You are on page 1of 212

‫معهد البحوث و الدراسات اإلسررارجيج‬

‫مايسرجر الرخطجط االسررارجيي‬

‫أثر سد النهضة األثيوبي على المصالح المائية للسودان‬

‫(مايو‪ -1122‬مارس‪)1111‬‬

‫بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في التخطيط االستراتيجي‬

‫اشراف البروفيسور‪:‬‬ ‫اعداد الطالب‪:‬‬

‫إكرام محمد صالح‬ ‫علي جعفر علي فضل‬

‫السودان ‪ -‬الخرطوم‬

‫ابريل‪1111 /‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫َح َس ُن) صدق الله العظيم‬


‫أ‬ ‫ي‬ ‫قال تعالى‪(:‬وج ِادْلهم ِب َّالِتي ِ‬
‫ه‬
‫َ ْ‬ ‫ََ ُ‬

‫]سورة النحل اآلية رقم (‪[)521‬‬

‫َخ َر ْجَنا‬
‫اء َفأ ْ‬ ‫م‬ ‫السم ِ‬
‫اء‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫الله أ َْن َزل ِ‬
‫م‬ ‫َن َّ‬
‫قال تعالى‪( :‬أََل ْم تََرى أ َّ‬
‫َ َ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب ِه ثَمر ٍ‬
‫ات م ْخَتِلفاً أَْلو ُانها و ِم ْن اْل ِجب ِ‬
‫ال ُجَدٌد ِب ٌ‬
‫يض َو ُح ْمٌر‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ُ‬

‫ود) صدق الله العظيم‬


‫يب ُس ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ر‬‫ا‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ان‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫م ْخَتِ‬
‫ل‬
‫َ َ َ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫]سورة فاطر اآلية رقم (‪[)22‬‬

‫أ‬
‫الشكر والتقدير‬
‫الشكر لله من قبل ومن بعد الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬ثم جزيل شكري وعظيم‬
‫إمتناني لجامعة امدرمان اإلسالمية منارة العلم وقلعة المعرفة‪ ،‬ولمعهد البحوث والدراسات‬
‫اإلستراتيجية بجامعة امدرمان اإلسالمية أساتذة وموظفين وعمال الذين قدموا لنا كل عون‬
‫ورعاية‪ ،‬كما أتقدم بالشكر وعظيم اإلمتنان ألستاذتي الفضلي البروفيسور‪ /‬إكرام محمد صالح‬
‫والتي كان لي شرف التعلم على يديها‪ ،‬والتي تكرمت باإلشراف على البحث‪ ،‬والتي أدين لها‬
‫بكل ما استفدته منه‪ ،‬بتوجيهاتها وإرشاداتها‪ ،‬وأسال الله العلي القدير أن يجعل ما قدمته لي‬
‫من فائدة في ميزان حسناتها‪ ،‬إلى والدتي في عليائها والتي لطالما تمنت أن تراى هذا اليوم‪،‬‬
‫وإلى والدي أمد الله في عمره‪ ،‬إلى رفيقة دربي التي ساندتني عوناً وصب ًار‪ ،‬إلى أوالدي وأنا‬
‫أرجوني لهم مثالً وقدوة‪ ،‬إلى شقيقتي وأبنائها‪ ،‬إلى عائلتي ومعلمي الخير وأصدقائي األوفياء‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإلى كل من أحب لي الخير وقدم لي الخير‪.‬‬

‫ب‬
‫قائمة المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫ب‬ ‫الشكر والتقدير‬


‫ت‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫ج‬ ‫‪Abstract‬‬
‫ح‬ ‫المستخلص‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة (إطار نظري ومفاهيمي)‬

‫المبحث األول‪ :‬العالقات الدولية والدبلوماسية والتفاوض الدولي والمصالح‬


‫‪55‬‬
‫العليا للدولة‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية المياه والسدود وتعريفها وأنواعها‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه‬

‫الفصل الثاني‪ :‬جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬جغرافية نهر النيل ودوله‬


‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إتفاقيات مياه النيل‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التعاون والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل‬

‫الفصل الثالث‪ :‬سد النهضة االثيوبي‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إستراتيجية أثيوبيا في بنا سد النهضة‬


‫‪25‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الموقف المصري من سد النهضة‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الموقف الدولي من سد النهضة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬السودان وسد النهضة األثيوبي‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬موقف السودان من سدود نهر النيل وروافده‬

‫ت‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور مسار مفاوضات سد النهضة مايو‪ – 2155‬مارس‬
‫‪22‬‬
‫‪2121‬‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬موقف السودان من سد النهضة األثيوبي‬

‫الفصل الخامس‪ :‬إستراتيجية الحفاظ على مصالح السودان المائية‬

‫‪521‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إستراتيجية السودان المائية‬


‫‪515‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اثر سد النهضة على إستراتيجية السودان المائية‬
‫‪522‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة‬

‫‪522‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪525‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪522‬‬ ‫المالحق‬

‫ث‬
Abstract
This research dealt with position of Sudan in Ethiopian Renaissance
Dam (GERD) negotiations During the period between May 2011 to March
2020 and its impact on the Sudan’s water interests, research included five
chapters on international negotiation and supreme interests of the state, the
geography of the Nile River and its states and conventions, the Ethiopian
Renaissance Dam, Sudan and the Ethiopian Renaissance Dam, a strategy
for preserving Sudan's water interests, the research problem was the
negotiating position of Sudan and the impact of this position on Sudan’s
water interests Research raised questions about the Sudan negotiating
position and it’s effectiveness in achieving and maintaining the water
interests of Sudan and impact on the Sudan’s water strategy, the research
aimed to clarify the concept and principles of international negotiation and
water interests and elements of water security for Sudan and the positions
of the basin countries and the international position in (GERD) and
developing a vision For future prospects and Sudan's negotiating position,
the importance of the research from the fact that it represents a scientific
addition and reference for students, researchers and those interested in the
subject of negotiation on the (GERD), and studying the positions of Sudan,
Egypt, Ethiopia and the international position, focusing on the weaknesses
and strengths in the Sudanese position to build a strategy that achieves its
supreme national interests, the research followed, legal approach, case
study and inductive for the future, descriptive and analytical in gathering
information, analyzing it, and interpreting the current situation. The
research concluded that Ethiopia has the right to realize the utilization of
its water resources with no harm to Sudan and Egypt, and confirm that the
(GERD) has potential benefits and damages to Sudan, and Sudan should
get rid of the role of the mediator, transfer to the partner’s role, and build
its strategy on the bases of this principle, which preserves its water rights
present and future. The research suggested the necessity of a legal
framework for a binding agreement on the dam that guarantees Sudan’s
water interests and that the cooperative path is an inevitable path between
East Nile Basin countries to establish a successful model for equitable and
fair use of the Nile water.
‫ج‬
‫المستخلص‬
‫تناول البحث موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي في الفترة ما بين‬
‫مايو‪ 1122‬إلى مارس ‪ 1111‬وأثره على المصالح المائية للسودان‪ ،‬إحتوى البحث على خمسة‬
‫فصول حول التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة‪ ،‬جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته‪ ،‬سد‬
‫النهضة األثيوبي‪ ،‬السودان وسد النهضة األثيوبي‪ ،‬إستراتيجية الحفاظ على مصالح السودان‬
‫المائية‪ ،‬تمثلت مشكلة البحث في دراسة الموقف التفاوضي للسودان وأثر هذا الموقف على المصالح‬
‫المائية للسودان‪ ،‬طرح البحث أسئلة حول الموقف التفاوضي السوداني‪ ،‬وفعالية هذا الموقف في‬
‫تحقيق والحفاظ على المصالح المائية للسودان وأثره على اإلستراتيجية المائية السودانية‪ ،‬وهدف‬
‫البحث إلى توضيح مفهوم العالقات الدولية والدبلوماسية ومبادئ التفاوض الدولي والمصالح‬
‫المائية‪ ،‬وعناصر األمن المائي للسودان‪ ،‬ومواقف دول الحوض والموقف الدولي من السد‪ ،‬ووضع‬
‫رؤية مستقبلية لمآالت وتطوير موقف السودان التفاوضي‪ ،‬نبعت أهمية البحث من كونه يمثل‬
‫ﺇضافة علمية ومﺭجع للطالب والباحثين والمهتمين بموضوع التفاوض حول أزمة سد النهضة‬
‫األثيوبي‪ ،‬ودراسة مواقف السودان ومصر وأثيوبيا والموقف الدولي‪ ،‬بالتركيز على نقاط الضعف‬
‫والقوة في الموقف السوداني لبناء إستراتيجية تحقق مصالحه الوطنية العليا‪ ،‬إتبع البحث المنهج‬
‫القانوني ومنهج دراسة الحالة والمنهج االستقرائي للمستقبل والمنهج التاريخي والمنهج الوصفي‬
‫التحليلي في جمع المعلومات وتحليلها وتفسير الوضع الراهن‪ ،‬خلص البحث إلى أن من حق‬
‫أثيوبيا تحقيق االستفادة من مواردها المائية‪ ،‬مع عدم األضرار بالسودان ومصر‪ ،‬والتاكيد أن لسد‬
‫النهضة األثيوبي فوائد وأضرار محتملة على السودان‪ ،‬ويعتمد نوع األثر على طريقة تشغيل أثيوبيا‬
‫للسد‪ ،‬وما تنتهي إليه المفاوضات حول الملف‪ ،‬توصل البحث إلى أن على السودان التخلص من‬
‫دور الوسيط‪ ،‬واإلنتقال لدور الشريك وبناء إستراتيجيته للتفاوض على هذا المبدأ‪ ،‬الذي يحفظ‬
‫حقوقه المائية حاض اًر ومستقبالً‪ ،‬إقترح البحث ضرورة وجود إطار قانوني إلتفاق ملزم حول السد‪،‬‬
‫يضمن مصالح السودان المائية‪ ،‬وأن المسار التعاوني مسار حتمي فيما بين دول حوض النيل‬
‫الشرقي‪ ،‬لتأسيس نموذجاً ناجحاً إلستخدام منصف وعادل لمياه النيل‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ح‬
‫المقدمة‬
‫تمهيد‬
‫يتناول البحث موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي وأثره على‬
‫المصالح المائية للسودان‪ ،‬وتتبع تطوارت مسار مفاوضات سد النهضة األثيوبي في‬
‫الفترة من مايو‪ 1122‬وحتي مارس ‪ ،1111‬ورصد اإلستراتيجيات التفاوضية للسودان‬
‫ومصر وأثيوبيا‪ ،‬بالتركيز علي الموقف السوداني بالتناول والتحليل‪ ،‬وقياس أثر هذا‬
‫الموقف علي المصالح المائية السودانية‪ ،‬وتسليط الضوء علي الموقف التفاوضي‬
‫السوداني من الجوانب اإلستراتيجية‪ ،‬فال يمكن التعاطي مع مفاوضات سد النهضة علي‬
‫أنها مفاوضات حول الجوانب الفنية لمنشأة هيدروليكية تؤثر علي تقسيم وارد مياه بين‬
‫السودان ومصر وأثيوبيا‪ ،‬بل يجب وضعها في إطارها الصحيح علي أساس أنها قضية‬
‫أمن قومي للسودان اضافة للجوانب االخري الفنية والقانونية‪ .‬كما إنه ال تفاوض ناجح‬
‫بدون إستراتجية علمية تقوم عليه وفى الوقت نفسه ليست كل إستراتجية تفاوضية تعد‬
‫مناسبة لكل قضية من القضايا التي يتم التفاوض عليها‪ ،‬وتمثل إستراتيجيات التفاوض‬
‫التصور العام للمسار الذي ينبغي أن تسلكه المفاوضات وتشتمل على تحديد لألهداف‬
‫والغايات المرجوة من عملية التفاوض والتكتيكات والسياسة الموصلة إليها‪ ،‬والمهارات‬
‫الحقيقية للتفاوض تبدو واضحة في مدى نجاح المفاوض في توظيف التكتيكات‬
‫والسياسات والوسائل لتحقيق أهدافه‪ ،‬وفي كيفية تفاعله مع المواقف التفاوضية المختلفة‪،‬‬
‫وادراكه العميق للقضية التي يتفاوض حولها‪.‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫تكمن مشكلة البحث في توضيح وتحليل وتقييم الموقف السوداني في مفاوضات‬
‫سد النهضة األثيوبي في الفترة من مايو‪ 1122‬وحتي مارس ‪ ,1111‬ومدي تأثير هذا‬
‫الموقف علي إستراتيجية السودان المائية‪ ،‬واألخذ في االعتبار هذا االثر في بناء‬
‫إستراتيجية السودان المائية المستقبلية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫سؤال البحث الرئيسي‬
‫ماهو موقف السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي في الفترة من‬
‫مايو‪ 1122‬وحتي مارس ‪1111‬؟‪.‬‬
‫اسئلة البحث الفرعية‬
‫‪ .2‬ما مدي فعالية هذا الموقف في تحقيق والحفاظ علي المصالح المائية للسودان؟‪.‬‬
‫‪ .1‬ما أثر الموقف السوداني علي اإلستراتيجية المائية السودانية؟‪.‬‬
‫أهداف البحث‬
‫َهدف البحث إلى‪:‬‬
‫‪ .2‬توضيح مفهوم ومبادئ التفاوض الدولي ودوره في حفظ المصالح العليا‬
‫للدولة‪.‬‬
‫‪ .1‬توضيح مصالح السودان المائية واألمن المائي للسودان‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة قضية سد النهضة األثيوبي ومواقف الدول المعنية السودان‬
‫وأثيوبيا ومصر والموقف الدولي ‪.‬‬
‫‪ .4‬توضيح الموقف السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي وأثره في‬
‫تحقيق مصالح السودان العليا ‪.‬‬
‫‪ .5‬تقييم الموقف السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي‪.‬‬
‫‪ .6‬وضع رؤية مستقبلية لمآالت التفاوض وتطوير موقف السودان في‬
‫التفاوض بما يضمن المصالح المائية العليا له‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫تظهر أهمية البحث في اآلتي‪:‬‬
‫األهمية العلمية‪-:‬‬ ‫(أ)‬
‫‪ .2‬ﺇضافة للمعرفة ﺍلعلمية حول موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ .1‬ﺇضافة مﺭجع للطالب والباحثين والمهتمين بموضوع البحث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(ب) األهمية العملية‪-:‬‬
‫‪ .2‬تناول موقف السودان في التفاوض حول أزمة سد النهضة‬
‫األثيوبي والذي يمس قضية أساسية من قضايا األمن القومي السوداني‪.‬‬
‫‪ .1‬دراسة مواقف كل من السودان ومصر وأثيوبيا والموقف الدولي‬
‫من سد النهضة األثيوبي‪.‬‬
‫‪ .3‬تركيز االضواء تجاه نقاط الضعف والقوة في الموقف السوداني‬
‫من سد النهضة األثيوبي‪.‬‬
‫‪ .4‬بناء إستراتيجية السودان في مفاوضات سد النهضة األثيوبي بما‬
‫يحقق المصالح الوطنية العليا‪.‬‬
‫منهجية البحث‬
‫إتبع البحث المنهج القانوني ومنهج دراسة الحالة والمنهج االستقرائي للمستقبل‬
‫والمنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي في جمع المعلومات وتحليلها وتفسير‬
‫الوضع الراهن‪.‬‬
‫حدود البحث‬
‫الحدود المكانية‪ :‬دول حوض النيل الشرقي السودان ومصر وأثيوبيا‪.‬‬
‫الحدود الزمانية‪ :‬الفترة من مايو‪ 1122‬وحتي مارس ‪.1111‬‬
‫مصطلحات البحث‬
‫التفاوض‬
‫لغ ًة‪ :‬من الفعل فاوض والتي تعني المساواة والمشاركة واألخذ والعطاء‪ ،‬كأن كل واحد‬
‫منها رد ما عنده إلى صاحبه(‪ ،)1‬والفعل يفاوض يعني عقد المحادثات المؤدية إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫التفاعل والتي تتعلق بالتوصل إلى أساس لإلتفاق نحو مشكلة قائمة أو هدف محدد‬
‫إصطالحاً‪ :‬تعددت التعريفات الخاصة بالباحثين والعلماء‪ ،‬لكنها في النهاية تكاد تكون‬

‫(‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1114 ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص‪.425:‬‬
‫(‪ )2‬ثامر كامل الخزرجى‪ ،‬التفاوض‪:‬إدارة وسياسة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬العدد‪ ،1‬بغداد‪ ،1116 ،‬ص‪.66:‬‬

‫‪3‬‬
‫متفقة على معنى واحد‪ ،‬بأنها الوسيلة الرئيسية لتنظيم العالقات الدولية الثنائية والجماعية‬
‫(‪)1‬‬
‫وتحقيق األهداف الوطنية ومنطلقاتها في جميع المجاالت‪.‬‬
‫اإلستراتيجية المائية‬
‫تُعرف اإلستراتيجية المائية علي أنها الكيفية التي يتم بها وعن طريقها وضع وحشد‬
‫كل اإلمكانيات من موارد مائية وطاقات بشرية وإقتصادية وتكنولوجية ودبلوماسية‬
‫واستخدام هذه الطاقات لتنمية الموارد المائية وإستغاللها لرفاهية الشعوب‪ ،‬وذلك عبر‬
‫خطة زمنية وبرامج ومشروعات محدده (‪ ،)2‬والتغلب على التحديات التي تواجه الدولة‬
‫والمتمثلة في قضايا اإلستخدام االمثل للموارد والتخلف اإلقتصادي والتكنولوجي والبيئي‬
‫والسياسي‪.‬‬
‫األمن المائي‬
‫هو مدى قدرة الدولة عل توفير هذا العنصر بشكل مياه عذبة نظيفة خالية من‬
‫الملوثات المختلفة‪ ،‬دون هدر ودون عجز في تلبية الحاجات المائية لشعبها بشكل آني‬
‫ومستقبلي‪)3(.‬‬

‫دول حوض النيل الشرقي‬


‫تضم الدول السودان ومصر وأثيوبيا وإريتريا‪.‬‬
‫دول حوض النيل االستوائي‬
‫تضم الدول كينيا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬يوغندا‪،‬الكونغو‪ ،‬بوروندي ورواندا‪ ،‬وجنوب السودان‬

‫(‪ )1‬عبد األمير األنباري‪ ،‬حول المفاوضات الدولية‪ :‬متطلباتها وأساليبها‪ ،‬المركز القومي لإلرشاد والتطوير اإلداري‪ ،‬بغداد‪ ،2861 ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬ص‪.61:‬‬
‫(‪ )2‬محمد عبد الله عبد الله‪" ،‬اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض النيل"‪( ،‬رسالة الزمالة غير منشورة)‪ ،‬الخرطوم األكاديمية‬
‫العسكرية العليا‪ ،‬كلية الدفاع الوطني دورة الزمالة (‪ 1112 /1111 )26‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬فدي المصري‪ ،‬مقال بعنوان" االمن المائي في الوطن العربي"‪ ،‬مقال منشور علي الموقع االلكتروني الحوار المتمدن‬
‫‪ ،www.ahewar.org‬في ‪.1116 /6/ 28‬‬

‫‪4‬‬
‫سد النهضة األثيوبي‬
‫سد النهضة من أكبر سدود أثيوبيا‪ ،‬سعته المائية تقدر بـ ‪ 14‬مليار متر مكعب‬
‫من المياه‪ ،‬ويتم تشييده على مياه النيل األزرق بالقرب من الحدود السودانية حوالي ‪41‬‬
‫كلم في منطقة " بن شنغول"‪ ،‬ومن المتوقع أن ينتج حوالي ‪ 6111‬ميجاوات من الطاقة‬
‫الكهربائية‪ ،‬وتعلق عليه دولة أثيوبيا رهانات كبيرة في تحقيق االكتفاء الذاتي في مجال‬
‫ال طاقة الكهربائية مع إمكانية التصدير للدول المجاورة‪ ،‬كذلك من أجل وتدعيم قطاع‬
‫الصناعة والري بالطاقة الألزمة وتحقيق التنمية في المناطق المجاورة للسد‪.‬‬

‫أدوات البحث‬
‫استخدم الباحث االدوات التالية‪-:‬‬
‫‪ .2‬تحليل المضمون‪.‬‬
‫‪ .1‬المالحظة‪.‬‬
‫‪ .3‬المقابلة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫‪ .2‬ورقة بروفيسور إكرام محمد صالح‪ ،‬األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال‬
‫جنوب السودان‪ ،‬ورقة قدمت ضمن مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية‬
‫المنعقد فى الفترة ‪ 18 - 16‬نوفمبر ‪1121‬م‪ ،‬وُنشرت في صحيفة الصحافة يوم‬
‫‪ ،1122/12/16‬خلصت الورقة إلى أن اإلتفاقيات في حقبة االستعمار الفريقيا‬
‫كانت مبنية على أساس التعاون الوقائي لحفظ الميزان المائي في دول حوض‬
‫النيل‪ ،‬وأنها إتفاقيات ترسم حدود أو تتعلق بنظام االمتيازات األجنبية والمصالح‬
‫االستعمارية في دول حوض النيل‪ ،‬وكان هدفها األساسي هو تعزيز النفوذ‬
‫األجنبي في القارة اإلفريقية رغم اشتمالها على بند مائي أو أكثر‪ ،‬وأن إتفاقيات‬
‫تقاسم حصص مياه النيل بين السودان ومصر تقوم على قاعدة العقد شريعة‬
‫المتعاقدين ومبدأ الحقوق المكتسبة الذي نص عنه صراحة في اإلتفاق‪ ،‬وانها‬
‫‪5‬‬
‫ذات طبيعة عقدية ثنائية تقوم على تبادل المنافع وااللتزامات بين دولتين فقط‪،‬‬
‫وغير محددة المدة وغير متكافئة‪ ،‬وتبقي اإلشكالية الرئيسية تتمثل في كيفية‬
‫حصول دول حوض النيل على حقوقها وحصصها في المياه وفقاً لحاجتها‪ ،‬مع‬
‫االحتفاظ بعالقات سالم وتعاون فيما بينها في ظل موارد مائية محدودة‬
‫واحتياجات متزايدة‪.‬‬
‫‪ .1‬كتاب م‪.‬احمد المنتصر حيدر‪ ،‬األمن المائي بحوض النيل والعالقات السودانية‬
‫المصرية‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬السودان الخرطوم‪ 1121 ،‬م‬
‫حيث هدف الكتاب للتعرف على الموارد المائية عن نهر النيل وتقصي موقف‬
‫القانون الدولي من اإلتفاقيات الدولية الخاصة بتقسيم مياه النيل‪ ،‬األهمية‬
‫الجيوإستراتيجية المتزايدة لنهر النيل‪ ،‬على المستوى الوطني‪ ،‬واإلقليمي والدولي‬
‫في الوقت الحاضر والمستقبل‪ ،‬وخلص الكتاب إلى ضرورة التعاون االستراتيجي‬
‫بين السودان ومصر في قضية مياه النيل‪.‬‬
‫‪ .3‬مقال د‪.‬سلمان محمد احمد سلمان‪ ،‬سد النهضة األثيوبي فوائد متعددة للسودان‪،‬‬
‫جريدة الصحافة السودانية العدد ( ‪ ،1123/8/22 )1114‬خلص المقال إلى‬
‫إن السودان سيحقق فوائد من قيام سد النهضة أهمها الطاقة الكهربائية‪ ،‬وخلص‬
‫إلى أن التعاون والتفاوض مع اثيﻮبيا وبقية دول حﻮض النيل بحسﻦ نية وصﺪق‬
‫حﻮل حقوق هذه الدول تحت مظلة اتفاقية عنتبي لحﻮض النيل هﻮ الضمانة‬
‫الوحيدة لالستفادة القصﻮى مﻦ مياه الحﻮض‪ ،‬ولﻦ يحافظ السﻮدان ومصﺮ‬
‫على حقﻮقهما باالستعالء واإلقصاء والهتافات واآلراء القانﻮنية التي تعتمﺪ على‬
‫العنتﺮيات أكثﺮ مﻦ اعتمادها على القانﻮن‪.‬‬
‫‪ .4‬بحث بابكر يوسف ابراهيم عبدالعليم‪ ،‬أثر مشكلة المياه على دول حوض النيل‬
‫وتطوارت إنشاء سد النهضة األثيوبي‪ ،‬رسالة ماجستير في الدراسات‬

‫‪6‬‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬جامعة الزعيم األزهري الخرطوم ‪ 1125‬م‪ ،‬وخلص البحث أن‬
‫مشكلة مياه دول حوض النيل تاريخية‪ ،‬وأن األزمة الحالية بين دول الحوض‬
‫الشرقي السودان ومصر أثيوبيا والتى نتجت من إصرار أثيوبياعلي بناء سد‬
‫النهضة األثيوبي بسعة ‪ 74‬مليار متر مكعب أثارت المخاوف واوضحت مدى‬
‫الحاجة إلى التعاون واإلتفاق بين هذه الدول والوصول إلى حلول ترضي كل‬
‫االطراف‪ ،‬كما اشار البحث للتدخل االجنبي في ملف السد مما ادي إلى تعقيد‬
‫المفاوضات‪.‬‬
‫‪ .5‬كتاب د‪ .‬ابراهيم االمين عبدالقادر‪ ،‬السودان االخضر بين دفتي السد العالي وسد‬
‫النهضة‪ ،‬سينان العالمية للطباعة‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪ 1125 ،‬م‪ ،‬هدف الكتاب‬
‫لمعرفة امكانية التعاون المائي بين دول حوض النيل والقوانين والمعاهدات التي‬
‫وضعت بواسطة االمم المتحدة وطرق تطويرها وعالقة التنمية باألمن المائي‬
‫وتطرق إلى أزمة سد النهضة بين الدول الثالثة‪ ،‬كما أوصي الكتاب بضرورة‬
‫وضع المصالح المائية للسودان علي قائمة اولويات األمن القومي السوداني‪.‬‬
‫‪ .6‬بحث مبارك االمين حامد‪ ،‬األمن المائي وأثره علي الوضع اإلقتصادي على‬
‫السودان ومصر‪ ،‬بحث حالة على سد النهضة األثيوبي‪ ،‬بحث تكميلي لنيل‬
‫درجة الماجستير في اإلقتصاد‪ ،‬جامعة النيلين‪ ،‬الخرطوم‪ 1121 ،‬م‪ ،‬قسم‬
‫الباحث بحثه إلى ثالثة فصول تناول من خاللها جوانب عدة‪ ،‬ويخصنا من هذه‬
‫الجوانب تناوله لسد النهضة األثيوبي وأثره على دول الحوض في الفصل‬
‫االخير‪ ،‬وقد تطرق الباحث في نهاية البحث قبل النتائج والتوصيات إلى أن‬
‫أثيوبيا التزمت بكل تلك الضوابط‪ ،‬منذ شروعها في إنشاء سد النهضة بدليل‬
‫أنها وافقت على اسناد مراجعة الدراسات والموصفات الفنية إلى لجنة خبراء من‬
‫الدول الثالثة باإلضافة إلى جهة دولية محايدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .1‬مقال د‪ .‬حمدي عبدالرحمن‪ ،‬مستقبل التعاون في حوض النيل في مرحلة ما بعد‬
‫سد النهضة‪ ،‬موقع قراءات افريقية ‪،1126/2/5 ،www.qaindex.com‬‬
‫خلص المقال إلى إن السودان اتخذ موقف مؤيد لسد النهضة نتيجة للفوائد التي‬
‫سيحققها السد للسودان من الكهرباء والحماية من الفياضانات واالستفادة من‬
‫كامل حصته من مياه النيل‪.‬‬
‫‪ .6‬بحث يوسف آدم محمد‪ ،‬أثر بناء سد النهضة على حصص الشركاء في مياه‬
‫النيل وفقاً للمعاهدات الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة أفريقيا‬
‫العالمية الخرطوم ‪ 1128‬م‪ ،‬هدف البحث إلى التركيز علي أهمية المياه‬
‫وإستخداماتها‪ ،‬والتعرف على النهر والنهر الدولي ونهر النيل وروافده‪ ،‬كما‬
‫شملت النظام القانوني الحاكم لألنهار الدولية وفق المبادئ القانون الدولي العام‬
‫وبحث النظريات الفقهية المعاصرة المتعلقة بذلك‪ ،‬وسرد وتحليل اإلتفاقيات‬
‫السابقة لنهر النيل‪ ،‬ونشأة وتطور بناء سد النهضة األثيوبي ومدى تأثيره على‬
‫حصة مصر والسودان‪ ،‬وخلص البحث إلى ضرورة اإلستفادة من سد النهضة‬
‫األثيوبي وتعاون دول حوض نهرالنيل والسعي إلدارة مشتركة فعالة ومستقلة‪.‬‬
‫‪ .8‬بحث وسام علي كيطان‪ ،‬التدخالت االجنبية في أثيوبيا وتأثيرها على األمن‬
‫المائي في مصر والسودان بحث لنيل درجة الدكتواره‪ ،‬جامعة ديالى‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪ 1128‬م‪ ،‬خلص البحث إلى أن الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل والصين‬
‫وايطاليا والبنك الدولي متدخلين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في قضية سد‬
‫النهضة األثيوبي‪ ،‬وان الواليات المتحدة واسرائيل بصفة خاصة يلعبان دو ار محف از‬
‫في تاجيج األزمة بغرض محاصرة السودان ومصر مائياً‪.‬‬
‫نقاط اإل تفا واالختالف مع الدراسات السابقة‬

‫باالطالع علي البحوث والكتب السابقة يتضح‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫نقاط اإلتفاق‪-:‬‬
‫‪ .5‬االهتمام بموضوع حيوي هوسد النهضة األثيوبي الكبير والذي أثار جدال واسعا‬
‫داخل دول حوض النيل بصفة عامة وداخل دول حوض النيل الشرقي بصفة‬
‫خاصة والمجتمع الدولي‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلطار المكاني المتمثل في دول حوض النيل الشرقي السودان ومصر وأثيوبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬بحث اآلثار المختلفة لسد النهضة األثيوبي علي دول حوض النيل الشرقي‪.‬‬

‫نقاط االختالف‪-:‬‬
‫‪ .5‬ركزت الدراسات السابقة على الجوانب القانونية والفنية لسد النهضة األثيوبي‪.‬‬
‫‪ .2‬ركز البحث علي عملية التفاوض حول قضية سد النهضة والجوانب اإلستراتيجية‬
‫للقضية‪.‬‬
‫‪ .2‬التركيز علي الموقفين المصري واألثيوبي وعدم وجود بحوث كافية حول الموقف‬
‫السوداني من السد وياتي البحث لسد الثغرة المعرفية تحت هذا العنوان‪.‬‬
‫تنظيم البحث‬

‫إحتوي البحث علي خمسة فصول تفصيلها كاالتي‪ :‬الفصل األول بعنوان التفاوض‬
‫الدولي والمصالح العليا للدولة إطار نظري ومفاهيمي ويحتوي علي ثالثة مباحث‪،‬‬
‫المبحث األول بعنوان العالقات الدولية والدبلوماسية والتفاوض الدولي والمصالح العليا‬
‫للدولة‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان أهمية المياه والسدود وتعريفها وأنواعها‪ ،‬المبحث الثالث‬
‫نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه‪ ،‬الفصل الثاني بعنوان جغرافية نهر‬
‫النيل ودوله وإتفاقياته‪ ،‬ويحتوي علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان جغرافية نهر‬
‫النيل ودوله‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان إتفاقيات مياه النيل‪ ،‬المبحث الثالث بعنوان التعاون‬
‫والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل‪ ،‬الفصل الثالث بعنوان سد النهضة‬
‫األثيوبي ويحتوي علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان إستراتيجية أثيوبيا في بناء‬

‫‪9‬‬
‫سد النهضة‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان الموقف المصري من سد النهضة‪ ،‬المبحث الثالث‬
‫بعنوان الموقف الدولي من سد النهضة‪ ،‬الفصل الرابع بعنوان السودان وسد النهضة‬
‫األثيوبي ويحتوي علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان موقف السودان من سدود‬
‫نهر النيل وروافده‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان تطور مسار مفاوضات سد النهضة‬
‫مايو‪ – 1122‬مارس ‪ ،1111‬المبحث الثالث بعنوان موقف السودان من سد النهضة‬
‫األثيوبي‪ ،‬الفصل الخامس بعنوان إستراتيجية الحفاظ علي مصالح السودان المائية‬
‫ويحتوي علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان إستراتيجية السودان المائية‪ ،‬المبحث‬
‫الثاني بعنوان أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية‪ ،‬المبحث الثالث بعنوان‬
‫بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة‪ ،‬وأخي ار الخاتمة وتحتوي علي النتائج‬
‫والتوصيات ومصادر ومراجع البحث والمالحق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‬
‫التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة (إطار نظري ومفاهيمي)‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫العالقات الدولية والدبلوماسية والتفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة‬
‫تعريف العالقات الدولية‬

‫تنبع طبيعة المجتمع الدولي من بنيته‪ ،‬حيث يتألف من دول ذات سيادة‪ ،‬تنشأ فيما‬
‫بينها عالقات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعسكرية وقانونية‪ ،‬يطلق عليها صفة‬
‫العالقات الدولية‪.‬‬
‫تستهدف دراسة العالقات الدولية التوصل إلى تحليل دقيق لحقائق الوضع الدولي‬
‫الذي يمتاز عادة بالديناميكية السريعة‪ ،‬وذلك من خالل معرفة طبيعة القوى التي تتحكم‬
‫في تشكيل االتجاهات السياسية للدول إزاء بعضها وتحديد الكيفية التي تتفاعل بها هذه‬
‫القوى واإللمام بمختلف التأثيرات وردود الفعل التي تتركها على أوضاع المجتمع الدولي‪.‬‬
‫إن التعريف بالعالقات الدولية وماهيتها ليس مسألة سهلة‪ ،‬وعلى الرغم من الجهود‬
‫الكبيرة المبذولة‪ ،‬يصعب إعطاء تعريف جامع وشامل للعالقات الدولية‪ ،‬فيتم تعريف‬
‫العالقات الدولية أنها عالقات الدول والشعوب فيما بينها(‪ ،)1‬إن هذا التعريف بسيط‬
‫وشامل‪ ،‬بينما تعريف آخر يذهب إلى إن هذا الموضوع يعني بحث وتشخيص العوامل‬
‫(‪)2‬‬
‫الرئيسة المحركة للسياسة الخارجية للدول‪.‬‬
‫مفهوم العالقات الدولية‬

‫إن جوهر مفهوم العالقات الدولية هو السياسية الدولية‪ ،‬وأن موضوع السياسة‬
‫الدولية هو الصراع بين الدول المستقلة من اجل القوة(‪ ،)3‬كذلك مفهوم إن مجال العالقات‬

‫(‪ )1‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬منشورات جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪ ،2818 ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.4:‬‬
‫(‪ )2‬منصور ميالد يونس‪ ،‬مقدمة لدراسة العالقات الدولية‪ ،‬منشورات جامعة ناصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬طرابلس‪ ،2882 ،‬ص‪.21-6 :‬‬
‫(‪ )3‬ناصيف يوسف حنى‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت ‪ ، 1985 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.6:‬‬

‫‪22‬‬
‫الدولية يعني العوامل والنشاطات المؤثرة في السياسات الخارجية وفي قوة الوحدات‬
‫وأن العالقات الدولية تنشأ داخل كل مجموعة من كيانات‬ ‫(‪)1‬‬
‫األساسية المكونة لعالمنا‬
‫سياسية‪ ،‬قبائل‪ ،‬دول‪ ،‬مدن‪ ،‬أمم‪ ،‬إمبراطوريات‪ ،‬تربط بينها تفاعالت تتميز بقدر كبير‬
‫من التواتر ووفق من االنتظام‪ ،‬وأنها مجموعة المبادالت التي تعبر الحدود أو تحاول‬
‫(‪)2‬‬
‫عبورها‪.‬‬
‫إنطالقا من هذه التعريفات التي تؤكد الطبيعة السياسية والحدودية لكل دولة يمكننا‬
‫أن نعرف العالقات الدولية بأنها (كل عالقة ذات طبيعة سياسية أو من شأنها إحداث‬
‫(‪)3‬‬
‫إنعكاسات وآثار سياسية تمتد إلى ما وراء الحدود اإلقليمية لدولة واحدة )‪.‬‬
‫تعريف الدبلوماسية‬

‫لغ ًة‪ :‬يعتبر االشتقاق اللغوي لمفهوم الدبلوماسية من اللغة اليونانية والذي معناه‬
‫‪ ،DIPLOMA‬والذي مصدره االشتقاقي ‪ DIPLOME‬والذي يعني الوثيقة الرسمية التي‬
‫تصدر عن السلطة الحاكم‪ ،‬والتي تمنح لحاملها حصانة معينة ومزايا‪.‬‬
‫تعريف آخر أنها مشتقة من اللغة اليونانية ‪ DIPLONE‬والتي تعني فعل الطي‬
‫أو طوى مستشهدا بإستقراء التاريخ أنه في مرحلة هيمنة اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬كان‬
‫المرور عبر أراضيها يكون بمنح ألشخاص معينين صفائح معدنية مطوية ذات وجهين‬
‫مخيطين سويا بطريقة خاصة على نقيض التعريف األول‪ ،‬والذي ذهب أن الفعل‬
‫‪ DIPLONE‬من أصل إغريقي دخل على الالتينية ومعناه وثيقة مزدوجة‪.‬‬
‫في تعريف أخر تعرف الدبلوماسية على أنها مشتقة من ‪ ،DUPLICATA‬وهي‬
‫نسخة عن األصل باعتبار أن األصل يبقى عند الحاكم أو السلطة الحاكمة – نسخة‬
‫نستنتج‬ ‫عن األصل‪ -‬واألخر يمنح للشخص الذي يحملها‪.‬‬

‫(‪ )1‬ناصيف يوسف حنى‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6:‬‬
‫(‪ )2‬محمود خلف‪ ،‬مدخل إلى علم العالقات الدولية‪ ،‬منشورات المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ، 1987 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.11-66 :‬‬
‫(‪ )3‬منصور ميالد يونس‪ ،‬مقدمة لدراسة العالقات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22:‬‬

‫‪21‬‬
‫نستنتج مما سبق أن الداللة اللغوية لمفهوم الدبلوماسية ذات أصول التينية وتدل على‬
‫الوثيقة‪ ،‬أو جواز السفر‪ ،‬أو حق المرور‪ ،‬وأن مفهوم الدبلوماسية لغة يعاني من غياب‬
‫اإلجماع‪ ،‬رغما أن المفهوم في محتواه ُيعنى بالجانب األمني والسلمي في العالقات بين‬
‫األفراد أو الدول‪ ،‬وإن مفهوم الدبلوماسية مرتبط بمفهوم أخر والمتمثل في السلم‪.‬‬
‫إصطالحاً‪ :‬أنها استعمال الكياسة‪ ،‬والذكاء في إدارة العالقات الرسمية بين‬
‫حكومات الدول المستقلة‪ ،‬تعريف آخر أنها علم العالقات القائمة بين مختلف الدول‬
‫وفن التفاوض‪ ،‬فهي ذات تحليل مركب ينشأ من تفاعل مفاهيم مثل المصالح‪ ،‬القانون‬
‫الدولي‪ ،‬أو هي فن تمثيل الحكومة ومصالح البلد تجاه الحكومات والبلدان األجنبية‪،‬‬
‫إذن تعتبر الدبلوماسية طريقة في إدارة العالقات الدولية عن طريق المفاوضات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫مفهوم الدبلوماسية‬

‫تقوم الحالة الطبيعية للعالقات الدولية على طبيعة سلمية‪ ،‬تعتمد في إعدادها على‬
‫مفاهيم‪ ،‬وتصورات كالدبلوماسية‪ ،‬والتي تعتبر ذات أهمية في تحديدها‪.‬‬
‫ُيفسر تطور مفهوم الدبلوماسية‪ ،‬بتطور العالقات الدولية بإعتبارها جزء من هذا‬
‫الكل‪ ،‬حيث تعتبر مرحلة استقرار اإلنسان في ظل جماعات بشرية‪ ،‬مرحلة أساسية من‬
‫مراحل الفلسفة التنظيمية لإلنسانية‪ ،‬تلتها مرحلة إحتكاك الجماعات البشرية ببعضها‬
‫البعض وإدراكها للقيم المشتركة وأحيانا التشابه أو لالختالف‪ ،‬وأحيانا التناقض‪ ،‬والتي‬
‫يمكن أن تكون سببا للصراع والحرب‪.‬‬
‫تحدد ماهية الدبلوماسية من خالل المراحل التاريخية المتعاقبة والمتتالية‪ ،‬وفق‬
‫إطار معرفي محدد بقواعد‪ ،‬وقوانين التراكم المعرفي‪ ،‬والذي أعلى مراحله هو إكتشاف‬
‫القانون المحدد للتفاعالت المرتبطة بمفهوم ظاهرة الدبلوماسية‪ ،‬والمتمثل في القانون‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬والذي هو جزء من الكل والمتمثل في القانون الدولي‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبداللطيف بوروبي‪ ،‬محاضرة بعنوان "الدبلوماسية والتفاوض"‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬منشور ايضاُ‬
‫علي ‪ https://www.politics-dz.com‬في ‪.1128/6/21‬‬

‫‪23‬‬
‫إذن تقوم الدبلوماسية كظاهرة‪ ،‬أو كتصور على مايلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬ماهية الدبلوماسية تُحدد وفق تصور معرفي قائم على البحث والتقصي في‬
‫التصورات العلمية‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الدبلوماسية يحدد وفق معاهدات وإتفاقيات دولية‪ ،‬فسرت اإلطار والمجال‬
‫الذي تتفاعل فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬مفهوم الدبلوماسية يرتبط ببعض المفاهيم األخرى مثل رجل الدولة‪ ،‬والدبلوماسي‪،‬‬
‫والسياسة الخارجية‪ ،‬والسياسة الدولية‪.‬‬
‫‪ .4‬مفهوم الدبلوماسية هو جزء من العلوم اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬حيث تأثر على‬
‫مفهوم بعض العلوم األخرى مثل اإلقتصاد‪ ،‬واإلجتماع‪ ،‬واالنتبرولوجيا‪...‬الخ‪.‬‬
‫إن الدبلوماسية الناجحة تلعب دو ار هاما في توطيد العالقات في شتى المجاالت‬
‫بالعلم والخلق القويم والتدريب واالعالم‪ ،‬وتحرص الدول في التدقيق إلختيار ممثليها‬
‫وتضع شروطا للقبول حتى تتمكن من إستيعاب األكفأ علما وسلوكا وثقافة‪ ،‬ألنهم يمثلون‬
‫بالدهم ‪ ،‬كما أن أقوالهم وأفعالهم محسوبة عليهم ‪.‬‬
‫يجب أن تكون الدبلوماسية مرنة‪ ،‬وال نعني بالمرونة اللين‪ ،‬بل التوسط بدون افراط‬
‫أو تفريط‪ ،‬والقدرة على إختيار البدائل التي تناسب الواقع وتحقق المصالح واألهداف‪،‬‬
‫ويجب أن تراعي الزمان والمكان‪.‬‬
‫ال تعمل الدبلوماسية منفصلة عن الجهاز الحاكم‪ ،‬بل إنها تتلقى التعليمات‬
‫والتوجيهات الالزمة منه‪ ،‬بخطوط تمنحها حرية الحركة‪ ،‬وفي الوقت نفسه تمده‬
‫(‪)1‬‬
‫بالمعلومات والتوصيات التي تراها‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبدالمنعم محمد صالح‪ ،‬محاضرات بعنوان "العالقات الدولية"‪ ،‬ماجستير التخطيط االستراتيجي‪ ،‬معهد البحوث و الدراسات اإلستراتيجية‪،‬‬
‫جامعة امدرمان االسالمية‪ ،‬الخرطوم‪1128/21 ،‬م‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫تعريف التفاوض الدولي‬

‫المعنى االصطالحي للتفاوض الدولي‪ ،‬أنه (الوسيلة الرئيسية لتنظيم العالقات الدولية‬
‫وفي‬ ‫(‪)1‬‬
‫الثنائية والجماعية وتحقيق األهداف الوطنية ومنطلقاتها في جميع المجاالت(‪.‬‬
‫تعريف اخر أنه (اتصال شفوي بين طرفين او أكثر يهدف في األقل إلى الوصول إلى‬
‫إتفاق مشترك على طريقة العمل أو صيغة شفوية) (‪.)2‬‬
‫أهمية التفاوض الدولي‬

‫ُيعد التفاوض الدولي من افضل الوسائل التي تستعين بها الدول لتحقيق أهدافها‬
‫المختلفة في تحقيق وحماية مصالحها العليا‪ ،‬وهذا يرجع تحديدا إلى قيمة التأثير العالية‬
‫التي تحدثها هذه األداة في هذا المجال ومدى ارتباطها بالوسائل الدبلوماسية السلمية‬
‫األخرى والتي تسعى من خاللها الدول إلى تأمين مصالحها القومية‪ ،‬ولعل هذه المصالح‬
‫مثلت دافعا أساسيا يدفع بالدول إلى إقامة عالقات تعاون تضمن لألطراف الحصول‬
‫عليها وفق عالقة الربح لكليهما‪ ،‬من جانب آخر ُيمثل التفاوض الدولي افضل السبل‬
‫الجتناب خيار الحرب أو ربما تسويته‪ ،‬لذلك جاء التأكيد من أن مفهوم السلم والتأكيد‬
‫عليه يرتبط أساسا بسعي الدول الجاد لتوظيف هذه الوسيلة كطريقة للتعامالت فيما‬
‫بينها‪ ،‬وبذلك ُيمثل التفاوض الدولي قيمة عليا ال غنى للدول عنها‪ ،‬كونه ُيمثل منهج‬
‫عمل واضح مقبول عالميا يتعلق بإدامة حالة السلم الدولي كثقافة في عالقات الدول‬
‫فيما بينها‪ ،‬كونه يسعى إلى تثبيته وتنميته وتعزيزه من طريق حل الخالفات فيما بين‬
‫الفاعلين الدوليين‪.‬‬
‫ان التفاوض الدولي من المسائل المسلم بها في مسار تحقيق المصالح العليا‬
‫للدولة‪ ،‬وهذا يرجع أساسا إلى طبيعة المصالح العليا ومدى ارتباطها باألهداف والغايات‬

‫(‪ )1‬عبد األمير األنباري‪ ،‬حول المفاوضات الدولية متطلباتها وأساليبها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61:‬‬
‫(‪ )2‬سيد عليوة‪ ،‬مهارات التفاوض‪:‬سلوكيات االتصال والمساومة والدبلوماسية‪ ،‬المنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،‬عمان‪،2816 ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪25‬‬
‫التي تسعى الوحدات المكونة للمجتمع الدولي إلى تحقيقها وبما يتفق مع توجهات‬
‫ومصالح األطراف األخرى‪.‬‬
‫لذلك ُيعد التفاوض الدولي من أهم الطرق التي تتوصل بها الدول لتحقيق مبدأ‬
‫التكامل والتفاعل مع اآلخرين وذلك بقصد ضمان مصلحتها في البيئة الدولية‪ ،‬وُيعتبر‬
‫التفاوض الدولي الوسيلة األكثر أهمية‪ ،‬وذلك لدوره الكبير في هذا المجال‪ ،‬فمن خالله‬
‫يمكن للدول أن تفض منازعاتها وتسوي مشكالتها‪ ،‬لذلك أضحي التفاوض الدولي اليوم‬
‫ذا قيمة عالمية ال يمكن إغفالها ألنه يعمل على شد أطراف المنظومة الدولية الواسعة‬
‫إلى بعضها وعلى أسس من العدالة والمساواة‪ ،‬وعن طريقه تسعى الدول للولوج في مسار‬
‫التحديث والعصرنة في عالم اليوم والذي ترافق أساسا مع تزايد التبادل الدولي اإلقتصادي‬
‫واإلجتماعي والسياسي باإلضافة إلى تبادل المعلومات بشأن األخطار ذات التأثير السلم‬
‫واالستقرار الدولي‪ ،‬لذلك أصبحت الضرورة الزمة ألن تتفاوض الدول فيما بينها وذلك‬
‫بغية تأمين الحاجات والمتطلبات الجديدة في المجتمع الدولي والتي تتوافق أساسا مع‬
‫أهداف ورغبات وتطلعات الدول وتحقيق وحماية مصالحها العليا‪.‬‬
‫مفهوم التفاوض الدولي‬

‫التفاوض الدولي هو الحوار أو تبادل االقتراحات بين طرفين دوليين أو أكثر في‬
‫وجود طرف راعي للمفاوضات أو ال‪ ،‬بهدف التوصل إلى إتفاق يؤدي إلى حسم قضية‬
‫نزاعية بينهم‪ ،‬وفي نفس الوقت الحفاظ علي المصالح المشتركة فيما بينهم‪ ،‬وتعد‬
‫المفاوضات افضل الطرق لتسوية المنازعات الدولية وأكثرها شيوعا‪ ،‬وهي الطريقة‬
‫(‪)1‬‬
‫المألوفة لعقد مختلف المعاهدات واإلتفاقات الدولية‪.‬‬
‫وللتفاوض الدولي ركنين أساسيين هما وجود مصلحة مشتركة أو أكثر‪ ،‬ووجود‬
‫قضية نزاعية أو أكثر‪.‬‬

‫(‪ )1‬توفيق سعد حقي‪ ،‬مبادئ العالقات الدولية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،1111 ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.518 :‬‬

‫‪26‬‬
‫ويقوم التفاوض الدولي علي أسس عامة منها‪:‬‬
‫يوجد لدي كل طرف هدف أو عدد من األهداف يهتم بتحقيقها من خالل ما‬ ‫‪.2‬‬
‫يقدمه الطرف االخر من تعاون وتضحيات أو تنازالت‪.‬‬
‫يوجد طرفان أو أكثر لديهم دوافع حقيقية لالتصال والتفاعل فيما بينهم لتحقيق‬ ‫‪.1‬‬
‫نتائج نافعة لهم‪.‬‬
‫ال يتم التفاوض اال بوجود طرفين أو أكثر بينهم موضوع أو مصالح مشتركة‬ ‫‪.3‬‬
‫رغم احتمال وجود اختالف وجهات النظر فيما بينهم‪.‬‬
‫توخد قناعة لدي كل طرف بأن االتصال المباشر والتفاعل واالستجابة المالئمة‬ ‫‪.4‬‬
‫للطرف االخر يعد الوسيلة األكثر فعالية لتحقيق نتائج مرضية لكل طرف‪.‬‬
‫يوجد قناعة لدي كل طرف من االطراف بأن لديه قدرات تمكنه من اقناع الطرف‬ ‫‪.5‬‬
‫االخر لتعديل موقفه وتقديم تنازالت في مطالبه االصلية للتوصل إلى إتفاق يحقق‬
‫مصالح عادلة لك االطراف‪.‬‬
‫يتوقف ظهور الحاجة للتفاوض واالقتناع بها علي امكانية خلق منطقة مشتركة‬ ‫‪.6‬‬
‫بين مناطق االختالف بين أطراف التفاوض‪.‬‬
‫يوجد استعداد لدي كل من االطراف بأن يقوم بتعديل موقفه االصلي إذا ما تقدم‬ ‫‪.1‬‬
‫الطرف االخر بحجج مقبولة بما يمكن من التوصل إلى افضل النتائج لألطراف‪.‬‬
‫يوجد إنطباع لدي كل من االطراف بأن االخرين لديهم القناعة بأن التفاوض هو‬ ‫‪.6‬‬
‫أفضل الوسائل لتعظيم المصالح المشتركة ألطراف التفاوض‪.‬‬
‫يتوقف نجاح التفاوض بدرجة كبيرة علي اسلوب توظيف المها ارت والقدرات لدي‬ ‫‪.8‬‬
‫افراد وفرق التفاوض في مراحل التحضير والتنفيذ للتفاوض وصياغة اإلتفاق بين‬
‫أطراف التفاوض‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .21‬يعد التفاوض عملية إجتماعية تفاعلية تستخدم فيها مهارات التفاوض وقدرات‬
‫التأثير واالقناع حيث ال تتوقف علي مجرد الحقائق والحسابات المنطقية وانما‬
‫تشمل العديد من جوانب الرغبات والدوافع والحاجات واالتجاهات والعواطف‬
‫واالنفعاالت‪.‬‬
‫‪ .22‬يرتبط التفاوض بالفطرة البشرية حيث يمارس االنسان عملية التفاوض منذ مولده‬
‫حتي مماته وان اختلفت األهداف واالساليب واالدوات‪ ،‬حيث نري الطفل يستخدم‬
‫سالح البكاء والصراخ ليعبر عن حاجته للغذاء أواالحساس بااللم كوسيلة لجذب‬
‫االنتباه والحصول علي االهتمام والعطف من المحيطين به حتي يحصل علي‬
‫حاجاته ‪.‬‬
‫مواضيع التفاوض الدولي‬

‫وللتفاوض الدولي عدة قضايا تنعقد حولها المفاوضات منها‪:‬‬


‫‪ .2‬القضايا السياسية والعسكرية واألمن القومي‬
‫وتشمل مفاوضات تسوية الحروب والمفاوضات بين الحكومات ومفاوضات‬
‫اإلتفاقيات السياسية والحربية مثل إتفاقيات نزع السالح ببين الدول العظمى‪،‬‬
‫وإتفاقيات السالم وإتفاقيات المياه ‪.‬‬
‫‪ .1‬القضايا اإلقتصادية‬
‫ومنها مفاوضات التجارة الدولية‪ ،‬وقروض مؤسسات التمويل الدولي‪،‬‬
‫ومفاوضات إنشاء الكيانات والتجمعات اإلقتصادية الدولية‪.‬‬
‫‪ .3‬القضايا الثقافية والعلمية‬
‫وتتم المفاوضات لهذه االغراض على مستوى الدول بين ممثلين من كل دولة‬
‫على حده من االطراف المعنية أو على مستوى المؤسسات العلمية والثقافية‬

‫‪28‬‬
‫مثل الجامعات وو ازرات الثقافة والمعاهد العليا ومؤسسات البحوث والدراسات‬
‫العلمية والعملية بشتى صورها ‪.‬‬
‫مبادئ التفاوض الدولي‬

‫تحكم التفاوض الدولي عدة مبادئ‪:‬‬


‫‪ .2‬توفر الثقة بين اطراف التفاوض ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الصراحة‬
‫والوضوح والبعد عن اساليب المراوغة‪ ،‬إبداء االستعداد للتعاون والرغبة في‬
‫المساعدة‪.‬‬
‫‪ .1‬إدراك وتأكيد اآلثار المباشرة وغير المباشرة لنجاح أو فشل المفاوضات‪،‬‬
‫واستشعار المسؤلية تجاه ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬إدراك الفروق في المواقف التفاوضية ونقاط التباين والتوافق بين‬
‫المتفاوضين ‪.‬‬
‫‪ .4‬اللغة مهمة في التفاوض وهنا يجب مراعاة أي لغة تستخدم في المفاوضات‬
‫ومتى تستخدم المترجم وما هو دور المترجم وهنا ينصح بعدم التفاوض بلغة‬
‫ال تتقنها ‪.‬‬
‫‪ .5‬اعطاء التفاوض الوقت الكافي للوصول إلتفاق‪ ،‬وعدم استعجال تغيير دفة‬
‫المفاوضات وعدم اشعار الطرف االخر بالضغط عليه أو السرعة في إنهاء‬
‫المفاوضات والتوصل الى إتفاق ‪.‬‬
‫مفهوم الدولة‬

‫ترتبط فكرة (الدولة) بفكرة (السلطة) بشكل عام‪ ،‬وفي هذا السياق جرى تعريف‬
‫الدولة بأنها فكرة مجردة‪ ،‬ولكن لها فوائدها ومخاطرها‪ ،‬إال أن تعريفها قد وقع ضمن‬
‫التنظيمية أما األولى فإنها تعتبر الدولة مجموعة من المؤسسات‬
‫ّ‬ ‫إستراتيجيتين‪ ،‬الوظيفية و‬

‫‪29‬‬
‫الحكومية‪ ،‬تقوم بوضع القوانين وتتوكل في عملية الضبط والتوجيه والتنظيم‪ ،‬وهنا يمكن‬
‫ّ‬
‫القول بأن الدولة في تعريفها التنظيمي ليست عنص اًر جوهرياً مالزماً للمجتمع البشري(‪.)1‬‬
‫ومهما ذهب بنا التعريف فإن الدولة الحديثة هي طراز خاص جداً للحكم يتميز‬
‫بخمس خصائص‪:‬‬
‫‪ .2‬أن الدولة هي مؤسسة‪ ،‬أو مجموعة مؤسسات منفصلة بشكل ّبين‪.‬‬
‫‪ .1‬تتمتع الدولة بالسيادة‪ ،‬وهي صاحبة السلطة لمطلقة في كل ما يخص‬
‫القانون والقواعد الملزمة المدعومة بالعقوبات التي تحفظها حقيقة االحتكار‬
‫للقوة‪.‬‬
‫الرسمي ّ‬
‫‪ .3‬تمتد سيادة الدولة لتشمل كل األفراد‪.‬‬
‫‪ .4‬تقوم الدولة باإلشراف على العاملين في مؤسساتها وهي موكّلة بتدريبهم‪.‬‬
‫‪ .5‬الدولة هي صاحبة الوالية في جميع اإليرادات‪.‬‬
‫تعرف الدولة بأنها مجموعة من المؤسسات التي تنفذ‬
‫أما التعريف الوظيفي للدولة ف ّ‬
‫معينة‪ ،‬وهذا يعني أن أية مؤسسة تتداخل أهدافها أو غاياتها مع وظائف‬
‫أهدافاً وأغراضاً ّ‬
‫الدولة تصبح جزءاً منها‪.‬‬
‫اما التعريف األساسي للدولة فيعرفها بأنها جماعة من الناس يعيشون بصورة دائمة‬

‫فوق إقليم جغرافي محدد ويخضعون لسلطة سياسية ّ‬


‫معينة‪ ،‬وأضافت األدبيات الحديثة‬
‫إلى هذين العنصرين؛ عنصر سيادة السلطة وعنصر االعتراف الدولي‪ ،‬كما أضافت‬
‫هذه األدبيات قولها أن ال اشتراط لمساحة الدولة أو عدد سكانها‪ ،‬إال أن اشتراط السلطة‬
‫ذات السيادة واالعتراف الدولي هما األساسان اللذان يجب توفرهما حتى تستكمل الدولة‬
‫وجودها الفعلي‪ ،‬وحتى تتمكن من مباشرة حقوقها وإقامة عالقات مع المجتمع الدولي‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر الحضرمي‪ ،‬مقال بعنوان "الدولة الصغيرة القدرة والدور مقاربة نظرية"‪ ،‬مجلة المنار‪ ،‬مجلد ‪ ،28‬العدد‪ ،4‬القاهرة‪،1123 ،‬‬
‫ص‪.68-31:‬‬

‫‪11‬‬
‫وفي حدود العناصر الثالثة األولى تتساوى الدول إما في العنصرين الباقيين فيقع التمايز‬
‫بين الدول‪ ،‬من حيث حجومها الفعلية‪ ،‬فتصنف الدول بين ناقصة السيادة أو كاملتها‪،‬‬
‫وبين االعتراف بفعلها على المستوى الدولي‪.‬‬
‫وقد استقر الفقه السياسي على أن الدولة هي منطلق السلطات كافة‪ ،‬وهي التي‬
‫تدير شؤون مؤسساتها المختلفة‪ ،‬مع إق ارره بأنه ليس هناك مفهوم محدد وشامل للدولة‬
‫مرت بها‪ ،‬خاصة وأن األنظمة السياسية قد جهدت‬
‫صالح لجميع المراحل التاريخية التي ّ‬
‫لتحجيم المفهوم لخدمة توجهاتها الفكرية‪.‬‬
‫وقد تطور مفهوم الدولة ومهامها مع الزمن نتيجة لتعدد المخاضات السياسية‬
‫والتحوالت اإلجتماعية الكبيرة وتطور مستوى الوعي لدى األفراد‪ ،‬فأصبحت الدولة‬
‫"ضرورة وحاجة" وشخصية حقوقية ومعنوية‪ ،‬وبدونها ال يمكن تحقق هوية الفرد خارج‬
‫حدود الوطن‪ ،‬وعندها تصبح الدولة هي المرجعية القانونية على المستوى العام‪.‬‬
‫مفهوم مصالح الدولة العليا‬

‫هي الحاجات واألوضاع والطموحات المتوافق عليها وطنياً التي ترغب الدولة في‬
‫تحقيقها والمحافظة عليها‪ ،‬وتتضمن الجوانب الحيوية المعنوية والمادية‪ ،‬كالمحافظة‬
‫على العقيدة والثقافة القومية وهيبة الدولة وبقاءها وسيادتها وأمنها‪ ،‬والمحافظة على‬
‫أمن المواطن والمجتمع وتحقيق الرفاه والنماء السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي‬
‫وتتضمن المبادئ والقيم الدينية والمرتكزات اإلستراتيجية‪ ،‬كما تشمل األوضاع والظروف‬
‫والقدرات الداخلية والخارجية المواتية أو المطلوبة لتحقيق وادراك هذه المصالح‪ ،‬وتمثل‬
‫التوجه الرئيسي للدولة والعامل األكثر أهمية في توجيه السياسة واالستراتيجيات وتحديد‬
‫السبل والوسائل على المستوى الداخلي والخارجي (‪ ،)1‬وترتبط مقدرة الدولة علي تحقيق‬
‫والمحافظة علي مصالحها العليا علي امتالكها القوة الشاملة الالزمة لذلك‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬محمد حسين أبوصالح‪ ،‬التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬الخرطوم‪،1124 ،‬‬
‫الطبعة العاشرة‪ ،‬ص‪.68 :‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهوم القوة الشاملة للدولة‬

‫يتم التمييز في تحليل مقومات قوة أي دولة بين مستويين هما‪:‬‬


‫قدرات القوة‪ :‬وهى عناصر القوة التي تمثل قدرات محددة يمكن أن تستخدمها الدولة‬
‫مباشرة في عملية ممارسة التأثير على المدى القصير‪ ،‬كالقوات المسلحة‪ ،‬واالحتياطيات‬
‫النقدية‪ ،‬واألدوات الدبلوماسية‪ ،‬وأجهزة االستخبارات‪ ،‬فالجيوش عادة ما تكون في وضع‬
‫استعداد إلستخدام القوة المسلحة في أي وقت تتعرض فيه الدول للتهديد‪ ،‬وتمثل هذه‬
‫القدرات عموما أدوات لقوة الدولة‪ .‬إن القوة كما أوضحت تعريفاتها ليست التأثير‪ ،‬وإنما‬
‫القدرة على التأثير وتستند هذه القدرة على امتالك الدولة إمكانيات (خصائص‪ ،‬موارد‪،‬‬
‫قدرات‪ ،‬مؤسسات ) معينة تشكل مقومات القوة القومية الشاملة التي تمكنها من التأثير‬
‫على سلوكيات الدول األخرى في االتجاهات التي تحقق مصالحها‪ ،‬كالمساحة الجغرافية‪،‬‬
‫وعدد السكان‪ ،‬والموارد الطبيعية‪ ،‬والقدرات اإلقتصادية‪ ،‬والقوة العسكرية‪ ،‬والبنية‬
‫التكنولوجية‪ ،‬والفعاليات الثقافية‪ ،‬والمؤسسات السياسية‪ ،‬والحالة المعنوية للشعب‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬لكن على الرغم من أن هذه اإلمكانيات المتداخلة تشكل في مجموعها عوامل‬
‫القوة الشاملة ألي دولة‪ ،‬فإن هناك اختالفات أساسية فيما بينها‪ ،‬ترتبط باعتبارات عملية‪،‬‬
‫تتصل بالقدرة على إستخدامها في عملية التأثير‪ ،‬خاصة خالل المواقف التي يتعرض‬
‫فيها أمن الدولة أو مصالحها الحيوية لتهديدات أو ضغوط حادة من الخارج‪.‬‬
‫مصادر القوة‪ :‬وهى عناصر القوة التي تمثل موارد عامة‪ ،‬يمكن أن تستخدمها الدولة‬
‫على المدى الطويل المتالك أو تطوير قدرات معينة تستخدم في التأثير‪ ،‬مثل الموقع‬
‫الجغرافي‪ ،‬وعدد السكان‪ ،‬والموارد اإلقتصادية‪ ،‬والقاعدة الصناعية‪ ،‬واإلمكانات العلمية‬
‫والتكنولوجية‪ ،‬والقيم الثقافية‪ .‬إن مجرد شمول القوة لهذه العناصر ال يكفي وحده‪ ،‬فقد‬
‫يتم التوصل لقوة شاملة لكن بمستوى ضعيف ال يتناسب مع التحديات المحلية والدولية‬
‫وال يتناسب كذلك مع المخاطر اإلستراتيجية التي سبقت اإلشارة إليها‪ ،‬مثال لذلك القوة‬

‫‪11‬‬
‫اإلستراتيجية اإلقتصادية والعلمية والتقنية في اليابان‪ ،‬بلغت مرحلة مكنتها من تحقيق‬
‫مصالح إستراتيجية ضخمة‪ ،‬وهكذا القوة اإلستراتيجية العلمية واإلقتصادية اإلعالمية‬
‫والعسكرية في الواليات المتحدة‪ ،‬والقوة اإلستراتيجية العلمية والتقنية واإلقتصادية في‬
‫ألمانيا‪ ،‬إنها ليست مجرد قوة شاملة وإنما العبرة في أن مفرداتها كانت تناسب األوضاع‬
‫والتحديات الدولية‪ ،‬كما أن األمن القومي ارتباطه عالمي أي أن القوة المحققة له يجب‬
‫أن تناسب األوضاع والتحديات العالمية‪ ،‬لذا فإن إطالق اسم القوة اإلستراتيجية الشاملة‬
‫(‪)1‬‬
‫هو األكثر دقة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫أهمية المياه والسدود وتعريفها وأنواعها‬
‫مصادر المياه‬

‫تنقسم مصادر المياه إلى‪:‬‬


‫مصادر المياه التقليدية وتشمل‪:‬‬

‫‪ ‬المياه السطحية وهي أي شكل من أشكال المياه التي تقع علي سطح االرض‪،‬‬
‫كما يقصد بالمياه السطحية المياه التي تحملها االنهار عبر االراضي والمجاري‬
‫ٍ‬
‫مستمر طوال العام‪ ،‬أو غير دائمة‬ ‫سواء كانت هذه االنهار دائمة أي ذات تدفق‬
‫أي ذات تدفق موسمي ويمكن تمثيلها في مياه البحار والمحيطات‪ ،‬مياه االنهار‬
‫مياه االمطار ومياه البحيرات‪.‬‬
‫‪ ‬المياه الجوفية ‪:‬هي كل المياه التي تقع تحت سطح االرض‪ ،‬وقد عرفت الفقرة‬
‫‪ 22‬من المادة الثالثة لرابطة القانون الدولي المتعلقة بالموارد المائية عام ‪1114‬‬
‫م‪ ،‬المقصود بمصطلح المياه الجوفية بأنها " المياه الكائنة تحت سطح االرض‬
‫والقائمة بطبقة مشبعة بالمياه الباطنية‪ ،‬وعلى اتصال مباشر بسطح االرض أو‬

