Professional Documents
Culture Documents
ريحانة الارواح مولد النبي
ريحانة الارواح مولد النبي
1
2
فضيلة الشيخ على أمني سيالة
ولد الشّيخ علىّ أمني بن حممّد بن حممود سيالـة بطرابلس الغرب
3
تقلّد فضيلة الشّيخ عدداً من الوظائف ،منها اشتغالـه بالتّدريس
4
ترك سيّدنا الشّيخ تراثاً قيّماً ،وموروثاً مباركاً ،يتمثّل ىف تالميـذه
الّذين ساروا على هنجه ،واستفاد منهم البلد ،والتّلميذ ينبيك اخلرب
عن أستاذه ،ومن أجلّ تالميذه الوىلّ الصّاحل سيّدى الشّيخ أبوبكر
بن لطيف الّذى أخذ عنه العهد ،مثّ جدّده على سيّدى األمني العامل
وبأمر منه ،وكذلك سيّدى الشّيخ إبراهيم دقدق ،وسيّدى الشّيخ
علىّ خضر ،والشّيخ العرىبّ النّور ،وسيّدى الشّيخ حممّد باباى
املشهور بـ (اصباكه) وغريهم كثري.
وكذلك ترك الشّيخ موروثاً ثقافيّاً ،مع انشغاله بإعـداد الرّجال
الصّاحلني ،ومن هذه التّأليفات ،الدروس األساسيّة للنّاشئـة
اإلسالميّة ،وكذلك اختصاره لعقيدة األكابر املقتبسـة من أحزاب
سلطان األولياء سيّدى الشّيـخ عبد القادر اجليالىنّ ،وترك الشّيخ
أيضاً عدّة خمطوطات ،منها كتابنا هذا رحيانة األرواح يف مولد خري
املالح ،وجمموعة من اخلطب املنربيّة حتت اسم الدّرر البواسم ىف
خطب املواسم ،وكذلك خمطوطة حتت اسم التّحفة القادريّة،
وجمموعة من احلكم منسّقة على احلروف األجبديّة ،مسّاها رياض
احلكم من فيض احلكم.
فضيلة موالنا الشّيخ مدرسة عظيمة من مدارس التّصوف ،ومصلح
5
عظيم من املصلحني املخلصني ،وداعية إسالمىّ من الدّعاة الدّاعني
للّه على بصرية ،ذو نظرة ثاقبة لألمور ،وفراسة ربّانيّة ،عارف
بزمانه ،حليم ال يستطيع أحد إغضابه إالّ إذا انتهكت مـحـارم
اللّه ،مقتد متأسّ ىف حركاته وسكناته باحلبيب األعظم ،عاشق
لسيّدنا املصطفى ،ال يفتر عن ذكر اهلل وال عن الصّالة على
رسول اهلل ،شفوق على الفقراء واملساكني ،ورع زاهد تقىّ،
وهب حياته إلسعاد اآلخرين ،نصوح أمني ،نفع اهلل به العباد
والبالد ،حكيم ىف معاملته مع النّاس ،حوى من الشّمائل ما تعجز
األلسنة عن حصرها ،وهل تعـدّ النّجوم الزّهر ،فهو كالبحر
احمليط ،أخالقه واهلل مصطفويّة نبويّة حممّديّة ،نفعنا اهلل به وبعلومه،
وأكثر اهلل من أمثاله ىف أمّة سيّدنا حممّد بن عبد اهلل .
6
وقد رثاه األستاذ الشّاعر أمحد قنابة ببيتني من الشّعر كتبا على
على
قف على القبر فهو قبر ّ
قبر أستاذنـا األمين سيالـة
وادع إن شئت للفقيد بخيـر
أحسـن هللا ر ّبنـا استقبالـه
ّ
كتبه
حممد األمني اجلعفرى
7
المقدمة
احلمد هلل الذي بنعمته تتمُّ الصَّاحلات ،ومبحض فضله نتنعّم يف اخلريات،
وبذكر حبيبه تتنزَّل الرَّمحات وتعمّ الربكات ،والصّالة والسالم على سيّد
السّادات ،ومنبع السّعادات وفخر الكائنات ،سيّدنا وموالنا حممّد خري
الربيّات ،وعلى آله وأصحابه النّجوم النّيّرات ،ومن متسّك بسنّته واهتدى
هبديه واجعلنا معهم ىف أعلى الدّرجات ،وبعد.
السّادة األفاضل أحباب سيّدنا وموالنا رسول اهلل .
من دواعى سرورنا أن نلتقى بكم من جديد ،ىف سلسلة تراثنا اخلالد العظيم،
بعدما التقينا بكم ىف (كتاب دالئل اخلريات وشوارق األنوار) للوىلّ الصّاحل
سيّدى (حممّد اجلزوىلّ) ،نلتقى بكم هذه املرة مع سفر مبارك يتعلّق جبناب
سيّدنا احلبيب ويتناول سريته العطرة املباركة ،بأسلوب سهل مجيل
رصني ،يفهمه العامّ واخلاصّ ،املسمّى (رحيانة األرواح ىف مولد خري املالح
)من تأليف خادم العلم الشّريف ،املربّى الفاضل ،والعامل اجلليل ،سيّدى
العارف باهلل ،فضيلة الشّيخ (على سيالة) رمحه اهلل.
