه ،أما بعد اكتمال ملء بحيرة السد ،فسوف يكون هنالك نقصاً مستم اًر يقدر
بحوالي 1مليار متر مكعب سنويا ،سوف يتم تقاسمه مناصف ًة بين السودان
ومصر ،ولن يؤثر ذلك تأثي اًر كبي اًر على السودان.
.3التخوف من التحكم األثيوبي في المياه ،وهو ضرر يعتمد على مدى التعاون
الفني وعلى وجود إتفاق قانوني واستمرار التوافق السياسي ،وتعتمد درجة تأثيره
على عوامل مختلفة ،تبدأ أثناء مفاوضات سد النهضة التي تجري حالياً ،حيث
يفترض اإلتفاق على قواعد تشغيل السد ،وأن يتضمن ذلك الحد األدنى من
التعاون المستمر بين السودان وأثيوبيا حتى ال يؤثر تشغيل السد سلباً على
اإلستخدامات السودانية المختلفة لمياه النيل األزرق .استمرار التعاون الفني بين
الدولتين يتطلب توثيق ذلك في إتفاق قانوني ،ودعمه سياسياً ليكون جزءاً من
توافق سياسي وتعاون إقتصادي مستمر.
.4تقليل الوارد من الطمي الذي يتميز به النيل األزرق ،إذ أن تصميم ونظام تشغيل
سد النهضة يشجعان على ترسيب معظم حمولة الطمي في خزان السد نظ اًر
للتخزين خالل موسم الفيضان وكبر حجم التخزين الميت ،وعدم وجود بوابات
عميقة إلجراء عمليات تنظيف الطمي المتراكم ،كما هو الحال في السدود
254
السودانية على النيل األزرق ،وفقاً لذلك سوف يحمل النهر مياهاً شبه نظيفة إلى
السودان.
.5التغييرات المورفولوجية للنيل األزرق ونهر النيل وما يصاحب ذلك من مشاكل
عديدة تتسبب في خسائر مالية مقدرة ،األنهار تُشابه الكائنات الحية ،اذ أنها
تستجيب ألي تغييرات في الظروف السائدة ،مثل كمية المياه ومواعيدها وحجم
الطمي ونوعيته ،االستجابة تكون عن طريق تغيير المعالم األساسية للنهر،
ويؤدي ذلك الى تنشيط ظاهرتي اإلطماء والنحر ،يستمر ذلك حتى يتم تحقيق
استقرار جديد للنهر يتوافق مع ظروفه الجديدة ،نتيجة لذلك سيتعرض النيل
األزرق والنيل الرئيسي لمشاكل التعرية والترسيب لفتره طويلة ،وفقدان الطاقة
الدافعة للمياه في النيل األزرق( .)1فسد النهضة يقع في نهاية الهضبة األثيوبية
عند الحدود مع السودان ،ولوال الطاقة الكبيرة في الهضبة األثيوبية لما وصل
النيل إلى مصبه ،ولما كان يجري هذه األميال لمئات من السنين ،أهم شيئ في
الهضبة األثيوبية هو الطاقة الدافعة ،فاألثيوبيون قالوا أنها لن تتأثر ألنهم
سينزلون المياه لتمضي إلى السودان ومصر ،ولكن المشكلة أن المياه بعد سد
النهضة ستجری بدون طاقة ،فمياه النيل األزرق هي التي تدفع بمياه النيل
األبيض شماال ،والنيل األبيض نفسه لوال دفع السوباط ألصبح مستنقعات مثل
مستنقعات السدود ،وعندما تدخل المياه التوربينات ستأخذ طاقة المياه لتوليد
الكهرباء والمياه المندفعة %۸٪-۰۸منها قادمة باالندفاع من الهضبة األثيوبية
وسيترتب على قيام سد النهضة أن المياه ستصبح بطيئة جدا ويزداد التبخر ادني
مجري نهر النيل ويمكن أن يصبح النهر موسميا ،والسودان سوف يتضرر ما
لم تتفق الدول الثالث على برنامج تحدد بموجبه المشاريع ،وتحديد ما تأخذه من
( )1کمال علي محمد ،مقال بصحيفة التغيير العدد 36بتاريخ .1123/22/8
255
الطاقة ،أثيوبيا تمتلك الطاقة الدافعة للنهر فلوال هذه الطاقة لبقى النيل األزرق
داخل أثيوبيا ،قيام سد النهضة أسفل الهضبة األثيوبية يحتاج إلى دراسة يجريها
خبراء الهيدرولجی حول كم يحتاج النهر من الطاقة حتى يواصل جريانه ،دراسة
طاقة جريان النهر(تأثير تغيرات المناخ قلة األمطار) عامل مهم لضمان جريانه،
ال توجد أمطار لتغذية النهر خالف المياه القادمة من أثيوبيا ،من امثلة ذلك
جفاف وادي المقدم ،ووادي الملك ،وكل األنهار القادمة من الغرب ،وادي المقدم
كان يستخدمه سكان مملكة سوبا التاريخية كوسيلة للنقل النهري االن جف تماما،
وهو ما سيتطلب اجراء دراسات لتحديد تفاصيل التغييرات المورفولوجية المتوقعة،
ووضع إستراتيجية للوقاية من آثارها السلبية وتنفيذ أعمال حماية األراضي
الزراعية والبنية التحتية القائمة ،من كباري ومحطات ضخ ومزارع ومنشئات على
جانبي النهر وقنوات الري ،من التعرية والترسب.
.6اثارة مشاكل جانبية بين مصر والسودان سوف يكون لها آثار ممتدة وتوابع
مستقبلية ،المشكلة األولى تكمن في أن مصر ظلت تستهلك ما يفيض من
السودان ،وقدره حوالي 6.5مليار متر مكعب ،لعقود بصورة غير معلنة ،األمر
الذي سوف يفتح باباً واسعاً للخالف بينها والسودان خالل فترة ملء خزان سد
النهضة ،ويستمر ذلك حتى بعد تشغيل السد ألن السودان سيتمكن بفضل السد
من إستخدام كل نصيبه من المياه .المشكلة الثانية تنتج من اآلثار الجانبية
للسريان المنتظم الذي سيوفر فرصة غير مسبوقة ومربحة لتطوير أكبر قدر من
مشروعات الري ،سوف يؤدي ذلك إلى زيادة غير منضبطة في إستخدام مياه
النيل في السودان مما يقود إلى نشوب نزاعات مع مصر.
256
.1المياه الجوفية في األراضي المتاخمة للنيل األزرق والنيل الرئيسي ،والتي تتجدد
سنوياً من التغذية بمياه الفيضان ،سوف لن تتجدد بنفس المستوي بعد أن تفقد
الضاغط الرأسي الذي توفره الفيضانات.
.6تقليص المساحات المزروعة في األحواض الفيضية والجروف ،ويؤثر ذلك على
عدد كبير من الحقول الصغيرة والمتوسطة الحجم داخل سهول الفيضانات وعلى
شواطئ النيل ،والتي تُزرع بإستخدام مياه الفيضان وتستفيد من االسمدة الطبيعية
للطمي خالل فترات الفيضانات العالية ،بعد اكتمال تشييد سد النهضة سوف
تُ ْحرم هذه الحقول من مياه الفيضانات واألسمدة العضوية الطبيعية عالية الجودة،
وستكون هناك حاجه إلى توفير وسيلة ري بديل لهذه الحقول بالمضخات وسوف
تكون هناك حاجة إلستخدام االسمدة ،هذا الوضع الجديد سوف ُيمثل مشكلة
كبيرة على المستوى المحلي في مناطق األحواض الفيضية ،مما يتطلب
بالضرورة توفير دعم حكومي لتوفير المضخات وضمان استمرار االنتاج.
.8عدم توفر الدراسات األساسية البيئية واإلقتصادية واإلجتماعية ،وهذا ما اشارت
اليه اللجنة الثالثية المدعومة بخبراء دوليين في تقريرها في مايو1123م،
ضمنت في إتفاق المبادئ الذي وقعه رؤساء كل من السودان وأثيوبيا ومصر
وُ
في ،1125ولم تتوفر هذه الدراسات رغما أنه من مؤكدا علي سبيل المثال أن
لسد النهضة آثار سالبة مع عدم وضوح الرؤية حتى اآلن بالنسبة لآلثار البيئية
المتمثلة في مدى تلوث المياه واالضرار التي قد تحدث للتنوع االحيائي للنيل
االزرق بعد بناء السد ،ولآلثار اإلقتصادية كاألثر علي حرف صيد االسماك
وتصنيع الطوب الطفلي ،ولآلثار اإلجتماعية كهجرة السكان في المناطق التي
ستغمرها مياه السد ،هذه الجوانب المهمة اغفلها التفاوض مع حقيقة أنها جزء
مهم من عناصر أي إستراتيجية مائية.
257
محور أثر سد النهضة األثيوبي علي جوانب تتعلق باإلستراتيجية المائية السودانية
ال يؤثر سد النهضة فقط علي اإلستراتيجية المائية السودانية بل يمتد أثره إلى أطر
اإلتفاقات التاريخية الثنائية بين السودان ومصر والتي ال تعترف بها أثيوبيا واالطر
القانونية والمؤسسية المنظمة للموارد المائية في السودان ويمثل اإلطاران المحور الثالث
من محاور مناقشة أثر سد النهضة علي اإلستراتيجية المائية السودانية .
في أطر اإلتفاقات التاريخية المنظمة لمياه النيل( ،)1فان األصول التاريخية لمياه
النيل في بعدها القانوني واألدوات القانونية التي لجأت اليها الدول اإلستعمارية لتصميم
حقوق والتزامات المياه المشتركة في األقاليم المستعمرة ،ومن هنا جاء مصطلح مناطق
النفوذ(هذا المبدأ فنده الحقا مبدئي تغير الظروف واإلستخدام المنصف والمعقول الوارد
في إتفاقية 2881م) ،نتيجة لهذه الخطوة حدث تطور في المعاهدات والتنظيمات الرسمية
والتدابير العملية واالدارية شكلت في مجملها نظاما قانونيا لمياه نهر النيل ،حيث يمكن
إدراج األدوات القانونية المنظمة لمياه النيل بشكل عام في أربع فئات ،الفئة األولى وهي
المعاهدات التي أبرمت بين المملكة المتحدة نيابة عن مصر التي كانت محمية قانونية
وفقا لتكييف مركزها القانوني في ذلك التاريخ وكذلك نيابة لما كان يعرف بـ (السودان
اإلنجليزي المصري) وأيضا وفقا لتكييف مركزه القانوني في ذلك التاريخ في أديس أبابا
مع الحكومة األثيويبة ،وقد أنطوت هذه المعاهدة على مادة مهمة جدا هي المادة الثالثة
التي عنيت ليس بالحدود بالرغم من أن المعاهدة معاهدة حدود بل عنيت بمياه النيل،
وطبقا للمادة الثالثة يتعهد اإلمبراطور منليك الثاني ملك أثيوبيا على نفسه نحو الحكومة
البريطانية بأن ال ينشئ أي أعمال أو أن يسمح بأن يتم إنشاء أي أعمال عبر النيل
( )1البخاري عبد الله الجعلي ،مقال بعنوان " تداعيات سد النهضة ذات شقين قانوني و هندسي" ،صحيفة التغيير ،العدد ،4212
1123/22
258
األزرق أو بحيرة تانا أو السوباط توقف إنسياب مياهها في النيل إال باإلتفاق مع الحكومة
البريطانية وحكومة السودان.
