You are on page 1of 20

‫الـجــريـمــة الـبـيـئـيــة‬

‫فـي الـتـشـريـع الـمـغـربــي‬

‫مـن إعــــداد‬
‫عـادل لخـلـيـفـــــة‬
‫محـامي مـتمـرن بهـيئـة المحامـون بـوجــــدة‬

‫تحـت إشــراف‬
‫هـيئـة المحـامـيـن بـوجــــدة‬
‫مـــــقـــــدمــــــــــة‬

‫حظي ت مختل ف التش ريعات ف ي الون ة الخي رة بتط ور ايج ابي اص طبغ بمس اهمة الق انون‬
‫الجنائي في توفير الحماية اللزمة للبيئة‪ ،‬من خلل الهتمام بالجوانب الموضوعية المتمثلة أساس ا‬
‫في تحديد مختلف الجرائم الماسة بالبيئة و بيان أركانها و المسئولية الجناية عنها‪ ،‬و هو م ا عكف ت‬
‫على الهتمام به غالبية التشريعات المعاصرة‪.‬‬
‫و مواكبة منه لهذا التطور‪ ،‬سعى المشرع البيئي إلى تفعيل الليات الوقائي ة‪ ،‬غي ر أن تجس يد‬
‫الطابع الوقائي للسياسة البيئية تأثر بعدم استقرار الدارة بشقيها المركزي و المحلي‪.‬‬
‫فقواعد القانون الجنائي ل يمكنها توفير الحماي ة اللزم ة لل بيئة‪ ،‬و م ن ث م ف انه ينبغ ي ت وفير‬
‫حماية غير جنائية تكفلها بدرجة أساسية قواعد القانون المدني و التي مفادها وج ود إص لح الح ال‬
‫أو التعويض عن الضرار اللحقة بالبيئة ضد كل ش خص ثب ت ف ي حق ه الخط أ و التقص ير‪ ،‬له ذا‬
‫كان على المشرع السعي جاهدا إلى المزاوجة بين الحماية الجنائية و بي ن نظيرته ا الغي ر الجنائي ة‬
‫لجل كفالة مختلف المصالح التي يسعى إلى تحقيقها القانون البيئي‪.‬‬
‫و علي ه‪ ،‬فأهمي ة دراس ة موض وع الجريم ة البيئي ة ف ي التش ريع المغرب ي تكم ن ف ي ع دة‬
‫اعتبارات حيوية‪ ،‬لحداثة الدراسات القانونية في نط اق حماي ة ال بيئة‪ ،‬و يعت بر موض وع ال بيئة م ن‬
‫قبيل الموضوعات التي استقطبت اهتمام مختلف التشريعات و أيضا تحكيم مب دأ الش رعية الجنائي ة‬
‫عن طريق تبيان الركان العامة للجريمة البيئية و التي تساهم بطريقة فعالة في التقليل م ن انته اك‬
‫قواعد التشريع البيئي‪.‬‬
‫و من خلل هذا التق ديم يتض ح أن الموض وع ي ثير ع دة إش كاليات أهمه ا تحدي د نط اق مح ل‬
‫الحماية البيئية‪ ،‬و كذا صعوبة إثبات خطر التلوث و نسبته إل ى ك ل ش خص معي ن‪ ،‬م ا م دى كفاي ة‬
‫الليات القانونية التي رصدها المشرع المغربي لمواجهة الجريمة البيئية؟‬
‫و للجابة على هذه الشكالية و إشكاليات أخرى تتف رع عنه ا ارت أيت تقس يم ه ذا الموض وع‬
‫إلى مبحثين‪:‬‬

‫ـ المبحث الول‪ :‬ماهية الجريمة البيئية في التشريع المغربي‪.‬‬

‫ـ المبحث الثاني‪ :‬أحكام المسئولية الجنائية في جرائم البيئة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المـبحـث الول‪ :‬مـاهـية الجـريمـة البـيئـية في التـشريع المـغـربـــــي‪.‬‬

‫إن الحماية البيئية أص بحت الي وم م ن الرهان ات الرئيس ية للق رن الواح د و العش رين‪ ،‬ف البيئة‬
‫تعتبر اليوم قيمة أساسية كقيم الحي اة و الحري ة و الملكي ة )‪ ،(1‬و رغ م أن العت داءات عل ى ال بيئة‬
‫بمختلف ص ورها ليس ت ولي دة الي وم إل أن الس ؤال ال ذي يط رح لم اذا إذن ل م تج رم ه ذه الفع ال‬
‫بنصوص قانونية ضمن القانون الجن ائي المغرب ي كب اقي الج رائم‪ ،‬و الج واب ف ي نظ ري هن ا أن‬
‫المتغيرات كثيرة و متسارعة حدثت ف ي نهاي ة الق رن الماض ي و بداي ة الق رن الواح د و العش رين‪،‬‬
‫جعلت رجال القانون ينتهجون الجانب الردعي في سبيل حماية البيئة‪.‬‬
‫فجسامة الثار الناتجة عن انتهاك الوسط البيئي وما اتساع نطاقها المك اني و اس تمرار إنت اج‬
‫أضرارها عبر الزمن بالنسبة للنسان بالدرجة الولى و باقي الكائن ات الحي ة بالدرج ة الثاني ة ه ي‬
‫التي جعلتها تطفو على السطح و تظهر للعيان‪ ،‬حيث أصبحت تشكل تهديدا على البيئة و موارده ا‬
‫المختلفة و احد المشاكل التي تواجه النسان و تهدد صحته و سلمته‪ ،‬و لذلك اعتم دت تقس يم ه ذا‬
‫المبحث إلى مطلبين‪.‬‬
‫ـ المطلب الول‪ :‬مفهوم الجريمة البيئية و أساسها القانوني‪.‬‬
‫ـ المطلب الثاني‪ :‬أركان الجريمة البيئية‪.‬‬

‫المطـلـب الول‪ :‬مـفـهـوم الجـريـمة البـيـئيـــــة‪.‬‬


‫لشك أن التعاريف التي تعطى لمختلف القوانين تعتبر أم را مهم ا للغاي ة‪ ،‬و م ن اج ل تحدي د‬
‫مجال تطبيقه و الشخاص المخاطبين بذلك القانون‪.‬‬
‫و عندما نكون أم ام الق انون الجن ائي فأهمي ة التعري ف تص بح اك بر لن الم ر يتعل ق بحري ة‬
‫الش خاص و س لمتهم‪ ،‬و ق د اختلف ت التع اريف و تع ددت ك ل حس ب المقارب ة ال تي ينطل ق منه ا‬
‫) الفقرة الولى ( و أن النظام القانوني للتجريم يتطلب ترسانة قانونية )‪ ) (2‬الفقرة الثانية (‪.‬‬

‫الفـقـرة الولى‪ :‬تعـريـف الجـريـمـة البـيئـيـــة‪.‬‬

‫يمكن تعريف الجريمة البيئية بأنها كل سلوك ايجابي أو سلبي غير مشروع سواء كان عم ديا‬
‫أو غير عم دي‪ ،‬يص در ع ن ش خص ط بيعي أو معن وي يض ر أو يح اول الض رار بأح د عناص ر‬
‫البيئة سواء بطريق مباشر أو غير مباشر يقرر له القانون البيئي عقوبة أو تدبير احترازي )‪.(3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ Daniel Borrillo ; droit répressif de l’environnement et délinquance écologique( doc-‬ـ ‪1‬‬
‫‪électronique ).‬‬
‫‪ 2‬ـ محمد احمد المنشاوي‪ :‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية في ضوء القانون الدولي للبحار ) بدون نار للنشر (‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اشرف هلل‪ :‬الجرائم البيئية بين النظرية و التطبيق ـ الطبعة الولى درا النهضة القاهرة مصر ‪ 2005‬ص ‪.36‬‬