‫(‪ )1‬محمد حسين أبوصالح‪ ،‬التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.441 :‬‬

‫‪13‬‬
‫التربة"‪ ،‬المياه الجوفية إذن هي عبارة عن مياه موجوده في جسم الصخور‬
‫(‪)1‬‬
‫الرسوبية تكونت عبر أزمنة مختلفة وقد تكون حديثة أو قديمة‪.‬‬

‫المصادر غير التقليدية وتشمل‬


‫‪ ‬تحلية مياه البحر‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة المعالجة‪ ،‬بإعادة مياه الصرف الزراعي والصناعي‪ ،‬والصحي‪،‬‬
‫وإستخدامها في الزراعة والصناعة‪.‬‬
‫‪ ‬تلقيح السحب إل نزال المطر الصناعي‪.‬‬
‫المياه مصلحة عليا للدولة‬

‫المستمرة في السكان عبئاً كبي اًر على مصادر المياه‪ ،‬اذ يقدر أن‬
‫ّ‬ ‫شكلت الزيادات‬
‫ّ‬
‫حوالي ‪ 1‬مليار نسمة من سكان العالم يعيشون في أحواض جريان األنهار‪ ،‬وتتفاقم أزمة‬
‫يؤدي إلى تفاقم توتّر العالقات بين‬
‫المياه في العالم بسبب إزدياد الحاجة للمياه مما ّ‬
‫كميات‬
‫الدول المشتركة في األحواض المائية خاصة في حالة إستعمال دولة المنبع ّ‬
‫هائلة من المياه‪ ،‬أو اقامة منشأءات مائية مما يؤثّر على كمية جريان المياه في النهر‬

‫إعتداء على حقوق السودان ومصر‪ ،‬كما يثور قلق من ّ‬


‫تجدد‬ ‫ً‬ ‫بحد ذاته‬
‫األمر الذي يعتبر ّ‬
‫النزاعات التاريخية بين الدول‪ ،‬ومن نشوب أخرى بسبب الخالفات على تقاسم المياه بين‬
‫عد المياه عامالً حيوياً في حياة‬
‫البلدان في السنوات المقبلة‪ ،‬وذلك نظ اًر لنقص المياه‪ ،‬وتُ ّ‬
‫الشعوب وعنص اًر أساسياً في رسم سياسات الدول وكثي اًر ما تُثير أطماع الدول في الموارد‬
‫المائية الخاصة بدول الجوار أزمات سياسية قد تُشعل الحروب وهذا ما جعل الدول‬
‫(‪)2‬‬
‫تضع مسألة المياه على قمة عناصر مصالحها العليا الجديرة بالحماية‪.‬‬

‫(‪ )1‬طارق زياد عبد الرازق‪ ،‬حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتواره منشورة‪ ،‬جامعة بيروت العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1126 ،‬ص‪.21:‬‬
‫(‪ )2‬أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة‪ ،‬المؤتمر الثالث إلدارات التعاون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬المركز العربي للبحوث القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬بيروت‪ ،٥١٠٢ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪14‬‬
‫تعريف السدود‬

‫إن تطور اإلنسان واحتياجاته وبحثه عن الوسائل الالزمة إلستغالل المياه واألنهار‬
‫الدولية ظهرت المنشآت المائية لتكون وسيلة من وسائل إستغالل واستثمار المياه لتنمية‬
‫الزراعة وتطوير الحياة اليومية‪ ،‬وانتشار الطاقة وتشغيل آليات الصناعية‪ .‬إن المنشآت‬
‫المائية هي أي إنشاءات أو تجهيازت يقصد منها إستغالل المياه سواء باستخارجها‪ ،‬أو‬
‫تجميعها‪ ،‬أو تخزينها أو تحويلها أو معالجتها‪ ،‬أو توزيعها حيث يتم إنجاز هذه المنشآت‬
‫من طريق الدولة أو لحسابها‪ ،‬من أجل المنفعة العامة‪ ،‬ويعكس إنشاء الدولة للسدود‬
‫(‪)1‬‬
‫مقدار التطور في مجال المياه وسبل إستغاللها‪.‬‬
‫أهمية السدود‬

‫تمكن أهمية السدود في توفير مياه الشرب لبعض المناطق التي يقل فيها الماء‪،‬‬
‫وتوفير المياه الغارض الري وتعد السدود أساسية الزدهار الزراعة في البلدان التي تعتمد‬
‫على الموارد الز ارعية في إقتصادها‪ ،‬وتغذية المياه الجوفية والحد من الفيضانات‬
‫وخطورتها التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم‪ ،‬وتوليد الطاقة الكهربائية االقل ضر اًر على‬
‫(‪)2‬‬
‫البيئة وبأسعار رخيصة‪ ،‬والحفاظ على منسوب المياه في االنهار ‪ ،‬والتنمية السياحية‪.‬‬
‫أنواع السدود‬

‫تعتبر السدود من أعظم وأضخم اإلنشاءات المدنية التي يبنيها اإلنسان على‬
‫اإلطالق‪ ،‬إن األنواع الشائعة من السدود هي التي تنشأ من نوع واحد من المواد‬
‫كالخرسانة أو ذات الردم التاربي الصخري مع قالب تاربي‪ ،‬أو ذات الواجهة الخرسانية‪،‬‬
‫والسدود الخرسانية التي تعتمد على الجاذبية أو القوس أو الدعامات الواقية‪ ،‬وتُنسب‬

‫(‪ )1‬طارق زياد عبد الرازق‪ ،‬حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪.65-64:‬‬
‫(‪ )2‬مبارك االمين حامد‪ ،‬االمن المائي وأثره اإلقتصادي على السودان ومصر دراسة حالة سد النهضة األثيوبي‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة النيلين‪ ،‬الخرطوم‪ ،1121 ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪15‬‬
‫السدود عادة لنوع مادة البناء‪ ،‬كالسدود التاربية نسبة ألنها مكونة من التارب‪ ،‬والحجرية‬
‫(‪)1‬‬
‫والخرسانية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه‬
‫شح ًا فيها‪،‬‬
‫تكثر النزاعات بين الدول على خلفية تقاسم المياه في مناطق تُعاني ّ‬
‫وتذكر أرقام حديثة للبنك الدولي وجود ‪ 1.1‬مليار في العالم ليس لديهم خدمات مياه‬
‫شرب آمنة‪ ،‬و‪ 3‬مليارات ليس لديهم مرافق لالغتسال‪ .‬وسوف نجد أكثر من عامل خلف‬
‫تدهور عرض المياه‪ ،‬ارتفاع الطلب المطرد على المياه مع تزايد السكان ومتطلبات النمو‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬والسياسات الخاطئة إلدارة الموارد المائية المسؤولة مثال عن ما حدث في‬
‫بحيرة تشاد وبحر ارال‪ ،‬وتلوث المياه الناتج عن سوء اإلدارة وعمليات الصرف الصناعي‬
‫في المجاري المائية‪ ،‬والتدهور في المناخ واختالل النظم اإليكولوجية وما صاحبهما من‬
‫ارتفاع ح اررة وتصاعد في معدالت التبخر وتراجع معدالت األمطار‪ ،‬وقصور النظم‬
‫اإليكولوجية عن الحفاظ على الدورة الطبيعية القديمة لتكوين مياه المصادر المتجددة‪.‬‬
‫التشارك الدولي في األحواض المائية الدولية‪ ،‬أي األنهار والبحيرات ومستجمعات‬
‫المياه الجوفية التي تتشارك فيها عدة دولة‪ ،‬يشترك في هذه األحواض ‪ 245‬بلدا تضم‬
‫أكثر من ‪ %81‬من سكان العالم‪ ،‬منها ‪ 31‬بلدا تقع بالكامل داخل هذه األحواض‪،‬‬
‫وعلى سبيل المثال تضم األحواض المائية النهرية ألنهار الدنيبر ‪ 28‬دولة‪ ،‬والكونغو‬
‫‪ 23‬والنيل ‪ ،22‬ولكل من األمارون والراين والزامبيزي ‪ 8‬دول واألردن والجانج والفرات‬
‫‪ 6‬دول‪ ،‬أما أحواض البحي ارت المائية الدولية فتضم على سبيل المثال تشاد وأزال‬
‫وتتشارك كل منهما ‪ 6‬دول‪ .‬وفي أوروبا وحدها يوجد أكثر من ‪ 211‬مستودع جوفي‬
‫عابر للحدود‪ ،‬وخارج أوروبا سنجد مثال مستودع غواراني ويجمع األرجنتين والب ارزيل‬
‫وباراجواي وأوروجواي‪ ،‬وخزان الحجر الرملي النوبي وتتشاركه مصر والسودان وليبيا‬

‫(‪ )1‬مبارك االمين حامد‪ ،‬االمن المائي وأثره اإلقتصادي على السودان ومصر دراسة حالة سد النهضة األثيوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8 :‬‬

‫‪16‬‬
‫وتشاد‪ ،‬وهناك ‪ 38‬دولة تأخذ أكثر من نصف مواردها المائية العذبة من أحواض تقع‬
‫خارج حدودها‪ ،‬وفئه ثانية من الدول تأخذ أكثر من ‪ %15‬منها‪ ،‬ومنها الشرق األوسط‬
‫المتجددة‬
‫ّ‬ ‫تشكل الصحاري ‪ %61‬من مساحته فيما تقع ‪ %51‬من موارده المائية‬
‫الذي ّ‬
‫خارجه‪ ،‬باإلضافة إلى ما هناك بين بعض الدول العربية وجاراتها من خالفات عديدة‬
‫تولد أرضية خصبة لنشوب نزاعات مسلحة في المستقبل‪ ،‬ومن المتوقع أن ينتشر إستخدام‬
‫المياه كأحد أسلحة الحرب أو إحدى أدوات اإلرهاب خاصة في جنوب آسيا والشرق‬
‫األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬فإسرائيل تتقاسم مياه نهر األردن وروافده مع سوريا ولبنان‬
‫التوصل إليها في‬
‫ّ‬ ‫واألردن وفلسطين وفقاً لمعاهدة تُعرف بخطة جونسون التي ّ‬
‫تم‬
‫ط خالف وكاد ُيشعل حرباً عام‬‫خمسينيات القرن الماضي ولكن الملف ال يزال مح ّ‬
‫يؤدي إلى‬
‫لجر بعض حقوقه في مياه النهر‪ ،‬وقد ّ‬ ‫‪ 1111‬بسبب تنفيذ لبنان مشروعاً ّ‬
‫إندالع حرب إسرائيلية لبنانية في المستقبل‪ ،‬علماً أن إسرائيل تستفيد بحصة من نهر‬
‫ط‬
‫الحاصباني تزيد على حصة لبنان ‪ 24‬مرة‪ ،‬وإيران والعراق تتنازعان على مياه ش ّ‬
‫ممر مائي ُينتج عن إلتقاء نهر ّي دجلة والفرات ويقع بين إيران والعراق ويخلق‬
‫العرب وهو ّ‬
‫الممتد‬
‫ّ‬ ‫نزاعاً بينهما‪ ،‬السودان ومصر وأثيوبيا حيث يتشارك السودان ومصر نهر النيل‬
‫على طول ‪ 6111‬كلم مع دول أخرى هي أثيوبيا وارتيريا وجنوب السودان ويوغندا‬
‫وتنزانيا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا‪ ،‬وتبلغ حصة مصر‬
‫أعدتها بريطانيا في ‪2818‬م‬
‫والسودان من مياه النهر ‪ ،%61‬بحسب اإلتفاقية التي ّ‬
‫وتمت مراجعتها عام ‪2858‬م‪ ،‬ويشهد توزيع مياه النيل تجاذباً بين دوله حيث تنادي‬
‫ّ‬
‫دول المنابع بضرورة قيام السودان ومصر بدفع مقابل لقاء ما يحصالن عليه من‬
‫حصص مائية‪ ،‬وبتطبيق مبدأ بيع المياه دولياً‪ ،‬وفي آخر فصول هذا النزاع أعلنت‬
‫سد النهضة على مجرى النيل األزرق‬ ‫الحكومة األثيوبية في ابريل ‪1122‬م ّنيتها بناء ّ‬
‫اء من التوتّر بينها وبين السودان ومصر‪ ،‬مثال اخر تركيا وسوريا والعراق‬
‫ما خلق أجو ً‬
‫يستمر الخالف التاريخي بينهم على مياه الفرات منذ بناء تركيا السدود ومنشآت الطاقة‬
‫ّ‬

‫‪17‬‬
‫كمية المياه المتدّفقة إلى سوريا بنسبة ‪ %41‬ومن حصة‬
‫الكهرومائية والتي قّلصت من ّ‬
‫العراق من المياه بنسبة ‪ ،%61‬عليه فإن أغلب أنهر الدول العربية تنبع من دول أخرى‬
‫ٍ‬
‫بشكل دائم‪،‬‬ ‫المصب إحتماالً قائماً‬
‫مما يجعل إحتمال نشوء الحروب بين دول المنبع و‬
‫ّ‬
‫أما بالنسبة لدول اإلتحاد األوروبي فتكمن مشكلتها في نوعية المياه ال في كميتها بسبب‬
‫التلوث البيئي لتشمل أغلب مرافق الحياة ومنها مصادر المياه والتربة‬
‫تعمق مظاهر ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫التطور الصناعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والهواء نتيجة جملة من العوامل أبرزها‬
‫وعن دور المفاوضات في حل مشاكل المجاري المائية الدولية فقد نجحت في‬
‫بعض الحاالت في تسوية النزاعات الحاصلة على بعض أنواع المجاري المائية الدولية‬
‫كالنزاع الدائر حول نهر الدانوب حيث نشأ النزاع بين المجر وتشيكوسلوفاكيا حول بناء‬
‫(‪)2‬‬
‫قنطرتين على نهر الدانوب بموجب معاهدة أبرمت عام ‪.2811‬‬
‫إن حساسية موضوع المياه وخطورته‪ ،‬دفع كل الدول للقيام بدراسات وأبحاث بحثاً‬
‫عن حلول فقد أصدرت بعض المنظمات التي تُعنى بشؤون المياه تقري اًر تقول‪" :‬أن هناك‬
‫التغيرات المناخية التي يشهدها العالم مؤخ اًر كاإلحتباس‬
‫أزمة مياه تلوح باألفق بسبب ّ‬
‫الحراري والجفاف‪ ،‬حيث أوضحت الدراسات أن هناك العديد من األنهار الرئيسية قد‬
‫تجف خالل الخمسين سنة القادمة مع تصاعد أعداد البشر واقترابها من تسعة مليارات‬
‫ّ‬
‫نسمة في النصف الثاني للقرن القادم وأن األزمات سوف تتفاقم‪ ،‬فلذلك دعت األمم‬
‫التوحد وإبتكار طرق علمية حديثة من أجل مكافحة النقص المائي‬
‫ّ‬ ‫المتحدة الدول إلى‬
‫والتقليل من الهدر وإنشاء إتفاقيات مشتركة للتعاون في تقسيم نسب المياه فيما بينها‬
‫وتبني مبدأ التفاوض لحل النزاع حول قضايا المياه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة‪ ،‬المؤتمر الثالث إلدارات التعاون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫(‪ )2‬محمد فؤاد رشوان‪ ،‬تسوية النزاعات حول األنهار األفريقية‪ ،‬المكتب العربي للمعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1125 ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫جغرافية نهر النيل ودوله‬
‫جغرافية نهر النيل‬

‫نهر النيل هو أطول نهر في العالم‪ ،‬ويبلغ طوله أكثر‪ 6,111‬كيلومتر ويمر بعشر‬
‫دول يبلغ مجموع سكانها ‪ % 41‬من سكان أفريقيا‪ ،‬أما الروافد الرئيسية لنهر النيل فهي‬
‫النيل األزرق والنيل األبيض‪ ،‬وينبع النيل األزرق الذي يشكل ‪ % 66‬من حجم نهر‬
‫النيل من أثيوبيا‪ ،‬ومن ناحية أخرى يتم تقاسم مياه النيل األبيض بين تنزانيا ورواندا‬
‫وبوروندي وكينيا ويوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة جنوب السودان ‪ ،‬ويخترق‬
‫نهر النيل الدولتين أالقل النهرية وهما ومصر والسودان حيث يلتقي النيلين االزرق‬
‫واالبيض في الخرطوم‪.‬‬
‫هناك أكثر من ‪ 161‬من األحواض المائية الدولية‪ ،‬والتي تضم نحو ‪ 61‬في المائة‬
‫من إمدادات مياه األرض العذبة‪ ،‬وبالرغم من هذا فليس هناك قانون خاص بادارة المياه‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولية متفق عليه بحيث يتم وفقا له إستغالل هذه الموارد اإلستغالل االمثل‪.‬‬
‫توجد منابع النيل في ثالثة قطاعات هي‪ :‬القطاع الجنوبي‪ ،‬ويضم بحيرة ( فيكتوريا)‬
‫وتشترك فيها كل من تنزانيا‪ ،‬يوغندا وكينيا‪ ،‬كما يوجد نهر " كاجي ار " في بوروندي‬
‫ورواندا وبحيرة " إدوارد وألبرت" ونهر " السمليكي" وهي مشتركة بين يوغندا والكونغو‪،‬‬
‫والقطاع الشرقي ففيه تنفرد أثيوبيا بالمنابع الموسمية بنهر النيل ضمن أراضيها‪ ،‬وفي‬
‫القطاع الغربي ينفرد السودان بوجود خط تقسيم المياه حيث تنحدر األودية عند"جبل‬
‫مرة" متجهة نحو تشاد‪ ،‬ويخرج من أثيوبيا (‪ )% 65‬من مياه النيل‪ ،‬والباقي يخرج من‬

‫(‪ )1‬عصام شروف‪ "،‬اتفاقيات حوض النيل في ضوء أحكام القانون الدولي"‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪.1126 ،416‬‬

‫‪19‬‬
‫باقي دول الحوض‪ ،‬وتعتبر مصر أكثر دول الحوض اعتمادا على مياه النيل يليها‬
‫السودان ويوغندا‪ ،‬أما بقية الدول فاعتمادها على النيل محدودة لوجود مصادر مائية‬
‫ضخمة بها‪ ،‬واعتمادها على األمطار الغزيرة ووجود عدد كبير من األنهار بها فضال‬
‫عن مخزون كبير من المياه الجوفية‪, .‬‬
‫(‪)2( )1‬‬

‫ويتكون حوض النيل من ثالثة أحواض فرعية هي‪ :‬حوض البحيرات االستوائية‪،‬‬
‫وحوض بحر الغزال وحوض الهضبة األثيوبية‪ ،‬ويسهم حوض هضبة البحيرات‬
‫االستوائية في مياه النيل الرئيسي بحوالي ‪ ،% 25‬فيما يسهم حوض الهضبة األثيوبية‬
‫بحوالي ‪ ،% 65‬وفي الوقت الذي يندر فيه مساهمة حوض بحر الغزال في مياه النهر‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الرئيسي‪ ،‬وذلك لتسرب مياهه إلى المسطحات المائية والمستنقعات والبرك المائية‪.‬‬
‫تعتبر منطقة هضبة البحيرات االستوائية ذات مناخ استوائي شديد الح اررة‪ ،‬وتسقط فيها‬
‫(‪)4‬‬
‫األمطار بنحو تسعة أشهر في العام‪.‬‬
‫حوض البحيرات االستوائية‪:‬‬
‫وتتكون هضبة البحيرات االستوائية من خمس بحيرات كبيرة وهي‪:‬‬
‫بحيرة فيكتوريا‪:‬‬
‫تعتبر بحيرة فيكتوريا أكبر البحيرات العذبة في العالم حيث تبلغ مساحتها ‪ 61‬ألف‬
‫كيلومتر مربع وطولها ‪ 325‬كم‪ ،‬وارتفاعها ‪ 2231‬م عن مستوى سطح البحر‪ ،‬ويبلغ‬

‫(‪ )1‬إسماعيل محمد صادق‪ ،‬المياه العربية وحروب المستقبل‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1121 ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫(‪ )2‬ابراهيم االمين عبدالقادر‪ ،‬السودان االخضر بين دفتي السد العالي وسد النهضة‪ ،‬سينان العالمية للطباعة‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪1125 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬احمد عسكر و حسين خلف موسى‪ ،‬مقال "رؤية مغايرة إلدارة أزمة سد النهضة من منظور مختلف"‪ ،‬منشور علي الموقع االلكتروني‬
‫‪.1126/5/15 ،http://elbadil-pss.org/2016/05/25‬‬
‫(‪ )4‬أحمد السيد النجار‪ ،‬مقال "رؤية عربية للتصورات االسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب واسرائيل"‪،‬مجلة شؤون عربية‪ ،‬عدد ‪، 73‬‬
‫القاهرة‪ ،2883 ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪31‬‬
‫إيراد البحيرة من المياه ‪ 244‬مليار متر مكعب ‪/‬سنويا‪ ،‬وتقع البحيرة في إطار ثالث‬
‫(‪)1‬‬
‫دول هي يوغندا شماال‪ ،‬تنزانيا جنوبا وكينيا شرقاً‪.‬‬
‫بحيرة كيوجا‪:‬‬
‫تقع في األراضي اليوغندية وهي عبارة عن منخفض ضحل له العديد من التفرعات‬
‫والتي تصل بعضها إلى حد المستنقعات والبرك‪ ،‬تبلغ المساحة الكلية للبحيرة نحو ‪6111‬‬
‫كيلومتر مربع وتتراوح أعماقها ما بين ‪ 3‬إلى ‪ 1‬متر‪.‬‬
‫بحيرة ألبرت‪:‬‬
‫تبلغ مساحة بحيرة ألبرت نحو ‪ 5311‬كيلومتر مربع (نحو ‪ % 1.1‬من مساحة‬
‫بحيرة فيكتوريا)‪ ،‬تقع على منسوب ‪ 621‬م عن سطح البحر‪ ،‬وهي البحيرة األساسية‬
‫التي ينبع منها النيل األبيض فعليا باسم نيل ألبرت ال يتجاوز أكبر عمق للمياه في‬
‫بحيرة ألبرت عن ‪ 51‬متر‪ ،‬ويعتبر نهر " السمليكي" المغذي األساسي للبحيرة التي يأتي‬
‫(‪)2‬‬
‫إليها من اتجاه الجنوب الغربي من أراضي دولة الكونغو‪.‬‬
‫بحيرة إدوارد‪:‬‬
‫تقع البحيرة إلى الجنوب من خط االستواء مباشرة على ارتفاع ‪ 821‬مت ار فوق‬
‫منسوب سطح البحر‪ ،‬وهو اقل بنحو ‪ 113‬مت ار من ارتفاع بحيرة فيكتوريا‪ ،‬وتبلغ مساحتها‬
‫‪ 1111‬كيلومتر مربع وهي بحيرة بيضاوية الشكل واتجاهها من الجنوب الغربي إلى‬
‫الشمال الشرقي‪ ،‬ساحلها قليل التعاريج وماؤها فيه نسبة ضئيلة من الملوحة‪ ،‬تتغذى‬
‫بحيرة "إدوارد" من عدة روافد‪ ،‬تنبع من الجوانب الغربية "رونزوي" باإلضافة إلى روافد‬
‫أخرى تأتي من مرتفعات غرب البحيرة‪ ،‬وأخرى تنبع من مرتفعات جنوب وشرق البحيرة‪،‬‬

‫(‪ )1‬زكي البحيري‪ ،‬مصر ومشاكل مياه النيل‪ ،‬وأزمة سد النهضة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‪ ،‬القاهرة‪ 1126 ،‬م‪ ،‬ص‪.61 – 58 :‬‬
‫(‪ )2‬نادر نورالدين محمد‪ ،‬موارد دول حوض النيل المائية واألرضية‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬الدوحة‪ ،1122 ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.32-18 :‬‬

‫‪32‬‬
‫ويقع شمال بحيرة " إدوارد" بعض البحيرات المستديرة التي تشغل فوهات براكين خامدة‬
‫ومن أشهرها بحيرة (كاتوى)‪.‬‬
‫بحيرة جورج‪:‬‬
‫تمتد بحيرة "جورج" من الطرف الشمالي الشرقي من األخدود الغربي‪ ،‬وتبلغ‬
‫مساحتها نحو ‪ 311‬كيلومتر مربع ‪ ،‬تتغذى بحيرة "جورج" من عدة روافد تنبع من‬
‫الجوانب الشرقية لجبال‪"،‬رونزوري" متجهة جنوبا‪ ،‬وتصب في شمال البحيرة باإلضافة‬
‫لبعض روافد تنبع من المرتفعات الجنوبية متجهة شماال وتصب في جنوب البحيرة‪ ،‬تمتد‬
‫البحيرة في الطرف األعلى " لبوغاز كازنجا "‪ ،‬ويتأثر مستوى سطح الماء بالبحيرة بزيادة‬
‫(‪)1‬‬
‫األمطار أوقلتها‪.‬‬
‫حوض بحر الغزال‪:‬‬
‫يقع الطرف الجنوبي لهذا الحوض على الحدود الجنوب سودانية – الكونغولية‬
‫التي تنبع من مرتفعات " األحباس" العليا من أنهار " تاباي"‪" ،‬ياي" والنعام والجبل‬
‫والتونغ وروافد نهر "السيوي"‪ ،‬وهو أحد الفرعين الرئيسيين لنهر " الجور"‪ ،‬ويعد حوض‬
‫الغزال من الجهة الجنوبية الغربية على الحدود ا الجنوب سودانية مع جمهورية إفريقيا‬
‫الوسطى التي ينبع من مرتفعاتها نهر"البوشري"‪ ،‬وهو الفرع الثاني لنهر " الجور" ثم نهر‬
‫" البونجو" والروافد العليا لنهر " لول" والروافد الجنوبية لبحر العرب‪ ،‬كما يحد بحر نهر‬
‫الغزال شمال الميول الجنوبية لجبال " كو ار " التي تنبع منها الروافد الشمالية لبحر العرب‬
‫وتتجه كل هذه األنهار نحو مستنقعات بحر الغزال التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي‬
‫من الحوض‪ ،‬ويقدر معدل الهطول المطري على الحدود الجنوبية للحوض المطري بنحو‬
‫‪ 2311‬مليمتر في العام‪ ،‬ورغم أن الهطول المطري على حوض بحر الغزال يعادل‬

‫(‪ )1‬حسام جاد الرب‪ ،‬جغرافية إفريقيا وحوض النيل‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1115 ،‬ص‪.321 :‬‬

‫‪31‬‬
‫تقريبا الهطول المطري على هضبة البحيرات االستوائية إال أن مساهمة هذا الحوض‬
‫(‪)1‬‬
‫في تغذية النيل الرئيسي تكاد تكون معدومة نظ ار لكثرة المستنقعات‪.‬‬
‫حوض الهضبة األثيوبية‪:‬‬
‫تضم الهضبة األثيوبية ثالثة روافد أساسية وكبرى للنهر وهي‪ :‬نهر السوباط‪ ،‬النيل‬
‫األزرق ونهر عطبرة والذي يرتفع مستوى المياه فيها جميعا ‪ 41‬ضعفاً أثناء موسم‬
‫الفيضان ونتيجة التساع مساحة الهضبة واختالف االرتفاعات أيضا‪ ،‬فإن معدالت‬
‫سقوط األمطار ‪ 651‬ملمتر سنويا بالقرب من منبع نهر السوباط‪ ،‬وتصل إلى ‪1111‬‬
‫ملمتر سنويا في أغلب مساحات الهضبة‪.‬‬
‫بحيرة تانا‪:‬‬
‫تبلغ المساحة السطحية لبحيرة " تانا " نحو‪ 3613‬كيلو متر مربع ‪ ،‬وتعد أكبر‬
‫بحيرات أثيوبيا‪ ،‬وتقع في الشمال الغربي من الهضبة الوسطى للمرتفعات األثيوبية على‬
‫منسوب ‪2611‬م من سطح البحر‪ ،‬وتعد بحيرة " تانا " المنبع الرئيسي للنيل األزرق‪،‬‬
‫ويبلغ عمق المياه فيها بنحو ‪ 24‬م‪ ،‬ومساحة حوض البحيرة بروافدها نحو ‪22651‬‬
‫كيلو متر مربع‪.‬‬
‫نهر السوباط‪:‬‬
‫يتكون نهر "السوباط" من اتحاد رافدين له وهما نهر " البارو" ونهر "البايبور" ويعد‬
‫البارو الرافد األكبر للسوباط‪ ،‬وينبع من خالل ممرات جبلية ضيقة وعميقة تسير باتجاه‬
‫المنحدر إلى النهر‪ ،‬بينما يمر نهر "البايبور" من خالل أخاديد أعرض من هضبة‬
‫(‪)2‬‬
‫"األباسينيا" في شمال منحدر الهضبة‪ ،‬ولكن بانحدار أقل من إنحدار نهر البارو‪.‬‬
‫حوض النيل األزرق‪:‬‬

‫(‪ )1‬إسماعيل محمد صادق‪ ،‬المياه العربية وحروب المستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 – 14 :‬‬
‫(‪ )2‬مي عبد العظيم محمد صالح‪ ،‬جغرافية حوض النيل‪ ،‬منشورات جامعة الزعيم األزهري‪ ،‬الخرطوم‪ ،1124 ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪33‬‬
‫يبدأ النيل األزرق من بحيرة " تانا " التي تقع على ارتفاع يقدر ب ‪ 2641‬م من‬
‫سطح البحر‪ ،‬ويتم تجميع مياهها من األمطار والروافد والمياه المتدفقة من المرتفعات‬
‫المحيطة بها‪ ،‬ليتخذ النهر بذلك مسا ار ضيقا وتصب فيه العديد من األنهار الصغيرة‬
‫مثل‪ :‬حاما‪ ،‬موجر‪ ،‬جدور‪ ،‬ديوسا ونهر برادوس‪ ،‬ثم يلتقي به نهر " الرهد " و"الدفور"‪،‬‬
‫ثم يصب عند مدينة الخرطوم بما يقارب ‪ % 65‬من مياه النيل اإلجمالية‪ ،‬فالنيل األزرق‬
‫نهر شديد االندفاع في موسم الفيضانات‪ ،‬مما يجعل مياهه قادرة على حمل الصخور‬
‫المفتتة من الهضبة األثيوبية‪ ،‬إذ يعود الفضل في تكوين دلتا النيل إلى ما حمله إليها‬
‫(‪)1‬‬
‫النيل األزرق ونهر " عطبرة " من الطمي عبر آالف السنين‪.‬‬
‫نهر عطبرة‪:‬‬
‫ينبع نهر "عطبرة " من المرتفعات الواقعة شمال بحيرة " تانا " ويتجه نحو الشمال‬
‫الغربي ليلتقي بالنيل‪ ،‬ويضم الجنادل التي تعد من أهم ما يميز النيل لينتهي إلى البحر‬
‫(‪)2‬‬
‫األبيض المتوسط‪.‬‬
‫النيل‪:‬‬
‫يبدأ النيل الموحد عند إلتقاء النيل األبيض القادم من هضبة البحيرات االستوائية‬
‫مع النيل األزرق القادم من الهضاب األثيوبية عند مدينة الخرطوم‪ ،‬حيث يبدأ السريان‬
‫الموحد في إتجاه الشمال بطول ‪ 2665‬كم حتى مصر‪ ،‬ثم يتفرع مرة أخرى إلى فرعي‬
‫(‪)3‬‬
‫" دمياط " و"رشيد" بطول ‪ 111‬كم في المتوسط‪ ،‬حتي البحر االبيض‪.‬‬
‫أهم المشاريع المائية علي نهر النيل وروافده‬
‫(أ) أهم المشاريع المائية في حوض النيل الشرقي‪-:‬‬

‫(‪ )1‬ابتسام أوعشرين‪ ،‬إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها‪ :‬دراسة حالة حوض النيل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم السياسية‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،1121- 1126 ،‬ص‪.211 :‬‬
‫(‪ )2‬عادل العرباوي‪ ،‬األمن المائي في حوض النيل بين التعاون والصراع‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1122 ،‬ص‪.26 :‬‬
‫(‪ )3‬مي عبد العظيم محمد صالح‪ ،‬جغرافية حوض النيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪34‬‬
‫المشاريع المائية السودانية‪:‬‬
‫تتمثل أهم المشاريع المائية السودانية على نهر النيل فيما يلي‪:‬‬
‫مشروع سد سنار‪:‬‬
‫تم إنشائه عام ‪ 2815‬م على النيل األزرق بغرض زراعة القطن في أراضي‬
‫الجزيرة‪ ،‬وقد تضمنته إتفاقية ‪2818‬م‪.‬‬
‫مشروع جبل األولياء‪:‬‬
‫أنشىء عام ‪ 2831‬م على النيل األبيض لتخزين ‪ 1‬مليار متر مكعب لتكملة الري‬
‫الصيفي لمصر وبعد إنشاء السد العالي وملئه في عام ‪2811‬م ّسلمت مصر إدارة‬
‫الخزان للسودان‪ ،‬وفي عام ‪ 1113‬م‪ ،‬تم إنجاز مشروع لتوليد الكهرباء في السد‪ ،‬مضيفا‬
‫له السعة القصوى إلنتاجه من الكهرباء وهي ‪ 31‬ميجاوات‪.‬‬
‫مشروع الروصيرص‪:‬‬
‫تم إنشائه على النيل األزرق عام ‪ 2864‬لتخزين ‪ 3‬مليار متر مكعب مع السماح‬
‫بتعليته الستيعاب ‪ 1‬مليارات متر مكعب تنفيذا إلتفاقية ‪ ،2858‬موله البنك الدولي‬
‫لإلنشاء والتعمير وألمانيا الغربية‪ ،‬تم إنشاءة لالستفادة منه في الكهرباء وري مشاريع‬
‫النيل االزرق الزراعية تم االنتهاء من المرحلة األولى في عام ‪2866‬م وتمت تعليته‬
‫عدة مرات بدات في ‪ 1116‬م وانتهت في عام ‪ 1123‬بتعلية ‪ 21‬أمتار فوق جسم السد‪.‬‬
‫مشروع خشم القربة‪:‬‬
‫تم إنشائه على نهر عطبرة عام ‪ 2864‬لتخزين ‪ 21.1‬مليار متر مكعب لري‬
‫أراضي حلفا الجديدة وتوليد الكهرباء بمقدار ‪ 1111‬كيلوات‪/‬ساعة ويقع غرب مدينة‬
‫خشم القربة التي يحمل إسمها‪ ،‬علي بعد ‪ 561‬كيلومتر شرق مدينة الخرطوم وقد تم‬
‫تشييده في الفترة من عام ‪ 2862‬وحتى ‪ 2864‬م‪ ،‬ضمن إطار مشروع إعادة توطين‬
‫سكان وادي حلفا المتأثرين ببناء السد العالي في مصر بعد أن غمرت مياه بحيرة النوبة‬

‫‪35‬‬
‫قراهم ومن المتوقع أن يكون لسد أعالي عطبرة وستيت المزمع اإلنتهاء من تشييده قريبا‪،‬‬
‫أثر ايجابياً على خزان خشم القربة من حيث تحسن طاقته التخزينية يتم التوليد المائي‬
‫اً‬
‫للكهرباء بالخزان عن طريق توربينات الكابالن وعددها اثنين بسعة ‪ 21.6‬ميجاوات ‪.‬‬
‫مشروع سد مروي‪:‬‬
‫يقع على مجرى نهر النيل في الوالية الشمالية عند جزيرة ِمروي التي أطلق عليه‬
‫اسمها‪ ،‬على بعد ‪ 351‬كيلومتر من الخرطوم إكتمل بناءه السد في ‪ 3‬مارس ‪،1118‬‬
‫ويبلغ اجمالي طوله ‪ 8.1‬كيلومتر فيما يصل ارتفاعه إلى ‪ 61‬متر‪ ،‬وقد صاحب عملية‬
‫بنائه عدد من المشاريع التحضيرية‪ ،‬مثل إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة‬
‫الحديد ومدينة سكنية ويهدف السد إلى توليد الطاقة الكهربائية حيث ينتج طاقة كهربائية‬
‫بقوة ‪ 2,151‬ميجاوات وري حوالي ‪ 311,111‬هكتار من المشاريع الزراعية في الوالية‬
‫الشمالية والطاقة الكهربائية هي األولوية من المشروع‪.‬‬
‫يت‪:‬‬ ‫مجمع سدي أعالى َع ْطَب َرة ِ‬
‫وستَ ْ‬
‫عبارة عن سدين ترابيين كهرومائيين بنواة طينية وبحيرة تخزين مشتركة‪ ،‬أحدهما‬
‫يقع على أعالي نهر عطبرة واآلخر على نهر سيتيت في واليتي كسال والقضارف لتوفير‬
‫مياه الشرب لمنطقة القضارف ومياه الري لمشروع حلفا الجديدة الزراعي ومشاريع أخرى‬
‫جديدة متصلة بهما إلى جانب إنتاج الطاقة الكهربائية‪ ،‬ويقع المجمع على بعد ‪461‬‬
‫كيلومتر من الخرطوم‪ ،‬وتعود فكرة إنشاء سد في منطقة الرميلة بأعالى نهر عطبرة إلى‬
‫عام ‪2846‬م بغرض تنمية المنطقة وتزويد مدينة القضارف بمياه الشرب‪.‬‬
‫المشاريع المائية المصرية‪:‬‬
‫قامت مصر بإنشاء العديد من المشروعات المائية على مجرى نهر النيل وذلك‬
‫من أجل االستفادة من مياهه‪ ،‬وأهم هذه المشروعات ما يلي‪:‬‬
‫مشروع السد العالي‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫هو مشروع مائي وإقتصادي على نهر النيل‪ ،‬دشن في عام ‪ 2812‬م‪ ،‬بعد إحدى‬
‫عشر ( ‪ ) 22‬سنة من البناء‪ ،‬عرض قاعدته ‪ 861‬م وارتفاعه ‪ 286‬م‪ ،‬أعلى منسوب‬
‫(‪)1‬‬
‫لحجز المياه يصل حتى ‪.261‬‬
‫مشروع سد أسوان‪:‬‬
‫تم إنشاء سد أسوان على ُبعد سبعة ( ‪ )1‬كيلومترات تقريبا جنوب مدينة أسوان‬
‫على منسوب يرتفع ‪ 216‬متر فوق مستوى سطح البحر وذلك في عام ‪2811‬م‪ ،‬كأول‬
‫مشروع لتخزين مياه النيل وحجز مليار مكعب من مياهه لالستفادة بها في توسع الرقعة‬
‫الزراعية‪ ،‬ومع استمرار الحاجة إلى تخزين المزيد من المياه‪ ،‬تمت التعلية األولى لهذا‬
‫السد عام ‪2821‬م لزيادة سعة التخزين السنوي إلى ‪ 1.5‬مليار متر مكعب حيث وصل‬
‫ارتفاع السد إلى ‪ 223‬متر فوق مستوى سطح البحر‪ ،‬وفي عام ‪2833‬م تم تنفيذ التعلية‬
‫الثانية إلى ‪ 212‬متر فوق مستوى سطح البحر وزادت سعة التخزين إلى خمسة مليارات‬
‫(‪)2‬‬
‫متر مكعب من المياه‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مشاريع القناطر‪ :‬قناطر أسيوط وأسنا وزفتا ونجع حمادي‪.‬‬
‫المشاريع المائية األثيوبية‪:‬‬
‫سعت أثيوبيا لتنفيذ مشاريعها التنموية بدءا بالمشاريع المدروسة في فترة (‪2856‬‬
‫‪ )2863 -‬ثم وبعد دراسة شاملة لحوض النيل األزرق اقترحت أثيوبيا إنشاء ‪ 33‬مشروعا‬
‫لري ‪ 434‬ألف هكتار وتوليد ‪ 6,865‬ميجاوات من الطاقة الكهربائية‪ ،‬وبإعالن أثيوبيا‬
‫عزمها على إنشاء وبناء سدود على النيل األزرق وروافده‪ ،‬دخلت العالقات المائية لدول‬

‫(‪ )1‬الصادق جراية‪ ،‬اإلستراتيجية اإلسرائيلية للسيطرة على موارد المياه العربية ‪:‬دراسة تحليلية مستقبلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬الجزائر‪ ،1116-1111 ،‬ص‪.66-61 :‬‬
‫(‪ )2‬أحمد سيد عاشور‪ ،‬قصة الحضارة‪ :‬نهر النيل والحضارة في إفريقيا‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،1122،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.222 :‬‬
‫(‪ )3‬محمد محي الدين رزق‪ ،‬إفريقيا وحوض النيل‪ ،‬مكتبة عطايا‪ ،‬القاهرة‪ ،2834 ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.218 :‬‬

‫‪37‬‬
‫الحوض في نزاع مائي مع السودان ومصر‪ ،‬وقد بررت أثيوبيا قرار بناء هذه السدود‬
‫بمجموعة من األسباب أهمها‪:‬‬
‫‪ .2‬االنفجار السكاني الذي تواجهه أثيوبيا ما يؤهلها لتحتل المراتب األولى في نسبة‬
‫الزيادة السكانية‪.‬‬
‫‪ .1‬االحتياجات المائية الكبيرة بالنظر للتوسع الزراعي والصناعي‪.‬‬
‫‪ .3‬الحاجة إلى الطاقة الكهربائية لدعم مشاريع التنمية عن طريق تصدير الطاقة‬
‫الكهربائية لدول الجوار‪.‬‬
‫ومن أهم المشاريع التي قامت أثيوبيا بإنجازها نذكر ما يلي‪:‬‬
‫سد فينشا‪:‬‬
‫يبلغ إنتاجه من الكهرباء حوالي ‪ 264‬ميجاوات‪ ،‬وأقيم على مجرى النيل األزرق‪،‬‬
‫ويستخدم في ري األراضي الزراعية وتوليد الكهرباء‪ ،‬وهو أول السدود التى بنتها أثيوبيا‬
‫تم بناؤه عام ‪2813‬م على نهر فينشا‪ ،‬أحد روافد‬
‫سد صغير ّ‬ ‫على منظومة النيل وهو ٌّ‬
‫النيل األزرق الذى ُيعرف فى أثيوبيا بنهر ّأباى‪.‬‬
‫سد تيكيزي‪:‬‬
‫هو سد لتوليد الطاقة الكهربائية في مقاطعة " تكراي" شمال أثيوبيا‪ ،‬ويعتبر أعلى‬
‫سد خرساني ثنائي األقواس بإفريقيا‪ ،‬السد مقام على نهر (تيكزة) وأنشأته شركة الصين‬
‫الوطنية لمصادر المياه وهندسة الطاقة المائية بتكلفة ‪ 114‬مليون دوالر‪ ،‬وقد تم توقيع‬
‫العقد في ‪1111‬م‪ ،‬وبدأ إنتاج الكهرباء فيه عام ‪1118‬م‪ ،‬وهو ٌّ‬
‫سد ضخم يبلغ إرتفاعه‬
‫ويوّلد المشروع حوالى ‪ 311‬ميقاواط من‬
‫حوالى ‪ 266‬مت اًر إكتمل العمل فيه عام ‪ُ 1121‬‬
‫الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫سد شاراشار‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫أنشئ السد على مخرج بحيرة "تانا"‪ ،‬لكي ينظم تدفق المياه منها إلى النيل األزرق‬
‫والذي تقع عليه المحطة الكهربائية "تيس آباي" وبالضبط على بعد نحو ‪ 31‬كيلومتر‬
‫من البحيرة‪ ،‬ويعتبر السد الوحيد الذي يقع مباشرة على المجرى الرئيسي للنيل األزرق‪،‬‬
‫تم الشروع في بناء السد عام ‪2864‬م‪ ،‬واكتمل في ‪2886‬م‪ ،‬احتوى على بوابتين بلغ‬
‫عرضهما ‪ 4.6‬م وارتفاعهما ‪ 4.5‬م‪ ،‬وتبلغ سعة كل منهما ‪ 61‬متر مربع في الثانية‬
‫إلنتاج الكهرباء في " تيس آباي"‪ ،‬وبعد ذلك تم إضافة خمس بوابات في عام ‪1112‬م‬
‫وقد تم االنتهاء من المحطة الثانية " تيس آباي" إلنتاج ‪ 11‬ميجاوات‪ ،‬وتمثل (‪)%22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من إجمالي الكهرباء في أثيوبيا المقدرة ب ‪ 132‬ميجاوات‪.‬‬
‫سد تانا بيليس‪:‬‬
‫ّ‬
‫الذى يقوم بتحويل مياه من بحيرة تانا لنهر بيليس (أحد روافد النيل األزرق) وبناء‬
‫محطة لتوليد الطاقة عند مكان التقاء نقطة التحويل بالنهر‪ ،‬بدأ العمل بالمشروع فى عام‬
‫‪1114‬م واكتمل فى عام ‪1121‬م‪ ،‬ويقوم بتحويل مياه من بحيرة تانا لنهر بيليس (أحد‬
‫روافد النيل األزرق)‪ ،‬ويقوم المشروع بتوليد حوالى ‪ 461‬ميقاواط من الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫هذا يعنى أن السدود والمشاريع التى اكتمل بناؤها على منظومة النيل تقوم اآلن‬
‫بتوليد حوالى ‪ 851‬ميجاوات من الطاقة الكهربائية‪ ،‬باإلضافة إلى هذه المشاريع هناك‬
‫دراسات تسير فى مراحل متباينة الي أكثر من‪ 21‬مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من‬
‫مياه اإلثنى عشر نه اًر فى أثيوبيا‪ ،‬وتشمل هذه الدراسات ثمانية سدود كبيرة على منظومة‬
‫النيل هى‪:‬‬
‫‪ .2‬السد الحدودى‪ :‬ويقع على نهر ّأباى (النيل األزرق) على بعد حوالى ‪11‬‬
‫كيلومتر من الحدود مع السودان‪ ،‬ويتوقع أن ُيوّلد السد حوالى ‪ 2،161‬ميجاوات من‬

‫(‪ )1‬ابتسام أوعشرين‪ ،‬إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها‪ :‬دراسة حالة حوض النيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.233 :‬‬

‫‪39‬‬
‫يوضح اإلعالن عن سد األلفية العظيم إن كان السدان‬
‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬ولم ّ‬
‫سيبنيان أم أن سد بنى شنقول هو بديل للسد الحدودى‪.‬‬‫ُ‬
‫سد كارادوبى‪ :‬على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى ‪ 2,111‬ميجاوات من‬
‫‪ّ .1‬‬
‫الكهرباء بإلضافة الى مشروع رى‪.‬‬
‫سد ميندايا‪ :‬على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى ‪ 2,111‬ميجاوات من‬
‫‪ّ .3‬‬
‫الكهرباء‪.‬‬
‫سد مابيل‪ :‬على نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى ‪ 2,441‬ميجاوات من‬
‫‪ّ .4‬‬
‫الكهرباء‪.‬‬
‫دوبس وهو أحد روافد نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى‬
‫دوبس‪ :‬على نهر َ‬
‫سد َ‬‫‪ّ .5‬‬
‫‪ 141‬ميجاوات من الكهرباء باإلضافة الى مشروع رى‪.‬‬
‫ديدسا وهو أحد روافد نهر ّأباى (النيل األزرق) لتوليد حوالى‬
‫ديدسا‪ :‬على نهر ّ‬‫سد ّ‬ ‫‪ّ .6‬‬
‫‪ 311‬ميجاوات من الكهرباء‪.‬‬
‫سد بارو‪ :‬على نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان) لتوليد حوالى ‪ 611‬مجاوات‬
‫‪ّ .1‬‬
‫من الكهرباء‪.‬‬
‫‪ .6‬سد ِبربِر‪:‬على نهر ِبرِبر وهو أحد روافد نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان)‬
‫لتوليد حوالى ‪ 411‬ميجاوات من الكهرباء‪.‬‬
‫سد النهضة‪:‬‬
‫يعتبر سد النهضة من أكبر سدود أثيوبيا‪ ،‬ويعتبر كذلك محل الخالف بين كل‬
‫من السودان وأثيوبيا ومصر‪ ،‬سعته المائية تقدر بـ ‪ 14‬مليار متر مكعب من المياه‪،‬‬
‫ويتم تشييده على مياه النيل األزرق بالقرب من الحدود السودانية حوالي ‪ 41‬كلم في‬
‫منطقة " بن شنغول"‪ ،‬ومن المتوقع أن ينتج حوالي ‪ 6111‬ميجاوات‪ ،‬وتعلق عليه دولة‬
‫أثيوبيا رهانات كبيرة في تحقيق االكتفاء الذاتي في مجال الطاقة الكهربائية مع إمكانية‬

‫‪41‬‬
‫التصدير للدول المجاورة‪ ،‬كذلك من أجل وتدعيم قطاع الصناعة والري بالطاقة الالزمة‬
‫وتحقيق التنمية في المناطق المجاورة للسد‪.‬‬
‫نامج ضخ ٍم وطمو ٍح لتوليد‬
‫يتضح من العرض أعاله أن أثيوبيا قد شرعت فى بر ٍ‬
‫ٍ‬
‫طاقة كهربائية هائلة الحجم‪ ،‬وإذا ُق ّدر ألثيوبيا أن تّْن ِجز هذا البرنامج أو حتى جزٍء منه‪،‬‬
‫قوة اقليمية فى الطاقة الكهربائية‪،‬‬
‫فإن هذه المشاريع عند اكتمالها ستجعل من أثيوبيا ً‬
‫ّ‬
‫حيث من المتوقع أن يصل إنتاج أثيوبيا من الطاقة الكهربائية إلى أكثر من ‪21,111‬‬
‫ميجاوات عند اكتمال وتشغيل هذه السدود‪.‬‬
‫(ب) أهم المشاريع المائية في حوض النيل االستوائي‪-:‬‬

‫تعتبر المشاريع المتعلقة ببناء السدود وتوليد الطاقة الكهربائية من أولويات دول‬
‫منابع النيل كينيا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬الكونغو‪ ،‬بوروندي ورواندا‪ ،‬وجنوب السودان وقد‬
‫عبرت هذه الدول منذ استقاللها عن رغبتها في إنشاء المشاريع المائية ذات الجدوى‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬فكينيا مثال أعلنت عن إرادتها في تنفيذ مشاريع االستصالح الزراعية وبناء‬
‫عدد من السدود لحجز المياه داخل حدودها‪ ،‬أما يوغندا فهي األخرى تسعى للنهوض‬
‫بإقتصادها الوطني وذلك من خالل إقامة المشاريع التنموية‪ ،‬وقد عرفت أول مشروع لها‬
‫على مياه النيل في مارس ‪2846‬م‪ ،‬من خالل إنشاء " سد أوني"‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫شالالت عند مخرج بحيرة " فيكتوريا "‪ ،‬وذلك بغرض توليد الطاقة الكهربائية وألغراض‬
‫التخزين ببحيرة " فيكتوريا "‪ ،‬وقد ساهمت مصر في بناءه وذلك بدفع مبلغ ‪ 4.5‬مليون‬
‫جنيه لحكومة يوغندا‪ ،‬وتم بناء جزء واحد منه(‪ ،)1‬وضمن خطة تنمية وضعتها الكونغو‬
‫الديمقراطية أحد دول حوض النيل أعلنت الحكومة عن نيتها بدء بناء "سد إنجا ‪"3‬‬
‫ليكون أكبر سد في العالم‪ ،‬بقدرة إنتاجية من الكهرباء تصل إلى ‪ 4,611‬ميجاوات‪،‬‬
‫وبدأت الكونغو الديمقراطية خطة التنمية معتمدة على إنشاء ‪ 5‬سدود جميعها على نهر‬

‫(‪ )1‬ابتسام أوعشرين‪ ،‬إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها‪ :‬دراسة حالة حوض النيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.241-236 :‬‬

‫‪42‬‬
‫الكونغو‪ ،‬ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل‪ ،‬وأنجزت منها حتى اآلن سد "إنجا‬
‫‪ "2‬في عام ‪ 2811‬و"إنجا ‪ "1‬في ‪ 2861‬ثم "انجا ‪ "3‬المزمع إنشاؤه‪ ،‬ليتبقى سدان في‬
‫الخطة الطموحة التي تأمل من خاللها البالد تصدير الكهرباء إلى الدول األفريقية‬
‫والعالم‪ ،‬واالستفادة من مياه النهر‪.‬‬
‫وهناك مشاريع قيد الدراسة أو المخطط إنشائها‪" ،‬واو" في جنوب السودان‪ ،‬وسدا‬
‫"إنجا ‪ "4‬و"إنجا ‪ "5‬على نهر الكونغو‪ ،‬و"كاروما" في أوغندا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫إتفاقيات مياه النيل‬
‫اإل تفاقيات بين دول حوض نهر النيل وأهم بنودها‬

‫عانت دول حوض النيل من االحتالل األجنبي‪ ،‬الذي عمل خالل فترة االحتالل‬
‫على تنظيم إستخدام مياه نهر النيل‪ ،‬وبطبيعة الحال فقد َوَّقع نيابة عن الدول الواقعة‬
‫تحت االحتالل بعض اإلتفاقيات والمعاهدات لتنظيم إستخدام المياه‪ ،‬وبعد فترة‬

‫االستقالل‪ ،‬قامت بعض الدول المستقلة إما باستكمال تنظيم إستخدام مياه النهر‪ ،‬طبقاً‬
‫لإلتفاقيات الموقعة خالل الفترة السابقة على استقاللها‪ ،‬وإما بتوقيع إتفاقيات ثنائية بعد‬
‫استقاللها مع باقي دول الحوض‪ ،‬لتحقيق أفضل استفادة ممكنة من النهر‪ ،‬أو بغرض‬
‫(‪)1‬‬
‫إقامة منشآت مائية عليه‪.‬‬
‫(أ) اإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية‪-:‬‬
‫‪ .2‬بروتوكول روما ‪2682‬‬
‫وقعت بريطانيا وإيطاليا في ‪ 25‬أبريل ‪ 2682‬في روما بروتوكوال يحدد مناطق‬
‫نفوذهما في دول الحوض الواقع في شرق إفريقيا حتى مشارف البحر األحمر‪ ،‬ويقضي‬

‫(‪ )1‬صاحب الربيعي‪ ،‬صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬دمشق‪ ،1112 ،‬ص‪.218:‬‬

‫‪41‬‬
‫البند الثالث منه على أال تقوم إيطاليا بتشييد أي أعمال على نهر عطبرة من شأنها أن‬
‫تقلل إنسيابه إلى النيل على نحو محسوس‪.‬‬
‫‪ .1‬معاهدة ‪:2811‬‬
‫وقعت هذه اإلتفاقية في أديس أبابا بتاريخ ‪ 15‬مايو ‪ 1902‬بين كل من اإلمبراطور‬
‫ممثل لدولته‪ ،‬والسيد جون هارنجتون المعتمد البريطاني‬
‫ً‬ ‫منليك الثاني ملك ملوك أثيوبيا‬
‫وكتبت باللغتين اإلنجليزية واألمهرية‪ ،‬وهي تشمل قضايا الحدود بين أثيوبيا‬
‫في أثيوبيا‪ُ ،‬‬
‫والسودان وإريتريا باإلضافة إلى قضية مياه النيل‪ ،‬وبموجب المادة الثالثة من اإلتفاقية‬
‫التزم اإلمبراطور منليك الثاني ملك ملوك أثيوبيا بعدم إقامة‪ ،‬أو السماح بإقامة أي أعمال‬
‫على النيل األزرق أو بحيرة تانا أو نهر السوباط يكون من شأنها التأثير على إنسياب‬
‫مياه هذه األحواض إلى (‪.)1‬‬
‫وبعد االطالع على النصين اإلنجليزي واألمهري هناك عدة مالحظات على هذه‬
‫المادة منها‪:‬‬
‫‪ .2‬اشترط النص اإلنجليزي للمادة الثالثة الحصول على موافقة الحكومة البريطانية‬
‫وحكومة السودان إلقامة أي أعمال على النيل األزرق وبحيرة تانا أو نهر‬
‫السوباط يكون من شأنها التأثير على إنسياب مياهها إلى النيل‪ ،‬ولكن هذا الشرط‬
‫أسقط من النص األمهري (‪.)2‬‬
‫‪ .1‬لم تشرط المادة المذكورة الحصول على موافقة مصر مع أن مصر وفًقا للتفسير‬
‫البريطاني إلتفاقية ‪ 1899‬هي شريك لبريطانيا في حكم السودان‪.‬‬

‫(‪ )1‬نادر نورالدين محمد‪ ،‬موارد دول حوض النيل المائية واألرضية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32-18 :‬‬
‫(‪ )2‬فيصل عبد الرحمن علي طه‪ ،‬مياه النيل السياق التاريخي والقانوني‪ ،‬أم درمان‪ :‬مركز عبد الكريم ميرغني‪1115 ،‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ .3‬مصر لم تشارك في مفاوضات إبرام هذه المعاهدة لكن بريطانيا أبلغتها وحصلت‬
‫على موافقتها الكتابية على التنازل عن بعض األراضي السودانية لملك أثيوبيا‬
‫مقابل الحصول منه على تأكيد أن بحيرة تانا لن تقع تحت سيطرة شركة خاصة‪.‬‬
‫‪ .4‬اعترفت أثيوبيا بصحة معاهدة مايو ‪ 1906‬بموجب مذكرات تبودلت بينها وبين‬
‫السودان في ‪ 18‬يوليو ‪ 1972‬لتسوية نزاع الحدود بين البلدين‪ ،‬كما أنها لم‬
‫تطعن في صحة المعاهدة أمام لجنة الحدود بينها وبين إريتريا عام ‪،2002‬‬
‫لكنها مع بداية تنفيذ مصر لمشروع السد العالي قدمت في سبتمبر ‪ 1957‬مذكرة‬
‫لكل من مصر والسودان تشير فيها إلى حقها الطبيعي في مياه النيل التي تنبع‬
‫من أراضيها‪ ،‬وعبرت عن معارضتها إلتفاقية ‪ 1902‬لعدم أحقية بريطانيا في‬
‫التوقيع عليها إنابة عن أثيوبيا‪.‬‬
‫‪ .3‬إتفاق ‪ 2816‬بين بريطانيا وبلجيكا‪:‬‬
‫وقعت هذه اإلتفاقية في ‪ 8‬مايو ‪ 2816‬بين الملك إدوارد السابع ملك المملكة‬
‫المتحدة‪ ،‬والملك نيوبولد الثاني ملك بلجيكا‪ ،‬وتحدد هذه اإلتفاقية الحدود بين السودان‬
‫والكونغو‪ ،‬وينص البند الثالث على تعهد حكومة الكونغو بأال تقيم أو تأذن بإقامة أي‬
‫أعمال على نهر سمليكي أو أسانجو يكون من شأنها تقليل حجم المياه التي تدخل إلى‬
‫بحيرة ألبرت المغذية لنهر النيل إال باإلتفاق مع الحكومة السودانية أو البريطانية‪.‬‬
‫‪ .4‬إتفاق ‪:2816‬‬
‫ُوقع هذا اإلتفاق بين الدول االستعمارية "فرنسا وإيطاليا وبريطانيا" في ‪ 23‬ديسمبر‬
‫‪ 2816‬يتعلق بمصالح الدول الثالث في أثيوبيا‪.‬‬
‫‪ .5‬إتفاقية عام ‪:2815‬‬
‫عبارة عن مجموعة من الخطابات المتبادلة بين بريطانيا وإيطاليا وتعترف فيها‬
‫إيطاليا بالحقوق المائية المكتسبة لمصر والسودان في مياه النيل األزرق واألبيض‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫وتتعهد بعدم إجراء منشآت مائية عليهما من شأنها أن تنقص من كمية المياه المتجه‬
‫نحو النيل الرئيسي‪.‬‬
‫‪ .6‬إتفاقية ‪:2818‬‬
‫ُوقعت بين مصر وبريطانيا نيابة عن السودان‪ ،‬وأهم بند ورد بها هو أال تقام بغير‬
‫إتفاق مسبق مع الحكومة المصرية أعمال ري أو توليد قوى أو أي إجراءات على النيل‬
‫وفروعه أو على البحيرات التي ينبع منها سواء في السودان أو في لبالد الواقعة تحت‬
‫اإلدارة البريطانية من شأنها إنقاص مقدار المياه الذي يصل لمصر أو تعديل تاريخ‬
‫ضرر بمصالح مصر‪.‬‬
‫ًا‬ ‫وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه يلحق‬
‫وجاءت اإلتفاقية في إطار مصالحة سياسية بين مصر وبريطانيا بعد أحداث ثورة‬
‫‪2814‬م في السودان ومقتل السير لي استاك حاكم السودان العام وسردار الجيش‬
‫المصري في القاهرة في ‪ 28‬نوفمبر ‪2814‬م‪ ،‬وبسبب هذه األحداث وجه المندوب‬
‫السامي البريطاني في مصر اللنبي في ‪ 11‬و‪ 13‬نوفمبر ‪ 2814‬إنذا اًر إلى رئيس وزراء‬
‫مصر سعد زغلول تضمن بنداً بأن الحكومة البريطانية قد أصدرت تعليمات إلى حكومة‬
‫السودان بأن لها مطلق الحرية في زيادة مساحات األراضي المروية في الجزيرة من‬
‫‪ 311,111‬فدان إلى مقدار غير محدد وفقاً للحاجة‪ ،‬كما وكان قد تعهد اللنبي في سنة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪2811‬م للحكومة المصرية بخصوص مساحة األراضي المروية في الجزيرة‪.‬‬
‫بعد عودة العالقات الودية بين مصر وبريطانيا‪ ،‬طلب رئيس وزراء مصر في ‪ 15‬يناير‬
‫‪ 2815‬م من الحكومة البريطانية إعادة النظر في تعليماتها إلى حكومة السودان بشأن‬
‫توسيع نطاق الري في الجزيرة حتى ال يلحق أض ار اًر بالري في مصر‪ ،‬وإثباتاً لحسن‬
‫نواياها أبدت الحكومة البريطانية في ‪ 16‬يناير ‪2815‬م استعدادها إلصدار تعليمات‬
‫جديدة إلى حكومة السودان بأال تنفذ ما سبق إرساله إليها من تعليمات بشأن توسيع‬

‫(‪ )1‬فيصل عبد الرحمن طه‪ ،‬الخالف في اتفاقيتي مياه النيل لعامي ‪ 2818‬و ‪2858‬م‪ ،‬صحيفة الصحافة‪.1121/ 22 / 18 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫نطاق الري في الجزيرة توسيعاً ال حد له‪ ،‬على أن تشكل لجنة من ثالثة خبراء لتدرس‬
‫وتقترح القواعد التي يمكن إجراء الري بموجبها مع مراعاة مصالح مصر ومن غير‬
‫اإلضرار بما لها من الحقوق الطبيعية والتاريخية‪ ،‬وأصبحت تلك اللجنة تعرف بلجنة‬
‫مياه النيل لعام ‪2815‬م‪ ،‬قدمت اللجنة تقريرها في ‪ 12‬مارس ‪2816‬م‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫التقرير جزءاً ال ينفصل عن اإلتفاق بين مصر وبريطانيا بشأن إستخدام مياه النيل‬

‫ألغراض الري‪ ،‬وقد ُ‬


‫ضمن هذا اإلتفاق في المذكرات التي تبودلت في ‪ 1‬مايو ‪2818‬م‬
‫بين محمد محمود رئيس وزراء مصر والمندوب السامي البريطاني لويد‪ ،‬واعترف محمد‬
‫محمود في مذكرته بأن تعمير السودان يحتاج إلى مقدار من المياه أعظم من المقدار‬
‫الذي كان يستخدمه آنذاك‪ ،‬وأبدى استعداده لزيادة ذلك المقدار «بحيث ال تضر تلك‬
‫الزيادة بحقوق مصر الطبيعية والتاريخية في مياه النيل‪ ،‬وال بما تحتاج إليه مصر في‬
‫توسعها الزراعي»‪ ،‬وفي مذكرة الرد أكد لويد لمحمد محمود بأن الحكومة البريطانية تعتبر‬
‫المحافظة على حقوق مصر الطبيعية والتاريخية في مياه النيل مبدأً أساسياً من مبادئ‬
‫السياسة البريطانية‪.‬‬
‫واتفق الطرفان على «أال تقام بغير إتفاق مع الحكومة المصرية أعمال ري أو‬
‫توليد قوى‪ ،‬وال تتخذ إجراءات على النيل وفروعه أو على البحيرات التي ينبع منها سواء‬
‫في السودان أو في البالد الواقعة تحت اإلدارة البريطانية يكون من شأنها إنقاص مقدار‬
‫الماء الذي يصل إلى مصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه‬
‫يلحق ضر اًر بمصالح مصر‪.‬‬
‫وكفل إتفاق سنة ‪2818‬م لمصر حق الرقابة على النيل في السودان وفي البلدان‬
‫الواقعة تحت النفوذ البريطاني‪.‬‬
‫‪ .1‬إتفاقية لندن ‪:2834‬‬

‫‪46‬‬
‫تم توقيعها بين بريطانيا نيابة عن تنزانيا وبين بلجيكا نيابة عن رواندا وبوروندي‪،‬‬
‫وتتعلق بإستخدام الدولتين لنهر كاجيرا‪.‬‬
‫‪ .6‬إتفاقية ‪:2853‬‬
‫موقعة بين مصر وبريطانيا نيابة عن يوغندا بخصوص إنشاء خزان أوين عند‬
‫مخرج بحيرة فكتوريا وهي عبارة عن مجموعة من الخطابات المتبادلة خالل عامي‬
‫‪ 2848‬و‪ 2853‬بين حكومة مصر وبريطانيا‪.‬‬
‫موقف دول الحوض من إتفاقيات تقسيم حصص مياه النيل‬