هنا يثور سؤال :هل يشكل تشييد سد النهضة تعارضا مع المادة الثالثة من المعاهدة
اإلنجليزية األثيوبية؟ ،الموقف األثيوبي كما يتبدي من التطبيق والتنظير ينطوي على
قدر من الصراحة تارة وقدر من الغموض الذي ينم عن الذكاء والدهاء األثيوبي تارة
أخرى ،فمن حيث الممارسة والتطبيق فإن من الثابت أن أثيوبيا قطعت شوطا مقدرة في
تنفيذ سد النهضة ،أما من حيث القانون فإن حجة أثيوبيا تتمركز في أن ما تقوم به ما
هو إال ممارسة طبيعية لسيادتها على إقليمها.
من حيث التنظير السياسي فإن األدبيات األثيوبية تعكس رؤية محددة وهي أن
السد وجد اصال للتوليد الكهربائي ،وليس لري األراضي فضال عن أن مصر قد سبق
لها أن شيدت السد العالي الذي يعتمد على مياه النيل األزرق دون حتى التشاور مع
أثيوبيا ،بهذا الفهم فإن تشييد السد ال يتعارض من حيث المبدأ مع المادة الثالثة من
معاهدة 2811م ،وفي رأي الكاتب إن معاهدة الخامس عشر من مايو 2811م هي
في األصل معاهدة حاكمة للحدود بين بريطانيا وأثيوبيا ،أما بالنسبة للمياه وهنا مربط
الفرس فإن اإلمبراطور منليك الثاني ملك أثيوبيا قد تعهد شخصيا نحو الحكومة البريطانية
بأن ال ينشئ أي أعمال عبر النيل األزرق يكون من شأنها أن توقف إنسياب المياه في
النيل األزرق إال باإلتفاق مع الحكومة البريطانية وحكومة السودان ،ليس ذلك فحسب
بل أن اإلمبراطور منليك الثاني تعهد والتزم بأن ال يسمح بإنشاء أي عمل عبر بحيرة
تانا أو النيل األزرق من شأنه أن يوقف إنسياب المياه في النيل األزرق إال بموافقة
الحكومة البريطانية وحكومة السودان ،تري أثيوبيا أن معاهدة 2811م قد إنتهت وأنها
قد سبق لها أن شيدت سدودة صغيرة ولم يحتج السودان أو مصر عليها ،هذه الحجة
مردود عليها بأن الدولتين لم تريا فيما سبق (بناء سدود صغيرة) ما قد يعرقل أو يوقف
259
إنسياب المياه من بحيرة تانا أو من النيل األزرق ،والدليل على صحة هذا الرأي أن
المياه ظلت تنساب من داخل اإلقليم األثيوبي وتصل للسودان ومصر بذات الكميات
وفي ذات التوقيتات إذ لم تتأثر أو تتغير لعقود من الزمان بأي منشأت سبق إن قامت
بها أثيوبيا مقارنة بسد النهضة الذي تبلغ طاقة التخزين فيه 14مليار مترمكعب.
ولزيادة الفائدة نسجل أن الموقف األثيوبي بالنسبة لمعاهدة الخامس عشر من مايو
2811م ظل غامضا لعقود من الزمن ،ولهذا السبب كان النزاع مع أثيوبيا بشأن حدود
السودان الشرقية ،بيد أن أثيوبيا إعترفت صراحة بالمعاهدة المعنية بموجب تبادل
المذكرات بين وزير الخارجية األثيوبيي ووزير خارجية السودان حينها في 2811/6/26م
باديس أبابا ،وهو اإلعتراف الذي تحقق بعد جهد جهيد ومخاض طويل عقب إجتماعات
عديدة للجان و ازرية وفنية مشتركة ،في هذا اإلتفاق أثيوبيا لم تعترف بمعاهدة 2811
فقط ،بل إعترفت ايضا بما هو أكثر تعقيدا ورفضا من جانبها ألكثر من نصف قرن
من الزمان وهو تخطيط الحدود الذي قام به الميجر قوين للحدود ،وطبقا للبند ( )2من
القسم األول من وثيقة اإلتفاق فقد تم قبول أساسي لتخطيط الميجر قوين الذي تم على
أساس معاهدة 2811 -2811بإعتباره خط الحدود بين أثيوبيا والسودان دون أي
إعتبار للمسائل التي تتصل بقانونية ذلك التخطيط .
تحفظت مصر التي ترى أن من حقها الطبيعي والتاريخي التمسك بمعاهدات مياه
النيل ،أما الموقف السوداني فقد كان يتسم بقدر من المرونة تارة والضبابية تارة أخرى،
على ضوء ما يصدر من تصريحات من بعض المسئولين السودانين تنطوي صراحة أو
ضمنا على أن سد النهضة كله فرص للسودان وليس فيه أضرار عليه ،نعم إننا نتطلع
لعالقات طيبة مع كل دول الجوار ،وندرك بطبيعة الحال أن ثمة إعتبارات سياسية البد
من مراعاتها ،لكن التعامل بهذه الطريقة مع هذا الملف قد يجلب مخاطر كثيرة ،ويبدو
261
أن السودان لم يتعلم من أخطاء الماضي مثل الموقف من السد العالي وإنفصال الجنوب
.
أن الموقف الواضح نحو القضايا الدولية التي تنطوي على بذور أزمة للسودان ال
ينبغي التعامل معها على أسس تكتيكية بل يجب مواجهتها من منطلق التداعيات
اإلستراتيجية التي تتطلب أال يترك الحبل على الغارب.
( )1احمد المفتي ،مقال بعنوان "سد النهضة األثيوبي أهمية اصالح اإلطار القانوني المؤسسي للموارد المائية في السودان" ،صحيفة
السوداني .1124/6/6
262
ذلك القانون ،ومن تاريخ صدور القانون وحتى اآلن أي بعد مرور حوالي الخمسة
وعشرين عاما ومع تداعيات سد النهضة لم يتم أي إصالح تشريعي رغما عن أن
اإلصالح التشريعي المطلوب قد كان محط إهتمام العديد من المؤسسات الدولية وهي:
.2صندوق األمم المتحدة اإلنمائي UNDP
.1منظمة الزراعة واألغذية FAo
.3صندوق التنمية اإلنمائي GTZ
.4كرسي اليونسكو للمياه.
.5جامعة الدول العربية.
في هذا اإلطار فان المطلوب إلتمام عملية االصالح القانوني والمؤسسي هو:
.2المؤامة مع االلتزامات الدولية.
.1كفاءة اإلستخدام.
.3المنازعات الداخلية بين الواليات.
.4حصاد المياه ،بحيث ال يتم بصورة إجتهادية عشوائية بل من خالل إطار قانوني
مؤسسي.
.5إصدار لوائح جديدة حيث ال يستقيم العمل بلوائح خمسينات القرن الماضي.
.6بلورة دور المجتمع المدني.
.1تفعيل المجلس القومي للمياه.
إذا وعلي أساس ما سبق اعاله ،وحالة عدم التأكد التي تشوب ملف سد النهضة
األثيوبي ،وحقيقة أن السودان مواجه بعجز مائي حتي مع عدم االخذ في االعتبار آثار
سد النهضة ،فقد بلغت االحتياجات المائية في العام 2888م حوالي 28.1مليار متر
مكعب في السنة مقابل موارد مائية تبلغ 31مليار متر مكعب في السنة ،في حين من
المتوقع أن تبلغ االحتياجات المائية للسودان في العام 1115م حوالي 46.2مليار متر
261
مكعب في السنة مقابل موارد مائية متوقعة حوالي 36مليار متر مكعب في السنة(،)1
ومع االخذ في االعتبار أن نسبة اعتماد السودان علي مياه النيل في تأمين االحتياجات
المائية % 22.8فقط( ،)2فال بد من تحديث إستراتيجية مائية تقوم علي زيادة حصتنا
المائية ورؤية أمنية ألهمية االنفتاح مع أثيوبيا بشكل خاص ألهميتها الجيوبلوتكية
بسد النهضة أو كل السدود بهدف زيادة اإليراد المائي السوداني،
والشراكات الذكية سواء ّ
وبقية دول الحوض بشكل عام.
مجردة من التبعية الي موقف
ً وان يسعي السودان لتحقيق مصالحه المائية
تفاوضي حول سد النهضة ،والخلوص للنظرة التعاونية بملف مياه النيل نابعة من وسطية
السودان الجغرافية والدبلوماسية ،قائمة على أساس االنتفاع المنصف والمعقول وعدم
االضرار ،وتبني رؤية إستراتيجية مشتركة تقلل من المخاطر المحدقة وتزيد من الفرص
سد النهضة تتيح االنتفاع
سد النهضة ،وصياغة إتفاقية بشأن ّ
المتاحة من مكتسبات ّ
المشترك.