‫‪2‬‬
‫و يمكن تعريفها أيضا أنه ا ذل ك الس لوك ال ذي يخ الف ب ه م ن يرتكب ه تكليف ا يحمي ه المش رع‬
‫بجزاء جنائي و الذي يح دث تغيي را ف ي خ واص ال بيئة بطريق ة إرادي ة أو غي ر إرادي ة مباش رة أو‬
‫غير مباشرة تؤدي إلى الضرار بالكائن ات الحي ة أو الم واد الحي ة أو غي ر الحي ة‪ ،‬مم ا ي ؤثر عل ى‬
‫سلمة النسان لحياته الطبيعية )‪.(4‬‬
‫و يتضح لنا من خلل ما سبق أن الجريمة البيئية تقوم على عدة عناصر و هي‪:‬‬
‫ـ ارتكاب فعل يتمثل في سلوك ايجابي كقيام شخص بإزعاج الفرد ب الت مك برة للص وت أو‬
‫سلوك سلبي كامتن اع ط بيب ع ن تق ديم العلج ات اللزم ة‪ ،‬فل جريم ة بيئي ة إذا ل م يرتك ب الفع ل‬
‫سواء كان ايجابيا أو سلبيا‪.‬‬
‫ـ أن يكون الفعل غير مشروع‪ ،‬أي أن يتضمن قانون البيئة أو أي من القوانين البيئي ة خاص ة‬
‫نص يجرمها‪.‬‬
‫ـ صدور فعل غير مشروع عن الرادة الجنائية‪ ،‬و له ا ص ورتين‪ ،‬القص د الجن ائي أو الخط أ‬
‫الغير العمدي‪.‬‬
‫ـ أن يقرر له قانون أو القوانين البيئية الخرى عقوبة أو تدبير احترازي‪.‬‬
‫ـ يمكن أن تكون الجريم ة البيئي ة الع ابرة للح دود الوطني ة أم ل م ترتك ب م ن اح د الش خاص‬
‫بالتعدي على الحكام التي تضمنت الحفاظ على التوازن ال بيئي كقي ام ش خص بص رف مبي دات أو‬
‫مواد مشعة أو إغراقها في البيئة المائية )‪.(5‬‬
‫م ن خلل ه ذه التع اريف تتجل ى الس هولة الظاهري ة ف ي تعري ف الجريم ة البيئي ة غي ر أنه ا‬
‫تكتنفها العديد من الصعوبات و يحيط بها الغموض‪ ،‬فالختلف بينها و بي ن بقي ة الج رائم الخ رى‬
‫يمكن من توقيع المسئولية الجزائية‪ ،‬فهي تنفرد بخصوصية ل تشاركها بقية الجرائم الخرى‪ ،‬ذلك‬
‫أنها تقرر المسئولية م ن ن وع خ اص لك ون النش اط المتس بب ف ي الض رر ق د يك ون اح د العناص ر‬
‫القتصادية المهمة التي تعتمد عليها الدولة في التنمية‪ ،‬و قد تكون الدولة هي نفسها الفاع ل للنش اط‬
‫الضار‪ ،‬و يزداد المر صعوبة و تعقيدا إذا ما نظرنا إلى الح ق المعت دى علي ه فيم ا إذا ك ان الح ق‬
‫الخاص بالفراد أم حق عام يصنف ضمن العتداء على المصلحة العامة‪.‬‬
‫إذن تع د الجريم ة البيئي ة س لوك ض ار يخ ل بت وازن ال بيئة و يه دد ام ن و اس تقرار الكائن ات‬
‫البشرية و مستقبلهم ع ن الك رة الرض ية‪ ،‬و ق د اتس مت عل ى خلف غيره ا م ن الج رائم التقليدي ة‬
‫بعدن خصائص و أهمها‪:‬‬
‫‪ +‬صعوبة تحديد الجريمة البيئية‪.‬‬
‫‪ +‬صعوبة اكتشاف الجريمة البيئية‪.‬‬
‫‪ +‬جريمة و قيمة و مستمرة‪.‬‬
‫‪ +‬امتداد آثار الجريمة‪.‬‬
‫‪ +‬اتساع مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪ +‬جريمة دولية عابرة للحدود‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 4‬ـ ابتسام سعيد المكاوي‪ ،‬جريمة تلوث البيئة‪ ،‬دراسة مقارنة ـ الطبعة الولى دار الثقافة للنشر و التوزيع عمان الردن ‪ 2008‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 5‬ـ اشرف هلل‪ ،‬التحقيق الجنائي في الجرائم البيئية‪ ،‬دار النشر النهضة العربية القاهرة مصر ‪ 2011‬ص ‪ 24‬ـ ‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ +‬كثرة عدد الضحايا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الساس التشريعي البيئي في المغرب‪.‬‬

‫لقد عرفت البيئة بعد استرجاع السيادة الوطنية تدهورا ملحوظا ذلك أن أس لوب التنمي ة ال ذي‬
‫تبناه المش رع المغرب ي ك ان ل ي ولي العناي ة اللزم ة له ا حي ث ك ان الهتم ام منص با عل ى العم ل‬
‫للخروج من التخلف عن طريق خوض غمار تنمية ش املة قوامه ا إنع اش اقتص ادي‪ ،‬غي ر أن ه ذا‬
‫النهج لم يعدم الهتمام الجزئي بالبيئة حيث تم إصدار بعض التشريعات البيئية برزت معاليمها من‬
‫خلل إتباع سياسة الثروة الزراعية )‪ (6‬مع التركيز على الحماية النباتية‪.‬‬
‫يعت بر الق انون ‪11‬ـ ‪ 03‬المتعل ق بالحماي ة و استص لح ال بيئة الم ؤرخ ف ي ‪ 12‬م اي ‪2003‬‬
‫أول قانون يتناول القضايا البيئية بنظرة شاملة يعزى سبب تأخيره إل ى الحادث ة التش ريعية العالمي ة‬
‫المتعلقة بالبيئة‪.‬‬
‫ففي فرنسا مثل صدر أول ق انون بحماي ة الطبيع ة س نة ‪ ،1976‬أم ا التش ريع ال بيئي الكن دي‬
‫صدر حتى سنة ‪ 1971‬و كان ظهور أول قانون حماية البيئة الياباني سنة ‪.1970‬‬
‫و في إطار تحقيق أهداف حماية البيئة في الشق المتعلق بحماية إط ار معيش ة الس كان ص در‬
‫قانون )‪ (7‬رق م ‪10‬ـ ‪ 95‬المتعل ق بالم اء الص ادر س نة ‪ ،1995‬و الق انون المتعل ق بمع ايير ج ودة‬
‫المي اه )‪ (8‬بج رد تل وث المي اه‪ ،‬و الق انون ‪12‬ـ ‪ 03‬المتعل ق بدراس ة الت أثير عل ى ال بيئة )‪ ،(9‬و‬
‫المرسوم ‪2‬ـ ‪04‬ـ ‪ 563‬المتعلق باختصاصات و سير اللجنة الوطنية لدراسات التأثير على ال بيئة )‬
‫‪ ،(10‬حيث أكد من خلل المشرع على اختصاص هذه اللجان الوطنية الجهوي ة ف ي ت دعيم أعم ال‬
‫التنمية القتصادية و الجتماعية و الثقافية في سبيل حماية البيئة و ترقيتها م ع العدي د م ن الحك ام‬
‫التي تنص ب ف ي مجمله ا ح ول حماي ة ال بيئة كض رورة اتخ اذ الت دابير اللزم ة لمكافح ة الوبئة و‬
‫تماش يا م ع إعلن جوهانس بورغ للتنمي ة المس تدامة اص در المش رع المغرب ي الق انون ‪11‬ـ ‪03‬‬
‫المتعلق بحماية و استصلح البيئة‪ ،‬في إطار التنمية المستدامة ليكون بمثابة القانون الطار لحماي ة‬
‫البيئة‪.‬‬
‫و من خلل استقرائنا لق انون ‪11‬ـ ‪ 03‬ت بين لن ا أن ممي زان ق انون ال بيئة عدي دة حي ث يعت بر‬
‫فرع من ف روع الق انون الع ام لن ه ينظ م العلق ة بي ن الدارة و الف راد و ال ذي يه دف إل ى حماي ة‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬و أهم هذه المميزات‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪6‬ـ ظهي ر ش ريف رق م ‪59‬ـ ‪03‬ـ ‪ 1‬الص ادر ف ي ‪ 12‬م اي ‪ 2003‬بتنفي ذ الق انون رق م ‪11‬ـ ‪ 03‬المتعل ق بحماي ة و استص لح ال بيئة الجري دة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5118‬بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪.2003‬‬
‫‪7‬ـ ظهير شريف رقم ‪154‬ـ ‪95‬ـ ‪ 1‬الصادر في ‪ 16‬غشت ‪ 1995‬بتنفيذ القانون رقم ‪10‬ـ ‪ 95‬المتعلق بالماء‪.‬‬
‫‪8‬ـ مرسوم ‪787‬ـ ‪97‬ـ ‪ 2‬الصادر في ‪ 6‬شوال ‪ 1418‬هـ موافق لـ ‪ 4‬فبراير ‪ 1998‬يتعلق بمعايير جودة المياه و بجرد درجة تل وث المي اه‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4559‬بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪.1998‬‬
‫‪9‬ـ ظهير شريف رقم ‪60‬ـ ‪03‬ـ ‪ 1‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬بتنفيذ القانون رقم ‪03‬ـ ‪ 12‬المتعلق بدراسات التاثير على البيئة الجريدة الرس مية‬
‫عدد ‪ 5118‬بتاريخ ‪ 19‬نونبر ‪.2003‬‬
‫‪10‬ـ مرس وم رق م ‪563‬ـ ‪04‬ـ ‪ 2‬ص ادر ف ي ‪ 5‬ذو القع دة ‪ 1429‬مواف ق ل ‪ 4‬نون بر ‪ 2008‬يتعل ق باختصاص ات و س ير اللجن ة الوطني ة و‬
‫الجهوية لدراسة التاثير على البيئة الجريدة الرسمية عدد ‪ 5682‬بتاريخ ‪ 13‬نونبر ‪.2008‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ +‬قانون البيئة ذو طابع إداري‪.‬‬
‫‪ +‬قانون البيئة ذو طابع وقائي‪.‬‬
‫‪ +‬قانون حماية البيئة ذو طابع إلزامي‪.‬‬
‫‪ +‬قانون حماية البيئة اتسم بالجمع بين الجانب التشريعي و المؤسساتي‪.‬‬
‫‪ +‬قانون حماية البيئة له علقة بالقانون الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان جريمة البيئة‪.‬‬


