You are on page 1of 19

‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ النفقات العمومية‬

‫يعتمد نظام المحاسبية على مبدأ الفصل بين مه ام اآلم ر بالص رف و المحاس ب العم ومي في‬
‫تنفيذ النفقات العمومية للدول ة حيث يتن اول ه ذا المبحث ع رض مختل ف األعـوان المكلف ون‬
‫بتنفيذ النفقات العمومية عن طريق دراسة مهام كل من المحاسب العمومي واآلمر بالص رف‪،‬‬
‫وهذا كمطلب أول ثم نتطرق إلى مبدأ الفصل بين مهام اآلمر بالص رف والمحاس ب العم ومي‬
‫كمطلب ثاني ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األعوان المكلفين بتنفيذ النفقات العمومية‬
‫يقوم بهذا المهام أعوان مكلفون بتنفيذ النفقات العمومية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ I-‬تعريف المحاسب العمومي‪:‬‬
‫لقد عرف مرسوم‪ 14‬أكتوبر‪ 1965‬المحاسب على أنه " يعد محاس با عمومي ا ك ل موظ ف أو‬
‫عون أسند إليه إنجاز العمليات المشار إليها في المادة ‪ 1‬من هذا المرسوم و ذل ك باس م الدول ة‬
‫فيما يتعلق بعملي ات الميزاني ة التس يير والتجه يز وعملي ات الميزاني ة اإلض افية ‪ .‬الجماع ات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬ ‫‪-‬‬
‫عرفها المشرع الجزائ ري فيع رف المحاس ب عن طري ق تع داد المه ام المنوط ة ب ه‪ ،‬وذل ك‬
‫حسب المادة‪ 33‬من القانون‪ 21/90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية حيث يعد محاسبا عموميا ك ل‬
‫شخص يعين قانونا للقيام بالعمليات التالية (‪:)2‬‬
‫تحصيل اإليرادات و دفع النفقات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان حراسة وحفظ السندات و القيم و الموارد المكلف بها و حفظها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداول األموال والسندات و القيم و الممتلكات و الموارد العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والمحاسب العم ومي ه و ال ذي يش غل في مؤسس ة عمومي ة ذات ط ابع إداري يس مى عون ا‬
‫محاسبا أو رئيس مصلحة المحاسبة‪.‬‬
‫ويتبين من خالل المرسوم السالف الذكر أنه لكي يعتبر محاسبا عموميا وجوب توفر ش روط‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ ) 1‬المادة ‪ 1‬من مرسوم‪ 14‬أكتوبر‪.1965‬‬
‫‪ ) 2‬المادة ‪ 33‬من قانون ‪.21/90‬‬
‫‪1-‬أن يعين المحاسب حسب أحك ام الق انون لتس هل علي ه عملي ة المراقب ة من جه ة و يع رف‬
‫المهام الذي يقوم بها من جهة أخرى و التي يحددها القانون ‪.‬‬
‫‪-2‬أن يعمل في إحدى المؤسسات التابعة للدولة ال لصالح الخاص و في ه ذا الص دد ال ننس ى‬
‫أن نذكر بوجود فئتين من المحاسبين‪.‬‬
‫المحاسبون الرئيسيون ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاسبون الثانويون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعريف المحاسبون الثانويون ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫هم الذين تكون حسابا‪‬م مركزية لدى المحاس ب الرئيس ي وه ذا باإلض افة إلى أن ه بالنس بة‬
‫للدولة ‪ ،‬فتوجد لديها فئات معينة من المحاسبين العامين‪.‬‬
‫المحاسبين العامين للخزينة على مستوى كل والية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الخازن العام‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.1.1‬تعريف المحاسبون الرئيسيون‪ :‬ونجد منهم‪.‬‬
‫‪ -1‬أمين الخزينة المركزية‪:‬‬
‫وهو المحاسب المكل ف بتنفي ذ األوام ر الخاص ة بالعملي ات المالي ة للدول ة ‪ ،‬وذل ك لمختل ف‬
‫الوزارات و الهيئات اإلدارية ذات الطابع الوطني‪ ،‬و مراقبة صناديق التسبيقات و اإليرادات‬
‫لدى مختلف الوزارات‪.‬‬
‫‪-2‬الوكيل المحاسبي المركزي‪:‬‬
‫و هو محاسب ب دون ص ندوق بحيث يق وم ب دمج و ترك يز محاس بة أمن اء الخزين ة لمختل ف‬
‫الوالي ات‪ ،‬ومكل ف ك ذلك بجم ع اإلحص ائيات المتعلق ة بالوض عية المالي ة للخزين ة و بتنفي ذ‬
‫العمليات الخاصة بالحس اب الج اري للخزين ة المفت وح البن ك المرك زي إض افة إلى مراقب ة‬
‫العمليات التي تتم بواسطة الحساب الجاري البريدي المفتوح لدى الخزينة وبتس يير الحس اب‬
‫الخاص للخزينة المتعلق بالتسبيقات و الق روض وك ذلك مس ك حس اب التس ديد م ع الخ ارج‬
‫على جانب متابعة وتسير المديونية العمومية‪.‬‬
‫‪-3‬أمين خزينة الدولة‪:‬‬
‫‪ ) 1‬علي زغدود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪136-135‬‬
‫‪ ) 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91-311‬مؤرخ في ‪ 7‬سبتمبر ‪ 1991‬المتعلق بتعيين و إعتماد المحاسبين العموميين‬