المبحث الثالث:
بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة
اإلستراتجية المائية السودانية ما بعد سد النهضة
من حقائق تأثير سد النهضة سلبا أو ايجابا علي اإلستراتيجية المائية السودانية
التي وردت تفاصيلها في المبحث السابق ،نخلص الي ضرورة اعادة بناء اإلستراتيجية
بما يستوعب الفرص والتحديات التي استجدت من بناء السد وعلي المفاوض السوداني
ادراك هذه الحقائق وادارة التفاوض علي أساسها ،وفي هذا المبحث نتناول بناء
( )1تقرير و ازرة الري والموارد المائية السياسية المائية في السودان ،الخرطوم إبريل ،1111ص .26 ،21
)2( World Bank، World Development Indicators، 2007، PP، 14-7
263
اإلستراتيجية المائية السودانية ومتعلقاتها في مرحلة ما بعد سد النهضة في
محاور(-:)2(,)1
.2الموارد المائية:
شكل السودان قبل إنفصال الجنوب ٪61من مساحة حوض النيل ،والسودان
ليس دولة مصب فقط ،فهو من دول المنابع لوجود روافد كثيرة وامطار تصب في نهر
النيل وروافده غير محسوبة وإستفادة السودان من مياه النيل محدودة ،والسودان مرحلة
وسطى مقارنة بمصر ودول المحابس العليا أثيوبيا ودول البحيرات العظمی ،يجب أن
يتم التعامل مع النيل وروافده برؤية موحدة تستند عن نقطتين مهمتين هما:
( )1محمد الحسن ابراهيم بابكر ،ندوة الموارد المائية و مستقبل المياه في السودان ،مركز دراسات المستقبل1116 ،م.
( )2ابراهيم االمين عبدالقادر ،السودان االخضر بين دفتي السد العالي و سد النهضة ،سينان العالمية للطباعة ،السودان ،الخرطوم1125 ،
م.
264
أ .كمية التبخر فيها قليلة ويعوضها ما يتساقط عليها من مياه األمطار.
ب .هي أفضل من أي خزان يقام على النيل األزرق لعدم تعرضها لإلطماء.
ان السودان رغم تنوع موارده المائية يعاني من الفجوات الغذائية ،ومن التحديات
التي تواجه البالد الذهنية التي يتم التعامل بها مع المياه والفهم السائد عن أن في
السودان وفرة مائية ،علما بأن في السودان مساحات واسعة صحراء وأكثر من %15
من مساحته مهدد بالتصحر نتيجة الجفاف والزحف الصحراوي ،ومياه األمطار في
السودان تتسم بالتذبذب والمتغيرات الزمانية والمكانية إلى جانب قصر الموسم وقلة
األمطار في مواقع الزراعة وتمركز الثروة الحيوانية ،وزاد من تعقيد األزمة ضيق أوعية
حصاد المياه التي ال تسمح بإستغالل كامل الحصة المخصصة لها بموجب إتفاقية
2858م ،ولغياب االستقرار السياسي واالرادة السياسية لم يتمكن من االستفادة منها
بصورة مقبولة ،بل على العكس حدث تدهور مريع في المشاريع الزراعية في القطاع
المروي والزراعة اآللية لسوء االدارة وفسادها ،ولتجاوز هذه المرحلة على الدولة أن تعيد
النظر في سياساتها ومؤسساتها وأن تعتمد في ادارة مواردها المائية على التخطيط
العلمي والشفافية واعادة الهيبة والفعالية لو ازرة الري ،وهي المؤهلة علميا وعمليا الدارة
المياه وتنميتها والدفاع عن مصالح السودان خاصة ونحن في زمن أصبح النزاع على
الموارد له ابعاد اقليمية ودولية ،والتخطيط ال يعني فقط تكوين اللجان ،التخطيط العلمي
والسليم يعتمد على المعلومات الصحيحة والموثقة ،بهذا الفهم يتحدث العقالء
والمختصون في مجال المياه ،الزراعة ،الدراسات اإلجتماعية واإلقتصادية عن قيام بنك
للموارد المائية يتضمن مجموعة قواعد للمعلومات األساسية شبكات الرصد المناخي
والمائي واإلستخدامات المائية في الزراعة ومعلومات عن االحواض المائية السطحية
والجوفية واتاحة هذه المعلومات بعد تبسيطها وصياغتها بلغة سهلة للمزارعين والعاملين
في مجال الزراعة عبر كوادر مدربة ومؤهلة لتلعب هذا الدور المحوري في عمليات
265
تنمية المهارات للعاملين والحفاظ على موارد البالد المائية وتطويرها ،وعملية ادارة الموارد
يجب أن تمتد إلى ترشيد إستخدامات المياه وتوفير مصادر مائية اضافية تساعد في
تحقيق طفرة في االنتاج الزراعي منها:
أ .حصاد المياه:۔
معظم أراضي السودان تقع ضمن نطاق المناطق المناخية الجافة واالمطار في
بعض المناطق تتصف بالندرة مما عرضها للجفاف الذي ترتبت عليه هجرات ونزوح
جماعي بحثا عن المياه والكأل ،شمال دارفور وشمال كردفان تعرضتا إلى موجات
متالحقة من الجفاف ،وادي إلى نزوح اعداد كبيرة من المواطنين جنوبا عبر الحدود
االدارية مع الجنوب وهي اآلن بعد االنفصال اصبحت حدودا سياسية ،وما حدث في
دارفور من حروب ودمار ومع وجود عوامل عديدة أدت إلى إندالع الحروب ،إال أن
الش اررة هي النزاع حول الموارد المحدودة والمتأثرة بعوامل طبيعية والجفاف والتصحر
وعجز في ادارة الدولة وادارة التنوع كانت نتيجته االنفصال الكارثة على الشمال والجنوب.
ومن هنا جاءت أهمية حصاد المياه ،وتوجد وسائل متعددة لحصاد المياه ترتبط أساسا
بمعدالت االمطار وطبوغرافية األرض ونوعية التربة ،يمكننا اختيار المناسب منها
وإستغالله في الري التكميلي منها:
.2الحفائر وتوفر مياه الشرب لإلنسان والحيوان والزراعات البسيطة ومع قلة
تكلفتها إال أن المساحات التي تعتمد في ريها على الحفائر محدودة
وانتاجيتها متواضعة.
.1استقطاب مياه الوديان والخيران والسيول التي غالبا ما تكون ذات آثار
سالبة لسرعة إندفاعها واتساع مساحة جريانها في زمن قصير ينتهي
بنهايتها وما تحدثه من دمار.
266
.3انشاء سدود ترابية يوفر مياه اضافية ويجنب المناطق التي تجري فيها
فيضاناتها المدمرة.
ب .التوسع في تقنيات الري الحديثة:
زراعة مساحات واسعة وبأسس علمية وتكنولوجية متطورة يتطلب إستخدام تقنيات
حديثة للرى ،وقد أكدت الدراسات التي قامت بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بان
إستخدام الري السطحي التقليدي وبكفاءة متدنية فيه سوء إستخدام وتبديد الموارد المائية،
بعد أن تأكد أن التوسع في تقانات الري الحديثة من رش وتنقيط فيه توفير ويزيد من
كفاءة الري وبنسب عالية جدا مقارنة بما هو متبع في بالدنا(الري بالغمر) ،يفرض هذا
على اصحاب القرار اعادة النظر في و ازرة الري التي أهملت عمدآ وأنا هنا أعنی دور
الو ازرة كقلعة علمية ومؤهلة بكوادر لهم معرفة وخبرة في كل ما يتعلق بالمياه تراكمت
عبر السنين يمكن توظيفها بنجاح في فض النزاعات حول المياه ،وفي وتنمية الموارد
المائية ،وحسن أدارتها.
ولمخاطبة ما تعانيه الزراعة اليوم في السودان على مراكز التفكير وأصحاب
القرار ايجاد معادلة سليمة ومتوازنة لتنمية وإستخدامات المياه في بالدنا ،يتطلب هذا
توفير االعتمادات الالزمة إلنشاء البنيات األساسية للتخزين وشبكات الري وادخال
التقانات الحديثة وتطوير محطات البحوث المائية وتشجيع المشاركة المجتمعية ،نقطة
أخرى على درجة عالية من األهمية وهي أن الموارد المائية المتاحة ملك لالجيال في
الحاضر والمستقبل ،تنميتها وحمايتها ووضع سياسة مائية تضمن استدامتها واستثمارها
بنحو متكامل واجب الدولة والمجتمع.
.1الزراعة
ان من فوائد السدود األثيوبية وبصفة خاصة سد النهضة للزراعة في السودان أن
تم التشاور حولها وإخضاعها للمصالح المشتركة:
267
أ .أنها توفر مياه للزراعة طوال العام بدال عن الفيضانات الموسمية ،أهمية هذا
في تنظيم اإلنتاج الز ارعي لمقابلة اإلحتياجات الغذائية للمواطنين وتصدير
الفائض.
ب .إستصالح وإستزراع المزيد من األراضي السودانية (التوسع األفقي والرأسي
التكثيف الزراعي).
ت .زيادة اإلنتاج الزراعي.
ث .توفير موارد مائية منتظمة على مدار العام بعد قيام سد النهضة يعني زيادة
إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية لوحدة المساحة من األرض والمتر
المكعب من الماء لوحدة الزمن /السنة.
السودان يعتمد حاليا على القطاع التقليدي بالنسبة لإلنتاج الحيواني وبدرجة كبيرة
بالنسبة لإلنتاج النباتي (القطاع المروي) علما بأن هنالك مستجدات يجب أن تجد
اإلهتمام ،منها التغيرات المناخية وما يترتب عليها من جفاف وتصحر وقلة في األمطار
في كمياتها وفي معدالت سقوطها ،متغير آخر أيضا مهم هو إنفصال الجنوب وتأثيراته
السلبية على مواطني البلدين على جانبي الحدود الجديدة خاصة الثروة الحيوانية ظلت
الحدود السياسية معوقا حقيقية لترحالها الموسمی شمال وجنوبا .اآلثار السالبة لهذه
المستجدات تفرض على اهل السياسة واإلقتصاد إعادة النظر في كل شيئ في الطريقة
التي تدار بها البالد وعالقاتها مع دول الجوار وفي أن تكون لنا إستراتيجية طويلة
المدى ،محورها األساسي الزراعة بشقيها النباتي والحيواني مع اإلستفادة من السدود
األثيوبي ة بالدخول في شراكة تمكن دول حوض النيل الشرقي من تجاوز مرحلة الجدل
حوله إلى مرحلة أهم ما يميزها التعاون في مشاريع مشتركة تخدم مصالح شعوب
المنطقة.
.3العالقة بين دول النيل الشرقي الثالث:
268
التوتر في العالقات األثيوبية المصرية هنالك ما يبرره نتيجة للتوتر الذي حدث
بين البلدين بعد اإلعالن عن قيام سد النهضة مع وجود درجة من التفاهم بين السودان
وأثيوبيا ،فالوضع اليوم يحتاج لمعالجة عقالنية بعيدا عن التهديدات المتبادلة ،أثيوبيا
وفقا لما هو معلن ال تريد والسباب موضوعية غير مهيئة إلستغالل مياه السد في الزراعة
فالمساحة المتاحة للزراعة في موقع السد 511الف فدان في منطقة بني شنقول ستغمرها
مياه بحيرة السد ،وما تريده أثيوبيا هو إستغالل المياه في إنتاج الطاقة الكهرومائية ،هذا
ال يعني أن أثيوبيا التي تعرض شعبها نتيجة للجفاف في بعض مناطقها إلى المجاعة
ال تحتاج للزراعة.
