Professional Documents
Culture Documents
Bahainafezas Blog Web View 12
Bahainafezas Blog Web View 12
المنزل
ُ
من قلم
حضرة بهآء اهلل
شهر العلم 160بديع
تشرين الثّاني 2003م
البهائية في البرازيل
ّ النشر
من منشورات %دار ّ
(*)
مقدمة
ّ
أ
وبقوة متزايدة ،أولى فيوضات الظّهور الّذي قُ ّدر له أن يفوق ظهور حضرة الباب في مداه
نهارّ ،
()1
وتنوعها".
الدافعة ،وفي ضخامة كتبه ّ
وقوته ّ
ّ
بالعربية ُيعرف
ّ مسهب
ٌ لوح
العزة ٌ
النازلة من قلم ّ
كان من جملة بواكير تلك الفيوضات ّ
النزول
بالفارسية – من خالل شئون ّ
ّ تم تفصيلها كذلك
تضمن موضوعاتّ %
ﺑ"جواهر األسرار"ّ %،
السبعة وكتاب اإليقان؛ وهما األثران الخالدان اللّذان وصف %حضرة المتنوعة – في ٍّ
كل من الوديان ّ ّ
بأنه كتابه األبرز في
عرفاني لحضرة بهاء اهلل ،كما وصف الثّاني ّ
ّ بأنه أعظم أثر
األول ّ
ولي أمر اهلل ّ
ّ
(
العربية" الّتي أشار إليها كتاب اإليقان.
ّ ويمثّل لوح جواهر األسرار %واحداً من تلك "األلواح
العقائدُ .
)2
علي
المهدي الموعود إلى ّ
ّ تحول
كيفية ّ
الرسالة إجابةً لسائل كان قد استفسر عن ّ " ُكتبت هذه ّ
السؤال ِ
لبيان محمد [اسم حضرة الباب] .فاستُغلّت %هذه المناسبة الّتي وفّرها هذا ّ
ّ
ب
للسالكين والواصلين %لو أنتم بفطرة اهلل تنظرون". ٍ
ومفيد ّ
ٌ طائفة من الموضوعات ،جميعها نافعٌ
هامة أخرى يتناولها لوح جواهر األسرار مثل :سبب اإلعراض عن
ثمة موضوعاتّ %
هناك ّ
يفسر معاني بعض
الحرفي لعبارات الكتب المنزلة ،كما ّ
ّ األنبياء في العصور %الماضية ،وخطر الفهم
اإللهي الجديد،
ّ المقدس ( )The Bibleعن ظهور %المظهر
والنبوءات الواردة في الكتاب ّ
العالمات ّ
ضمنية إلى إعالن حضرة بهاء اهلل
ّ ماوي ،ويذكر %أيضاً تلويحات
الس ّقضية استمرار الوحي ّ
ويتناول ّ
رمزية مثل يوم الحساب والبعث ولقاء اهلل والحياة
ّ ويتطرق إلى دالالت مصطلحات%
ّ الوشيك لرسالته،
الروحاني %في "حديقة الطّلب" و"مدينة العشق
والسلوكّ %
السير ّ
والموت؛ ويعرض أخيراً لمراحل ّ
السلوك
والجذب" و"مدينة التّوحيد" %و"حديقة الحيرة" و"مدينة الفناء" و"مدينة البقاء" حتّى ينتهي ذلك ّ
إلى "مدينة الّتي لم يكن لها من ٍ
اسم وال رسم".
[باإلنجليزية] إنجازاً
ّ ُيعتبر نشر لوح جواهر األسرار%
ج
تم اإلعالن عنه في نيسان 2001؛ ويقضي ذلك ٍ
السنوات الخمس الّذي ّ
لهدف من أهداف مشروعّ %
نشر هذا األثر المبارك سوف %يعين القارَئ
إن َالمقدسة"ّ .
اإلنجليزية لآلثار ّ
ّ الهدف ﺑ"إثراء التّرجمات
ووصفت من قبل حضرة طاقات ُ الغربي في تقييمه األعمق لمرحلة في تاريخ األمر المبارك ُأفعمت بال ّ
ّ
المهتمين بدراسة آثار حضرة
ّ بيعية في العهد األبهى" .كما سيساعد
الر ّبأنها "األعوام ّ
ولي أمر اهلل ّ
ّ
بهاء اهلل المنزلة على امتالك بصيرة ثاقبة تتم ّكن من مشاهدة التّحقّق التّدريجي لما ذكرته تلك اآلثار
المباركة.
مالحظة من ال ّناشر
ط زين
طبعة يستند على نسخة بخ ّ
نص لوح "جواهر األسرار" %في هذه ال ّ
أن ّ
تجدر اإلشارة إلى ّ
تكرم المعهد األعلى بإرسالها لتُعتمد تموز 1896م]ّ . صفَر 1314ﻫ.قّ 13[ . مؤرخة في َ 2 المقربين ّ ّ
أما
اإلنجليزيةّ .
ّ النسخة الّتي اعتُمدت في ترجمة اللّوح إلى
في الطّبعة الّتي ننشرها هنا ،وهي ّ
الناشر ،وال وجود لها في المخطوطة المشار إليها. وضعها %من ِقَب ِل ّ
ُ تم
حركات اإلعراب ،فقد ّ
للنصّ في تم تِْبعاً ّ
نص اللّوح إلى فقرات مرقّمة قد ّ
أن تقسيم ّ وأخيراً ،ال ُب َّد من لفت نظر القارئين إلى َّ
بالعربية.
ّ الم ْن َزل
ص ُ الن ّ
اإلنجليزية ،وهذا التّقسيم غير موجود في ّ
ّ ترجمته
د
جواهر األسرار
في ِ
معار ِج األسفار لمن أراد
يتقرب إلى اهلل المقتدر الغفّار
أن ّ
فهنيئاً %لألبرار الّذين يشربون من هذه األنهار
1
صفحة خالية
العلياألعلى
ّ هو
3
سري،خفيت في َو ْك ِر ُّ كالب األرض َو َسُبعُ البالد ُ األيام الّتي أحاطتني%
ولو ّأني في تلك ّ 2
%دائع علمه وج%واهر %حكمته وش%ئونات قدرت%ه ،ولكن مع وأكون ممنوع%اً عن إظه%ار ما أعط%%اني اهلل من بِ %
ُّ
ويحب أن ف البق %%اء،أن ي %ْ %د ُخ َل في ر ْف %%ر ِ كّ % %ل ذلك ما ُّ
َ َ ويريد ْ َ
ب من ق %%ام ل %%دى ح %%رم الكبري %%اء ُ
أخي َ
أن ّ أحب ْ
النف%%%وس
عما تطيقُه ّ بعض ما أكرم %%ني اهلل ّ الب%%%داء في فجر القض%%%اء .ل%%%ذا أذك%ُ %%ر لك َ
يط%%%ير في س%%%ماء ه%%%ذا َ
يؤي%دني %ب%ذلك ،إذ هوأعالم المن%افقين .وأسَ%ئ ُل اهللَ ب%أن ّ
%اء المبغض%ين و ُ وتحمله العقول ،لئالّ ُي ْرفَعَ ضوض ُ%
السائلين.
ومعطيّ %
الراحمين ُ
أرحم ّ
%أن أمم المختلفة الّ%% %ذينهم ك%% %انوا الي%% %وم في
%أن لجنابك ينبغي ب%% %أن تف ّكر في ّأول األمر بّ % %
%اع ْلم بّ % %
فْ % % 3
األرض ِل َم ما آمن%%وا ُبر ُس %ل اهلل الّ%%ذين أرس%%لهم %اهلل بقدرته وأق%%امهم على أم%%ره وجعلهم س%%راج ّ
أزليته في
أحديت %%ه ،وبِ َم أعرض %%وا %عنهم واختلف %%وا فيهم وخ %%الفوا بهم ون %%ازعوا %معهم وح %%اربوا بهم ،وب ّ %
%أي مش %%كواة ّ
أقروا %برسالتهم %وال بواليتهم %،بل كفّروهم ٍ
جهة ما ّ
4
وسبوهم %حتّى قتلوهم %وأخرجوهم%.
ّ
اكن في س%فينة الحكم%ة ،ل%وال تع%رف س ّ%ر ما ذكرن%اه وإ ّنك يا ّأيها الماشي في َبي%داء المعرفة وال ّسُ % 4
%وقن في أمر اهلل ومظ %%اهر أم %%ره ومط %%العُ %حكْ ِم%ِ %ه ومخ %%ازن لك ما تصل إلى م %%راتب اِإل يم %%ان ،ولس َ %
%ت بم ٍ %
َوحيه ومع %%ادن علم %%ه ،وتك %%ون من الّ %%ذين م%%ا جاه %%دوا في أمر اهلل وما وج %%دوا %رائحة اِإل يم %%ان من قُ ُمص
اإليق%% %ان ،وما بلغ%% %وا إلى مع%% %ارج التّوحيد %وما وص%% %لوا %إلى م %% %دارج التّفريد في هياكل التّحميد وج%% %واهر%
التّجريد.
المقام ِلي ْك َش َ ِ
طاء عن وجه قلبك وتكون من الّذين َج َع َل اهلل ف الغ ُ ِ ُ فاجهدْ يا أخي في معرفة هذا 5
الهوية في أراضي% %ع بأس%% %رار الملك%% %وت ورم%% %وزاتّ % َِّ
%هد ج%% %راثيم الج%% %بروت وتَطلَ % %
بص%َ % %رهم %حدي%% %داً ،لتشَ % %
تفاوت ،وال في َخْلق ال ّس%موات واألرض ٍ الرحمن من ِ
الناسوت ،وتَص َل إلى مقام الّذي ما ترى في َخْلق ّ ّ
()3
من فُطُوْ ٍر.
اَألو َع ِر األعلى
فلما بلغ األمر إلى هذا المقام ْ
ّ 6
5
لما ما عرفوا لحن والنصارى ّ
بأن هؤالء األمم من اليهود ّ فاعرف ّ
ْ الخ ِشن األسنى،
الرمز َوهذا ّ
القول ،وما بلغوا إلى ما وعدهم اهلل في كتابه ،أنكروا أمر اهلل وأعرضوا %عن ُر ُس ِل اهلل وأنكرواُ %ح َج َج
عاع من علمائهم ورؤسائهم، الحجة بنفسها وما اتّبعوا ك ّل َه َم ٍج ُر ٍ
اهلل ،وإ ّنهم لوكانوا ناظرين إلى ّ
الرحمن وحديقة الحَيوان في مدينة ّ الحي َ ُّ
لبلغوا إلى مخزن الهدى ومكمن التقى ،وشربوا من ماء ّ
ق اهلل لهم بهم ،وأرادوا %بغير
الح ّجة بعيونهم %الّتي َخلَ َ
لما ما شهدوا ُ الرضوان .وإ ّنهم ّ السبحان وحقيقة ّ
ّ
منِعوا %عن كوثر الوصل ومنبع الفضل ،وكانوا% ِ
ما أراد اهلل لهم من فضله َب ُعدوا عن َر ْف َرف القرب و ُ
ميتين.
في حجبات أنفسهم ّ
6
اختصك
ّ ربك فيما
قلبك من َن ْعماء المكنونة في هذه األوعية المخزونة ،وتشكر %اهلل ّ
ق ُ وي ْمذُ َ
موالكَ ،
ربهم موقنون.
بذلك ،وجعلك من الّذينهم كانوا بلقاء ّ
األي%% %ام الم%ْ % %رقُس ،فيما يتكلَّ ُم حمامة الق%% %دس ،فيق%% %ول بَّ % %
%أن ﴿في تلك ّ ِإ ِ
وفي س ْ % %ف ِر الثّ%% %اني في نجيل ُ 9
الب ْد ِو الَّذي خلق اهلل إلى اآلن
ضيق لم َي ُك ْن مثله من َ
7
وبعد تَ ِر ّن بمثل ما َّ
رنت من قب ُل من دون تغيير وال تبديل ،وكان اهلل على ما ُ وال يكون﴾( )7انتهى.
أقول وكيل.
والنج%%وم %،وتح%%دث على وفي ِس ْف ِر الثّالث في إنجيل اللّوقا يق%%ول﴿ :عالمٌ %
%ات في ال َّش%مس والقمر ّ 10
األرض ض%% %يق األمم من ه%% %ول ص%% %وت البحر وال%ّ % %زالزل %وق%% %واةُ ال ّس % %ماء ،ويض%% %طرب ،وينظ%% %رون ابن
اإلنس%%%ان آتي %%اً في ال ّس %%حاب مع ق%ّ %%و ٍاة ومج%ٍ %%د عظيم .وإ ذا رأيتم ه %%ذا كلَّهُ كائن% %اً اعلم %%وا َّ
أن ملك %%وت اهلل قد
اقتربت﴾( )8انتهى.