والسبب الذى دعا الشّيخ إىل تأليفه مع وجود غريه من املوالد املؤلّفة
8
واملتداولة ىف عصره ،هو تيسري قراءة قصّة املولد بأسلوب سهل يستطيع
اجلميع على خمتلف طبقاهتم التعليمية أن يعيشوا مع سرية احلبيب األعظم
،وقراءة هذا املولد ال تستدعى وجود شيخ عارف باملقامات املوسيقيّة،
وال حافظ لألناشيد املولديّة كما هى عادة ما عليه املوالد األخرى ،بل
تستطيع كلّ مجاعة تتقن اللّغة العربيّة أن تقرأه ،وهذا ال يكون ىف املوالد الىت
كانت وال زالت تسود ىف عصرنا هذا ،فأراد الشّيخ اجلليل أال حيرم كثرياً من
احملبّني من االنتفاع بقصّة مولد احلبيب األعظم ،وهكذا دأبه رضى اهلل عنه
ىف هنجه اإلصالحىّ التربوىّ ،الّذى هو هنج التيسري والتخفيف.
وهذا املولد وإن مل يكن منتشراً ىف ربوع بالدنا احلبيبة ،إالّ أنه معروف ألهل
احملروسة طرابلس الغرب اخلالدة ،وكذلك رواد الزاوية القادريّة ،الذين
يتقاطرون من كلّ حدب وصوب جتاه مسجد الناقة العتيق ،لسماع قصّة
املولد الشّريف الّذى حنن بصدده ،والّذى يكتظ هبم املسجد ليلة ميالد
املصطفى ،ىف جوّ إمياىنّ مفعم بالنّفحات احملمّديّة والتّجلّيات الرّبّانيّة،
ووجوههم مستبشرة يعلوها نور اإلميان ،وقلوهبم خاشعة حملبّتهم الصّادقة
لشفيعهم وهاديهم إىل اإلميان ،حضرة سيّدنا رسول اهلل .
إن اعتزازنا حباضرنا حيتّم علينا العناية بتراث أسالفنا الّذين كافحوا
وجاهدوا ،وأبلوا بالء حسناً ىف تثبيت دعائم العقيدة النّقيّة الصّافية ،وقيم
6
الدّين ولغة القرآن الكرمي ىف بالدنا احلبيبة ،ىف الوقت الّذى تكالبت قوى
شرّ والعدوان على بلدنا الغاىل ،يريدون أن يقطعوا صلتنا بديننا اإلسالمىّ،
ال ّ
وتقاليدنا العربيّة األصيلة ،ولكن هيهات هيهات ،فقد تصّدى هلذه احلملة
أسالفنا بشتّى األسلحة ،احلربيّة منها والثقافيّة والدينيّة ،فبفضل هذه
الكوكبة العظيمة ،والشّموس املضيئة ،وساداتنا األماجد ،وعلمائنا
األفاضل ،بقيت بالدنا احلبيبة حتتفظ بأصالتها العربيّة ،مقيمة لشعائرها
الدينيّة ،وحمافظة على لغتها العربيّة ،بالرّغم ما شُنَّ عليها من غارات
التّشكيك ،فجزى اهلل هؤالء السّادة األفاضل أفضل ما جيازى به العلماء
العاملني والدّعاة املصلحني.
ومن هؤالء النّخبة الطّيّبة واملصابيح املضيئة ،سيّدى العارف باهلل ،الشّيخ
(على سيالة) رمحه اهلل.
والسبب الذى دعانا إلخراج هذا الكتاب إىل الوجود ،هو تطفّلنا خبدمة ما
يتعلّق بسيّدنا الرّسول ،لعلّنا نكون من مجلة خدمه عليه الصّالة والسّالم،
وكذلك حبّنا اجلارف لفضيلة موالنا الشّيخ سيالة ،الذي مسعنا عنه وعن
مآثره العظيمة ،فوقع حبّه ىف قلوبنا ،وكذلك حبّ مصنّفاته املخلصة هلل
تعاىل.
بدأنا العمل متوكّلني على اهلل ،وحبثنا على خمطوطات هذا السفر املبارك،
11
فعثرنا على ثالث خمطوطات ،وقارنا بينها فوجدناها حبمد اهلل متطابقة ىف
رمسها ،خمتلفة بعض الشّئ ىف ضبطها ،إما إمهال من النّاقط نفسه ،أو وجود
حممل لغوىّ آخر تدلّ عليه غري احململ األول ،مع خلوّ هذه املخطوطات من
الوضوح ،وكذلك خلوّها من التّرتيب والتّبويب الّذى يضفى على الكتاب
مجاالً ورونقاً.
واملخطوطات هى -:
-1خمطوطة كتبت خبطّ فضيلة أستاذنا العزيز الشّيخ حممد باباى ،مل
يعرف زمن تاريخ كتابتها.
-2خمطوطة كتبت خبطّ فضيلة الشّيخ شكرى محادى ،سنة 1351ه
املوافق 1637م.
-3خمطوطة مل يكتب صاحبها عليها امسه ،وال زمن تاريخ كتابتها.
11
-2الشّعر الّذى يردّد مجاعة ،وكذلك اآليات القرآنيّة واألحاديث
النّبويّة الىت تردّد مجاعة (باملداد األخضر).
-3اآليات القرآنيّة واألحاديث النّبويّة الّىت ال تقرأ مجاعة (باملداد
البىن).
-4الشّعر الّذى ال يقرأ مجاعة (باملداد األزرق).
وال بدّ من التّنويه أن هذا املولد يشمل بعض مقطوعات شعريّة من نظم سيّدى
العارف باهلل ،فضيلة الشّيخ (يوسف النّبهاىنّ) ىف قصيدته (طيبة الغرّاء ىف
مدح سيّد األنبياء) الّيت مطلعها
وال يسعنا إالّ أن نشكر خالص الشّكر كلّ من تعاون معنا ىف كتابة هذا املولد
املبارك ونشره وطباعته ،ومن أنفق على هذا الكتاب وسعى فيه بإحسان،
والسيّما السّادة األفاضل يف دار اآلفاق للطباعة واإلعالن ،وال غرابة ىف
ذلك فإنّه ال يعرف الفضل إال ذووه ،وأنّ هذه األعمال الصّاحلة يقيّض اهلل هلا
من اصطفاهم واجتباهم ،وقليل ما هم.
