Professional Documents
Culture Documents
الفرق بين البحث الكمي والكيفي PDF
الفرق بين البحث الكمي والكيفي PDF
[]742
ملخص البحث:
غالبا ما يكون من الصعب اختيار تصميم للبحوث بني ادلنهج الكمي والنوعي ومدى العالقة
بينهما .ومع ذلك.
فإن ىذه الدراسة تسعى إىل بني مدى العالقة بني ادلنهج النوعي والكمي يف البحث االجتماعية
وشليزات كل النوعني وعيوهبما.
وكيفية استخدامهما يف اجملال البحث االجتماعي وكيف يتميز هبا البحث الكمي ىو أسلوب
يضع استنتاجات ذات داللة إحصائية عن رلتمع من خالل دراسة عينة سبثل ذلك اجملتمع.
البحث الكيفي ىو وسيلة للبحث والتقصي ادلعتمدة يف رلال العلوم االجتماعية والًتبوية ،ويف
أحباث السوق .يهدف الباحثون باستخدامها إىل التعمق يف فهم سلوك اإلنسان ،واألسباب اليت
ربكم ىذا السلوك.
مقدمة:
لقد كان ىناك نقاش واسع النطاق يف السنوات األخرية يف العديد من العلوم ،ال سيما العلوم
االنسانية واالجتماعية ،بشأن مزايا اجلمع بني ادلناىج الكمية والنوعية يف البحوث .وقد تباينت
ادلواقف اليت ازبذىا الباحثون ،فمن ىؤالء من رأى أن ادلناىج الكمية منفصلة عن ادلناىج الكيفية
سباما ،أي أنو ال ديكن للباحث أن خيلط بني ادلناىج الكمية والنوعية يف إطار دراسة واحدة.
بينما جاء موقف البعض األخر على النقيض من ذلك ،فقد ظهرت دعوى من العديد من الباحثني
الذين يعتقدون أن استخدام ادلناىج الكمية إىل جانب ادلناىج الكيفية يف ادلشاريع البحثية ،تعد من
ادلتطلبات البحثية إلعداد دراسات وحبوث أكثر قيمة ومصداقية .ومن ىؤالء الباحث الربيطانني (أالن
برديان ،وجوليا برينان) الذي رأوا أن اجلمع بني ادلناىج النوعية والكمية أفضل من استخدام كل منها
742
حدا.
على ً
ويف إطار استكشاف قضايا البحوث النوعية والكمية ،وسلتلف األشكال النوعية والكمية ،يبدوا أن
ىناك حاجة إىل النظر يف سلتلف األسئلة األنطولوجية وادلعرفية .اليت تستند عليها البحوث الكمية اليت
سبيل إىل استخدام على نطاق واسع االستبيانات ،للقيام بالتحليل االحصائي لعوامل االرتباط،
االضلدار ،والتباين ،وغريىا ،كأسلوب حبثي .إال أن األمر يف النهاية منوط بالباحث واختياره للمناىج
األنسب اليت تساعده على ربقيق أىدافو البحثية؛ ولذا رأى الباحث أن يسلط لضوء يف العالقة بني
ادلناىج الكمية والكيفية.
مشكلة البحث:
للبحث االجتماعي أساليب عدة يف رلال الًتبية استخدمت من قبل الباحثني يف أديباهتم وحبوثهم،
ويف إطار مشكلة البحث وحصرة يف رلال االجتماعي مث إتباع األساليب التالية (الكمي -الكيفي)
وقد اىتم الباحث بدراسة ىذا ادلوضوع وعده مشكلة حبثية بغية التعرف على واقع ىذه الدراسات
السابقة يف رلال االجتماعي من اجلانبني الكيفي والكمي ومن مث التعرف على مدى العالقة بني
ادلنهج الكمي والكيفي يف البحوث االجتماعية ومعرفة أىم ادلعاير ادلعتمدة يف اختيار أسلوبني يف
البحوث االجتماعية.
أهداف البحث:
-1التعريف باألسلوبني الكمي والكيفي يف البحث وخصائص كل منهما وظروف استخدامهما يف
البحوث االجتماعية.