ِ
%ق
روح الحّ %%
المع %ّ %زي الّ %%ذي أرس %%له إليكم ُ َّ
اليوحنا يق%%%ول﴿ :اذا ج%%%اء ُ الرابع في إنجيل وفي س ْ %%ف ِر ّ 11
%ق ،فهو يش %% %هد لي وأنتم تش %% %هدون﴾ .وفي مق %ٍ % %ام آخر يق %% %ول﴿ :وإ ذا ج %% %اء ُ
()9
روح الق %% %دس اآلتي من الح ّ % %
ق فإني م ِ
نطل ٌ
()10 َّ
كل شيء ويذ ّكركم كلما قلت لكم .واآلن ّ ُ ربي باسمي ،فهو ُيعلّمكم ّ عزي الّذي ُيرسله ّ الم ّ
ُ
قلت لكم ه%%ذا﴾ .وفي %مق%ٍ %ام آخر يق%%ول:
()11
ني ُ أحد منكم يسئلني إلى أين أذهب ألّ
إلى َمن أرسلني ،وليس ٌ
﴿إني
ّ
8
ِ َّ
انطلقت أرسلتُه
ُ المعزّي .فإذا
إن لم أنطلقْ لَ ْم َيأت ُك ُم ُ
ألني ْ الحق؛ َّإنه ٌ
خير لكم أن أنطلق ّ أقول لكم
ألنه ليس ينطق من عنده بلالحق ّ
الحق ذاك فهو يرشدكم %إلى جميع ّ ّ إليكم﴾﴿ )12(،فإذا جاء روح
()13
يتكلّم بما يسمع ويخبركم %بما يأتي﴾.
9
المتعاليات ،ثم اسئل عن الَّذين ي َّدعون العلم من دون ّبي ٍ
نة من عند اهلل وال ُح ّجة من لَ ُد ْنهُ ،وغفلوا عن َ ُْ َ ّ
وكل ذي قَ ْد ٍر كل ذي ٍّ
حق حقّه َّ األلوهية ،وتُعطيَّ %
ّ شمس العلم والحكمة عن أفقاأليام الّتي أشرقَت ُ
تلك ّ
المقدسةفوس ّ مقداره ومقامه .ما يقولون في هذه اإلشارات الّتي ُذ ِهلَ ِت العقو ُل عن إدراكها وحارت ّ
الن ُ
عن عرفان ما ُستَِر فيها من حكمة اهلل البالغة وعلم اهلل المودعة؟
ٍ
تأويل وتكون على ظاهر القول في ظاهر إن يقولون هذه الكلمات من عند اهلل ولم يكن لها من
ْ 14
لما شهدوا %في كتابهم ما ذكرناه الظّاهر ،فكيف %يعترضون على هؤالء الكفرة من أهل الكتاب؟ لأَّ
نهم ّ
أقروا %باهلل في مظاهر التَّوحيد %ومطالع التَّفريد
لك ،وفسّروا لهم علماُئهم على ظاهر القول ،لذا ما ّ
ط %الكواكب من ألنهم ما شهدوا بأن تظلم َّ
الشمس وتساق َ وهياكل التَّجريد ،وما آمنوا بهم وما أطاعوهمّ ،
َ
تنزلن المالئكة على ظاهر الهيكل على األرض ،لذا اعترضوا على
السماء على وجه األرض ،و ّ
ّ
الن ّبيين
ّ
10
لما وجدوهم %مخالفاً لدينهم وشرائعهم %وردوا عليهم ما أستحيي أن أذكر لك من الكذب
والمرسلين .بل ّ
َ
كل ذلك وتكون فيه من العارفين .ومن الضالل .فأرجع البصر في القرآن لتجد َّ
والجنون والكفر و ّ
َ
ٍ
حينئذ ينتظرون هذه الفئةُ ظهورات %ما عرفوا من علمائهم وأيقنوا من فقهائهم ،ويقولون: ٍ
يومئذ إلى
ض ْو َن ُح ّجتهم
متى تظهر هذه العالمات ّإنا حينئذ آلمنون .ولو كان األمر كذلك ،كيف أنتم تَ ْد َح ُ
وتحتجون بهم في أمر دينهم وما عرفوا من كتبهم وسمعوا %من صناديدهم؟%
ّ برهانهم%
َ وتُبطلون
11
الراشدين.
الدين والمنصوص من علماء ّ
ّ
%ركض وإ لى
%هد ك%%ذلك ،من أين تف%ُّ %ر وإ لى َمن تُ %
%هد األمر ك%%ذلك ،ونشُ %
لما تشُ %
إذاً ف ّكر في نفس%%ك؛ ّ 16
%أي أمر
%أي س%%اعة تن%%وم وبّ %
%أي ص%%راط %تس%%تقيم وبّ %
%أي ف%%راش تجلس وبّ %
%أي أرض تس%%كن وبّ %
تتوجه وبّ %
من ّ
بالوحدانية َوتَ َش%%هَّ َد لنفسه
ّ %أي ش %%يء تش %ّ %د ع %%روةَ دينك وحبَ %%ل طاعت %%ك؟ ال فوالّ %%ذي تجلّى
تنتهي أم %%رك وب ّ %
%وم وما تس%كن وما تض%حك وما تس%تريح ،بل محبة اهلل ،ما تن ُ
بالفردانية ،لو يحدث في قلبك قََبس%اً من ن%ار ّ
ّ
تَِف ُّر إلى ُقلَل الجبال في ساحة القرب والقدس والجمال ،وتن%%وح َكَن%ْ %و ِح الفاق%%دين وتبكيَ %كُبك%%اء المش%%تاقين،
وال ترجع إلى بيتك ومحلّك إالّ بأن يكشف اهلل لك أمره.
وإ َّنك أنت يا ّأيها المتعارج إلى جبروت الهدى والمتصاعد إلى ملكوت التُّقى ،لو تُريد أن 17
العلمية َوتَطَِّل َع على كلمة الجامع%%ة ،ال ب ّ%د لجنابك أن تس%%أل
ّ تشهد أسرار القدسية و َ
ّ تعرف هذه اإلشارات َ
مع%% % % %ادك عن الَّذين جعلهم اهلل منبع علمه وس%% % % %ماء حكمته َّ
ك%% % % %ل ذلك وكلّما َي%ِ % % % %ر ُد عليك في أمر مب%% % % %دئك و َ
سره،
وسفينة ّ
12
يمينهم عن شمائلهم ،وكيفاس َ الن ُ
الهوية ما يعرفون ّ
ّ ألن من دون هذه األنوار %المشرقة عن أفق
ّ
الدقائق! إذاً نسأل اهلل بأن ي ِ
دخلنا في هذه يصلن إلى مخزن ّ يتعارجن إلى أفق الحقايق أو يقدرن أن
ُ ّ ّ ّ
لننزع عن
َ اإللهية،
ّ نزلنا %في هذه المعارجوي ِ
يشرفنا إلى هذه األرواح المر ّشحة ُ
المتموجة و ّ
ّ البحور
كل األثواب العارية الّتي سرقنا عن أمثالنا،
نخلع عن أجسادنا ّ
كلما أخذنا من عند أنفسنا ،و َ
هياكلنا ّ
لبسنا اهلل من قُ ُمص عنايته وأثواب هدايته،
ُلي َ
13
األمور
ُ الختْ ِمّية ،وتسهل عليك
الب ْد ّئية في نقطة َ ِ
الدالالت َو ُم ْعضالت %اإلشارات ،وتَُب ْرهَُ %ن لك أسرار َ
ّ
وتكون في بساط القدس لَ ِمن المستريحين. َ النارُ لك نوراً وعلماً ورحمةً،
وتُجعل ّ
ومن دون ذلك ،ك ّل ما ألقيناك من جواهر أسرار الحكمة في غياهب هذه الكلمات المباركة 19
الهوية
ّ تكون من إصبع أبحر العلم وقَمقام َْأنهُ ِر ّ
العز ،و َ طمطام ُ
تعرف رشحاً من َ
َ وحية ،ما تقدر أن
الر ّ
ّ
()14
في األحدية في ّأم الكتاب بالجهل مكتوباً ،ولن تحلّ لك حرفاً %من الكتاب وال كلمات آل اهلل
ّ على قلم
الم ْب َد ِء والمآب.
أسرار َ
اجعل
ْ ثم
حبك في الباطنّ ، ظاهر ولكن وجدنا ّ فأنصف يا ّأيها العبد الّذي ما رأيناك في ال ّ
ْ% إذاً 20
إن لن تعرفه َّإنه هو يعرفك .هل يقدر
إن لن تراه ّإنه هو يراك ،وإ َّنك ْ يدي الّذي َّإنك ْ
محضرك بين ّ
قلب ٍ
يفسر تلك الكلمات بدالئل متقَنة وبراهين واضحة وإ شارات %الئحة على قَ ْدر الّذي يستريح ُ أحد أن ّ ٌ
ِ
المخاطب؟ ال فَ َوالّذي %نفسي بيده ،لن فؤاد
ي ْس ُك ُن ُ%
السائل َوَ
ّ
14
أركانها %على جبال
ُ أحد أن يشرب رشحاً منها إالّ َم ْن يدخل في ظ ّل هذه المدينة الّتي ُب َنيت يقدر ٌ
وترابها %من ِط ْي ِب
ُ مدية
الص ّ وأبوابها من ألماس ُّ األحدية
ّ جدارها %من زبرجد الم ْح َم َّر ِة و ُ
الياقوت ُ
المكرمة.
ُ
()15
ب %%النّور ،وق %%ال وح
%وب في جميع أس %%فار اإلنجي %%ل ،وهو ه %%ذا حين الّ %%ذي تكلّمت ال %ّ %ر ُ
وهو مكت ٌ % 22
ولكن كالمي لن ي%%زول أب%%دا﴾ )16(.وك%%ان%أن ال ّس%موات واألرض ُيمكن أن ت%%زوالن ّ لتالمي%%ذه﴿ :ف%%اعلموا بّ %
%أن ه %%ذه األس %%فار من
%أن المع %%نى في ه %%ذا الكالم على ظ %%اهر العب %%ارة لن َي %ُ %د ّل إالّ ب ّ %
معل %%وم عند جن %%ابكم ب ّ %
برهانها .وكلُّما ُشِّرع فيها و ُ%
ح ّ%دد ُ أحكامها وال يبيد
ُ الدهر وال تَْنفَ ُد
اإلنجيل تكون باقيةً بين العباد إلى أبد ّ
لها وقُ ّدر %بها يبقى وال يفنى أبداً.
15
الهوية ونغم %% %ات
ّ ح%ِّ % %د بص %َ % %رك لتع %% %رف ألح %% %ان طي %% %ور
إذاً يا أخي ،طهّ %ْ % %ر قلبك ون %ّ % %و ْ%ر ف %% %ؤادكَ %و َ 23
%رارها .وإ الّ لو تف ّس % %ر على ظ%% %اهر
البقائية لتع%% %رف تأويل الكلم%% %ات وأسَ % %
ّ حمام%% %ات القدس%ّ % %ية في ملك%% %وت
أم َ%ر من ج%%اء بعد عيس%%ى ،وال تس%%تطيع أن تُل%زم الخصم وتف%%وق على المعان%%دين العبارة لن تقدر أن تُثبت ْ%
%أن اإلنجيل ما ُين َس %خ أب%%داً .ولو تظهر
%اء اإلنجيل بّ %
ألن به%%ذه اآلية تس%%تدلّون علمُ %
من ه%%ؤآلء المش%%ركينّ ،
%ود ال ُب%ّ %د له ب%%أن يحكم بين العب%%اد بأحك%%ام ويظهر هيكُ %ل المعهُ %
تلك العالم%%ات الّ%%تي ك%%انت مكتوب%اً في كتبنا َ
اإلنجي%% %ل ،ولو تظهر ك%ُّ % %ل العالم%% %ات المكتوبة في الكتب ويحكم %بغ%% %ير ما حكم به عيسى ما ُن ِق%ّ % %ر بِ%ِ % %ه وما
ألن هذا المطلب من مسلَّمات مطالبهم. نتّبعهّ ،
16
%معت عن واح %ٍ %د من علم %%ائهم يق %%ول :لو َي ْ
ظهَ %ُ %ر ك %ُّ %ل تلك العالم %%ات الهيكل في ال ّش%%مس .وإ ّني بس %%معي س ُ %
قائم المأمو ُل ويحكم %بغير ما ُن ّزل في القرآن فيما يكون بين أيدينا من الف%%روع لنك ّذبه ونقتله وما ظهَ ُر ُ ي ْ
َوَ
حشر ك%ُّ %ل ُن ِقر به أبداً ،وأمثال ذلك عما يقولون ه%ؤالء المك ِّ%ذبون بعدالّ%ذي ق%ام القيمة وُ ِ
ص%ور %و ُ
نفخ في ال ّ ّ ّ
ِ
ص% %راطُ %وض% %عت واآلي %%ات ُن %ِّ %زلت وال َّش% %مس أش %%رقت ِ
َمن في ال ّس% %موات واألرض ،والم %%يزان ُنص% %بت وال ّ
النارُ %سعِّرت ،وقُضي الجنةُأزلفت و ّ صفَّت و ّ ِ ِ والنجوم طُ ِمست ّ
والروح ُنفخت والمالئكة ُ والنفوس ُبعثت ّ ّ
ميت%%ون إالّ الّ%%ذينهم آمن%%وا ورجع%%وا إلى اهلل %أنهم في َغ َش%واتهم ّ كّ %ل ذلك وإ لى حينئ%ٍ %ذ ما ع%%رف أح%ٌ %د منهم ،كّ %
وكانوا اليوم في رضوان القدس ُي ْحَب ُر ْو َن وفي رضى اهلل َي ْسلُ ُك ْون.
