You are on page 1of 26

‫رئيس الجمهورية في التنظيم اإلداري التونسي حسب دستور‬

‫‪2014‬‬
‫الطالب ‪ :‬عمار نايلي‬
‫المادة ‪ :‬التنظيم اإلداري‬
‫األستاذ المشرف ‪ :‬األستاذ عاطف الرواتبي‬
‫المقدمة ‪:‬‬

‫• يرتكز التنظيم االداري التونسي على اإلدارة المركزية واإلدارة الالمركزية تحتوي اإلدارة‬
‫المركزية على مجموعه من األجهزة المركزية وهي اساسا جهاز رئاسة الحكومة وجهاز‬
‫رئاسة الجمهورية يعد هذا األخير أحد رأسا السلطة التنفيذية من خالل ما يتمتع به من‬
‫صالحيات وفي هذا االطار يندرج الموضوع رئيس الجمهورية في التنظيم اإلداري التونسي‬
‫حسب دستور ‪2014‬‬
‫تعريف المصطلحات‬
‫التنظيم اإلداري‬

‫• إرتبط مصطلح التنظيم اإلداري باألجهزة التنفيذية في الدولة الحديثة‪ .‬وعرف ليونارد وايت‬
‫التنظيم اإلداري بأنه جميع العمليات التي من شأنها تنفيذ السياسة وتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫• اما الرئيس على المستوى القانوني فهو كل من يمارس السلطة على مجموعه او جماعه اما‬
‫عباره الجمهورية المنسوبة للرئيس فتدل على وجوب ان يكون النظام السياسي نظام‬
‫جمهوري يعبر عن سياده الشعب من خالل اختياره للرئيس ويكون ذلك على اساس‬
‫المشروعية ال الملكية‬
‫• كما عرفه المشرع صلب الفصل ‪ 72‬من دستور ‪« 2014‬رئيس الجمهورية هو رئيس‬
‫الدولة ورمز وحدتها يضمن استقاللها واستمراريتها ويسهر على احترام الدستور»‬
‫• ظهرت مؤسسه رئاسة الجمهورية في تونس بتاريخ اعالن الجمهورية في ‪ 25‬جويلية‬
‫‪1957‬وانتخاب الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا لها وشهدت هذه المؤسسة عدة التغييرات‬
‫بخصوص صالحياتها االدارية حيث ارسى دستور ‪ 1959‬نظام رئاسي يقوم على مبدا‬
‫وحده السلطة التنفيذية حيث يكون فيه رئيس الدولة المكلف الوحيد بكامل الوظيفة االدارية ثم‬
‫احدثت خطة الوزير األول وتم دسترة هذه الخطة بتنقيح دستوري في ‪ 8‬افريل ‪1976‬‬
‫وهو ما دعم صالحيات االدارية للوزير االول على حساب صالحيات رئيس الجمهورية‪ ,‬ثم‬
‫بعد ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1987‬وبمقتضى التنقيح الدستوري ‪ 25‬جويلية ‪ 1988‬اعيدت الصالحيات‬
‫اإلدارية لرئيس الجمهورية من خالل استرجاع صفه رئيس اإلدارة‪ ,‬وبعد احداث ‪ 14‬جانفي‬
‫‪ 2011‬وبمقتضى دستور ‪ 2014‬تم القطع مع النظام الرئاسي وارساء نظام سياسي شبه‬
‫برلماني حافظ على االزدواجية الوظيفية للسلطة التنفيذية تميزت باستحواذ اغلب‬
‫الصالحيات اإلدارية لرئيس الحكومة مقابل محدوديتها لرئيس الجمهورية‪.‬‬
‫• إختلفت اآلراء الفقهية حول الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في تونس خاصة بعد دستور‬
‫‪ 2014‬فيرى البعض أن دور رئيس الجمهورية هو مجرد دور شرفي فيما يرى الشق‬
‫المخالف أن رئيس الجمهورية هو أحد رأسا السلطة التنفيذية ويتمتع بصالحيات ال بأس بها‬
‫ويلعب دور رئيسي في النظام السياسي التونسي وفي التنظيم اإلداري ‪...‬‬
‫• نظرا للتحديات التي يوجهها النظام السياسي التونسي الحالي وجب تحديد الصالحيات‬
‫اإلدارية لرئيس الجمهورية حتى يتم لتحديد المسؤوليات القضائية او السياسية وضمان دوله‬
‫القانون‬
‫• من خالل ما سبق ذكره يتنزل االشكال ‪...‬‬
‫أي دور لرئيس الجمهورية في التنظيم اإلداري التونسي في‬
‫دستور ‪ 2014‬؟‬