-٣تقدمي بعض ادلقًتحات اليت قد تسهم يف ربسني التوجهات احلالية للبحوث االجتماعية وعلى
ذلك فإن الدراسة احلالية تطرح عددا من األسئلة وذبيب عليها وىي:
-1ما ادلقصود بادلنهج النوعي الكمي؟
-٢ما مدى العالقة بني ادلنهج الكمي والكيفي يف البحوث االجتماعية؟
742
مناهج البحث في العلوم االنسانية واالجتماعية
يعود مفهوم النهج يف البحوث األكادديية إىل رلموعة اخلطط واإلجراءات البحثية ،اليت تستند
اخلطوات فيها على االفًتاضات ،ومجع البيانات ،اليت يتم ربليلها وتفسريىا ،واليت تتضمن العديد من
القرارات ،من أجل تنظيمها ،ترتيبها ،وعرضها .وينطوي القرار على ادلنهج الذي ينبغي استخدامو
لدراسة موضوع البحث .وإجراءات التحقيق وىو ما يطلق عليو مسمى (تصميم البحوث) واليت ىي
عبارة عن خطة تبني الكيفية اليت سيتم هبا مجع البيانات وادلعلومات.
ولقد قدمت تعريفات عديدة دلفهوم ادلناىج يف البحث العلمي ومن أمهها ،أن ادلناىج ىي " :ىي
الًتتيب الصائب للعمليات العقلية اليت نقوم هبا بصدد الكشف عن احلقيقة والربىنة عليها.
إذ يستند اختيار هنج البحث أو الدراسة على طبيعة مشكلة البحث أو ادلسألة اليت جيري تناوذلا،
والتجارب الشخصية للباحث ،باإلضافة إىل طبيعة وخصوصيات رلتمع الدراسة .لذا فإنو من ادلتفق
عليو أن ادلناىج أو طرق البحث عن احلقيقة زبتلف باختالف ادلواضيع( .اجلوىري ،٢111 ،ص
.)٦٧
المنهج الكمي:
ادلنهجيات الكمية ىي تلك اليت يقًتح تطبيقها يف احلقول وادلوضوعات اليت تتمتع خباصيات ثالث :قابلية
ادلالحظة ،سببية واضحة ،وموضوعية عالية -وال نقول تامة اخلاصيات تلك ىي ما دييز موضوعات اور
وتبعا لذلك جيري إطالق اسم ادلناىج
مواد العلوم التجريبية (على أن نضع جانبًا العلوم الرياضية وادلنطقية)ً .
التجريبية (أو اإلمبرييقية على تلك اليت يقًتح أو ديكن تطبيقها على مادة أو موضوعات العلوم تلك.
أوىل ادلسامهات التارخيية يف تصميم منهج ذبرييب وضعي غري ذايت ىو ما قام فرنسيس بايكون يف
ثالثينات القرن السابع عشر حني وضع قواعد علمية ملموسة لكيفية مالحظة أو مراقبة ظاىرة ما
752
على ضلو موضوعي وعلمي ،وقد وضع جداول حلضور الظاىرة ،لغياهبا ،أو حلضورىا يف درجات ،إىل
شروط أخرى وضعت األساس للمنهج الكمي التجرييب احلديث.
بعد مسامهة بايكون ،تأيت مسامهة جون ستيوارت مل .وقد اقًتح مخسة مناىج يف أية مقاربة
علمية كمية سببية لعالقة ظاىرة بظاىرة أخرى منهج االتفاق ،منهج االفًتاق ،منهج االتفاق
معا ،منهج البواقي ،ومنهج التغريات ادلًتافقة (أيت سلسلتان من العلل وادلعلوالت).
واالفًتاق ً
أما ربويل مناىج البحث يف العلوم االجتماعية إىل مناىج علمية ذات نتائج موضوعية فهو
متأثرا بنجاحات
بعض ما ابتكره أوغست كونت يف أربعينيات القرن التاسع عشر ،حني زعم – ً
العلوم الطبيعية ونتائجها شبو الدقيقة -أنو باإلمكان مقاربة الظاىرة االجتماعية على ضلو علمي
کمي .وأىم من تابع اخلط العلمي الكمي ىذا ىر کلود برنارد عند هناية القرن التاسع عشر ومطلع
العشرين.