بغ َشوات أنفس%هم ما عرف%وا ألح%ان الق%دس وما ش ّ%موا روائح الفضل وما
لما احتجبوا َ
الناس ّ
وك ّل ّ 25
إن كنتم ال
%ق﴿ :فاس %%ئلوا %أهل الّ % %ذكر ْ
َأم%َ %ر ُه ُم اهللُ ب %%ذلك؛ ق %%ال وقوله الح ّ %
َسَ% %ئ لوا عن أهل الّ % %ذكر بعد الّ %%ذي َ
()19
أعرضوا عن أهل ال ّذكر واتّبعوا% تعلمون﴾ .بل َ
17
ب%%أهوائهم ،وب%%ذلك َب ُع%ُ %دوا عن رحمة اهلل وما ف%%ازوا %بجماله ي%%وم لقائه بعد الّ%%ذي ك%ٌّ %ل انتظ%%روا% ()20
امري
ال ّس%ّ %
ي ْس% %تَ ْه ُدوا%
ي %%وم ظه %%وره َو َد ُع%%وا اهلل في اللّي %%الي واألنه %%ار %ب %%أن يحش %%رهم بين يديه ُلي ْستَ ْش% %هَ ُدوا %في س %%بيله َوَ
وسبوه وفعلوا %به ما فعلوا كفروه ّ حج ٍة من لدنه ّبآية من عنداهلل و ّ بهدايته َويستَْن ِوروا بنوره .فلما جائهم ٍ
ّ َْ ُ
ض ُّج والمداد يبكي ويص%%رخ .وإ ّنك حينئذ ي ِ
ٍ والقلم مقام ال أنا أقدر أن أذكر وال أنت تقدر أن تسمع، على ٍ
َ ُ
%أن
%هد ب ّ
%اب عن عينيك لتش ْ
تسمع ضجيج أهل ال ّس%موات ،ولو تكشف الحج َ تتوج ْه بسمع الفطرة فواهلل لَ ْ
لو ّ
لس َن على وجه التّراب.
وجوههن َو َج ْ
ّ ض ِر ْب َن على
منصعقات َوَي ْ
ٌ األرواح
َ% الحوريات َم ْغ ِشّي ٌ
ات و ّ
وبأحبائ %%ه ،بحيث ما فعل أحد على أح %ٍ %د والّ عما ورد على مظهر نفس اهلل وما فعل %%وا به ٍ ٍ
ف %%آه آه ّ 26
%آه ٍ
آه قد جلس هيكل البق%% % %اء في التّ%% % %راب %افر .فٍ % % %
%ؤمن إلى كٍ % % % %افر إلى مٍ % % %
%ؤمن وال مٌ % % % نفس إلى ٍ
نفس وال ك%ٌ % % % ٌ
ال ّس % %وداء ،ون%% %احت روح الق%% %دس في رف%% %ارف األعلى ،وته%ّ % %دمت أرك%% %ان الع%% %رش في اله%% %وت األس%% %نى،
عيش
تبدلت ُ
و ّ
18
ص % %فراءٍّ .
ُأف لهم وبما اكتس%% %بت الوج%% %ود في أرض الحم%% %راء ،وخرست %لس%% %ان الورق%% %اء في ج%% %بروت ال ّ
أيديهم وعن ك ّل ما هم كانوا أن يعملون.
19
عما هو المحبوب في ساحة المحمود.
ونغرق في إشارات المحدود %ونخرج ّ
%دي العبد حين غفلتك عن ذل%%ك ،ال ب%ّ %د لمن ُيريد أن يقطع األس%%فار
اعلم يا ّأيها الحاضر %بين يّ %
ثم ْ ّ ۳۰
في مع%%ارج األس%%رار ب%%أن يجاهد في ال%ّ %دين على قَ%ْ %د ِر طاقته وقدرته َليظهر له ال ّس %بي ُل في من%%اهج ال%ّ %دليل.
حجةٌ من مواله الّتي تعجز عنها الع%%المين ال مف%ّ %ر له إالّ وإ ْن َي ِج ْد نفساً ّ
يدعي أمراً من اهلل ،وكان في يده ّ
بأن يتّبعه في ك ّل ما يأمر ويقول ويحكم ،ولو ُيجري على
20
ال ّس % %ماء حكم األرض أو على األرض حكم ال ّس%%%ماء أو ف%% %وق %ذلك أو تحت ذل%% %ك ،ولو يحكم ب%% %التّغيير أو
لهية. النه َّ
الغيبية وأحكام اإل ّ
ّ الهوية ورموزات%
ّ اطلَ َع بأسرار بالتّبديلّ ،
أن ك ّل العب%اد من أمم المختلفة يعمل%ون بما ذكرن%ا ،حينئ ٍ%ذ لََي ْس%هُ ُل عليهم أم ُ%رهم ،وما يمنعهم
ولو ّ ۳۱
%أنعم
ص%فات .ولوعرف%%وا %ذلك ما كف%%روا بُ %
تلك العبارات واإلشارات %عن الورود في غمرات األسماء وال ّ
الن ّبيين وما جاحدوهم %وما أنكروهم ،وبمثل تلك العبارات تج%%دون في الق%%رآن لو أنتم
اهلل وما حاربوا %مع ّ
فيه تتف ّكرون.
21
السموات واألرض وَي ُك َّ
ف نفسه عن ك ّل ما سواه ُليفتَح علی وجهه أب%%واب العناية ينقطع عن ك ّل من في ّ
َ
ب عليه نس%%مات العطوف%%ة ،وإ ذا كتب على نفسه ما ألقين%%اه من ج%%واهر المع%%اني والبي%%ان لَيع%%رف ك ّ %ل َوتَهُ َّ
ويِ %
%نز ُل اهلل على قلبه َس%%كينةً من عن %%ده ويجعلُه من ال ّس %اكنين .وبمثل ه %%ذه اإلش %%ارات من تلك ال %ّ %دالالتُ ،
سئلت عن ه%ذا العبد الّ%ذي جلس علی نقطة ال ّذلّ%ة وما يمشي في
َ فاعرف ما
ْ الم َنزلة
الكلمات المتشابهات ُ
األرض إالّ كمثل غ%% % % % %ريب الّ%% % % % %ذي لن يجد لنفسه ال من معين وال من م%% % % % %ونس وال من ح%% % % % %بيب وال من
()24
حين﴿:إنا هلل وإ ّنا إليه راجعون﴾.
ّ نصيرا ،ويكون متو ّكالً علی اهلل ،ويقول في ك ّل
وإ ّن ما ذكرنا الكلم%%ات بالمتش%%ابهات ،ه%%ذا لم يكن إالّ عند الّ%%ذين لن يتع%%ارجوا %إلی أفق الهداي%%ة، ۳٤
وما وص %%لوا إلی م %%راتب العرف %%ان في مك %%امن العناي %%ة ،وإ الّ عند الّ %%ذين هم عرف %%وا مواقع األمر وش %%هدوا%
نات لديهم، مات عندهم ُّ
وكل اإلشارات ُمتْقَ ٌ كل اآليات ُم ْح َك ٌ أسرار الوالية فيما ألقى اهلل على أنفسهم ُّ
22
وإ ّنهم يعرفون أسرار المودعةَ في قُ ُمص الكلمات بمثل ما أنتم تعرفون من ال ّشمس الحرارة ومن الم%%اء
عما هم يذكرون.
أحبائه ،فتعالىّ %
كنا في ذكر ّ
عما ّ
الرطوبة بل أظهر من ذلك ،فتعالى اهلل ّ
ّ
لما وص%%%لنا إلی ذلك المق%%%ام األس%%%نىَ ،وَبلَ ْغنا إلى ِذروة األحلى فيما يج %%ري من ه %%ذا القلم من
إذاً ّ ۳٥
العلي األعلى ،أردنا بأن نذكر لك بعضاً من مقام%%ات س%%لوك العبد في أس%%فاره
ّ عناية الكبرى من لدى اهلل
والنعمةُ سابغةً.
الحجةُ بالغةً ّ
إلی مبدئه ،ليكشف على جنابك كلّما أردت وتريد ،لتكون ّ
طلب .وفي
بأن ال ّس%الك في ّأول س%لوكه إلی اهلل ال ب ّ%د له ب%%أن َي ْ%د ُخ َل في حديقة ال ّ
اعرف ّ
ْ ثم
فاعلم ّ
ْ ۳٦
ويغمض عين %%اه عن كّ % %ل من في ال ّس% %موات
ه %%ذا ال ّس% %فَر ينبغي لل ّس% %الك ب %%أن ينقطع عن كّ % %ل ما س %%وى اهللُ ،
حب أح ٍ%د على قَ ْ%د ِر الّ%ذي يمنعه عن الوص%ول %إلی
ض أح ٍ%د من العب%اد وال ُّ
واألرض ،ولم يكن في قلبه ُب ْغ ُ
ق بأن ال يفتخر علی أحد في ك ّل ما أعطاه اهلل نفسه عن ُسُبحات الجالل .وله َح ٌّ َم ْك َم ِن الجمالّ ،
ويقد َس َ
23
%ق بكم%%ال ِ%ج ّ%ده وس%%عيه ليعلِّمه اهلل ُسُ%ب َل
من زخ%%ارف ال%ّ %دنيا أو من عل%%وم الظّ%%اهرة أو غيره%%ا ،ويطلب الحّ %
%ق﴿ :الّ %%ذين معين بعب %%اده وأحس %ُ %ن ناص %%ٍ %ر ألرقّائ %%ه؛ ق %%ال وقوله الح ّ %
%ير ٍ ِ
ألنه خ ُ %
مكرمت %%هّ ،
%اهج ُ
عنايت %%ه ومن َ %
()26 ()25
وفي مقام آخر﴿ :اتّقوا اهلل يعلّمكم اهلل﴾. لنهدينهم سبلنا﴾،
ّ جاهدوا فينا
السفر يش%%هد ال ّس%الك التّب%ديالت والتّغي%يرات %والمختلف%ات والمتقارن%%ات ،ويش%هد %عج%ائب وفي هذا ّ ۳۷
اإللهي %%ة .ه %%ذا مق %%ام الطّ %%البين ومع%%%ارج%
ّ بوبية في أس%%%رار الخليق%%%ة ،ويطّلع علی ُس ُ%%ب ِل الهداية َوطُ%ُ %%ر ِ%
ق الر ّّ
القاصدين.
24
العشق َو ُح ْ%و ِر ْي ِب الج%ذب؛ م ّ%رةً يض%حك وم ّ%رةً يبكي وم ّ%رةً َي ْسُ %ك ُن وم ّ%رةً يض%طرب ،وال ُيب%الي من ش%يءٍ
ِئ ٍ
وينفق روحه في كّ % % %ل وال يمنعه من أم %ٍ % %ر وال َي ُسُّ % % %دهُ من ُح ْكم ،وينتظر %أم %َ % %ر م %% %واله في َمبد ه ُ
ومنته %% %اهُ ،
%دره في مقابلة رم%%اح األع%%داء ،ويرفع %رأسه لس%%يف القض%%اء، آن .ويقابل صَ % ويف%%دي نفسه في ك ّ %ل ْ حينَ ،
ولكن وينفق ك %َّ %ل ما له وعليه ِلَيف %%دي روحه َ
ون ْف َس% %هُ وجس %%ده في س %%بيل م %%والهْ ، بل ُيقَِّب ُل أي %%دي من يقتل %%هُ ،
ٍ
أرض الن%%ار ويابس%اً في الم%%اءَ ،وَي ْسُ %ك ُن على كّ %ل بٍ %
%إذن من محبوبه ال به%%واء من نفس%%ه .وتج%%ده ب%%ارداً في ّ
المحبة من%% %ه ،وإ ّنه يمشي في َر ْف%َ %%ر ِ%
ف ّ ومن َي َم ُّس%%%هُ في تلك الحالة لَيجد ح %%%رارة
ويمشي في كّ %%%ل طري %%%قَ ،
االنقط%%اع وي%%ركض في وادي االمتن%%اع ،ولم ي%%زل ك%%انت عين%%اه منتظ%%راً لب%%دائع رحمة اهلل ومش%%اهدة أن%%وار
جماله ،فهنيئاً %للواصلين .وهذا مقام العاشقين وشأن اْل ُم ْجتَ َذبِْي َن.