‫• سنجيب على هذه اإلشكالية من خالل التعرض في الجزء االول للدور التنفيذي لرئيس‬
‫الجمهورية في الحالة العادية و في الجزء الثاني للدور اإلعتراضي لرئيس الجمهورية‬
‫في الحالة اإلستثنائية‬
‫الدور التنفيذي لرئيس الجمهورية في الحالة العادية‬

‫تعتبر رئاسة الجمهورية من أهم مؤسسات الدولة وهي تعتبر أحد رأسي السلطة التنفيذية كما‬
‫نص دستور ‪ 2014‬الذي منح رئاسة الجمهورية عدة صالحيات تنفيذية وسنبين ذلك من‬
‫خالل التطرق للصالحيات الفردية لرئيس الجمهورية وكذلك الى الصالحيات المشتركة‬
‫لرئيس الجمهورية‬
‫أ‪ -‬الصالحيات الفردية لرئيس الجمهورية‬

‫• لم يعد رئيس الجمهورية يتمتع بالسلطة الترتيبية العامة التي تجعل منه رئيسا لإلدارة فقط اسند له دستور‬
‫‪ 2014‬بعض الصالحيات اإلدارية المخففة منها‬
‫‪‬تمثيل الدولة‬
‫‪‬العفو الخاص‬
‫‪ ‬ضبط السياسات العامة في مجال الدفاع والعالقات الخارجية واالمن القومي بعد استشاره رئيس الحكومة‬
‫ف‪77‬‬
‫‪ ‬التعيينات واالعفاءات في الوظائف العليا العسكرية بعد استشاره رئيس الحكومه‪78‬‬
‫‪‬يراس مجلس الوزراء في مجال الدفاع والخارجية واالمن القومي الفصل ‪94‬‬
‫‪‬يعين ويعفي بأمر رئاسي‪ :‬مفتي الجمهورية الوظائف العليا برئاسة الجمهورية والمؤسسات‬
‫التابعة‬
‫‪‬منح جواز السفر الدبلماسي‬
‫‪‬إعالن حالة الطوارئ‬
‫‪‬كل هذه الصالحيات هي صالحيات مخففه مقارنه بالصالحيات اإلدارية التي يتمتع بها‬
‫رئيس الحكومة‬
‫ب‪-‬صالحيات مشتركة لرئيس الجمهورية‪:‬‬

‫‪‬تعيين محافظ البنك المركزي باقتراح من رئيس الحكومة وبعد مصادقه األغلبية المطلقة‬
‫ألعضاء مجلس نواب الشعب ‪78‬‬
‫‪‬يشارك رئيس الجمهورية في تكوين الحكومة من خالل التشاور مع رئيس الحكومة بالنسبة‬
‫لوزارتي الخارجية والدفاع ‪ 89‬كذلك بالنسبة لإلقالة ‪92‬‬
‫‪‬يقترح احداث او تعديل او حذف المؤسسات والمنشئات العمومية والمصالح اإلدارية وضبط‬
‫اختصاصها وصالحياتها في حدود تلك الراجحة له بالنظر ‪92‬‬
‫‪‬إعالن الحرب وإبرام السلم بعد موافقة مجلس نواب الشعب بأغلبية ثالثة أخماس أعضائه‪،‬‬
‫رئيسي مجلس نواب الشعب والحكومة‪ ،‬على أن ينعقد‬
‫ْ‬ ‫وإرسال قوات إلى الخارج بموافقة‬
‫المجلس للبت في األمر خالل أجل ال يتجاوز ستين يوما من تاريخ قرار إرسال القوات‬
‫• في هذا اإلطار يجب اإلشارة إلى ضرورة وجود تناغم بين رأسي السلطة التنفيذية أل ّن‬
‫االختالف في تأويل بعض الصالحيات والمسائل المتداخلة بين رئيس‬
‫الجمهورية ورئيس الحكومة "قد يؤدي إلى تعارض في المواقف وإلى تعطيل‬
‫دواليب الدولة حين يرفض كل طرف موقف يتبناه الطرف اآلخر"‪.‬‬
‫الجزء الثاني ‪ :‬دور إعتراضي لرئيس الجمهورية في الحالة‬
‫اإلستثنائية‬
‫نقصد بالدور اإلعتراضي لرئيس الجمهورية مسؤولية رئيس الجمهورية أمام الشعب كونه‬
‫الضامن لوحدة الدولة وإلحترام دستورها وكونه منتخب إنتخابا مباشرا من الشعب فهذه‬
‫المسؤولية المحمولة على رئيس الجمهورية والتي أسس لها دستور جانفي ‪ 2014‬تمنح‬
‫لرئيس الجمهورية صالحيات إستثنائية تمكنه من التصدي ألي إمكانية تغول من طرف‬
‫الحكومة أو من طرف البرلمان ويكرس دستور ‪ 2014‬هذا الدور اإلستثنائي لرئيس‬
‫الجمهورية في فصله ال ‪80‬‬
‫ويتجسد ذلك من خالل الصالحيات الواسعة التي يمنحها الدستور لرئيس الجمهورية في الحالة‬
‫اإلستثنائية ولكن ال بد من اإلشارة إلى الحدود الواردة على صالحيات رئيس الجمهورية على‬
‫الحالة اإلستثنائية‬
‫أ‪ -‬صالحيات واسعة لرئيس الجمهورية في الحالة اإلستثنائية‬
‫• يكون ذلك عند تهاوي المرافق العمومية ووجود خطر يهدد السلم اإلجتماعي حيث نص‬
‫الدستور في فصله ‪ 72‬على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدتها يضمن‬
‫إستقاللها وإستمراريتها ويسهر على إحترام الدستور ‪.‬‬