تستخدم مناىج البحث الكمي يف العلوم الطبيعية واالجتماعية وعلى ضلو أقل يف العلوم االنسانية
(التاريخ ،الفلسفة ،األخالق ،الدينيات ،الفنون ،إخل) (شيا ،٢11٩،ص.)٦
وتعريف منهج البحث الكمي فيجري باعتباره "البحث التجرييب ادلنهجي لظاىرة ديكن مالحظتها
على ضلو ما ،وتكميمها بواسطة أدوات إحصائية أو رياضية ،أو بواسطة تقنيات الكومبيوتر".
يعتمد ادلنهج الكمي على القيام بالبحث بشكل عملي من خالل استخدام اإلحصاءات،
واالستبيانات للحصول على النتيجة ادلطلوبة ،إذ يهتم جبمع النتائج ،والبيانات ،ويعرف ادلنهج الكمي
بأنو حبث يستند من خاللو الباحث على الظاىرة االجتماعية من خالل اتباع عدد من األساليب
اإلحصائية ،وعن طريق ىذا ادلنهج ديكن الربط بني ادلالحظة التجريبية والبحث الكمي ،وذلك من
خالل القياس ،ولكي يتأكد الباحث من صحة ادلقاييس اليت يستخدمها فعليو استخدام مقاييس
الصدق والثبات ،كما أن استخدام ادلنهج الكمي يتطلب منو تعريف ادلفاىيم اليت سوف يستخدمها
752
يف حبثو العلمي ،هبدف اختيار الفرضيات اليت ربدد من بداية البحث ،مث البدء دبرحلة مجع البيانات
وترتيبها ،وربليلها ربليالً إحصائياً للوصول إىل النتائج ادلرجوة( .العزاوي ،٢11٧ ،ص .)111
يتميز ادلنهج الكمي بأنو مناسب لعدد كبري من العلوم واجملاالت كعلم النفس ،واالقتصاد ،والتسويق،
يعد ادلنهج الكمي ادلنهج األفضل لدى كثري من الباحثني يف حال توفر معلومات عديدة عن ادلوضوع
من أىم عيوب ادلنهج الكمي التحيز والبعد عن احلياد ،حيث يعد ادلنهج الكمي من ادلناىج اليت قد
يتحيز الباحث خالذلا إىل الظاىرة اليت يقوم بدراستها ،كما أنو قد يتعرض ألخطاء يف القياس
وادلعاينة( :درويش٢11٤ ،م ،ص .)٧٤
المنهج الكيفي:
(أو النوعية كما نقول أحيانًا) ما أود الًتكيز عليو يف ىذه ادلقالة ىو ادلناىج وادلنهجيات الكيفية ،ال
الكمية.
أما السبب فألن الدراسات اليت تتناول ىذا الباب من ادلنهجيات ليست وفرية ،مع أهنا أقرب إىل
ادلادة اليت تتشكل منها العلوم اإلنسانية وبعض العلوم االجتماعية إذ لكل علم ،أو حقل اختصاص،
مادتو اخلاصة .وطبيعة مادة العلم ىي اليت ربدد على ضلو ما طبيعة ادلنهج واألدوات اليت تالئم ىذه
757
ادلادة ومواصفاهتا .إذ كيف تستخدم التجربة يف حقل ال ديكن إخضاعو بسهولة للتجربة واالختبار.