وإ ذا قطع ه%%ذا ال ّس %فر واس%%ترقى %عن ه%%ذا المق%%ام األك%%بر ي%%دخل في مدينة التّوحيد وحديقة التّفريد ۳۹
ك َّ
كل السال ُ
وبساط التّجريد ،وفي %هذا المقام ُيلقي ّ
25
والح ُجب%ات والعب%%ارات ،ويش%هد %األش%ياء بعين الّ%تي تجلّى اهلل له به بنفس%ه ،ويش%اهد% اإلش%ارات وال%ّ %دالالت ُ
%دة ،واإلش %%ارات %تنتهي إلى نقط %ٍ %ة واح ٍ %
%دة ،كما المختلف %%ات كلّها ترجع إلى كلم %ٍ %ة واح ٍ %
ِ %أن
في ه %%ذا ال ّس%%فر ب ّ %
الن%%ار ومش% %ى في قطب األس %%فار حتّى وصل إلى ِذروة األعلى في ش %%هد ب %%ذلك ق %%ول من ركب علی ُفْل%ِ %ك ّ
()27
%أني ﴿أنا هو
وه%ذا مق%ام الّ%ذي ُذكر في الح%ديث ب ّ %أن ﴿العلم نقطة كثّرها الج%اهلون﴾،
جبروت البقاء ب ّ
()28
وهو أنا إالّ ّأنه هو هو وأنا أنا﴾.
26
%أن كلّهم رفع %%وا %رؤس %%هم عن جيب
%ات التّجري %%د ،وتجد ب ّ %
حكم التّوحيد وآي ُ %
ت ُ وفي ذلك المق %%ام َيثُْب ُ ٤۱
ق %% %درة اهلل وي %% %دخلون في أكم %% %ام رحمة اهلل من غ %% %ير أن تش %% %اهد الف %% %رق بين األكم %% %ام والجيب ،والتّغي %% %ير
الفردانية
ّ الوحدانية وتَح ّكي%
ّ ألن ه%% %ذا مق%% %ام تجلّي
ك ص%% %رف %وكفر محض ّ والتّب%% %ديل في ه%% %ذا المق%% %ام ِش ْ % %ر ٌ
الرفيعة المنطبع%ة .وإ ّني فواهلل لو أذكر ه%ذا المق%ام على قَ ْ%د ِر الّ%%ذي األزلية في مرايا ّّ وإ شراق أنوار فجر
الجوهري%ات من أماكنه%ا ،وتنص%عق %كّ %ل َمن في لُ َج ِج ّ %نزلت قَ ّ%در اهلل فيه لتنقطع األرواح عن أجس%ادها وت ّ
يتحرك في أراضي %اإلشارات.
الممكنات ،وتنعدم %ك ّل ما ّ
()30 ()29
وأما %رأت ﴿ولن تجد لس%ّ % % %نته من تب %% % %ديل﴾؟
أما س %% % %معت ﴿ال تب %% % %ديل لخلق اهلل﴾؟ وأما ق َ % % % ٤۲
وربي ،من كان من أهل هذه اللُّ ّجة وركب في ()31
الرحمن من تفاوت﴾؟ بلى ّ شهدت ﴿ما ترى في خلق ّ
ولما لم يكن التّب%%ديل والتّغي%%ير%
السفينة لم يشهد التّبديل في خلق اهلل وال يرى التّف%%اوت في أرض اهللّ . هذه ّ
في خلق اهلل ،فكيف %يجري على مظاهر نفس اهلل؟
27
عما هم يذكرون.
كنا في وصف مظاهر أمره ،وتعالىّ %
عما ّ
فسبحان اهلل ّ
28
هيكل ٍ
واحد ،بل تجدهم علی لفظ فاشهد في ظواهرهم %لتعرف كلَّهم على ٍ
ْ واحدة وأسرار %واحدة ،وكذلك
واحد وكالم واحد وبيان واحد.
حكم ذلك عن وإ ّنك في ذلك المق%% % %ام لو تُطلق َّأولَهم باسم آخ%% % %رهم أو ب%% % %العكس لحٌّ % % %
%ق ،كما َن%َ % % %ز َل ُ ٤٥
(
الرحمن ّأياً ما تدعوا فلَ%هُ األس%ماء الحس%نى﴾،
بوبية ﴿قل ادعوا اهلل أو ادعوا ّ
الر ّاأللوهية ومنبع ّ
ّ مصدر
)32
ألنهم مظ%%اهر اسم اهلل ومط%%الع %ص%%فاته ومواقع قدرته ومج%%امع س%%لطنته ،وإ ّنه جّ %ل وع%ّ %ز بذاته مق%ّ %دس
ّ
%انظر آث%%ار ق%%درة اهلل في آف%%اق أرواحهم %وأنفس
ص%فات .وك%%ذلك فْ %
عن كّ %ل األس%%ماء وم%%نزّه عن مع%%ارج ال ّ
ليطمئن قلبك وتكون من الّذينهم كانوا في آفاق القرب لسائرين.ّ هياكلهم
%أن اهلل تب %%ارك ُأج%ِّ %د ُد لك الكالم في ه %%ذا المق %%ام ليك %%ون لك ُمعين% %اً في عرفانك بارئ %%ك؛ ف ْ %
%اعلم ب ّ % ثم َّ ٤٦
بذاتيت%% % %ه ،لم ي%% % %زل ك%% % %ان مكنون % % %اً %في ِق%َ % % %دِم ذاته ومخزونا ً%في سّ % % %
%رمدية بكينونيته وال ّ
ّ ظهَ%َ % % %ر
وتع%% % %الى %لن َي ْ
فلما أراد إظهار جماله في جبروت األسماء وإ براز% كينونيتهّ ،
ّ
29
اسمه الظّاهر من اسمه الباطن،
األنبياء من الغيب إلى ال ّشهود ليمتاز ُ
ُ الصفات أظهر
جالله في ملكوت ّ
ظاهر %والباطن وهو بك ّل ِ
واآلخر وال ّ األول اآلخر ِلَي ْك ُم َل القو ُل ّ
ويظهر اسمه األول عن اسمه ِ
بأنه ﴿هو ّ ُ ّ
شيء محيط﴾ .وجعل مظاهر تلك األسماء الكبرى وهذه الكلمات العليا في مظاهر نفسه ومرايا ()33 ٍ
كينونيته.
ّ
30
تفسر هذه ٍ ووصفوا هذه المدينة ٍ ()35
بآثار غريبة وعالمات عجيبة ،وإ ّنك لو تريد أن ّ جابلقا،
مدينة ُ
تفحص في أقطار العالم وأطراف %البالد
ألنك لو ّ
المدينة علی ظاهر الحديث لن تقدر ولن تجدها أبداً ّ
ألن
أزلية اهلل وبقاء سلطنتهّ ،
لن تجدها بأوصاف التّي وصفوها من قب ُل ولو تسير في األرض بدوامّ %
القدسية
ّ النفس
ك إلی هذه ّأدلُّ َ
األرض بتمامها لن تَ َس َعها ولن تحملها .وإ ّنك لو تدلّني إلى هذه المدينة أنا ُ
بد لك التّأويل في هذه
ولما أنت لن تقدر على ذلك ،ال ّ
الناس بما عندهم ال بما عندهّ .
التّي عرفوه ّ
ولما تحتاج إلی التّأويل في هذه األحاديث المرويّة في
المروية عن هؤالء األنوارّ .
ّ األحاديث واألخبار
ولما عرفت هذا التّأويل
القدسيةّ ،
ّ النفس
ذكر هذه المدينة المذكورة وكذلك تحتاج إلی التّفسير في هذه ّ
لن تحتاج إلی التّبديل وال غيره.
لما ك%%ان األنبي%%اء كلّهم روح ونفس واسم ورسم %واح%%د ،وإ ّنك به%%ذا العين لَتَ%%رى ك ّ %ل
بأنه ّ
اعلم ّ
ثم ْ
ّ ٤۹
محمد وآبائهمَ %ح َسن وظهروا %منالظّهورات اسمهم ّ
31
ِ
وجابلقا لم يكن االّ خزائن البقاء في جبروت
ُ رحمة اهلل. جابلقاء قدر ِة اهلل ويظهروا %من ُ
جابلصاء ُ
جابلقاء وظهر %منها،
محمد بن الحسن كان في ُ بأن ّ العماء ومدائن الغيب في الهوت العالء ،وتشهد ّ َ
ومن ُيظهره اهلل يكون فيها إلی أن ُيظهره اهلل على مقام سلطنته ،وإ ّنا بذلك ُم ِق ّرون وبكلّهم %مؤمنون.
َ
ولكن تعرف ك ّل المعاني في أسرار هذه األلواح لو جابلقا في هذا المقامْ ،
وإ ّنا اختصرنا في معاني ُ
تكون من الموقنين.
محمد
ألنه ك%% %ان اس%% %مه ّ
ولكن الّ %%%ذي ظهر في ال ّس%%%تّين ال تحت %%%اج في حقّه ال التّب %%%ديل وال التّأويل ّ
ّ ٥۰
%هود ل%%دى
%وم عند جنابك ومشٌ %
بأنه ابن الحسن ،وه%%ذا معلٌ %
ق في حقّه ّ
صُ %د ُ%
ائمة ال%ّ %دين ،اذاً َي ْ
وك%%ان من أبن%%اء ّ
ط ْرف %اهلل تنظرون.
حضرتك ،بل ّإنه خالق االسم ومبدعه لنفسه لو انتم ب َ
32
امهُ حين الّ%ذي أقامه اهلل على أم%ره وأظه%رهُ على مق%ام نفسه كيف هجم%وا عليه
ثم ف ّك ْرّ ،أي َ
فاعلم ّ
ْ ٥۲
وحرك%%وا
قدامهم في المع%%ابر واألس%%واق اس%%تهزئوا %ب%%هّ ،
العباد واعترضوا به وحاججوا معه ،وكلّما مشى ّ
عليه رؤسهم وسخروا ب%%ه ،وفي كّ %ل حين أرادوا قتله بحيث ض%%اقت عليه األرض بأوس%%عها وح%%ارت في
العم%اء ،وأص%%ابه من ه%ؤالء
وتبدلت أركان البقاء بالفناء وبكت عليه عي%%ون أهل َ
أمره س ّكان َمأل األعلى ّ
أحد أن يسمعه من أولو الوفاء.
ال َكفََرة الفَ َجرة ما ال يقدر ٌ
ان هؤالء الفَ َسقة كانوا أن يف ّكروا في أم%%رهم ويعرف%%وا نغم%%ات تلك الورق%%اء %على أفن%%ان ه%%ذهولو ّ ٥۳
ال ّش%جرة البيض%%اء ويرض%%وا بما َن%ّ %زل اهلل عليهم فيما أنعمهم به ويج%%دوا أثم%%ار ال ّش%جرة علی أغص%%انهاِ ،ل َم
اعترضوا %عليه وأنكروه بعد الّذي كلّهم كانوا أن يرفعوا %أعناقهم %لبلوغهم إليه ،ويسئلوا %اهلل في ك ّل حين
يشرفَهم %جمالُهُ ويرزقَهم لقاَئهُ.
بأن ّ
33
األحمدية وما تف ّك%% % %روا في أنفس%% % %هم ،واتّبع%% % %وا %علم %% % %اء الباطل ال %% % %ذين ص%ّ % % %دوا %عب%% % %اد اهلل عن أدوار القَْبل
ّ
الهوية وص %%اروا%
ّ البع %%د ،ل %%ذا احتجب %%وا عن ُم%%راد اهلل وما ش %%ربوا %عن ك %%وثر%
ص% %دون الن %%اس في أك %%وار َ
وي ّ
ض%اللة و ُسُ%بل الغفلة
أزليت%%ه ،وب%%ذلك س%%لكوا في من%%اهج ال ّ
مح%%رومين عن لق%%اء اهلل ومظهر كينونته ومطلع ّ
ورجع%% %وا %إلى مق%ّ % %رهم في ن%% %ار التّي ك%% %انت وقودها %أنفس%% %هم وك%% %انوا في كت%% %اب الق%% %دس من قلم اهلل ب%% %الكفر
حينئذ ألنفسهم ال من حبيب وال من معيناً. ٍ مكتوباً ،وما وجدوا ولن يجدوا إلى
34
األحدية خرج%% %وا %عن ظ ّ % %ل الهداية ووردوا %في مدينة
ّ تش%ّ % %بثوا %ب%% %ذيل رحمته المنبس%% %طة في ظهور ش%% %مس
ظ%%المين في
ض %اللة ،وب%%ذلك فس%%دوا %وأفس%%دوا العب%%اد ،وض %لّوا وأض %لّوا ك ّ %ل من في البالد ،وك%%انوا %من ال ّ
ال ّ
السماء مسطوراً.