‫مصر‪:‬‬
‫تصر مصر علي االلتزام بمبدأ التشاور واإلخطار المسبق في حالة إقامة أية‬
‫مشروعات مائية علي ضفاف النيل‪ ،‬وذلك باإلتفاق مع ما ينص علية القانون الدولي‬
‫من ضرورة التزام دول المنبع بعدم إحداث اي ضرر لدول المصب‪ ،‬وبما يتفق مع‬
‫حقوق مصر التاريخية في حصة مياه النيل‪ ،‬وظلت مصر ترفض إعادة النظر في‬
‫اإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية التي تحكم دول حوض النيل‪.‬‬
‫في حين تصر مصر تعارض دول منابع حوض النيل اإلتفاقيات الموقعة في‬
‫الحقبة االستعمارية ألكثر من سبب‪ ،‬أبرزها أنها ال تعبر عن االرادة الوطنية لهذه الدول‪،‬‬
‫وال تراعي مصالحها المائية الوطنية بقدر ما تعبر عن مصالح الدول االستعمارية‪،‬‬
‫وكونها التمثل إتفاق شامل يجمع دول حوض النيل كلها‪ ،‬وانها تخص السودان ومصر‬
‫بحصص مجحفة في حق بقية دول الحوض وال تراعي حاجاتها المائية‪.‬‬
‫أثيوبيا‪:‬‬
‫أعلنت م ار اًر وتك ار اُر رفضها لإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية في جميع‬
‫عهودها السياسية‪ ،‬بل وسعت منذ عام ‪ 2862‬الستصالح ‪ 111‬ألف فدان في حوض‬
‫النيل األزرق بدعوى عدم وجود إتفاقيات بينها وبين الدول النيلية األخرى‪ ،‬وقامت بالفعل‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫بتنفيذ عدد من المشروعات مثل مشروع سد (فيشا) أحد روافد النيل األزرق‪ ،‬ومشروع‬
‫(سنيت) على أحد روافد نهر عطبرة‪ ،‬ومشروع (خور الفاشن) الذي يقع أقصى شرق‬
‫أثيوبيا‪ ،‬ومشروع (الليبرو)على نهر السوباط‪ ،‬واخي ار قامت باستكمال إنشاء أعلى سد في‬
‫متر وذلك‬
‫القارة اإلفريقية على منابع النيل‪ ،‬وهوسد (تيكيزي) الذي يبلغ ارتفاعه ‪ً 266‬ا‬
‫في شهر فبراير ‪ ،1118‬والذي يقوم بحجز ‪ 8‬مليارات متر مكعب من المياه‪ ،‬واخي ار‬
‫بدأت في ‪1122‬م بتشييد سد النهضة بسعة ‪ 14‬مليار متر مكعب‪.‬‬
‫يوغندا‪:‬‬
‫أعلنت أيضاً أنها ستقيم مشروعا النتاج نحو ‪ 21‬ألف ميجا وات من الطاقة‬
‫الكهربائية على فروع نهر النيل بدون أن تأخذ أي موافقة مسبقة من مصر والسودان‬
‫دول المصب‪.‬‬
‫كينيا‪:‬‬
‫التي أعلنت رفضها وتنديدها منذ استقاللها بهذه اإلتفاقيات القديمة لمياه النيل‬
‫ألسباب جغرافية وإقتصادية‪ ،‬وأعلنت عن رغبتها في تنفيذ مشروع استصالح زراعي‪،‬‬
‫وبناء عدد من السدود لحجز المياه في داخل حدودها‪ .‬بل وألقت باللوم على المعاهدة‬
‫في أن ‪ %61‬من األراضي الزراعية الكينية غير قابلة للزراعة‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫الزراعة هي الدعامة األساسية لإلقتصاد الكيني‪.‬‬
‫تنزانيا‪:‬‬
‫صرحت بأن اإلتفاقيات المائية المبرمة في عهد االستعمار ( إتفاقية ‪ 2818‬بين‬
‫مصر وبريطانيا لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فكتوريا) والتي تعطي الحق لمصر أن‬
‫توافق أو ال توافق على أي مشروع يقترحه أي طرف من أطراف دول حوض النيل‬
‫قدما في إنشاء مشاريعها‬
‫لالستفادة من المياه ال تلزمها علي االطالق‪ ،‬وإنها ستمضي ً‬
‫دون استشارة مصر‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫رواندا وبوروندي‪:‬‬
‫اعلنتا عدم االعتراف باإلتفاقيات الموقعة في الحقبة االستعمارية‪ ،‬وفي مارس‬
‫‪ 1122‬وّقعت بوروندي إتفاقية عنتبي التي تعتبرها دول الحوض البديل عن إتفاقيات‬
‫الحقبة االستعمارية‪.‬‬
‫(ب) اإلتفاقيات الموقعة ما بعد الحقبة االستعمارية‪-:‬‬
‫‪ .2‬إتفاقية ‪:2858‬‬
‫ُوقعت بين مصر والسودان‪ ،‬لتوزيع مياه النيل ليكون نصيب مصر ‪ 55.5‬مليار‬
‫متر مكعب والسودان ‪ 26.5‬مليار متر مكعب‪.‬‬
‫في بداية الخمسينات بدأت المفاوضات التّي أدت الى إتفاقية ‪ 2858‬مع قيام أول‬
‫حكومة وطنية في السودان عام ‪ ،2854‬وقاد السيد ميرغني حمزة أول وفد مفاوضات‬
‫سوداني في سبتمبر ‪ 2854‬عندما كان وزي اًر للري‪ ،‬وخلفه السيد خضر حمد وزي اًر للري‬
‫ورئيساً لوفد مفاوضات أبريل ‪ ،2855‬ث ّم عاد السيد ميرغني حمزة وزي اًر للري من فب ارير‬
‫‪ 2856‬وحتى نوفمبر ‪ 2856‬وأشرف على مواصلة المحادثات مع مصر والتي قادت‬
‫أن المفاوضات استمرت طوال حقبة الديمقراطية‬
‫الى مفاوضات ديسمبر‪ ،2851‬ورغم ّ‬
‫األولى‪ ،‬إالّ أن الطرفين لم يصال إلى إتفاق حتى وصول الفريق إبراهيم عبود إلى السلطة‬
‫وتم توقيع إتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في ‪ 6‬نوفمبر ‪ ،)1( 2858‬اإلتفاقية‬
‫ثنائية وافق فيها الطرفان علي إنشاء السد العالي بمصر وخزان الروصيرص بالسودان‬

‫وعلى دفع مصر لمبلغ ‪ 25‬مليون جنيه كتعويضات ألهالي حلفا‪ ،‬واتفق الطرفان أيضاً‬
‫علي اقتسام مياه النيل الواصلة إلى أسوان (‪ 64‬مليار متر مكعب)‪ ،‬بعد خصم فاقد‬
‫التبخر في السد العالي (‪ 21‬مليار) والحقوق المكتسبة للبلدين (‪ 51 – 46‬مليار لمصر‬
‫و‪ 4‬للسودان)‪ ،‬بنسبة ‪ 1.5‬لمصر و‪ 24.5‬للسودان ليصبح نصيب مصر ‪ 55.5‬مليار‬

‫(‪ )1‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬ندوة اتفاقية مياه النيل لعام ‪ 2858‬وتداعيات إستفتاء جنوب السودان‪ ،‬مركز طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1121 ،‬‬

‫‪49‬‬
‫متر مكعب والسودان ‪ 26.5‬مليار متر مكعب‪ ،‬كما اتفقا أيضاً على ٍ‬
‫سلفة مائية لمصر‬
‫تتحدث اإلتفاقية عن زيادة إيراد نهر النيل من مستنقعات جنوب السودان‪،‬‬
‫من السودان‪ّ ،‬‬
‫وعن إنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لتحقيق التعاون بين الدولتين والتعامل مع‬
‫ٍ‬
‫بترحاب‬ ‫ٍ‬
‫بنصيب لها في مياه النيل‪ٌ ،‬قوبلت اإلتفاقية‬ ‫مطالب دول حوض النيل األخرى‬
‫من ٍ‬
‫عدد من قيادات العمل السياسي والنقابي في السودان في ذلك الوقت‪ ،‬رغماً عن‬
‫أن إتفاقية ‪2818‬م ضمت في طياتها إشارة صريحة من المندوب السامي البريطاني‬
‫ورئيس الوزراء المصري آنذاك إلى مصالح مصر‪ ،‬وتعميما ا‬
‫مخال بشأن مصالح السودان‪،‬‬ ‫ً‬
‫المكملة لإلتفاقية السابقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مرور بإتفاقية ‪2858‬م‬
‫ثم ًا‬
‫‪ .1‬إتفاقية ‪:2882‬‬
‫وقعت بين مصر ويوغندا‪ ،‬وأكدت فيها يوغندا احترامها إلتفاقية ‪ 2853‬التي‬
‫وقعتها بريطانيا نيابة عنها‪ ،‬وهو ما يعد اعترافا ضمنيا بإتفاقية ‪.2818‬‬
‫‪ .3‬مبادرة حوض النيل ‪:2888‬‬
‫تضم مصر والسودان ويوغندا وأثيوبيا والكونغو الديمقراطية وبورندي وتنزانيا‬
‫ورواندا وكينيا وإريتريا وجمهورية جنوب السودان‪ ،‬ووقعت بهدف تدعيم أواصر التعاون‬
‫اإلقليمي اإلجتماعي بين هذه الدول من خالل اإلستغالل المتساوي لإلمكانات المشتركة‬
‫التي يوفرها حوض النيل‪.‬‬
‫‪ .4‬إتفاقية اإلطار التعاوني في ‪:1121‬‬
‫وقعتها دول المنبع أثيوبيا ويوغندا ورواندا وتنزانيا‪ ،‬وتقوم على مبدأ االنتفاع‬
‫المنصف والمعقول‪ ،‬وكان الخالف بين السودان ومصر من جهة ودول المنبع في‬
‫حوض النيل على ‪ 3‬بنود وهي‪" :‬الحقوق التاريخية المكتسبة‪ ،‬اإلخطار المسبق لدولتي‬
‫المصب‪ ،‬طريقة التصويت"‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وتعتبر إتفاقية عنتبي اإلعالن والبديل الواضح التي وضعته دول منابع النيل‬
‫لإلتفاقيات التاريخية‪ ،‬حيث تحتوي ثالثة عشر بنداً‪ ،‬بينها بند «االنتفاع المنصف‬
‫هذا البند ينص‬ ‫(‪)1‬‬
‫والمعقول»‪ ،‬الذي أثار جدالً بين دول وّقعت‪ ،‬وأخرى رفضت التوقيع‪،‬‬
‫على أن «دول مبادرة حوض النيل تنتفع إنتفاعاً منصفاً ومعقوالً من موارد مياه المنظومة‬
‫المائية لنهر النيل‪ ،‬على وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة‬
‫دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية النتفاع معقول‪ ،‬آخذين في االعتبار دول المبادرة‪،‬‬
‫بما فيها المخاوف حول حماية الموارد المائية‪ ،‬وكل دولة من دول المبادرة لها حق‬
‫االنتفاع من الموارد المائية للمنظومة المائية لنهر النيل»‪ ،‬كما تنص اإلتفاقية على‬
‫«ضمان اإلستخدام المنصف والمعقول لموارد المنظومة المائية لنهر النيل‪ ،‬على أن‬
‫تأخذ دول المبادرة في اعتبارها الظروف المتعلقة بالموارد‪ ،‬بما فيها محدوديتها»‪ ،‬ويتحفظ‬
‫كل من السودان ومصر على بعض بنود اإلتفاقية الحالية‪.‬‬
‫‪ .5‬مبادئ وثيقة سد النهضة ‪1125‬‬
‫وقعت في مارس ‪ 1125‬على مبادئ وثيقة سد النهضة من قبل الدول الثالث‬
‫"مصر والسودان وأثيوبيا" بالخرطوم‪ ،‬وتتضمن اإلتفاق ورقة تشمل عشرة مبادئ تلتزم‬
‫بها الدول الثالث بشأن سد النهضة‪ ،‬وتتضمن حزمة من المبادئ األساسية التي تحفظ‬
‫في مجملها الحقوق والمصالح المائية لدول حوض النيل‪.‬‬
‫مواقف دول حوض النيل من إتفاقية عنتيبي‬

‫‪ .2‬دول صادقت على اإلتفاقية‪ :‬أثيوبيا وكينيا ورواندا وتنزانيا ويوغندا‪.‬‬


‫‪ .1‬دول وقعت على اإلتفاقية‪ :‬وهي أثيوبيا وكينيا ويوغندا ورواندا وتنزانيا وبورندي‪،‬‬
‫والفرق بين التوقيع والمصادقة‪ ،‬أن التوقيع تقوم به الحكومة‪ ،‬فيجعلها ملتزمة‬
‫باإلتفاقية‪ ،‬لكن ال يكون االنضمام نهائياً وساري المفعول إال بعد مصادقة برلمان‬

‫(‪ )1‬باهي حسن‪ ،‬اتفاقية عنتيبي وسد النهضة‪ ..‬محطات إثيوبية تهدد أمن مصر المائي‪ ،‬صحيفة المصري اليوم‪.1123/5/16 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫الدولة‪ ،‬وفقاً لمعظم دساتير الدول‪ ،‬حيث ال تدخل المعاهدات الدولية حيز التنفيذ‬
‫قبل المصادقة من البرلمان‪.‬‬
‫‪ .3‬دولة عضو مراقب (ليس لها حق التصويت)‪ :‬إريتريا وسبب اختيارها أن تكون‬
‫عضوا مراقب يرجع الي أنها تشارك في جزء محدود من المياه عبر نهر عطبرة‪،‬‬
‫الذي يرسم الحدود مع أثيوبيا (متوفر إلريتريا ‪ 6‬مليار متر مكعب من المياه‬
‫تكفيها)‪ ،‬إلى جانب إنشغالها ببناء الدولة‪ ،‬بعد نجاحها في الحصول على‬
‫االستقالل عن أثيوبيا عام ‪.2882‬‬
‫‪ .4‬دولة أعلنت رغبتها في التوقيع‪ :‬دولة جنوب السودان أعلنت عام ‪ 1123‬إن جوبا‬
‫راغبة في التوقيع على إتفاقية "عنتيبي"‪ ،‬وانفصلت جنوب السودان عن السودان‬
‫عام ‪ ،1122‬وبالتالي ليست من بين من الموقعين على إتفاقية ‪ 2858‬الخاصة‬
‫حاليا لتحديد حصتها باعتبارها إحدى دول‬
‫بتوزيع حصص مياه النيل‪ ،‬وتسعى ً‬
‫المنبع‪.‬‬
‫‪ .5‬دول ترفض التوقيع على إتفاقية "عنتيبي"‪ :‬مصر والسودان والكونغو‪.‬‬

‫يتضح من خالل العرض السابق لإلتفاقيات عدم وجود إتفاقية تضم كافة دول‬
‫حوض النيل لتنظيم إستغالل مياه النهر واإلتفاق على حصص الدول‪ ،‬فقد اتخذت‬
‫غالبية اإلتفاقيات شكالً ثنائياً‪ ،‬وبالتالى فإن هناك حاجة إلى إتفاق جماعى يجمع دول‬
‫حوض النيل جميعاً ويحافظ على حقوق جميع الدول فى االنتفاع بمياه النيل‪ ،‬كما يالحظ‬
‫أن للمستعمر األجنبى الدور األكبر فى وضع بنود اإلتفاقيات والتوقيع بالنيابة عن دول‬
‫حوض النيل‪ ،‬ولعبت بريطانيا دو اًر رئيساً فى تنظيم إستغالل المياه وقامت بتوقيع عدد‬
‫كبير من اإلتفاق يات بهدف الحفاظ على مصالحها االستعمارية مما بذر بذرة النزاع بين‬
‫دول الحوض الحقاً‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تحليل إتفاقيات مياه النيل من الناحية القانونية‬
‫(أ) أنواع المعاهدات‪-:‬‬

‫‪ .2‬معاهدات من حيث المدة‪ :‬معاهدات منفذة‪ ،‬وأخرى مستمرة التنفيذ‪ .‬وهناك تقسيم‬

‫آخر معاهدات دائمة‪ ،‬ومعاهدات محددة المدة‪ ،‬ومعاهدات ال تحوى نصوصاً‬


‫تحدد مدتها‪.‬‬
‫‪ .1‬معاهدات شارعة وأخرى معاهدات عقدية‪ :‬لكن المادة ‪ 58‬في لجنة القانون الدولي‬
‫نصت على ضرورة سريان مبدأ تغير الظروف على كافة أنواع المعاهدات دون‬
‫استثناء‪.‬‬
‫‪ .3‬معاهدات إقتصادية ‪ ،‬سياسية ‪ ،‬عسكرية ‪ ،‬ثقافية ‪ ،‬معاهدات حدود ‪ ،‬قانونية ‪،‬‬
‫تسليم مجرمين ‪ ...‬الخ " من حيث موضوعها "‪.‬‬
‫‪ .4‬معاهدات متكافئة وأخرى غير متكافئة‪ :‬المعاهدة غير المتكافئة هي معاهدة تظهر‬
‫فيها اختالل المصالح بين األطراف الموقعة عليها‪ ،‬واستئثار أطراف بفوائد على‬
‫حساب األطراف األخرى (‪ ،)2‬والمعاهدات المتكافئة هي التي تتوفر فيها جميع‬
‫شروط اإلتفاق الشكلية " المفاوضة والتوقيع والتصديق " منها والموضوعية " أهلية‬
‫التعاقد وتوافر عناصر الرضا ومشروعية المحل "‪ ،‬وهناك من أبرز عنصر اإلكراه‬
‫عند عقد المعاهدة غير المتكافئة‪ ،‬ومنهم من ربطها بالظاهرة االستعمارية (‪. )3‬‬
‫(ب) تتسم إتفاقيات مياه النيل باألتي‪-:‬‬

‫‪ .2‬اإلتفاقيات األولى كانت مبنية على أساس التعاون الوقائي لحفظ الميزان المائي‬
‫في دول حوض النيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬إكرام محمد صالح‪ ،‬األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال جنوب السودان‪ ،‬ورقة علمية‪ ،‬مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية‬
‫المنعقد فى الفترة ‪ 18 - 16‬نوفمبر ‪1121‬م‪ ،‬و نُشرت في صحيفة الصحافة يوم ‪1122/12/16‬‬
‫(‪ )2‬عصام صادق رمضان‪ ،‬المعاهدات غير المتكافئة في القانون الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪2816 ،‬م‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.218 :‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .1‬كذلك أنها إتفاقيات ترسم حدود أو تتعلق بنظام االمتيازات األجنبية والمصالح‬
‫االستعمارية في دول حوض النيل‪ ،‬وكان هدفها األساسي هو تعزيز مراكز النفوذ‬
‫للوجود األجنبي في القارة اإلفريقية‪ ،‬رغم اشتمالها على بند مائي أو أكثر‪.‬‬
‫‪ .3‬إتفاقية مياه النيل بين السودان ومصر تقوم على قاعدة العقد شريعة المتعاقدين‬
‫"ثابت" (‪ ،)1‬ومبدأ الحقوق المكتسبة الذي نص عنه صراحة في اإلتفاق‪.‬‬
‫‪ .4‬إتفاقية مياه النيل بين السودان ومصر ‪2858‬م ذات طبيعة عقدية‪ ،‬ثنائية تقوم‬
‫على تبادل المنافع وااللتزامات بين دولتين فقط‪.‬‬
‫‪ .5‬إتفاقيات مياه النيل غير محددة المدة‪.‬‬
‫‪ .6‬إتفاقية عام ‪2858‬م غير متكافئة بين السودان ومصر‪.‬‬
‫‪ .1‬انتهي إستخدام السلفة المائية لمصر في نوفمبر ‪2811‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬إتفاقية عام ‪2858‬م‪ ،‬وقعت في ظروف متغيرة أملتها ظروف بناء السد العالي‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلشكالية الرئيسية تتمثل في كيفية حصول دول حوض النيل على حقوقها‬
‫وحصصها في المياه وفقاً لحاجتها‪ ،‬مع االحتفاظ بعالقات سالم وتعاون فيما‬
‫بينها ‪ ،‬في ظل محدودية الموارد المائية العذبة وازدياد الحاجة‪.‬‬

‫(ج) تقييم عام إل تفاقيات مياه النيل ‪-:‬‬

‫‪ .2‬إتفاقية عام ‪2818‬م أعطت وضعاً ممي اًز للسودان ومصر‪ ،‬وقانوني قسمت‬
‫حصص المياه على أساس عقد ثنائي في مواجهة بقية دول حوض النيل األعلى‪.‬‬
‫‪ .1‬السودان‪ ،‬كينيا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬لم تكن أطرافاً في إتفاقية عام ‪2818‬م‪ ،‬وإتفاقيات‬
‫مياه النيل ذات طبيعة ثنائية‪ ،‬تخضع اللتزامات متبادلة ومتوازنة‪ ،‬والدول التي‬
‫تستند على تغيير الظروف تستند إلى فقدان هذا التوازن نتيجة لتحملها عبء‬
‫كبير أكبر من جراء ذلك التغيير في ظروفها‪.‬‬

‫)‪ )1‬جعفر عبد السالم‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2866 ،‬م‪ ،‬ص‪.16 :‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .3‬إن إتفاقية عام ‪2818‬م بين مصر وبريطانيا نيابة عن السودان وكينيا ويوغندا‬
‫وتنزانيا‪ ،‬كانت أكثر اتساعا وشاملة لدول حوض النيل مقارنة بإتفاقية عام‬
‫‪2858‬م التي عقدت نتيجة لتغيير الظروف في مصر‪ ،‬فجاءت غير متكافئة مع‬
‫السودان‪.‬‬
‫‪ .4‬إن نظرية السيادة المطلقة على الموارد المائية قد استخدمت كحجة قانونية دفعت‬
‫بها دول المنبع " أثيوبيا ‪ ،‬كينيا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬تنزانيا "‪.‬‬
‫‪ .5‬من األفضل الوصول إلى حد أدني من التفاهم المشترك بين دول حوض النيل‪،‬‬
‫حول توزيع المياه‪ ،‬بما يحقق المصلحة العليا للجميع‪ ،‬وتجنب الصرعات‬
‫والحروب‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلتفاقيات السابقة لعام ‪2818‬م تتعلق بالوضع اإلقليمي وبحدود األطراف‬
‫الموقعة علي تلك اإلتفاقيات(‪.)1‬‬
‫(د) الوضع القانوني إل تفاقيات مياه النيل وفق مواقف دول حوض النيل‬

‫مرت وتمر دول حوض النيل اآلن بظروف وتغيرات عديدة جعلتها منقسمة بين‬
‫دول مطالبة بإلغاء اإلتفاقيات القديمة االستعمارية الموروثة " أثيوبيا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬كينيا‪،‬‬
‫رواندا‪ ،‬بوروندي‪ ،‬الكنغو الديمقراطية تنزانيا"‪ ،‬وهذه جميعها دول منابع‪ ،‬ودول متمسكة‬
‫بالحقوق المكتسبة من اإلتفاقيات القديمة "مصر والسودان"‪ ،‬ودولة غير منضوية حتى‬
‫اآلن في مجموعة دول حوض النيل " اريتريا"‪.‬‬
‫(ه) الوضع الراهن إل تفاقيات مياه النيل‪:‬‬

‫حتى اآلن لم يحسم موضوع إتفاقيات مياه النيل من عدمه بعد‪ ،‬قانونياً أو سياسياً‪،‬‬
‫رغم االعتراضات عليها من معظم الدول‪ ،‬وعليه لم يحدث على الطبيعة ما يمس أو‬

‫)‪ )1‬محمود سمير‪ ،‬معارك المياه المقبلة في الشرق اَلوسط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬بيروت القاهرة‪2882،‬م‪ ،‬ص‪.18 :‬‬

‫‪55‬‬
‫يخفض من حصص مصر والسودان‪ ،‬كما لم تعرض أي من تلك اإلتفاقيات أمام محكمة‬
‫(‪. )1‬‬
‫أو هيئة دولية قانونية لالحتكام إليها‬

‫موقف السودان من إتفاقيات تقسيم حصص مياه النيل‬

‫ظل موقف السودان متمسكاً بإتفاقية ‪2858‬م‪ ،‬ومتماهياً إلى حد كبير مع الموقف‬
‫المصري‪ ،‬هذا الموقف السوداني يجعل النظر إلى االختالف في اإلستراتيجية المائية‬
‫أن مصر تقف في مواجهة دول حوض النيل ألنها تتحسب لحجم‬
‫هو الفيصل خاصة ّ‬
‫االحتياجات المائية المستقبلية بدقة مع التمسك بحقها التاريخي‪ ،‬بالرغم من ذلك ظل‬
‫موقف السودان متذبذباً في مواقفه فيما يتعلق بقضايا المياه التي تجمعه بدول حوض‬
‫النيل‪ ،‬فعلي سبيل المثال بعد توقيعه على إتفاقية حوض النيل عام ‪2888‬م في تنزانيا‪،‬‬
‫عاد ليحتج وينسحب من مبادرة حوض النيل عام ‪1118‬م في كنشاسا عاصمة جمهورية‬
‫وجمد عضويته في‬
‫الكنغو الديمقراطية إثر عدم توقيع مصر على اإلتفاقية‪ ،‬ثم تراجع ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫المبادرة‪ ،‬ثم عاد وقبل المبادرة مع تجميد مشاركته في مشاريعها‪.‬‬
‫إن السودان يقف إلى جانب مصر من غير رؤية إستراتيجية ألن مصلحته المائية‬
‫ّ‬
‫ترتبط بدول الحوض األخرى التي تطالب بحصتها الكاملة والتي تم اقتسامها عن السد‬
‫العالي ‪ 55.5‬مليار متر مكعب لمصر و‪ 26.5‬مليار متر مكعب للسودان حسب إتفاقية‬
‫النيل ‪2858‬م‪ ،‬يجب أن يعاد تقييم هذا الموقف علي أساس التمسك بمكتسبات السودان‬
‫الثابتة في اإلتفاقيات التاريخية مع االخذ في االعتبار االحتياجات المستقبلية للتنمية في‬
‫(‪)3‬‬
‫السودان‪.‬‬

‫)‪ )1‬سامر مخيمر‪ ،‬وخالد حجازي‪ ،‬أزمة المياه في المنطقة العربية‪ ،‬كتاب عالم المعرفة العدد ‪ ،902‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو‪ ،6221‬ص‪.218-216 :‬‬
‫(‪ )2‬مني عبد الفتاح‪ ،‬موقع سودان سفاري‪.1121 ،‬‬
‫(‪ )3‬ابراهيم السيد احمد رمضان‪ ،‬المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد النهضة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‪،114‬‬
‫القاهرة‪ ،1126 ،‬ص‪.11:‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫التعاون والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل‬
‫مسار التعاون بين دول حوض نهر النيل‬

‫تم إنشاء هيئة فنية دائمة مشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان‪ ،‬تحت مظلة‬
‫إتفاقية ‪5212‬م‪ ،‬تعمل على دراسة وإنشاء مشروعات زيادة إيراد النهر‪ ،‬وكان أهم دراساتها‬
‫أربعة مشروعات تقع جميعها داخل حدود السودان وتوفر ‪ 52‬مليار متر مكعب سنويا‬
‫بعد إنتهائها‪ ،‬تمثلت هذه المشروعات في‪ :‬مرحلة أولى من مشروع قناة جونقلى ‪ ،‬مرحلة‬
‫ثانية من مشروع قناة جونقلى‪ ،‬مشروع مشار‪ ،‬ومشروع بحر الغزال‪ ،‬وتضم هيئة مياه‬
‫النيل ‪ ،‬لجنة فنية تجمع خبراء من مصر والسودان ‪ ،‬وتجتمع دوريا لحل أي مشاكل‬
‫تعترض تنفيذ إتفاقية ‪5212‬م(‪.)1‬‬

‫في أوائل الستينيات في الفترة من ‪ 2862‬إلى ‪ ،2864‬ارتفع منسوب بحيرة فكتوريا‬


‫ارتفاعا مفاجئا وغير مسبوق‪ ،‬أدى إلى غمر شواطئ البحيرة في أوغندا وتنزانيا وكينيا‪،‬‬
‫والمراعي بمستنقعات جنوب السودان(‪ ،)2‬وكنتيجة لهذه الظاهرة تم إتفاق بين حكومات‬
‫كل من كينيا واوغندا وتنزانيا والسودان ومصر‪ ،‬على إجراء دراسة كاملة لحوض البحيرات‬
‫االستوائية ‪ ،‬فكتوريا وكيوجا والبرت‪ ،‬بمعاونة صندوق المال الخاص لألمم المتحدة‪ ،‬وفي‬
‫مايو‪ 2861‬تم التوقيع علي خطة تشغيل المشروع من قبل ممثلي تلك الدول‪ ،‬وقد وقع‬
‫الممثل المقيم لبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي بكمباال نيابة عن صندوق المال الخاص‬
‫لألمم المتحدة‪ ،‬ووقع عن هيئة األرصاد العالمية أمينها العام‪ ،‬واعتبرت الوكالة التنفيذية‬

‫(‪ )1‬مجموعة من الخبراء والباحثين‪ ،‬مشروعات التعاون المائي بين مصر ودول حوض النيل‪ ،‬سلسلة دراسات مصرية إفريقية‪ ،‬برنامج‬
‫الدراسات المصرية اإلفريقية‪ ،‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية‪1111 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيصل عبد الرحمن علي طه‪ ،‬مياه النيل السياق التاريخي والقانوني‪ ،‬أم درمان‪ :‬مركز عبد الكريم ميرغني‪1115 ،‬م‪ ،‬ص‪.263‬‬

‫‪57‬‬
‫(‪)1‬‬
‫للمشروع‪ ،‬يهدف المشروع إلى جمع وتحليل البيانات المائية والمناخية‬
‫(الهايدرومترولوجية)‪ ،‬لمستجمعات مياه بحيرات فيكتوريا وكيوجا والبرت‪ ،‬بغرض دراسة‬
‫المي ازن المائي ألعالي النيل‪ ،‬ويمول المشروع من الصندوق الخاص‪ ،‬والمساهمات‬
‫المادية والعينية من الحكومات المشاركة في المشروع‪ ،‬وحددت فترته لخمسة أعوام‪.‬‬

‫تجمع (االندوجو) إنشأ عام ‪2863‬م‪ ،‬بمبادرة من الحكومة المصرية‪ ،‬تنفيذا‬


‫لمقررات مؤتمر القمة اإلفريقية‪ ،‬الذي عقد في ألقوس بنيجيريا عام ‪2861‬م(‪ ،)2‬والذي‬
‫دعا إلى تشجيع التجمعات اإلقتصادية اإلفريقية القائمة‪ ،‬وتكوين تجمعات إقتصادية‬
‫جديدة تغطي معظم القارة‪ ،‬وانشأ هيئات ألحواض األنهار والبحيرات المشركة‪ ،‬تم عقد‬
‫إجتماع لوزراء خارجية دول الحوض بالخرطوم عام ‪2863‬م‪ ،‬حضر اإلجتماع كل من‬
‫السودان ومصر وأوغندا وزائير وجمهورية الكنغو الديمقراطية‪ ،‬وتمخض اإلجتماع عن‬
‫ميالد تجمع (االندوجو)‪ ،‬وهي كلمة سواحلية تعني األخوة(‪ ،)3‬وقد إنضمت إلى التجمع‬
‫الحقا كل من رواندي وتنزانيا‪ ،‬وكان الهدف من إنشاء التجمع‪ ،‬تبادل وجهات النظر‬
‫والمعلومات حول القضايا ذات االهتمام المشترك‪ ،‬واإلسهام في التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية لتلك الدول(‪ ،)4‬وكذلك تنبيه شعوبها إلى أهمية موارد المياه وضرورة تنميتها‬
‫وحسن إدارتها‪ ،‬واجه التجمع عدة معوقات‪ ،‬منها التمويل‪ ،‬وعدم إنضمام أثيوبيا‪ ،‬وانعدام‬
‫اإلرادة السياسية‪ ،‬وعدم وجود جهاز مؤسس فاعل‪ ،‬لذلك لم تر كل ق اررات التجمع النور‪،‬‬
‫إال أنه يمكن القول بان التجمع نجح في استقطاب برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪،‬‬
‫وتمويل لدراسة جدوى إقتصادية شاملة‪ ،‬اتخذت كخطة عامة للتعاون ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد العزيز خالد‪ ،‬مياه النيل حسابات االرض و السياسة‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬الخرطوم‪ ،1111 ،‬ص‪.116 :‬‬
‫(‪ )2‬حجاج حسن‪" ،‬االندوجو وحروب المياه القادمة" ‪ ،‬مقال علي الفابيتا ‪ ،alphabeta.argaam.com‬في ‪1121/5/8‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬خليفة تاريخية (األندوجو)‪ ،‬صحيفة األهرام المسائي‪ ،‬العدد ‪ ،6552‬السنة ‪ 15 ،14‬سبتمبر ‪1124‬م‪.‬‬
‫(‪ )4‬رشدي سعيد‪ ،‬نهر النيل الماضي والمستقبل‪ ،‬دار الهالل للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1122 ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.264 :‬‬

‫‪58‬‬
‫في ديسمبر ‪2881‬م‪ ،‬قرر مجلس وزراء الموارد المائية لبعض دول حوض النيل‬
‫االستمرار في التعاون بين الدول النيلية‪ ،‬على أن يتطور مشروع الدراسات‬
‫الهايدرومترولوجية من مرحلة جمع المعلومات وتحليلها‪ ،‬إلي مرحلة التعاون الفني‬
‫وقد وقعت علي تقييم المشروع كل من‬ ‫(‪)1‬‬
‫لتطوير وتنمية وحماية بيئة حوض النيل‬
‫مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬رواندا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬وزائير‪ ،‬ولقد تم اإلتفاق على أن تكون هنالك‬
‫فترة إنتقالية مدتها ثالثة سنوات‪ ،‬لوضع نظام مؤسسي جديد للتعاون بين دول حوض‬
‫النيل‪ ،‬ويتكون التنظيم المؤسسي للتيكونايل من مجلس وزراء ولجنة فنية وسكرتارية‪،‬‬
‫وفي أكتوبر ‪2884‬م تم وضع خطة لتعاون شاملة إلدارة مياه حوض النيل‪ ،‬اشتملت‬
‫علي ‪ 11‬مشروعا بتكلفة مائة مليون دوالر(‪ ،)2‬نجح التيكونايل في تنفيذ عدد من‬
‫المشروعات الفنية‪ ،‬كما قام بعقد مؤتمرات النيل للعام ‪1111‬م‪ ،‬ولقد لعب المؤتمر دو ار‬
‫كبي ار‪ ،‬في التعرف علي وجهات نظر الدول‪ ،‬بشأن تنمية الموارد للحوض‪ ،‬في مارس‬
‫‪2886‬م كون مجلس وزراء الحوض ‪ ،‬لجنة فنية استشارية ‪ ،‬للتوصية بإجراء الالزم ‪،‬‬
‫وكان التوجيه إنشاء مبادرة حوض النيل(‪.)3‬‬

‫في العام ‪ 2888‬طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل من البنك الدولي‬
‫اإلسهام في األنشطة المقترحة وعلى ذلك أصبح كل من البنك الدولي وصندوق األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية‪ ،‬شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات‬

‫(‪ )1‬عصام عبد الشافي‪" ،‬إدارة أزمة مياه النيل‪ -‬المحددات والسيناريوهات رؤية توثيقية"‪ ،‬مقال علي ‪ international Relations‬مدونة‬
‫فكرية سياسية ‪ ،‬في ‪ 23‬مارس ‪1122‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬سيف الدين حمد عبد الله‪ ،‬االتفاقيات والمعاهدات التي تنظم إستغالل مياه حوض النيل‪ ،‬ورقة علمية‪ ،‬و ازرة الري والموارد المائية‪،‬‬
‫الخرطوم‪ ،‬أغسطس ‪1114‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )3‬فيصل عبد الرحمن علي طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215‬‬

‫‪59‬‬
‫العمل بين دول حوض النيل‪ ،‬وفي العام ‪2881‬م‪ ،‬قامت دول حوض النيل بإنشاء‬
‫منتدى للحوار من أجل الوصول ألفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينها‪.‬‬

‫وفي مارس ‪2886‬م بمدينة أروشا بتنزانيا تم اإلجتماع بين الدول المعنية من‬
‫أجل إنشاء اآللية المشتركة فيما بينها‪ ،‬ثم وفي فبراير ‪ 2888‬تم التوقيع على هذه‬
‫اإلتفاقية باألحرف األولى في دار السالم بتنزانيا من جانب ممثلي دول حوض النيل‬
‫التسع‪ ،‬وتم تفعيلها الحقاً في مايو من العام نفسه‪ ،‬وسميت رسمياً باسم "مبادرة حوض‬
‫النيل" والتي تعتبر وسيلة مبتكرة إلدارة الموارد المائية المشتركة بين دول حوض النيل‪.‬‬
‫إثر توقيع وزراء المياه لدول الحوض باألحرف األولى على وقائع اإلجتماع الذي‬
‫أسس لقيام مبادرة حوض النيل‪ ،‬اتفق الوزراء على أن الهدف من المبادرة هو تحقيق‬ ‫ّ‬
‫التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية المستدامة من خالل االنتفاع المنصف والنافع من موارد‬
‫النيل المشتركة‪ ،‬ويقوم على رأس المبادرة مجلس وزراء المياه بدول حوض النيل وتعاونه‬
‫(‪)1‬‬
‫لجنة فنية تضم خبيرين من كل دولة‪.‬‬
‫تم اطالق مبادرة حوض النيل عام ‪2888‬م‪ ،‬من جانب دول النيل وهي بوروندي‬
‫وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإريتريا وأثيوبيا وكينيا ورواندا والسودان وتنزانيا‬
‫ويوغندا وقد تأسست مبادرة حوض النيل لالستفادة من المكاسب المحتمل الحصول‬
‫عليها من اإلدارة التعاونية والتنموية في حوض النيل وقد اطلقت تلك المبادرة بناء على‬
‫قناعة مشتركة مفادها أنه بإمكان الدول المعنية تحقيق نتائج أفضل لجميع شعوب‬
‫الحوض من خالل التعاون وليس من خالل المنافسة والتحدي الرئيسي في هذا اإلطار‬
‫يتمثل في مسألة القضاء على الفقر وعالوة على ذلك‪ ،‬فقد تم بناء الشراكة حول رؤية‬
‫مشتركة من أجل تطوير حوض نهر النيل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جيتاشو زيروا مولوجيتوت جيبر‪ ،‬ورقه عمل بعنوان‪" :‬نحو غاية مشتركة األساليب التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا"‪ ،‬اإلجتماع‬
‫الثالث للسالم وحل المنازعات اديس ابابا‪ ،‬معهد دراسات األمن والسلم‪ ،‬جامعة أديس أبابا‪ ،‬أديس أبابا‪.1123 ،‬‬

‫‪61‬‬
‫ومع استثناء التحديات التي تواجهها مصر والسودان اللتان تقعان على الشواطئ‬
‫السفلى لنهر النيل‪ ،‬فضال عن تحديات االنتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة العمل‪،‬‬
‫فإن أهداف هذه المبادرة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬تطوير الموارد المائية لحوض النيل بطريقة مستدامة ومنصفة لضمان االزدهار‬
‫واألمن والسالم لجميع شعوبها ‪.‬‬
‫‪ .1‬ضمان كفاءة إدارة المياه واإلستخدام األمثل للموارد ‪.‬‬
‫‪ .3‬ضمان التعاون والعمل المشترك بين الدول المتشاطئة وذلك لضمان الحصول‬
‫على مكاسب‪.‬‬
‫‪ .4‬الحد من الفقر وتعزيز التكامل اإلقتصادي‪.‬‬

‫مسار الصراع بين دول حوض نهر النيل‬

‫إن األهمية القصوى التي يمثلها حوض النيل وبخاصة في الزراعة والنقل ّأدت‬
‫إلى مسارعة الدول االستعمارية الستعمار دول هذا الحوض بداية من القرن التاسع عشر‬
‫األمر الذي ّأدى إلى الصراع فيما بين هذه الدول االستعمارية على مياه النيل وكيفية‬
‫االستفادة منها(‪ ،)1‬وهو ما دفعها إلى تفادي الدخول في نزاعات كبرى وذلك بعقد جملة‬
‫من اإلتفاق يات المشار اليها سابقا أما بعد خروج االستعمار من حوض النيل‪ ،‬فأصبح‬
‫أحد مصادر الصراع بين دول الحوض هو تمسك بعض دوله بما توافق عليه االستعمار‬
‫كأساس لتوزيع المياه‪ ،‬في وقت أصبحت بقية الدول ال تعترف بشرعية هذا األساس‪.‬‬
‫إن غياب إتفاقية للمياه مجمع عليها في حوض النيل أدى إلى دوامة صراع بين‬
‫دول المنبع والمصب‪ ،‬علي سبيل المثال بين السودان ومصر وأثيوبيا علي حقيقة أن‬
‫أثيوبيا دولة المنبع للنيل األزرق الذي يغذي النيل بنسبة ‪ %61‬من مياهه‪ ،‬بنفس القدر‬
‫الصراع بين دول المجرى والمصب فالسودان يعتبر المجري الرئيسي لنهر النيل حيث‬

‫(‪ )1‬عبد الرحيم معتوق محمد‪ ،‬أثر جغرافية حوض النيل في العالقات بين دوله‪ ،‬مجلة كليات التربية‪ ،‬العدد ‪ ،1126 ،6‬ص‪.164 :‬‬

‫‪62‬‬
‫يتبين مما سبق أن الدول‬
‫اطول جزء من نهر النيل يمر داخل االراضي السودانية‪ّ ،‬‬
‫اإلحدى عشرة التي تجمعها جغرافية حوض النيل لم تستطع أن ترسي فيما بينها عالقات‬
‫من التفاهم والتعاون الجادين الدائمين ًا‬
‫نظر لتباين مصالحها واختالف رؤاها ‪ -‬في كثير‬
‫من األحيان ‪ -‬حول السبل المثلى التي ينبغي أن تعتمد إلستغالل مياه هذا الحوض‪،‬‬

‫إال أن ذلك لم يمنع معظمها من محاولة إبرام جملة من اإلتفاقيات للحيلولة دون ّ‬
‫تحول‬
‫الصراع حول مياه الحوض إلى ن ازعات ال يمكن إدراك مآالتها‪ ،‬غير أن تلك اإلتفاقيات‬
‫تعرضت له من إنتقادات‬
‫لم تكن تحظى بالقبول الكامل من دول الحوض كافة‪ ،‬بسبب ما ّ‬
‫مختلفة‪ ،‬ويعود السبب الحقيقي لهذه الصراعات الطبيعية إلى المشاكل المتعلقة بكيفية‬
‫إستغالل وتوزيع المياه بواسطة دول المنبع والمجرى والمصب‪ ،‬وهي خمس مشاكل‪:‬‬
‫‪ .2‬إمكانية السيطرة على مياه النهر‬
‫‪ .1‬طريقة إستغالل المياه‪.‬‬
‫‪ .3‬كيفية التوزيع الجغرافي للمياه بين كل دولة وأخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬كيفية تخزين كمية كبيرة من المياه وتبعاتها‪.‬‬
‫‪ .5‬أساليب نقل المياه‪.‬‬
‫إن من األهمية بمكان االشارة إلى دور التدخالت الخارجية في تغذية عوامل‬
‫الصراع بين دول حوض النيل مما سيأتي مثاله عند الحديث حول الدور الخارجي في‬
‫قضية سد النهضة األثيوبي‪.‬‬
‫عليه يمكن القول إن الطريق ال يزال طويالً أمام هذه الدول لنبذ الصراع‪ ،‬والنأي‬
‫بالمنطقة عن النزاعات الخطيرة‪ ،‬ولكن ال شيء بعزيز عليها في بناء عالقات طيبة فيما‬
‫حسنت النوايا من الجميع ‪.‬‬
‫بينها متى صدقت اإلرادات َو ُ‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫سد النهضة األثيوبي‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫إستراتيجية أثيوبيا في بنا سد النهضة‬
‫إستراتيجية التنمية األثيوبية‬

‫طبقا للوثيقة الرسمية األثيوبية حول الشئون الخارجية واألمن الوطنى اإلثيوبى‪،‬‬
‫والصادرة عام ‪2002‬م‪ ،‬تعتبر قضايا التنمية والتحول الديموقراطى محور اهتمام السياسة‬
‫األثيوبية على المستويين الداخلى والخارجى‪ ،‬وطبقا لهذه الوثيقة فإن قضية التنمية تعتبر‬
‫قضية بقاء وطنى كما تعتبر شرطا لحماية النفوذ والكبرياء الوطنى‪ ،‬والذى يعتبر بدوره‬
‫هدفا أساسيا ألية سياسة خارجية‪ ،‬وطبقا لهذه الوثيقة فإن ربط قضية التنمية بقضية‬
‫البقاء الوطنى ينبع من االعتقاد أنه ما لم تتحقق تنمية تعود بالنفع على الشعب اإلثيوبى‬
‫فإن البالد ستكون عرضة للفوضى والتفكك‪ ،‬كما أن االعتماد على المعونات الخارجية‬
‫والعجز عن توفير الغذاء وتسول المعونات لهذا الغرض يضر ضر ار بالغا بالنفوذ‬
‫والكبرياء الوطنى اإلثيوبى‪ ،‬على أساس أنه ال شيء يلحق المهانة بكبرياء أي أمة مثل‬
‫التسول‪ ،‬كما أن الجهود التنموية األثيوبية أيضا لن تكون لها جدوى دون معونة خارجية‪،‬‬
‫بما تحمله من شروط يطلبها المانحون ويعتبر ذلك مصدر كبي اًر للهوان والعار‬
‫(‪)1‬‬
‫الوطنى‪.‬‬
‫ومنذ عشرينيات القرن العشرين قامت سياسات التنمية األثيوبية على أساس‬
‫االعتقاد بأن الموارد المائية األثيوبية تعتبر عنص ار رئيسيا فى التنمية اإلقتصادية‪ ،‬ويبدو‬
‫ذلك واضحا من مراجعة الخطط التنموية األثيوبية من منتصف العشرينات‪ ،‬فعلى سبيل‬

‫‪)1( Ministry of Information (Ethiopia)، Foreign Affairs and National Security: Policy and Strategy (Addis‬‬
‫‪Ababa : Ministry of Information، Press & Audiovisual Department November ،1111 pp. ،2 ،6 ،8 ،21.‬‬

‫‪63‬‬
‫المثال‪ ،‬فقد تم التركيز في خطتى التنمية األولى (‪ )2861 -2856‬والثانية (‪-2863‬‬
‫‪ )2866‬على تنمية الطاقة الكهرومائية أما خطة التنمية الثالثة (‪ )2813 -2866‬فقد‬
‫اعترفت بالتكلفة العالية لتنمية المجارى المائية الكبيرة‪ ،‬ومن ثم فقد أعطت هذه الخطة‬
‫أولوية للمجارى المائية الصغيرة عند بدايات منابع األنهار‪ ،‬وذلك من أجل خطط للرى‬
‫ذات تكلفة أقل‪ ،‬وفى نفس الوقت طالبت هذه الخطة بإجراء مزيد من البحوث حول‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلستخدام األمثل للموارد المائية فى البالد‪.‬‬
‫وبعد سقوط نظام هيالسالسى بانقالب عسكرى عام ‪ 2814‬قامت الحكومة‬
‫األثيوبية الجديدة بالتوسع فى إنشاء عدة هيئات معنية بالدراسات المائية‪ ،‬ومنها هيئة‬
‫د ارسة تنمية األودية األثيوبي ة ومعهد تكنولوجيا المياه باإلضافة إلى عديد من المعاهد‬
‫المتخصصة تحت إش ارف لجنة الموارد المائية األثيوبية‪ ،‬وتضمنت خطة التنمية‬
‫العشرية(‪ )2883 -2864‬أهداف واست ارتيجيات تنمية الموارد المائية فى أثيوبيا خالل‬
‫فترة الخطة وما بعدها‪ ،‬وخصصت الخطة أكثر من ‪ 3,5‬مليار بر إثيوبى ( ما يعادل‬
‫نحو‪ 2,15‬مليار دوالر أمريكى حينئذ ) لتنمية القطاع المائى‪ ،‬وتم تخصيص(‪)% 41,5‬‬
‫من هذا المبلغ لمشروعات الرى الكبيرة والمتوسطة‪ ،‬و(‪ )%4,5‬إلنشاء معهد تكنولوجيا‬
‫(‪)2‬‬
‫المياه‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 2883‬اتبعت الحكومة األثيوبية سياسة تنموية إستراتيجية تهدف إلى‬
‫تخفيف حدة الفقر فى البالد‪ ،‬وتقوم هذه السياسة على أساس أن تقود التنمية الزراعية‬
‫عملية التصنيع فى البالد‪ ،‬وتهدف هذه السياسة التنموية ‪Agricultural ( ADLI‬‬
‫‪ )development led industrialization‬إلى تعزيز الروابط بين الزراعة والصناعة‬
‫من خالل زيادة إنتاجية صغار المزارعين‪ ،‬وتوسيع نطاق المزارع الخاصة الكبيرة‪ٕ ،‬واعادة‬

‫‪)1( Okbazghi Yohannes, Water Resources and Inter-Riparian Relations in the Nile Basin : The Search‬‬
‫‪for an Integrative Discourse (Albany, USA : State University of New York Press, 2008)، p. 17.‬‬
‫‪)2( Idem.‬‬

‫‪64‬‬
‫هيكلة قطاع التصنيع بطريقة يمكن من خاللها لهذا القطاع أن يستخدم الموارد البشرية‬
‫(‪)1‬‬
‫والطبيعية للبالد‪.‬‬
‫كما دأبت القيادات األثيوبية على التأكيد على محورية الزراعة فى عملية التنمية‪،‬‬
‫ففى عام ‪1111‬م‪ ،‬صرح رئيس الوزراء اإلثيوبى أن " القطاع الزاعي يظل كعب أخيل‬
‫بالنسبة لنا ومصدر ضعفنا‪ ،‬ورغم ذلك فإننا نظل على قناعة بأن التنمية المعتمدة على‬
‫(‪)2‬‬
‫الزراعة تظل المصدر الوحيد لألمل بالنسبة ألثيوبيا"‪.‬‬
‫ويبدو هذا االهتمام أيضا فى سياق ما تطرحه أثيوبيا من رؤية إستراتيجية للتقليل‬
‫من الفقر فى البالد‪ ،‬وطرحت فى هذا الشأن وثيقتان‪ ،‬أوالهما باسم " برنامج تقليل الفقر‬
‫والتنمية المستدامة ‪Sustainable Development and Poverty ( SDPRP‬‬
‫‪ )Reduction Programme‬واألخرى باسم "خطة لتنمية مستدامة ومتسارعة إلنهاء‬
‫الفقر" ‪A Plan for Accelerated and Sustainable ( PASDEP‬‬
‫‪ ) Development to End Poverty‬وتعتبر هذه الوثيقة‪ ،‬تطوي اًر للوثيقة األولى‪،‬‬
‫ووضعت كلتاهما بناء على شروط صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬وقد أعلنت الحكومة‬
‫األثيوبية عن مسودة الوثيقة الثانية فى ديسمبر ‪ ،1115‬وبالمقارنة بالوثيقة األولى يالحظ‬
‫أن هناك استم اررية فى التوجه االستراتيجي العام‪ ،‬أى التركيز على قضايا التنمية البشرية‬
‫والتنمية الريفية واألمن الغذائى وبناء القدرات‪ ،‬إال أن الوثيقة الثانية تشتمل على بعض‬
‫االختالفات الهامة‪ ،‬ومنها إعطاء تركيز أكبر على تحقيق النمو اإلقتصادى بشكل رئيسى‬
‫من خالل الزراعة التجارية على نطاق واسع بغرض التصدير‪ ،‬مع تنويع الصادرات‬
‫الزراعية لتشمل سلعا أخرى غير البن وخاصة المحاصيل غير التقليدية‪ ،‬والبحث عن‬

‫‪)1( Lulitl Iitik et al.، Alternative Policy Strategy to ADLI for Ethiopia: A Dynamic CGE Framework Analysis‬‬
‫‪(Addis Ababa: paper submitted to PEP Network، May 2010 )، p.2‬‬
‫‪)2( Amdissa Teshome, Agriculture, Growth and Poverty Reduction in Ethiopia: Policy Processes around‬‬
‫‪the New PRSP (PASDEP), Research Paper 004, March 2006، p. 1.‬‬

‫‪65‬‬
‫أسواق خارجية ذات جدوى‪ ،‬ويبدو من ذلك أن الزراعة تظل محور إستراتيجية التنمية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ PASDEP‬طبقا للوثيقة باإلضافة إلى بعض‪ ،‬القطاعات الفرعية كالسياحة والتعدين‪.‬‬
‫الحقو األثيوبية في نهر النيل‬

‫راينا كيف أن سياسات التنمية األثيوبية ‪ -‬وخاصة منذ تسعينيات القرن العشرين‬
‫وتحت حكم الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب األثيوبية – قد جعلت من قطاع الزراعة‬
‫واالعتماد على مياه النيل دو اًر مركزيا فى عملية التنمية‪ ،‬وأنها تعتبر قضية التنمية‬
‫قضية كبرياء وأمن قومى‪ ،‬وهو ما يطرح السؤال حول طبيعة الحقوق األثيوبية فى مياه‬
‫النيل من حيث حجمها ونوعيتها‪ .‬وقد احتلت الحقوق األثيوبية في مياه النيل محور‬
‫اهتمام الباحثين‪ ،‬العتبارات عديدة منها‪ ،‬أن أثيوبيا أهم دول المنابع كلها من حيث‬
‫إسهامها فى مياه النيل‪ ،‬حيث تسهم المنابع األثيوبية وحدها بأكثر من (‪ )%61‬من‬
‫اإلي ار رد المائى السنوى لنهر النيل والبالغ ‪ 64‬مليار متر مكعب سنويا فى المتوسط‬
‫مقاساً عند أسوان‪ ،‬وتصل هذه النسبة إلى أكثر من (‪ )%81‬خالل موسم الفيضانات‬
‫في الفترة بين أغسطس – أكتوبر من كل عام(‪ ،)2‬وقد شرعت أثيوبيا بالفعل فى تنفيذ‬
‫بعض المشروعات على الروافد الرئيسية لنهر النيل بشكل أحادى من خالل إنشاء‪ ،‬أو‬
‫الشروع فى إنشاء‪ ،‬بعض السدود الضخمة‪ ،‬كسد تيكيزى (على نهر عطبرة) وسد النهضة‬
‫(على النيل األزرق)‪ ،‬علماً أن أثيوبيا ترفض الوضع القائم لتخصيص مياه النيل وتطالب‬
‫بمراجعة وتعديل اإلتفاقيات السابقة بحجة عدم اشتراكها في عقدها وتسعى للوصول إلى‬
‫صيغة جديدة تمكنها من إستخدام مياه النيل لتحقيق مشروعاتها التنموية فى مجال‬
‫الزراعة وتوليد الطاقة ‪.‬‬

‫‪)1( Ibid، pp. 2 - 4.‬‬


‫‪)2( John Waterbery، Hydropolitics of the Nile Valley ( New York: Syracuse University Press، 1979)، pp.‬‬
‫‪15، 23.‬‬

‫‪66‬‬
‫سد النهضة من الدراسات إلى التنفيذ‬

‫بدأت فكرة بناء سد النهضة عام ‪ ،2853‬عندما اعتزمت أثيوبيا إنشاء سد كبير‬
‫على النيل االزرق لتوليد الكهرباء‪ ،‬لذا استعان اإلمبراطور األثيوبي هيال سيالسي بمكتب‬
‫قدم دراسة مسحي ًة على‬
‫االستصالح الزراعي التابع لو ازرة الخارجية األمريكية‪ ،‬الذي ّ‬
‫صالحا إلنشاء السدود‪ ،‬أهمها أربعة سدود علي‬
‫ً‬ ‫امتداد النيل األزرق‪ ،‬تقترح ‪ً 16‬‬
‫موقعا‬
‫النيل األزرق الرئيسي‪ ،‬وحمل سد األلفية في تلك الدراسة اسم سد بوردر‪ ،‬شرعت أثيوبيا‬
‫في بناء السد‪،‬اال أنها سرعان ما توقفت نتيجة لضغوط مصرية في هذا االتجاه‪ ،‬في عام‬
‫‪ 1118‬عادت أثيوبيا إلحياء الفكرة‪ ،‬بمسح موقع السد مرة أخرى‪ ،‬وأنهت تصميمه فى‬
‫نوفمبر ‪ ،1121‬وفي فبراير ‪ 1122‬أعلنت أثيوبيا عن مشروع بناء سد علي النيل‬
‫األزرق‪ ،‬لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة ‪ 5.151‬ميجاوات علي النيل األزرق بمنطقة‬
‫بني شنقول علي بعد نحو‪ 41‬كيلومت ار من حدود أثيوبيا مع السودان‪ ،‬بتكلفة تبلغ نحو‪4.6‬‬
‫مليار دوالر وقد تباينت المعلومات المتاحة بشأن السد عند اإلعالن عنه‪ ،‬فالحقائق‬
‫العلمية من خالل الدراسات األمريكية التــي أجريت عام ‪ 2864‬وما تالها من أبحاث‬
‫تؤكد أن سعة الخزان تتراوح بين (‪ )22.2‬و(‪ )14.3‬مليار متر مكعب إال أن تصريحات‬
‫المسئولين األثيوبيين ذكرت أرقاما أخري حول سعة الخزان وصلت إلى ‪ 61‬ثم ‪ 61‬و‪14‬‬
‫مليار متر مكعب‪ ،‬وبعد أن أعلنت الحكومة األثيوبية تدشين المشروع‪ ،‬وإسناده إلى شركة‬
‫"ساليني" اإليطالية باألمر المباشر أطلقت عليه مشروع إكس وقامت بالفعل بوضع حجر‬
‫األساس للمشروع في الثاني من أبريل ‪ ،1122‬وقررت تغيير االسم إلى سد األلفية‬
‫الكبير ثم تغير االسم للمرة الثالثة في الشهر نفسه ليصبح سد النهضة األثيوبي الكبير‪.‬‬
‫إستراتيجية أثيوبيا المائية وبناء سد النهضة‬

‫تعرف أثيوبيا بانها نافورة العالم حيث يبلغ متوسط كمية األمطار في أثيوبيا السنوي‬

‫‪67‬‬
‫‪ 646‬ملم‪/‬سنة‪ ،‬والذي يصل إجماله السنوي إلى ‪ 836‬مليار مترمكعب(‪ ،)1‬ويقدر مجموع‬
‫موارد المياه السطحية المتجددة في أثيوبيا ‪ 211‬مليار متر مكعب سنويا(‪ ،)2‬تجري من‬
‫خالل ‪ 21‬حوض نهري رئيسي‪.‬‬
‫ويجري من المياه السطحية (‪ )211‬مليار متر مكعب‪ ،‬منها نحو(‪ )81‬مليار متر‬
‫مكعب خارج األراضي األثيوبية كاألتي‪ )61( :‬مليار متر مكعب غرباً نحو نهر النيل‬
‫إلى السودان ومصر‪ ،‬و(‪ )6‬مليار متر مكعب جنوباً إلى بحيرة توركانا (كينيا)‪ ،‬و(‪)1‬‬
‫مليار متر مكعب جنوب شرق إلى الصومال و(‪ )1‬مليار متر مكعب شرقاً إلى جيبوتي‪،‬‬
‫ويتبقي ‪ 15‬مليار متر مكعب داخل األراضي األثيوبية‪ ،‬أي بنسبة (‪ )%3‬من جملة‬
‫المياه المتجددة‪ ،‬أثيوبيا لديها أيضاً (‪ )22‬بحيرة عذبة أهمها وأكبرها بحيرة تانا منبع النيل‬
‫األزرق‪ ،‬و(‪ )8‬بحيرات مالحة‪ )4( ،‬بحيرات علي أفواه بركانية‪ ،‬وأكثر من (‪ )21‬منطقة‬
‫مستنقعات أو أراضي رطبة‪.‬‬
‫وبالمقارنة مع الموارد المائية السطحية فإن إمكانات المياه الجوفية في أثيوبيا‬
‫متواضعة للغاية‪ ،‬حيث تقدر بنحو(‪ )5 - 1,6‬مليار متر مكعب سنوياً(‪ ،)3‬وذلك ألسباب‬
‫جيولوجية تتعلق بنوع الصخور الغير مناسبة لتكوين خزانات جوفية وبعض العوامل‬
‫(‪)4‬‬
‫األخري‪.‬‬
‫مع هذا فإن أثيوبيا هي أكثر دول الحوض معاناة من نقص المياه رغم أنها‬
‫المساهم الرئيسي في مياه النيل‪ ،‬حيث أن طبيعة األراضي األثيوبية التصلح إلقامة‬

‫‪)1( FAO، 2010‬‬


‫‪)2( MoWR (1999) Ethiopian Water Resource Management Policy، 1999 and FAO، 2010‬‬
‫‪)3( Awulachew ،S.B. ،Yilma ،A.D. ،Loulseged ،M. ،Loiskandl ،W. ،Ayana ،M. and Tena Alamirew ،T. ،‬‬
‫‪2007 ،Water Resources and Irrigation Development in Ethiopia ،International Water Management‬‬
‫‪Institute ،Working Paper 123 ،66p.‬‬
‫‪)4( Sharaky ،A.M. ،2010 ،Water projects in Ethiopia and their effects on the future of Nile water. The‬‬
‫‪International Conference "Prospects for cooperation and integration among the Nile Basin States:‬‬
‫‪opportunities and challenges" 25-26 May 2010 ،Cairo University ،pp. 159-191.‬‬

‫‪68‬‬
‫سدود كبري لتخزين مياه بغرض الري‪ ،‬ومع ذلك فإن أثيوبيا أكثر دول الحوض مالئمة‬
‫لعمل مشروعات توليد كهرباء تكفي جميع دول الحوض‪ ،‬وسبق ان نفذ مكتب‬
‫االستصالح األمريكي دراسة موسعة عن حوض النيل األزرق أعوام ‪،2863- 2853‬‬
‫وقد نشرت هذه الدراسة في (‪ )1‬مجلدات (‪ )1‬حددت تلك الدراسة ‪ 16‬موقعاً إلنشاء سدود‬
‫متعددة األغراض على طول النيل األزرق والروافد الرئيسية‪ ،‬وسد النهضة هو أقرب‬
‫السدود المقترحة إلى الحدود األثيوبية السودانية‪ ،‬وجاء ضمن المشروعات المقترحة فى‬
‫الدراسة المسحية التى قام بها المكتب األمريكى الستصالح االراضي‪ ،‬حيث اقترح‬
‫المكتب إنشاء سد بارتفاع ‪ 61‬متر‪ ،‬على أن يمتد خزانه إلى موقع السد الذى يسبقه عند‬
‫ماندايا‪ ،‬وتشير الدراسات األولية أن القدرة االسمية لتوليد الكهرباء من هذا السد تقدر‬
‫بنحو ‪ 611‬ميجا وات‪ ،‬وقد أثار إعالن أثيوبيا فى مارس ‪1122‬م عن الشروع فى إنشاء‬
‫السد دويا كبي اًر على المستويات اإلعالمية واألكاديمية والرسمية‪ ،‬وثارت مخاوف من‬
‫تأثيره سلبيا على تدفق المياه إلى مصر والسودان(‪ ،)2‬وتم تحديد موقع السد على بعد‬
‫‪ 41‬كم تقريبا من الحدود األثيوبية السودانية‪ ،‬وأطلق عليه فى البداية اسم "المشروع ‪"X‬‬
‫ثم سد األلفية بعد اإلعالن عنه فى مارس ‪ 1122‬ثم أصبح اسمه فى أبريل ‪2011‬سد‬
‫النهضة اإلثيوبى العظيم‪ ،‬وهو عبارة عن سد بارتفاع ‪ 245‬متر وطول ‪ 1800‬متر‬
‫وبسعة تخزينية تصل إلى ‪ 74‬مليار متر مكعب من المياه‪ ،‬وبقدرة اسمية لتوليد الكهرباء‬
‫تبلغ أكثر من ‪ 5000‬ميجا وات ‪ /‬ساعة‪ ،‬من خالل ‪ 15‬توربينا بقدرة اسمية ‪350‬‬
‫ميجا وات ‪ /‬ساعة للتوربين الواحد‪ ،‬وتقدر تكاليفه بنحو ‪ 4,6‬مليار دوالر أمريكى (منها‬
‫‪ 3‬مليار دوالر تكاليف إنشاء السد و‪ 2,6‬مليار دوالر تكاليف إنشاء توربينات التوليد)‪،‬‬

‫‪)1( Waterburry John، The Nile Basin: National Determinants of Collective Action، New Haven, CT‬‬
‫‪06520, United States، Yale University Press، 1 March 2002.‬‬
‫‪)2( Tesfa-Alem Tekle، " Ethiopia to build dam on Blue Nile near Sudan border"،Sudantribune (Online)،‬‬
‫‪15 March 2011، at: http://www.sudantribune.com/Ethiopia-to-build-dam-on-Blue-Nile،38283.‬‬

‫‪69‬‬
‫وأعلنت الحكومة األثيوبية أنها ستعمل على تدبير التمويل بنفسها من خالل أذون الخزانة‬
‫وغيرها‪ ،‬كما ذكرت بعض التقارير أن البنوك الصينية ستوفر التمويل الالزم إلنشاء‬
‫التوربينات‪ ،‬وأسند تنفيذ المشروع إلى شركة سالينى اإليطالية التى نفذت مشروعات‬
‫(‪)1‬‬
‫سدود أخرى فى أثيوبيا وفى حوض النيل‪.‬‬
‫بعد اكتمال سد النهضة تخطط أثيوبيا للتوسع في إنتاج الكهرباء وتصديرها إلى‬
‫السودان وكينيا وجيبوتي وحتي اليمن ومصر‪ ،‬وال تقتصر فوائد سد النهضة ألثيوبيا على‬
‫توليد الطاقة الكهربائية وانما خطط أيضا لتأدية عدة اغراض كالري والتحكم في‬
‫الفيضانات إال إن الطاقة الكهربائية هي المقرر لها أن تكون الفائدة الرئيسية من إنشاء‬
‫السد‪ ،‬إذا فيمكن مالحظة أن اإلستراتيجية األثيوبية في قضية سد النهضة تقوم علي‬
‫االسس االتية‪:‬‬
‫‪ .2‬أثيوبيا هي المصدر لحوالي (‪ )%66‬من مياه النيل‪ ،‬بينما ظلت تعاني من‬
‫المجاعات ونقص الطاقة‪.‬‬
‫‪ .1‬رفض اإلتفاقيات التاريخية حول تقاسم مياه النيل علي أساس أنها إتفاقيات‬
‫استعمارية ولم تشارك فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬عرض تشارك مكاسب سد النهضة علي كل من السودان ومصر‪.‬‬
‫‪ .4‬ارتباط االستقرار السياسي بالتنمية وحق أثيوبيا في ذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬ارتكزت أثيوبيا في استراتيجيتها المتعّلقة بسد النهضة على عنصر المفاجأة‬
‫واختيار التوقيت المناسب‪ ،‬وانشغال السودان ومصر باوضاعهم الداخلية‪.‬‬
‫‪ .6‬سياسة فرض األمر الواقع مع استمرار التفاوض‪.‬‬
‫‪ .1‬استدرار التعاطف الدولي مع أثيوبيا بإعالنها المستمر للتعاون واستعدادها‬
‫للتفاوض فعالم اليوم يدعو للتعاون والتفاوض حول نزاعات المياه الدولية‬
‫والنزاعات األخرى‪.‬‬

‫‪)1( Grand Ethiopian Renaissance Dam" ،at:‬‬


‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Grand_Ethiopian_Renaissance_Dam‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ .6‬شحن الشعور القومي بأهمية سد النهضة ودوره في تنمية أثيوبيا‪.‬‬
‫‪ .8‬اعتمادها على مواردها الذاتية ومساهمات شعبها لمقابلة تكلفة بناء سد النهضة ‪.‬‬
‫‪ .21‬تكثيف عرض قضية السد في المحافل والمؤتمرات وورش العمل الدولية كقضية‬
‫عادلة‪ ،‬ترتكز على مبدأ االنتفاع المنصف والمعقول بمقتضى القانون الدولي‪،‬‬
‫مع غياب تام لكل من السودان ومصر‪.‬‬
‫تمتلك أثيوبيا المنابع الرئيسية والمهمة لنهر النيل وتزود النهر بحوال ‪ %65‬من‬
‫وارداته المائية تأتي من مياه النيل االزرق الذي ينبع من بحيرة (تانا) األثيوبية‪ ،‬ونظ ار‬
‫لما يعانيه اإلقتصاد األثيوبي من تدهور‪ ،‬يعطيها الحق في استثمار ثروتها المائية‬
‫لتطوير إقتصادها السيما في الجانب الزراعي حيث تروم الى استصالح ما يقارب ‪411‬‬
‫الف هكتار من األراضي عند الحدود مع جنوب السودان‪ ،‬األمر الذي يتطلب اقامة‬
‫العديد من المشاريع المائية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫الموقف المصري من سد النهضة‬
‫مبدأ الحقو التاريخية‬

