You are on page 1of 24

‫بن سالمة يكشف حقائق خطيرة بخصوص هيئة االنتخابات‬

‫ويقول ‪ :‬مشروع رزنامة االنتخابات أعدها "شخص أجنبي"‬


‫ُ ّ‬
‫البنك األوروبي للتنمية يخفض توقعاته للنمو في تونس إلى ‪%2‬‬
‫انخفاض ُينذر بآفاق مظلمة وسلبية ّ‬
‫جدا مع انعدام الرؤية‬
‫وانقطاع سبل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي‬
‫وداعــــــــــــــــا‬
‫محمد مواعدة‪..‬‬

‫تقـــــــــــــــــــديرا‬
‫واعترافـــــــــا‬

‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪ - 1443‬العدد ‪ - 256‬السنة السادسة الثمن ‪ 1200‬مليم‬

‫زيارة تاريخية للرئيس الجزائري إلى تركيا‬

‫شراكة اقتصادية‬
‫وانسجــــــــــــــام‬
‫في الرؤية‬
‫االستراتيجيــــــــــــــة‬
‫لقضـــــايا المنطقــة‬

‫هل باتت تونس في عزلة‬


‫وخارج الحسابات االقتصادية‬
‫واألمنية لإلقليم؟‬
‫مقاومة منظومة ‪ 25‬جويلية‪..‬‬ ‫خارطة طريق ُتخرج تونس من المأزق‬

‫بين رخوية الحقوقي‬ ‫ملحمــــــــــــــــــــــة ‪ 15‬مــــــــــــــــاي‪..‬‬


‫الشارع الديمقراطي يقول كلمته الفصل والكرة‬
‫وصالبة السياسي‬
‫في ملعب المنتظم السياسي والمنظمات الوطنية‬

‫برنامج المساعدات األمريكية ‪ USAID‬يعاقب تونس بعد تغيير هيئة االنتخابات‬


‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬

‫‪256‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬

‫تونس‬
‫محمد الحمروني‬
‫المدير المسؤول‬
‫‪contact@arrayalaam.com‬‬ ‫نحن لها‬ ‫االفتتاحية‬
‫‪/mohamedhamrouni2017‬‬

‫حصيلتها استثمارات بـ ‪ 10‬مليار دوالر و‪ 11‬مليار دوالر مبادالت تجارية‬

‫زيارة تاريخية للرئيس الجزائري إلى تركيا‬


‫شراكة اقتصادية هامة وانسجام في الرؤية االستراتيجية لقضايا المنطقة‬
‫هل باتت تونس في عزلة وخارج الحسابات االقتصادية واألمنية لإلقليم؟‬

‫وتستدعي صيحة الفزع التي أطلقها كاتب عام نقابة الكهرباء والغاز مالحظتني‪:‬‬ ‫تم اإلعالن خالل الزيارة التاريخية التي أدّاها مؤخرا الرئيس الجزائري عبد املجيد تبّون إىل أنقرة‬
‫‪ -‬األوىل‪ ،‬تتعلق باملسكوت عنه يف هذه املسألة وهو ملاذا لم تعد الجزائر ترغب يف إمدادنا بالغاز؟‬ ‫بدعوة من نظريه الرتكي رجب طيب أردوغان‪ ،‬عن توقيع البلدين لخمســة عرشة اتفاقية تعاون يف‬
‫‪ -‬الثانيــة‪ ،‬تحيلنا عىل زيارة الرئيس الجزائري اىل بالدنا‪ ،‬مــا تحقق خاللها مقارنة بزيارته اىل‬ ‫مجاالت مختلفة‪ ،‬أبرزها الصناعات الدفاعية‪.‬‬
‫تركيا؟‬ ‫وشــملت االتفاقيات أيضا مجاالت النقل والرتبية والتعليم والشؤون االجتماعية واملوارد الطاقية‬
‫‪ -‬أما بخصوص املالحظة األوىل‪ ،‬فاألسباب التي قد تكون وراء عدم رغبة الجزائر يف مدنا بالغاز‪،‬‬ ‫ومكافحة اإلرهاب والجريمة املنظمة والســياحة والثقافة والصناعات التكنولوجية والصيد البحري‬
‫وربما غريها من املواد وليس الغاز فقط‪ ،‬فيتعلق أساســا بموقف الدبلوماســية التونسية يف عهد‬ ‫واالستزراع املائي والتجارة البينية‪.‬‬
‫الرئيس قيس ســعيد من جملة من القضايا اإلقليمية وابتعــاده عن املوقف الجزائري وانحيازه إىل‬ ‫وبهذه االتفاقات سرتتفع االستثمارات الرتكية املبارشة يف الجزائر من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬مليار دوالر‪ ،‬بينما‬
‫محور إقليمي إماراتي مرصي ال تنظر إليه الجزائر بعني االرتياح‪.‬‬ ‫ينتظر أن تبلغ املبادالت التجارية بني البلدين نحو ‪ 11‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وما نتج عن هذا االنحياز‪ ،‬تبني الرئيس قيس سعيد مواقف تريد فرض حلول "حفرتية" يف ليبيا‬ ‫وإضافة إىل الجوانب االقتصادية والتجاريّة شملت االتفاقيات قضايا اسرتاتيجية‪ ،‬أمنيّة وعسكريّة‪،‬‬
‫وهو ما تعتربه الجزائر تهديدا مبارشا لها‪ .‬وكلنا يتذ ّكر املوقف الجزائري الحازم من حكومة باشاغا‬ ‫عىل غاية من األهميّة‪ ،‬تتع ّلق بمحاربة اإلرهاب يف منطقة الساحل والصحراء والرؤية املشرتكة للح ّل يف‬
‫ورفضها أن تكون تونس منطلقا لعملة عســكرية يدخل بموجبها األخري إىل طرابلس عرب الذهيبة‪..‬‬ ‫ليبيا الذي يجب أن يكون عرب االنتخابات يف رفض ضمني ملحاولة "جماعات" رشق ليبيا فرض ح ّل‬
‫وهذا ما دفع الجزائر إىل مطالبة تونس بطرد باشاغا وفق ما ذكرت العديد من املواقع ووسائل اإلعالم‬ ‫عرب حكومة موازية هي حكومة باشاغا‪.‬‬
‫العاملية‪.‬‬
‫األمن يف أبعاده املختلفة املغاربية واإلقليمية واملتوســطيّة وصوال إىل منطقة الساحل والصحراء‪،‬‬
‫وال تريــد الجزائر ان تتحول تونس اىل قاعدة خلفية ملحــور التطبيع العربي‪ ،‬فتصبح لإلمارات‬ ‫واالقتصاد يف أبعاده املختلفة أيضا الطاقية واألمن الغذائي‪ ،‬تلك كانت املحاور واألهداف الرئيســية‬
‫ومرص‪ ،‬بعالقاتهما املتطورة واملتشــابكة امنيا واستخباراتيا مع الكيان الصهيوني‪ ،‬موطئ قدم عىل‬ ‫لزيارة الرئيس الجزائري إىل أنقرة‪ .‬وبهذه األبعاد‪ ،‬ســتكون لهذه الزيارة تاثريات أمنية واقتصادية‬
‫حدودها الرشقية والجنوبية‪ ،‬وهو ما قــد يجعلها محارصة بني دول مطبعة هي املغرب من الغرب‬ ‫كبرية عىل التوازنات يف املنطقة ويف اإلقليم‪ ،‬وســتمهد ربما لرتتيبات جديــدة‪ ،‬بدءا من ليبيا مرورا‬
‫ومحور التطبيع العربي من الرشق والجنوب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املتوسط وإفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫بالتوازنات يف‬
‫‪ -‬وأمّ ــا بخصوص زيارة الرئيس الجزائري إىل تونس فك ّلنا يتذ ّكر العبث و"الهواية" التي أديرت‬ ‫فالجزائر التي تمتد حدودها عىل نحو ‪ 6511‬كلم مع ‪ 7‬دول إضافة اىل البحر األبيض املتوســط‪،‬‬
‫بها تلك الزيارة‪ ،‬فبدال من االســتماع باهتمام إىل هواجس اإلخوة يف الجزائر‪ ،‬كان الحديث يف اتجاه‬ ‫منها حدود مع مايل تبلغ ‪ 1329‬كلم ومع ليبيا ‪ 900‬كلم‪ ،‬ال تزال تتذكر عملية "تيقنتورين" اإلرهابية‬
‫واحد عىل طريقة املد ّرس‪ ،‬ولم يعط الجانب الجزائري فرصة كافية للحديث عن مشــاغله‪ ،‬واكتفى‬ ‫يف ‪ 2013‬وهي العملية التي استهدفت منشأة غاز جنوب الجزائر ّ‬
‫ونفذها إرهابيّون دخلوا من ليبيا‪.‬‬
‫الجانب التونيس من تلك الزيارة ببعض الصور لحفل موســيقى باهت يف الوقت الذي ترزح املنطقة‬ ‫لذلك تعترب الجزائر أي انزالق يف طرابلس تهديد مبارش لها‪ ،‬إضافة إىل قلقها من تطوّرات األوضاع يف‬
‫تحت وطأة تحدّيات أمنية واقتصادية خطرية‪ ،‬وترزح تونس تحت وطأة اجتماعية تكاد تفتح أبواب‬ ‫مايل التي تشــهد حالة من عدم االستقرار قد تكون لها انعكاسات عىل األوضاع يف املناطق الحدودية‬
‫البالد عىل املجاعة‪.‬‬ ‫بني البلدين‪.‬‬
‫وإذا ما اســتثنينا صور املجاملة‪ ،‬ومظاهر البذخ يف الحفل املوســيقي‪ ،‬لم تخرج تونس من تلك‬ ‫الوضع األمني يف املنطقة يبدو أنّه أحد الهواجس الرئيســية للشــقيقة الكربى‪ ،‬وعلينا ان نتفهم‬
‫الزيارة بأي اتفاق جدي حول املســائل االقتصادية والطاقية او املواقف املشرتكة من التحديات التي‬ ‫هذا االمر‪ ،‬وخاصة فيما يتع ّلق باألزمة الليبية‪ ،‬وهي وجدت يف تركيا وما تتقاســمه معها من مواقف‬
‫تشهدها املنطقة‪ ،‬وخاصة ليبيا‪.‬‬ ‫بخصــوص ما يجري يف طرابلس‪ ،‬رشيكا موثوقا ودافعا قويّــا لتوطيد العالقات معها‪ ،‬خاصة وأن‬
‫وبمقارنة بسيطة بني مخرجات زيارة تبون لرتكيا ومخرجات زيارته لبالدنا نكتشف الفرق بني‬ ‫الطرفني متفقان يف تصوّرهما للمخارج والحلول املمكنة لألزمة الليبية‪.‬‬
‫زيارة ترســم تصوّرات أمنية واقتصادية ملستقبل املنطقة‪ ،‬وزيارة تفشل يف تأمني حصتنا من الغاز‬ ‫اتفاقيات سياســية وأمنية واقتصاديــة وطاقية‪ ،‬وترتيبات جديدة وربمــا قواعد لعبة جديدة‬
‫لبالدنا‪.‬‬ ‫ســتخضع لها املنطقة واإلقليم‪ ،‬فأين نحن من كل هذا؟ هل تخ ّلينا عىل رشاكتنا مع الشقيقة الكربى‬
‫ما علينا اإلقرار به هو فشل دبلوماسية ‪ 25‬جويلية‪ ،‬وعدم مراعاتها ملصالح البالد وتقديمها مصالح‬ ‫الجزائر لفائدة بعض الدول الخليجية أو الرشق أوســطية؟ وما هو املقابل لذلك؟ وهل بتنا مصدر‬
‫غرينا عىل مصالحنا‪ ،‬وإهدارها آلالف فرص العمل واالســتثمار يف ليبيا‪ ،‬بسبب انحيازها األعمى إىل‬ ‫قلق لجرياننا؟ وما تداعيات ذلك علينا وعىل مستقبل عالقاتنا يف الجوار العربي واملغاربي؟‬
‫محور خليجي رشق أوسطي معادي لبلدان وشعوب املنطقة‪ ،‬ولتط ّلعاتها يف الحريّة والديمقراطية‪،‬‬ ‫لإلجابة عىل هذا التساؤل نبدأ من الترصيحات األخرية للكاتب العام لجامعة الكهرباء والغاز عبد‬
‫وهو محور فاشل‪ ،‬فشل يف أكثر من مناسبة‪ ،‬بدءا بمحاولة اقتحام طرابلس من قبل ميلشيات حفرت‬ ‫القادر الجاليص الذي أطلق مؤخرا صيحة فــزع‪ ،‬مؤكدا ان "الجزائر لم تعد ترغب يف إمداد تونس‬
‫إىل محاولة الدخول بقوة إىل العاصمة من قبل باشاغا الذي خرج منها مذموما مدحورا‪..‬‬ ‫بالغاز‪ ،‬وبناء عليه يمكن أال تجــد بالدنا غازا إلنتاج الكهرباء" وأضاف أن الرئيس (يقصد الرئيس‬
‫مواقف دفعت الجزائر إىل البحث عن رشكاء أمنيــن واقتصاديني بعيدا عنّا‪ ،‬وفتحت لهم املجال‬ ‫التونيس قيس ســعيد) كان بإمكانه حل إشكال توفري الغاز خالل زيارة تبّون األخرية إىل تونس‪ّ ،‬إل‬
‫لالستفادة من الفرص االستثمارية الهائلة التي ّ‬
‫تتوفر عليها الجزائر‪ ،‬يف مقابل تعميق عزلتنا الدولية‬ ‫أنّه أضاع الفرصة‪.‬‬
‫وأزمتنا االجتماعية‪ ..‬وخروجنا ‪ -‬بشكل كامل تقريبا ‪ -‬من التوازنات والرتتيبات االسرتاتيجية األمنية‬
‫واالقتصادية للمنطقة‪..‬‬ ‫ومــا يؤكد كالم الجاليص التقرير الذي نرشه موقع " ‪ "Le Journal de l'Afrique‬تحت عنوان‬
‫"الجزائر تدرس خفض صادرات الغاز لتونس بســبب دبلوماسيّة سعيد" ومما جاء يف التقرير أن‬
‫ما لم تفهمه دبلوماســية (‪ 25‬جويلية) ان عالقة الصداقة التاريخية الجزائرية التونسية ليست‬ ‫طط لخفض صادراتها من الغاز إىل بلد مجاور وتبدي انزعاجها من تغري الدبلوماسية‬ ‫الجزائر "تخ ّ‬
‫مبنية فقط عىل املشرتكات الكثرية‪ ،‬كاللغة والتاريخ والعالقات العابرة للحدود ألهايل كال البلدين‪ ،‬بل‬ ‫التونســية‪ .‬كما أوضح التقرير أن تونس تعوّل بنسبة ‪ 70‬يف املائة عىل الغاز الجزائري‪ ،‬وأن القرار‬
‫كانت يف الغالب مرتكزة عىل دبلوماسيتهما املتجانسة ورؤيتهما املشرتكة لقضايا وتحدّيات املنطقة‬ ‫الجزائري لن يشــمل كميات الغاز التي تتحصل عليها بالدنا كحق مرور أنبوب "ترانسميد" الذي‬
‫والعالــم‪ ،‬بما ال يُع ّرض مصالح كليهما للتهديد‪ ،‬وهو ما لم يعد قائما اآلن بدءا من موقفنا املحري مما‬ ‫يعرب تونس إىل إيطاليا وال الغاز الذي تشــريه تونس بموجب االتفاقات الثنائية‪ ،‬ولكنه سيشــمل‬
‫يجري يف ليبيا إىل املوقف من أزمة س ّد النهضة األثيوبي‪.‬‬ ‫كميات الغاز الطبيعي املسال التي تقتنيها تونس عرب عقود منفصلة"‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬
‫اتحاد الفالحين‪:‬‬
‫ما صدر عن اجتماع أمس األربعاء ال يمت لنا بصلة وال يعنينا في شيء‬

‫ال يمــت لالتحاد بصلــة وال يعني‬ ‫املخول الوحيد لضبط أعمال املجلس‬ ‫يبلغ عدد املشــاركني فيه النصاب‬ ‫ينص النظام األسايس لالتحاد عىل‬ ‫ّ‬ ‫أفــاد االتحاد التونــي للفالحة‬
‫االتحاد يف يشء”‪.‬‬ ‫املركزي وذلك بناء عىل الفصل ‪. 27‬‬ ‫القانونيــة حســب الفصل ‪ 80‬من‬ ‫أن املجلس املركــزي يجتمع بدعوة‬ ‫والصيــد البحري‪ ،‬يف بيــان أصدره‬
‫ويذكر أن اجتماعــا انعقد أمس‬ ‫واعتــر اتحاد الفالحــن “هذه‬ ‫النظام االسايس‪ ،‬وفق نص البيان‪.‬‬ ‫من رئيس االتحــاد أو بطلب كتابي‬ ‫أمس االربعــاء ‪ 18‬ماي ‪ ،2022‬بأن‬
‫االربعاء بمشــاركة أعضاء املجلس‬ ‫الجلســة الغية يف أصلها كما أن من‬ ‫وأوضح أنه من االخالالت األخرى‬ ‫ممىض مــن طرف نصــف أعضاء‬ ‫الجلســة التي عقدها اليوم البعض‬
‫املركزي ملنظمــة الفالحني‪ ،‬وتقرر‬ ‫دعــا إليها ال صفة لــه وال حق له‬ ‫مخالفة هذا االجتماع ملا ورد بالنظام‬ ‫املجلــس املركزي وأيضــا بناء عىل‬ ‫من أعضاء املجلس املركزي لالتحاد‬
‫خاللها إعفاء رئيــس املنظمة عبد‬ ‫قانونيا يف الدعوة إليها إضافة إىل أن‬ ‫االســايس لالتحاد التونيس للفالحة‬ ‫الفصل ‪ 17‬الذي ينص عىل أن رئيس‬ ‫تعترب الغية اعتبــارا ملا رافقتها من‬
‫املجيد الــزار‪ ،‬وتعويضه بنور الدين‬ ‫عددا من الحارضين ال صفة لهم وال‬ ‫والصيــد البحري مــن أن برنامج‬ ‫االتحاد هو من يتوىل دعوة املجلس‬ ‫خروقات ومخالفات تجانب النظام‬
‫بن عياد لتسيري االتحاد‪.‬‬ ‫صلة لهم باملجلس املركزي”‪.‬‬ ‫عمل املجلس املركزي يحدده املكتب‬ ‫املركزي إىل االنعقاد‪.‬‬ ‫االسايس لالتحاد‪.‬‬
‫وأكد أن “كل ما صدر عن االجتماع‬ ‫التنفيذي املوســع لالتحاد باعتبار‬ ‫كمــا أن االجتمــاع املنعقــد لم‬ ‫وأكد أنه اســتنادا إىل الفصل ‪14‬‬

‫برنامج المساعدات األمريكية‬ ‫في تقرير لموقع "لوجورنال دوالفريك"‪:‬‬


‫‪ USAID‬يعاقب تونس بعد تغيير‬
‫الجزائر تدرس خفض‬
‫هيئة االنتخابات‬
‫صحيفة‬ ‫صادرات الغاز لتونس بسبب‬
‫قالت ســامنتا باور مديرة برنامج املســاعدات ‪ USAID‬بالوكالة‬
‫األمريكية للتنمية الدولية أمام الكونغرس أن تونس ســتحظى بمبلغ‬ ‫دبلوماسية ّ‬
‫سعيد‬
‫أقل يف طلب املوازنة لعام ‪ ،2023‬مشــرة إىل أن خفض املساعدات لها‬
‫يأتي بعد املنعطف املخيب لآلمال الذي تشهده بسبب الحكومة وقمع‬ ‫قال تقرير إخباري‪ ،‬نرشه موقع "لوجورنال دوالفريك"‪ ،‬إن دبلوماســية‬
‫جريدة أسبوع ّية‬
‫املجتمع املدني‪.‬‬ ‫الرئيس التونيس‪ ،‬قيس سعيّد‪ ،‬باتت تثري انزعاج الجزائر‪ ،‬وإن األخرية تدرس‬
‫إخبار ّية جامعة‬ ‫كما رصحت ســامنتا باور أنه ستتم مراجعة املســاعدات لهيئة‬ ‫تخفيض صادرات الغاز لبالده‪.‬‬
‫االنتخابات بعد تغيري أعضاءها‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن ”الرئيس التونيس قيس سعيّد‪ ،‬يف عزلة إقليمية متزايدة‪،‬‬
‫حيث التحقت الجزائر بركب الدول التي باتت تضع مسافة بينها وبني بالده“‪.‬‬
‫وأضاف املوقــع أن الجزائر ”تُخطط لخفض صادراتها من الغاز إىل البلد‬

‫العنوان‪:‬‬
‫بن سالمة يكشف‬ ‫املجاور وتبدي انزعاجها من تغري الدبلوماسية التونسية“‪.‬‬
‫وأشار إىل أن ”تونس تعتمد بنسبة ‪ 70%‬من احتياجاتها من الغاز الطبيعي‬
‫نهج هنون عدد ‪5‬‬
‫طابق األول باب بحر‬
‫حقائق خطيرة‬ ‫عىل الجزائر‪ ،‬وتحصل عىل الغاز الجزائري‬
‫وقــال إن ”مســألة مراجعة الجزائر ملســألة إمداد تونــس بالغاز تثري‬
‫‪ 1075‬تونس‪.‬‬
‫بخصوص هيئة االنتخابات‬ ‫تساؤالت“‪ ،‬لكنه أشار إىل أنه إضافة إىل ”ملف الغاز فإن الوضع بني البلدين‬
‫الشقيقني غري معتاد تماما“‪.‬‬
‫ويقول ‪ :‬مشروع رزنامة‬ ‫ووفق ”لوجورنال دوالفريك“‪ ،‬فإن ”أحد العوامل التي ســهلت الصداقة‬
‫الجزائرية التونســية‪ ،‬بعيــدًا عن التاريخ املشــرك للبلديــن‪ ،‬كان غالبا‬
‫الهاتف‪:‬‬ ‫الفاكس ‪:‬‬ ‫االنتخابات أعدها "شخص‬ ‫دبلوماسيتهما املتجانســة‪ ،‬حيث تتفق الجزائر وتونس عندما يتعلق األمر‬
‫بالدبلوماسية األوروبية املغاربية أو الدعم املشرتك للقضية الفلسطينية“‪.‬‬
‫أجنبي"‬
‫‪71321454‬‬ ‫‪71321453‬‬
‫ولفت أنه إىل وقت قريب جدا‪” ،‬كانت تونس منخرطة بشــكل سطحي يف‬
‫القضايا الجيوسياسية الدولية‪ ،‬وحافظت عىل حيادية دبلوماسية‪ ،‬لكن هذا‬
‫كشــف عضو الهيئة العليا املســتقلة لالنتخابات سامي بن‬ ‫األمر تغري كثريا‬
‫سالمة عن حقائق خطرية تتعلق بسري عمل الهيئة التي تم تعيني‬ ‫منذ تس ّلم الرئيس قيس ســعيد‪ ،‬السلطة‪ ،‬رغم أنه فعل كل يشء للحفاظ‬
‫الربيد اللكرتوني‪:‬‬ ‫أعضائها مؤخرا من طرف رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫عىل عالقة جيدة مع الجارة الجزائر“‪.‬‬
‫‪arrayalaam1@gmail.com‬‬
‫‪ ‬واعتــر خــال اجتمــاع عقدته الهيئــة أمــس األربعاء‬ ‫ووفق املوقع‪ ،‬فإن ”املوقف التونيس يف امللف الليبي ال يزال يتسبب يف تدهور‬
‫أن مرســوم الهيئــة بعــد تنقيحــه بات ســيئا جــدا من‬ ‫العالقات بني تونس وطرابلــس‪ ،‬ويف القضايا األفريقية وأمام مجلس األمن‬
‫حيث تسيري الهيئة عىل مستوى الصياغة والتطبيق‪ .‬‬ ‫الدويل بادرت تونس إىل تقديم االقرتاح الذي أدان ملء ســد النهضة من قبل‬
‫واســتنكر عقــد اجتماعات تتع ّلــق بعمل هيئــة االنتخابات‬ ‫إثيوبيا‪ ،‬وهو قرار وصفه وزيــر الخارجية اإلثيوبي ديميكي ميكونني‪ ،‬بأنه‬
‫مــع "وزارات ســيادة" (اطــارات أمنيــة) دون علــم‬ ‫خطأ من شأنه تشويه تفويض تونس كعضو غري دائم يف مجلس األمن“‪.‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫مــن أعضــاء الهيئــة ودون اعالمهــم بمحتــوى هــذه‬ ‫وقــال إن ”هذا املوقــف التونيس‪ ،‬وإن رحبت به مــر فإنه أثار غضب‬
‫‪@arrayalaam‬‬ ‫االجتماعات‪ ،‬معتربا هذا األمر "غري مقبول إطالقا‪ ".‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬الحليفة إلثيوبيا“‪.‬‬
‫وتابع مســتنكرا يف ذات الســياق‪ ،‬عدم إعالم أعضــاء الهيئة‬ ‫وأردف تقرير املوقع أن ”الخط الدبلومايس التونيس الجديد‪ ،‬كانت له أيضا‬
‫املدير املسؤول‪:‬‬ ‫واملســؤولني عن ســر االنتخابات وعدم توفري جميع الوثائق‬ ‫تداعيــات عىل قضية اللحظة وهي الرصاع الــرويس األوكراني‪ ،‬حيث كانت‬
‫محمد الحمروني‬ ‫ألعضــاء الهيئة من طــرف املوظفــن الذيــن وردت عليهم‬ ‫تونس إحدى دول شــمال أفريقيا القليلة التي أدانت روسيا يف األمم املتحدة‪،‬‬
‫تعليمات بعدم تســليم أي وثيقة ألعضــاء الهيئة‪ ،‬وفق تعبريه‪.‬‬ ‫ومع ذلك كانت لروســيا عالقات ودية مع تونس‪ ،‬كما أن موسكو هي ً‬
‫أيضا‬
‫مدير التحرير‪:‬‬ ‫كمــا كشــف بــن ســامة أن مــروع رزنامــة املواعيد‬ ‫واحدة من أوائل حلفاء الجزائر“‪.‬‬
‫فائزة الناصر‬ ‫االنتخابيــة أعدهــا "شــخص أجنبــي" مشــددا‬ ‫وحذر من ”محاولة تونس التغطية عىل هذه الدبلوماســية غري املعتادة“‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫عىل أن الرزنامة مقدمة من أطراف أجنبية ‬ ‫معتــرا أن ”االنزعاج الجزائري من الدبلوماســية التونســية كان واضحا‬
‫سكريتري التحرير‪:‬‬ ‫ومن جانبه أوضح رئيس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات فاروق‬ ‫للغاية“‪.‬‬
‫أسامة بالطاهر‬ ‫بوعســكر أن مجلس الهيئة لم يصادق عىل أية رزنامة انتخابية‬ ‫وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد قال يف زيارة قام بها‬
‫تتعلق باالستفتاء املقرر ليوم ‪ 25‬جويلية ‪ ،2022‬ولم ينطلق بعد‬ ‫نظريه التونيس عثمان الجرندي‪ ،‬إىل الجزائر يف أوائل ماي الجاري‪ ،‬إن ”هناك‬
‫يف الحملة املكثفة لتسجيل الناخبني‪ .‬كما أشاد باملرسوم الجديد‬ ‫حاجة ملزيد من تنســيق املواقف بني الجزائر وتونس يف األمور ذات االهتمام‬
‫طباعة‬ ‫موضحا أنه يعمل عىل القطع مع املمارسات السابقة والتداخل‬ ‫املشرتك عىل املستويني اإلقليمي والدويل“‪.‬‬
‫دار الصباح‬ ‫بني الصالحيات‪ ،‬عىل ح ّد قوله‪.‬‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪4‬‬
‫‪ - 6‬الحقوقــي يكتفــي بمدار‬ ‫‪ - 3‬ديناميكية الحقوقي تتح ّرك‬
‫التقاطع يف عالقته بالخارج بحثا‬ ‫ضمن مثلــث الحماية واالحتجاج‬
‫عن التضامن اإلنساني واألخالقي‬ ‫والضغــط أي حمايــة الحقوق‬
‫نور الدين الختروشي‬
‫يف حــن أن الســيايس يتحدّد يف‬ ‫واالحتجــاج عند االعتــداء عليها‬
‫عالقتــه بالخــارج عــى قاعدة‬ ‫والضغط يف اتجاه اكتســابها‪ ،‬هذا‬ ‫محلل سياسي‬
‫التحالفــات االســراتيجية التي‬ ‫يف حني تتح ّرك ديناميكية السيايس‬
‫تفرضها جدليّات الداخل والخارج‬ ‫ضمن مثلــث التغيري والســلطة‬ ‫‪noureddinekhatrouchi88@gmail.com‬‬
‫والعضــوي واملوضوعي واملرحيل‬ ‫واإلدارة أي تغيري األوضاع وتسلم‬
‫واالســراتيجي وتبــادل املصالح‬ ‫السلطة وإدارة الحكم‪.‬‬
‫املشرتكة أي اشرتاطات وإكراهات‬ ‫‪ - 4‬االلتقــاء الحقوقي يتحدّد‬ ‫مقاومة االنقالب‪..‬‬
‫بين رخوية‬
‫الخط العام‪.‬‬ ‫بالسلب بمعنى أن داعية االلتقاء‬
‫أذكر هنا بمفاصل املنهجي بني‬ ‫هو االعتداء عىل الحقوق الفردية‬
‫الحقوقي والســيايس بالنظر إىل‬ ‫والعامــة لذلــك ال يشــرط فرز‬
‫حيويــة اللحظــة الوطنية يف ظل‬
‫عبث االنقالب بمقوّمات اجتماعنا‬
‫الواقفني عــى أرضيّته يف حني أن‬
‫الســيايس يتحــدّد باإليجاب أي‬ ‫الحقوقي وصالبة‬
‫السياسي‬
‫الوطني وواجب اســتنبات األسلم‬ ‫بمرشوع سيايس واجتماعي بديل‬
‫واألنجع واألرسع يف اســراتجية‬ ‫للســائد‪ ،‬ولهذا يشــرط الغربلة‬
‫املقاومة للمنقلب‪.‬‬ ‫والفــرز يف صفوقه‪ .‬فــإذا كان‬
‫وتقديري أن تعدد عناوين املدخل‬ ‫الحقوقي مجال الكمّ‪ ،‬عىل اعتباره‬
‫الحقوقي يف مقابل تكلس املخيال‬ ‫مفتــوح عىل الرصيــد املواطني‪،‬‬ ‫في األيام األولى بعيد االنقالب وحملة‬
‫الســيايس عند حــ ّد وهم رشط‬ ‫فإن الســيايس مجال الكيف‪ ،‬ألنه‬‫ّ‬ ‫المداهمات الليلية التي اقترفها بكل‬
‫ّ‬
‫الجبهة الوطنية الجامعة لكل من‬ ‫يفرتض االلتــزام بربنامج عيني‬ ‫صفاقة وسط صمت جبان من أغلب الجمعيات‬
‫ّ‬
‫هبّ ودبّ هو التعبري األكثر بؤسا‬ ‫ملموس يحدّد املنطلق اإليديولوجي‬ ‫الحقوقية ورموزها وفي مقدمتهم رابطة‬
‫عن أزمة خط املقاومة لالنقالب‪.‬‬ ‫واالجتماعــي للقائمــن عليه‪.‬‬ ‫تجارة األلم والسمرسة‬ ‫الدفاع عن حقوق اإلنسان أعرق المنظمات‬
‫اإلعالن عــن تأســيس الهيئة‬ ‫ونحســب أن األطــراف املعارضة‬ ‫الدولية بمعاناة ضحايا‬ ‫الوطنية تقدم األساتذة ديلو وعبدالرزاق‬
‫الوطنية لحماية الحريّات برئاسة‬ ‫لالنقالب اليوم عىل مشارف لحظة‬ ‫االنقالب ليست استعارة‬ ‫وإسالم حمزة وثلة من زمالءهم‬ ‫ّ‬ ‫الكيالني‬
‫العيايش وعضوية الجوريش وزياد‬ ‫الفرز بعــد أن جمعت املســألة‬ ‫لغوية سائبة بل حالة‬ ‫بشجاعة ليدشنوا المسار النضالي الحقوقي‬
‫الهاني وآخــرون خطوة رلتفافية‬ ‫الحقوقية كل املترضّ رين من مسار‬ ‫عينية ملموسة تعوّد عليها‬ ‫وهو ما كلف العميد الكيالني محاكمة‬
‫وانتكاســية بائسة وغري تراكمية‬ ‫‪ 25‬جويلية وأعتقــد أنه آن األوان‬ ‫يسار االنتهازية مستفيدا‬ ‫عسكرية والسجن والقضية ما تزال مفتوحة‪.‬‬
‫ألن جيل جديد من املحامني الشبان‬ ‫لطرح سؤال بســيط وغري مر ّكب‬ ‫من شبكة عالقات ممتدة‬
‫والفاعليــات املدنيّة بــادرت مند‬ ‫حول هوية األطراف ذات املصلحة‬ ‫عىل خارطة العالم‬ ‫أســتفاق منذ يومني العيايش الهمامي الذي ضحّ ت النهضة‬
‫األسابيع األوىل بشجاعة ومبدئية‬ ‫يف الديمقراطية ببالدنا‪.‬‬ ‫ويف مقدّمتها أمنيستي‬ ‫بمنسوب غباء غريب بتشــكيل املحكمة الدستورية من أجله‪.‬‬
‫للتقــدّم عىل الجبهــة الحقوقية‬ ‫‪ - 5‬مجــال تعيــن وحضــور‬ ‫والفيدرالية الدولية‬ ‫فكان رده للجميل بعد النقالب أن انسحب من مبادرة مواطنون‬
‫وتفعيلهــا يف ظ ّل صمت املنظمات‬ ‫وفاعلية الحقوقــي هو املجتمع‬ ‫لحقوق االنسان التي‬ ‫بدعوى أن جمهورها يحمل نجاسة النهضة‪ ،‬والتحق بأحزاب‬
‫الحقوقيــة التــي عشــش فيها‬ ‫املدني كفضاء أخالقي ورقابي بني‬ ‫تمتع بعضوية مكتبها‬ ‫"الجبهــة الوطنية من دون النهضة" املســؤولة وحدها عن‬
‫اليســار االنتهازي واالستئصايل‬ ‫املجتمع والدولة‪ .‬يف حني أن مجال‬ ‫التنفيذي العديد الرموز‬ ‫رشور العرشية السوداء بما يذكرنا بشعار ديمقراطية من دون‬
‫الجبان ويف مقدّمتها الرابطة التي‬ ‫تعيني السيايس املجتمع السيايس‬ ‫اليسارية التونسية‬ ‫أصولية الذي مهد به رفاقه ملحرقة اإلسالميّني زمن املخلوع‪.‬‬
‫اختطفها االستئصاليون من بقايا‬ ‫بأحزابــه وفاعليــه الحاكمة أو‬ ‫تجارة األلم مربحة يف باريس وبروكسال‪ ،‬ولعل العيايش قد‬
‫اليسار الوظيفي الذي يفضل زمن‬ ‫الطامحة للحكم‪.‬‬ ‫تذ ّكر استثراء رفاقه زمن املخلوع‪ ،‬عندما ركبوا "حصان ألم"‬
‫الدكتاتوريــة عىل زمــن الحريّة‬ ‫مساجني النهضة فأقتفى األثر‪.‬‬
‫لســبب وحيد هو أن الديمقراطية‬ ‫مبادرة العيايش لن تكون خطوة تراكمية يف مســار النضال‬
‫تســتجلب إال هيمنة اإلسالميني‬ ‫الحقوقي اليوم بل هي عملية التفاف بائسة عىل منجزات من‬
‫وتعيد جيــوب اليســار التائه إىل‬ ‫سبقه يف امليدان‪.‬‬
‫حجمه الحقيقــي كأقلية منبوذة‬ ‫حرصنا يف مربع التظلم والنديب‪ ،‬ســقوط تكتيكي يف مربع‬
‫من مجتمــع مســلم ومحافظ‬ ‫تجويف األخالق للمصلحة‪ ،‬بمعنى الهروب من صداع السيايس‬
‫يصوّت ملن يعــر أكثرعن ضمريه‬ ‫إىل أثري املبدئي‪.‬‬
‫أوال وهويته ثانيا ومصالحه ثالثا‪.‬‬ ‫سأحاول يف هذه املساحة تفكيك معني الفصل املنهجي بني‬
‫تجارة األلم والسمرسة الدولية‬ ‫الحقوقي والسيايس وتكثيفها يف النقاط الستة التالية‪:‬‬
‫بمعاناة ضحايا االنقالب ليســت‬ ‫‪ - 1‬إن النضال الحقوقي اليوم يســتفيد من سند دويل قويّ‬
‫استعارة لغوية ســائبة بل حالة‬ ‫عىل اعتبار أن املسألة الحقوقية إحدى أهم دعائم النسق الدويل‬
‫عينية ملموسة تعوّد عليها يسار‬ ‫الذي برز بعد سقوط الكتلة الرشقية يف التسعينات‪ .‬والحقوقي‬
‫االنتهازية مســتفيدا من شــبكة‬ ‫بالرغــم من جديّة حضــوره يف خطاب مراكــز القرار الدويل‬
‫عالقات ممتدة عىل خارطة العالم‬ ‫وإلحاحيّة تأكيده كرشط ظاهر يف سلوك الفاعلني الدوليني يف‬
‫ويف مقدّمتها أمنيستي والفيدرالية‬ ‫عالقتهم مع دول األطراف فإن تشابك وتعقد عالقات املصالح‬
‫الدولية لحقوق االنسان التي تمتع‬ ‫املشــركة بني تلك الدول ينحــو باملقولــة الحقوقيّة منحى‬
‫بعضوية مكتبها التنفيذي العديد‬ ‫إيديولوجيــا يبدو من خالل ازدواجية املواقف الرســمية التي‬
‫الرموز اليسارية التونسية‪.‬‬ ‫تحكمها عالقات القوّة واملصلحــة قبل املبدأ والقيمة ولذلك ال‬
‫إن فوىض املجال العام وتشــتت‬ ‫طر‬ ‫ب ّد من االنتباه إىل الحدود العامة والخطوط الحمراء التي تؤ ّ‬
‫القوى التي من املفرتض أن تكون‬ ‫املسألة الحقوقية يف سعينا الستجالب السند الخارجي يف مسار‬
‫معنيّة بغلق قوس االنقالب والعودة‬ ‫مقاومتنا للمنقلب‪.‬‬
‫إىل النصــاب الديمقراطي هو أكثر‬ ‫‪ - 2‬الحقوقي مح ّركه وأفقه دفء القيمة ونبل املبدأ‪ ،‬مح ّركه‬
‫حوافز اســتمرارية االنقالب الذي‬ ‫الشــجاعة والصالبة األخالقية وأفقه االحتجاج أمّ ا السيايس‬
‫من املفــرض أنّه ال يمتلك رشوط‬ ‫فمنطلقه الوعــي املوضوعي البارد بمتط ّلبات الواقع ومح ّركه‬
‫االستمرار‪.‬‬ ‫املصلحة وأفقه التغيري والبناء‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬

‫نريان الخالفات وما ابتكرناه‬

‫قلم رصاص‬
‫من وقائع وأحــداث‪ ،‬لهدم‬
‫الجســور وزرع النفور بني‬
‫النخب التونســية‪ ،‬وتسويق‬ ‫فائزة الناصر‬
‫خطابات الكراهية والشحن‬ ‫‪feizanacer@yahoo.fr‬‬
‫لينخــرط الجميــع يف حرب‬ ‫‪feiza.nacer/‬‬
‫الك ّل ضد الك ّل‪ ،‬حتى يســود‬
‫الخراب‪ ،‬ونُمــ ّرر مخططنا‬
‫خارطة طريق ُتخرج تونس من المأزق‬
‫بسالســة‪ ،‬بعــد كل هــذا‬
‫الجهد والعناء‪ ،‬ينجح راشــد‬
‫وبطون جائعة‪..‬‬ ‫لعواطفه ليُجنّــب التجربة‬ ‫الغنويش‪ ،‬الشــخصية األكثر‬
‫إذا هي جبهة ضمت حزب‬
‫حركة النهضة وأحزاب أخرى‬
‫التونسية السقوط واالنهيار؟‬
‫نعم هــم رأوا أن الغنويش‬
‫تع ّرضــا للتشــويه والثلب‬
‫واالفــراء واألراجيف‪ ،‬ينجح‬ ‫ملحمة ‪ 15‬ماي‪..‬‬
‫ومجموعات وشــخصيات‬ ‫يحــرز تقدّمــا يف جعــل‬ ‫يف تجميــع فصائــل ونخب‬
‫وطنيــة ونــوّاب وإعالميني‬ ‫الديمقراطيــة آليــة ترتقي‬ ‫سياسية وحقوقية وأكاديمية‬ ‫الشارع الديمقراطي يقول كلمته‬
‫ومثقفني ونشــطاء مجتمع‬ ‫بالــراع بــن مكوّنــات‬ ‫مشاريعها الفكرية والثقافية‬
‫مدنــي وأكاديميني‪ ،‬يؤمنون‬ ‫الطبقــة السياســية إىل‬ ‫متمايــزة‬ ‫والسياســية‬ ‫الفصل والكرة في ملعب المنتظم‬
‫يقينــا‪ ،‬أن الوطــن واحــد‬ ‫مســتويات متحرضة‪ ،‬حتى‬ ‫ومتباينة‪ ..‬راشــد الغنويش‬
‫وال يضيق بأهلــه‪ ..‬وأن ما‬ ‫ال يدفع الوطــن ثمن أوهام‬ ‫الذي وضعناها طيلة العرش‬ ‫السياسي والمنظمات الوطنية‬
‫يقربنــا أكثر ممــا يفرقنا‪،‬‬ ‫بعــض اإلقصائيني‪ ،‬وتضيع‬ ‫ســنوات هدفــا رئيســيا‬
‫رغــم محــاوالت البعــض‬ ‫التجربــة يف ثنايا الرصاعات‬ ‫لقصفنــا املركز وصواريخنا‬
‫لتقســيمه‪ ..‬وأن الكراهية‬ ‫الدونكيشوتية التي ال تبقي‬ ‫الفتاكة‪ ،‬ينجح يف ترســيخ‬ ‫يوم األحد الماضي الموافق لــ ‪ 15‬ماي كانت‬ ‫ّ‬
‫والبغضاء والهوس بإقصاء‬ ‫وال تذر‪ ،‬فتكون لقمة سائغة‬ ‫لغة التعايش واملشــرك بني‬ ‫الملحمة الخامسة عشرة‪ ..‬ملحمة النضال ضد عودة‬
‫اآلخر والرغبــة يف االنتقام‪،‬‬ ‫يف فم الشعبوية أو الفاشية‪..‬‬ ‫نخــب سياســية وحقوقية‬ ‫االستبداد‪ ..‬ملحمة االستماتة من أجل حماية مسار‬
‫خ ّرب الوطــن وانحدر بنا إىل‬ ‫الغنويش بالنســبة إليهم‬ ‫عىل اختالف مشــاريعهم؟‬ ‫ديمقراطي لم تنتكس فيه الديمقراطية ولم تصادر‬
‫ّ‬
‫املستنقع الذي رصنا إليه‪..‬‬ ‫يحقق اليوم نجاحات بأقدار‬ ‫ينجح يف إثبات ما كان يردّده‬ ‫فيه الحريات رغم العثرات والسقطات واألخطاء‪..‬‬
‫وأننا لن نخــرج من هذه‬ ‫كبرية‪ ،‬يف جعل النخبة الوطنية‬ ‫يف كل ترصيحاتــه‪ ،‬وهو أن‬ ‫ملحمة الصمود في وجه الشعبوية والفاشية وما‬
‫االنتكاســة إال عندما تنزع‬ ‫املتصارعة تــدرك أنه مهما‬ ‫هناك ثوابــت ومبادئ يمكن‬ ‫تبشران به من خراب‪..‬‬
‫النخــب التونســية الحقد‬ ‫تباينت مشــاريعها الفكرية‬ ‫أن يلتقي حولها التونسيون‪،‬‬ ‫ملحمة صمود مواطنني ونواب وسياســيني وناشــطني وحقوقيني‬
‫والضغينــة مــن قلوبهــا‬ ‫والسياســية وتمايزت‪ ،‬من‬ ‫وأن االختالف ال يعني التنايف‬ ‫وصنــاع رأي وإعالميني ومدوّنني رشفاء رفضــوا أن يكونوا جزء من‬
‫وتســتبدلها باالنفتاح عىل‬ ‫املمكــن أن تكــون هنــاك‬ ‫والتضــاد والتناحر ورفض‬ ‫منظومــة عبد الوهاب عبد الله املعطوبــة‪ ،‬ورفضوا أن يبيعوا رشفهم‬
‫اآلخر والقبول باالختالف‪..‬‬ ‫مساحات مشــركة تلتقي‬ ‫البعــض للبعض اآلخر‪ ..‬وأن‬ ‫وذممهم ثمنا بخســا لدراهم معدودات ورفضوا أن يدينوا بالوالء ألحد‬
‫جبهة الخالص التي تنفتح‬ ‫فيها جميعا‪ ،‬بدالة املرشوع‬ ‫جميع الفرقاء يف هذا الوطن‬ ‫إال للوطن ومصلحته العليا ولثورة الحقوق والحريّات‪ ..‬ســجناء رأي‬
‫عــى جميع الحساســيات‬ ‫الوطنــي الجامع الذي يقوم‬ ‫الواحــد يمكــن أن يلتقوا‬ ‫ومخفيون قرسيا صمدوا وما سلمّ وا تسليما‪...‬‬
‫والنخب يف املجتمع‪ ،‬وتتوسع‬ ‫عىل قاعدة املصلحة الوطنية‬ ‫حول مــروع وطني جامع‬ ‫ملحمة الفرز الحقيقي التي تقوم فقــط عىل ما فرضه انقالب ‪25‬‬
‫يوما بعد يوم لتضم مزيدا من‬ ‫والبناء الديمقراطي وحماية‬ ‫عىل قاعــدة تأمــن النهج‬ ‫جويلية‪ :‬مع االنقالب أو ‪#‬ضد_االنقالب‪..‬‬
‫األطياف السياســية‪ ،‬أدركت‬ ‫مكسب الحقوق والحريات‪..‬‬ ‫الديمقراطي مــع املحافظة‬ ‫ملحمــة وطنيــة خراجهــا كان جبهة خالص‪ ،‬تتحصن بشــارع‬
‫جيدا أن إعادة انتاج األحقاد‬ ‫وأنه ضمن هــذه املعركة‬ ‫عىل الحق يف االختالف‪..‬‬ ‫ديمقراطي يؤثثه أحرار وحرائر‪ ،‬وتجتمع عىل املشــرك الديمقراطي‪..‬‬
‫والكراهية وشــحن النفوس‬ ‫املصريية التــي يخوضونها‪،‬‬ ‫نجــح يف إقنــاع النخب‬ ‫جبهة تثبت للداخل والخارج أن العائالت السياسية قادرة عىل التعايش‬
‫وتوريثها ألجيــال املتعاقبة‪،‬‬ ‫هــم قــادرون عىل شــ ّد‬ ‫أن الخطــر الحقيقي اليوم‬ ‫والتحاور فيما بينها‪ ،‬إذا ف ّكوا قيود اإليديولوجيا وتح ّرروا من سجنها‪،‬‬
‫خلفت الفرقة والقطيعة بني‬ ‫بعضهم البعض إىل الوسط‪،‬‬ ‫والعقبــة الــكأداء التــي‬ ‫وإذا خلعوا ثوب الطالئعية والرسولية والوصاية التي أرادوا ممارستها‬
‫أبناء الوطن الواحد‪ ،‬وكادت‬ ‫أن‬‫مســتحرضين حقيقــة ّ‬ ‫تقــف أمام نجــاح التجربة‬ ‫عىل الشعب‪ ،‬وقطعت مع خطابات التفرقة واإلقصاء‪ ،‬واعرتفت بوجود‬
‫أن تحــرق البلد‪ ،‬وتنســف‬ ‫ترسيخ الديمقراطية وحماية‬ ‫الديمقراطيــة يف تونس‪ ،‬هو‬ ‫كل طرف ســيايس قبل باللعبة الديمقراطية وانخرط فيها مهما كان‬
‫مسارا ديمقراطيا بأكمله‪..‬‬ ‫مســارها من االنتكاس إىل‬ ‫العجز عىل تملك ‪#‬فن_تجاوز_‬ ‫مختلفا عنها‪..‬‬
‫يف ملحمــة ‪ 15‬مــاي‬ ‫الدكتاتورية واالســتبداد ال‬ ‫األحقاد‪ ،‬وأن السياسة يمكن‬ ‫جبهة خالص وطني‪ ،‬جمعت متح ّزبني ومستق ّلني‪ ،‬يمني ديمقراطي‬
‫األخرية قال أحرار الشــارع‬ ‫يقارن بمــدى الرغبة الذاتية‬ ‫أن ال تكون فقــط فن إدارة‬ ‫محافظ متصالح مع الديمقراطيّة‪ ،‬ويســار وعروبيّني متصالحني مع‬
‫الديمقراطــي كلمتهــم‬ ‫يف اجتثــاث خصــم عنيــد‬ ‫املمكن بل أيضــا فن تجاوز‬ ‫الديمقراطية‪..‬‬
‫الفصــل‪"،‬ال لالنقــاب عىل‬ ‫وصعــب‪ ..‬ومســتحرضين‬ ‫األحقاد‪ ،‬ودون ذلك لن يكون‬ ‫جبهة اجتمعت مكوّناتها عىل أفكار وســقوف عالية خالية من كل‬
‫املســار الديمقراطي"‪" ،‬ال‬ ‫األولويات الوطنية‪ ،‬وحاملني‬ ‫قطعــا إال الخــراب والدمار‬ ‫الحســابات الضيقة‪ ،‬إال من معركة وطن يســتميت من أجل حماية‬
‫للعــودة إىل الــوراء"‪" ،‬ال‬ ‫لهاجــس حمايــة الحقوق‬ ‫ومزيد من السقوط‪..‬‬ ‫مسار‪ ،‬كتب بدماء الرشفاء حتى ال ينزلق ويسقط يف جحيم الدكتاتورية‬
‫لعودة االستبداد"‪" ،‬ال تنازل‬ ‫والحريات وقطــع الطريق‬ ‫الغنويش املســتهدف رقم‬ ‫واالســتبداد من جديد‪ ..‬جبهة تُرصّ عىل استئناف املشهد الديمقراطي‪،‬‬
‫عن الحريّات التــي افتكت‬ ‫أمام عودة تجارب االستبداد‬ ‫واحد ملشاريع الدكتاتورية‪،‬‬ ‫الذي تســعى الشعبوية والفاشــية عىل تدمريه بكل ما أوتيت من قوّة‬
‫بالدماء والسجون واملنايف"‪..‬‬ ‫والديكتاتورية البائدة‪ ،‬وتف ّرد‬ ‫يعود م ّرة أخــرى يف لحظة‬ ‫وسلطان‪..‬‬
‫واليوم أصبحــت العهدة بيد‬ ‫طرف واحــد بتقرير مصري‬ ‫حرجــة ودقيقــة وخطرية‬ ‫جبهة خالص تجمع حزب رئييس وكبري وله امتداده الشــعبي‪ ،‬وله‬
‫األحزاب الوطنية واالئتالفات‬ ‫البالد والعباد‪..‬‬ ‫من اللحظات التي تعيشــها‬ ‫كلمته يف الشارع‪ ..‬حزب كان زعيمه أول تونيس جاهر برفضه لالنقالب‪،‬‬
‫الوطنيــة‬ ‫واملنظمــات‬ ‫وعىل توفــر حــ ّد أدنى‬ ‫تونس‪ ،‬ليلعــب دورا ناجحا‬ ‫ولم يميض عن وقوعه إال بضعة دقائق‪ ،‬وقدّم للعالم الصورة الحقيقية‬
‫والشــخصيات الوطنية التي‬ ‫مــن الســلم االجتماعــي‬ ‫يف إدارة الخالفــات وعقــد‬ ‫إلعالن ‪ 25‬جويلية‪ ..‬زعيمها الذي رافــق ويرافق واحتضن كل الحراك‬
‫تلتقي جميعهــا تحت راية‬ ‫واالســتقرار‪ ،‬لشــعب لــم‬ ‫التوافقــات‪ ،‬بــذات العقل‬ ‫املواطني ضد االنقالب منذ أيامه األوىل‪ ..‬زعيمها الذي قال عنه أحد أرباب‬
‫جبهــة الخــاص‪ ،‬لتميض‬ ‫ينتفض من أجل اإليديولوجيا‬ ‫الســيايس البــارد‪ ،‬يمارس‬ ‫االنقالب والغضب والحنق يخنق صوته‪ ،‬بمجرد ما تم اإلعالن عن جبهة‬
‫يف صياغــة خارطــة طريق‬ ‫بل انتفض ضد االســتبداد‬ ‫السياسة بواقعية وعقالنية يف‬ ‫الخالص التي ضمّ ت فرقاء يف السياسة والفكر‪ :‬والله فعلها الغنويش"؟‬
‫واضحة ومحــددة وناجزة‪،‬‬ ‫والفساد والتهميش والتفقري‬ ‫التفكري بعيد عن االنفعاالت‪،‬‬ ‫هل تعلمون ماذا قصد بــــــــ "فعلها الغنويش"؟ كان يقصد أنه‬
‫تنقذنــا البلــد مــن حالة‬ ‫والتجويــع‪ ..‬وضــد حريّة‬ ‫وينظــر باســترشاف ملدى‬ ‫رغم "االســراتيجيّة الســوداء التي وضعناها‪ ،‬ورغم ما قمنا به من‬
‫االنسداد املأزقي الذي وضعنا‬ ‫مكبلة وأفواه مكممة وجيوب‬ ‫اســراتيجي بعيد‪ ،‬ال ينظر‬ ‫تحريض وشحن وتقســيم وفتن ووقيعة وبث للكراهية‪ ،‬وهدم لعُ رى‬
‫فيه انقالب جويلية‪..‬‬ ‫فارغة ولقمة عيش منهوبة‬ ‫فقط أمام ناظريه وال ينساق‬ ‫التعايش والتسامح بني نخب املجتمع التونيس الواحد‪ ،‬بما أشعلناه من‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪6‬‬
‫ّرر عن التحشيد وتنامي التجاذبات داخلها‬
‫منظومة ‪ 25‬جويلية والعجز المتك‬

‫قراءة في الجذور الفكرية‬


‫واضحة مما جرى ويجــري منذ ‪25-‬‬
‫‪ 07-2021‬ومارست تكتيكات االنتظار‬
‫والرتقب حتى تتضح الصــورة بأكثر‬

‫والسياسية ألنصارها ومكوناتها‬


‫جالء ولكن بعــض أعضاء تلك األحزاب‬
‫بعثت وأسست مكوّنات وأحزاب بعضها‬
‫تم تقنينه وبعضهــا اآلخر بقي مج ّرد‬
‫الفتة إعالميــة‪ ،‬والثابت أن أغلب حلفاء‬
‫"سليم الرياحي" واملق ّربون السابقون‬
‫منه ووظيفني عنده ســابقا وحاليا قد‬
‫علي الالفي – كاتب ومحلل سياسي‬
‫ركبوا موجة ‪ 25-07‬بل أن "الرياحي"‬
‫نفسه ينوي العودة إىل تونس واالعرتاض‬ ‫ّ‬
‫ال يختلف اثنان في أن النخب السياسية هي جوهر أزمة البلد سواء في مربعاتها االقتصادية والمالية أو في أوجهها‬
‫عىل األحكام الصادرة ضده‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫السياسية‪ ،‬وإضافة لذلك فإن البؤس طال النخب من الجامعيين الى قيادات األحزاب سواء كانت في السلطة أو‬
‫الجليّة هــو "رسحان النارصي" والذي‬ ‫ّ‬
‫المعارضة وهو ما يفسر المفردات المستعملة في الخطاب السياسي أو طبيعة التحاليل والقراءات المقدمة سواء‬
‫كان قياديا يف حــزب "الرياحي" وهو‬
‫في الصحافة المكتوبة وااللكترونية أو من خالل برامج القنوات سواء كانت عمومية أو خاصة مع أن اإلنتاج في هذه‬
‫اليوم ينتقل من منرب إعالمي آلخر تحت‬ ‫ّ‬
‫األخير بدا انعكاسا لمصالح الممولين وأجنداتهم ومراميهم اآلنية واالستراتيجية‪ ،‬والثابت أن هذا التشخيص شبه متفق‬
‫الفتة سياســية جديدة هي "االئتالف‬
‫عليه ذلك أن النخب تغيب كلما احتاج لها المجتمع وهو خروج عن الحقيقة السوسيولوجية القائلة "أنه كلما دخل مجتمع‬
‫من أجل تونس" وهو ما ينســحب عىل‬
‫في أزمة إال واستنجد بنخبته لتجد له الحلول"‪ ،‬وطبعا انعكس عجز النخب وبؤسها على كل فعل سياسي للمعارضة‬
‫أعضاء سابقني يف حزب مرشوع تونس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والسلطة القائمة والموسومة اليوم بأنها سلطة األمر الواقع وتبين للجميع أنها نخب لم تعد مسموعة بل هي غير‬
‫أسســه وقاده اليساري السابق‬ ‫(والذي ّ‬
‫قادرة على التحشيد وإن كان عجز المعارضين مفهوما ويمكن استقراؤه بسهولة ومبني باألساس على منطق ضعف‬
‫"محســن مرزوق" والذي كان مقربا‬ ‫ّ‬
‫البنى التنظيمية وعقلية االصطفاف مع الغالب وغياب تنظيمات فعلية باستثناء حزبي النهضة والعمال‪ ،‬فإن عجز النخب‬
‫من السبيس بني ‪ 2011‬و‪ ،)2016‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحاكمة ومكوناتها وأنصارها أمر يدعو للتأمل والبحث وهو ما سيحاول مقال الحال اإلجابة عليه من خالل استقراء‬
‫أسس عضو اللجنة املركزية للحزب عن‬ ‫ّ‬
‫فسيفساء المكونات واألنصار أفرادا وأحزابا ممن يقفون سندا حتى اآلن مع منظومة ‪.07-25‬‬
‫جهة قفصة مثال حزب "التحدي"‪ ،‬كما‬
‫أن اغلب األحزاب املؤسســة بعد ‪2019‬‬
‫وهي تقريبا ‪ 16‬حزبا تقف اغلبها اليوم‬
‫رغم هامشيتها السياسية والتنظيمية من‬ ‫وليــدة عنه أو مختلفة معــه يف الكثري‬ ‫خالل األشــهر األوىل ولكنهم ال يعربون‬ ‫مؤتمرها األخري (نهاية مارس ‪،)2022‬‬ ‫بالنســبة لألحزاب التي ســاندت‬
‫حيث الحجــم والتأثري يف صف منظومة‬ ‫من مواقفه رفضت إجراءات "ســعيد"‬ ‫عن مواقفهم نتــاج تغييبهم إعالميا أو‬ ‫فإنها بقيت تســند "سعيد" وإجراءاته‬ ‫‪ 25-07‬وإجــراءات الرئيس ســعيد‬
‫‪ ،25-07‬بل هي مبدعــة يف ترذيل كل‬ ‫وخطواتــه فيما قبلته أطــراف أخرى‬ ‫هم متحفظني يف إعالن ذلك بوضوح عىل‬ ‫رغم التحفــظ عىل بعــض الخطوات‬ ‫هي باألســاس تنظيمات قومية عربية‬
‫صوت معــارض وتحــاول من خالل‬ ‫بحثا منها عــى تخليصها من خصمها‬ ‫غرار قيادات حزب "الجبهة الشــعبية‬ ‫والسياســات وواضح انها ستستمر يف‬ ‫ويسارية وهذه األخرية هي أقرب للخط‬
‫مســمياتها ان تربز بانها ضد "جبهة‬ ‫اإلســامي وخاصــة حركــة النهضة‬ ‫الوحدوية" (بقيادة األســتاذ املاجري)‪،‬‬ ‫اسناده‪...‬‬ ‫املاوي والرتوتسكي والثابت أن حجمها‬
‫الخالص" وتوجهاتها ومن بينها نذكر‬ ‫وينطبــق ذلك عــى تيــارات األوطاد‬ ‫مع أن بعض تنظيمات البعث السوري‬ ‫‪ -‬التيار الشــعبي‪ ،‬وهو تيّار منشق‬ ‫التنظيمــي تقلص منذ ســنوات ولم‬
‫"التحدي" – "صف الدفاع عن تونس"‬ ‫والتي طاملا عششــت وسط مؤسسات‬ ‫لم تعد موجودة فعليــا وليس اال هناك‬ ‫عــى "حركة الشــعب" منــذ جانفي‬ ‫تحصد أي نتائج تذكر يف أي انتخابات‬
‫–"مواطنون"‪ ،‬ومعلوم أن قياديا سابقا‬ ‫الدولة وهياكل الحزب الحاكم يف فرتتي‬ ‫بعض جمعيات واشــخاص فقط ال غري‬ ‫‪ 2013‬وهو أقرب فكريا لليســار منه‬ ‫ســواء كانــت رئاســية أو ترشيعية‬
‫يف حكة الديمقراطيني االشــراكيني هم‬ ‫بورقيبة وســلفه املخلوع‪ ،‬وخدمت يف‬ ‫‪...‬‬ ‫للقوميني العرب رغم اصطفافه الكامل‬ ‫(‪ )2011-2014-2019‬أو بلديــة‬
‫مــن يتزعم حركــة "مواطنون" وهي‬ ‫الحقبتني أجنداتها الفكرية والسياسية‬ ‫‪ -‬بقيــة تنظيمات اللجــان الثورية‬ ‫مع النظام السوري ويعرف عنه عقليته‬ ‫(‪ )2018‬وباستثناء حركة الشعب التي‬
‫طرف ســيايس مقرب مــن احد الوالة‬ ‫وخاصة يف تجفيف منابع التدين وبدت‬ ‫التونســية‪ ،‬وهي أحزاب كانت موالية‬ ‫االســتئصالية مثلــه مثــل الكثري من‬ ‫استفادت من شــعبية وحضور الوجه‬
‫الحاليني ومن سيايس ورجل اعمال كان‬ ‫مواقفها اليوم املساندة بقوة لـ "سعيد"‬ ‫لنظام العقيد القــذايف يف ليبيا وحاولت‬ ‫أجنحة حركة الشعب‪ ،‬ومعلوم أن أمينه‬ ‫السيايس "الصايف سعيد"‪ ،‬فإن البقية لم‬
‫مقربا من الرياحي وهي أحزاب واجسام‬ ‫بحثا منها عىل أن تكــون طرفا منظرا‬ ‫تأســيس أحزاب الديمقراطية املبارشة‬ ‫العام كان رئيســا لديوان "محمد عبو"‬ ‫يتجاوز عدد نوابها أصابع اليد الواحدة‬
‫سياسية تحاول التموقع وتقوم بإسناد‬ ‫لسياسات مســتقبلية ولكن "سعيد"‬ ‫ولكنــه لم يتم االعــراف بهم بتوصية‬ ‫ســنة ‪ 2012‬يف حكومة الرتويكا األوىل‪،‬‬ ‫وطبعا يســتثنى من ذلك حزب التيّار‬
‫الرئيس "سعيد" يف كل خطواته اال أنه‬ ‫وعى بذلك فحولها ألطراف وظيفية ولم‬ ‫من املرحوم الســبيس سنة ‪ ،2011‬وهم‬ ‫وهو حــزب ضعيف تنظيما وشــعبيا‬ ‫الديمقراطي والــذي راجع مواقفه منذ‬
‫منتبه لطبيعتها املؤقتة والظرفية‪...‬‬ ‫يحقق لها مبتغاها الحقيقي والرئييس‪،‬‬ ‫مساندين لسعيد ومنخرطني يف مرشوعه‬ ‫وعادت ما كانــت نتائجه صفرية يف كل‬ ‫نهاية أكتوبر املايض وصوال لسلســلة‬
‫لقد بدا واضحا خالل األيام األوىل بعد‬ ‫وأهم تلك األطراف هي "حركة تونس إىل‬ ‫بالكامل عىل غرار األســتاذ مصعب بن‬ ‫االستحقاقات االنتخابية السابقة‪...‬‬ ‫مواقفه األخرية املنتقدة ملواقف الرئيس‬
‫‪ 25-07‬أن "حزب تحيا تونس" رشيك‬ ‫األمام" بقيــادة "عبيد الربيكي" والذي‬ ‫عمــار وآخرين كثر (أنظــر من حيث‬ ‫‪ -‬تنظيمات البعــث العراقي‪ ،‬وهي‬ ‫ومســانديه وحكومته (نــص "محمد‬
‫يف أغلب قياداته للمنظومة الجديدة ولكن‬ ‫يُغيّب حاليا يف كل وسائل االعالم ولدى‬ ‫التفاصيل الجزء الثاني من مقال الحال)‬ ‫عديدة ومشتتة وأهمها حزبي "الطليعة"‬ ‫عبو" األخري – مواقف "غازي الشوايش"‬
‫بعــد ذلك تمايز بعــض قياديه ونوابه‬ ‫أنصــاره‪ ،‬أنه كان وزيــرا يف حكومات‬ ‫‪ -‬بقية التنظيمــات القومية العربية‪،‬‬ ‫(بقيادة خري الدين الصوابني) و"حركة‬ ‫والذي وصــل به األمر لحــد مطالبته‬
‫الســابقني عن تلك املنظومة عىل غرار‬ ‫النهضة‪/‬النداء‪ ،‬كمــا يُغيّب يف خطابه‬ ‫وهي عديــدة ولكنها صغــرة الحجم‬ ‫البعــث" (بقيادة منقســمة عىل اربع‬ ‫باستثناء "سعيد" من أي حوار‪)...‬‬
‫"مصطفى بن حمــد" و"وليد جالد"‬ ‫الســيايس أنه كان ســندا للمخلوع يف‬ ‫والتأثــر وهــي إمّ ا لم تعلــن عن أي‬ ‫تيارات تقريبا ويقــود الجناح الرئييس‬ ‫ومن أهم التنظيمات القومية العربية‬
‫وآخرين‪ ،‬ولكن باستقالة رئيس الديوان‬ ‫مرحلتــه وهو مــن أرشف عىل ملفات‬ ‫مواقف عىل غرار الوحدويون األحرار أو‬ ‫خليفة الفتايتي)‪ ،‬وأغلب هذه التنظيمات‬ ‫املنارصة واملساندة لـ"سعيد" هي‪:‬‬
‫توضحت الصورة أكثر حيث لم‬ ‫السابقة ّ‬ ‫اجتماعية كرســها نظام املخلوع ملزيد‬ ‫حزب الغد أو هم رفضوا منظومة ‪25-‬‬ ‫قادها عداؤها للتيّار اإلســامي للوقوف‬ ‫‪ -‬حركة الشــعب النارصية (بقيادة‬
‫يعد "الشاهد" لتونس حتى اآلن‪ ،‬وتبني‬ ‫تفقري الشــعب التونيس‪ ،‬والخالصة أن‬ ‫‪ 07‬جملة وتفصيال عــى غرار "حركة‬ ‫مع "سعيد" وخطواته اعتقادا منها إنه‬ ‫زهري املغــزاوي)‪ ،‬وهو حزب مق ّرب من‬
‫أنّه كان يف تناغم مع الرئيس "ســعيد"‬ ‫اليســار املاركيس مثلما اصطف بعضه‬ ‫مرابطون" ‪...‬‬ ‫ســيدخل يف مواجهة مبارشة معها مثل‬ ‫التيار النــارصي يف البالد العربية وهو‬
‫ومنظومته بل أنه كان طرفا رئيســيا‬ ‫مع منظومــة ‪ 25-07‬فإن فريقيا ثانيا‬ ‫ّ‬
‫إن األحزاب اليسارية املساندة ملنظومة‬ ‫الرئيس املخلــوع‪ّ ،‬إل أن حزب الطليعة‬ ‫أيضا ومق ّرب من ســوريا وإيران عىل‬
‫مقابل طرف ثان بقيادة "توفيق رشف‬ ‫اصطف مع أطراف املعارضة بشــقيها‬ ‫‪ 25-07‬متعددة ومختلفة يف مقارباتها‬ ‫بدا متحفظا يف اإلعالن عن حقيقة مواقفه‬ ‫مســتوى القضايا اإلقليميــة‪ ،‬وهو من‬
‫الدين" وليجد نفســه خارج الســياق‬ ‫("جبهــة الخــاص" – "االئتــاف‬ ‫الفكرية والسياسية سواء تلك التي يمكن‬ ‫وترك الباب مفتوحا‪ ،‬وما سبق ال يعني‬ ‫داخل مربعات "ســعيد" يعترب أقرب‬
‫الجديد مــع عمده الصمــت أكثر من‬ ‫الديمقراطــي االجتماعي")‪ ،‬بينما بقي‬ ‫تصنيفها ضمن يسار الوسط أو أقىص‬ ‫عدم وجود شــخصيات بعثية متحفظة‬ ‫لجناح رئيســة الديوان السابقة حيث‬
‫الكالم وإبــداء املواقف‪ ،‬أمّ ا الحزب فإنّه‬ ‫فريق ثالث ينتظر رهانات االتحاد العام‬ ‫اليسار أو هي تف ّرعات تاريخية للحزب‬ ‫عىل قــرارات ســعيد وإجراءاته‪ ،‬بينما‬ ‫رفض "املغزاوي" مثال يف نهاية سبتمرب‬
‫تقريبا أصبح يف حالة اضمحالل تقريبا‬ ‫التونيس للشــغل املستقبلية وهم أساسا‬ ‫الشــيوعي التونيس ووريثيه الرئيسيني‬ ‫تداخلت األمور عىل قياديي حركة البعث‬ ‫املايض ترأس "رشف الدين" للحكومة‬
‫وبدت مواقفه غري متجانسة (املوقف من‬ ‫منتمون سابقون للوطد الفوضوي‪...‬‬ ‫("حركة التجديد" ثم "حزب املسار")‪،‬‬ ‫وزادت االنقسامات بعد ‪... 25-07‬‬ ‫كما الحظ املتابعون االنتقادات املستمرة‬
‫جلســة ‪ 31-03‬النيابية مثاال للذكر ال‬ ‫واختارت أحــزاب "مرشوع تونس"‬ ‫وقد اختلفت واقعيا كل تقييماتها ملسار‬ ‫‪ -‬تنظيمات البعث السوري والقريبني‬ ‫لهيكل امل ّكــي لوزير الداخلية الحايل بل‬
‫الحرص)‪...‬‬ ‫و"االتحاد الوطني الحر" وأحزاب أخرى‬ ‫حركة‪/‬انقالب ‪ 25-07‬ولكن الثابت أن‬ ‫من نظام األســد‪ ،‬هــؤالء جميعا بدوا‬ ‫وباســتمرار‪ ،‬ويمكن القول أن "حركة‬
‫الذوبان النهائي وعدم الترصيح بمواقف‬ ‫حزب العمال وبعــض مكوّنات أخرى‬ ‫مساندين لســعيد وإجراءاته وخاصة‬ ‫الشعب" ورغم االنقسامات الحاصلة يف‬
‫‪7‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬

‫وداعا محمد مواعدة‪..‬‬


‫تقديرا واعترافا‬
‫‪ 2014‬بعنــوان "قصتي مــع بن عيل أو يف‬ ‫العابدين بن عيل بعد انســحاب املستريي‪،‬‬ ‫محمد القوماني‬
‫صناعة الطاغية"‪.‬‬ ‫خاصة يف مواجهــة حركة النهضة التي ت ّم‬ ‫شــيّع عرص الثالثاء ‪ 17‬ماي ‪ 2022‬عدد‬
‫كان مرور املرحوم مواعــدة بالتدريس‬ ‫حظرها ومالحقة قياداتها وأنصارها بعد‬ ‫من أفــراد عائلته الصغرية مــن األقارب‬
‫الفتا‪ .‬أســتاذا بارزا للتعليم الثانوي لآلداب‬ ‫انتخابات ‪ .1989‬إىل رســائل نقدية حادة‬ ‫واملوســعة من أجيال حركة الديمقراطيني‬‫ّ‬
‫واللغة العربية يف مرحلة أوىل‪ ،‬ثم األســتاذ‬ ‫للســلطة بداية من ســنة ‪ 1994‬انتهت إىل‬ ‫االشــراكيني وبعض أصدقائــه‪ ،‬املرحوم‬
‫املساعد بكلية اآلداب بتونس‪ .‬وقد استطاع‬ ‫سجن محمد مواعدة للمرة األوىل يف أكتوبر‬ ‫محمــد مواعدة‪ ،‬إىل مثــواه األخري بمقربة‬
‫أن يبنــي عالقات قويــة باملفكرين العرب‬ ‫‪ 1995‬بتهمة كيدية عنوانها "إقامة عالقات‬ ‫الجالز‪.‬‬
‫البارزيــن وخاصة املرحــوم محمد عابد‬ ‫اســتخبارية مع عنارص يف ليبيا"‪ .‬وحُ كم‬ ‫ولــد الســيايس واملناضــل الحقوقي‬
‫الجابري‪ .‬كما أســهم بمداخالت هامة يف‬ ‫عليه يف ‪ 1996‬بـ ‪ 11‬ســنة ســجنا بتهمة‬ ‫والجامعي محمد مواعــدة يف ‪ .1938‬وقد‬
‫قضايا الرتاث والتجديد والدفاع عن الهوية‬ ‫"التعامل مع الخــارج"‪ .‬ثم صدر بعد ذلك‬ ‫اســتطاع خالل ‪ 84‬ســنة من مســرته‬
‫العربية اإلســامية‪ .‬وكان مشاركا يف كثري‬ ‫ّ‬
‫املؤقت عنه‪.‬‬ ‫قرار باإلفراج‬ ‫أن يســجّ ل اســمه بارزا يف تاريخ تونس‬
‫من األنشــطة الفكرية والثقافية وصاحب‬ ‫كان املرحوم محمــد مواعدة أحد رموز‬ ‫املعــارص‪ .‬فهو مســؤول جهوي ســابق‬
‫رأي‪.‬‬ ‫املعارضة التونسية مطلع األلفية الجديدة‪.‬‬ ‫بالحزب االشــراكي الدســتوري الحاكم‬
‫اقرتبت من املرحــوم يف فرتات مختلفة‪،‬‬ ‫وشــكل عنرص إزعاج للحكم بترصيحاته‬ ‫زمن الرئيس الحبيــب بورقيبة‪ .‬وهو من‬
‫خاصة أواسط التسعينات بعد توتر عالقته‬ ‫وكتاباته و"األرشطة" التي كان يســجّ لها‬ ‫"آبــاء الديمقراطية التونســية"‪ .‬إذ كان‬
‫بالســلطة‪ ،‬وتحمّ يل ملســؤوليات قيادية‬ ‫ويتم تداولهــا آنذاك رسيّا‪ .‬وكان ســفره‬ ‫إىل جانــب املرحوم أحمد املســتريي وثلة‬
‫بالرابطة التونســية للدفــاع عن حقوق‬ ‫إىل لندن وإمضاء بيان مشــرك مع رئيس‬ ‫من املنشــقني عن الحــزب الحاكم نهاية‬
‫اإلنسان‪ .‬وأيضا بداية األلفية الجديدة حني‬ ‫حركة النهضة راشد الغنويش‪ ،‬وما تضمنه‬ ‫السبعينات‪ ،‬من مؤسيس صحافة معارضة‬
‫انضم إىل "منتــدى املوقف" الذي كنت أحد‬ ‫من نقد حاد لحكم بن عيل‪ ،‬سببا يف سجنه‬ ‫عىل غرار "الرأي" و"املســتقبل"‪ .‬كما كان‬
‫يقســم املبلغ الذي ّ‬
‫يوفره بني ثمن التذكرة‪،‬‬ ‫املؤسسني‪ .‬وقد ملست منه مواقف‬ ‫ّ‬ ‫أعضائه‬ ‫مــرة اُخــرى يف ‪ 19‬جــوان ‪ 2002‬بتهمة‬ ‫مؤســي الرابطة التونسية للدفاع عن‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫وثمن جريدة "القدس العربي" التي يواظب‬ ‫شجاعة‪ .‬وأذكر عىل سبيل املثال ال الحرص‪،‬‬ ‫"إقامة عالقات مع حزب النهضة املحظور"‬ ‫حقوق اإلنســان (‪ .)1977‬ومن مؤسيس‬
‫عىل قراءتها‪.‬‬ ‫ذهابه إىل التحقيق م ّرة مصطحبا أغراضه‬ ‫آنذاك‪ .‬كم أثار البيان جداال هاما يف الساحة‬ ‫حركة الديمقراطيني االشرتاكيني (‪)1978‬‬
‫رحم الله تعــاىل الفقيــد العزيز محمد‬ ‫تهيّأ لإليقاف‪ ،‬وقوله الشهري أمام القايض‪:‬‬ ‫التونســية‪ .‬وبعد إطــاق رساحه واصل‬ ‫وثاني أمــن عام لها بعد املؤســس أحمد‬
‫مواعدة الذي لم تكرمه مع األسف‪ ،‬دولته يف‬ ‫"أنا ابن الجريــد أموت مثل النخلة واقفا"‪.‬‬ ‫نشاطه يف املعارضة قبل أن يتقارب مجددا‬ ‫املستريي‪.‬‬
‫مرضــه وال يف جنازته‪ .‬وألحبّائه وأصدقائه‬ ‫كما أذكر تواضعه يف لباســه وسلوكه‪ .‬وقد‬ ‫مع الســلطة قبيل الثورة‪ .‬ثــ ّم لينحاز إىل‬ ‫عرفت مرحلــة قيادة مواعــدة لحركة‬
‫أهمس بفرصة التدارك يف أربعينيته‪ ،‬تقديرا‬ ‫أرس يل م ّرة يف ظروف مادية صعبة م ّر بها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االنتقــال الديمقراطي بوضوح بعد ‪.2011‬‬ ‫الديمقراطيني االشــراكيني تق ّلبات الفتة‬
‫واعرتافــا ألحد رجاالت تونــس‪ ،‬اتفقنا أو‬ ‫أنّه يســتعمل النقل العمومــي يف تنقالته‪،‬‬ ‫وقد دوّن املرحوم بعــض تفاصيل تق ّلبات‬ ‫يف العالقة بالســلطة بعد انقالب ‪ 7‬نوفمرب‬
‫اختلفنا معه‪.‬‬ ‫وحني يكون لنا موعد بمقر جريدة املوقف‬ ‫عالقته بالسلطة يف كتابه الذي نرشه سنة‬ ‫‪ .1987‬فمــن تأييــد كبــر للرئيس زين‬