‫و هو المحاسب العمومي الرئيسي يعين من طرف وزير المالية على أمن خزينة كل والية و‬
‫المكلف بتنفي ذ عملي ات اإلي رادات و النفق ات لميزاني ة الدول ة و ميزاني ة الوالي ة و الهيئ ات‬
‫العمومية ذات الط ابع اإلداري الموج ودة في إلقليم الوالي ة و يق وم ك ذلك بمراقب ة ص ناديق‬
‫التسبيقات و اإليرادات و أعوان المحاسبة للهيئات اإلداري ة على مس توى الوالي ة ‪ ،‬إلض افة‬
‫إلى ذلك يقوم بالتحقيق من تطابق حساب التسيير لديه مع الحساب اإلداري لآلم ر بالص رف‬
‫في الوالي ة على ج انب اإلرس ال الش هري للوض عية المالي ة لخزين ة الوالي ة إلى ‪ 1‬الع ون‬
‫(‪)1‬‬
‫المحاسبي المركزي للخزينة‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.1.2‬تعريف المحاسبون الثانويون‪ :‬يكسب صفة المحاسب الثانوي للدولة كل من‬
‫‪ -‬قابض الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬قابض أمالك الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬قابض الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬قابض البريد و المواصالت‪.‬‬
‫‪ -‬قابض المحافظة العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬مراكز البريد و المواصالت‪.‬‬
‫و يجد ر الذكر هنا أن المحاسب الرئيسي المكلف بتنفي ذ ميزاني ة الوالي ة ه و أمين الخزين ة‬
‫الوالية أما بالنسبة للبلديات فالمحاسب المكلف بتنفيذ ميزانية البلدية هو قابض الض رائب م ا‬
‫بين البل ديات‪ ،‬أم ا بالنس بة لتس ير المراف ق العمومي ة ذات الط ابع اإلداري فه و المحاس ب‬
‫الرئيس المكلف‪.‬‬
‫‪ -II‬اآلمرين بالصرف‪:‬‬
‫ع رف اآلم ر بالص رف بأن ه الش خص ال ذي يعم ل باس م الدول ة والمجموع ات المحلي ة أو‬
‫المؤسس ات العمومي ة و يق وم بعملي ة التعاق د وبتص فية دين الغ ير أو قيمت ه أو بتحص يل‬
‫اإليرادات العام ة و ي أمر بالص رف النفق ات و في ه ذا اإلط ار فيتحق ق من حق وق الهيئ ات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬المرسوم التنفيدي رقم‪ 311/91‬المؤرخ في سبتمبر‪ 1991‬المتعلق بتعين واعتماد المحاسبين العمومين‬
‫‪ ) 2‬المادة ‪ 33-32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91 - 313‬مؤرخ في ‪ 7‬سبتمبر ‪، 1991‬المتعلق بتنصيب و تعيين المحاسبين‬
‫العموميين‬
‫و يقسم األمرين بالص رف إلى قس مين‪ :‬األم رين بالص رف الرئيس ين و األم رين بالص رف‬
‫الثانويين ويمكن في حالة غيابهم تفويض اختصاصهم إلى الغير ‪.‬‬
‫‪-2-1‬األمرين بالصرف الرئيسين‪:‬‬
‫يختلف حسب النطاق الذي يمارسون في إطارهم اختصاصاتهم سواء كان ذلك على مس توى‬
‫الدولة أو على مستوى الجماعات المحلية أو المؤسسات العام ة الوطني ة ‪ ،‬أم ا على مس توى‬
‫الدول ة ‪ ،‬ف الوزراء هم اآلم رين بالص رف الرئيس يين ي أمرون غ يرهم بتحص يل اإلي رادات‬
‫وصرف النفقات سواء كان ذلك بالنس بة لميزاني ة الدول ة‪ ،‬أو لحس ابات الخاص ة للخزين ة أو‬
‫لمزانيات الملحقة(‪ ،)1‬و أما على مستوى الجماعات المحلية ‪ ،‬ومؤسس اتها الوالئي ة ‪ ،‬ف الوالي‬
‫أم ر بالص رف وبحكم الق انون فإن ه أيض ا األم ر بالص رف بالنس بة للتس بيقات المخصص ة‬
‫للمجلس التنفيذي الوالئي و البلدي إال‪ ،‬أن رئيس المجلس الشعبي البلدي أمر بالصرف‪ ،‬فيم ا‬
‫يتعلق باإلصدار الحواالت ووض ع كش وفات لمجم وع إي رادات البلدي ة المحص لة و األم ر‬
‫بالص رف عن المؤسس ات المحلي ة ه و رئيس مجلس اإلدارة أو م دير المؤسس ة بينم ا في‬
‫المؤسسة العامة الوطنية فاألمر بالصرف فيها اختياري فقد يتحدد األمر بالصرف في ق انون‬
‫التأسيسي في حالة عدم ذكره يكون مدير المؤسسة هو األمر بالصرف و م دير الجامع ة ه و‬
‫األمر بالصرف بالنسبة للجامعات والكليات التابعة لها‪.‬‬
‫‪-2-2‬األمر بالصرف الثانويين‪:‬‬
‫لق د س بق أن ذكرن ا ب أن الن وع الث اني لألم رين بالص رف هم األم رين بالص رف الث انويين‬
‫ويتواجدون على مستوى الدولة واإلدارات المحلية‪ ،‬و من حيث المبدأ فإن كل أمر بالص رف‬
‫الرئيسي يجوز أن يكون له أمر بالصرف ث انوي ألن توزي ع االختص اص بين ه ذا الص نف‬
‫من الموظفين يقتضي أن يك ون إلى ج انب األم ر بالص رف رئيس ي أم ر بالص رف ث انوي‬
‫فالوالي أمر بالصرف ثانوي لجميع العمليات المالي ة ال تي تهم المص الح المدني ة على مس تو‬
‫الجماعات المحلية و المؤسسات المحلية والوطنية و لكنه يمكن ألم رين بالص رف الرئيس ين‬
‫و الثانويين في هذه الحالة تفويض سلطاتهم ألشخاص ينوبون عنهم في حال ة غي اب أو م انع‬