‫أرك ان الجريم ة ه ي الج زاء الساس ية المش ترطة قانون ا لقيامه ا‪ ،‬و ال تي ت دخل ف ي تك وين‬
‫نموذجها القانوني و ه ي نوع ان‪ :‬أرك ان عام ة واج ب توافره ا ف ي ك ل جريم ة مهم ا ك ان نوعه ا‬
‫و طبيعتها‪ ،‬و أخرى خاصة تضاف إلى الركان العامة )‪.(11‬‬
‫و بقد اختلف الفقه بشان أرك ان الجريم ة‪ ،‬فمنه م م ن اعتم د عل ى الرك ن الم ادي و المعن وي‬
‫بالضافة إلى الركن القانوني المتمثل في صفة الفعل غير المشروعة )‪ (12‬و بالمقابل ف ان غالبي ة‬
‫الفقه قصرها على الركن المادي و المعنوي‪ ،‬أما الركن الشرعي فل يعتبر ركنا في الجريمة عل ى‬
‫أساس أن الركن بحسب طبيعة جزء من كل‪ ،‬فكيف يكون النص القانوني ج زء م ن الجريم ة بينم ا‬
‫هو الذي يخلق الجريمة و يحدد أركانها‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى التش ريع المغرب ي نج د ان ه ق د ن ص عل ى مختل ف الج رائم الماس ة ب البيئة ل‬
‫س يما الق انون ‪11‬ـ ‪ 03‬المتعل ق بالحماي ة و استص لح ال بيئة و ق وانين أخ رى متفرق ة ذات ص لة‬
‫بحماية البيئة‪.‬‬
‫و من اجل بيان أركان الجريمة البيئية فانه سيتم دراسة الركن المادي في الفقرة الول ى‪ ،‬أم ا‬
‫الفقرة الثانية فسيخصص لدراسة الركن المعنوي لهذه الجريمة‪.‬‬

‫الفقرة الولى‪ :‬الركن المادي للجريمة البيئية‪.‬‬


‫يراد بالركن المادي أو الواقعي ذلك النشاط الخارجي الذي ينص القانون عل ى تجريم ه عمل‬
‫بمبدأ الشرعية النصية أي قانونية الجرائم و العقوبات )‪.(13‬‬
‫و عليه‪ ،‬فالركن المادي في الجريمة البيئية يتكون من سلوك إجرامي خارجي مجر‪¥‬م بموجب‬
‫ن ص ق انوني‪ ،‬مبين ا وض عه الخ اص و م ا إذا ك ان ايجابي ا أو س لبيا‪ ،‬وقتي ا أو مس تمرا‪ ،‬بس يطا أو‬
‫اعتياديا‪ ،‬مجرما في ذاته أو يجب أن تعفيه نتيجة مح ددة و تربطهم ا رابط ة الس ببية و مبين ا ك ذلك‬
‫الظروف الخرى التي يجب أن تحيط به حتى تكتمل صورته القانونية )‪.(14‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 11‬ـ الركان العامة لجريم ة ال بيئة ه ي الرك ن الم ادي و الرك ن المعن وي و ال تي ي ترتب ع ن تخل ف اح دهما ع دم قي ام الجريم ة باعتب ار ان‬
‫البنيان القانوني للجريمة ل يقوم ال بتوافرهما‪.‬‬
‫‪12‬ـ اقر جانب من الفقه الفرنسي بان اركان الجريمة ثلث‪ :‬ركن شرعي‪ ،‬ركن مادي و ركن معنوي‪.‬‬
‫‪13‬ـ عبد الحق كوريتي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي طبعة ‪ 2016/2017‬صفحة ‪.98‬‬
‫‪Robert (j ,h) et Remond ,grouilloud (M) : droit pénal de l’environnement ;masson ;paris 1983 - 14‬‬
‫‪. p 406‬‬

‫‪5‬‬
‫و لج ل دراس ة الرك ن الم ادي ف ي جريم ة التل وث ال بيئي‪ ،‬يقتض ي التط رق إل ى الس لوك‬
‫الجرامي البيئي ) أول ( ثم تناول النتيجة الجرامية البيئية ) ثانيا (‪.‬‬

‫أول‪ :‬السلوك الجرامي البيئي‪.‬‬


‫السلوك الجرامي هو ذلك النشاط الذي يصر عن الج اني ع ن قص د من ه أو ع ن غي ر قص د‬
‫و يمتد أثره إلى العالم الخارجي‪ ،‬فحسب مدلول الفصل ‪ 110‬من الق انون الجن ائي المغرب ي )‪(15‬‬
‫و ه و ذو م دلول متس ع يش مل الس لوك اليج ابي ال ذي يف ترض حرك ة عض و ف ي جس م النس ان‬
‫و يتسع المتناع باعتباره ص ورة للس لوك النس اني ال ذي يع بر ع ن الفع ل الس لبي )‪ ،(16‬ف الركن‬
‫المادي في الجريمة البيئية ينحصر في نشاط الشخاص الطبيعية أو المعنوي ة‪ ،‬و يس تثنى م ن ذل ك‬
‫الفعال التي تنجم عن فعل الطبيعة كالغازات السامة التي تنبعث من فوهات البراكين‪.‬‬
‫و قد اهتمت تشريعات جل دول العالم بالحد من الفعال التي تهدد المصالح الجماعية‪ ،‬و م ن‬
‫ثم فان مقتضيات هذه الخيرة تستدعي توسيع المجال للتجريم البيئي ليشمل أفعال الخطر الملموس‬
‫و المجرد‪ ،‬باعتبار أن العتداء على البيئة يمثل مساسا بالحقوق العامة )‪.(17‬‬
‫و عليه فان المشرع في ج رائم العت داء عل ى ال بيئة ل يهت م بالوس يلة ال تي يق ع به ا الس لوك‬
‫الجرامي و يعزى ذلك إلى تعدد وسائل العتداء على البيئة و تنوعه ا المس تمر‪ ،‬كم ا أن المش رع‬
‫ل يهتم ـ في بعض الحيان ـ بصفة مرتكب الجريمة البيئي‪ ،‬و مثال عل ى ذل ك ص احب المنش اة أو‬
‫مال ك الس فينة‪ ،‬ف إذا تخلف ت ه ذه الص فة فل وج ود للجريم ة و العل ة ذل ك أن ص احب الص فة ه و‬
‫المكلف بالتزامات ألقاها المشرع على عاتقه و في مقابل ذلك ل ديه م ن الس لطات و المكاني ات م ا‬
‫تجعل ه يح ول دون وق وع الجريم ة )‪ (18‬و ك ذلك أن الص ل ف ي ج رائم العت داء عل ى ال بيئة أن‬
‫المشرع ل يعتد بالمكان الذي يقترف فيه الجاني سلوكه الجرامي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النتيجة الجرامية في جرائم البيئة‪.‬‬


‫من المسائل الدقيقة التي يصعب إثباته ا ف ي ج رائم العت داء عل ى ال بيئة ه و عنص ر النتيج ة‬
‫التي يمكن أن تتحقق من جراء ارتكاب فعل من الفع ال المض رة ب البيئة‪ ،‬ف ان النتيج ة ف ي مختلف ة‬
‫الجرائم البيئية غالبا ما يتراخى ظهورها فتحدث في مك ان أو زم ان مختلفي ن ع ن مك ان أو زم ان‬
‫السلوك الجرامي )‪.(19‬‬
‫تتطل ب بع ض الج رائم البيئي ة تكام ل أركانه ا لعتباره ا م ن ج رائم م ن ج رائم الض ر ال تي‬
‫تتطلب حدوث النتيجة الضارة وفق النموذج القانوني للجريمة كأثر السلوك الجرامي الصادر عن‬
‫الجاني و يعد النص القانوني الساس في تحديد نتيجة كل جريمة )‪.(20‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪15‬ـ عبد الحق كوريتي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.101‬‬
‫‪16‬ـ اشرف توفيق شمس الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة دار النهضة العربية ط ‪ 2‬القاهرة مصر ‪ 2012‬ص ‪81‬ـ ‪.82‬‬
‫‪ 17‬ـ فرج صالح الهريش‪ ،‬جرائم تلوث البيئة رسالة لنيل دكتوراه كلية الحقوق جامعة القاهرة مصر ‪ 1997‬ص ‪.31‬‬
‫‪18‬ـ انظر المواد ‪ 3 ،2 ،1‬من القانون رقم ‪11‬ـ ‪ 03‬المتعلق بحماية و استصلح البيئة‪.‬‬
‫‪. Tisistsiura (A) la protection pénal du milieu naturel en France rev lut dr pen 1978 ;4 p 129 -19‬‬
‫‪ 20‬ـ عادل ماهو اللفي‪ ،‬الحماية الجنائية البيئية رسالة دكتوراه كلية الحقوق جامعة المنصورة مصر ‪ 2008‬ص ‪.281‬‬
‫‪6‬‬
‫و يشمل الضرر البيئي في التشريع المغربي الضرار بالكائنات الحية أو الث ار و اس تنزاف‬
‫الموارد الطبيعية‪ ،‬كما قد يشمل كل ما يؤدي إلى التأثير على ممارسة النس ان لحي اته الطبيعي ة أو‬
‫المساس بالبيئة ذاتها‪ ،‬و من المثلة في القانون رقم ‪11‬ـ ‪ 03‬المتعلق بحماية و استصلح البيئة م ا‬
‫نصت عليه المادة ‪ " 43‬يمنع قذف كل السوائل أو الغازات أيا كان مصدرها ف ي الوس ط الط بيعي‬
‫و ال تي م ن ش انها أن تلح ق ض ررا بص فة النس ان و بج ودة ال بيئة بص فة عام ة و ال تي تتج اوز‬
‫المعايير و المقاييس المعمول بها‪.‬‬
‫و قد اهتم المشرع الجنائي بالنتيجة بالخطورة التي تمثل النتيجة الضارة المحتمل حدوثها في‬
‫المس تقبل و ه ذا بتجري م الفع ل بغ ض النظ ر ع ن تحق ق أي نتيج ة م ن ورائه فتهدي د المص لحة‬
‫المعتبرة قانون مناط استحداث جرائم الخطر‪.‬‬
‫و نبرز أهمية اعتداد التش ريعات الجنائي ة ب الخطر الك امن ال ذي يه دد العناص ر البيئي ة مح ل‬
‫الحماية القانونية في ص عوبة إثب ات علق ة الس ببية بي ن النتيج ة الض ارة ذات الطبيع ة الستش ارية‬
‫و السلوك ذو المصدر المتعدد )‪.(21‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي في الجريمة البيئية‪.‬‬


