You are on page 1of 34

‫المقدمة‬

‫من أجل تحقيق أهداف المجتمع وإشباع حاجاته العامة تلجأ الدولة إلى سياسة اإلنفاق العم ومي ال ذي‬
‫ا‬ ‫يعتبر أداة هامة من أدوات السياسة المالية للدولة ‪ ،‬و يتم ذلك بوضع ميزانية عامة توزع من خالله‬
‫ة‬ ‫الموارد المالية على مختلف قطاعاتها وهياكلها ‪ ،‬هذه الميزانية تشكل الجزء المحاسبي لقوانين المالي‬
‫الذي يتم فيه تحديد األهداف االقتصادية و المالية للدولة ‪ ،‬فهي تمثل الوسيلة ال تي بواس طتها تق وم‬
‫الحكومة باقتطاع و توزيع الثروة الوطنية في إطار أهداف برامج التنمية االقتصادية و االجتماعية ‪.‬‬
‫و تشمل الميزانية العامة للدولة على جانب اإليرادات و نفقات التسيير ‪ ،‬نفقات التجهيز العمومي للدولة‬
‫و التي تتعلق بالتجهيزات االجتماعية و أشغال المنشآت األساسية الكبرى االقتص ادية ‪ ،‬اإلداري ة و‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫غير أن نفقات التجهيز العمومي للدولة تختلف عن نفقات التسيير في كونها ت أتي لت ترجم أه داف و‬
‫توجهات برامج التنمية للدولة والتي غالبا ما تكون خارج إطار مبدأ الس نوية ‪ .‬وفي غالب ة األحي ان‬
‫يستعمل مفهوم ميزانية الدولة للتجهيز للتعبير على نفقات التجهيز العمومي للدولة ‪ ،‬ومن أجل تنفيذ هذه‬
‫النفقات لجأت الدولة إلى وضع هيكل متكامل من األعوان كلفتهم بهذه المهمة ‪ ،‬ووض عت لهم ق وانين‬
‫خاصة تحكمهم وتنظم مهامهم‪.‬هؤالء هم أعوان المحاسبة العمومية ال ذين يتواج دون على المس توى‬
‫المركزي و المحلي ‪ ،‬حيث نجد أن الخزينة العمومية تلعب دورا هاما في عملي ة التنفي ذ ‪ ،‬وخاص ة‬
‫خزينة الوالية التي تقوم بتنفيذ نفقات التجهيز العمومي للدولة س واء على ش كل ال برامج القطاعي ة‬
‫الممركزة أو البرامج القطاعية غير الممركزة أو المخططات البلدية للتنمية ‪.‬‬
‫و هنا نتساءل عن دور أعوان المحاسبة العمومية في تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬و ماهي طرق ووس ائل‬
‫تنفيذ نفقات التجهيز العمومي للدولة على مستوى خزينة الوالية ؟‬
‫ل‬ ‫و سنعالج هذه اإلشكالية من خالل فصل تمهيدي يتناول نظرة عامة حول الخزينة العمومية ‪ ،‬وفص‬
‫أول يتعلق بدور أعوان المحاسبة العمومية في تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬ثم فصل ث اني يش مل ط رق‬
‫ووسائل تنفيذ النفقات العمومية للدولة على مستوى خزينة الوالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الخـطـة‬

‫مبحث تمهيدي‬

‫الفصل األول ‪ :‬دور أعوان المحاسبة العمومية في تنفيذ النفقات العمومية‬

‫المبحث األول ‪ :‬أعوان المحاسبة العمومية و مسؤولياتهم‬


‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ التفرقة بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مختلف أصناف أعوان المحاسبة العمومية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مسؤولية أعوان المحاسبة العمومية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مراحل تنفيذ النفقة العمومية‬
‫المطلب األول ‪ :‬المرحلة اإلدارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المرحلة المحاسبية‬
‫المبحث الثالث ‪:‬االستثناءات الواردة على مراحل تنفيذ النفقات العمومية‬
‫المطلب األول ‪ :‬وكاالت التسبيقات‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفع عن طريق القرض المستند‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الدفع دون أمر بالصرف‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تنفيذ نفقات التجهيز العمومي للدولة على مستوى خزينة الوالية‬

‫المبحث األول ‪ :‬تنفيذ نفقات التجهيز العمومي عن طريق البرامج‬


‫المطلب األول ‪ :‬تسيير رخص البرامج‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية الممركزة‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية غير الممركزة‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬بالنسبة للمخططات البلدية للتنمية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تسيير إعتمادات الدفع‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية الممركزة‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية غير الممركزة‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬بالنسبة للمخططات البلدية للتنمية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق تسديد نفقات التجهيز العمومي‬
‫المطلب األول ‪ :‬عن طريق الصفقات العمومية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عن طريق الفاتورات‬

‫الخاتمة‬

‫‪2‬‬
3
‫المبحث التمهيدي‬
‫تعريف الخزينة العمومية‬
‫الخزينة العمومية كيان إداري تابع لوزارة المالية مكلف بمسك حسابات الدولة أي مكلف بتسييرمالية‬
‫الدولة و الوقوف على مواردها ونفقاتها وتجدر اإلشارة إلى أن الخزينة العمومية ليست شخص قانوني‬
‫متميز عن الدولة فهي ال تتمتع بالشخصية المعنوية ‪(,‬وهي تمثل مجموع المصالح المالية للدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري إذن فهي تعتبر الهوية المالية للدولة)‪....‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وكون الخزينة العمومية مكلفة أساسا بتنفيذ النفقات العمومية وبتحصيل إرادات مصالح الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري فهي تمارس وظائف العون المحاسبي‬
‫لتلك المصالح فهي تظمن السيولة الكافية عبر التراب الوطني والتنسيق مع البنك المركزي ومنه يمكن‬
‫‪ .‬القول أن الخزينة العمومية هي مرفق عام مكلف بتسيير خزانة الدولة وتطورها مرتبط بتطور الدولة‬
‫‪ :‬وظائف الخزينة العمومية‬
‫‪ :‬للخزينة العمومية ثالث وظائف رئيسية ‪-‬‬
‫‪ :‬وظيفة الصندوق ‪1-‬‬
‫تتمثل هذه الوظيفة في أن الخزينة ملزمة بتوفير تمويل منتظم لصناديق الدولة وعلى كامل التراب‬
‫‪ .‬الوطني وهذا بفضل وساطة محاسبيها وهي تؤدي هذا الدور بمساعدة البنك المركزي‬
‫‪ :‬وظيفة البنك ‪2-‬‬
‫تمارس هذه الوظيفة عند التعامل مع المؤسسات العمومية حيث تستقبل الودائع وتقدم القروض‬
‫والتسبيقات‬
‫‪ :‬وظيفتها في المالية الخارجية ‪3-‬‬
‫تظهر هذه الوظيفة في مراقبة إقامة ميزان المدفوعات والسهر على تنظيم المبادالت و العالقات ‪-‬‬
‫المالية مع الخارج كما يمكنها أن تشارك الوزارات األخرى مسؤولية الدولة في تعامالتها النقدية‬
‫‪ .‬والمالية مع البلدان األجنبية والتفاوض حول المعامالت الدولية‬
‫‪ :‬التنظيم الحالي للخزينة العمومية‬
‫تتكون شبكة محاسبي الخزينة العمومية من ‪:‬أمين الخزينة المركزي ‪ ,‬أمين الخزينة الرئيسي ‪ ,‬العون محاسبي المركزي للخزينة و‬
‫‪ .‬ثمانوأربعين أمين خزينة والئي‬

‫تقنيات وسياسات التسيير المصرفي ‪.‬د‪.‬بخراز )‪(1‬‬

‫‪4‬‬
‫العون المحاسبي المركزي للخزينة ‪- 1:‬‬
‫‪:‬يمارس مهامه لدى اإلدارة المركزية لوزارة المالية ويقوم ب ‪-‬‬
‫‪ .‬تركيز حسابات المحاسبين العموميين بناءا على الحاالت المحاسبية الدورية التي يستلمها ‪-‬‬
‫‪ .‬تدقيق القيد المحاسبي للمحاسبين العموميين بناءا على الوثائق التي تصله ‪-‬‬
‫تنفيذ العمليات الخاصة بتسوية العمليات مع العالم الخارجي ‪ ,‬الديون العمومية كما يعمل على تحديد ‪-‬‬
‫‪ .‬النتائج المتعلقة بتنفيذ قوانين المالية‬
‫‪ .‬تنفيذ العمليات الخاصة بالحسابات الجارية لدى مركز الصكوك البريدية والبنك المركزي ‪-‬‬
‫‪ :‬الخزينة المركزية ‪2-‬‬
‫تعتبر الخزينة المركزية المحاسب المالي لدى اآلمرين بالصرف األوليين فيما يخص تنفيذ ميزانيتي ‪-‬‬
‫الدولة للتسيير والتجهيز وعند اللزوم ميزانيتي المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪ ,‬فهي تقوم‬
‫بمراقبة وتدقيق تسيير وكالء التسبيقات ووكالء اإليرادات لدى اإلدارات المركزية والمؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‬
‫‪ :‬الخزينة الرئيسية ‪3-‬‬
‫تتكلف الخزينة الرئيسية أساسا بتنفيذ عمليات الخزينة مثل الحسابات الخاصة بالخزينة كما تعمل على‬
‫القيام‬
‫‪ .‬بدفع المعاشات العسكرية والمدنية المقدمة لقدماء المجاهدين ولذوي الحقوق ‪-‬‬
‫تحقيق العمليات المتعلقة باقروض وتحصيل اإليرادات ودفع النفقات التي تستوجبها الحسابات الخاصة ‪-‬‬
‫‪ .‬بالخزينة‬
‫خزينة الوالية ‪ :‬تعتبر خزينة الوالية مصلحة خارجية لوزارة المالية يكون مقرها على مستوى ‪4- 1-‬‬
‫الوالية بناءا على المرسوم التنفيذي رقم ‪ )1(...121-91‬والذي ينص على تنظيم وتحديد صالحيات‬
‫المديرية المركزية للخزينة ‪ ,‬فالخزينة الوالئية مكلفة بتنفيذ ميزانية الدولة ‪ ,‬ميزانية الوالية وميزانية‬
‫‪ .‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫‪:‬إن خزينة والية سطيف تعتبر من بين الخزائن الوالئية التي تحوي خمس مكاتب هي‬
‫‪ .‬مكتب النفقات العمومية ‪-‬‬
‫‪ .‬مكتب التسديد والتحصيل ‪-‬‬
‫‪ .‬مكتب المحاسبة والمحافظة ‪-‬‬