أو كيف تستخدم القياس أو الكم يف موضوعات ال ديكن قياسها أو تكميمها .األسباب غري الظاىرة
لفعل اجتماعي أو مثال ،قوة التقاليد والقيم كدافعني لسلوك فرد أو مجاعة .ىذه الصعوبات ىي اليت
دفعت العلماء إىل طلب منهجيات سلتلفة عما تعودنا تقليديًا ،أو ما أطلق عليها :ادلنهجيات الكيفية
ادلتميزة عن ادلنهجيات الكمية .والفارق واضح ،يف الثانية الكم (أو الرقم) ىو األساس ،أما يف األوىل
فالنوعية أو الكيفية ىي األساس ،ادلنهج الكيفي رلال حبثي جديد تقريبًا ،انطلق ببطء يف النصف
الثاين من القرن العشرين ،مث تسارع تطوره يف العقود الثالثة األخرية ،فبات لو أدبيات ،ورلالتو
العلمية ،ومؤسبراتو ،واختصاصيون كذلك .وأدواتو مل تستقر بعد ،وىناك باستمرار كالم على أدوات
وتقنيات جديدة تستخدم يف ادلناىج الكيفية .أما احلقول اليت تستخدم ادلناىج الكيفية (كليا أو
جزئيًا) فكثرية ومنها بعض رلاالت علم النفس (التحليل النفسي خصوصا) ،األنثربولوجيا،
االثنولوجيا ،العمل االجتماعي ،الدينيات ،علم األخالق ،الفنون ،وكل حقل ال ديكن قياس أو
تكميم ظاىراتو وموضوعاتو ونتائجو( .شيا ،٢11٩ ،ص).٧
نظرا للوزن
أنواع ادلناىج الكيفية كثرية ،متشعبة ،وأحيانا غري زلددة بدقة ،وىي تزداد تشعباً ،
الشخصي الذي يلعبو الفرد الذي ديارس البحث الكيفي ،ولكن على وجو اإلمجال فإن التصميم
األويل للبحث الكيفي يتقدم عموما وفق الًتتيب التايل:
752
* التحقق منها بادلزيد من التقاطع والًتابط وادلقارنة واالختبارات ادلتنوعة كتابة تقرير متقن (مع التنبو
قسرا )...
ألية حساسيات أخالقية كان ذبمع معطيات ً
كذلك من الضروري العمل على توفري أفضل صياغة للمشكلة ولفرضيات البحث .فالصياغة
ادلنطقية الواضحة تساعد يف اختيار خطة البحث ادلناسبة ويف ازباذ القرارات ادلتعلقة بانتقاء العينة،
ويف مجع ادلعطيات ،وربليلها ،وىي اخلطوات العمالنية اليت ال غين عنها يف إصلاز البحث.
هناك ثالث تقنيات رئيسية في جمع المعطيات والمعلومات في أي منهج بحث كيفي:
-1المالحظة ،واليت تتحول إىل مراقبة حني تصبح قصدية .وادلالحظة تتدرج من رلرد مالحظة
رلهزا بأدوات ضرورية للمالحظة
عفوية عارضة إىل مالحظة تصدية ،حيث يكون الباحث ً
وتسجيلها ،من دفًت ادلالحظات note bookإىل الوسائل التقنية احلديثة حني يكون ذلك شلكنًا.
وقد يكون تسجيل ادلالحظة ادلباشرة شلكنًا ،بوجود مسافة ما ،أو الحقة ،أن تكون بادلشاركة
واالنغماس يف العملية البحثية -كما يف البحوث األنثربولوجية والسيكولوجية.
-٢المقابلة ،وىي على أنواع كما ىو معروف ،وديكن تصميمها يف ضوء ادلشكلة موضوع
البحث.
- ٣الوثائق ،ىي مصدر رئيسي للمعطيات يف ادلنهج الكيفي .قد تكون مدية ،ديكن
مالحظتها وتسجيلها ،مكتوبة ،أو شفاىية أحيانًا ،بقايا ،أو لقي ،أو بيانات وسجالت من كل نوع
إىل األدوات الثالث أعاله ،نضيف؛ ألن ادلطلوب يف كل ادلقاربات مجع معطيات ذات صدقية تفي
بالغرض من البحث ( اجلهة الوصف ادلوضوعي للظاىرة) بغية الوصول إىل نتائج ذات صدقية ،ديكن
الوثوق هبا ،والبناء عليها؛ وألن ادلوضوعات و ادلشكالت ىي غالبًا متشابكة ،متداخلة ،وعلى غري ما
تظهر للوىلة األوىل ،وخباصة يف البحوث النفسية والًتبوية والسوسيولوجية واإلنسانية ،تبدو تقنية
دراسة احلالة case studyاألكثر قدرة على تفكيك خيوط الظاىرة موضوع البحث يف العلوم
754
االجتماعية والنفسية والًتبوية ىي األداة األصلية ادلشًتكة يف كل مقاربة دلوضوعات ادليادين تلك،
والباقي تنويع أو إضافة لألصل( .جليب٢11٤( ،م ،ص.)1٢
يتميز المنهج الكيفي ،بمجموعة من الخصائص المختلفة التي يمكن توضيحها على النحو
التالي
لعل أىم ما دييز منهج البحث الكيفي ىو جدلية األصالة ،أصالة يف االقًتاب من ادلبحوث ،وأخرى
من الواقع.