‫إختتام فعاليات الندوة الدولية لألمراض الورقية‬


‫املحاصيل ويعترب من املشــاكل الكبرية للفالح إذ‬ ‫كما نظمت زيــارة ميدانيــة لبعض الحقول‬ ‫التأمت بجهة قمرت خــال الفرتة املمتدة بني‬
‫بعد الحرث والزراعة واملداواة يأتي هذا النوع من‬ ‫بواليتي باجــة وجندوبة حيــث تمكن خاللها‬ ‫‪ 11‬و‪ 14‬ماي الجاري ندوة علمية دولية بمشاركة‬
‫املرض ويلتهم املحصول‪ .‬عادة ما تنطلق اإلصابة‬ ‫املشــاركون من فتح نقاش مع الفالحني املحليني‬ ‫ما يفوق املئة باحث وخبري مــن ‪ 31‬دولة قصد‬
‫بالتبقع الســبتوري يف بالدنا بني شهري فيفري‬ ‫وزيارة محطة التجــارب بالكدية التابعة للمعهد‬ ‫طالع عىل أحدث املستجدات يف مجال األمراض‬ ‫اإل ّ‬
‫ومارس وصوال إىل شهر أفريل‪ ،‬وتنتقل من موسم‬ ‫الوطني للزراعات الكــرى وزيارة أيضا منصة‬ ‫الورقيــة التي تهــدد محاصيــل الحبوب وعىل‬
‫إىل آخر‪ ،‬يف بعض األوقات تكون اإلصابات خطرية‬ ‫التجارب ‪ Septoria‬والتعرف عىل برامجها وأهم‬ ‫رأســها آفة التبقع السبتوري‪ ،‬نظمت هذه الندوة‬
‫جدا ووبائية‪ ،‬وتدخل مجابهــة هذه اآلفة ضمن‬ ‫إنجازاتهــا يف تقييم الســاالت الجديدة للقمح‬ ‫برئاسة الدكتورة سارة بن مبارك من قبل املنصة‬
‫املكافحــة املندمجة التي تكــون جينية (اختيار‬ ‫الصلــب واختيار انجعهــا يف مقاومة هذه اآلفة‬ ‫الدولية ملتابعة مرض التبقع السبتوري بـ تونس‬
‫الصنف املقاوم) وزراعية (اختيار األرض املناسبة‬ ‫تجدر اإلشــارة إىل أن مرض التبقع الســبتوري‬ ‫‪ CIMMYT‬والقمح الذرة لتحسني الدويل واملركز‬
‫واعتماد التــداول الزراعي وانتقاء طريقة الحرث‬ ‫منترش يف تونس وبقية أنحــاء العالم وهو عبارة‬ ‫‪CRP – Wheat Septoria Phynotyping‬‬
‫املالئمة) وكيميائية (املــداواة الكيميائية)‪ .‬يبدو‬ ‫عن فطريات تتكاثر عادة يف املناخ الرطب وشــبه‬ ‫‪ Platform‬مؤسســة البحــث والتعليم العايل‬
‫أن األمراض الورقية تمثــل عائق حقيقي وكلفة‬ ‫الرطب وتزداد شدة اإلصابة باملرض خاصة إذا لم‬ ‫الفالحي ‪ IRESA‬واملركز الدويل للبحوث الزراعية‬
‫تعيــش تونس ضمن منظومــة دولية‪ ،‬لذلك‬ ‫مكافحــة مرتفعة‪ ،‬إذ لم تعد املبيدات العشــبية‬ ‫يكن هناك تــداول زراعي‪ ،‬علما وأنها تختلف من‬ ‫يف املناطــق الجافــة ‪ ICARDA‬بالتعــاون مع‬
‫يجــب من خالل تبــادل الخــرات التعرف إىل‬ ‫والفطرية كافية‪ ،‬وجدواهــا تتناقص تباعا بعد‬ ‫صنف إىل آخر ومن جهــة اىل اخرى‪ .‬من املعلوم‬ ‫مؤسسة ‪ Borlaug‬التدريبية‪.‬‬
‫املســتويات التي بلغتها بقية الــدول يف تقيص‬ ‫تطــور األمراض ما يســتدعي البحث عن حلول‬ ‫أن هناك العديد من األمراض الفطرية التي تصيب‬ ‫وتهدف هــذه الندوة إىل تبــادل الخربات بني‬
‫املرض ومكافحته وكذلك اختيار الصنف املقاوم‪،‬‬ ‫أخرى خاصة الزراعية منهــا‪ ،‬وتتمثل يف إدخال‬ ‫الحبوب لكن التبقع الســبتوري يبقى أخطرها إذ‬ ‫الخرباء املحليّني والدوليــن للوصول إىل مقاربة‬
‫ألن خصائــص التبقع الســبتوري تتغري دوريا‪،‬‬ ‫الفــول املرصي والســلجم الزيتــي يف التداول‬ ‫يصيب الزراعة األساســية يف تونس وهي "القمح‬ ‫تشــاركية تتطلع ملكافحة مندمجة لهذا املرض‬
‫لذلك ال يمكن القضاء نهائيا عليه‪ ،‬لكن بالنســبة‬ ‫الزراعي لكرس حلقة العدوى‪ ،‬إضافة إىل استعمال‬ ‫الصلب" وتختلف نســبة اإلصابة به من ســنة‬ ‫قصد التقليص من أرضاره عىل املردودية التي قد‬
‫لتبــادل املعلومات والتقنيات مــازال صعبا عىل‬ ‫أصناف جديدة من الحبوب وتطويرها خاصة بعد‬ ‫إىل أخرى‪ ،‬فقد تتجاوز عىل املســتوى الوطني يف‬ ‫تطال ‪ 04‬باملائة من صابة القمح الصلب‪ .‬تناولت‬
‫الفالح الوصول إليها بمفرده‪ ،‬لذلك فتحت الندوة‬ ‫أن تأقلمت األمــراض معها وأصبحت تؤثر عليها‬ ‫العام املتوســط ‪ 344‬الف هكتار (تقريبا إصابة‬ ‫هذه الندوة طرح العديد من املحاور منها دراسة‬
‫املجال أمامهم ليواكبوا أحدث ما تم التوصل إليه‬ ‫بصورة بالغة‪ ،‬ويحتاج الفالح إىل مرات أكثر من‬ ‫‪ 14‬قنطــار يف الهكتار)‪ ،‬أما العــام الذي تكون‬ ‫الفطــر‪ ،‬مراحل تطوره‪ ،‬جيناتــه والتعرف عىل‬
‫من دراسات وحلول‪.‬‬ ‫املداواة للتحكم نســبيا يف املرض وليس القضاء‬ ‫"الصابــة" فيه جيدة‪ ،‬يف إصابــات تتجاوز الـ‬ ‫الناشــطة منها وكذلك أهم اليات املقاومة وطرق‬
‫عليه‪.‬‬ ‫‪ 144‬هكتار وتكمن خطورته يف التسبب يف نقص‬ ‫املكافحة املندمجة‪.‬‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪8‬‬
‫أشــهر من انقالب ‪ ،25‬يف اإلقناع‬ ‫يف املشــهد‪ .‬كما تعــدّدت مظاهر‬ ‫أن نقــ ّر بعد عرش ســنوات من‬
‫بوهم "تصحيح املســار" وعجز‬ ‫اســتهداف الحقوق والحريات‪ .‬ثم‬ ‫الثورة بأخطاء يف املسار وبضعف‬
‫"الشــعبوية" بعناوينها املختلفة‬
‫عــن تقديم الحلول واالســتجابة‬
‫تتالت التدابري االنقالبية لتشــمل‬
‫الســلطة القضائية بح ّل املجلس‬
‫األداء بل بالعجز (‪ )...‬فلم تكشف‬
‫السنوات التي خلت عن مقرتحات‬
‫تربيع وتدوير‬
‫لتطلعــات عمومــم الشــعب‬ ‫األعىل للقضاء‪ .‬ث ّم ح ّل الربملان الذي‬ ‫أو "أفــكار" قويّــة وج ّذابــة‪ ،‬يف‬
‫وأولوياتــه يف تحســن أوضاعه‬ ‫ألغى األوامر واملراســيم الرئاسية‬ ‫اإلنقاذ واإلصالح وال عن قيادات أو‬
‫املعيشــية‪ .‬لكن خطابــا ال يزال‬ ‫والتدابري االستثنائية يف جلسة ‪30‬‬ ‫"زعماء" مميّزين‪ ،‬سواء يف الحكم‬ ‫حممد القوماين‬
‫سائدا يواجهنا يف انتقاداتنا ملا بعد‬ ‫مــارس ‪ 2022‬التاريخية‪ ،‬ووضع‬ ‫أو يف املعارضة‪ .‬وتعمّ ق التباعد بني‬ ‫حملل سياسي‬
‫‪ 25‬جويلية‪ ،‬باستحضار مساوئ‬ ‫نفســه عىل ذمة الحوار الوطني‪.‬‬ ‫مجتمع الحكم ‪/‬النخب ومجتمع‬
‫ما قبله ورفض العودة إىل حكم ‪24‬‬ ‫وكذلك ح ّل الهيئة العليا املســتقلة‬ ‫املحكومني ‪/‬عامة الشعب (‪ )...‬وال‬ ‫‪goumani.med@gmail.com‬‬
‫جويلية‪ ،‬الذي يتغــ ّذى من "فوبيا‬ ‫لالنتخابــات وتعويضها بأخرى‬ ‫التوقف حاال ّ ودون تردّد عن‬ ‫ّ‬ ‫ب ّد من‬ ‫‪www.goumani.net‬‬
‫النهضــة" بال شــك‪ .‬لذلك يحتاج‬ ‫منصبة‪ .‬وكشفت الطرق األحادية‬ ‫ّ‬ ‫تكرار ما تأ ّكد فشله‪" .‬ي ّزي"‪.‬‬
‫هذا املــأزق التاريخي الحا ّد وهذه‬ ‫يف التسيري عن عجز يف إدارة البالد‪،‬‬ ‫لألســف‪ .‬لــم نلتقط رســائل‬
‫املعادلة الصفرية إىل حلول جريئة‬ ‫وتعطيــل لدواليــب الدولة وحياة‬ ‫األغلبية املتشــائمة والغاضبة يف‬
‫وعملية‪ .‬ومن هــذه الزاوية نرى‬ ‫عموم التونسيني‪ .‬فساءت األوضاع‬ ‫وقتها وتأخرنــا يف التدارك‪ .‬فكان‬ ‫وجع‪..‬‬ ‫قرار شجاع ُ‬
‫وم ِ‬
‫أن الطبقــة السياســية برمّ تها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وتراجعت‬ ‫زلــزال ‪ 25‬جويلية ‪ .2021‬وحصل‬

‫تجديد جيلي قسري‬


‫ومن مختلف مواقعها الســابقة‬ ‫املؤشات‪ ،‬وجاع اإلنســان‬ ‫ّ‬ ‫جميع‬ ‫املكروه وســقطت ثــورة الحرية‬
‫والحالية‪ ،‬التي صنعت مســارات‬ ‫والحيــوان‪ ،‬وارتفــع منســوب‬ ‫والكرامــة بتونس لعام ‪ 2011‬بني‬
‫ّ‬
‫املعقدة واملرتاكمة‪،‬‬ ‫األزمة القائمة‬ ‫ّ‬
‫التغي يف املزاج‬ ‫التشاؤم مجدّدا وبدأ‬ ‫أيدي من شاركوا فيها واستبرشوا‬
‫وكانت أطرافا متنازعة عىل الحكم‬
‫خالل ردهاتها‪ ،‬واستوفت فرصها‬
‫العام سلبيا‪ .‬فقد تك ّررت األولويات‬
‫السياسية عىل حساب األقتصادي‬
‫بانتصارها‪ .‬فقــد مارس الرئيس‬
‫قيس ســعيد صنــوف التعطيل‬ ‫للطبقة السياسية‬
‫يف حسم معارك املايض والعجز عن‬ ‫واالجتماعي وكان العجز مجدّدا‪.‬‬ ‫لدواليــب الدولة التي يرأســها يف‬
‫الخروج من املــأزق الحايل‪ ،‬يمكن‬ ‫وبتنا نتحــدّث عــن دكتاتورية‬ ‫مشهد رسيايل ظ ّل خالل عامني من‬
‫أن تساهم إيجابيا يف توفري فرصة‬ ‫ناشــئة وعن عرشة أشهر سوداء‬ ‫حكمه أقرب يف خطاباته ومواقفه‬ ‫درجنا في تونس على استعمال عبارة "القرارات‬
‫تاريخيــة للحلــول املتأ ّكدة‪ ،‬عرب‬ ‫النقالب ‪ 25‬جويلية‪ ،‬الذي صار يف‬ ‫إىل املعارضة أو االستمرار يف حملة‬ ‫الموجعة" كناية عن اإلصالحات االقتصادية الهيكلية‬
‫ّ‬
‫فســحها املجال ك ّليا لجيل جديد‬ ‫عزلة داخلية وخارجية ال يخطئها‬ ‫انتخابية لم تتوقف‪ .‬وبلغ التعطيل‬ ‫المتأكدة‪ ،‬التي تشترطها الجهات المالية المانحة‪،‬‬
‫ّ‬
‫يتول أمور البالد يف مختلف مواقع‬ ‫ّ‬ ‫املتابعون‪.‬‬ ‫ذروتــه بالتشــجيع عــى ترذيل‬ ‫والتي تقر بها مختلف الحكومات المتعاقبة ولم تجرأ‬
‫القرار والتسيري وتحمّ ل املسؤولية‪.‬‬ ‫ويتعاظــم الخطــر عــى‬ ‫الربملان واالنخــراط املفضوح يف‬ ‫على إنفاذها‪ .‬ولهذا السبب أساسا وغيره‪ ،‬نواجه‬
‫نعرتف بالفضل ألجيال الطبقة‬ ‫الديمقراطية التونسية ومستقبل‬ ‫التحريض عليــه والدعوة إىل ح ّله‪.‬‬ ‫اليوم المخاطر المتعاظمة على اقتصادنا وعلى‬
‫السياســية التي عجنتها معارك‬ ‫البالد‪ ،‬من خالل متابعة الفاشــية‬ ‫ثم جاء منع أداء ‪ 11‬وزيرا ز ّكاهم‬ ‫المالية العمومية خاصة‪ .‬والتي قد تجعلنا نأتي إلى‬
‫الحل صاغرين‪ .‬وأستسمحكم في االنزياح بالعبارة‬ ‫ّ‬
‫دولة االستقالل من مواقع الحكم‬ ‫تعــر عنهــا‬ ‫ّ‬ ‫الزاحفــة التــي‬ ‫الربملان من أداء اليمني وممارسة‬
‫أو املعارضة‪ .‬ونقدّر إســهاماتهم‬ ‫الترصيحات االســتئصالية لعبري‬ ‫مهامهم‪ .‬ثم ت ّم رفض ختم قانون‬ ‫والداللة إلى ميدان آخر غير بعيد عن اإلصالحات‬
‫أفــرادا وعناويــن سياســية‬ ‫مويس رئيســة الحزب الدستوري‬ ‫املحكمة الدســتورية ونرشه بعد‬ ‫االقتصادية‪ ،‬بل هو مدخلها وشرطها‪ ،‬وأعني به‪،‬‬
‫وأيديولوجية دون اســتثناء‪ ،‬ك ّل‬ ‫الحــر‪ ،‬وســلوكها البهلوانــي‬ ‫تصويت مع ّزز‪ .‬وال ننىس التعطيل‬ ‫إصالح الطبقة السياسية التي يرجع إليها القرار‬
‫برصيده الذي يبقى يف ذمّ ة التاريخ‪.‬‬ ‫وتح ّركاتهــا املشــاغبة‪ ،‬التي ال‬ ‫الواضح ملساعي الحكومة يف توفري‬ ‫والمسؤولة عن التنفيذ والمتابعة ّوالنتائج‪ .‬فقد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأدعوهم وأنا أحدهم بكل تواضع‪،‬‬ ‫تخلو من توتّر وشــعور باملأزق‪،‬‬ ‫مــوارد خارجية للميزانية أو جلب‬ ‫بات متأكدا تجديد جيلي قسري للطبقة السياسية‬
‫ّ‬
‫رغم ما تروّ ج له بعض األوســاط‬ ‫التالقيــح ضد كوفيد ‪ 19‬الذي فتك‬ ‫التونسية‪ ،‬بعد أن تلكأت في خطوة تلقائية في هذا‬
‫إىل أن نجعل من مخرجات الحوار‬ ‫ُ‬
‫الوطني املتأكد الــذي نتط ّلع إليه‪،‬‬ ‫اإلعالميــة مــن ارتفاع أســهم‬ ‫بالناس ألشــهر‪ .‬ومن بعد أشكال‬ ‫االتجاه‪ ،‬وقبل أن تجبر عليها بكلفة بالغة ونهايات‬
‫ّ‬
‫الفاشية وحزبها يف نوايا تصويت‬ ‫التعطيل جاء التقويض للدســتور‬ ‫غير سارة‪ .‬وإليكم فيما يلي ودون مواربة وبما‬
‫صياغــة مناســبة لتجديد جييل ّ‬
‫قرسيّ للطبقة السياســية التي‬ ‫الناخبــن‪ .‬وال يصعب عىل املتابع‬ ‫واملســار برمته‪ ،‬كما كان متوقعا‪.‬‬ ‫يتيحه المجال بالطبع‪ ،‬جوابي المسبق عن أسئلتكم‬
‫تتجاوز أعمار أفرادها الخمســن‬ ‫التقاط املشــرك البارز واملتني بني‬ ‫أن التعطيل املقصود اشتغال‬ ‫وتبي ّ‬
‫ّ‬ ‫المنتظرة والتي يمكن أن أختزلها في القول‪ ،‬لماذا‬
‫هادئ عىل التقويض الذي استفاد‬ ‫هذا الخيار الحاسم الذي أصفه بالشجاع والموجع؟‬
‫عاما‪ .‬لنفســح املجال لجيل جديد‬ ‫الدكتاتورية الناشــئة والفاشية‬ ‫ّ‬
‫نرافقــه بالرأي والخــرة والدعم‬ ‫الزاحفة‪ ،‬يف ركوب خطاب "فوبيا‬ ‫ّ‬
‫املعقدة‬ ‫من تجمّ ع عنــارص األزمة‬ ‫ومتى وكيف يمكن أن يتحقق في الواقع؟‬
‫دون أيّة وصايــة عليه‪ ،‬ودون أن‬ ‫النهضة"‪ ،‬من خالل تركيز ممنهج‬ ‫واملرتاكمة يف اللحظة الحاسمة‪.‬‬
‫حق يف تحمّ ل املســؤولية‬‫يكون لنا ّ‬ ‫عىل تقييمات متحاملة ملشــاركة‬ ‫فدستور ‪ 2014‬الذي كان عنوان‬ ‫أق ّل ما يمكن أن نستفيده ممّ ا نكتبه وننرشه للعموم‪ ،‬هو أن نعود‬
‫يف مواقع التســيري يف الدولة أو يف‬ ‫حزب حركــة النهضــة يف حكم‬ ‫االنتقــال الديمقراطي تم توظيف‬ ‫إليه ليكون حجّ ة لنا أو علينا‪ .‬وأحيلكم يف هذا الســياق عىل دراســة‬
‫األحزاب أو يف املجتمــع املدني أو‬ ‫عرشيــة ما بعد الثــورة‪ ،‬وتعمية‬ ‫الفصل ‪ 80‬منــه لفرض إجراءات‬ ‫شــخصية تعود إىل شــهر جانفي ‪ ،2021‬منشــورة بالعدد ‪ 29‬من‬
‫يف اإلعالم أو غريه مــن املجاالت‪.‬‬ ‫أيديولوجيــة غــر خافيــة‪ ،‬من‬ ‫استثنائية تجمّ ع السلطات الثالث‬ ‫سلسلة كتاب اإلصالح‪ ،‬خمسة أســئلة إىل النخبة‪ :‬الثورة يف ذكراها‬
‫فلتكن تلك املواقع حرصيا ولفرتة‬ ‫خالل ربطه باستعمال فضفاض‬ ‫بيد رئيــس الجمهوريــة‪ ،‬وتجد‬ ‫العــارشة‪ ،‬فكرة وإنجاز املهنــدس فيصل العــش‪ .‬وأختار من تلك‬
‫محدّدة‪ ،‬عىل ذمــة الجيل الجديد‬ ‫ملصطلح "اإلســام الســيايس"‬ ‫الدعم من املؤسســتني العسكرية‬ ‫ُ‬
‫ذكرت يف‬ ‫املساهمة هذه الفقرات التي أمهّ د بها ملا نحن بصدده‪ .‬فقد‬
‫الذي يشكل أكثر من نصف شعبنا‪.‬‬ ‫ومعجــم مختار يف هذا الســياق‪.‬‬ ‫واألمنيــة لإلطاحــة بالحكومة‬ ‫ّ‬
‫أحد العناوين الفرعية "مســار خاطئ وعجز واضح بعد الثورة" أننا‬
‫ولنا معرش التونسيات والتونسيني‬ ‫ويتغــ ّذى هذا الخطــر املضاعف‪،‬‬ ‫القائمة وتجميــد الربملان‪ .‬فكان‬ ‫"نجحنا خالل السنوات العرش يف تجنيب بالدنا سيناريوهات الحرب‬
‫الريادة والنجاح عىل هذا الصعيد‪.‬‬ ‫من بيئة تشــكو من ضعف قناعة‬ ‫االنقالب مرة أخرى بعد ‪ 07‬نوفمرب‬ ‫واالقتتال والتدمري عىل غرار دول أخرى‪ ،‬وقطعنا خطوات هامة عىل‬
‫ويكفي اســتحضار أثــر مجلة‬ ‫نخبها فضال عن عامة مواطنيها‬ ‫‪ 1987‬متلحّ فــا بالدســتور‪ .‬وقد‬ ‫طريق القطيعة مع االســتبداد وتعزيز الحريات والديمقراطية‪ ،‬عرب‬
‫األحوال الشخصية التي تم وضعها‬ ‫بالديمقراطيــة‪ ،‬ومــن إخفاقات‬ ‫القى الحكم الجديد استحســانا‬ ‫دســتور توافقي يضمن الحقوق والحريّات ويو ّزع السلطة عموديا‬
‫يف الســنة األوىل من االستقالل‪ ،‬يف‬ ‫اقتصاديــة واجتماعية لحكومات‬ ‫غــر خاف من رأي عــام غاضب‬ ‫وأفقيا اســتبعادا للحكــم الفردي والتهميش‪ ،‬ويريس مؤسســات‬
‫تطوير األرسة واملجتمع "قرسيا"‪.‬‬ ‫متعاقبــة زادت يف معاناة الناس‬ ‫عن املرحلة السابقة‪ .‬كما انخرط‬ ‫دســتورية للرقابة والتعديل‪ .‬كما نجحنا يف دحر اإلرهاب عن بالدنا‬
‫وكذلك املثال يف قانون التناصف يف‬ ‫املعيشية و"ترذيل الديمقراطية"‬ ‫طيف هام من الفاعلني السياسيني‬ ‫بجيش وأمن جمهوريني‪ ،‬ويف توفري ح ّد أدنى من االستقرار السيايس‬
‫االنتخابات الــذي تم وضعه أيضا‬ ‫يف نظرهم‪ .‬‬ ‫واالجتماعيني يف دعمه مع انحياز‬ ‫وتأسيس مجتمع مدني نشــيط وفاعل‪ .‬وهذا ليس قليال‪ .‬ولكن لن‬
‫بعد الثورة مبــارشة‪ .‬فالقرارات‬ ‫ومع استمرار مقاومة االنقالب‬ ‫إعالمي حاسم‪.‬‬ ‫يضرينا يف يشء أن نعرتف يف املقابل بأننا كشفنا عن عجز واضح عن‬
‫الشجاعة وإن كانت موجعة حتى‬ ‫وصمــود الديمقراطيــن وتعزيز‬ ‫وجاء األمر الرئايس ‪ 117‬املعلن‬ ‫تحقيق أهداف أخرى للثورة يف الكرامة والشغل والتوازن بني الجهات‬
‫ملن يضعونها‪ ،‬وحدها تفتح آفاقا‬ ‫صفوفهــم بالتدريــج ومراكمة‬ ‫يف ‪ 22‬سبتمرب ‪ ،2021‬والذي ألغى‬ ‫وإنصاف املظلومني وتحسني ظروف عيش الناس واالرتقاء بالخدمات‬
‫واعدة للمستقبل‪ .‬ويف املثل التونيس‬ ‫مكاســب ميدانية عىل حســاب‬ ‫الدســتور فعليّا وكــ ّرس الحكم‬ ‫العامة يف الصحة والتعليم والبنية األساسية والبيئة وغريها‪ ،‬وتحقيق‬
‫"تبديل الرسوج فيه راحة"‪.‬‬ ‫أنصــار الدكتاتورية والفاشــية‪،‬‬ ‫الفــردي املطلق‪ ،‬ليؤكــد حقيقة‬ ‫االستقرار واألمان وتحصني الوطن بالوحدة الوطنية ومنع االخرتاقات‬
‫لــم نعد نجد صعوبــة بعد عرشة‬ ‫االنقالب ويشــ ّكل منعرجا جديدا‬ ‫الخارجية‪ .‬وهذه مســائل حيوية ال يمكن تجاهل تداعياتها‪ .‬وال ب ّد‬
‫‪9‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬

‫عن حقيقة أسباب هذا العنف الخطري‬


‫والتي تعود باألســاس إىل وجود أزمة‬
‫عميقة يف املجتمع هــي من انتجت‬
‫حالة الغضــب لدى رشائح كبرية من‬
‫املجتمع وتعبريا عن حالة من الكبت‬
‫والعجز واالنســداد االجتماعي يتم‬
‫التعبــر عنها يف املالعــب الرياضية‬
‫تذكرنــا باألشــهر القليلــة التــي‬
‫ســبقت ثورة ‪ 2011‬حيث بينت كل‬
‫الدراســات والبحوث التــي تناولت‬
‫الثورة التونسية أن ظاهرة العنف يف‬
‫املالعب كانــت وراءها حالة الغضب‬
‫من االوضاع السياسية وعن االنسداد‬
‫الســيايس الحاصل وعن عدم الرىض‬
‫عــن الخيــارات االجتماعية وتعبريا‬
‫عن فشــل الدولة يف مرافقة الفئات‬
‫املهمشة‬
‫ما لم يفهمه السيايس وعرب عنه يف‬
‫خطابه الرسمي أن حقيقة االنفالت‬
‫الحاصل يف رياضتنــا وما رافقه من‬
‫مشــاهد العنف الخطــرة لم تكن‬
‫مفاجأة وال وليــدة مؤامرة وراءها‬
‫خصــوم سياســيني وال لوبيات من‬
‫مصلحتها تغذيــة العنف يف املالعب‬
‫وإنما العنف هو سلوك عام بدأ ينترش‬
‫يف املجتمــع ووصل إىل املالعب نتيجة‬
‫االحتقان املجتمعــي وحالة الغضب‬

‫عودة العنف إلى المالعب‪..‬‬


‫الكبري التي عليها الشعب‪.‬‬
‫هو حلقة من حلقات العنف الذي‬
‫انترش يف املجتمــع‪ ،‬وحلقة أخرية يف‬
‫السلوك العنيف الذي يتغذى من وراء‬

‫ارتفاع لمنسوب الغضب‬


‫الضغوطات االجتماعية التي وراءها‬
‫حالة العجز االجتماعي نتيجة تدهور‬
‫االوضاع املعيشية وتمدد حالة العجز‬
‫التي عليها الكثري من الشباب لتغيري‬

‫االجتماعي أم نتيجة‬
‫وضعه االجتماعي بمفرده ويف غياب‬
‫مرافقة الدولــة وأن الصعوبات التي‬
‫تمر بهــا البالد وحالــة العجز التي‬
‫عليها الدولة يف تجــاوز الصعوبات‬

‫لتأجيج مفتعل؟‬
‫املالية تنعكس بالرضورة عىل نفسية‬
‫االفراد وتؤثر حتما عىل سلوك الناس‬
‫والشــعب الذي يتحــول غضبه عىل‬
‫واقعه إىل سلوك عنيف ال يجد طريقة‬
‫للتعبري عنــه إال يف املالعــب املكان‬
‫نوفل سالمة‬
‫الوحيد الذي يجد فيه حريته للتعبري‬
‫تشهد البالد في اآلونة األخيرة ولعله منذ مدة ومع عودة الجماهير الرياضية إلى المالعب ارتفاعا ملحوظا‬
‫عن خيبة أمله يف رجل السياسة وعن‬
‫لمنسوب العنف في مختلف الرياضات وعودة قوية للتوترات وأعمال شغب في مختلف المقابالت الرياضية‬
‫فقدان الثقة يف تحسن االوضاع نحو‬
‫بطريقة غير مسبوقة لم يعرف لها مثيال حتى قبل الثورة‪ ،‬حينما كان االحتقان االجتماعي وانسداد االفق في‬
‫االفضل واألحسن‬
‫صفوف الشباب المنحدر من المناطق المهمشة المغذي األساسي للتعبير عن حالة الغضب ودافعا للخروج‬
‫وإذا لم يفهم من يدير الشأن العام‬
‫عن الضبط االجتماعي واألمني الذي كان يمارسه نظام الرئيس بن علي وتعبيرا عن حالة االحتقان‪ ،‬الذي وصل‬
‫أن ما يحصل من عنف كبري ومتمدد‬
‫إليه المجتمع حيث اتسمت عودة العنف هذه المرة بتنوعه وتمدده واتساع رقعته ليتجاوز رياضة كرة القدم‬
‫يف رياضتنا يتغذى باألساس من حالة‬
‫إلى رياضات أخرى كان من المفترض أن ال تعرف مظاهر عنف‪.‬‬
‫الغضب التي عليها الشــعب ويشعر‬
‫بها الكثري من شباب األحياء وإذا لم‬
‫يتخل السيايس عن القاء اللوم والنهم‬ ‫العنف فإننا لن نســتطيع أن تعالج‬ ‫مدرك ملــا يحصل من تحول خطري يف‬ ‫بني فريق مستقبل الرياض باملرىس‬ ‫لقــد وصلــت االضطرابــات إىل‬
‫عىل الخصوم السياسيني فيما يحصل‬ ‫ظاهرة عودة العنف إىل مالعبنا‪.‬‬ ‫سلوك الجماهري الرياضية‪ ،‬وال واعيا‬ ‫وفريق بن عروس توقفا بسبب أعمال‬ ‫رياضــة كــرة الطائــرة يف مقابلة‬
‫يف مالعبنا‪ ..‬وإذا لم يلتفت إىل دراسة‬ ‫إن املشــكل الذي تثريه عودة هذه‬ ‫لألسباب العميقة التي جعلت العنف‬ ‫شغب و تبادل للعنف بني الالعبني هذا‬ ‫الرتجى الريايض التونــي والنادي‬
‫الظاهرة بطريقــة علمية من خالل‬ ‫الظاهرة‪ ،‬هي كون الخطاب السيايس‬ ‫يعود إىل املالعب حيث كان من األجدى‬ ‫من دون أن ننىس ما يحصل أسبوعيا‬ ‫الصفاقيس وكرة الســلة بني فريقي‬
‫مقاربــة علم االجتماع فــإن العنف‬ ‫الرســمي قد أرجع ارتفاع منسوف‬ ‫عىل الســيايس أن يفهم مداخل هذا‬ ‫من مظاهر العنــف يف مباريات كرة‬ ‫االتحاد املنستريي والزهراء الرياضية‬
‫ســيواصل حضوره بيننا وحينها لن‬ ‫العنف الريايض يف املــدة األخرية‪ ،‬إىل‬ ‫العنف ويعــي أن العنف يف األصل هو‬ ‫القدم ‪ .‬الخطري فيما يحصل من تمدد‬ ‫وكرة اليــد يف مباراة النادي االفريقي‬
‫نلوم أنفســنا إذا تحــول الغضب إىل‬ ‫وجــود لوبيات تغذيــه وإىل جهات‬ ‫الحلقة االخرية يف الســلوك العدواني‬ ‫ملمارسة العنف يف مختلف رياضاتنا‬ ‫والرتجي الريايض التونيس التي عرفت‬
‫املالعب وتطور إىل حــراك اجتماعي‬ ‫سياسية معارضة للمسار السيايس‬ ‫الذي تســبقه حلقات أخرى تمهد له‬ ‫وارتفــاع منســوب الغضــب الذي‬ ‫ممارســة للعنف غري عادية ووصل‬
‫واحتجاجات شارعية وربما إىل ثورة‬ ‫الجديــد تؤججه وتعمــل عىل حقن‬ ‫وأن ما يحصل يف مالعبنا له أســباب‬ ‫يرافق أعمال الشــغب التي تمارسها‬ ‫األمر إىل رياضة كــرة املاء الرياضة‬
‫من جديد‪.‬‬ ‫االوضــاع ‪ ..‬املشــكل أن الخطــاب‬ ‫ومقدمــات‪ .‬وطاملا لــم نتعرف عىل‬ ‫الجماهــر الحارضة وكذلك الالعبني‬ ‫املعروف عنها غياب ألي رهان ريايض‬
‫السيايس الرسمي يتجاهل ويتغاىض‬ ‫األسباب واملقدمات التي انتجت هذا‬ ‫واملسريين‪ ،‬أن الخطاب السيايس غري‬ ‫بعد أن شهدت هذه املباراة التي دارت‬
‫مقال إشهاري‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬
‫حركة قرطاج الجديدة تنظم ملتقى بعنوان‪:‬‬

‫أي تــــــــونس نــــــــــــريد؟‬


‫فيها الشــباب روحا جديدة ويحلم‬ ‫الحوارات الوطنية بمعناها التقليدي‬ ‫احتضن نزل "اليكو" بالعاصمة‬
‫ويعمل عىل االرتقــاء بها يف جميع‬ ‫فاخرتنا أن نبادر يف هــذا االتجاه‪.‬‬ ‫مســاء األحد ‪ 15‬ماي ‪ 2022‬حدثا‬
‫املجاالت واألصعــدة لرياها األوىل أو‬ ‫وقد وجّ هنا يف هذا اإلطار الدعوة إىل‬ ‫حواريّا مفتوحا تحــت عنوان "أي‬
‫من بني دول العالــم علما وتقدّما؟‬ ‫عدد كبري من الفاعلني يف مجاالتهم‬ ‫تونس نريد؟" بمبــادرة من حركة‬
‫هل تونس التي ال يعرف سياسيوها‬ ‫املختلفة (السياســية واالقتصادية‬ ‫قرطاج الجديدة وبالرشاكة منظمة‬
‫الشباب إال زمن االنتخابات أم تونس‬ ‫والجمعياتيــة والجامعيــة‪ )...‬من‬ ‫"تونيفيزيون"‪.‬‬
‫التي تفتح األبواب لشبابها ألنه هو‬ ‫كل األطيــاف واألحزاب من النهضة‬ ‫وشــهدت التظاهرة مشــاركة‬
‫ثروتها الحقيقيــة؟ إن تونس التي‬ ‫إىل "الوطد"‪ ..‬أي مــن النقيض إىل‬ ‫املئــات من الشــبان والشــابات‬
‫الزال متواصال‪.‬‬ ‫الطاقات الشابة وعدم تهميشها‪.‬‬ ‫نريد هي التي تجمــع وال تف ّرق ‪...‬‬ ‫النقيض إن شــئنا ألننــا نؤمن أن‬ ‫الذين جاؤوا من جهــات مختلفة‬
‫وقال حشاد يف كلمته‪ " :‬ال ب ّد من‬ ‫من جهتها اســتعرضت أسماء‬ ‫هي التي تراهن وتستثمر يف الشباب‬ ‫تونس قادرة أن تحتوي كل أبنائها‪.‬‬ ‫والعديــد الضيوف مــن قطاعات‬
‫االستفادة من الشــباب وأفكارهم‬ ‫قماطــي وهي شــابة تونســية‬ ‫يف مختلف مجــاالت الحياة ‪ ...‬وهنا‬ ‫وقدم املتدخلون آراءهم بكل حريّة‬ ‫مختلفة يمثّلون "الخربة" التي أراد‬
‫وتصوّراتهم‪ ..‬وأدعوهم لعدم القبول‬ ‫مستثمرة يف الفالحة تجربتها يف هذا‬ ‫يمكن يل أن أطلق رصخة نيابة عن‬ ‫وانتظاراتهم والحلــول التي تجيب‬ ‫املنظمون االســتفادة منها يف مثل‬
‫بالوضعية الحاليــة وبأخذ املبادرة‬ ‫القطاع‪.‬‬ ‫كافة شباب تونس‪ :‬أيها السياسيون‬ ‫عن الســؤال الجوهري‪ :‬أي تونس‬ ‫هذه املناسبات‪.‬‬
‫وتقديم التصورات وعدم الهروب من‬ ‫وتحدثــت الشــابة عــن كميّة‬ ‫والفاعلون اسمعونا ‪ ...‬إن لنا الكثري‬ ‫نريد؟"‪.‬‬ ‫وقد حرض وجوه وطنية وإعالمية‬
‫الواقع الحايل‪".‬‬ ‫املضايقات التي تع ّرضت لها بسبب‬ ‫من األفــكار والرؤى والتصورات ‪...‬‬ ‫ويف سؤال هل إن هذا امللتقى مثل‬ ‫وحقوقية لهذا الحــدث‪ ،‬إىل جانب‬
‫أما الشابة شــراز فقد تحدثت‬ ‫الروتني اإلداري يف تونس‪.‬‬ ‫إن لنا الكثري من املبادرات ولنا أيضا‬ ‫مناسبة عابرة أم ستتلوه محطات‬ ‫ضيوف من الشقيقة ليبيا‬
‫عــن الجامعات التونســية‪ ،‬حيث‬ ‫وقالت قماطي أنها آمنت بفكرتها‬ ‫اإلمكانــات‪ ...‬فنحــن نحب تونس‬ ‫أخــرى قال نزار الشــعري‪" :‬اليوم‬ ‫وقدم الرئيس املؤســس ملنظمة‬
‫دعت إىل رضورة التقارب مع الطلبة‬ ‫وتحدّت جميع العراقيل ثم نجحت يف‬ ‫ونريد مــن تونــس أن تحبّنا وان‬ ‫ســيكون االنطالق" وســتكون لنا‬ ‫"تونيفيزيــون" ورئيــس حركة‬
‫وإضفــاء املزيد من التنســيق بني‬ ‫الوصول إىل أهدافها‪.‬‬ ‫تحتضننا ‪ ...‬ال أن نكون مجرد أرقام‬ ‫لقاءات أخرى يف أنحــاء كثرية من‬ ‫قرطاج الجديدة نزار الشعري هذه‬
‫التكوين وسوق الشغل وعدم اإللقاء‬ ‫واعتربت أن تونس ال تشجع عىل‬ ‫يف االنتخابــات التي مــا إن تنتهي‬ ‫البالد ألننا نريد فعال أن نعرف أقىص‬ ‫املبادرة قائال‪" :‬لقــد أردناه حوارا‬
‫بالشباب يف غياهب املجهول‪.‬‬ ‫االســتثمار يف قطــاع الفالحة منذ‬ ‫حتى يتجاهلنا الجميع ‪ ...‬إننا نحلم‬ ‫ما يمكن من أفكار الشباب وآرائهم‬ ‫وطنيا بمشاركة الشباب من مختلف‬
‫من جهتها تحدثــت الصحفية‬ ‫االســتقالل إىل غاية اليــوم‪ ،‬وهي‬ ‫بتونس متقدمة ‪...‬قويّة يف السياسة‬ ‫وكيف ينظــرون ويتصــوّرون أن‬ ‫الجهــات واألطيــاف‪ ...‬ومبادرتنا‬
‫صوفيــة الهمامي عن مســار ‪25‬‬ ‫طــل أي مواطن يرغب يف الدخول‬ ‫تع ّ‬ ‫واالقتصاد والديمقراطية واإلشعاع‬ ‫تكون بالدهم يف املستقبل"‪.‬‬ ‫هي عبــارة عن جلســات حوارية‬
‫جويليــة‪ ،‬ولم تخــف إحباطها من‬ ‫إىل هــذا القطاع الهــام والحيوي‪،‬‬ ‫الــدويل ‪ ...‬نحن هنــا ‪ ...‬ونرجو أن‬ ‫مــن جهته قال رئيــس منظمة‬ ‫مفتوحــة لكافة القــوى الوطنية‬
‫الفرتة التي تلت اإلجراءات والقرارات‬ ‫ولكن رغم كل تلك التعطيالت فإنها‬ ‫نأخذ فرصتنا ألننا فعال قادرون"‪.‬‬ ‫"تونيفيزيــون" بشــر الخليفي‪:‬‬ ‫املدنية والسياســية من أجل هدف‬
‫التي اتخذت منذ ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫تُ ّشجع الشباب عىل تحقيق أحالمهم‬ ‫ويف سياق متصل شــدّد الناشط‬ ‫"سوف أتك ّلم من منظوري كشاب‬ ‫مه ّم جدا وهو تقريب التونســيني‬
‫وقالــت صوفيــة أن ‪ 25‬جويلية‬ ‫واالستثمار يف الفالحة‪.‬‬ ‫الســيايس الصحبي بــن فرج عىل‬ ‫أوال ثم كرئيــس منظمة ثانيا‪ .‬فأنا‬ ‫بعضهم مــن بعــض والقطع مع‬
‫حمل لها "أمل" ثم شعور بنوع من‬ ‫واعترب نــور الدين حشــاد ابن‬ ‫رضورة أن تؤمــن الدولة باملرشوع‬ ‫أيضا أتســاءل اليــوم‪ :‬أي تونس‬ ‫"الرصاعــات والتناحرات" التي لن‬
‫النكسة‪.‬‬ ‫الزعيــم النقابي الراحــل فرحات‬ ‫الشــاب من خــال املصالحة مع‬ ‫نريد؟ هل تونــس التي يحلم نصف‬ ‫تنفع أحدا يف النهاية ولن تزيد سوى‬
‫وبالنسبة لصوفية فإن األمل هو‬ ‫حشــاد أن التاريخ يعيد نفســه يف‬ ‫األجيال الشبابيّة‪.‬‬ ‫شــبابها بالهجرة مهما كان توعها‬ ‫يف تعميق األزمــة الخانقة التي تمر‬
‫الشــباب وال بد من اإليمان برسالة‬ ‫تونس رغم وجــود الحريات وعديد‬ ‫واعترب بن فرج أن تحقيق االزدهار‬ ‫ويعيش النصــف الثاني يف أصعب‬ ‫بهــا البالد‪ ..‬لقد الحظنــا أن هناك‬
‫الشباب‪.‬‬ ‫اإليجابيات إال أن تهميش الشــباب‬ ‫يف وطننا يســتوجب االعتماد عىل‬ ‫الظــروف؟ أم تونس التــي يبعث‬ ‫عزوفا عن املشــاركة يف كل أشكال‬