‫‪ . ) 1‬د علي زغدود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132-131‬‬


‫و بعبارة أخرى يكون إلى جانب األمرين بالصرف الرئيسيين و الث انويين أم رين بالص رف‬
‫بالتفويض و تتم عملية المراقبة األمرين بالصرف من خالل المستندات الملزمين يمسكها ‪:‬‬
‫مسك حسابات التعهد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمر بتنفيذ النفقات العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب حقوق الهيئة في مجال اإليرادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمر في مج ال النفق ات‪ .‬والج دير بال ذكر أن وزي ر المالي ة يعين م راقب م الي يت ولى‬ ‫‪-‬‬
‫عملية رقاب ة إداري ة س ابقة حيث بق وم بالتأش ير على ‪ 1‬التعه د بالنفق ات ومس ك حس اب‬
‫(‪)1‬‬
‫التعهدات ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ الفصل بين مهام المحاسبين العمومين واألمرين بالصرف‪:‬‬
‫حيث يمكن القيام بتسيير سليم للمالي ة العام ة ف إن تنفي ذ عملي ات الميزاني ة و الخزان ة‬
‫تتوقف على األمرين بالصرف والمحاسبين (‪.)2‬‬
‫و سنقوم بدراسة مبدأ الفصل بين مهام األم ر بالص رف و المحاس ب العم ومي كون ه‬
‫مبدأ األساسي الذي يعتم د ه نظ ام المحاس بة من أج ل ه ذا المب دأ س يتم تحلي ل مض مون ه ذه‬
‫األخير عن طريق عرض أهدافه و النتائج المترتبة عن تطبيقه ‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف مبدأ الفصل بين المحاسب العمومي و مهام األمر بالصرف‪:‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ قاعدة أساسية في هيكل نظام المحاس بة العمومي ة في الجزائ ر وال ذي‬
‫يحدد مجال و اختصاص كل من األمر بالصرف و المحاسب العمومي‪ ،‬ويتعلق مفهوم الفصل‬
‫بين مهام األمر بالصرف و المحاسب العم ومي بج انب تق ييم الس لطات إذ لك ل منهم ا س لطة‬
‫مستقلة عن األخرى أي ليست بينها عالق ة رئاس ية‪ ،‬بإض افة إلى ذل ك يرتب ط مفه وم الفص ل‬
‫بالشخصيات حيث يمنع القيام بالوظيفتين من شخص واحد و على ه ذا األس اس هن اك فص ل‬
‫ت ام بين مهم ة و مس ؤولية ك ل من األم ر بالص رف وال ذي يت ولى تنفي ذ الميزاني ة من خالل‬
‫إج راءات االل تزام والتص فية واألم ر بال دفع بينم ا يت ولى المحاس ب العم ومي التنفي ذ الفعلي‬
‫للميزانية و ذلك من خالل إجراءات الدفع و التحصيل (‪.)3‬‬

‫‪ ) 1‬د علي زغدود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.133-132‬‬


‫‪ ) 2‬القانون رقم‪ 21/90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت‪ 1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‬
‫‪ ) 3‬براق محمد المحاسبة العمومية – المدرسة العليا لتجارة‪-1999/2000 -‬ص‪48-49‬‬
‫‪ -2‬أسباب و أهداف مبدأ الفصل بين المحاسب العمومي و مهام األمر بالصرف‬
‫تطبيقا لهذا المبدأ‪ ،‬تسند مهمة تنفيذ مختلف مراحل تحصيل اإلرادات وتسديد النفق ات‬
‫إلى أع وان مختلف ة بحيث أن األم ر بالص رف ال يس تطيع أن يق وم بنفس ه بالتس ديد ‪ ،‬و ك ذا‬
‫المحاسب ال يستطيع أن يدفع دون أن يحصل على سند األمر بالصرف بسبب اختالف تتن افى‬
‫صالحيات كل من المحاسب العمومي واألمر بالصرف المحاسب العمومي يختص في مج ال‬
‫مراقب ة مش روعية العملي ات المالي ة وفق ا للق وانين المعم ول به ا ‪ ،‬و الث اني يختص بمج ال‬
‫المالئمة و يرجع تطبيق هذا المبدأ إلى األسباب الموالية (‪:)1‬‬
‫تقسيم المهام ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسهيل المراقبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة الصندوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقاومة الغش‪1-2 .‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-2-1‬تقسيم المهام‪ :‬تم ر عملي ة تنفي ذ الميزاني ة بمراح ل إداري ة و أخ رى محاس بية فالمه ام‬
‫اإلدارية يقوم بها األمر بالصرف أم ا مه ام المحاس ب فتقتص ر على المحاس بين ال ذي ي درج‬
‫ضمن نطاق المشروعية و كذلك هو المؤهل قانونا في مجال ت داول و حي ازة األم وال و القيم‬
‫المعنوية ‪.‬‬
‫‪-2-2‬تسهيل المراقبة‪ :‬يقوم األمر بالص رف بإع داد الحس اب اإلداري " ‪ ،‬االلتزام ات األم ر‬
‫بالصرف" و يقوم المحاسب العمومي بإعداد حساب التسيير بتحصيل النفقات النقدي ة الناتج ة‬
‫عن تنفي أوامر األمر بالصرف وبالتالي " تسهيل مراقبة مجلس المحاسبة عن طريق مقارن ة‬
‫مدى تطابق كل من المحاسبين من أج ل التحق ق من ص حة الحس ابات و مش روعية عملي ات‬
‫(‪)2‬‬
‫تنفيذ الميزانية‪.‬‬
‫و الفصل بين مهام األمر بالصرف و المحاسب العمومي يساهم في حماية األموال العمومي ة‬
‫عن طري ق ازدواجي ة المراقب ة بحيث يق وم ك ل ع ون بمراقب ة األخ ر لكي يك ون الحس اب‬