‫• جاء في الفصل ‪ 80‬من الدستور ‪ :‬لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن‬
‫وأمن البالد واستقاللها‪ ،‬يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة‪ ،‬أن يتخذ التدابير التي‬
‫تحتمها تلك الحالة االستثنائية‪ ،‬وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب‬
‫الشعب وإعالم رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬ويُع ِل ُن عن التدابير في بيان إلى الشعب‪.‬‬
‫• إحتلفت القراءات الفقهية للفصل ‪ 80‬من الدستور مع غياب محكمة دستورية للفصل في مثل‬
‫هذه المسائل‬
‫• تم إعمال الفصل ‪ 80‬من قبل رئيس الجمهورية التونسية في ‪ 25‬جويلية ‪ 2021‬ومع وجود‬
‫هذا المثال التطبيقي يمكن أن نستخلص منه جملة التدابير اإلستثنائية التي يمكن لرئيس‬
‫الجمهورية أخذها ‪...‬‬
‫• إذن يمكن لرئيس الجمهورية في حالة الخطر الداهم ‪:‬‬
‫‪ .1‬تجميد كل إختصاصات المجلس النيابي‬
‫‪ .2‬تولي رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة معين من‬
‫قبل رئيس الجمهورية ويكون مسؤوال أمامه‬
‫‪ .3‬يمكن لرئيس الجمهورية إعفاء رئيس الحكومة‬
‫‪ .4‬يصدر رئيس الجمهورية مراسيم‬
‫‪ .5‬يتولى رئيس الجمهورية تعيين أعضاء الحكومة بإقتراح من رئيس الحكومة‬
‫ب‪ -‬الحدود الواردة على صالحيات رئيس الجمهورية في‬
‫الحالة اإلستثنائية‬
‫• جاء بالفصل ‪ 80‬في فقرته الثانية ‪:‬‬
‫حيث تهدف هذه التدابير لتأمين عودة السير العادي لدواليب الدولة في أقرب اآلجال ‪.‬‬
‫ي ثالثين يوما على سريان هذه التدابير‪،‬‬ ‫كما نص الفصل ‪ 80‬في فقرته الثالثة أنه ‪ :‬وبعد مض ّ‬
‫وفي كل وقت بعد ذلك‪ ،‬يعهد إلى المحكمة الدستورية بطلب من رئيس مجلس نواب الشعب أو‬
‫البت في استمرار الحالة االستثنائية من عدمه‪ .‬وتصرح المحكمة بقرارها‬ ‫ثالثين من أعضائه ُّ‬
‫عالنية في أجل أقصاه خمسة عشر يوما‬
‫هنا يجدر اإلشارة أنه ومع عدم وجود فعلي للمحكمة الدستورية تختلف تأويالت الفقرة الثالثة‬
‫من الفصل ‪ 80‬حيث يرى بعض الخبراء في القانون أن القرار هنا يرجع لمجلس النواب‬
‫للنظر في مواصلة الحالة اإلستثنائية من عدمه ويبرر متبنو هذا التوجه كون مجلس نواب‬
‫الشعب هو من يصادق على أعضاء المحكمة الدستورية ومع غياب المحكمة الدستورية يصبح‬
‫مجلس النواب هو من يقرر تواصل العمل باإلجراءات اإلستثنائية من عدمه‬
‫• في المقابل يرى شق آخر أنه ومع غياب المحكمة الدستورية يكون قرار مواصلة سريان‬
‫اإلجراءات اإلستثنائية من عدمه وذلك في إطار الصالحيات الواسعة التي يمنحها له الفصل‬