12
نسأل اهلل احلىّ القيّوم بديع السّماوات واألرض ،أن يتقبل منّا هذا العمل
املبارك ،وأن جيازى عنّا سيّدى الشّيخ على سيالة ،وكلّ من ساعد ىف إخراج
هذا املولد إىل النّور خري اجلزاء ،وكذلك من أنفق عليه ،أن جيعل سعيهم سعياً
مشكوراً وأن خيلف هلم فيما أنفقوا ،وأن يثيبهم ثواباً جزيالً وأجراً عظيماً.
فإىل عشّاق احلبيب األعظم والسيّد األفخم والرّسول األكرم ،وإىل من
اتّصلت قلوهبم بسيّدنا رسول اهلل ،وإىل من ال يفترون عن الصّالة على
احلبيب ،هندى كتابنا هذا.
وإن شاء اهلل نلتقى معاً يف كتاب جديد من سلسلة التّراث اخلالد.
نسأل اهلل أن جيعل عملنا هذا عمالً مقبوالً ،خالصاً لوجهه الكرمي ،وحمّبةً ىف
نبيّه العظيم ،وحرزاً لنا من عذاب السّعري ،وذخراً لنا وألهلينا وألحبابنا ىف
اهلل تعاىل يوم الدّين ،يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم ،أو
بعمل ينفع املسلمني ،وصلّى اهلل على سيّدنا وحبيبنا وشفيعنا وموالنا حممّد،
وعلى آله وأصحابه أمجعني.
صفُونَ
سُ ْبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَ ِ
َب اْلعَالَمِنيَ
وَ َسالَمٌ عَلَى الْ ُمرْسَ ِلنيَ وَاْلحَمْدُ ل َِّلهِ ر ِّ
13
تصحيح لمفهوم خاطئ
هذه األبيات لفضيلة سيّدي الشّيخ العارف باللّه ،مدّاح املصطفى ،
الشّيخ عبد الرّحيم الربعيّ اليمينّ من أهل القرن اخلامس ،ميدح فيها
حضرة املصطفى ،ومطلعها:
بِأَقْصَى الشَّـامِ زَوَّدَنِى بُكَاءَ أَرَى َبرْقَ الْ ُغوَيْرِ ِإذَا تَرَاءَى
وَسُقْـمًا ال أَرَى لَهُمَا َدوَاءَ تَقَسَّ َمنِى الْهَوَى الْ ُعذْرِيُّ هَمًّا
14
وتشري هذه القصيدة إىل رفعة مقام سيّدنا رسول اهلل ،فمقامه رفيع،
وقدره معلوم ،وجاهه فخيم ،ومكانته سامية ،ومنزلته عظيمة ،ال يستطيع
كائن من كان أن يبلغها أو يصل إليها.
وأختلف مع كثري من اإلخوة حينما يفهمون من بعض أبيات هذه
القصيدة فهما خاطئا ،وينظرون هلا نظرة سطحيّة ،وال سيّما يف قول
اإلمام الربعيّ:
فلست أشاء إالّ أن تشاءَ فقال اللّه عزّ وجلّ سلين
فاملعاين اليت تظهر من هذا البيت متعدّدة ،ولكن هل املقصود ما قد
ىن ال يليق
يتبادر يف أذهان البعض أنّ ظاهر هذه األبيات تدلّ على مع ً
بذات اللّه تعاىل ،وكأنّ مشيئة املوىل عزّ وجلّ مرتـهنة مبشيئة رسول
اللّه .
وهذا الفهم ليس هو مقصود مؤلّف القصيدة ،وال العلماء الّذين أثنوا
الثّناء العاطر على قصائد سيّدي الربعيّ ،لقد مرّت على تأليف هذه
القصيدة قرون ،والقت من مجيع العلماء اجلهابذة قبوال واحتراما
وتقديرا ،ومل يتعرّض هلا أحد بالقدح على مدى العصور ،وهم فرسان
اللّغة ،وقياصرة البيان.
15
وقد مزجها مؤلّف هذا املولد فضيلة الشّيخ علي سيالة يف تصنيفه ،وقد
فهم من هذه األبيات فهما يليق مبقام اللّه ومبقام رسول اللّه ،ولكلٍّ
مقامه ،وقد صحّح هذا املولد علماء أفاضل شهد هلم بالكفاءة يف علوم
اللّغة ،فلم يروا بأسا يف املعاين السّامية الّيت تشري إليها هذه األبيات،
وقد مسع هذا املولد علماء العصر يف طرابلس الغرب أمثال الشّيخ
أيب بكر بالطيف ،والشّيخ إبراهيم باكري ،والشّيخ ال ّطيّب املصرايتّ،
والشّيخ عمر اجلنزوريّ ،فارتضوْا هذا املولد ،ولقي عندهم القبول
التّامّ ،وفهموا الفهم الالئق هلذه األبيات ،وقد سلّمتُ نسخة من هذا
املولد للعالّمة الشّيخ حممّد العلويّ املالكيّ ،ففرح به والقى عنده
القبول ،وكذلك العالّمة الشيخ احلبيب اجلفريّ.
وبعد إمتام الطّبعة األوىل الّىت طبعت يف مصر ،أخذنا إذنا بالنّشر من
األزهر الشّريف.
ويتبني لنا أنّ هؤالء الّذين استحسنوا هذه القصيدة ،إنّما فهموا فهما
مغايرا عمّا فهمه بعض إخواننا األفاضل ،وأوّلوا هذه األبيات تأويالً حسناً
يليق مبقام اللّه تعاىل ومبقام سيّدنا رسول اللّه ،ومل حيمّلوها وجها
واحدا مشينا ،بل كسوْا هذه األبيات من حسن التّأويل دررا وحلال.