‫‪ ) 1‬شالل زهير‪ ،‬نظام المحاسبة العمومية الجزائري الخاص بتنفيذ العمليات المالية للدولة و افاق إصالحه ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫جامعة الجزائر كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير مذكرة ماجستير غير منشورة‪، 2002 ،‬ص‪25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪(R. Muzellec. Finance publique -édition dolloz-1970-page255‬‬
‫اإلداري الذي يقوم بإع داده األم ر بالص رف مطابق ا لحس ابات التس يير ال ذي يق وم بإع دادها‬
‫المحاسب العمومي ‪.‬‬
‫‪-2-3‬وحدة الصندوق‪ :‬المحاسب العمومي هو العون المؤهل قانونا لتس يير و ت داول األم وال‬
‫والقيم العمومية ويتم ذلك في إطار وحدة الصندوق بحيث تودع األموال العمومية في صندوق‬
‫واحد تحت مراقبة وزارة المالية‬
‫‪-2-4‬مقاوم ة الغش‪ :‬يتم حماي ة األم وال العمومي ة عن طري ق تقي د و تحدي د اختص اص‬
‫وصالحيات لكل من األمر بالصرف و المحاسب العم ومي بحيث ال يس تطيع أن يق وم األم ر‬
‫(‪)1‬‬
‫بالصرف بتسديد النفقات ألنه ال يملك صالحيات قانونية تمكنه من تداول األموال العمومية‬
‫‪-3‬نتائج تطبيق مبد أ الفصل بين المحاسب العمومي و مهام األمر بالصرف‪:‬‬
‫يمكن تلخيص النتائج المترتبة عن تطبيق مبدأ الفصل بين مهام األمر بالص رف و المحاس ب‬
‫(‪)2‬‬
‫العمومي فما يلي ‪:‬‬
‫يتنافى منصب األمر بالصرف مع منصب المحاسب و بالتالي يمن ع لألم رين بالص رف‬ ‫‪-‬‬
‫في أي حال من األحوال أن يكونوا محاسبين معنيين لديهم و العكس صحيح‪.‬‬
‫ينتمي المحاسب العمومي لهيئة إدارية واحدة و هي وزارة المالي ة أم ا األم ر بالص رف‬ ‫‪-‬‬
‫فهو ينتمي لمختلف الوزارات‪.‬‬
‫تعت بر مس ؤولية المحاس ب العم ومي مس ؤولية شخص ية و مالي ة في مج ال مش روعية‬ ‫‪-‬‬
‫العمليات المالية لتنفيذ الميزانية و التي تختلف عن مسؤولية األمر بالصرف اإلداري ة في‬
‫مجال مالئمة عمليات تنفيذ الميزانية‪.‬‬
‫المحاسب العمومي و هو العون الوحيد المؤهل قانون ا لتس يير و ت داول القيم و األم وال‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية‪ ،‬و هو الذي يختص بعمليات دفع النفقات و تحصيل اإليرادات بحيث يعتبر شبه‬
‫محاسب كل شخص يتدخل في مهام المحاسب العمومي دون أن تكون له صفة المحاس ب‬
‫العمومي ‪ ،‬وبالتالي يخضع لاللتزامات نفسها التي تطبق على المحاسب العمومي ‪.‬‬
‫‪-4‬نقد مبدأ الفصل بين مهام األمر بالصرف و المحاسب العمومي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪(Bissao Mohamed -cours de comptabilité publiquement supérieur de banque Alger‬‬
‫‪2000/2001-p20.‬‬
‫‪ ) 2‬المادة‪ 153‬من المرسوم التشريعي رقم‪ 93/01‬المؤرخ في‪19‬جانفي‪ 1993‬المتضمن قانون المالية‪1993‬‬
‫أهم العيوب التي توجه لمبدأ الفصل بين مه ام األم ر بالص رف و المحاس ب العم ومي وه و‬
‫تقسيم وحدة نشاط اإلدارة العمومية إلى مرحلتين ‪ ،‬مرحلة إدارية و مرحلة محاسبية و هذا م ا‬
‫يؤدي إلى عرقلة و بطء تنفيذ العمليات المالية للدولة باإلض افة إلى ذل ك ف إن أولوي ات األم ر‬
‫بالص رف ذات الط ابع السياس ي و اإلداري ض من مج ال المالئم ة تختل ف عن أولوي ات‬
‫المحاسب العمومي التي تتمثل في مجال التحقق من المشروعية العمليات المالية للدولة ‪ ،‬ه ذه‬
‫الثنائية في اتخاذ الق رار ق د ي ؤدي إلى تض ارب وجه ة نظ ر المحاس ب العم ومي م ع األم ر‬
‫بالصرف ويجدر الذكر هنا أن الكلمة األخيرة تعود على المحاسب العمومي الذي يرخص ل ه‬
‫الق انون رفض تنفي ذ أوام ر األم ر بالص رف ال س يما ح االت اللج وء إلى عملي ات تس خير‬
‫المحاسب العمومي في حالة الدفع محدود قانونا‪.‬‬
‫و تمر عملي ات تنفي ذ النفق ات العمومي ة بالخزين ة العمومي ة بع دة مراح ل و ال تي س نتناولها‬
‫(‪)1‬‬
‫مرحلة بمرحلة في المبحث القادم‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المراقب المالي ووكيل الصرف‪:‬‬
‫‪-1‬تعريف المراقب المالي‪:‬‬
‫المراقب المالي هو عون يتم تعيينه من طرف وزير المالية من بين م وظفي المديري ة العام ة‬
‫للميزانية‪ ،‬من أجل مراقبة إجراءات االلتزام بالدفع للنفقات العمومية المرخص ة في الميزاني ة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬حيث يقوم بالتحقق من مشروعية العمليات التي يقوم اآلمر بالصرف قب ل عق د‬
‫النفقة بصفة نهائية ‪.‬‬
‫يمارس المراقب المالي صالحياته الرقابية عن طريق التأشير على بطاقة االلتزام التي يق وم‬
‫بإعدادها اآلمر بالصرف عند بداية إجراءات اإلنف اق و ال ذي ينتج عنه ا ع بئ مس تقبلي على‬
‫عاتق الدولة‪ ،‬وبالتالي ته دف ه ذه الرقاب ة القبلي ة إلى ض مان حق وق الغ ير تج اه الدول ة عن‬
‫طريق التأكد من مشروعية العمليات قبل عقد النفقة و التحقق من توفر التغطية المالية الكافي ة‬
‫(‪)2‬‬
‫لتنفيذ العملية وفق أبواب الميزانية‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تسمح هذه المراقبة بتفادي تراكم الديون على عاتق الدولة نتيجة سوء تس يير‬
‫الآلمرين بالصرف عن طريق تقييد صالحياتهم المالية و إخضاعها لمراقبة قبلية ‪ .‬وعلى هذا‬
‫‪) 1‬شالل زهير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪) 2‬عبد الرحمان ليلى‪ ،‬صادق سعاد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫األساس‪ ،‬ال توج د عالق ة رئاس ية ترب ط الم راقب الم الي م ع اآلم ر بالص رف أو المحاس ب‬
‫العمومي‪،‬حيث ال يخضع كل واحد منهم لسلطة اآلخر رغم أم يمارس ون مهام ا متكامل ة فيم ا‬
‫بينها في مجال تنفيذ النفقات‬
‫‪ -2‬مهام المراقب المالي‬
‫تتمثل المهمة الرئيسية للمراقب المالي في مراقبة عمليات تنفي ذ النفق ات العمومي ة ومطابقته ا‬
‫لألنظمة و القوانين المعمول ا قبل تنفيذها عن طري ق التحق ق من مش روعية إج راء االل تزام‬
‫بالدفع وعليه يقوم المراقب المالي قبل قبول التأشير على االل تزام بال دفع أن يتحق ق من ت وفر‬
‫(‪)1‬‬
‫العناصر اآلتية‬
‫صفة اآلمر بالصرف؛‬ ‫‪-‬‬
‫مطابقتها التامة للقوانين و األنظمة المعمول بها؛‬ ‫‪-‬‬
‫توفر االعتمادات أو المناصب المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التخصيص القانوني للنفقة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مطابقة مبلغ االلتزام للعناصر المبينة في الوثيقة المرفقة؛‬ ‫‪-‬‬
‫وجود التأشيرات أو اآلراء التي سلمتها السلطة اإلدارية المؤهل ة له ذا الغ رض ‪ ،‬عن دما‬ ‫‪-‬‬
‫تكون مثل هذه التأشيرة قد نص عليها التنظيم الجاري به العمل‪.‬‬
‫يتحقق المراقب المالي من توفر ك ل الش روط الم ذكورة أعاله في أج ل أقص اه عش رة أي ام‪،‬‬
‫يمدد إلى عشرة أيام أخرى في الحاالت االستثنائية بالنسبة للملفات التي تتطلب ت دقيقا معمق ا‪،‬‬
‫حيث يقوم بوضع التأشيرة على بطاقة االلتزام عن طريق وضع ختم وت رقيم وت اريخ تأش يرة‬
‫مصلحة المراقب المالي بحيث تسجل ك ل تأش يرة وفق ا ل ترتيب تسلس لي في س جالت ت دوين‬
‫التأشيرات والرفض لكل سنة مالية ‪.‬‬
‫أمـا في حالـة اإلخـالل بأحـد الشـروط القانونيـة‪ ،‬يقـوم المراقـب المـالي بتحريـر إشـعار‬
‫الـرفض المؤقـت في الحـاالت الـتي يكـون فيهـا إجـراء االلتـزام بالنفقـة مشـوبا بمخالفـات‬
‫للتنظـيم المعمـول بـه قابلـة للتصـحيح ناتج ة عن نقص في وث ائق إثب ات النفق ة المطلوب ة أو‬
‫أخطـاء حسابية يمكن تعديله‪ ،‬يقوم اآلمر بالصرف بتص حيح االل تزام بال دفع وفق ا للت بريرات‬