‫‪5‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 129-91‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 1991‬المتعلق بتنظيم وتحديد صالحيات‪(1)-‬‬
‫‪.‬ومهام المصالح الخارجية للخزينة‬
‫‪ .‬مكتب المراقبة والتحقيقات ‪-‬‬
‫‪ .‬مكتب الوسائل وحفظ األرشيف ‪-‬‬
‫من خالل المكاتب الخمس التي تتشكل منها خزينة والية سطيف يتضح لنا تنوع اإلختصاصات والمهام‬
‫الموجودة على مستوى الخزينة حيث يبرز لنا من جهة التقسيم الوظيفي بين هاته المكاتب ومن جهة‬
‫‪ .‬اخرى الترابط فيما بينها‬
‫وخزينة والية سطيف تابعة قانونيا إلى المديرية الجهوية لخزينة سطيف هاته األخيرة لها مكانة هامة‬
‫‪ .‬في توجيه وتتبع مهام الخزائن الوالئية التابعين لها‬
‫‪ :‬تتكلف خزينة والية سطيف بالمهام التالية‬
‫تنفيذ جميع عمليات اإليرادات والنفقات والموازنة و وميزانية الدولة والحسابات الخاصة ‪-‬‬
‫‪ .‬للخزينة ‪,‬كذلك ميزانيات الوالية والمؤسساتالعمومية اإلدارية التي تتولى تسييرها‬
‫مراقبة وفحص صناديق التسبيقات واإليرادات وتجمع مركزيا العمليات التي تقوم بها مصالح أو ‪-‬‬
‫‪ .‬المحاسبون العموميون التابعون لها ‪ ,‬وهذا قصد إدراجها في المحاسبة‬
‫‪ .‬إعداد الوثائق والبيانات الدورية وإ رسالها إلى العون المحاسبي المركزي وإ لى كل المصالح المعنية ‪-‬‬
‫تتداول األموال والقيم والسندات وتحفظ األوراق السنوية الخاصة بالعمليات المالية والمحاسبية التي ‪-‬‬
‫‪ .‬تتكفل بها‬
‫التأكد بإسمرار من التسيير الفعال لحركات األموال والقيم الخاصة بالخزينة وتسهر قدر اإلمكان على ‪-‬‬
‫‪ .‬عدم تجميدها‬
‫يرأس خزينة والية سطيف أمين خزينة والئي ويساعده مفوضان بالسلطة يشرفان مباشرة على ‪-‬‬
‫‪.‬المكاتب الخمس سابقة الذكر‬

‫‪6‬‬
7
8
‫الفصل األول ‪ :‬األعوان المكلفة بتنفيذ نفقات التجهيزالعمومي‬

‫إن المحاسبة العمومية تهدف إلى تحديد العالقة بين كل األطراف و خاصة العالقات بين أعوان‬
‫المحاسبة العمومية ‪ ،‬حيث يحدد أفقيا العالقات بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي و المراقب‬
‫المالي ‪ ،‬أما عموديا فنجد إلى جانب الوصاية اإلدارية ‪ ،‬الوصايا المحاسبية و تهدف هذه العالقة إلى‬
‫‪ .‬تركيز جميع الحسابات على مستوى جميع مصالح الدولة المركزية‬
‫سنتطرق في هذا المبحث إلى اآلمرين بالصرف و المحاسبين العمومين ‪ ،‬أما المراقب المالي فإن قانون‬
‫المحاسبة العمومية ‪ )1(.......... 21-90‬فال يعترف له بصفة عون المحاسبة العمومية ألن له‬
‫‪ .‬مسؤولية إدارية فقط‬
‫‪ .‬و يجب في كل الحاالت إتفاق جميع األطراف حتى يتم تنفيذ عملية محاسبية ما‬

‫‪9‬‬
‫المبحث ألول ‪ :‬أعوان المحاسبة العمومية‬
‫إن أعوان المحاسبة العمومية الذين يذكرهم قانون المحاسبة العمومية هم اآلمرون بالصرف و‬
‫‪ .‬المحاسبون العموميون ‪ ،‬لذلك سندرس أوال مبدأ الفصل بينهم ثم أصناف كل واحد منهم‬
‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫إن مبدأ التنافي بين وظيفتي اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي من المبادىء األساسية التي تقوم‬
‫عليها المحاسبة العمومية حيث يتدخالن في معظم عمليات اإليرادات والنفقات و رغم إختالف وظائفهما‬
‫‪.‬فإن عملهما متكامل‬
‫وهذا المبدأ يعني أنه اليمكن أن يقوم اآلمر بالصرف بالمهام المنوطة بالمحاسب العمومي في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬أي أن يكون اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي شخصين مخنتلفين ‪ ،‬يراقب فيها المحاسب‬
‫‪ .‬العمومي العمليات المالية و المحاسبية التي يقوم بها اآلمر بالصرف‬
‫حيث تنص المادة‪ 55‬من القانون ‪ " 21-90‬تتنافى وظيفة اآلمر بالصرف مع وظيفة المحاسب‬
‫العمومي‪ ".‬فهذه المادة تفيد تفريق الوظائف ال التداخالت ففي بعض الحاالت قد يتدخل اآلمر بالصرف‬
‫في العمليات المالية و لكن اليتدخل في الوظيفة ‪ ،‬و ينجر عن هذا المبدأ أنه ال يجوز أن يخضع‬
‫المحاسب العمومي لسلطة اآلمر بالصرف الوظيفية ‪ ،‬فإما أن يكون خاضعا للسلطة اإلدارية فهذا‬
‫ممكن ‪ ،‬وهذا ما نجده في العالقة بين الوالي و أمين خزينة الوالية و من هنا نفهم السبب الذي جعل‬
‫المشرع يمنع تعيين المحاسب العمومي من طرف اآلمر بالصرف ‪ ،‬و خول هذه السلطة للوزير المكلف‬
‫‪ .‬بالمالية وهذا ما نصت عليه المادة‪ 34‬من قانون المحاسبة العمومية‬
‫و قد ذهب المشرع إلى أبعد من ذلك حيث منع أن يكون اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي أزواجا‬
‫حيث تنص المادة ‪ 56‬من القانون‪ 21-90‬على مايلي‪ " :‬ال يجوز ألزواج اآلمرين بالصرف بأي حال‬
‫‪ " .‬من األحوال أن يكونوا محاسبين معينين لديهم‬
‫‪ :‬و يهدف مبدأ الفصل بين السلطات إلى‬
‫تقسييم المهام اإلدارية و المحاسبية بين صنفين من المنفذين حيث يقوم اآلمر بالصرف بتسيير ‪-‬‬
‫اإلعتمادات المفتوحة في الميزانية أما المحاسب العمومي فصالحيته هي تسيير األموال ‪ ،‬وهذا يسمح‬
‫بالحصول على كفاءة أكبر من الطرفين خالل الرقابة المحاسبية حيث نجد من جهة أن اآلمرين‬
‫بالصرف وحدهم مكلفون بتحصيل اإليرادات‪ ،‬اإللتزام ‪ ،‬التصفية و األمر بالصرف للنفقات العمومية ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى نجد أن المحاسبون العموميون وحدهم يمكنهم تداول األموال العمومية ‪.‬و القيام‬
‫‪ .‬بإجراءات الدفع و التحصيل الفعليين للنفقات و اإليرادات‬

‫الرقابة المتبادلة و تحديد المسؤوليات بين اآلمرين بالصرف و المحاسبين العمومين ‪ ،‬فالمحاسب ‪-‬‬
‫العمومي ال يستطيع صرف نفقة يكون األمر بصرفها معيبا أو ناقصا و بالتالي يجب على اآلمر‬
‫‪ .‬بالصرف تكملة أو تصحيح األمر بالصرف المرفوض من طرف المحاسب العمومي وفقا للقانون‬
‫يسمح هذا المبدأ بتأسيس رقابة قضائية تتميز بأكثر سهولة حيث على مجلس المحاسبة تطبيق رقابته ‪-‬‬
‫على الحسابات اإلدارية التي يمسكها اآلمر بالصرف و حسابات التسيير التي يمسكها المحاسب‬
‫‪.‬العمومي ‪ .‬حيث تبعث جميع هذه الحسابات إلى مجلس المحاسبة عند نهاية كل سنة‬

‫‪10‬‬
‫إن هذه التفرقة بين اآلمر بالصرف و لمحاسب العمومي تسهل مراقبة جميع عمليات اإليرادات ‪-‬‬
‫والنفقات التي يتم تركيزها من طرف العون المحاسبي المركزي للخزينة وهذا ما يعرف بقاعدة وحدة‬
‫الصندوق ‪ ،‬فالمحاسبون العموميون يخضعون إلى السلطة السلمية لوزير المالية ‪ ،‬فهو بصفته الرئيس‬
‫‪ .‬السلمي له يمكنه هنا ممارسة الرقابة على تنفيذ مجموع عمليات المالية العمومية‬
‫و يستثنى في تطبيق هذا المبدأفي باب اإليرادات حسب نص المادة ‪ 57‬من القانون‪21-90‬المتعلق‬
‫بالمحاسبة العمومية ‪ :‬على أنه اليحتج بالتنافي المذكور في المادة ‪ 55‬على المحاسبيين العمومين‬
‫بالوكالة المالية عندما يقومون بتحصيل بعض اإليرادات الواقعة على عاتقهم فهذه العمليات تحدث دون‬
‫أمر بالتحصيل مسبق وال يتدخل اآلمر بالصرف إال بعد الدفع و يستقبل سندات التسوية ‪ ،‬و هنا يعين‬
‫من أعوان اآلمرين بالصرف كوكيل تسبيقات يكلف بقبض الحواصل المرتبطة بمنصبه و يحولها دوريا‬
‫‪.‬إلى صندوق المحاسب المختص‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أصناف أعوان المحاسبة العمومية‬
‫إن أعوان المحاسبة العمومية هم اآلمرون بالصرف و المحاسبون العموميون و سنتطرق من خالل هذه‬
‫‪ :‬الفقرة إلى أصناف كل منهما‬
‫‪ :‬أصناف اآلمرين بالصرف‪1/*-‬‬
‫اآلمر بالصرف كما تعرفه المادة ‪ 23‬من القانون ‪ " 21-90‬يعد اآلمر بالصرف في مفهوم هذا القانون‬
‫كل شخص يؤهل إلى تنفيذ العمليات المشارة إليها في المواد ‪،20 ،19 ،17 ،16‬و‪" 21‬و هذه العمليات‬
‫‪ .‬هي ‪ :‬اإلثبات ‪،‬التصفية ‪ ،‬اإللتزام و األمر بالدفع‬
‫وقد عرفه جي دو فو كما يلي " يعتبر آمرا بالصرف عموميا لإليرادات والنفقات كل شخص له صفة‬
‫بإسم الدولة أو الجماعات المحلية أو هيئة عمومية إلبرام تصرف أو إثبات أو تصفية حق أو دين‬
‫واألمر بتحصيل هذا الحق أو تسديد الدين الناشئ "‪.‬‬
‫وقد عرفه أندري بييزو" اآلمرون بالصرف هم إداريون لهم باإلضافة إلى وظيفتهم األساسية وهي‬
‫التسيير ‪ ,‬حق القيام بوظيفة مالية أخرى مما يجعلهم ينتمون إلى هيكل خاص يختلف بإختالف أصنافهم‬
‫أساسيون وثانويون"‪)1(........‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي ‪ 313 - 91‬المؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬ويحدد إجراءات‬
‫المحاسبة التي يمسكها اآلمر بالصرف وكيفياتها‬