‫ل يتوقف قيام الجريمة على ارتكاب عم ل م ادي يع اقب علي ه الق انون فحس ب‪ ،‬ب ل ل ب د أن‬
‫يصدر عن إرادة الجاني التي تربط بين العمل الم ادي و الفاع ل‪ ،‬فه و م ا يع رف ب الركن المعن وي‬
‫و قد اتفقت كافة التشريعات الجنائية المعاصرة على أن الركن المعن وي ف ي الجريم ة بص فة عام ة‬
‫قد يتخذ صورتين‪ :‬أما العمد أو الخطأ‪.‬‬

‫‪ +‬أول‪ :‬القصد الجنائي في الجريمة البيئية‪.‬‬


‫يعت بر القص د الجن ائي الص ورة الص لية الساس ية للرك ن المعن وي ف ي الجريم ة العمدي ة‬
‫و يشكل ش رطا مهم ا لك ي تق وم المس ئولية الجنائي ة ف ي ح ق الج اني حي ث ي ترأس قم ة اله رم ف ي‬
‫الجريم ة العمدي ة باعتب اره ينط وي عل ى انص راف إرادة الج اني للفع ل المج رم و إل ى النتيج ة‬
‫المرغوب تحقيقها )‪.(22‬‬
‫فجوهر القصد الجنائي على هذا النحو و العلم و الرادة‪.‬‬

‫أ( عنصر العلم في الجريمة البيئية‪:‬‬


‫لشك أن عنصر العلم في جريمة تلويث البيئة يثير عدة إشكاليات غير محاولت إثباته نظرا‬
‫للطبيعة الخاصة لهذه الجريمة‪ ،‬و عليه يل زم لت وفر القص د الجن ائي ف ي تل ويث ال بيئة أن يمت د عل م‬
‫الجاني للعناصر التي يتألف منها ركنها المادي و كذا الظروف المشددة التي تغير وصف الجريمة‬
‫كما يشترط لقيامه إثبات أن الجاني قصد الضرار بأحد عناصر البيئة التي يحميها القانون )‪.(23‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪21‬ـ اشرف توفيق شمس الدين‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪ 101‬و ‪.102‬‬
‫‪22‬ـ عبد الحق الكويرتي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.156‬‬
‫‪23‬ـ عادل ماهر اللفي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪ 319‬و ‪.320‬‬
‫‪7‬‬
‫و مثال على ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 28‬من قانون ‪11‬ـ ‪ 03‬ضرورة مساءلة ك ل ش خص‬
‫عن سوء التدبير المعقل ن للمي اه القاري ة و محارب ة ك ل أش كال تلوثه ا‪ ،‬فلقي ام القص د الجن ائي له ذه‬
‫الجريمة يجب أم يكون لكل شخص يستغل المياه القارية على علم بحمله لمواد س امة ملوث ة تش كل‬
‫خطرا‪ ،‬حيث ينتفي القصد الجنائي إذا اعتقد أن فعله وقع على مواد أخرى غير ملوثة‪.‬‬
‫و ل يقتصر العلم على الوقائع فقط و إنما يتعداه إلى العل م بعناص ر الس لوك الجرام ي ال ذي‬
‫يصدر عن الجاني باعتباره ركن من أركان الجريمة البيئية )‪.(24‬‬
‫ب( الرادة في الجريمة البيئية‪:‬‬
‫الرادة هي نشاط نفسي ص ادر ع ن وع ي و إدراك يتج ه نح و الغ رض المح دد ع بر وس يلة‬
‫معينة فجوهر التمييز بين العمد و الخطأ الغير عمدي و ف ي م ا تنص ب علي ه الرادة‪ ،‬و ف ي العم د‬
‫تنص ب عل ى الس لوك الجرام ي و النتيج ة المع اقب عليه ا بينم ا ف ي حال ة الخط أ الغي ر عم دي‬
‫تنصرف إلى نشاط دون نتيجة‪.‬‬
‫و لقد فصل المشرع المغربي الرادة ع ن الب اعث عل ى غ رار المش رع الفرنس ي حي ث اخ ذ‬
‫بالرادة دون النظر إل ى الب اعث‪ ،‬لك ن ف ي بع ض الحي ان يش ترط المش رع المغرب ي ف ي الج رائم‬
‫البيئية أن يكون ارتكابها لغاية معينة بان يكون الدافع فيها باعث خاص‪ ،‬و من المثلة على ذلك ما‬
‫نص ت علي ه الم ادة ‪ 70‬م ن الق انون رق م ‪28‬ـ ‪ 00‬المتعل ق بالنفاي ات و التخل ص منه ا " يع اقب‬
‫بغرامة من ‪ 10.000‬درهم إل ى ملي ونين دره م ) ‪ 2.000.000‬دره م( و ب الحبس م ن ‪ 6‬أش هر‬
‫إلى س نتين أو بإح دى ه اتين العقوب تين‪ ،‬ك ل م ن ق ام أو رم ى أو طم ر نفاي ات تع د خطي رة حس ب‬
‫القائمة المشارة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 29‬من نفس القانون‪ ،‬أو ق ان بتخزينه ا أو معالجته ا أو‬
‫التخلص منها أو إحراقها خارج الماكن المعينة لهذا الغرض "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجريمة البيئية الغير عمدية‪:‬‬


‫الخطأ الغي ر عم دي ه و اتج اه إرادة الج اني إل ى الس لوك الجرام ي ال ذي باش ره دون إرادة‬
‫تحقيق النتيجة المترتبة عليها‪ ،‬سواء لنه لم يتوقع حدوثها أو توقعها‪ ،‬و اعتمد عل ى إمكاني ة تف ادي‬
‫ح دوثها إل أنه ا وقع ت بس بب م ا يش وب س لوكه م ن إهم ال نات ج لفع ل س لبي أو ايج ابي أو ع دم‬
‫الحيطة أو قلة الحتراز )‪.(25‬‬
‫و الجرائم البيئية في اغلبها عمدية يشترط فيها توفر القصد الجنائي‪ ،‬و لكن ه ذا ل يمن ع م ن‬
‫تحقق بعضها عن طريق الخطأ العمدي فالمشرع ق د يفص ح أحيان ا ف ي بع ض الج رائم البيئي ة ع ن‬
‫طبيعة الرابطة النفسية بين الواقعة و مرتكبها فينص صراحة عل ى ص ورة المرك ز المعن وي ال تي‬
‫يتطلبها لقيام الجريمة و ما إذا كان يتطلب القصد أو يكتفي بالهمال‪.‬‬
‫خلصة الق ول فبت وفر أرك ان المس ئولية الجزائي ة ع ن جريم ة تل ويث ال بيئة تق وم المس ئولية‬
‫الجنائية‪ ،‬فتسند إلى مرتكبها بطرق السناد المعروفة قانونا و الذي قد يكون شخص طبيعيا كأصل‬
‫عام أو قد يكون شخصا معنويا في النظم القانونية التي تأخذ بالمسئولية الجنائية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪24‬ـ عبد ال سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات ) القسم العام( ج ‪ 1‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ 2002‬ص ‪.214‬‬
‫‪ 25‬ـ حسن محمد ربيع‪ ،‬شرح قانون العقوبات المصري القسم العام الطبعة واحد دار النهضة العربية القاهرة مصر ‪ 1996‬ص ‪.286‬‬
‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام المسئولية الجنائية في الجرائم البيئية‪.‬‬