‫ظل الموقف المصري هو دائما التمسك بالحق التاريخي المكتسب الذي رتبته‬
‫اإلتفاقيات السابقة‪ ،‬في مقابل عددا من دول الحوض التي رفضت االقرار بهذا الحق‬
‫التاريخي المكتسب‪ ،‬إنطالقا من أن اإلتفاقيات قد تمت مع السلطات اإلستعمارية‪ ،‬وبذا‬
‫فهي ال تلزم الدول اإلفريقية المستقلة‪ ،‬وينبغي إعادة التفاوض مرة أخرى حول أنصبة‬
‫الدول في مياه النهر‪.‬‬
‫تعتبر مصر أكثر دول الحوض من اإلعتماد على مياه نهر النيل‪ ،‬بنسبة تفوق‬
‫(‪ )%81‬وقلة الموارد المائية االخري‪ ،‬وأهم ما يؤثر على الموقف المصري أن جميع‬
‫دول النيل ما عدا السودان ترفض االعتراف بمبدأ التوارث الدولي‪ ،‬وهذا الرفض يقابل‬

‫‪72‬‬
‫بتمسك مصر بالمعاهدات واإلتفاقيات التي تم توقيعها استنادا لقاعدة التوارث الدولي‬
‫(‪)1‬‬
‫للمعاهدات‪.‬‬
‫تبنت مصر الخيار القانوني في تعاملها مع قضية المياه تجاه دول حوض النيل‪،‬‬
‫واعتمدت على اإلتفاقيات التي تحدد نصيبها من مياه النيل‪ ،‬والتي تنص علي ضرورة‬
‫الوصول إلى إتفاق على أي مشروع بشأن تطوير النهر في أي من دول الحوض مثال‬
‫ذلك تشاور أثيوبيا مع دولتي السودان ومصر سنة ‪ 2886‬م قبل بناء ٍ‬
‫عدد من السدود‬
‫في أثيوبيا بتمويل من البنك الدولي‪ ،‬وهو ما اعترضت عليه مصر لتتراجع أثيوبيا وتكرر‬
‫نفس الطلب سنة ‪ 1112‬م عندها حصلت على موافقة مصر بشأن تمويل بنك التنمية‬
‫اإلفريقي إلقامة ‪ 13‬مشروعا مائيا على النيل‪ .‬ومع التسليم بأهمية الخيار القانوني إال‬
‫أن التطورات المتالحقة التي شهدتها الساحتان اإلقليمية والدولية قد أكدت أنه غير ٍ‬
‫كاف‪،‬‬
‫حيث تواجه االطراف والقوى المحفزة للتعاون مع دول حوض النيل بشكل أحادي أو‬
‫جماعي‪ ،‬تباين مصالح الدول المتشاطئة على نهر النيل‪ ،‬ما أصبح يمثل تحديا وعائقا‬
‫كبي اًر أمام دول الحوض‪ ،‬مما يعني أن دول حوض النيل لم تعالج القضية حتى اآلن‬
‫بصورة مقبولة‪ ،‬حيث تعتبر مصر قيام سد النهضة األثيوبي تهديدا ألمنها القومي‪.‬‬
‫الرؤية المصرية لسد النهضة‬

‫تبدي مصر موقفاً منزعجاً من سد النهضة‪ ،‬حيث ترى القاهرة أن هذا المشروع‪،‬‬
‫سيقلص حصتها من مياه النيل‪ ،‬مما يسبب في تخفيض الطاقة الكهرومائية المنتجة من‬
‫السد العالي‪ ،‬فضالً عن تقليص المساحات الزراعية‪ ،‬ووفق المتاح من المعلومات‪ ،‬فإن‬
‫الهواجس والمخاوف التي تبديها السلطات المصرية حول بناء سد النهضة األثيوبي‬
‫يمكن تقسيمها إلى شقين أساسيين هما‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبدالعزيز خالد‪ ،‬مياه النيل ‪ :‬حسابات األرض والسياسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 249 :‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ .2‬الشق الفني‪ :‬وهو يتعلق ببنية وتصميم "سد النهضة"ومدى جودته ومالءمته مع‬
‫ظروف المنطقة المشيدة عليها‪ ،‬مدعية ان إنهيار السد سيؤدي إلى آثار تدميرية‬
‫وخيمة على كل من مصر والسودان‪ ،‬إذ يمكن لكمية المياه المتدفقة الناجمة من‬
‫إنهيار السد أن تصل إلى القاهرة وتغرقها خالل ثالثة أيام‪ ،‬بعد أن تغرق مناطق‬
‫شاسعة من أثيوبيا والسودان ومصر‪.‬‬
‫‪ .1‬الشق اآلخر من المخاوف‪ ،‬فهو يتعلق بحجم المياه التي سيحجبها السد من‬
‫حصة مصر البالغة نحو‪ 55.5‬مليار مكعب سنويا‪ ،‬وهو بدوره يمكن تقسيمه‬
‫إلى جزءين‪ ،‬أحدهما يتعلق بحجم المياه التي يتم حجبها خالل فترة ملء خزان‬
‫السد‪ ،‬واآلخر بالفترة التي تلي عملية الملء ومن ثم التشغيل ‪.‬‬
‫وحسب العديد من المصادر‪ ،‬فإن الخالف المتصاعد بين مصر وأثيوبيا منصب‬
‫بشكل أساسي على مدى الفترة الزمنية المقررة لملء الخزان‪ ،‬حيث ترغب أثيوبيا في‬
‫ملء خزان السد خالل ‪ 3‬سنوات فقط‪ ،‬من أجل تسريع عملية إنتاج الكهرباء منه‪ ،‬بينما‬
‫يرى الجانب المصري أن أقل مدى زمني لعملية ملء خزان السد يجب أن ال تقل عن‬
‫سبعة الي عشرة سنوات‪.‬‬
‫كما اشارت دراسات حكومية مصرية إلى أن كل نقصان في مياه النيل بمقدار‬
‫مليار متر مكعب يمكن أن يؤدي إلى فقدان ‪ 111‬ألف فدان من االراضي الزراعية‪،‬‬
‫ويؤثر على سبل معيشة مليون مواطن‪ ،‬على اعتبار أن كل خمسة أشخاص في المتوسط‬
‫يعيشون في المحصول الناتج عن فدان واحد‪ ،‬ووفقاً لهذه الدراسات‪ ،‬فإن ملء خزان سد‬
‫النهضة خالل ستة سنوات‪ ،‬سيؤدي إلى فقدان مصر ما يعادل (‪ )%21‬من االراضي‬

‫‪73‬‬
‫الزراعية‪ ،‬وأنه كلما ازد عدد سنوات ملء الخزان‪ ،‬قل األثر السلبي على حصة مصر‬
‫(‪)1‬‬
‫من المياه‪ ،‬وعلى قطاعها الزراعي والقطاعات األخرى المرتبطة به‪.‬‬
‫اإلستراتيجية المصرية تجاه سد النهضة‬

‫في ظل عدم وجود إطار قانوني واضح يتيح لألطراف المتنازعة فرصة لالحتكام‬
‫لمبادئ القانون الدولي‪ ،‬يمكن أن نلخص اإلستراتيجية المصرية في إدارة ملف أزمة سد‬
‫النهضة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬االعتماد علي مبدأ الحقوق التاريخية لمصر‪.‬‬
‫‪ .1‬ابدا رسمي لحسن النية تجاه السد كما بدا في التوقيع علي اإلتفاق اإلطاري في‬
‫الخرطوم في مارس‪.1125‬‬
‫‪ .3‬االستنجاد بالمكون الدولي‪.‬‬
‫‪ .4‬المبالغة في الخطر المتوقع من السد وتضخيم اآلثار السالبة علي مصر‪.‬‬
‫‪ .5‬إستخدام االعالم بكثافة ومهاجمة الموقف األثيوبي علي المستوي غير الرسمي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫الموقف الدولي من سد النهضة‬
‫موقف البنك الدولي والممولون‬

‫يلعب البنك الدولي دو اًر مهماً في شأن عمليات تمويل المشروعات النهرية ومن‬
‫بينها بناء وتشييد السدود المائية‪ ،‬اال أن السياسة التمويلية للبنك الدولي تقوم على أساس‬
‫وجوب االخطار المسبق من قبل الدولة صاحبة المشروع وذلك ألي مشروع مقام على‬
‫حوض نهر دولي‪ ،‬حيث أن من أهم مبادئه عند تمويل عمليات بناء السدود المائية هو‬
‫عدم االضرار لباقي دول الحوض‪ ،‬لذا على الدول الراغبة في اقامة مشروع مائي‬

‫(‪ )1‬كريم أسعد‪ ،‬سيناريوهات التدخل العسكري لحل أزمة سد النهضة‪ ،‬موقع إضاءات اإللكتروني على اإلنترنت‪ ،‬تاريخ النشر ديسمبر‬
‫‪2017‬م‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الحصول على موافقة الدول المتشاطئة وال يقبل تمويل مشروعات مائية ال تحظى بقبول‬
‫من جانب الدول المتشاطئة كما يرفض تمويل السدود الكبرى التي يترتب عليها ضرر‬
‫كبير(‪ ،)1‬فضالً عن عدم جدواها اإلقتصادية كما أنها في الغالب تكون محل اثارة‬
‫للمشكالت السياسية مع الدول المتشاطئة‪ ،‬لذا احجم البنك الدولي عن تمويل سد النهضة‬
‫وأعلن أنه لن يقدم اية مساعدات مالية أو فنية اال بعد موافقة الدول المتشاطئة على‬
‫النهر واتهم الخطة األثيوبية الخاصة بتوسع إنتاج الطاقة الكيربائية بانها غير واقعية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السيما التوسع في شبكات التوزيع‪.‬‬
‫الدعم الدولي واالقليمي ألثيوبيا‪ :‬حاولت القاهرة في العام ‪1121‬م إستغالل ورقة‬
‫التمويل في ظل اعتراضها على مشروع السد وشرعيته ومن ثم لم تقدم اي دولة على‬

‫التمويل‪ ،‬األمر الذي دفع رئيس وزراء أثيوبيا في حينها الى اتخاذ قرار تمويل السد ذاتياً‬
‫من خالل بيع السندات الى الشعب األثيوبي بحدود ‪ 3‬مليار دوالر لكن ذلك لم يمنع‬
‫العديد من الدول الى تقديم الدعم إلنشاء السد‪.‬‬
‫الصين‪ :‬دخلت الصين كشريك أساسي في بناء السد منذ العام ‪1123‬م‪ ،‬حين‬
‫وقعت شركة الطاقة الكهربائية األثيوبية مع شركة المعدات والتكنلوجيا المحدودة الصينية‬
‫إتفاقية القراض اديس ابابا ما يعادل مليار دوالر من اجل بناء مشروع خط نقل الطاقة‬
‫الكهربائية الخاص بالسد‪ ،‬باإلضافة الى الخبرات البشرية التي تشارك بها الصين‪ ،‬كما‬
‫قام بنك الصين الصناعي باقراض أثيوبيا ‪ 511‬مليون دوالر في العام ‪ 1121‬من اجل‬
‫(‪)3‬‬
‫اعداد للسد في بدايته لتصبح اكبر دولة مشاركة في بناء السد‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابراهيم السيد احمد رمضان‪ ،‬المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد النهضة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‪،114‬‬
‫القاهرة‪ ،1126 ،‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )2‬محمد سلمان طايع‪ ،‬مشروع سد النهضة األثيوبي من منظور هيدروبلوتيكي‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‪ ،113‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1126‬ص‪.31:‬‬
‫(‪ )3‬ممولو مشروع سد النهضة األثيوبي‪ ،‬منشور علي الموقع ‪.1125 ،http://www.velogate.com/2861361‬‬

‫‪75‬‬
‫ايطاليا‪ :‬تعد احد المساهمين بالمشروع من خالل شركة ساليني المتخصصة بتشييد‬
‫(‪)1‬‬
‫السدود والتي تقوم ببناءه منذ العام ‪1122‬م‪.‬‬
‫فرنسا‪ :‬حيث تقوم الشركة الفرنسية الستوم بتوريد توربينات الطاقة بقيمة ‪ 2,6‬مليار‬
‫(‪)2‬‬
‫دوالر‪.‬‬
‫تركيا وقطر‪ :‬يقومان بتمويل السد من خالل تمويل مشروع استثماري زراعي ضخم‬
‫مليون ومئتان الف فدان في منطقة السد وان تسديد الدفعة األولى من التمويل ساهم في‬
‫(‪)3‬‬
‫زيادة وتيرة العمل في بناء السد‪ ،‬اضافة الى مشاريع اخرى لتطوير السكة الحديد‪.‬‬
‫السعودية‪ :‬جاء التمويل من خالل رجل االعمال السعودي محمد العامودي بتبرعه‬
‫بي ‪ 66‬مليون دوالر ضمن المبادرة التي أعلنتها أثيوبيا لتمويل السد ذاتياً باعتباره اثيوبي‬
‫أمد اثنين من مصانع اإلسمنت المملوكة للعامودي في أثيوبيا‪،‬‬
‫المولد ألب سعودي‪ ،‬و ّ‬
‫بينهما مصنع “ميدروك”‪ ،‬شركة ساليني اإليطالية‪ ،‬بكافة الكميات المستخدمة في عمليات‬
‫بناء السد‪ ،‬بينما تم توقيع عقود مع شركات وسيطة مملوكة له لتقديم الخدمات اللوجستية‬
‫للمشروع‪ ،‬ويتجاوز حجم االستثمارات السعودية الحالية في أثيوبيا ‪ 5.1‬مليارات دوالر‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫تستحوذ االستثمارات الزراعية نسبة ‪ 31‬في المائة منها‪.‬‬

‫اإلمارات‪ :‬تعهدت مؤخ ار بتقديم ‪ ٣‬مليارات دوالر من المعونة إلى أثيوبيا وساعدت‬

‫ٍّ‬
‫متلق آخر للمال اإلماراتي‪ .‬وتكهن البعض بأن‬ ‫في التوسط بينها وبين إريتريا‪ ،‬وهي‬
‫اإلمارات العربية المتحدة قد تستخدم هذا النفوذ المكتسب حديثا لدى أثيوبيا للتأكد من‬
‫يجنب مصر التي تربطها‬
‫أن سد النهضة سوف يتم ملؤه ببطء‪ ،‬وهذا من شأنه أن ّ‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬محمد رياض‪ ،‬مصر و سد النهضة األثيوبي‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد ‪ ،113‬القاهرة‪.1126 ،‬‬
‫(‪ )3‬ممولو مشروع سد النهضة األثيوبي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫عالقات جيدة مع االمارات التعرض إلى نقص في إمدادات المياه على المدى‬
‫(‪)1‬‬
‫القصير‪.‬‬
‫الدول االفريقية‪ :‬موقف بعض الدول االفريقية المتشاطئة على نهر النيل واضح‬
‫بعد انضمامها لإلتفاقية اإلطارية بعينتيبي وقبول مشروع السد ومساندته للفائدة المستقبلية‬
‫التي ستعود عليهم خصوصاً فيما يتعلق باالستفادة من مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية‬
‫(‪)2‬‬
‫التي تنوي أثيوبيا بيعها‪.‬‬
‫التعاون األثيوبي األمريكي‬

‫حظيت منطقتي القرن االفريقي وحوض النيل باهتمام امريكي متزايد يفوق ما‬
‫عداها من مناطق القارة االفريقية االخرى‪ ،‬اذ تمثل المنطقتان حلقة مهمة في إستراتيجية‬
‫الواليات المتحدة األمريكية تجاه القارة االفريقية‪ ،‬وتتضح هذه األهمية عندما اطلقت‬
‫أمريكا في التسعينيات من القرن الماضي اسم القرن االفريقي الكبير لتجمع بين‬
‫المنطقتين‪ ،‬وقد وجدت الواليات المتحدة في أثيوبيا االرضية الخصبة لتحقيق مصالحها‬
‫وأحد األهداف اإلستراتيجية المهمة لها‪ ،‬كونها تشكل مصد اًر مهماً من مصادر تغذية‬
‫مياه النيل‪ ،‬ولما كان السودان ومصر التي تعتمد على مياه النيل بنسبة تفوق (‪)%81‬‬
‫لذا فإن أثيوبيا أصبحت ورقة ضغط جيوبولتيكية تهدد هاتين الدولتين‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫رفضها لإلتفاقيات المبرمة بين دول حوض النيل‪ ،‬وتوسعها في إنشاء السدود على روافد‬
‫النيل االزرق‪ ،‬ورفض التعاون والتنسيق مع السودان ومصر وعدم السماح باجراء اية‬
‫(‪)3‬‬
‫رقابة هيدرومترولوجية على روافد النيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬عماد حمدي‪ ،‬الموقف التفاوضي المصري في ازمة سد النهضة التحديات و الخيارات‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد ‪،113‬‬
‫القاهرة‪.1126 ،‬‬
‫(‪ )3‬محمد احمد السامرائي‪ ،‬مشكلة المياه في الشرق االوسط‪ ،‬دار الرضوان‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬عمان‪ ،1124 ،‬ص‪.162،161:‬‬

‫‪77‬‬
‫بدأ الدعم األمريكي لممشاريع المائية األثيوبية منذ ستينيات القرن العشرين من‬
‫خالل ما قام به المكتب األمريكي الستصالح االراضي الزراعية بوضع دراسة موسعة‬
‫الستصالح ‪ 411‬الف هكتار من االراضي الزراعية عند الحدود السودانية األثيوبية‪،‬‬
‫والتي في حال تنفيذها تؤدي الى خفض تدفقات مياه النيل الى السودان ومصر بنحو(‪5‬‬
‫كمااقترحت الدراسة إنشاء ‪ 33‬سد وخزان على النيل االزرق‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مليار متر مكعب)‪،‬‬
‫يمكن أن توفر المياه الغراض الري وتوليد الطاقة الكهرومائية‪ ،‬وكان من بينها سد‬
‫(‪)2‬‬
‫النهضة‪.‬‬
‫التعاون األثيوبي االسرائيلي‬

‫من أهم االستراتيجيات االسرائيلية السيطرة على مصادر المياه العربية بهدف‬
‫التوسع وجلب المستوطنين الجدد‪ ،‬وترى أنها في حاجة مستمرة الى زيادة مواردها المائية‬
‫لري المزيد من االراضي الزراعية لتغطية حاجة السكان المتزايدة بسبب زيادة اعداد‬
‫المهاجرين وتحقيق الرفاهية لهم‪ ،‬واخذت تطمع الى الحصول على المياه من النيل‪ ،‬لذا‬
‫اتجهت لتأمين حاجاتها المائية من خالل التنسيق مع دول تتمتع بموارد مائية كبيرة‬
‫(‪)3‬‬
‫وتمتلك مصادر المياه‪.‬‬
‫ترتبط اسرائيل بعالقات وطيدة وفريدة مع أثيوبيا السيما وانها تولي اهتماماً كبي اًر‬
‫بأن ال يكون البحر االحمر بح اًر عربياً فقط لذا فهي تساعد أثيوبيا بكل الوسائل الممكنة‪،‬‬
‫ومساهمة اسرائيل في بناء السدود على منابع النيل تعد احد الطرق للتعاون مع أثيوبيا‬
‫لتهجير اعداد كبيرة من اليهود األثيوبيين الفالشا الى اسرائيل‪ ،‬ويظهر التعاون األثيوبي‬

‫(‪ )1‬محمد احمد السامرائي‪ ،‬مشكلة المياه في الشرق االوسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫(‪ )2‬عباس محمد شراقي‪ ،‬سد النهضة و تاثيره علي مصر‪ ،‬ندوة مستقبل عالقات مصر بدول حوض النيل ما بعد ثورة ‪ 15‬يناير ‪،1122‬‬
‫القاهرة ‪ ،1122‬ص‪.4:‬‬
‫(‪ )3‬محمد عادل عثمان‪ ،‬تقرير "العالقات المائية بين اسرائيل و أثيوبيا األهداف و المياه في الفكر االستراتيجي الصهيوني"‪ ،‬منشور علي‬
‫موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية االلكتروني‪ ،‬قسم الدراسات السودانية و حوض وادي النيل‬
‫=‪ ،http://www.dmocraticac.de/?author‬القاهرة‪.1126 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫االسرائيلي في الجانب المائي بعدة اشكال منها‪ :‬تنمية مواردها المائية وتقديم مساعدات‬
‫تقنية إلستغالل مياه النيل من خالل متابعة الخبراء االسرائليين لعمليات المسح‬
‫الجيولوجي للهضبة األثيوبية التي تم اختيارها إلنشاء العديد من السدود (‪ ،)1‬تقوم اسرائيل‬
‫بالتعاون مع أثيوبيا وفق استراتيجيات واضحة بغرض تنفيذ المشاريع المائية على منابع‬
‫النيل قامت اسرائيل بالتنسيق مع أثيوبيا وباإلتفاق مع زعيم الحركة االنفصالية في جنوب‬
‫السودان على ايقاف العمل في قناة جونقلي على النيل االبيض وقد تكفلت اسرائيل في‬
‫حينها بتقديم العون العسكري والمالي للحركة االنفصالية لتمرير المخطط اسرائيلي‬
‫(‪)2‬‬
‫األثيوبي حول المياه‪.‬‬
‫تحاول اسرائيل من خالل تعاونها مع أثيوبيا الى تنفيذ المشاريع المائية التي سبق‬
‫وأعلنت أثيوبيا عن عزمها على تنفيذها ويصل عددها الى ‪ 41‬مشروع تشمل ‪ 36‬سد‬
‫على النيل االزرق الستصالح ‪ 411‬الف هكتار من االراضي الزراعية وانتاج ‪ 36‬مليار‬
‫كيلووات من الطاقة الكهربائية‪ ،‬ومن أهم هذه المشاريع السد التخزيني على نهر فشقا‬
‫احد روافد النيل االزرق بسعة ‪ 15‬مليار متر مكعب من المياه‪ ،‬وتتوسع أثيوبيا بهذا‬
‫المشروع بإقامة خزانين على النهر نفسه بمساعدة اسرائيل مباشرة‪ ،‬وقد حاولت اسرائيل‬
‫التدخل لدى البنك الدولي لتمويل هذا المشروع على أن يتولى الخبراء االسرائيليون وضع‬
‫الدارسات الفنية واالشراف على التنفيذ اال أن البنك الدولي رفض المشروع بسبب تكلفته‬
‫العالية بالنسبة إلمكانات أثيوبيا اإلقتصادية‪ ،‬فتحولت أثيوبيا الى البنك االفريقي للتنمية‬
‫الذي وافق مشترطاً موافقة السودان ومصر‪ ،‬كما قامت اسرائيل ببناء سد على احد فروع‬
‫النيل االزرق الذي يمد النيل بحوالي ‪ % 15‬من المياه لحجز نصف مليار متر مكعب‬

‫(‪ )1‬وعدالله حسين ياسين الحمداني‪ ،‬نهر النيل و تاثيره علي االمن القومي العربي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،1124 ،‬الطبعة‬
‫األولي‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫(‪ )2‬محمد احمد السامرائي‪ ،‬مشكلة المياه في الشرق االوسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144:‬‬

‫‪79‬‬
‫مقابل قيام أثيوبيا بتقديم تسهيالت إلسرائيل في جزيرة دهلك وفاتيما إلقامة قواعد عسكرية‬
‫(‪)1‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫وقعت اسرائيل إتفاقاً مع أثيوبيا يتعلق بتوزيع الكهرباء التي سيتم انتاجها من سد‬
‫النهضة‪ ،‬وقد بدأت بإنشاء خط لنقل الكهرباء الى كينيا وخط اخر الى جنوب السودان(‪،)2‬‬
‫وال شك أن عقود توزيع الكهرباء تظهر أن اسرائيل جزء أساسي من عمليات وسياسات‬
‫التشغيل بالسد‪.‬‬
‫اتخذ التنسيق االسرائيلي األثيوبي شكالً جديداً في عهد منجستو هايالماريم حيث‬
‫امتدت اخطاره الى جنوب السودان حيث يشكل حوض بحر الجبل الشريان الرئيس‬
‫الثاني لنهر النيل‪ ،‬وهذا يشكل خط اًر على السودان ومصر ففي الوقت الذي تسعى فيه‬
‫أثيوبيا إلى السيطرة الكاملة على النيل االزرق‪ ،‬تلجأ الدولة المنفصلة الجديدة جنوب‬
‫(‪)3‬‬
‫السودان للسيطرة على الشريان االخر لنهر النيل االبيض‪.‬‬
‫لقد أثار إعالن أثيوبيا مباشرتها ببناء سد النهضة في العام ‪ 1122‬و‪ ،‬مباشرة‬
‫تشييد السد على النيل االزرق أزمة بين دول حوض النيل الشرقي‪ ،‬السيما وأن أثيوبيا‬
‫استغلت االوضاع السياسية المرتبكة في كل من السودان ومصر لتنشئ السد ضمن‬
‫مواصفات تختلف عن تلك التي كانت تتفاوض حولها مع كال الدولتين‪ ،‬حيث كان من‬
‫المقرر أن تنشأ السد بطاقة تخزينية (‪ 24‬إلى ‪ 26‬مليار متر مكعب) حسب دراسة‬
‫المعهد األمريكي لتشييده االن لتخزين (‪ 14‬مليار متر مكعب)‪ ،‬ورغم عن رفض البنك‬
‫الدولي تمويل المشروع لتكاليفه العالية التي ال تتناسب مع الواقع اإلقتصادي األثيوبي‪،‬‬

‫(‪ )1‬سمير ابراهيم محمد‪ ،‬السياسة الخارجية االسرائلية تجاه منطقة القرن االفريقي (‪ ،) 1112 - 2881‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫كلية اإلقتصاد و العلوم السياسية‪ ،1116 ،‬ص‪.51-55 :‬‬
‫(‪ )2‬نهال احمد السيد‪ ،‬تقرير"البعد المائي في العالقات األثيوبية االسرائيلية"‪ ،‬منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات‬
‫اإلستراتيجية االلكتروني‪.1126 ،http://www.democraticac.de/?p= 53665‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫اال أن أثيوبيا تعتمد في تمويل السد ذاتيا من خالل بيع السندات الى الشعب األثيوبي‬
‫بحدود (‪ 3‬مليار دوالر) لكن ذلك لم يمنع العديد من الدول الى تقديم الدعم إلنشاء السد‬
‫سواء كان ذلك بالمساعدات المباشرة أو غير المباشرة‪ ،،‬ومن أكثر الدول الداعمة‬
‫للمشاريع المائية األثيوبية هي أمريكا واسرائيل والصين ومن الواضح أن أثيوبيا قد‬
‫تجاوزت ازمت التمويل التي راهنت عليها مصر في افشال أو تجميد المشروع مما يضيق‬
‫من خيارات التعامل لكل من السودان ومصر مع اإلصرار األثيوبي الكمال وتشغيل‬
‫السد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫السودان وسد النهضة األثيوبي‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫موقف السودان من سدود نهر النيل وروافده‬
‫يرتكز الموقف السوداني من سدود نهر النيل وروافده علي الحفاظ علي حقوقه‬
‫المكتسبة‪ ،‬واحترام إتفاقيات نهر النيل كما أوضحنا في الفصل الثاني من البحث‪ ،‬واحترام‬
‫مبادئ القانون الدولي حول المياه والتي تمت االشارة اليها ونلخص منها‪:‬‬

‫‪ .2‬قاعدة المساواة بين دول النهر الشريكة أمام القانون وحق كل منها في إستغالل‬
‫مياه النهر المارة في أراضيها بمطلق الحرية‪ ،‬لكن هذه المساواة ال تعني المساواة‬
‫الحقيقية فيما تتمتع به كل دولة‪ ،‬إنما يعني أن كل دولة تملك بالتساوي األهلية‬
‫القانونية الكتساب الحقوق‪ ،‬ولذا فإن كل دولة تنظم وتستغل الجزء الذي يقع‬
‫داخل حدودها الدولية‪.‬‬
‫‪ .1‬قاعدة التقسيم العادل والمنصف إلستخدامات المياه المشتركة‪.‬‬
‫‪ .3‬قاعدة حماية الحقوق التاريخية المكتسبة من المياه بموجب اإلتفاقيات الثنائية‬
‫أو الجماعية التي حددتها القوانين‪.‬‬
‫‪ .4‬قاعدة إلتزام دول النهر بإحترام الحق المكتسب لكل دولة سابقا وعدم إقامة‬
‫السدود أو تشييد مشاريع هندسية أو أي قدر من اإلستغالل يعمل على المساس‬
‫(‪)1‬‬
‫بالحقوق المكتسبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬هاني نبيل صبحي شراب‪ ،‬األمن المائي العربي ‪ :‬نهر النيل نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫غزة‪ ، 2015،‬ص‪.64-62 :‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ .5‬قاعدة األخطار المسبق والتشاور عند تنفيذ مشروعات خاصة بالنهر الدولي‬
‫المشترك‪ ،‬بحيث يصبح على كل دولة لدى إستغاللها للجزء الواقع داخل حدودها‬
‫وتتأثر به الدول األخرى المتشاطئة معها إلزامية إخطارها والتشاور معها‪.‬‬
‫‪ .6‬قاعدة الوحدة المتكاملة‪ ،‬فكل نظام لألنهار والبحيرات ينتمي لحوض صرف‬
‫واحد يجب معاملته كوحدة متكاملة وليس كأجزاء منفصلة‪.‬‬
‫‪ .1‬قاعدة تقديم التعويضات من طرف الدولة التي قامت بتشييد مشروعات مائية‬
‫على النهر التي نتج عنها اإلضرار بالدول األخرى المتشاطئة معها في النهر‪.‬‬
‫‪ .6‬قا عدة اللجوء إلى المفاوضات كطريقة لفض النزاعات بين الدول النهرية في‬
‫(‪)1‬‬
‫حالة نشوبها‪.‬‬
‫على ضوء هــذه المرتكزات يتلخص الموقف السودانى فى النق ــاط التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ .2‬الحفاظ علي الحقوق المكتسبة‪.‬‬
‫‪ .1‬عــدم إعتراض السودان على إستفادة باقي دول حوض النيل من مواردها من مياه‬
‫النيل‪.‬‬
‫‪ .3‬تكون اإلستفادة الواردة فى الفقرة أعاله ال تسبب األضرار بحقوق باقي دول‬
‫حوض النيل فى إستخدام مياه النيل ‪.‬‬
‫‪ .4‬حكومة وشعب السودان يعمالن على اإلستفادة من نصيب السودان من المياه‬
‫لصالح التنمية واإلستقرار دون اإلضرار بالدول األخر‪.‬‬
‫‪ .5‬يرى الســودان أن موارده المائية إضافة إلى األراضى الخصبة الشاسعة التى‬
‫يملكها هى لصالح األمن الغذائي لدول الحوض ‪.‬‬

‫(‪ )1‬تسعديت شرمالي‪ ،‬المياه وتأثيرها على العالقات الدولية‪ :‬دول حوض النيل نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1124 ،‬ص‪.54 :‬‬
‫(‪ )2‬مننشور علي موقع و ازرة الخارجية السودانية‬
‫‪https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id=2&sub_id=18&id=39‬‬

‫‪83‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫‪‬‬
‫تطور مسار مفاوضات سد النهضة مايو‪ – 1122‬مارس ‪1111‬‬
‫فى مايو‪ ،1122‬أعلنت أثيوبيا أنها سوف تتقاسم مخططات السد مع مصر لدراسة‬
‫مدى تأثيره على دولتى المصب السودان ومصر‪ ،‬وفى الفترة من أغسطس حتى نوفمبر‬
‫من العام نفسه تم تنظيم زيارات متبادلة لمسؤولي الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا‪،‬‬
‫وتم اإلتفاق على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار السد‪.‬‬
‫في مايو‪ 1121‬بدأت اللجنة أعمالها وتكونت من ‪ 21‬خبراء‪ ،‬سودانيين ومصريين‬
‫وإثيوبيين واربعة خبراء دوليين محايدين‪ ،‬وكانت مهمتها فحص ومراجعة الدراسات‬
‫األثيوبية لتقييم اآلثار المترتبة على بناء السد ومدى مراعاتها للمواصفات العالمية وتأثير‬
‫السد على السودان ومصر‪.‬‬
‫فى ‪ 32‬مارس ‪ ،1123‬أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرها بضرورة إجراء‬
‫دراسات تقييم آلثار السد على السودان ومصر ‪ ،‬وفي مايو‪ 1123‬إنتهت اللجنة من‬
‫عملها وخلصت بعدما رأت بدء بناء السد إلى عدة توصيات مهمة وعاجلة للغاية بإجراء‬
‫دراسات هندسية‪ :‬تتعلق بارتفاع السد وسعة تخزينه وأمان السد‪ ،‬ودراسات مائية تتعلق‬
‫بمؤامة السد مع المياه التي يقف أمامها ونسب التسرب‪ ،‬ودراسات بيئية ودراسات‬
‫إقتصادية وإجتماعية وتأثير ذلك على الدول المحيطة بالسد‪ ،‬وقدمت اللجنة تقريرها‬
‫للدول الثالث‪ .‬فى نوفمبر ‪ 1123‬بدأت المفاوضات الفنية بين وزراء المياه من الدول‬
‫الثالث لإلتفاق على آلية تنفيذ توصيات تقرير لجنة الخبراء الدوليين اال أنه فشلت‬
‫المفاوضات وتوقفت فى نهاية ‪ 1123‬وحتى ‪ 1124‬بسبب رفض مصر تشكيل لجنة‬
‫المفاوضات‪.‬‬ ‫من‬ ‫واالنسحاب‬ ‫أجانب‬ ‫خبراء‬ ‫دون‬ ‫فنية‬
‫في يونيو‪ 1124‬في قمة االتحاد األفريقي‪ ،‬التي عقدت في عاصمة غينيا االستوائية‬

‫رصد الباحث‬ ‫‪‬‬

‫‪84‬‬
‫"ماالبو"‪ ،‬طالبت مصر باستئناف المفاوضات مرة أخرى‪ ،‬وفي أغسطس ‪ 1124‬تم‬
‫خبير من الدول الثالث "مصر والسودان‬
‫استئناف المفاوضات وتشكيل لجنة من ‪ً 21‬ا‬
‫وأثيوبيا" بواقع ‪ 4‬خبراء من كل دولة‪ ،‬لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية المشكلة في ‪1121‬‬
‫وبحث آلية القيام بالدراسات الفنية للسد من خالل مكتب استشاري عالمي‪ .‬في سبتمبر‬
‫‪ُ 1124‬عقد اإلجتماع األول للجنة الثالثية للتباحث حول صياغة الشروط المرجعية‬
‫للجنة الفنية وقواعدها اإلجرائية‪ ،‬واإلتفاق على دورية عقد اإلجتماعات‪ ،‬وفي أكتوبر من‬
‫نفس العام اتفقت الدول الثالث على اختيار المكتبين االستشاريين الهولندي "دلتا رس"‬
‫والمكتب الفرنسي "بي آر إل"‪ ،‬لعمل الدراسات المطلوبة للسد وتم االستعانة بمكتب‬
‫"كوربت" اإلنجليزى فى المسائل القانونية‪.‬‬
‫في مارس ‪ 1125‬وقع الرئيس المصري ونظيره السوداني ورئيس وزراء أثيوبيا‬
‫حينها في العاصمة السودانية الخرطوم وثيقة "إعالن مبادئ سد النهضة"‪ ،‬وتضمنت‬
‫الوثيقة ‪ 21‬مبادئ أساسية‪ ،‬تتسق مع القواعد العامة لمبادئ القانون الدولي الحاكمة‬
‫للتعامل مع األنهار الدولية‪ ،‬وتم النص في الوثيقة أن تقوم المكاتب االستشارية بإعداد‬
‫شهر‪ ،‬ويتم اإلتفاق بعد إنتهاء‬
‫دراسة فنية عن سد النهضة في مدة ال تزيد عن ‪ً 22‬ا‬
‫الدراسات على كيفية إنجاز سد النهضة وتشغيله دون اإلضرار بدولتي المصب السودان‬
‫ومصر‪ ،‬وفي سبتمبر ‪ 1125‬إنسحب المكتب الهولندي من إجراء الدراسات الفنية لسد‬
‫النهضة األثيوبي مع المكتب الفرنسي وقال مراقبون حينها إن المكتب الهولندي اشتكى‬
‫من عدم وجود ضمانات إلجراء الدراسات في حيادية‪ ،‬فى ديسمبر ‪ 1125‬وقع وزراء‬
‫خارجية السودان ومصر وأثيوبيا على وثيقة الخرطوم‪ ،‬التي تضمنت التأكيد على إتفاق‬
‫إعالن المبادئ الموقع من قيادات الدول الثالث‪ ،‬وتضمن ذلك تكليف مكتبين فرنسيين‬
‫بتنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع باختيار مكتب "آرتيليا" الفرنسى بديالً عن‬
‫"دلتارس" وتم تكليف المكتب الفرنسي "أرتيليا" للقيام بتنفيذ الدراسات بنسبة ‪ %31‬مع‬

‫‪85‬‬
‫مكتب "بى‪.‬أر‪.‬أل" الذى يستحوذ على نسبة ‪ %11‬من الدراسات وتحديد مدة زمنية لتنفيذ‬
‫الدراسات في مدة تتراوح ما بين ‪ 6‬أشهر إلى عام‪.‬‬
‫في مايو‪ 1126‬وزير اإلعالم واالتصاالت األثيوبي يعلن في حوار أجرته معه‬
‫صحيفة "الشرق األوسط" اللندنية‪ ،‬أن حكومة بالده توشك على إكمال ‪ %11‬من بناء‬
‫"سد النهضة"‪ ،‬وأن ما تم إنجازه يتضمن األعمال اإلنشائية والهندسة المدنية‪ ،‬وتركيب‬
‫التوربينات وعمليات هندسة المياه‪ ،‬وفي سبتمبر ‪ 1126‬وقع رؤساء وفود السودان‬
‫ومصر وأثيوبيا‪ ،‬عقود المكاتب االستشارية المنفذة للدراسات الفنية‪ ،‬التي تحدد آثار السد‬
‫على دولتي المصب السودان ومصر وتضع قواعد الملء األول للخزان‪.‬‬
‫في مايو‪ 1121‬تم االنتهاء من التقرير المبدئي حول سد النهضة‪ ،‬واندلع خالف‬
‫بين الدول الثالث على التقرير‪ ،‬وفي سبتمبر ‪ 1121‬اللجنة الفنية المشتركة بين الدول‬
‫الثالث تبحث التقرير االستهاللي في مدينة "عطبرة" السودانية‪ ،‬واستمرار الخالف حول‬
‫بنود ذكرها التقرير‪ ،‬واعرب كل من السودان ومصر عن قلقهما البالغ من عدم حسم‬
‫نقاط الخالف في التقرير االستهاللي للمكتب االستشاري‪ ،‬وفي أكتوبر ‪ 1121‬عادت‬
‫مفاوضات سد النهضة في أديس أبابا‪ ،‬علي أثر ذلك في ‪ 22‬و‪ 21‬نوفمبر ‪1121‬‬
‫إنعقدت جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة رفض فيها السودان‬
‫وأثيوبيا التقرير المبدئي‪ ،‬وأعلنت الحكومة المصرية أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ "حقوق‬
‫مصر المائية"‪ .‬في ديسمبر ‪ 1121‬تقدمت مصر بمقترح مشاركة البنك الدولي في‬
‫أعمال اللجنة الثالثية‪ ،‬التي تبحث في تأثير إنشاء سد النهضة األثيوبي على دولتي‬
‫المصب‪ ،‬مصر والسودان‪.‬‬
‫في يناير ‪ 1126‬أعلنت أثيوبيا رفضها مقترح مصر لتحكيم البنك الدولي في‬
‫النزاع على سد النهضة‪ ،‬وفي ‪ 23‬مارس ‪ 1126‬أعلن السفير السوداني لدى القاهرة‬
‫حينها عن توجيه الخرطوم دعوة رسمية‪ ،‬لعقد إجتماع ثالثي لوزراء الخارجية والري‬

‫‪86‬‬
‫ومديري أجهزة المخابرات في السودان وأثيوبيا ومصر‪ ،‬بشأن سد النهضة‪ ،‬في يومي ‪4‬‬
‫و‪ 5‬أبريل من نفس العام بالخرطوم‪ ،‬وفي ‪ 6‬أبريل ‪ 1126‬بعد اإلجتماعات التي استمرت‬
‫نحو‪ 26‬ساعة‪ ،‬أعلن وزير الخارجية السوداني حينها عدم الوصول إلى إتفاق في تلك‬
‫الجولة من المفاوضات‪ ،‬وفي سبتمبر ‪ 1126‬وزراء الري من البلدان الثالثة يعقدون‬
‫إجتماعا للجنة الفنية‪ ،‬بخصوص سد النهصة في أديس أبابا‪ ،‬ويعلنون عدم التوصل‬
‫لنتائج جديدة وإرجاء المفاوضات إلى وقت الحق‪.‬‬
‫في فبراير ‪ 1128‬قادة الدول الثالث يلتقون على هامش القمة اإلفريقية‪ ،‬المقامة‬
‫في العاصمة األثيوبية أديس أبابا ويعلنون إنهم توافقوا على عدم اإلضرار بمصالح‬
‫شعوبهم‪ ،‬كأساس تنطلق منه المفاوضات‪ ،‬وفي أغسطس ‪ 1128‬تقدمت مصر برؤيتها‬
‫بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة‪ ،‬في سبتمبر‪ 1128‬استضافت العاصمة المصرية‬
‫القاهرة يومي‪ 25‬و‪ 26‬سبتمبر جولة جديدة من المفاوضات بين زراء ري الدول الثالث‬
‫أعلنت الحقاً و ازرة الري المصرية تعثر الجولة والفشل في الوصول إلى إتفاق لـ"عدم‬
‫تطرق اإلجتماع للجوانب الفنية"‪ ،‬وفي ‪ 31‬سبتمبر ‪ 1128‬استضافت العاصمة السودانية‬
‫الخرطوم إجتماعات اللجنة الفنية الثالثية لدول السودان ومصر وأثيوبيا حول سد النهضة‬
‫وقال رئيس الجهاز الفني للموارد المائية السوداني المهندس خضر السيد أن اإلجتماعات‬
‫ستناقش المقترحات السودانية والمصرية واألثيوبية حول ملء بحيرة السد‪ ،‬وشدد على‬
‫أن السودان يأخذ بعين االعتبار مصالح كافة األطراف‪ ،‬ويسعى إلى حلول توافقية‬
‫مرضية من دون اإلضرار بمصالح أي طرف‪ ،‬في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1128‬ورغماً عن عدم‬
‫صدور بيان ختامي عقب جولة المفاوضات اال أن وزير الري السوداني بروفيسور ياسر‬
‫عباس صرح أن أثيوبيا اقترحت ما بين ‪ 4‬إلى ‪ 1‬سنوات لملء سد النهضة‪ ،‬كما اكد‬
‫أن اإلجتماع ات حققت من وجهة نظر السودان نجاحات كبيرة في القضايا الفنية‪ ،‬وأن‬
‫هناك بعض االختالفات في األرقام والحد األدني للتصرف المسموح به للمياه‪ ،‬والموسم‬

‫‪87‬‬
‫والشهور التي يتم فيها ملء السد‪ ،‬فيما رفضت أثيوبيا مقترحا قدمته مصر بشأن عملية‬
‫ملء خزان السد‪ ،‬وقال وزير الري األثيوبي‪ ،‬في تصريح إن بالده رفضت االقتراح ألنه‬
‫ينتهك اإلتفاقية الموقعة بين الدول الثالث حول اإلستخدام العادل والمعقول لمياه نهر‬
‫النيل‪ ،‬ردا علي مقترح مصر ينص على ملء السد خالل ‪ 1‬سنوات مع اإلبقاء على‬
‫مستوى المياه في السد العالي المصري عند ‪ 265‬مت ار فوق سطح األرض‪ ،‬على أن‬
‫تقدم أثيوبيا ‪ 41‬مليار متر مكعب سنويا من المياه إليها"‪ ،‬إثر ذلك مصر تعلن أن‬
‫األمور وصلت إلى "طريق مسدود"‪ ،‬مطالبة بوسيط دولي‪ ،‬وسط نفي ورفض إثيوبيين‪،‬‬
‫في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1128‬وبعد ساعات قليلة من تصريحات أدلى بها رئيس وزراء أثيوبيا‪،‬‬
‫وأشار فيها إلى احتمال نشوب حرب بين بالده ومصر بسبب سد النهضة‪ ،‬تقدمت‬
‫الحكومة األمريكية بدعوة للدول الثالث للتفاوض في واشنطون‪ ،‬عقب ذلك أعلن السودان‬
‫موافقته ومشاركة كل من وزيري الري والخارجية في إجتماع واشنطن‪ ،‬فيما قالت مصر‬
‫أنها قبلت دعوة أمريكية إلجتماع في واشنطن لبحث مشروع سد النهضة‪ ،‬واعترضت‬
‫أثيوبيا غير أنها أعلنت الحقا علي لسان وزير خارجيتها مشاركتها في اإلجتماع‪ ،‬في ‪6‬‬
‫نوفمبر ‪ 1128‬استضافت واشنطن األطراف الثالثة‪ ،‬بوجود وزير الخزانة األمريكية‪،‬‬
‫ورئيس البنك الدولي للمرة األولي‪ ،‬وصدر بيان مشترك جاء فيه أنه "تقرر عقد أربعة‬
‫إجتماعات عاجله للدول الثالث‪ ،‬على مستوى وزراء الموارد المائية وبمشاركة ممثلي‬
‫الواليات المتحدة والبنك الدولي‪ ،‬تنتهي بالتوصل إلى إتفاق حول ملء وتشغيل سد‬
‫النهضة بحلول منتصف يناير ‪ ،1111‬في‪15‬و‪ 26‬نوفمبر ‪ 1128‬في العاصمة‬
‫األثيوبية اديس ابابا إنعقدت الجولة األولى من اإلجتماعات المشار إليها‪ ،‬بحضور‬
‫ممثلين عن و ازرة الخزانة األمريكية والبنك الدولي في أديس أبابا‪ ،‬واتفقت االطراف علي‬
‫"استمرار المفاوضات والمناقشات الفنية حول آليات تشغيل وملء السد‪ ،‬خالل اإلجتماع‬
‫الثاني للجان الفنية"‪ ،‬وعقب إنتهاء جولة التفاوض أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس‬

‫‪88‬‬
‫أنه تم التوافق على سبع سنوات كفترة لملء خزان سد النهضة‪ ،‬فيما لم يشر الوزير‬
‫المصري إلى هذه المعلومة‪ ،‬وطالب الوزير األثيوبي بالسرية وعدم اإلعالن عن اية‬
‫نتائج‪ ،‬في ‪ 2‬و‪ 3‬ديسمبر ‪ 1128‬إنعقاد الجولة الثانية من تلك اإلجتماعات بالقاهرة‪،‬‬
‫قالت في ختامها و ازرة الري السوانية في بيان لها‪ ،‬إن وزير الري السوداني‪ ،‬قدم مقترحات‬
‫بشأن الملء األولى والتشغيل السنوي لسد النهضة‪ ،‬وأشار بيان و ازرة الري السودانية‪،‬‬
‫أن الوزراء الثالثة أكدوا على تقارب وجهات النظر بشأن ملء السد خالل السنوات‬
‫المطيرة‪ ،‬مع أخذ االحتياطيات الالزمة من كل دولة للتعامل مع تعاقب السنوات الجافة‬
‫قليلة االيراد‪ ،‬فيما أصدرت و ازرة الري المصرية‪ ،‬بيانا في ختام اإلجتماعات قالت فيه‬
‫إنه تم استكمال مناقشات مخرجات إجتماع أديس أبابا‪ ،‬في إطار محاولة تقريب وجهات‬
‫النظر بين الدول الثالث؛ للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة‪،‬‬
‫فيما صرح الجانب األثيوبي أن جوالت التفاوض هذه ال تستهدف بحث مشروعية إنشاء‬
‫السد وتقتصر علي الجوانب الفنية فقط‪ ،‬في‪ 21‬و‪ 11‬ديسمبر ‪ 1128‬إنعقدت الجولة‬
‫الثالثة من المشاورات والمناقشات الفنية حول كافة المسائل الخالفية في الخرطوم‪ ،‬وقال‬
‫وزير الري السوداني إنه تم تسجيل "تقدم" في المفاوضات حول ملف سد النهضة‪ ،‬لكن‬
‫دون التوصل إلى إتفاق‪ ،‬من ناحيته عبر وزير الري المصري‪ ،‬عن أمله في التوصل‬
‫لتفاهمات بشأن عملية تعبئة حوض سد النهضة‪ ،‬وقال "مستعدون للتفاوض بشكل‬
‫صادق لحل الخالفات فيما بيننا"‪ ،‬وأضاف الوزير المصري "حددنا نقاط الخالف فيما‬
‫تقدما في هذه المفاوضات"‪ ،‬فيما أعلن وزير الري األثيوبي في‬
‫بيننا ونأمل أن نحقق ً‬
‫جلسات التفاوض‪ ،‬إن المرحلة األولى من تعبئة بحيرة سد النهضة ستبدأ في يوليو من‬
‫العام‪.1111‬‬
‫في ‪ 6‬و‪ 8‬يناير ‪ 1111‬إنعقد اإلجتماع الرابع لوزراء الموارد المائية والوفود الفنية‬
‫من الدول الثالث‪ ،‬بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا‪ ،‬وبمشاركة البنك الدولي وو ازرة الخزانة‬

‫‪89‬‬
‫األمريكية‪ ،‬وأعلنت الدول الثالث إنه إنتهى دون إتفاق‪ ،‬وفي‪ 13‬و‪ 24‬و‪ 25‬يناير ‪1111‬‬
‫استضافت واشنطن وفود الدول الثالث‪ ،‬لتقييم نتائج اإلجتماعات األربعة السابقة‪،‬‬
‫وخرجت المفاوضات بتوافق مبدئي على إعداد خارطة طريق‪ ،‬تتضمن ‪ 6‬بنود أهمها‬
‫تنظيم ملء السد خالل فترات الجفاف والجفاف الممتد‪.‬‬
‫في ‪ 28‬يناير ‪ 1111‬استضافت واشنطن وفود الدول الثالث مجددا‪ ،‬بحضور‬
‫ممثلين عن و ازرة الخزانة األمريكية والبنك الدولي‪ ،‬في محاولة لحل األزمة‪ ،‬وفي ختام‬
‫اإلجتماع أصدرت الدول الثالث بيانا أكدت فيه أنها توصلت إلتفاق مبدئي بشأن سد‬
‫النهضة الذي تقيمه أديس أبابا‪ ،‬وتقاسم مياه نهر النيل األزرق الذي يقام عليه السد‪،‬‬
‫وطلب الوزراء من الفرق الفنية والقانونية إعداد اإلتفاق النهائي من أجل التوقيع أواخر‬
‫فبراير ‪ ،1111‬كما أشار البيان إلى توصل الوزراء إلى إتفاق حول جدول يتضمن خطة‬
‫ملء سد النهضة على مراحل‪ ،‬واآللية التي تتضمن اإلجراءات ذات الصلة بالتعامل مع‬
‫حاالت الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء‪ ،‬واآللية التي تتضمن‬
‫اإلجراءات الخاصة بالتعامل مع حاالت الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة‬
‫أثناء التشغيل‪ ،‬وفيما وقعت مصر منفردة على اإلتفاق لم يوقع السودان وأثيوبيا علي‬
‫أساس أنه إتفاق مبدئ ‪.‬‬
‫في ‪ 21‬و‪ 23‬فبراير ‪ 1111‬إنعقدت بالعاصمة األمريكية واشنطن جولة جديدة‬
‫من مفاوضات سد النهضة بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا‪ ،‬في‬
‫حضور ممثلين عن البنك الدولي والواليات المتحدة برعاية وزير الخزانة األميركي ستيفن‬
‫منوشن‪ ،‬أعلنت في ختامها و ازرة الري والموارد المائية السودانية إن وزراء الخارجية والري‬
‫في السودان ومصر وأثيوبيا‪ ،‬استعرضوا "التقدم الذي أحرزته الفرق الفنية والقانونية‪ ،‬كما‬
‫واصلوا نقاشهم حول المسائل المتبقية الضرورية إلعداد إتفاق نهائي"‪ ،‬وأضافت أن‬
‫الوزراء أكدوا أهمية التعاون عبر الحدود في تنمية حوض النيل األزرق بغية تحسين‬

‫‪91‬‬
‫حياة الشعوب في مصر وأثيوبيا والسودان‪ ،‬وأنهم "تعهدوا على التوصل إلى إتفاق"‪،‬‬
‫و َّنوهت إلى أن الواليات المتحدة‪ ،‬وبدعم فني من البنك الدولي‪" ،‬وافقت على تيسير إعداد‬
‫اإلتفاق النهائي لدراسته بواسطة الوزراء ورؤساء الدول بغية االنتهاء منه بنهاية هذا‬
‫الشهر"‪.‬‬
‫في الجانب المصري‪ ،‬قالت و ازرة الخارجية المصرية في بيان لها إن الجانب‬
‫األمريكي أعلن "أنه سيقوم بالمشاركة مع البنك الدولي ببلورة اإلتفاق في صورته النهائية‬
‫وعرضه على الدول الثالث في غضون األيام القليلة المقبلة‪ ،‬وذلك لالنتهاء من اإلتفاق‬
‫وتوقيعه قبل نهاية شهر فبراير الجاري"‪ ،‬ونوه البيان المصري إلى أن اإلتفاق النهائي‬
‫سيتضمن "آلية ملزمة لتسوية أية نزاعات" يمكن أن تنشأ حول تفسير بنود هذا اإلتفاق‬
‫السد على المدى الطويل"‪.‬‬
‫أو تطبيقها"‪ ،‬فضال عن إطار لعملية "تشغيل ّ‬
‫من جانبها أعلن مسؤولون إثيوبيون‪ ،‬أن المفاوضات التي جرت في واشنطن إنتهت‬
‫دون التوصل إلتفاق نهائي للنزاع المستمر مع مصر منذ فترة طويلة على خلفية مشروع‬
‫سد النهضة على نهر النيل‪ ،‬وقال السفير األثيوبي لدى الواليات المتحدة فيتسوم أريغا‬
‫عقب نهاية جولة التفاوض‪ :‬أن محادثات هذا األسبوع "انتهت دون إتفاق نهائي"‪ ،‬بدوره‪،‬‬
‫تقدم فيها‪ ،‬لكن هناك حاجة‬
‫أشار وزير المياه األثيوبي سيليشي بيكيلي إلى أنه تم تحقيق ّ‬
‫لـ"مزيد من العمل" من أجل التوصل إلى إتفاق بحلول المهلة النهائية نهاية فبراير ‪،1111‬‬
‫وأفاد أن و ازرتي المياه والخارجية األثيوبيتين "ستجريان مشاورات وطنية خالل األسبوع‬
‫المقبل لتحقيق توافق على النتائج وطريقة المضي قدما"‪ ،‬كذلك ذكرت وكالة "فانا"‬
‫خزان‬
‫تطرقت إلى نقاط عالقة تشمل تعبئة ّ‬
‫األثيوبية الرسمية للبث أن المحادثات األخيرة ّ‬
‫مكعب من المياه‪.‬‬
‫السد القادر على استيعاب ‪ 14‬متر ّ‬
‫وأكدت و ازرة الخزانة األميركية في بيان لها أن الوزراء المشاركين في محادثات‬
‫يومي ‪ 21‬و‪ 23‬فبراير ‪ 1111‬التي إنعقدت بالعاصمة األمريكية واشنطن "واصلوا‬

‫‪92‬‬
‫نقاشاتهم بشأن المسائل المتبقية الضرورية للتوصل إلى إتفاق نهائي" و"شددوا على‬
‫أهمية التعاون عبر الحدود"‪ .‬الوسيط االمريكي وعبر وزير الخزانة األميركي ستيفن‬
‫صرح أن "الواليات المتحدة‪ ،‬بدعم تقني من البنك الدولي‪ ،‬وافقت على تسهيل‬
‫منوتشين ّ‬
‫التحضيرات إلتفاق نهائي يتم النظر فيه من قبل الوزراء وقادة الدول ليتم وضعه بشكل‬
‫نهائي بحلول نهاية الشهر"‪.‬‬
‫في ‪ ،1111/1/16‬أعلنت أثيوبيا إنسحابها من المشاركة في اإلجتماع الثالثي‬
‫بشأن سد النهضة المقرر عقده في العاصمة األمريكية واشنطن في الفترة من ‪16-11‬‬
‫فبراير ‪ ،1111‬ونقلت وكالة األنباء الرسمية عن و ازرة المياه والري والطاقة األثيوبية‪،‬‬
‫في بيان لها "إن فريق التفاوض األثيوبي لن يشارك في اإلجتماع ألنه لم يكمل بعد‬
‫التشاور مع أصحاب المصلحة داخل البالد"‪.‬‬
‫وعلى الجهة المقابلة‪ ،‬قال المستشار أحمد حافظ‪ ،‬المتحدث الرسمي باسم و ازرة‬
‫إن القاهرة "ملتزمة بالمسار التفاوضي الذي ترعاه الواليات المتحدة‬
‫الخارجية المصرية‪ّ ،‬‬
‫والبنك الدولي‪ ،‬خصوصاً أن الهدف من اإلجتماع الراهن بواشنطن وفق ما سبق واتفقت‬
‫عليه الدول الثالث هو وضع اللمسات األخيرة إلتفاق ملء وتشغيل سد النهضة"‪.‬‬
‫وأكد حافظ‪ ،‬أن وزيري الخارجية والموارد المائية والري المصريين سوف يشاركان‬
‫في اإلجتماع الوزاري الذي دعت إليه اإلدارة األميركية‪ ،‬وذلك تقدي اًر للدور البناء الذي‬
‫اضطلعت به اإلدارة األميركية على مدار األشهر الماضية في مساعدة الدول الثالث‬
‫للتوصل إلى اإلتفاق المنشود‪.‬‬
‫في ‪ 16‬فبراير ‪ 1111‬اصدر مكتب الشؤون العامة بو ازرة الخزانة األمريكية بيان‬
‫علي لسان وزير الخزانة األمريكي حول سد النهضة األثيوبي الكبير تم نشره علي الموقع‬
‫االلكتروني للسفارة األمريكية في القاهرة جاء فيه‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫" شارك وزير الخزانة األمريكي ستيفن منوشين يومي ‪ 11‬و‪ 16‬فبراير ‪ 1111‬في‬
‫إجتماعات ثنائية منفصلة مع وزراء الخارجية والموارد المائية في مصر والسودان‪.‬‬
‫سهلت الواليات المتحدة إعداد إتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة األثيوبي‬ ‫ّ‬
‫بناء على القواعد التي اقترحتها الفرق القانونية والفنية المصرية‬
‫الكبير (‪ً )GERD‬‬
‫واألثيوبيه والسودانية وبمساهمة فنية من البنك الدولي‪ ،‬في إجتماعات ثنائية منفصلة‪،‬‬
‫تبادل الوزراء اآلراء حول اإلتفاق‪ .‬وتعتقد الواليات المتحدة أن العمل الذي تحقق خالل‬
‫األربعة األشهر الماضية قد أسفر عن إتفاق يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة‬
‫ومنصفة‪ ،‬بما يتوافق مع مصالح البلدان الثالثة‪.‬‬
‫بناء على المشاورات والدراسات الفنية التي أجرتها الدول‬
‫وقد جاءت هذه العملية ً‬
‫الثالث خالل السبع سنوات سابقة ويعالج اإلتفاق‪ ،‬في رأينا‪ ،‬جميع القضايا المعلقة بشأن‬
‫ملىء وتشغيل السد‪ .‬ويرتكز اإلتفاق على المبادئ التي وافقت عليها الدول الثالثة في‬
‫إتفاق إعالن المبادئ لعام ‪ ،1125‬وال سيما مبادئ اإلستخدام المنصف والرشيد وعدم‬
‫اإلضرار الكبير والتعاون‪.‬‬
‫نقدر استعداد الحكومة المصرية للتوقيع على اإلتفاقية وتوقيعها باألحرف‬
‫وإننا ّ‬
‫األولى تأكيداً اللتزامها‪.‬‬
‫أيضا أن أثيوبيا تواصل مشاوراتها الوطنية‪ ،‬ونتطلع إلى اانتهاء هذه‬
‫كما ندرك ً‬
‫العملية في أقرب وقت ممكن وصوالً لتوقيع اإلتفاق في أقرب وقت ممكن‪ .‬واتساقاً مع‬
‫المبادىء الواردة في إتفاق إعالن المبادئ‪ ،‬وال سيما مبادئ عدم التسبب في ضرر كبير‬
‫لبلدان المصب‪ ،‬يجب أال يتم إجراء االختبارات النهائية وملىء الخزان دون إتفاق‪ .‬كما‬
‫أيضا إلى قلق سكان دول المصب في السودان ومصر بسبب العمل غير المكتمل‬
‫نشير ً‬
‫على التشغيل اآلمن لسد النهضة‪ ،‬والحاجة إلى تنفيذ جميع تدابير السالمة الالزمة‬
‫للسدود وفًقا للمعايير الدولية قبل بدء الملىء‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫تؤكد الواليات المتحدة من جديد التزامها بمواصله العمل مع الدول الثالث إلى أن‬
‫يتم توقيع اإلتفاق النهائي‪.‬‬
‫ونشير إلى أن اإلتفاقية الموقعة بشأن سد النهضة األثيوبي الكبير ستكون نقطة‬
‫تحول للمنطقة‪ ،‬وتؤدي إلى تعاون هام عبر الحدود‪ ،‬وتنمية إقليمية وتكامل إقتصادي‪،‬‬
‫ّ‬
‫وتحسين حياة أكثر من ‪ 151‬مليون شخص في مصر وأثيوبيا والسودان‪ .‬إننا سعداء‬
‫بالعمل الهام الذي قامت به هذه البلدان خالل األربعة أشهر الماضية‪ ،‬والذي ما كان‬
‫البناء والتعاون"‪.‬‬
‫ليتحقق بدون االلتزام القوي بالحوار ّ‬
‫في ‪ 1111/1/18‬صدر بيان مشترك لو ازرات الخارجية والطاقة والمياه األثيوبية‬
‫أكد أن أديس أبابا ستبدأ في الملء األولي لخزان سد النهضة‪ ،‬بالتوازي مع عمليات‬
‫البناء استنادا إلى حقها في اإلستخدام العادل والمنصف لموارد النيل‪ ،‬والمتوقع أن يبدأ‬
‫الملء األولي مطلع موسم األمطار هذا العام أي في يوليو‪.1111/‬‬
‫ويأتي البيان األثيوبي المشترك كرد مباشر على البيان األميركي الذي طالب‬
‫أثيوبيا بعدم البدء في ملء الخزان قبل توقيع اإلتفاق‪ ،‬وهو األمر الذي وصفه البيان‬
‫األثيوبي بالمخيب لآلمال‪ ،‬حيث أشار إلى أن أثيوبيا وبصفتها مالكة للسد سوف تبدأ‬
‫الملء األولي‪ ،‬وذلك دون اإلضرار بدول المصب كما هو منصوص عليه في إتفاقية‬
‫إعالن المبادئ‪.‬‬
‫وبشأن ما أشارت إليه الخزانة األميركية في بيانها‪ ،‬من أن هناك قلقا في السودان‬
‫ومصر بسبب التشغيل غير اآلمن للسد‪ ،‬وأن هناك حاجة لتنفيذ تدابير سالمة وفقا‬
‫للمعايير الدولية‪ ،‬قال البيان األثيوبي إن أديس أبابا عالجت كافة القضايا المتعلقة‬
‫بسالمة السدود من خالل فريق الخبراء الدولي‪ ،‬وبمعرفة وإتفاق مع مصر والسودان‪.‬‬
‫وعن توقيع مصر باألحرف األولى على اإلتفاق‪ ،‬أوضحت أثيوبيا أنها ال تقبل‬
‫توصيف ما وقعت عليه مصر بـ"اإلتفاق"‪ ،‬مشيرة إلى أن اإلتفاق حول قواعد محددة‬

‫‪94‬‬
‫لملء وتشغيل السد يجب أن تعده الدول الثالث‪ ،‬وأنه ال يزال يتعين على البلدان معالجة‬
‫القضايا العالقة‪ ،‬قبل توقيع اإلتفاق‪.‬‬
‫وختم البيان األثيوبي المشترك بتأكيد التزام أديس أبابا بمواصلة مشاركتها مع‬
‫مصر والسودان لمعالجة المسائل العالقة ووضع اللمسات األخيرة على المبادئ التوجيهية‬
‫والقواعد بشأن الملء األول والتشغيل السنوي للسد‪.‬‬
‫في ‪ 1111/3/4‬أقرت جامعة الدول العربية‪ ،‬مشروع قرار قدمته مصر بشأن سد‬
‫النهضة األثيوبي‪ ،‬يؤكد على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل‪ ،‬ويرفض أي إجراءات‬
‫أحادية إثيوبية‪ ،‬ويؤكد على ضرورة التزام أثيوبيا بمبادئ القانون الدولي"‪ ،‬يرحب القرار‬
‫بإتفاق ملء سد النهضة األثيوبي الذي أعدته الحكومة األميركية‪ ،‬ويؤكد أن مشروع‬
‫اإلتفاق الذي طرحته أميركا والبنك الدولي "عادل ومتوازن ويحقق مصالح البلدان‬
‫الثالثة"‪ ،‬ويحث الدول العربية على "اتخاذ ما يلزم من إجراءات إلقناع أثيوبيا بالتوقيع‬
‫على مشروع اإلتفاق الذي أعدته الواليات المتحدة"‪.‬‬
‫في ‪ 1111/3/6‬و ازرة الخارجية األثيوبية أعلنت رفضها «قرار» جامعة الدول‬
‫العربية بشأن سد النهضة»‪ ،‬وقالت في بيان إن «الحكومة تعرب عن قلقها من هذا‬
‫دعما لدولة عضو دون مراعاة الحقائق الرئيسية التي‬
‫القرار»‪ ،‬معتبرة أن القرار « يوفر ً‬
‫تجري في مفاوضات سد النهضة»‪.‬‬
‫وأشاد البيان بالموقف الذي اتخذته حكومة السودان لرفضها تأييد «قرار» جامعة‬
‫الدول العربية‪ .‬وأضاف‪« :‬لقد أثبت السودان مرة أخرى موقفه المتمثل في كونه صوت‬
‫العقل والعدالة»‪.‬‬
‫وأعربت الخارجية األثيوبية عن تقدير بالدها العميق للموقف المبدئي للسودان‬
‫الذي يساعد على تقديم الحلول المربحة لجميع األطراف المعنية‪ ،‬من خالل التزامها‬
‫بمواصلة التفاوض بشأن السد‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫من جهتها أعربت مصر عن رفضها جملة وتفصيال لبيان و ازرة الخارجية األثيوبية‬
‫حول قرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر بشأن سد النهضة األثيوبي‪ ،‬وقالت إنه‬
‫افتقد للياقة والدبلوماسية‪ ،‬وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها‪.‬‬
‫وقال بيان صادر عن و ازرة الخارجية المصرية في ‪ ،1111/3/1‬إن تبني جامعة‬
‫الدول العربية لقرار يدع وأثيوبيا لاللتزام بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق‪ ،‬وعدم‬
‫اإلقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها اإلضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية‪،‬‬
‫ما هو إال إقرار بالمدى الذي باتت أثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح‬
‫الجماعية للدول ذات السيادة األعضاء في جامعة الدول العربية التي تسعي أثيوبيا‬
‫للهيمنة عليها‪.‬‬
‫واعتبر البيان أن قرار الجامعة العربية "يعكس خيبة األمل واالنزعاج الشديد إزاء‬
‫المواقف األثيوبي ة طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة‪ ،‬وباألخص منذ‬
‫إبرام إتفاق إعالن المبادئ عام ‪."1125‬‬
‫وأضاف بيان الخارجية المصرية أن "النهج األثيوبي يدل على نية في ممارسة‬
‫الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته‪ .‬وقد تجلى ذلك في‬
‫إصرار أثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد في شهر يوليو ‪ 1111‬دون التوصل‬
‫إلتفاق مع دولتي المصب"‪.‬‬
‫ووصفت الخارجية المصرية سلوك أثيوبيا بأنه "محاولة لجعل مسار المفاوضات‬
‫رهينة العتبارات سياسية داخلية‪ ،‬وهو ما يمثل خرقا ماديا إلتفاق إعالن المبادئ ويثبت‬
‫بما ال يدع مجاال للشك سوء نية أثيوبيا وافتقادها لإلرادة السياسية للتوصل إلتفاق عادل‬
‫ومتوازن بشأن سد النهضة"‪.‬‬
‫واعتبرت مصر أن حقيقة مواقف أثيوبيا ظهرت بجالء في عدم موافقتها على‬
‫إتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون (الواليات المتحدة‬