‫و قد صنف القانون ‪ 21-90‬في مادته رقم ‪ 25‬اآلمرون بالصرف إلى ‪:‬‬


‫‪*/1‬اآلمرون بالصرف اإلبتدائيون أو الرئيسيون ‪:‬وهم الذين يصدرون أوامربال دفع لفائ دة ال دائنين‬
‫وأوامر اإليرادات ضد المدنيين ‪ ,‬وأوامر تفويض اإلعتمادات لفائدة اآلمرين بالصرف الثانويين‬
‫وحسب المادة ‪ 26‬من قانون المحاسبة العمومية فإن اآلمرون بالصرف األساسيون هم ‪:‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المكلفون بالتسيير المالي للمجلس الدستوري والمجلس الشعبي الوطني ومجلس المحاسبة‬
‫ثم وقع تعديل وأضيف مسؤولي تسيير مجلس األمة ومجلس الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوزراء ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬الوالة عندما يتصرفون لحساب الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية عندما يتصرفون لحساب البلديات ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعنيون قانونيا على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعنيون قانونا على مصالح الدوالة المستفيدة من ميزانية ملحقة ‪ ,‬وق د يك ون اآلم ر‬
‫بالصرف معين أو منتخب ‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلم رون بالص رف الث انويون ‪ :‬وهم ال‪XX X‬ذين يص‪XX X‬درون ح‪XX X‬واالت ال‪XX X‬دفع لفائ‪XX X‬دة ال‪XX X‬دائنين في ح‪XX X‬دود‬
‫اإلعتم‪XX‬ادات المفوض‪XX‬ة وأوام‪XX‬ر تحص‪XX‬يل اإلي‪XX‬رادات ض‪XX‬د الم‪XX‬دينين حس‪XX‬ب الم‪XX‬ادة ‪ 7‬من المرس‪XX‬وم التنفي‪XX‬ذي‬
‫‪ , 313-91‬فهم مسؤولون بصفتهم رؤساء المصالح غير الممركزة على عمليات تنفيذ الميزانية ‪.‬‬
‫وق‪XX‬د ع ‪XX‬رفهم لون ‪XX‬دينق ب" اآلم ‪XX‬ر بالص ‪XX‬رف الث ‪XX‬انوي ه ‪XX‬و س‪XX‬لطة غ ‪XX‬ير ممرك ‪XX‬زة مكلف ‪XX‬ة بالقي ‪XX‬ام به ‪XX‬ذه‬
‫الوظيفة ولها الصفة القانونية في إطار جغرافي معين لتنفيذ بعض العمليات المالية مع إبعاد كل إستعمال‬
‫للمال "‬
‫ف‪XX X‬اآلمر بالص‪XX X‬رف الث‪XX X‬انوي ل‪XX X‬ه ص‪XX X‬الحية تنفي‪XX X‬ذ عملي‪XX X‬ات اإلنف‪XX X‬اق ولكن تحت إش‪XX X‬راف اآلم‪XX X‬ر بالص‪XX X‬رف‬
‫الرئيسي ‪ ,‬وهم مسؤول عن العمليات المحاسبية التي ينفذها ‪.‬‬

‫اآلم رون بالص رف المفوض ون ‪ :‬ونقص‪FF‬د هن‪FF‬ا تف‪FF‬ويض التوقي‪FF‬ع أي أن اآلم‪FF‬رين بالص‪FF‬رف األساس‪FF‬يين أو‬
‫الث‪FF‬انويين لم يتخل‪FF‬و عن س‪FF‬لطة اإلعتم‪FF‬ادات م‪FF‬ادام المفوض‪FF‬ون لم يمض‪FF‬و التزام‪FF‬ا بنفق‪FF‬ة ‪ ,‬ويك‪FF‬ون التف‪FF‬ويض‬
‫للموظفين المرسمين العاملين تحت سلطتهم الباشرة وذلك في حدود الصالحيات المخول‪FF‬ة لهم قانون‪FF‬ا وتحت‬
‫مسؤوليتهم‬

‫آلمرون بالصرف المستخلفون ‪ :‬وهؤالء ال يتدخلون إال بصفة استثنائية لتعويض اآلمرين بالصرف‬
‫المختصين في حالة غيابهم أو حدوث مانع لهم ‪ ,‬ويقوم بتعيينهم اآلمر بالصرف مع تبلي غ المحاس ب‬
‫العمومي‬

‫اآلمر بالصرف الوحيد ‪:‬هذه الصفة يأخذها الوالي في حالة تنفيذ عمليات التجه يز غ ير الممرك زة‬
‫والمسجلة باسمه ‪ ,‬ولكن في نطاق عمليات التجهيزالقطاعية ‪ ,‬يعتبر آمر بالصرف وحيد ألنه يمثل جميع‬
‫اآلمرين بالصرف اإلبتدائيين ‪",‬الوزراء"‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬أصناف المحاسبين العموميين‬

‫يعد محاسبا عموميا كل شخص يعين قانونا للقيام بتحصيل اإليرادات ودفع النفقات ‪ ,‬ض مان حراس ة‬
‫االموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو المواد المكلف بها وحفظها وكذلك تداول األموال والس ندات‬
‫والقيم والممتلكات والعائدات والمواد وكذلك حركة حس ابات الموج ودات ‪ ,‬ويتم تع يين المحاس بين‬

‫‪12‬‬
‫العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية ويخضعون أساسا لسلطته ‪ ,‬وذلك حس ب ك ل ص نف من‬
‫أصناف المحاسبين العموميين حيث يتولى هؤالء المحاسبون محاسبة العمليات المالية لإليرادات التابعة‬
‫والحسابات الخاصة للخزينة والميزابية الملحقة ‪.‬‬
‫ويكون المحاسبون العموميون إما رئيسين أو ثانويين ويتصرفون بصفة مخصص أو مفوض‬

‫‪ -1‬المحاسبون العموميون الرئيسيون ‪ :‬ويثبتون حسب الشروط التي يحددها الوزير المكلف بالمالية‬
‫توافق كتاباتهم المحاسبية مع كتابات اآلمرين بالصرف المحاسبية سواءا فيما يخص أوام ر تحص يل‬
‫اإليرادات الصادرة أو المحصلة أو أوامر بالصرف أو بالتحويل الصادرة و المقبولة لإلنفاق ‪.‬‬
‫وهم حسب نص المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪313-91‬‬
‫‪ -‬العون المحاسبي المركزي للخزينة "أ س س ت"‬
‫‪ -‬أمين الخزينة المركزي "ت س"‬
‫‪ -‬أمين الخزينة الرئيسي "ت ب"‬
‫‪ -‬أمين الخزينة الوالئية "ت‪...‬؟"‬
‫‪ -‬العون المحاسبي المركزي للميزانيات الملحقة ‪ :‬كان موجود على مستوى وزارة البريد والمواصالت‬
‫وهو موظف فيها لكن يعين من طرف وزير المالية وهو يتكلف فق ط بترك يز الحس ابات الخاص ة‬
‫بالميزانية الملحقة بإعتبار أنه ليس له صندوق ‪ ,‬وهو غير موجود حاليا بعد إلغاء الميزاني ة الملحق ة‬
‫للبريد والمواصالت‬

‫‪ -2‬المحاسبون العموميون الثانويون ‪ :‬وهم الذين يتولو تجمي ع حس اباتهم محاس ب رئيس ي ولهم‬
‫اختصاص يقتصر على نوع من الصالحيات ‪ ,‬حيث يرسلون كل شهر وبصورة مباشرة إلى المحاسبين‬
‫الرئيسيين الذين هم على صلة بهم ‪ ,‬الوثائق والبيانات الحسابية قصد تجميع اإلي رادات والنفق ات وهم‬
‫حسب المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي ‪:‬‬
‫‪ -‬قابضو الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬قابضو أمالك الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬قابضو الجمارك ‪.‬‬
‫‪ -‬محافظو الرهون ‪.‬‬

‫ويوجدون تحت سلطة وزير المالية وهم مكلفون بتحصيل الضرائب والرس وم ومختل ف اإلي رادات‬
‫باإلضافة إلى كل العقوبات بشروطها المحدودة في قانةن الضرائب ‪ ,‬قانون االمالك الوطنية ومختل ف‬
‫القوانين والتنظيمات ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬مسؤولية أعوان المحاسبة العمومية‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مسؤولية اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي‬


‫‪ -1‬مسؤولية اآلمر بالصرف ‪:‬اآلمر بالصرف مسؤولون م دنيا وجزائي ا على ص يانة وإس تعمال‬
‫الممتلكات المكتسبة من األموال العمومية ‪ ,‬وبهذه الصفة فهم مس ؤولون شخص يا على مس ك ج رد‬