‫يتحقق الس ناد الم ادي للجريم ة المرتكب ة م تى ثب ت أن س لوك الج اني ك ان س ببا ف ي تحقي ق‬
‫النتيجة الجرامية‪ ،‬كما يتحقق السناد المعنوي متى ثبت ت وافر إح دى ص ور الرك ن المعن وي ف ي‬
‫حق الفاعل‪ ،‬و بهذا يمكن تعريف المسئولية الجنائية على أنها " استحقاق مرتكب الجريمة العقوب ة‬
‫المقربة لها " )‪.(26‬‬
‫فالقاعدة التي تقوم عليها التشريعات الجنائية الحديثة هي‪ :‬انه ل يسال إل الش خص الط بيعي‪،‬‬
‫بيد انه باتساع دائرة نشاط الشخاص المعنوي ة أص بح م ن الض روري إخض اعها لمعامل ة قانوني ة‬
‫متميزة مناط الخذ بمسئوليتها الجنائية بمناسبة الجرائم المرتكبة في إطار النشطة التي تمارسها‪.‬‬
‫و علي ه‪ ،‬سـ يتم التط رق ف ي هـ ذا المبح ث للمس ئولية الجنائي ة للش خص الط بيعي ) المطل ب‬
‫الول (‪.‬‬
‫و في المطلب الثاني فسيخصص لدراسة الشخص المعنوي في الجرائم البيئية‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬المسئولية الجنائية للشخص الطبيعي في الجرائم البيئية‪.‬‬


‫من المسلمات القانونية أن المسئولية الجنائية الشخصية‪ ،‬و بالتالي فل يمكن معاقب ة الش خص‬
‫إل على الجريمة التي ارتكبها كفاعل أو مساهم فيها كشريك و ه ذا وف ق مقتض يات مب دأ شخص ية‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫و عليه فالصورة التقليدية للمسئولية الجنائية تتمثل في مسئولية الشخص الط بيعي ع ن خطئه‬
‫الشخص ي‪ ،‬أم ا مس ئولية الش خص ع ن فع ل غي ره فأساس ها المس ئولية ع ن الج رائم المرتكب ة م ن‬
‫طرف غيره‪ ،‬مهما كان الصورتان م ن المس ئولية الجنائي ة نج د أن تطبيق ا واس عا لهم ا ف ي ج رائم‬
‫التلويث البيئي‪.‬‬
‫لجل هذا و باعتبار خصوصيات المسئولية الجنائية ف ي نط اق الج رام ال بيئي‪ ،‬س يتم تن اول‬
‫مسئولية الشخص الطبيعي عن فعله الشخصي في الفقرة الولى‪ ،‬أما في الفق رة الثاني ة فخصص تها‬
‫لدراسة المسئولية الجنائية عن فعل الغير‪.‬‬

‫الفقرة الولى‪ :‬مسئولية الشخص الطبيعي عن فعله الشخصي‪.‬‬


‫تعتبر جرائم التلويث غالبا نتائجها ما تتأخر في ظهورها لفترة زمنية طويلة و قد تتشابك مع‬
‫بعضها بحيث يصعب ربط النتائج بمسبباتها لتتعقد مسالة تحمي ل المس ئولية لش خص معي ن‪ ،‬و ه و‬
‫ما استوجب إيجاد معيار يتم على أساسه تحديد المسئولية و تعيين الشخص المس ئول ع ن الجريم ة‬
‫البيئية و الذي تم التوصل إليها من خلل اعتماد وسائل السناد بأنواعها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 26‬ـ عب د الفت اح مص طفى الص يفي‪ ،‬الحك ام العام ة للنظ ام الجن ائي ف ي الش ريعة الس لمية و الق انون‪ ،‬دار النهض ة العربي ة الق اهرة مص ر‬
‫‪ 2001‬صفحة ‪.441‬‬

‫‪9‬‬
‫أول‪ :‬تحديد مسئولية الشخص الطبيعي عن طريق السناد المادي‪.‬‬
‫تق وم المس ئولية الجنائي ة بم وجب ه ذا الس ناد عن دما ينس ب لش خص م ا فع ل م ادي مك ون‬
‫للجريمة البيئية سواء كان سلبيا أو ايجابيا أو بمعنى أخر أن عدم السناد المادي ه و ع دم مس ئولية‬
‫الشخص الطبيعي عن أفعاله إل الوقائع الناتج ة ع ن نش اطه المج رم بن ص ق انوني و عل ى ذل ك ل‬
‫يمكن تصور الجريمة دون إسناد مادي‪ ،‬فنصوص التجريم الخاص ة ب البيئة ل تعت د بش كل الس لوك‬
‫الجرامي أو بكيفية ارتكابها‪ ،‬بل جاءت معبرة عن الركن المادي بصيغ واسعة‪ ،‬بحي ث تش مل ك ل‬
‫صور العتداء على البيئة‪ ،‬و من أمثلة ذل ك ف ي التش ريع المغرب ي ن ص الم ادة ‪ 145‬م ن الظهي ر‬
‫الشريف رقم ‪134‬ـ ‪04‬ـ ‪ 1‬المتعلق بالحماية البيئية البحرية "‪ ...‬منع التلوث و الخطار التي ته دد‬
‫ال بيئة البحري ة بم ا فيه ا الس احل و خفض ها و الس يطرة عليه ا و ك ذلك من ع الخلل ب التوازن‬
‫اليكولوجي بالبيئة البحري ة م ع ايلء الهتم ام الخ اص إل ى ض رورة الحماي ة م ن الث ار الض ارة‬
‫للنش طة مث ل الثق ب و الك راة و الحف ر و التخل ص م ن الفض لت و إقام ة و تش غيل أو ص يانة‬
‫المنشات و خطوط النابيب و غيرها من الجهزة المتصلة بهذه النشطة "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد مسئولية الشخص الطبيعي عن طريق السناد القانوني‪.‬‬


‫يعد السناد القانوني احد الطرق التي يلجا إليها المشرع في القوانين أو مراسيم لتحدي د ص فة‬
‫الجاني أو تعيين شخص ما كمسئول جنائيا أو فاعل لحد الجرائم البيئية بص رف النظ ر ع ن ك ون‬
‫هذا الشخص هو مرتكب الفعال المادي ة المكون ة للجريم ة أو ل‪ ،‬و أي ا ك ان الفاع ل للجريم ة ف ان‬
‫الش خص ال ذي يح دده الن ص التش ريعي يظ ل مس ئول جنائي ا ع ن الجريم ة ف ي جمي ع الح وال أو‬
‫بمعنى أخر هو تعيين النص القانوني للمجرم على انه مصدر لفعل تلويث البيئة )‪.(27‬‬
‫و عليه‪ ،‬هناك نوعين من السناد القانوني‪:‬‬
‫أ( الس‪YY‬ناد الق‪YY‬انوني الص‪YY‬ريح‪ :‬يك ون ذل ك عن دما يح دد الق انون ص راحة شخص ية الش خص‬
‫الطبيعي المسئول جنائيا للصفة أو بالوظيفة‪ ،‬مث ال عل ى ذل ك مس ئولية ص احب مص نع ع ن تل وث‬
‫المياه البحرية القريبة من مصنعه‪.‬‬
‫ب( الس‪YY‬ناد الق‪YY‬انوني الض‪YY‬مني‪ :‬يك ون الس ناد الق انوني ض منيا عن دما ل يفص ح المش رع‬
‫ص راحة ع ن إرادت ه ف ي تحدي د الش خص المس ئول لكنه ا تس تخلص ض منيا م ن النظ ام الق انوني‬
‫المعمول به‪ ،‬فصاحب المصنع يكون مسئول عن تلوث المياه التي أتاها ماديا مجموع ة م ن عم اله‬
‫ذلك انه يمكن منعهم م ن القي ام ب ذلك س واء ص رح الق انون ب ذلك أو استخلص ه القاض ي م ن إرادة‬
‫المشرع‪.‬‬
‫و يحقق السناد القانون بنوعيه الصريح و الضمني ميزة هامة تتمثل ف ي رف ع ع بئ الثب ات‬
‫عن كاهل سلطة التهام المنوط بها إثبات توفر السببية بين ماديات الجريمة و مقترفيها )‪.(28‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪27‬ـ محمد حسن عبد القوي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة الهوائية الطبعة ‪ 1‬النصر الذهبي للطباعة القاهرة مصر ‪ 2002‬ص ‪.40‬‬
‫‪28‬ـ حسام محمد سامي جابر‪ ،‬الجريمة البيئية دار الكتب القانونية القاهرة مصر ‪ 2011‬ص ‪.41‬‬