‫" آل ‪ -‬جي" تقدم تقنية العرض الثورية‬


‫ّ‬
‫المحسنة لجودة الحياة في معرض برشلونة‬
‫وتتيح جودة الصــورة املذهلة‬ ‫التطبيــق املفيدة لرفع مســتوى‬ ‫تكشف "آل ‪ -‬جي إلكرتونيكس"‬
‫التي تم إنشــاؤها بواسطة عدة‬ ‫االتصاالت يف فرتة ما بعد جائحة‬ ‫عــن تقنياتها الثوريــة لعرض‬
‫ماليني مــن وحدات "البكســال‬ ‫كوفيد ‪ 19 -‬وتقريبنا من حياة بال‬ ‫املعلومات بصالون "‪ "ISE‬بمدينة‬
‫‪ " LED‬ذاتية اإلضاءة لألشخاص‬ ‫حدود‪.‬‬ ‫برشــلونة يف وقــت ارتفعت فيه‬
‫االســتمتاع باألفــام والربامج‬ ‫وبالنســبة إىل األشخاص الذين‬ ‫االنتظارات بعد انقطاع دام عامني‪.‬‬
‫التلفزيونيــة واألحداث الرياضية‬ ‫يقضون أغلب األوقــات يف املنزل‬ ‫ويف معرض ‪ ISE‬لهذه الســنة‬
‫واألعمال الفنية املفضلة لديهم يف‬ ‫فإن األنشــطة التي يقومون بها‬ ‫تــروّ ج "آل ‪ -‬جــي" ملوضوعها‬
‫خصوصية تامة يف املنزل‪.‬‬ ‫عــادة خارجه ســتتم مــن هنا‬ ‫‪ Move Daily Life Forward‬الذي‬
‫وحتى تكون مشاهدة املحتوى‬ ‫فصاعدا بكل راحــة يف منازلهم‪.‬‬ ‫يعتمد عىل شــعار "االبتكار من‬
‫أكثــر ســهولة ومتعــة يمكن‬ ‫وتماشيا مع هذا االتجاه تقدم ‪LG‬‬ ‫أجل حياة أفضل" للمؤسسة‪.‬‬
‫الوصــول إىل العديد من تطبيقات‬ ‫‪ LG MAGNIT‬و ‪LG One: Quick‬‬ ‫ومن الفتات ‪ OLED‬الشــفافة‬
‫البث الشــهرية من خالل منصة‬ ‫‪Flex‬اللتان تســتفيدان من خربة‬ ‫إىل مصابيح ‪ LED‬الصغرية مرورا‬
‫التلفزيون الذكي ‪ webOS 6.0‬من‬ ‫برصية عالية املســتوى وتصميم‬ ‫أقحمــت العديد مــن القطاعات‬ ‫الرشكــة يف امللصقــات التجارية‬ ‫بمجموعات كاملة ملنتجات الفتات‬
‫"آل ‪ -‬جي "‪.‬‬ ‫جمايل وشاشة عمالقة "‪K4 UHD‬‬ ‫التجارية منذ بداياتها سنة ‪2020‬‬ ‫شاشات عرض منزلية من الجيل‬ ‫‪ LED‬ســتقدم "آل‪ -‬جي" أحدث‬
‫" مقاس ‪ 136‬بوصــة (‪× 3840‬‬ ‫إىل إعادة تعريف السينما املنزلية‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫عروضها التجارية التي تجمع بني‬
‫‪.)2160‬‬ ‫الراقية من خــال تقديم تجربة‬ ‫وتهــدف ‪LG MAGNIT‬التي‬ ‫حلول الالفتــات الرقمية وأدوات‬
‫‪11‬‬ ‫ُ ّ‬
‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬
‫البنك األوروبي للتنمية يخفض توقعاته للنمو في تونس إلى ‪%2‬‬
‫رضا الشكندالي‪ :‬انخفاض ُينذر بآفاق مظلمة وسلبية ّ‬
‫جدا مع انعدام‬
‫الرؤية وانقطاع سبل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي‬

‫الرأي العام – صابري�ن الخشناوي‬


‫ّ‬
‫خفض البنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية‪ ،‬الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ ،2022‬توقعاته لنمو االقتصاد‬
‫ّ‬
‫التونسي إلى ‪ 2‬بالمائة بعد توقعات سابقة في حدود ‪ 2.7‬بالمائة مع اإلبقاء على نسبة‬
‫ّ‬
‫نمو متوقعة عند مستوى ‪ 2.5‬بالمائة لسنة ‪.2023‬‬
‫وراجع البنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية في تقرير نشره تحت عنوان «اآلفاق‬
‫االقتصادية اإلقليمية‪ :‬عودة إلى األسعار المستقبلية ومجابهة أسعار الغذاء والطاقة»‬
‫نسب النمو المرتقبة لمختلف اقتصاديات المناطق التي يتدخل فيها نحو التخفيض‪.‬‬

‫كتلة األجور‪ ،‬الرفع التدريجي للدعم‬ ‫يف هــذا اإلطــار أوضح أســتاذ‬ ‫وأرجــع البنــك مراجعــة نمو‬
‫والتفويت يف املؤسسات العمومية)‪،‬‬ ‫االقتصاد يف الجامعة التونسية رضا‬ ‫االقتصاد التونيس إىل زيادة الهشاشة‬
‫ماي وبالتايل الربملان الذي هو وعاء‬ ‫يف مــاي ‪ 2022‬تم ّكن من الذهاب يف‬ ‫كما أعلن رفضه املشاركة يف الحوار‬ ‫الشكندايل يف حوار لــ "الرأي العام"‬ ‫وعدم اليقني املتواصل اىل جانب تأثري‬
‫الحوار سيتواصل وهو ما سيفرض‬ ‫اصالحات مــع صندوق النقد الدويل‬ ‫الوطني‪ ،‬وبانقطاع سبل املفاوضات‬ ‫أنه يف آخر تقرير له‪ ،‬البنك األوروبي‬ ‫الحرب يف أوكرانيا وارتفاع االسعار‬
‫اصالحات صندوق النقد الدويل‪.‬‬ ‫خاصة بعد االتفــاق التقني األخري‬ ‫مع صندوق النقد الدويل ســيجعل‬ ‫خفض من نسب‬ ‫لإلنشاء والتعمري ّ‬ ‫وخاصــة الزيــوت والحبوب عىل‬
‫وأشــار إىل أن تونس ليس لديها‬ ‫والذي ســيغذي األمل يف اســتعادة‬ ‫اآلفاق سلبية جدا‪.‬‬ ‫النمو لهذا العام بالنســبة ملنطقة‬ ‫العائالت اىل جانــب ميزانية الدولة‬
‫برملان وال حوار وال أي مؤسسة من‬ ‫النمو االقتصــادي‪ ،‬لكن الحصول‬ ‫وأشــار أســتاذ االقتصاد إىل أنه‬ ‫جنوب ورشق املتوسط (‪)SEMED‬‬ ‫مخصصات الدعم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بفعل تأثري‬
‫شــأنها أن تخلق نوع من التوافق‬ ‫عىل القسط األول مرتبط باملوافقة‬ ‫بالنســبة ملــر‪ ،‬وبعــد النتيجة‬ ‫واملتكونة من تونس ومرص واألردن‬ ‫وأشــار البنك إىل حالــة البطء‬
‫عىل مســتوى برنامج االصالحات‬ ‫عىل اصالحات عميقة تخص البنك‬ ‫اإليجابيــة للثالثــي األول من هذه‬ ‫ولبنان واملغرب من ‪ 4.3%‬اىل ‪2.5%‬‬ ‫التي تســود املفاوضات بني تونس‬
‫مع صندوق النقد الــدويل‪ ،‬وبالتايل‬ ‫املركزي اللبناني والتوصل إىل اتفاق‬ ‫الســنة بنمو اقتصادي جيد ‪9% :‬‬ ‫من جراء تواصل ارتفاع األســعار‬ ‫وصندوق النقــد الــدويل باعتبار‬
‫ليس لديها أي أمل بســبب انعدام‬ ‫يف الربملان اللبناني يم ّكن من تحقيق‬ ‫متأتي من تحسن كبري يف السياحة‬ ‫العاملية للنفط والحبوب وتداعياتها‬ ‫التحوالت السياســية املسجلة عىل‬
‫الرؤية وعدم التقدم عىل مســتوى‬ ‫ذلك وهو ما يم ّكن االقتصاد اللبناني‬ ‫والصناعــات املعمليــة وقطاعات‬ ‫عىل االســتهالك وعــى املحركات‬ ‫مستوى املشــهد السيايس يف تونس‬
‫املفاوضــات‪ ،‬يعني آفــاق مظلمة‬ ‫من تحقيق نسبة نمو ب ‪ 3%‬خالل‬ ‫البناء والتجــارة وخاصة الفالحة‪،‬‬ ‫األخرى للنمو االقتصادي عىل املدى‬ ‫منذ شــهر جويليــة ‪ 2021‬ورغم‬
‫بالنســبة إىل تونــس إذا واصلنا يف‬ ‫السنة املقبلة‪.‬‬ ‫سيتواصل النمو االقتصادي ليصل‬ ‫املتوســط وكذلك عىل األمن الغذائي‬ ‫مفاوضات فنيــة جارية‪ ،‬فإنّه من‬
‫هذه الفرتة االستثنائية وإذا واصلنا‬ ‫أمــا بالنســبة للمغــرب وبعد‬ ‫اىل ‪ 5.7%‬خالل هذه السنة (‪)2022‬‬ ‫وعىل موازنة دول املنطقة‪.‬‬ ‫املنتظر أن يقدّم هذا الربنامج الجديد‬
‫يف إقصــاء األطــراف االقتصادية‬ ‫تحقيقه نســبة نمو عالية يف سنة‬ ‫و‪ 5%‬خالل السنة املقبلة‪.‬‬ ‫كما أضاف أن البنك يتوقع تراجع‬ ‫للبالد تمويال جديدا خارجيا ومتابعة‬
‫والسياسية والرشكاء االجتماعيني‬ ‫‪ ،2021‬ب‪ 7.4%‬مــن جراء تحقيق‬ ‫ويفــر البنك هــذه التوقعات‬ ‫ّ‬ ‫محتمل للســياحة يف بعض بلدان‬ ‫فنّية رضورية‪.‬‬
‫من الحوار‪ ،‬وبالتايل ســيكون مآل‬ ‫موســم فالحي قيايس وعودة النمو‬ ‫الجيدة بالنسبة ملرص بتزايد الطلب‬ ‫املنطقة لكنــه يتوقع بوادر ايجابية‬ ‫ّ‬
‫وأضــاف أن الربنامــج يمكن أن‬
‫تونس هو مزيد تعميق األزمة ومزيد‬ ‫اىل القطاعــات املعمليــة والتجارة‬ ‫العاملي عىل الغاز املرصي املســال‬ ‫لالستثمار يف الطاقات املتجددة‪.‬‬ ‫يدعم قــدرة الحكومة عىل االنطالق‬
‫تراجع النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫وقطاع البناء والخدمات اللوجستية‬ ‫يف وقت شــهدت أســعاره ارتفاعا‬ ‫بالنســبة للعام القادم (‪)2023‬‬ ‫يف إصالحــات رضوريــة عىل غرار‬
‫للمؤسســات‪ ،‬يتوقع البنك تراجع‬ ‫واضحا وكذلــك بنوعية االصالحات‬ ‫يتوقع البنك عودة للنمو االقتصادي‬ ‫تقليص كتلة األجور يف القطاع العام‬
‫انهاء الخطاب اإلقصائي وإعالن حوار‬ ‫النمو االقتصــادي إىل ‪ 1.2%‬خالل‬ ‫وقعتها مرص مع‬ ‫االقتصاديــة التي ّ‬ ‫اىل ‪ 4.8%‬إن ذهبت هــذه الدول يف‬ ‫ودعــم املحروقات خاّصــة يف ظ ّل‬
‫اقتصادي اجتماعي‬ ‫ســنة ‪ 2022‬من جــراء الظروف‬ ‫صندوق النقد الــدويل والتي تزيد يف‬ ‫االصالحات مع صندوق النقد الدويل‪.‬‬ ‫رفض قويّ من املواطنني والنقابات‪.‬‬
‫ويف اإلطار ذاته‪ ،‬شــدد الشكندايل‬ ‫املناخيــة الصعبــة والتي أرضت‬ ‫ثقة املستثمرين يف هذا البلد بالرغم‬ ‫وأشــار إىل أن البنــك األوروبي‬ ‫أن مســتوى النمو‬ ‫والحظ البنك ّ‬
‫عىل أن الحــل اليوم هو يف يد رئيس‬ ‫بالقطــاع الفالحي وكذلك من جراء‬ ‫من التداعيــات الســلبية الرتفاع‬ ‫لإلنشاء والتعمري الذي يمثل االتحاد‬ ‫املســتقبلية تبقى تحــت تأثري أيّ‬
‫الجمهورية وهو أمر بســيط‪ ،‬حيث‬ ‫تداعيات الــراع يف أكرانيا والتي‬ ‫األسعار العاملية للنفط والحبوب‪.‬‬ ‫األوروبــي هو الرشيك األســايس‬ ‫تأخري يف اإلصالحــات والوصول إىل‬
‫يجــب أن يعلن أن خطابــه لم يعد‬ ‫أدت اىل اضطراب يف سالســل التزوّد‬ ‫بالنسبة لألردن‪ ،‬توقعات بالنمو‬ ‫لتونس كذلك املؤسسة الثانية التي‬ ‫اتفاق مــع صندوق النقــد الدويل‬
‫خطــاب إقصائي وأنــه رئيس كل‬ ‫يف العالم‪.‬‬ ‫االقتصادي البطيء‪ 1.9% :‬يف سنة‬ ‫من الرضوري األخــذ بعني االعتبار‬ ‫وتدهور الوضع الســيايس وتأثري‬
‫التونســيني‪ ،‬كذلك عليه أن يعلن أن‬ ‫ّ‬
‫سيتوصل املغرب‬ ‫وحســب البنك‪،‬‬ ‫‪ 2022‬نتيجة لالرتفاع يف األســعار‬ ‫تقديراتهــا بيشء مــن الجدية هو‬ ‫الحــرب يف أوكرانيا عىل األســعار‬
‫القضاء هو من يحاسب الفاسدين‪.‬‬ ‫من تحقيق نمو ب ‪ 3%‬خالل العام‬ ‫العامليــة للنفط والحبــوب والتي‬ ‫صنــدوق النقد الــدويل الذي يمول‬ ‫العاملية للغذاء والطاقة وانعكاسات‬
‫كما أضاف أن عليــه البدء فورا‬ ‫القــادم (‪ )2023‬إذا نجح يف تأمني‬ ‫ستؤثر سلبا عىل االستهالك وكذلك‬ ‫تونس منذ سنوات‪.‬‬ ‫الحرب عىل آفاق النمــو يف أوروبا‪،‬‬
‫يف حوار اقتصــادي واجتماعي بما‬ ‫املعــدالت العادية للنمــو يف قطاع‬ ‫من جراء تداعيات الرصاع يف أكرانيا‬ ‫رشيك تونس االقتصادي األسايس‪.‬‬
‫أن االقتصاد لم يعــد يتحمل‪ ،‬وكل‬ ‫الفالحة بالرغــم من تواصل ارتفاع‬ ‫عىل الســياحة والتجارة يف األردن‪.‬‬ ‫تخفيض إلى ‪%2‬‬ ‫وحققــت تونــس نســبة نمو‬ ‫ّ‬
‫تأخري فيه يمثل كلفــة اقتصادية‬ ‫األسعار العاملية للنفط والحبوب يف‬ ‫لكن يف الســنة املقبلة سيعود النمو‬ ‫وأكد رضا الشكندايل أنه بالنسبة‬ ‫متواضعة سنة ‪ ،2021‬يف حدود ‪3.5‬‬
‫مالية واجتماعيــة‪ ،‬وعليه أن يدعو‬ ‫العام القادم‪.‬‬ ‫تدريجيــا إىل ‪ 2.5%‬إن تمكن األردن‬ ‫لتونس‪ ،‬فإن البنــك ق ّلص تقديراته‬ ‫باملائة مدفوعة أساســا بانتعاش‬
‫املمثلني االقتصاديني واالجتماعيني‬ ‫من تقليــص تداعيــات الرصاع يف‬ ‫إىل ‪ 2%‬هــذا العام (‪ )2022‬و‪2.5%‬‬ ‫عدّة قطاعات من بينها الصناعات‬
‫والكفــاءات املتخصصــة لألحزاب‬ ‫تونس‪ ..‬آفاق مظلمة‬ ‫أكرانيا عــى الســياحة والتجارة‬ ‫للعام القادم (‪ )2023‬وتعود األسباب‬ ‫املعملية والقطاع املنجمي والتجارة‬
‫واملنظمات من أجــل حوار لوضع‬ ‫وأكــد رضــا الشــكندايل أن كل‬ ‫والقيــام بإصالحات مــع صندوق‬ ‫األساسية إىل تصاعد األسعار العاملية‬ ‫يف حــن كبحــت جائحــة كوفيد‬
‫برنامج يلزم كل هذه األطراف بدون‬ ‫البلدان التي تم تخفيض النمو فيها‪،‬‬ ‫النقد الدويل تهدف اىل التقليص من‬ ‫للنفط والحبوب والتي ستكون لها‬ ‫‪ ،-19‬قطاعي الســياحة والخدمات‬
‫إقصاء للتفاوض مع صندوق النقد‬ ‫لديها أمل ألنه لديها مؤسسات من‬ ‫نفقــات الدولة بعــد الرتفيع فيها‬ ‫تداعيات سلبية عىل االستهالك وعىل‬ ‫وتق ّلص أداء القطاع الفالحي‪.‬‬
‫الــدويل‪ ،‬معتربا أن هــذه املنهجية‬ ‫خاللها يقع الحــوار وهي الربملان‪،‬‬ ‫اضطراريا للحد من اآلثار الســلبية‬ ‫ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫وتشري التوقعات املتصلة بسنتي‬
‫ستعطي رســائل طمأنة للمستثمر‬ ‫حتى لبنان‪ ،‬صندوق النقد الدويل لم‬ ‫للحرب يف أكرانيا‪.‬‬ ‫وقــال إن اإلنعــاش االقتصادي‬ ‫أن نسبة‬ ‫‪ 2022‬و‪ 2023‬يف العالم‪ ،‬إىل ّ‬
‫يف الداخل وتعطي رســائل طمأنة‬ ‫يرفض ملفها‪ ،‬لكن لألســف تونس‬ ‫بالنســبة للبنان بعــد االنهيار‬ ‫مرتبط بمدى التقدم يف املفاوضات‬ ‫النمو تبقى يف دائرة تراجعات هامّ ة‬
‫للمؤسســات الدوليــة وخاصــة‬ ‫تم رفضه وفق ترصيحات املسؤول‬ ‫االقتصادي املســجّ ل يف سنة ‪2021‬‬ ‫مع صندوق النقد الــدويل والتي لم‬ ‫يف صورة استمرار الحرب الروسية‬
‫صندوق النقد الدويل أن هذا الربنامج‬ ‫عن منطقة الرشق األوسط وشمال‬ ‫(نمو سالب ب ‪ ،)-10%‬يتوقع البنك‬ ‫تنطلق بعــد خاصة بعــد الرفض‬ ‫األوكرانية وإذا ما تقلصت صادرات‬
‫فيــه توافق تام عىل مســتوى كل‬ ‫افريقيا‪ ،‬بينما لبنــان رغم أزمتها‬ ‫تحقيق نمو ب ‪ 1%‬يف ســنة ‪2022‬‬ ‫التام لالتحاد العام التونيس للشغل‬ ‫الغاز أو مواد أولية أخرى متأتية من‬
‫املكونــات‪ ،‬حينها صنــدوق النقد‬ ‫االقتصادية الحادة فإنها لديها أمل‬ ‫إن توصلــت لبنان إىل حــل املأزق‬ ‫ملجمل االصالحات املضمنة يف وثيقة‬ ‫روسيا‪.‬‬
‫سيميض عىل الربنامج‪.‬‬ ‫ألنــه لديها انتخابات خالل شــهر‬ ‫السيايس والنجاح يف أجراء انتخابات‬ ‫رئاســة الحكومــة (التخفيض يف‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬

‫‪256‬‬
‫‪12‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬

‫اقتصاد‬

‫الرفع يف سعر الفائدة الرئييس‬


‫بمقدار نصــف نقطة مائوية‬
‫وهي أكرب زيادة منذ ‪ 22‬سنة‪،‬‬
‫هذه الزيادة هــي زيادة غري‬
‫معتادة وتنم عــن براقماتية‬
‫السياسة النقدية األمريكية‪.‬‬
‫وأكــد الخبــر االقتصادي‬
‫عىل أن تأثريات هذه الزيادة يف‬
‫سعر الفائدة الرئييس تجاوزت‬
‫حــدود الواليــات املتحــدة‬
‫األمريكية ليصــل تأثريها إىل‬
‫جل دول العالم‪ ،‬حيث ستأدي‬
‫إىل تأثريين مبارشين‪:‬‬
‫التأثري األول‪ ،‬يتعلق بارتفاع‬
‫أسعار الفائدة يف العالم‪ ،‬حيث‬
‫مــن املتوقــع أن تنتهج جل‬
‫البنوك املركزية يف العالم نفس‬
‫املنحــى وتقــوم بالرتفيع يف‬
‫نســب الفائدة الرئيسية وهو‬
‫ما ســيأدي إىل ارتفاع أسعار‬

‫أميركا ترفع الفائدة على الدوالر بـ ‪٪٠،٥‬‬


‫الفائدة يف العالم‪.‬‬
‫التأثري الثانــي للرتفيع يف‬
‫نســبة الفائدة الرئيســية يف‬
‫الواليات املتحــدة األمريكية‬
‫هو ارتفاع سعر رصف الدوالر‬ ‫خبراء لـــ «الرأي العام‪:‬‬
‫ارتفاع أسعار العمالت األجنبية مع‬
‫نتيجــة الرتفــاع الطلب عىل‬
‫الدوالر ونتيجة لتدفق األوراق‬
‫املاليــة ويف التوظيــف املايل‬
‫للواليات املتحــدة األمريكية‬
‫وإىل الدوالر‪.‬‬
‫كمــا أشــار إىل أن بقيــة‬
‫العمالت األجنبيــة كاليورو‬
‫تهاوي الدينار وغياب حلول الدولة‬
‫سيؤدي حتما إلى الذهاب إلى نادي‬
‫واليان سرتتفع ولكن بدرجة‬
‫أقل من الــدوالر‪ ،‬هذه الزيادة‬
‫يف ســعر الفائدة الرئيســية‬

‫باريس أو نادي لندن‬


‫ستزيد من هيمنة الدوالر عىل‬
‫االقتصاد العاملي‪ ،‬وطبعا هذا‬
‫التوجه له تداعيات أيضا عىل‬
‫تونس عىل ‪ 3‬مستويات‪:‬‬
‫الرأي العام – صابرين اخلشناوي‬
‫توسع العجز في الميزان التجاري‬
‫املســتوى األول‪ ،‬يتعلــق‬ ‫قرر مجلس االحتياطي الفيدرالي األميركي رفع الفائدة على الدوالر بمقدار نصف نقطة مئوية «‪ ،»%0.50‬لتصل إلى‬
‫بتوســع العجــز يف امليــزان‬ ‫‪ ،%1‬وهي أكبر زيادة منذ عام ‪ ،2000‬كما أنها زيادة بمقدار ضعف حجم الزيادة المعتادة في سعر الفائدة‪ ،‬وذلك‬
‫التجــاري حيــث أن العجز‬ ‫للمرة الثانية خالل العام الحالي‪.‬‬
‫سجّ ل ارتفاعا يف نهاية الثالثي‬ ‫هذا القرار سيؤثر سلبا على العديد من االقتصادات الناشئة‪ ،‬وبالتالي فإن الدول العربية مطالبة بالتحرك لمواجهة‬
‫األول للســنة الحالية نتيجة‬ ‫تداعيات هذا القرار واتخاذ إجراءات اقتصادية فاعلة‪.‬‬
‫الرتفاع الصادرات بنسق أقل‬
‫من الواردات حيــث ارتفعت‬ ‫ضخت البنوك املركزية مبالغ خيالية‬ ‫وقــال‪ ،‬طبعــا الضغوطــات‬ ‫وأشــار إىل أن النتيجــة املبارشة‬ ‫وأوضــح الخبــر االقتصــادي‬
‫الواردات بـ‪ 29%‬والصادرات‬ ‫لدعم اقتصادياتها ولدعم القطاعات‬ ‫التضخمية تعود إىل أســباب عديدة‪،‬‬ ‫لألزمتني هــو ارتفاع مســتويات‬ ‫والوزير الســابق محســن حسن‬
‫بـ‪ 26%‬فقط‪ ،‬وارتفاع سعر‬ ‫املترضرة ولدعــم األرس التي فقدت‬ ‫أولهــا‪ ،‬قطع اإلمدادات وسالســل‬ ‫التضخم إىل مستويات غري مسبوقة‪.‬‬ ‫يف ترصيح لـــ «الرأي العــام» أن‬
‫الــدوالر ســيؤدي إىل ارتفاع‬ ‫مواطن شغلها‪.‬‬ ‫إمــداد عديد املواد األساســية مثل‬ ‫ففــي الواليات املتحــدة األمريكية‬ ‫االقتصاد العاملي تعرض يف السنتني‬
‫قيمــة وارداتنــا خاصة من‬ ‫البرتول ومنتجــات الطاقة عموما‬ ‫تجاوزت نســبة التضخم اآلن ‪8%‬‬ ‫األخريتني إىل صدمتان كبريتان‪ ،‬أثرتا‬
‫الحبوب التي مــن املتوقع أن‬ ‫الزيادة األكبر منذ ‪ 22‬سنة‬ ‫وكذلك املواد الغذائية خاصة الحبوب‬ ‫وهو أعىل مســتوى تقريبا منذ ‪40‬‬ ‫بصفة واضحــة وجلية عىل الوضع‬
‫يكون معدل االرتفاع السنوي‬ ‫بالنســبة للوضع الحايل‪ ،‬ارتفاع‬ ‫جراء األزمة الروســية األوكرانية‪،‬‬ ‫ســنة نفس اليشء بالنســبة لدول‬ ‫االقتصادي واالجتماعي وعىل املالية‬
‫ألســعارها ‪ 40‬يف املائة سنة‬ ‫التضخــم يف الواليــات املتحــدة‬ ‫كما تعود هــذه املوجة من التضخم‬ ‫االتحــاد األوروبي حيــث تجاوزت‬ ‫العموميــة بصفة خاصــة‪ ،‬هذين‬
‫‪ 2022‬وكذلك ارتفاع أســعار‬ ‫األمريكية إىل املســتوى الذي ذكرته‬ ‫إىل السياســات النقدية التوسعية‬ ‫نســبة التضخم ‪ 7‬يف املائة وهي من‬ ‫الصدمتني تتمثالن يف أزمة الكوفيد‬
‫البرتول حيــث من املتوقع أن‬ ‫دفع املجلس االحتياطي الفيديرايل إىل‬ ‫التي انتهجتها جل دول العالم حيث‬ ‫أعىل املستويات‪.‬‬ ‫ثم الحرب الروسية األوكرانية‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫اقتصاد‬
‫بالعكس يجلب املستثمرين األجانب‬ ‫الوطني خاصة يف القطاعات الحيوية‬ ‫يصل ســعر الربميل عىل كامل سنة‬
‫عىل مســتوى ادخــار أموالهم عىل‬ ‫كالقطــاع الفالحي فمن الرضوري‬ ‫‪ 2022‬إىل ‪ 100‬دوالر حسب التقرير‬
‫مستوى الســوق املالية األمريكية‪،‬‬ ‫أن تتدخل الحكومــة برسعة لدعم‬ ‫األخري للبنك الدويل‪.‬‬
‫وهــذا ما حصل حيــث تمكنت من‬ ‫االنتاج ومدخالتــه بتقليص الكلفة‬ ‫واعترب محســن حســن أن هذا‬
‫جلب أموال كبرية بالدوالر يف السوق‬ ‫والتحكم يف األسعار‪ ،‬مثال يف القطاع‬ ‫االرتفاع يف أسعار املواد التي توردها‬
‫األمريكية وبالتــايل خلقت نوع من‬ ‫الفالحي من الرضوري تدخل الدولة‬ ‫تونس ســيؤدي إىل مزيد توســع‬
‫التمويل لالســتثمار الخاص ودفع‬ ‫لدعم األعــاف ودعــم كلفة مياه‬ ‫العجز يف امليــزان التجاري وهو ما‬
‫النمو االقتصادي وترشــيد الساحة‬ ‫الــري والرتفيع يف أســعار الحبوب‬ ‫سيؤدي إىل مزيد الطلب عىل العملة‬
‫االقتصاديــة من خــال الرتفيع يف‬ ‫عند االنتاج‪ ،‬الحكومة مطالبة أيضا‬ ‫األجنبية باعتبار أن العجز يف امليزان‬
‫نسبة الفائدة وبالتايل التخفيض يف‬ ‫بالرتفيــع يف طاقة تخزيــن املواد‬ ‫التجــاري يقــع تمويلــه بالعملة‬
‫نسبة التضخم‪.‬‬ ‫الفالحية وخاصة منها الحبوب‪.‬‬ ‫الصعبة مما سيولد ضغوطات عىل‬
‫يف نفس الســياق قال الشكندايل‪،‬‬ ‫◄ رضا الشكندالي‬ ‫كما قــال إن الحكومــة مطالبة‬ ‫◄ محسن حسن‬ ‫ميزان الدفوعــات وبالتايل يرتاجع‬
‫نحن عند الرتفيع يف نســبة الفائدة‬ ‫يف اعتقــاده باإليفــاء بتعهداتهــا‬ ‫ســعر رصف الدينار وكذلك يرتفع‬
‫ســرتفع الكلفــة عىل مســتوى‬ ‫عند الترفيع في نسبة‬ ‫تجاه املؤسسات العمومية كديوان‬ ‫الحكومة مطالبة‬ ‫مستوى التضخم يف تونس‪.‬‬
‫املؤسسات وسينفر املستثمرين ولن‬
‫الفائدة فإنها ستسجل‬
‫الحبوب وديــوان الزيــت وديوان‬ ‫باإليفاء بتعهداتها‬
‫نجد الدفع االقتصادي الذي سينمي‬ ‫التجارة وكل املؤسســات العمومية‬ ‫تجاه المؤسسات‬ ‫ارتفاع خدمة الدين‬
‫باألموال األجنبية ليصبح‬
‫الثروة وبالتايل هناك اختالف تام يف‬ ‫املكلفــة بالرشاءات‪ ،‬فعــى الدولة‬ ‫املستوى الثاني‪ ،‬يتمثل يف ارتفاع‬
‫لديها مردودية أيضا‬ ‫العمومية كديوان‬
‫الوضعيتان‪.‬‬ ‫سداد تعهداتها تجاه هذه املؤسسات‬ ‫خدمة الدين‪ ،‬فخدمة الدين يف تونس‬
‫نسبة الفائدة مرتفعة‬ ‫حتى تواصل القيام بدورها التعدييل‬ ‫الحبوب وديوان الزيت‬ ‫سنة ‪ 2022‬ستكون يف حدود ‪ 4‬مليار‬
‫ضغوطات كبيرة من طرف السلطة‬ ‫لدينا أي أن الكلفة عالية‬ ‫وتستورد وتبحث عن مصادر لتأمني‬ ‫وديوان التجارة وكل‬ ‫دينار أصل الديــن و‪ 2‬مليار دينار‬
‫التنفيذية على البنك المركزي‬ ‫غذاء ودواء التونسيني والتونسيات‪.‬‬ ‫المؤسسات العمومية‬ ‫فوائد الدين الخارجي‪ ،‬هذا االرتفاع‬
‫بالنسبة للمؤسسات‬
‫أشار إىل سبب آخر‪ ،‬قائال بما أننا‬ ‫وأضــاف أنــه من جانــب آخر‬ ‫المكلفة بالشراءات‬
‫يف خدمــة الدين وارتفــاع قيمة ما‬
‫يف مرحلة االقتصاد السيايس‪ ،‬فهناك‬ ‫وعند مزيد الترفيع فإن‬ ‫الحكومة مطالبة باالنطالق يف العمل‬ ‫سرتجعه تونس للخارج سيزيد من‬
‫الكلفة ستكون أثقل على‬ ‫وسداد تعهداتها تجاه‬
‫ضغوطات كبرية من طرف السلطة‬ ‫ووضع خطة لدعم القطاع الفالحي‬ ‫متاعب املالية العمومية وســيؤدي‬
‫التنفيذية خاصة رئاسة الجمهورية‬ ‫المؤسسات التونسية‬ ‫ودعــم الصناعة وتطويــر طرق‬ ‫هذه المؤسسات حتى‬ ‫إىل توســع العجز يف ميزانية الدولة‬
‫عىل البنــك املركزي بمــا أنه هناك‬ ‫وستساهم في تنفير‬ ‫الترصف يف املنظومات الفالحية من‬ ‫تواصل القيام بدورها‬ ‫وبالتــايل ارتفاع الحاجة إىل التمويل‬
‫انسداد عىل مستوى الحلول لتعبئة‬ ‫أجل تحقيق األمن الغذائية‪.‬‬ ‫التعديلي وتستورد‬ ‫األجنبي الذي قــدّره قانون املالية‬
‫المستثمرين بما أن كلفة‬
‫املــوارد الخارجية هناك ضغط عىل‬ ‫إذا هناك إجــراءات رسيعة عىل‬ ‫لسنة ‪ 2022‬بـ‪ 12.5‬مليار دينار‪.‬‬
‫االستثمار عالية جدا‬ ‫وتبحث عن مصادر لتأمين‬
‫البنك املركزي من أجل اقراض الدولة‬ ‫الحكومة القيام بها وإجراءات عىل‬ ‫كما أوضح محدثنا إىل أن ارتفاع‬
‫واعطائها بصــورة غري علنية‪ ،‬هذا‬ ‫املدى املتوسط والبعيد من الرضوري‬ ‫غذاء ودواء التونسيين‬ ‫حاجــة تونس للتمويــل الخارجي‬
‫التمويــل املبارش من طــرف البنك‬ ‫جدا أن تنطلق فيهــا الحكومة وأنا‬ ‫والتونسيات‬ ‫ستشكل عقبة حقيقية أمام تحقيق‬
‫املركزي هو ما يســاهم يف ارتفاع‬ ‫من جانبه أوضح أستاذ االقتصاد‬ ‫أقصد السياسات القطاعية أساسا‬ ‫التوازنات الكربى يف تونس خاصة يف‬
‫التضخم املايل والدليــل عىل ذلك أن‬ ‫يف الجامعة التونسية رضا الشكندايل‬ ‫من خــال إزالة العوائــق املتعددة‬ ‫النقديــة البنك املركــزي مطالب يف‬ ‫ظل صعوبة التوصــل إىل اتفاق مع‬
‫التضخم املايل منذ الفرتة االستثنائية‬ ‫يف ترصيــح لـ»الرأي العــام» أنه‬ ‫كالتمويل والجباية وارتفاع الضغط‬ ‫اعتقادي بالعمل عىل ثالث واجهات‪،‬‬ ‫صندوق النقد الدويل‪ ،‬فكل التحاليل‬
‫لم يرتاجع وهــذا لم يحدث من قبل‬ ‫بالنسبة للواليات املتحدة األمريكية‬ ‫الجبائي والبنية التحتية املهرتئة وما‬ ‫األوىل‪ ،‬مــن خالل ترشــيد التوريد‬ ‫تؤكد صعوبة التوصل إىل هذا االتفاق‬
‫يف تاريخ تونس ( التضخم يف العادة‬ ‫فإن الفائدة فيهــا ضعيفة وبالتايل‬ ‫إىل غري ذلك‪.‬‬ ‫وخاصة توريد املواد االســتهالكية‬ ‫يف ظل ضبابية املشــهد الســيايس‬
‫غري مســتقر يرتفع ويرتاجع لكن‬ ‫لديها هامش الترصف‪ ،‬وعند الرتفيع‬ ‫للحد من التضخم املســتورد وذلك‬ ‫ويف ظل غياب البعد التشــاركي يف‬
‫منذ الفرتة االســتثنائية أوت ‪2021‬‬ ‫يف نســبة الفائدة ال يكــون هناك‬ ‫المستوى الساسي‬ ‫بالتنسيق مع املؤسســات البنكية‬ ‫االصالحات املطلوبة‪.‬‬
‫التضخم املايل يف ارتفاع مســتمر)‬ ‫انعكاس عىل االســتثمار وكلفته ال‬ ‫ثالثا‪ ،‬عىل املســتوى الســيايس‪،‬‬ ‫ومــع الحكومــة‪ ،‬فمواصلة توريد‬ ‫وأشار إىل أن صندوق النقد الدويل‬
‫هذا يؤكد أنه هنــاك تمويل مبارش‬ ‫ترتفع بصفة كبرية‪ ،‬وعند الزيادة يف‬ ‫بني محسن حسن مسؤولية رئيس‬ ‫املواد الكمالية واملواد االســتهالكية‬ ‫طلب من تونس البدايــة يف القيام‬
‫من طــرف البنك املركــزي أو من‬ ‫نسبة الفائدة فإن مردودية األموال‬ ‫الجمهوريــة يف االنطــاق يف حوار‬ ‫بهذا النسق قد يرفع نسب التضخم‬ ‫باإلصالحــات املطلوبة قبل التوصل‬
‫طرف البنوك مليزانيــة الدولة يعني‬ ‫سرتتفع وهذا ما وقع عىل مستوى‬ ‫وطني شــامل ال يقيص أي طرف‪،‬‬ ‫إىل نســبة برقمني وهو ما يشــكل‬ ‫إىل اتفاق وهو يف اعتقادي إشــارة‬
‫هناك ضخ أموال يف االقتصاد بدون‬ ‫قيمة الدوالر يف السوق الدولية حيث‬ ‫والحوار يكون مع من يخالفه الرأي‬ ‫خطر حقيقي خاصــة عىل القدرة‬ ‫واضحة من الصنــدوق إىل صعوبة‬
‫نماء للثروة‪ ،‬املشــكل أنه يف ظل هذا‬ ‫تحســنت وخلقت حركيــة عاملية‬ ‫وليس مع من نشاطرهم التوجهات‬ ‫الرشائيــة للطبقــات االجتماعية‬ ‫التوصــل إىل هــذا االتفــاق يف ظل‬
‫االنســداد الذي تعيشــه الحكومة‬ ‫كبرية من خــال تحويــل األورو‬ ‫والرؤى‪.‬‬ ‫وكذلك القدرة التنافسية للمؤسسة‬ ‫الظروف الحالية التي تعرفها البالد‪،‬‬
‫التونســية فإن البنك املركزي يظن‬ ‫بالدوالر وارتفعــت قيمته مقارنة‬ ‫كما شــدد عــى حــوار وطني‬ ‫التونسية ‪.‬‬ ‫وبالتايل فإن ارتفاع أسعار العمالت‬
‫أنه مــن املمكن أن يطلــب رئيس‬ ‫باألورو‪.‬‬ ‫شامل يشــمل املجاالت السياسية‬ ‫الثانية‪ ،‬عىل مســتوى سياســة‬ ‫األجنبيــة وتهاوي الدينــار مقابل‬
‫الجمهورية هذه املبالغ التي يتمكن‬ ‫وعودة الحيــاة الديمقراطية وحوار‬ ‫الرصف‪ ،‬فالبنك املركــزي مطالب‬ ‫الدوالر قد يزيد مــن متاعب املالية‬
‫من الحصــول عليها مــن الخارج‬ ‫تونس ال يمكنها الترفيع في نسبة الفائدة‬ ‫اقتصادي يؤســس ملنوال اقتصادي‬ ‫بالتدخل يف ســوق الرصف لحماية‬ ‫العمومية وقد يدفع بتونس خاصة‬
‫بســبب عدم التقدم يف املفاوضات‬ ‫بينما يف تونس نحن ال نملك سوق‬ ‫جديد وسياسات اقتصادية جديدة‬ ‫الدينار التونيس والتحكم يف انزالقه‬ ‫إذا تواصل األمر إىل الســنة القادمة‪،‬‬
‫مع صنــدوق النقد الــدويل حيث‬ ‫مالية‪ ،‬فعند الرتفيع يف نسبة الفائدة‬ ‫وسياســات قطاعية جديدة وخطة‬ ‫والتدخل يف سوق الرصف من خالل‬ ‫حيث ستكون خدمة الدين الخارجي‬
‫نحتاج حوايل ‪ 23‬ألف مليار وبالتايل‬ ‫فإنها ستســجل باألموال األجنبية‬ ‫واضحة لتطوير مناخ األعمال يهدف‬ ‫ضخ العملة الصعبة حتى ال يتدحرج‬ ‫مرتفعة جدا‪ ،‬إىل طلب جدولة ديونها‬
‫هــذا الضخ ســيعطي انفالت عىل‬ ‫ليصبح لديها مردودية‪ ،‬أيضا نسبة‬ ‫إىل دفع االستثمار والتصدير وخلق‬ ‫الدينار إىل مستويات كربى‪.‬‬ ‫والذهــاب إىل نــادي باريس ونادي‬
‫مستوى األســعار ويف هذه الحالة‬ ‫الفائدة مرتفعة لدينا أي أن الكلفة‬ ‫الثروة‪.‬‬ ‫الثالثــة‪ ،‬قد يجد البنــك املركزي‬ ‫لندن لهيكلة دينها الخارجي‪.‬‬
‫البنك املركزي ســيصبح مجربا عىل‬ ‫عالية بالنســبة للمؤسسات وعند‬ ‫من جانب آخر فــإن هذا الحوار‬ ‫نفســه مضطرا إىل الرتفيع يف نسبة‬ ‫وشدد محسن حسن عىل أنه أمام‬
‫الزيادة يف نســبة الفائدة ألن املبالغ‬ ‫مزيد الرتفيع فإن الكلفة ســتكون‬ ‫االقتصادي مطالب بوضع سياسة‬ ‫الفائدة املديرية وهو ما قد يزيد من‬ ‫هذه الوضعيــة الصعبة وأمام حالة‬
‫كبرية لهذا السبب هو يؤجل الزيادة‬ ‫أثقل عىل املؤسســات التونســية‬ ‫واضحة لتحقيــق التوازنات املالية‬ ‫متاعب األرس واملؤسسات التي لديها‬ ‫الركــود االقتصادي غري املســبوق‬
‫يف نسبة الفائدة ملثل هذه األزمة‪.‬‬ ‫وستساهم يف تنفري املستثمرين بما‬ ‫الكربى تهدف إىل الحد من اللجوء إىل‬ ‫ديون بنسبة فائدة متغرية ومرتبطة‬ ‫الذي تشــهده تونس وأمــام تأزم‬
‫كما أشــار رضا الشــكندايل إىل‬ ‫أن كلفة االستثمار عالية جدا‪.‬‬ ‫التداين وذلك من خالل إصالح جبائي‬ ‫بنسبة السوق النقدية‪.‬‬ ‫وضعيــة املاليــة العمومية‪ ،‬تونس‬
‫أنــه قد تلجئ حكومــة بودن ومن‬ ‫كما قال‪ ،‬نحن بلغنا نسبة فائدة‬ ‫شامل واصالح منظومة الدعم أيضا‬ ‫مطالبة بالعمل عىل أكثر من صعيد‬
‫ورائها قيس سعيد بما أنه ليس ملم‬ ‫عاليــة وال يمكننا مزيــد الرتفيع‬ ‫اصالح وضعية املؤسسات العمومية‬ ‫العمل الحكومي‬ ‫لتجاوز مخلفات السياسات النقدية‬
‫بامليكانيزم االقتصادي‪ ،‬إىل الضغط‬ ‫بينما الواليات املتحــدة األمريكية‬ ‫ومقاومــة التهريب ومــا إىل غري‬ ‫ثانيــا‪ ،‬عــى مســتوى العمل‬ ‫الخارجية وخاصة األمريكية منها‪.‬‬
‫عىل البنك املركزي من أجل اقراضهم‬ ‫نسبة الفائدة فيها ضعيفة وبالتايل‬ ‫ذلك من االجراءات التي من شــأنها‬ ‫الحكومــي‪ ،‬الحكومــة مطالبــة‬
‫إلكمال السنة عىل مستوى ميزانية‬ ‫لديها هامش من الترصف والذي ال‬ ‫إن تقلص اللجــوء للتداين وتحقق‬ ‫بالتنسيق املحكم مع البنك املركزي‬ ‫السياسة النقدية‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫يؤثر عىل املســتثمرين املحليني بل‬ ‫السيادة الوطنية‪.‬‬ ‫لرتشــيد التوريــد ولدعــم االنتاج‬ ‫أوال‪ ،‬عىل مســتوى السياســة‬
‫� ش��عرا‬ ‫ر� ي‬‫ا�ل أ‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬

‫‪256‬‬
‫‪14‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬

‫�عمر ا�ل ش�ه ب�ا��ن ي�‬

‫دعاء سياسي‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫ثقافة‬


‫برصف الثّواني طلبت لقاكا‬
‫ولم أسترش يف هوايا سواكا‬
‫مهرجان كان السينمائي‪..‬‬
‫***‬
‫وكانت خطانا تسري إليكم‬
‫تسابق فيما مشينا خطاكا‬
‫حضور عربي ّ‬
‫مميز في لجان التحكيم‬
‫***‬
‫ولم أستند يف مسريي إليك‬
‫عىل أي رأي ندى عن رؤاكا‬
‫و‪ 6‬أفالم عربية خارج المسابقة الرسمية‬
‫***‬ ‫الرأي العام ‪ -‬وكاالت‬
‫ولم أكتب الشعر إال إليك‬ ‫تعرض ‪ 6‬أفالم عربية‬
‫ولم أدخل النار إال فداكا‬ ‫خارج المسابقة‬
‫***‬ ‫الرسمية في الدورة‬
‫ْ‬
‫ولم أرشب البحر إال لرتوى‬ ‫الـ ‪ 75‬لمهرجان كان‬
‫ولم أمسك الرخو إال عُ راكا‬ ‫السينمائي‪ ،‬التي‬
‫***‬ ‫تقام من ‪ 17‬إلى ‪28‬‬
‫معصمي‬
‫ّ‬ ‫فذابت عرى الحب يف‬ ‫ماي الحالي‪ ،‬وعلى‬
‫والذت تخوم الهوى يف سماكا‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬فإن‬
‫***‬ ‫هذا العام يشهد ألول‬
‫فصارت عيوني ظالما تراني‬ ‫مرة وجود ‪ 3‬من العرب‬
‫وبات الفؤاد غريبا يراكا‬ ‫على رأس لجان تحكيم‬
‫***‬ ‫مسابقات مختلفة‪.‬‬
‫ورصنا عىل كل باب وقوفا‬
‫نظن اللقاء هنا لو دعاكا‬ ‫‪ 3‬أفالم في مسابقة "نظرة ما"‬
‫***‬ ‫تشارك ‪ 3‬أفالم عربية يف مسابقة‬
‫وكنت تمانع حتى مللنا‬ ‫"نظرة ما"‪ ،‬وهي من املســابقات‬
‫دعاء مرضا عىل من دعاك‬ ‫املهمة وغري الرسمية يف املهرجان‪.‬‬
‫***‬ ‫الفيلم األول للمخرجة الفلسطينية‬
‫وكنت انتخبت رشيفا بدا يل‬ ‫مها الحاج "حمــى البحر األبيض‬
‫عليه املعوّل يف مبتغاكا‬ ‫(‪Mediterranean‬‬ ‫املتوســط"‬
‫***‬ ‫‪ ،)Fever‬الذي تــدور أحداثه حول‬
‫وقلنا فصيح لديك الكالم‬ ‫كاتب فلسطيني طموح يعاني من‬
‫قويم املراد نظيف رداكا‬ ‫االكتئاب‪ ،‬وبالصدفة تنشــأ صداقة‬
‫***‬ ‫مع جاره املحتال‪ ،‬ويبــدأ يف تنفيذ‬
‫هربنا إليك كمن ال يبايل‬ ‫مخطط رشير يساعده عىل الخروج‬
‫هروب القطيع عىل من سواك‬ ‫كوثر بن هنية مخرجة فيلم "الرجل‬ ‫أحداثه تتــواىل بطريقة غريبة حني‬ ‫وخارج املسابقة الرسمية‪ ،‬وعن‬ ‫من حالة االكتئاب‪.‬‬
‫***‬ ‫الذي باع ظهره" مسابقة النقاد يف‬ ‫يتم العثور عىل جثة متفحمة وسط‬ ‫فتــى مغربي مراهــق (‪ 13‬عاما)‬ ‫ويف املســابقة نفســها‪ ،‬تشارك‬
‫ْ‬
‫خيانة‬ ‫ْ‬
‫العمالة‬ ‫َ‬
‫رصخت‬ ‫َ‬
‫وكنت‬ ‫ْ‬
‫كان‪.‬‬ ‫موقع بناء‪.‬‬ ‫يعيش أزمة هويــة بعد وفاة والده‬ ‫املخرجــة املغربية مريــم توزاني‬
‫فطرنا بهذا وقلنا كذاكا‬ ‫وبعيدا عن املســابقات وبرامج‬ ‫ويعــرض أيضــا فيلــم "تحت‬ ‫وتحاول والدته إبعاده عن شقيقه‬ ‫بفيلمهــا "القفطان األزرق"‪ ،‬وتعد‬
‫***‬ ‫املهرجان املختلفة‪ ،‬يشارك املخرج‬ ‫الشــجرة"‪ ،‬وهــو أول فيلم روائي‬ ‫األكرب‪ ،‬يعــرض فيلــم "املتمرد"‬ ‫هذه املشــاركة الثانيــة للمخرجة‬
‫ولكن وعدا مىش يف سداه‬ ‫ّ‬ ‫املــري أحمــد فــوزي صالح‬ ‫للمخرجة التونسية أريج السحريي‪،‬‬ ‫للمخرجني البلجيكيني عادل العربي‬ ‫املغربية يف فعاليــات املهرجان‪ ،‬إذ‬
‫كما كنت تميش بنا يف سداكا‬ ‫بمرشوع فيلمه "هاملت من عزبة‬ ‫وتدور قصته حــول العالقات بني‬ ‫وبالل فالح‪.‬‬ ‫ســبق لها عرض فيلمها "آدم" يف‬
‫***‬ ‫الصفيــح" ليكون واحــدا من بني‬ ‫الشــباب والفتيات أثنــاء الحصاد‬ ‫كما يشــارك فيلــم "صبي من‬ ‫دورة عام ‪.2019‬‬
‫رفعنا األيادي إىل عدل ربّ‬ ‫‪ 15‬مرشوعــا مشــاركا يف منتدى‬ ‫الصيفي وبــن األشــجار‪ ،‬حيث‬ ‫الجنة" من إخراج املخرج السويدي‬ ‫تدور أحداث "القفطان األزرق"‬
‫بتُب ّْت يدانا وتب ّْت يداكا‬ ‫"التوليــي"(‪ )L’Atelier‬لإلنتــاج‬ ‫يحاولون فهم بعضهم بعضا وخلق‬ ‫ذي األصل املــري طارق صالح‪،‬‬ ‫حول الزوجني حليم ومينة‪ ،‬اللذين‬
‫***‬ ‫املشرتك‪ ،‬املقام يف الفرتة من ‪ 22‬إىل‬ ‫روابط عميقة‪.‬‬ ‫وتدور أحــداث الفيلم يف أول يوم لـ‬ ‫يديران متجــرا مختصا بالقفطان‬
‫وفاضت دروب البالد عليك‬ ‫‪ 27‬ماي الجــاري‪ ،‬ضمن فعاليات‬ ‫"آدم" يف جامعة األزهر‪.‬‬ ‫املغربــي يف مدينة ســا املجاورة‬
‫تيمّ ن كل الدعا يف دجاك‬ ‫الــدورة الـ ‪ 75‬مــن مهرجان كان‬ ‫حضور عربي قوي بلجان التحكيم‬ ‫والفيلــم الثالــث هو "الســد"‬ ‫للربــاط‪ ،‬وينضم يوســف إليهما‬
‫***‬ ‫الســينمائي‪ ،‬والفيلم هو معالجة‬ ‫يشــهد مهرجان ْ‬
‫كان هذا العام‬ ‫للمخــرج اللبنانــي عيل شــاري‪،‬‬ ‫ليتعلم فنون الخياطة‪ ،‬فيكشف عن‬
‫تقول إلهي لقد فاض عنا‬ ‫معــارصة لروايــة "هاملــت"‬ ‫مشــاركة عربية ومرصية مميزة‬ ‫واألحــداث مســتمدة من قصص‬ ‫الرس الدفني الذي يخفيه الزوجان‪.‬‬
‫دعاء اليتيم يلذ يف حماك‬ ‫لشكسبري‪.‬‬ ‫يف لجــان التحكيم‪ ،‬إذ يرأس املخرج‬ ‫حقيقية للعاملني يف مصانع الطوب‪،‬‬ ‫والفيلــم الثالــث هــو‬
‫***‬ ‫ويشــارك املخرج مراد مصطفى‬ ‫املرصي يــري نرص اللــه لجنة‬ ‫الذين التقى بهم املخرج وبنى معهم‬ ‫"حرقــة"(‪ )Harka‬مــن إخراج‬
‫فكن يا إلهي عليه شديدا‬ ‫يف برنامــج "ال فابريــك"(‪La‬‬ ‫تحكيم مســابقة األفالم القصرية‪،‬‬ ‫عالقات وطيدة عىل مدى السنوات‬ ‫لطفي ناثان مــن تونس‪ ،‬وهو أول‬
‫وسق يا إلهي إليه الهالكا‬ ‫‪ )Fabrique‬بالفيلــم املــري‬ ‫وهي املســابقة التي تشهد ترشيح‬ ‫املاضية‪ ،‬ليقدم لنــا أهمية الخيال‬ ‫عمل روائي طويل ملخرجه‪ ،‬ويتناول‬
‫***‬ ‫"عائشة ال تستطيع الطريان"‪ ،‬ومن‬ ‫‪ 9‬أفالم تتنافــس عىل جائزة أفضل‬ ‫وقدرة اإلنســان عــى تخيل واقع‬ ‫الفيلــم صعوبة الحياة واملشــاكل‬
‫لقد خان عهدي ونال طعامي‬ ‫املقــ ّرر أن يعطي الربنامج الفرصة‬ ‫فيلم قصري‪.‬‬ ‫معاكس ملا يواجهه من قمع وظلم‪.‬‬ ‫الحاصلة جراء قلة األيدي العاملة‪،‬‬
‫وعاف الصالح وعاف فِ ناكا‬ ‫للمخرجني الصاعدين لكي يحصلوا‬ ‫ومن مرص أيضا يــرأس الناقد‬ ‫من خالل حكاية الشــاب التونيس‬
‫***‬ ‫عىل دعم إنتاجــي ألفالمهم األوىل‪،‬‬ ‫الســينمائي أحمد شــوقي لجنة‬ ‫أسبوع النقاد‬ ‫"عيل"‪ ،‬الذي يكســب قــوت يومه‬
‫فيا رب خذه لديك رسيعا‬ ‫والفيلم يــدور حول فتاة صومالية‬ ‫تحكيــم االتحــاد الــدويل للنقاد‬ ‫وضمن أسبوع النقاد‪ ،‬املسابقة‬ ‫من بيــع الوقود املهــرب ويحلم‬
‫ويا رب أنت الذي يف سماكا‬ ‫ذات ‪ 20‬عاما‪ ،‬وتعمــل يف الرعاية‬ ‫الســينمائيني‪ ،‬ويف اللجنة نفسها‬ ‫التي تحتفــي بالعمل األول والثاني‬ ‫بحياة أفضل لكنه يعيش واقعا م ّرا‬
‫***‬ ‫الصحيــة بمرص‪ ،‬ويتتبــع الفيلم‬ ‫توجد الناقــدة املغربية جيهان بو‬ ‫للمخرجني‪ ،‬يشارك فيلم "أشكال"‪،‬‬ ‫وبائسا‪.‬‬
‫لتجعل عالمات ذاك العقاب‬ ‫رحلتها يف عملها وتحركها من بيت‬ ‫قرين‪.‬‬ ‫وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج‬
‫نراها لدينا بمن ال يراكا‬ ‫لبيت لتقديم املساعدة للمرىض‪.‬‬ ‫كمــا ترأس املخرجة التونســية‬ ‫التونيس يوســف الشــابي‪ ،‬وتبدأ‬ ‫خارج المسابقة الرسمية‬
‫‪15‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫ثقافة‬
‫وكان استهتاره وشهوانيته املفرطة‬ ‫ويف نفس الوقت تعكس كيفية إظهار‬ ‫أسطورة اإلله الحاكم زوس في المالحم اإلغريقية القديمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫الســبب الرئييس لخالفــه الدائم مع‬ ‫األنثى لقوتها وســلطتها من خالل‬
‫زوجته هريا‪ ،‬ومن أجل أن يتمكن من‬
‫ممارســة غرامياته مع معشوقاته‪،‬‬
‫حنكتها وجمالها‪.‬‬
‫إن زوس يف الديانــة اإلغريقيــة‬ ‫ّ‬ ‫المجنح‬ ‫بين الخيال األدبي‬
‫والواقع السياسي المأزوم‬
‫تحــول زوس إىل أشــكال مختلفة‬ ‫هو اإلله الحاكــم ملجمع اآللهة وإله‬
‫من الحيوانات مثــل تحوله إىل طائر‬ ‫الطقس والســماء الذي يقابله اإلله‬
‫الوقــواق عند اغتصابه هريا أو بجعة‬ ‫الروماني جوبيتــر‪ .‬من الواضح أن‬
‫عندمــا اغتصب ليدا أو ثــور عندما‬ ‫اســم زوس أتى من اسم إله السماء‬
‫زيوس أو زوس هو حاكم اآللهة وكبيرهم في مجمع جبل «أوليمبوس» اإلغريقي‪،‬‬
‫اختطف أوروبا‪.‬‬ ‫"دايــوس" يف الديانة الهندوســية‬
‫وزوس هو أحد الشخصيات الرئيسة في الميثولوجيا اليونانية القديمة‪ ،‬وهو إله‬
‫القديمــة واملذكور يف ريــغ فيدا أحد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السماء والرعد والصواعق‪ ،‬والحاكم لكل المخلوقات الفانية ويخص البشر والخالدة‬
‫تماثيل زوس في بيوتات اإلغريق‬ ‫الكتب املقدسة يف الديانة الهندوسية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫من المخلوقات النورانية‪ .‬ويعد زوس في الميثولوجيا اإلغريقية حامي حمى‬
‫آمــن املتدينون من أتبــاع زوس‬ ‫وقــد نظر النــاس إىل زوس بوصفه‬ ‫ّ‬
‫م ِ‬ ‫البشر من الفناء‪ ،‬يوفر لهم أسباب البقاء وهو المسؤول عن هطول األمطار‬
‫بقدرته الخارقة‪ ،‬حيث اســتطاع أن‬ ‫ُرســل الرعد والربق واملطر والرياح‬
‫في تأرجحه بين السماوي‬ ‫ّ‬ ‫وتراكم السحب‪ ،‬استطاع أن يمثل شخصية االنسان‬
‫يحكم مجمع اآللهة‪ ،‬وانترشت تماثيل‬ ‫وســاحه التقليدي هــو الصاعقة‪،‬‬
‫ودعوه باألب الذي يحكم ويحمي ًّ‬ ‫واألرضي‪ ،‬بين العقل والشهوة في تناقضهما المشط أحيانا‪.‬‬
‫هذا اإلله يف كل بيت من بيوتات اإلغريق‬ ‫كل‬ ‫د‪ .‬حممد التومي‬
‫القدامى اعتقادا منهم أن اإلله زوس‬ ‫من اآللهة والبرش‪.‬‬
‫يحرس منازلهم مــن األمراض ومن‬ ‫ووفقا ألســطورة جزيــرة كريت‬ ‫ً‬ ‫كرونوس والده‪ ،‬فزوس مثل السماء‬ ‫صراع اإلله زوس مع أبيه كرونوس‬
‫املعتدين‪ .‬كمــا مثل تمثال زوس رمزا‬ ‫ً‬
‫‪-‬التي تبناها اإلغريــق الحقا‪ -‬فإن‬ ‫واألرض وكل ما هو منظور من قبل‬ ‫زوس في اإللياذة واألوديسة‬
‫للضيافة والكــرم‪ ،‬ونموذجا لاللتزام‬ ‫كرونوس ملك الجبابرة‪ ،‬بعد معرفته‬ ‫البرش من صواعق وسحب وأمطار‪،‬‬ ‫تمثل امليثولوجيا اليونانية القديمة‬ ‫زوس هو ابــن اإلله كرونوس إله‬
‫اإلغريقي يف حسن الضيافة والقِ رى‪.‬‬ ‫أن أحــد أوالده ســوف يخلعــه عن‬ ‫ومن نســله خرجت كل الشخصيات‬ ‫مجموعة األساطري والخرافات التي‬ ‫الزمن‪ ،‬واإللهة ريا‪ .‬وله خمسة إخوة‬
‫وقد زينت هذه التماثيل عتبات املنازل‬ ‫عرشــه‪ ،‬كان يبتلع أبنــاءه بمجرد‬ ‫األسطورية من آثينا إىل هرقل‪ ،‬كانت‬ ‫كانت تشكل جزء كبري من املعتقدات‬ ‫هو أصغرهم سنّا‪ ،‬وهم‪ :‬بوسيدون‪،‬‬
‫ومزاراته يف أعايل الجبــال التي كان‬ ‫والدتهــم‪ ،‬لكن زوجته ريــا أنقذت‬ ‫األســطورة زيوس تمثل الرتاجيديا‬ ‫الدينية لإلغريق‪ ،‬والتي كانت مهتمة‬ ‫وهيديس‪ ،‬وهــرا‪ ،‬وديميرت‪ .‬ترعرع‬
‫يزورها الحجاج القاصدين مضارب‬ ‫لفت حج ًرا‬ ‫الطفل زيوس وذلك بعد أن ّ‬ ‫اإلنسانية بشكلها األسمى واملتخيل‪،‬‬ ‫بشكل أسايس باآللهة والشخصيات‬ ‫زيوس يف جزيرة كريت بعد أن قامت‬
‫القــوّة والحبّ والســيطرة عىل كل‬ ‫بقطعة قمــاش وأعطتها لكرونوس‬ ‫وقد انتقلت إىل كافــة أنحاء القارة‬ ‫امللحميــة والبطولية األســطورية‬ ‫أمــه ريا بنقلــه وإخفائــه يف هذه‬
‫املخلوقات واآللهة من أهل الســماء‪،‬‬ ‫بدل من زيوس‪ ،‬ثم خبأته يف‬ ‫ليبتلعها ً‬ ‫األوروبية‪ ،‬ومن ثم إىل شواطئ البحر‬ ‫والكائنــات الخرافيــة يف اليونان‪،‬‬ ‫الجزيرة لكي ال يقوم والده كرونوس‬
‫أن زوس كان إلها من‬ ‫ولكن الحقيقة ّ‬ ‫كهف يف جزيرة كريت‪.‬‬ ‫املتوسط يف سوريا‪.‬‬ ‫وتنعكــس هــذه امليثولوجيــا من‬ ‫بابتالعه كما فعل مع اخوته بسبب‬
‫غري معبد يؤوي إليــه أتباعه يف أثينا‬ ‫وهناك تولــت رعايتــه الجميلة‬ ‫وارتبطت أسطورة زوس يف األدب‬ ‫خالل الروايات‪ ،‬واملالحم‪ ،‬والشــعر‪،‬‬ ‫ً‬
‫مســتقبل‪،‬‬ ‫خوفه من تمردهم عليه‬
‫حتى القرن الســادس قبل امليالد وقد‬ ‫أماليثيا‪ ،‬ووفق األســاطري فقد كانت‬ ‫باملالحم اإلغريقية القديمة‪ ،‬وأهمها‬ ‫والفنــون املختلفة‪ .‬حيث مثّل زوس‬ ‫ّ‬
‫متخفيا‬ ‫وهكذا فقــد عــاش زوس‬
‫صوره العقل الجمعي اإلغريقي يف‬ ‫أنثى ماعز‪ ،‬وتوىل حراسته الكوريتس‬ ‫أعمال الشــاعر امللحمي هومريوس‬ ‫التناقض اإلنساني وغرائزه املختلفة‬ ‫يف الجزيرة ترعــاه الحوريات "إيدا‬
‫صورة رجل مكتمل القوّة ملتح‬ ‫وهم محاربون شــباب أسطوريون‪،‬‬ ‫يف األوديســة واإللياذة وأشــعاره‬ ‫واملتناقضة‪ ،‬فقد كان يمثل الشخصية‬ ‫وأدراســتيا" ورضع من أثداء العنزة‬
‫وسيم ترافقه الصاعقة والنرس‬ ‫وقــد كانــوا يرضبون أســلحتهم‬ ‫املختلفة‪ ،‬حيث تــرد أعماله قصة‬ ‫آن واحد‪ ،‬فهو‬ ‫الطيبة والرشيــرة يف ٍ‬ ‫اآللهة أمالتيه‪.‬‬
‫مصدر العقوبة وتصدّيه للرشّ‬ ‫ببعضها إلحداث قرقعة تخفي بكاء‬ ‫حصــار مدينــة طــراودة‪ ،‬الحرب‬ ‫املنتقم‪ ،‬واملعاقــب‪ ،‬والحقود‪ ،‬وهو‬ ‫عرف زوس يف امليثولوجيا اليونانية‬
‫واملعتدين يف سمائه وأرضه‪.‬‬ ‫رجل‪،‬‬ ‫الطفل‪ .‬وبعــد أن أصبح زوس ً‬ ‫بني طروادة واملــدن اإلغريقية التي‬ ‫زير النســاء اللعوب الــذي يخون‬ ‫برصاعه مع أبيه كرونوس من أجل‬
‫قاد تمردًا ضد الجبابرة ونجح يف خلع‬ ‫اشتعلت بحســب األسطورة بسبب‬ ‫زوجاتــه ويعبث بالبــر واآللهة‬ ‫البقاء وإثبات الذات‪ ،‬وقد دام الرصاع‬
‫كرونوس عن عرشه بمساعدة أخويه‬ ‫غراميــات اإلله زوس الــذي أراد أن‬ ‫بحسب مصالحه ورؤيته‪ ،‬والصورة‬ ‫بينهم عرشة أعوام تشــكلت خاللها‬
‫هاديس وبوســايدن اللذان تقاسم‬ ‫يقلل من عدد البرش فأوقع بني اآللهة‬ ‫األخرى لزوس يف األساطري اإلغريقية‬ ‫أحالف مختلفة مــع كل طرف‪ ،‬ويف‬
‫معهما الهيمنة عىل العالم‪.‬‬ ‫آثينا وهريا وأفروديــت لكي يطلب‬ ‫تمثله الحامي للبــر واملغيث لهم‬ ‫النهاية استطاع االبن زوس االنتصار‬
‫قاد زوس‪ ،‬بوصفه إله الســماء‪،‬‬ ‫التحكيم من قبل األمري باريس أمري‬ ‫يف أوقات الشــدة كمــا يحمي املدن‬ ‫عىل أبيه بمســاعدة التيتيان‪ ،‬وهم‬
‫اآللهة يف حرب انترص فيها ضد‬ ‫طروادة الجميل الذي أختار أفروديت‬ ‫والغرباء‪ ،‬ويدافع عن الفقراء وعامة‬ ‫من اآللهة اليونانيــة القديمة والتي‬
‫الجبابــرة املنحدريــن من‬ ‫وبسببها أحب أمرية إسبارطة هيلني‪،‬‬ ‫الناس‪ .‬كانت السلطة الذكورية التي‬ ‫حكمــت األرض خــال العصــور‬
‫ساللة غايا وتارتاروس‪،‬‬ ‫وهو ما كان سبب الحرب التي دمّ رت‬ ‫تعكســها شــخصية زوس محو ًرا‬ ‫الذهبية‪ ،‬ويع ّد أطلس أحد أقوى هذه‬
‫وســحق ك ّل تم ّرد ضده‬ ‫طروادة‪.‬‬ ‫للســلطة يف معتقدات اإلغريق‪ ،‬فقد‬ ‫التيتــان الذين ســاهموا يف انتصار‬
‫بقيادة آلهة أخرين‪.‬‬ ‫لقــد نجح هومــروس يف تحويل‬ ‫مثــل زوس الجانــب الذكوري من‬ ‫زوس ويصبح بذلك حاكم الســماء‬
‫ويف نهايــة املطاف‬ ‫األسطورة اإللهية إىل أسطورة برشية‪،‬‬ ‫البرشيــة‪ ،‬فالقوة والشــهوة كانت‬ ‫واألرض‪.‬‬
‫اســتطاع زوس أن‬ ‫ففي مشــهد الحب بني زوس وهريا‬ ‫محور شــخصيته األسطورية‪ ،‬كما‬ ‫اشــتهر زوس بكثرة املواليد من‬
‫يُخضــع كل اآللهة‬ ‫عىل قمة جبل غارغــاروس انتقص‬ ‫عكســت شــخصية هــرا زوجته‬ ‫اآللهة املنســوبة إليه مــن أمثال‪:‬‬
‫لســطوته‪ .‬ومــن‬ ‫من زوس وغري مسار الحرب وعكس‬ ‫املفضلة الجانــب العاطفي من هذه‬ ‫أفروديــت‪ ،‬وأثينا‪ ،‬وقد كانت ميتيس‬
‫مكانه العــايل كان‬ ‫الحيل األنثويــة والعالقة بني الحب‬ ‫الشخصية‪ ،‬فالحب والغرية والرصاع‬ ‫أول زوجاتــه وهريا هي األشــهر‪.‬‬
‫زوس يراقب شــؤون‬ ‫والحرب‪ ،‬وقــد أصبحت اإللياذة ومن‬ ‫من أجــل الحصول عىل هريا من قبل‬ ‫ً‬
‫انعكاســا للنظرة‬ ‫شــكل زيــوس‬
‫الناس ويــرى ويحكم‬ ‫ثم األوديســة من أهــم قواعد األدب‬ ‫الزوج املحب زوس عكســت جانبًا‬ ‫اليونانية القديمة للسلطة‪ ،‬كما مثل‬
‫الجميــع ويكافئ من‬ ‫الغربي بل هو أدب أمة بأرسها‪ .‬حيث‬ ‫مرشقا من شخصيته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بداية لعــر األوملبيني‪ ،‬ومثل القوة‪،‬‬
‫يفعل ما يريض غروره‪،‬‬ ‫كانت شخصية زوس مرتك ًزا أساسيًا‬ ‫وارتبط اسمه بالثقافة األوروبية‬ ‫والسلطة‪ ،‬والكمال يف آن واحد‪.‬‬
‫ويعاقــب األرشار الذين‬ ‫لهــذا األدب‪ .‬فمنهــا تنطلــق قصة‬ ‫املعــارصة‪ ،‬فهو من أحــب أوروبا‬ ‫انتقل دور زوس من قتال اآللهة إىل‬
‫يخالفون قوانني العدالة‬ ‫الحرب‪ ،‬والحصار‪ ،‬الحب‪ ،‬والكراهية‪،‬‬ ‫األمرية السورية التي سميت القارة‬ ‫حكم البرش يف تاريخ اليونان القديم‪،‬‬
‫التي وضع عىل رأســها‬ ‫والغــرة‪ ،‬واالنتقــام‪ .‬وكان الحــب‬ ‫األوروبية باســمها‪ ،‬وهو من أرشف‬ ‫وأصبــح يف عــر األوليمبيني ملك‬
‫ابنته ديكي آلهة العدل‪،‬‬ ‫الذكــوري واضحً ا يف بعــض روايات‬ ‫عىل معــارك اليونان وطروادة ومنح‬ ‫البرش وأبو اآللهة جميعً ا‪ ،‬وأصبحت‬
‫وكان زوس حامي املدن‬ ‫األدب اليوناني القديم مثل أســطورة‬ ‫النــر ملن يريــد‪ ،‬وهو مــن دافع‬ ‫أســطورته تنتقل بأشكال مختلفة‪،‬‬
‫والوطن وامللكية والغرباء‬ ‫غانيميدوس وزوس‪ ،‬هــذا ما أظهر‬ ‫عن البرش واملــدن اليونانية وأنجب‬ ‫فمن قتال الــر والدفاع عن البرش‬
‫والضيوف والداعني‪.‬‬ ‫ً‬
‫غامضا من شــخصيته املتمثل‬ ‫جانبًا‬ ‫ابنتــه آثينا أحد أهم الشــخصيات‬ ‫إىل مشعل حروب طروادة وحصارها‪،‬‬
‫وامتــدّت عالقــات‬ ‫يف الجانب الشهواني العابث‪ ،‬كما أنه‬ ‫األســطورية يف امليثولوجيا اليونانية‬ ‫ومن الــزوج املخلص واملحب إىل زير‬
‫اإللــه زوس الغراميــة‬ ‫أظهر الرصاع بــن البرش والطبيعة‪،‬‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫النساء والخائن الجميل‪ .‬فاإلله زوس‬
‫وتعددت إذ أقــام العديد‬ ‫هذه الرصاعات التي تحولت من خالل‬ ‫كما كانت أســطورة والدة زوس‬ ‫هو كبــر مجمع اآللهــة اليونانية‬
‫من العالقات مع نســاء‬ ‫األدب إىل صور فنية وشاعرية تعكس‬ ‫من نسل اآللهة الرئيسية التي تمثل‬ ‫عاقب أقــرب حلفاءه أطلس وعاقب‬
‫خالــدات (آلهــة) أو‬ ‫غرية األنثى عىل بعلها ويف نفس الوقت‬ ‫البعث والرشارة األوىل للحياة أي اإلله‬ ‫حبيبته هريا بقي االبن املقاتل واملنقذ‬
‫فانيــات (بــر)‪.‬‬ ‫خوفها عىل أنوثتها يف مجتمع ذكوري‪،‬‬ ‫أورانوس واإللهة غايا‪ ،‬اللذين أنجبا‬ ‫إلخوته‪.‬‬
‫رأي‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪16‬‬
‫جانب اجتماعي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بي مــن‬ ‫عوض الن َّ ِّ‬ ‫َ‬
‫فإن ســل َم عيل ٌّ بن أبــي طالب من‬
‫قائل‬ ‫ً‬ ‫بش ُه الرسو ُل بذل َك‬ ‫القتل وقد َّ‬
‫لــه‪ »:‬لن يخلصوا إليــ َك‪ -‬وهذا أم ُل‬
‫وغاية منا ُه وثقت ُه يف ربِّه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ســول‬
‫ِ‬ ‫ال َّر‬
‫األمانات‬ ‫ِ‬ ‫بي أمر ر ِّد‬ ‫فقد أوك َل إليه الن َّ ُّ‬
‫فقريــش رغم أنَّها‬ ‫ُ‬ ‫إىل أصحابهــا‪،‬‬
‫كانت تعاديهِ وشاهر ًة ك َّل سيوفها‬
‫بي لم ينزل عندها‬ ‫أن الن َّ ّ‬ ‫يف وجهه‪َّ ،‬إل َّ‬
‫يف تصنيفهــا األخالقــي عن درجةِ‬
‫ادق‬ ‫الص ُ‬ ‫بامتياز َّ‬ ‫ٍ‬ ‫االمتياز املطلق‪ ،‬فهو‬
‫أمانات‬ ‫ِ‬ ‫فإن أغلــبَ‬ ‫َّ‬ ‫ن‪ ،‬وعليهِ‬ ‫األمــ ُ‬
‫بي وتحتَ‬ ‫َّ‬
‫قريش كانت عند الن ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫رجال‬
‫ِ‬
‫بي مهما كان‬ ‫يليق بالن َّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫حمايته‪ ،‬وال‬
‫رف اســتثنائيًّا أن يرح َل وال ير َّد‬ ‫ظ ُ‬ ‫ال َّ‬
‫إن‬ ‫األمانات إىل أهلهــا‪ ،‬قال تعاىل‪َّ »:‬‬ ‫ِ‬
‫الل َه يأمركم أن تــؤدُّوا األمانات إىل‬
‫أهلها» ‪-‬سور ُة النسا ِء جز ٌء من اآليةِ‬
‫فكيف بــه صىل الله عليه‬ ‫َ‬ ‫عدد‪87-‬‬
‫ٌ‬
‫وه َو يف يثربَ وقريش تذي ُع‬ ‫وســلم ْ‬
‫ني‬ ‫الصادق األم َ‬ ‫َ‬ ‫أن محمدا‬ ‫القبائل َّ‬ ‫ِ‬ ‫بني‬
‫أمانات وودائع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قد ف َّر بما عند ُه من‬
‫ج‪9‬‬

‫أن هذا األم َر سيقس ُم ظه َر‬ ‫من املؤ َّك ِد َّ‬

‫في ظالل‬
‫الدَّعوة ويُيس ُء للدَّاعية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إرشاقات‬
‫الحكمة المطلقة‬
‫لع َّل ُه إن ُ‬ ‫َّ‬
‫السيرة النبوية‬
‫خ ِّ َ‬
‫ي صىل الله عليه وسلم‬
‫فريد ُّ‬
‫بني سالمتهِ والهجرة‪ ،‬وبني أن يبقى‬
‫ِ‬ ‫خدومة‬