‫‪) 1‬عبد الرحمان ليلى‪ ،‬صادق سعاد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43-39‬‬
‫الرفض المؤقت‪ ،‬وفي حالة عدم احترام اآلمر بالصـرف للمالحظـات المدونـة في الـرفض‬
‫المؤقـت ‪ ،‬يحـرر المراقـب المـالي إشـعار الـرفض النهـائي لاللتـزام بـدفع النفقـة محـددا‬
‫فيـهكـل أسباب الرفض القانونية‪ .‬ولتفـادي وضـعية االنسـداد عنـد الـرفض النهـائي لاللتـزام‬
‫بالنفقـة‪ ،‬يسـتطيع اآلمـر بالصـرف طلـب استعمال إجراء التغاضي تحت مسؤوليته الشخصية‬
‫والمالية ‪،‬من أجل التأشير علـى االلتـزام بالنفقـة موضـوع الـرفض مـن المراقـب المـالي‬
‫الـذي ترفـع مسـؤوليته عنـد قبـول تنفيـذ إجـراء التغاضـي‪ ،‬بشـرط أن يقـوم بإرسـال نس خة‬
‫من ملف النفقة موضوع التغاضي إلى وزير المالية والوالي لإلعالم‪.‬‬
‫ولكن حفاظا عن المال العام‪ ،‬قيد المشرع الجزائري حـاالت اللجـوء إلى إجـراء التغاضـي‬
‫مـن طـرف اآلمـر بالصـرف‪ ،‬حيـث ال يسـتطيع هـذا األخـير طلـب اسـتعمال هـذا اإلجـراء‬
‫االسـتثنائي في الحـاالت الـتي يكون فيها الرفض النه ائي للم راقب الم الي م بررا بالعناص ر‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫صفة اآلمر بالصرف؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم توفر االعتمادات أو انعدامها؛‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام التأشيرات أو اآلراء المسبقة المنصوص عليها في التنظيم المعمول به؛‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام الوثائق الثبوتية التي تتعلق بالتزام؛‬ ‫‪-‬‬
‫التخصيص غـير القانوني لاللتزام بهدف إخفاء إما تجاوزا لالعتمادات وإما تعـديال له ا‬ ‫‪-‬‬
‫أو تجاوزا لمساعدات مالية في الميزانية؛‬
‫إضافة إلى المهـام المرتبطة بالمراقبة القبليـة للنفق ات ‪،‬فـإن الم راقب الم الي مكل ف بمسـك‬
‫محاسـبة االلتزامات ذات الطابع اإلحصائي مـن أجـل تحديـد مبلـغ النفقـات الملتـزم ـا مـن‬
‫االعتمـادات المسـجلة في الميزانيـة واألرصـدة المتـوفرة ‪،‬هـذه المحاسـبة البسـيطة ال‬
‫تتطلـب إجـراء قيـود محاسـبية وسـجالت محاسـبية وفـق القيد المزدوج‪ ،‬حيث دف إلى تحديد‬
‫العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪-2‬محاسبة نفقات التسيير‪:‬‬
‫يتولى المراقب المالي مسك محاسبة وفق القيد الوحيد لمراقبة تنفيذ نفقات التسيير والتي يجب‬
‫أن تفصح عن العناصر اآلتية ‪:‬‬
‫االعتمادات المفتوحة أو المخصصة حسب األبواب والمواد؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتباط االعتمادات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحويل االعتمادات؛‬ ‫‪-‬‬
‫التفويضات باالعتمادات التي تمنح لآلمرين بالصرف الثانويين؛‬ ‫‪-‬‬
‫االلتزام بالنفقات التي تمت؛‬ ‫‪-‬‬
‫األرصدة المتوفرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ .‬محاسبة نفقات التجهيز‪:‬‬
‫بصفة منفصلة عن محاسبة نفقات التس يير يق وم الم راقب الم الي بمس ك محاس بة وف ق القي د‬
‫الوحيد لتسجيل تنفيذ مختلف رخص البرامج المتعلقة بنفقات التجهيز العمومي ة و ال تي تس مح‬
‫بعرض البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫ترخيصات البرامج ‪،‬وعند االقتضاء إعادة التقييمات المتتالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التفويضات بترخيص البرامج؛‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪ -‬األرصدة المتوفرة‪:‬‬
‫بناء على بيانات محاسبة االلتزامات يستطيع المراقب المالي التحقق من كفاية المخصص ات‬
‫المالية المخصصة في أبواب وبن ود الميزاني ة لتغطي ة تس ديد النفق ات ‪ ،‬وتق ديم تق ارير مالي ة‬
‫دورية لوزارة المالية عن حجم النفقات الملتزم ا وعن نسبة استهالك اعتم ادات الميزاني ة من‬
‫طرف مختلف اآلمرين بالصرف‪.‬‬
‫عند تحليل مهام المراقب المالي يمكن االستنتاج بأنه مكل ف بتط بيق مراقب ة قبلي ة على تنفي ذ‬
‫النفقات ذات طابع وق ائي أو اح ترازي‪ ،‬دف دف ع اآلم ر بالص رف إلى اح ترام تخصيص ات‬
‫صرف النفقات وفق أبواب وبنود الميزانية‪ ،‬وعدم تج اوز االعتم ادات المالي ة المرخص ة في‬
‫الميزانية عند استعمال إجراء االلتزام من أجل التحقق من توفر التغطية المالية الكافية لتس ديد‬
‫النفقة‪،‬وذلك عن طريق خصم المبلغ الملتزم به من االعتمادات المالي ة لب اب أو بن د الميزاني ة‬
‫الذي يتوافق مع طبيعة العملية وذلك قبل عقد النفقة بصفة ائية‪،‬مما يسمح بتفادي تراكم الديون‬
‫(‪)1‬‬
‫على عاتق الدولة‪.‬‬