‫‪10‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إسناد المسئولية الجنائية إلى الغير في الجرائم البيئية‪.‬‬
‫تعد المسئولية الجنائية عن فعل الغير نمطا جديدا م ن أنم اط المس ئولية الجنائي ة المق ررة ف ي‬
‫نطاق التجريم القتصادي البيئي باعتبار أن هناك ارتباط وثيق بين هذا النوع من المسئولية و بي ن‬
‫الجرائم البيئية المرتكب اغلبها في إط ار ممارس ة النش طة الص ناعية‪ ،‬و مم ا ل ش ك في ه أن مث ل‬
‫هذا النوع من المسئولية يكون مقبول في جرائم التل وث البيئي ة‪ ،‬لن فك رة المخ اطر تلزم النش اط‬
‫التي تمارسه المنشات القتصادية المسببة للتلوث البيئي )‪.(29‬‬
‫يمكن تقسيم نطاق دراسة الحكام الخاصة بالمسئولية الجنائية للشخص الطبيعي عن ارتك اب‬
‫غي ره بفع ل التل وث الم ادي إل ى م بررات المس ئولية الجنائي ة ع ن فع ل الغي ر ) أول ( و ك ذا إل ى‬
‫شروط قيام المسئولية الجنائية عن فعل الغير ) ثانيا (‪.‬‬

‫أول‪ :‬مبررات المسئولية الجنائية عن فعل الغير‪.‬‬


‫تعتبر المسئولية الجنائية عن فعل الغير في ارتكاب الجرائم البيئي ة ض رورة حتمي ة اقتض تها‬
‫وجوب تحقيق الهداف السياسية البيئية لجل ض مان تنفي ذ ق وانين ال بيئة فض ل ع ن اتس اع نط اق‬
‫التجريم في مجال التلوث البيئي‪ ،‬و كذا جسامة الثار الناجمة عنه )‪.(30‬‬
‫أ( ضمان تنفيذ آليات قوانين البيئة‪.‬‬
‫أن تحقيق الهداف السياسية البيئية رهين بنجاح تنفيذ نصوص قوانين و ه و م ا ل يت أتى إل‬
‫بالتوس يع ف ي أعم ال قاع دة المس ئولية الجنائي ة لص حاب المنش ات القتص ادية و المؤسس ات‬
‫الصناعية لن معظم الحالت التلوث التي تنشا على النشطة التي تمارسها هذه المنشات‪.‬‬
‫ب( اتساع نطاق التجريم في مجال التلوث البيئي‪.‬‬
‫تعت بر جس امة الث ار ع ن ارتك اب جريم ة التل وث ال بيئي م ن العوام ل ال تي س اعدت عل ى‬
‫التوسع في إقرار المسئولية الجنائية عن فعل الغير‪ ،‬فإذا كانت الجريمة كقاعدة عامة تلحق الضرر‬
‫و تعرض للخطر الفراد و المجتمعات فان جرائم تلوث البيئة تهدر النسانية بأسرها و في أس اس‬
‫بقائها و وجودها ل سيما بعد أن أصبح التلوث في عصرنا ه ذا اش د خط را و أعظ م ت أثيرا بتزاي د‬
‫حجمه و اتساع نطاقه ليشمل حق النسان ف ي العي ش ف ي بيئة نظيف ة و أث اره أض حت جليل ة عل ى‬
‫كافة عناصر البيئة التي يعتمد عليها بقاء الجنس البشري )‪.(31‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تطبيق المسئولية الجنائية عن فعل الغير في الجرائم البيئية‪.‬‬


‫لكي تنعقد مسئولية المتبوع عن أعمال تابعه لبد من توفر ثلثة شروط و هي‪:‬‬

‫ـ الشرط الول‪ :‬ارتكاب جريمة التلوث بواسطة التابع‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪29‬ـ فرج صالح الهريش‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.345‬‬
‫‪30‬ـ عادل ماهر اللفي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.385‬‬
‫‪31‬ـ عادل ماهر اللفي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪ 391‬و ‪.392‬‬

‫‪11‬‬
‫يلزم ارتكاب جريمة التلوث البيئي بواسطة التابع حتى تقوم مسئولية المتبوع جنائيا عن فع ل‬
‫الغير إل أن مسئولية المتبوع تختلف عن م ا إذا ك انت جريم ة الت ابع عمدي ة حي ث يتطل ب الق انون‬
‫لقي ام المس ئولية ع ن الجريم ة العمدي ة ت وفر القص د الجن ائي ل دى مرتكبه ا أو غي ر العمدي ة حي ث‬
‫تختل ف مس ئولية المتب وع ع ن أعم ال تابع ة ف ي الج رائم الغي ر عمدي ة عنه ا ف ي الج رائم العمدي ة‬
‫باعتبار هذه الخيرة مع اقب عليه ا مس تقلة ع ن أي قص د أو إهم ال بعك س الج رائم الغي ر العمدي ة‬
‫التي ل يمكن العقاب عليها إل إذا توفر لدى المتهم خطا محدد )‪.(32‬‬
‫ـ الشرط الثاني‪ :‬خطا المتبوع‪.‬‬
‫إذا وقعت جريمة التابع بمخالفة القوانين البيئية فقد تأكد في الحال أن المتبوع اخل بالتزامات‬
‫الملف ات عل ى ع اتقه و تحقق ت المس ئولية الجنائي ة ال تي من اط ع دم اح ترام التنظيم ات و القواع د‬
‫الخاص ة بالتعام ل ف ي النش طة الملوث ة لل بيئة ل الفع ل الم ادي ال ذي أت اه الغي ر باعتب ار ان ه ه ذه‬
‫التنظيمات موجهة للمسئول عن هذه النشطة و على ذل ك فالخط أ التنظيم ي ع ن فع ل الغي ر يكف ي‬
‫لتفسير إجرامه الحقيقي في حالة مخالفة القوانين و النصوص التنظيمية )‪.(33‬‬
‫ـ الشرط الثالث‪ :‬قيام العلقة السببية من الخطأ للمتبوع و سلوك التابعين‪.‬‬
‫يسال المتبوع عن أفعال ت ابعيه إذا م ا ارتك ب خط ا شخص يا مفترض ا يتع ارض م ع المس لك‬
‫التشريعي و يتألف من إهماله الذي أدى إلى انتهاك ت ابعيه للتنظيم ات و الق وانين‪ ،‬حي ث يتع ارض‬
‫المسلك الخاطئ للميتبوع مع المسلك التشريعي الذي كان يتعين عليه مراعاته و اللتزام به ليحول‬
‫دون وقوع النتيج ة المحظ ورة‪ ،‬فك ل مخالف ة للق وانين يرتكبه ا الت ابع تف ترض ع دم اتخ اذ المتب وع‬
‫الحيط ة اللزم ة و وج ود خط ا لدي ة يتع ارض م ع م ا فرض ه علي ه المش رع ليح ول دون أح داث‬
‫النتيجة الجرامية من ناحية و م ن ناحي ة أخ رى ت وافر علق ة الس ببية بي ن الخط أ و س لوك الت ابع‬
‫الذي حدث على اثر النتيجة الجرامية )‪.(34‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسئولية الجنائية للشخص المعنوي في الجرائم البيئية‪.‬‬


‫م ن المس لمات القانوني ة ف ي الفق ه الجن ائي المعاص ر أن المس ئولية الجنائي ة ل تس ند إل لم ن‬
‫توافرت لديه حرية الرادة و التمييز المتوفرة حص را ل دى الش خص الط بيعي‪ ،‬و بالت الي ف ان ه ذا‬
‫الخير هو الشخص الوحيد المخاطب بأحكام القاعدة العقابية المكلف بتطبيق مضمونها إل أن ه ذه‬
‫الرادة يمكن أن تثبت كاستثناء كالشخاص المعنوية باعتبارها مجموع ة م ن الش خاص اجتمع وا‬
‫لتحقيق الغاية المشتركة أو مجموعة من الموال رصدت لتحقيق هدف محدد‪ ،‬و من أس باب الخ ذ‬
‫بالمسئولية الجنائية للشخاص المعنوية العديد من الجرائم لسيما تلك المتعلقة بتلوث البيئة‪ ،‬و م ن‬
‫هذا المنطلق تستوجب التطرق إل ى تأص يل الش خص المعن وي ف ي نظ ر الق انون الجن ائي ) الفق رة‬
‫الولى ( ثم نتناول شروط قيام مسئولية الشخص المعنوي عن الجريمة البيئية ) الفقرة الثانية (‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 32‬ـ محمد عثمان الهمشري‪ ،‬المسئولية الجنائية عن فعل الغير دار الذكر العربي القاهر مصر ‪ 1969‬صفحة ‪.184‬‬
‫‪33‬ـ محمد عثمان الهمشري‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.185‬‬
‫‪34‬ـ محمد عثمان الهمشري‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.163‬‬
‫‪12‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬تأصيل الشخص المعنوي جنائيا‪.‬‬
‫لق د اختل ف الفق ه بش ان ثب وت مس ئولية الش خص المعن وي بش ان الج رائم المرتكب ة باس مه‬
‫و لحسابه و ليس هناك اختلف بشان قبولها لممثله فهي مقررة له كما ل و ارتك ب لحس ابه الخ اص‬
‫و لكن الجدل يثور باش المسئولية الجنائية للشخص المعنوي ذاته باعتب اره شخص ا قانوني ا متمي زا‬
‫عن ممثله )‪ (35‬و هو المر الذي اختلف بشأنه الفقه بين مؤيد له و معارض‪.‬‬

‫أول‪ :‬التجاه المنكر للمسئولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬


‫يذهب جانب من الفقه إلى إنكار المسئولية الجنائية للشخص المعنوي تأسيس ا عل ى أن محله ا‬
‫ذمته المالية )‪ (36‬فارتكاب الجريمة من طرف ممثل الش خص المعن وي ل يختل ف عل ى ارتكابه ا‬
‫لحسابه الخاص لتمتعه بالرادة )‪ (37‬و حججهم في ذلك التي‪:‬‬
‫ـ الطبيعة الفتراضية للش خص المعن وي و تق وم ه ذه النظري ة الفتراض ية عل ى أن النس ان‬
‫الك ائن الوحي د المؤه ل لن تثب ت ل ه الشخص ية القانوني ة و إذا ك ان المش رع يع ترف لغي ره به ذه‬
‫الشخصية فان ذلك ل يعدو أن يكون مجرد افتراض قانوني بحث )‪.(38‬‬
‫ـ إص دار المس ئولية الجنائي ة للش خص المعن وي مب دأ شخص ية العقوب ة ب النظر إل ى الطبيع ة‬
‫الفتراضية للش خص المعن وي ف انه ل يمك ن إس ناد الخط أ إلي ه و م ن ث م ف ان توقي ع العق اب علي ه‬
‫سيكون مستحيل‪ ،‬استنادا إلى مبدأ شخصية العقوبة‪.‬‬
‫ـ معاقبة الشخص المعنوي ل تحقق الغراض المتوخاة من العقوبة‪:‬‬
‫أن تطبيق العقوبة على الشخص المعنوي يعتبر عديم الجدوى لنه ل يحقق أهم أغراض ها و‬
‫هو إعادة تأهيل المحك وم علي ه‪ ،‬له ذا ف الغراض المس تهدفة م ن العقوب ة تج افي الطبيع ة القانوني ة‬
‫للشخص المعنوي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التجاه المؤيد للمسئولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬


‫ذهب الرأي الغ الب ف ي الفق ه إل ى الق ول بوج وب مس ئولية الش خاص المعنوي ة م ع إمكاني ة‬
‫معاقب ة الش خص الط بيعي ال ذي ارتك ب الجريم ة أثن اء ممارس ة عمل ه ل دى الش خص المعن وي‪،‬‬
‫و يستند في ذلك من ناحية استيعاد جميع الحجج التي س اقها التج اه التقلي دي‪ ،‬و م ن ناحي ة أخ رى‬
‫هناك العديد من العتبارات التي تؤيد وجوب إقرار المسئولية الجنائية للش خص المعن وي و يمك ن‬
‫إجمالها في التي‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪35‬ـ محمد نجيب حسني‪ ،‬قانون العقوبات اللبناني صفحة ‪.472‬‬
‫‪ 36‬ـ ابراهيم علي صالح‪ ،‬المسئولية الجنائية للشخاص المعنوية دار المعارف القاهرة مصر ‪ 1980‬ص ‪.100‬‬
‫‪37‬ـ شريف السيد‪ ،‬كامل المسئولية الجنائية للشخاص المعنوية ط ‪ 1‬دار النهضة العربية القاهرة مصر ‪ 1997‬ص ‪ 12‬و ‪.16‬‬
‫‪ 38‬ـ احمد عبد الظ اهر‪ ،‬الحماي ة الجنائي ة للش خص المعن وي ف ي الش رف و العتب ار دراس ة مقارب ة الطبع ة ‪ 1‬دار النهض ة العربي ة الق اهرة‬
‫مصر ‪ 2005‬ص ‪.20‬‬

‫‪13‬‬
‫)أ( تفنيد حجة الطبيعة الفتراضية للشخص المعنوي و مبدأ تخصصه‪:‬‬
‫أن الشخص المعنوي له وجود قانوني )‪ (39‬يتجلى من خلل تمتعه بإرادة خاصة و مصالح‬
‫متميزة عن تلك المتعلقة بمسيرته‪ ،‬و من ثم فان القول بخلف ذلك من شانه ترتيب نتائج يمك ن أن‬
‫تجافي تنظيمه القانوني و ابرز دليل على هذه الستقللية هو إمكانية تعارض أنش طته م ع مص الح‬
‫أعضائه‪.‬‬
‫)ب( تفنيد حجة تعارض المسئولية الجنائية للشخص المعنوي مع مبدأ شخصية العقوبة‪:‬‬
‫ذه ب أص حاب ه ذا الفق ه إل ى الق ول ب ان مس اءلة الش خص المعن وي ل تش كل إخلل بمب دأ‬
‫شخصية العقوبة الذي يقتضي عدم إمكان توقيع العقوب ة عل ى الش خص ل م يرتك ب الجريم ة س واء‬
‫كان فاعل أصليا أو شريكا فيها‪ ،‬أما إذا طبقت على المسئول ع ن الجريم ة امت دت آثاره ا بطريق ة‬
‫غير مباشرة إلى أشخاص يرتبطون به فل يعتبر ذلك مخالفة لهذا المبدأ )‪.(40‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط قيام مسئولية الشخص المعنوي عن الجريمة البيئية‪.‬‬


‫لقيام مسئولية الشخص المعنوي ينبغي توفير الشروط التية‪:‬‬
‫ـ الشرط الول‪ :‬ارتكاب الجريمة بواسطة أجهزة أو ممثلي الشخص المعنوي‪.‬‬
‫من الطبيعي أن تكون مباشرة الشخص المعنوي لنشطته بواسطة أشخاص طبيعيين يعمل ون‬
‫باسمه و لحسابه دون أن يستتبه ذلك القول بأنه شخص وهم ي و الس بب ف ي ذل ك يع زى إل ى ع دم‬
‫إمكان مباشرة نشاطه إل بواسطة الشخاص الطبيعيين الت ابعين ل ه فه م بالنس بة إلي ه موق ع ال رأس‬
‫م ن الجس د‪ ،‬بي د أن اش تراط الص فة عل ى ه ذا النح و و ض رورة ص دور الفع ل ع ن اح د أعض اء‬
‫الشخص المعنوي يجد موض وعه ف ي الج رائم اليجابي ة‪ ،‬أم ا ج رائم ال ترك أو المتن اع فل مج ال‬
‫لعم ال ه ذا الش رط باعتب ار أن مج رد س كوت الش خص المعن وي ع ن إتي ان العم ل المطل وب م ا‬
‫يحمله المسئولية الجنائية دون البحث عن المكل ف بانج ازه م ن أعض ائه أو ممثلي ه أو ح تى ت ابعيه‬
‫كما انه ل يمكن مساءلة الشخص المعنوي عن كل فعل م ؤد اق ترفه اح د أعض ائه الط بيعيين ح تى‬
‫في حالة ارتكابه باسمه و لحسابه لنه يشترط لسناد أي فعل إليه أن يكون مرتكبه من الش خاص‬
‫الطبيعيين المرخص لهم وفق نظامهم الساسي التعبير عن إرادتهم‪.‬‬
‫ـ الشرط الثاني‪ :‬ارتكاب الجريمة البيئية لحساب الشخص المعنوي‪.‬‬
‫ل تثور مسئولية الش خص المعن وي إذا ارتكب ت الجريم ة البيئي ة م ن ط رف ش خص ط بيعي‬
‫بهدف تحقيق مصلحة شخصية أو إضرارا بالش خص المعن وي )‪ (41‬و إذا ك انت نتيج ة الخط أ ل‬
‫يمكن إسنادها لهذا الخيـر )‪ (42‬و على ذلك يشترط لقـيام المسئولية الجـنائية للشخص المعـنــوي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 39‬ـ محمد ابو علء‪ ،‬عقيدة التجاه الحديث في قانون العقوبات الفرنسي الجديد دار الفكر العربي القاهرة مصر ‪ 1997‬ص ‪ 44‬و ‪.45‬‬
‫‪ 40‬ـ محمد عبد القادر العبودي‪ ،‬المسئولية الجنائي ة للش خاص المعنوي ة ف ي التش ريع المص ري دراس ة مقارن ة دار النهض ة العربي ة الق اهرة‬
‫مصر ‪ 2005‬ص ‪.33‬‬
‫‪41‬ـ شريف سيد كمال‪ ،‬المسئولية الجنائية للشخاص المعنوية طبعة ‪ 1‬دار النهضة القاهرة مصر ‪ 1997‬ص ‪.130‬‬
‫‪42‬ـ فرج صالح الهريشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.490‬‬