إلعادة التوازن لهذه المعادلة الصعبة من الواجب تعزيز المصالح المشتركة كعامل
أساسي لضمان إعادة التوازن لها ،فالسودان يستقبل كل عام أعداد كبيرة من الالجئين
األثيوبيين ،وهنالك نزاعات حول الحدود وإعتداءات من األثيوبيين على األراضي
السودانية في منطقة الفشقة.
التفكير في مشاريع زراعية عمالقة لزراعة األراضي السودانية على الحدود مع
أثيوبيا تأكيدا للتكامل وخدمة للمصالح المشتركة ،والتحول من زراعات أقل قيمة إلى
أخرى أعلى قيمة نقدية ،فالزروع تختلف في قيمتها النقدية ومن ثم الناتح النقدي لوحدة
المساحة من األرض أو المتر المكعب من الماء ،زراعة الخضر والفاكهة للتعبئة
والتصنيع والتصدير للسوق الخارجي واإلستفادة من مخلفات وبقايا المحاصيل کعلف
وتحسين قيمتها الغذائية بالمعامالت المناسبة بما يرفع من إنتاجية الثروة الحيوانية.
.4التنمية:
ان اغتنام فرص توفر طاقة كهربائية وري منتظم من سد النهضة ،يثمر عن
إمدادات أوفر وأكبر إستق اررا ،أن زيادة الطلب على المنتجات الزراعية وهو نتيجة طبيعية
لزيادة السكان وتنوع إحتياجاتها ويشكل ضغطا شديدا على الموارد الطبيعية ومن ثم ال
269
بد من البحث عن حلول للوفاء بإحتياجات الحاضر والمستقبل ،ومهما كانت اإلنجازات
التكنولوجية وتطبيقاتها فإن هناك حدود لقدرة أمان األرض على اإلعاشة ،فإذا حاولنا
تجاوز هذه الحدود فإن الزراعة عندئذ والثقافة اإلنسانية كما نعرفها لن تكون مستدامة،
وسوف يكون هنالك ضرر دائم لواحد أو أكثر من مكونات البيئة ،هناك عدد من القيود
التي تؤثر سلبا في إستدامة التنمية الزراعية أهمها تآكل قاعدة الموارد الطبيعية المتمثلة
في األرض ،المياه ،الهواء والمناخ.
السودان أرض بكر وموارد مائية (نهر النيل وروافده واألمطار والخيران) ،إن
توفرت وبكميات كبيرة وفق رؤية جديدة يتم بموجبها وضع إستراتيجية كمشاريع عمالقة
للزراعة بشقيها النباتي والحيواني ،مشاريع مدروسة ومخطط لها علمياً من دراسة جدوى،
األبحاث ،توفير المدخالت ،تدريب العاملين على األساليب الحديثة للرعي وتربية الحيوان
مع توفير التمويل الالزم والضمانات المناسبة الن يكون المنتج عالي الجودة وقادر على
المنافسة في األسواق الخارجية ،أن سد النهضة في ظل إتفاق شامل ومنصف ،يساهم
في تحقيق استفادة السودان من حصته المائية كامل ًة ،مما يعني موارد مائية ،وبالتالي
اراضي زراعية أوسع وأمن غذائي اقوي.
اإلستراتيجية بعيدة المدى لموارد السودان المائية
تنامي الطلب المستقبلي على المياه بمعدالت كبيرة لمقابلة النمو المضطرد في
البني الحضرية واإلقتصادية ،يقابله ضعف في كفاءات اإلستخدام وقصور في البني
المؤسسية المسؤولة عن ادارة مرافق المياه وقدراتها المتواضعة على توفير مصادر جديدة
للمياه تعرض على الدولة واتخاذ الق اررات الكفيلة بانفاذ إستراتيجية بعيدة المدى لالستفادة
القصوى من المياه في مجاالت التنمية المختلفة وفي المقدمة القطاع الزراعي ،أهم
271
القطاعات التي تستأثر بالجزء األكبر من المياه ،الوصول إلى الهدف يتطلب التركيز
على عدد من النقاط أبرزها(:)1
.2التقييم الدقيق للموارد المائية رصد وتحليال وتنبؤ وإستخداما للتكنولوجيا
الحديثة ،بتحسين ادوات الرصد المائية والتوسع في إستخدام التقانات
الحديثة کاالستشعار من بعد والمحطات اآللية.
.1انشاء قاعدة للمعلومات واالهتمام بتطويرها باستمرار استجابة للمستجدات
علما بأن عملية حصر وتقويم الموارد المائية عملية ديناميكية تتطلب
متابعة عمليات الرصد وجمع المعلومات لتحديث البيانات مع ايالء اهتمام
خاص لشبكات الرصد على األودية الموسمية مع تعزيز نشر وتبادل
المعلومات.
.3ايجاد صيغة متوزانة للعالقة بين التنمية والبيئة وهي قضايا تم التداول
حولها في إجتماع قمة االرض في ريودي جانيرو۹%%۱م واإلتفاق على
أبراز المشاكل البيئية وايجاد الحلول المناسبة لها عن طريق تنفيذ مشاريع
تأخذ بعين االعتبار التنمية المستدامة ومايترتب عليها من آثار بيئية.
.4إنشاء مركز متخصص للدراسات المائية والتركيز على البحوث التطبيقية
في مجاالت التخطيط وادارة الموارد المائية والزراعية.
.5أن تتدخل الدولة لحماية الموارد الطبيعية وسن القوانين والتشريعات
لحمايتها من الهدر والتلوث.
.6تحديث الخطط اإلستراتيجية المائية واتباع منهج متكامل لتنمية الموارد
.1وضع سياسة بعيدة المدى للتدريب المنتظم للكوادر الفنية واالدارية.
( )1ابراهيم االمين عبدالقادر ،السودان االخضر بين دفتي السد العالي و سد النهضة ،سينان العالمية للطباعة ،السودان ،الخرطوم1125 ،
م.
272
.6تطوير نظم الري واستنباط محاصيل ذات احتياجات مائية منخفضة
وتعطي إنتاج اكبر للوحدة المائية.
.8تفعيل المشاركة الشعبية والعمل على نشر الوعي بين الجمهور بأهمية
حماية الموارد المائية من التدهور كما ونوعا وتضمين منهج الثقافة المائية
في مقررات التعليم.
.21تشجيع مشاركة القطاع الخاص في تنمية موارد مائية جديدة.
.22تحسين برامج االرشاد الزراعي.
.21التعاون مع المنظمات االقليمية والدولية لالستفادة منها في مجاالت
التخطيط والتدريب.
أن أبعاد األزمة حول سد النهضة في تداخل مستمر خاصة في ظل عدم وجود
إطار قانوني واضح يتيح لألطراف المتنازعة فرصة لالحتكام لمبادئ القانون الدولي
ومن ثم ترتب على ذلك أن ازدادت خطورة هذه األزمة ومن ثم فان التعرض لكيفية
مواجهتها البد أن يأخذ في االعتبار عاملين أساسين هما:
أ .أن إستراتيجية المواجهة تتوقف على طبيعة الموقف المحتمل الزمة.
ب .أن لهذه اإلستراتيجية عناصر وركائز أساسية سواء على المستوى المؤسسي أو
على مستوى التعامل ويمكن أن نلخص اإلستراتيجية السودانية في إدارة ملف
التفاوض حول سد النهضة األثيوبي فيما يلي:
.2الموازنة بين أساليب العمل والتفاوض الجماعي متعدد األطراف من ناحية
والتركيز على العمل الثنائي مع كل دولة على حدي من ناحية أخرى.
.1من الناحية السياسية والدبلوماسية القيام بتطوير مجموعة من السياسات
تتناسب وظروف كل دولة ومواقفها .
271
.3تحديد األهمية النسبية للمصالح المائية لكل دولة من دول حوض النيل
الشرقي بين مجمل المصالح الوطنية اإلستراتيجية لهذه الدولة ،فبينما تمثل
المصالح المائية لمصر مصلحة حيوية قصوى فان األمر ليس كذلك ألثيوبيا
من ناحية الموارد المائية في مقابل توليد الطاقة الكهربائية كما هو الغرض
المعلن من السد.
.4كذلك تقوم اإلستراتجية السودانية على بناء التحالفات اإلقليمية وتوثيق
التحالفات مع شريكي النيل الشرقي.
.5إستدعاء التعاون الدولي من النواحي القانونية والسياسية والتنموية علي أساس
قواعد القانون الدولي.
.6تحقيق التعاون المائي عبر مشروعات مشتركة بين السودان ومصر وأثيوبيا،
الربط الكهربائي واألمن الغذائي علي سبيل المثال.
مما سبق نجد أنه تتعدد عناصر اإلستراتيجيات التي يجب مراعاتها أثناء عملية
التفاوض وإن كان يجب أن نذكر أن اللجوء الى هذه اإلستراتيجية أو تلك يتوقف على
ظروف كل حالة ومالبساتها ،وعلي المفاوض السوداني أن يكون حذ ار وواعيا بآثارها
مع ضرورة اإللمام التام بالجوانب الفنية والقانونية والدبلوماسية واإلقتصادية واإلجتماعية
والبيئية واإلستراتيجية وعلى هذا األساس يجب تكوين وفد التفاوض السوداني.
