‫المحاضرة السابعة‪:‬‬

‫ميزانية الجماعات المحلية‬

‫محاور المحاضرة‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف ميزانية الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ .2‬مكونات ميزانية الجماعات المحلية‪.‬‬
 ‫إن إتباع الدولة ألساليب التسيير الحديثة كالالمركزية اإلدارية التي أصبحت ضرورة التساع النشاط‬
‫اإلداري‪ ،‬و عميو تم نقل بعض األنشطة اإلدارية إلى وحدات محمية تعرف في الجزائر بالجماعات المحمية‬
‫و تتفرغ الدولة لمسياسة العامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الجماعات المحلية‪:‬‬

‫قبل التطرق الى تعريف الجماعات المحمية البد أن نعرج عمى مفيوم المركزية و الالمركزية التي‬
‫تعدان األساس التي انبثقت منو الجماعات المحمية‪.‬‬

‫‪- 1‬المركزية اإلدارية‪ :‬يقصد بالمركزية اإلدارية قصر الوظيفة اإلدارية في الدولة عمى ممثمي الحكومة‬
‫في العاصمة وىم وزراء دون مشاركة من ىيئات أخرى‪ ،‬فيي تقوم عمى توحيد اإلدارة وجعميا‬
‫تنبثق من مصدر واحد مقره العاصمة‪ .‬أي حصر صالحيات القرار وتجميعيا في يد سمطة‬
‫مركزية واحدة‪.‬‬
‫‪- 2‬الالمركزية اإلدارية‪ :‬الالمركزية اإلدارية ىي ذلك النظام اإلداري الذي يقوم عمى توزيع السمطات و‬
‫الوظائف اإلدارية بين اإلدارة المركزية والوحدات اإلدارية اإلقميمية األخرى والمستقمة قانونا عن‬
‫اإلدارة المركزية بمجرد اكتسابيا الشخصية المعنوية مع بقائيا خاضعة جزئيا لرقابة اإلدارة‬
‫المركزية‪.‬‬

‫وبالنظر لإلدارة العامة كنظام‪ ,‬فيي أسموب من أساليب التنظيم اإلداري الذي ييدف إلى الالمركزية‪,‬‬
‫ويتكون نظام الجماعات المحمية من وحدات الجماعات المحمية ذات الشخصية المعنوية لكل منيا‬
‫تنظيميا واختصاصاتيا و مواردىا و إمكانياتيا‪ ,‬وتتوقف كفاءة النظام عمى قدرة وحداتو عمى ما تحققو من‬
‫ياسي والظروف‬ ‫مخرجات (أىداف) من مدخالت (الموارد و اإلمكانيات) المتاحة في ظل النظام الس‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫ويعتمد المشرع الجزائري في تحديد مفيوم المحمية عمى معيار اإلداري الذي يعتبر المحمي كل المناطق‬
‫حيث يقسم الجميورية الجزائرية الى‬ ‫المعينة بطريقة إدارية و الذي يعرف في الجزائر بالتقسيم اإلداري‬
‫واليات‪ ,‬دوائر وبمديات‪.‬‬
 ‫‪- 1‬الوالية‪ :‬تعد الوالية "الجماعات المركزية ودائرة حائزة عمى السمطات المتفرقة لمدولة تقوم بدورىا‬
‫شعبي وىيئة‬ ‫عمى الوجو الكامل ‪ ،‬وتعبر عمى مطامح سكانيا وليا ىيئات خاصة أي مجمس‬
‫تنفيذية فعالة " والوالية بإعتبارىا ىيئة أو مجموعة إدارية المركزية إقميمية ( جغرافية ) في النظام‬
‫والذمة المالية‬ ‫اإلداري الجزائري تعرف عمى أنيا جماعة عمومية إقميمية ذات شخصية معنوية‬
‫قتصادية واالجتماعية والثقافي‬ ‫المستقمة وتساىم مع الدولة في إدارة وتييئة اإلقميم والتنمية اال‬
‫وحماية البيئة وكذا حماية و ترقية و تحسين اإلطار المعيشي لممواطنين ‪.‬و لموالية ىيئتان ىما‬
‫المجمس الشعبي الوالئي والوالي‪.‬‬