‫‪13‬‬
‫الممتلكات المنقولة والعقارية المكتسبة أو المخصصة لهم ‪ ,‬كما أنهم مسؤولون على اإلثباتات الكتابي ة‬
‫التي يسلمونها وعلى األفعال والنشاطات الالشرعية واألخطاء التي يرتكبونها والتي ال يمكن أن تكتشفها‬
‫المراقبة الحسابية للوثائق وذلك في حدود األحكام الثانوية المقررة في هذا المجال طبقا للم ادتين ‪ 31‬و‬
‫‪ 32‬من القانون ‪. 21-90‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية المحاسب العمومي ‪ :‬المحاسب العمومي يخضع على إطار قانوني خ اص بالنس بة إللى‬
‫المسؤوليات وهذه المسؤولية يكون لها أساسا طابع شخصي ومالي ‪ )1(...‬وال يأخ ذ مس ؤوليتهم إلى‬
‫الوزير المكلف بالمالية أو مجلس المحاسبة حيث يجب على المحاسب العمومي بداية من تاريخ تنصيبه‬
‫تنفيذ جميع عمليات القبض واإلنفاق ويكون ذلك بإحترام اآلجال المحددة قانونا ويجب علي ه أن يغطي‬
‫فقط العجز الذي حدث على مستوى الخزينة في حالة خطئه ‪ ,‬والدفع ال يكون مباشرة وإنما سجل مباشر‬
‫على حساب تسبيق لكي يتسنى إعادة التوازن فورا إلى المحاسبة ‪ ,‬ويرسل المحاسب في ه ذه الحال ة‬
‫تقريرا مفصال إلى وزير المالية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى المسؤولية الشخصية فهي تعني أن اإلدارة ال تكون مسؤولة عن الخطأ في الحس ابات ‪,‬‬
‫والمحاسب العمومي ال يستطيع إرجاع المسؤولية على عون محاسبي يقع تحت س لطته لكن يمكن أن‬
‫يطلب من الشخص الذي أخطأ أن يعوضه على سبيل العالقة بين األش خاص ولكن في الواق ع ف إن‬
‫اإلدارة ستعوض المحاسب العمومي أو تنوب عليه ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬اإلبراء الرجائي و اإلعفاء من المسؤولية‬

‫يمكن للمحاسب العمومي المأخوذ بمسؤوليته أن يتحصل على إعفاء جزئي من مسؤوليته ويرسل طاب‬
‫اإلعفاء إلى مجلس المحاسبة ‪ ,‬ويرفق هذا الطلب بملف يعرض على لجنة المنازعات التي تبدي إعفاءا‬
‫جزئيا ‪ ,‬كما قد يكون كليا في حالة الطوارئ ‪ ,‬مثل الحريق ‪ ,‬السرقة ‪..... ,‬‬
‫ووزير المالية يأخذ برأي اللجنة ألن رأيها مطابق ‪ ,‬وفي هذه الحالة يصدر وزير المالية قرا راإلعف اء‬
‫الذي يكون بمثابة وثيقة محاسبية تدخل في ملف المحاسب العمومي ‪ ,‬وتسترجع الخزين ة التس بيق من‬
‫المحاسب العمومي الذي يعوض المبلغ لتغطية البواقي ‪.‬‬
‫وإذا لم يقدم المحاسب العمومي طلبا باإلعفاء الجزئي ‪ ,‬فيمكنه أن يطلب من الوزير المكل ف بالمالي ة‬
‫إبراءا رجائيا من المبالغ المتروكة على عاتقه ‪ ,‬ويمنح وزير المالية هذا اإلبراء بع د إستش ارة لجن ة‬
‫المنازعات وتتحمل الميزانية للهيئة المعنية المبالغ موضوع اإلعفاء الممنوح أو اإلجراء الرجائي إكتتاب‬
‫التأمين‬
‫إن المحاسب العمومي قبل تسليمه وظيفته يجب عليه أن يكتتب تأمينا يخصه شخصيا ويضمن المخاطر‬
‫المتعلقة بمسؤوليته ويغطي هذا التأمين مسؤوليته المالية ‪.‬ويتحقق هذا التأمين إما بعد تأمين فردي يكتتب‬
‫لدى هيئة تأمين ‪ ,‬وإما باإلنضمام إلى جمعية تعاضدية لمحاسبين عموميين ‪.‬‬
‫لكن هنا يطرح مشكل األجل وثقل إجراءات التأمين لذلك يمكن للمحاسب أن يحص ل على تس بيق من‬
‫الخزينة لتغطية العجز ‪ ,‬وتسترجعه بعد نهاية عملية التعويض ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مراحل تنفيذ النفقات العمومية ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫إن قانون المحاسبة العمومية يدرجهافي طبيعة العمليات المنفذة في إطار المحاسبة العمومية تحت عنوان‬
‫عمليات التنفيذ و تدخل كل عون ال يمكن أن يكون إال في حدود صالحياته الخاصة و باحترام‬
‫مسؤولياته ‪ ،‬و تعدد هذه العمليات في تنفيذ الميزانيات يجعل أنه من الضروري تنظيم تلك اإلجراءات‬
‫ذلك لمعرفة طريقة تنفيذ الميزانية من طرف اآلمر بالصرف و كذلك لتحديد صالحيات المحاسب‬
‫‪.‬العمومي و خاصة فيما يخص تنظيم المخزون المالي في الخزينة‬
‫وعموما ال يمكن تنفيذ أي نفقة إال عن طريق عمليات الميزانية المعروفة و المتمثلة في مراحل التنفيذ‬
‫إال أن ما يميز تنفيذ نفقات التجهزا العمومي للدولة هي أنه يتم في حدود رخص البرامج و إعتمادات‬
‫‪ .‬الدفع‬

‫إن تنفيذ أي نفقة يمر بالمراحل التالية ‪ :‬اإللتزام ‪ ،‬التصفية ‪ ،‬األمر بالدفع وهي المراحل اإلدارية و التي‬
‫تدخل في إطار مهام اإلمر بالصرف العمومي و هذا تطبيقا لنص القانون ‪ 21-90‬الذي ينص على أن‬
‫النفقات العمومية ومنها نفقات التجهيز العمومي للدولة التي يتم تقديرها في الميزانية هذا من جهة ‪،‬‬
‫‪ .‬ومن جهة أخرى يلتزم بها ‪ ،‬تصفى و يأمر بصرفها قبل أن يتم دفعها من طرف المحاسب العمومي‬
‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬المرحلة اإلدارية‬

‫تكون على مستوى الآلمر بالصرف و تبدأ من تسجيل العملية أي اإللتزام بالنفقة ‪ ،‬التصفية ‪ ،‬األمر‬
‫‪ :‬بالصرف‬
‫‪ :‬اإللتزام بالنفقة *‪1/‬‬
‫اإللتزام هو عملية ضرورية من أجل فتح مجال إلى إخراج مبلغ مالي من الخزينة لصالح دائن لإلدارة‬
‫‪ ،‬وتهدف المحاسبة اإللتزامات إلى تحديد ماألتزم بدفعه من المبلغ بالنسبة إلى البرامج المأذون بها في‬
‫أي لحظة و كذلك معرفة إعتمادات الدفع و مبلغ األرصدة ‪ ،‬وقد عرف القانون ‪ 21-90‬في مادته ‪19‬‬
‫اإللتزام بأنه ‪ ":‬يعد اإللتزام اإلجراء الذي يتم بموجبها إثبات نشوء الدين سواء كان هذا الدين على عاتق‬
‫الدولة أو جماعاتها المحلية و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪ ،‬ويكون اإللتزام غالبا بمبادرة‬
‫من مسؤول المصلحة اإلدارية و الذي تنسب إليه صفة اآلمر بالصرف ‪ ،‬و ينشأ االلتزام بقرارفعلي‬
‫لآلمر بالصرف و يكون على ورقة مكتوبة تثبت و تمثل تعهد من اآلمر بالصرف للنفقة ‪ ،‬مثال تحرير‬
‫موظف‬ ‫‪ ، ....‬صفقة عمومية أو سند طلب ‪ ،‬أو مقرر تعيين‬
‫و إذا كان اإللتزام له أساس تعاقدي يجب كذلك موافقة الدائن على نفس الوثيقة ‪ ،‬ومن هنا يمكننا التفرقة‬
‫‪ .‬بين اإللتزام القانوني و اإللتزام المحاسبي‬
‫‪ :‬اإللتزام القانوني ‪1/*1-‬‬
‫و له أشكال مختلفة تبعا لطبيعة النفقة ‪ ،‬فقد يكون ناتجا عن تطبيق نص قانوني أو تنظيمي مثل‬
‫المعاشات ‪ ،‬أو عن إجراء فردي و نص قانوني في آن واحد مثل نفقات المستخدمين ‪ ،‬وقد يكون ناتج‬
‫عن أفعال مستقلة عن الإلدارة مثل حالة النفقات اإلضافية الناتجة عن إرتفاع أسعار في صفقة عمومية‬
‫‪ .‬معينة‬
‫‪ :‬اإللتزام المحاسبي ‪1/*2-‬‬
‫و يتمثل في إعداد بطاقة اإللتزام من طرف اآلمر بالصرف ‪ ،‬يسجل فيها مبلغ اإلعتماد لنفقة معينة ‪،‬‬
‫‪.‬وهذه التفرقة تسمح بمقارنة اإلعتمادات المفتوحة في الميزانية مع المبالغ الملتزم بها فعال‬
‫ويجب أن يخضع ملف اإللتزام إلى تأشيرة المراقب المالي قبل إمضائه من طرف اآلمر بالصرف ‪،‬‬
‫ويبقىهذا اإللتزام قابل لتنفيذ إلى غاية نهاية السنة المالية ‪ ،‬وعندئذ يسقط اإللتزام الغير متبوع بامر‬