‫‪) 1‬عبد الرحمان ليلى‪ ،‬صادق سعاد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ -3‬طبيعة مسؤولية المراقب المالي‪:‬‬
‫ترتبط مسؤولية المراقب المالي بشرعية التأشيرات التي يق وم بمنحه ا‪ ،‬حيث يعت بر مس ؤول‬
‫شخصيا أمام مختل ف هي أت الرقاب ة ووزارة المالي ة عن التأش يرات الالش رعية ال تي تش كل‬
‫مخالفات صريحة للقوانين و التنظيمات المعمول ا في مجال صرف النفقات العمومية‪ ،‬وال تي‬
‫يتم إثباتها بالوثائق المحاسبية المطلوبة لتبرير االلتزام بالنفقات ‪.‬‬
‫كما يعتبر المراقب الم الي مس ؤول أم ام الغرف ة التأديبي ة للميزاني ة والمالي ة لس المحاس بة‪،‬‬
‫المؤهلة قانون ا في ت دقيق ومراقب ة نش اط المراق بين الم اليين في مج ال رقاب ة االنض باط في‬
‫تسيير الميزانية‪" ،‬وفي حال ة التحق ق من ارتك اب مخالف ات ص ريحة لقواع د تنفي ذ الميزاني ة‬
‫تمتلك هذه األخيرة صالحيات فرض عقوبات مالية على المراقب الم الي المع ني من دون أن‬
‫يخل ذلك بالعقوبات الميزانية أو التعويضية المدنية عندما تقتضي طبيعة المخالفة لذلك‪.‬‬
‫‪-II‬تعريف وكيل الصرف‪:‬‬
‫هو الموظف الذي يسمح له القانون باستعمال السيولة النقدية باسم األم ر بالص رف وذل ك في‬
‫ح دود النص وص القانوني ة والقواع د التقني ة المعم ول به ا في إط ار المحاس بة ويعين وكي ل‬
‫الصرف من طرف أو رئيس المؤسسة بص فته األم ر بالص رف ويتم تس ليم نس خة من ق رار‬
‫إنشاء وكالة الصرف الى المحاسب العمومي‪.‬‬
‫مهامه‪:‬‬
‫تختلف باختالف طبية المؤسسة ويتم تحديدها وفق قرار إنش اء الص رف الص ادر عن وزارة‬
‫االقتصاد واقتراح من األمر بالصرف بع د موافق ة ال وزارة الوص ية كم ا يش مل ه ذا اق رار‬
‫مايلي‪:‬‬
‫طبيعة النفقات المسموح بدفعها واإليرادات ال واجب تحص يلها م ع تحدي د الب اب‪ ،‬الم ادة‬ ‫‪-‬‬
‫والفقرة‪.‬‬
‫سقف النفقات وسقف االي رادات المس موح االحتف اظ به ا إم ا يتجاوزه ا فيجب نفع ه الى‬ ‫‪-‬‬
‫المحاسب العمومي‬
‫ال يمكن أي تمرير على وكالة الصرف إال النفقات التالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أجور العمال المؤقتين والموسميين العاملين باليوم والساعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اقتناء الموارد واللوازم المكتبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تصليح السيارات وماشابهها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دفع التسبيقات على المصاريف المهام والتنقيالت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مصاريف االستقبال‬ ‫‪‬‬
‫مهما تكن طبيعة النفقة فال يمكننا أن نسدد عن طريق وكالة الصرف إال نس بة ‪ %25‬من‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)1‬‬
‫االعتماد المفتوح المخصص لذلك الباب أو المادة أو الفقرة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مراحل تنفيذ النفقات العمومية ‪:‬‬


‫تتطلب عملي ة تنفي ذ النفق ات العمومي ة ت وفر ش رطين أساس يين‪ )2( :‬الش رط األول من حيث‬
‫المضمون والمتمثل في ضرورة وج ود دين مس تحق اتج اه الدول ة أو الهيئ ات العمومي ة أم ا‬
‫الشرط الثاني من حيث الشكل و الن اتج عن تط بيق قواع د الميزاني ة و المتمث ل في ض رورة‬