‫‪ .‬للوالية ىيئات خاصة‪ ،‬مجمس شعبي والئي وىيئة تنفيذية فعالة تتمثل في الوالي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬الوالي ‪ :‬يعين الوالي بمرسوم رئاسي يتخذ في مجمس الوزاري بناءا عمى تقرير وزير الداخمية ويعد‬
‫الوالي الرئيس اإلداري األعمى في الوالية فمو صالحيات متعددة ومتنوعة حيث يمثل الوالي الوالية‬
‫في جميع األعمال اإلدارية والمدنية‪ ،‬وينفذ ق اررات المجمس التي يتخذىا بعد المداولة والمتعمقة‬
‫بالميزانية وىو األمر بالصرف لجميع العمميات المالية التي تيم المصالح المدنية لمدولة ويبرم‬
‫العقود بإسميا ويسير عمى حسن تسيير مصالح الوالية ومؤسساتيا العمومية ويتولى مراقبتيا ‪.‬‬
‫ب ‪-‬المجلس الشعبي الوالئي ‪ :‬يعد جياز أو ىيئة أساسية في تسيير إدارة الوالية كوحدة إدارية‬
‫المركزية إقميمية‪ ،‬فيو جياز منتخب ويعتبر األسموب األمثل لمقيادة الجماعية ‪.‬‬
‫‪- 2‬البلدية‪ " :‬البمدية ىي الجماعة اإلقميمية األساسية‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‬
‫وتحدث بموجب قانون‪ ،‬وليا إقميم و اسم ومركز و يديرىا مجمس منتخب ىو المجمس الشعبي‬
‫البمدي وىيئة تنفيذية" و يقرر تغيير اسم البمدية أو تعيين مقرىا الرئيسي أو تحويمو بموجب مرسوم‬
‫رئاسي ويتم كذلك تعديل حدودىا اإلقميمية بموجب مرسوم رئاسي بناء عمى تقرير الوزير المكمف‬
‫بالداخمية وبعد اخذ رأي الوالي و مداولة المجمس الشعبي البمدي المعني ‪.‬‬

‫لمبمدية ثالث ىيئات‪:‬‬

‫أ ‪-‬‬
‫هيئة المداولة‪ :‬وتتمثل في المجمس الشعبي البمدي وىو الجياز المنتخب الذي يعبر عن‬
‫إحتياجات السكان ويتم إنتخابو من قبل المواطنين القاطنين في إقميم البمدية عن طريق اإلنتخاب‬
‫العام السري المباشر لمدة خمسة سنوات ويتغير عدد أعضاء المجمس الشعبي البمدي وفقا لتعداد‬
‫السكاني لمبمدية‪.‬‬
‫ب ‪-‬هيئة تنفيذية ‪ :‬رئيس المجمس الشعبي البمدي ‪.‬‬
‫ج ‪-‬االدارة التنفيذية‪ :‬ينشطيا األمين العام لمبمدية تحت سمطة رئيس المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف ميزانية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫‪ 15‬من الدستور من البمدية والوالية والتي متعيا‬ ‫تمثل الجماعات المحمية طبقا ألحكام المادة‬
‫التشريع باالستقاللية المالية وذلك بأن خصيا بميزانية ترصد فييا جميع نفقاتيا و مواردىا‪.‬‬

‫ىي جدول تقديري سنوي لإليرادات والنفقات يرخص من طرف المجمس الشعبي البمدي بالنسبة‬
‫لمبمدية والمجمس الشعبي الوالئي بالنسبة لموالية ‪،‬لتحصيل االيرادات وانجاز النفقات في حدود‬
‫التقديرات المصوت عمييا من طرف المجالس وىو مايسمح لمجماعات المحمية بالسير المنتظم‬
‫لمصالحيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مكونات ميزانيه الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫‪- 1‬نفقات الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫النفقة المحمية ىي مبمغ نقدي تقوم بإنفاقو الييئات المحمية الالمركزية المتمتعة بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي بقصد إشباع الحاجات العامة ولتسيير مصالحيا والخدمات الضرورية وتنقسم إلى‪:‬‬