يعتمد ادلنهج الكيفي بشكل أساسي على إدراك ادلوضوع وتفسريه ،وعند تطبيقو جيب على الباحث
أن يتعرض دلوقف بشكل مباشر.
يعتمد ادلنهج الكيفي بشكل أساسي على إدراك ادلوضوع وتفسريه ،وعند تطبيقو جيب على الباحث
أن يتعرض للموقف بشكل مباشر ليالحظو وجيمع البيانات عنو؛ وذلك عن طريق ادلالحظة ادلستمرة
إما عن طرق حضور اجتماعات أو التواجد يف أماكن ذبمع أفراد العينة.
حيلل البيانات بطريقة استداللية وأن يهتم دبشاعر األفراد ومداركهم للمجاالت احلياتية وقيمهم اليت
يدركوهنا وليس كما يدركها الباحث.
احًتام الثقافة احمللية مع تقوديها من زاوية وظيفتها ذلم ال من زاوية ثقافة أخرى دخيلة.
احًتام القواعد التشريعية يف إجراء البحوث خالل استخراج التصاريح وااللتزام بضوابطها.
يتميز ادلنهج الكمي بأنو مناسب لعدد كبري من العلوم واجملاالت كعلم النفس ،واالقتصاد،
755
زبترب البحوث الكمية ادلتغريات التجريبية ،كما ربد من ظهور ادلتغريات االعًتاضية.
يعد ادلنهج الكمي ادلنهج األفضل لدى كثري من الباحثني يف حال توفر معلومات عديدة
من أىم عيوب ادلنهج الكمي التحيز والبعد عن احلياد ،حيث يعد ادلنهج الكمي من
ادلناىج اليت قد يتحيز الباحث خالذلا إىل الظاىرة اليت يقوم بدراستها ،كما أنو قد يتعرض ألخطاء يف
القياس وادلعاينة.
.٢المبحوثين يف البحث الكيفي غالبًا ما يكونوا عينة مقصودة (عمدية) ،تكون زلدودة العدد.
.٣مجتمع البحث يقصد دبجتمع البحث الكيفي " مجيع األفراد أو األشخاص أو األشياء الذين
يكونون موضوع مشكلة البحث ،وىو أيضا اجملموعة الكلية من العناصر اليت يسعى الباحث إىل أن
يعمم عليها النتائج ذات العالقة دبوضوع البحث( .عيشور ،٢11٤ ،ص.)1
أوجه االختالف بين المنهج الكمي والمنهج النوعي:
يلجأ البحث الكيفي للمالحظة ادلتفاعلة ،وادلقابلة الشخصية ادلتعمقة ،أما بالنسبة للبحث الكمي
فإن الباحث يقوم بتجهيز األسئلة سابقاً ،حيث يكون منط األسئلة تقليديًا.
يهدف ادلنهج الكيفي إىل فهم الظاىرة ضمن إطارىا ،وال يهتم بتعميم النتائج ،بينما يقوم البحث
756
يفسر البحث الكيفي الظواىر بأسلوب إنشائي ،بينما يعتمد البحث الكمي على تفسري الظواىر
عشوائية.
قد ينحاز الباحث يف ادلنهج الكيفي إىل جهة من جهات الدراسة ،بينما يلتزم ادلنهج الكمي باخلطة
يكون الباحث الكيفي قريباً من رلتمع الدراسة ،فيجمع ادلعلومات بشكل مباشر ،وحيللها ،ويبقى
معهم طيلة فًتة الدراسة ،أما الباحث الكمي فبإمكانو العمل يف ادلخترب ،حيث جيري ادلقابالت يف
مكان زلدد مسبقاً.
الباحث يف ادلنهج الكيفي ىو الذي يقوم بإجراء ادلقابالت مع األشخاص بشكل مباشر ،ويتفاعل
معهم ،ويعمل يف رلال الدراسة ،بينما الباحث يف البحث الكمي قد يرسل االستبيانات إىل أماكن،
متباعدة لتصل إليو اإلجابات فقط.