‫‪15‬‬
‫الدفع و ليس لآلمر بالصرف الحق في المطالبة بإعتمادات جديدة بعد نهاية سنة اإللتزام ‪ ،‬لكن له الحق‬
‫‪ .‬و الحرية المطلقة بالنسبة لتنفيذ اإللتزام أو اإلمتناع عنه‬
‫‪ :‬التصفية *‪2/‬‬
‫من الناحية القانونية التصفية مشار إليها في المواد‪ 36،20،15‬من القانون ‪ 21-90‬حيث رتنص المادة‬
‫‪ 20‬منه على مايلي " تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق المحاسبية بتحديد المبلغ الصحيح‬
‫" للنفقة العمومية‬
‫‪ .‬فالمالحظ في هذه المادة أنها التعطي لنا معنى التصفية و لكن الهدف منها‬
‫و يمكن تعريف عملية التصفية على أنها اإلجراء الثاني الموضوع تحت مسؤولية اآلمر بالصرف‬
‫بهدف إثبات وجود دين عمومي على عاتق الدولة لصالح دائن معين ‪ ،‬وللتصفية بعد كبير يتمثل في‬
‫‪:‬أنها تسمح ب‬
‫اإلثبات بصفة نهائية وجود دين عمومي ‪ ،‬فيجب على اآلمر بالصرفالتحقق من أن السند أو الخدمات ‪-‬‬
‫‪ .‬التي طلبتها اإلدارة كانت محل إلتزام مسبق و تحصلت عليها اإلدارة فعال‬
‫‪ .‬تحديد نوعية وكمية السلع المشتراة و مقارنتها و محتوى ملف اإللتزام ‪-‬‬
‫تصفية النزعات بين اإلدارة و الممون في ما يتعلق بعملية تنفيذ اإللتزام و يجب التقق من صحة ‪-‬‬
‫‪ .‬العملية وصبالحية المشتريات قبل اإلنطالق في عملية الدفع‬
‫التأكد من شرعية اإلنفاق و نزاهته ‪ ،‬فاآلمر بالصرف له دراية أكثرمن غيره بشرعية النفقة ألن لديه ‪-‬‬
‫المعلوملت والمعطيات التي قد ال توجد في الملف و هذا يؤدي إلى فكرة النزاهة ‪ ،‬لذلك يجب على‬
‫‪ .‬اآلمر بالصرف أن يطلب مساعدة المختصين في المجال المعني‬
‫تحديد المبلغ الفعلي و النهائي للنفقة و المقارنة بين المبلغ المطلوب من طرف الممون ‪ ،‬والمبلغ ‪-‬‬
‫‪ .‬الفعلي للنفقة‬
‫تحديد الدائن الفعلي ‪ ،‬و التحقق من طبيعة الممون المستحق لإلستفادة من الدفع ‪ ،‬عند إنتهاء هذه ‪-‬‬
‫‪ .‬العملية يحرر اآلمر بالصرف األمر بالدفع‬

‫‪:‬األمر بالصرف *‪3/‬‬


‫هو المرحلة األخيرة من الجانب اإلداري وتعرفه المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 21- 90‬بأنه" يعد األمر‬
‫‪".‬بالصرف أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي يأمر بموجبه دفع النفقات العمومية‬
‫فاألمر بالصرف هو األمر الذي يعطيه اآلمر بالصرف للمحاسب العمومي لتنفيذ الدفع بالنسبة لعملية‬
‫‪ .‬كانت محل إلتزام وتصفية سابقتين‬
‫ويشترط في األمر بالصرف أن يكون مكتوبا ومحررا على نموذج وثيقة صادرة عن وزارة المالية‬
‫تحتوي على البيانات التالية ‪ :‬تعيين السنة المالية ‪,‬الفصل ‪ ,‬المادة ‪,‬السطر الميزاني ‪ ,‬توقيع‬
‫‪ .‬اآلمربالصرف المعتمد لدى المحاسب العمومي ‪ ,‬تأشيرة المراقب المالي‬
‫ولآلمر بالصرف السلطة التقديرية في مجال األمر بالصرف حيث يبقى يتحكم في العملية ما لم يقدم‬
‫‪ .‬حوالة الدفع إلى المحاسب العمومي ‪ ,‬فيمكنه تحديد آجال الدفع مباشرة بعد التصفية‬
‫‪ .‬بعد إصدار األمر بالصرف يرسل الملف إلى المحاسب العمومي ليقوم باإلجراءات المحاسبية الالزمة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المرحلة المحاسبية‬

‫بعد اإلجراءات اإلدارية الثالث السابقة التي يقوم بها اآلمر بالصرف ‪ ,‬تأتي مرحلة الدفع وهي اإلجراء‬
‫األخير وينفرد بها المحاسب العمومي ‪ ,‬ويتمثل هذا اإلجراء في إصدار سندات لفائدة الدائنين فتتحرر‬

‫‪16‬‬
‫اإلدرة بموجبها من دينها ‪,‬حيث تنص المادة ‪ 22‬من القانون ‪ " 21-90‬يعد الدفع اإلجراء الذي يتم‬
‫‪ ".‬بموجبه إبراء الدين العمومي‬
‫‪ :‬وقبل قبول أي نفقة يجب على المحاسب العمومي التحقق من‬
‫‪ .‬مطابقة العملية مع القوانين واألنظمة المعمول بها ‪-‬‬
‫‪ .‬صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له ‪-‬‬
‫‪ .‬شرعية عملية تصفية النفقات وتوفر اإلعتمادات الالزمة ‪-‬‬
‫‪ .‬أن الديون لم تسقط آجالها أو أنها محل معارضة ‪-‬‬
‫‪ .‬الطابع اإلبرائي للدفع أي المستفيد من النفقة هو الشخص المسموح له قانونيا من استالم المبلغ ‪-‬‬
‫‪ .‬تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين واألنظمة المعمول بها ‪-‬‬
‫الصحة القانونية للمكسب اإلبرائي ‪ ,‬أي التأكد من صحة الدفع وأن الشخص هو نفسه المعني بالنفقة ‪-‬‬
‫‪ .‬وهو الذي له صفة اإلمضاء‬
‫‪ .‬التأكد من وجود المخزون المالي الكافي لتغطية النفقات ‪-‬‬
‫يجب على المحاسب العمومي أن يحترم اآلجال القانونية للدفع وذلك حسب المرسوم التنفيذي ‪- 46-93‬‬
‫حيث يجب على المحاسب العمومي أن يحول األوامر بالصرف إلى حواالت الدفع في أجل أقصى ‪10‬‬
‫أيام من تاريخ إستالمها‪ ,‬ويتم حسابها إبتداءا من شهر إصدارها وفي حالة عدم مطابقة األمر بالصرف‬
‫أو محاولة الدفع لألحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها يقوم المحاسب العمومي بإبالغ اآلمر‬
‫بالصرف كتابيا رفضه القانوني للدفع في أجل أقصاه ‪ 20‬يوما إبتداءا من تاريخ تسلمه األمر بالصرف‬
‫‪ .‬أو حوالة الدفع‬
‫وبعد عملية الدفع يرسل المحاسبون العموميون لآلمرين بالصرف نسخة من األمر بالصرف أو حالة‬
‫‪ .‬الدفع عليها تأشيرة التسديد‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلستثناءات الواردة على تنفيذ النفقات العمومية‬

‫في الحالة العادية يمر تنفيذ النفقة العمومية بالمراحل الربعة السابقة ‪ :‬اإلتزام ‪ ،‬التصفية ‪ ،‬األمر‬
‫بالصرف و الدفع بهذا الترتيب ‪ ،‬لكن هناك بعض النفقات لها طابع خاص يخرجها من هذا التسلسل و‬
‫يضع لها إجراءات خاصة تعتبر ‘ستثناء لمبدأ التفرقة بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي ‪ ،‬نظرا‬
‫‪ :‬لكون هذه النفقات تنفذ دون أمر دفع مسبق ‪ ،‬أودون أمر بالدفع أصال‬
‫المطلب األول ‪ :‬وكاالت التسبيقات‬
‫من الناحية القانونية فإن القانون ‪ 21-90‬يتطرق إلى مسألة الوكيل في المادتين ‪ 49‬و ‪ 50‬ويذكر‬
‫الوكيل فقط من ناحية المسؤولية وال يعطي تعريفا له ‪ ،‬فالوكيل ليست له سلطة التصرف كما يتمتع بها‬
‫المحاسب العمومي أو اآلمر بالصرف كما أن تعينه ال يكون منطرف الوزير المكلف بالمالية بل يعينه‬
‫اآلمر بالصف ولهذا لم يصنف من المحاسبين العموميين ‪ ،‬ولكنه مسؤوول شخصيا وماليا عن العمليات‬
‫‪.‬الموكلة إليه‬
‫و يمكن تعريف الوكالو المحاسبية بأنها مصلحة منصبة على مستوى اآلمر بالصرف وتحت سلطته‬
‫اإلدارية ‪ ،‬وهي إجراء إستثنائي لتنفيذ صنف من اإليرادات و النفقات العمومية التي يمكنها نظرا لحالتها‬

‫اإلستعجالية انتظار اآلجال الطبيعية لإلثبات و اإللتزام والتصفية و األمر بالصرف و الدفع ‪ ،‬وتنشأ‬
‫الوكالة بمقررمن اآلمربالصرف لميزانية الهيئة العمومية المعنية بعد الموافقة الكتابية للمحاسب العمومي‬
‫المعين والمختص و يجب أن يحمل مقررإحداث الوكالة البينات التالية ‪ :‬الهدف ‪ ،‬المقر ‪ ،‬التسمية ‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫الدليل ‪ ،‬أبواب النفقات أو حساب اإلقتطاع من اإليرادات المبلغ القصى للتسبيق المرخص به للوكيل ‪،‬‬
‫مبلغ النفقة الموحد و اجل تقديم اإلثباتات هذا ما نصت عليه المادة‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪-93‬‬
‫‪108.‬الذي يحدد كيفية إحداث وكالت النفقات و اإليرادات وتنظيميها وسيرها‬
‫و الوكيل يجب أن يكون موظفا مرسما تابعا للمصالح اإلدارية الموضوعة تحت سلطة اآلمربالصرفو‬
‫يجب أن يكون الوكيل معتمدا من طرف المحاسب العمومي المعني و يكون ذلك بمعرفة الشخص و‬
‫تحديده و‬