‫‪96‬‬
‫بالتنسيق مع البنك الدولي)‪ ،‬مؤكدا أن الجامعة العربية رحبت باإلتفاق تعبي ار عن دعمها‬
‫السياسي‪ ،‬ودعت أثيوبيا لمراجعة موقفها والنظر في توقيع هذا اإلتفاق‪.‬‬
‫وشدد البيان على أنه ليس من حق أثيوبيا أن تعطي دروسا لجامعة الدول العربية‬
‫أو دولها األعضاء عن الصالت والوشائج التي تجمع الشعوب العربية واألفريقية "وهي‬
‫الروابط التاريخية التي ليس ألثيوبيا أن تحدد مضمونها"‪.‬‬
‫ودعا بيان الخارجية المصرية المجتمع الدولي لالنضمام للجامعة العربية "في‬
‫إدراك طبيعة سياسة أثيوبيا القائمة على العناد وفرض األمر الواقع‪ ،‬وهو ما يهدد‬
‫باإلضرار باالستقرار واألمن اإلقليميين"‪ ،‬كما دعا أثيوبيا لتأكيد التزامها بعدم البدء في‬
‫ملء سد النهضة دون إتفاق‪ ،‬وللموافقة على اإلتفاق الذي أعده الوسطاء المحايدون‪.‬‬
‫وختم البيان بأنه ال يزال هناك حل متوازن لموضوع سد النهضة يؤمن المصالح‬
‫المشتركة لكافة األطراف ويوفر فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد من التعاون بين الدول‬
‫المشاطئة للنيل األزرق‪ ،‬وهي الفرصة التي يجب اغتنامها لمصلحة ‪ 141‬مليون مواطن‬
‫في مصر والسودان وأثيوبيا‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫موقف السودان من سد النهضة األثيوبي‬
‫‪‬‬
‫الموقف السوداني من سد النهضة‬

‫الموقف المعني تحت هذا العنوان هو الموقف الرسمي والمعلن للحكومة السودانية‪،‬‬
‫حيث بدأ موقف السودان تجاه سد النهضة باعتراضه على قيام السد مبر ار ذلك بأن‬
‫قيامه سيفقد السدود السودانية أكثر من نصف فاعليتها‪ ،‬كما سيفقد األراضي الزراعية‬
‫السودانية خصوبتها(‪ ،)1‬ويمكن تمييز ذلك من خالل أنه ما بين عامي ‪ 1122‬و‪1123‬‬

‫رصد الباحث‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سد النهضة ونهاية الزمن العربي ‪www . Aljazeera. net / knowledge opinions‬‬

‫‪97‬‬
‫ظهر السودان حريصا على حقوقه المائية‪ ،‬وعارضت الخرطوم تشييد السد خشية التأثير‬
‫على حصته المائية السنوية (‪ 26.5‬مليار متر مكعب)‪ ،‬وفي نوفمبر ‪ ،1123‬حدث‬
‫تغير الموقف السوداني من معارضة بناء السد إلى تأييده(‪ ،)1‬حيث‬
‫الفت‪ ،‬إذ ّ‬
‫تطور ٌ‬
‫ٌ‬
‫اصدرت و ازرة الخارجية السودانية بيانا صحفي ًا أكدت فيه أن السودان لن يتضرر من‬
‫إنشاء سد النهضة‪ ،‬بل ويدعمه لما له من فوائد جمة على السودان(‪ ،)2‬كذلك صرح‬
‫الرئيس السوداني السابق البشير بمساندة السودان لسد النهضة‪ ،‬وذلك عند تدشينه‬
‫والرئيس األثيوبي السابق ديسالين لشبكة الريط الكهربائي بين البلدين في ‪ 3‬ديسمبر‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 1123‬بالقضارف‪ ،‬وكانت هي المرة األولى التي يعلن فيها تأييد السودان للسد‪.‬‬
‫الحقاً صرح الرئيس السوداني السابق عمر البشير خالل زيارته ألديس أبابا في‬
‫‪ 4‬أبريل ‪ ،1121‬مؤكداً فوائد السد للسودان‪ ،‬وأن أثيوبيا سوف تزود السودان بنحو‪511‬‬
‫ميجاوات من الكهرباء بفضل خط الكهرباء الذي سيقام بمحاذاة النيل األزرق لنقل كهرباء‬
‫سد النهضة إلى السودان‪ ،‬وأضاف أن سعر الكيلووات لن يزيد على ‪ 5‬سنتات فقط‪ ،‬في‬
‫حين أن سعر الكيلووات عالميا يصل إلى ‪ 24‬سنتا‪.‬‬
‫وأكد أن كهرباء سد النهضة ستكون بديال للسودان‪ ،‬عن مشروعات توليد الكهرباء‬
‫التي توقفت بسبب إنفصال دولة جنوب السودان عن السودان‪ ،‬كما صرح وزير الخارجية‬
‫ِّ‬
‫"سيمكن‬ ‫السوداني السابق إبراهيم غندور بأن مصر تتخوف من سد النهضة األثيوبي ألنه‬
‫السودان من إستخدام كامل حصته في مياه نهر‪ ،‬ونقل موقع "سودان تريبيون" في ‪12‬‬
‫نوفمبر ‪ 1121‬عنه إن سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا على مجرى النيل األزرق يحقق‬
‫للسودان مصالحه "لذا يقف السودان مع مصالحه‪ ،‬رغم أنه شدد م ار ار أن حصة مصر‬
‫في مياه النيل وفقا إلتفاقية ‪ 2858‬بالنسبة له خط أحمر"‪ ،‬وع از غندور تخوفات مصر‬

‫‪)1( https://www.trtarabi.co.‬‬
‫‪)2( http://ar-ar.facebook/fayoumsonsposts.‬‬
‫‪)3( www.marefa.org.‬‬

‫‪98‬‬
‫من السد إلى خسارتها نصيب السودان الذي كان يذهب إليها خارج إتفاقية مياه النيل‬
‫كسلفة‪ ،‬وقال‪":‬بصراحة وألول مرة يقول سوداني بهذه الصراحة‪ ،‬السودان لم يكن يستخدم‬
‫كل نصيبه في مياه النيل وفق إتفاقية ‪ ،2858‬وسد النهضة يحفظ للسودان مياهه التي‬
‫كانت تمضي لمصر في وقت الفيضان ويعطيها له في وقت الجفاف"‪.‬‬
‫في حين صرح وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني السابق‪ ،‬معتز‬
‫موسى‪ ،‬عقب جولة التفاوض التي انعقدت في ‪ 22‬و‪ 21‬نوفمبر ‪ 1121‬في العاصمة‬
‫المصرية القاهرة إن السودان "سيلتزم بالمسار العلمي والمهني‪ ،‬سبيال أساسيا لحل كافة‬
‫التباينات في الرؤى والمواقف الخاصة بمفاوضات سد النهضة األثيوبي"‪ ،‬جاء ذلك‬
‫التصريح عقب أيام من إعالن مصر تعثر المفاوضات‪.‬‬
‫رأى المصرييون أن تحول موقف السودان ما هو إال توجه يهدف عبره إلى الضغط‬
‫على مصر بورقة المياه مقابل تنازل مصر عن مثلث حاليب‪ ،‬وأن دعم السودان‬
‫ومساندته ألثيوبيا في مشروع السد يأتي بسبب الدور الذي تلعبه أثيوبيا في الملف‬
‫السوداني(‪ ،)1‬األمر الذي يشير ضمناً إلى أن السودان اتخذ موقفه من سد النهضة‬
‫إنطالقا من أهداف سياسية وليس غيرها‪ ،‬في حين برر السودان علي لسان وزير الري‬
‫السوداني السابق سيف حمد عبد الله موقفه الداعم لقيام مشروع النهضة على دراسات‬
‫وتحليالت متعمقة قام بها خبراء سودانيون مشهود لهم عالمياً بالكفاءة في مجاالت‬
‫(‪)2‬‬
‫هندسة السدود والمياه والري والبيئة‪.‬‬
‫بالرغم من تغيير نظام الحكم في الخرطوم اال أن الموقف السوداني من قضية سد‬
‫النهضة تجمد عند موقف اقرب الي الوسيط منه إلى الشريك االصيل كما يتضح في‬
‫تصريحات مسؤولي الحكومة االنتقالية حيث صرح وزير الري السوداني الحالي‬

‫‪)1( http://ar-ar.facebook/fayoum.sons/posts.‬‬
‫(‪ )2‬بروفيسور سيف حمد عبد الله‪ ،‬ندوة بعنوان " أهمية سد النهضة في حوض النيل الشرقي "‪ ،‬النادي الدبلوماسي‪ ،‬الخرطوم‪.1126/3/18 ،‬‬

‫‪99‬‬
‫بروفيسور ياسر عباس في األول من اكتوبر ‪ ،1128‬كما أوردت قناة الغد الفضائية‬
‫التي تبث من القاهرة حرص السودان على الوصول لتفاهمات وإتفاق منصف للدول‬
‫وفي ‪ 5‬أكتوبر‬ ‫(‪)1‬‬
‫الثالث (السودان ومصر وأثيوبيا) فيما يخص موضوع سد النهضة‪.‬‬
‫‪ ،1128‬وجه رئيس الوزراء السوداني د‪ .‬عبد الله حمدوك دعوة لوزراء الري في لسودان‬
‫ومصر أثيوبيا لعقد إجتماع‪ ،‬مشي اًر إلى أن ذلك اإلجتماع العاجل سيحسم العديد من‬
‫األمور فيما يخص ملف سد النهضة(‪ ،)2‬الحقاً خالل مؤتمر صحفى بعد اختتام إجتماع‬
‫الخرطوم لوزراء الرى المصرى والسودانى واألثيوبي أكد وزير الرى السودانى‪ ،‬أنه تم‬
‫اإلتفاق على مواصلة التشاور بين الوزراء للتوصل إلى حل بشأن سد النهضة‪ ،‬موضحا‬
‫أن بناء سد النهضة سوف يتم بناؤه على مراحل وليس مرة واحدة‪ ،‬وهو ما سوف يساعد‬
‫فى التوصل إلى حل دون وقوع أضرار‪ ،‬وأضاف أن هناك اختالفات بين الجانب‬
‫المصرى واألثيوبى ولكنها اختالفات مقدور عليها‪ ،‬مشددا على أن مواصلة اإلجتماعات‬
‫سوف يساعد فى التوصل إلى حلول بشأن األزمة‪ ،‬وأشار أن أثيوبيا اقترحت مدة زمنية‬
‫من أجل ملء السد تتراوح بين (‪ )4‬لـ (‪ )1‬سنوات‪ ،‬مشددا على أن سد النهضة شهد‬
‫العديد من المفاوضات خالل السنوات الماضية‪ ،‬وألول مرة تم التفاوض وفق أرقام‬
‫وجدوال وهناك إنجازات تمت فى المفاوضات‪ ،‬ويبقى وجود اختالفات جارى التوافق‬
‫عليها(‪ ،)3‬كما صرح إنه تم اإلتفاق على تشكيل لجنة ثالثية تضم ممثلين من الدول‬
‫الثالثة لمناقشة أزمة سد النهضة‪ ،‬مشي ار إلى أنه يدعو إلى استمرار عمل اللجنة الفنية‬

‫‪)1( https://www.alghad.tv.‬‬
‫(‪ )2‬صحيفة االنتباهة السودانية النسخة االلكترونية ‪.https://alintibaha.net/online/14643‬‬
‫(‪ )3‬صحيفة اليوم السابع المصرية صحيفة إخبارية إلكترونية يومية تصدر عن الشركة المصرية للصحافة والنشر واالعالن‬
‫‪.https://www.youm7.com‬‬

‫‪211‬‬
‫السودانية المصرية األثيوبية لحل الخالفات بشأن سد النهضة(‪ ،)1‬وأكد رفض بالده دعوة‬
‫(‪)2‬‬
‫مصر إلى إشراك وسيط دولي في المفاوضات‪.‬‬
‫في ختام اإلجتماع الخاص بمفاوضات سد النهضة بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا‬
‫في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،1128‬وبعد مداوالت امتدت ليومين‪ ،‬والذي حضره ممثلون من الواليات‬
‫المتحدة األمريكية والبنك الدولي كمراقبين‪ ،‬أوضح الدكتور ياسر عباس‪ ،‬وزير الري‬
‫والموارد المائية السوداني‪ ،‬في تصريح صحفي‪ ،‬أن مداوالت اإلجتماع بين وفود الدول‬
‫الثالث السودان ومصر وأثيوبيا‪ ،‬أحرزت تقدماً في القضايا التي حددت في اإلجتماع‬
‫األخير في الخرطوم في أكتوبر ‪ ،1128‬وقال إنه جاء التوافق على أن يتم الملء في‬
‫فترة زمنية قد تصل إلى سبع سنوات وفق هيدرولوجية نهر النيل األزرق‪ ،‬مشي اًر إلى أن‬
‫التفاوض شمل أيضاً موضوع التشغيل الدائم لسد النهضة وتأثيراته على منظومة السدود‬
‫في كل من السودان ومصر(‪ ،)3‬في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1128‬أوردت قناة روسيا العربية‬
‫الفضائية تصريحاً لوزير الري السوداني‪ ،‬ياسر عباس‪ ،‬أعرب فيه عن أمنيته في إحراز‬
‫تقدم بشأن محادثات "سد النهضة"‪ ،‬مشي ار إلى أن التقدم في هذا الملف هدفه "البحث‬
‫عن فرص تعزيز التعاون المشترك بين بلداننا"‪ ،‬وأكد الوزير على هامش إجتماع وزراء‬
‫المياه بشأن سد النهضة والمنعقد بالقاهرة‪ ،‬أن "التقدم في هذا الملف ليس فقط من أجل‬
‫الدفاع عن مصالحنا وحقوق شعوبنا‪ ،‬ولكن من أجل البحث عن فرص جديدة لتعزيز‬
‫التعاون المشترك بين بلداننا"‪ ،‬وقال‪" :‬أجرينا محادثات ونمضي على المسار الصحيح‪،‬‬
‫ونركز على المحادثات التقنية ومخاوف بعضنا البعض‪ ،‬وهذا أمر حيوي إلحراز تقدم‪،‬‬
‫فإذا تمكنا من االستماع إلى مخاوفنا فإن ذلك سيمهد الطريق إلى المضي قدما للوصول‬
‫إلى محادثات مثمرة‪ ،‬وأتمنى االستمرار بهذا الزخم في اإلجتماعات المقبلة"‪ ،‬وتطرق‬

‫‪)1( https://almashhadalsudani.com/sudan-news/sudan-today/11966.‬‬
‫‪)2( https://arabic.rt.com/middle_east.‬‬
‫(‪ )3‬صحيفة اليوم التالي السودانية النسخة االلكترونية ‪. https://alyoumaltali.net/‬‬

‫‪212‬‬
‫الوزير السوداني إلى مشاكل تشغيل سد النهضة‪ ،‬داعيا إلى التركيز على باقي المشاكل‬
‫المتعلقة ببناء السد‪ ،‬مقترحا خيارين لحل المشاكل المتعلقة بين الدول الثالث قائال‪:‬‬
‫"أقترح خيارين لكي تكون هذه المحادثات بناءة‪ ،‬األول هو االستمرار بالمحادثات والبناء‬
‫على ما تم في أديس أبابا‪ ،‬ولكن علينا ضبط اللغة التي استخدمت وذلك لكي تصبح‬
‫نقاط الخالف واإلتفاق أوضح‪ ،‬أما الخيار الثاني فهو التركيز على قضيتين أو ثالث‪،‬‬
‫مثل التشغيل طويل األمد‪ ،‬ولكن علينا التركيز على قضايا الدول الثالث‪ ،‬مثل ما هي‬
‫كمية المياه المتدفقة‪ ،‬وهذا يسهل العمل على حل الكثير من المسائل‪ ،‬وأيضا معرفة‬
‫متى سنبدأ بملء السد"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫في ‪ 11‬ديسمبر‪ ،1128‬أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس‬
‫عن تقارب كبير بين الخرطوم واديس ابابا والقاهرة بشأن الملء األول والتشغيل السنوى‬
‫لسد النهضة‪ ،‬وأشار إلى وجود اختالف في بعض وجهات النظر سيتم مناقشتها في‬
‫اإلجتماع الرابع بأديس أبابا في يناير القادم‪ ،‬وقال في ختام اإلجتماع الثالث من سلسلة‬
‫إجتماعات سد النهضة بمشاركة مراقبين من و ازرة الخزانة األمريكية وممثلين للبنك‬
‫الدولي‪ ،‬أن الدول الثالث قدمت مقترحات حول الملء األول والتشغيل السنوى‪ ،‬وأن‬
‫اإلجتماع شهد تداول كثير من المعلومات الفنية القيمة واإليجابية التي دفعت بمزيد من‬
‫التقارب بين مواقفها‪ ،‬بجانب استعراض تعريفات الجفاف والجفاف المستمر والتحوطات‬
‫الالزمة للتشغيل‪ ،‬وأوضح بأن الوفود الفنية اتفقت على دراسة هذه المواقف الجديدة‬
‫ومناقشتها كل على حدا قبل إجتماع اديس ابابا في ‪ 8‬و‪ 21‬يناير ‪ ،1111‬واوضح أن‬
‫السودان تقدم بمبادرة في إجتماع القاهرة في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1128‬تتعلق بأدنى تصريف‬
‫خلف السد ومبادرات أخرى عن التشغيل السنوى والمستمر في األحوال المتوسطة‪ ،‬وآلية‬

‫‪)1( https://arabic.rt.com/middle_east.‬‬

‫‪211‬‬
‫التنسيق التشغيلي وأشار إلى ان وفد السودان أضاف خالل هذا اإلجتماع تعريف للجفاف‬
‫(‪)1‬‬
‫والجفاف المستمر‪.‬‬
‫في ‪ 1‬يناير ‪ 1111‬قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك‪ ،‬إن بالده لن‬
‫تسمح بأي ضرر لمصر في أزمة سد النهضة‪ ،‬مؤكدا أن موقف الخرطوم هو ذاته‬
‫موقف القاهرة‪ ،‬جاء ذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة "األهرام" المصرية‪ ،‬تطرق خاللها‬
‫لموقف السودان من مفاوضات سد "النهضة" األثيوبي‪ ،‬وأوضح حمدرك أن "السودان‬
‫يشكل موقعا رئيسا في ملف سد النهضة‪ ،‬ولن يسمح بحدوث أى ضرر يحدث لمصر‪،‬‬
‫والسودان على علم بأهمية نهر النيل"‪ ،‬وتابع‪" :‬موقف السودان من سد "النهضة" هو‬
‫نفسه موقف مصر‪ ،‬فالسودان دولة في المنتصف بين أثيوبيا ومصر‪ ،‬وأي تأثير لسد‬
‫النهضة سيكون السودان أول المتأثرين"‪ ،‬وأكد أن "مصالح الخرطوم تتفق مع رؤية‬
‫القاهرة من السد األثيوبي‪ ،‬وبالتالي فإنهم مؤمنون بأهمية التفاهم بين الدول الثالث‪،‬‬
‫ثم اإلتفاق بين الدول الثالث"‪ ،‬ومضى قائال‪" :‬لكن األهم‬ ‫والتفاهم يكون استر ً‬
‫اتيجيا‪ ،‬ومن ّ‬
‫هو قضية تشغيل السد‪ ،‬ف أثيوبيا ترى أن قضية التشغيل هى قضية سيادية‪ ،‬ونحن ال‬
‫نعارض ذلك‪ ،‬لكن التشغيل يكون عبر التفاهم وعبر تبادل المعلومات بين البلدان الثالثة‬
‫بما ال يضر أياً منها‪ ،‬وأن تكون هناك إدارة مشتركة للسد‪ ،‬بحيث ال يتضرر أحد من‬
‫(‪)2‬‬
‫البلدان"‪.‬‬
‫في ‪ 8‬يناير ‪ 1111‬في جولة المفاوضات بالعاصمة األثيوبية أديس أبابا صرح‬
‫وزير الري السوداني ياسر عباس بإن بالده جاءت بقلب مفتوح لهذا اإلجتماع للتوصل‬
‫إلى إتفاق حول القضايا العالقة‪ ،‬وأضاف إن هذه الجولة شملت ‪ 4‬إجتماعات في المنطقة‬
‫و‪ 3‬في واشنطن خالل فترة وجيزة وضعت ضغط ًا كبي اًر عليهم‪ ،‬وتابع‪« :‬على الرغم من‬

‫(‪ )1‬صحيفة التغيير السودانية اإللكترونية ‪.https://www.altaghyeer.info/ar/2019/11/30/5‬‬


‫‪)2( www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt.‬‬

‫‪213‬‬
‫التقدم فإن السودان يأمل في أن تكون هذه اإلجتماعات ّبناءة في التوصل إلى إتفاق في‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا اإلجتماع واإلجتماع المقبل»‪.‬‬
‫في ‪ 1111/2/14‬أورد موقع "عرب برس" أن وزير الري السوداني ياسر عباس‬
‫قدم عرضا إلى مجلس السيادة االنتقالي في البالد‪ ،‬بشأن سد النهضة‪ ،‬وخالل اللقاء‬
‫الذي عقد بالقصر الرئاسي‪ ،‬وبحسب الوزير دار نقاش حول آثار السد على السودان‪،‬‬
‫والمتمثلة في زيادة التوليد الكهربائي‪ ،‬والتمكن من االستفادة من حصة السودان في مياه‬
‫الري وزيادة الرقعة الزراعية‪ ،‬إلى جانب اآلثار السلبية التي تخص األمن المائي‪،‬‬
‫ومساحات الري الفيضي التي سوف تتأثر بعد قيام السد‪ ،‬وأشار الوزير إلى أن اإلجتماع‬
‫تطرق إلى سالمة الخزان‪ ،‬وتعديالت تصميم وتنفيذ عناصر السالمة لتكون على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬مبينا أن اللقاء تناول وسائل اإلدارة والتنسيق بين سد النهضة والسدود‬
‫السودانية التي يتم التفاوض حولها حاليا بين الدول الثالثة‪ ،‬وأكد أن المجلس السيادي‬
‫أكد على أهمية سد النهضة في دعم التعاون اإلقليمي بين دول الحوض التي تتشارك‬
‫نفس النهر‪ ،‬والعمل على تعزيز التعاون اإلقتصادي المشترك‪ ،‬موضحا أن اإلجتماع‬
‫أشار إلى ضعف التغطية اإلعالمية في السودان لموضوعات سد النهضة‪ ،‬جاء ذلك‬
‫في وقت اختتمت الفرق الفنية والقانونية لكل من مصر وأثيوبيا والسودان إجتماعاتها في‬
‫العاصمة الخرطوم في حضور مراقبين من و ازرة الخزانة األميركية والبنك الدولي‪ ،‬أنهت‬
‫فرق العمل الفنية والقانونية للسودان وأثيوبيا ومصر إجتماعاتها المنعقدة في ‪ 12‬و‪11‬‬
‫يناير في الخرطوم‪ ،‬بعد تداول لمدة يومين للخروج بمسودة إتفاقية لملء وتشغيل سد‬
‫(‪)2‬‬
‫النهضة‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع البيان االخباري ‪.https://www.albayan.ae/one-world/arabs/2020-01-09-1.3747746‬‬


‫‪)2( http://arabipress.net/?page=article&id=65195.‬‬

‫‪214‬‬
‫بعد انسحاب أثيوبيا من مفاوضات سد النهضة‪ ،‬جاء أول رد فعل من السودان‬
‫في تصريح وزيرة الخارجية السودانية‪ ،‬أسماء عبد الله‪ ،‬لوكالة األنباء السودانية "سونا"‬
‫في ‪ 1111/1/16‬على ضرورة حضور أثيوبيا جولة التفاوض المقررة األسبوع الجاري‬
‫في العاصمة األمريكية واشنطن‪ ،‬من أجل الوصول إلى إتفاقية شاملة حول سد النهضة‪.‬‬
‫وذكرت وكالة األنباء السودانية "سونا" أن الوزيرة أبلغت تلك الرسالة لوزير الخزانة‬
‫األمريكي ستيفن منوشن في واشنطن‪ ،‬بحضور وزير الري والموارد المائية في السودان‬
‫(‪)1‬‬
‫ياسر عباس‪.‬‬
‫عقب ذلك‪ ،‬تسلم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان‪ ،‬رسالة خطية‬
‫من رئيس الوزراء األثيوبي آبي أحمد‪ ،‬تتصل بمحادثات سد "النهضة"‪ ،‬ولم يتم الكشف‬
‫عن مضمون الرسالة‪ ،‬إال أن البرهان ثمن المستوى المتطور الذي تشهده العالقات‬
‫الثنائية بين الخرطوم وأديس أبابا‪.‬‬
‫وكان وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس قال سابقاً‪ ،‬إن األطراف‬
‫الثالثة تسلمت مسودة إتفاق مقدمة من و ازرة الخزانة األمريكية‪ ،‬وأن إجتماعات ‪ 11‬و‪16‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 1111/1/‬الجاري قد تشهد توقيع إتفاق نهائي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة‪.‬‬
‫من جهة اخري‪ ،‬أبدى السودان تحفظه على مشروع القرار الصادر من الجامعة‬
‫العربية‪ ،‬كما طالب مندوب السودان عدم إدراج اسم بالده في القرار‪ ،‬مبر اًر ذلك بأن‬
‫القرار ليس في مصلحته وال يجب إقحام الجامعة العربية في هذا الملف‪ ،‬وأبدى تخوفه‬
‫مما قد ينتج عنه هذا القرار من مواجهة عربية إثيوبية‪ ،‬جاء ذلك في بيان منشور علي‬
‫تود و ازرة الخارجية أن توضح‬
‫الموقع االلكتروني لو ازرة الخارجية السودانية‪ ،‬هذا نصه‪ّ ":‬‬
‫للرأي العام أن ماجرى في إجتماع الدورة (‪ )253‬لمجلس جامعة الدول العربية على‬

‫‪)1( https://suna-sd.net/ar/single?id=561711‬‬
‫‪)2( http://mubasher.aljazeera.net/news/‬‬

‫‪215‬‬
‫المستوى الوزاري الذي إنعقد في ‪ 4‬مارس ‪1111‬م بالقاهرة مايلي‪ :‬أوالً‪ ،‬أبدى السودان‬
‫تحفظه على مشروع القرار الخاص بسد النهضة الذي أدرجته جمهورية مصر العربية‬
‫في أعمال المجلس الوزاري نظ اًر لعدم التشاور مع حكومة السودان بشأنه وقبل إيداعه‬
‫أعمال المجلس‪ .‬ثانياً‪ ،‬لكون مشروع القرار ال يخدم روح الحوار والتفاوض الجاري برعاية‬
‫الواليات المتحدة والبنك الدولي بواشنطن للوصول إلتفاق بين الدول الثالث جمهورية‬
‫مصر العربية وجمهورية السودان وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية حول عملية الملء والتشغيل‬
‫للسد‪ ،‬هذا وقد تقدم السودان بمقترح لتعديل نص مشروع القرار بما يتوافق مع هدف‬
‫تشجيع األطراف على مواصلة الحوار واإلبتعاد عن كل ما من شأنه تصعيد الخالف‬
‫واإلستقطاب الذي اليخدم الهدف المنشود في اإلتفاق على خارطة طر ٍ‬
‫يق تخدم المصالح‬
‫المائية للدول الثالث وتؤمن لها متطلبات التنمية المستدامة‪ .‬ولكن جمهورية مصر‬
‫ٍ‬
‫تعديل على نص مشروع القرار األمر الذي دفع السودان‬ ‫العربية رفضت إدخال أي‬
‫إلبداء تحفظه‪ ،‬وإذ يناشد السودان كالً من مصر وأثيوبيا للعودة للمفاوضات للوصول‬
‫لإلتفاق المرضي‪ ،‬يكرر دعوته لهما باإلبتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلباً على‬
‫عملية التفاوض‪ ،‬هذا وسيظل السودان حريصاً علي إنجاح مفاوضات سد النهضة بما‬
‫(‪)1‬‬
‫يصب في مصالح الدول الثالث‪.‬‬
‫الحقاً أعربت الخارجية المصرية على لسان المتحدث باسمها أحمد حافظ‪ ،‬عن‬
‫تحفظ الخرطوم على القرار العربي‬
‫أسفها لما ورد في بيان الخارجية السودانية‪ ،‬بشأن ُ‬
‫حول سد النهضة األثيوبي‪ ،‬حيث أكد حافظ أن مصر قامت بموافاة المندوبية الدائمة‬
‫للسودان لدى جامعة الدول العربية بمشروع القرار منذ يوم األول من مارس ‪1111‬‬
‫الجاري‪.‬‬

‫‪)1( https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id=6&sub_id=0&id=88880‬‬

‫‪216‬‬
‫المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية‪ ،‬أن الوفد المصري قد‬ ‫وأضاف ُ‬
‫استجاب إلى طلب السودان بحذف اسمه من مشروع القرار‪" ،‬إال أن التعديالت الالحقة‬
‫التي اقترحها السودان جاءت لتفرغ النص من مضمونه واإلضعاف من أثر القرار"‪،‬‬
‫التضامن‬
‫ُ‬ ‫مشير إلى أن القرار الصادر عن اإلجتماع الوزاري العربي لم يتضمن إال‬ ‫ًا‬
‫مع حقوق مصر المائية والتأكيد على قواعد القانون الدولي والدعوة للتوقيع على اإلتفاق‬
‫(‪)1‬‬
‫الم َعد‪.‬‬
‫ُ‬
‫في ‪ 31‬مارس ‪ ،1111‬وحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء السودانية‪ ،‬أعلن‬
‫رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن زيارة "قريبة" لكل من مصر وأثيوبيا لحثهما‬
‫على استئناف المفاوضات حول سد النهضة‪ ،‬جاء هذا اإلعالن عبر اتصال هاتفي‬
‫أجراه بستيفن منوشين وزير الخزانة األميركي‪ ،‬نقل فيه للجانب األميركي "نيته زيارة‬
‫القاهرة وأديس أبابا قريبا لحث الطرفين على استئناف المفاوضات حول سد النهضة‪،‬‬
‫واستكمال المتبقي من القضايا العالقة المهمة"‪ ،‬واتفق حمدوك مع الجانب األميركي على‬
‫أن عملية التفاوض فى واشنطن حققت إنجا از كبيرا‪ ،‬مما يجعل استئنافها منطقيا‪ ،‬كما‬
‫اتفق الجانبان على ضرورة مواصلة التفاوض بشأن سد النهضة بمجرد تغلب العالم على‬
‫(‪)2‬‬
‫جائحة الكورونا‪.‬‬
‫مما سبق وبتتبع الموقف الرسمي السوداني من ملف سد النهضة األثيوبي يري‬
‫الباحث أنه موقف متأرجح بدأ بالرفض ثم الحياد السلبي ثم بدا اقرب لدور الوسيط مع‬
‫ميل للجانب األثيوبي‪ ،‬كأن ملف سد النهضة األثيوبي يخص كال من مصر وأثيوبيا‬
‫فقط‪ ،‬فالمطلوب أن يعلن السودان موقفه الواضح كشريك أصيل في المصلحة المائية‬
‫ولديه بالضرورة تصوره الخاص بخصوص جميع هذه التفاصيل الخالفية حول فترة ملء‬

‫‪)1( https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2020/03/09/renaissance-dam-ethiopia-egypt-sudan‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1332478-‬‬

‫‪217‬‬
‫السد وأسس وقواعد الملء والتخزين وتشغيل سد النهضة‪ ،‬وال يكتفي بالتعليق أو التعقيب‬
‫علي المقترحات المصرية أو األثيوبية‪.‬‬
‫فلو كانت مصلحة السودان تقتضي دعم الموقف األثيوبي فليكن الموقف واضحا‬
‫من منطلقات وجوده كطرف شريك في مياه النيل وليس مجرد وسيط يعمل على تقريب‬
‫وجهات النظر بين مصر وأثيوبيا‪ ،‬وضعية السودان ال هو شريك وصاحب موقف له‬
‫وزن وتأثير في مجريات التفاوض‪ ،‬وال هو وسيط تنطبق عليه شروط الوسيط المحايد‬
‫تماما والذي ال مصلحة له في األمر‪ ،‬فعلي سبيل المثال نجد ان أثيوبيا تصر على‬
‫ضرورة ملء السد في غضون ثالث أو أربع سنوات‪ ،‬فيما تصر مصر على ملئه في‬
‫سبع سنوات‪ ،‬فما هو موقف السودان من عدد سنوات الملء والتخزين؟‪.‬‬
‫كما أن الحديث عن إتفاق المبادئ ‪ 1125‬والذي ينص على تزويد أثيوبيا للسودان‬
‫بالكهرباء‪،‬هذا اإلتفاق ليس ملزما ألثيوبيا حتي االن ألنه لم يتم توقيع إتفاق نهائي بين‬
‫الدول الثالث‪.‬‬
‫موقف السودان يجب أن يكون بعيداً عن أي اعتبارات أو مجامالت أو حسابات‬
‫سياسية وبناء موقف واضح على أساس الثوابت القانونية والفنية والمصلحة القومية‬
‫الدائمة للسودان‪.‬‬
‫أراء الخبراء السودانيون حول سد النهضة‬

‫منذ إعالن أثيوبيا عن تدشين العمل في سد النهضة في ‪ 31‬مارس‪ ،1121‬تباينت‬


‫آراء خبراء قانونيين واستراتيجيين‪ ،‬ومهندسين وكتاب رأي وسياسيين سودانيين حول سد‬
‫النهضة األثيوبي وآثاره المائية واإلقتصادية والبيئية واإلجتماعية على السودان‪ ،‬حيث‬
‫إنقسموا ما بين مؤيد ومعارض لقيام السد‪ ،‬ففي حين اسهب المؤيدون في عرض الفوائد‬
‫المتوقعة التي سيجنيها السودان‪ ،‬اسهب المعارضون في عرض االضرار والمخاطر‬

‫‪218‬‬
‫المحتملة التي سيواجهها السودان من قيام السد‪ ،‬هذا التباين في اآلراء حول السد الزم‬
‫قضية السد منذ بدايتها وحتي االن‪.‬‬
‫اآلراء االيجابية حول سد النهضة األثيوبي‬

‫بروفيسور سيف الدين حمد عبد الله وزير الموارد المائية االسبق وعضو اللجنة‬
‫الفنية بين أثيوبيا ومصر والسودان اشار بخصوص خطر إنهيار السد إلى أن الهندسة‬
‫المدنية معمولة إلنشاء الخزان في مناطق األخدود علي أساس مقاومة زلزال بدرجة ‪6‬‬
‫على ميزان رختر‪ ،‬وأنه إذا إنهار الخزان فشكل االنهيار معروف ولن يكون هناك ضرر‬
‫كبير على السودان حسب السيناريوهات التي اعدتها و ازرة الري السودانية‪ ،‬كما اكد علي‬
‫(‪)1‬‬
‫فوائد السد للسودان من حيث الكهرباء والزراعة المروية وحجز الطمي‪.‬‬
‫البروفيسور محمد عثمان عكود عميد كلية الهندسة سابقاً بجامعة الخرطوم وعضو‬
‫الوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي يري أن قيام سد األلفية يقلل كمية‬
‫الرسوبيات الواردة وبالتالى معدل ترسيب أقل بسد الروصيرص ومروى مما يقلل تكلفة‬
‫(‪)2‬‬
‫نظافة الخزانات السودانية‪.‬‬
‫بروفيسور أحمد علي قنيف وزير الزراعة السوداني األسبق‪ ،‬اشار إلى أن سد‬
‫النهضة سيعطي أثيوبيا آلية هندسية للتحكم في مياه النيل‪ ،‬وان النظرة والتشاور يجب‬
‫أن تكون من هذا الباب واالستفادة مما تطرحه أثيوبيا حول استعدادها لإلتفاق‪ ،‬كما اشار‬
‫إلى أن دول حوض النيل يجب أن يدخلوا في مشايع مشتركة وتبني عالقات السودان‬
‫معهم على مصالح حقيقية‪ ،‬وأن إنبساط االرض المطلوب الستثمار المياه في الزراعة‬
‫هو في السودان‪ ،‬ويجب أن نطور نهجا مستقبليا ف أثيوبيا يمكن أن تكون لها مصلحة‬
‫في الزراعة في السودان‪ ،‬فالتطور السكاني في أثيوبيا متزايد ويحتاجون للغذاء‪ ،‬وتكون‬

‫(‪ )1‬سيف الدين حمد عبد الله‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫(‪ )2‬محمد عثمان عكود‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬

‫‪219‬‬
‫وسيلة للتعاون والتفاهم وتبادل المصالح الحقيقية إستغالال لمياه النيل‪ ،‬ايضا بالنسبة‬
‫للزراعة قيام السد اثره ايجابي على الزراعة من ناحية توفير الكهرباء وتوفير استقرار‬
‫المياه على مدار السنة وفيه تامين للنشاط الزراعي مما يطور الز ارعة المروية ألعلى‬
‫مستوياتها ويسمح بسياسة التنويع والتكثيف‪ ،‬وان االستقرار في مناسيب المياه ومستوى‬
‫(‪)1‬‬
‫النيل الذي يوفره السد يساعد في هذا‪.‬‬
‫الدكتور عثمان حمد‪ ،‬المستشار بو ازرة الموارد المائية والكهرباء بالسودان وعضو‬
‫الوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة األثيوبي‪ ،‬وعضو اللجنة الوطنية الفنية لدراسة‬
‫قائال‪" :‬الخزان ال يمكن‬
‫آثار السد على السودان‪ ،‬قلل من المخاوف بشأن انهيار السد‪ً ،‬‬
‫أن ينهار مباشرة‪ ،‬وإذا حدث سيحدث شرخ في السد الخرساني"‪ ،‬مشي ار إلى أن "سالمة‬
‫السد ُدرست من قبل خبراء عالميين بجانب لجنة مختصة تتابع هذا األمر"‪ ،‬مبينا أن‬
‫(‪)2‬‬
‫السد يبعد عن منطقة الزالزل المذكورة بنحو ‪ 511‬كيلومتر‪.‬‬
‫الدكتور سلمان محمد احمد سلمان الخبير الدولي المتخصص في المياه وفي أكثر‬
‫من مناسبة‪ ،‬عدد الفوائد التي يجنيها السودان من السد ممثلة في تنظيم إنسياب مياه‬
‫النيل األزرق على مدى العام وتحقيق ‪ 3‬دورات زراعية‪ ،‬تمكنه من إستخدام ‪ 6‬ونصف‬
‫مليار متر مكعب من المياه‪ ،‬وقف الفيضانات‪ ،‬حجز الطمي‪ ،‬تغذية المياه الجوفية‪،‬‬
‫تنظيم اإلستخدامات المالحية‪ ،‬تقليل التبخر باالضافة لالستفادة من الكهرباء قليلة‬
‫التكلفة‪ ،‬وأن الحديث حول إنهيار السد ال قيمة له خاصة أنه بني بتقنية غربية وانفقت‬
‫فيه أثيوبيا ‪ 5‬مليارات دوالر وأن السد بمثابة السد العالي للسودان بدون تكلفة مالية‪،‬‬
‫ويضيف بروفيسور سلمان في مسألة امان السد‪ " :‬صحيح أنه لو إنهار سد النهضة‬
‫فستكون له آثار كارثية على السودان‪ ،‬ولكن لو إنهار السد العالي فستكون آثاره الكارثية‬

‫(‪ )1‬أحمد علي قنيف‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫(‪ )2‬عثمان حمد‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪ ،‬مركز تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬
‫‪.1125/8/6‬‬

‫‪221‬‬
‫أكبر على مصر‪ ،‬ولو إنهار سد مروي فسوف يغرق معظم المدن والقرى السودانية حتى‬
‫حلفا القديمة‪ ،‬وانهيار السدود ونتائجها الكارثية إذن ليست حك اًر على سد النهضة"‪ ،‬وقال‬
‫أيضا‪" :‬إن التقانة التي تبني بها الشركات العالمية مثل شركة (ساليني) االيطالية التي‬
‫تبني سد النهضة متقدمة عشرات المرات على التقانة التي بنى بها االتحاد السوفيتي‬
‫السد العالي قبل نصف قرن من الزمان‪ ،‬وبنى بها اإليطاليون خزان الروصيرص في‬
‫ستينات القرن الماضي‪ ،‬وبنى الصينيون سد مروي قبل أعوام‪ ،‬لماذا إذن سينهار سد‬
‫النهضة ابن تقانة العصر الحالي ولن ينهار السد العالي أو خزان الروصيرص أو سد‬
‫المروي أبناء تقانة القرن الماضي؟‪ ،‬كما أن القول أن سد النهضة يقع في منطقة زالزل‪،‬‬
‫وعليه فهو معرض لالنهيار قول مردود أيضا‪ ،‬فالعالم لم يسمع عن أي زالزل في أثيوبيا‬
‫اطالقا‪ ،‬ولوكانت المنطقة منطقة زالزل النهار أو لتصدع خزان الروصيرص‪ ،‬ابن‬
‫الخمسين عام‪ ،‬والذي يقع نفس المنطقة الجغرافية لسد النهضة"(‪ ،)1‬وعاد الدكتور سلمان‬
‫محمد احمد سلمان ليؤكد فوائد سد النهضة علي السودان في مقاله‪ ،‬الذي أورده موقع‬

‫تاسيتي نيوز االخباري قال فيه‪ " :‬أن فوائد سد النهضة على السودان ّ‬
‫متعددةٌ‪ ،‬وتشمل‪،‬‬

‫المدمرة من مياه النيل األزرق‪ّ ،‬‬


‫تعدد الدورات الزراعية‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫بإيجاز شديد‪ :‬وقف الفيضانات‬
‫(من دورٍة و ٍ‬
‫احدة إلى دورتين‪ ،‬أو حتى ثالث دورات في العام)‪ ،‬إنتظام وزيادة توليد‬
‫الكهرباء من سدودنا‪ ،‬التغذية المتواصلة للمياه الجوفية المرتبطة بالنيل األزرق (ونهر‬
‫النيل نفسه)‪ ،‬إنتظام المالحة على النيل األزرق ونهر النيل طوال العام‪ ،‬حبس الجزء‬
‫األكبر من الطمي الوارد من الهضبة األثيوبية وراء سد النهضة‪ ،‬وإمكانية شراء الكهرباء‬
‫ال من مواصلة‬
‫تقل تكلفة توليدها كثي اًر عن تكلفة التوليد في السودان‪ ،‬بد ً‬
‫األثيوبية والتي ُّ‬
‫المكّلفة مالياً وإجتماعياً وبيئياً للسودان وشعبه‪ ،‬والتي يرفضها بشدة‬
‫سياسة بناء السدود ُ‬

‫(‪ )1‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬مقال "المياه والعالقات الدولية في حوض النيل الشرقي"‪ ،‬المجلة السودانية للدراسات الدبلوماسية‪ ،‬المركز‬
‫القومي للدراسات الدبلوماسية و ازرة الخارجية السودانية‪ ،‬العدد‪ ،22‬سبتمبر ‪ 1123‬م‪ ،‬ص‪.186 – 166 :‬‬

‫‪222‬‬
‫المتضررة من تلك السدود (مثل الشريك‬ ‫ٍ‬
‫ومنطقية) سكان المناطق‬ ‫ٍ‬
‫وجيهة‬ ‫ٍ‬
‫ألسباب‬
‫(و‬
‫ّ‬
‫وكجبار)‪ ،‬وكما أوضحنا م ار اًر فإن سد النهضة سوف يساعد السودان كثي اًر في إستخدام‬
‫نصيبه من مياه النيل بموجب إتفاقية عام ‪ ،2858‬والذي يذهب أكثر من ثلثه (ستة‬
‫مليار ونصف المليار من المياه) سنويا لمصر بسبب فشل السودان منذ عام ‪2858‬‬
‫تعدد الدورات الزراعية في السودان جراء‬
‫في إستخدامه‪ ،‬وسوف ُينتج هذا اإلستخدام ّ‬
‫اكتمال سد النهضة‪ ،‬كما سوف يساعد تعدد الدورات الزراعية السودان في استرداد سلفة‬
‫قدمها السودان لمصر بموجب إتفاقية عام ‪( 2858‬والتي لم يتم استردادها‬
‫المياه التي ّ‬
‫حتى اآلن)‪،‬لهذه األسباب فإن فوائد سد النهضة على السودان تفوق فوائد السد العالي‬
‫(‪)1‬‬
‫لمصر‪ ،‬وبدون التكلفة المالية واإلجتماعية والبيئية الضخمة للسودان‪.‬‬
‫الدكتور الصادق شرفي رئيس شعبة المياه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم‪ ،‬أكد إن‬
‫السد من ناحية تصميمية ليس فيه مشكلة‪ ،‬مبينا أن تكلفة الكيلووات من الكهرباء ثلث‬
‫(‪)2‬‬
‫تكلفة الكيلووات من سد مروي‪.‬‬
‫عليه يمكن تلخيص الفوائد التي سوف تعود على السودان من قيام سد النهضة‬
‫األثيوبي في االتي‪:‬‬
‫‪ .2‬أن ‪ %65‬من إيراد مياه النيل األزرق تأتي من المنبع في الهضبة األثيوبية إلى‬
‫دول المصب في شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر‪ ،‬وسوف يعمل السد على تنظيم‬
‫سريان المياه الواردة عبر النيل األزرق على مدار السنة‪.‬‬
‫‪ .1‬يقلل كثي اًر من الفيضانات التي تحدث الكثير من الخسائر في الممتلكات والبشر‪.‬‬

‫‪)1( https://tasetinews.com/news/2403/، 2019/11/03.‬‬


‫(‪ )2‬الصادق شرفي‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪ ،‬قاعة‬
‫الشارقة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ .3‬يحل مسألة الطمي الذي يشكل مشكلة اآلن في مشروع الجزيرة ويسد القنوات‬
‫التي يصرف عليها ماليين الدوالرات لتطهيرها‪ ،‬وكذلك يقلل من كميات الطمي‬
‫التي تعلق بالسدود السودانية‪.‬‬
‫‪ .4‬يحد أيضا من أعداد األشجار والحيوانات النافقة والتي كان يجرفها النيل األزرق‬
‫خالل مواسم الخريف‪ ،‬والتي تؤثر على السعة التخزينية لهذه الخزانات وبالتالي‬
‫تقلل من كفاءتها التشغيلية‪ ،‬وبالتالي فإن سد النهضة سوف يضمن تشغيل السدود‬
‫السودانية بكفاءة جيدة‪.‬‬
‫‪ُ .5‬يكسب خزان النهضة السودان زيادة في الرقعة الزراعية‪ ،‬ويؤمن النشاط الزراعي‬
‫بسبب استقرار المياه على مدار السنة‪ ،‬مما يسهم في تطوير الزراعة اآللية‬
‫ويسمح بتبني سياسات التنويع والتكثيف‪.‬‬
‫‪ .6‬مشروعات الطاقة الكهرومائية األثيوبية ذات منافع لكل دول حوض وادي النيل‪،‬‬
‫وباألخص السودان‪ ،‬حيث يمد السد السودان بالكهرباء الرخيصة والصديقة للبيئة‪.‬‬
‫اآلراء السلبية حول سد النهضة األثيوبي‬

‫حذر الخبراء السودانيون المعارضون لسد النهضة األثيوبي من تداعيات قيام‬


‫السد على األمن القومي المائي للسودان من عدة نواحي منها‪ :‬أن أثيوبيا قد تبيع المياه‬
‫للسودان في المستقبل‪ ،‬مؤكدين أن قيامه على الحدود يشكل مهدد للسودان ألنه على‬
‫بعد حوالي ‪ 41‬كيلو مت ار من األراضي السودانية‪ ،‬باعتبار أن السد يقوم على ارتفاع‬
‫أكثر من ‪ 111‬متر وإذا تعرض السد للكسر‪ ،‬فإن اراضي واسعة من السودان مهددة‬
‫بالغرق منها العاصمة الخرطوم‪.‬‬
‫في هذا اإلطار كان قد دعا الوكيل السابق لو ازرة الرى بروفيسور أحمد آدم إلى‬
‫تكوين لجنة لمراجعة التصميم واختيار خبراء لمعرفة صالحية الخزان وتأثيراته وقال إن‬
‫مشكلة أثيوبيا أنها تعتقد أن المياه أتية منها ولم تستفد منها‪ ،‬وشکى من عدم توفر‬

‫‪223‬‬
‫المعلومات حول مدى تأثير سد األلفية على الخزانات السودانية‪ ،‬إلى جانب المهددات‬
‫المتعلقة بسالمة السد‪ ،‬من جهته حذر المهندس حيدر يوسف بخيت مدير إدارة مياه‬
‫النيل سابقا بو ازرة الري السودانية من بناء الخزان في منطقة رخوة‪ ،‬وقال إن احتمال‬
‫إنهياره وارد‪ ،‬وقال إن حجم المياه التي سوف تخزن أمام السد تقدر بحوالي ‪ 14‬مليار‬
‫متر مكعب‪ ،‬وهي أعلى من اإليراد الطبيعي للنيل األزرق (‪ 46‬مليار متر مكعب)‪،‬‬
‫وعليه فإن ملء الخزان إلى مستوى التشغيل سوف يؤثر كثي ار في خفض اإليراد الشهري‬
‫للنيل األزرق‪ ،‬خاصة في فترة التحاريق من فبراير وحتى أبريل في فترة الزراعة الشتوية‬
‫في السودان‪ ،‬وك لما كانت فترة الملء الكلي للخزان قصيرة ثالث سنوات متواصلة‪ ،‬كلما‬
‫كان الضرر كبيرة على السودان‪ ،‬وكلما زادت فترة الملء الكلي للخزان إلى حوالي ‪21‬‬
‫سنوات كلما قل الضرر علي السودان‪ ،‬وأضاف أن الضرر اآلخر هو التغير المناخي‪،‬‬
‫والذي لم يحسم العلماء بعد مستوى ودرجة اآلثار السالبة على منطقة حوض النيل‪ ،‬فإذا‬
‫أدى التغير المناخي إلى إيراد أقل من متوسط اإليراد الحالي للنيل االزرق‪ ،‬بذلك يكون‬
‫التخزين في السد وبهذا الحجم مشكلة في التوفيق بين احتياج أثيوبيا للتوليد الكهربائي‬
‫واحتياجات السودان الزراعية وأن األثر األكثر خطوة على السودان يتمثل في حجز‬
‫الطمي أمام السد‪ ،‬حيث تحمل مياه النيل األزرق في فترة الفيضان كميات كبيرة من‬
‫الطمي له فائدة كبيرة في تجديد التربة بالسودان تجنبه االستعمال الكثيف لألسمدة‬
‫ومخصبات التربة‪ ،‬وهي التجربة التي دخلت فيها مصر بعد بناء السد العالي‪ ،‬حيث‬
‫فقدت األرض خصوبتها مما اضطرها لإلستخدام الكثيف لألسمدة والمخصبات ما أضر‬
‫كثي ار پانتاجها الغذائي وصحة اإلنسان والحيوان‪ ،‬ويواصل قائالً‪ :‬أما الخطر الحقيقي‬
‫من السد بالنسبة للسودان ومصر معا يتمثل في تحريك النشاط الزلزالي في المنطقة‬
‫نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمي المحتجز أمام السد والتي تقدر بحوالي ‪14‬‬
‫مليار طن‪ ،‬هذا الوزن يمكن أن يؤدي إلى نشاط زلزالی يسبب تشققات في بنية السد‬

‫‪224‬‬
‫تؤدي الى انهياره مما يؤدي إلى فيضان كارثي يزيل كل الخزانات على النيل األزرق‬
‫في‬ ‫(‪)1‬‬
‫وجبل أولياء والنيل الرئيسي بالسودان‪ ،‬حتى السد العالي وسد أسوان بمصر‪.‬‬
‫مناسبة اخري أوضح المهندس حيدر يوسف بأن األضرار التي تعود للسودان أكثر‬
‫بكثير من الفوائد‪ ،‬وأن السودان ال يملك الدراسات اإلقتصادية واإلجتماعية والهندسية‬
‫والبيئية الكافية لتحديد موقف من السد‪ ،‬وإن أثيوبيا لم تكن متعاونة مع السودان في هذا‬
‫الملف‪ ،‬ولم تملكه المعلومات الكافية‪ ،‬وأنها أخطرت السودان بقيام السد بعد ستة اشهر‬
‫من وضع حجر األساس‪ ،‬كما أن أثيوبيا اقامت سد تيكيزي من قبل دون إخطار‬
‫السودان‪ ،‬وإن معامل السالمة في السدود األربعة التي كانت مقترحة من قبل في أثيوبيا‬
‫منذ الستينات‪ ،‬أفضل بكثير من سد النهضة المقام على بعد ‪ 41‬كلم من الحدود‬
‫السودانية‪ ،‬وفيما يتعلق باألراضي الزراعية التي سيغرقها السد في بني شنقول وتقدر‬
‫بنصف مليون فدان‪ ،‬قال المهندس حيدر يوسف أن أهل بني شنقول المزارعين سيفقدون‬
‫أراضيهم‪ ،‬وسيتجهون لألراضي السودانية مما سيكون محل نزاعات‪ ،‬وتحدث أيضا عن‬
‫مسألة الكهرباء الرخيصة وشكك فيها كثي ار خاصة في غياب إتفاق واضح حولها(‪،)2‬‬
‫وتساءل المهندس حيدر يوسف عن مرامي عدم اشراك القانونيين السودانيين في إعداد‬
‫ومناقشة إتفاقية إعالن المبادئ الذي وقعه رؤوساء الدول الثالث في ‪ ،1125‬محذ ار من‬
‫مغبة توقيع السودان على إتفاقية عنتبي حيث قال إنه بتوقيع السودان ستصبح إسرائيل‬
‫دولة من دول حوض النيل بالقانون‪ )3(.‬الخبير االستراتيجي بروفيسور حسن الساعوري‪،‬‬
‫شدد على عدم رهن السودان مستقبله المائي عند أثيوبيا(‪ ،)4‬من جانب اخر اشار الدكتور‬

‫(‪ )1‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة تداعيات سد األلفية على األمن المائي السوداني‪ ،‬المركز العالمي للدراسات اإلفريقية‪ ،‬الخرطوم‪.1121/5/8 ،‬‬
‫(‪ )2‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني‪ ،‬مركز طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1123/6/6 ،‬‬
‫(‪ )3‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪،‬‬
‫قاعة الشارقة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬
‫(‪ )4‬حسن الساعوري‪ ،‬ندوة سد النهضة األثيوبي وأثره على السودان ومصر‪ ،‬جامعة إفريقيا العالمية بالتعاون مع السفارة األثيوبية بالخرطوم‪،‬‬
‫الخرطوم‪.1121/22/16 ،‬‬

‫‪225‬‬
‫ميرغني تاج السر عميد معهد الدراسات البيئية سابقأ بجامعة الخرطوم إلى ان السد‬
‫سيؤثر على األمن المائي والغذائي في السودان وبالتالي على التنمية المستدامة وبالتالي‬
‫على األمن القومي في السودان‪ ،‬واشار إلى أن العالقات الدبلوماسية بين السودان‬
‫وأثيوبيا إذا افترضنا حسن النية وحسن الجوار حتى النهاية سيكون الناتج جيدا‪ ،‬ولكن‬
‫ال يمكن أن نفتراض حسن النية للنهاية فمن يضمن ذلك؟‪ ،‬وبالنسبة للمسائل البيئية‬
‫اشار إلى تقليل اإلطماء‪ ،‬وتأثر الزراعة الفيضية‪ ،‬وصيد االسماك نتيجة فقد المواد‬
‫(‪)1‬‬
‫العضوية المحجوزة في السد‪.‬‬
‫فيما يلي الجوانب القانونية لقضية السد يقول د‪ .‬أحمد المفتي مستشار و ازرة الري‬
‫السودانية االسبق ومدير عام مركز الخرطوم الدولي لحقوق االنسان والعضو المستقيل‬
‫من اللجنة الدولية لسد النهضة األثيوبي‪ :‬أن في العالم أكثر من ‪ 161‬مورد مائي مشترك‬
‫بين أكثر من دولة‪ ،‬وأي منشأ على موارد مائية مشتركة يمر بمرحلتين كبيرتين‪ :‬مرحلة‬
‫أولى تتضارب فيها المصالح‪ ،‬وهي مرحلة الترتيبات القانونية والمؤسسية‪ ،‬والمرحلة‬
‫الثانية التي يحصل فيها إتفاق‪ .‬مرحلة الترتيبات القانونية والمؤسسية‪ ،‬وهذه المرحلة‬
‫األهم‪ ،‬وأثيوبيا حسمت المرحلة األولى وقننتها‪ ،‬وثبتت أنها ال تعترف باإلتفاقيات السابقة‬
‫لتقاسم مياه النيل‪ ،‬وقدمت اعتراضها لالمم المتحدة ووقعت إتفاقا مع الدول الستة‪ ،‬ونفذت‬
‫إتفاق عنتبي‪ ،‬عليه فالسودان ومصر ال يستطيعون الكالم عن ملكية مشتركة وال تشغيل‬
‫مشترك للسد اآلن‪ ،‬واألولوية األولى اآلن هي الكالم عن الترتيبات القانونية‪ ،‬وهذا األمر‬
‫ألهميته يجب أن يطرح فو ار على الراي العام عسى ولعل نلحق قبل أن ينتهي كل شيء‬
‫وال تكون هناك فرصة للحاق(‪ ،)2‬وقال إنه أوضح رأيه في سد النهضة منذ العام ‪1122‬‬

‫ندوة سد األلفية األثيوبي ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ميرغني تاج السر‪،‬‬
‫‪.1121/6/21‬‬
‫(‪ )2‬أحمد المفتي‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬

‫‪226‬‬
‫لكنه لم يجد القبول‪ ،‬ويجمل رؤيته في القول إنه قبل البدء في تشييد أي سد على نهر‬
‫مشترك‪ ،‬ينبغي على الدول المشاطئة أن تسلك واحدا من ثالثة طرق‪ :‬اإلتفاق على‬
‫الملكية المشتركة للسد مثل تجربة سد مننتالي على نهر السنغال‪ ،‬أو اإلتفاق على إطار‬
‫قانوني ومؤسسي عام إلنشاء السد‪ ،‬أو اإلتفاق على اإلدارة المشتركة أو قواعد الملء‬
‫األول والتشغيل المستدام للسد‪ ،‬واضاف "لألسف لم تسلك مفاوضات سد النهضة أيا‬
‫(‪)1‬‬
‫من تلك الطرق المتعارف عليها‪ ،‬وال حتى أضعف الطرق وهو اإلدارة المشتركة"‪.‬‬
‫الحقاً أوضح الدكتور أحمد المفتي " أن سد النهضة أصبح حقيقة واقعة بشرعية‬
‫فنية وقانونية وقع عليها رؤساء الدول الثالث‪ ،‬وعنده مشكلة تهم السودان البد من‬
‫معالجتها ممثلة في أن كل ترتيبات السد ال تتكلم عن األمن المائي خاصة أن إستراتيجية‬
‫السودان المائية تقوم على األمن المائي بشقيه من محافظة على حصته المنصوص‬
‫عليها في إتفاقية ‪2858‬م بجانب زيادة موارده المائية‪ ،‬وبرهن المفتي على ذلك بأن‬
‫إتفاقية المياه لألمم المتحدة وإتفاقية عنتبي وإتفاقية ‪2811‬م تحدثت عن األمن المائي‬
‫في وقت تجاهلته إتفاقية سد النهضة منوهاً الى أن إتفاقية ‪ 2811‬نصت على عدم‬
‫مساس أثيوبيا بمياه النيل إال بموافقة السودان‪ ،‬وأشار المفتي إلى هنالك مطلوبات فنية‬
‫وقانونية البد من توفرها قبل تشييد أي سد على نهر مشترك‪ ،‬مؤكدا عدم وجود جدوى‬
‫إقتصادية من السد بالنسبة للسودان(‪ ،)2‬وفي تعليقه علي مفاوضات واشنطن بين‬
‫االطراف الثالثة في حضور الراعي الواليات المتحدة وصندوق النقد الدولي صرح د‪.‬‬
‫أحمد المفتي لوكالة سونا لالنباء‪" :‬إن إتفاق االطراف الثالث (السودان ومصر وأثيوبيا )‬
‫في مفاوضات واشنطن التي عقدت في الفترة من ‪ 32 -16‬يناير ‪ 1111‬حول مياه سد‬
‫النهضة ناقص وال يخدم مصالح السودان المائية"‪ ،‬وأضاف‪ :‬إن هذا اإلتفاق قد تجاهل‬

‫(‪ )1‬أحمد المفتي‪ ،‬تصريح لموقع الجزيرة نت ‪https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/23‬‬


‫(‪ )2‬أحمد المفتي‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪ ،‬قاعة‬
‫الشارقة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬

‫‪227‬‬
‫وتجاوز مسارات تمس أمن السودان المائي‪ ،‬مشي اًر إلى أن هذه المسارات تتمثل في أمان‬
‫السد وضرورة اجراء الدراسات البيئية واإلجتماعية واآلثار المترتبة عنها‪ ،‬قبل الشروع‬
‫في أي خطوة‪ ،‬كما تجاهل اإلتفاق أهم نقطة وهي تحديد حصة السودان من المياه‪،‬‬
‫مضيفاً إذا كانت إتفاقية مياه النيل لعام ‪2858‬م التي بموجبها قام السد العالي حددت‬
‫نسبة السودان من مياه النيل‪ ،‬وتساءل كيف تجاهلت اطراف اإلتفاق هذه النقطة المهمة‪،‬‬
‫مطالباً الوفد السوداني المشارك في هذه المفاوضات بادراج هذه النقاط في مسودة اإلتفاق‬
‫قبل التوقيع عليها بصورة نهائية بنهاية الشهر الجاري بالتركيز على مسألة تحديد حصة‬
‫(‪)1‬‬
‫السودان من المياه لجهة أن السودان قطر زراعي ويعتمد على المياه بشكل أساسي‪.‬‬
‫في ذات الجانب القانوني‪ ،‬قال د‪ .‬فيصل عبدالرحمن علي طه خبير القانون الدولي‬
‫واألستاذ بجامعة الخرطوم سابقا‪ ،‬أن علي أثيوبيا التزامين بمقتضي القانون الدولي‪،‬‬
‫االلتزام األول ناتج عن اإلتفاقية الثنائية المبرمة في ‪ 2811‬بين األمبراطور منليكك‬
‫الثاني وحكومة السودان حينها‪ ،‬أما االلتزام الثاني فمصدرة القانون الدولي العرفي الذي‬
‫يلزم الدول المشاطئة للمجري المائي الدولي بإستخدامه بطريقة منصفة وبعدم التسبب‬
‫في ضرر ذي شأن للدول ألمشاطئة األخرى‪ ،‬وبإبالغ الدول المشاطئة األخرى مسبقا‬
‫بأي اجراء تزمع دولة مشاطئة تنفيذه‪ ،‬وقد دون هذا في إتفاقيه " قانون إستخدام المجاري‬
‫المائية الدولية التي أعدت مشروعها لجنه القانون الدولي(‪ ،)2‬وكتب معلقاً علي إعالن‬
‫المبادئ بشأن سد النهضة الموقع في ‪ 1125‬بين قادة السودان ومصر وأثيوبيا‪" :‬ونالحظ‬
‫أن اإلعالن لم ينص على مبدأ االبالغ المسبق لالجراءات أو التدابير التي تزمع إحدى‬
‫دول المجرى المائي اتخاذها‪ ،‬ولكن يجدر بنا أن نذكر أن هذا المبدأ توفره للسودان في‬

‫‪https://suna-‬‬ ‫االلكتروني‬ ‫الموقع‬ ‫علي‬ ‫منشور‬ ‫السودانية‬ ‫لالنباء‬ ‫سونا‬ ‫لوكالة‬ ‫تصريح‬ ‫المفتي‪،‬‬ ‫أحمد‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪.1111 /1/8 ،sd.net/ar/single?id=539010‬‬
‫أثيوبيا تجاه السودان " منشور علي الموقع االلكتروني‬ ‫(‪ )2‬فيصل عبدالرحمن علي طه‪ ،‬مقال بعنوان "سد النهضة والتزامات‬
‫‪ ،www.Sudanile.com/indexphp/2008-5‬في ‪.1123/21/11‬‬