273
الخاتمة:
إحتوي البحث علي مقدمة شملت مشكلة البحث ،واألسئلة الرئيسية والفرعية،
واألهدف واألهمية ،والمناهج التي إتبعها الباحث ،والحدود المكانية والزمانية ،وتعريف
بأهم المصطلحات ،وأدوات وهيكل البحث ،وتلخيص للدراسات السابقة التي إطلع عليها
الباحث وأهم نتائجها وتوصياتها ،باإلضافة للمقدمة ،جاء البحث في خمسة فصول،
الفصل األول بعنوان التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة إطار نظري ومفاهيمي
وإحتوى علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان العالقات الدولية والدبلوماسية
والتفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة ،المبحث الثاني بعنوان أهمية المياه والسدود
وتعريفها وأنواعها ،المبحث الثالث نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه،
الفصل الثاني بعنوان جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته ،وإحتوى علي ثالثة مباحث،
المبحث األول بعنوان جغرافية نهر النيل ودوله ،المبحث الثاني بعنوان إتفاقيات مياه
النيل ،المبحث الثالث بعنوان التعاون والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل،
الفصل الثالث بعنوان سد النهضة األثيوبي وإحتوى علي ثالثة مباحث ،المبحث األول
بعنوان إستراتيجية أثيوبيا في بنا سد النهضة ،المبحث الثاني بعنوان الموقف المصري
من سد النهضة ،المبحث الثالث بعنوان الموقف الدولي من سد النهضة ،الفصل الرابع
بعنوان السودان وسد النهضة األثيوبي وإحتوى علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان
موقف السودان من سدود نهر النيل وروافده ،المبحث الثاني بعنوان تطور مسار
مفاوضات سد النهضة مايو – 2155مارس ،2121المبحث الثالث بعنوان موقف
السودان من سد النهضة األثيوبي ،الفصل الخامس بعنوان إستراتيجية الحفاظ علي
مصالح السودان المائية وإحتوى علي ثالثة مباحث ،المبحث األول بعنوان إستراتيجية
السودان المائية ،المبحث الثاني بعنوان أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية،
المبحث الثالث بعنوان بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة ،وأخي ار
الخاتمة وإحتوت علي النتائج والتوصيات ومصادر ومراجع البحث والمالحق.
274
النتائج:
.2أثار سد النهضة األثيوبي أزمة حقيقية بين دول حوض النيل الشرقي السودان
ومصر وأثيوبيا التي تعتقد أن السد سوف يحل كل مشاكلها السياسية واإلقتصادية
واإلجتماعية وسينهض بها ،ولذلك تصر أثيوبيا لبناء السد بحيث يسع 14
مليار متر مكعب من المياه ،وهذا ما سيكون له أثر علي حصص المياه لكل
من السودان ومصر الواردة في إتفاقية 2858م ،والسودان ومصر وال يمانعان
في بناء سد يحقق ألثيوبيا طموحها من إنتاج الكهرباء وزيادة مواردها اإلقتصادية
والتنموية ،ولكن ليس ببناء سد يؤثر سلبا علي مواردهما المائية ،ورغم لغة
التصعيد والتحدي بين كل من أثيوبيا ومصر التي كانت في بداية األمر إال أن
هذه الدول الثالث عقدت عدت إجتماعات تمخضت بإعالن مباديء ،وتفاوض
مستمر ألكثر من ثمان سنوات إال أن األزمة مازالت قائمة ،وتثير المخاوف
وتوضح مدى الحاجة إلى التعاون واإلتفاق بين هذه الدول والوصول إلى حلول
ترضي كل االطراف.
.1هناك إرتباك في الموقف السوداني من ملف سد النهضة وظهر ذلك جليا في
التباين الشديد بين آراء المسؤولين والخبراء السودانيين المؤيدين والمعارضين
لبناء السد ،وأوحي الموقف الرسمي باستعداده لتقديم تنازالت من جانبه ،مثال
ذلك الترديد المستمر أن السودان ال يستفيد من كامل حصته المائية ،وميله للعب
دور الوسيط بين مصر وأثيوبيا ،كذلك ضعف المصادر السودانية المتناولة
لموضوع سد النهضة وأثره علي السودان ،حيث عاني الباحث جداً من التوصل
لمصادر سودانية حول ملف سد النهضة ،مما يشير إلى ضعف الدراسات
والبحوث في هذا الموضوع المهم.
.3استطاعت أثيوبيا سحب المفاوضات إلى مربعها وموقعها وجعلتها تدور تحت
اجندتها ،وهذا يدل علي الحنكة األثيوبية في إدارة الملف ،وبدأت أثيوبيا البناء
275
فعالً وقطعت فيه شوطاً كبي ار وأعلنت أنها ستبدأ ملء السد وتشغيله ،ولم تستجيب
لمطالبات السودان ومصر بالتوقف لحين اإلتفاق واالطمئنان أن السد قائم علي
قواعد صلبة ومتينة وال يحدث له إنهيار ،وان السد ال يتسبب مستقبال في حجز
المياه ،وتري أثيوبيا أن هذه المطالبات ليس لها سند قانوني.
.4سيؤثر السد علي حصة المياه لكل من السودان ومصر ،ورغم تصريح أثيوبيا
بأن الضرر لن يكون كبي ار ،وأنها لن تحجز المياه والغرض هو إنتاج الكهرباء
فقط ،إال أن أضرار السد الحقيقية لن تُعرف إال بعد تشغيل السد والتطبيق الفعلي
لحركة المياه ،ذلك مع حقيقة عدم توفر دراسات كافية متفق عليها بين الدول
الثالث حتي اآلن.
.5توقيت اإلعالن والبدأ في بناء سد النهضة يثير الريبة في قانونية بناء أثيوبيا
للسد ،فمنذ العام 2814م أعلنت أثيوبيا رغبتها بناء سدود النتاج الكهرباء ،إال
أنها لم تضع هذا األمر موضع التنفيذ حتى عام 1121م ،مستغلة بذلك توقيع
إتفاقية عنتبي اإلطارية الموقعة بين دول الحوض األفريقية ،واألزمة السياسية
في السودان وثورة الربيع العربي في مصر ،وقد كانت الفكرة في بداية األمر
إنشاء سدود باحجام صغيرة وكل هذا التبسيط شجع السودان للموافقة على بناء
السد ،إال أن أثيوبيا عدلت المشروع لبناء سد يسع 14مليار متر مكعب النتاج
6111كيلوواط من الكهرباء ،ونسبة الن البنك الدولي ال يمول بناء أي سد إال
بموافقة كل دول الحوض ،فاضطرت أثيوبيا لتمويل السد بنفسها بوساطة السندات
الحكومية من استهداف األثيوبيين في بالد الخارج والداخل ،ودعم بعض الدول
كالصين واسرائيل ودول عربية ودول اخري مثل االمارات العربية المتحدة.
.6الهدف المعلن من سد النهضة األثيوبي هو إنتاج طاقة كهربائية ،والسد من هذا
الجانب ال يمثل تهديدا لألمن المائي السوداني ،بالقدر الذي يمثل مشروع يمكن
أن يستفيد الجميع من منافعه لو تم اإلتفاق حوله ،والتحدي الحقيقي الذي يواجه
276
دول حوض النيل الشرقي هو موازنة اإلستعماالت القائمة للسودان ومصر
باالحتياجات األثيوبية من الطاقة ،وهذا ال يمكن تحقيقه إن لم تكن دول حوض
النيل الشرقي على حسن النية والسعي إلنهاء المشكلة سويا.
.1الوسيلة الوحيدة لتحقيق اإلستفادة المثلى من نهر النيل هي التعاون الكامل
والتنسيق بين دول الحوض ،والتركيز على تقاسم المنافع بدال من المياه ،مع
االبتعاد عن التدليس السياسي ،وإعالن المبادئ قد يكون األساس المهم لهذا
التعاون وبناء اإلسترتيجية المشتركة القادمة ،حيث مثل أساس التقارب والتفاهم،
وخلق تفاوضات لعبت دو ار في عدم تفاقم الخالفات وتقليل حدة التوتر على
االقل على الرغم من أنها لم ترسم ولم تشر إلى توزيع حصص مائية بين الدول
الثالثة.
.6وضح الدور الخارجي المساند ألثيوبيا في الملف بد ًء من التخطيط والتصميم
والتمويل والتنفيذ والحماية للسد ،وهذا ما يجب اخذه في االعتبار عند المفاوض
السوداني ،لتجنب الوقوع تحت ضغط تقاطعات المصالح الدولية.
.8إن الصراع حول الموارد المائية ال تحده الحدود السياسية وهذا يؤدي إلى تصعيد
المنافسة وتصادم المصالح كما هو االن في ملف سد النهضة ،إذ أن إستخدام
ٍ
جانب معين قد يؤثر تأثير كبير على إمداد المياه على الجانب اآلخر، المياه من
كما أن إستغالل المياه من دول أعلي المجرى المائي يؤثر على نوع وكميات
المياه المتاحة لمستخدمي هذه المياه في دول أسفل المجرى المائي ،والحق في
المياه كجزء محورٍي من منظومة الحقوق القانونية لكل دولة من الدول الثالث
السودان ومصر وأثيوبيا ،وهو مؤشر أساسي لألمن المائي ،وعليها وعلى
المجتمع الدولي تعزيز مقاربات حول إتاحة الفرصة للتمتع بالحق في التنمية
والمياه بصورة عادلة ،وبالتالي ضرورة أهمية التعامل مع المياه كمورد إقتصادي
وإجتماعي وثقافي مشترك.
277
التوصيات
.2االعتراف بأن أثيوبيا لها الحق المشروع في إستخدام حصتها من النيل األزرق
من أجل التنمية وتطوير مواردها.
.1ليس هناك فوائد فقط او اضرار فقط من سد النهضة علي السودان ،وانما يعتمد
نوع األثر علي الطريقة التي ستمأل وتشغل بها أثيوبيا السد ،وعلي المفاوض
السوداني ادراك ذلك ،وادراة التفاوض علي أساسه ،وعلى السودان التوقف عن
الحديث عن البحث لبدائل لمياه نهر النيل وعدم قدرته علي إستخدام كامل
حصته ،فذلك يضعف موقفه التفاوضي ويظهره في موقف القانع بأي نتيجة تصل
لها المفاوضات وان كان علي حساب مصالحه المائية ،ويري الباحث ضرورة
التمسك بالمصالح المائية للسودان وفقا للعدالة والقانون الدولي والتعاون المشترك
بين جميع دول حوض النيل ،وتعديل االستراتيجيات السودانية ذات الشأن لالخذ
في االعتبار آثار سد النهضة ايجابية او سلبية كانت.
.3إنطالقاً من النقطتين السابقتين ،على الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا أن
تركز على التعاون بينها ،والعمل الجماعي لتحقيق المصالح ،اإلستراتيجية
المشتركة القائمة على التعاون لها عدة مزايا ،على عكس إستخدام التهديد
واإلنفراد اللذان يزيدان حدة الخالف والتوتر وحتما ستكون النتيجة غير مرضية،
وبالتالي عواقبها وخيمة وسيئة ،فعلى الدول الثالثة أن تفكر في بناء إستراتيجية
جديدة مشتركة يربح الجميع من خاللها ،وبالتالي تكون نتائجها أفضل بالنسبة
للجميع ،وهذا ما إفتقده واقع المفاوضات خالل الفترة السابقة.