‫‪) 1‬عبد الرحمان ليلى‪ ،‬صادق سعاد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ ) 2‬شالل زهير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪30‬‬
‫وجود الترخيص الس نوي في الميزانية(‪ ، )3‬تنقس م عملي ة تنفي ذ النفق ات العمومي ة إلى أرب ع‬
‫مراحل متتالية‪:‬‬
‫مرحلة االلتزام ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة التصفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة إ صدار األمر بالصرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة الدفع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث تتمثل الثالث مراحل األولى المرحل ة اإلداري ة في حين المرحل ة الرابع ة هي المرحل ة‬
‫الحسابية ‪.‬‬
‫وهي بالتفصيل كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬مرحلة االلتزام‪:‬‬
‫تع رف عملي ة االل تزام بأنه ا "العم ل ال ذي ي ترتب عن ه إنش اء ال دين" (‪ )1‬و م ا يمكن‬
‫استنتاجه من هذا التعريف أن عملية االلتزام تتمثل في اإلجراء الذي ينتج عنه عبء مس تقبلي‬
‫على عاتق الدول ة ال تي توض ع في وض عية م دين و ال تع د النفق ة إال في ح دود اإلعتم ادات‬
‫المالية المبرمجة في الميزانية ‪ ،‬و بالتالي ال يجوز تغيير مجال صرف النفقة العمومي ة إال في‬
‫حدود الغاية التي رصدت له ا اإلعتم ادات التالي ة في ظ ل اح ترام بن ود و أب واب الميزاني ة‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن يجب التفرقة بين مفهوم االلتزام من الجهة المحاسبية ‪.‬‬
‫حيث يتجسد إجراء االلتزام من المفه وم الق انوني في العق د ال ذي يتم بواس طته إنش اء‬
‫الدين اتجاه الجهات العمومية أما من حيث المفهوم المحاس بي فتتجس د إج راءات االل تزام في‬
‫عملية تخصيص مبلغ مالي في إطار اإلعتمادات و التي تص بح غ ير متاح ة أو غ ير مت وفرة‬
‫لتغطية ما في النفقات ويقوم األمر بالصرف بإرسال وسائل إثبات إنشاء النفق ة العمومي ة م ع‬
‫بطاقة االلتزام (‪)2‬إلى المراقب المالي حيث بقوم هذا األخير بتدقيق و مراقب ة م دى مش روعية‬
‫النفقة العمومية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪(bissad. manuel de comptabilité publique .édition national des impots2001-p108‬‬
‫‪ ) 1‬المادة‪ 19‬من القانون رقم‪ 21/90‬المؤرخ في‪15‬أوت‪ 1990‬والمتعلق بالمحاسبة العمومية‬
‫‪ ) 2‬انظر الملحق رقم (‪(.1‬‬
‫عندما يمنح المراقب المالي تأشيرته على وثيق ة االل تزام مم ا يس مح لألم ر بالص رف‬
‫بتنفيذ المرحلة الثانية المتعلقة بتنفيذ إجراءات التصفية وذلك بعد تخصيص اإلعتمادات المالية‬
‫لتغطية النفقة محل الدفع ‪.‬‬
‫‪-2‬مرحلة التصفية‪:‬‬
‫تسمح عملية التصفية بتحديد المبلغ النهائي للنفقات العمومية على أساس نفقات الوثائق‬
‫المحاسبية حيث يتم تقدير المبلغ المستحق للدائن و خصمه من االعتماد المق رر من الميزاني ة‬
‫و ينبغي التأكد في هذه المرحلة من حلول ميعاد و اس تحقاق ال دين ومن أن ه لم يس بق تس ويته‬
‫(‪)1‬‬
‫بالدفع ‪.‬‬
‫و تنقسم هذه المرحلة إلى قس مين أساس يين حيث يق وم األم ر بالص رف في المرحل ة‬
‫األولى بإثبات ترتيب الدين على عاتق الدولة فيقوم بتحديد مقدار المبلغ النهائي مستحق ال دفع‬
‫لصالح الدائن على أساس الوثائق والمس تندات ال تي من ش أنها إثب ات ال دين أم ا في المرحل ة‬
‫الثانية فيتحقق األمر بالصرف من ثبوت أداء الخدمة موضوع الدفع حيث تتجسد ه ذه العملي ة‬
‫عن طريق وضع ختم إثبات أداء الخدمة و وتوقيع األمر بالصرف على ظهر الفاتورة ‪. .‬‬
‫‪-3‬مرحلة األمر بالصرف ‪:‬‬
‫بعد إنهاء إجراءات تخصيص اإلعتمادات المالية و تحديد المبلغ النهائي مستحق ال دفع‬
‫يقوم األمر بالصرف بتحرير حوالة الدفع أو سند األمر بالص رف و ال ذي يعت بر بمثاب ة أم ر‬
‫بالدفع موجهة للمحاسب العمومي و يتضمن س ند األم ر بالص رف بيان ات خاص ة باس م لقب‬
‫المستفيد رقم رصيده البنكي المبلغ الواجب دفعه باألرقام و الحروف إلى جانب بيانات متعلقة‬
‫بنوع النفقة العمومية حيث يقوم األمر بالصرف بإصدار حواالت الدفع وفقا ل ترقيم التسلس لي‬
‫وترس ل إلى المحاس ب العم ومي من ‪ 01‬الى ‪ 20‬ي وم من ك ل ش هر من أج ل ال دفع مرفوق ة‬
‫بوثائق إثبات النفقة العمومية‬
‫و يجدر الذكر أن النفقات العمومية المتعلقة بمنح المجاهدين و منح التقاع د المدفوع ة‬
‫من ميزانية الدولة عن باقي النفقات بأنها تدفع بدون الرجوع إلى األمر بالص رف كم ا أش رنا‬
‫إلى ذلك سابقا‬