كتب ّ
لما بلغ ه%%ذا الخ%%ادم الف%%اني إلی ه%%ذا المق%%ام الع%%الي في بي%%ان رم%%وز المع%%اني أذك%ُ %ر لك علّة ٍ
وحينئ%%ذ ّ ٥٦
الغالظ علی غاية اإليج%%%از ،ليك%%%ون دليالً ألولي األلب %%اب من أولي األبص %%ار ،وليك%%%ون
إع%%%راض ه%%%ؤالء ِ
موهبةً من هذا العبد علی المؤمنين جميعاً.
بآيات مح َكم%%ات وب%%راهين س%%اطعات من اآلي%%ات فاعلم بأن نقطة الفرقان ونور السبحان لما جاء ٍ ٥۷
ّ ّ ْ ّ
ص% %راط المرتفعة َأم%َ %ر الك %َّ %ل على القي %%ام على ه %%ذه ال ّ
كل من في ج %%بروت الموج %%وداتَ %التّي تَ ْع َج%ُ %ز عنها ّ
الوحدانية في ف% %ؤاده وجم %%ال
ّ ومن أق %ّ %ر عليه واع %%ترف بآي %%ات المم %%دودة في كّ % %ل ما ج %%اء به من عند اهللَ ،
ألنه بعد إيمانه باهلل ومظهر %جماله والجن %% % %ةّ ،
ّ االزلية في جماله ُح ِكم عليه ُح ْكم البعث والحشر والحي %% % %وة
ّ
ُب ِعث من مرقد
35
الجنة أعلى وح ِشر في أرض ف%ؤاده َو َح َّي بحي%وة اإليم%ان واإليق%ان ودخل في ّ
جنة اللّقاء .هل يكن ّ غفلته ُ
طلع أح %ٌ %د بأس %%راره لَيع%%رف ما ال
من ذلك أو الحشر أعظم من ه %%ذا أو البعث أك%%بر من ه %%ذا البعث؟ لو ي ّ
أحد من العالمين.
عرف ٌ
الن اهلل
الرض%%وان ّ
%ف من حق%%ائق ّ
الجنة في ي%%وم اهلل أعظم من كّ %ل الجن%%ان وألط%ُ %
%أن ه%%ذه ّ
اعلم بّ %
ثم ْ ّ ٥۸
%فيه وخيرته من َخلق%ه ،كما ُن ّ%زل في ملك%وت
بوة في شأن حبيبه وص ّ
الن ّ
تبارك وتعالى بعد الّذي ختم مقام ّ
()37
الب ْع%%د ،كما
%وم القيمة لعظمة ظه %%ور َ
وعد العب %%اد بلقائه ي َ % %يين﴾،
النب ّ %
﴿ولكنه رس %%ول اهلل وخ %%اتَمُ ّ
ّ الع %ّ %زة
إن أنتم في آي %%ات الق%%رآن تتف ّك%%رون.
جن %ةٌ أعظم من ذلك وال رتب %ةٌ أك%%بر من ه %%ذا ْ
%الحق .ولم َي ُك ْن ّ
ظهر بّ %
فهنيئاً لمن أيقن بلقائه يوم ظهور %جماله.
ولكن
بعد عن الم%% %رامْ ،ون ُ
الكالم َ
ُ الرتبة العالية لَيط%% %ول
النازلة في ه%% %ذه ّ
وإ ّني لو أذكر لك آي%% %ات ّ ٥۹
قر عيناك وتصل إلی ما ُكنَِز فيها ُ
وخ ِز َن بها ،وهي هذه﴿ :اهلل الّذي رفع أذكر هذه اآلية ونكتفي بها ِلتَ َّ
36
%خر ال ّش %مس والقمر ك %ٌّ %ل يج %%ري ألج %ٍ %ل ُمس %َّ %مى
ثم اس %%توى على الع %%رش وس ّ %
ال ّس %موات بغ %%ير ُع ُمد ترونها ّ
()38
ربكم تو ِقنون﴾.
يفصل اآليات لعلّكم بلقاء ّ
يدبر األمر ّ
ّ
%أن ال َّس%موات واألرض والع%رش وال ّش%مس ت يا حبيبي في ذكر اإليقان في ه%ذه الآي%ة ،ك ّ إذاً فالتَِف ْ ٦۰
%انظر عظمة ه%ذا المق%ام وش%أن ه%والء هن ُخِل ْق َن إليق%ان العب%اد لقاَئهُ في ّأيام%ه .فواهلل يا أخي ،ف ْ%والقمر كلّ ّ
الهوي%%ة .لو تف ّكر فيما
ّ اإللهية وجم%%ال
ّ %أنهم ُح ُم%ٌ %ر مس%%تنفرة﴾( )39ف%ّ %رت عن طلعة
االي%%ام ﴿كّ %
العب%%اد في ه%%ذه ّ
الرض%%وانِ ،لتق%ّ %ر عين%%اك
ّنزلن%%اك لَتجد ما أردنا في ذكر ه%%ذا البي%%ان وتع%%رف %ما أحببنا أن ُنعلّمك في ه%%ذا ّ
َّ َّ
نفسك عن إدراكها وين%ّ %ور قلبك عن عرفانها سمعك عن استماع ما قُ ِر َء فيها وتُ َحظ ُ النظر فيها َوتَلَذ ُ عن ّ
ط%ِ %ر الّ%%ذي َنفَ َح منها وتصل إلی غاية فيض اهلل وتك%%ون في رض%%وان الق%%دس لَ ِمن روحك عن ِع ْ ِ
وتَ ْستَْبش%َ %ر ُ
الخالدين.
ثم كفر وش %% %قىُ ،ح ِكم عليه ُح ْك ُم ال ّش% % %رك والكفر
ومن أع %% %رض عن اهلل في حقّ %% %ه ،وأدبر وطغىّ %
َ ٦۱
وأي شرك أعظم من إقباله إلى مظاهر
والنارّ .
والموت ّ
37
وأي كفر أعلى عن إعراضه عن اهلل في ي%%%ومالنس%%%يان وأص%%%حاب الطّغي%%%ان؟ ّ
ال ّش %%يطان واتّباعه علم%%%اء ّ
ِ
الحَي%%وان؟
الحي َ
وأي م %%وت أ ّذل عن ف%%راره عن منبع ّ
المن %%ان؟ ّ الّ %%ذي ُي َج%َّ %د ُد فيه اإليم ُ %
%ان من اهلل المقت %%در ّ
األحدية في يوم التّغابن واإلحسان؟
ّ الهوية وجالل
ّ أحر عن ُبعده عن جمال وأي نار ّ ّ
جاهلية به%ذه العب%%ارات والكلم%ات اعترض%وا %عليه وحكم%%وا عليه ما حكم%%وا ،وق%%الوا ّ وإ ّن أعراب ٦۲
%أي ي%%وم رجع%%وا؟ ٍ%
بمحم%د هم ك%%انوا معنا وراودونا %في كّ %ل ليل ونه%%ار ،م%%تى م%%اتوا وبّ %
ّ ه%%ؤالء الّ%%ذين آمن%%وا
كنا تراب %اً وعظام %اً أِئّنا لمبعوث %%ون﴾ )40(،وفي%
فعجب ق %%ولهم %أِئذا ّ
ٌ تعجب
%مع ما ُن%ّ %زل فيما ق %%الوا﴿ :إن َ
فاس ْ %
()41
%بين﴾.
%حر مٌ %
إن ه%ذا إالّ س ٌ
%ولن الّ%%ذين كف%روا ْ
مقام آخ%%ر﴿ :ولئن قلت ّإنكم مبعوث%%ون من بعد الم%وت ليق ّ
النهم ش %%هدوا %في كتبهم وس %%معوا %من علم %%ائهم لفظ الم %%وت والحي %%وة،
وب %%ذلك اس %%تهزؤا به وس %%خروا عليه ّ
الم ْجتَثَّة
فلما ما وجدوا ما عرفوا من ظنونهمُ % العنصريةّ ،
ّ اهرية والحيوة
وفسروهما بالموت الظّ ّ ّ
38
اإلفكية الخبيثة رفع%%وا %أعالم االختالف وراي%%ات الفس%%اد واش%%تعلوا %ن%%ار الح%%رب ولو أطفأها اهلل
ّ وعق%%ولهم
بقدرته كما تشهد اليوم من هؤالء المشركين وهؤالء الفاسقين.
39
%وم عند جنابك وعند كّ % % %ل من علی األرض بمثل ال ّش% % %مس في
%رية ،وه%% %ذا معل ٌ % %
%رية في جسد العنصّ % %
البشّ % %
وأما الحيوة
مفر ألحد؛ ّ
حق من عند اهلل وال ّ
اهرية ،وهذا ّ
ظ ّ السماء ،وهذه الحيوة تَ ْفنى من موت ال ّ
وسط ّ
العرفاني%%ة ،أي عرف %%ان العبد آية تجلّي
ّ التّي هي الم %%ذكور في كتب األنبي %%اء واألولي %%اء لم يكن إالّ الحي %%وة
الدائمة
الطيبة الباقية ّ
مجلّيه بما تجلّى له به بنفسه وإ يقانه بلق%%اء اهلل في مظ%%اهر أم%%ره ،وه%%ذه هي الحي%%وة ّ
ربه ودائماً %بدوام %بارئه.
التّي َمن َي ْح َي به لن يموت أبداً ويكون باقياً ببقاء ّ
ص%%رية َي ْنفَ %ُ %د بما َن%َ %ز َل من عند اهلل﴿ :كّ %%ل نفس
األو ّلية التّي ك %%انت متعلّق%%ةً بالجسد العن ّ
والحي %%وة ّ ٦٥
()42
﴿فلنحيينه حي%%وة
ّ انوية التّي ك%%انت من المعرفة ما تَْنفَ%ُ %د كما َن%َ %ز َل من قبُ %ل:
ذائقة الم%%وت﴾ .والحي%%وة الثّ ّ
رزق %% %ون﴾ )44(.وما ورد فيربهم ُي َ
()43
طيب %% %ة﴾ .وفي مق %% %ام ُأخ %% %رى في ذكر الش %% %هداء﴿ :بل أحي %% %اء عند ّ
ّ
()45
وبمثل تلك الكلم%%ات كث%%ير في كتب اهلل ومظ%%اهر عدل%%ه ،وإ ّنا حي في ال%ّ %دارين﴾.
األخب%%ار﴿ :الم %ؤمن ّ
ما أردنا ذكرها لالختصار %واكتفينا بذلك فيما أردنا لك.
40
فأعرض عن هواك ثم َأ ْقبِ ْل إلی موالك وال تتّبع الّذين كان إلههم هواهم لت%%دخل في
ْ إذاً يا أخي، ٦٦
ربهم أم%%وات
ألن الّذينهم اليوم أعرض%%وا عن ّ
والصفاتّ ،
ّ مربي األسماء
النجاة من ّ
قطب الحيوة في ظ ّل ّ
ولو يمش%%ون على األرض ،وص%ّ %ماء ولو يس%%معون ،وعمي%%اء ولو يش%%هدون ،كما ص%ّ %رح ب%%ذلك مالك ي%%وم
()46
إلى آخر الق%%ول ،بل ّإنهم يمش%%ون ال%ّ %دين﴿ :ولهم قل%%وب ال يفقه%%ون بها ولهم أعين ال يبص%%رون به%%ا﴾
هار أو في ِشفا حف%رة من ّ على ِشفا ج ٍ
()47
الز ّخ%ار
الن%ار ،لم يكن لهم نص%يب من ه%ذا البحر المتم ّ%وج ّ رف ٍ ُ
وكانوا في زخارف %أقوالهم يلعبون.
النفس
ليقلبك عن إش %%ارات ّ
وحينئذ ُنلقي عليك في ه %%ذا المق %%ام في ذكر الحي %%وة ما ُن %ّ %زل من قبُ % %ل ّ ٦۷
الخنِس وتكون في ظُلمات األرض لَ ِمن المهتدين. الجوار َ س في هذا َ ق القَ ْف ِ ويخلّصك عن ِ
ض ْي ِ
41
%ثر العلم%% % %اء ،ومن علم%% % %اء
األول وكفر الثّ%% % %اني ،وب%% % %ذلك اس%% % %تهزؤا أكُ % % %
لما آمن ّ
ش%% % %أن الحم%% % %زة وأبو جهل ّ
وتهزلوا %وتصاحوا %وق%الوا %:كيف م%ات الحم%%زة وكيف %رجع إلى حي%وة األولى؟ وبمثل
الجاهلية ،وتبلبلواّ %
ّ
تتفرسون.