حيتاج البحث الكيفي وقتاً أطول يف ربليل البيانات ،نظراً لتداخلها ،بينما تتم عملية مجع البيانات،
وربليلها يف ادلنهج الكمي يف وقت أقل( .أمحد علي1٩٩٧ ،م ،ص.)٩1
اعتبار البحث الكيفي من البحوث المناسبة للمجتمعات التقليدية التي تتصف باالنغالق
الثقافي:
يعترب البحث النوعي من البحوث ادلناسبة للمجتمعات التقليدية اليت تتصف باالنغالق الثقايف،
وذلك ألن البحث النوعي يستخدم لدراسة الظواىر واحلاالت اليت ال تتوافر عنها معلومات وافية ،أو
دلعرفة أشياء جديدة عن حاالت يطلب التعمق فيها ،بغرض دراستها الحقاً بأسلوب كمي ثاين،
752
مكمل لألسلوب النوعي األول .ويطلق بعض الكتاب على ىذا النوع البحث االستطالعي:
(العرداوي٢11٥،م ،ص)٥٦
تمهيد:
منذ حول البعض االنتباه إىل وجود نوعني منفصلني من ادلناىج تستخدم يف زبصصات علم النفس
العلمي .ومنذ حاول بعض علماء النفس اختبار مبادئ عامة حول السلوك البشري ،بالقيام بعملية
752
توصيف وتفسري وتوثيق الفروق الفردية ،وال سيما فيما يتعلق باألبعاد ادلختلفة للقدرة الفكرية
والشخصية لإلنسان ،فقد تولدت أساليب ذبمع بني ادلناىج الكمية والكيفية مسيت بادلناىج ادلختلطة،
مع هناية القرن ادلاضي ،واليت ىي عبارة عن زلاولة لوضع تقارب منهجي بني األساليب النوعية والكمية،
انطالقا من فكرة التكامل بني األنواع ادلختلفة من ادلناىج ،حيث نوقشت ىذه األنواع من التصاميم
على نطاق واسع يف العديد من ادللتقيات ،واجملالس العلمية.
إذ ديكن اعتبار ادلقابالت وادلالحظات تقنيات نوعية ،الرتباطها أكثر بالنماذج التفسريية والنقدية ،على
الرغم من أن تنظيم ادلقابالت وربليلها كثريا ما يتم بطريقة كمية ،حيث يتم مجع البيانات وادلعطيات ،مث
تصنيف اإلجابات وترميزىا يف شكل رقمي .وبادلثل ،فإن الدراسات االستقصائية تسمح بتقدمي إجابات
مفتوحة ،واليت من ادلمكن أن تؤدي إىل دراسة متعمقة للحاالت الفردية ،واجلماعية على حد سواء.
إال أنو رغم التطور التارخيي لكلي النوعني من ادلناىج ،فقد كانت ادلناىج الكمية على الدوام ىي اليت
هتيمن على أشكال البحث يف مناىج البحث الكيفية (النوعي).
فقد يبدأ الباحث يف ادلرحلة األوىل دبحاولة استكشاف آراء ادلشاركني .مث القيام جبمع البيانات
وادلعلومات الالزمة اليت يتم ربليلها يف مرحلة الحقة ،باستخدام األدوات ادلناسبة ،بعد ربديد ادلتغريات
اليت حيتاج الباحث لدراستها .من خالل االعتماد على أحد أنواع ىذه ادلناىج أو على كليهما هبدف
التحقق من دقة (صحة) البيانات ،إذ يتعني على الباحث أن يبقى منفتحا لكل االحتماالت وأن يعد
صياغة نتائجو بطريقة تعكس الواقع بدقة ،واليت على ضوئها ذبمع النتائج وتقدم التفسريات .حيث
يؤدى تقارب األساليب ادلختلطة ادلتوازنة إىل شكل من أشكال األساليب ادلختلطة النابعة من حاجة
الباحث إىل وضع تصاميم منهجية تتناسب ومعطيات دراستو ،تتقارب أو تدمج فيها ادلناىج الكمية
والبيانات النوعية ،من أجل تقدمي ربليل شامل دلشكلة البحث.