‫طريقة إمضاءه و هو ‘جراء إجباري قبل أن يشرع الوكيل في عمله و يتم ذلك عن طريق رسالة تزكية‬
‫‪ ،‬ويرسلقرار التعيين إلى المحاسب العمومي و المراقب المالي و تعطى نسخة إلى الوكيل ‪ ,‬و باعتبارنا‬
‫‪ .‬سندرس تنفيذ النفقات العمومية فسنقتصر الدراسة على وكاالت النفقات‬
‫تنفذ وكاالت النفقات عن طريق التسبيقات حيث تسبق مرحلة الدفع عن مزحلة األمربالدفع و يتم‬
‫‪ :‬تسويتها الحقا بحوالت منفذة من اإلعتمادات لميزانية الهيئة المعنية ‪ ،‬وتتكفل الوكاات بالنفقات التالية‬
‫‪ .‬نفقات صغير تخص األدوات و التسيير ‪-‬‬
‫‪ .‬أجورالموظفين العاملين بالساعة أو اليوم ‪-‬‬
‫‪ .‬تسبيقات عن مصاريف التكاليف بمهمة ‪-‬‬
‫‪ .‬األشعال المنجزة في الوكاالت ‪-‬‬
‫ة تنفذ هذه الوكاالت بتسبيق يساوي المبلغ المحدد في إنشاء الوكالة ‪ ،‬و يدفع المحاسب المختص هذا‬
‫المبلغ بطلب من الوكيل إلى الحساب المفتوح باسم وكالة النفقات و يكون ذلك على حساب ميزانية‬
‫الهيئة المعنية ‪ ،‬بعد ذلك يقوم الوكالء بدفع المبالغ المستحق للمدينين بالتحويل أو بواسطة صك او‬
‫‪ .‬بحوالة او بالنقد ‪ ،‬وذلك ضمن الشروط نفسها الخاصة بالمحاسبيين العموميين‬
‫و تكون التسوية شهريا حيث يستلم الوكيل جميع الوثائق الثبوتية الالزمة لآلمر بالصرف في نهاية كل‬
‫شهر ‪ ،‬حينئذ يصدر اآلمربالصرف أمر او حوالة التسوية لصالح حساب إيداع أموال الوكالة يتضمن‬
‫‪ .‬مبلغ النفقة المؤشر عليها من طرف المراقب المالي‬
‫عند نهاية السنةالمالية و إلغاء الوكالة يجب على الوكيل إرجاع مبلغ اتسبيق الذي منح له إلى حساب‬
‫‪ .‬إيداع األموال على مستوى الخزينة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفع عن طريق القرض المستند‬
‫من الناحية المبدئية تعتبر القروض إيرادات الدولة لكن بمجرد وصول آجالها تصبح ديون يجب تسديدها‬
‫‪ ،‬وبذلك تصبح نفقة يجب تسديدها و التحتاج إلى تسلسل المراحل األربع السابقة نظرا لطابعها‬
‫‪ .‬اإلستعجالي‬
‫فالقروض إذن تختلف عن العمليات المالية الألخرى من هذه الناحية ‪ ،‬فمثال تسديد فوائد الديون‬
‫الخارجية يتم من طرف العون المحاسبي المركزي للخزينة حيث تسجل في حساب خاص لذلك و تتم‬
‫التسوية النهائية من طرف اآلمربالصرف المعني ألن تسديد الديون ال يقبل اإلنتظار إلى غاية إصدار‬
‫‪ .‬الحواالت ‪ ،‬فهنا أيضا عملية الدفع تسبق عملية األمر بالصرف‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الدفع دون أمر بالصرف‬


‫إن بعض العمليات أو النفقات نظرا لطبيعتها المتكررة ‪ ،‬فإن عملية التصفية تتم مرة واحدةو يغيب فيها‬
‫األمر بالصرف‪ ،‬و تظهر هذه العمليات من خالل المعاشات ‪ ،‬األموال الخاصة ‪ ,‬و أجورأعضاء‬
‫‪ .‬الحكومة و اإلدارات السياسية‬

‫‪18‬‬
‫‪ :‬المعاشات *‪1/‬‬
‫إن المعاشات تعتبرعبئا على ميزانية الدولة و من ثم يتم دفعها من طرف المحاسبين العموميين دون‬
‫أمر بالصرف ‪ ،‬وتخص هذه المعاشات المتقاعدين و المجاهدين و أبناء و أرامل الشهداء‪ ،‬فاإلعتمادات‬
‫الخاصة بهذه النفقات هي إعتمادات تقديرية ‪ ،‬فبالنسبة إلى عملية الدفع فإن المستفيد باعتباره حائز لعلى‬
‫سند دائن يتمثل في مقرر التسحيل و دفتر اإليصال ‪ ،‬حيث يمكنه إظهارهذه السندات إلى المحاسب‬
‫‪.‬لعمومي ليقبض المبلغ المستحق بعد الموافقة التي يبديها المحاسب العمومي على دفتر اإليصال‬
‫‪ :‬األموال الخاصة *‪2/‬‬
‫هي أموال عمومية توضع تحت تصرف رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة و يتم تسليمها من طرف‬
‫‪ .‬الوزراء و يطلق عليها األموال السرية‬

‫وتعتبر هذه األموال أستثناء لمبدأ تخصيص النفقات ألنها تخرج من مبدأ الحد األقصى لإلعتمادات‬
‫المخصص لنفقة معينة ‪ ،‬لذلك فإن المحاسب العمومي يضع تحت تصرف المسير(الوزير أو الوالي )‬
‫األموال المخصصة في حدود اإلعتمادات اإلجمالية التي يستعملها المسير بكل حرية ‪ ،‬لكن عليه إرسال‬
‫‪ .‬كشف خاص بتوظيف تلك األموال لرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫‪ :‬أجور أعضاء اإلدارة السياسية و أعضاء الحكومة *‪3/‬‬
‫إن هذا النوع من النفقات يظهر عن طريق تخصيصات ممنوحة في ‘طارنفقات التسيير للدولة و‬
‫تشمل ‪ :‬أجور رئيس الجمهورية ‪ ،‬رئيسي غرفتي البرلمان ‪ ,‬رئيس المجلس الدستوري ‪ ،‬حيث يتم تنفيذ‬
‫‪.‬تسبيق شهري لهؤالء األعضاء بأمر من وزير المالية‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنفيذ نفقات التجهيز العمومي على مستوى خزينة الوالية‬

‫المبحث األول ‪:‬التنفيذ عن طريق البرامج‬

‫المطلب األول ‪ :‬تسيير رخص البرامج‬

‫‪20‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاغية الممركزة‬
‫‪ -*/1‬تحديد رخص البرامج ‪:‬‬
‫تبلغ مصالح الوزير المكلف بالمالية ‪ ،‬طبقا للبرنامج السنوي للتجهيز الذي تعتمده الحكومة ‪ ،‬البرامج‬
‫القطاعية الممركزة ‪ ،‬سنويا إلى الوزراء المختصين و مسؤولي المؤسسات التي تتمتع باالستقالل المالي‬
‫و اإلدارات المختصة بموجب مقرر يبين رخصة البرنامج الموزعة حسب كل قطاع فرعي من القائمة‬
‫التي تغطي البرنامج الجديد للسنة و تصحيحات كلفة البرنامج الجاري إنجازها حسب المادة ‪ 7‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪227-98‬‬
‫و يبرز مقرر التوزيع هذا في ملحقه ‪ ،‬رخص البرامج حسب كل مشروع و المحتوى المادي أو‬
‫المقاييس األخرى و المؤشرات الخاصة بالبرنامج الجديد‬
‫و في مايلي رخصة البرنامج المتعلقة بمشروع محطة تطهير المياه القذرة الصادر بتاريخ‬
‫إسم المشروع ‪ :‬محطة تطهير المياه القذرة بسطيف‬

‫رقم ‪ :‬ع د ‪01 119 262 3 342 5‬‬


‫القطاع‪ :‬الفالحة و الري‬
‫القطاع الفرعي ‪:‬اتطهير الحضري‬
‫الفصل ‪:‬التطهير‬
‫الفقرة ‪:‬معالجة المياه‬
‫المسير ‪:‬الوالي‬
‫عملية رقم ‪:‬ع د ‪01 119 262 3 342 5‬‬

‫*‬ ‫تسجيل‬ ‫مقرر‬


‫‪-‬‬ ‫إعادة التقييم‬
‫‪-‬‬ ‫إنخافظ التقييم‬
‫مادة ‪ : 1‬تخص العملية ‪............‬اتسجيل‬
‫مادة ‪ :2‬تقدر تكاليف العملية ب ‪..........‬‬
‫كما أن التسجيالت و ‘عادة التقييم يجب أن تكون في حدود رخصة البرنامج على شكل قطاعات فرعية‬
‫محددة عن طريق ( مقرر‪ -‬برنامج ) صادر عن وزارة المالية و ظذا فإن التعديالت التي يمكن أن ترد‬
‫على رخصة البرنامج على شكل تعديالت في القطاعات الفرعية تعود إلى إختصصات وزير المالية ‪،‬‬
‫نظرا للحاجة إلى الحفاظ على توازنات رخص البرامج المحددة في قانون المالية ‪.‬‬

‫‪ -*/2‬تحديد البرامج ‪:‬‬


‫في حدود المحتوى المادي لمقررات البرامج ‪ ،‬يقوم الوزراء القطاعيون بتحديد العمليات إلى اآلمرين‬
‫بالصرف العاملين تحت سلطتهم ‪:‬‬
‫‪ ‬إقرار المشاريع أو تفريدها ‪:‬‬
‫بعد إكتمال نضج المشروع ‪ ،‬يجب أن يشمل الملف التقني لهذا المشروع المطلوب تسجيل العناصر‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪ :227-98‬عرض األسباب ‪ ،‬البطاقة التقنية ‪،‬‬
‫دراسة إمكانية التنفيذ‪...... ،‬‬