‫‪228‬‬
‫عالقاته المائية الثنائية مع أثيوبيا المادة الثالثة من إتفاقية ‪ 25‬مايو ‪ 2811‬المبرمة بين‬
‫أثيوبيا وبريطانيا‪ ،‬تلزم هذه المادة أثيوبيا قانوناً باخطار السودان مسبقاً والتشاور معه‬
‫مبك اًر قبل الشروع في تنفيذ أي تدابير تزمع القيام بها على بحيرة تانا أو النيل االزرق‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وهذا ما لم يحدث في حالة سد النهضة"‪.‬‬
‫المهندس يحيى عبد المجيد خبير المياه العالمي‪ ،‬مستشار األمم المتحدة ووزير‬
‫الري السوداني األسبق‪ ،‬حذر من مخاطر إنهيار السد وأكد بكلمات واضحة الغبش فيها‬
‫أن احتمال إنهيار السد وارد‪ ،‬وأضاف في هذا الصدد‪ ":‬الهضبة األثيوبية هشة جدا وبها‬
‫تحركات بركانية كثيرة"‪ ،‬ثم قال‪" :‬فيما يتعلق بالطمي فان تراكمه بالخزان يقلل من عمره‬
‫وسوف ينهار السد بتراكم الطمي‪ ،‬المخاوف هي أن الخزان سيخزن ‪ 14‬مليار متر‬
‫مكعب من المياه‪ ،‬والمياه لها وزن ثقيل‪ ،‬واألرض بالمنطقة‪ ،‬كما ذكرنا بها تحركات‬
‫بركانيه وزلزاليه"‪ ،‬وأضاف "أن قيام سد االلفية يقلل فرص االنتفاع من تعلية الروصيرص‬
‫وضمور فرص التحاريق الزراعية" (‪ ،)2‬وقدم لو ازرة الري السودانية في نوفمبر ‪1128‬‬
‫مبادرة حول الجوانب الفنية تحت عنوان "أزمة سد النهضة إمكانية الحل وسبيل النهضة"‬
‫نصها‪:‬‬
‫أ‪ .‬لتفعيل سد النهضة وإستغالل فوائده المحتملة لمصلحة البلدان الثالثة‪،‬‬
‫سيتعين إعادة النظر في عمليات إدارة وتشغيل السدود الحالية في السودان‬
‫ومصر‪ .‬إعادة النظر يتطلب تغيير إدارة وتشغيل السد العالي في أسوان حيث‬
‫يجب تغيير طريقة التخزين من التخزين القرني (التخزين على مدار السنين)‬
‫إلى التخزين السنوي‪ ،‬بحيث تقلل سعة بحيرة ناصر إلى مستوى يحافظ على‬
‫إنتاجية السد من الكهرباء ويمكن من تمرير احتياجات أدنى النهر‪ ،‬يتم تشغيل‬

‫(‪ )1‬فيصل عبدالرحمن علي طه‪ ،‬مقال بعنوان "قراءة قانونية في اتفاق اعالن المبادئ بشأن سد النهضة"‪ ،‬منشور علي الموقع االلكتروني‬
‫‪ ،www.alrakoba.net/187972‬في ‪.1125/3/15‬‬
‫(‪ )2‬يحيى عبد المجيد‪ ،‬صحيفة الصحافة‪.1123/4/3 ،‬‬

‫‪229‬‬
‫السد العالي حاليا بشكل أساسي لتلبية متطلبات مستخدمي المياه أدنى النهر‬
‫والتي يبلغ إجمالها ‪ 55.5‬مليار متر مكعب في السنة‪ ،‬يبلغ الحد األدنى‬
‫لالرتفاع لتوليد الطاقة وتصريف متطلبات مستخدمي المياه أدنى النهر ‪241‬‬
‫م فوق مستوى سطح البحر (‪ 32.8‬مليار متر مكعب)‪ ،‬ومستوى االرتفاع‬
‫من (‪)261-215‬م فوق مستوى سطح البحر (‪ 261-212‬مليار متر‬
‫مكعب) محجوز لعمليات تخزين الطوارئ أو الحماية من الفيضانات‪ .‬تقلل‬
‫سياسة إدارة الجفاف عمليات التصريف لمتطلبات أدنى النهر بنسبة ‪،٪5‬‬
‫إذا قل حجم التخزين في بحيرة ناصر عن ‪ 61‬مليار متر مكعب (‪258.4‬م‬
‫فوق سطح البحر)‪ ،‬و‪ ٪21‬إذا قل الحجم المخزن من ‪ 55‬مليار متر مكعب‬
‫(‪ 251.6‬م فوق سطح البحر)‪ ،‬و‪25%‬إذا قل الحجم المخزن عن ‪ 51‬مليار‬
‫متر مكعب (‪ 255.1‬م فوق سطح البحر)‪ ،‬عليه نقترح خفض مستويات‬
‫البحيرة إلى ‪ 51‬مليار متر مكعب ( ‪ 255.1‬متر فوق مستوى البحر) خالل‬
‫سنوات تعبئة سد النهضة على أن يبدأ التخزين فيه بعد ملء بحيرة السد‬
‫العالي ومن ثم خفضها تدريجيا خالل سنوات الملء إلى ‪ 51‬مليار متر‬
‫مكعب وبعدها يتم اعتماد سياسية تشغيل بتخزين سنوي تصعد فيه البحيرة‬
‫وتهبط حسب التصريفات الواصلة من المنبع واحتياجات أدنى النهر‪ ،‬وبذلك‬
‫ستحافظ مصر على قدرة السد لتوليد الطاقة وستتمكن مصر من مقابلة‬
‫متطلبات أدنى النهر نتيجة شح اإليرادات خالل فترة الملء‪ ،‬تعديل طريقة‬
‫التخزين في السد العالي إلى التخزين السنوي وتحويل التخزين القرني إلى‬
‫سد النهضة‪ ،‬سيقلل فواقد التبخر الناتجة من التخزين القرني المقدرة ب‪21‬‬
‫مليار متر مكعب سنويا والتي ستحول إلى سد النهضة حيث معدالت التبخر‬
‫الضعيفة نسبة لمناخ تلك المنطقة عكس التبخر العالي في جنوب مصر‬

‫‪211‬‬
‫وشمال السودان‪ ،‬وفًقا إلتفاقية عام ‪ 2858‬أتفق على تحمل فواقد التبخر‬
‫مناصفة بين البلدين عليه تقليل فواقد التبخر سيساعد في زيادة إيراد النيل‬
‫ليزيد نصيب السودان ومصر بمناصفة اإليراد الزائد حسب اإلتفاقية بأثر‬
‫إيجابي عكس الوضع الحالي ويمكن إستغالله لتسريع ملء بحيرة سد النهضة‬
‫باعتباره خارج حسابات اإليراد في الوقت الحالي‪ ،‬كذلك يجب إعادة النظر‬
‫في طريقة إدارة وتشغيل السدود في السودان وخاصة سدى الروصيرص‬
‫ومروي وذلك للحفاظ على إنتاج الكهرباء في السودان على مدار العام‪.‬‬
‫ب‪ .‬بالنسبة ألثيوبيا يجب إقناعها بتقليل التخزين في سد النهضة للمستوى الذي‬
‫يمكنه من توليد ‪ 6111‬ميغاواط‪ ،‬عليه نقترح أن تنخفض سعة بحيرة سد‬
‫النهضة إلى ‪ 61‬مليار متر مكعب حيث أن السعة التصميمية الحالية (‪14‬‬
‫مليار متر مكعب) تعتمد على إيراد سنوي يبلغ ‪ 58‬مليار متر مكعب (تخزين‬
‫بناء على‬
‫حي) وهو إيراد عالي جدا واحتمالية حدوثه ال تتجاوز ‪ ٪25‬فقط ً‬
‫بناء‬
‫آخر ‪ 211‬عام من سجالت التصريف‪ ،‬يجب تصميم بحيرة سد النهضة ً‬
‫على السنة المتوسطة (نسبة حدوثها ‪ )%51‬والتي يبلغ إيرادها السنوي ‪46‬‬
‫مليار متر مكعب مع الحفاظ على حجم التخزين الميت كما هو (‪ 24‬مليار‬
‫متر مكعب)‪ ،‬مما سيؤدي إلى تقليل تكلفة إنشاء سد النهضة المرتفعة أصال‬
‫وسيعزز كفاءة توليد الطاقة المقدرة بـ ‪ ٪33‬فقط مع افتراضات التصميم‬
‫الحالية إلى جانب تقليص فترة الملء وهو مصدر الصراع بين مصر وأثيوبيا‪.‬‬
‫ت‪ .‬بالنسبة لطريقة الملء يجب اإلتفاق مع أثيوبيا على تصريف الكميات التي‬
‫تحتاجها كل من مصر والسودان وفًقا للحصة المنصوص عليها في إتفاق‬
‫‪ 2858‬بتقسيم متوسط التدفق السنوي على أيام السنة ثم تحجز أثيوبيا ما‬

‫‪212‬‬
‫يوميا إلى المصب خالل موسم‬
‫يفيض مع مراعاة زيادة الكمية الصادرة ً‬
‫األمطار (يونيو ‪ -‬سبتمبر) لسببين أساسيين‪:‬‬
‫‪ .2‬لتقليل كمية الترسبات في بحيرة سد النهضة لتقليل معدل ملء التخزين‬
‫الميت‪.‬‬
‫‪ .1‬ضمان دول المصب لجزء كبير من نصيبها في حالة سنوات الجفاف‪.‬‬
‫ث‪ .‬بتبني هذا االقتراح موافقة كل األطراف عليه ستقدر فترة ملء البحيرة بأربع‬
‫سنوات وهي فترة مقبولة كحل وسط بين االقتراحين المصري واألثيوبي‪.‬‬
‫"مع هذه الصيغة‪ ،‬فإن حصة مصر في مياه النيل قد تصل إلى ‪ 61‬مليار‬
‫متر مكعب بعد اكتمال ملء بحيرة سد النهضة‪ ،‬كذلك تقليل التخزين في‬
‫بحيرة ناصر من شأنه أن يمكن السيطرة على البحر في دلتا النيل والحد من‬
‫تدفق المياه المالحة المتزايدة من البحر المتوسطي بتفعيل كل القناطر‬
‫الموجودة على شريط نهر النيل برفع مستويات حجز المياه فيها بدل من‬
‫حبسها في السد العالي حاليا ‪.‬‬
‫كذلك يمكن أن تزيد حصة السودان إلى ‪ 13‬مليار متر مكعب بعد اكتمال‬
‫ملء بحيرة سد النهضة‪ ،‬وسنتمكن من السيطرة على الفيضانات السنوية‬
‫المدمرة‪ ،‬مع ضمان تمكن سدودنا من توليد الكهرباء طول السنة وإمكانية‬
‫استيراد فائض الكهرباء من أثيوبيا"‪ .‬اهـ‬
‫وزير الري االسبق المهندس كمال علي محمد أكد أن اللجنة الثالثية المدعومة‬
‫بخبراء دوليين أوضحت في تقريرها في مايو ‪ 1123‬أن هناك جملة مخاطر‪ ،‬هي عدم‬
‫سالمة السد وعدم اكتمال الدراسات ومخاطر الملء األول ونظم التشغيل وتدني كفاءة‬
‫إنتاج الكهرباء إلى أقل من ‪ ،%13‬ويقول إن هيئة االستصالح األميركية حددت سعة‬
‫تخزين السد بـ‪ 22‬مليار متر مكعب على أسس هندسية‪" ،‬لكن اللجنة الوطنية السودانية‬

‫‪211‬‬
‫وافقت مع أثيوبيا على أن تكون سعة السد ‪ 14‬مليار متر مكعب من المياه دون أي‬
‫دراسات"‪ ،‬وكشف أن وثيقة إعالن المبادئ التي وقعها قادة الدول الثالث أعطت أثيوبيا‬
‫الحق في اتخاذ وتنفيذ كل الق اررات الخاصة ببناء السد وتشغيله‪ ،‬قائال إن هذا ينسف‬
‫ويدمر األمن القومي المائي السوداني‪ ،‬ويرى أن األضرار التي وصفها بالخطيرة تشمل‬
‫استحالة ملء وتوليد الكهرباء من خزاني "الروصيرص" و"سنار"‪ ،‬مع استحالة توفير مياه‬
‫الري لكل المشروعات على طول النيل األزرق خالل فترة الملء وهي ‪ 46‬يوماً(‪،)1‬‬
‫وطالب الخرطوم بمراجعة موقفها حيال السد‪ ،‬وقال إنه سيظل يتحدث عن مخاطر سد‬
‫النهضة على السودان بالحقائق العلمية‪ ،‬وأكد أنه أوضح بالدراسات والمنهج العلمي‪،‬‬
‫أضرار سد النهضة بسعة ‪ 14‬مليار متر مكعب على السودان ونصح ليكون حجم‬
‫التخزين ‪ 22‬مليار متر مكعب‪ ،‬وأشار إلى أن "ما يردده خبراء و ازرة الكهرباء والموارد‬
‫المائية بأن حجز مياه الفيضان والطمي في سد النهضة وتمرير ‪ 231‬مليون متر مكعب‬

‫في اليوم في السنة العادية مفيد للسودان‪ ،‬هذا خطأ كبير بل العكس هو الصحيح علمياً‬
‫وهندسياً وهايدرولوجياً وزراعياً"‪ ،‬وأكد أن السعة التخزينية للسد تترتب عليها أضرار‬
‫خطيرة بسبب حجز مياه الفيضان تشمل استحالة ملء خزاني الرصيرص وسنار وتوليد‬
‫الكهرباء منهما واستحالة توفير مياه الري لكل مشروعات الري على طول النيل األزرق‬
‫خالل فترة الملء وهي ‪ 46‬يوماً‪ ،‬عالوة على أن حجز مياه الفيضان وحجز الطمي ما‬
‫يؤثر على الزراعة والمياه الجوفية والري الفيضي والغابات والبساتين‪ ،‬ودلل على آرائه‬
‫قائال إن "هذه المخاطر الجسيمة تحدث في فيضان العام ‪ 1125‬المنخفض بالرغم من‬
‫أن حجمه يساوي أربعة أضعاف حجم المياه التي سيمررها سد النهضة عند اكتماله"‪،‬‬
‫وزاد "هذا يؤكد بوضوح أن سد النهضة سيكون كارثة على السودان"‪ ،‬وحذر من أنه في‬
‫حال جمع احتياجات الري اليومية من مشروعات النيل األزرق المرتقبة في أثيوبيا‬

‫(‪ )1‬كمال علي محمد‪ ،‬موقع الجزيرة نت ‪.https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/23‬‬

‫‪213‬‬
‫واحتياجات ترعتي كنانة والرهد ومشروعات السوكي والرهد وسكر شمال غرب سنار‬
‫والجزيرة والجنيد والحرقة ونور الدين وسوبا وشرق النيل فإن المياه التي ستصل الخرطوم‬
‫من الـ ‪ 231‬مليون متر مكعب يومياً من سد النهضة ستكون أقل من خمسة ماليين‬
‫متر مكعب‪ ،‬ورأى أن وثيقة إعالن المبادئ التي وقعها زعماء السودان ومصر وأثيوبيا‬
‫في مارس ‪ 1125‬أعطت أثيوبيا كل الحق لبناء سد النهضة وتشغيله ونسفت إتفاقية‬
‫‪ 2811‬ومبدأ اإلخطار المسبق وتدمير األمن القومي المائي السوداني ولم تعطي‬
‫السودان إال مجرد أسبقية في شراء الكهرباء حال وجود فائض‪ ،‬وطالب كمال علي خبراء‬
‫و ازرة الكهرباء والموارد المائية بأن يعترفوا بالمخاطر الجسيمة لسد النهضة على السودان‪،‬‬
‫وأشار إلى أن أثيوبيا وافقت منذ ستينيات القرن الماضي على دراسات هيئة االستصالح‬
‫األميركية األكفأ عالميا في مجال السدود والتي حددت سعة التخزين بمقدار ‪ 22‬مليار‬
‫متر مكعب وليس ‪ 14‬مليار‪ ،‬وقال "السودان أخطأ وأصر على الوقوف مع أثيوبيا بأن‬
‫يكون حجم السد ‪ 14‬مليار بدون أي أسس علمية والجميع يدركون أن السد بهذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الضخامة سيهدد السالمة واألمن المائي القومي السوداني"‪.‬‬
‫الدكتور محمد األمين محمد نور‪ ،‬المستشار سابقاً بوحدة تنفيذ السدود بالسودان‪،‬‬
‫قال إنه "مهما نفذت أثيوبيا من تحوطات ومقويات فإنها لن تزيل المخاطر المحتملة من‬
‫مضيفا أن "الخطر سيظل معلقا فوق رؤوس أهل السودان من والية النيل األزرق‬
‫ً‬ ‫السد"‪،‬‬
‫حتى الخرطوم"‪ ،‬وأشار إلى "غياب ثقافة إزالة المخاطر من الجهات السودانية‬
‫المختصة"‪ ،‬ودعا إلى "ضرورة إجراء دراسات مشتركة بين مصر والسودان وأثيوبيا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حول مخاطر السد وسبل مواجهتها"‪.‬‬

‫(‪ )1‬كمال علي محمد‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪ ،‬مركز تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬
‫‪.1125/8/6‬‬
‫(‪ )2‬محمد األمين محمد نور‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪ ،‬مركز تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪،‬‬
‫الخرطوم‪.1125/8/6 ،‬‬

‫‪214‬‬
‫البروفسير محمد الرشيد قريش اصدر دراسة عن موضوع سد النهضة ومضاره‬
‫ومخاطره علي السودان‪ :‬ذكر فيها‪" :‬ان المروجون للسد يضخمون إيجابياته لدرجة ذكر‬
‫أشياء أثيوبيا نفسها لم تدعيها كالحماية من الفيضانات‪ ،‬بينما ينكرون األضرار ويغفلون‬
‫ذكر مخاطر وسلبيات السد التي تحيط به احاطة السوار بالمعصم"‪ ،‬ويذكر بروفسير‬
‫قريش عدة مخاطر منها‪ :‬عدم جدارة الموقع ( طبوغرافيا غير مالئمة‪ ،‬زلزالية الموقع‪،‬‬
‫االنزالقات األرضية )‪ ،‬حجم السد يزيد التعويق وزيادة فرص إنهيار السد بسبب طبيعة‬
‫الموقع‪ ،‬أما األضرار فيذكر منها‪ :‬إنقاص الماء الوارد للسودان وتداعيات ذلك على إنتاج‬
‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬فرق التوازن المائي‪ ،‬تصريف التوربينات‪،‬زيادة التبخر‪ ،‬كذلك يذكر‬
‫عدة تناقضات بين أهداف السد ( التوليد الكهربائي األثيوبي والري السوداني‪ ،‬الكهرباء‬
‫والحماية‪ ،‬الكهرباء والمالحة‪ ،‬المياه الجوفية)‪ ،‬وفند د‪ .‬قريش في دراسته تلك فوائد السد‬
‫المزعومة واحده تلو أخري‪ ،‬وذكر أنه بالنسبة للمخاطر فأكثرها إنهيار السد‪ ،‬وهناك‬
‫(‪)1‬‬
‫أيضا ضياع حقوق السودان المائية التي ستعطش المشاريع وتنشر الجوع في البلد‪.‬‬
‫عليه يمكن تلخيص اضرار ومخاطر قيام سد النهضة األثيوبي على السودان في‬
‫االتي‪:‬‬
‫‪ .2‬إحتمالية إنهيار السد يؤدي حتما إلى نتائج خطيرة تضر السودان وتغرق مدنه ‪.‬‬
‫‪ .1‬تجريف االرض وزيادة الهدام‪.‬‬
‫‪ .3‬نقص حصة السودان نتيجة للتخزين الميت بالسد‪.‬‬
‫‪ .4‬تغير التركيبة البيئية في السودان نتيجة للتخزين في بحيرة سد النهضة ‪.‬‬
‫‪ .5‬وأثر السد على التغير المناخي والتنوع االحيائي في المنطقة وعلى الحياة البرية‪.‬‬
‫‪ .6‬األثر السالب علي الري الفيضي‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد الرشيد قريش‪ ،‬مقال "كيف سيضار السودان من سد النهضة ومتالزماته"‪ ،‬منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي‬
‫للدراسات اإلستراتيجية االلكتروني‪.democraticac.de/p=44896‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ .1‬األثر السالب علي حرفة صيد االسماك التي يمتهنها عدد مقدر من سكان‬
‫السودان المقيمين علي النيل االزرق‪.‬‬
‫‪ .6‬امكنية تحكم أثيوبيا في بوابات السد فيمكنها وفق ذلك أن تقلل أو تزيد كميات‬
‫المياه المتدفقة مما يؤثر علي تشغيل السدود السودانية وانتاج الكهرباء منها‪.‬‬
‫‪ .8‬التوتر السياسي في العالقات بين السودان وأثيوبيا حال عدم التوصل إلتفاق‬
‫وهنا إذ حدث توتر سياسي في المستقبل فإنه يمكن أن يستعمل السد نوع من‬
‫أسلحة الضغط على حكومة السودان‪.‬‬
‫رأي ثالث حول سد النهضة األثيوبي‬

‫هذا الراي لخبراء سودانيين يرون أن آثار سد النهضة علي للسودان بين فوائد‬
‫يجنيها من السد‪ ،‬واض ار ومخاطر‪ ،‬ويؤكدون أن كال من الفوائد واالضرار المترتبة من‬
‫سد النهضة تعتمد علي طرق ملء وتشغيل السد وتعاون أثيوبيا واإلتفاقات التي ستحكم‬
‫ذلك‪.‬‬
‫اإلمام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان االسبق ورئيس حزب االمة القومي‬
‫عضو مجلس أمناء المجلس العربي للمياه‪ ،‬في مداخلته بعنوان (سد األلفية حميد نقبله‬
‫أم خبيث نرفضه؟) التي شارك بها في ندوة دار المهندس الشهيرة واعادت نشرها عدة‬
‫صحف ومواقع الكترونية‪ ،‬دعا إلى ابرام إتفاقية حوض النيل جديدة بمشاركة كل الدول‬
‫المتشاطئة تركز علي تحديد أحقية كافة األطراف وكيفية تجنب اإلضرار بالحقوق‬
‫(‪)1‬‬
‫المكتسبة‪.‬‬
‫دكتور يعقوب أبوشورة زير الري والموارد المائية األسبق – رحمه الله – كان من‬
‫أوائل من ربط الموقف من سد النهضة باالعتماد علي التعاون واإلتفاق بين كل من‬

‫(‪ )1‬الصادق المهدي‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪ ،1121/6/21 ،‬نشر ايضا علي‬
‫الموقع االلكتروني ‪ www.sudanile.com‬في ‪.1123/8/6‬‬

‫‪216‬‬
‫الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا‪.،‬حيث ذكر أنه فيما يتعلق بمياه النيل ال بد من‬
‫تعاون مشترك بين دول حوض النيل ألنه مهما يكن من اختالفات ال بد من هذا التعاون‪،‬‬
‫ولم ينفي أن السدود في أثيوبيا مفيدة بالنسبة للسودان بشكل عام‪ ،‬وبالنسبة لسد النهضة‬
‫هناك أشياء هامة‪ :‬كموقع السد‪ ،‬وتصميم المشروع والتخزين وما يخصم من مياه النيل‪،‬‬
‫والناحية اإلقتصادية والبيئية‪ ،‬وتشغيل المشروع بتفاصيله ويبنى عليه تشغيل سدود‬
‫(‪)1‬‬
‫السودان ونبني عليها مشاريع سواء لفائدة الزراعة أو الكهرباء‪.‬‬
‫د‪ .‬سيف الدين يوسف محمد سعيد الخبير المائي والمحاضر السابق باالكاديمية‬
‫العليا للدراسات اإلستراتيجية واألمنية بالسودان‪ ،‬عدد اآلثار اإليجابية من السد في إنتظام‬
‫اإلمداد المائي طوال العام‪ ،‬وتقليل كمية الطمي حيث سيحجز السد جزء كبير منه‪،‬‬
‫وامكانية إمداد السودان بكهرباء رخيصة من السد‪ ،‬ومع تأكيده علي اآلثار االيجابية من‬
‫السد‪ ،‬عاد واشار لآلثار السالبة‪ ،‬ومنها الحرمان من مياه الفيضانات التي تقوم بتغذية‬
‫المياه الجوفية وتخزينها‪ ،‬ثم أن تقليل نسبة الطمي التي تصل لألراضي السودانية معناها‬
‫أيضا تقليل درجة خصوبة التربة وزيادة أثر الهدام‪ ،‬ألن الطمي هو الغذاء المتجدد‬
‫للتربة‪ ،‬كما أن تخزين المياه خلف سد النهضة سيعني بالضرورة تقليل المخزون‬
‫االستراتيجي السوداني من المياه‪ ،‬وجعل السودان خاضعا للضغوط بعد تخزين المياه‬
‫خارج حدوده‪ ،‬كذلك تأثر مناطق زراعة الري الفيضي‪ ،‬خاصة الجروف التي ستفقد‬
‫دفعات المياه التي كانت تصلها‪ ،‬باإلضافة ألثار بيئية سالبة لم تجر عليها الدراسات‬
‫والبحوث حتى اآلن‪ ،‬اضافة لمخاطر وجود السد في منطقة األخدود اإلفريقي‪ ،‬وإنه قد‬
‫يحرك النشاط الزلزالي في المنطقة‪ ،‬ايضاً اشار إلى إن مياه الهضبة األثيوبية نقصت‬
‫حوالي ‪ %11‬بفعل المناخ‪ ،‬وأن قيام السد سيؤثر على السودان‪ ،‬وجملة المياه الموجودة‬
‫في السودان تقدر بـ (‪ )11111‬مليار متر مكعب منها (‪ )4111‬مليار مياها جوفية‪،‬‬

‫(‪ )1‬يعقوب أبو شورة‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬

‫‪217‬‬
‫وهذا السد سيجعلها تقل إلى حوالي ‪ 611‬مليار‪ ،‬وأثيوبيا ال تحتاج السد في الزراعة‪،‬‬
‫ألنها ال توجد لديها األراضي الزراعية‪ ،‬ولكنها تريد احكام السيطرة على األمن المائي‬
‫للسودان ومصر بحلول العام ‪ ،1115‬وقال إن تنفيذ السد على النيل األزرق يعني نقل‬
‫المخزون المائي من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة األثيوبية ما يعني التحكم األثيوبي‬
‫الكامل في كل قطرة مياه‪ ،‬وكشف عن حدوث خلل پيئی حال قيام السد‪ ،‬واقترح على‬
‫الحكومة السودانية إبرام إتفاقيات مع أثيوبيا الستدامة إعداد المياه المتفق عليها سابقا‬
‫وكيفية تأمينها في فصل الجفاف إلى جانب اإلتفاق على كيفية التشغيل وفترة ملء‬
‫الخزانات باإلضافة إلى وضع إستراتيجية مائية وطنية تقوم على مبدأ التعاون والتركيز‬
‫(‪)1‬‬
‫على عدم اإلضرار بالغير واالهتمام بالمياه الجوفية‪.‬‬
‫حسن عبد القادر هالل وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية السوداني االسبق اشار‬
‫إلى أن لسد األلفية إيجابيات وسلبيات‪ ،‬ومن ايجابياته‪ :‬توليد طاقة كهربائية مائية‬
‫رخيصة وصديقة للبيئة ال تلوثها وال تضر اإلنسان المرتبط باألرض والماء والهواء‪،‬‬
‫والتنمية النظيفة من ضمنها الكهرباء المولدة من الخزانات ألنها طاقة متجددة وبالتالي‪،‬‬
‫من ناحية بيئية فالتوليد الكهربائي صديق للبيئة ومتصالح معها‪ ،‬حل مشكلة اإلطماء‬
‫المتراكم الذي يشكل مشكلة اآلن في مشروع الجزيرة وانسداد القنوات‪ ،‬السيطرة على‬
‫الفيضانات والتحكم في مياه الفيضانات‪ ،‬الري المنظم طوال العام‪ ،‬محاربة التصحر‬
‫والزحف الصحراوي‪ ،‬ومن سلبيات السد‪ :‬خطر إنهيار السد ألن المنطقة منطقة تصدعات‬
‫وتقع في األخدود األفريقي العظيم وهذا لوحدث سوف يغرق عواصم وحضارات ومدن‬
‫وسوف يغرق حتى العاصمة الخرطوم‪ ،‬الهضبة تجعل إنهمار الماء سريعا مما يتسبب‬
‫في تجريف األرض وزيادة الهدام‪ ،‬والسد سوف يقلل من إنهمار المياه‪ ،‬يقام السد على‬
‫بعد ‪ 41‬كلم شرق الحدود السودانية في منطقة بني شنقول في مدخل الحدود السودانية‪،‬‬

‫(‪ )1‬سيف الدين يوسف محمد سعيد‪ ،‬ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني‪ ،‬مركز طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1123/6/6 ،‬‬

‫‪218‬‬
‫وأثره على البيئة يكمن في أن أي بحيرة يقيمها اإلنسان تؤثر على البيئة وتساهم في‬
‫التغير المناخي والتنوع اإلحيائي في هذه المنطقة وتؤثر على الحياة البرية‪ ،‬ومن‬
‫المخاطر البيئية كثيرة‪ :‬تهجير السكان من أراضي رطبة حول البحيرة ألراضي جافة‬
‫(‪)1‬‬
‫وهامشية‪.‬‬
‫بروفيسور إكرام محمد صالح‪ ،‬تُفيد بأن الفوائد من السد أكثر من االضرار المحتملة‬
‫ويجب التركيز في التفاوض على تعظيم الفوائد وتقليل االضرار‪.‬‬
‫من مطالعة اراء الخبراء اعاله يضم الباحث رأيه للفريق الثالث فمع االقرار بفوائد‬
‫سد النهضة األثيوبي علي السودان‪ ،‬يجب عدم إنكار مخاطر واضرار السد‪ ،‬والمعيار‬
‫األساسي في تقييم ذلك هو وجود إتفاق محكم مبني علي الحقوق القانونية للسودان والتي‬
‫تقرها القوانين واإلتفاقات الدولية‪ ،‬اضافة لالسس والدراسات العلمية والحقائق المتربة‬
‫علي االعتراف أن النيل االزرق الذي نعرفه لن يكون هو هو بعد اكتمال وتشغيل أثيوبيا‬
‫للسد‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن عبد القادر هالل ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫إستراتيجية الحفاظ علي مصالح السودان المائية‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫إستراتيجية السودان المائية‬
‫الموارد المائية في السودان‬

‫من الشائع أن السودان يتمتع بموارد مائية هائلة‪ ،‬ولكن إعادة النظر في هذا‬
‫المفهوم أصبحت ضرورة عاجلة لعدة اسباب تستدعى معرفة الموارد المائية للسودان في‬
‫الوقت الحاضر والمستقبل ومفهوم وحالة األمن المائي للسودان حتي يتثني مواجهة‬
‫المهددات التي تهدده ووضع اإلستراتيجية المائية التي تحمي وتحافظ علي مصالح‬
‫السودان المائية‪ ،‬من هذا المنظور يلزم معرفة الموقف الراهن من الموارد المائية وكفاءة‬
‫إستخدامها‪ ،‬كما يلزم أيضاً أن نتعرف على درجات اإلنخفاض في معدل األمطار‬
‫السنوي وما يلزم ذلك من االرتقاء بإدارة المياه على ضوء المتغيرات المناخية‪ ،‬آخذين‬
‫في االعتبار ما ط أر من متغيرات فيما يتعلق بموارد السودان المائية‪.‬‬
‫أن إجمالي هطول‬
‫أكثر الموارد المائية وفرًة هي مياه األمطار وتُشير التقديرات إلى ّ‬
‫االمطار في السودان يبلغ نحو‪ 2,151‬مليار متر مكعب‪ ،‬ويتفاوت هطول األمطار من‬
‫حيث الكمية والتردد (مقدار وابل األمطار المستقل)‪ ،‬حيث تنخفض كميتها عموماً من‬
‫الشمال إلى الجنوب (‪ ،)1‬وقد إنخفض معدل هطول األمطار السنوي في السودان منذ‬
‫إنفصال الجنوب من ‪ 2,161‬مليار متر مكعب إلى حوالي ‪ 441‬مليار متر مكعب‪،‬‬
‫ويمتد موسم األمطار من شهر يونيو إلى سبتمبر‪ ،‬ويصل إلى ذروته في أغسطس‪ ،‬وال‬
‫تطور الحصاد‬ ‫ٍ‬
‫تتم ممارسة إستغالل مياه األمطار والفيضانات على نطاق واسع‪ ،‬كما أن ّ‬

‫‪)1( Makawy، A.Y.I.، 1123. Transboundary Water in Sudan Post the Separation of South Sudan. Faculty‬‬
‫‪of Engineering، University of Khartoum.‬‬

‫‪231‬‬
‫ٍ‬
‫نطاق‬ ‫المائي ضعيف‪ ،‬وعلى الرغم من ِقدم هذه الممارسة‪ ،‬إال أنها ال تنفذ سوى على‬
‫ضيق‪ ،‬وتُستخدم مياه األمطار لزراعة حوالي ‪ 35‬مليون فدان من الذرة البيضاء والدخن‬
‫والزراعة نصف التقنية‪ ،‬كما تتبخر معظم مياه األمطار‪ ،‬بالرغم من أن بعضها ُيعيد‬
‫تغذية المياه الجوفية أو يجري في الجداول الموسمية‪ ،‬وعلى مستوى احواض المياه‪،‬‬
‫يوجد في السودان سبعة أحواض رئيسية هي‪:‬النيل‪ ،‬األحواض الداخلية الشمالية‪ ،‬بحيرة‬
‫تشاد‪ ،‬أحواض الساحل الشمالي الشرقي‪ ،‬بحيرة توركانا‪ ،‬بركة‪ ،‬نهر القاش‪.‬‬
‫كما يوجد في السودان حوالي مليون هكتار‪ ‬من المياه السطحية‪ ،‬أهمها نهر النيل‬
‫وروافده الذي يمتد على طول ‪ 1,111‬كيلومتر‪ .‬ويوجد العديد من مجاري المياه الموسمية‬
‫(األخوار) التي تجري خالل موسم األمطار القصير‪ ،‬ولم يتم قط قياس حجم تدفقها‪،‬‬
‫ومدة تدفقها‪ ،‬وجودة المياه‪ .‬ويبلغ إجمالي التدفق السنوي لألنهار الدائمة نسبياً‪ ،‬خارج‬
‫حوض النيل‪ ،‬حوالي ‪ 1,1‬مليار متر مكعب‪ ،‬أهم هذه األنهار هي نهر القاش‪ ،‬وبركة‪،‬‬
‫وخور أربعات في الشرق‪ ،‬ووادي أزوم وجلول إلى جانب الكثير غيرها في دارفور‪ ،‬وخور‬
‫أبو حبل‪ ،‬الذي يستنزف المياه من جبال النوبة في جنوب كردفان‪.‬‬
‫اضافة لذلك يوجد ‪ 31‬نوعاً متمي اًز من المناطق الرطبة في السودان تم إدراج ثالثة‬
‫منها على قائمة رامسار لألراضي الرطبة ذات األهمية الدولية‪ ،‬إحداها هي الميعات‬
‫(البحيرات الهاللية) في حظيرة الدندر القومية‪ ،‬تتضمن األراضي الرطبة في السودان‪:‬‬

‫‪ ‬بحيرات المياه العذبة‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك الرهد‪ ،‬وكوندي‪ ،‬وكيلك‪ ،‬واألبيض‬
‫في غرب السودان‪ ،‬وهي غنية بالتنوع البيولوجي‪ ،‬وخاصة الطيور المائية‬
‫(‪)1‬‬
‫والالفقاريات الدقيقة‪.‬‬

‫الهكتار يساوي عشرة الف متر مربع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪)1( Green، J.; Moghraby، A.I. el-; Ali، O.M، 1984. ‘A Faunistic Reconnaissance of Lakes Kundi and‬‬
‫;‪Keilak، Western Sudan.’ Limnology and Marine Biology of the Sudan . Dumont، H.; Moghraby، A.I. el-‬‬
‫‪Dussougi، L.A. (Eds). Springer.‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ ‬البحيرات الموسمية‪ ،‬توجد هذه في مناطق مختلفة وتشمل بوطة ريا‪ ،‬وأم بادر‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والفولة‪ ،‬وراس أمير‪ ،‬وأم البقارة‪ ،‬وكيبو‪ ،‬وأندر‪ ،‬وزيلى‪.‬‬
‫‪ ‬البحيرات البركانية‪ ،‬توجد بحيرتان بركانيتان في جبل مرة (دريبة) وتالل ميدوب‬
‫(المالحة) كالهما بحيرات ملحية‪.‬‬
‫‪ ‬الجداول الجبلية وتتضمن وادي شلنغو‪ ،‬الذي يستنزف مساحة مستجمعات تبلغ‬
‫حوالي ‪ 6,451‬كيلومتر مربع على الجانب الغربي لجبال النوبة‪ ،‬ويمتد من‬
‫الجنوب إلى الجنوب الغربي عبر تالل من الحجر الرملي لتصريفها في منطقة‬
‫دلتا تبلغ مساحتها حوالي ‪ 1,111‬كيلومتر مربع حول نعيمة‪ ،‬تُستنزف الحافة‬
‫الجنوبية للدلتا بمجمع قناة الرقبة الزرقا‪ ،‬الذي يرتبط ببحر الغزال على بعد حوالي‬
‫‪ 251‬كيلومتر عند مصب مدينة أبيي‪ ،‬ويعتبر أربعات المجرى المائي الدائم‬
‫الوحيد الذي يستنزف تالل البحر األحمر‪.‬‬
‫‪ ‬الينابيع الحارة‪ ،‬تعتبر حمامات عكاشة عند ذيل بحيرة النوبة‪ ،‬األسهل وصوالً‪.‬‬
‫توجد الينابيع األخرى في كويال (جبل مرة)‪ ،‬والحارة (وادي أزوم) وفي تالل‬
‫ميدوب‪.‬‬
‫سر أكبر من مصادر المياه األخرى خالل موسم الجفاف‬ ‫تتوافر المياه الجوفية ّبي ٍ‬
‫ٍ‬
‫بشكل كلي تقريباً‪ ،‬على المياه‬ ‫الطويل‪ ،‬ويعتمد ما ال يقل عن ‪ %61‬من السكان‪،‬‬
‫ّ‬
‫الجوفية‪ ،‬وبعيداً عن حوض النيل وغيره من آبار األنهار غير النيلية‪ ،‬تعتبر المياه‬
‫الجوفية المصدر الوحيد للمياه‪ ،‬ويبلغ حجم المياه الجوفية المتوفر ‪ 811‬مليار متر‬
‫كل من السودان‬
‫مكعب‪ ،‬مع إعادة تغذية سنوية تبلغ ‪ 2,563‬مليار متر مكعب‪ ،‬ويتشارك ٌ‬
‫ومصر وليبيا بخزان الحجر الرملي النوبي المائي تتم إعادة تغذيته من نهر النيل في‬

‫‪)1( Moghraby، A. I. el-، 2011. ‘Water Security after the 9th of January Referendum .’ A presentation to‬‬
‫‪the Sudanese Environmental Forum.‬‬

‫‪231‬‬
‫السودان وبمساحة تغطي حوالي ‪ %18‬من مساحة السودان‪ ،‬يعتبر الخزان طبقة المياه‬
‫(‪)1‬‬
‫الجوفية األكثر أهمية في البالد‪.‬‬
‫هنالك ايضا مصادر غير تقليدية في السودان حيث اعتاد القرويون في غرب‬
‫السودان‪ ،‬تخزين المياه في جذوع أشجار التبلدي المجوفة‪ ،‬وفي أجزاء أخرى متعددة في‬
‫شكل بسيط من أشكال الحصاد المائي‬‫ٌ‬ ‫البالد‪ ،‬تُجمع المياه وتخزن في الحفر‪ ،‬وهو‬
‫ٍ‬
‫بسعات‬ ‫لإلستخدامات المنزلية وللرعي في دارفور وكردفان‪ ،‬ويوجد اآلالف من الحفر‬
‫تخزينية مختلفة‪ ،‬يصل بعضها إلى آالف األمتار المكعبة‪.‬‬
‫عليه فان إجمالي توافر المياه في السودان من مياه النيل ‪ 11,5‬مليار متر مكعب‬
‫المقاسة في والية ِسّنار‪ ،‬األنهار غير النيلية ‪ 1‬مليار متر مكعب‪ ،‬إلى جانب ‪ 4‬مليار‬
‫متر مكعب إضافية من المياه الجوفية‪ .‬وتُقدر منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة‬
‫(‪)2‬‬
‫أن معدل سحب المياه السنوي للفرد الواحد يبلغ ‪ 2,111‬متر مكعب‪.‬‬
‫األمن المائي للسودان‬

‫يمكن تعريف األمن المائي على أنه الحال الذي يكون فيه لكل شخص فرصة أو‬
‫يتمكن‬
‫إمكانية الحصول على مياه نظيفة ومأمونة بالقدر الكافي وبالسعر المناسب‪ ،‬حتى ّ‬
‫من أن يعيش حياة ينعم فيها بالصحة والكرامة والقدرة على اإلنتاج‪ ،‬مع الحفاظ على‬
‫النظم اإليكولوجية التي توفر المياه وتعتمد عليها في الوقت نفسه‪.‬‬
‫والتعريف االشمل لألمن المائي إنه القدرة علي توفير اإلحتياجات المائية بالكمية‬
‫والنوعية المناسبة لجميع اإلستخدامات في الوقت الحالي والمستقبل أو متي ما طلبت‬
‫الحاجة إليها‪.‬‬

‫‪)1( Towards a Wetlands Inventory for the Sudan 1125 . Unpublished UNEP report، UNEP.‬‬
‫‪)2( Farida Mahgoub .)1124( .Current Status of Agriculture and Future Challenges in Sudan .The Nordic‬‬
‫)‪Africa Institute.( p29‬‬

‫‪233‬‬
‫عناصر األمن المائي السوداني‪:‬‬
‫‪ .2‬توفر عدد كبير من مصادر المياه بالسودان‪.‬‬
‫‪ .1‬معظم مصادر المياه تأتي من خارج الحدود السودانية ‪.‬‬
‫‪ .3‬يرتبط بدول المنبع‪.‬‬

‫مهددات األمن المائي في السودان(‪:)1‬‬


‫‪ .2‬تزايد عدد السكان‪.‬‬
‫‪ .1‬ندرة المياه وتزايد الطلب عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬إتفاقيات مياه التي تحدد نصيب السودان وال تراعي الحاجات المستقبلية ‪.‬‬
‫‪ .4‬إنفصال جنوب السودان ومطالبته بحصة خاصة من مياه النيل‪.‬‬
‫‪ .5‬النزاعات الداخلية التي تؤدي إلى إهدار للموارد المائية وتلوث المياه وصعوبة‬
‫قيام مشروعات مائية في المناطق التي تشهد حالة من الحروب والصراعات‪.‬‬
‫‪ .6‬السيول والفيضانات تؤدي إلى تدمير كثير من البنى التحتية وتسببت في‬
‫النزوح والهجرة إلى المدن ‪.‬‬
‫‪ .1‬التغيرات المناخية‪ :‬إن الظروف البيئية التى يمر بها العالم بصفه عامة‬
‫ومنطقة شرق افريقيا بصفه خاصه من جفاف وتصحر وتغيرات مناخية باتت‬
‫آثارها واضحة مما يؤدى الى تقليل هطول االمطار وتزايد الصراع على‬
‫الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ .6‬تلوث مصادر المياه يخلق مشكلة الحصول على مياه شرب من مصادر‬
‫محسنة‪.‬‬
‫‪ .8‬الصراعات واالضطرابات في دول حوض النيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية‪ ،1118 ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ .21‬االطماع الخارجية والتدخالت الدولية وإستخدام المياه كسالح في النزاعات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ .22‬غياب الوعي بأهمية الموارد المائية وضعف االعالم ومراكز البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .21‬سوء اإلستخدام وهدر المياه‪.‬‬
‫تجاه هذه المهددات تصبح قضية األمن المائي في السودان أولوية رسمية‬
‫وشعبية يجب الوعي بها ووضع االستراتيجيات الكفيلة بحماية األمن المائي للسودان‪.‬‬
‫مفهوم وأهمية اإلستراتيجية المائية‬

‫يعتبر الماء على قمة الموارد الوطنية لقدرته على تحقيق األمن الغذائي هو جوهر‬
‫األمن القومي‪ ،‬وال يتحقق األمن المائي اال من خالل اقامة المنشآت المائية وإستخدام‬
‫(‪)1‬‬
‫الطرق الحديثة لترشيد االستهالك‪ ،‬من هنا تنبع األهمية لصياغة اإلستراتيجية المائية‪.‬‬
‫تُفهم اإلستراتيجية المائية علي أنها الكيفية التي يتم بها وعن طريقها وضع وحشد‬
‫كل اإلمكانيات من موارد مائية وطاقات بشرية وإقتصادية وتكنولوجية ودبلوماسية‬
‫وإستخدام هذه الطاقات للتغلب على التحديات التي تواجه الدولة والمتمثلة في قضايا‬
‫اإلستخدام االمثل للموارد والتخلف اإلقتصادي والتكنولوجي والبيئي والسياسي‪ ،‬وذلك‬
‫لتنمية هذه الطاقات‪ ،‬والتي من خاللها يتم تنمية الموارد المائية وإستغاللها لرفاهية‬
‫(‪)2‬‬
‫الشعوب‪ ،‬وذلك عبر خطة زمنية وبرامج ومشروعات محدده‪.‬‬
‫إن من أهم مرتكزات اإلستراتيجية المائية تأمين حياة االنسان المتمثل باألمن‬
‫الشامل‪ :‬األمن الغذائي واألمن الصحي واألمن اإلجتماعي واألمن األمني واألمن‬
‫العسكري‪ ،‬وكما أن جوهر األمن الوطني هو تحقيق التنمية بمفهومها الشامل وألن‬
‫التنمية ليست غاية تنشدها الشعوب بل هي وسيلة تتعارض معها متداخالت ومتغيرات‬

‫(‪ )1‬محمد حسين أبو صالح‪ ،‬التخطيط االستراتيجي في اإلقتصاد والعلوم السياسية واإلجتماعية‪ ،‬الخرطوم‪ 1116 ،‬م‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.15‬‬
‫(‪ )2‬محمد عبد الله عبد الله‪" ،‬اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض النيل"‪ ،‬مرجع سابق‪ 1112 /1111 ،‬م‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫بالبيئة الداخلية والخارجية عند صياغة الخطة اإلستراتيجية للمياه فالتدخالت الخارجية‬
‫ينجم عنها ضبابية القرار السياسي لتحقيق المصالح المائية الوطنية‪.‬‬
‫إن اإلستراتيجية المائية ال تقتصر على النظر لوجود الماء فقط‪ ،‬بل اضاف ًة لذلك‬
‫كميات ونوعيات ومواقع وخواص وكفاءة إستغالل وإستخدام وكفاءة تخزينية‪ ،‬وإدارة‬
‫إستراتيجية للمياه والخطط الرصينة للطلب المائي ووجود كادر فني والتحديث المستمر‬
‫للبيانات وإتاحة السيناريوهات والخيارات والموازنة بينها وفهم األبعاد اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية وتأثير البيئة الخارجية‪ ،‬وقوة الدولة وكل ما يلقي بظالله على األمن المائي‪.‬‬
‫بات جليا محدودية الموارد المائية وكذا أهميتها في الوجود واالستم اررية جودة‬
‫ونوعية‪ ،‬فبرز مفهوم "تشارك المنفعة" لتعظيم االستفادة للمورد المائي‪ ،‬وهو ما خرجت‬
‫بتوصيات مؤتمرات دبلن بالعام ‪2881‬م وتبناها مؤتمر ريودي جانيرو بقمة األرض‬
‫ومن ثم تأسست المشاركة العالمية للمياه بالعام ‪2886‬م كشبكة عالمية لتتبني اإلدارة‬
‫المتكاملة للمياه‪ ،‬إن المتمعن بعمق لمفهوم تشارك المنفعة يقودنا لمفهوم األمن المائي‬
‫للموارد المائية‪.‬‬
‫تنبع أهمية وجود إستراتيجية مائية سودانية‪ ،‬من حقيقة تسارع األزمة المائية بين‬
‫دول حوض النيل وبروزها من خالل النقص في المصادر المائية لدى بعض دول‬
‫المنطقة الناتج من عوامل رئيسية ثالثة‪:‬‬
‫‪ .2‬النسبة العالية في النمو السكاني وهي من بين أعلى النسب في العالم وتصل‬
‫إلى ‪ %5.3‬مرفقة بالنزوح الكثيف من الريف إلى المدن‪ ،‬وبالتالي تزايدا في‬
‫الطلب على المياه لالستعمالين المنزلي والصناعي‪.‬‬
‫‪ .1‬وضع مشاريع (سدود ضخمة على األنهار) موضع التنفيذ لدى دول عدة في‬
‫المنطقة بهدف تحقيق زيادة في المساحات الزراعية المروية‪ ،‬وإنتاج كميه كبيرة‬
‫من الطاقة الكهربائية ( سد النهضة األثيوبي نموذجاُ)‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ .3‬تناقص مصادر المياه المتاحة بفعل عوامل عدة‪ ،‬نذكر منها‪ :‬اإلفراط في استثمار‬
‫مخزون المياه الجوفية‪ ،‬وتزايد الملوحة في اآلبار‪ ،‬والتلوث الناجم عن المصانع‬
‫والمواد صناعية‪ ،‬وتناقص حجم التصريف المائي في األنهار بسبب إقامة السدود‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫ترتكز اإلستراتيجية المائية السودانية علي االسس االتية‪:‬‬
‫‪ .2‬اإلستخدام األمثل للموارد المائية في السودان‪.‬‬
‫‪ .1‬تعزيز التعاون اإلستراتيجى مع دول الجوار للمحافظة عليها وإدارتها‬
‫تكاملياً من أجل التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والبيئية المستدامة لتعزيز‬
‫السالم ودعم الوحدة الوطنية ومحاربة الفقر ‪.‬‬
‫‪ .3‬ربط السودان بشبكة كهربائية واحدة مستقرة ومتطور‪.‬‬
‫‪ .4‬الحفاظ على البنيات األساسية للمنشآت المائية القومية‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير وتأمين استدامتة المورد المائي بالكفاءة المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ .6‬تقديم أفضل الخدمات في مجال الرى ومياه الشرب والكهرباء بما يلبي‬
‫متطلبات المستفيدين بتكلفة إقتصادية مناسبة وفقاً للمعايير والمواصفات‬
‫القياسية‪.‬‬
‫‪ .1‬المحافظة على البيئة وبناء القدرات الوطنية وتطوير الشراكات لتحقيق‬
‫التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ .6‬تنمية الموارد المائية وتوفير مياه الشرب‪.‬‬
‫‪ .8‬المحافظة على بنيات الرى وتطويرها وتحديثها وترشيد إستخدامها‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمود فيصل الرفاعي‪ ،‬مقال بعنوان " أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن العربي"‪ ،‬مجلة معهد االنماء العربي للعلم والتكنولوجيا‪،‬‬
‫العدد ‪ ،21 / 26‬بيروت‪ ،‬ص‪ ، 31 – 22 :‬أنظر‪ :‬المنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬تقرير" استعمال المياه لألغراض الزراعية ومؤشراتها‬
‫المستقبلية وترشيد استخدام الموارد المائية في الوطن العربي"‪ ،‬يوليو ‪2868‬م‪ ،‬ص‪.44 - 31 :‬‬

‫‪237‬‬
‫‪ .21‬إقامة السدود وتنفيذ مشاريع الرى الكبرى والمشاريع المتصلة بها والتى‬
‫تساعد فى إعادة التوطين وإستقرار المواطنين وتأمين الطاقة الكهربائية‬
‫من مختلف مصادرها المتاحة‪ ،‬ونقلها وتوزيعها لمقابلة النمو المتوقع‬
‫لألحمال الكهربائية تلبي ًة للطلب على الكهرباء وفقاً لمعايير األداء‬
‫اإلقتصادى والبيئي األمثل تقليالً لتكلفة إنتاج الكهرباء‪ ،‬وإقامة السدود‬
‫والمشاريع المتصلة بها والتى تساعد فى إعادة التوطين واستقرار‬
‫المواطنين‪.‬‬

‫اإلستراتيجية المائية السودانية‬

‫يتمثل موقف السودان المائي في الحصة المائية المقدرة له حسب إتفاقية عام‬
‫‪2858‬م والتي تقدر بحوالي (‪ 26.5‬مليار متر مكعب) محسوبة عند الخرطوم‪ ،‬وأمطار‬
‫سنوية تصل إلى ‪ 2111‬مليمتر‪ ،‬واألودية الموسمية ‪ 6‬إلى ‪ 24‬مليار متر مكعب‪،‬‬
‫ومياه جوفية حوالي ‪ 4.1‬مليار متر مكعب(تغذية سنوية ‪ 4.8‬مليار متر مكعب)‪ ،‬ليبلغ‬
‫إجمالي الموارد المائية للسودان حوالي ‪ 16.1‬مليار متر مكعب سنوياً‪ ،‬ولكن بمعيار‬
‫معامل األمان المائي فإننا نجد أن السودان بلغ نصيب الفرد فيه حوالي (‪ )165‬متر‬
‫مكعب في السنة بعجز سنوي قدره ( ‪ ) 124.1‬متر مكعب مقدرة بنقطة معامل األمان‬
‫المائي وهي (‪ )2111‬متر مكعب سنويا (‪ ،)1‬وتتركز الحاجة المائية في التوسع الزراعي‬
‫وبخاصة الزراعات المروية وقطاع الطاقة الكهرومائية ومجال الصناعة واإلستخدام‬
‫البشري‪ .‬وعلي الرغم أن السودان لديه أراضي صالحة للزراعة تصل ‪ 111‬مليون فدان‪،‬‬
‫لكن عدم توافر المياه حد من نجاح إستراتيجية الدولة نحو النهضة الزراعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬كمال علي‪ ،‬محاضرة بعنوان "اإلستراتيجية المائية السودانية"‪ ،‬زمالة كلية الدفاع الوطني الدورة(‪ ،)21‬كلية الدفاع الوطني‪ ،‬األكاديمية‬
‫العسكرية العليا‪ ،‬الخرطوم ‪1113/8/11‬م‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫وتتمثل مصادر الطلب المائي وكمياتها ونسبة المساهمة من إجمالي الموارد المائية‬
‫بالسودان في(‪:)1‬‬

‫‪ .2‬القطاع الزراعي لري ‪ 3.1‬مليون فدان تحتاج ‪ 11.15‬مليار متر مكعب في‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلستخدامات المنزلية ‪ 4.2‬مليار متر مكعب في السنة‪.‬‬
‫‪ .3‬الصناعة والتبخر نتيجة التخزين ‪( 2‬واحد) مليار متر مكعب في السنة‪.‬‬

‫ليكون إجمالي الطلب المائي بالسودان ‪ 11.26‬مليار متر مكعب في السنة‪.‬‬


‫يتبين الفجوة المائية بالسودان‪ ،‬وتزيد مستقبالً فعلي سبيل المثال يصل إجمالي‬
‫الطلب في عام ‪1115‬م إلى ‪ 45‬مليار متر مكعب سنوياً مما يحدث فجوة مائية تقدر‬
‫بنحو (‪ )26‬مليار متر مكعب سنوياً حينها‪.‬‬
‫كما ترتبط االحتياجات المائية بالتخطيط في مجال الزراعة من حيث زيادة الرقعة‬
‫الزراعية في القطاع المروي‪ ،‬وزيادة الطاقة الكهرومائية بإنشاء الخزانات إضافة للزيادة‬
‫المحتملة لإلنسان والحيوان والصناعة والتبخر اإلضافي نتيجة التخزين وتقدر الزيادة‬
‫بحوالي ‪ 25‬مليار متر مكعب من مياه النيل‪ ،‬بالتالي فإن الحصة المقررة للسودان ال‬
‫تكفي إلقامة هذه المشاريع مما يزيد الطلب المائي بقطاع الزراعة في السودان لتلبية‬
‫الزيادة السكانية وبالتالي زيادة المشاريع الزراعية‪.‬‬
‫اضف لذلك الزيادة السكانية‪ ،‬فعلي سبيل المثال عندما يصل حجم السكان في‬
‫السودان إلى حوالي ‪ 211‬مليون نسمة في العام ‪1151‬م يبلغ العجز المائي نحو‪13.22‬‬
‫مليار متر مكعب مما ال تفي به الموارد المائية المتاحة حالياً ما لم تستحدث موارد‬
‫اخري(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬البنك الدولي‪ ،‬تقرير التنمية البشرية في العالم‪ ،2881/2886 ،‬جدول ‪ ،23‬ص‪.313 – 311 :‬‬

‫‪239‬‬
‫وفي ذات السياق يعاني السودان من إشكالية ظاهرة اإلطماء وخاصة للمنشات‬
‫المقامة على النيل األزرق فالفاقد السنوي لخزان خشم القربة هو‪ 41‬مليون متر مكعب‬
‫أما خزان الرصيرص فقد امتألت ‪ %15‬من سعته التخزينية خالل الفترة الماضية وان‬
‫تعلية الروصيرص ليس حال كما أن ارتفاع معدالت البخر إشكالية أخرى وتصل‬
‫إلى‪ % 51‬من المخزون المائي كما في خ ازن جبل أولياء‪.‬‬
‫بوجود هذه التحديات الحالية والمستقبلية‪ ،‬ما تزال اإلستراتيجية المائية السودانية‬
‫في طور التخلق وما تزال تُستحدث امامها تحديات جديدة ليس سد النهضة األثيوبي‬
‫التحدي الوحيد امامها‪ ،‬لذا تتطلب تضافر الجهات المعنية فالسياسات تضع األطر‬
‫العامة والموجهات بمثابة عماد األمر وذروة سنامه لإلستراتيجية المائية‪ ،‬فبتتبع‬
‫التشريعات لحماية الموارد المائية كالخطة القومية الشاملة اإلستغالل مياه النيل (‪2861‬‬
‫– ‪1111‬م) ثم اإلستراتيجية العشرية القومية للتنمية التي وضعت الموارد المائية ضمن‬
‫القطاع الزراعى (‪1111 – 2881‬م) ثم جاءت اإلستراتيجية ربع قرنية للموارد المائية‬
‫(‪1113‬م ‪1111 -‬م) جميعها لتحقيق األمن المائي حيث سردت اإلستراتيجية جملة‬
‫من التحديات أو المهددات تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المحددات الفنية‪ :‬وتشمل محدودية التخزين وسوء إستخدام األراض ضعف خدمات‬
‫مياه الشرب‪ ،‬التنمية غير المتوازنة‪ ،‬ضعف تدفق المعلومات والبيانات لتحليلها وبناء‬
‫جدار معرفي مائي‪ ،‬ضعف كفاءة إستخدام المياه‪ ،‬بطء برامج تنمية الكفاءة التخزينية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحددات المؤسسية‪ :‬ضعف أداء وخدمات مرفق المياه‪ ،‬وضعف التنسيق‬
‫المؤسسي بين األجهزة المتشابهة أو المشتركة بالتعامل مع المياه‪ ،‬عدم مواكبة التشريعات‬
‫الوطنية‪ ،‬عدم المشاركة الشعبية وخلق ثقافة مائية واعية باألمن المائي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المحددات التمويلية واإلقتصادية‪ :‬ضعف التمويل الدولي لبناء السدود والخزانات‪،‬‬
‫عدم توافر ميزانيات الصيانة والتشغيل‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫رابعا‪ :‬المحددات الطبيعية‪ :‬الزيادة السكانية‪ ،‬محدودية مورد المياه‪ ،‬الجفاف والفيضان‪،‬‬
‫التغيرات المناخية وتذبذب األمطار‪.‬‬
‫إزاء حساسية الموضوع نشأت المشكالت الفنية والتقنية واإلقتصادية والديموغرافية‬
‫والسياسية كعقبات تعترض معالجته عند وضع إستراتيجية أو سياسة مائية قومية أو‬
‫دولية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المنطلقات األساسية عند وضع إستراتيجية للموارد المائية‬

‫‪ .2‬رصد الموارد المائية الحالية في السودان ومقارنتها مع دول حوض النيل بأنواعها‬
‫وإستخداماتها المختلفة (العرض والطلب الحاليين على المياه)‪.‬‬
‫‪ .1‬التوقعات حول تطورات الحاجات المستقبلية من المياه في ضوء متطلبات التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية الشاملة في كل دولة وكيفية تلبية هذه الحاجات‬
‫للمشاريع القائمة والمخطط إلقامتها‪ ،‬والتي يمكن دراستها دراسة مفصلة لمعرفة‬
‫توقعات العرض والطلب على المياه والموازنة بينهما في األمدين المتوسط‬
‫والبعيد‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد وتوضيح الموقف الرسمي من األوضاع الحالية لإلستغالل المشترك‬
‫لمصادر المياه مع البلدان األخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬محاولة إيجاد رؤية وطنية مستقبلية لتنظيم اإلستغالل المشترك لمصادر المياه‬
‫على صعيد المنطقة ككل‪.‬‬
‫ولتحقيق ذلك يجب التركيز على النقاط التالية(‪:)2‬‬

‫(‪ )1‬حسن عبد الله المنغوري‪ ،‬األبعاد الجيوبولوتيكية لقضايا المياه في الوطن العربي‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫الرياض‪1111 ،‬م‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫(‪ )2‬فتحي على حسين‪ ،‬مقال بعنوان "المياه وأوراق اللعبة السياسية في الشرق األوسط‪ ،‬القاهرة"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مطابع األهرام‬
‫للطباعة والنشر والترجمة‪ ،‬العدد ‪ ،236‬أكتوبر ‪2881‬م‪ ،‬ص‪.61:‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ .2‬وضع إستراتيجية مائية بحوض النيل تنطلق من شعور مسئول بالمصير المشترك‬
‫ورؤية واحدة لتحقيق التنمية المتكاملة في كل الجوانب‪.‬‬

‫‪ .1‬إن إشكالية المياه حاليا تتشابه مع إشكالية النفط سابقا كما حدث للخليج العربي‪،‬‬
‫وهومحاولة السيطرة على الموارد المائية في إقليم حوض النيل‪.‬‬

‫‪ .3‬إيالء المياه االهتمام الكافي في الجامعات وخصوصا أقسام الجغرافيا والسياسة‬


‫وإنشاء مراكز أبحاث في جامعات حوض النيل وجمع الدراسات واألرشيفات‬
‫المنشورة في العالم‪.‬‬

‫‪ .4‬رصد منظم لكل الثروات المائية السطحية منها والجوفية في كل دول الحوض‬
‫مجتمعة ووضع المخططات الهندسية للمياه واستعمال التقنيات الحديثة بواسطة‬
‫األقمار الصناعية لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬

‫‪ .5‬جمع كل اإلتفاقيات بحوض النيل (وهذا ما يسمى بتكوين الملف القانوني)(‪.)1‬‬

‫‪ .6‬تطوير اإلتفاقيات بما يخدم عملية التنمية ومصالح الشعوب‪.‬‬

‫‪ .1‬تعزيز األقسام العملية المتصلة بإستغالل المياه في الجامعات (ري‪ ،‬شرب‪،‬‬


‫كهرباء‪ ،‬سدود‪ ....‬الخ) وإرسال بعثات من الباحثين ممولة من قبل الجامعات‬
‫(‪)2‬‬
‫خطوات والحكومات إلى البلدان المتقدمة الستيعاب تقنياتها‪.‬‬

‫‪ .6‬العمل على توعية الرأي العام في حوض النيل عبر وسائل اإلعالم بأهمية المياه‬
‫في ترشيد اإلنفاق وحسن اإلستغالل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحمد القرعي‪ ،‬مقال بعنوان " األمن المائي ‪ ..‬مصريا وعربيا "‪ ،‬مجلة السياسية الدولية‪ ،‬مطابع األهرام للطباعة والنشر والترجمة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،241‬القاهرة‪ ،‬أبريل ‪1111‬م‪ ،‬ص‪.53 :‬‬
‫(‪ )2‬أحمد السيد النجار‪ ،‬مقال بعنوان " رؤية عربية للتصورات اإلسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب وإسرائيل"‪ ،‬مجلة شؤون عربية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬القاهرة‪2883 ،‬م‪ ،‬ص‪.211 :‬‬

‫‪241‬‬
‫‪ .8‬استيعاب كل التقنيات الموجودة لتيسير إستغالل المياه في المجال الزراعي‬
‫(‪)1‬‬
‫المنشود والصناعي والشرب‪.‬‬

‫‪ .21‬االهتمام بالنواحي االيكولوجية والحفاظ على البيئة وعدم تلويث المياه السطحية‬
‫والمياه الجوفية؛ وهذا يفترض تعاونا بين وسائل اإلعالم والرأي العام والمراكز‬
‫المعنية باتخاذ القرار‪ ،‬وخاصة في منطقة الدراسة المتأزمة في مواردها المائية‪.‬‬

‫‪ .22‬تكوين القدرة الذاتية سياسية وإقتصاديا وعسكريا وغذائيا ومائيا عن طريق‬


‫التكامل ولو كان جزئيا في البداية‪ ،‬ألننا في عصر يسود فيه منطق القوة لحماية‬
‫(‪)2‬‬
‫ثرواتها والدفاع عن حقوقها‪.‬‬

‫اإلستراتيجية المائية السودانية حسب محددات اإلستراتيجية الربع قرنية للموارد المائية ‪1113‬م‬
‫(‪)3‬‬
‫‪1117 -‬م‬

‫‪ .2‬مجال البيئة المائية‪-:‬‬


‫أ‪ .‬التحديات والمهددات المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬البيئة هي قاعدة الموارد المائية غير محصنة ومعرضة للتلوث‪.‬‬


‫‪ )1‬تدهور مناطق تقسيم المياه‪.‬‬
‫‪ )3‬التوازن البيئي لمنتفع المياه‪.‬‬
‫ب‪ .‬محددات اإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬ضرورة استدامة البنيات المائية تنمية المجتمع وتنمية البينة المائية‪.‬‬


‫‪ )1‬استدامة البنيات المائية وعدم إضرارها‪.‬‬
‫‪ )3‬التوازن بين تنمية موارد المياه وإستخدامها وحمايتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رفعت سيد أحمد‪ ،‬الصراع المائي األبعاد الكاملة للصراع حول الماء بين العرب وإسرائيل‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬القاهرة‪ ،2883 ،‬ص‪.61:‬‬
‫(‪ )2‬قاسم عباس‪ ،‬مقال بعنوان " األطماع بالمياه العربية وأبعادها الجيوبوليتكية "‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،2883/6 ،214‬ص‪.54:‬‬
‫(‪ )3‬المجلس القومي للتخطيط االستراتيجي‪ ،‬إستراتيجية القطاع الخدمي واإلقتصادي‪1116 – 1114 ،‬م‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ .1‬مجال كفاءة المقننات المائية والكفاءة المحصولية‪-:‬‬
‫أ‪ .‬التحديات والمهددات المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬التعرية بالمياه والرياح‪.‬‬


‫‪ )1‬تدني إنتاجية المحاصيل والغالل‪.‬‬
‫‪ )3‬الهجرات والنزوح السكاني وموت الحيوان‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلزالة المفرطة للغطاء النباتي‪.‬‬
‫‪ )5‬الحفاظ على التربة الزراعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬محددات اإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬تحسين كفاءة إستخدام المياه في الزراعة‪.‬‬


‫‪ )1‬إستخدام المياه يشمل تقويم وتقييم والعائد من المورد المستخدم‪.‬‬
‫‪ )3‬تسعير المياه يشجع إستخدام العادل والكفء للمياه‪.‬‬
‫‪ )4‬إستخدام المياه بالري يرصد ويقيم عبرتكنولوجيا علمية‪.‬‬
‫‪ )5‬معالجة إنجراف التربة وتثبيت التربة من عوامل التعرية‪.‬‬
‫‪ .3‬مجال العرض والطلب المائي‪-:‬‬
‫أ‪ .‬التحديات والمهددات المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬الفجوة المائية بين العرض والطلب‪.‬‬


‫‪ )1‬استدامة اإلمداد المائي‪.‬‬
‫ب‪ .‬محددات اإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬سهولة الحصول على مياه كافية ونظيفة‪.‬‬