16
فحاشا للّه أن يعتقد أحد من املسلمني ،ولو من آحاد النّاس هذا
االعتقاد ،وال هذا الفهم من األبيات ،ناهيك عن العلماء العاملني
واألولياء الصّاحلني ،فللّه مكانة ال يضاهيه فيها أحد من املخلوقني ولو
كان رسوال أو مَلَكًا مقرّبا ،وحلضرة املصطفى مقام ال يبلغه أحد من
العاملني كائنا من كان ،فاخللق يتفاوتون يف مقاماهتم على قدر قرهبم من
اللّه ،قال تعاىل( :تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض) ،وقال تعاىل:
(انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض).
لقد حبا اهلل مصطفاه وجمتباه بالعطايا واملنح والفضائل ،وأفرغ عليه
فضله وإكرامه،وأعطاه عطاء ما مل يُعطه ملخلوق قبله وال بعده.
لقد اتّخذه اللّه حبيبا ،وقرّبه إىل حضرته فكان قاب قوسني أو أدىن،
وأراه من آياته الكربى ،ومل يأمره خبلع نعاله على بساط قربه ،بل أمر
موسى خبلعها وهو يف الواد املقدّس طوى ،وأحيا له مجيع األنبياء تشريفا
له وتكرميا ،وتشرّفوا بالصّالة خلفه وهو يتقدّمهم تقدمي خمدوم على
خدم ،واحتفى به أهل السّماء احتفاء يليق مبكانته ،وأمر اخلالئق بعبادة
بدأ هبا بنفسه ،وهي الصّالة على حضرته ،فهو إمام األنبياء واملرسلني،
فكلّ األنبياء آدم ومن دونه حتت لوائه يوم القيامة ،وهو ملجأ اخللق
17
طرّا يوم الفزع األكرب ،حينما يشتدّ الكرب باخلالئق يوم القيامة،
فيلجئون إىل األنبياء واملرسلني إلغاثتهم يف هذا املوقف العظيم ،فيتأخّر
مجيع األنبياء من هول املوقف الّذى تزلّ فيه األقدام ،فال جيدون ملجأ
وال مغيثا سوى احلبيب األعظم ،فيقول :أنا هلا أنا هلا ،فيسجد
الشّفيع حتت العرش لريضى البديع ،فيجيب اللّه مناه ،ويعطيه مبتغاه،
قائال له :ارفع رأسك وسل تُعْطَهْ ،واشفع تشفَّع.
وهذا مقصود فضيلة اإلمام الربعىّ ،يف قوله (وقال اللّه عزّ وجلّ
سلىن) ،فسأله الشّفاعة( ،فلست أشاء إالّ أن تشاءَ) ،فمشيئىت يف هذا
املوقف مشيئتك ،بدليل األبيات اليت بعدها الّيت يقول فيها (فشفّعه اإلله
يف كلّ عاص).
إنّ الفهم اخلاطئ الّذى فهمه بعض إخواننا األفاضل من ظاهر هذه
األبيات ليس هو مراد قائله وال سامعه وال من صحّحه ،ألننا إذا
اعتقدنا هذا الفهم اخلاطئ يف مراد قائله ،ألدّى إىل تكفري صاحبه إذا
اعتقده ،وحنن نربّئ وننزّه ساداتنا العلماء من هذه املعتقدات واملفاهيم
السّقيمة ،كما خاض بعض قليلى العلم واملعرفة يف قصيدة البوصريي.
فمشيئة اللّه ليست متوقفة على مشيئة أحد ،فاللّه يفعل ما يشاء،
18
وحيكم ما يريد ،وال يقع يف ملكه شئ إالّ بإذنه ،ولكن قد توافق مشيئته
مشيئة من أحبَّ من خلقه يف كثري من املواقف ،كما تُبّينُ ذلك سورةُ
الضّحى ،يف قوله تعاىل( :ولسوف يعطيك ربّك فترضى) ،فرضا اللّه يف
رضا رسول اللّه ، ويف قوله تعاىل(:فلنولّينّك قبلة ترضاها) ،أى إذا
كنت يا حممّد ترتضى هذه القبلة فإنّى أرتضيها ،ملّا رأى بصر النّىبّ
يتردّد إىل السّماء راغبا يف أن تكون قبلته صوب املسجد احلرام.
فنستفيد من هذا النّص الصّريح أنّ اللّه يستطيع أن يهلك قريشاً ،وال
ينتظر مشيئة وال مشورة أحد ،كما فعل باألقوام الّذين كذّبوا الرّسل،
فحاق هبم الدّمار واهلالك ،فاللّه ال ترتبط مشيئته مبشيئة أحد ،وال
16
يشاور أحدا فيما يفعل ،ولكن اقتضت حكمته أن تكون مشيئته يف هذا
املوقف مشيئة حبييه ومصطفاه .
فجاز للموىل عزّ وجلّ أن يعلّق مشيئته على مشيئة أحد من خلقه إذا
أراد ،وال نقول وجوباً ،ألننّا إذا اعتقدنا ذلك كفرنا والعياذ باللّه،
وإنّما قلنا جوازا ،ألنّه ال يسئل عما يفعل وهم يسئلون.
فمشيئته تتوقّف جوازا إذا أراد ،وأحيانا يف بعض املواقف مبشيئة رسوله
،كما يف حديث الشّفاعة ،وحديث مَلَك اجلبال ،وهذه املشيئة
أرادها اللّه على وفق مراده يف مواقف حمدودة ،فقد خالفت مشيئته
مشيئة نبيّه يف كثري من املواقف ،كما ورد ذلك يف حادثة األسرى،
وحادثة األعمى ،والصالة على املنافقني.
فالّذي يقصده اإلمام الربعيُّ ،هذه املواقف الّىت وافقت فيها مشيئة اللّه
مشيئة رسوله ،وأعظم هذه املواقف موقف الشّفاعة العظمى ،وهنا
يرتفع الغموض ،ويزال اللّبس.