‫َ‬
‫األمانات إىل أهلها‬ ‫ِ‬ ‫قريش حتَّى ير َّد‬ ‫ٍ‬ ‫يف‬

‫َ‬
‫كيف نرى سيرة النبي؟‬
‫األمر من‬ ‫ِ‬ ‫لخــر البقاء‪ ،‬رغم مــا يف‬ ‫َّ َ‬
‫خطور ٍة عىل ســامته‪ ،‬وقد اتَّخذت‬
‫القياد ُة القرشي َُّة األم َر باغتياله‪ ،‬ولم‬
‫ولسائل‬ ‫ٍ‬ ‫الصفر‪،‬‬ ‫يبق إلَّ تحديد ساعةِ ِّ‬ ‫َ‬
‫أمانات‬ ‫ِ‬ ‫أن يســأ َل ل َم ل ْم يــر َّد الن ّ ُّ‬
‫بي‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ُ ِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ ُّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اس ثــ َّم يهاجر؟‪،‬فال يمكن إل أن‬ ‫الن ّ ِ‬ ‫به ليتمكن من تحدي‬ ‫كامل البشري ِة‪ُ ،‬ولكنه مكن من خصائص خاص ٍة ِ‬ ‫ا‬‫بشر‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫محمدا‬ ‫بي‬ ‫لقد كان الن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مع الوحي‪ ،‬وليس من المالئكي ِة في‬ ‫التعاطي‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫له‬ ‫رسول‬ ‫كان‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬
‫ِ‬ ‫وفي‬ ‫فقط‪،‬‬ ‫اإلعجاز‬ ‫قصد‬ ‫قومه‬
‫ِ‬
‫ليس من‬ ‫بأن هذا األمــر َ‬ ‫نقو َل لــ ُه َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ َّ‬
‫صحابته‬
‫ِ‬ ‫وبحضرة‬
‫ِ‬ ‫إليه‬
‫ِ‬ ‫لحكمة ال يعلمها إل هو أن يرسل‬ ‫شيء كما سبق وأكدنا على ذلك‪ ،‬ولما أراد الله سبحانه وتعالى‬
‫النبي‬‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫الحكمــةِ يف يشء‪- ،‬نحن ننزه‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ً ٍ‬
‫عن ذلك‪ ،‬ومعاذَ اللهِ أن نُشــرَ إليه‬ ‫الخارقة للمالئكة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫درات‬
‫ِ‬ ‫الجليل ِدحية الكلبي دون أن يستعرض أمامهم أيا من الق‬ ‫ِ‬ ‫الصحابي‬ ‫شكل‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫أرسله‬ ‫ا‪،‬‬‫مالك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قريب وال من‬ ‫بق َّلةِ الحكمةِ ال مــن‬ ‫اإلعجاز‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫قبيل‬
‫ِ‬ ‫المحدودة هو من‬ ‫ِ‬ ‫والبعيد عن قدراتهم‬ ‫ِ‬ ‫المختلف عن البشر‬ ‫ِ‬ ‫يأتيه صلى الله عليه وسلم من‬ ‫ِ‬ ‫وكان ما‬
‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫بعيد‪-‬فبالنِّسبةِ لقريش مادا َم الن َّ ُّ‬ ‫مواهب المالئكي ِة في شيء‪ ،‬ألن المالئكية أول وأخيرا‬ ‫ِ‬ ‫اإلعجاز دائما‪ ،‬وليس من‬ ‫ِ‬ ‫للدعوة قصد‬ ‫ِ‬ ‫للعادة‪ ،‬الضروري‬‫ِ‬ ‫الخارق‬
‫بي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ َّ‬
‫بينهم صباحً ا ومســاء‪ ،‬وأماناتهم‬ ‫شريعات والتوحيد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫خالله نتلقى الت‬ ‫ِ‬ ‫بشر مثلنا من‬ ‫ٍ‬ ‫بحاجة إلى‬
‫ٍ‬ ‫لغرض الدعوة‪ ،‬إذ نحن‬ ‫ِ‬ ‫مناف‬
‫ٍ‬ ‫تبعده عنا نحن البشر‪ ،‬وهذا‬
‫التوبة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ني فهو تحت‬ ‫ادق األم ُ‬ ‫الص ُ‬ ‫عند ُه وهو َّ‬ ‫اآلية عدد‪-28‬‬ ‫ِ‬ ‫جزء من‬ ‫ِ‬ ‫رسول من أنفسكم» ‪-‬سورة‬ ‫قال تعالى‪« :‬لقد جاءكم‬
‫محالــة‪ ،‬حتَّى تحنيَ‬ ‫َ‬ ‫ناظريهــم ال‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫فر فيُجهزوا عليه‪ ،‬وك ُّل‬ ‫ُ‬
‫ســاعة ِّ‬ ‫أن تفصيالتها تس َّلمتها من أبيها أو‬ ‫َّ‬ ‫رسا‪ ،‬وقد ت َّم‬ ‫البشرية وتكتيكات الهجرة‬
‫الص ِ‬ ‫وهي يثرب‪ ،‬واألم ُر ليس ًّ‬
‫محاولةٍ من ُه صىل الله عليه وســلم‬
‫ُّ‬
‫الشاب الفدائي‬ ‫ســول مبارشة ليلة الخروج‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫من ال ّر‬ ‫بيعة العقبةِ‬ ‫ُ‬ ‫بيعتني مع أبنائها‪،‬‬ ‫عق ُد‬ ‫إذن يجو ُع كما نجو ُع‬ ‫كان بــرًا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمانات ألصحابها ســتكو ُن‬ ‫ِ‬ ‫لــر ِّد‬ ‫حرص ال َّرسو ُل صىل الله عليه‬ ‫َ‬ ‫لقد‬ ‫ٍ‬
‫بلحظات‪،‬‬ ‫أو قبل مغــادر ِة م َّك َ‬
‫ــة‬ ‫انتظار‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫األوىل والعقبة الثانية‪ ،‬وهم يف‬ ‫َ‬
‫ســبق‬ ‫ويشــب ُع كما نشــبع‪ ،‬كما‬
‫ا منه بأنه ق َّر َر الهجرة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫رصيحً‬ ‫إعالنًا‬ ‫وسلم قبل مغادرتهِ م َّك َة عىل أن يرتكَ‬ ‫لرسيَّةِ املهمَّ ة وأهمِّ يَّتها‪ ،‬فمن دُون‬ ‫ِّ‬ ‫بي إليهم لنرصتهِ وحمايتهِ‬ ‫قدوم الن َّ ِّ‬ ‫فا ًّرا‬ ‫بدينــهِ‬ ‫وذكرنا‪ ،‬و َّملــا يهاجر‬
‫فكأن َّ ُه يقو ُل لهم هيَّا اقتلوني‪.‬‬ ‫طالب يف فراشهِ‬ ‫ٍ‬ ‫الشابَّ عليًّا بن أبي‬ ‫ّ‬ ‫حلة بالتّأكيد ‪-‬لتمام‬ ‫زادٍ ستفش ُل ال ّر ُ‬ ‫عىل أح ٍّر من الجمر‪ ،‬وقد هاج َر أغلبُ‬ ‫قريش‪ ،‬ال يخربْ‬ ‫ٍ‬ ‫بدعوتهِ من بطــش‬
‫رسا لريبحَ الوقت حتَّى‬ ‫ليلة الهجرة ًّ‬ ‫َ‬ ‫ولكن الل َه مت ُّم‬ ‫َّ‬ ‫البرشيَّةِ ستفشــل‪،‬‬ ‫بي من‬ ‫يبق يف م َّك َة للن َّ ِّ‬
‫الصحابةِ ولم َ‬ ‫َّ‬ ‫فر حتى‬ ‫ّ‬ ‫رفيق ُه وصديق ُه بوقت الس ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫فدائيون‬ ‫يتم َّك َن من االبتعــادِ ومن مع ُه عن‬ ‫بي ومن مع ُه‬ ‫نورهِ‪ ،-‬أو سيضط ُّر الن َّ ُّ‬ ‫بكبار‬ ‫ِ‬ ‫نوط به‪ ،‬وقد وص َل األم ُر‬ ‫دور مَ ٍ‬ ‫يترسب الخربُ‬ ‫َّ‬ ‫األمر فال‬
‫ِ‬ ‫ظ عىل‬ ‫يُحاف َ‬
‫أخريًا وليس آخ ًرا فال يفوتُنا بأن‬ ‫قريــش َّملا تداوم‬
‫ٍ‬ ‫الدِّيار‪ ،‬وفرســا ُن‬ ‫َّ‬
‫للبحــث عن الطعام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الغار‬
‫ِ‬ ‫ملغادر ِة‬ ‫قريش أن أخذت قرارهــا بحتميَّةِ‬ ‫ٍ‬ ‫حسن نيَّة‪ ،‬وتفشل ال ِّرحلة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ولو عن‬
‫نُلم َع هنا إىل الدَّور البطويل ِّ ا ّلذي قا َم‬ ‫لصص عىل البيت لتشاه َد فراش‬ ‫التَّ ُّ‬ ‫ض حياتهم للخطر‪،‬‬ ‫وهو ما ســيع ِّر ُ‬ ‫تصفيته‪.‬‬ ‫َّص بهِ لتقتله‪،‬‬ ‫قريش ترتب ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وفرسا ُن‬
‫طالب َّملا قب َل‬
‫ٍ‬ ‫الشابُّ عيل ٌّ ب ُن أبي‬ ‫به َّ‬ ‫َ‬
‫بــي‪ ،‬لن تدرك حقيقــة من فيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الن ّ ّ‬ ‫وكذلك كان أخــذُ الطعا ِم معهم من‬ ‫َّ‬ ‫تبق‬ ‫وقد أخذوا يف ذلــ َك قرارهم ولم َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املســتهدف‬ ‫فراش الن َّ ِّ‬
‫بي‬ ‫ِ‬ ‫أن ينا َم يف‬ ‫نئ إىل أن َّ ُه صىل الله عليه وسلم‬ ‫فتطم َّ‬ ‫وزن قد يُثق ُل‬ ‫البدايةِ فيــهِ زيــاد ُة ٍ‬ ‫الحرب خدعة‬ ‫الصفر‪ ،‬ويت ُّم إعدا ُد ٍ‬
‫دليل‬ ‫ســاعة ِّ‬ ‫إلَّ‬
‫بالقتل ويفديهِ بنفســه‪ ،‬يف حركةٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫مازا َل يف بيته‪ ،‬فتنتظر األوام َر حتى‬ ‫خفةِ‬‫متن ال َّراحلتني‪ ،‬ويمنعهما من َّ‬ ‫َ‬ ‫بي وصاحب ُه والدَّلي ُل قد اتَّجهوا‬ ‫الن َّ ُّ‬ ‫َ‬
‫ري بالصحــراء كي ال يبقى األم ُر‬ ‫َّ‬ ‫خب ٍ‬
‫باب‬ ‫َور َّ‬
‫للش ِ‬ ‫رائعةٍ فتحت البابَ أمام د ٍ‬ ‫قريش لتصفيته‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تصد َر من قيــاد ِة‬ ‫من كي‬ ‫الحركة‪ ،‬وهم يســابقون ال َّز َ‬ ‫عكس طريق يثربَ ملســافةٍ طويلةٍ‬ ‫َ‬ ‫الصحرا ِء‬ ‫للصدفــة‪ ،‬والدِّعا ِء فهــم َّ‬ ‫ُّ‬
‫اســتثنائي يف الدَّعوة‪ ،‬وهو مستم ٌّر‬ ‫ٍّ‬ ‫رجل واحــد فيضيع دمهُ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫برضبةِ‬ ‫وتكتشــف قريشُ‬ ‫َ‬ ‫ال يطلــع النَّها ُر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سلكوا خاللها طريقا ساحليَّة غريَ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫قطعُ‬ ‫ُ‬
‫العصيَّة‪ ،‬والتي ال يُمكــن‬ ‫ّ‬
‫إىل يوم القيامةِ بامتياز‪ ،‬وقد استم َر‬ ‫القبائــل كما كان‬
‫ِ‬ ‫الرشيف‪ -‬بــن‬ ‫أمر فرارهما‪ ،‬وهمــا لم يبتعدا عن‬ ‫طريق‬ ‫ِ‬ ‫مألوفةٍ عادة‪ ،‬ثــ َّم اتَّجهوا إىل‬ ‫ري‬‫خــال خب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وأمــ ُن مكرها إلَّ من‬
‫لعب ذلك الدَّور‬ ‫طالب يف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عيل ٌّ ب ُن أبي‬ ‫طا لذل َك‪ ،‬فال يقدر بنو هاشم‬ ‫ط ً‬ ‫مخ َّ‬ ‫ِّيار بما يســمح لهما أن يكونا يف‬ ‫الد ِ‬ ‫اليمــن‪ ،‬وأخريًا عــادوا أدراجهم إىل‬ ‫صيفا وشتا ًء ليل ونها ًرا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عليم بها‬
‫ٌ‬
‫البطويل حتَّى وهو شيخ هر ٌم ال ير ُّد ُه‬ ‫َ‬
‫تحت العني‬ ‫أر له‪ ،‬فمــادام‬ ‫َّ‬
‫عــى الث ِ‬ ‫أمان‪ ،‬ويف ذل َك خطور ٌة شــديد ٌة عىل‬ ‫ٍ‬ ‫للغار‬
‫ِ‬ ‫ناحيــةِ يثرب‪ ،‬تــ َّم اللجــوء‬ ‫قريش‬ ‫ٍ‬ ‫وكان الدلي ُل كاف ًرا وعىل دين‬
‫الحقا عىل أن‬ ‫ً‬ ‫هرم ُه وال شيخوخت ُه‬ ‫َ‬
‫والسيطر ِة فال خوف من فرارهِ‪ ،‬وهذا‬ ‫َّ‬ ‫ســامتهما‪ ،‬وعىل ســامةِ الدَّعو ِة‬ ‫قريش األثر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لالختبا ِء حتَّى تفقــ َد‬ ‫ولكن َّ ُه كان األمه ُر فال بدي َل عنه إذن‪،‬‬
‫ــف األوَّل املدافع عن‬ ‫الص ِّ‬ ‫يكون يف َّ‬ ‫جانب تكتيكي أمني بحت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫والداعية واح ٌد‬ ‫ُ‬ ‫بالتَّأكيد‪ ،‬فالدعــو ُة‬ ‫الصدِّيق‬ ‫وكانت أسما ُء بنت أبي بكر ِّ‬ ‫فاق مع راع غن ٍم كي يتبع‬ ‫ويتــ ُّم االتِّ ُ‬
‫والشعيَّة‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّين‬
‫الد ِ‬ ‫ينفصالن كمــا أكدنا عىل ذلك يف‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫طعا ِم وهم‬ ‫طاقني تُوافيهم بال َّ‬
‫ِ‬ ‫ذات الن ِّ‬
‫ُ‬ ‫خطاهم بغنمهِ لتضي َع تلك الخطواتُ‬
‫ُ‬ ‫بعض ال ّ‬
‫األمين‬ ‫بي بعدُ‪،‬‬ ‫املقدِّمة‪ ،‬ولم يكتمل دور الن َّ ُّ‬ ‫أن‬‫طريــق‪ ،‬ممَّ ا يد ُّل عىل َّ‬ ‫يف ِ‬ ‫بي وصاحب ُه‬ ‫يف ال ِّرمال‪ ،‬وال يتَّج ُه الن ّ ُّ‬
‫وللحديث َّ‬
‫بقية‬ ‫وإذا تناولنا بقاء ُه ريضَ الل ُه عن ُه‬ ‫ولم تنتهِ مهمَّ ته‪.‬‬ ‫هذه املهمَّ ة قد ُك ِّلفت بها من قب ُل‪ ،‬إلَّ‬ ‫لقريش‬ ‫املعلومةِ‬ ‫والدَّلي ُل إىل الوجهةِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪17‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫رأي‬

‫عن هشاشة الكيان وهواجس مجتمعه بشأن النهاية‬


‫ياسر الزعاترة‬
‫واإلســامي‪ ،‬والــذي لــن يمنحه‬ ‫حقيقة الضعف الــذي يعاني منه‬ ‫يجب العمل بواسطة السالح الناري‬ ‫بشــأنها مثل "تهديــد املقاومة يف‬ ‫من الصعب إحصاء‬
‫فرصة البقــاء‪ .‬وإذا تذ ّكر بعضهم‬ ‫الكيــان‪ ،‬وبالطبع قياســا ملا كان‬ ‫وفرض الغرامــات ألجل منع أعمال‬ ‫الضفة وغزة"‪ ،‬أو النووي اإليراني‪،‬‬ ‫المقاالت واألخبار‬
‫مرحلة التطبيــع والهرولة‪ ،‬فيجب‬ ‫عليه حاله سابقا‪ ،‬حني كان يسحق‬ ‫الشــغب واالحتكاكات بني اليهود‬ ‫لكنه توقف مليّــا عند ما رآه تهديدا‬ ‫واالستطالعات التي‬
‫أن نذ ّكرهم بأن هناك مرحلة أخرى‬ ‫أي محاولــة للتصنيع العســكري‬ ‫والعرب"‪.‬‬ ‫وجوديــا حقيقيا‪ ،‬يتمثّــل يف حالة‬ ‫ّ‬
‫تتحدث عن هواجس كيان‬
‫سابقة؛ ما لبثت أن انتهت بفعل الدم‬ ‫االسرتاتيجي يف املنطقة‪ ،‬فيما يقلقه‬ ‫ال يحدث ذلك كله بسبب هواجس‬ ‫االنقسام الداخيل‪.‬‬ ‫االحتالل حيال النهاية‬
‫الفلسطيني يف انتفاضة األقىص‪.‬‬ ‫اآلن كيان صغري (قطاع غزة) يتس ّلح‬ ‫عبثية كما يعتقد كثريون تســيطر‬ ‫هذا البُعد تــ ّم التوقف عنده مليّا‬ ‫المحتومة‪ ،‬ويكفي أن‬
‫مــا نريد قوله بوضــوح هو إننا‬ ‫بإمكانات عسكرية ومعنوية توقف‬ ‫عــى وعيهم الحالة السياســية يف‬ ‫خالل السنوات األخرية‪ ،‬إذا لم يحدث‬ ‫تعاود الظهور بين حين‬
‫ال نحتاج إىل نبــوءات وترصيحات‬ ‫الكيان عــى رؤوس أصابع قدميه‪،‬‬ ‫ظاهرها‪ ،‬عــر النظــر إىل طبيعة‬ ‫أن عانى الكيان مــن هذا الك ّم من‬ ‫وآخر‪ ،‬مع كل موجة‬
‫من هنا أو هناك‪ ،‬حتــى نتأكد من‬ ‫كما حدث يف معركة "سيف القدس"‬ ‫الســلطة يف رام اللــه‪ ،‬والتي تمنح‬ ‫االنقسامات ومن الفساد يف الطبقة‬ ‫من موجات المقاومة‬
‫مصري هذا الكيان‪ ،‬ألن ذلك وعد الله‪،‬‬ ‫‪ ،2021‬ثم عجزه أمام امتالك إيران‬ ‫الغزاة "أرخص احتالل يف التاريخ"‪،‬‬ ‫السياســية العليا‪ ،‬كما حدث خالل‬ ‫التي يبديها الشعب‬
‫بجانب منطــق التاريخ‪ .‬وال نحتاج‬ ‫للقدرات االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫بتعبري رئيســها‪ ،‬بجانب "القبيلة‬ ‫األلفية الجديدة‪ ،‬األمر الذي بدأ يثري‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬حتى نتأكد‬
‫للكثري من دقــة النظر‪ ،‬حتى ّ‬
‫نتيقن‬ ‫إن دقــة التوصيف ما زالت تقول‬ ‫الحزبيــة" التــي تمنحها الرشعية‬ ‫مخاوف حقيقية بشأن املستقبل‪.‬‬ ‫من عمقها في وعي‬
‫قبل ذلك من دخوله مرحلة الرتاجع‬ ‫إن ميزان القوى العسكري ال يميل‬ ‫("فتح" أعني)‪ ،‬والتي تحوّلت‪ ،‬تبعا‬ ‫بعــد مقــال "بــاراك" الثاني‬ ‫ُ‬
‫مجتمعه (كتبت هذه‬
‫طرد‪ ،‬ما يعني أن مهمة الرشفاء‬ ‫املض ّ‬ ‫لصالــح الكيــان‪ ،‬واألهــم ميزان‬ ‫لذلك إىل حزب سلطة تابعة لالحتالل‪،‬‬ ‫بيــوم‪ ،‬نرشت صحيفــة "إرسائيل‬ ‫السطور قبل اغتيال‬
‫واألحرار راهنا‪ ،‬هي رضب وعزل كل‬ ‫القــوة املعنوي مع شــعب مدجّ ج‬ ‫ث ّم ســياج الحمايــة العربي الذي‬ ‫اليــوم" خربا مثــرا عــن نتائج‬ ‫شيرين أبو عاقلة‪،‬‬
‫الظواهر التي تمنحــه بعض آمال‬ ‫بالتضحية‪ ،‬مقابل مجتمعه املهزوم‪،‬‬ ‫يتمتع به الكيــان‪ ،‬ث ّم الدعم الدويل‪،‬‬ ‫اســتطالع لحركــة "األمنيــن"‪،‬‬ ‫وتداعياته‪ ،‬والذي يؤكد‬
‫البقاء‪ ،‬مثل سلطة العار يف رام الله‪،‬‬ ‫ثم انقســاماته الداخليــة‪ ،‬بجانب‬ ‫مع التفوّق العسكري واالقتصادي‬ ‫"عــى خلفيــة موجــة اإلرهاب‬ ‫مضمونها أكثر فأكثر)‪.‬‬
‫ومثل التطبيع الرسمي العربي‪ ،‬ألن‬ ‫تراجع نفوذ الغرب الذي منحه القوة‬ ‫والتكنولوجي‪ ،‬وأخريا موجة الهرولة‬ ‫والذكرى الســنوية لحملة حارس‬ ‫من يتابع صحافة‬
‫تلك هي مهمّ تهم الحقيقية‪ ،‬وليس‬ ‫والحاضنة طوال العقود‪.‬‬ ‫والتطبيع الجديدة التي يحتفل بها‬ ‫األســوار"؛ والجملــة للصحيفة‪.‬‬ ‫االحتالل اليومية‪ ،‬وما‬
‫انتظار املعجــزات‪ ،‬وتحديد مواعيد‬ ‫أضــف إىل ذلــك تلــك الحقيقة‬ ‫الصهاينة‪.‬‬ ‫كشــف االســتطالع أن "‪ 69%‬من‬ ‫ُ‬
‫يبث في مواقعه‬
‫وقوعها‪.‬‬ ‫التاريخيــة؛ ممثّلــة يف أنــه كيان‬ ‫اليهــود يف إرسائيــل خائفون عىل‬ ‫اإلخبارية؛ سيدرك ذلك‬
‫يســبح يف محيط من العداء العربي‬ ‫والحال أن كل ذلك ال يمكن أن يخفي‬ ‫مصري الدولة‪ ،‬و‪ 67%‬يعتقدون أنه‬ ‫على نحو ال لبس فيه‪،‬‬
‫ّ‬
‫فال يمر يوم‪ ،‬وبخاصة‬
‫في المناسبات العامة‪،‬‬
‫مثل ما يسمى "عيد‬
‫االستقالل" أو "رأس‬
‫السنة العبرية"‪ ،‬وما‬
‫شابه‪ ،‬إال وتعثر على‬
‫ذلك الكم من التحليالت‬
‫واألخبار والخواطر‬
‫واالستطالعات التي‬
‫تعكس هذه الظاهرة‪.‬‬

‫خالل األســبوع املايض‪ ،‬انشــغل‬


‫كثريون بمقال لرئيس وزراء الكيان‬
‫األســبق "إيهود بــاراك"‪ ،‬نرشه يف‬
‫صحيفــة "يديعــوت أحرونوت"؛‬
‫يتحدث فيه عن هواجــس الكيان‬
‫بمناســبة مــا يُســمّ ى "عيــد‬
‫االســتقالل"‪ ،‬وتوقفوا عند عبارة‬
‫يف املقــال تتحدث عن هاجس العقد‬
‫الثامن‪.‬فيها قال بــاراك‪" :‬إرسائيل‬
‫يف عمر الـ‪ )..( 74‬لســنا الوحيدين‬
‫يف لعنة العقــد الثامن (الكلمة التي‬
‫انترشت هي نقمة‪ ،‬وأجد أن "لعنة"‬
‫هي الرتجمة األقــرب للصواب)‪ .‬يف‬
‫العقد املذكور منذ إقرار الدســتور؛‬
‫نشــبت يف الواليات املتحدة الحرب‬
‫األهليــة‪ .‬فيه بعد توحيــد إيطاليا‬
‫‪1860‬؛ تحوّلــت لفاشــية‪ .‬يف عمر‬
‫مشــابه بعد توحيد أملانيا أصبحت‬
‫نازية‪ .‬يف ذات العقد للثورة الشيوعية‬
‫تف ّكك االتحاد السوفياتي"‪.‬‬

‫بعد ذلك بأيام‪ ،‬ويبــدو أن "باراك"‬


‫قد علم بطبيعة التغطيات اإلخبارية‬
‫(العربيــة) ملــا ورد يف املقال؛ نرش‬
‫مقاال آخر‪ ،‬أكد فيه عىل قوة كيانه‪،‬‬
‫وهمّ ش التهديدات التي يتم التداول‬
‫رأي‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪18‬‬
‫بوتني مع بداية التدخل العســكري‬
‫الرويس يف أوكرانيــا‪ ،‬التي قال فيها‬
‫إن العقوبات عىل روســيا ســوف‬
‫ترتد بتداعيات ســلبية عىل االقتصاد‬
‫األمريكــي واالقتصــادات الغربية؛‬
‫بســبب صادرات روســيا الضخمة‬
‫من الطاقة والســلع الزراعية؛ ما قد‬
‫يتسبب يف ضائقة اقتصادية يف الغرب‪.‬‬
‫وذهب التقرير إىل أن هذه العقوبات‬
‫بالفعل قــد تدفع باتجــاه أرضار‬
‫اقتصادية تخىش منهــا أملانيا ودول‬
‫االتحــاد األوروبي األخرى‪ ،‬خصوصا ً‬
‫عىل مســتوى ارتفاع األسعار‪ ،‬وهو‬
‫ما دفع العديد من الدول‪ ،‬عىل رأسها‬
‫أملانيا‪ ،‬إىل تبنــي توجه يتفادى حظر‬
‫واردات الغاز الرويس‪.‬‬
‫كما ســلط التقريــر الضوء عىل‬
‫ترصيحــات للمستشــار األملانــي‬
‫أوالف شولتز‪ ،‬لصحيفة دير شبيجل‬
‫مؤخراً‪ ،‬أشــار فيهــا إىل أن برلني ال‬ ‫استيعاب الضغوط‪:‬‬
‫تســتطيع قطع اإلمدادات الروسية‬
‫يف أي وقــت قريب‪ ،‬قائــاً إن فرض‬
‫حظر عــى الغاز الــرويس لن يُنهي‬
‫لماذا يصمد االقتصاد الروسي رغم العقوبات الغربية؟‬
‫حرب أوكرانيا فحســب‪ ،‬بل قد يؤدي‬ ‫على الرغم من إقدام الغرب على شن حرب اقتصادية شاملة ضد روسيا بفرض عقوبات غير مسبوقة عليها منذ بدء‬
‫إىل أزمة اقتصادية شــديدة‪ ،‬وفقدان‬ ‫تدخلها العسكري في أوكرانيا‪ ،‬فإن موسكو أثبتت قدرة كبيرة على التصدي لهذه العقوبات؛ حيث صمدت إلى حد كبير في‬
‫ماليــن الوظائــف واملصانع‪ .‬وبنى‬ ‫وقلل المسؤولون الروس في كثير من األحيان من قدر تلك العقوبات‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نشر موقع «فورين‬ ‫مواجهتها‪،‬‬
‫التقريــر عىل ذلك فرضيــة مفادها‬ ‫ً‬
‫بوليسي» تقريرا بعنوان «لماذا يصمد االقتصاد الروسي أمام العقوبات الغربية حتى اآلن؟»‪ ،‬في ‪ 22‬أفريل ‪ ،2022‬ويمكن‬
‫صعوبة حظر الدول األوروبية للغاز‬ ‫استعراض أبرز ما جاء فيه على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الرويس؛ ملا لهذه الخطوة من تداعيات‬
‫كارثية عىل االقتصاد األوروبي‪ ،‬لكن‬ ‫التقرير ذهب إىل أن هذه الخطط غري‬ ‫متغري زوّد الكرملني بإيرادات جديدة‬ ‫املخزونات الحالية؛ ألنها تتوقع املزيد‬ ‫صمود ملحوظ‬
‫التقرير أشــار إىل أن أوروبا يمكنها‬ ‫قابلة للتنفيذ‪ ،‬فضالً عن أن الغموض‬ ‫ملواجهة العقوبات‪.‬‬ ‫من العقوبات الغربيــة عىل النفط‪،‬‬
‫عمليا ً التخلص مــن واردات الفحم‪،‬‬ ‫يعرتيها‪ ،‬خصوصا ً مع االعتماد الكبري‬ ‫مقابــل انخفاض التكريــر الرويس‬ ‫تناول التقرير أبرز املؤرشات املعربة‬
‫وهو األمر الذي تــم البدء يف تطبيقه‬ ‫جدا ً من العديــد من الدول مثل أملانيا‬ ‫تأثيرات محدودة‬ ‫محليــا ً يف هذه األثنــاء‪ .‬ويُعزز هذا‬ ‫عــن صمود االقتصــاد الرويس رغم‬
‫بالفعل‪.‬‬ ‫عىل الغاز الرويس‪.‬‬ ‫أكد التقرير أنه يمكن فهم التأثريات‬ ‫التوجه‪ ،‬ما أشارت إليه وكالة الطاقة‬ ‫العقوبات الغربيــة‪ ،‬ويمكن توضيح‬
‫‪ – 5‬التفــاف رشكات غربيــة‬ ‫‪ – 3‬تباين االلتزام الدويل بالعقوبات‬ ‫املحــدودة للعقوبــات الغربية عىل‬ ‫الذرية من أن إنتــاج النفط الرويس‬ ‫ذلك من خالل ما ييل‪:‬‬
‫كربى عىل العقوبات‪ :‬أشــار التقرير‬ ‫عىل موســكو‪ :‬وفقــا ً للتقرير‪ ،‬فإن‬ ‫االقتصاد الــرويس يف الفرتة الحالية‬ ‫انخفــض بمقــدار ‪ 700‬ألف برميل‬ ‫‪ – 1‬ارتفاع صادرات النفط الرويس‬
‫إىل أن أحــد أســباب محدودية تأثري‬ ‫أرقام اإليرادات الروســية تكشــف‬ ‫من خالل بعض العوامل التي يتمثل‬ ‫يوميــاً‪ ،‬يف أفريل املايض‪ ،‬وهو اعتبار‬ ‫رغم العقوبات‪ :‬أشــار التقرير إىل أنه‬
‫العقوبــات‪ ،‬التفــاف العديــد من‬ ‫عن مدى االنقســام وعدم اليقني يف‬ ‫أهمها فيما يأتي‪:‬‬ ‫يدفع باتجــاه توجه روســيا نحو‬ ‫عىل الرغم من القيــود الغربية عىل‬
‫الرشكات الغربية عىل هذه العقوبات؛‬ ‫االستجابة الدولية لفرض العقوبات‬ ‫‪ – 1‬صعوبة اســتغناء أوروبا عن‬ ‫تحويل إنتاجها املحدود إىل الصادرات‬ ‫القطاع املايل الــرويس‪ ،‬فإن صادرات‬
‫إذ ال تــزال هناك شــكوك حول عدد‬ ‫عىل موســكو‪ ،‬ومدى جاذبية الخام‬ ‫الغاز الرويس‪ :‬ذهــب التقرير إىل أن‬ ‫بدال ً من اإلنتاج املحيل‪ ،‬وفقا ً للتقرير‪.‬‬ ‫النفط الروسية وصلت إىل ‪ 3.6‬مليون‬
‫الرشكات الدولية امللتزمة باالنسحاب‬ ‫الــرويس املخفض يف وقــت ارتفاع‬ ‫أحد أسباب محدودية تأثري العقوبات‬ ‫‪ – 3‬إعادة موســكو ضبط تراكم‬ ‫ً‬
‫مقارنة بـ ‪3.3‬‬ ‫برميل يوميا ً يف أبريل‬
‫من روسيا؛ إذ تستمر بعض الرشكات‬ ‫أســعار الطاقة؛ ففــي الوقت الذي‬ ‫الغربية عىل روسيا‪ ،‬يتمثل يف صعوبة‬ ‫األصول األجنبية‪ :‬أشــار التقرير إىل‬ ‫مليون برميل يوميا ً يف مارس‪ ،‬وهو ما‬
‫األمريكية الكربى مث ل �‪Internatio‬‬ ‫حظــرت فيــه الواليــات املتحــدة‬ ‫اســتغناء العديد من الدول األوروبية‬ ‫أن روســيا كما نجحــت يف تنظيم‬ ‫أكده مات ســميث من رشكة ‪Kpler‬‬
‫‪،nal Paper and Koch Industries‬‬ ‫وبريطانيا وأسرتاليا وكندا الواردات‬ ‫عن الغاز الــرويس؛ وذلك عىل خالف‬ ‫مركز مــريف قوي حديثــاً‪ ،‬وغري‬ ‫وهي رشكة تتعقب ســفن شــحن‬
‫يف العمــل هنــاك‪ ،‬باإلضافة إىل عدد‬ ‫الروســية تماماً‪ ،‬اســتمرت معظم‬ ‫النفط‪ ،‬خصوصــا ً أن الغاز الطبيعي‬ ‫خاضع للعقوبات‪ ،‬يف «غازبروم بنك»‬ ‫النفــط؛ حيث أوضــح أن صادرات‬
‫كبري من الرشكات األوروبية والهندية‬ ‫الدول األوروبية‪ ،‬وعىل رأسها أملانيا‪،‬‬ ‫يتم تداوله يف عقود طويلة األجل من‬ ‫الذراع املالية لعمالق الطاقة الرويس‬ ‫النفــط الخام الروســية كانت أعىل‬
‫والصينيــة‪ ،‬بما يف ذلك رشكة الصلب‬ ‫يف الرشاء‪ ،‬وكذلــك جاءت أكرب زيادة‬ ‫خالل خطوط األنابيب الثابتة‪ ،‬وليس‬ ‫غازبروم‪ ،‬فإنهــا تضغط عىل الدول‬ ‫يف أبريــل مما كانت عليه يف الشــهر‬
‫األملانية العمالقــة ‪.Thyssenkrupp‬‬ ‫يف واردات الطاقة الروسية من الهند‪،‬‬ ‫قابالً لالستبدال مثل النفط‪ .‬كما لفت‬ ‫األوروبية وغريهــا إليداع مدفوعاتها‬ ‫املايض‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك كان خرباء‬
‫ويســتخدم الكثريون هذه الرشكات‬ ‫التي رفضت االنضمام إىل العقوبات أو‬ ‫التقرير إىل أنه عــى الرغم من إعالن‬ ‫بالــدوالر يف «غازبروم بنــك»‪ ،‬كما‬ ‫من معهد التمويل الدويل قد أشــاروا‪،‬‬
‫كأدوات لتجنــب اإلدانة العلنية‪ ،‬مع‬ ‫إدانة العمليات العسكرية الروسية‪.‬‬ ‫أملانيا عن إيقاف خط «نورد ســريم‬ ‫فرضــت الحكومة بيــع ‪ 80%‬من‬ ‫يف تقرير صدر مؤخراً‪ ،‬إىل أن شحنات‬
‫اإلشــارة إىل أن بعض هذه الرشكات‬ ‫وحصلــت الهنــد يف الشــهرين‬ ‫‪ »2‬عقب الحرب‪ ،‬فــإن معظم الغاز‬ ‫العملة الصعبة مــن الصادرات من‬ ‫النفط الروســية يف أفريل تسري حتى‬
‫تربر وجودها يف روســيا بأنها توفر‬ ‫املاضيني فقط عىل ‪ 17‬مليون برميل‬ ‫الرويس يســتمر يف التدفق إىل أوروبا‬ ‫خــال البنوك املرخصة‪ ،‬وال ســيما‬ ‫اآلن «بوترية قياسية»‪.‬‬
‫أدوات أساسية كاألدوية واألغذية يف‬ ‫من خام «األورال» العايل الجودة من‬ ‫كما كان من قبل‪ ،‬خصوصا ً أن إيجاد‬ ‫«غازبــروم بنك»‪ ،‬وهــو األمر الذي‬ ‫‪ – 2‬تركيز موســكو عىل التصدير‬
‫موسكو‪.‬‬ ‫روســيا‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 12‬مليونا ً للعام‬ ‫بدائل للغاز الرويس أمــر يحتاج إىل‬ ‫يسمح – وفقا ً لتقديرات – باستمرار‬ ‫من مخــزون النفط‪ :‬نــوّه التقرير‬
‫املايض بأكمله‪ .‬كذلك الحال بالنسبة‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫صادرات الطاقة الروسية؛ ما يحافظ‬ ‫بأن الكميــة الدقيقة من النفط التي‬
‫تداعيات كارثية‬ ‫إىل تركيــا التي رفعــت وارداتها من‬ ‫‪ – 2‬غياب البدائل الحقيقية للغاز‬ ‫عىل فائض الحساب الجاري وتراكم‬ ‫تُصدرها روسيا اآلن‪ ،‬وملن تصدرها‪،‬‬
‫أشــار التقريــر إىل ترصيحــات‬ ‫النفط الرويس مــن ‪ 200‬ألف برميل‬ ‫الرويس‪ :‬أشار التقرير إىل إعالن اللجنة‬ ‫األصول األجنبية الرسيع لروسيا‪.‬‬ ‫ال تزال محــل خالف‪ ،‬لكــن خرباء‬
‫بعض الدوائر االقتصادية األمريكية‬ ‫يوميــا ً يف مــارس إىل ‪ 300‬ألف هذا‬ ‫التنفيذية لالتحاد األوروبي عن خطة‬ ‫‪ – 4‬وصــول فائــض الحســاب‬ ‫أشاروا إىل أن بعض هذا النفط الخام‬
‫والغربيــة‪ ،‬التي تؤكــد أن منظومة‬ ‫الشــهر‪ .‬ويف إيطاليا يتم اســتقبال‬ ‫لخفض واردات الغاز الرويس بمقدار‬ ‫الجاري إىل مستويات قياسية‪ :‬أشار‬ ‫ال يــزال قيد النقــل إىل وجهات غري‬
‫العقوبات عىل روســيا‪ ،‬سوف يكون‬ ‫املزيد من الخام الرويس حتى اآلن هذا‬ ‫الثلثني بحلــول نهاية عــام ‪2022‬‬ ‫التقرير إىل أن إيرادات الطاقة أوصلت‬ ‫معروفة يف بعض الحاالت أو إىل مرافق‬
‫لها تداعيات كارثية عىل املدى البعيد‪،‬‬ ‫الشهر؛ ما رفع استهالكها من ‪100‬‬ ‫عن طريق اســترياد املزيد من الغاز‬ ‫فائض الحســاب الجاري لروســيا‬ ‫التخزين‪ .‬فيما أكــد خرباء أن الكثري‬
‫ويؤيد التقريــر هذه الفرضية؛ وذلك‬ ‫ألف برميل يوميا ً إىل ‪ 300‬ألف‪.‬‬ ‫املسال‪ ،‬والتحول إىل اســترياد الغاز‬ ‫إىل مســتويات قياسية جديدة؛ ففي‬ ‫من الصادرات النفطية تمثل امتدادا ً‬
‫استنادا ً إىل ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ – 4‬الخشــية من التداعيات عىل‬ ‫عرب خطوط األنابيب مــن النرويج‬ ‫األشهر الثالثة األوىل من العام‪ ،‬بلغت‬ ‫لعقود النفط الطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ – 1‬فــرض عقوبــات إضافية‬ ‫اقتصادات الغرب‪ :‬أشــار التقرير إىل‬ ‫وأذربيجــان‪ ،‬باإلضافــة إىل تكثيف‬ ‫‪ 60‬مليار دوالر‪ ،‬مقابــل ‪ 120‬مليار‬ ‫ويشــر خرباء طاقــة آخرون إىل‬
‫عىل القطاع املرصيف الرويس‪ :‬ســلط‬ ‫ترصيحات الرئيس الرويس فالديمري‬ ‫طاقة الرياح والطاقة الشمسية‪ ،‬لكن‬ ‫دوالر لعــام ‪ 2021‬بأكملــه‪ ،‬وهــو‬ ‫أن موســكو تعزز الصــادرات من‬
‫‪19‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫رأي‬
‫ّ‬
‫بـ "نظرية رابعة" وفلسفة جديدة‬ ‫التقريــر الضوء عىل قــرار إدارة بايدن األخري فرض‬
‫عقوبات إضافية عىل بعض البنوك واألفراد يف روسيا؛‬

‫"األردن الجديد" حزب خارج عن المألوف‬


‫وذلك بعد اإلعالن يف ‪ 6‬أفريل عن عقوبات عىل ســبري‬
‫بنك وعىل بنك ألفا رابع أكرب بنك يف روســيا‪ ،‬وتجميد‬
‫أصولهم ومنع أي رشكات أمريكية من التعامل معهم‪.‬‬