‫‪ )1‬تطوير خدمات وشبكات المياه بتكلفة معقولة وعادلة‪.‬‬
‫‪ .4‬مجال الهيدرولوجي(الموارد المائية)‪-:‬‬
‫أ‪ .‬التحديات والمهددات المائية‪:‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ )2‬الفيضان وموجات الجفاف‪.‬‬
‫‪ )1‬ضعف القدرات التخزينية وتذبذب مناسيب المياه‪.‬‬
‫‪ )3‬الحفاظ على البنيات والري‪.‬‬
‫‪ )4‬إدارة العرض والطلب‪.‬‬
‫‪ )5‬اإلدارة الشاملة للمياه والتلوث‪.‬‬
‫‪ )6‬الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ )1‬التدهور البيئي‪.‬‬
‫‪ )6‬الموارد المائية غير التقليدية‪.‬‬
‫ب‪ .‬محددات اإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬التكامل في التخطيط التنموي للموارد المائية‪.‬‬


‫‪ )1‬تطوير البنية التحتية وزيادتها‪.‬‬
‫‪ )3‬سياسة تنمية مائية شاملة لكافة المجاالت‪.‬‬
‫‪ )4‬قاعدة معلومات لصياغة اإلستراتيجية المائية والتخطيط المائي‪.‬‬
‫‪ )5‬تشغيل وصيانة المواعين المائية تنبني على أسس استرجاع التكلفة (المستخدم‬
‫يدفع)‪.‬‬
‫‪ )6‬زيادة السعة التخزينية وبناء قدرات كادر المياه‪.‬‬
‫‪ )1‬تثقيف بحماية المياه (المياه والمجتمع)‪.‬‬
‫‪ )6‬دور الحكومات الرقابي لضمان تطبيق المعايير‪.‬‬
‫‪ )8‬حق المستخدمين الحاليين والمستقبليين بالمياه النظيفة ‪ -‬سحب المياه من‬
‫االحواض الرسوبية على أسس معدالت التغذية – توجيه البحث العلمي نحو‬
‫الموارد غير التقليدية‪.‬‬
‫‪ .5‬مجال العون الخارجي وبناء القدرات‪-:‬‬

‫‪245‬‬
‫أ‪ .‬التحديات والمهددات المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬ضعف التنسيق‪.‬‬
‫‪ )1‬العالقة بين المركز والواليات‪.‬‬
‫‪ )3‬الحاجات للعون الخارجي‪.‬‬
‫ب‪ .‬محددات اإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫‪ )2‬تقوية المؤسسات وخلق جهاز تنسيقي‪.‬‬


‫‪ )1‬إيجاد آلية فعالة لتنظيم الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ )3‬استقطاب االستثمارات المائية والزراعية‪ ،‬ومنح بناء القدرات‪.‬‬
‫اإلستراتيجية المائية السودانية وآفا التعاون بين دول حوض النيل‬

‫اكتسبت عملية إدارة الموارد اإلستراتيجية المائية الدولية أهمية متزايدة‪ ،‬ويرتبط هذا‬
‫االهتمام بتجاوز عملية إدارة الموارد المائية لجوانبها اإلقتصادية إلى السيادة الوطنية‬
‫للدول‪ ،‬ودخول المؤسسات الدولية كطرف في عملية رسم السياسيات المائية المدعمة‬
‫بالبرامج الفنية واإلقتصادية‪ ،‬لذا تبدو حالة االهتمام المتزايد لالستراتيجيات والسياسات‬
‫المائية ومحاولة بلورة موقف تجاه قضايا المياه في منطقة حوض نهر النيل تساؤل‬
‫رئيسي حول إمكانية أن تشكل قضية المياه مدخال لتجاوز الخالفات الثنائية من جانب‬
‫وإطار لتدعيم سبل التعاون الجماعي من جانب آخر خاصة مع بروز االختالفات بشكل‬
‫واضح بين دول حوض النيل تحت ضغط مخاطر الجفاف والحروب األهلية والمجاعات‬
‫والزيادة السكانية والتغيرات المناخية‪.‬‬
‫يرتبط مستقبل التعاون بين الدول في حوض النيل بالعديد من المستجدات‬
‫والتفاعالت اإلقليمية منها‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫‪ .2‬محورية قضية المياه كمحور للتعاون اإلقليمي وكمحدد لتشكيل التجمعات‬
‫اإلقتصادية اإلقليمية‪ ،‬ويعتبر العصر الحالي زمن التجمعات اإلقتصادية وتجاوز‬
‫منطق اّلنطاق الجغرافي‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلتفاقية الدولية الخاصة بقانون اإلستخدامات غير المالحية للمجاري المائية‬
‫الدولية التي وضعت قواعد أساسية القتسام موارد األنهار الدولية‪ ،‬والتي تم إقرارها‬
‫من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ ،2881/5/ 12‬وصارت واقعاً بعد‬
‫اكتمال النصاب القانوني من الدول (‪ 35‬دولة) في سبتمبر ‪1124‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬نداءات البنك الدولي الخاص بتسعير المياه خالل إجتماعات الهيئة الدولية‬
‫للموارد المائية التي عقدت في " الهاي" في مارس ‪ ،1111‬التي تعمل على‬
‫إقامة مشروعات توفير المياه بدال من بيعها‪.‬‬
‫‪ .4‬إمكانية اختالف المعادلة الحاكمة لتدفق مياه النهر خاصة بعد بروز مشروعات‬
‫الطاقة والزراعة في دول المنبع ما يدعو لمراجعة اإلتفاقيات القديمة وهو ما ظلت‬
‫تدعُ له أثيوبيا‪.‬‬
‫‪ .5‬ظهور تطورات إقليمية أثرت على نمط التفاعالت في الحوض‪ ،‬ما أدى إلى‬
‫بروز دول ذات وزن إقليمي مثل أثيوبيا وكينيا‪ ،‬وانفصال جنوب السودان‪.‬‬
‫‪ .6‬إستغالل المياه في مجال التعاون بدال من الضغوط السياسية والخالفات المتجددة‬
‫وبروز رغبة الدول في الوصول إلى السياسة التنموية‪.‬‬
‫أن وضع سيناريو مستقبلي ليس الغرض منه التنبؤ أو التكهن‪ ،‬بل دراسة القوى‬
‫الدافعة الرئيسية في البيئة الخارجية بها يحقق العالقات الهيكلية الكامنة ورسم الصورة‬
‫الكبيرة للمنهج المتبع في إدارة الموارد المائية لتجنب االستقطاب وإقامة أرضية مشتركة‬
‫يمكن من خاللها تقدم عجلة التنمية الشاملة‪ ،‬وأن نهر النيل في تحول من نهر طبيعي‬

‫‪247‬‬
‫إلى نهر منظم تبرزه السيطرة على الفيضانات والطاقة الكهربائية‪ ،‬ويزيد التعاون والفوائد‬
‫(‪)1‬‬
‫المحتملة بشكل كبير‪.‬‬
‫من أجل تحقيق التعاون في حوض النيل يجب تحقيق الحوار على مسارات مختلفة‬
‫مثل تبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا وعلى كافة المستويات‪ ،‬وبشأن مختلف‬
‫القضايا من أجل إيجاد أرضية مشتركة بين الدول المعنية وتحديد األهداف المستقبلية‬
‫المشتركة التي ينبغي تحقيقها‪.‬‬
‫إن المفاوضات التعاونية حول األنظمة المائية المعقدة ستكون بطيئة‪ ،‬ولكن من‬
‫الضروري مواصلة الحوار واكتساب الثقة بين الدول‪ ،‬ثم إن التركيز على قضية متجمعات‬
‫المياه المتدهورة في حوض النيل حيث تعتبر من القضايا األساسية التي تمكن من توفير‬
‫‪ 51‬مليار متر مكعب من المياه ما يشمل تقريبا حصة دول المصب‪ ،‬وهكذا تبدو‬
‫المشروعات محققة للتعاون والتكامل‪.‬‬
‫تعتبر أغلب دول المنبع بالحوض ليست بحاجة للمياه في حد ذاتها ولكنها تحتاج‬
‫للطاقة الكهربائية من أجل التنمية اإلقتصادية‪ ،‬ما يتطلب حشد المزيد من رؤوس األموال‬
‫وتبادل الخبرات والتكنولوجيا بين المنبع والمصب من أجل محاضرة التدخالت األجنبية‪.‬‬
‫وكما هو معلوم تعدد األوجه منها التعاون الفني والسياسي واإلقتصادي‪ ،‬إن‬
‫مبادرات التعاون الفني بين دول حوض النيل كثيرة‪ ،‬وأن جميعها غلب عليها طابع‬
‫الثنائية‪ ،‬وما تم تجميعه من معلومات وإحصائيات وبيانات قصيرة‪ ،‬وبرغم ذلك هناك‬
‫إرث دام لثالثين عاما من التعاون الفني الجاد بحوض النيل أثبت أن التعاون في‬
‫الحوض جزئي وهو إما فني محددود على عدد من دول حوض النيل‪ ،‬وأن التعاون‬
‫الفني مهما خطا خطوات يحبسه غياب إتفاق أو مظلة سياسية لدول الحوض‪ ،‬فاإلتفاق‬

‫(‪ )1‬بارت ميلهورست أخصائي الموارد المائية ورئيس االستشاريين الفنيين لحوض النيل‪ ،‬محاضرة بعنوان "مستقبل التعاون في حوض‬
‫النيل"‪ ،‬مركز (‪ )FAO‬لمشروع منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة الدراسات الدولية واإلقليمية‪.1125/3/15 ،‬‬

‫‪248‬‬
‫السياسي يدفع التعاون بحوض النيل إلى أهدافه المأمولة‪ ،‬وكذا الدعم الدولي المالي‬
‫والفني شحيح نسبة لعدم وجود إتفاق مؤسس‪ ،‬وفي غياب إتفاق قانوني مؤسس مع‬
‫القانون الدولي ومرضي لكافة أطراف دول الحوض ال تحقق المبادرات الثنائية األطر‬
‫واألهداف المنشودة‪.‬‬
‫إن التعاون البد أن يواكبه تنسيق وإتفاق شامل يستوعب إجماع كافة الدول‬
‫المعنية بتنمية الموارد المائية وتحقيق التعاون االستراتيجي في مجال المياه وذلك ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يتأتي إال من خالل إستراتيجية مائية متكاملة لجميع دول حوض النيل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تحديات جسام تتمثل فى الزيادة المطردة‬ ‫إن حوض النيل ودوله وشعوبه تواجه‬
‫ٍ‬
‫وكمثال لذلك فإن سكان أثيوبيا قد تجاوزوا ‪ 211‬مليون فى حين تجاوز سكان‬ ‫للسكان‪،‬‬
‫مصر ‪ 214‬مليون‪ ،‬ومعهم مائة مليون آخرون فى تسع ٍ‬
‫دول مشاطئة يتنافسون على‬
‫نفس كمية مياه النيل المحدودة والتى ظّلت كما هى منذ أن بدأ نهر النيل فى السريان‪.‬‬
‫نهر ضعيف اإليراد (وتساوي مياهه ‪ %1‬من نهر األمزون‪ %6 ،‬من‬ ‫ٍ‬
‫وهو على كل ٌ‬
‫نهر الكونغو‪ %21 ،‬من نهر اليانغستي‪ %21 ،‬من نهر النيجر‪ ،‬و‪ %16‬من نهر‬
‫الزمبيزي)‪ ،‬نضف إلى هذا التغييرات المناخية والتدهور البييئ والهجرة إلى المدن حيث‬
‫اإلحتياجات المائية أكبر من تلك التى فى الري‪ ،‬كل هذه المعطيات زادت من ِح ّدة‬
‫التنافس على مياه النيل المحدودة‪ ،‬وأخذ هذا التنافس منحنى النزاعات فى حاالت كثيرة‬
‫عدة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبين ٍ‬
‫دول مشاطئة ّ‬
‫ايضاً ساهمت اإلتفاقيات الجزئية‪ ،‬القديم منها والجديد‪ ،‬فى توسيع شقة الخالف‬
‫إن الربط بين توقيع دولة بوروندى على‬ ‫ٍ‬
‫وخلق تكتالت داخل مجموعة دول الحوض‪ّ ،‬‬
‫إتفاقية اإلطار التعاونى لحوض النيل وإعالن أثيوبيا عن بدء العمل فى سد األلفية‬

‫(‪ )1‬احمد المنتصر حيدر‪ ،‬االمن المائي بحوض النيل و العالقات السودانية المصرية‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬السودان‬
‫الخرطوم‪ ،1121 ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪249‬‬
‫العظيم من ناحية‪ ،‬والربط بين زيارة الوفد الوزارى المصرى إلى الخرطوم وجوبا واإلعالن‬
‫ٍ‬
‫االثيوبى من ناحية أخرى و ٌ‬
‫اضح وال تُخطئه العين‪.‬‬
‫حل‬
‫حد ًة كل يوم‪ ،‬لن تُ َّ‬
‫إن الخالفات الحادة بين دول حوض النيل‪ ،‬والتى تزداد ّ‬
‫كما ّ‬
‫سوى بالتعاون‪ ،‬والتعاون بحسن ّنية بين جميع دول الحوض‪.‬‬
‫ونقطة البداية لهذ التعاون هى اإلعتراف بحقوق الكل واإلنطالق من هناك إلى‬
‫موازنة اإلستعماالت القائمة لمصر والسودان باإلحتياجات المشروعة والمعقولة للدول‬
‫إحتياجات محدودة وقد إعترفت بها مصر والسودان نفسيهما‬
‫ٌ‬ ‫المشاطئة األخرى (وهي‬
‫في إتفاقية مياه النيل لعام ‪2858‬م‪ ،‬وتري بقية دول الحوض أنه اعتراف علي الورق‬
‫فقط لم يجد حظه من التنفيذ علي ارض الواقع)‪ ،‬وهذا بدوره سيتطّلب‪ ،‬ضمن إجر ٍ‬
‫اءات‬
‫اء كانت هذه الزيادة من حصاد المياه في دول المنبع أو‬
‫أخرى‪ ،‬زيادة مياه النيل‪ ،‬وسو ٌ‬
‫من مستنقعات جنوب السودان أو من نهر الكونغو أو من ترشيد اإلستهالك‪ ،‬فإنها‬
‫تحتاج بدورها إلى التعاون التام بين دول الحوض جميعاً‪ ،‬وإلى التعاون مع ٍ‬
‫دول أخرى‬
‫خارج حوض النيل‪ .‬إن الطاقة الكهربائية الضخمة فى أثيوبيا‪ ،‬وأراضى السودان الزراعية‬
‫الشاسعة‪ ،‬وإمكانيات مصر الصناعية الهائلة‪ ،‬وثروة بحيرة فكتوريا السمكية الكبيرة يمكن‪،‬‬
‫لكن هذا لن يتم إالّ بالتعاون بين‬
‫سخر لمصلحة شعوب حوض النيل‪ّ ،‬‬
‫بل يجب‪ ،‬أن تُ ّ‬
‫إن التعاون هو الركيزة األساسية التي تقوم عليها إستخدامات‬
‫دول الحوض جميعها‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإدارة وحماية وتنمية مياه األحواض المشتركة‪.‬‬
‫رغماً عن هذا الواقع‪ ،‬اال أن هناك بعض المحفزات التي تدفع بإتجاه إستراتيجية‬
‫التعاون بين دول حوض النيل وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬األنهار بطبيعتها ال تعترف بالحدود‪ ،‬فهي دائما تدفع بإتجاه التفكير اإلقليمي‪.‬‬

‫(‪ )1‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬مقال بعنوان "سدود أثيوبيا وملف نزاعات مياه النيل"‪ ،‬مقال منشور علي الموقع‬
‫االلكتروني‪ ،www.sudanile.com‬في ‪. 1121 /2/ 26‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ .1‬هناك إدراك متزايد بضرورة التعاون من أجل تقاسم المنافع والتكاليف‪.‬‬
‫‪ .3‬بسبب حالة التقشف المالي التي يعيشها العالم اآلن أصبح التعاون حول األنهار‬
‫أقل كلفة من التنازع‪ ،‬فالكثير من دول حوض النيل يعجزها اإلنفاق العسكري‪.‬‬
‫‪ .4‬بروز حقوق األجيال القادمة في المياه وإستخداماتها‪.‬‬
‫‪ .5‬الدور الذي يلعبه المانحون الدوليون للدفع باتجاه التعاون من خالل المشروعات‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫‪ .6‬التطور التكنولوجي الذي يساعد على الحوار واالستكشاف‪.‬‬
‫‪ .1‬نمو الوعي المتزايد لدى شعوب الحوض بأهمية وضرورة التعاون المائي‪.‬‬
‫‪ .6‬يمكن التعاون الجماعي بدول حوض النيل من تحقيق األمن الغذائي وبالتالي‬
‫تخفيف حدة التوتر واّلتوجه نحو التكامل اإلقتصادي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية‬
‫محور فرص سد النهضة للسودان‬

‫تأتي إستراتيجية السودان المائية بمجاالتها الخمسة‪:‬‬


‫‪ .2‬البيئة المائية‪.‬‬
‫‪ .1‬كفاءة المقننات المائية والكفاءة المحصولية‪.‬‬
‫‪ .3‬العرض والطلب المائي‪.‬‬
‫‪ .4‬الهيدرولوجي(الموارد المائية)‪.‬‬
‫‪ .5‬العون الخارجي وبناء القدرات‪.‬‬

‫والتي اصبح من المؤكد تأثرها مستقبال سلبا أو ايجابا بسد النهضة األثيوبي الذي‬
‫اصبح ام ار واقعا‪ ،‬هذه اآلثار أجمع عليها خبراء المياه السودانيون كل حسب قراءته‬
‫ورؤيته للسد من نواحيه االيجابية أو السلبية‪ ،‬عليه يمكن مناقشة أثر سد النهضة علي‬

‫‪252‬‬
‫إستراتيجية السودان من خالل ثالثة محاور‪ ،‬المحور األول فرص سد النهضة للسودان‪،‬‬
‫وهذه الفرص يمكن النظر لها من ناحية أن السودان يمكنه أن يستفيد من الفرص التي‬
‫يتيحها سد النهضة األثيوبي واهمها‪:‬‬
‫االنتظام النسبي في سريان النهر طوال العام‪ ،‬مما ستنتج عنه كثير من الفرص‬
‫ذات العائد اإلقتصادي الكبير‪ ،‬أن ‪ %61‬من التدفق السنوي يحدث خالل شهري‬
‫أغسطس وسبتمبر و‪ % 66‬خالل األشهر األربعة من يوليو إلى أكتوبر‪ ،‬كما أن االيراد‬
‫السنوي يتراوح ما بين ‪ 18‬الى ‪ 14‬مليار متر مكعب‪/‬سنة‪ ،‬وبعد تشغيل السد‪ ،‬سيكون‬
‫للنيل األزرق في معظم األحيان‪ ،‬تدفقاً يومياً منتظماً قدره ‪ 235‬مليون متر مكعب‪/‬يوم‪،‬‬
‫وسوف يكون مستوى المياه ثابتاً تقريباً طوال العام‪ ،‬بزيادة حوالي ‪ 1‬متر من أدنى‬
‫منسوب‪ ،‬وانخفاض ‪ 3‬أمتار عن مستوى الفيضان‪ ،‬ستوفر التدفقات المنتظمة فرص ًة‬
‫كبيرًة لزيادة توليد الطاقة في سدود الرصيرص‪ ،‬سنار ومروي‪ ،‬يمكن اعتبار ذلك فرصه‪،‬‬
‫لمضاعفة التوليد الكهربائي والقفز بكفاءة التوليد بنسبة بين ‪ %11‬الى أكثر من ‪،%41‬‬
‫ويمكن زيادة الفائدة باستبدال التوربينات الموجودة بأخرى يتم تصميمها خصيصاً لتعظيم‬
‫توليد الطاقة في ظل الظروف الجديدة‪ ،‬كذلك سوف يمنح السريان المنتظم فرصة لتطوير‬
‫النقل النهري بنهر النيل‪ ،‬وذلك من خالل توفير غاطس مناسب للبواخر على طول‬
‫النيل وعلى مدار السنة‪.‬‬
‫يمنح تنظيم سريان النهر السودان‪ ،‬كذلك‪ ،‬فرصة عظيمة لزيادة كفاءة الري‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل المساهمة في حل أحد المعوقات الرئيسية لتنمية المشاريع المروية في‬
‫السودان‪ ،‬والمتمثلة في محدودية القدرات التخزينية على نهر النيل األزرق‪ ،‬سوف يوفر‬
‫ويم ّكن من تكثيف الدورة الزراعية‬
‫سد النهضة الحل المثالي الذي يتيح المياه طوال العام َ‬
‫في مشروعات الري القائمة‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫أكدته الخطة الشاملة للموارد المائية بالسودان‪ .‬من‬
‫ايجابيات السريان المنتظم للنيل األزرق كذلك الوقاية من الفيضانات‪ ،‬اذ يعاني السودان‬

‫‪251‬‬
‫من خسائر كبيرة نتيجة للفيضانات العالية التي تحدث بصورة دورية كل عدة سنوات‪،‬‬
‫وتشمل الخسائر تدمير المباني السكنية والتجارية وغمر األراضي على طول النيل‬
‫األزرق والرئيسي‪ .‬ال توجد دراسات موثوقة لتقدير حجم الخسائر المالية لهذه الفيضانات‪،‬‬
‫ولكن من المؤكد أن قيام سد النهضة سيوفر مبالغ مالية طائلة للسودان بمنع‬
‫(‪)1‬‬
‫الفيضانات‪.‬‬
‫محور مهددات سد النهضة علي السودان‬

‫المحور الثاني يتمثل في مهددات سد النهضة األثيوبي علي السودان وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ .2‬االنخفاض الكبير في كمية المياه الواردة خالل فترة الملء األول وفي هذا الصدد‬
‫من الضروري أن يكون ملء سد النهضة في بدايته بتوافق تام مع احتياجات‬
‫السودان للري والكهرباء كميا وزمنيا على أن يتماشى ذلك مع تشغيل منظومة‬
‫السدود السودانية واوقات التشغيل‪ ،‬ثم إنخفاض طفيف ومستمر خالل تشغيل‬
‫السد‪ ،‬سيؤثر في فترة ملء خزان الرصيرص بعد قيام سد النهضة والتي تمتد‬
‫إلى ‪ 51‬يوما لها إنعكاساتها على مشروع الجزيرة ومشروعات الري على طول‬
‫النيل األزرق وملء خزان سنار‪.‬‬
‫‪ .1‬االنخفاض في كمية المياه الواردة‪ ،‬بسبب التخزين المستمر بسد النهضة وفترة‬
‫الملء التي لم يتم اإلتفاق حولها حتي االن والمقدرة من ‪ 4‬الى ‪ 1‬سنوات حسب‬
‫هيدرولوجية النيل االزرق‪ ،‬أثناء هذه الفترة يكون الحد األدنى إليراد النيل األزرق‬
‫‪ 31‬مليار متر مكعب سنويا‪ ،‬وهذا يعني إنخفاضاً يقدر بحوالي ‪ 23‬مليار متر‬
‫متر مكعب في السنة‪ .‬حسب إتفاقية ‪ 2858‬بين السودان ومصر فسوف يتم‬
‫تقاسم الفاقد مناصف ًة بين البلدين‪ ،‬أي أن حصة السودان من مياه النيل ستنخفض‬

‫(‪ )1‬سلمان محمد سلمان‪ ،‬مقال بعنوان "ما هي خيارات السودان بعد ان اصبح سد النهضة حقيقة واقعة"‪ ،‬مقال منشور علي الموقع‬
‫االلكتروني ‪ ،www.sudanile.com‬في ‪.1122/21‬‬

‫‪253‬‬
‫بمقدار ‪ 6.5‬مليار متر مكعب في السنة (من ‪ 26.5‬إلى ‪ 21‬مليار متر‬
‫مكعب‪/‬سنة) رغم حقيقة أن السودان فشل طوال العقود الماضية في إستخدام‬
‫أثر سلبي ًا غير مباشر يتمثل في التوتر الذي سوف‬
‫نصيبه من المياه‪ ،‬لكن هنالك اً‬
‫خزن ما يفيض من حاجة السودان‬
‫يثيره هذا النقص مع مصر‪ ،‬التي كانت تُ ّ‬
‫ليدخل ضمن إستخداماتها‪ ،‬أي أن مصر سوف تتحمل كامل النقص من المياه‪،‬‬
‫فبدالً عن ‪ 6.5‬مليار متر مكعب‪ ،‬سوف تفقد مصر ‪ 23‬مليار متر مكعب وهو‬
‫ما لن تقبله مصر بالرغم من أنها لم تعترف أبداً بأنها كانت تستخدم فائض‬
‫المياه‪ ،‬أما بعد اكتمال ملء بحيرة السد‪ ،‬فسوف يكون هنالك نقصاً مستم اًر يقدر‬
‫بحوالي ‪ 1‬مليار متر مكعب سنويا‪ ،‬سوف يتم تقاسمه مناصف ًة بين السودان‬
‫ومصر‪ ،‬ولن يؤثر ذلك تأثي اًر كبي اًر على السودان‪.‬‬
‫‪ .3‬التخوف من التحكم األثيوبي في المياه‪ ،‬وهو ضرر يعتمد على مدى التعاون‬
‫الفني وعلى وجود إتفاق قانوني واستمرار التوافق السياسي‪ ،‬وتعتمد درجة تأثيره‬
‫على عوامل مختلفة‪ ،‬تبدأ أثناء مفاوضات سد النهضة التي تجري حالياً‪ ،‬حيث‬
‫يفترض اإلتفاق على قواعد تشغيل السد‪ ،‬وأن يتضمن ذلك الحد األدنى من‬
‫التعاون المستمر بين السودان وأثيوبيا حتى ال يؤثر تشغيل السد سلباً على‬
‫اإلستخدامات السودانية المختلفة لمياه النيل األزرق‪ .‬استمرار التعاون الفني بين‬
‫الدولتين يتطلب توثيق ذلك في إتفاق قانوني‪ ،‬ودعمه سياسياً ليكون جزءاً من‬
‫توافق سياسي وتعاون إقتصادي مستمر‪.‬‬
‫‪ .4‬تقليل الوارد من الطمي الذي يتميز به النيل األزرق‪ ،‬إذ أن تصميم ونظام تشغيل‬
‫سد النهضة يشجعان على ترسيب معظم حمولة الطمي في خزان السد نظ اًر‬
‫للتخزين خالل موسم الفيضان وكبر حجم التخزين الميت‪ ،‬وعدم وجود بوابات‬
‫عميقة إلجراء عمليات تنظيف الطمي المتراكم‪ ،‬كما هو الحال في السدود‬

‫‪254‬‬
‫السودانية على النيل األزرق‪ ،‬وفقاً لذلك سوف يحمل النهر مياهاً شبه نظيفة إلى‬
‫السودان‪.‬‬
‫‪ .5‬التغييرات المورفولوجية للنيل األزرق ونهر النيل وما يصاحب ذلك من مشاكل‬
‫عديدة تتسبب في خسائر مالية مقدرة‪ ،‬األنهار تُشابه الكائنات الحية‪ ،‬اذ أنها‬
‫تستجيب ألي تغييرات في الظروف السائدة‪ ،‬مثل كمية المياه ومواعيدها وحجم‬
‫الطمي ونوعيته‪ ،‬االستجابة تكون عن طريق تغيير المعالم األساسية للنهر‪،‬‬
‫ويؤدي ذلك الى تنشيط ظاهرتي اإلطماء والنحر‪ ،‬يستمر ذلك حتى يتم تحقيق‬
‫استقرار جديد للنهر يتوافق مع ظروفه الجديدة‪ ،‬نتيجة لذلك سيتعرض النيل‬
‫األزرق والنيل الرئيسي لمشاكل التعرية والترسيب لفتره طويلة‪ ،‬وفقدان الطاقة‬
‫الدافعة للمياه في النيل األزرق(‪ .)1‬فسد النهضة يقع في نهاية الهضبة األثيوبية‬
‫عند الحدود مع السودان‪ ،‬ولوال الطاقة الكبيرة في الهضبة األثيوبية لما وصل‬
‫النيل إلى مصبه‪ ،‬ولما كان يجري هذه األميال لمئات من السنين‪ ،‬أهم شيئ في‬
‫الهضبة األثيوبية هو الطاقة الدافعة‪ ،‬فاألثيوبيون قالوا أنها لن تتأثر ألنهم‬
‫سينزلون المياه لتمضي إلى السودان ومصر‪ ،‬ولكن المشكلة أن المياه بعد سد‬
‫النهضة ستجری بدون طاقة‪ ،‬فمياه النيل األزرق هي التي تدفع بمياه النيل‬
‫األبيض شماال‪ ،‬والنيل األبيض نفسه لوال دفع السوباط ألصبح مستنقعات مثل‬
‫مستنقعات السدود‪ ،‬وعندما تدخل المياه التوربينات ستأخذ طاقة المياه لتوليد‬
‫الكهرباء والمياه المندفعة ‪ %۸٪-۰۸‬منها قادمة باالندفاع من الهضبة األثيوبية‬
‫وسيترتب على قيام سد النهضة أن المياه ستصبح بطيئة جدا ويزداد التبخر ادني‬
‫مجري نهر النيل ويمكن أن يصبح النهر موسميا‪ ،‬والسودان سوف يتضرر ما‬
‫لم تتفق الدول الثالث على برنامج تحدد بموجبه المشاريع‪ ،‬وتحديد ما تأخذه من‬

‫(‪ )1‬کمال علي محمد‪ ،‬مقال بصحيفة التغيير العدد ‪ 36‬بتاريخ ‪.1123/22/8‬‬

‫‪255‬‬
‫الطاقة‪ ،‬أثيوبيا تمتلك الطاقة الدافعة للنهر فلوال هذه الطاقة لبقى النيل األزرق‬
‫داخل أثيوبيا‪ ،‬قيام سد النهضة أسفل الهضبة األثيوبية يحتاج إلى دراسة يجريها‬
‫خبراء الهيدرولجی حول كم يحتاج النهر من الطاقة حتى يواصل جريانه‪ ،‬دراسة‬
‫طاقة جريان النهر(تأثير تغيرات المناخ قلة األمطار) عامل مهم لضمان جريانه‪،‬‬
‫ال توجد أمطار لتغذية النهر خالف المياه القادمة من أثيوبيا‪ ،‬من امثلة ذلك‬
‫جفاف وادي المقدم‪ ،‬ووادي الملك‪ ،‬وكل األنهار القادمة من الغرب‪ ،‬وادي المقدم‬
‫كان يستخدمه سكان مملكة سوبا التاريخية كوسيلة للنقل النهري االن جف تماما‪،‬‬
‫وهو ما سيتطلب اجراء دراسات لتحديد تفاصيل التغييرات المورفولوجية المتوقعة‪،‬‬
‫ووضع إستراتيجية للوقاية من آثارها السلبية وتنفيذ أعمال حماية األراضي‬
‫الزراعية والبنية التحتية القائمة‪ ،‬من كباري ومحطات ضخ ومزارع ومنشئات على‬
‫جانبي النهر وقنوات الري‪ ،‬من التعرية والترسب‪.‬‬
‫‪ .6‬اثارة مشاكل جانبية بين مصر والسودان سوف يكون لها آثار ممتدة وتوابع‬
‫مستقبلية‪ ،‬المشكلة األولى تكمن في أن مصر ظلت تستهلك ما يفيض من‬
‫السودان‪ ،‬وقدره حوالي ‪ 6.5‬مليار متر مكعب‪ ،‬لعقود بصورة غير معلنة‪ ،‬األمر‬
‫الذي سوف يفتح باباً واسعاً للخالف بينها والسودان خالل فترة ملء خزان سد‬
‫النهضة‪ ،‬ويستمر ذلك حتى بعد تشغيل السد ألن السودان سيتمكن بفضل السد‬
‫من إستخدام كل نصيبه من المياه‪ .‬المشكلة الثانية تنتج من اآلثار الجانبية‬
‫للسريان المنتظم الذي سيوفر فرصة غير مسبوقة ومربحة لتطوير أكبر قدر من‬
‫مشروعات الري‪ ،‬سوف يؤدي ذلك إلى زيادة غير منضبطة في إستخدام مياه‬
‫النيل في السودان مما يقود إلى نشوب نزاعات مع مصر‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫‪ .1‬المياه الجوفية في األراضي المتاخمة للنيل األزرق والنيل الرئيسي‪ ،‬والتي تتجدد‬
‫سنوياً من التغذية بمياه الفيضان‪ ،‬سوف لن تتجدد بنفس المستوي بعد أن تفقد‬
‫الضاغط الرأسي الذي توفره الفيضانات‪.‬‬
‫‪ .6‬تقليص المساحات المزروعة في األحواض الفيضية والجروف‪ ،‬ويؤثر ذلك على‬
‫عدد كبير من الحقول الصغيرة والمتوسطة الحجم داخل سهول الفيضانات وعلى‬
‫شواطئ النيل‪ ،‬والتي تُزرع بإستخدام مياه الفيضان وتستفيد من االسمدة الطبيعية‬
‫للطمي خالل فترات الفيضانات العالية‪ ،‬بعد اكتمال تشييد سد النهضة سوف‬
‫تُ ْحرم هذه الحقول من مياه الفيضانات واألسمدة العضوية الطبيعية عالية الجودة‪،‬‬
‫وستكون هناك حاجه إلى توفير وسيلة ري بديل لهذه الحقول بالمضخات وسوف‬
‫تكون هناك حاجة إلستخدام االسمدة‪ ،‬هذا الوضع الجديد سوف ُيمثل مشكلة‬
‫كبيرة على المستوى المحلي في مناطق األحواض الفيضية‪ ،‬مما يتطلب‬
‫بالضرورة توفير دعم حكومي لتوفير المضخات وضمان استمرار االنتاج‪.‬‬
‫‪ .8‬عدم توفر الدراسات األساسية البيئية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وهذا ما اشارت‬
‫اليه اللجنة الثالثية المدعومة بخبراء دوليين في تقريرها في مايو‪1123‬م‪،‬‬
‫ضمنت في إتفاق المبادئ الذي وقعه رؤساء كل من السودان وأثيوبيا ومصر‬
‫وُ‬
‫في ‪ ،1125‬ولم تتوفر هذه الدراسات رغما أنه من مؤكدا علي سبيل المثال أن‬
‫لسد النهضة آثار سالبة مع عدم وضوح الرؤية حتى اآلن بالنسبة لآلثار البيئية‬
‫المتمثلة في مدى تلوث المياه واالضرار التي قد تحدث للتنوع االحيائي للنيل‬
‫االزرق بعد بناء السد‪ ،‬ولآلثار اإلقتصادية كاألثر علي حرف صيد االسماك‬
‫وتصنيع الطوب الطفلي‪ ،‬ولآلثار اإلجتماعية كهجرة السكان في المناطق التي‬
‫ستغمرها مياه السد‪ ،‬هذه الجوانب المهمة اغفلها التفاوض مع حقيقة أنها جزء‬
‫مهم من عناصر أي إستراتيجية مائية‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫محور أثر سد النهضة األثيوبي علي جوانب تتعلق باإلستراتيجية المائية السودانية‬

‫ال يؤثر سد النهضة فقط علي اإلستراتيجية المائية السودانية بل يمتد أثره إلى أطر‬
‫اإلتفاقات التاريخية الثنائية بين السودان ومصر والتي ال تعترف بها أثيوبيا واالطر‬
‫القانونية والمؤسسية المنظمة للموارد المائية في السودان ويمثل اإلطاران المحور الثالث‬
‫من محاور مناقشة أثر سد النهضة علي اإلستراتيجية المائية السودانية ‪.‬‬
‫في أطر اإلتفاقات التاريخية المنظمة لمياه النيل(‪ ،)1‬فان األصول التاريخية لمياه‬
‫النيل في بعدها القانوني واألدوات القانونية التي لجأت اليها الدول اإلستعمارية لتصميم‬
‫حقوق والتزامات المياه المشتركة في األقاليم المستعمرة‪ ،‬ومن هنا جاء مصطلح مناطق‬
‫النفوذ(هذا المبدأ فنده الحقا مبدئي تغير الظروف واإلستخدام المنصف والمعقول الوارد‬
‫في إتفاقية ‪2881‬م)‪ ،‬نتيجة لهذه الخطوة حدث تطور في المعاهدات والتنظيمات الرسمية‬
‫والتدابير العملية واالدارية شكلت في مجملها نظاما قانونيا لمياه نهر النيل‪ ،‬حيث يمكن‬
‫إدراج األدوات القانونية المنظمة لمياه النيل بشكل عام في أربع فئات‪ ،‬الفئة األولى وهي‬
‫المعاهدات التي أبرمت بين المملكة المتحدة نيابة عن مصر التي كانت محمية قانونية‬
‫وفقا لتكييف مركزها القانوني في ذلك التاريخ وكذلك نيابة لما كان يعرف بـ (السودان‬
‫اإلنجليزي المصري) وأيضا وفقا لتكييف مركزه القانوني في ذلك التاريخ في أديس أبابا‬
‫مع الحكومة األثيويبة‪ ،‬وقد أنطوت هذه المعاهدة على مادة مهمة جدا هي المادة الثالثة‬
‫التي عنيت ليس بالحدود بالرغم من أن المعاهدة معاهدة حدود بل عنيت بمياه النيل‪،‬‬
‫وطبقا للمادة الثالثة يتعهد اإلمبراطور منليك الثاني ملك أثيوبيا على نفسه نحو الحكومة‬
‫البريطانية بأن ال ينشئ أي أعمال أو أن يسمح بأن يتم إنشاء أي أعمال عبر النيل‬

‫(‪ )1‬البخاري عبد الله الجعلي‪ ،‬مقال بعنوان " تداعيات سد النهضة ذات شقين قانوني و هندسي"‪ ،‬صحيفة التغيير‪ ،‬العدد ‪،4212‬‬
‫‪1123/22‬‬

‫‪258‬‬
‫األزرق أو بحيرة تانا أو السوباط توقف إنسياب مياهها في النيل إال باإلتفاق مع الحكومة‬
‫البريطانية وحكومة السودان‪.‬‬
‫هنا يثور سؤال‪ :‬هل يشكل تشييد سد النهضة تعارضا مع المادة الثالثة من المعاهدة‬
‫اإلنجليزية األثيوبية؟‪ ،‬الموقف األثيوبي كما يتبدي من التطبيق والتنظير ينطوي على‬
‫قدر من الصراحة تارة وقدر من الغموض الذي ينم عن الذكاء والدهاء األثيوبي تارة‬
‫أخرى‪ ،‬فمن حيث الممارسة والتطبيق فإن من الثابت أن أثيوبيا قطعت شوطا مقدرة في‬
‫تنفيذ سد النهضة‪ ،‬أما من حيث القانون فإن حجة أثيوبيا تتمركز في أن ما تقوم به ما‬
‫هو إال ممارسة طبيعية لسيادتها على إقليمها‪.‬‬
‫من حيث التنظير السياسي فإن األدبيات األثيوبية تعكس رؤية محددة وهي أن‬
‫السد وجد اصال للتوليد الكهربائي‪ ،‬وليس لري األراضي فضال عن أن مصر قد سبق‬
‫لها أن شيدت السد العالي الذي يعتمد على مياه النيل األزرق دون حتى التشاور مع‬
‫أثيوبيا‪ ،‬بهذا الفهم فإن تشييد السد ال يتعارض من حيث المبدأ مع المادة الثالثة من‬
‫معاهدة ‪2811‬م‪ ،‬وفي رأي الكاتب إن معاهدة الخامس عشر من مايو ‪ 2811‬م هي‬
‫في األصل معاهدة حاكمة للحدود بين بريطانيا وأثيوبيا‪ ،‬أما بالنسبة للمياه وهنا مربط‬
‫الفرس فإن اإلمبراطور منليك الثاني ملك أثيوبيا قد تعهد شخصيا نحو الحكومة البريطانية‬
‫بأن ال ينشئ أي أعمال عبر النيل األزرق يكون من شأنها أن توقف إنسياب المياه في‬
‫النيل األزرق إال باإلتفاق مع الحكومة البريطانية وحكومة السودان‪ ،‬ليس ذلك فحسب‬
‫بل أن اإلمبراطور منليك الثاني تعهد والتزم بأن ال يسمح بإنشاء أي عمل عبر بحيرة‬
‫تانا أو النيل األزرق من شأنه أن يوقف إنسياب المياه في النيل األزرق إال بموافقة‬
‫الحكومة البريطانية وحكومة السودان‪ ،‬تري أثيوبيا أن معاهدة ‪2811‬م قد إنتهت وأنها‬
‫قد سبق لها أن شيدت سدودة صغيرة ولم يحتج السودان أو مصر عليها‪ ،‬هذه الحجة‬
‫مردود عليها بأن الدولتين لم تريا فيما سبق (بناء سدود صغيرة) ما قد يعرقل أو يوقف‬

‫‪259‬‬
‫إنسياب المياه من بحيرة تانا أو من النيل األزرق‪ ،‬والدليل على صحة هذا الرأي أن‬
‫المياه ظلت تنساب من داخل اإلقليم األثيوبي وتصل للسودان ومصر بذات الكميات‬
‫وفي ذات التوقيتات إذ لم تتأثر أو تتغير لعقود من الزمان بأي منشأت سبق إن قامت‬
‫بها أثيوبيا مقارنة بسد النهضة الذي تبلغ طاقة التخزين فيه ‪ 14‬مليار مترمكعب‪.‬‬
‫ولزيادة الفائدة نسجل أن الموقف األثيوبي بالنسبة لمعاهدة الخامس عشر من مايو‬
‫‪2811‬م ظل غامضا لعقود من الزمن‪ ،‬ولهذا السبب كان النزاع مع أثيوبيا بشأن حدود‬
‫السودان الشرقية‪ ،‬بيد أن أثيوبيا إعترفت صراحة بالمعاهدة المعنية بموجب تبادل‬
‫المذكرات بين وزير الخارجية األثيوبيي ووزير خارجية السودان حينها في ‪2811/6/26‬م‬
‫باديس أبابا‪ ،‬وهو اإلعتراف الذي تحقق بعد جهد جهيد ومخاض طويل عقب إجتماعات‬
‫عديدة للجان و ازرية وفنية مشتركة‪ ،‬في هذا اإلتفاق أثيوبيا لم تعترف بمعاهدة ‪2811‬‬
‫فقط‪ ،‬بل إعترفت ايضا بما هو أكثر تعقيدا ورفضا من جانبها ألكثر من نصف قرن‬
‫من الزمان وهو تخطيط الحدود الذي قام به الميجر قوين للحدود‪ ،‬وطبقا للبند (‪ )2‬من‬
‫القسم األول من وثيقة اإلتفاق فقد تم قبول أساسي لتخطيط الميجر قوين الذي تم على‬
‫أساس معاهدة ‪ 2811 -2811‬بإعتباره خط الحدود بين أثيوبيا والسودان دون أي‬
‫إعتبار للمسائل التي تتصل بقانونية ذلك التخطيط ‪.‬‬
‫تحفظت مصر التي ترى أن من حقها الطبيعي والتاريخي التمسك بمعاهدات مياه‬
‫النيل‪ ،‬أما الموقف السوداني فقد كان يتسم بقدر من المرونة تارة والضبابية تارة أخرى‪،‬‬
‫على ضوء ما يصدر من تصريحات من بعض المسئولين السودانين تنطوي صراحة أو‬
‫ضمنا على أن سد النهضة كله فرص للسودان وليس فيه أضرار عليه‪ ،‬نعم إننا نتطلع‬
‫لعالقات طيبة مع كل دول الجوار‪ ،‬وندرك بطبيعة الحال أن ثمة إعتبارات سياسية البد‬
‫من مراعاتها‪ ،‬لكن التعامل بهذه الطريقة مع هذا الملف قد يجلب مخاطر كثيرة‪ ،‬ويبدو‬

‫‪261‬‬
‫أن السودان لم يتعلم من أخطاء الماضي مثل الموقف من السد العالي وإنفصال الجنوب‬
‫‪.‬‬
‫أن الموقف الواضح نحو القضايا الدولية التي تنطوي على بذور أزمة للسودان ال‬
‫ينبغي التعامل معها على أسس تكتيكية بل يجب مواجهتها من منطلق التداعيات‬
‫اإلستراتيجية التي تتطلب أال يترك الحبل على الغارب‪.‬‬

‫في اإلطار القانوني والمؤسسي للموارد المائية في السودان(‪ ،)1‬فيجب االهتمام‬


‫بإصالح اإلطار القانوني والمؤسسي للموارد المائية في السودان‪ ،‬أهمية هذه الخطوة في‬
‫أنها تستوعب آثار السد‪ ،‬وال تقتصر عليها وفق رؤية جديدة ذات بعد إستراتيجي تمكن‬
‫السودان وتحصن مواقفه وتمكنها بأن تعمل بصورة أفضل‪ ،‬ولو وجد مثل ذلك اإلطار‬
‫لما تمت مناقشة سد النهضة في اإلطار القانوني الضيق‪ ،‬وإلشتركت في النقاش كافة‬
‫أجهزة الدولة بفاعلية‪ ،‬أسوة بما يجري عليه العمل في كافة الدول‪ .‬وألهمية تأسيس‬
‫اإلصالح على ما سبق من خطوات وعدم البدء من الصفر يجب تكون البداية قانون‬
‫مراقبة سحب مياه النيل لسنة ‪۹%۹%‬م‪ ،‬وقد صدرت الئحة تفصيلية لذلك القانون في‬
‫خمسينات القرن الماضي‪ ،‬وأستمر ذلك اإلطار التشريعي القاصر الذي أختصر الشأن‬
‫المائي العريض في مراقبة سحب المياه حتى عام ‪2881‬م الذي صدر منه قانون الري‬
‫والصرف الذي حسن الوضع قليال‪ ،‬وحدث تطور بصدور قانون الموارد المائية لسنة‬
‫‪2885‬م وهو األكثر شموال مقارنة بما سبقه من قوانين‪ ،‬الغي القانون الجديد قانون‬
‫مراقبة سحب مياه النيل لعام ‪2838‬م ولكنه أبقي على الالئحة الصادرة بموجب ذلك‬
‫القانون إلى أن تلغى أو تعدل‪ ،‬ومنح قانون ‪2885‬م إختصاص التوجيه بإصالح اإلطار‬
‫القانوني والمؤسسي للموارد المائية للمجلس القومي للموارد المائية الذي إنشأ بموجب‬

‫(‪ )1‬احمد المفتي‪ ،‬مقال بعنوان "سد النهضة األثيوبي أهمية اصالح اإلطار القانوني المؤسسي للموارد المائية في السودان"‪ ،‬صحيفة‬
‫السوداني ‪.1124/6/6‬‬

‫‪262‬‬
‫ذلك القانون‪ ،‬ومن تاريخ صدور القانون وحتى اآلن أي بعد مرور حوالي الخمسة‬
‫وعشرين عاما ومع تداعيات سد النهضة لم يتم أي إصالح تشريعي رغما عن أن‬
‫اإلصالح التشريعي المطلوب قد كان محط إهتمام العديد من المؤسسات الدولية وهي‪:‬‬
‫‪ .2‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي ‪UNDP‬‬
‫‪ .1‬منظمة الزراعة واألغذية ‪FAo‬‬
‫‪ .3‬صندوق التنمية اإلنمائي ‪GTZ‬‬
‫‪ .4‬كرسي اليونسكو للمياه‪.‬‬
‫‪ .5‬جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫في هذا اإلطار فان المطلوب إلتمام عملية االصالح القانوني والمؤسسي هو‪:‬‬
‫‪ .2‬المؤامة مع االلتزامات الدولية‪.‬‬
‫‪ .1‬كفاءة اإلستخدام‪.‬‬
‫‪ .3‬المنازعات الداخلية بين الواليات‪.‬‬
‫‪ .4‬حصاد المياه‪ ،‬بحيث ال يتم بصورة إجتهادية عشوائية بل من خالل إطار قانوني‬
‫مؤسسي‪.‬‬
‫‪ .5‬إصدار لوائح جديدة حيث ال يستقيم العمل بلوائح خمسينات القرن الماضي‪.‬‬
‫‪ .6‬بلورة دور المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪ .1‬تفعيل المجلس القومي للمياه‪.‬‬

‫إذا وعلي أساس ما سبق اعاله‪ ،‬وحالة عدم التأكد التي تشوب ملف سد النهضة‬
‫األثيوبي‪ ،‬وحقيقة أن السودان مواجه بعجز مائي حتي مع عدم االخذ في االعتبار آثار‬
‫سد النهضة‪ ،‬فقد بلغت االحتياجات المائية في العام ‪2888‬م حوالي ‪ 28.1‬مليار متر‬
‫مكعب في السنة مقابل موارد مائية تبلغ ‪ 31‬مليار متر مكعب في السنة‪ ،‬في حين من‬
‫المتوقع أن تبلغ االحتياجات المائية للسودان في العام ‪1115‬م حوالي ‪ 46.2‬مليار متر‬

‫‪261‬‬
‫مكعب في السنة مقابل موارد مائية متوقعة حوالي ‪ 36‬مليار متر مكعب في السنة(‪،)1‬‬
‫ومع االخذ في االعتبار أن نسبة اعتماد السودان علي مياه النيل في تأمين االحتياجات‬
‫المائية ‪ % 22.8‬فقط(‪ ،)2‬فال بد من تحديث إستراتيجية مائية تقوم علي زيادة حصتنا‬
‫المائية ورؤية أمنية ألهمية االنفتاح مع أثيوبيا بشكل خاص ألهميتها الجيوبلوتكية‬
‫بسد النهضة أو كل السدود بهدف زيادة اإليراد المائي السوداني‪،‬‬
‫والشراكات الذكية سواء ّ‬
‫وبقية دول الحوض بشكل عام‪.‬‬
‫مجردة من التبعية الي موقف‬
‫ً‬ ‫وان يسعي السودان لتحقيق مصالحه المائية‬
‫تفاوضي حول سد النهضة‪ ،‬والخلوص للنظرة التعاونية بملف مياه النيل نابعة من وسطية‬
‫السودان الجغرافية والدبلوماسية‪ ،‬قائمة على أساس االنتفاع المنصف والمعقول وعدم‬
‫االضرار‪ ،‬وتبني رؤية إستراتيجية مشتركة تقلل من المخاطر المحدقة وتزيد من الفرص‬
‫سد النهضة تتيح االنتفاع‬
‫سد النهضة‪ ،‬وصياغة إتفاقية بشأن ّ‬
‫المتاحة من مكتسبات ّ‬
‫المشترك‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة‬
‫اإلستراتجية المائية السودانية ما بعد سد النهضة‬

‫من حقائق تأثير سد النهضة سلبا أو ايجابا علي اإلستراتيجية المائية السودانية‬
‫التي وردت تفاصيلها في المبحث السابق‪ ،‬نخلص الي ضرورة اعادة بناء اإلستراتيجية‬
‫بما يستوعب الفرص والتحديات التي استجدت من بناء السد وعلي المفاوض السوداني‬
‫ادراك هذه الحقائق وادارة التفاوض علي أساسها‪ ،‬وفي هذا المبحث نتناول بناء‬

‫(‪ )1‬تقرير و ازرة الري والموارد المائية السياسية المائية في السودان‪ ،‬الخرطوم إبريل ‪ ،1111‬ص ‪.26 ،21‬‬
‫‪)2( World Bank، World Development Indicators، 2007، PP، 14-7‬‬

‫‪263‬‬
‫اإلستراتيجية المائية السودانية ومتعلقاتها في مرحلة ما بعد سد النهضة في‬
‫محاور(‪-:)2(,)1‬‬
‫‪ .2‬الموارد المائية‪:‬‬

‫شكل السودان قبل إنفصال الجنوب ‪ ٪61‬من مساحة حوض النيل‪ ،‬والسودان‬
‫ليس دولة مصب فقط‪ ،‬فهو من دول المنابع لوجود روافد كثيرة وامطار تصب في نهر‬
‫النيل وروافده غير محسوبة وإستفادة السودان من مياه النيل محدودة‪ ،‬والسودان مرحلة‬
‫وسطى مقارنة بمصر ودول المحابس العليا أثيوبيا ودول البحيرات العظمی‪ ،‬يجب أن‬
‫يتم التعامل مع النيل وروافده برؤية موحدة تستند عن نقطتين مهمتين هما‪:‬‬

‫‪ .2‬االستفادة القصوى من المياه‪ :‬على السودان التفكير مع شركاء النيل في‬


‫إقامة سدود في اعالي النيل‪ ،‬فدول حوض النيل لها مشاريع كبرى وتوجد بها‬
‫كميات وافرة من مياه األمطار‪ ،‬وفي المستقبل قد تحتاج للمياه لمشاريعها‬
‫التنموية‪ ،‬اهتمام السودان بأمرها واشراكها في مشاريع يتم تصميمها لمصلحة‬
‫كل الدول المتشاطئة للنيل اجراء استباقي لتفادي أي صراعات مستقبلية حول‬
‫المياه في حوض النيل‪ ،‬ليس من المصلحة للجميع إقامة سدود شمال‬
‫الخرطوم‪ ،‬ففي هذه البيئة الصحراوية شديدة الح اررة يفقد النيل كميات كبيرة‬
‫من المياه نتيجة للتبخر مقارنة بالسدود التي يتم إنشاؤها في اعالي النيل‪.‬‬
‫‪ .1‬مشروعات التخزين المستمر في اعالي النيل‪ :‬اقامة خزانات عند البحيرات‬
‫االستوائية وإستخدامها كأوعية عمالقة للتخزين المستمر‪ ،‬وذلك لتميز ممنطقة‬
‫البحيرات باآلتي‪:‬‬

‫(‪ )1‬محمد الحسن ابراهيم بابكر‪ ،‬ندوة الموارد المائية و مستقبل المياه في السودان‪ ،‬مركز دراسات المستقبل‪1116 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابراهيم االمين عبدالقادر‪ ،‬السودان االخضر بين دفتي السد العالي و سد النهضة‪ ،‬سينان العالمية للطباعة‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪1125 ،‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫أ‪ .‬كمية التبخر فيها قليلة ويعوضها ما يتساقط عليها من مياه األمطار‪.‬‬
‫ب‪ .‬هي أفضل من أي خزان يقام على النيل األزرق لعدم تعرضها لإلطماء‪.‬‬

‫ان السودان رغم تنوع موارده المائية يعاني من الفجوات الغذائية‪ ،‬ومن التحديات‬
‫التي تواجه البالد الذهنية التي يتم التعامل بها مع المياه والفهم السائد عن أن في‬
‫السودان وفرة مائية‪ ،‬علما بأن في السودان مساحات واسعة صحراء وأكثر من ‪%15‬‬
‫من مساحته مهدد بالتصحر نتيجة الجفاف والزحف الصحراوي‪ ،‬ومياه األمطار في‬
‫السودان تتسم بالتذبذب والمتغيرات الزمانية والمكانية إلى جانب قصر الموسم وقلة‬
‫األمطار في مواقع الزراعة وتمركز الثروة الحيوانية‪ ،‬وزاد من تعقيد األزمة ضيق أوعية‬
‫حصاد المياه التي ال تسمح بإستغالل كامل الحصة المخصصة لها بموجب إتفاقية‬
‫‪2858‬م‪ ،‬ولغياب االستقرار السياسي واالرادة السياسية لم يتمكن من االستفادة منها‬
‫بصورة مقبولة‪ ،‬بل على العكس حدث تدهور مريع في المشاريع الزراعية في القطاع‬
‫المروي والزراعة اآللية لسوء االدارة وفسادها‪ ،‬ولتجاوز هذه المرحلة على الدولة أن تعيد‬
‫النظر في سياساتها ومؤسساتها وأن تعتمد في ادارة مواردها المائية على التخطيط‬
‫العلمي والشفافية واعادة الهيبة والفعالية لو ازرة الري‪ ،‬وهي المؤهلة علميا وعمليا الدارة‬
‫المياه وتنميتها والدفاع عن مصالح السودان خاصة ونحن في زمن أصبح النزاع على‬
‫الموارد له ابعاد اقليمية ودولية‪ ،‬والتخطيط ال يعني فقط تكوين اللجان‪ ،‬التخطيط العلمي‬
‫والسليم يعتمد على المعلومات الصحيحة والموثقة‪ ،‬بهذا الفهم يتحدث العقالء‬
‫والمختصون في مجال المياه‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الدراسات اإلجتماعية واإلقتصادية عن قيام بنك‬
‫للموارد المائية يتضمن مجموعة قواعد للمعلومات األساسية شبكات الرصد المناخي‬
‫والمائي واإلستخدامات المائية في الزراعة ومعلومات عن االحواض المائية السطحية‬
‫والجوفية واتاحة هذه المعلومات بعد تبسيطها وصياغتها بلغة سهلة للمزارعين والعاملين‬
‫في مجال الزراعة عبر كوادر مدربة ومؤهلة لتلعب هذا الدور المحوري في عمليات‬

‫‪265‬‬
‫تنمية المهارات للعاملين والحفاظ على موارد البالد المائية وتطويرها‪ ،‬وعملية ادارة الموارد‬
‫يجب أن تمتد إلى ترشيد إستخدامات المياه وتوفير مصادر مائية اضافية تساعد في‬
‫تحقيق طفرة في االنتاج الزراعي منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬حصاد المياه‪:‬۔‬

‫معظم أراضي السودان تقع ضمن نطاق المناطق المناخية الجافة واالمطار في‬
‫بعض المناطق تتصف بالندرة مما عرضها للجفاف الذي ترتبت عليه هجرات ونزوح‬
‫جماعي بحثا عن المياه والكأل‪ ،‬شمال دارفور وشمال كردفان تعرضتا إلى موجات‬
‫متالحقة من الجفاف‪ ،‬وادي إلى نزوح اعداد كبيرة من المواطنين جنوبا عبر الحدود‬
‫االدارية مع الجنوب وهي اآلن بعد االنفصال اصبحت حدودا سياسية‪ ،‬وما حدث في‬
‫دارفور من حروب ودمار ومع وجود عوامل عديدة أدت إلى إندالع الحروب‪ ،‬إال أن‬
‫الش اررة هي النزاع حول الموارد المحدودة والمتأثرة بعوامل طبيعية والجفاف والتصحر‬
‫وعجز في ادارة الدولة وادارة التنوع كانت نتيجته االنفصال الكارثة على الشمال والجنوب‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت أهمية حصاد المياه‪ ،‬وتوجد وسائل متعددة لحصاد المياه ترتبط أساسا‬
‫بمعدالت االمطار وطبوغرافية األرض ونوعية التربة‪ ،‬يمكننا اختيار المناسب منها‬
‫وإستغالله في الري التكميلي منها‪:‬‬
‫‪ .2‬الحفائر وتوفر مياه الشرب لإلنسان والحيوان والزراعات البسيطة ومع قلة‬
‫تكلفتها إال أن المساحات التي تعتمد في ريها على الحفائر محدودة‬
‫وانتاجيتها متواضعة‪.‬‬
‫‪ .1‬استقطاب مياه الوديان والخيران والسيول التي غالبا ما تكون ذات آثار‬
‫سالبة لسرعة إندفاعها واتساع مساحة جريانها في زمن قصير ينتهي‬
‫بنهايتها وما تحدثه من دمار‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ .3‬انشاء سدود ترابية يوفر مياه اضافية ويجنب المناطق التي تجري فيها‬
‫فيضاناتها المدمرة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التوسع في تقنيات الري الحديثة‪:‬‬

‫زراعة مساحات واسعة وبأسس علمية وتكنولوجية متطورة يتطلب إستخدام تقنيات‬
‫حديثة للرى‪ ،‬وقد أكدت الدراسات التي قامت بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بان‬
‫إستخدام الري السطحي التقليدي وبكفاءة متدنية فيه سوء إستخدام وتبديد الموارد المائية‪،‬‬
‫بعد أن تأكد أن التوسع في تقانات الري الحديثة من رش وتنقيط فيه توفير ويزيد من‬
‫كفاءة الري وبنسب عالية جدا مقارنة بما هو متبع في بالدنا(الري بالغمر)‪ ،‬يفرض هذا‬
‫على اصحاب القرار اعادة النظر في و ازرة الري التي أهملت عمدآ وأنا هنا أعنی دور‬
‫الو ازرة كقلعة علمية ومؤهلة بكوادر لهم معرفة وخبرة في كل ما يتعلق بالمياه تراكمت‬
‫عبر السنين يمكن توظيفها بنجاح في فض النزاعات حول المياه‪ ،‬وفي وتنمية الموارد‬
‫المائية‪ ،‬وحسن أدارتها‪.‬‬
‫ولمخاطبة ما تعانيه الزراعة اليوم في السودان على مراكز التفكير وأصحاب‬
‫القرار ايجاد معادلة سليمة ومتوازنة لتنمية وإستخدامات المياه في بالدنا‪ ،‬يتطلب هذا‬
‫توفير االعتمادات الالزمة إلنشاء البنيات األساسية للتخزين وشبكات الري وادخال‬
‫التقانات الحديثة وتطوير محطات البحوث المائية وتشجيع المشاركة المجتمعية‪ ،‬نقطة‬
‫أخرى على درجة عالية من األهمية وهي أن الموارد المائية المتاحة ملك لالجيال في‬
‫الحاضر والمستقبل‪ ،‬تنميتها وحمايتها ووضع سياسة مائية تضمن استدامتها واستثمارها‬
‫بنحو متكامل واجب الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫‪ .1‬الزراعة‬
‫ان من فوائد السدود األثيوبية وبصفة خاصة سد النهضة للزراعة في السودان أن‬
‫تم التشاور حولها وإخضاعها للمصالح المشتركة‪:‬‬
‫‪267‬‬
‫أ‪ .‬أنها توفر مياه للزراعة طوال العام بدال عن الفيضانات الموسمية‪ ،‬أهمية هذا‬
‫في تنظيم اإلنتاج الز ارعي لمقابلة اإلحتياجات الغذائية للمواطنين وتصدير‬
‫الفائض‪.‬‬
‫ب‪ .‬إستصالح وإستزراع المزيد من األراضي السودانية (التوسع األفقي والرأسي‬
‫التكثيف الزراعي)‪.‬‬
‫ت‪ .‬زيادة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫ث‪ .‬توفير موارد مائية منتظمة على مدار العام بعد قيام سد النهضة يعني زيادة‬
‫إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية لوحدة المساحة من األرض والمتر‬
‫المكعب من الماء لوحدة الزمن‪ /‬السنة‪.‬‬
‫السودان يعتمد حاليا على القطاع التقليدي بالنسبة لإلنتاج الحيواني وبدرجة كبيرة‬
‫بالنسبة لإلنتاج النباتي (القطاع المروي) علما بأن هنالك مستجدات يجب أن تجد‬
‫اإلهتمام‪ ،‬منها التغيرات المناخية وما يترتب عليها من جفاف وتصحر وقلة في األمطار‬
‫في كمياتها وفي معدالت سقوطها‪ ،‬متغير آخر أيضا مهم هو إنفصال الجنوب وتأثيراته‬
‫السلبية على مواطني البلدين على جانبي الحدود الجديدة خاصة الثروة الحيوانية ظلت‬
‫الحدود السياسية معوقا حقيقية لترحالها الموسمی شمال وجنوبا‪ .‬اآلثار السالبة لهذه‬
‫المستجدات تفرض على اهل السياسة واإلقتصاد إعادة النظر في كل شيئ في الطريقة‬
‫التي تدار بها البالد وعالقاتها مع دول الجوار وفي أن تكون لنا إستراتيجية طويلة‬
‫المدى‪ ،‬محورها األساسي الزراعة بشقيها النباتي والحيواني مع اإلستفادة من السدود‬
‫األثيوبي ة بالدخول في شراكة تمكن دول حوض النيل الشرقي من تجاوز مرحلة الجدل‬
‫حوله إلى مرحلة أهم ما يميزها التعاون في مشاريع مشتركة تخدم مصالح شعوب‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫‪ .3‬العالقة بين دول النيل الشرقي الثالث‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫التوتر في العالقات األثيوبية المصرية هنالك ما يبرره نتيجة للتوتر الذي حدث‬
‫بين البلدين بعد اإلعالن عن قيام سد النهضة مع وجود درجة من التفاهم بين السودان‬
‫وأثيوبيا‪ ،‬فالوضع اليوم يحتاج لمعالجة عقالنية بعيدا عن التهديدات المتبادلة‪ ،‬أثيوبيا‬
‫وفقا لما هو معلن ال تريد والسباب موضوعية غير مهيئة إلستغالل مياه السد في الزراعة‬
‫فالمساحة المتاحة للزراعة في موقع السد ‪ 511‬الف فدان في منطقة بني شنقول ستغمرها‬
‫مياه بحيرة السد‪ ،‬وما تريده أثيوبيا هو إستغالل المياه في إنتاج الطاقة الكهرومائية‪ ،‬هذا‬
‫ال يعني أن أثيوبيا التي تعرض شعبها نتيجة للجفاف في بعض مناطقها إلى المجاعة‬
‫ال تحتاج للزراعة‪.‬‬
‫إلعادة التوازن لهذه المعادلة الصعبة من الواجب تعزيز المصالح المشتركة كعامل‬
‫أساسي لضمان إعادة التوازن لها‪ ،‬فالسودان يستقبل كل عام أعداد كبيرة من الالجئين‬
‫األثيوبيين‪ ،‬وهنالك نزاعات حول الحدود وإعتداءات من األثيوبيين على األراضي‬
‫السودانية في منطقة الفشقة‪.‬‬
‫التفكير في مشاريع زراعية عمالقة لزراعة األراضي السودانية على الحدود مع‬
‫أثيوبيا تأكيدا للتكامل وخدمة للمصالح المشتركة‪ ،‬والتحول من زراعات أقل قيمة إلى‬
‫أخرى أعلى قيمة نقدية‪ ،‬فالزروع تختلف في قيمتها النقدية ومن ثم الناتح النقدي لوحدة‬
‫المساحة من األرض أو المتر المكعب من الماء‪ ،‬زراعة الخضر والفاكهة للتعبئة‬
‫والتصنيع والتصدير للسوق الخارجي واإلستفادة من مخلفات وبقايا المحاصيل کعلف‬
‫وتحسين قيمتها الغذائية بالمعامالت المناسبة بما يرفع من إنتاجية الثروة الحيوانية‪.‬‬
‫‪ .4‬التنمية‪:‬‬
‫ان اغتنام فرص توفر طاقة كهربائية وري منتظم من سد النهضة‪ ،‬يثمر عن‬
‫إمدادات أوفر وأكبر إستق اررا‪ ،‬أن زيادة الطلب على المنتجات الزراعية وهو نتيجة طبيعية‬
‫لزيادة السكان وتنوع إحتياجاتها ويشكل ضغطا شديدا على الموارد الطبيعية ومن ثم ال‬