إال أنو ال ينبغي بأي حال من األحوال النظر إىل ادلناىج البحثية على أهنا فئات جامدة ،تتكون من
أعداء أو ثنائيات صماء ،وإمنا ىي يف الواقع سبثل أىدافا سلتلفة ،فالبحث العلمي ىو ربقيق منهجي
للعثور على إجابات للمشكلة .وقد اتبعت البحوث يف رلاالت العلوم االنسانية واالجتماعية ،عموما
752
األسلوب العلمي ادلوضوعي التقليدي .ولكن منذ الستينيات من القرن ادلاضي ،ظهرة توجهات قوية ضلو
هنج أكثر نوعية ،طبيعية ،وموضوعية .ما جعل أحباث العلوم االجتماعية مقسمة بني طريقتني متنافستني
إىل حد ما مها :التقاليد.
تنقسم مناىج البحث يف علم االجتماع إىل نوعني رئيسني :كمية وكيفية .وتستخدم ادلناىج
الكمية يف انتاج بيانات عددية أو إحصائية ،أي يرتبط مفهوم ىذا ادلنهج بالكم أو الوصف ومدى
قابلية الظواىر زلل الدراسة للقياس .بينما ادلناىج الكيفية بصفة أساسية يف إنتاج بيانات حول
اخلربات وادلعاين الشخصية للفاعلني االجتماعيني .وتعتمد ىذه ادلناىج يف العادة على لغة الفاعل
االجتماعي أو على مالحظة سلوك الفاعل.
عموما يف إطار ادلنهج التحليلي ادلتسم بالعمومية والشمولية ،على اعتبار أنو
يقع ادلنهج الكيفي ً
ديكننا القول بوجود ربليل كيفي وآخر كمي.
إذن ،مصطلح البحوث الكيفية مصطلح شامل حيتوي على أمناط سلتلفة من البحوث يف علم
االجتماع منها البحوث االثنوجرافية ،ودراسة احلالة ،والبحوث ادليدانية ،والبحوث الطبيعية (اليت ذبري
يف رلال طبيعي) ،وحبوث ادلالحظة بادلشاركة .وزبتلف ىذه البحوث عن بعضها البعض يف أسسها
عددا من ادلظاىر ادلشًتكة تضعها يف تصنيف واحد مقارنة
مجيعا ً
الفلسفية والتحليلية ،إال أن بينها ً
بالبحوث الكمية( .ليفي٢111 ،م ،ص.)٤٥
خصوصا ما
ً علما بأهنما خيتلفان يف نقاط أساسية،
بعضاً ،
ومع ذلك فإن ادلنهجني يكمالن بعضهما ً
يتعلق منهما دبوضوعية الباحث ودوره:
.1يف البحث الكمي تكتسب استقاللية الباحث عن موضوع البحث قيمة كبرية ،خبالف ذلك فإن
عنصرا أساسيًا من ادلعرفة.
البحث الكيفي يعود إىل اإلدراك الذايت للباحث بوصفو ً
762
-٢إن البحث الكمي يعتمد إىل درجة كبرية على تقنني البحوث ادليدانية ،فتكون أسئلة االستبانة
وكذلك اإلجابة زلددة مسب ًقا .أما ادلقابالت الكيفي فهي أكثر مرونة ،وتتكيف مع احلاالت
ادلختلفة.
وىناك عالقة بني ادلناىج الكمية والكيفية من جهة وادلنظورات البنائية والتأويلية من جهة ثانية.
وبصفة عامة تبدو ادلناىج الكمية أكثر مالءمة للبحوث البنائية ،وادلناىج الكيفية أكثر مالئمة
للبحوث التأويلية.
ومع ذلك يوجد تداخل شديد يف استخدام ادلناىج الكمية والكيفية ،ما دام علماء االجتماع
يسعون إىل احلصول على كال النوعني من البيانات .ويستخدم عدد كبري من علماء االجتماع -وردبا
معظمهم -ىذين النوعني الستكمال البيانات( .عبد اجلواد ٢11٥،م ،ص.)٨٨
يتم استخدام ادلدخلني الكيفي والكمي بشكل تتابعي عندما يبدأ الباحث بادلدخل الكيفي
أثناء إعداد مشروع البحث حىت يصل إىل صياغة الفرضيات ،وعند ىذه ادلرحلة ديكن اختبار
الفرضيات بإتباع ادلدخل الكمي باستخدام عينة أكرب ،فعلى سبيل ادلثال إذا كان الباحث بصدد
دراسة إحدى الظواىر اليت ترتبط بسياق ثقايف معني مثل تسويق برامج تنظيم األسرة ،فيمكن أن يبدأ
بعمل مقابالت مع النساء والرجال يف بعض القرى وادلدن حول مفهوم تنظيم األسرة لدى كل فريق
وأفكارىم حول ىذا ادلوضوع وتداعياتو مث يصل إىل فرضيات معينة حول االختالف بني السياقني
762
مستخدما
ً الثقافني ( سياق القرية وسياق ادلدينة ) وىنا ديكن اختبار ىذه الفرضيات على عينة أكرب
ادلدخل الكمي يف البحث.