وللّه املثل األعلى ،فالوالد قد مينّ على ولده يف حالة رضاه عنه بأن
يقول له :اطلب ما شئت والذي تريده ينفّذ يف احلال.
21
وكذلك احلاكم حينما يرتضي أحدا ما ،فيقول له :هذا يوم العطاء،
فكلّ ما تأمر به ينفذ يف احلال ،فليس يل معك اليوم مشيئة.
فهذا املثاالن ال يفهم منهما أنّ إرادة الوالد واحلاكم مقهورة ،وإنّما
يدلّ ذلك على منزلة هذا الولد لدى أبيه ،والرّجل لدى احلاكم.
21
وإنّما أخشى من بعض املتسلّلني الّذين ال همّ هلم إالّ الطّعن ىف كلّ ما
يتعلّق بتعظيم رسول اللّه ،بذريعة محاية التّوحيد ،وخمافتهم أن يقع
النّاس يف الشّرك ،فباسم هذه األشياء حرّموا التّوسّل برسول اللّه ،
سىنّ ،مع أنّ التّوسّل وجواز شدّ
وحرّموا شدّ الرّحال إىل ضرحيه ال ّ
الرّحال إىل ضرحيه ،هو قول مجهور احملقّقني من علماء األمّة ،بل
حرّموا حتّى تالوة دالئل اخلريات ،وتالوة بردة املديح ،واالحتفال
مبولده ،وجعلوا ذلك من البدع احملرّمة ،ومن الضّالالت الّىت تؤدي
بفعلها إىل النّار ،بل كرهوا أن ينادى بالسّيادة.
فليطمئن هؤالء على التّوحيد ،فالتّوحيد حمفوظ بإذن اهلل يف هذه األمّة
اخلالدة ،كما أشار إىل ذلك سيّد األمّة وكاشف الغمّة ( إنّى ال
أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ،ولكن أخشى عليكم الدّنيا
فتنافسوها) فما من أحد من املسلمني ولو من آحاد النّاس إالّ يعلم أنّ
اللّه هو املتصرّف احلقيقيّ يف الكون ،وأنّه هو املعطي واملانع ،والضّارّ
والنّافع ،وال مشيئة فوق مشيئته ،وأنّ رسوله املصطفى ،هو بشر
خملوق من أعظم خملوقات اللّه ،بل هو أعظمهم وأفضلهم وأكملهم،
فاق املالئكة الكرام نورا وعظمة ومقاما ،فهو بشر ليس كالبشر ،بل
22
ياقوتة بني احلجر ،وال نستطيع أنّ ننزل هذا الرسول العظيم املكانة
الالئقة به ،واملنزلة اليت يستحقّها ،مهما عظّمناه وجبّلناه وقدرناه ،فلو أنّ
البحار مداد ،واألشجار أقالم ،واخلالئق كتّاب ،على أن حيصوا النزر
اليسري من مكانته ومقامه وخصاله وأخالقه ،ما استطاعوا لذلك سبيال،
فالنّجوم الّزهر حتصى ،وأخالقه ماهلا إحصاء ،فال يعلم قدر احلبيب
سوى اهلل ،فماذا تقوله الفصحاء.
أخوكم
حممّد األمني اجلعفري
23
ا ِال ْف ِتتَاحُ
ﭷﭸﭹﭺﭻ
ﭑﭒﭓ
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ
ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿ ﭼ
24
ﭑﭒﭓ
ﭽ ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮﯯﯰﯱ
ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶ
ﯷﯸﯹﯺﯻﭼ
25
دا
حم ْدُ لِل ْهِ ْاألَحَ ْدِ ال ْذِى الَ ِإلَ ْ َه غَي ْرُهُ أَبَ ْ َ
اْل َ
دا
د َولَم َي َّتخِذ َولَْ َ
كن لَهُ َوالِ ٌ
الصَّ َمدِ الذِى لَم َي ُ
ى
ش ِريكٌ فِى الْمُ ْلكِ َولَم َيكُْن لَْهُ َولِْ ٌّ
كن لَهُ َ
َولَم َي ُ
ريا
كبِ َ
ن الذُّلِّ َوكَبِّرهُ َت ْ
مِ َ
ظهُْْورُهُ
ق ُ
جمِيْْ َ الْكَائِنَْْات َ والْمَْْاحِ ِ
نُْْورُهُ َ
ريا
مُنِ َ
ق
ل الْخُلُْ ِ
ق َوكَامِْ ِ
خلْْ ِ
ل الْ َ
ض ِ
شفِيعَِنا أَ ْف َ
خاتِم َ
الْ َ
م
هاشِم َ و َعلَْى آلِْهِ َوصَْحبِهِ َوسَْل َ