كثير في الكتاب لو أنتم في آيات اهلل ّ
ذلك ٌ
%يرن في %دت قلوب%اً ص%%افيةً ُأللقي عليهم رش%%حاً من أبحر العلم الّ%%ذي علّم%%ني ّ ِ
ربي ليطّ % فيا ليت وجُ % ٦۹
اله%%واء كما يمش%%ون علی األرض ويركض%ّ %ن على الم%%اء كما يركض%%ون على التّ%%راب ويأخ%%ذوا %أرواحهم
العظمى .ولم ي%زل ك%ان
الرمز ُ
ولكن جاء اإلذن على القضاء في ه%ذا ّ
بأيديهم ويفدوها %في سبيل بارئهمْ ،
%اد أنف َس%هم
الرمز مكنون%اً %في خ%%زائن الق%ّ %وة ،لئالّ ُيهلك%%ون العبُ %
ه%%ذا ال ّسّ %ر مخزون %اً في كن%%وز الق%%درة ،وه%%ذا ّ
الق َدم ،ولن يصله الّذين يمشون في ظلمات الصَّْيلَِم المظلم. رجاء لهذا المقام االعظم في ممالك ِ
ً
42
السائرين. ِ ِ
الحَيوان لَمن ّ
الحي َ
الديجور ويمشون %في وادي الك ْبر والغرور ،ولتكون في فردوسّ %
ّ
إن ش%% %جرة الحي%% %وة قد ُغ ِرست في وسط %ف%% %ردوس اهلل ُ
ويعطى الحي%% %وة عن ك ّ % %ل قل يا أهل المألّ ، ۷۱
الهوية من الجهات ،كيف أنتم ال تشعرون وال تعرفون؟ ويؤّيدك في كّ %ل ما ألقين%%اك من ج%%واهر أس%%رار ّ
المطمئنة تَ َغِّني حمامة الق %%دس في ف %%ردوس %البق %%اء ،وأذك %%ُ %ر لك لتلبس قميص الجديد من ُزُبر
ّ النفس
ه %%ذه ّ
﴿إن من لم يلد من الم%%اء وال%ّ %روح لن
الحديد ليحفظك عن َر ْم ِي ال ّشبهات في تلك اإلشارات ،وهي ه%%ذهّ :
الن المول%%%ود %من الجسد جسد هو والمول %%ود من ال %ّ %روح فهو ال %ّ %روح فال
يق%%%در أن ي%%%دخل في ملك%%%وت اهلل ّ
()49
بن من قوليّ %إنه ينبغي لكم بأن تُولدوا مرةً أخرى﴾.
تتعج ّ
ّ
43
%أن ال يع %%رف كلم%%اتهم إالّ أولو األلب %%اب ،إلی أن ق%%ال﴿ :ك%%انت عينت%%اه كلهيب
الجهر من الق%%ول ،لت %%وقن بْ %
كالنحاس وكان يخرج من فمه س%%يف ذا فمين﴾ )50(.حينئ%ٍ %ذ كيف يف ّس%ر ه%%ذه الكلم%%ات النار وكانت رجاله ّ ّ
لما يظهر في ظ%%اهر؟ لو يجيء أح%ٌ %د بتلك العالم%%ات لم يكن بإنس%%ان ،وكيف يس%%تأنس به أح%ٌ %د؟ بل ّ وفي ال ّ
تفرون منه أهل مدينة أخ%%رى ،وال يقرب%وا به أحد أب%%داً؟ مع ّإنك لو تُف ّكر في ه%ذه العب%%ارات لَتج%دها
مدينة ّ
ت إلى غاية البي %%ان ووص %%لت إلى منتهى مق %%ام التّبي %%ان،
على غاية الفص %%احة ونهاية البالغة بحيث َع%َ %ر َج ْ
كأن شموس البالغة منها ظهرت وأنجم الفصاحة عنها بزغت والحت.
ّ
44
اإللهية وج%% % % %واهر %أس%% % % %رار حكمة
ّ اهري%% % % %ات فكيف %يعرف%% % % %ون غ%% % % %وامض أص%% % % %ول
%ديهيات وأظهر الظّ ّ
البّ % % % %
مدانية؟
الص ّ ّ
وإ ّني حينئ %ٍ % %ذ أف ّس% % %ر لك ه %% %ذا الكالم على س %% %بيل االختص %% %ار لتع %% %رف األس %% %رار %وتك %% %ون فيها من ۷٤
%دي اهلل الع%%%ارفين .ف%%%اعلم ثم أن ِ
المص %%اف بين يّ %%
ف فيما ُنلقي اليك لتك%%%ون من أهل اإلنص %%اف في ه %%ذا َ صْ %% ّ
مذكوراً.
%أن من تكلّم به %%ذا المق %%ال في مي %%ادين الجالل أراد أن ي %%ذكر أوص %%افَ %من ي %أتي بإض %ٍ %
%مار %اعلم ب ّ %
فّ % ۷٥
الن%%ار ،ما أراد إالّ ِح%ّ %دة بصر َمن فأما قول %%ه :ك %%انت عينت %%اه كلهيب ّ
طلع عليه أهل المج %%ازّ . وألغ ٍ %
%از لئالّ ي ّ
الق َد ِمّية في
ي%%أتي وق %%وة بص %%يرته ،بحيث بعينت %%اه يح %%رق كّ % %ل الحجب %%ات والس %بحات ،وبها يع %%رف أس %%رار ِ
ّ ُُ ّ
ضَ %%رةَ
%وههُم َن ْ
ف وج ُ %%ق في وج %%وههم قَتْ %َ %رةٌ من الجحيم عن الّ %%ذين تَ ْع%ِ %ر ُ المْل ِكّي%%ةّ ،
ويميز الّ %%ذين تَْر َهُ % ع %%والم ُ
يكن عينتاه من نار اهلل الموقَدة ،كيف يح%رق الحجب%ات وك َّ%ل ما ك%ان بين أي%دي ّ
()51
الن%اس، النعيم .ولو لم ْ ّ
الن%%اظرة؟ وك %%ذلك
ويالحظ آي %%ات اهلل في ج %%بروت األس %%ماء وملك %%وت األش %%ياء ،ويش %%هد األش %%ياء بعين اهلل ّ
جعلنا اليوم
45
الن%%ار التّي تجلّى في ط%ور %عينتيه وح%رق%
وأي ن%%ار أح ّ%ر من ه%ذه ّ
إن أنتم بآي%ات اهلل موقن%اًّ .
بص%ره حدي%داً ْ
عما ظهر في أل%%واح ال ّس %داد من أس%%رار
بها ك ّ %ل ما احتجب%%وا به العب%%اد في أراضي اإليج%%اد؟ فس%%بحان اهلل ّ
المبدء والمعاد %إلى يوم الّذي فيه ِ
يناد المناد ،إذاً ّإنا ٌّ
كل إلی اهلل لمنقلبون. ُ
%تقم
كالنح%%اس ،ما أراد ب%%ذلك إالّ االس%%تقامة حين الّ%%ذي يس%%مع ن%%داء اهلل ﴿فاسْ % وقول%%ه :ك%%انت رجاله ّ ۷٦
ويقيم على ص%% % %راط %ق%% % %درة اهلل ،بحيث لو ينك%% % %روه ك ّ % % %ل من في ُأم%% %رت﴾ ،ليس%% % %تقيم على أمر اهلل ُ
()52
كما ِ%
عما أم%% % %ره اهلل في التّش%% % %ريع ،ويك%% % %ون ِر ْجاله ُّ
ال ّس % % %موات واألرض ما تَ%َ % % %زل ق%% % %دماه عن التّبليغ وما يف%ّ % % %ر ّ
وقيوم% % %اً في إظه%% %ار أم%% %ره وإ ب%% %راز
%تحكماً %في طاعة اهلل ّ والقلل ال ّش% % %امخة ،ويك%% %ون مسِ % % كالجب%% %ال الباذخة ُ
ض ،وال ُي ِندمه إنك%%ار ك%%افر .وكلّما يش%%هد من اإلنك%%ار ص ُّ %دهُ َن ْهي ُم ْع%ِ %ر ٍ كلمت%%ه ،وال َي%ُ %ر ُّد ْه َم ْن%%عُ مٍ %
%انع وال َي ُ
ُ
الولَ %%هُ في ف %ؤاده وين %%وح
محبة اهلل ويزيد %ال ّش%%وق في قلبه ويك %%ثرَ %
والبغض %%اء والكفر والفحش %%اء ي %%زداد في ّ
شهدت في
َ العشق في صدره .هل
46
أحكم من ذل%%ك ،أو حدي%%داً أش%ُّ %د من ذل%%ك ،أو جبل أس %%كن من ه%%ذا؟ ّ
ألنه يق %%وم ب%ِ %ر ْجاله في األرض ُنحاس %اً َ
%ل العب %%اد .فس %%بحان اهلل ُم ْسِ % %كنه
ُمقابلة كّ % %ل من علی األرض ،وال يخ %%اف من أح %ٍ %د مع ما أنت تع %%رف ِف ْعَ %
وم ْب ِعثُه ،وإ ّنه هو المقتدر علی ما يشاء ،وإ ّنه هو المهيمن ّ
القيوم. ُ
47
()53
ألن َمن آمن بما ُن%ّ %زل عليه فهو م %ؤمن ،ومن أع %%رض
ّ واالبن واألخ واألخت والعاشق %والمعش %%وق؟
المْلك أب %%داً،
فهو ك %%افر .ويظهر %الفصل بين ه %%ذا الم% %ؤمن وه %%ذا الك %%افر بحيث ال يعاش %%را وال يجتمعا في ُ
%أن
صُ %ل بينهما وال يجانسا أب%%داً ،بل تش%%هد بّ %
وك%%ذلك في األب واالبن .وإ ّن االبن لو ي %ؤمن واألب ُينكر ُي ْف َ
وفصلنا.
وبينّا ّ االبن يقتل األب وبالعكس ،وكذلك فاعرف ك ّل ما ذكرنا ّ
48
العْ % %ذب الف%% %رات ال ّس % %ائغ الّ%% %ذي
لما ما أخ%% %ذوا العلم من معدنه ومحلّه وعن بحر َ
وه%% %ؤالء العب%% %اد ّ ۷۹
اذجية ل%ذا احتجب%وا عن م%%راد اهلل في كلماته وإ ش%%اراته وك%انوا %في
ص%افية ال ّسّ %
َيجري ب%إذن اهلل في قل%وب ال ّ
سجن أنفسهم لَساكنين.
ولكن أشكو إليك يا أخي عن الّذين ينسبون أنفسهم إلی اهلل ومظ%%اهر %علمه ويرتكب%%ون الف%%واحش ۸۱
وي% %أكلون أم %%وال الن %%اس ويش %%ربون الخمر ويقتل %%ون األنفس ويس %%رقون األم %%وال بينهم َوَي ْغتَُب %ْ %و َن بعض %%هم%
الناس ك%َّ %ل ذلك إلينا وإ ّنهم ما اس%%تحيون عن ويرجعُ % بعضاً َوَي ْفتَُر ْو َن على اهلل ويكذبون في أكثر أقوالهمُ ،
%ار
ظهَ %َ % %ر آث ُ % %
%ق ب %% %أن َي ْ
اهلل وي %% %تركون ما أم %% %رهم اهلل ويرتكب %% %ون ما ُنه %% %وا عنه بعد الّ %% %ذي ينبغي ألهل الح ّ % %
الخضوع عن
49
%دي اهلل ويك%%ون ممت%%ازاً
%وار الق%%دس من طلع%%اتهم ،ويمش%%وا في األرض بمثل من يمشي بين يّ %
وجوههم وأن%ُ %
والسكنات ،بحيث يشاهدوا آثار القدرة بعيونهم وي%%ذكروا %اهلل
عن ك ّل َمن علی األرض بجميع الحركات ّ
ض ْ %و َن علی
بألس%%نهم وقل%%وبهم ويمش%%وا %إلی أوط%%ان الق%%رب ب%%أرجلهم ويأخ%%ذوا أحك%%ام اهلل بأي%%اديهم ،ولو َي ْم ُ
الفضة ما َي ْعتَُن ْو َن بهما وال يلتفتون إليهما.
وادي ال ّذهب ومعادن ّ
وإ ن ه %% %ؤالء أعرض %% %وا عن كّ % % %ل ذلك وأقبل %% %وا إلی ما تَه %% %وى به ه %% %واهم ،وإ ّنهم في وادي ِ
الك%% %بر ۸۲
ّ
%أن اهلل ك %%ان بريء عنهم ونحن ُب %َ %رءاء ،ونس %%ئل اهلل ب %%أن ال يجمعنا ٍ
%هد حينئ %%ذ ب ّ %والغ %%رور %لَيهيم %%ون .وأش ُ %
الحق ال إله إالّ هو ،وإ ّنه كان علی ك ّل شيء قدير. وإ ّياهم ال في الّدنيا وال في اآلخرة ،إ ْذ ّإنه هو ّ
50
%ف من أح%% %د ،وتو ّكل
ثم ادخل فيها وال تخْ % % ُّ
ال%ّ % %دخول في ه%% %ذا البحر الل ّج ّي الحم%% %راء ،فَ ُق%ْ % %ل بسم اهلل وباهللّ ،
فإنه هو يحفظك وتكون فيه من اآلمنين.