.2استخدام المدخلين معا في الوقت نفسه ديكن استخدام ادلدخلني الكيفي والكمي يف
البحث معا ويف الوقت نفسو يف ربديد ادلشكلة ،ويعرف ىذا األسلوب دبا يسمى بالتثليث أو ادلثلثية
-إن صحت التسمية.
ويقصد هبا السياق دراسة الظاىرة الواحدة بأكثر من طريقة ،وىنا يتم استخدام ادلدخل الكيفي
لوصف اجلانب الوجداين يف اجملال زلل الدراسة ،بينما يستخدم ادلدخل الكمي يف قياس ادلتغريات
األخرى ،فعلى سبيل ادلثال ديكن أن يشمل االستقصاء أسئلة مغلقة جبانب أسئلة مفتوحة ،ويتم
ربليل بيانات األسئلة ادلغلقة كميًا ،فيما يتم ربليل بيانات األسئلة مفتوحة ،ويتم ربليل بيانات
األسئلة ادلغلقة كميًا ،فيما يتم ربليل بيانات األسئلة ادلفتوحة كيفيا ،وسوف يسمح ذلك بوجود حرية
أكثر للمستقصي منهم يف اإلدالء بإجاباهتم ال يتحيها استخدام ادلقياس (االستقصاء) ذو اإلجابات
ادلغلقة أو االختيارات احملددة (.فضيل دلو٢11٤ ،م ،ص .)٨٤
767
المصادر والمراجع:
.1ليفي ،شارلني٢111( ،م) ،البحوث الكيفية يف العلوم االجتماعية ،ط ،1ادلركز القزمي للًتمجة ،القاىرة.
.٢جليب ،على عبد الرازق٢11٢( ،م) ،ادلناىج الكمية والكيفية يف علم االجتماع ،ط ،٢دار ادلعرفة،
اإلسكندرية.
.٣دليو ،فضيل٢11٤( ،م) ،معايري الصدق والثبات يف البحوث الكمية والكيفية ،رللة العلوم
االجتماعية.
.٤قنديلجي ،عامر ،السامرائي ،إديان٢11٨( ،م) ،البحث العلمي الكمي والنوعي ،عمان ،دار اليازوري.
.٥ابراش ،إبراىيم٢11٩( ،م) ،ادلنهج العلمي وتطبيقاتو يف العلوم االجتماعية ،ط ،1عمان ،دار الشروق.
.٦رجب ،إبراىيم عبد الرمحن٢11٣( .م) ،مناىج البحث يف العلوم االجتماعية ،الرياض ،دار عامل
الكتب.
.٧طايع ،سامي ،)٢11٧( .مناىج البحث وكتابة ادلشروع ادلقًتح للبحث .ط ،٢جامعة القاىرة ،مركز
تطوير الدراسات العليا والبحوث.
.٨التل ،سعيد وآخرون٢11٥( .م) ،طرق البحث النوعية .ط ،1عمان.
.٩أبو عالم ،رجاء٢111( .م) ،مناىج البحث يف العلوم الًتبوية والنفسية .ط ،1القاىرة ،دار النشر
للجامعات.
.11عرايب ،عبد القادر٢11٤( ،م) ،ادلناىج الكيفية يف العلوم االجتماعية ،ط ،٢دار الفكر ،ط،٢
٢11٤م.
.11بنمليح ،عبد إاللو٢11٦( ،م) ،مناىج البحث اإلنسانيات والعلوم االجتماعية البحث التارخيي
أمنوذجا ،القاىرة ،دار رؤية.
762