‫‪21‬‬
‫* يقوم الوزير المختص أو مسؤولوا المؤسسات و اإلدارات العمومية المختصة بدراسة الملف على‬
‫أساس عناصر المعلومات السابقة ( عناصر الملف )‬
‫وهذه الدراسة تعطي إما القبول باإلنطالق في المشروع و هنا أي في حالة إعتماد إنجاز المشروع‬
‫المقرر من الوزير أو المسؤول المختص الذي يفرد المشروع باسم اآلمر بالصرف المكلف باإلنجاز ‪،‬‬
‫مع مراعات المحتوى المادي و رخصة البرنامج المتصلين بذلك و الملحقين بالبرنامج ‪ ،‬و إما تأجيل‬
‫المشروع قصد تعميق الدراسة ‪ ،‬و انتظاره حتى النضج الكافي ‪.‬‬
‫و مقرر تفريد المشروع يبين على الخصوص مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مواصفات المشروع و كلفته‬
‫‪ -‬هيكل التمويل‬
‫‪ -‬إعتمادات الدفع متعددة السنوات المرتقبة‬
‫‪ -‬اإلحتياجات المتعددة للسنوات المرتقبة إلستيراد السلع و الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬اآلثار المرتقبة ‪ ،‬ال سيما في مجال مناصب الشغل‬
‫‪ -‬الحصة من العملة الصعبة و سعر الصرف المستعمل عند اإلقتضاء‬
‫‪ -‬آجال إنجاز المشروع‬
‫‪ ‬تفويص رخصة البرنامج ‪:‬‬
‫مشاريع التجهيز العمومي المسجلة باسم الوزير يمكن أن تكون محل تفويض لفائدة اإلمرين‬
‫بالصرف الثانويين المعنيين ‪ ،‬و يمكن تفريدها باسم الوالي بعد موافقة هذا الخير ما عدا المشاريع‬
‫ذات التمويل الخارجي ‪.‬‬
‫بالنسبة للمشاريع الممركزة الجديدة لقطاع التعليم العالي و العدالة التي لها طابع أولي إستعجالي ‪،‬‬
‫يمكن أن تفرد باسم الوالي بعد موافقة هذا األخير ‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل رخص البرامج ‪:‬‬
‫تعديل رخصة البرنامج تخضع لنفس إجراءات القرار األولي وتتمثل التعديالت في ‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة التقييم‬
‫‪ -‬تخفيض التقييم‬
‫‪ -‬تعديل في بنية التكاليف‬
‫‪ -‬إلغاء‬
‫* إغالق عمليات التجهيز الممركزة ‪:‬‬
‫مشروع التجهيز العمومي المفرد عندما يكتمل إنجازه تماما يكون هناك طلب اإلقفال النهائي ‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد يعد (عقد) يثبت فيه إنتهاء البرنامج أو المشروع ‪ ،‬ويترتب عليه إقفال العمليات حسب نفس‬
‫األشكال المتبعة في تسجيلها حسب المادة‪ 26‬من المرسوم ‪227-98‬‬
‫إن قرار اإلختتام يصرح به من طرف وزير المالية بالنسبة لمقرر‪ -‬برنامج ‪ ،‬و من طرف الوزير‬
‫القطاعي المعني ‪ ،‬مسؤولوا المؤسسات التي تتمتع باإلستقالل المالي أو اإلدارات المتخصصة بالنسبة‬
‫لمقرر‪ -‬عملية ‪.‬‬
‫بالنسبة لحاالت اإللغاء فنظرا إلسباب تقنية أو إقتصادية ‪ ،‬فإن إنجاز المشروع غير المبرر أو الذي إنتهى هدفه يكون‬
‫محل طلب اإللغاء‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬البرامج القطاعية غير الممركزة‬


‫البرامج القطاعية غير الممركزة هي تلك البرامج التي تسجل باسم الوالي ‪:‬‬
‫‪ */1‬تحديد مقررات البرامج ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫المشاريع المتعلقة بالبرامج القطاعية غير الممركزة تسجل باسم الوالي بواسطة مقرر‪ -‬برنامج للوزير‬
‫المكلف بالمالية تحت شكل رخص برامج موزعة في قطاعات فرعية ‪ ،‬و يتم تخصيص إعتمادات الدفع‬
‫سنويا في قطاعات فرعية أيضا تتعلق بمجموعة البرامج غير الممركزة ‪.‬‬
‫و يبرز هذا المقرر في ملحفه المحتوى المادي المعتمد أو المقاييس و المؤشرات و تغطي رخصة‬
‫البرنامج الجديد للسنة و تضبط تكاليف البرامج الجاري إنجازها ‪.‬‬
‫‪ -*/2‬تفريد مشاريع البرامج القطاعية غير الممركزة‬
‫في حدود مقرر البرنامج المحدد من طرف و زير المالية يقوم الوالي بتسجيل العمليات بواسطة مقرر و‬
‫في هذا اإلطار ال يفرد الوالي بعنوان البرامج القطاعية غير الممركزة إال المشاريع التي بلغت اإلكتمال‬
‫الكافي و الذي يسمح باإلنطالق في إنجازها خالل السنة‬
‫‪ */3‬تعديل رخص البرامج ‪:‬‬
‫إن العمليات المتعلقة بالبرامج القطاعية غير الممركزة يمكن ان تكون موضوع تعديل ‪ ،‬و ذلك في‬
‫حدود رخصة البرنامج للقطاع الفرعي و مع مراعاة المحتوى المادي المحدد في ملحق مقرر‬
‫البرنامج ‪ ،‬وهذه التعديالت هي من صالحيات الوالي حسب التعليمة المؤرخة في ‪ 21‬جانفي ‪1998‬‬
‫قصد إعطاء مرونة للوالة فيما يخص تحويالت اإلعتمادات داخل نفس القطاع الفرعي ‪.‬‬
‫كما يتولى الوزير المكلف بالمالية بناء على اقتراح الوالي بتعديل توزيع رخصة البرنامج المعتمدة‬
‫( المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي ‪) 227-98‬‬
‫‪ -*/ 4‬اختتام العمليات ‪ :‬بنفس اإلجراءات إقفال البرامج القطاعية الممركزة فإن عملية التجهيز للبرامج‬
‫القطاعية غير الممركزة يعد في شئنها عقد يثبت انتهاء البرنامج أو المشروع و يترتب عليه إقفال‬
‫العمليات حسب نفس األشكال المتبعة في تسجيلها ‪ ،‬و تقفل البرامج القطاعية عير الممركزة بموجب‬
‫قرار حيث ‪:‬‬
‫‪ -‬تكون قرارات إقفال البرامج من اختصاص وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تكون قرارات إقفال العمليات من اختصاص الوالي ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التجهيزات العمومية التابعة للبرامج البلدية للتنمية ‪:‬‬


‫على المستوى المحلي النفقات المتعلقة بالمخططات البلدية للتنمية تمول عن طريق ميزانية الدولة‬
‫للتجهيز ‪ ،‬وهذا من أجل تجنب تثقيل الخزينة البلدية ‪.‬‬
‫إن برامج التجهيز العمومي التابعة للمخططات البلدية للتنمية ‪ ،‬تكون موضوع رخصة برنامج ‪ ،‬تبلغ‬
‫من طرف وزير المالية إلى كل والية ‪ ،‬لتبلغ أخيرا إلى المجلس الشعبي البلدي من طرف الوالي قصد‬
‫تنفيذها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن البرنامج المتعلق بالمخططات البلدية للتنمية يعد من طرف الوالي تبعا لمتطلبات‬
‫البلديات بعد األخذ برأي المصالح التقنية المحلية ‪ ،‬و يتمحور هذا البرنامج حول المشاريع ذات الولية‬
‫في التنمية المحلية منها على الخصوص ‪ :‬التطهير ‪ ،‬الطرق و الشبكات ‪)1(......‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬
‫المواد‪ 22 ،21‬من المرسوم ‪227-98‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تسيير إعتمادات الدفع‬

‫إن تمويل عمليات التجهيز العمومي تكون عن طريق إعتمادات الدفع المح ددة في قطاع ات ق انون‬
‫المالية‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية الممركزة‬
‫ترصد إعتمادات الدفع المتعلقة بالتجهيزات العمومية للدولة التابعة للبرنامج القطاعي الممركز لص الح‬
‫الوزير المختص أو مسؤولوا المؤسسات التي تتمتع باالستقالل المالي و اإلدارات المتخصصة بموجب‬
‫مقرر من الوزير المكلف بالمالية حسب كل قطاع فرعي لتصنيف االستثمارات العمومية ‪.‬‬
‫و في حدود إعتمادات الدفع الموضوعة تحت تصرفهم بموجب مقرر وزير المالية ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬يقوم الوزير المختص بموجب مقرر بتوزيع اإلعتمادات المبلغة له ‪ ،‬و حسب كل باب ‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم مسؤولوا المؤسسات واإلدارات العمومية المتخصصة بموجب مقرر بتوزيع إعتم ادات ال دفع‬
‫المبلغة لهم حسب كل باب ‪ ،‬كما يمكن أن يقوم بذلك وزير المالية عند الحاجة ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجوز إن تكون إعتمادات الدفع هذه محل تفويض إلى اآلمرين بالصرف الثانويين ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اعتمادات الدفع فضال عن كونها تغطي احتياجات البرامج قيد اإلنج از ‪ ،‬فهي أيض ا تغطي‬
‫احتياجات البرامج الجديد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬البرامج القطاعية غير الممركزة‬

‫اعتمادات الدفع تكون مسجلة باسم الوالي ‪ ،‬و تخصص من قبل وزير المالية حسب كل قطاع فرعي ‪،‬‬
‫و يقوم الوالي بتوزيع اعتمادات الدفع المبلغة له حسب كل فصل بموجب مقرر كما يق وم ال والي في‬
‫حدود االعتمادات المخصصة لكل قطاع فرعي بإنجاز هذه العمليات على المستوى الميزاني و اإلداري‬
‫حسب اإلجراءات المعمول بها ‪ ،‬ويمكنه القيام بهذه الشروط بتحويالت مالية من قطاع فرعي إال قطاع‬
‫فرعي آخر ضمن نفس القطاع ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬بالنسبة للبرامج التابعة للمخططات البلدية للتنمية‬

‫تبلغ اعتمادات الدفع المخصصة للمخططات البلدية للتنمية بصورة إجمالية و شاملة بموجب مق رر من‬
‫الوزير المكلف بالمالية ‪ ،‬و يكلف الوالي بعد استشارة المص الح المحلي ة المختص ة بتوزي ع ه ذه‬
‫االعتمادات حسب األبواب و البلديات مع مراعاة توجيهات برامج التنمية و أولوياتها‬
‫المتابعة‬
‫و تتم من طرف الوزراء ‪ ،‬مسؤولوا المؤسسات واإلدارات العمومي ة المتخصص ة و ال والة ‪ ،‬حيث‬
‫يقومون بإرسال كل المعلومات المرتبطة باإلنجاز ‪ ،‬واإلعداد و التقييم للمنشآت العمومية الممول ة من‬
‫قبل الدولة إلى مصالح الوزير المكلف بالمالية حسب المادة المادة‪ 28‬من المرسوم التنفيذي ‪227-98‬‬
‫و عليه يرسل المسؤولون السابق ذكرهم إلى وزير المالية مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مجموع المفررات المتعلقة برخص البرامج و اعتمادات الدفع ‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية المالية بالنسبة للثالثيات الثالثة األولى ‪ ،‬و لكل شهر خالل الثالثي الرابع ‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية المالية لكل ثالثة أشهر يوضح من خاللها قائمة مقررات التسجيل ‪ ،‬التعديل ‪ ،‬اإللغ اء ‪ ،‬و‬
‫إقفال العمليات المنفذة لمقررات البرامج‪.‬‬
‫‪-‬العناصر المادية والمالية الضرورية إلعداد التقرير السنوي لإلنجاز ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق تسديد النفقات العمومية‬