ومن يتو ّكل على اهلل فهو َح ْسُبهُّ ،
ربكَ ،
على اهلل ّ
السالك في أوائل سلوكه ،كما ذكرنا من قب ُل ،لَيرى التّبديل والتّغيير ،وه%%ذا حٌّ %
%ق بأن ّ
اعلم ّ
ولكن ْ ۸٥
بد ُل
األيام ﴿يوم تُ ّ
ال ريب فيه كما ُن ّزل في وصف %تلك ّ
51
()55
وهذا من ّأيام الّذي ما شهدت العيون بمثلها ،فطوبى %لمن أدركها وعرف األرض غير األرض﴾.
()56
بأيام اهلل﴾،
النور و ّذكرهمّ %
ظلمات إلی ّ
قَ ْدرها﴿ .ولقد أرسلنا موسى %بآياتنا أن أخرج القوم من ال ّ
وهذا من ّأيام اهلل لو أنتم تعرفون.
52
حق في مواقعها% ٍ
وعالمات متفاوتةً ،وكلّها ٌّ ٍ
مقامات مختلفةً السلوك كما ذكرنا في مدينة الطّلب،
ّأول ّ
ومقاماتها .وينبغي %لجنابك في هذا المقام بأن تشهد ك ّل األشياء في أماكنها من دون أن تُنزل شيئاً عن
اسوت هذا ِش ْرك
الن ِ ودنوها؛ مثالً ّإنك لو تُ ِح ّل الالّ َ
هوت في ّ وعلوها ،أو ترفع شيئاً من مقامها ّ
صعودها ّ
هوت في
صرف ،ولكن لو تَ ْذ ُكر الالّ َ اسوت إلی هواء الالّهوت هذا كفر ِ
َ الن
محض ،ولو تُصعد ّ
ٌ
إن جنابك لو تشهد التّبديل في عوالم التّوحيد% الن ِ
اسوت لَ ٌّ الالّ ِ
حق ال ريب فيه .أي ّ اسوت في ّ
َ% والن
هوت ّ
الملك أكبر من ذلك ،وإ ْن تَشهد التّبدي َل في مقامه وتعرفه علی ما ينبغي ال بأس
ب لم يكن في ُ
هذا َذ ْن ٌ
عليك.
53
ق فواكه التي خلق اهلل فيها ،ولن تقدر أن
لن تقدر أن تطير في سماء قدس الالّهوت ،ولن تقدر أن تَ ْم ُذ َ
األيام عن
تشرب أنهار التّي جرت فيها ،ولو تشرب قطرة منها لتموت في الحين ،كما تشهد في تلك ّ
وكأنهم %في
يدعونّ ،
ويدعون ما ّ
الّذين ينسبون أنفسهم إلينا ويفعلون ما يفعلون ويقولون ما يقولون ّ
ميتون.
حجباتهم ّ
%اعرف كّ %ل المقام%%ات واإلش%%ارات وال%ّ %دالالت لتع%%رف كّ %ل شٍ %
%يء في مكانه وتجد كّ %ل أمر ْ ك%%ذلك ف% ۹۰
األحدية ،رجا ٌل قد ركبوا على ُفْل ِك الهداية وس%%افروا في مع%%ارج
ّ في مقامه .ولهذا المقام ،أي مقام مدينة
%رار الجالل من هي%% %اكلهم ،وتجد روائح المسك من %وار الجم%% %ال عن وج%% %وههم %وأس%َ % % األحدي%% %ة ،وتش%% %هد أنَ % %
ّ
لطنة في مش %%%يهم وحرك%% %اتهم وس %%%كونهم %،وال يحجبك أعم%% %ال ال%% %ذين هم ما كلم%% %اتهم ،وتالحظ %آي%% %ات السِ %%%
ّ
ويفس%% %دون فيص % %افية وما وص%% %لوا %إلی م%% %دائن القدس%ّ % %ية ،ويتّبع%% %ون %أه%% %واء أنفس%% %هم ُ
ش%% %ربوا %من عي%% %ون ال ّ
بأنهم ُمهتدون .هم الّذين ورد في
وي ْح َسُب ْو َن ّ
األرض َ
54
()58
السفر وهذا المقام وهذا
ومراتب هذا ّ ﴿ه َم ٌج ُرعاعٌ أتباع ك ّل ناعق يميلون بك ّل ريح﴾.
شأنهمَ :
ومشهود عند حضرتك ،ال يحتاج إلى تطويل الكالم.
ٌ معلوم عند جنابك
ٌ الوطن
55
%أن ك ّ % %ل ما ذكرنا في ذكر األس%% %فار لم يكن إالّ لألحب%% %ار من األخي%% %ار ،وإ ّنك لو ت%% %ركب
اعلم بّ % %
ثم ْ ّ ۹۲
طلع علی األس%رار من قبل أن ترتدّ
اإللهي لَتقطع كّ %ل األس%فار وت ّ
ّ المعنوي وتسير %في ح%دائق
ّ على ُبراق
إليك األبصار.
أنفاس طيبِها
ق ُ ولَو َعبقَت في ال ّشر ِ
َ ۹٤
()59
اد لَه َّ
الش ُّم لع َ
زكوم َ
الغرب َم ٌ
وفي َ
56
يوم يشاورون في قتلي وفي %ك ّل ساعة يريدون خروجي %عن هذه البلد كما أخرجوني %عن البالد ،وهذا
العبد أكون حاضراً بين يديهم وأنتظر ما قضى اهلل علينا َو َح َك َم بنا وقَ ّدر %ألنفسنا ،وما أخاف من أحد،
والض ّراء من أهل البغي والبغضاء ،وأغشت األحزان
ّ َأح َذ ُر من نفس مع ما أحاطتنا %من البأساء
وما ْ
في تلك األزمان:
كأد ُمعي
نوح عند َنوحي ْ
وفان ٍ
فَطُ ُ
لوعتي ِ
الخليل َك َ ِ
نيران إيقاد
و ُ
بث أقلَّه
يعقوب ّ ني ما
ُ وح ْز َ
ُ
()60
وك ّل َبالَ ّأي ِ
وب بعض َب ّليتي
%أن ينقطع عنك كّ % %ل األذك %%ارالنازلة والقض %%ايا %ال %%واردة لَتح %%زن علی ش ٍ %
ولو أذكر لجنابك الباليا ّ ۹٦
ت إظه%% %ار َّ
لما ما أردنا لجنابك ذلك ل%% %ذا َغط ْي ُ
المل%% %ك .وإ ّنا ّ
وتغفل عن وج%% %ودك وعن ك ّ % %ل ما خلق اهلل في ُ
يتحرك في أرض اإلنشاء ليكون مكنوناً %في ُسرادق %الغيب إلى أن عما ّ القضاء في كبد البهاء واحتجبتُهُ ّ
ب عن علمه من شيء ال في ُيظ ِهر اهلل ّ
سره إذ ﴿ال َي ْع ُز ُ
57
()60
السموات وال في األرض وإ ّنه كان بك ّل شيء رقيب﴾.
ّ
متحي%%راً في آث%%ار
%أن من دخل في ه%%ذا ال ّس %فر يك%%ون ّ
%اعرف يا ّأيها الم%%ذكور في ه%%ذه األل%%واح بّ %
ْ ف% ۹۸
الح%يرة من كّ %ل الجه%%ات ومن جميع األط%%راف %كما ش%%هد ب%%ذلك
ق%%درة اهلل وب%%دائع آي%%ات ص%%نع اهلل ،ويأخ%%ذه َ%
تحيراً﴾ )62(،فنِعم ما قال:
زدني فيك ّ﴿رب ْ
ّ جوهر البقاء في َمأل األعلی في قوله:
حبك مذهباً
اخترت ّ
ُ احترت حتّى
ُ وما ۹۹
()63
فواحيرتي لو لم تكن فيك حيرتي%
السالكون وتهلكون ،ولن تقدروا أن تصلوا إلى مثواهم .اهلل أكبر من
وفي ذلك الوادي تضلّون ّ ۱۰۰
كأنك لن تجد له من أو ٍل وال من ِ
آخر، عظمة هذا ِ
الواد ومن وسعة هذه المدينة في جبروت اإليجادّ ،
ّ
58
اإللهية
ّ طي هذه األرض الطّّيبة في هذه المدينة
وأيده اهلل على ّ
ثم بشرى %لمن َك ُم َل فيها َسفَ ُرهُّ ،
فَُبشرىّ %
رب العالَمين.
المقربين والمخلصين ،ونقول الحمد هلل ّ
تتحير فيها ك ّل ّ
التّي ّ
ولو ّأنا ن%%ذكر أس%%رار ه%%ذه المدينة لَتف%%نى ممالك الف%ؤاد ِلك%%ثرة ش%%وق أهلها إلی ه%%ذا المق%%ام ال ّس%داد، ۱۰۲
الصادق ،وظهور إشراق أنوار المحبوب للحبيب الفارغ.
ألن هذا المقام مقام تجلّي المعشوق للعاشق ّ
ّ
المعشوق
ُ% وجود حين تجلّي
ٌ% وهل يمكن للعاشق ۱۰۳
59
دوام عند وجود %المحبوب؟ ال فوالّذي نفسي بيده .بل
بقاء عند ظهور ال ّشمس ،أو للحبيب ٌ
أو للظّ ّل ٌ
وب ّرها %وبحرها وسهلها %وجبلها ما يجد
تفحص في شرق األرض وغربها َ
السالك في هذا المقام لو ّ
ّ
لشدة فنائه في ُموجده ولطافة محوه في بارئه.
نفسه وال نفس غيره ّ
َ
فس %% %بحان اهلل! ل %% %وال خ %% %وفي %من نم %% %رود %الظّلم وحفظي لخليل الع %% %دل ُأللقي عليك ما ُيغنيك عن ۱۰٤
يقربك إلى ه%%%ذه المدينة حين َغ ْفلة عن نفسك وه %%واك ،ولكن أص %%بر حتّى ي %%أتي اهلل دونك وَألق%%%رأ %لك ما ّ
%اني من قُ ُمص المع %%اني، ِ ()64
الروح ّ %ص%%ابرين بغ %%ير حس %%اب .إذاً فأنشْ %%ق رائحة ّ ب %%أمره ،وإ ّنه هو يج %%زي ال ّ
إن أنتم إلى مع%% %ارج البق%% %اء تتع%% %ارجون،
أن أس%% %رعوا للّ%% %دخول في مدينة البق%% %اء ْ
وق%ْ % %ل يا أهل لُجَّة الفن%% %اءْ ،
()65
﴿إنا للّه وإ ّنا إليه راجعون﴾. ونقولّ :
والرتبة األعظم األس %% %نى ي %% %دخل في مدينة البق %% %اء على البق %% %اء.
ومن ذلك المق %% %ام األعلى األعلى ّ ۱۰٥
نفسه علی عرش
ك َ السال ُ
وفي ذلك المقام يشهد ّ
60
()66
حكم ما ُذكر من قب ُل﴿ :يوم ُيغني اهلل كالًّ من سعته﴾.
ظهَ ُر له ُ
وكرسي االستعالء ،إذاً َي ْ
ّ% االستغناء
الركن الحمراء.
فهنيئاً لمن وصل إلی هذا المقام ،وشرب من هذا الكأس البيضاء في هذا ّ
لما اس %%تغرق %في ْأب ُحر البق %%اء ،واس %%تفرغ %ف% %ؤ َادهُ عن كّ % %ل ما س %%واه،
%إن ال ّس% %الك في ه %%ذا ال ّس% %فر ّ
فّ % ۱۰٦
واس%تبلغ إلی مع%ارج الحي%وة ال ي%رى الفن%اء لنفسه وال لغ%يره أب%داً .ويش%رب %عن ك%أس البق%اء ،ويمشي في
الدائمة من
أرض البق%% %اء ،ويط%% %ير %في ه%% %واء البق%% %اء ،ويج%% %الس مع هياكل البق%% %اء ،ويأكل من نعمة الباقية ّ
األزلية ،ويكون من أهل البقاء في ُعلی البقاء بالبقاء مذكوراً.