ص ْف َوةِ َبنِى َ
َو َ
ريا
َعلَيهِ َو َعلَي ِهم َتسلِيمًا كَثِ َ
ق السَّ ْ َم َواتِ
خلْ ْ ِ
ل َ
د الل ْهُ نُ ْورَهُ قَب ْ َ
حبِي ْبٌ أَوجَ ْ َ
َ
م َمنبَْ ُ
سلِني فَه َو صَْلى اللْهُ َعلَيْهِ َوسَْل َ
َوالْمُر َ
َتسَ ْامَى َعلَ ْى سَ ْائِ ِر الْعَ ْالَمِني َ وسَ ْ َّمى لََن ْا مِ ْن
ب َ وقِيلَ
ح ّ
آبَائِهِ عِش ِرين فَقِيلَ َمع ِرفَتُهُم تُسَت َ
حمَّْدُ بْنُ
َعلَى ُكلِّ مُكَلفٍ َتجِب فَه َو سَْيِّدَُنا مُ َ
31
دادِ أَبِْ ْى
ْاألَحِبَّْ ْاءِ َت َر َّنمُْ ْوا جُملَْ ْ ًة بِْ ْذِ ْك ِر أَجْ ْ َ
ح َملَْت مِنْهُ
حيْثُ َ
خيْ َر قَ ِرينَْ ْة َ
خيْ ِر َ
لَْهُ فِْى الْ َ
ق
ن الْدَّقَائِ ِ
إلنسَْانِ َّي ْة َ و َمعْدِ ِ
ق ْا ِ
حقَائِ ِ
بِأَش َرفِ الْ َ
ن
حملِهَْا بِشَْه َري ِ
د َ
ميانِ َّي ْة َ و َماتَ َعبدُ اللهِ َبع َ
إل َ
ْا ِ
ني
د مُضِْىِّ أَربَْ ِ سِْنِ َ
م لَحِقَت بِهِ َبعْ َ
كَامِلَين ثُ َّ
حانَ الْحَْْىِّ
مِْْن َمولِْْدِ سَْْيِّدِ الْكَْْوَنين فَسُْْب َ
ال
دهُ عَْائِ ً
د َنبِ َّيهُ َيتِيمًا فَآوَاه َ و َوجَْ َ
جَ
َي ُفوت َ و َ
34
فَأَ ْغَناه َ و َو َر َد أَ َّنهُ َت َعالَى قَد أَحَيا لَهُ ُأ َّمهُ َوأََباه
دت
حققَ ْت بِالنُّصُ ْوصِ النَّ ْقلِيَّ ْةِ َوَتأَيَّ ْ َ
جاتُهُمَ ْا َت َ
َوَن َ
ها
كونَ اعتِقَادُ َ
ل الْ َع ْقلِيِّ ْة َ والَ َيبعُدُ أَن َي ُ
بِالدَّالَئِ ِ
35
قَرَأْنَا فِى الضُّحَى وَلَسَ ْوفَ يُ ْعطِى
فَسَرَّ قُلُوبَنَا ذَاكَ الْعَطَـاءُ
وَحَاشَـا يَا رَسُـولَ اللَّهِ تَ ْرضَـى
وَفِينَا مَ ْن يُعَذَّبُ أَ ْو يُسَـاءُ
حى ِإلَى َعبدِهِ مَْا أَوحَْى َ وَبشَّْ َرهُ
َتَبارَكَ َمن أَو َ
ن الشَّْْيطَانِ
حى مُسَْْتعِيذًا بِاللْْهِ مِْْ َ
سُْْورَةَ الضُّْْ َ
الرَّجِيم
36
ﭷﭸﭹﭺﭻ
ﭑﭒﭓ
ﮅﮆ ﮇﮉﮊﮋ
ﮌﮎ ﮏ ﮐ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮛ
ﮜﮝﮞﮠﮡ ﮢﮣﭼ
37
كرُوهُ
كم أَ ُّي َها ْاألَحَباب َ واشْ ُ
حدِّثُوا بِنِع َمةِ َربِّ ُ
فَ َ
م ْاألَبُ
طَيِّْ ْبِ النَّسَْ ْبِ كَْ ْ ِريمِ ْاألَبَْ ْ َوين فَْ ْنِع َ
ل
حم ْ ِ
ن الْ َ
أل ّم ُ أ ٌّم لَْم يُصِْب َها فِْى َزمَْ ِ
َونِعمَْتِ ْا ُ
سَْائِ ِر الْْ َو َرى َ وأََتاهَْا آتٍ فِْى الْ َمنَْامِ أَخَب َرهَْا
38
ى َو َميْت َ وأَ َم َرهَْا
ح ٍّ
ل ُكلِّ َ
ض ِ
ح َملَت بِأَ ْف َ
بِأَ َّن َها َ
ق الل ْهِ
خلْ ْ ِ
ن َ
َوقَ ْد أَتَ ْى بِصِ ْفَاتِهِ الْحُس َْنى أَحسَ ْ َ
ح
حبَّْهُ َوفَْ ِر َ
طوبَى لِ َمن أَ َ
ح َّبهُم ِإلَيه فَ ُ
َت َعالَى َوأَ َ
41
فَ ْص ُل الْحَ ْم ِل
ل بِ ْهِ َتقَ ُّلبَ ْاتٌ مِ ْن
حم ْ ِ
َوقَ ْد ظَهَ ْ َرت فِ ْى أَش ْهُ ِر الْ َ
ظهُو ِر نُورِهِ
ق الْ َعادَات َ تنبِيهًا َعلَى ُقربِ ُ
خ َوارِ ِ
َ
الْمَ ْاحِى لِ َغَياهِ ْبِ الشِّ ْركِ َوالضَّ ْالَالَت فَفِيهَ ْا
ل قَصْ ْرُ
امْ َْتألَتِ ْاألَكْْ ْ َوانُ بِالْبُشْ ْ َرى َ وَت َزلْْ ْ َز َ
الْ َملِْ ْكِ كِسْ ْ َرى َ وَتَنكسَْْْت أَسِْ ْ َّر ُة الْمُلُْْْوكِ
ش
َوخَْْ ْ َّرتِ ْاألَصْْ َْنام َ وَنطَقَْْ ْت َد َوابُّ قُْْ ْ َري ٍ