‫‪ )1‬براق محمد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪49- 48‬‬


‫المراحل المحاسبية للنفقات العامة‬
‫وهي المرحلة الرابعة من مراحل تنفيذ النفقات العمومية و تتمثل في ‪:‬‬
‫مرحلة الدفع‪ :‬يقوم المحاسب العم ومي بعملي ة تس ديد النفق ات العمومي ة حيث يختص‬ ‫‪.1‬‬
‫بتداول وتسيير األموال و القيم العمومية تطبيقا لمبدأ الفصل بين مهام األمر بالص رف‬
‫و المحاسب العمومي ‪.‬‬
‫وعملي ة ال دفع ال تعت بر عملي ة تح والت مالي ة بس يطة لص الح ال دائنين ب ل يجب على‬
‫المحاس ب العم ومي التحق ق ومراقب ة مش روعية النفق ة العمومي ة و علي ه يجب أن يتحق ق م ا‬
‫يلي(‪:)1‬‬
‫‪-‬التحقق من مطابقة العملية مع القوانين و التنظيمات المعمول بها ‪.‬‬
‫‪ -‬صحة إنشاء و بوث ت النفقة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر اإلعتمادات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من مشروعية إنشاء النفقات العمومية‬
‫و يأتي تفصيل كل منها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-1-1‬التحقق من صفة األمر بالص رف‪ :‬يق وم المحاس ب العم ومي بالتأك د م ا إذا ك ان األم ر‬
‫بالصرف مؤهال قانونا إلصدار اح و الت ال دفع في مج ال االختص اص ال ذي ح دده الق انون‬
‫بحيث ال يس تطيع ه ذا األخ ير إص دار األم ر بالص رف إذا لم يكن معتم دا ل دى المحاس ب‬
‫العمومي و بالتالي مباشرة بعد تنصيبه يق وم بإرس ال نس خة من أم ر التنص يب و نس خة عن‬
‫التوقيع إلى المحاسب العمومي ‪.‬‬

‫‪-1-2‬التحقق من مطابقة العملية مع القوانين و التنظيمات المعمول بها‪:‬‬


‫حيث يقوم المحاسب بمراقبة احترام مختلف اإلجراءات و المراحل اإلداري ة تنفي ذ النفق ة عن‬
‫طريق التحقق من مشروعية عملية االلتزام والتصفية العمومية‬
‫‪-1-3‬صحة انشاء وتبويب النفقة العمومية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪( Gabriel Montagnier, op, sit , P145‬‬
‫وفق ا لبن ود الميزاني ة بحيث بتحق ق المحاس ب العم ومي من م دى مطابق ة ب اب و بن د النفق ة‬
‫المسجلة في سند األمر بالصرف مع أبواب و بنود النفقة نفسها المسجلة في الميزانية‬
‫‪ -1-4‬وفر االعتمادات المالية ‪:‬‬
‫قبل أن يقبل دفع النفقة العمومية يجب على المحاس ب العم ومي التأك د من ت وفر االعتم ادات‬
‫المالية المفتوحة و المخصصة لتغطية النفقة موضوع الدفع وفقا لبنود الميزانية من أج ل ه ذا‬
‫الغ رض ‪ ،‬حيث يق وم المحاس ب العم ومي بمس ك محاس بة يومي ة تختص بمتابع ة اس تهالك‬
‫االعتمادات المالية وفقا ألبواب الميزانية وتمكنه هذه المحاس بة من معرف ة في أي وقت قيم ة‬
‫االعتمادات المالية المفتوحة و قيمة االعتمادات المستهلكة و الباقي ة و المتعلق ة بك ل ب اب من‬
‫أبواب الميزانية ‪.‬‬
‫بعد إبقاء هذه الشروط يق وم المحاس ب العم ومي بتس ديد النفق ة العمومي ة لص الح الم دين عن‬
‫طريق تحويل المبالغ المالية إلى حسابه البنكي أما في حالة اإلخالل بأح د ه ذه الش روط يق وم‬
‫المحاسب العمومي بإرسال إشعار بالرفض المؤقت للدفع إلى األمر بالصرف و الذي يتضمن‬
‫أسباب رفضه الدفع ‪ ،‬و في حالة تصحيح المذكورة في إشعار الرفض المؤقت يقوم المحاسب‬
‫العمومي بالرفض النهائي و الذي يحدد أسباب االمتناع عن الدفع ‪.‬‬
‫و يجدر الذكر أن المحاسب العمومي يقوم بعملية مراقبة تنفي ذ النفق ات العمومي ة على أس اس‬
‫الوثائق فهو ليس مسؤوال في حالة إثب ات تزوي ر وث ائق إثب ات النفق ة العمومي ة كم ا ال يح ق‬
‫للمحاسب العمومي التدخل في مجال اختص اص األم ر بالص رف ال س يما في مي دان اختي ار‬
‫ن وع أو س عر الس لع أو الخ دمات الم وردين و بالت الي فاله دف األساس ي لمراقب ة المحاس ب‬
‫العمومي هو ضمان مشروعية تنفيذ النفقات العمومية في ظ ل اح ترام الق وانين و التنظيم ات‬
‫المعمول بها‬
‫المص در ‪ :‬معطي ات الق انون ‪21-90‬‬
‫المتعلق بالمحاسبة العمومية‬ ‫تأشيرة المراقب‬
‫المالي‬

‫التصفية‬

‫اإللتزام‬

‫األمر بالدفع‬

‫المرحلة اإلدارية‬ ‫الدفع‬


‫(األمر بالصرف)‬

‫الشكل رقم ‪:01‬‬


‫المرحلة المحاسبية‬
‫العمومي حسب قانون رقم ‪ 21-90‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪.414-92‬‬
‫عملية النفقات‬ ‫مخطط تسيير‬
‫(المحاسب‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪:‬‬
‫تؤثر مبادئ المحاسبة العمومية ت أثيرا مباش را على التنظيم الهيكلي لإلدارة المالي ة للدول ة ‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس يتم تقسيم مراحل تنفيذ المرحلة اإلدارية بتنفيذ النفقات العمومية للدولة إلى‬
‫مرحل تين‪ ،‬حيث يختص األم ر بالص رف تنفي ذ المرحل ة اإلداري ة في حين يق وم المحاس ب‬
‫العم ومي بتنفي ذ المرحل ة المحاس بية‪ ،‬احترام ا لمب دأ الفص ل بين مه ام األم ر بالص رف‬
‫والمحاس ب العم ومي‪ ،‬تس ند مهم ة تس ير و ت داول األم وال والقيم العمومي ة إلى مص لحة‬
‫إس ترتيجية للدول ة ‪ ،‬وهي الخزين ة العمومي ة و ش بكة المحاس بيين العموم يين الموزع ة على‬
‫التراب الوطني‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار فإن لخزينة العمومية بصفتها مصرف للدولة تحصل‪ ،‬ت دفع‪ ،‬تق رض‪ ،‬باس م‬
‫ولفائدة الدول ة‪ ،‬إض افة إلى توظي ف و تس يير الس يولة النقدي ة تطبيق ا لمب دأ وح دة الص ندوق‬
‫ووحدة الخزينة‪.‬‬

You might also like