.4يجب تأكيد أن إنخراط السودان في المفاوضات يؤكد ايمانه بالمسار التفاوضي
والتعاوني لكن ال يعني رغبته في تفاوض من أجل التفاوض فقط ،علي قاعدة
السودان يفاوض وأثيوبيا تبني وتشغل ،والمفاوضات تعبر عن الهم المصري
فقط.
278
.5رغم تأكيد عدد من الخبراء السودانيين بأن قواعد السد وتجهيزاته الهندسية متينة
إال أن توقع إنهياره وارد وربما يكون بفعل فاعل أو بعد فترة وجيزة من تشغيله،
علي السودان اخذ حالة إنهيار السد بصورة جادة وقد يكون ذلك لضخامة حجم
السد وطبيعة االرض وكمية المياه التي به 14مليار متر مكعب ،ولهذا يجب
علي السودان أن يحطاط بانشاءات المتصاص أي مياه قادمة بسبب االنهيار،
ويجب أن يصر المفاوض السوداني علي مبدأ التعويض عن االضرار التي
يسببها إنهيار السد .
.6ظل موقف السودان الرسمي يردد أنه يثق فى أثيوبيا وأن أثيوبيا ال يمكن أن
تضر به ،رغم تعنت الموقف األثيوبى وعدم تزحزحه الواضح بد ًء من أول
المفاوضات ،وعلي السودان الرسمي تقييم هذه الثقة حسب تطورات الموقف
األثيوبي وال تقدم دولة السودان شيك علي بياض ألثيوبيا ،كما ال يجب االكتفاء
بالدور الرسمي فقط في ادارة الملف ،ويجب االخذ في االعتبار آراء الخبراء
السودانيين ،وهم من أوائل من أسس مدرسة التعامل مع قضايا النيل ولديهم
أُطروحات عظيمة لحل أزمة سد النهضة ،كذلك يجب استصحاب الهم والمخاوف
الشعبية حول هذا الملف وعدم تركه لالعالم المصري ليوجهه ،ويجب اال يكون
سقف المطالب السودانية منخفض خاصة مع تهرب أثيوبيا من التزام واضح
بالوعود بالمصالح للسودان كاالمداد بالكهرباء.
.1وضح أن المفاوضات تمكن أثيوبيا من كسب الوقت ،والتزم السودان بالتفاوض
الثبات حسن النية حتى النهاية ويجب مالحظة أن واشنطن تشرف على
المفاوضات من خالل وزير الخزانة الذى العالقة له بالجوانب الفنية من
المفاوضات وهو أمر اليزال غامضا عند المراقبين كما أن واشنطن تدعى أنها
تضغط على أثيوبيا ،وهذا ما لم تظهر نتائجه حتي االن ،وعلي السودان االنتباه
279
لذلك حتى ال يفاجأ بملء السد كما أعلنت أثيوبيا فى يوليو 1111دون تحقيق
إتفاق مع أثيوبيا يضمن حقوقه ومصالحه المائية .
.6إذا واصلت واشنطن وساطتها ومنحت القضية االهتمام المناسب ،فبإمكانها
المساعدة في تجنب األعمال العدائية في بقعة حيوية من أفريقيا ،ومع ذلك ،فإذا
أساءت التعامل مع هذا األمر أو تركت األطراف بمفردها من جديد ،فثمة أطراف
ثالثة بديلة تنتظر ،فروسيا علي سبيل المثال ترغب في دور متنامي تأديه في
أفريقيا ،وكذلك الصين ،ثبت أن تعدد منصات الوساطة الدولية يؤدي الي تفاقم
االزمة عوض ًا عن حلها كأمثلة النزاع الفلسطيني االسرائيلي واألزمة السورية
والليبية واليمنية ،وعلي السودان مراجعة موقفه من الوساطة الدولية وتقييم دورها
وأثرها علي مصالحه القومية ،ومع حقيقة أن أمريكا هي من اعدت دراسات
السدود األثيوبية ما بين االعوام 2856إلى 2864م ،فعلي الوساطة األمريكية
أن تتقدم ليس فقط بالوساطة وانما التوضيح حول توجه أثيوبيا المريب لبناء سد
النهضة عوضا عن االلتزام بالدراسات األمريكية ،هذا امر علي المفاوض
السوداني اخذه في االعتبار عند تقييم الوساطة األمريكية.
281
المصادر:
القران الكريم
المراجع:
أوال :الكتب العلمية
282
.21رفعت سيد أحمد ،الصراع المائي األبعاد الكاملة للصراع حول الماء بين العرب
وإسرائيل ،دار الهدى للطباعة ،القاهرة.2883 ،
.22رشدي سعيد ،نهر النيل الماضي والمستقبل ،دار الهالل للطباعة والنشر،
.21زكي البحيري ،مصر ومشاكل مياه النيل ،وأزمة سد النهضة ،الهيئة المصرية
العامة ،القاهرة 1126 ،م.
.23سامر مخيمر ،وخالد حجازي ،أزمة المياه في المنطقة العربية ،كتاب عالم
المعرفة العدد ،118المجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب ،الكويت،
مايو.2886
.24صاحب الربيعي ،صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل ،دار
الكلمة ،دمشق.1112 ،
.25علي صادق أبوھيف ،القانون الدولي العام ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
.2811
.26عبدالعزيز خالد ،مياه النيل :حسابات األرض والسياسة ،شركة مطابع السودان
للعملة ،الخرطوم.1111 ،
.21عبد األمير األنباري ،حول المفاوضات الدولية متطلباتها وأساليبها ،المركز
القومي لإلرشاد والتطوير اإلداري ،بغداد.2861 ،
.26عصام صادق رمضان ،المعاهدات غير المتكافئة في القانون الدولي ،دار
النهضة العربية ،القاهرة2816 ،م.
.28كاظم هاشم نعمة ،العالقات الدولية ،منشورات جامعة بغداد ،بغداد ،الطبعة
األولي.2818 ،
281
.11محمد حسين أبوصالح ،التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل ،شركة
مطابع السودان للعملة المحدودة ،الخرطوم ،1124 ،الطبعة العاشرة.
.12محمد احمد السامرائي ،مشكلة المياه في الشرق االوسط ،دار الرضوان ،المجلد
،2عمان.1124 ،
.11محمد محي الدين رزق ،إفريقيا وحوض النيل ،مكتبة عطايا ،القاهرة،2834 ،
الطبعة الثانية.
.13محمد حسين أبوصالح ،التخطيط االستراتيجي في اإلقتصاد والعلوم السياسية
واإلجتماعية ،الخرطوم 1116 ،م ،الطبعة األولي.
.14محمد فؤاد رشوان ،تسوية النزاعات حول األنهار األفريقية ،المكتب العربي
للمعارف ،القاهرة.1125 ،
.15محمود سمير ،معارك المياه المقبلة في الشرق اَلوسط ،دار المستقبل العربي،
بيروت القاهرة2882،م .محمود خلف ،مدخل إلى علم العالقات الدولية،
منشورات المركز الثقافي العربي ،بيروت ، 1987 ،الطبعة األولى.
.16منصور ميالد يونس ،مقدمة لدراسة العالقات الدولية ،منشورات جامعة ناصر،
ليبيا ،طرابلس.2882 ،
.11نادر نورالدين محمد ،موارد دول حوض النيل المائية واألرضية ،الدار العربية
للعلوم ،الدوحة ،1122 ،الطبعة األولي.
.16ناصيف يوسف حنى ،النظرية في العالقات الدولية ،دار الكتاب العربي،
بيروت ،1985 ،الطبعة األولى.
.18وعدالله حسين ياسين الحمداني ،نهر النيل وتاثيره علي األمن القومي العربي،
المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،1124 ،الطبعة األولي.
ثانياً :المقاالت واالوراق العلمية
283
.2ابراهيم السيد احمد رمضان ،المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد
النهضة ،مجلة السياسة الدولية ،المجلد ،25العدد ،114القاهرة.1126 ،
.1احمد المفتي ،دراسة حول إتفاقية قانون إستخدام المجاري المائية الدولية في
األغراض غير المالحية ،الموسوعة السودانية لالحكام والسوابق القضائية،
.2881
.3أحمد السيد النجار ،مقال "رؤية عربية للتصورات االسرائيلية حول قضايا المياه
بين العرب واسرائيل"،مجلة شؤون عربية ،عدد ،73القاهرة.2883 ،
.4أحمد القرعي ،مقال بعنوان " األمن المائي ..مصريا وعربيا " ،مجلة السياسية
الدولية ،مطابع األهرام للطباعة والنشر والترجمة ،العدد ،241القاهرة ،أبريل
1111م.
.5البخاري عبد الله الجعلي ،مقال بعنوان " تداعيات سد النهضة ذات شقين قانوني
وهندسي" ،صحيفة التغيير ،العدد 1123/22 ،4212
.6احمد المفتي ،مقال بعنوان "سد النهضة األثيوبي أهمية اصالح اإلطار القانوني
المؤسسي للموارد المائية في السودان" ،صحيفة السوداني .1124/6/6
.1باهي حسن ،إتفاقية عنتيبي وسد النهضة ..محطات إثيوبية تهدد أمن مصر
المائي ،صحيفة المصري اليوم.1123/5/16 ،
284
.8سلمان محمد أحمد سلمان ،مقال "المياه والعالقات الدولية في حوض النيل
الشرقي" ،المجلة السودانية للدراسات الدبلوماسية ،المركز القومي للدراسات
الدبلوماسية و ازرة الخارجية السودانية ،العدد ،22سبتمبر 1123م.
.22عمر الحضرمي ،مقال بعنوان "الدولة الصغيرة القدرة والدور مقاربة نظرية"،
مجلة المنار ،مجلد ،28العدد ،4القاهرة.1123 ،
.21عصام شروف "،إتفاقيات حوض النيل في ضوء أحكام القانون الدولي" ،مجلة
المستقبل العربي ،العدد .1126 ،416
.23عبد الرحيم معتوق محمد ،أثر جغرافية حوض النيل في العالقات بين دوله،
مجلة كليات التربية ،العدد .1126 ،6
.25عبد الله حامد إدريس ،الصراع حول المياه الدولية في ضوء القانون واإلتفاقيات
الدولية دراسة تطبيقية علي نهر النيل ،شبكة القانون السوداني.1121،
.26فيصل عبد الرحمن طه ،الخالف في إتفاقيتي مياه النيل لعامي 2818
و2858م ،صحيفة الصحافة.1121/ 22 / 18 ،
285
.21فتحي على حسين ،مقال بعنوان "المياه وأوراق اللعبة السياسية في الشرق
األوسط ،القاهرة" ،مجلة السياسة الدولية ،مطابع األهرام للطباعة والنشر
والترجمة ،العدد ،236أكتوبر 2881م.