ّ الدائمة
ّشجرة ّ
وك ّ %ل ما يك%%ون في ه%%ذه المدينة لَباقي %ةٌ دائم %ةٌ ال َيف%%نى .وأنت لو ت%%دخل ب%%إذن اهلل في ه%%ذه الحديقة ۱۰۷
ب أب%%داً ،وك%%ذلك قمرها %وأفالكها
ف وال َت ْغ ُر ُ
الزوال بحيث ال تُ ْك َس ُ
العالية المتعالية لَتجد شمسها في قطب ّ
وأب ُح ُرها وكّ % % % %ل ما فيها وبه %% % %ا .وإ ّني فواهلل الّ %% % %ذي ال إله إالّ هو لو أذكر لك ب %% % %دايع
وأنجمها وأ ْشُ % % % %ج ُرهاْ %
أوصاف
61
الدائمة ،ولكن
ب فؤادي لهذه المدينة الطّّيبة ّ ٍ%
يومئذ إلی آخر الّذي ال آخر له ما َي ْف َرغُ ُح ُّ هذه المدينة من
األسرار في اإلجهار من دون ٍ
إذن من اهلل ُ ظهَ ُر
طالب ،ولئالّ تَ ْ
أختم القو َل لضيق الوقت وتعجيل ال ّ
المقتدر القهّار.
%أن الواصل في ه %%ذه المقام %%ات والمس %%افر %في ه %%ذه األس %%فار لو يناله في ال ّس% %بيل من
ثم اع %%رف ب ّ %
ّ ۱۰۹
ِ
ك ْب ٍر أو غرور لَيهلك في الحين ،ويرجع %إلی قَدم ّ
األول من دون أن يعرف ذلك.
وعالمة الواص%%لين والمش%%تاقين في ه%%ذه األس%%فار أن ُيخفض%%وا جن%%احهم للّ%%ذين آمن%%وا باهلل وآيات%%ه،
خضعوا %ذواتهم للّذين استقروا على ر ْفر ِ نجعوا أنفسهم للّذين استقربوا %إلی اهلل ومظاهر جماله ،وي ِ
ف َ َ ّ ُ َ وي ِ ُ
ُ
62
أمر اهلل وعظمته.
ألنهم لو يتع %%ارجون إلى غاية القص %%وى في س %%لوكهم إلى اهلل ووص %%ولهم %إليه لن يص %%لوا إالّ إلى ّ ۱۱۰
تت لهم وما ُخِلقَ ْ
%ارج ّن إلی مقام %%ات الّ %%تي ما قُ %ِّ %د َر ْ ِ
%دتهن ،فكيف َيق%%%د ُر ّن أن يتعُ %%مق%ّ %%ر الّ%%%ذي ُخلقَت في أفئّ %%
لش%%أنهم؟ ولو يس%%افرون من األزل إلى األبد لن يص%%لوا إلی قطب الوج%%ود ومركز %الموج%%ود الّ%%ذي ج%%رى
بحور العظمة وعن يساره شطوطُ القدرة .ولن يقدر أح%ٌ %د أن ي%%نزل ِبفنائ%%ه ،وكيف إلی مقام%%ه؟ عن يمينه ُ
الن%%ار .فكيفالن%%ار ،ويمشي في ه%%واء ّ الن%%ار في ك%%رة ّ
ي علی بحر ّ وهو ك%%ان س%%اكناً في ُفْل%ِ %ك ّ
الن%%ارَ ،وَي ْسِ %ر ْ
ب بها ،وإ ْن َي ْق ُر ْبها لَيحترق في الحين.
النار أو َي ْق ُر َ
يقدر َم ْن ُخلق باألضداد أن يدخل في ّ
%أن ه%ذا القطب األعظم لو يقطع خيط َ%م%دده عن كّ %ل َمن في ال ّس%موات واألرض لتنع%دم
اعلم بّ %
ثم ْ ّ ۱۱۱
يظنون في أنفسهم ،وتعالی%
عما ّ
رب األرباب .فسبحان اهلل ّ
هن ،فسبحان اهلل! كيف يصل التّراب إلی ّ
كلّ ّ
عما هم يذكرون.
ّ
63
الحب بحيث
ّ إن ال ّس%الك يتع%ارج إلی مق%ام الّ%ذي ال غاية له فيما قُ ّ%در ل%ه ،ويجد في قلبه ن%ار
َبلَىّ ، ۱۱۲
حبه م%%والهُ وإ قباله إلی بارئ%%ه ،بحيث
يأخذ زم%%ام االختي%%ار عن ه%%ؤالء األخي%%ار .وفي كّ %ل حين ي%%زداد في ّ
عدي%%ة ،وك%%ان له مأل ال ّس %موات واألرض من اللؤلؤ الب ّ
ربية وهو في مغ%%رب ُ لو ك%%ان م%%واله في مش%%رق القُ ّ
ص%فراء لَينفق وي%%ركض بعينيه ِليصل إلی أرض التّي ك%%ان المقص%%ود فيه%%ا .ولو تجد الحم%%راء والّ %ذهب ال ّ
اب ُمفتَ ٍرّ .إنا ِل َم ْن ُيظهره اهلل في قيامة األخرى ،وإ ّنا به لَ ُم ْب َعثُْو َن.
بأنه ك ّذ ٌ
فاعلم ّ
ْ السالك بغير ذلك ّ
األي%%ام لما ما كش %%فنا ِ
الغط %%اء عن وجه األمر وما ظهرنا %للعب %%اد ثم %%رات ه %%ذه المقام %%ات وفي تلك ّ ّ ۱۱۳
التّي ُمنعنا عن إظهارها ،لذا تجدهم في ُسكران الغفلة ،وإ الّ لو ُكشف لك ّل َمن على األرض أق ّل من َس ّم
اإلبره من هذا المقام لَتشهد كيف يجتمعون في ِفناء رحمة اهلل ويركضون من ك ّل األط%%راف %للبل%%وغ إلی
عزة اهلل ،ولكن أخفينا ِلما ذكرنا من قب ُل ،وِليمتاز المؤمنون عن ِ
المنكرين ف ّ ساحة القرب في َر ْف َر ِ%
64
القيوم.
قوة إالّ باهلل المهيمن ّ
والمقبلون عن المعرضين ،وأقول ال َح ْو َل وال ّ
ك من ه%% %ذا المق%% %ام إلی مدينة التّي لم يكن لها من اس%ٍ % %م وال رس%ٍ % %م وال ذك%ٍ % %ر وال ويس%% %ترقي ال ّس % %ال ُ ۱۱٤
%مس الغيب عن أفق الغيب .ولها ِ ِ % ٍ
بحور الق َ%دم وت%دور في ح%ول الق َ%دم وتُش%رق فيها ش ُ صوت ،تَجري فيها ُ
يطلعن من بحر الغيب وي%%دخلن في بحر الغيب .وإ ّني ما أق%%در أفالك من نفسها وأقمار من نورها %كلّهن ِ
ّ
عما قُ %ّ % % %در فيها وال يطّلع على أس %% % %رارها أح %ٌ % % %د إالّ اهلل ومظ %% % %اهر %نفس %% % %ه ،إ ْذ هو خالقها
أن أذكر رش %% % %حاً ّ
ومبدعها.
ُ
بأنا حين الّ%%ذي أردنا أن نتع%ّ %رض بتلك الكلم%%ات وكتبنا %بعض%%ها أردنا ب%%أنْ نف ّس %ر لجنابك
اعلم ّ
ثم ْ
ّ ۱۱٥
%بيين وعب %%ارات المر َس%%لين بنغم %%ات المق %ّ %ربين و َرَب%%واتَّ %
المقدس %%ين، النّ %
كّ %%ل ما ذكرنا من قبُ %%ل من كلم %%ات ّ
َ َ
المهلة من هذا المسافر الّذي جاء من عندكم وكان َعجوالً في األمر
ولكن ما وجدنا الفرصة وما شهدنا ُ
الح ْكم ،ل%%ذا قد اقتص%%رنا واكتفينا وما أتممنا ذكر األس%%فار بتمامها وما ينبغي لها ويليق به%%ا،
وراكض%اً %في ُ
بل تركنا ذكر
65
اَألعلََي ْي ِن في
الرافع إلی مق%%%ام الّ %%ذي تركنا ذكر ال َّس% %فَرين ْ
العظمى ،وبلغ تعجيل ّ
م%%%دائن الك%%%برى وأس%%%فار ُ
والرضاء.
التّسليم ّ
أن جنابك لو تُف ّكر في ه%% %ذه الكلم %%%ات المختص %%%رات %لَتع%% %رف ك%َّ % %ل العل%% %وم وتصل إلی ِذروة
ولو ّ ۱۱٦
كل الوجود %من المشهود والمفقود. المعلوم ،وتقول :يكفي َّ
رب
ونق%% % % % %ول :الحمد هلل ّ
()67
المحبة لتق%% % % % %ول :هل ِم ْن َمزي%% % % % %د،
ّ ولكن لو تجد في نفسك ح%% % % % %رارة ۱۱۷
العالمين.
66
الهوامش
صفحة خالية
اإلنجليزية المنشورة سنة .2002
ّ مقدمة الطّبعة
مترجمة عن ّ (*)
محمد الع%ّ %زاوي ،من
رب%%اني ،ترجمه ال%ّ %دكتور ال ّسّ%يد ّ
ولي أمر اهلل ش%%وقي أفن%%دي ّ
الق%%رن الب%%ديع %،من آث%%ار حض%%رة ّ ()1
البهائية في البرازيل ،نوروز 159ب2002/م؛ ص.138
ّ النشر
منشورات دار ّ
والعربي%%ة ،هوفم%%ايم ،ألماني%%ا155 ،ب1998/م؛
ّ البهائية بالفارس%ّ %ية
ّ المركزية لنشر اآلث%%ار
ّ كت%%اب اإليق%%ان ،اللّجنة ()2
ص.17
قارن مع القرآن .3:67 ()3
قارن مع القرآن .35:24 ()4
إنجيل متّى.19:24 : ()5
قارن مع إنجيل متّى .31-29:24 ()6
إنجيل مرقس .19:13 ()7
قارن مع إنجيل لوقا .28-25:21 ()8
يوحنا .27-26:15
إنجيل ّ ()9
يوحنا .26:14
إنجيل ّ ()10
69
يوحنا .6-5:16
إنجيل ّ ()11
يوحنا .7:16
إنجيل ّ ()12
يوحنا .13:16
إنجيل ّ ()13
األئمة المعصومين عند ال ّشيعة.
إشارة إلى ّ ()14
أي المسيح. ()15
قارن مع إنجيل متّى 35:24؛ وإ نجيل مرقس 31:13؛ وإ نجيل لوقا .33:21 ()16
ولكنه يخسر في نهاية األمر.
ضد حضرتهّ ،
الد ّجال يظهر عند ظهور القائم الموعود ليقوم ّ
أن ُّيعتقد ّ ()17
شخصية أخرى ُيعتقد ّأنها ترفع راية الطّغيان بين م ّكة ودمشق عند ظهور القائم الموعود.
ّ ()18
القرآن.43:16 : ()19
ساحر في بالط فرعون زمن موسى. ()20
القرآن6:83 :؛ .89:2 ()21
األئمة المعصومين عند ال ّشيعة.
إشارة إلى ّ ()22
القرآن .2-1:29 ()23
القرآن .156:2 ()24
القرآن .69:29 ()25
القرآن .282:2 ()26
علي بن أبي طالب.
حديث لإلمام ّ ()27
نفسه.
ُ ()28
القرآن .30:30 ()29
القرآن .23:48 ()30
القرآن .3:67 ()31
70
القرآن .110:17 ()32
القرآن .3:57 ()33
محمد المهدي ابن اإلمام الحسن العسكري.
اإلمام الثّاني عشر ّ ()34
يعية ،فالم%%دينتان %التّ%%وأم – جابلقا وجابلصا – هما محّ %ل إقامة اإلم%%ام الغ%%ائب المنتظر الّ%%ذي
الرواي%%ات ال ّشّ %
حسب ّ ()35
سيظهر في يوم القيامة.
محمد.
النبي ّ
أي ّ ()36
القرآن .40:33 ()37
القرآن .2:13 ()38
القرآن .50:74 ()39
قارن مع القرآن .5:13 ()40
القرآن .7:11 ()41
القرآن .185:3 ()42
القرآن .97:16 ()43
القرآن .169:3 ()44
نبوي.
ّ حديث ()45
القرآن .179:7 ()46
قارن مع القرآن 109:9؛ .103:3 ()47
القرآن .122:6 ()48
يوحنا .7-5:3
إنجيل ّ ()49
يوحنا 16-14:1؛ 18:2؛ .15:19
قارن مع ّ ()50
قارن مع القرآن 41:80؛ .24:83 ()51
القرآن .112:11 ()52
71
قارن مع إنجيل لوقا .53:12 ()53
قارن مع القرآن .4:1 ()54
القرآن .48:14 ()55
القرآن .5:14 ()56
قارن مع القرآن .23:21 ()57
من حديث لإلمام علي بن أبي طالب. ()58
بيت البن الفارض في ديوانه. ()59
نفسه. ()60
قارن مع القرآن 61:10؛ .3:34 ()61
حديث نبوي. ()62
بيت البن الفارض في ديوانه. ()63
قارن مع القرآن .10:39 ()64
القرآن .156:2 ()65
القرآن .130:4 ()66
قارن مع القرآن .30:50 ()67
72