ل بِ َرسُولِ اللهِ صَْلى
ح كَالَم َ وقَالَت حُمِ َ
ص ِ
بِأَ ْف َ
م َو َربِّ الْكَعَب ْة َ وهْ َو ِإمَْامُ الْدُّنَيا
سل َ
اللهُ َعلَيهِ َو َ
ح َّبه َ وفِيهَْا
ن بِهِ َوأَ َ
َوسِ َراجُ أَهلِ َها فَ َهنِيئًا لِ َمن آمَ َ
42
جنَّْات َ و ُكسَِْيتِ ْاألَرضُ
َت َز َّيَنتِ الْحُْورُ فِْى الْ َ
ش
د َما كَانَت ُق َري ٌ
ض َّرت َبع َ
بِأَْل َوانِ النََّبات َ واخ َ
جرُ
فِ ْى جَ ْدبٍ َوقَح ْطٍ َواحتِيَ ْاج َ وأَثمَ ْ َر الشَّ ْ َ
م
ت الْْزَّرعُ َو َد َّر الضَّ ْرعُ َوكَثُ ْ َر النِّتَ ْاج َ وعَ ْ َّ
َوَنبَ ْ َ
ح
حتَّْْى سُْْمَِّيت تِ ْلكُْْمُ السََّْْن ُة سََْْنةَ اْلفَْْت ِ
خيْْرُ َ
الْ َ
حابَ الْفِيل
َواالِبتِ َهاج َ وأَهلَكَ اللهُ فِيهَا أَص َ
خلِيل
دهُ الْ َ
ح َمى مِنهُم َبيَتهُ الذِى َرفَ َ قَ َواعِ َ
َو َ
ن َو َمالَئِكَْ ُة الْرَّح َمن َ وأَخبَْ َر
َوَتَباشَ َرت بِهِ الْجِ ُّ
بِقُْْربِ مِْْيالَدِهِ ْاألَحبَْْارُ َوالرُّهبَْْان فَ َوصَْْ ُفوهُ
جمِيْْل َ وصَْ َّرحُوا
بِأَوصَْافِهِ الْكَامِلَْةِ َوخُ ُلقِْهِ الْ َ
دهُم فِْْْى التَّْْْو َراةِ
كتُوبًْْْا عِنْْْ َ
بِمَْْْا َوجَْْْدُوهُ َم ْ
43
ري مِ ْن عُقَالَئِهِ ْم
ن بِ ْهِ كَ ْثِ ٌ
إلنجِيْْل َ وقَ ْد آمَ ْ َ
َو ْا ِ
حابِهِ
د ُقوه َ وصَْ ْارُوا مِْ ْن خَْ ْ َواصِّ أَصْ ْ َ
َوصَْ ْ َّ
ف الَيُْ ْؤمِنُ بِْ ْهِ
الْ ْذِينَ آوَوهُ َوَنصَْ ْرُوه َ وكَيْ ْ َ
ل الْكِتَْاب َ وهْ َو مَْذ ُكورٌ فِْى
الْعُقَْالَءُ مِْن أَهْ ِ
ن ْاآللِ
صافِ الذِينَ اتََّبعُوهُ مِ َ
صافِهِ َوأَو َ
ُكتُبِ ِهم بِأَو َ
د فِى
سالَتِهِ ِإال مُ َعانِ ٌ
ك فِى ِر َ
حاب َ والَ َيشُ ُّ
َو ْاألَص َ
جاب
ظ ْل َمةٌ َو َعلَى َع ْقلِهِ حِ َ
قَ ْلبِه ُ
فَمَا عَاقِلٌ مَ ْن لَ ْم يُصَدِّ ْق مُحَمَّدَا
ت ظُ ْهرَاوَبُ ْرهَانُهُ كَالشَّ ْمسِ قَ ْد ظَهَرَ ْ
وَالَسِيَّمَا أَ ْهلُ الْكِتَابِ فَكَ ْم رَأَ ْوا
بَشَائِـرَ مِ ْنهَـا طَابَـقَ الْخَبَرُ الْخُ ْبرَا
44
أَتَى بَ ْعضُهَا نَصًّا صَرِحيًا وَبَ ْعضُهَا
أَتَى بِرُمُوزٍ مِ ْثلَمَـا تَقْرَأُ الْجَفْـرَا
وَكَ ْم ذَا رَأَ ْينَا عَـاقِالً مِ ْنهُمُـو صَحَـا
وَكَانَ بِخَ ْمرِ الْكُفْرِ مُ ْمتَلًِئا سُكْرَا
تَشَرَّفَ بِالدِّيـنِ الْحَنِيفِـىِّ مُ ْسلِمَـا
ضلِ اللَّهِ مُ ْمتَلًِئا شُكْرَا
وَعَاشَ بِفَ ْ
ج َعلَهُ
ميان َ و َ
إل َ
دى اللهُ قَ ْلَبهُلِ ِ
هَ
ك ِر الل َه َمن َ
فَ ْلَيش ُ
مِ ْن ُأمَّ ْةِ َرسُ ْولِهِصَ ْاحِبِ الْقُ ْرآن َ نبِيِّنَ ْا ال ْذِى
ل َعلَيْْهِ الْقُْْرآنُ
َونُصَْْلِّى َونُسَْْلِّمُ َعلَْْى مَْْن نُْْزِّ َ
46
فَ ْص ُل الْ ِوالَدَةِ
خيْ ِر
ل آمِنَْةَ بِ َ
حمْ ِ
م فِى الشَّه ِر التَّاسِ ِ مِن أَشْهُ ِر َ
ثُ َّ
م
س ْقطَ ًة َعظِيمَْ ًة َوأَمْ ًرا َعظِيمًْا أَ ْف َز َعنِْى ثُْ َّ
أَى َ
ح فُْ َؤادِى
ض قَْد َمسَْ َ
جَناحَ طَائِ ٍر أَبَْي َ
ن َ
َرأَيتُ كَأَ َّ
م
ل َوجَ ْ ٍ َعنِّ ْى قَالَ ْت ثُ ْ َّ
ب الرُّع ْبُ َوكُ ْ ُّ
