You are on page 1of 4

‫مقالة بعنوان‬

‫الكسب الحالل واإلنفاق المشروع‬

‫االسم ‪ :‬مالك محمد معتوق‬

‫رقم القيد ‪20021006 /‬‬

‫الكلية ‪ /‬كلية التربية‪+‬‬

‫القسم ‪ /‬اللغة العربية‬

‫ه ‪0928121645 /‬‬

‫الكسب الحالل واإلنفاق المشروع‬

‫ال يخفي علي الجميع تغير ظروف الحياة وصعوبتها ‪ ,‬وهو ما أدى الى ‪ ,‬أن بعض‬
‫أبناء المجتمع ال يعلم من أين يأتى ماله وفيما ينفقه ‪ ,‬هل يأتى على الوجه المشروع‬
‫الذي أقره الدين اإلسالمي ؟ وهل أنفقه في هذا االتجاه ذاته ؟‬

‫سؤال أطرحه على القارئ ولعلي فيما أعرضه من حديث فيه بعض الجواب ‪:‬‬

‫بداية لم يغفل الدين االسالمي الحنيف موضوع الكسب الحالل واالنفاق المشروع ‪,‬‬
‫فمن أسس التنظيم المالي في اإلسالم أنه حارب الفقر والضعف والخمول وأقر‬
‫الكسب الحالل وحرم المال من طريق غير مشروع ‪ ,‬وفرض علي كل فرد من‬
‫أبنائه أن يعمل ليكسب بسعيه وجده ما يدبر به شؤون نفسه ‪ ,‬وجعل أبواب الرزق‬
‫ميسرة لكل فرد ‪ ,‬بحيث اليكون المسلم عبئا علي غيره بقعوده عن طلب الرزق ‪,‬‬
‫قال تعالي ‪ (( :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه‬
‫وإليه النشور ))‬

‫وعن جابر بن عبدهللا رضي هللا عنهما قال ‪ (( :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -:‬أيها الناس اتقوا هللا وأجملو في الطلب ‪ ,‬فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي‬
‫رزقها ‪ ,‬وإن أبطا عنها فاتقوا هللا وأجملو في الطلب خذوا ماح ّل ودعوا ما حرم ))‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 2144‬وصححه االلباني ‪.‬‬

‫أيها المسلمون إن هللا تعالى كما أمر باكتساب المال وأخذه من الحالل نهى كذلك عن‬
‫تناوله من الحرام كالسرقة والنهب والرشوة والقمار والمراهنات واالحتيال والغش‬
‫والتعامل بالربا بطرقه القديمة والحديثة ‪ ,‬والربا من أكثر طرق االكتساب المحرمة‬
‫التي ع ّم بالؤها في مجتمعاتنا اليوم ‪.‬‬

‫قال تعالى ((يأيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم‬
‫تفعلوا فأذنوا بحرب من هللا ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ال تظلمون وال‬
‫تظلمون ))‬

‫وقال تعالي ((يا أيها الذين امنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ))‬

‫وقال عليه الصالة والسالم لسعد بن أبي وقاص ‪:‬‬

‫(( يا سعد اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف‬
‫باللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل هللا منه عمل أربعين يوما ً وأيما عبد نبت لحمه من‬
‫سحت فالنار أولى به ))‬

‫ومصادر الكسب حالل التي حرص اإلسالم على تحصيل المال عن طريقها متعددة‬
‫ومنها الزراعة والصناعة ومجال االنتاج والوظيفة ‪ ,‬وكما حرص االسالم على‬
‫كسب المال من طرقه المشروعة ‪ ,‬فقد حرص أيضا على تنظيم انفاقه فأمر بحسن‬
‫تدبيره وعدم تبذيره ‪,‬قال تعالى ‪(( -:‬وال تجعل يدك مغلولة إلي عنقك وال تبسطها‬
‫كل البسط ))‬

‫وقال تعالى ((وال تبذر إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ))‬

‫وكذلك أمر اإلسالم بانفاقه في وجوهه المشروعة من توفير ضروريات المعيشة في‬
‫المأكل والمشرب والملبس والمسكن وقضاء المطالب التعليمية والصحية‬
‫واالجتماعية والترفيهية في نطاق الدين وفي حدود االعتدال ‪ ,‬قال تعالى (( يأيها‬
‫الذين آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل هللا لكم وال تعتدوا إن هللا ال يحب المعتدين ))‬

‫وعلى ذكر المال ينبغي أن يكون من أوجه الحالل ‪ ,‬فاالنسان ليس بكثرة ماله‬
‫وعياله ولكن بحسن أقواله و أفعاله ‪ .‬فهناك يعض الناس من أجل الحصول علي‬
‫المال يبيعون بعضهم ودينهم وكرامتهم ‪ ,‬والرسول عليه الصالة والسالم يقول ‪ :‬وهللا‬
‫مالفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم هذه الدنيا متنافسوه كما تنافسها الذين من‬
‫قبلكم فأهلكتهم ‪.‬‬

‫فما كان من ضروب المعامالت بين الناس ما يحيد عن المصلحة ويجافي العدالة في‬
‫واقعنا فإن القوانين التي نظمها التشريع اإلسالمي كفيلة بتنظيم المعامالت المالية‬
‫بين الناس ‪ ,‬وراعى في تنظيمها أساسين هما المصلحة والعدالة ‪ ,‬ويمكنني القول بأن‬
‫كل ما أمربه اإلسالم من صور المعامالت ينتفي فيه الظلم وتتحقق فيه العدالة بين‬
‫المتعاملين ‪ ,‬وأقول إن كسب الحالل (الطيب ) وأكل الطيبات دليل على شرف‬
‫النفوس وعزتها ‪,‬وهو سبب للبركة في الجسم والعمر والمال واألهل واألوالد ‪ ,‬وهو‬
‫سبب لطيب أفعال صاحبه ‪ ,‬و تحسين أخالقه ومعامالته ‪ ,‬وهو بوابة لدخول واحات‬
‫الراحة واالطمئنان والعيش الهني‪ ,‬كما إنه وراء محبة الناس ‪ ,‬وثقتهم لصاحبه‬
‫واحترامه و أئتمائه والثقة به وسالمة سمتعه بينهم ‪.‬‬
‫إن الكسب الطيب وانفاقه في الوجوه الطيبة نجاة في الدنيا واآلخرة ‪,‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم (ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ‪ :‬عن عمره‬
‫فيما أفناه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسده‬
‫فيما أباله ) (( صحيح الترمذي ))‬

‫ومن وجهة نظري فإنه يجب على صناع القرار في هذا البلد المسلم سن القوانين‬
‫التي تتوافق مع الشريعة االسالمية بخصوص المعامالت بين الناس وتطبيقها‬
‫وتوعية أبناء المجتمع بها ‪.‬‬

‫بالتوفيق والسداد‬

You might also like