‫المطلب األول ‪:‬التسديد عن طريق الصفقات العمومية ‪:‬‬


‫عند التسديد عن طريق الصفقات العمومية يجب مرعاة أمرين هما‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ */1‬فحص الحوالة التي يراد تسديدها ‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد من وجود العملية التي يراد تحميلها لنفقات التجهيز العمومي من خالل مقررالتسجيل أو‬
‫رخصة البرنامج ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود الوثائق الملحقة بالحوالة التالية ‪:‬‬
‫* نسختين من الصفقة مؤشر عليها من طرف لجنة الصفقات العمومية و المراقب المالي كهيئة‬
‫رقابة خارجية ‪.‬‬
‫كما يجب أن تحتوي الصفقة على كل البينات الالزمة و التكميلية األساسية التي تنص عليها المادة *‬
‫‪ 50 :‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 250-02‬المنظم للصفقات العمومية المعدل و المكمل وهي‬
‫الملف الجبائي ‪-‬‬
‫أمر مصلحي ‪-‬‬
‫وضعية األشغال من نسختين ‪-‬‬
‫شهادة دفع و حساب مؤقت من نسختين ‪-‬‬
‫‪ :‬في حالة طلب تسبيق جزافي أو تموين يجب إرفاق الوثائق التالية‬
‫كفالة استرداد التسبيقات و طلبات التموين مؤكدة خاصة بتنفيذ المشروع في حالة طلب ‪-‬‬
‫‪ .‬تسبيق على التموين‬
‫محضر استالم األشغال في حالة التسديد الوحيد ‪-‬‬

‫‪:‬إرجاع اقتطاع حسن التنفيذ أو كفالة حسن التنفيذ *‪2/‬‬

‫‪ :‬حوالة الدفع أو اقتطاع حسن التنفيذ يجب ان تكون مرفقة بالوثائق التالية‬
‫شهادة الدفع ‪-‬‬
‫حساب على الرصيد اإلستالم النهائي لألشغال ‪-‬‬
‫الرهن عند استالم عقد الرهن الخاضع للضريبة المحصلة لصالح الخزينة من نسختين و نسخة ‪-‬‬
‫من صفقة تحمل بيان هذه األخيرة ( نسخة وحيدة وأصلية ) كما يجب أن تقوم رقابة على هذه‬
‫العملية على مستوى مكتب المعارضات حتى يتم تحديد ماإذا كانت هناك ديون على المتعامل‬
‫المتعاقد الذي قام برهن العقد‬
‫و بعد التكفل بملف الرهن الذي يحتوي نسخة من عقد الرهن و شهادة عدم المعارضة يعاد إلى‬
‫الهيئة المالية المعنية بفتح الملف على مستوى الخزينة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التسديد عن طريق الفاتورات‬

‫‪ :‬يتم بنفس العملية التي يتم بها صرف نفقات التسير مع التأكد من وجود الوثائق التالية زيادة‬
‫شهادة الدفع ‪-‬‬
‫بطاقة لدفع ‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫بطاقة اإللتزام ‪-‬‬
‫و يتم مراقبة الفاتورات وفقا للمرسوم الرئاسي ‪ 305-95‬المتضمن كيفيات تحرير الفاتورة‬
‫‪ :‬حيث يجب أن ينصب الفحص على مايلي‬
‫تاريخ التحرير و الرقم التسلسلي (المادة‪)04‬‬
‫أن تكون مقرونة بدون وسخ أو شطب (المادة‪)05‬‬
‫أن التكون نسخة مصورة أو مستنسخة بوسائل االستنساخ أو الكتابة اليدوية(المادة ‪)06‬‬
‫يجب أن تمكن الفتورة من معرفة المنتج و الموزع أو مقدم الخدمات (المادة ‪)07‬‬
‫و بمقتضى المادة ‪ 08‬و تطبيقا ألحكام المادة ‪ 07‬يجب أن تحتوي الفاتورة على البيانات التالية التي‬
‫تعرف بهوية المنتج أو الموزع أو مقدم الخدمات‬
‫‪ :‬أن يعمل البيانات اإللزامية التالية‬
‫اللقب و اإلسم اإلسم التجاري‬
‫الشكل القانوني للشركة أو المؤسسة أو طبيعة النشاط المباشر‬
‫رأس المال األصلي للشركة ذات المسؤولية المحدودة او شركات المساهمة‬
‫العنوان كما هو محدد في القانون المرتبط بطبيعة النشاط و الشكل القانوني التي تباشر فيه نشاطها‬
‫رقم التسجيل أو القيد و تاريخه وفقا للتشريع أو التنظيم المتعلق بطبيعة كل النشاط‬
‫الرقم الضريبي كما تنص عليه المادة ‪ 110‬من القانون رقم ‪ 25-91‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر‬
‫‪ 1991‬والمتضمن قانون المالية لسنة ‪1992‬‬
‫الختم الندي للعون اإلقتصادي و توقيعه‬
‫و عند إستالم التعويضات يجب على الآلمر بالصرف أن يقدم الوثائق النهائية إلى المحاسب المكلف‬
‫‪ .‬الذي يقوم بدوره بإلحاقهم بالحوالة األصلية‬

‫‪27‬‬
28
‫الخاتمة‬
‫إن نفقات التجهيز العمومي لما لها من دور كبير في السياسة المالية التي تتبعها الدولة في تسيير‬
‫مصالحها و تلبية متطلبات مواطنيها‪ ،‬يجعل منها تخضع لرقابة قبلية و بعدية ‪.‬‬
‫فالرقابة القبلية تمارس بصفة مسبقة و يمكن ان تكون ذات طابع داخلي أو خارجي و في كلتا الحالتين‬
‫تشكل الرقابة السابقة رقابة وقائية ‪ ،‬تبرز بشكل تقديري التأثيرات المستقبلية على األموال العمومية و‬
‫كيفية مواجهتها للحفاظ على هذه األموال ‪ ،‬ويمكن القول أن الرقابة السابقة على نفقات التجهيز العمومي‬
‫للدولة تتمثل خاصة في رقابة المراقب المالي و رقابة المحاسب العمومي و على هذا األساس فإن‬
‫الرقابة ال تطبق على عمليات االلتزام فقط وإنما تطبق على عملية الدفع كذلك ‪.‬‬
‫و كما رأينا في المبحث الثاني من الفصل الثاني أن عملية تسديد نفقات التجهيز العمومي تكون غالبا‬
‫عن طريق الصفقات العمومية ‪ ،‬حيث تمارس الرقابة السابقة هنا من طرف لجنة الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫و بما أن التربص كان في خزينة الوالية فإن اللجنة التي تراقب الصفقات العمومية هي لجنة الصفقات‬
‫الوالئية و بالنسبة لوالية سطيف هناك لجنة فرعية تراقب دفاتر الشروط ‪.‬‬
‫أما الرقابة الالحقة فتأتي بعد الدفع النهائي لنفقات التجهيز العمومي الملتزم بها و بعد إقفال العمليات ‪،‬‬
‫وتتم الرقابة الخارجية من طرف المفتشية العامة للمالية و مجلس المحاسبة ‪.‬‬
‫فرغم وجود كل هذه الرقابة إال أنه من خالل تربصي الميداني بخزينة والية سطيف الحظت وجود‬
‫بعض النقائص تتعلق بنفقات التجهيز العمومي منها غياب برمجة مالية متوسطة المدى مما يؤدي إال‬
‫عدم التوازن بين إعتمادات الدفع و رخص البرامج و هذا ما يؤثر على دور النفقات التجهيز العمومي‬
‫للدولة على النشاط االقتصادي ‪ ،‬إضافة إلى نقص النجاعة فيما يخص متابعة و تقييم و رقابة تنفيذ‬
‫نفقات التجهيز العمومي ‪ ،‬و هذا يرجع بصفة عامة إلى قلة الموظفين العاملين بخزينة الوالية خاصة‬
‫نقص اإلطارات المتخصصة هذا من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى وجود منظومة قانونية تتميز بكثرة‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بالمالية العمومية ‪.‬‬
‫و في األخير نتمنى أن يأخذ مشروع إعادة تنظيم هياكل الخزينة العمومية هذه األمور بعين االعتبار‬
‫خاصة إعطاء مكانة معتبرة لنفقات التجهيز العمومي و ذلك بتخصيص مكتب خاص لها ‪.‬‬

‫‪29‬‬
30
31
32
‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪01............................................................................................‬‬
‫مبحث تمهيدي ‪04..........................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬دور أعوان المحاسبة العمومية في تنفيذ النفقات العمومية ‪07 ..............‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أعوان المحاسبة العمومية و مسؤولياتهم ‪08..........................‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ التفرقة بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي ‪08........‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مختلف أصناف أعوان المحاسبة العمومية ‪09...................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مسؤولية أعوان المحاسبة العمومية ‪12..........................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مراحل تنفيذ النفقة العمومية ‪14........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المرحلة اإلدارية ‪14............................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المرحلة المحاسبية ‪15.........................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬االستثناءات الواردة على مراحل تنفيذ النفقات العمومية ‪15.............‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬وكاالت التسبيقات ‪15...........................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفع عن طريق القرض المستند ‪16.............................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الدفع دون أمر بالصرف ‪17....................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تنفيذ نفقات التجهيز العمومي للدولة على مستوى خزينة الوالية ‪18.....‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تنفيذ نفقات التجهيز العمومي عن طريق البرامج ‪19..................‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬تسيير رخص البرامج ‪.19.......................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية الممركزة ‪19.........................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية غير الممركزة ‪21.....................‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬بالنسبة للمخططات البلدية للتنمية ‪22..........................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تسيير إعتمادات الدفع ‪23.........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية الممركزة ‪23.........................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬بالنسبة للبرامج القطاعية غير الممركزة ‪23....................‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬بالنسبة للمخططات البلدية للتنمية ‪23..........................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق تسديد نفقات التجهيز العمومي ‪24............................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عن طريق الصفقات العمومية ‪24.................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عن طريق الفاتورات‪25..........................................‬‬

‫الخاتمة ‪27............................................................................‬‬
‫المراجع ‪28....................................................................................‬‬
‫المالحق‪31.....................................................................................‬‬

‫‪33‬‬
34

You might also like