.26قاسم عباس ،مقال بعنوان " األطماع بالمياه العربية وأبعادها الجيوبوليتكية "،
مجلة المستقبل العربي ،العدد ،214أغسطس .2883
.12محمد رياض ،مصر وسد النهضة األثيوبي ،مجلة السياسة الدولية ،المجلد
،25العدد ،113القاهرة.1126 ،
.11مي عبد العظيم محمد صالح ،جغرافية حوض النيل ،منشورات جامعة الزعيم
األزهري ،الخرطوم.1124 ،
.13محمود فيصل الرفاعي ،مقال بعنوان " أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن
العربي" ،مجلة معهد االنماء العربي للعلم والتكنولوجيا ،العدد ،21 / 26بيروت،
ص،31 – 22 :
.14يحيى عبد المجيد ،صحيفة الصحافة.1123/4/3 ،
ثالثاً :التقارير
.2ابتسام أوعشرين ،إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها :دراسة حالة
حوض النيل ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة
الجزائر ،الجزائر.1121- 1126 ،
.1الصادق جراية ،اإلستراتيجية اإلسرائيلية للسيطرة على موارد المياه العربية :
دراسة تحليلية مستقبلية ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم السياسية
واإلعالم ،الجزائر.1116-1111 ،
.3تسعديت شرمالي ،المياه وتأثيرها على العالقات الدولية :دول حوض النيل
نموذجا ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق ،الجزائر.1124 ،
.4سمير ابراهيم محمد ،السياسة الخارجية االسرائيلية تجاه منطقة القرن االفريقي
( ،) 1112 - 2881رسالة ماجستير ،جامعة القاهرة ،كلية اإلقتصاد والعلوم
السياسية.1116 ،
.5طارق زياد عبد الرازق ،حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على
حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية ،رسالة دكتواره منشورة ،جامعة
بيروت العربية ،بيروت.1126 ،
287
.6عادل العرباوي ،األمن المائي في حوض النيل بين التعاون والصراع ،رسالة
ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،الجزائر.1122 ،
.1محمد عبد الله عبد الله" ،اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض
النيل"( ،رسالة الزمالة غير منشورة) ،الخرطوم األكاديمية العسكرية العليا ،كلية
الدفاع الوطني دورة الزمالة ( 1112 /1111 )26م.
.6هاني نبيل صبحي شراب ،األمن المائي العربي :نهر النيل نموذجا ،رسالة
ماجستير ،جامعة األزهر ،كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية ،غزة. 2015،
خامساً :الندوات والمحاضرات العامة
.2أحمد علي قنيف ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار
المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.1الصادق شرفي ،ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان
ومصر ،معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية ،قاعة الشارقة ،جامعة الخرطوم،
الخرطوم.1126/1/24 ،
.3أحمد المفتي ،ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان
ومصر ،معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية ،قاعة الشارقة ،جامعة الخرطوم،
الخرطوم.1126/1/24 ،
.4الصادق المهدي ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار
المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.5أحمد المفتي ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار
المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.6بارت ميلهورست أخصائي الموارد المائية ورئيس االستشاريين الفنيين لحوض
النيل ،محاضرة بعنوان "مستقبل التعاون في حوض النيل" ،مركز ()FAO
288
لمشروع منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة الدراسات الدولية واإلقليمية،
.1125/3/15
.1حيدر يوسف بخيت ،ندوة تداعيات سد األلفية على األمن المائي السوداني،
المركز العالمي للدراسات اإلفريقية ،الخرطوم.1121/5/8 ،
.6حيدر يوسف بخيت ،ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني ،مركز
طيبة برس ،الخرطوم.1123/6/6 ،
.8حيدر يوسف بخيت ،ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا
والسودان ومصر ،معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية ،قاعة الشارقة ،جامعة
الخرطوم ،الخرطوم.1126/1/24 ،
.21حسن الساعوري ،ندوة سد النهضة األثيوبي وأثره على السودان ومصر ،جامعة
إفريقيا العالمية بالتعاون مع السفارة األثيوبية بالخرطوم ،الخرطوم،
.1121/22/16
.22حسن عبد القادر هالل ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية،
دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.21سلمان محمد أحمد سلمان ،ندوة إتفاقية مياه النيل لعام 2858وتداعيات
إستفتاء جنوب السودان ،مركز طيبة برس ،الخرطوم.1121 ،
.23سيف حمد عبد الله ،ندوة بعنوان " أهمية سد النهضة في حوض النيل الشرقي
" ،النادي الدبلوماسي ،الخرطوم.1126/3/18 ،
.24سيف الدين حمد عبد الله ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية
السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.25سيف الدين يوسف محمد سعيد ،ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي
السوداني ،مركز طيبة برس ،الخرطوم.1123/6/6 ،
289
.26عباس محمد شراقي ،سد النهضة وتاثيره علي مصر ،ندوة مستقبل عالقات
مصر بدول حوض النيل ما بعد ثورة 15يناير ،1122القاهرة .1122
.21عبداللطيف بوروبي ،محاضرة بعنوان "الدبلوماسية والتفاوض" ،كلية العلوم
السياسية ،جامعة قسنطينة ،قسنطينة ،الجزائر ،منشور ايضاُ علي
https://www.politics-dz.comفي .1128/6/21
.26عبدالمنعم محمد صالح ،محاضرات "بعنوان العالقات الدولية" ،ماجستير
التخطيط االستراتيجي ،معهد البحوث والدراسات اإلستراتيجية ،جامعة امدرمان
االسالمية ،الخرطوم1128/21 ،م.
.28عثمان حمد ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات ،مركز
تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،الخرطوم.1125/8/6 ،
.11كمال علي محمد ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات ،مركز
تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،الخرطوم.1125/8/6 ،
.12كمال علي ،محاضرة بعنوان "اإلستراتيجية المائية السودانية" ،زمالة كلية الدفاع
الوطني الدورة( ،)21كلية الدفاع الوطني ،األكاديمية العسكرية العليا ،الخرطوم
1113/8/11م.
.11محمد عثمان عكود ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية،
دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.13ميرغني تاج السر ،ندوة سد األلفية األثيوبي ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية
الهندسية السودانية ،دار المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
.14محمد األمين محمد نور ،ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات،
مركز تحليل النزاعات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،الخرطوم.1125/8/6 ،
291
.15محمد الحسن ابراهيم بابكر ،ندوة الموارد المائية ومستقبل المياه في السودان،
مركز دراسات المستقبل1116 ،م.
.16يعقوب أبوشورة ،ندوة سد األلفية األثيوبي ،الجمعية الهندسية السودانية ،دار
المهندس ،الخرطوم.1121/6/21 ،
سادساً :المواقع االلكترونية
.2الصادق المهدي ،سد األلفية حميد نقبله أم خبيث نرفضه؟ ،نشر علي الموقع
االلكتروني www.sudanile.comفي .1123/8/6
.1احمد عسكر وحسين خلف موسى ،مقال "رؤية مغايرة إلدارة أزمة سد النهضة
من منظور مختلف" ،منشور علي الموقع االلكتروني http://elbadil-
.25/5/2016 ،pss.org/2016/05/25
.3أحمد المفتي ،تصريح لموقع الجزيرة نت 2015/7/23
.https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/
.2أحمد المفتي ،تصريح لوكالة سونا لالنباء السودانية منشور علي الموقع
االلكتروني 9/2/ ،https://suna-sd.net/ar/single?id=539010
.2020
.5حجاج حسن ،مقال بعنوان "االندوجو وحروب المياه القادمة" ،مقال منشور علي
292
.6سلمان محمد سلمان ،مقال بعنوان "ما هي خيارات السودان بعد أن اصبح سد
النهضة حقيقة واقعة" ،مقال منشور علي الموقع االلكتروني
،www.sudanile.comفي .1122/21
.8صحيفة االنتباهة السودانية النسخة االلكترونية
.https://alintibaha.net/online/14643
.21صحيفة اليوم السابع المصرية صحيفة إخبارية إلكترونية يومية تصدر عن
الشركة المصرية للصحافة والنشر واالعالن .https://www.youm7.com
.22صحيفة اليوم التالي السودانية النسخة االلكترونية
./https://alyoumaltali.net
.21صحيفة التغيير السودانية اإللكترونية
.https://www.altaghyeer.info/ar/2019/11/30/5
.52فيصل عبدالرحمن علي طه ،مقال بعنوان "سد النهضة والتزامات أثيوبيا تجاه
السودان " منشور علي الموقع االلكتروني
،www.Sudanile.com/indexphp/2008-5في .1123/21/11
.52عصام عبد الشافي ،مقال بعنوان "إدارة أزمة مياه النيل -المحددات
والسيناريوهات رؤية توثيقية" ،مقال علي international Relationsمدونة
فكرية سياسية ،في 23مارس 1122م.
.51فيصل عبدالرحمن علي طه ،مقال بعنوان "قراءة قانونية في إتفاق إعالن
المبادئ بشأن سد النهضة" ،منشور علي الموقع االلكتروني
،www.alrakoba.net/187972في .1125/3/15
291
.52فدي المصري ،مقال بعنوان" األمن المائي في الوطن العربي" ،مقال منشور
علي الموقع االلكتروني الحوار المتمدن ،www.ahewar.orgفي /6/ 28
.1116
.21كريم أسعد ،سيناريوهات التدخل العسكري لحل أزمة سد النهضة ،موقع
إضاءات اإللكتروني على اإلنترنت ،تاريخ النشر ديسمبر 1121م.
.26كمال علي محمد ،موقع الجزيرة نت
https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015
./7/23
.52مني عبد الفتاح ،موقع سودان سفاري.1121 ،
293
مقال "كيف سيضار السودان من سد النهضة، محمد الرشيد قريش.14
منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات،"ومتالزماته
.democraticac.de/p=44896اإلستراتيجية االلكتروني
،" تقرير"البعد المائي في العالقات األثيوبية االسرائيلية، نهال احمد السيد.15
منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية
.http://www.democraticac.de/?p= 201853665االلكتروني
26. https://www.trtarabi.co
27. http://ar-ar.facebook/fayoumsonsposts
28. www.marefa.org.