‫ّ‬
‫السياسية في األردن‬ ‫يطرق باب الحياة‬
‫وهذا يعني أن ‪ 60%‬من األصول املرصفية الروســية‬
‫تخضع اآلن للعقوبات األمريكية‪ .‬ولفت التقرير إىل أن‬
‫أوروبا تحذو حذو واشنطن تدريجيّاً‪.‬‬
‫‪ – 2‬انكماش محتمــل لالقتصاد الرويس يف الفرتة‬
‫الرأي العام – أبو باديس‬
‫أن هذه النظرية هــي الخيار اآلخر البديل‬ ‫القواعد الشــعبية ونخب الطبقة الدنيا يف‬ ‫القادمة‪ :‬أشــار التقرير إىل ترصيحات رئيســة البنك‬
‫لكل من الخيارات الثالثة التي خ َّربت األمة‬ ‫املجتمع‪ ،‬ليصبح رصاعا وتجاذبا هوياتيا‬ ‫يبدو أن املتغريات التي يشــهدها رشق‬ ‫املركزي الرويس إلفريا نابيولينا يف ‪ 18‬أفريل‪ ،‬التي قالت‬
‫العربيــة عىل مدى املائة عــام املنرصمة‪،‬‬ ‫يدور رحاه عىل مســتوى األحزاب والقمة‬ ‫ً‬
‫منتجة ملا بعدها‪ ،‬بل‬ ‫أوروبا ليســت فقط‬ ‫فيها إن نقص اإلمدادات يف التكنولوجيا وأشياء أخرى‬
‫وهي الخيار "الشــيوعي االشــراكي"‪،‬‬ ‫السياســية هذه املرة‪ .‬إذ أن هذا القانون‬ ‫هي أيضا نتيجة ملا قبلها‪ ،‬إقليميا وعامليا‪.‬‬ ‫سوف يؤثر قريبا ً عىل روسيا‪ ،‬وإن «روسيا تدخل فرتة‬
‫والخيــار "الليربايل الرأســمايل"‪ ،‬وخيار‬ ‫صيغ عىل نحــو ال يمكن معه تشــكيل‬ ‫فالذين يم ّرون مرور الكرام عىل االنسحاب‬ ‫صعبة من التغريات الهيكلية بسبب العقوبات»‪ .‬وبنى‬
‫"اإلسالم الســيايس"‪ ،‬فهذه الخيارات‪ ،‬أو‬ ‫أحزاب إال من خالل تجميع مجموعة من‬ ‫األمريكي مــن أفغانســتان‪ ،‬ويصفونه‬ ‫التقرير عىل ذلك وعىل تقديــرات اقتصادية‪ ،‬فرضية‬
‫النظريات الثالث يعتربها الدكتور أسامة‬ ‫العشائر والقبائل الرشق أردنية‪ ،‬والعائالت‬ ‫شــكال ومضمونا بالفوضوي‪ ،‬يبدو أنهم‬ ‫مفادها أن انكماشــا ً كبريا ً سيحدث يف االئتمان املتاح‬
‫عكنان ومعه العرشات من مؤســي هذا‬ ‫واملخيمات الفلســطينية‪ ..‬إلخ‪ ،‬لتشــ ِّك َل‬ ‫مخطئــون جدا‪ .‬فقد راحــت األيام تثبت‬ ‫لألفراد والرشكات الروســية هذا العام مع انكماش‬
‫الحزب الجديد‪ ،‬تحترض وتســتعد لتنتقل‬ ‫كل مجموعة منها حزبا سياســيا‪ ،‬لتغدو‬ ‫أن الواليات املتحدة تؤكــد يوما بعد آخر‪،‬‬ ‫االقتصاد بنسبة ‪ 8٪‬إىل ‪ ،15٪‬وهو ما يعني أن االقتصاد‬
‫بشــكل نهائي إىل عالم الــرزخ‪ ،‬متيحة‬ ‫العملية السياســية مجرد نزاع بني نفس‬ ‫أن الرشق األوســط هو مركــز ثقل كل‬ ‫الرويس قد ينكمش بمقدار الخمس أو أكثر يف السنوات‬
‫الفرصــة التاريخية الكــرى للنظرية أو‬ ‫أولئــك الذين كانوا يتنازعون يف األســفل‬ ‫سياساتها املستقبلية‪ ،‬عىل األقل عىل مدى‬ ‫العديدة القادمة‪.‬‬
‫للفلسفة الرابعة‪ ،‬التي ليس بالرضورة أن‬ ‫عندما كانت العملية السياسية غائبة عن‬ ‫مســاحة جغرافية ال تقل عن ‪ 35‬مليون‬ ‫‪ – 3‬انســحاب متوقع للمســتثمرين األجانب من‬
‫تكون نقيضا يف كل يشء مع تلك الخيارات‬ ‫البالد‪ ،‬قبل الضغوطات األمريكية األخرية‪.‬‬ ‫كيلومرت مربــع من اليابــس يف القارات‬ ‫روســيا‪ :‬توقع التقرير أنه مع اســتمرار الحرب يف‬
‫البائدة‪ ،‬وإنما هي تختلف عنها‪ ،‬يف أنها ال‬ ‫ولكن قراءة املشهد األردني إذا كانت قد‬ ‫الثالث أوروبا وآسيا وإفريقيا‪.‬‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬واســتمرار العقوبات املفروضة عىل روسيا‬
‫تعتمد عىل القوالب األيديولوجية الجاهزة‬ ‫كشــفت عن أن هناك أحزابا قائمة سوف‬ ‫إن اتفاقية التعاون العسكري بني األردن‬ ‫والتوســع فيها‪ ،‬فســوف تتجه الــركات الغربية‬
‫والثابتــة املســبقة التي تُفــرض فرضا‬ ‫تغيب عن املشهد‪ ،‬ألنها لن تستطيع تسوية‬ ‫والواليــات املتحدة بكل مــا انطوت عليه‬ ‫واملتعددة الجنسيات واملستثمرون إىل تعليق أعمالهم‬
‫عىل املجتمــع كنماذج ثابتة ومقدســة‪،‬‬ ‫أوضاعها بما يتناســب مــع متطلبات‬ ‫من دالالت‪ ،‬تعترب هي املؤرش الواضح عىل‬ ‫يف روســيا‪ ،‬وهي الرشكات التي يصــل عددها‪ ،‬وفقا ً‬
‫وإنما هي تبنــي أيديولوجيتها من خالل‬ ‫القانون الجديد‪ ،‬وعن أن عددا محدودا من‬ ‫أن األردن ســيكون يف املســتقبل القريب‬ ‫للتقرير‪ ،‬إىل ‪ 800‬رشكة‪ .‬وتشمل هذه الرشكات أسماء‬
‫اســتحالبها من متطلبات الواقع كما هو‪،‬‬ ‫األحزاب ذات البناء العشائري واملخيماتي‬ ‫والقريــب جدا‪ ،‬باملعايري الجيوسياســية‬ ‫تجارية كربى من ‪ IBM‬وميكروســوفت إىل كارجيل‪،‬‬
‫حيث تتغري عندها املعادالت فتنقلب رأسا‬ ‫سوف تنشأ‪ ،‬فإن حزبا وحيدا هو اآلن تحت‬ ‫"بيضة القبان" يف السياســة األمريكية‬ ‫باإلضافــة إىل العديد مــن الرشكات االســتهالكية‬
‫عىل عقب‪ ،‬فلن تعــود امللكيات والحريّات‬ ‫التأســيس‪ ،‬أطلق عليه مؤسســوه اسما‬ ‫اإلقليمية عىل األقل‪.‬‬ ‫العمالقة‪ ،‬مثل كلوجز ونوكيا وباناســونيك‪ ،‬وهو أمر‬
‫االقتصادية هي الثوابت التي يجب البحث‬ ‫مؤقتا هو "حزب األردن الجديد"‪ ،‬يرفض‬ ‫وألن الواليــات املتحــدة راحت تتمركز‬ ‫قد يرتتب عليه أزمة بطالة كبرية يف روســيا‪ ،‬حتى إن‬
‫عــن الصيــغ االقتصادية التــي تخضع‬ ‫فكــرة بناء حزب ســيايس عىل أســاس‬ ‫عسكريا بموجب اتفاقية التعاون املشار‬ ‫تقديرات روســية توقعت فقدان ‪ 200‬ألف شــخص‬
‫لها مهمــا كان مردودها عــى املكوّنات‬ ‫عشــائري وعائيل ومخيماتي‪ ،‬فلسطيني‬ ‫إليها بــن البلدين‪ ،‬يف داخــل الجغرافيا‬ ‫لوظائفهم‪.‬‬
‫الثالث األخرى التي هــي الفقر والبطالة‬ ‫أو أردني‪ ،‬وليس عىل أســاس أيديولوجي‬ ‫األردنية بشكل كثيف‪ ،‬قد يجعل من األردن‬ ‫‪ – 4‬عجز الحكومة الروســية عن ســداد ديونها‬
‫والطبقيــة‪ ،‬بل العكس هو مــا يجب أن‬ ‫طبقي فكري‪ ،‬يحمل مرشوعا وطنيا يمثل‬ ‫مركز الثقل يف التمركز األمريكي اإلقليمي‪،‬‬ ‫الخارجية‪ :‬أشــار التقرير إىل أن القضية االقتصادية‬
‫يحــدث‪ ،‬فالثوابت واألهداف والغايات هي‬ ‫مصالح أوســع الطبقات االجتماعية‪ ،‬أال‬ ‫فإنها ال تســتطيع إال أن تطلب وبإلحاح‬ ‫األكثر إلحاحا ً بالنسبة إىل الرئيس الرويس هي مسألة‬
‫"القضاء عىل الفقر كليا"‪ ،‬و"إلغاء البطالة‬ ‫وهي طبقة الفقراء والعاطلني واملهمّ شني‬ ‫من النظام األردني إجــراء تعديالت ذات‬ ‫الديون الخارجية‪ ،‬التي قد تتخلف روسيا عن سدادها‬
‫كليا"‪ ،‬و"الهبوط بالفــوارق الطبقية إىل‬ ‫برصف النظر عــن انتماءاتهم الهوياتية‬ ‫داللة يف بُنيتــه‪ ،‬وعىل رأس ذلك‪ ،‬التخفيف‬ ‫للمرة األوىل منذ الثورة البلشــفية يف عام ‪ ،1918‬بعد‬
‫أدنــى الحدود"‪ ،‬أيا كان مــردود ذلك عىل‬ ‫الذي أرادهم النطام بقانونه هذا أن يشكلوا‬ ‫من حِ دَّة الفساد واالستبداد‪ ،‬وهما األمران‬ ‫أن فاتتها مهلــة ‪ 4‬أفريل للدفع بالدوالر‪ ،‬لكن التقرير‬
‫امللكيات والحريــات االقتصادية بعد ذلك‪.‬‬ ‫أحزابهم عىل أساسها‪.‬‬ ‫اللذان يجب عىل أي إدارة أمريكية أن تملك‬ ‫لفت إىل أنه حتى إن تخلفت روســيا عن سداد ديونها‬
‫مع أن األصول الفكرية واأليديولوجية التي‬ ‫"حــزب األردن الجديد" الــذي ما يزال‬ ‫بخصوصهما إجابات م ِ‬
‫ُرضيَــة ومُقنِعَ ة‬ ‫السيادية البالغة ‪ 60‬مليار دوالر‪ ،‬ومُنعت بالفعل من‬
‫يقيم عليها الحــزب نظريته الرابعة هذه‬ ‫يف طور التأســيس‪ ،‬هو حزب كما يقول‬ ‫للكونغرس األمريكي وللنخب األمريكية‪،‬‬ ‫االقرتاض الدويل‪ ،‬فقد تكون قادرة عىل تمويل نفسها‬
‫كثرية وعميقة وأصيلة وال تقف عند هذه‬ ‫مؤسســه األول وصاحب فكرته وصائغ‬ ‫إذا تم السؤال عن عالقة النظام بشعبه يف‬ ‫من خالل عائدات الطاقة لفرتة طويلة‪ ،‬فضالً عن أن‬
‫التوصيفات البسيطة للعالقة بني امللكيات‬ ‫مرشوعه أستاذ العلوم السياسية الدكتور‬ ‫الدولة التي تحظى بهذا القدر من الحماية‬ ‫الرشكات الروســية مُثقلة بديون مستحقة تزيد عىل‬
‫والحريــات االقتصادية مــن جهة‪ ،‬وبني‬ ‫"أسامة عكنان"‪ ،‬هو حزب سيجد صعوبة‬ ‫العسكرية األمريكية‪.‬‬ ‫‪ 400‬مليار دوالر؛ ما يخلــق صعوبة يف الحفاظ عىل‬
‫الفقر والبكالة والطبقية من جهة أخرى‬ ‫بســبب قوى الشــد العكيس التي يمثلها‬ ‫وألن الحزبيــة خاصــة والديمقراطية‬ ‫االئتمان عىل املدى الطويل‪ ،‬وهو اعتبار قد يدفع بوتني‬
‫كما يقول الدكتور عكنان‪.‬‬ ‫بالدرجــة األوىل قانون األحــزاب الجديد‪.‬‬ ‫عامة ليســت لها جذور يُعتد بها يف األردن‬ ‫إىل ترسيع وترية السالم‪.‬‬
‫وإذن فنحــن أمام حــزب جديد خارج‬ ‫لكنــه يؤكد عــى أن باإلمــكان اخرتاق‬ ‫عىل مدى الخمسني ســنة األخرية‪ ،‬حيث‬
‫عن املألــوف يف تأسيســاته وتأصيالته‪،‬‬ ‫كل العقــد املفصلية يف قانــون األحزاب‬ ‫قامت معظم عالقات التظام ومؤسساته‬ ‫إشكالية التكيف‬
‫وســيجد نفســه يف األردن تحديدا يعاند‬ ‫الجديد للوصول إىل تشكيل حزب برامجي‬ ‫األمنيــة مع نخبه وشــعبه عىل مدى تلك‬ ‫ختاماً‪ ..‬يشــر التقريــر إىل أن الســؤال األهم يف‬
‫كل التيارات الســائدة‪ ،‬وعىل رأسها تيار‬ ‫يقوم برنامجه عىل مرشوع له فلســفته‬ ‫العرشات من الســنني عىل البُنى القبلية‬ ‫املستقبل بالنسبة إىل بوتني يدور حول إمكانية تكييف‬
‫العشرية والقبيلة املهيمن‪ ،‬فهل ينجح هذا‬ ‫وأيديولوجته التي أطلــق عليها الدكتور‬ ‫والعشــائرية مــن جهة‪ ،‬وعــى التوازن‬ ‫اقتصاده مــع العزلة الطويلة األمــد‪ .‬فاالقتصادات‬
‫الحزب ومؤسسوه الذين يعتربون أنفسهم‬ ‫أسامة عكنان مصطلح "النظرية الرابعة"‬ ‫القائم يف قلــب نزاع الهويتــن األردنية‬ ‫األخرى التي واجهت قبضة خانقة مماثلة مثل إيران‪،‬‬
‫ما يزالون يف بداية الطريق‪ ،‬يف التغلب عىل‬ ‫أو "الفلســفة الرابعة"‪ .‬وهو لهذا السبب‬ ‫والفلســطينية من جهة أخرى‪ ،‬فإن فكر‬ ‫فعلت ذلك‪ .‬ويمكن ملوســكو أن تبقــي بنوكها تعمل‬
‫كل هــذه العقبات؟! ال نســتطيع الجزم‪،‬‬ ‫يؤكد عــى أن كل النخب األردنية ا ُملحبطة‬ ‫النظام وأجهزته األمنية جعله يتمكن من‬ ‫لوقت طويل اعتمادا ً عىل الدعم الناتج عن الطاقة إذا‬
‫ولكن الغريب أن الثقة الكبرية بأن مرشوع‬ ‫مما يجري يف البالد ســتجد يف هذا الحزب‬ ‫صياغة قانــون لألحزاب ال يمت إىل معنى‬ ‫أصبحت متعرسة من الناحيــة التقنية‪ ،‬خصوصا ً أن‬
‫الحزب الجاهز وا ُملعَ د‪ ،‬ورؤيته الفلســفية‬ ‫مالذا لها‪ ،‬وفرصة تاريخية ال تعوَّض لتعود‬ ‫الحزبية بأي صلة‪ ،‬إذا نُظر إىل الحزبية عىل‬ ‫روسيا – عىل عكس إيران – لم تواجه خنقا ً شبه كامل‬
‫املتكاملة والشاملة التي يمكن قراءتها يف‬ ‫إىل انتــزاع املبادرة من النظام‪ ،‬لتشــكيل‬ ‫النحو الــذي هي فيه يف معظم دول العالم‬ ‫لصادراتها من الطاقة‪ ،‬لكن حظر الواردات الغربية من‬
‫مؤلفات املؤســس الكتور أسامة عكنان‬ ‫حكومة برملانية برامجية تطرح مرشوعها‬ ‫التي تؤمن بالحزبية‪.‬‬ ‫السلع االستهالكية ومواد اإلنتاج وقطع الغيار‪ ،‬وتزايُد‬
‫املنشورة يف أكثر من دولة عربية‪ ،‬وامتالك‬ ‫الخاص لحل كل مشكالت البالد السياسية‬ ‫لقد بدا واضحا من قراءة قانون األحزاب‬ ‫الضغوط عىل األموال الروســية‪ ،‬ســيؤدي يف النهاية‬
‫هذا املرشوع لكل الحلول املطلوبة ملشاكل‬ ‫واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫األردني الجديد لعام ‪ 2022‬والذي تم نرشه‬ ‫إىل إلحاق أرضار جســيمة باالقتصــاد‪ .‬وإذا ارتفعت‬
‫البلد بالغــة الحساســية‪ ،‬تجعلنا نرتيث‬ ‫وبســؤالنا للدكتــور أســامة عكنان‬ ‫يف الجريدة الرسمية مؤخرا‪ ،‬وكأن النظام‬ ‫معدالت البطالة‪ ،‬فقد يواجه بوتني ألول مرة مشــكلة‬
‫يف الحكــم‪ ،‬فكأننا أمام ظاهــرة جديدة‬ ‫مؤســس الحزب عن فحــوى مصطلح‬ ‫األردني عَ مَ ــ َد إىل تحويل الرصاع الهوياتي‬ ‫تهدد بقاءه يف منصبه بحسب التقرير‪.‬‬
‫تشهدها األمة العربية للم ّرة األوىل‪..‬‬ ‫النظرية أو الفلسفة الرابعة أجاب بقوله‬ ‫الــذي كان يــدور رحاه عىل مســتوى‬
‫المصدر‪ :‬إنترريجونال للتحليالت االستراتيجية‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬

‫‪٢٥٦‬‬
‫‪20‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬

‫دولي‬
‫االنتخابات التشريعية اللبنانية‪:‬‬
‫نتائجها وانعكاساتها على المنطقة المغاربية‬
‫علي عبد اللطيف الالفي – كاتب ومحلل سياسي مختص في الشؤون االفريقية‬
‫يمكن الجزم أن حــزب الله ومن ورائه‬ ‫الوزراء املقبل والتصويــت عىل اختيار‬
‫املحــور اإليراني تعرضــا لرضبة قوية‬ ‫رئيس يف وقت الحق مــن العام الحال‪،‬‬
‫أعطت تقييمات أولية لالستحقاق االنتخابي اللبناني بانه رغم تغير المعطيات والنتائج‬
‫ولكــن ذلك لن يمهد أبــدا ألي تغيري يف‬ ‫ومعلوم أن األمني العــام لألمم املتحدة‬
‫على كل االنتخابات البرلمانية السابقة فإنها لم تغير المعادالت في أي اتجاه ولكنها أقرب‬
‫لبنان خالل املرحلــة املقبلة ألن موازين‬ ‫أنطونيو غوترييس ســارع اىل دعوة يف‬
‫للشفافية كما كرست ان لبنان ورغم ازماته المالية واالقتصادية والسياسية يبقى بلدا عربيا‬
‫القــوى لم تنقلب ســلفا عىل عقب وألن‬ ‫بيان له مســاء االثنني (أي مبارشة بعد‬
‫رياديا في التجربة الديمقراطية وانه سيبقى نموذجا للمدنية والحداثة بمفهومها الغربي‪،‬‬
‫املحددات ســتكون يف املستقبل مرتبطة‬ ‫اعالن النتائج األولية) إىل تشكيل حكومة‬
‫فما هي أهم مستخلصات النتائج النهائية المعلن عنها أول أمس الثالثاء وماهي انعكاسات‬
‫بالوضعني الدويل واإلقليمــي‪ ،‬والثابت‬ ‫شاملة برسعة من أجل تحقيق االستقرار‬
‫تلك النتائج على المنطقة المغاربية والتي تشترك بلدانها مع لبنان في كثير من المربعات‬
‫أن الوجوه التغيريية ســتلعب يف املجلس‬ ‫يف االقتصاد‪ ،‬ومعلوم أن النتائج النهائية‬
‫ثقافيا وسياسيا واجتماعيا؟‬
‫النيابي الجديد دورا حاســما خاصة اذا‬ ‫لالنتخابات بينــت احتفاظ "حزب الله"‬
‫حافظت عىل وعودها باإلصالح ومحاربة‬ ‫وحليفتــه حركة "أمل" التــي يتزعّ مها‬
‫الفســاد‪ ،‬خاصة وأن الوضع االقتصادي‬ ‫رئيس الربملــان املنتهيــة واليته "نبيه‬
‫ســيلعب يف مصلحة النواب الجدد الذين‬ ‫املخصصة للطائفة‬‫ّ‬ ‫ب ّري"‪ ،‬بكامل املقاعد‬
‫سيكون يف إمكانهم للمرة األوىل ممارسة‬ ‫الشــيعية (‪ 27‬مقعداً)‪ ،‬لكن حلفاءهما‪،‬‬
‫ضغوط من داخل الربملان‪ ،‬والحقيقة أن‬ ‫وبينهم "التيــار الوطني الحر" بزعامة‬
‫ذلك سيخلق ضغطا ً سياسيا ً وشعبيا ً عىل‬ ‫النائب "جربان باســيل" (صهر رئيس‬
‫قوى التغيري واإلصالحيــن ليتعاونوا"‬ ‫الجمهورية ميشال عون)‪ ،‬خرسوا مقاعد‬
‫ومعلــوم أن النائــب املنتخب من الئحة‬ ‫يف دوائر عدّة‪.‬‬
‫"توحدنا للتغيري" يف دائرة "الشــوف‪-‬‬ ‫فعليا ســقطت وجوه بــارزة موالية‬
‫عاليه"‪" ،‬مــارك ضو" قد قال يف لقاءات‬ ‫لحزب الله منها النواب الســابقون "إييل‬
‫تلفزيونية مســاء االثنني إنه "سيتعاون‬ ‫الفرزيل" و"طالل أرســان" و"أسعد‬
‫مع كل الذين يشــبهوننا" يف طروحاتهم‬ ‫حردان" و"فيصل كرامي" وغريهم من‬
‫ومواقفهــم‪ ،‬ومعلوم أن االســتحقاق‬ ‫سياسيني مثل "وئاب وهاب"‪ ،‬وبذلك َف َقد‬
‫الربملاني يف لبنان حظــي فعليا بمراقبة‬ ‫الحزب ‪-‬كما ذكرنا ذلك أعاله األكثرية‪-‬‬
‫كبرية وقوية من الخــارج‪ ،‬وقالت بعثة‬ ‫التــي كان يمتلكها يف الربملــان املنتهية‬
‫االتحاد األوروبــي ملراقبة االنتخابات يف‬ ‫واليته‪ ،‬وســيلقي األمني العــام للحزب‬
‫بيان أويل أول أمس الثالثاء إن االنتخابات‬ ‫حســن نرصالله كلمة غدا الجمعة يتوقع‬
‫"طغت عليها ممارسات واسعة النطاق‬ ‫أن يع ّلــق فيها عىل نتائــج االنتخابات‪،‬‬
‫لرشاء األصوات واملحســوبية والفساد"‬ ‫وفعليا لم يــردّد الحزب منذ اليوم التايل‬
‫كما حظيت نفــس االنتخابات بمتابعات‬ ‫لالنتخابــات (أي االثنني ‪ 16‬ماي) ببدء‬
‫إعالمية كربى عربيا وأجنبيا‪...‬‬ ‫توجيه رســائل إىل النواب املعارضني له‪،‬‬
‫وقد قال رئيــس كتلة "الوفاء للمقاومة"‬
‫انعكاسات نتائج االنتخابات على المنطقة‬ ‫(كتلة الحــزب يف الربملان) النائب محمد‬
‫المغاربية‬ ‫رعد خالل اســتقباله وفودا ً بعد فوزه يف‬
‫قراءة في النتائج‪ :‬خسارة ُجزئية لحلفاء‬
‫انتفاضــة أكتوبر ‪ 2019‬بينما يف املقابل يف حسم االســتحقاقات املقبلة‪ ،‬وال سيما االستحقاق االنتخابي‪" :‬نتقبّلكم خصوما ً‬
‫"حزب الله" وتشكيل الحكومة سيكون‬
‫من املهم التأكيــد‪ ،‬أوال‪ ،‬أن من يحلم‬ ‫أنتجت مقاطعة "تيّار املســتقبل" لهذه تشــكيل حكومة جديدة‪ ،‬وخصوصا ً أن يف املجلس النيابي‪ ،‬ولكــن لن نتقبّلكم‬
‫صعبا‬
‫بعودة املنظومــات القديمة يف كل العالم‬ ‫االنتخابات (وهو عمليا أكرب ممثل للطائفة الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي دروعا ً للصهاينــة واألمريكيني‪ ،‬ال تكونوا‬
‫العربية للحكم بــل ويف أي بلد مغاربي‪،‬‬ ‫أعلنت رسميا السلطات اللبنانية أول السنّية اللبنانية)‪ ،‬تفتّتا ً يف املقاعد السنّية الحالية ســتصبح يف حكم املستقيلة مع وقودا ً لحرب أهلية‪ .‬نحن متســامحون‬
‫هو واهم كثــرا وقد بينت لــه طبيعة‬ ‫أمــس الثالثاء ‪ 17‬مــاي الجاري كامل والتي انقسمت بني شخصيات عديدة من بدء والية مجلس النواب رســمياً‪ ،‬ومن جداً‪ ،‬لكننا اقويــاء جدا ً لنفاجئكم بما ال‬
‫االســتحقاقات اللبنانية وطبيعة املتابعة‬ ‫نتائج االنتخابــات الربملانية التي جرت دون مرجعية واحــدة لها‪ ،‬وطبعا تعني بعدها يأتــي انتخاب رئيس للجمهورية تستطيعون حتى التوهم به"‪ ،‬بل أن نائب‬
‫الدولية لها أن ذلــك امر غري وارد‪ ،‬ومن‬ ‫األحد املايض ولتكشــف تلك النتائج عن النتائج املعلنة (وهي نتائج نهائية)‪ ،‬عدم بعد نهاية والية الرئيس الحايل ميشــال الحزب تابع كالمه املوجه للضيوف "إذا‬
‫بني أهم املؤثرات األولية هو أن املسارات‬ ‫برملان مشــتت من دون أكثرية واضحة قدرة "حزب الله" وحلفائه وأيضا الكتلة عون (أدخل اليوم إىل املستشــفى إلجراء لم تريدوا حكومة وطنية فأنتم تقودون‬
‫الديمقراطية ســتتدعم عربيا وافريقيا‬ ‫فيه‪ ،‬خصوصا ً بعد فقدان حلفاء "حزب املقابلة التي قد تجمع "القوات اللبنانية" فحوص طبية) أواخر شهر أكتوبر املقبل‪ ،‬لبنان إىل الهاوية‪ ،‬وإياكم أن تكونوا وقود‬
‫وأن الحكم الفردي وتســيري االنتخابات‬ ‫الله"‪ ‬العديد من املقاعد‪ ،‬ليفقدوا األكثرية وأطرافا ً أخرى‪ ،‬عىل تأمني أكثرية نيابية علما ً أن البالد تعاني من أزمة اقتصادية حــرب أهلية"‪ .‬ور ّد النائــب املنتخب يف‬
‫بالطرق الرعوانية واألحادية قد أصبحت‬ ‫يف مجلس النــواب (‪ 61‬نائبا ً من أصل واضحة‪ ،‬لتبقى كلمة الحسم لدى النواب ومعيشــية خانقة‪ ،‬يف ظل انهيار سعر طرابلس أرشف ريفي عليه‪ ،‬قائالً‪" :‬نحن‬
‫من املــايض‪ ،‬وأن التغيرييــن تحديدا‬ ‫‪ ،)128‬ويف مقابــل ذلــك نجح حزب التغيرييني الذين أيضــا ً لم تظهر حتى رصف العملة الوطنية (تخطى اليوم ‪ 30‬لسنا عمالء إلرسائيل‪ ،‬أنت عميل إليران"‪،‬‬
‫ســيكون لهم مجال التقدم والرهان عىل‬ ‫"القوات اللبنانية" (املعارض لـ "حزب الساعة إمكانية تجمّ عهم يف كتلة واحدة‪ ،‬ألفا ً مقابل الدوالر) وانعكاسات ذلك عىل داعيا ً إىل وقف لغة "التخوين"‪.‬‬
‫تحقيق وعودهم االنتخابية‪...‬‬ ‫الله" وسياساته واصطفافه االقليمي) يف علما ً أن تشــكيل اللوائح االنتخابية قبل كل القطاعات‪ ،‬مع انتظار التفاوض مع‬
‫ثانيــا‪ ،‬أوىل االنعكاســات يف املنطقة‬ ‫وأحرقت مجموعة من األشخاص كانت‬ ‫تحقيق تقدّم كبري يسمح له بتشكيل كتلة استحقاق ‪ 15‬ماي شــهدت الكثري من صندوق النقد الــدويل يف الفرتة املقبلة‪،‬‬
‫املغاربية ســتكون حول تونس وتحديدا‬ ‫الجذب والشد بني هذه الشخصيات التي الذي يطالب بإصالحات وقوانني مشددة‪ ،‬عىل دراجات ناريــة وترفع علم "حزب‬ ‫من أكثر من ‪ 20‬نائبا ً مع حلفائه‪.‬‬
‫يف طرق وآليات رســم املشهد السيايس‬ ‫املفاجــأة األكرب يف هذا االســتحقاق لم تنجح يف االتفاق عــى لوائح موحدة ومن الواضح أنه يمكن الجزم أن يف الوقت الله" ما يعرف بـ "قبضة الثورة" التي‬
‫املســتقبيل وخاصة يف أفق نهاية ســنة‬ ‫االنتخابــي اللبناني جــاءت عرب القوى تخوض بها االنتخابات يف مختلف أنحاء الراهن أن تشــكيل حكومة بشكل رسيع كانت عبــارة عن لوحة ضخمة أقيمت يف‬
‫‪ 2022‬وذلك منتظــر ومتوقع بناء عىل‬ ‫خاصة وأن املجموعــات داخل الربملان ساحة الشهداء وســط بريوت‪ ،‬وهو ما‬ ‫التغيرييــة التي نجحــت يف إيصال ‪ 15‬البالد‪.‬‬
‫تقارب طبائع النخب يف للبلدين‪ ،‬وأيضا‬ ‫وستتصاعد مســتقبال املخاوف من الجديد‪/‬املســتقطب ستدخل يف نزاعات يعني أن الحزب ال يــزال قويّا ولم تؤثر‬ ‫مرشــحا ً إىل الربملان الجديــد‪ ،‬كان لهم‬
‫بســبب أنهما – أي لبنان وتونس‪ -‬هما‬ ‫حضور بارز يف ســاحات التظاهر منذ اتجاه لبنان إىل شلل مؤسساتي‪ ،‬والفشل عند انتخاب رئيس الربملان وتسمية رئيس فيه بعض الرتاجعــات يف النتائج وفعليا‬
‫‪21‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫دولي‬

‫ليبيا‪ ..‬حيثيات خسارة «باشاغا»‬ ‫نموذجني مهمني للفعل السيايس الغربي‪،‬‬


‫ويف كالهما لن يســمح بســقوط الدولة‬

‫لثاني رهاناته في دخول العاصمة‬ ‫اىل ما بعد حالة الرتنح الحالية والقائمة‬
‫خاصــة ‪ ،‬وأهم املعطيــات املرتقبة عىل‬
‫الســاحة التونسية هو تمسك املعارضني‬
‫باستحقاقات انتخابية نزيهة وشفافة وأن‬
‫اليومني املاضيــن ألنها أصبحــت الالعب الرئييس‬ ‫الرتاجع عن وعودها لباشاغا‪ ،‬وبعد نحو أربع ساعات‬ ‫الرأي العام – أبو رسالن‬ ‫تكون تحت أعني الرقابة ببعديها املحيل‬
‫والرقم الصعب‪ ،‬وقد تــم نقل فكرة للقاهرة صبيحة‬ ‫من ظهور باشــاغا يف كلمة مرئية مقتضبة أكد فيها‬ ‫مرة أخرى يخسر "فتحي باشاغا"‬ ‫واألجنبي‪ ،‬ويمكن الجــزم أن املعارضة‬
‫أول أمس وقبلها بأيام‪ ،‬استعداد الجزائر للتعامل مع‬ ‫دخوله طرابلس‪ ،‬تمكن قائد اللواء ‪ 444‬من الدخول يف‬ ‫رهانه في تسلم السلطة في‬ ‫التونســية ستتمســك أكثر بمقوالتها‬
‫املشهد يف ليبيا بشــكل يحفظ أمن مرص الخاص من‬ ‫وساطة إلنهاء االشتباكات وتوفري مم ّر آمن لخروج من‬ ‫طرابلس بعد أن ركب موجة "حفتر"‬ ‫ورؤيتها ملستقبل تونس وخاصة اإلرصار‬
‫جهة ويضمن استقرار األوضاع يف البلد الجار لها من‬ ‫حلموا بدخول العاصمة‪ ،‬وهو ما تم تحديدا حيث نُقلوا‬ ‫و"عقيلة صالح"‪ ،‬وهي محاولة‬ ‫عىل حوار وطني جامع لكل التونســيني‬
‫جهة أخرى‪ ،‬ولكن تم التأكيــد أيضا عىل عدم قبول‬ ‫إىل مقر اللواء ‪ 444‬تحت حراسة مشددة‪...‬‬ ‫كادت من وراءها العاصمة الليبية‬ ‫بغض النظر عن انتماءاتهم أو مشاربهم‬
‫الجزائريني بحكومة "باشاغا" تحت أي ظرف بل تم‬ ‫ثمّ‪ ،‬وبعد فشــل املحاولة يف مارس املايض والطلب‬ ‫أن تنزلق فجر أول أمس الثالثاء‬ ‫الفكرية والسياسية‪...‬‬
‫التأكيد أيضا عىل أنه لن يتم االعرتاف بأي حكومة أو‬ ‫الهــادئ من الســلطات التونســية يومها برضورة‬ ‫(‪ 17‬ماي الجاري)‪ ،‬إلى موجة‬ ‫ثالثا‪ ،‬الحضــور اإليرانــي مغاربيا‬
‫سلطة تنفيذية جديدة يف ليبيا بخالف حكومة الوحدة‬ ‫املغادرة بعد فشــله يومها يف دخول األرايض الليبية‬ ‫جديدة من العنف‪ ،‬حيث اندلعت‬ ‫قد يتقلص مســتقبال أو تضعف وترية‬
‫إىل حني إنجاز انتخابات تنتج عنها ســلطة جديدة‪،‬‬ ‫انطالقا من معرب "ذهيبة‪ -‬وازن"‪ ،‬تم منذ أيام اجتماع‬ ‫اشتباكات عنيفة لنحو ساعتين بين‬ ‫التأثري‪ ،‬وخاصة عىل املستويني السيايس‬
‫والثابت أيضا أن القاهرة أخذت خالل األسابيع املاضية‬ ‫يف "مونرتيو" الســويرسية بني قيــادات مجموعات‬ ‫كتائب عسكرية موالية لحكومة‬ ‫واإلعالمي عىل عكس الســنوات املاضية‬
‫خطوة للوراء عىل صعيد تعاملها مع امللف الليبي ومن‬ ‫مســلحة وفريق مضيق تابع لـ"باشاغا" حيث أكد‬ ‫الوحدة الوطنية برئاسة "عبد‬ ‫ومنــذ أكثر من عقدين ذلك ان حزب الله‬
‫ثم التوجه نحو عدم تبني أي حلول عسكرية وخاصة‬ ‫بعض أولئك املسلحني وامليدانيني استعدادهم لتقديم‬ ‫الحميد الدبيبة"‪ ،‬وأخرى أعلنت‬ ‫كان قبال للعديد مــن الفئات واألطراف‬
‫ّ‬
‫يف الوقت الراهن بناء عىل أزمة مرص االقتصادية وكون‬ ‫الحماية له وتســهيل وصوله إىل مق ّرات الحكومة يف‬ ‫استقبال باشاغا في مقراتها‪ ،‬قبل‬ ‫السياســية وخاصة بعــد انتصاراته‬
‫األوضاع اإلقليمية الحالية ال تتحمل أي أزمات جديدة‬ ‫طرابلس‪ ،‬وكان أبرز نتائــج االتفاقات واالجتماعات‬ ‫أن تنتهي األحداث بإعالن األخير‬ ‫واملربعات التي اقتحمها ثقافيا وسياسيا‬
‫يف املنطقة وقد تم ابالغ فتحي "باشــاغا" بذلك وهو‬ ‫رضورة توحيد املؤسسة العســكرية الحقا والبدء يف‬ ‫فشله ومن ثم المغادرة بعد أن‬ ‫واعالميا ما بعد مرحلتي ‪ 2000‬و‪،2006‬‬
‫ما يربر أنه قد حاول للمــرة األخرية فرض أمر واقع‬ ‫وضع خطط لذلك بــدءا ً من برمجة اجتماعات الحقة‬ ‫أمنت الكتيبة ‪ 444‬خروجه سالما‬ ‫ومن ثم فالحــزب ســيعطي األولوية‬
‫ومن ثم دفع األطــراف للتفاعل الحقا كما من الوارد‬ ‫يف املغرب مضــاف إليها ترتيبات أخرى عديدة ولكن‬ ‫في اتجاه منطقة "الشويرف" لكن‬ ‫للرهانات اللبنانية الداخلية طوال حوايل‬
‫أنه أُعطيت له فرصة أخرية لفرض األمر الواقع وخلط‬ ‫يظهر أن األمر قد بُني عىل خلل منهجي يف التخطيط‬ ‫ما هي خلفيات ما جرى لساعات‪،‬‬ ‫السنتني القادمتني وخاصة يف ظل ترتبات‬
‫األوراق‪ ،‬كما أن قراءات تؤكد عدم رضا مرصي بشأن‬ ‫والعالقــات حتى داخل فريقه املضيــق وتم تغييب‬ ‫وما هي دوافع الرجل للقيام بتلك‬ ‫ما يجــري يف أوكرانيا من جهة وماجري‬
‫بعض تحركاته واتصاالته خالل األيام األخرية‪...‬‬ ‫بعض مستشاريه املقربني والذين فوجئوا بخطواته يف‬ ‫المحاولة‪ ،‬وماهي حقيقة الضغوط‬ ‫من مفاوضــات حول امللــف النووي‬
‫سادسا‪ ،‬الثابت أن القاهرة تتخبط يف التعاطي مع‬ ‫أكثر من مناســبة‪ ،‬بل أن الثابت أنه يواجه حاليا نقدا ً‬ ‫الدولية واإلقليمية التي أجبرته‬ ‫اإليراني‪...‬‬
‫امللف الليبي ولكنها تمتلك هامش مناورة فهي وضعت‬ ‫محليا ً كبريا ً حيال خطوة دخــول طرابلس من دون‬ ‫على المغادرة إضافة الى عدم‬ ‫رابعــا‪ ،‬نتائج االنتخابــات اللبنانية‬
‫امللف الليبي عىل الطاولة خالل االجتماعات األخرية مع‬ ‫تنسيق كامل مع داعميه‪ ،‬وأكدت املصادر أن من بني‬ ‫التجاوب الكلي محليا؟‬ ‫وأجوائها ســتؤثر عىل تطور األحداث يف‬
‫"الرباط" وهي تعلم حزم واســراتيجيا الجزائريني‬ ‫منتقدي "باشاغا" عددا ً من النواب املقربني من رئاسة‬ ‫يف البداية‪ ،‬هذه ليست املرة األوىل التي يحاول فيها‬ ‫الســاحة الليبية‪ ،‬وهو مــا يعني وقوف‬
‫وتعلم أن تونس ال تستطيع االصطفاف ضد الجزائر‬ ‫مجلس النواب بمن فيهم رئيس الربملان عقيلة صالح‪،‬‬ ‫الرجــل الدخول إىل العاصمة‪ ،‬بعــد مرة أوىل يف ‪12‬‬ ‫األمريكيني وراء تسارع وترية التوافق بني‬
‫يف امللف الليبي‪ ،‬وهي يف نفــس الوقت تريد الحفاظ‬ ‫وكان األخري قد أبلغ الســفري األمريكي لدى ليبيا أثناء‬ ‫مارس املايض‪ ،‬وعمليا ظهر "باشاغا" بشكل مفاجئ‬ ‫مجليس النواب و"األعىل للدولة" ومن ثم‬
‫عىل مســافة األمان مع األتراك نتاج عمليات التقارب‬ ‫لقائه به يف القاهرة أخرياً‪ ،‬عزم الحكومة املكلفة العمل‬ ‫يف تسجيل مصوّر فجر أول أمس الثالثاء معلنا ً وصوله‬ ‫االتفاق عىل األســس الدستورية ومن ثم‬
‫البطيئة والهادئة ويف نفس الوقت تعلم القاهرة وجود‬ ‫من مدينة "رست" (وسط البالد)‪.‬‬ ‫مع عدد مــن وزرائه إىل طرابلــس‪ ،‬وقائالً إنه َلقى‬ ‫انجاز االنتخابات يف ظرف سنة واحدة‪،‬‬
‫تباينات بينها وبني حليفيها الســابقني (أي مع أبو‬ ‫رابعا‪ ،‬تداولــت مصادر دبلوماســية يف القاهرة‬ ‫ترحيبا ً حارا ً عند دخوله املدينة (كما تداولت وســائل‬ ‫وأن رســم مالمح املشــهدين السيايس‬
‫ظبي والرياض)‪ ،‬وكل ما ســبق يُــرر قلقها الكبري‬ ‫وتونس عرص أول أمس الثالثاء أن اتصاالت "متوترة"‬ ‫إعالم محلية بيانا ً قيل أنــه لعمداء بلديات وعدد من‬ ‫واالجتماعي ستخضعان للمؤثرات التي‬
‫بشــأن التطورات يف طرابلس بل وستكون حريصة‬ ‫جرت بني "نورالند"‪ ،‬ووزير الخارجية املرصي سامح‬ ‫النواب‪ ،‬مرحبني بدخوله للعاصمة)‪ ،‬ويف نفس الوقت‬ ‫بدت جلية يف نتائــج االنتخابات (ظهور‬
‫مســتقبال برضورة الحفاظ عىل الهدوء يف ليبيا‪ ،‬ومن‬ ‫شــكري (والذي تدعم بالده "باشــاغا")‪ ،‬يف أعقاب‬ ‫وجّ ه وزير داخليته "عصام أبو زريبة" كلمة للليبيني‬ ‫شخصيات وأطراف فعلت بقوة إعالميا‬
‫ثم ستسعى من حيث الخطاب املعلن عىل األقل ّ‬
‫لحث‬ ‫اندالع االشــتباكات يف طرابلس أول أمس وأوضحت‬ ‫أعلن فيها أن الحكومة "بصدد استالم كافة الوزارات‬ ‫وميدانيا – تراجع القوى التقليدية امام‬
‫جميع األطراف الليبية عىل ضبــط النفس واالمتناع‬ ‫نفس املصادر أن املســؤول األمريكي أكد عىل الوزير‬ ‫واملؤسســات داخل العاصمة"‪ ،‬وعنرص املفاجأة هو‬ ‫قوى التغيري – ترســخ خيــار الوحدة‬
‫عن اتخاذ أي خطوات من شــأنها تأجيج العنف وهز‬ ‫املرصي "رضورة الضغط عىل "باشاغا" لالنسحاب‬ ‫إصدار "كتيبة النوايص" (التابعة لوزارة الداخلية يف‬ ‫الوطنية رغــم الفروق ورغــم نزعات‬
‫االســتقرار وهذا الخطاب سيكون هو الغالب خاصة‬ ‫فــورا ً من العاصمــة ملنع اندالع مواجهات أوســع‪،‬‬ ‫حكومة الدبيبة)‪ ،‬بيانا ً فجر أمس رحّ بت فيه بدخول‬ ‫ومساعي التقسيم)‪.‬‬
‫أنها تعرف تفاصيل التوافقــات بني املرشي وعقيلة‬ ‫وأشارت املصادر إىل أن "شكري" أكد خالل االتصال‬ ‫باشاغا إىل العاصمة بل هي أمّ نت دخوله واستضافته‬ ‫خامسا‪ ،‬الجزائر واملغرب وموريتانيا‬
‫صالح‪...‬‬ ‫عدم مســؤولية القاهرة عن الخطوة التي أقدم عليها‬ ‫يف مق ّرهــا‪ ،‬ولكن التح ّرك الرسيــع والدقيق لكتائب‬ ‫ستكون ساحات تأثر بما جرى يف لبنان‬
‫ختاما‪ ،‬حكومة "الدبيبة" أظهرت رغم كل ما جرى‬ ‫"باشــاغا"‪ ،‬وقد أكد "نورالند" لشكري أن الواليات‬ ‫مواليــة للدبيبة‪ ،‬وأبرزها "جهاز دعم االســتقرار"‪،‬‬ ‫ولكن بدرجة أقل من تونس وليبيا‪:‬‬
‫أنها يف وضع ُشــبه مريح حيث أكدت يف بيان لها أن‬ ‫املتحدة لن تسمح ببقاء "باشاغا" يف العاصمة‪ ،‬وأنها‬ ‫أربك الخطة التي اتبعها أنصار باشاغا حيث اندلعت‬ ‫‪ -‬الجزائر‪ :‬ســتتدعم فكرة امليض يف‬
‫"األجهزة العسكرية واألمنية تعاملت بإجراءات حازمة‬ ‫تعارض تلك الخطوة‪ ،‬بل هو حذر أنه "ستكون هناك‬ ‫اشتباكات استُخدمت فيها أســلحة رشاشة خفيفة‬ ‫سياسة لم الشــمل وخاصة بعد تغيري‬
‫ومهنية ملنع هذه الفوىض وإعادة االستقرار للعاصمة‪،‬‬ ‫إجراءات عقابية بحال بقي هناك‪ "...‬وأعربت السفارة‬ ‫ومتوســطة وثقيلة‪ ،‬قرب مقر "كتيبة النوايص" ويف‬ ‫رئيس املخابرات خــال األيام املاضية‪،‬‬
‫ما أدى إىل فرار املجموعة املسلحة"‪ ،‬وأضافت "تسببت‬ ‫األمريكية يف ليبيا عن "قلقها من اشتباكات طرابلس"‪،‬‬ ‫تبي أن املعركة‬ ‫أنحاء أخرى من طرابلس‪ ،‬والحقــا ّ‬ ‫ومقابــل ذلك ســيتدعم دورها كطرف‬
‫هذه العملية الصبيانية املدعومــة بأجندة حزبية يف‬ ‫داعية جميــع الجماعات املســلحة إىل االمتناع عن‬ ‫خارسة بالنسبة ملساندي "باشاغا" حيث أعلن األخري‬ ‫إقليمي وخاصة يف الساحل االفريقي ويف‬
‫أرضار مادية وبرشية ما زالــت أجهزة الدولة تعمل‬ ‫العنف وأضافت يف منشــور لها أن "استيالء القادة‬ ‫من خالل سلسلة تغريدات خروجه من طرابلس‪...‬‬ ‫امللفني التونســية والليبي وخاصة بعد‬
‫عىل حرصها ومعالجتها"‪ .‬وأكدت أنها "سترضب بيد‬ ‫السياسيني عىل الســلطة أو االحتفاظ بها من خالل‬ ‫ثانيا‪ ،‬الثابت أن "باشــاغا" وصل إىل طرابلس عن‬ ‫االتفاقات املمضاة مع تركيا أثناء زيارة‬
‫من حديد كل من تسوّل له نفسه املس بأمن املواطنني‬ ‫العنف ســيُؤذي فقط الليبيني"‪ ،‬مضيفة أن السبيل‬ ‫طريق بلدة الزنتــان (‪ 180‬كيلومرتا ً غرب طرابلس)‬ ‫"تبون" األخرية لرتكيا‪...‬‬
‫وســامتهم"‪ ،‬وقد قال الدبيبة‪ ،‬يف ترصيحات خالل‬ ‫الوحيد القابل للتطبيق للوصول إىل قيادة رشعية هو‬ ‫برفقة رتل مسلح تابع لكتيبة النوايص‪ ،‬مرورا ً بمناطق‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬املغــرب‪ ،‬من املرتقــب أن تميض‬
‫جولة تفقدية لألرضار الناجمة عن االشــتباكات‪ ،‬إن‬ ‫السماح لليبيني باختيار قادتهم‪ ،‬ويف نفس السياقات‬ ‫سيطرة اللواء ‪ ،444‬جنوب رشق طرابلس وهذا األخري‬ ‫الحكومة الجديدة يف سياســات تنموية‬
‫من يريد حكــم البالد عليه التوجه إىل االنتخابات‪ ،‬أما‬ ‫تم تداول معطيات مفادها أن املرصيني تواصلوا فعال‬ ‫لم يســانده ولكنه لم يعرتضــه‪ ،‬وعمليا قامت خطة‬ ‫وخطوات لطمأنة الشــارع املغربي من‬
‫املستشارة األممية ســتيفاني وليامز فقد أبدت قلقها‬ ‫مع "باشاغا" وضغطوا عليه لالنسحاب وهو ما ت ّم يف‬ ‫فريق "باشــاغا" عىل تكتيك أن ينضم لهم عدد من‬ ‫أي هزات يف اإلقليم واســتباقا منها ملا قد‬
‫البالغ إزاء االشــتباكات‪ .‬وحثت عىل "ضبط النفس‬ ‫األخري وخاصة أن أطرافا إقليمية تواصلت مع القاهرة‬ ‫التشكيالت املسلحة متوســطة التسليح واملوزعة يف‬ ‫يجري يف املنطقة‪...‬‬
‫واالمتناع عن األعمال االستفزازية‪ ،‬بما يف ذلك الخطاب‬ ‫يف ذلك الشأن وهو ما يعني أن مربّرات االنسحاب لم‬ ‫أكثر من مكان يف طرابلس‪ ،‬وأنهم سيسطرون برسعة‬ ‫‪ -‬موريتانيا‪ ،‬أيضا ستُأثر شكل وأجندة‬
‫التحرييض واملشاركة يف االشتباكات وتعبئة القوات"‪.‬‬ ‫تكن ذاتية وال هي ما تم قولــه يف البيانات اإلعالمية‬ ‫عىل مقار الحكومة‪ ،‬لكن جهاز دعم االســتقرار فاجأ‬ ‫الحوار الوطني (والذي طال الحديث عنه‬
‫والتغريدات التي كتبها "باشاغا"‪...‬‬ ‫الجميع بحجم القوّة التي قام بنرشها‪ ،‬وطوّق رسيعا ً‬ ‫خالل األسابيع املاضية)‪.‬‬
‫خامسا‪ ،‬الجزائر كانت حارضة ويف الصورة خالل‬ ‫مق ّر كتيبة النوايص‪ ،‬وكل ذلك حدا بالكتائب األخرى إىل‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬

‫‪256‬‬
‫‪22‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬
‫‪www.array-alam.com‬‬

‫رياضة‬
‫مرحلة التتويج‪..‬‬
‫كأس تونس‪..‬‬
‫الترجي والمنستيري األقوى في مجموعة الضعفاء‬
‫نهائي‬ ‫الرأي العام‬
‫مبكر بين‬ ‫لم يرتــق األداء خالل مرحلــة التتويج إىل‬
‫مســتوى املتوســط بل كان يف أغلب األحيان‬
‫النجم‬ ‫ضعيفا مما جعل أسهم االنتقادات تتوجه إىل‬
‫الفرق الستة فيما اعترب البعض أن الرتجي هو‬
‫واالفريقي‬ ‫األقوى يف مجموعة الضعفاء‪.‬‬
‫فقد أجمع الشارع الريايض عىل أن مستوى‬
‫شاءت القرعة أن يغادر النجم‬ ‫بطولتنا ضعيف وهو مــا انعكس عىل نتائج‬
‫الســاحيل أو النادي االفريقي‬ ‫فرقنا يف مختلف املسابقات القارية‪ .‬فخالل ‪4‬‬
‫مســابقة كأس تونــس منذ‬ ‫جوالت من مرحلة التتويج لم نشاهد مباريات‬
‫الدور الســادس عرش بعد أن‬ ‫يف مســتوى عال آخرها يف دربــي العاصمة‬
‫وضعتها القرعة وجها لوجه‬ ‫وكالسيكو الرتجي والنجم الذين كان خاللهما‬
‫يف نهائي مب ّ‬
‫كر‪.‬‬ ‫النسق بطيئا وغابت عنهما الفرجة‪.‬‬
‫وستدور بقية املباريات يومي‬ ‫الرتجي من جهته يســر نحو إضافة لقب‬
‫‪ 1‬و‪ 2‬جوان املقبل وستشــهد‬ ‫جديد إىل خزينته عندما ينزل اليوم ضيفا عىل‬
‫مواجهــات مبارشة بني أندية‬ ‫اتحاد بن قردان يف ملعب رادس األوملبي‪.‬‬
‫من الرابطة املحرتفة األوىل‪.‬‬ ‫فريق باب سويقة يسري بخطى ثابتة نحو‬
‫وسيكون الربنامج عىل النحو‬ ‫اللقب الخامس عىل التوايل رغم عديد املؤاخذات‬
‫التايل‪:‬‬ ‫عىل األداء خاصة يف لقــاء الدربي الذي انتهى‬
‫* النجم الســاحيل – النادي‬ ‫من حيث النتائج بـ‪ 3‬انتصارات وتعادل وهزيمة‬ ‫كلف النادي أعبــاء مادية كبرية وهو ما جعل‬ ‫بالتعادل الســلبي والكالســيكو الذي فاز به‬
‫االفريقي‬ ‫واألفضل تقريبا من حيــث األداء‪ .‬فريق الرباط‬ ‫مسؤوليه يهددون باالنســحاب من البطولة‬ ‫الرتجي عىل النجم بهدف لصفر‪.‬‬
‫* مستقبل سليمان – ترجي‬ ‫أمام فرصة تاريخية لرفــع أول لقب بطولة يف‬ ‫قبل أن يقدم رئيسه هشام بلقاسم استقالته‬ ‫األحمر واألصفر الفريق الوحيد يف مجموعة‬
‫جرجيس‬ ‫سجله لو أحسن اســتغالل تواضع أداء الرتجي‬ ‫أول أمس بســبب اختالفات بشــأن طريقة‬ ‫التتويج الذي لم ينهزم حيث حقق ‪ 3‬انتصارات‬
‫* نجــم املتلــوي – النادي‬ ‫وبقية الفرق يف هذه املرحلة من البطولة‪.‬‬ ‫تسيري النادي‪.‬‬ ‫وتعادل مع ‪ 3‬نقاط حوافز مكنته من االبتعاد‬
‫الصفاقيس‬ ‫النادي الصفاقــي ابتعد عن دائرة املراهنة‬ ‫يف أعىل الرتتيــب بفارق ‪ 4‬نقــاط عن أقرب‬
‫* أمــل حمــام سوســة –‬ ‫عىل اللقب بعد خسارته يف املنستري وإمكانية‬ ‫فرصة تاريخية لالتحاد‬ ‫مالحقيه ويف حال الفوز يف لقاء اليوم سيعمق‬
‫مستقبل الرجيش‬ ‫اتساع الفارق مع املتصدر إىل ‪ 9‬نقاط كاملة‪.‬‬ ‫ق ّلص االتحاد املنســتريي الفارق مع متصدر‬ ‫الفارق إىل ‪ 7‬نقاط مع انتهاء مرحلة الذهاب‪.‬‬
‫* هــال الشــابة – األوملبي‬ ‫الرتتيب إىل نقطة وحيدة بعد فوزه عشية الثالثاء‬ ‫من جهته يأمل اتحاد بن قــردان يف إيجاد‬
‫الباجي‬ ‫برنامج اليوم‬ ‫عىل النــادي الصفاقيس بهدف لصفر ســجله‬ ‫طريق االنتصارات بعد ثالث تعادالت وهزيمة‬
‫* اتحاد بن قردان – مستقبل‬ ‫ملعب رادس الساعة ‪16.00‬‬ ‫روجيه أوولو يف اللقاء الذي جمعهما لحســاب‬ ‫جعلته يتذيــل الرتتيب بـ ‪ 4‬نقــاط‪ .‬االتحاد‬
‫السبيخة‬ ‫اتحاد بن قردان – الرتجي الريايض‬ ‫الجولة الخامسة من مرحلة الذهاب‪.‬‬ ‫وعىل عكس بقيــة فرق مجموعــة التتويج‬
‫* اتحاد تطاويــن – مكارم‬ ‫الحكم عامر شوشان‬ ‫االتحاد ثانــي أفضل الفرق يف مرحلة التتويج‬ ‫اضطر الســتقبال منافسيه خارج ملعبه مما‬
‫املهدية‬
‫* النادي املجــازي – االتحاد‬
‫املنستريي‬
‫سابقة تاريخية‪..‬‬
‫* نــادي تاكلســة – نجــم‬
‫الفحص‬ ‫مدرب سعودي في البطولة التونسية !‬
‫* شــبيبة ماجــل – هــال‬
‫مساكن‬ ‫والتحضري للموسم الجديد‪.‬‬ ‫لتنفتح خالل املوســم الحايل عىل‬
‫الرأي العام – الغانمي‬
‫* زيتونة شماخ – الرتجي‬ ‫املــدرب الجديــد ملســتقبل‬ ‫ســوق جديدة يحط مــن خاللها‬
‫الريايض‬ ‫الرجيــش حمــود الصيغــري‬ ‫إطار فني ســعودي ألول مرة منذ‬ ‫أثار اختيــار هيئة مســتقبل‬
‫* نــادي حمــام األنف –‬ ‫متحصل عــى دبلــوم للمدربني‬ ‫نشأت البطولة التونسية الرحال يف‬ ‫الرجيش برئاسة محمد عيل العروي‬
‫مرجان طربقة‬ ‫املحرتفني وعىل أعىل شهادة تدريبية‬ ‫مالعبنا‪.‬‬ ‫للمدرب السعودي حمود الصيعري‬
‫* النادي البنزرتي –‬ ‫من االتحاد اآلســيوي لكرة القدم‪.‬‬ ‫للتذكري فإن مســتقبل الرجيش‬ ‫لإلرشاف عىل املقاليد الفنية للفريق‬
‫امللعب التونيس‬ ‫وقد ســبق له أن د ّرب عديد األندية‬ ‫تأسس ســنة ‪ 1980‬وقد صعد مع‬ ‫انتقادات واســعة باعتبــار أنها‬
‫* الرتجي الكريبي‬ ‫ا لســعو د ية‬ ‫السعودية عىل غرار حطني وأوملبي‬ ‫انتهاء موسم ‪ 2020-2021‬لبطولة‬ ‫ستكون ســابقة يف تاريخ بطولة‬
‫مســتقبل‬ ‫–‬ ‫أن‬ ‫خاصــة‬ ‫االتحاد واألخدود والنهضة والنجوم‬ ‫الرابطــة األوىل‪ .‬وقد عــوّل خالل‬ ‫الرابطة املحرتفة األوىل‪.‬‬
‫القرصين‬ ‫خاصيــات الكرة‬ ‫وجدة واملجزل والعني‪..‬‬ ‫هاذين املوســمني عــى أطر فنية‬ ‫وعادة ما كان الدوري السعودي‬
‫* مســتقبل‬ ‫التونسية تختلف‬ ‫وســتكون أول مصافحــة‬ ‫تونســية عىل غرار سعيد السايبي‬ ‫بمختلف أقسامه الوجهة املفضلة‬
‫املرىس – اتحاد‬ ‫كثــرا عــن‬ ‫للصيغري مع الجمهور التونيس يف‬ ‫املوسم قبل الفارط وتجربة قصرية‬ ‫للمدربــن التونســيني عىل مدى‬
‫قرطاج‬ ‫ا لســعو د ية‬ ‫لقاء الدور الســادس عرش لكأس‬ ‫مع عصــام املردايس لــم يخض‬ ‫السنوات الفارطة حتى أن عددهم‬
‫* أمــل حفوز‬ ‫خاصة من ناحية‬ ‫تونس عندمــا ينزل ضيفا عىل أمل‬ ‫خاللها أي لقاء رسمي ثم فريد بن‬ ‫فــاق عــدد املدربني الســعوديني‬
‫– النهــوض الريايض‬ ‫اإلمكانيات املادية‬ ‫حمام سوســة مطلع شهر جوان‬ ‫بلقاسم املوسم الحايل قبل أن تختار‬ ‫هناك‪ ,‬كما أن البطولة التونســية‬
‫بسيدي علوان‬ ‫والبنيــة التحتية‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫هيئة مســتقبل الرجيش التعويل‬ ‫كانت والزالــت وجهة مدربني من‬
‫وغريها؟‬ ‫فكيف ستكون التجربة الجديدة‬ ‫عىل املدرسة الســعودية إلنهاء ما‬ ‫عديد الجنسيات عىل غرار الربازيل‬
‫للفــرق التونســية مع املدرســة‬ ‫تبقى من مســابقة كأس تونس‬ ‫وفرنسا وإيطاليا والجزائر واملغرب‪,‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬ ‫رياضة‬
‫كرة اليد‪..‬‬
‫أخبار‬
‫الهاللي يعود للرئاسة‬
‫وحملة إلطالق سراح الرميكي‬
‫في دورة روالن غاروس‪..‬‬
‫أنس جابر تستهدف دخول قائمة «التوب ‪»5‬‬
‫حققت نجمة التنس التونســية أنس جابر أفضل‬
‫ترتيب لها باحتاللها املركز السادس يف جدول العبات‬
‫التنس املحرتفــات‪ .‬ورفعت أنس جابــر رصيدها‬
‫إىل ‪ 4380‬نقطــة بعد جمعها لـــ ‪ 1900‬نقطة بعد‬
‫تحقيقها لـ ‪ 11‬فوزا عىل التوايل‪.‬‬
‫وبعد التتويج بدورة مدريد احتلت انس جابر املركز‬
‫الثاني يف دورة روما بعد خسارتها أمام البولونية إيغا‬
‫شــفيونتيك وتستعد حاليا للمشاركة يف دورة روالن‬
‫غاروس الفرنسية ثاني دورات «الغراند شالم» والتي‬
‫تبلغ قيمة جوائزها ‪ 43‬ألف يورو انطالقا من األحد‬
‫‪ 22‬ماري الجاري إىل غاية ‪ 4‬جوان املقبل‪.‬‬
‫وتدخل الالعبة التونســية كمرشحة بارزة لبلوغ‬
‫دور متقدم يف البطولة كما تســعى لكســب نقاط‬
‫جديدة تمكنها من دخول قائمة «التوب ‪ »5‬يف ختام‬
‫موسم الدورات عىل األرضية الرتابية‪.‬‬

‫كرة السلة‪..‬‬
‫الدوبالي الثالث على التوالي لالتحاد المنستيري‬
‫توج االتحاد املنستريي بكأس تونس لكرة السلة‬
‫بعد فــوزه يف الدور النهائي عىل النــادي االفريقي‬
‫بنتيجة ‪ 96‬مقابل ‪.84‬‬
‫وكان فريــق الرباط قد توج االســبوع املنقيض‬
‫ببطولــة تونس عىل حســاب الزهــراء الرياضية‬
‫ليحتفظ بالدوبالي للموسم الثالث عىل التوايل‪.‬‬ ‫الرأي العام – ناجية‬
‫وأصبح يف سجل االتحاد ‪ 4‬كؤوس و‪ 4‬ثنائيات أولها‬ ‫واملنتخب الوطني أسامة الرميكي‪.‬‬ ‫ترأس الجامعة من ‪ 2012‬إىل ‪2014‬‬
‫كان ســنة ‪ 2000‬ثم سنوات ‪ 2020‬و‪ 2021‬و‪2022‬‬ ‫وقد تم إصدر بطاقة إيداع بالسجن‬ ‫أن يبدأ مرحلة جديدة ميزتها إصالح‬ ‫طوت الجامعة التونســية لكرة‬
‫مؤكدا سيطرته املطلقة عىل كرة السلة التونسية يف‬ ‫ضد الرميكي بسبب اعتدائه بالعنف‬ ‫وترميم ما يمكن ترميمه من اللعبة‬ ‫اليد صفحــة مليئــة بالرصاعات‬
‫املواسم الثالث األخرية‪.‬‬ ‫عىل عون أمن بالزي املدني ويواجه‬ ‫التي ابتعــد عنها أبنائها بســبب‬ ‫والتجاذبــات بانتخاب كريم الهاليل‬
‫ويســعى االتحاد لفرض سيطرته عىل كرة السلة‬ ‫عقوبة تصل إىل ‪ 10‬ســنوات سجن‬ ‫اختيارات املكتب الجامعي السابق‪.‬‬ ‫رئيسا خلفا ملراد املستريي املستقيل‪.‬‬
‫االفريقية عندما يشارك يف الدوري االفريقي انطالقا‬ ‫وفــق محاميه األســتاذ كمال بن‬ ‫ويضم املكتب الجامعي الجديد كل‬ ‫فقد اختارت عائلة كرة اليد خالل‬
‫من األحد ‪ 22‬ماي بالعاصمة الرواندية كيغايل‪.‬‬ ‫خليل‪.‬‬ ‫من غرار أحمد الجمل الذي سيكون‬ ‫الجلسة االنتخابية التي انعقدت يوم‬
‫وعىل املســتوى الفردي توج رضوان سليمان ابن‬ ‫نائبــا للرئيس وحمــادي كراويل‬ ‫السبت ‪ 14‬ماي الجاري منح الثقة‬
‫‪ 42‬سنة بلقب أفضل العب يف املباراة النهائية والذي‬ ‫أمينا للمــال باإلضافة إىل األعضاء‬ ‫لقائمــة اإلصالح برئاســة النائب‬
‫توج بـ‪ 23‬لقب خالل مسريته الرياضية‪.‬‬ ‫ليىل الزراع وعبــد الحميد الكيالني‬ ‫الســابق كريم الهاليل عىل حساب‬
‫وعدنان العويان وســامي حمرون‬ ‫قائمة «أوالد الهوند» برئاسة عادل‬
‫الكرة الطائرة‪..‬‬ ‫ونجيب الرشيــف وحلمي الحامدي‬ ‫عثمــان‪ .‬ونالت قائمــة الهاليل ‪77‬‬
‫األهلي يفتك بطولة افريقيا من الترجي‬ ‫ونجيب الشعبوني وهيثم السوييس‬ ‫صوتا مقابل ‪ 29‬صوتا لقائمة عادل‬
‫خرس الرتجي الريايض التونــي لقب بطولة‬ ‫وهالــة العجيمي ومحمــد القنت‬ ‫عثمان فيمــا كانت اللجنة الوطنية‬
‫افريقيــا لألندية البطلــة يف النهائي الذي جمعه‬ ‫وزياد النطــاط وحيــاة القيزاني‬ ‫لالستئناف قد رفضت ترشح قائمة‬
‫باألهيل املرصي عشــية االثنــن‪ .‬وانتهى اللقاء‬ ‫وإكرام الشاوش‪.‬‬ ‫التحدي برئاسة عيل عثمان‪.‬‬
‫بثالثة أشواط مقابل شوط وحيد تفاصيلها ‪– 25‬‬ ‫وكانت جامعة كرة اليد قد عاشت‬
‫‪ 22‬و‪ 22 – 25‬و‪ 26 – 24‬و‪.17 - 25‬‬ ‫نهائي الكأس‬ ‫عىل وقع نزاع طويل اســتمر أكثر‬
‫ولم يستغل الرتجي فرصة اللعب أمام جماهريه‬ ‫ومن أبرز امللفات التي ســينظر‬ ‫من ســنتني تأجلت خالله الجلسة‬
‫يف قاعة قليبيــة لتحقيق اللقب الثاني عىل التوايل‬ ‫فيها املكتب الجامعي الجديد نهائي‬ ‫االنتخابية يف أكثر من ثالث مناسبات‬
‫والســادس يف تاريخه ليتنازل عىل اللقب للفريق‬ ‫كاس تونس بــن الرتجي الريايض‬ ‫وانتهت باســتقالة الرئيس السابق‬
‫املرصي‪.‬‬ ‫والنــادي االفريقي والــذي توقف‬ ‫مراد املنستريي وســحب ترشحه‬
‫وكان آخر لقب توج به الرتجي السنة الفارطة‬ ‫بســبب أعمل العنف وتبادل رمي‬ ‫لرئاســة الجامعة وتعيني يوسف‬
‫عىل حساب الزمالك املرصي يف حني رفع األهيل اللقب‬ ‫الشــماريخ مما أدى إىل إصابات يف‬ ‫القرطبي رئيســا للهيئة التسيريية‬
‫الـ‪ 15‬يف تاريخــه ليعمق الفارق عن أقرب مالحقيه‬ ‫صفوف أحباء الفريقني‪ .‬وحســب‬ ‫التي أرشفت عىل املرحلة االنتقالية‬
‫النادي الصفاقيس إىل ‪ 6‬ألقاب وهو اللقب الثالث عىل‬ ‫وتداول العبون حاليون وسابقون‬ ‫ترصيح للهــايل ينتظــر أن تعاد‬ ‫واالنتخابات‪.‬‬
‫حساب األندية التونســية يف تونس بعد ‪ 2015‬عىل‬ ‫تدوينة عىل صفحة «الفايســبوك»‬ ‫املباراة دون حضور الجمهور حيث‬
‫حساب الرتجي و‪ 2017‬عىل حساب النجم الساحيل‪.‬‬ ‫نرشهــا عصام تــاج تطالب وزير‬ ‫قال أنه يستبعد أن يتم حجب اللقب‪.‬‬ ‫صفحة جديدة‬
‫وكان الالعبني هشــام الكعبي ومهدي بالشــيخ‬ ‫الرياضــة ورئيــس الجمهوريــة‬ ‫وبانتخاب كريم الهاليل رئيســا‬
‫قد أعلنا اعتزالهما لعب الكرة الطائرة بعد مســرة‬ ‫بالتدخــل يف قضية الالعــب التي‬ ‫حملة دعم‬ ‫تدخل جامعــة كرة اليــد مرحلة‬
‫طويلة حققا خاللها عديد األلقاب املحلية والقارية‪.‬‬ ‫تحولت إىل قضيــة رأي عام‪ .‬وقال‬ ‫أطلقــت عائلــة كــرة اليد من‬ ‫جديدة بعد عديد املشاكل التي أدت‬
‫تاج أن اسامة الرميكي العب شاب‬ ‫العبني سابقني وحاليني ومسريين‬ ‫إىل ابتعاد منتخبنا عن األضواء وعن‬
‫وطموح وخلوق ويجب عىل املكتب‬ ‫حملة دعم واسعة النطاق من أجل‬ ‫منصات التتويــج‪ .‬وتنتظر عائلة‬
‫الجامعي التدخل إليجاد حل عاجل‪.‬‬ ‫إطالق رساح العب النادي االفريقي‬ ‫كرة من كريم الهاليل الذي سبق أن‬
‫منبر حر‬ ‫تقديم كتاب‬ ‫الخميس ‪ 19‬ماي ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 18‬شوال ‪- 1443‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬

‫‪24‬‬
‫العدد ‪ - 256‬السنة السادسة‬

‫(ج‪ 5‬واألخير)‬ ‫«ما بعد اإلمبراطورية»‬

‫معالم الحرب الروسية‪-‬األمريكية في القوقاز‪..‬‬

‫معــــطـيــــــــات ودالالت‬
‫إن المسألة التي تحتل األولوية‬
‫موسكو وبطرسبورغ‪ ،‬ولو أنها اتخذت وضعا‬ ‫الحالة االستعمارية‪ .‬ويف حالة روسيا البيضاء‬ ‫بنظر روسيا ليست مسألة صورتها‬
‫تستهدف من ورائه الحصول عىل قروض من‬ ‫وأوكرانيا والنصف الشــمايل الكازاخستان‪،‬‬ ‫في الخارج‪ ،‬بل استرجاع فضاء‬
‫الغــرب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬علينــا أال نبالغ يف وصف‬ ‫فقدت روســيا جزء من منطقة ســيطرتها‬ ‫خارجي خاص بها‪ ،‬ال داخلي وال‬
‫الطابــع املحافــظ ألوكرانيــا‪ ،‬فالصعوبات‬ ‫التقليدية‪ .‬ولم يكن لروسيا البيضاء قط كیان‬ ‫خارجي بالمعنی األدق‪ .‬لقد كان‬
‫التي تعاني منها للخروج من نظام الرئاســة‬ ‫الدولة املســتقلة‪ ،‬وكذلك األمر بالنســبة إىل‬ ‫لالتحاد السوفييتي القديم بنية‬
‫الســلطوية ال تقارن بتلك التي تعاني منها‬ ‫شمال كازاخستان‪ .‬ويف هاتني الحالتني‪ ،‬يمكن‬ ‫خاصة تماما موروثة جزئيا من‬
‫عليها‪ .‬وإذا عاد االزدهار إىل االقتصاد الرويس‪،‬‬ ‫كازاخستان أو أوزبكستان‪.‬‬ ‫اعتبار فقدان الســيطرة الروســية كنتيجة‬ ‫العهد القيصري‪ ،‬ولذلك ال يمكن‬
‫فإن روسيا ســتصبح مجددا مركز الثقل يف‬ ‫ومع ذلــك‪ ،‬فإن الســيناريو الذي يقرتحه‬ ‫غريبة لفوىض تحرتم حــدودا صنعها العهد‬ ‫استبعاد أن تكون لهذا الجزء‬
‫فضاء أوسع منها‪ .‬ويمكن أن تصبح مجموعة‬ ‫بريجنســكي ليس غبيا‪ .‬فهناك ما يلزم من‬ ‫السوفياتي‪.‬‬ ‫درجة ثبات أعلى من الشيوعية‪.‬‬
‫الدول املســتقلة تشكيال سياســيا حقيقيا‬ ‫تباينات ثقافية مع روســيا من أجل أن تأخذ‬ ‫وحالة أوكرانيا بالفئات الثالث لســكانها‬ ‫ويمكن تمييز حلقتين حول‬
‫جديدا يجمع الزعامة الروســية إىل استقالل‬ ‫أوكرانيا لنفسها وضعا خاصا‪ .‬ولكن‪ ،‬بما أنها‬ ‫ـ أونيــات يف الغرب‪ ،‬أرثوذوكــس يف املركز‪،‬‬ ‫روسيا‪ :‬األولى «قلب سالفي» أو‬
‫عدة حلقات متتابعة‪ .‬ستضم روسيا البيضاء‬ ‫ليس لها ديناميتها الخاصة بها‪ ،‬فال تستطيع‬ ‫وروس يف الــرق ـ أكثر تعقيــدا‪ .‬ويبدو أن‬ ‫روسي بالمعنى الواسع‪ ،‬وهو‬
‫ضمــا فعليا‪ ،‬وســتبقى أوكرانيا مســتقلة‬ ‫أن تنجو من روسيا إال إذا انتقلت إىل فلك قوة‬ ‫انفصاال نهائيا عن روسيا أكثر واقعية‪ .‬ولكن‬ ‫ما يتطابق مع التعبير التقليدي‬
‫اســتقالال حقيقيا‪ ،‬ولكنها ســوف تصبح‬ ‫أخرى‪ .‬وبما أن أمريــكا بعيدة جدا ومفهوم‬ ‫هانتنغتون‪ ،‬عىل وجه االحتمــال‪ ،‬أكثر قربا‬ ‫«جميع الروسيات» الذي يضيف‬
‫«روســيا ثانية» صغرية أو جديدة‪ .‬و»مفهوم‬ ‫مجرد غري ذي مضمــون مادي ملموس‪ ،‬فال‬ ‫مــن الحقيقة من بريجنســكي عندما يؤكد‬ ‫إلى البلد المركزي روسيا البيضاء‬
‫كل الروسيات» يربز من جديد يف وعي الالعبني‬ ‫يمكن أن تصلح ألن تكون قوة موازية‪.‬‬ ‫أن أوكرانيا ســوف تعود مســتقبال إىل الفلك‬ ‫وأوكرانيا‪ .‬وتتمثل الحلقة الثانية‬
‫املحليني والدوليني‪ .‬وأرمینیا‪ ،‬خارج القوقاز‪،‬‬ ‫لروســيا وأوروبا قوة اقتصادية حقيقية‬ ‫الرويس‪ .‬ومــع ذلك‪ ،‬ال يمكــن أن نقبل معه‬ ‫بمجموعة الجمهوريات المستقلة‬
‫ســوف تحتفظ بوضعها كحليــف ملتصق‬ ‫قلبها أملانيا‪ ،‬وهي ال تمثل قطبا عســكريا وال‬ ‫تفسريه الديني املبســط للظاهرة‪ ،‬ألن تبعية‬ ‫في القوقاز وآسيا الوسطى‪.‬‬
‫بروسيا خوفا من تركيا الحليف االسرتاتيجي‬ ‫سياسيا‪ ،‬ولكن لو شــاءت أوروبا أن تصبح‬ ‫أوكرانيا لروســيا هي نتــاج ثوابت تاريخية‬ ‫إن عودة االنطالق إلى االقتصاد‬
‫لبضع ســنوات للواليات املتحدة‪ .‬أما جورجيا‬ ‫كذلــك‪ ،‬فإنه ال مصلحة لهــا يف أن تجعل من‬ ‫كثيفة»(ص ‪.)182‬‬ ‫الروسي‪ ،‬يمكن أن تعيد الحياة‬
‫فســوف تعود إىل الصف‪ .‬وتعود جمهوريات‬ ‫أوكرانيــا تابعة لها‪ ،‬ألنهــا بحاجة إىل قطب‬ ‫من وجهة نظر أوكرانيا‪ ،‬يأتي التجديد دائما‬ ‫إلى هذه المجموعة وإعادة‬
‫آسيا الوسطى علنا تحت النفوذ الرويس‪ ،‬مع‬ ‫يوازن روســيا لتحرر نفســها من الوصاية‬ ‫من روســيا‪ ،‬ونحن هنا أمام ثابت تاريخي‪،‬‬ ‫تشكيل منطقة النفوذ الروسي‬
‫كازاخستان يف منزلة خاصة يف املجموعة نظ ًرا‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫فالثورة البلشفية ولدت يف روسيا‪ ،‬وتحديدا يف‬ ‫من دون أن يمكن الحديث عن‬
‫أن نصف سكانها من الروس»(ص‪.)186‬‬ ‫إىل َّ‬ ‫ونســتطيع أن نقيس الغياب االقتصادي‬ ‫قسمها املسيطر تاريخيا ـ فضاء واسع يحيط‬ ‫سيطرة بالمعنى الشائع لهذه‬
‫يف ختام هذا الكتاب املهم‪ ،‬نستطيع الجزم‬ ‫الفعيل للواليات املتحدة يف قلب أوراســيا‪ :‬إن‬ ‫بمحور موســكو ـ بطرسبورغ‪ .‬هنالك ولدت‬ ‫الكلمة‪.‬‬
‫بــأن اإلمرباطورية األمريكيــة التي اعتقدت‬ ‫قوة اللهجة ال تعوض الغياب املادي املحسوس‬ ‫الدولة الروسية‪ ،‬ومن هناك انطلقت املوجات‬
‫بعد انهيــار اإلمرباطورية الســوفييتية‪ ،‬ثم‬ ‫لإلنتــاج األمريكي‪ ،‬وبخاصــة من أجل دولة‬ ‫التحديثية من القرن السابع عرش حتى القرن‬ ‫وإذا بدأت هذه الدينامية بالفعل‪ ،‬فسيكون‬
‫أن بوسعها أن تبسط هيمنتها‬ ‫انهيارروسيا‪َّ ،‬‬ ‫نامية مثل أوكرانيا‪ .‬وإذا تركنا جانبا صادراتها‬ ‫العرشين‪ ،‬وهناك أيضا تــم االخرتاق الليربايل‬ ‫ذلك ناتجا عن عدم قدرة االقتصاديات الغربية‬
‫املطلقة عىل كل العالم‪ ،‬تعاني اآلن يف ظل أزمة‬ ‫العســكرية وعددا من الحاسبات‪ ،‬فليس عند‬ ‫يف التســعينيات‪ .‬وبدأ يف موســكو تقويض‬ ‫التي أضعفها الهبوط الرأسمايل‪ ،‬عىل إشغال‬
‫النظام العاملي الجديد الليريايل‪ ،‬تصدعً ا داخليًا‬ ‫أمريكا يشء هام تقدمه‪ .‬إنها ال تصدر السلع‬ ‫الشيوعية واملوجة اإلصالحية املستمرة حتى‬ ‫الفضاء الشــاغر منذ عقد من السنني‪ ،‬بقدر‬
‫و دوليًا خطريًا ينذر بأفولها وزوالها‪.‬‬ ‫اإلنتاجية واالســتهالكية التــي تحتاج إليها‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬وانترشا بواســطة اللغة الروسية‪،‬‬ ‫ما هو ناتج أيضا كثمرة االزدهار االقتصادي‬
‫ال تســتطيع اإلمرباطوريــة األمريكيــة‬ ‫أوكرانيا‪ .‬أما بالنســبة إىل الرســاميل‪ ،‬فإنها‬ ‫بينما ال تســتطيع أوكرانيــا املفصولة عن‬ ‫يف القلب الرويس للنظام‪ .‬وتبقى جمهوريات‬
‫االستمرار يف الحفاظ عىل هذا النظام العاملي‬ ‫ال تقدمهــا بل تمتصها حارمــة بذلك العالم‬ ‫روســيا أن تميض إال ببطء يف طريق اإلصالح‬ ‫البلطيق الثالث‪ ،‬وحدهــا‪ ،‬مرتبطة بالفضاء‬
‫الجديد الليربايل أحــادي القطبية‪ ،‬إال بتوافر‬ ‫الثاني من املوارد التي تنتجها اليابان وأوروبا‪.‬‬ ‫مهما كان الهيجــان األيديولوجي واللفظي‬ ‫األوروبي‪ ،‬أو بكلمة أدق بالفضاء االسكندنايف‪.‬‬
‫ثالثة رشوط‪:‬‬ ‫إن كل ما تســتطيع أمريكا فعله هو إعطاء‬ ‫لصندوق النقد الدويل‪.‬‬ ‫إن عــودة املنطقة الســوفييتية إىل الظهور‬
‫األول ـ االحتفــاظ بســيطرة كاملة عىل‬ ‫الوهم بأنها قوة مالية من خالل ســيطرتها‬ ‫يقــول الكاتــب إيمانويل تود‪« :‬ليســت‬ ‫ليست مؤكدة أكثر من عودة االنطالق النهائي‬
‫املحميتني األوروبية واليابانية‪ ،‬اللتني تحتالن‬ ‫السياســية واأليديولوجية عىل صندوق النقد‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬تاريخيا واجتماعيا‪ ،‬ســوى منطقة‬ ‫لروســيا‪ ،‬ولكن يمكن أن نــرى منذ اآلن أن‬
‫قطبي القوة االقتصادية الحقيقية‪.‬‬ ‫والبنك الدوليني‪ ،‬وهما مؤسســتان تستطيع‬ ‫ذات بنية غري ســوية‪ ،‬وغري واضحة املعالم‪،‬‬ ‫عودة االنطــاق هذه ال يفــرض أن تكون‬
‫الثاني ـ مواجهة القوة االقتصادية الصينية‬ ‫روسيا من اآلن فصاعدا التخيل عنهما بفضل‬ ‫ولم تكن مطلقا مصــدرا ألي ظاهرة تحديث‬ ‫ضخمة حتى تعود إىل روســيا مرکزیتها‪ ،‬إذ‬
‫الصاعــدة‪ ،‬والتي باتت تحتــل املرتبة األوىل‬ ‫فائض میزانها التجاري‪.‬‬ ‫هامــة‪ .‬إنَّهــا جوهريا من أطراف روســيا‬ ‫أن بني جميع األمم التي ولدها انهيار االتحاد‬
‫عامليًا‪.‬‬ ‫تســتطيع أمريكا طبعا أن تستهلك السلع‬ ‫وخاضعة لتحريض املركز‪ ،‬ومتميزة يف جميع‬ ‫السوفييتي صالت تقارب أنثروبولوجي تعود‬
‫الثالــث ـ القضــاء نهائيًــا عــى القوة‬ ‫األوكرانية وتســدد ثمن تلك السلع باألموال‬ ‫العهود بطبعها املحافظ‪ :‬ضد البلشفية‪ ،‬وضد‬ ‫إىل عهد سابق للشيوعية‪.‬‬
‫االسرتاتيجية الروســية‪ ،‬وذلك بتفكيك كامل‬ ‫التي تمتصها مــن أوروبا واليابان وغريهما‪،‬‬ ‫السامية عامي ‪ 1917‬ـ ‪ ،1918‬ثم أكثر تعلقا‬ ‫يقــول الكاتب إيمانويا تــود‪« :‬بني عامي‬
‫سابقا‪ ،‬واختفاء نهائي‬ ‫ً‬ ‫للمنطقة السوفياتية‬ ‫غري أن املبــادالت التجارية تكشــف تبعية‬ ‫بالستالينية من روسيا منذ عام ‪ ..1990‬ولم‬ ‫‪ 1990‬و‪ ،1998‬أدى تحلل روســيا الذي قطع‬
‫لتوازن الرعب النــووي برتك الواليات املتحدة‬ ‫أوكرانيا لروسيا وأوروبا‪.‬‬ ‫يفهم الغربيــون املخدوعون بقربها الجغرايف‬ ‫شوطا كبريا‪ ،‬إىل فقدان سيطرتها عىل سكان‬
‫كقوة وحيدة قادرة عىل القيام برضبة أحادية‬ ‫يقــول الكاتب إيمانويا تــود‪« :‬إن اليشء‬ ‫من الغــرب وبوجود أقليــة دينية كبرية من‬ ‫ذوي إثنية روســية‪ .‬ففي حالة بالد البلطيق‬
‫من دون التعرض لخطــر االنتقام من أي بلد‬ ‫الوحيــد املؤكــد‪ ،‬أن أوكرانيا لــن تنتقل من‬ ‫األونيات قريبة مــن الكاثوليكية‪ ،‬أن أوكرانيا‬ ‫والقوقاز وآســيا الوســطى‪ ،‬وهي مناطق‬
‫يف العالم‪.‬‬ ‫مكانها وتقاربها مع روســيا محتمل‪ ،‬ومن‬ ‫بإعالنها االستقالل عن روســيا كانت بذلك‬ ‫أكثرية سكانها من غري الروس‪ ،‬يمكن اعتبار‬
‫(المصدر‪ :‬موقع عربي ‪)21‬‬ ‫غري املمكن أن تعود موسكو لتبسط سلطانها‬ ‫تفصل نفســها عن الثورة الديموقراطية يف‬ ‫االنحســار الرويس کرتاجع امربيايل أو إنهاء‬

You might also like