‫‪14‬‬
‫أن تكون جريمة البيئة قد وقعت باسمه و لحسابه‪ ،‬و هن اك م ن يض يف أيض ا وج وب وق وع‬
‫الجريمة لحساب الشخص المعن وي عن دما يرتك ب الفع ال بغ رض ض مان س ير إعم اله و تحقي ق‬
‫أغراضه حتى لو لم تحصل أي فائدة و تط بيق ه ذا الش رط ينج ز عن ه ان ه ح تى إذا زال الش خص‬
‫الطبيعي أو زالت أجهزة الش خص المعن وي ل تح ول دون متابع ة ه ذا الخي ر ع ن الجريم ة ال تي‬
‫ارتكبها لحساب الشخص الطبيعي‪.‬‬
‫ـ الشرط الثالث‪ :‬ارتكاب الجريمة البيئية بواسطة شخص طبيعي ل‪YY‬ه الح‪YY‬ق ف‪YY‬ي التع‪YY‬بير ع‪YY‬ن‬
‫إرادة الشخص المعنوي‪.‬‬
‫قد يأتي الشخص المعنوي ببعض السلوكات الخاطئة الماسة بالبيئة عن طريق ممثليه و ال تي‬
‫تق ترف باس مه و لحس ابه‪ ،‬و هم ا الم ر يتطل ب إثب ات أن الجريم ة البيئي ة ق د ارتكب ت م ن ط رف‬
‫شخص ط بيعي ل ه علق ة بالش خص المعن وي و يمل ك حري ة التع بير ع ن إرادت ه و التص رف ف ي‬
‫حدود اختصاصاته الممنوحة له طبقا للنظام الساس ي للش خص المعن وي حي ث تص بح مس الة ه ذا‬
‫الخير إذا كانت صلحية اتخ اذ الق رارات ال تي اس تند إليه ا الم ر مح ل المس اءلة مرده ا الس لطة‬
‫العليا )‪.(43‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪43‬ـ فرج صالح الهريشي‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.408‬‬
‫‪15‬‬
‫خــــاتـــمـــــــــــة‬

‫تعتبر البيئة الفضاء الذي تعيش فيه مختلف الكائنات الحية و من ثم ف ان مهم ة الحف اظ عليه ا‬
‫مكفولة بالساس للنسان باعتباره المخلوق الوحيد المكلف عل ى ه ذه الرض‪ ،‬له ذا عم د المش رع‬
‫المغربي على مواكبة الحركة التشريعية البيئية المعاصرة فاقر نصوص قانوني ة غرض ها مواجه ة‬
‫الجريمة البيئية وفق مقتضيات تحقيق التنمية‪.‬‬
‫و الجدير بالذكر أن وضع سياسة جنائية منفردة لحماية ال بيئة غاي ة ف ي الص عوبة‪ ،‬له ذا نج د‬
‫أن النصوص التشريعية البيئية لم تحفل بالعناية اللزمة التي تعكس المص الح ال واجب حمايته ا‪ ،‬و‬
‫ك ذا حص ر فع ل التل وث المعت بر م ن عناص ر الرك ن الم ادي للجريم ة البيئي ة يتن افى م ع التط ور‬
‫العامي المبني على تطور التقنية التي يمكن أن تكون وسيلة أو أداة بارتكاب هذه الجريمة‪.‬‬
‫و عليه فان صياغة مختل ف قواع د التش ريع ال بيئي يج ب أن تت م بش راكة م ع ك ل الطي اف‪،‬‬
‫سواء تعلق المر بمؤسسات المجتمع المدني أو عملء اقتص اديين أو ب احثين ف ي الحق ل الق انوني‪،‬‬
‫لجل وضع خطة شاملة مبنية على بعد مستقبلي استشرافي أساسه تحقي ق تنمي ة مس تدامة ف ي ظ ل‬
‫البعد التوفيقي التنموي الني‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الـفــهــــــرس‬

‫المبحث الول‪ :‬ماهية الجريمة البيئية في التشريع المغربي‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬مفهوم الجريمة البيئية‪.‬‬


‫الفقرة الولى‪ :‬تعريف الجريمة البيئية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أساس التشريع البيئي في المغرب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الجريمة البيئية‪.‬‬


‫الفقرة الولى‪ :‬الركن المادي للجريمة البيئية‪.‬‬
‫أول‪ :‬السلوك الجرامي البئيي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتيجة الجرامية في الجرائم البيئية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي في الجريمة البيئية‪.‬‬
‫أول‪ :‬القصد الجنائي في الجريمة البيئية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجريمة البيئية الغير عمدية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام المسئولية البيئية في جرائم البيئة‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬المسئولية الجنائية للشخص الطبيعي في الجرائم البيئية‪.‬‬


‫الفقرة الولى‪ :‬مسئولية الشخص الطبيعي عن فعله الشخصي‪.‬‬
‫أول‪ :‬تحديد مسئولية الشخص الطبيعي عن طريق السناد المادي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد مسئولية الشخص الطبيعي عن طريق السناد القانوني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إسناد المسئولية الجنائية إلى الغير في الجرائم البيئية‪.‬‬
‫أول‪ :‬مبررات المسئولية الجنائية عن فعل الغير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط تطبيق المسئولية الجنائية عن فعل الغير في جرائم البيئة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسئولية الجنائية للشخص المعنوي في الجرائم البيئية‪.‬‬


‫الفقرة الولى‪ :‬تأصيل الشخص المعنوي جنائيا‪.‬‬
‫أول‪ :‬التجاه المنكر للمسئولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التجاه المؤيد للمسئولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط قيام مسئولية الشخص المعنوي عن الجرائم البيئية‪.‬‬
‫لئـحــة المـراجـــــع‬

‫ـ محمد احمد المنشاوي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية في ضوء القانوني الدولي للبحار‪.‬‬
‫ـ اشرف ملل‪ ،‬الجرائم البيئية بين النظري ة و التط بيق‪ ،‬الطبع ة الول ى دار النهض ة الق اهرة‬
‫مصر ‪.2005‬‬
‫ـ ابتسام سعيد المكاوي‪ ،‬جريمة تلوث البيئة دراسة مقارنة الطبعة الولى دار الثقافة و النشر‬
‫و التوزيع عمان الردن ‪.2008‬‬
‫ـ اشرف ملل‪ :‬التحقيق الجنائي في الجرائم البيئية دار النشر النهض ة العربي ة الق اهر مص ر‬
‫‪.2011‬‬
‫ـ عبد الحق الكورتبي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي طبعة ‪.2016/2017‬‬
‫ـ اشرف توفيق شمس الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة دار النهضة العربي ة ط ‪ 2‬الق اهرة مص ر‬
‫‪.2012‬‬
‫ـ فرج صالح الهريج‪ ،‬ج رائم تل وث ال بيئة رس الة لني ل دكت وراه كلي ة الحق وق جامع ة الق اهر‬
‫مصر ‪.1997‬‬
‫ـ ع ادل م اهر اللف ي‪ ،‬الحماي ة الجنائي ة لل بيئة رس الة لني ل دكت وراه كلي ة الحق وق جامع ة‬
‫المنصورة مصر ‪.2009‬‬
‫ـ عبد ال سليمان‪ ،‬شرح ق انون العقوب ات ) القس م الع ام ( ج ‪ 1‬دي وان المطبوع ات الجامعي ة‬
‫الجزائر ‪.2002‬‬
‫ـ حس ن محم د ربي ع‪ ،‬ش رح ق انون العقوب ات المص ري القس م الع ام الطبع ة ‪ 1‬دار النهض ة‬
‫العربية القاهرة مصر ‪.1996‬‬
‫ـ عب د الفت اح مص طفى الص يفي‪ ،‬الحك ام العام ة للنظ ام الجن ائي ف ي الش ريعة الس لمية‬
‫و القانون دار النهضة العربية القاهرة مصر ‪.2001‬‬
‫ـ محمد حسين عبد القوي‪ ،‬الحماية الجنائي ة لل بيئة الهوائي ة الطبع ة ‪ 1‬النص ر ال ذهبي طباع ة‬
‫القاهرة مصر ‪.2002‬‬
‫ـ حسام محمد سامي جابر‪ ،‬الجريمة البيئية دار الكتب القانونية القاهرة مصر ‪.2011‬‬
‫ـ ممد عثمان الهمرشي‪ ،‬المسئولية الجنائية عن فع ل الغي ر دار الفك ر العرب ي الق اهرة مص ر‬
‫‪.1969‬‬
‫ـ إبراهيم علي صالح‪ ،‬المس ئولية الجنائي ة للش خاص المعنوي ة دار المع ارف الق اهرة مص ر‬
‫‪.1980‬‬
‫ـ ش ريف الس يد‪ ،‬كام ل المس ئولية الجنائي ة للش خاص المعنوي ة ط ‪ 1‬دار النهض ة العربي ة‬
‫القاهرة مصر‪.‬‬
‫ـ احم د عب د الظ اهر‪ ،‬الحماي ة الجنائي ة للش خص المعن وي ف ي الش رف و العتب ار دراس ة‬
‫مقارنة ط ‪ 1‬دار النهضة العربية القاهرة مصر ‪.2005‬‬
‫ـ محم د اب و علء‪ ،‬عقي دة التج اه الح ديث ف ي ق انون العقوب ات الفرنس ي الجدي د دار الفك ر‬
‫العربي القاهرة مصر ‪.1997‬‬
‫ـ محمد عبد الق ادر عب ودي‪ ،‬المس ئولية الجنائي ة للش خاص المعنوي ة ف ي التش ريع المص ري‬
‫دراسة مقارنة دار النهضة العربية القاهرة مصر ‪.2005‬‬
‫‪ Daniel Borrillo ; droit répressif de l’environnement et délinquance‬ـ‬
‫‪écologique( doc-électronique ).‬‬

You might also like