29. http://ar-ar.facebook/fayoum.sons/posts.
30. https://www.alghad.tv.
31. https://almashhadalsudani.com/sudan-news/sudan
today/11966
32. https://arabic.rt.com/middle_east.
33. https://arabic.rt.com/middle_east
34. www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt.
35. http://arabipress.net/?page=article&id=65195.
36. https://tasetinews.com/news/2403/ ،2019/11/03.
37. Tesfa-Alem Tekle ،“Ethiopia to build dam on Blue Nile
near Sudan border"،Sudantribune (Online) ،15 March
2011،at:http://www.sudantribune.com/Ethiopia-to-build
dam-on-Blue-Nile،38283.
294
38. "Grand Ethiopian Renaissance Dam"،at:
http://en.wikipedia.org/wiki/Grand_Ethiopian_Renaissance
_Dam.
39. https://suna-sd.net/ar/single?id=561711
40. .http://mubasher.aljazeera.net/news/
=41. https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_i
6&sub_id=0&id=88880
42. https://arabic.cnn.com/middle_east/article/2020/03/09/
renaissance-dam-ethiopia-egypt-sudan.
43. https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id
=2&sub_id=18&id=39.
44. https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1332478.
سابعاً :المؤتمرات
.2إكرام محمد صالح ،األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال جنوب السودان،
ورقة علمية ،مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية المنعقد فى الفترة - 16
18نوفمبر 1121م ،وُنشرت في صحيفة الصحافة يوم .1122/12/16
.1أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة ،المؤتمر الثالث إلدارات التعاون
الدولي والعالقات الدولية ،المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية ،بيروت،
.1125
.3جيتاشو زيروا مولوجيتوت جيبر ،ورقه عمل بعنوان" :نحو غاية مشتركة األساليب
التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا" ،المؤتمر الثالث للسالم وحل المنازعات
اديس ابابا ،معهد دراسات األمن والسلم ،جامعة أديس أبابا ،أديس أبابا.1123 ،
295
المراجع االجنبية:ًثامنا
296
8. Lulitl Iitik et al.، Alternative Policy Strategy to ADLI for
Ethiopia: A Dynamic CGE Framework Analysis (Addis
Ababa: paper submitted to PEP Network، May 2010 )،p.2
9. Makawy، A.Y.I.، 1123. Transboundary Water in Sudan Post
the Separation of South Sudan. Faculty of Engineering،
University of Khartoum.
10. Moghraby، A. I. el-، 2011. ‘Water Security after the
9th of January Referendum.’ A presentation to the
Sudanese Environmental Forum.
11. Ministry of Information (Ethiopia)، Foreign Affairs and
National Security: Policy and Strategy (Addis Ababa:
Ministry of Information، Press & Audiovisual Department ,
November ،1111.
12. MoWR (1999) Ethiopian Water Resource Management
Policy، 1999.
13. Okbazghi Yohannes, Water Resources and Inter-Riparian
Relations in the Nile Basin: The Search for an Integrative
Discourse (Albany, USA: State University of New York
Press, 2008).
14. Sharaky ،A.M. ،2010 ،Water projects in Ethiopia and their
effects on the future of Nile water. The International
Conference "Prospects for cooperation and integration
297
among the Nile Basin States: opportunities and challenges"
25-26 May 2010 ،Cairo University ،pp. 159-191.
15. Towards a Wetlands Inventory for the Sudan 1125.
Unpublished UNEP report، UNEP.
16. World Bank، World Development Indicators، 2007المالح.
298
ملحق رقم : 2خريطة دول حوض النيل
المصدرmarsad.ecsstudies.com/23425/ :
299
خريطة موقع سد النهضة: 1 ملحق رقم
Daily Current Affairs IAS | UPSC Prelims and :المصدر
Mains Exam – 16th March 2020
111
ملحق رقم : 3نص إعالن المبادئ حول مشروع سد النهضة
المصدرWWW.SIS.GOV.EG/STORY/148329?LANG=AR:
إتفاق حول إعالن مبادئ بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية
الديمقراطية وجمهورية السودان حول مشروع سد النهضة اإلثيوبى العظيم فى 13من
شهر مارس 1125
ـ ديباجة:
تقدي اًر لالحتياج المتزايد لجمهورية مصر العربية ،جمهورية أثيوبيا الفيدرالية
الديمقراطية ،وجمهورية السودان لمواردهم المائية العابرة للحدود؛وإدراكا ألهمية نهر النيل
كمصدر الحياة ومصدر حيوي لتنمية شعوب مصر وأثيوبيا والسودان؛ألزمت الدول
الثالث أنفسها بالمبادئ التالية بشان سد النهضة:
-2مبدأ التعاون:
-التعاون علي أساس التفاهم المشترك ،المنفعة المشتركة ،حسن النوايا ،المكاسب
للجميع ،ومبادئ القانون الدولي.
-التعاون في تفهم االحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف مناحيها.
112
-سوف تتخذ الدول الثالث كافة اإلجراءات المناسبة لتجنب التسبب في ضرر
ذى شأن خالل إستخدامها للنيل األزرق /النهر الرئيسي.
-على الرغم من ذلك ،ففي حالة حدوث ضرر ذى شأن إلحدي الدول ،فان
الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر عليها ،في غياب إتفاق حول هذا الفعل ،اتخاذ
كافة اإلجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر،
ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسباً.
-4مبدأ اإلستخدام المنصف والمناسب:
-سوف تستخدم الدول الثالث مواردها المائية المشتركة في أقاليمها بأسلوب
منصف ومناسب.
-لضمان إستخدامهم المنصف والمناسب ،سوف تأخذ الدول الثالث في االعتبار
كافة العناصر االسترشادية ذات الصلة الواردة أدناه ،وليس على سبيل الحصر:
أ -العناصر الجغرافية ،والجغرافية المائية ،والمائية ،والمناخية ،والبيئية وباقى
العناصر ذات الصفة الطبيعية؛
ب -االحتياجات اإلجتماعية واإلقتصادية لدول الحوض المعنية؛
جـ -السكان الذين يعتمدون علي الموارد المائية في كل دولة من دول الحوض؛
د -تأثيرات إستخدام أو إستخدامات الموارد المائية فى إحدى دول الحوض على
دول الحوض األخرى؛
هـ -اإلستخدامات الحالية والمحتملة للموارد المائية؛ وعوامل الحفاظ والحماية
والتنمية وإقتصاديات إستخدام الموارد المائية ،وتكلفة اإلجراءات المتخذة في هذا الشأن؛
ز -مدي توفر البدائل ،ذات القيمة المقارنة ،إلستخدام مخطط أو محدد؛
حـ -مدى مساهمة كل دولة من دول الحوض في نظام نهر النيل؛
طـ -امتداد ونسبة مساحة الحوض داخل إقليم كل دولة من دول الحوض.
111
-5مبدأ التعاون في الملء األول وإدارة السد:
-تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية ،واحترام المخرجات النهائية للتقرير الختامي
للجنة الثالثية للخبراء حول الدراسات الموصي بها في التقرير النهائي للجنة الخبراء
الدولية خالل المراحل المختلفة للمشروع.
-تستخدم الدول الثالث ،بروح التعاون ،المخرجات النهائية للدراسات المشتركة
الموصي بها في تقرير لجنة الخبراء الدولية والمتفق عليها من جانب اللجنة الثالثية
للخبراء ،بغرض:
* اإلتفاق على الخطوط اإلرشادية وقواعد الملء األول لسد النهضة والتي ستشمل
كافة السيناريوهات المختلفة ،بالتوازي مع عملية بناء السد.
* اإلتفاق على الخطوط اإلرشادية وقواعد التشغيل السنوي لسد النهضة ،والتي
يجوز لمالك السد ضبطها من وقت آلخر.
* إخطار دولتي المصب بأية ظروف غير منظورة أو طارئة تستدعي إعادة
الضبط لعملية تشغيل السد.
-لضمان استم اررية التعاون والتنسيق حول تشغيل سد النهضة مع خزانات دولتي
المصب ،سوف تنشئ الدول الثالث ،من خالل الو ازرات المعنية بالمياه ،آلية تنسيقية
مناسبة فيما بينهم.
-اإلطار الزمني لتنفيذ العملية المشار إليها أعاله سوف يستغرق خمسة عشر
شه اًر منذ بداية إعداد الدراستين الموصى بهما من جانب لجنة الخبراء الدولية.
-6مبدأ بناء الثقة:
-سيتم إعطاء دول المصب األولوية في شراء الطاقة المولدة من سد النهضة.
-7مبدأ تبادل المعلومات والبيانات:
113
-سوف توفر كل من مصر وأثيوبيا والسودان البيانات والمعلومات الالزمة إلجراء
الدراسات المشتركة للجنة الخبراء الوطنين ،وذلك بروح حسن النية وفي التوقيت المالئم.
-8مبدأ أمان السد:
-تقدر الدول الثالث الجهود التي بذلتها أثيوبيا حتى اآلن لتنفيذ توصيات لجنة
الخبراء الدولية المتعلقة بأمان السد - .سوف تستكمل أثيوبيا ،بحسن نية ،التنفيذ الكامل
للتوصيات الخاصة بأمان السد الواردة في تقرير لجنة الخبراء الدولية.
-9مبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة:
-سوف تتعاون الدول الثالث على أساس السيادة المتساوية ،وحدة إقليم الدولة،
المنفعة المشتركة وحسن النوايا ،بهدف تحقيق اإلستخدام األمثل والحماية المناسبة للنهر.
-21مبدأ التسوية السلمية للمنازعات:
-تقوم الدول الثالث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا اإلتفاق
بالتوافق من خالل المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا.
إذا لم تنجح األطراف في حل الخالف من خالل المشاورات أو المفاوضات،
فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق ،الوساطة أو إحالة األمر لعناية رؤساء الدول/رئيس
الحكومة.
وقع هذا اإلتفاق حول إعالن المبادئ في الخرطوم ،السودان في 13من شهر
مارس 1125بين جمهورية مصر العربية ،جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
وجمهورية السودان ،عن جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية
جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية هيالماريام ديسالين رئيس الوزراءجمهورية السودان
عمر حسن البشير رئيس الجمهورية
114