‫‪269‬‬
‫بد من البحث عن حلول للوفاء بإحتياجات الحاضر والمستقبل‪ ،‬ومهما كانت اإلنجازات‬
‫التكنولوجية وتطبيقاتها فإن هناك حدود لقدرة أمان األرض على اإلعاشة‪ ،‬فإذا حاولنا‬
‫تجاوز هذه الحدود فإن الزراعة عندئذ والثقافة اإلنسانية كما نعرفها لن تكون مستدامة‪،‬‬
‫وسوف يكون هنالك ضرر دائم لواحد أو أكثر من مكونات البيئة‪ ،‬هناك عدد من القيود‬
‫التي تؤثر سلبا في إستدامة التنمية الزراعية أهمها تآكل قاعدة الموارد الطبيعية المتمثلة‬
‫في األرض‪ ،‬المياه‪ ،‬الهواء والمناخ‪.‬‬
‫السودان أرض بكر وموارد مائية (نهر النيل وروافده واألمطار والخيران)‪ ،‬إن‬
‫توفرت وبكميات كبيرة وفق رؤية جديدة يتم بموجبها وضع إستراتيجية كمشاريع عمالقة‬
‫للزراعة بشقيها النباتي والحيواني‪ ،‬مشاريع مدروسة ومخطط لها علمياً من دراسة جدوى‪،‬‬
‫األبحاث‪ ،‬توفير المدخالت‪ ،‬تدريب العاملين على األساليب الحديثة للرعي وتربية الحيوان‬
‫مع توفير التمويل الالزم والضمانات المناسبة الن يكون المنتج عالي الجودة وقادر على‬
‫المنافسة في األسواق الخارجية‪ ،‬أن سد النهضة في ظل إتفاق شامل ومنصف‪ ،‬يساهم‬
‫في تحقيق استفادة السودان من حصته المائية كامل ًة‪ ،‬مما يعني موارد مائية‪ ،‬وبالتالي‬
‫اراضي زراعية أوسع وأمن غذائي اقوي‪.‬‬
‫اإلستراتيجية بعيدة المدى لموارد السودان المائية‬

‫تنامي الطلب المستقبلي على المياه بمعدالت كبيرة لمقابلة النمو المضطرد في‬
‫البني الحضرية واإلقتصادية‪ ،‬يقابله ضعف في كفاءات اإلستخدام وقصور في البني‬
‫المؤسسية المسؤولة عن ادارة مرافق المياه وقدراتها المتواضعة على توفير مصادر جديدة‬
‫للمياه تعرض على الدولة واتخاذ الق اررات الكفيلة بانفاذ إستراتيجية بعيدة المدى لالستفادة‬
‫القصوى من المياه في مجاالت التنمية المختلفة وفي المقدمة القطاع الزراعي‪ ،‬أهم‬

‫‪271‬‬
‫القطاعات التي تستأثر بالجزء األكبر من المياه‪ ،‬الوصول إلى الهدف يتطلب التركيز‬
‫على عدد من النقاط أبرزها(‪:)1‬‬
‫‪ .2‬التقييم الدقيق للموارد المائية رصد وتحليال وتنبؤ وإستخداما للتكنولوجيا‬
‫الحديثة‪ ،‬بتحسين ادوات الرصد المائية والتوسع في إستخدام التقانات‬
‫الحديثة کاالستشعار من بعد والمحطات اآللية‪.‬‬
‫‪ .1‬انشاء قاعدة للمعلومات واالهتمام بتطويرها باستمرار استجابة للمستجدات‬
‫علما بأن عملية حصر وتقويم الموارد المائية عملية ديناميكية تتطلب‬
‫متابعة عمليات الرصد وجمع المعلومات لتحديث البيانات مع ايالء اهتمام‬
‫خاص لشبكات الرصد على األودية الموسمية مع تعزيز نشر وتبادل‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬ايجاد صيغة متوزانة للعالقة بين التنمية والبيئة وهي قضايا تم التداول‬
‫حولها في إجتماع قمة االرض في ريودي جانيرو‪۹%%۱‬م واإلتفاق على‬
‫أبراز المشاكل البيئية وايجاد الحلول المناسبة لها عن طريق تنفيذ مشاريع‬
‫تأخذ بعين االعتبار التنمية المستدامة ومايترتب عليها من آثار بيئية‪.‬‬
‫‪ .4‬إنشاء مركز متخصص للدراسات المائية والتركيز على البحوث التطبيقية‬
‫في مجاالت التخطيط وادارة الموارد المائية والزراعية‪.‬‬
‫‪ .5‬أن تتدخل الدولة لحماية الموارد الطبيعية وسن القوانين والتشريعات‬
‫لحمايتها من الهدر والتلوث‪.‬‬
‫‪ .6‬تحديث الخطط اإلستراتيجية المائية واتباع منهج متكامل لتنمية الموارد‬
‫‪ .1‬وضع سياسة بعيدة المدى للتدريب المنتظم للكوادر الفنية واالدارية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابراهيم االمين عبدالقادر‪ ،‬السودان االخضر بين دفتي السد العالي و سد النهضة‪ ،‬سينان العالمية للطباعة‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪1125 ،‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫‪ .6‬تطوير نظم الري واستنباط محاصيل ذات احتياجات مائية منخفضة‬
‫وتعطي إنتاج اكبر للوحدة المائية‪.‬‬
‫‪ .8‬تفعيل المشاركة الشعبية والعمل على نشر الوعي بين الجمهور بأهمية‬
‫حماية الموارد المائية من التدهور كما ونوعا وتضمين منهج الثقافة المائية‬
‫في مقررات التعليم‪.‬‬
‫‪ .21‬تشجيع مشاركة القطاع الخاص في تنمية موارد مائية جديدة‪.‬‬
‫‪ .22‬تحسين برامج االرشاد الزراعي‪.‬‬
‫‪ .21‬التعاون مع المنظمات االقليمية والدولية لالستفادة منها في مجاالت‬
‫التخطيط والتدريب‪.‬‬

‫اإلستراتجية السودانية في إدارة التفاوض حول سد النهضة‬

‫أن أبعاد األزمة حول سد النهضة في تداخل مستمر خاصة في ظل عدم وجود‬
‫إطار قانوني واضح يتيح لألطراف المتنازعة فرصة لالحتكام لمبادئ القانون الدولي‬
‫ومن ثم ترتب على ذلك أن ازدادت خطورة هذه األزمة ومن ثم فان التعرض لكيفية‬
‫مواجهتها البد أن يأخذ في االعتبار عاملين أساسين هما‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن إستراتيجية المواجهة تتوقف على طبيعة الموقف المحتمل الزمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن لهذه اإلستراتيجية عناصر وركائز أساسية سواء على المستوى المؤسسي أو‬
‫على مستوى التعامل ويمكن أن نلخص اإلستراتيجية السودانية في إدارة ملف‬
‫التفاوض حول سد النهضة األثيوبي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬الموازنة بين أساليب العمل والتفاوض الجماعي متعدد األطراف من ناحية‬
‫والتركيز على العمل الثنائي مع كل دولة على حدي من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ .1‬من الناحية السياسية والدبلوماسية القيام بتطوير مجموعة من السياسات‬
‫تتناسب وظروف كل دولة ومواقفها ‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫‪ .3‬تحديد األهمية النسبية للمصالح المائية لكل دولة من دول حوض النيل‬
‫الشرقي بين مجمل المصالح الوطنية اإلستراتيجية لهذه الدولة‪ ،‬فبينما تمثل‬
‫المصالح المائية لمصر مصلحة حيوية قصوى فان األمر ليس كذلك ألثيوبيا‬
‫من ناحية الموارد المائية في مقابل توليد الطاقة الكهربائية كما هو الغرض‬
‫المعلن من السد‪.‬‬
‫‪ .4‬كذلك تقوم اإلستراتجية السودانية على بناء التحالفات اإلقليمية وتوثيق‬
‫التحالفات مع شريكي النيل الشرقي‪.‬‬
‫‪ .5‬إستدعاء التعاون الدولي من النواحي القانونية والسياسية والتنموية علي أساس‬
‫قواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ .6‬تحقيق التعاون المائي عبر مشروعات مشتركة بين السودان ومصر وأثيوبيا‪،‬‬
‫الربط الكهربائي واألمن الغذائي علي سبيل المثال‪.‬‬

‫مما سبق نجد أنه تتعدد عناصر اإلستراتيجيات التي يجب مراعاتها أثناء عملية‬
‫التفاوض وإن كان يجب أن نذكر أن اللجوء الى هذه اإلستراتيجية أو تلك يتوقف على‬
‫ظروف كل حالة ومالبساتها‪ ،‬وعلي المفاوض السوداني أن يكون حذ ار وواعيا بآثارها‬
‫مع ضرورة اإللمام التام بالجوانب الفنية والقانونية والدبلوماسية واإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫والبيئية واإلستراتيجية وعلى هذا األساس يجب تكوين وفد التفاوض السوداني‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫إحتوي البحث علي مقدمة شملت مشكلة البحث‪ ،‬واألسئلة الرئيسية والفرعية‪،‬‬
‫واألهدف واألهمية‪ ،‬والمناهج التي إتبعها الباحث‪ ،‬والحدود المكانية والزمانية‪ ،‬وتعريف‬
‫بأهم المصطلحات‪ ،‬وأدوات وهيكل البحث‪ ،‬وتلخيص للدراسات السابقة التي إطلع عليها‬
‫الباحث وأهم نتائجها وتوصياتها‪ ،‬باإلضافة للمقدمة‪ ،‬جاء البحث في خمسة فصول‪،‬‬
‫الفصل األول بعنوان التفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة إطار نظري ومفاهيمي‬
‫وإحتوى علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان العالقات الدولية والدبلوماسية‬
‫والتفاوض الدولي والمصالح العليا للدولة‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان أهمية المياه والسدود‬
‫وتعريفها وأنواعها‪ ،‬المبحث الثالث نماذج دولية للنزاعات والتفاوض حول قضايا المياه‪،‬‬
‫الفصل الثاني بعنوان جغرافية نهر النيل ودوله وإتفاقياته‪ ،‬وإحتوى علي ثالثة مباحث‪،‬‬
‫المبحث األول بعنوان جغرافية نهر النيل ودوله‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان إتفاقيات مياه‬
‫النيل‪ ،‬المبحث الثالث بعنوان التعاون والصراع حول مياه النيل بين دول حوض النيل‪،‬‬
‫الفصل الثالث بعنوان سد النهضة األثيوبي وإحتوى علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول‬
‫بعنوان إستراتيجية أثيوبيا في بنا سد النهضة‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان الموقف المصري‬
‫من سد النهضة‪ ،‬المبحث الثالث بعنوان الموقف الدولي من سد النهضة‪ ،‬الفصل الرابع‬
‫بعنوان السودان وسد النهضة األثيوبي وإحتوى علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان‬
‫موقف السودان من سدود نهر النيل وروافده‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان تطور مسار‬
‫مفاوضات سد النهضة مايو‪ – 2155‬مارس ‪ ،2121‬المبحث الثالث بعنوان موقف‬
‫السودان من سد النهضة األثيوبي‪ ،‬الفصل الخامس بعنوان إستراتيجية الحفاظ علي‬
‫مصالح السودان المائية وإحتوى علي ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث األول بعنوان إستراتيجية‬
‫السودان المائية‪ ،‬المبحث الثاني بعنوان أثر سد النهضة علي إستراتيجية السودان المائية‪،‬‬
‫المبحث الثالث بعنوان بناء إستراتيجية السودان المائية ما بعد سد النهضة‪ ،‬وأخي ار‬
‫الخاتمة وإحتوت علي النتائج والتوصيات ومصادر ومراجع البحث والمالحق‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫النتائج‪:‬‬

‫‪ .2‬أثار سد النهضة األثيوبي أزمة حقيقية بين دول حوض النيل الشرقي السودان‬
‫ومصر وأثيوبيا التي تعتقد أن السد سوف يحل كل مشاكلها السياسية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية وسينهض بها ‪ ،‬ولذلك تصر أثيوبيا لبناء السد بحيث يسع ‪14‬‬
‫مليار متر مكعب من المياه‪ ،‬وهذا ما سيكون له أثر علي حصص المياه لكل‬
‫من السودان ومصر الواردة في إتفاقية ‪2858‬م‪ ،‬والسودان ومصر وال يمانعان‬
‫في بناء سد يحقق ألثيوبيا طموحها من إنتاج الكهرباء وزيادة مواردها اإلقتصادية‬
‫والتنموية‪ ،‬ولكن ليس ببناء سد يؤثر سلبا علي مواردهما المائية‪ ،‬ورغم لغة‬
‫التصعيد والتحدي بين كل من أثيوبيا ومصر التي كانت في بداية األمر إال أن‬
‫هذه الدول الثالث عقدت عدت إجتماعات تمخضت بإعالن مباديء‪ ،‬وتفاوض‬
‫مستمر ألكثر من ثمان سنوات إال أن األزمة مازالت قائمة‪ ،‬وتثير المخاوف‬
‫وتوضح مدى الحاجة إلى التعاون واإلتفاق بين هذه الدول والوصول إلى حلول‬
‫ترضي كل االطراف‪.‬‬
‫‪ .1‬هناك إرتباك في الموقف السوداني من ملف سد النهضة وظهر ذلك جليا في‬
‫التباين الشديد بين آراء المسؤولين والخبراء السودانيين المؤيدين والمعارضين‬
‫لبناء السد‪ ،‬وأوحي الموقف الرسمي باستعداده لتقديم تنازالت من جانبه‪ ،‬مثال‬
‫ذلك الترديد المستمر أن السودان ال يستفيد من كامل حصته المائية‪ ،‬وميله للعب‬
‫دور الوسيط بين مصر وأثيوبيا‪ ،‬كذلك ضعف المصادر السودانية المتناولة‬
‫لموضوع سد النهضة وأثره علي السودان‪ ،‬حيث عاني الباحث جداً من التوصل‬
‫لمصادر سودانية حول ملف سد النهضة‪ ،‬مما يشير إلى ضعف الدراسات‬
‫والبحوث في هذا الموضوع المهم‪.‬‬
‫‪ .3‬استطاعت أثيوبيا سحب المفاوضات إلى مربعها وموقعها وجعلتها تدور تحت‬
‫اجندتها‪ ،‬وهذا يدل علي الحنكة األثيوبية في إدارة الملف‪ ،‬وبدأت أثيوبيا البناء‬

‫‪275‬‬
‫فعالً وقطعت فيه شوطاً كبي ار وأعلنت أنها ستبدأ ملء السد وتشغيله‪ ،‬ولم تستجيب‬
‫لمطالبات السودان ومصر بالتوقف لحين اإلتفاق واالطمئنان أن السد قائم علي‬
‫قواعد صلبة ومتينة وال يحدث له إنهيار‪ ،‬وان السد ال يتسبب مستقبال في حجز‬
‫المياه‪ ،‬وتري أثيوبيا أن هذه المطالبات ليس لها سند قانوني‪.‬‬
‫‪ .4‬سيؤثر السد علي حصة المياه لكل من السودان ومصر‪ ،‬ورغم تصريح أثيوبيا‬
‫بأن الضرر لن يكون كبي ار‪ ،‬وأنها لن تحجز المياه والغرض هو إنتاج الكهرباء‬
‫فقط‪ ،‬إال أن أضرار السد الحقيقية لن تُعرف إال بعد تشغيل السد والتطبيق الفعلي‬
‫لحركة المياه‪ ،‬ذلك مع حقيقة عدم توفر دراسات كافية متفق عليها بين الدول‬
‫الثالث حتي اآلن‪.‬‬
‫‪ .5‬توقيت اإلعالن والبدأ في بناء سد النهضة يثير الريبة في قانونية بناء أثيوبيا‬
‫للسد‪ ،‬فمنذ العام ‪ 2814‬م أعلنت أثيوبيا رغبتها بناء سدود النتاج الكهرباء‪ ،‬إال‬
‫أنها لم تضع هذا األمر موضع التنفيذ حتى عام ‪1121‬م‪ ،‬مستغلة بذلك توقيع‬
‫إتفاقية عنتبي اإلطارية الموقعة بين دول الحوض األفريقية‪ ،‬واألزمة السياسية‬
‫في السودان وثورة الربيع العربي في مصر‪ ،‬وقد كانت الفكرة في بداية األمر‬
‫إنشاء سدود باحجام صغيرة وكل هذا التبسيط شجع السودان للموافقة على بناء‬
‫السد‪ ،‬إال أن أثيوبيا عدلت المشروع لبناء سد يسع ‪ 14‬مليار متر مكعب النتاج‬
‫‪ 6111‬كيلوواط من الكهرباء‪ ،‬ونسبة الن البنك الدولي ال يمول بناء أي سد إال‬
‫بموافقة كل دول الحوض‪ ،‬فاضطرت أثيوبيا لتمويل السد بنفسها بوساطة السندات‬
‫الحكومية من استهداف األثيوبيين في بالد الخارج والداخل‪ ،‬ودعم بعض الدول‬
‫كالصين واسرائيل ودول عربية ودول اخري مثل االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ .6‬الهدف المعلن من سد النهضة األثيوبي هو إنتاج طاقة كهربائية‪ ،‬والسد من هذا‬
‫الجانب ال يمثل تهديدا لألمن المائي السوداني‪ ،‬بالقدر الذي يمثل مشروع يمكن‬
‫أن يستفيد الجميع من منافعه لو تم اإلتفاق حوله‪ ،‬والتحدي الحقيقي الذي يواجه‬

‫‪276‬‬
‫دول حوض النيل الشرقي هو موازنة اإلستعماالت القائمة للسودان ومصر‬
‫باالحتياجات األثيوبية من الطاقة‪ ،‬وهذا ال يمكن تحقيقه إن لم تكن دول حوض‬
‫النيل الشرقي على حسن النية والسعي إلنهاء المشكلة سويا‪.‬‬
‫‪ .1‬الوسيلة الوحيدة لتحقيق اإلستفادة المثلى من نهر النيل هي التعاون الكامل‬
‫والتنسيق بين دول الحوض‪ ،‬والتركيز على تقاسم المنافع بدال من المياه‪ ،‬مع‬
‫االبتعاد عن التدليس السياسي‪ ،‬وإعالن المبادئ قد يكون األساس المهم لهذا‬
‫التعاون وبناء اإلسترتيجية المشتركة القادمة‪ ،‬حيث مثل أساس التقارب والتفاهم‪،‬‬
‫وخلق تفاوضات لعبت دو ار في عدم تفاقم الخالفات وتقليل حدة التوتر على‬
‫االقل على الرغم من أنها لم ترسم ولم تشر إلى توزيع حصص مائية بين الدول‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫‪ .6‬وضح الدور الخارجي المساند ألثيوبيا في الملف بد ًء من التخطيط والتصميم‬
‫والتمويل والتنفيذ والحماية للسد‪ ،‬وهذا ما يجب اخذه في االعتبار عند المفاوض‬
‫السوداني‪ ،‬لتجنب الوقوع تحت ضغط تقاطعات المصالح الدولية‪.‬‬
‫‪ .8‬إن الصراع حول الموارد المائية ال تحده الحدود السياسية وهذا يؤدي إلى تصعيد‬
‫المنافسة وتصادم المصالح كما هو االن في ملف سد النهضة‪ ،‬إذ أن إستخدام‬
‫ٍ‬
‫جانب معين قد يؤثر تأثير كبير على إمداد المياه على الجانب اآلخر‪،‬‬ ‫المياه من‬
‫كما أن إستغالل المياه من دول أعلي المجرى المائي يؤثر على نوع وكميات‬
‫المياه المتاحة لمستخدمي هذه المياه في دول أسفل المجرى المائي‪ ،‬والحق في‬
‫المياه كجزء محورٍي من منظومة الحقوق القانونية لكل دولة من الدول الثالث‬
‫السودان ومصر وأثيوبيا‪ ،‬وهو مؤشر أساسي لألمن المائي‪ ،‬وعليها وعلى‬
‫المجتمع الدولي تعزيز مقاربات حول إتاحة الفرصة للتمتع بالحق في التنمية‬
‫والمياه بصورة عادلة‪ ،‬وبالتالي ضرورة أهمية التعامل مع المياه كمورد إقتصادي‬
‫وإجتماعي وثقافي مشترك‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫التوصيات‬
‫‪ .2‬االعتراف بأن أثيوبيا لها الحق المشروع في إستخدام حصتها من النيل األزرق‬
‫من أجل التنمية وتطوير مواردها‪.‬‬
‫‪ .1‬ليس هناك فوائد فقط او اضرار فقط من سد النهضة علي السودان‪ ،‬وانما يعتمد‬
‫نوع األثر علي الطريقة التي ستمأل وتشغل بها أثيوبيا السد‪ ،‬وعلي المفاوض‬
‫السوداني ادراك ذلك‪ ،‬وادراة التفاوض علي أساسه‪ ،‬وعلى السودان التوقف عن‬
‫الحديث عن البحث لبدائل لمياه نهر النيل وعدم قدرته علي إستخدام كامل‬
‫حصته‪ ،‬فذلك يضعف موقفه التفاوضي ويظهره في موقف القانع بأي نتيجة تصل‬
‫لها المفاوضات وان كان علي حساب مصالحه المائية‪ ،‬ويري الباحث ضرورة‬
‫التمسك بالمصالح المائية للسودان وفقا للعدالة والقانون الدولي والتعاون المشترك‬
‫بين جميع دول حوض النيل‪ ،‬وتعديل االستراتيجيات السودانية ذات الشأن لالخذ‬
‫في االعتبار آثار سد النهضة ايجابية او سلبية كانت‪.‬‬
‫‪ .3‬إنطالقاً من النقطتين السابقتين‪ ،‬على الدول الثالث السودان ومصر وأثيوبيا أن‬
‫تركز على التعاون بينها‪ ،‬والعمل الجماعي لتحقيق المصالح‪ ،‬اإلستراتيجية‬
‫المشتركة القائمة على التعاون لها عدة مزايا‪ ،‬على عكس إستخدام التهديد‬
‫واإلنفراد اللذان يزيدان حدة الخالف والتوتر وحتما ستكون النتيجة غير مرضية‪،‬‬
‫وبالتالي عواقبها وخيمة وسيئة‪ ،‬فعلى الدول الثالثة أن تفكر في بناء إستراتيجية‬
‫جديدة مشتركة يربح الجميع من خاللها‪ ،‬وبالتالي تكون نتائجها أفضل بالنسبة‬
‫للجميع‪ ،‬وهذا ما إفتقده واقع المفاوضات خالل الفترة السابقة‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب تأكيد أن إنخراط السودان في المفاوضات يؤكد ايمانه بالمسار التفاوضي‬
‫والتعاوني لكن ال يعني رغبته في تفاوض من أجل التفاوض فقط‪ ،‬علي قاعدة‬
‫السودان يفاوض وأثيوبيا تبني وتشغل‪ ،‬والمفاوضات تعبر عن الهم المصري‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫‪ .5‬رغم تأكيد عدد من الخبراء السودانيين بأن قواعد السد وتجهيزاته الهندسية متينة‬
‫إال أن توقع إنهياره وارد وربما يكون بفعل فاعل أو بعد فترة وجيزة من تشغيله‪،‬‬
‫علي السودان اخذ حالة إنهيار السد بصورة جادة وقد يكون ذلك لضخامة حجم‬
‫السد وطبيعة االرض وكمية المياه التي به ‪ 14‬مليار متر مكعب‪ ،‬ولهذا يجب‬
‫علي السودان أن يحطاط بانشاءات المتصاص أي مياه قادمة بسبب االنهيار‪،‬‬
‫ويجب أن يصر المفاوض السوداني علي مبدأ التعويض عن االضرار التي‬
‫يسببها إنهيار السد ‪.‬‬
‫‪ .6‬ظل موقف السودان الرسمي يردد أنه يثق فى أثيوبيا وأن أثيوبيا ال يمكن أن‬
‫تضر به‪ ،‬رغم تعنت الموقف األثيوبى وعدم تزحزحه الواضح بد ًء من أول‬
‫المفاوضات‪ ،‬وعلي السودان الرسمي تقييم هذه الثقة حسب تطورات الموقف‬
‫األثيوبي وال تقدم دولة السودان شيك علي بياض ألثيوبيا‪ ،‬كما ال يجب االكتفاء‬
‫بالدور الرسمي فقط في ادارة الملف‪ ،‬ويجب االخذ في االعتبار آراء الخبراء‬
‫السودانيين‪ ،‬وهم من أوائل من أسس مدرسة التعامل مع قضايا النيل ولديهم‬
‫أُطروحات عظيمة لحل أزمة سد النهضة‪ ،‬كذلك يجب استصحاب الهم والمخاوف‬
‫الشعبية حول هذا الملف وعدم تركه لالعالم المصري ليوجهه‪ ،‬ويجب اال يكون‬
‫سقف المطالب السودانية منخفض خاصة مع تهرب أثيوبيا من التزام واضح‬
‫بالوعود بالمصالح للسودان كاالمداد بالكهرباء‪.‬‬
‫‪ .1‬وضح أن المفاوضات تمكن أثيوبيا من كسب الوقت‪ ،‬والتزم السودان بالتفاوض‬
‫الثبات حسن النية حتى النهاية ويجب مالحظة أن واشنطن تشرف على‬
‫المفاوضات من خالل وزير الخزانة الذى العالقة له بالجوانب الفنية من‬
‫المفاوضات وهو أمر اليزال غامضا عند المراقبين كما أن واشنطن تدعى أنها‬
‫تضغط على أثيوبيا‪ ،‬وهذا ما لم تظهر نتائجه حتي االن‪ ،‬وعلي السودان االنتباه‬

‫‪279‬‬
‫لذلك حتى ال يفاجأ بملء السد كما أعلنت أثيوبيا فى يوليو‪ 1111‬دون تحقيق‬
‫إتفاق مع أثيوبيا يضمن حقوقه ومصالحه المائية ‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا واصلت واشنطن وساطتها ومنحت القضية االهتمام المناسب‪ ،‬فبإمكانها‬
‫المساعدة في تجنب األعمال العدائية في بقعة حيوية من أفريقيا‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإذا‬
‫أساءت التعامل مع هذا األمر أو تركت األطراف بمفردها من جديد‪ ،‬فثمة أطراف‬
‫ثالثة بديلة تنتظر‪ ،‬فروسيا علي سبيل المثال ترغب في دور متنامي تأديه في‬
‫أفريقيا‪ ،‬وكذلك الصين‪ ،‬ثبت أن تعدد منصات الوساطة الدولية يؤدي الي تفاقم‬
‫االزمة عوض ًا عن حلها كأمثلة النزاع الفلسطيني االسرائيلي واألزمة السورية‬
‫والليبية واليمنية‪ ،‬وعلي السودان مراجعة موقفه من الوساطة الدولية وتقييم دورها‬
‫وأثرها علي مصالحه القومية‪ ،‬ومع حقيقة أن أمريكا هي من اعدت دراسات‬
‫السدود األثيوبية ما بين االعوام ‪ 2856‬إلى ‪2864‬م‪ ،‬فعلي الوساطة األمريكية‬
‫أن تتقدم ليس فقط بالوساطة وانما التوضيح حول توجه أثيوبيا المريب لبناء سد‬
‫النهضة عوضا عن االلتزام بالدراسات األمريكية‪ ،‬هذا امر علي المفاوض‬
‫السوداني اخذه في االعتبار عند تقييم الوساطة األمريكية‪.‬‬

‫مقترحات لبحوث ودراسات مستقبلية‪:‬‬

‫يوصي الباحث بعمل دراسات مستقبلية حول‪:‬‬

‫أ‪ .‬الدور االسرائيلي في ملف مياه النيل‪.‬‬


‫ب‪ .‬أثر إنفصال جنوب السودان علي اإلستراتيجية المائية السودانية‪.‬‬
‫ت‪ .‬أثر سد النهضة األثيوبي علي التوازن االستراتيجي بين السودان‬
‫وأثيوبيا‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫القران الكريم‬
‫المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب العلمية‬

‫‪ .2‬احمد أبوالوفا‪ ،‬المفاوضات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1115 ،‬‬


‫‪ .1‬توفيق سعد حقي‪ ،‬مبادئ العالقات الدولية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪،1111‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .3‬إسماعيل محمد صادق‪ ،‬المياه العربية وحروب المستقبل‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1121 ،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .4‬أحمد سيد عاشور‪ ،‬قصة الحضارة‪ :‬نهر النيل والحضارة في إفريقيا‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،1122،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .5‬احمد المنتصر حيدر‪ ،‬األمن المائي بحوض النيل والعالقات السودانية المصرية‪،‬‬
‫شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬السودان الخرطوم‪.1121 ،‬‬
‫‪ .6‬ابراهيم االمين عبدالقادر‪ ،‬السودان االخضر بين دفتي السد العالي وسد النهضة‪،‬‬
‫سينان العالمية للطباعة‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪ 1125 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬جعفر عبد السالم‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2866‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬حسام جاد الرب‪ ،‬جغرافية إفريقيا وحوض النيل‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪.1115 ،‬‬
‫‪ .8‬حسن عبد الله المنغوري‪ ،‬األبعاد الجيوبولوتيكية لقضايا المياه في الوطن العربي‪،‬‬
‫مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪1111 ،‬م‪ ،‬الطبعة‬
‫األولي‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫‪ .21‬رفعت سيد أحمد‪ ،‬الصراع المائي األبعاد الكاملة للصراع حول الماء بين العرب‬
‫وإسرائيل‪ ،‬دار الهدى للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.2883 ،‬‬
‫‪ .22‬رشدي سعيد‪ ،‬نهر النيل الماضي والمستقبل‪ ،‬دار الهالل للطباعة والنشر‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،1122 ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪ .21‬زكي البحيري‪ ،‬مصر ومشاكل مياه النيل‪ ،‬وأزمة سد النهضة‪ ،‬الهيئة المصرية‬
‫العامة‪ ،‬القاهرة‪ 1126 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬سامر مخيمر‪ ،‬وخالد حجازي‪ ،‬أزمة المياه في المنطقة العربية‪ ،‬كتاب عالم‬
‫المعرفة العدد ‪ ،118‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫مايو‪.2886‬‬
‫‪ .24‬صاحب الربيعي‪ ،‬صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل‪ ،‬دار‬
‫الكلمة‪ ،‬دمشق‪.1112 ،‬‬
‫‪ .25‬علي صادق أبوھيف‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2811‬‬
‫‪ .26‬عبدالعزيز خالد‪ ،‬مياه النيل‪ :‬حسابات األرض والسياسة‪ ،‬شركة مطابع السودان‬
‫للعملة‪ ،‬الخرطوم‪.1111 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد األمير األنباري‪ ،‬حول المفاوضات الدولية متطلباتها وأساليبها‪ ،‬المركز‬
‫القومي لإلرشاد والتطوير اإلداري‪ ،‬بغداد‪.2861 ،‬‬
‫‪ .26‬عصام صادق رمضان‪ ،‬المعاهدات غير المتكافئة في القانون الدولي‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪2816 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .28‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬منشورات جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪ ،‬الطبعة‬
‫األولي‪.2818 ،‬‬

‫‪281‬‬
‫‪ .11‬محمد حسين أبوصالح‪ ،‬التخطيط االستراتيجي القومي منهج المستقبل‪ ،‬شركة‬
‫مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬الخرطوم‪ ،1124 ،‬الطبعة العاشرة‪.‬‬
‫‪ .12‬محمد احمد السامرائي‪ ،‬مشكلة المياه في الشرق االوسط‪ ،‬دار الرضوان‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،2‬عمان‪.1124 ،‬‬
‫‪ .11‬محمد محي الدين رزق‪ ،‬إفريقيا وحوض النيل‪ ،‬مكتبة عطايا‪ ،‬القاهرة‪،2834 ،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .13‬محمد حسين أبوصالح‪ ،‬التخطيط االستراتيجي في اإلقتصاد والعلوم السياسية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬الخرطوم‪ 1116 ،‬م‪ ،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .14‬محمد فؤاد رشوان‪ ،‬تسوية النزاعات حول األنهار األفريقية‪ ،‬المكتب العربي‬
‫للمعارف‪ ،‬القاهرة‪.1125 ،‬‬
‫‪ .15‬محمود سمير‪ ،‬معارك المياه المقبلة في الشرق اَلوسط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪،‬‬
‫بيروت القاهرة‪2882،‬م‪ .‬محمود خلف‪ ،‬مدخل إلى علم العالقات الدولية‪،‬‬
‫منشورات المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ، 1987 ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .16‬منصور ميالد يونس‪ ،‬مقدمة لدراسة العالقات الدولية‪ ،‬منشورات جامعة ناصر‪،‬‬
‫ليبيا‪ ،‬طرابلس‪.2882 ،‬‬
‫‪ .11‬نادر نورالدين محمد‪ ،‬موارد دول حوض النيل المائية واألرضية‪ ،‬الدار العربية‬
‫للعلوم‪ ،‬الدوحة‪ ،1122 ،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .16‬ناصيف يوسف حنى‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1985 ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .18‬وعدالله حسين ياسين الحمداني‪ ،‬نهر النيل وتاثيره علي األمن القومي العربي‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،1124 ،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المقاالت واالوراق العلمية‬

‫‪283‬‬
‫‪ .2‬ابراهيم السيد احمد رمضان‪ ،‬المسؤولية القانونية لالطراف الثالثة في مشروع سد‬
‫النهضة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‪ ،114‬القاهرة‪.1126 ،‬‬

‫‪ .1‬احمد المفتي‪ ،‬دراسة حول إتفاقية قانون إستخدام المجاري المائية الدولية في‬
‫األغراض غير المالحية‪ ،‬الموسوعة السودانية لالحكام والسوابق القضائية‪،‬‬
‫‪.2881‬‬

‫‪ .3‬أحمد السيد النجار‪ ،‬مقال "رؤية عربية للتصورات االسرائيلية حول قضايا المياه‬
‫بين العرب واسرائيل"‪،‬مجلة شؤون عربية‪ ،‬عدد ‪ ،73‬القاهرة‪.2883 ،‬‬

‫‪ .4‬أحمد القرعي‪ ،‬مقال بعنوان " األمن المائي ‪ ..‬مصريا وعربيا "‪ ،‬مجلة السياسية‬
‫الدولية‪ ،‬مطابع األهرام للطباعة والنشر والترجمة‪ ،‬العدد ‪ ،241‬القاهرة‪ ،‬أبريل‬
‫‪1111‬م‪.‬‬

‫‪ .5‬البخاري عبد الله الجعلي‪ ،‬مقال بعنوان " تداعيات سد النهضة ذات شقين قانوني‬
‫وهندسي"‪ ،‬صحيفة التغيير‪ ،‬العدد ‪1123/22 ،4212‬‬

‫‪ .6‬احمد المفتي‪ ،‬مقال بعنوان "سد النهضة األثيوبي أهمية اصالح اإلطار القانوني‬
‫المؤسسي للموارد المائية في السودان"‪ ،‬صحيفة السوداني ‪.1124/6/6‬‬

‫‪ .1‬باهي حسن‪ ،‬إتفاقية عنتيبي وسد النهضة‪ ..‬محطات إثيوبية تهدد أمن مصر‬
‫المائي‪ ،‬صحيفة المصري اليوم‪.1123/5/16 ،‬‬

‫‪ .6‬ثامر كامل الخزرجى‪ ،‬التفاوض‪:‬إدارة وسياسة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬الجامعة‬


‫المستنصرية‪ ،‬العدد‪ ،1‬بغداد‪.1116 ،‬‬

‫‪284‬‬
‫‪ .8‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬مقال "المياه والعالقات الدولية في حوض النيل‬
‫الشرقي"‪ ،‬المجلة السودانية للدراسات الدبلوماسية‪ ،‬المركز القومي للدراسات‬
‫الدبلوماسية و ازرة الخارجية السودانية‪ ،‬العدد‪ ،22‬سبتمبر ‪ 1123‬م‪.‬‬

‫‪ .21‬سيد عليوة‪ ،‬مهارات التفاوض‪:‬سلوكيات االتصال والمساومة والدبلوماسية‪،‬‬


‫المنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،‬عمان‪.2816 ،‬‬

‫‪ .22‬عمر الحضرمي‪ ،‬مقال بعنوان "الدولة الصغيرة القدرة والدور مقاربة نظرية"‪،‬‬
‫مجلة المنار‪ ،‬مجلد ‪ ،28‬العدد‪ ،4‬القاهرة‪.1123 ،‬‬

‫‪ .21‬عصام شروف‪ "،‬إتفاقيات حوض النيل في ضوء أحكام القانون الدولي"‪ ،‬مجلة‬
‫المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪.1126 ،416‬‬

‫‪ .23‬عبد الرحيم معتوق محمد‪ ،‬أثر جغرافية حوض النيل في العالقات بين دوله‪،‬‬
‫مجلة كليات التربية‪ ،‬العدد ‪.1126 ،6‬‬

‫‪ .24‬عماد حمدي‪ ،‬الموقف التفاوضي المصري في أزمة سد النهضة التحديات‬


‫والخيارات‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد ‪ ،113‬القاهرة‪.1126 ،‬‬

‫‪ .25‬عبد الله حامد إدريس‪ ،‬الصراع حول المياه الدولية في ضوء القانون واإلتفاقيات‬
‫الدولية دراسة تطبيقية علي نهر النيل‪ ،‬شبكة القانون السوداني‪.1121،‬‬

‫‪ .26‬فيصل عبد الرحمن طه‪ ،‬الخالف في إتفاقيتي مياه النيل لعامي ‪2818‬‬
‫و‪2858‬م‪ ،‬صحيفة الصحافة‪.1121/ 22 / 18 ،‬‬

‫‪285‬‬
‫‪ .21‬فتحي على حسين‪ ،‬مقال بعنوان "المياه وأوراق اللعبة السياسية في الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬القاهرة"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مطابع األهرام للطباعة والنشر‬
‫والترجمة‪ ،‬العدد ‪ ،236‬أكتوبر ‪2881‬م‪.‬‬

‫‪ .26‬قاسم عباس‪ ،‬مقال بعنوان " األطماع بالمياه العربية وأبعادها الجيوبوليتكية "‪،‬‬
‫مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،214‬أغسطس ‪.2883‬‬

‫‪ .28‬کمال علي محمد‪ ،‬مقال بصحيفة التغيير العدد ‪ 36‬بتاريخ ‪.1123/22/8‬‬

‫‪ .11‬محمد سلمان طايع‪ ،‬مشروع سد النهضة األثيوبي من منظور هيدروبلوتيكي‪،‬‬


‫مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‪ ،113‬القاهرة‪.1126 ،‬‬

‫‪ .12‬محمد رياض‪ ،‬مصر وسد النهضة األثيوبي‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،25‬العدد ‪ ،113‬القاهرة‪.1126 ،‬‬

‫‪ .11‬مي عبد العظيم محمد صالح‪ ،‬جغرافية حوض النيل‪ ،‬منشورات جامعة الزعيم‬
‫األزهري‪ ،‬الخرطوم‪.1124 ،‬‬

‫‪ .13‬محمود فيصل الرفاعي‪ ،‬مقال بعنوان " أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن‬
‫العربي"‪ ،‬مجلة معهد االنماء العربي للعلم والتكنولوجيا‪ ،‬العدد ‪ ،21 / 26‬بيروت‪،‬‬
‫ص‪،31 – 22 :‬‬
‫‪ .14‬يحيى عبد المجيد‪ ،‬صحيفة الصحافة‪.1123/4/3 ،‬‬

‫ثالثاً‪ :‬التقارير‬

‫‪ .2‬المنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬تقرير" استعمال المياه لألغراض الزراعية‬


‫ومؤشراتها المستقبلية وترشيد إستخدام الموارد المائية في الوطن العربي"‪،‬‬
‫يوليو‪2868‬م‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫‪ .1‬البنك الدولي‪ ،‬تقرير التنمية البشرية في العالم‪.2881/2886 ،‬‬
‫‪ .3‬المجلس القومي للتخطيط االستراتيجي‪ ،‬إستراتيجية القطاع الخدمي واإلقتصادي‪،‬‬
‫‪1116 – 1114‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية‪.1118 ،‬‬
‫‪ .5‬تقرير و ازرة الري والموارد المائية السياسية المائية في السودان‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬إبريل‬
‫‪.1111‬‬
‫رابعاً‪ :‬الرسائل العلمية‬

‫‪ .2‬ابتسام أوعشرين‪ ،‬إدارة الصراعات المائية الدولية وآليات تسويتها‪ :‬دراسة حالة‬
‫حوض النيل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.1121- 1126 ،‬‬
‫‪ .1‬الصادق جراية‪ ،‬اإلستراتيجية اإلسرائيلية للسيطرة على موارد المياه العربية ‪:‬‬
‫دراسة تحليلية مستقبلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية‬
‫واإلعالم‪ ،‬الجزائر‪.1116-1111 ،‬‬
‫‪ .3‬تسعديت شرمالي‪ ،‬المياه وتأثيرها على العالقات الدولية‪ :‬دول حوض النيل‬
‫نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪.1124 ،‬‬
‫‪ .4‬سمير ابراهيم محمد‪ ،‬السياسة الخارجية االسرائيلية تجاه منطقة القرن االفريقي‬
‫(‪ ،) 1112 - 2881‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اإلقتصاد والعلوم‬
‫السياسية‪.1116 ،‬‬
‫‪ .5‬طارق زياد عبد الرازق‪ ،‬حق اإلنسان بالمياه في القانون الدولي وتأثيره على‬
‫حصص الدول العربية من مياه َاالنهار الدولية‪ ،‬رسالة دكتواره منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫بيروت العربية‪ ،‬بيروت‪.1126 ،‬‬

‫‪287‬‬
‫‪ .6‬عادل العرباوي‪ ،‬األمن المائي في حوض النيل بين التعاون والصراع‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬الجزائر‪.1122 ،‬‬
‫‪ .1‬محمد عبد الله عبد الله‪" ،‬اإلستراتيجية المائية للتعاون المشترك لدول حوض‬
‫النيل"‪( ،‬رسالة الزمالة غير منشورة)‪ ،‬الخرطوم األكاديمية العسكرية العليا‪ ،‬كلية‬
‫الدفاع الوطني دورة الزمالة (‪ 1112 /1111 )26‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬هاني نبيل صبحي شراب‪ ،‬األمن المائي العربي‪ :‬نهر النيل نموذجا‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬غزة‪. 2015،‬‬
‫خامساً‪ :‬الندوات والمحاضرات العامة‬

‫‪ .2‬أحمد علي قنيف‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار‬
‫المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .1‬الصادق شرفي‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان‬
‫ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪ ،‬قاعة الشارقة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪،‬‬
‫الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬
‫‪ .3‬أحمد المفتي‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا والسودان‬
‫ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪ ،‬قاعة الشارقة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪،‬‬
‫الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬
‫‪ .4‬الصادق المهدي‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار‬
‫المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .5‬أحمد المفتي‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار‬
‫المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .6‬بارت ميلهورست أخصائي الموارد المائية ورئيس االستشاريين الفنيين لحوض‬
‫النيل‪ ،‬محاضرة بعنوان "مستقبل التعاون في حوض النيل"‪ ،‬مركز (‪)FAO‬‬

‫‪288‬‬
‫لمشروع منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة الدراسات الدولية واإلقليمية‪،‬‬
‫‪.1125/3/15‬‬
‫‪ .1‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة تداعيات سد األلفية على األمن المائي السوداني‪،‬‬
‫المركز العالمي للدراسات اإلفريقية‪ ،‬الخرطوم‪.1121/5/8 ،‬‬
‫‪ .6‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي السوداني‪ ،‬مركز‬
‫طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1123/6/6 ،‬‬
‫‪ .8‬حيدر يوسف بخيت‪ ،‬ندوة سد النهضة وآثاره المائية واإلقتصادية على أثيوبيا‬
‫والسودان ومصر‪ ،‬معهد الدراسات االفريقية واآلسيوية‪ ،‬قاعة الشارقة‪ ،‬جامعة‬
‫الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.1126/1/24 ،‬‬
‫‪ .21‬حسن الساعوري‪ ،‬ندوة سد النهضة األثيوبي وأثره على السودان ومصر‪ ،‬جامعة‬
‫إفريقيا العالمية بالتعاون مع السفارة األثيوبية بالخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬
‫‪.1121/22/16‬‬
‫‪ .22‬حسن عبد القادر هالل ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪،‬‬
‫دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .21‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬ندوة إتفاقية مياه النيل لعام ‪ 2858‬وتداعيات‬
‫إستفتاء جنوب السودان‪ ،‬مركز طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1121 ،‬‬
‫‪ .23‬سيف حمد عبد الله‪ ،‬ندوة بعنوان " أهمية سد النهضة في حوض النيل الشرقي‬
‫"‪ ،‬النادي الدبلوماسي‪ ،‬الخرطوم‪.1126/3/18 ،‬‬
‫‪ .24‬سيف الدين حمد عبد الله‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية‬
‫السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .25‬سيف الدين يوسف محمد سعيد‪ ،‬ندوة تأثير سد النهضة على األمن المائي‬
‫السوداني‪ ،‬مركز طيبة برس‪ ،‬الخرطوم‪.1123/6/6 ،‬‬

‫‪289‬‬
‫‪ .26‬عباس محمد شراقي‪ ،‬سد النهضة وتاثيره علي مصر‪ ،‬ندوة مستقبل عالقات‬
‫مصر بدول حوض النيل ما بعد ثورة ‪ 15‬يناير ‪ ،1122‬القاهرة ‪.1122‬‬
‫‪ .21‬عبداللطيف بوروبي‪ ،‬محاضرة بعنوان "الدبلوماسية والتفاوض"‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬منشور ايضاُ علي‬
‫‪ https://www.politics-dz.com‬في ‪.1128/6/21‬‬
‫‪ .26‬عبدالمنعم محمد صالح‪ ،‬محاضرات "بعنوان العالقات الدولية"‪ ،‬ماجستير‬
‫التخطيط االستراتيجي‪ ،‬معهد البحوث والدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬جامعة امدرمان‬
‫االسالمية‪ ،‬الخرطوم‪1128/21 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .28‬عثمان حمد‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪ ،‬مركز‬
‫تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪.1125/8/6 ،‬‬
‫‪ .11‬كمال علي محمد‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪ ،‬مركز‬
‫تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪.1125/8/6 ،‬‬
‫‪ .12‬كمال علي‪ ،‬محاضرة بعنوان "اإلستراتيجية المائية السودانية"‪ ،‬زمالة كلية الدفاع‬
‫الوطني الدورة(‪ ،)21‬كلية الدفاع الوطني‪ ،‬األكاديمية العسكرية العليا‪ ،‬الخرطوم‬
‫‪1113/8/11‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد عثمان عكود‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪،‬‬
‫دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .13‬ميرغني تاج السر‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية‬
‫الهندسية السودانية‪ ،‬دار المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫‪ .14‬محمد األمين محمد نور‪ ،‬ندوة سد النهضة الفرص والتحديات وصراع اإلرادات‪،‬‬
‫مركز تحليل النزاعات‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪.1125/8/6 ،‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ .15‬محمد الحسن ابراهيم بابكر‪ ،‬ندوة الموارد المائية ومستقبل المياه في السودان‪،‬‬
‫مركز دراسات المستقبل‪1116 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬يعقوب أبوشورة‪ ،‬ندوة سد األلفية األثيوبي‪ ،‬الجمعية الهندسية السودانية‪ ،‬دار‬
‫المهندس‪ ،‬الخرطوم‪.1121/6/21 ،‬‬
‫سادساً‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫‪ .2‬الصادق المهدي‪ ،‬سد األلفية حميد نقبله أم خبيث نرفضه؟‪ ،‬نشر علي الموقع‬
‫االلكتروني ‪ www.sudanile.com‬في ‪.1123/8/6‬‬
‫‪ .1‬احمد عسكر وحسين خلف موسى‪ ،‬مقال "رؤية مغايرة إلدارة أزمة سد النهضة‬
‫من منظور مختلف"‪ ،‬منشور علي الموقع االلكتروني ‪http://elbadil-‬‬
‫‪.25/5/2016 ،pss.org/2016/05/25‬‬
‫‪ .3‬أحمد المفتي‪ ،‬تصريح لموقع الجزيرة نت ‪2015/7/23‬‬
‫‪.https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/‬‬
‫‪ .2‬أحمد المفتي‪ ،‬تصريح لوكالة سونا لالنباء السودانية منشور علي الموقع‬
‫االلكتروني ‪9/2/ ،https://suna-sd.net/ar/single?id=539010‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .5‬حجاج حسن‪ ،‬مقال بعنوان "االندوجو وحروب المياه القادمة"‪ ،‬مقال منشور علي‬

‫الموقع االلكتروني الفابيتا ‪ alphabeta.argaam.com‬في ‪1121/5/8‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬سد النهضة ونهاية الزمن العربي ‪www . Aljazeera. Net /‬‬


‫‪knowledge opinions‬‬
‫‪ .1‬سلمان محمد أحمد سلمان‪ ،‬مقال بعنوان "سدود أثيوبيا وملف نزاعات مياه‬
‫النيل"‪ ،‬مقال منشور علي الموقع االلكتروني‪ ،www.sudanile.com‬في ‪26‬‬
‫‪. 1121 /2/‬‬

‫‪292‬‬
‫‪ .6‬سلمان محمد سلمان‪ ،‬مقال بعنوان "ما هي خيارات السودان بعد أن اصبح سد‬
‫النهضة حقيقة واقعة"‪ ،‬مقال منشور علي الموقع االلكتروني‬
‫‪ ،www.sudanile.com‬في ‪.1122/21‬‬
‫‪ .8‬صحيفة االنتباهة السودانية النسخة االلكترونية‬
‫‪.https://alintibaha.net/online/14643‬‬
‫‪ .21‬صحيفة اليوم السابع المصرية صحيفة إخبارية إلكترونية يومية تصدر عن‬
‫الشركة المصرية للصحافة والنشر واالعالن ‪.https://www.youm7.com‬‬
‫‪ .22‬صحيفة اليوم التالي السودانية النسخة االلكترونية‬
‫‪./https://alyoumaltali.net‬‬
‫‪ .21‬صحيفة التغيير السودانية اإللكترونية‬
‫‪.https://www.altaghyeer.info/ar/2019/11/30/5‬‬
‫‪ .52‬فيصل عبدالرحمن علي طه‪ ،‬مقال بعنوان "سد النهضة والتزامات أثيوبيا تجاه‬
‫السودان " منشور علي الموقع االلكتروني‬
‫‪ ،www.Sudanile.com/indexphp/2008-5‬في ‪.1123/21/11‬‬
‫‪ .52‬عصام عبد الشافي‪ ،‬مقال بعنوان "إدارة أزمة مياه النيل‪ -‬المحددات‬
‫والسيناريوهات رؤية توثيقية"‪ ،‬مقال علي ‪ international Relations‬مدونة‬
‫فكرية سياسية ‪ ،‬في ‪ 23‬مارس ‪1122‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬فيصل عبدالرحمن علي طه‪ ،‬مقال بعنوان "قراءة قانونية في إتفاق إعالن‬
‫المبادئ بشأن سد النهضة"‪ ،‬منشور علي الموقع االلكتروني‬
‫‪ ،www.alrakoba.net/187972‬في ‪.1125/3/15‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ .52‬فدي المصري‪ ،‬مقال بعنوان" األمن المائي في الوطن العربي"‪ ،‬مقال منشور‬
‫علي الموقع االلكتروني الحوار المتمدن ‪ ،www.ahewar.org‬في ‪/6/ 28‬‬
‫‪.1116‬‬
‫‪ .21‬كريم أسعد‪ ،‬سيناريوهات التدخل العسكري لحل أزمة سد النهضة‪ ،‬موقع‬
‫إضاءات اإللكتروني على اإلنترنت‪ ،‬تاريخ النشر ديسمبر ‪ 1121‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬كمال علي محمد‪ ،‬موقع الجزيرة نت‬
‫‪https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015‬‬
‫‪./7/23‬‬
‫‪ .52‬مني عبد الفتاح‪ ،‬موقع سودان سفاري‪.1121 ،‬‬

‫‪ .21‬محمد رشيد شنطاوي‪ ،‬الحقوق القانونية للدول المتشاطئة لألنهار الدولية‪،‬‬


‫منشور علي موقع ‪ ،https://www.mohamah.net‬عمان‪.1126 ،‬‬
‫‪ .25‬ممولو مشروع سد النهضة األثيوبي‪ ،‬منشور علي الموقع‬
‫‪.2015 ،http://www.velogate.com/2861361‬‬
‫‪ .22‬محمد عادل عثمان‪ ،‬تقرير "العالقات المائية بين اسرائيل وأثيوبيا األهداف‬
‫والمياه في الفكر االستراتيجي الصهيوني"‪ ،‬منشور علي موقع المركز‬
‫الديموقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية االلكتروني‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫السودانية وحوض وادي النيل‬
‫‪ ،=http://www.dmocraticac.de/?author‬القاهرة‪.1126 ،‬‬
‫‪ .13‬موقع البيان االخباري ‪https://www.albayan.ae/one-‬‬
‫‪.world/arabs/2020-01-09-1.3747746‬‬

‫‪293‬‬
‫ مقال "كيف سيضار السودان من سد النهضة‬،‫ محمد الرشيد قريش‬.14
‫ منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات‬،"‫ومتالزماته‬
.democraticac.de/p=44896‫اإلستراتيجية االلكتروني‬
،"‫ تقرير"البعد المائي في العالقات األثيوبية االسرائيلية‬،‫ نهال احمد السيد‬.15
‫منشور علي موقع المركز الديموقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‬
.http://www.democraticac.de/?p= 201853665‫االلكتروني‬
26. https://www.trtarabi.co
27. http://ar-ar.facebook/fayoumsonsposts
28. www.marefa.org.
29. http://ar-ar.facebook/fayoum.sons/posts.
30. https://www.alghad.tv.
31. https://almashhadalsudani.com/sudan-news/sudan
today/11966
32. https://arabic.rt.com/middle_east.
33. https://arabic.rt.com/middle_east
34. www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt.
35. http://arabipress.net/?page=article&id=65195.
36. https://tasetinews.com/news/2403/ ،2019/11/03.
37. Tesfa-Alem Tekle ،“Ethiopia to build dam on Blue Nile
near Sudan border"،Sudantribune (Online) ،15 March
2011،at:http://www.sudantribune.com/Ethiopia-to-build
dam-on-Blue-Nile،38283.

294
‫‪38. "Grand Ethiopian Renaissance Dam"،at:‬‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Grand_Ethiopian_Renaissance‬‬
‫‪_Dam.‬‬
‫‪39. https://suna-sd.net/ar/single?id=561711‬‬
‫‪40. .http://mubasher.aljazeera.net/news/‬‬
‫=‪41. https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_i‬‬
‫‪6&sub_id=0&id=88880‬‬
‫‪42. https://arabic.cnn.com/middle_east/article/2020/03/09/‬‬
‫‪renaissance-dam-ethiopia-egypt-sudan.‬‬
‫‪43. https://www.mofa.gov.sd/details.php?action=list&main_id‬‬
‫‪=2&sub_id=18&id=39.‬‬
‫‪44. https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1332478.‬‬
‫سابعاً‪ :‬المؤتمرات‬

‫‪ .2‬إكرام محمد صالح‪ ،‬األبعاد الدولية لمياه النيل فى حالة إنفصال جنوب السودان‪،‬‬
‫ورقة علمية‪ ،‬مؤتمر الجمعية السودانية للعلوم السياسية المنعقد فى الفترة ‪- 16‬‬
‫‪ 18‬نوفمبر ‪1121‬م‪ ،‬وُنشرت في صحيفة الصحافة يوم ‪.1122/12/16‬‬
‫‪ .1‬أزمة المياه تتفاقم واإلتفاقيات الدولية عاجزة‪ ،‬المؤتمر الثالث إلدارات التعاون‬
‫الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1125‬‬
‫‪ .3‬جيتاشو زيروا مولوجيتوت جيبر‪ ،‬ورقه عمل بعنوان‪" :‬نحو غاية مشتركة األساليب‬
‫التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا"‪ ،‬المؤتمر الثالث للسالم وحل المنازعات‬
‫اديس ابابا‪ ،‬معهد دراسات األمن والسلم‪ ،‬جامعة أديس أبابا‪ ،‬أديس أبابا‪.1123 ،‬‬

‫‪295‬‬
‫ المراجع االجنبية‬:ً‫ثامنا‬

1. Amdissa Teshome, Agriculture, Growth and Poverty


Reduction in Ethiopia: Policy Processes around the New
PRSP (PASDEP), Research Paper 004, March 2006.
2. Awulachew ،S.B. ،Yilma ،A.D. ،Loulseged ،M. ،Loiskandl ،
W. ،Ayana ،M. and Tena Alamirew ،T. ،2007 ،Water
Resources and Irrigation Development in Ethiopia ،
International Water Management Institute ،Working Paper
123 ،66p.
3. Farida Mahgoub .)1124( .Current Status of Agriculture and
Future Challenges in Sudan .The Nordic Africa Institute.
4. FAO، 2010
5. Green، J.; Moghraby، A.I. el-; Ali، O.M، 1984. ‘A Faunistic
Reconnaissance of Lakes Kundi and Keilak، Western
Sudan.’ Limnology and Marine Biology of the Sudan .
Dumont، H.; Moghraby، A.I. el-; Dussougi، L.A. (Eds).
Springer.
6. John Waterbery، Hydropolitics of the Nile Valley (New York:
Syracuse University Press، 1979).
7. John Waterbery، The Nile Basin: National Determinants of
Collective Action، New Haven, CT 06520, United States،
Yale University Press، 1 March 2002.

296
8. Lulitl Iitik et al.، Alternative Policy Strategy to ADLI for
Ethiopia: A Dynamic CGE Framework Analysis (Addis
Ababa: paper submitted to PEP Network، May 2010 )،p.2
9. Makawy، A.Y.I.، 1123. Transboundary Water in Sudan Post
the Separation of South Sudan. Faculty of Engineering،
University of Khartoum.
10. Moghraby، A. I. el-، 2011. ‘Water Security after the
9th of January Referendum.’ A presentation to the
Sudanese Environmental Forum.
11. Ministry of Information (Ethiopia)، Foreign Affairs and
National Security: Policy and Strategy (Addis Ababa:
Ministry of Information، Press & Audiovisual Department ,
November ،1111.
12. MoWR (1999) Ethiopian Water Resource Management
Policy، 1999.
13. Okbazghi Yohannes, Water Resources and Inter-Riparian
Relations in the Nile Basin: The Search for an Integrative
Discourse (Albany, USA: State University of New York
Press, 2008).
14. Sharaky ،A.M. ،2010 ،Water projects in Ethiopia and their
effects on the future of Nile water. The International
Conference "Prospects for cooperation and integration

297
among the Nile Basin States: opportunities and challenges"
25-26 May 2010 ،Cairo University ،pp. 159-191.
15. Towards a Wetlands Inventory for the Sudan 1125.
Unpublished UNEP report، UNEP.
16. World Bank، World Development Indicators، 2007‫المالح‬.

298
‫ملحق رقم ‪ : 2‬خريطة دول حوض النيل‬
‫المصدر‪marsad.ecsstudies.com/23425/ :‬‬

‫‪299‬‬
‫ خريطة موقع سد النهضة‬: 1 ‫ملحق رقم‬
Daily Current Affairs IAS | UPSC Prelims and :‫المصدر‬
Mains Exam – 16th March 2020

111
‫ملحق رقم ‪ : 3‬نص إعالن المبادئ حول مشروع سد النهضة‬

‫المصدر‪WWW.SIS.GOV.EG/STORY/148329?LANG=AR:‬‬

‫األربعاء‪ 23 ،‬سبتمبر ‪ 21:16 - 1121‬م‬

‫إتفاق حول إعالن مبادئ بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية‬
‫الديمقراطية وجمهورية السودان حول مشروع سد النهضة اإلثيوبى العظيم فى ‪ 13‬من‬
‫شهر مارس ‪1125‬‬

‫ـ ديباجة‪:‬‬
‫تقدي اًر لالحتياج المتزايد لجمهورية مصر العربية‪ ،‬جمهورية أثيوبيا الفيدرالية‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وجمهورية السودان لمواردهم المائية العابرة للحدود؛وإدراكا ألهمية نهر النيل‬
‫كمصدر الحياة ومصدر حيوي لتنمية شعوب مصر وأثيوبيا والسودان؛ألزمت الدول‬
‫الثالث أنفسها بالمبادئ التالية بشان سد النهضة‪:‬‬
‫‪ -2‬مبدأ التعاون‪:‬‬
‫‪ -‬التعاون علي أساس التفاهم المشترك‪ ،‬المنفعة المشتركة‪ ،‬حسن النوايا‪ ،‬المكاسب‬
‫للجميع‪ ،‬ومبادئ القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون في تفهم االحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف مناحيها‪.‬‬

‫‪ -1‬مبدأ التنمية‪ ،‬التكامل اإلقليمي واالستدامة‪:‬‬


‫‪ -‬الغرض من سد النهضة هو توليد الطاقة‪ ،‬المساهمة في التنمية اإلقتصادية‪،‬‬
‫الترويج للتعاون عبر الحدود والتكامل اإلقليمي من خالل توليد طاقة نظيفة ومستدامة‬
‫يعتمد عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ عدم التسبب في ضرر ذى شأن‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬سوف تتخذ الدول الثالث كافة اإلجراءات المناسبة لتجنب التسبب في ضرر‬
‫ذى شأن خالل إستخدامها للنيل األزرق‪ /‬النهر الرئيسي‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من ذلك‪ ،‬ففي حالة حدوث ضرر ذى شأن إلحدي الدول‪ ،‬فان‬
‫الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر عليها‪ ،‬في غياب إتفاق حول هذا الفعل‪ ،‬اتخاذ‬
‫كافة اإلجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر‪،‬‬
‫ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسباً‪.‬‬
‫‪ -4‬مبدأ اإلستخدام المنصف والمناسب‪:‬‬
‫‪ -‬سوف تستخدم الدول الثالث مواردها المائية المشتركة في أقاليمها بأسلوب‬
‫منصف ومناسب‪.‬‬
‫‪ -‬لضمان إستخدامهم المنصف والمناسب‪ ،‬سوف تأخذ الدول الثالث في االعتبار‬
‫كافة العناصر االسترشادية ذات الصلة الواردة أدناه‪ ،‬وليس على سبيل الحصر‪:‬‬
‫أ‪ -‬العناصر الجغرافية‪ ،‬والجغرافية المائية‪ ،‬والمائية‪ ،‬والمناخية‪ ،‬والبيئية وباقى‬
‫العناصر ذات الصفة الطبيعية؛‬
‫ب‪ -‬االحتياجات اإلجتماعية واإلقتصادية لدول الحوض المعنية؛‬
‫جـ‪ -‬السكان الذين يعتمدون علي الموارد المائية في كل دولة من دول الحوض؛‬
‫د‪ -‬تأثيرات إستخدام أو إستخدامات الموارد المائية فى إحدى دول الحوض على‬
‫دول الحوض األخرى؛‬
‫هـ‪ -‬اإلستخدامات الحالية والمحتملة للموارد المائية؛ وعوامل الحفاظ والحماية‬
‫والتنمية وإقتصاديات إستخدام الموارد المائية‪ ،‬وتكلفة اإلجراءات المتخذة في هذا الشأن؛‬
‫ز‪ -‬مدي توفر البدائل‪ ،‬ذات القيمة المقارنة‪ ،‬إلستخدام مخطط أو محدد؛‬
‫حـ‪ -‬مدى مساهمة كل دولة من دول الحوض في نظام نهر النيل؛‬
‫طـ‪ -‬امتداد ونسبة مساحة الحوض داخل إقليم كل دولة من دول الحوض‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -5‬مبدأ التعاون في الملء األول وإدارة السد‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية‪ ،‬واحترام المخرجات النهائية للتقرير الختامي‬
‫للجنة الثالثية للخبراء حول الدراسات الموصي بها في التقرير النهائي للجنة الخبراء‬
‫الدولية خالل المراحل المختلفة للمشروع‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم الدول الثالث‪ ،‬بروح التعاون‪ ،‬المخرجات النهائية للدراسات المشتركة‬
‫الموصي بها في تقرير لجنة الخبراء الدولية والمتفق عليها من جانب اللجنة الثالثية‬
‫للخبراء‪ ،‬بغرض‪:‬‬
‫* اإلتفاق على الخطوط اإلرشادية وقواعد الملء األول لسد النهضة والتي ستشمل‬
‫كافة السيناريوهات المختلفة‪ ،‬بالتوازي مع عملية بناء السد‪.‬‬
‫* اإلتفاق على الخطوط اإلرشادية وقواعد التشغيل السنوي لسد النهضة‪ ،‬والتي‬
‫يجوز لمالك السد ضبطها من وقت آلخر‪.‬‬
‫* إخطار دولتي المصب بأية ظروف غير منظورة أو طارئة تستدعي إعادة‬
‫الضبط لعملية تشغيل السد‪.‬‬
‫‪ -‬لضمان استم اررية التعاون والتنسيق حول تشغيل سد النهضة مع خزانات دولتي‬
‫المصب‪ ،‬سوف تنشئ الدول الثالث‪ ،‬من خالل الو ازرات المعنية بالمياه‪ ،‬آلية تنسيقية‬
‫مناسبة فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطار الزمني لتنفيذ العملية المشار إليها أعاله سوف يستغرق خمسة عشر‬
‫شه اًر منذ بداية إعداد الدراستين الموصى بهما من جانب لجنة الخبراء الدولية‪.‬‬
‫‪ -6‬مبدأ بناء الثقة‪:‬‬
‫‪ -‬سيتم إعطاء دول المصب األولوية في شراء الطاقة المولدة من سد النهضة‪.‬‬
‫‪ -7‬مبدأ تبادل المعلومات والبيانات‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬سوف توفر كل من مصر وأثيوبيا والسودان البيانات والمعلومات الالزمة إلجراء‬
‫الدراسات المشتركة للجنة الخبراء الوطنين‪ ،‬وذلك بروح حسن النية وفي التوقيت المالئم‪.‬‬
‫‪ -8‬مبدأ أمان السد‪:‬‬
‫‪ -‬تقدر الدول الثالث الجهود التي بذلتها أثيوبيا حتى اآلن لتنفيذ توصيات لجنة‬
‫الخبراء الدولية المتعلقة بأمان السد‪ - .‬سوف تستكمل أثيوبيا‪ ،‬بحسن نية‪ ،‬التنفيذ الكامل‬
‫للتوصيات الخاصة بأمان السد الواردة في تقرير لجنة الخبراء الدولية‪.‬‬
‫‪ -9‬مبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة‪:‬‬
‫‪ -‬سوف تتعاون الدول الثالث على أساس السيادة المتساوية‪ ،‬وحدة إقليم الدولة‪،‬‬
‫المنفعة المشتركة وحسن النوايا‪ ،‬بهدف تحقيق اإلستخدام األمثل والحماية المناسبة للنهر‪.‬‬
‫‪ -21‬مبدأ التسوية السلمية للمنازعات‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم الدول الثالث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا اإلتفاق‬
‫بالتوافق من خالل المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا‪.‬‬
‫إذا لم تنجح األطراف في حل الخالف من خالل المشاورات أو المفاوضات‪،‬‬
‫فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق‪ ،‬الوساطة أو إحالة األمر لعناية رؤساء الدول‪/‬رئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫وقع هذا اإلتفاق حول إعالن المبادئ في الخرطوم‪ ،‬السودان في‪ 13‬من شهر‬
‫مارس ‪ 1125‬بين جمهورية مصر العربية‪ ،‬جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية‬
‫وجمهورية السودان ‪ ،‬عن جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية‬
‫جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية هيالماريام ديسالين رئيس الوزراءجمهورية السودان‬
‫عمر حسن البشير رئيس الجمهورية‬

‫‪114‬‬

You might also like