‫‪ 80‬من الدستور‬
‫• كما نص الفصل ‪ 80‬أنه وفي كل الحاالت ال يمكن المواصلة في الحالة اإلستثنائية حيث‬
‫جاء في فقرته األخيرة ‪ :‬ويُنهى العمل بتلك التدابير بزوال أسبابها‪ .‬ويوجه رئيس الجمهورية‬
‫بيانا في ذلك إلى الشعب‪.‬‬
‫• مع اإلشارة إلى أن بعض المختصين في القانون وصفوا هذه اإلجراءات التي قام بها رئيس‬
‫الجمهورية باإلنقالب على الشرعية وعلى الدستور‬
‫• في المقابل وجود رأي مخالف يرى الشعب هو صاحب السيادة من حيث المبدأ و إذا‬
‫تعارض المبدأ مع اإلجراءات المتعلقة بتطبيقه يقتضي ذلك تغليب المبدأ على األشكال‬
‫واإلجراءات‬
‫• على عكس الدور التنفيذي لرئيس الجمهورية الذي يتطلب وجود تناغم بين رئيس الجمهورية‬
‫ورئيس الحكومة والبرلمان فإن الدور اإلعتراضي لرئيس الجمهورية يتطلب وجود مسافة‬
‫في عالقة رئيس الجمهورية باألغلبية البرلمانية وبالحكومة ألن عكس ذلك يعني أن رئيس‬
‫الجمهورية هو مركز القرار التشريعي بما أن الدستور يخول له الحق في المبادرة التشريعية‬
‫ومع وجود برلمان موالي يتعطل جزء من التوازن العام للدستور في عالقته بالدور‬
‫اإلعتراضي لرئيس الجمهورية‬
‫المراجع‬
‫‪‬المراجع العامة ‪:‬‬
‫• رافع بن عاشور ‪ ،‬المؤسسات و النظام السياسي بتونس ‪،‬‬
‫• الحبيب خضر ‪ ،‬الوجيز في شرح الدستور‬
‫• معتز القرقوري ‪ ،‬النظام السياسي التونسي‬
‫‪ ‬المحاضرات ‪:‬‬
‫‪ .‬محاضرات األستاذ عاطف الرواتبي سنة أولى ماجستير قانون الجماعات المحلية ‪ ،‬مادة التنظيم‬
‫اإلداري‬
‫محاضرات األستاذ كريم شياتة سنة ثانية قانون عام ‪ ،‬مادة التنظيم اإلداري‬
‫‪ .‬محاضرات األستاذة راقية الشرفي سنة ثانية قانون عام ‪ ،‬مادة التنظيم اإلداري‬
‫النصوص القانونية المعتمدة ‪:‬‬

‫دستور الجمهورية التونسية لسنة ‪2014‬‬ ‫•‬


‫دستور ‪1959‬‬ ‫•‬
‫األمر الحكومي عدد ‪ 70‬لسنة ‪ 2017‬المؤرخ في ‪ 19‬جانفي ‪ 2017‬المتعلق بمجلس األمن القومي‬ ‫•‬
‫العفو الخاص ‪ :‬الفصول من ‪ 371‬إلى ‪ 375‬من مجلة اإلجراءات‬ ‫•‬
‫الفصل ‪ 3‬من األمر عدد ‪ 564‬لسنة ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 15‬ماي ‪ 1989‬المتعلق بجواز السفر‬ ‫•‬
‫الدبلوماسي‪.‬‬
‫األمر عدد ‪ 50‬لسنة ‪ 1978‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ 1978‬المتعلق بتنظيم حالة الطوارئ‪.‬‬ ‫•‬
‫• قانون عدد ‪ 32‬لسنة ‪ 2015‬مؤرخ في ‪ 17‬أوت ‪ 2015‬يتعلق بضبط‬
‫الوظائف العليا طبقا ألحكام الفصل ‪ 78‬من الدستور‬

You might also like