‫أ ‪ -‬نفقات التسيير‪ :‬تعتبر نفقات التسيير تمك النفقات الضرورية التي تسمح لمجماعات المحمية‬
‫بتسيير المصالح التابعة لمبمدية و الوالية مع ضمان توفير الخدمات واشباع الحاجات المختمفة‬
‫بانتظام واستمرار وتنقسم إلى نفقات ضرورية ونفقات اختيارية كاإلعانات‪.‬‬
‫ب ‪-‬نفقات التجييز واالستثمار‪ :‬حسب المادة ‪ 198‬من قانون البمدية يحتوي قسم التجييز واالستثمار‬
‫بموجب القانون عمى ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬نفقات المساىمة في رأس المال بعنوان االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬تسديد رأس مال القروض‪.‬‬
‫‪ ‬نفقات إعادة تييئة منشآت البمدية‪.‬‬
 ‫‪- 2‬موارد الجماعات المحلية ‪ :‬تتمتع الجماعات المحمية بموارد مالية خاصة بيا مستقمة عن مالية‬
‫الدولة‪ ،‬حيث تنقسم ىذه الموارد الى قسمين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الموارد الذاتية ‪:‬وتتمثل الموارد الذاتية في‪:‬‬
‫‪ ‬اإليرادات الجبائية ‪ :‬حيث تخص مجموعة من الضرائب لفائدة الجماعات المحمية بطريقة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة من أىمو ا الرسم عمى النشاط الميني و الرسم عمى القيمة المضافة‪ ،‬الضريبة الجزافية‬
‫الوحيدة‪ ،‬الضريبة عمى الدخل االجمالي‪ ،‬الرسم العقاري ‪ ،‬حقوق عمى الحفالت ‪ ،‬الرسم عمى الذبح ‪،‬‬
‫الرسم الخاص باإلعالنات واأللواح المينية‪.‬‬
‫‪ ،‬كحقوق االيجار وحقوق‬ ‫‪ ‬اإليرادات العقارية ‪ :‬ىي عوائد األمالك الخاصة والجماعات المحمية‬
‫استغالل األماكن في المعارض واألسواق‪.‬‬
‫‪ ‬اإليرادات المالية ‪ :‬مثل فوائد قروض والسندات التي تمتمكيا الدولة‪ ،‬سندات مادية متعمقة ببمديات‬
‫وواليات‪.‬‬
‫ب ‪-‬الموارد الخارجية‪ :‬وتتمثل المساىمات الخارجية في مايمي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعانات المالية‪ :‬وتعد من أىم الموارد وتتمثل في إعانات الدولة والوالية من أجل تدعيميا تخصص‬
‫الدولة مبالغ من ميزانياتيا الخاصة لممشاركة في تحويل بمديات الواليات زيادة عمى القروض التي‬
‫تحصل عمييا وتأخذ ىذه اإلعانات األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مخصصات المخططات البلدية للتنمية ‪ :‬ىدفيا اعتماد برامج تنموية لمقضاء عمى التدىور‬
‫وتسجل في‬ ‫االقتصادي واالجتماع ي‪ ،‬أي تمس الحياة اليومية لممواطنين كالمياه والتطيير‪،‬‬
‫شكل اعتمادات لفائدة الوالي ويتولى ىذا األخير بداية كل سنة توزيعيا عمى بمديات‪.‬‬
‫‪ ‬إعانات الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪ :‬يعد ىذا الصندوق مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع إداري يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ويخضع لوصاية و ازرة الداخمية‬
‫يتكفل ىذا الصندوق بتغطية النقص في حصيمة الضرائب والرسوم المقدرة كما يعمل عمى‬
‫تحقيق توازن لدى الجماعات المحمية المحرومة من طريق معادلة التوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬القروض العامة‪ :‬لقد رخص المشرع الجزائري لمجماعات المحمية إمكانية المجوء إلى القرض‬
‫البنكي قصد الحصول عمى تمويل عمميات التجييز واالستثمار‪ ،‬حيث يصوت لمحصول عمى‬
‫القروض المجمس الشعبي البمدي أو الوالئي وتصادق عميو السمطة الوصية‪.‬‬
‫‪ ‬الهبات والوصايا ‪ :‬تتكون حصيمتيا مما يتبرع بو المواطنون بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬حيث‬
‫تعد مورد استثنائي‪.‬‬