ه َ
ذَ
فَ ْ َ
صابَنِى نُْورٌ
ضاءَ فََتَناوَْلتُ َها فَأَ َ
ت فَِإ َذا أََنا بِ َشرَبةٍ َبي َ
الَْتفَ ُّ
ن
َبنَْاتِ َعبْدِ َمنَْاف قَالَْت فَصِْرتُ أَنظُْرُ ِإلَْي ِه َّ
ن الْحُورِ
هؤُالَءِ مِ َ
ن َو َمرَيمُ ابَن ُة عِم َران َ و َ
فِر َعو َ
د ذِكْْْ ِر
ني الْحِسَْْان فََت َهيَّْْؤُوا لِ ْلقِيَْْامِ عِنْْ َ
الْعِْْ ِ
ج َمالِ ْهِ
مِ ْيالَدِهِ أَ ُّيهَ ْا ْاألَحِبَّ ْ ْة َ واس َْت ْقبِ ُلوا نُ ْورَ َ
ح َّب ْة
بِ ُق ُلوبٍ مِ ْلئُ َها الْفَ َرحُ َوالْ َم َ
حمَدَ فِيهِ
جَسَدٌ تَمَ َّكنَ حُبُّ أَ ْ
تَاللَّهِ إِنَّ اْألَ ْرضَ الَ تُ ْبلِي ِه
48
أَوَكَ ْيفَ يُ ْبلِيهِ التُّرَابُ وَحُبُّهُ
فِى قَلْبِهِ وَمَدِحيُهُ فِى فِي ِه
دائِحِ ْهِ الَْب ِهيَّ ْ ْة
ق لَنَ ْا أَن نُ َعطِّ ْ َر أَ ْف َواهَنَ ْا بِ َم َ
َيحِ ْ ُّ
51
حنَا بِمِيالَدِ الْحَبِيبِ فَيَا بُ ْشرَى
فَرِ ْ
وَصِ ْرنَا بِخَ ْمرِ الْحُبِّ بَ ْينَ الْوَرَى سَكْرَى
وَقُـ ْمـنَـا مَـقَـامًـا يَ ْشهَـدُ اللَّـهُ أَنَّهُ
يُـذَكِّـرُنَـا مِـ ْن فَـ ْرطِ هَ ْيبَتِـهِ الْحَ ْشـرَا
خاشِْ َعا
ض َ
ديهِ َعلَى ْاألَر ِ
سهُ ِإلَى السَّ َماءِ َواضِ ًعا َي َ
َر ْأ َ
ن
كحُْْولَ الْ َعينَْْي ِ
َ نظِيفًْْا مُطَ َّيبًْْا مَْْدهُونَا َ م ْ
ل َيفُ ْوقُ
جمَْالٍ كَامِْ ٍ
َم ْقطُ ْوعَ السُّ ْرِّ َمختُونَ ْا َ ذا َ
53
فَ ْص ُل
اْإلِ ْرهَاصَاتِ وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ
ل
ق َمولِْدُهُ الشَّْ ِريفُ عَْامَ الْفِيْل ُ قَبيْ َ
َوقَد َوافَْ َ
ل
ن ثَ ْانِى َعش ْ ِر شَ ْه ِر َربِي ْ ٍ ْاألَ َّو ِ
فَج ْ ِر يَ ْو ِم االِثنَ ْي ِ
ب
آمِنَْْ ُة أَ َّنهَْْا ُأ ٌّم ألَِشْْ َرفِ َمولُْْود َ و َرأَت كَ َواكِْْ َ
جهُْور
صوتٍ َ
ال َي ُقولُ بِ َ
سمِ َعت قَائِ ً
فَ َغ َّيَبتهُ َعن َها َ و َ
م بِ َردِّهِ
الْبُحُور فَفَ َعلَتِ الْ َمالَئِكَ ُة َما بِهِ ُأمِرُوا ثُ َّ
55
دت َر َّبهَْْا الْخَْْالق
حمِْْ َ
ِإلَْْى ُأمِّْْهِ بَْْادَرُوا فَ َ
د
د الْفِ ْ َراق َ وظَهَ ْ َرت عِن ْ َ
ق َبع ْ َ
َوفَ ِرحَ ْت بِ ْالتَّالَ ِ
دهُ
د ْة فَْ َرأَى جَْ ُّ
خ َوارِقُ َوغَ َرائِْبُ َزائِْ َ
مِيالَدِهِ َ
ده
دا َوأَ ْك َر َم قَاصِْ َ
ح َّم ً
س َّماهُ مُ َ
خلَهُ الْكَعَبةَ َو َ
َوأَد َ
ج
دايَْْةِ َوالْ َم َواهِْْب َ وارتَْْ َّ
ض أَعْْالَمُ الْ ِه َ
ْاألَر ِ
56
دع َ وسَ ْقَطَ مِ ْن شُ ْرُفَاتِهِ
ِإي ْوَانُ كِس ْ َرى َوانصَ ْ َ
57
فَ ْص ُل الرَّضَاعَةِ
َوقَ ْد أَرضَ ْ َعتهُ َثمَ ْانِى نِس ْ َوةٍ غَي ْرُ ُأمِّ ْهِ الزَّكِيَّ ْ ْة
ري ْة
ب كَْثِ َ
هاصَْاتِ غَ َرائِْ َ
إلر َ
ن ْا ِ
دت لَْهُ مِْ َ
شاهَ َ
َ
ري ْة
د كَبِ َ
خي َراتِ فَ َوائِ َ
ن الْ َ
َوَنالَت بِهِ مِ َ
غ مِن
ح َّتى َبلَ َ
سالَ ْة َ
َدالَئِلُ النُّبُ َّوةِ َو َعالَ َماتُ الرِّ َ
غ فِْى
ق طَْاهِر َ وبَْالَ َ
صادِ ٍ
ن بِهِ َواتََّب َعهُ بِقَ ْلبٍ َ
آمَ َ
ذابٍ أَلِ ْيم فَاختَ ْارَ َعلَي ْهِ السَّ ْالَمُ ِإبقَ ْاءَهُم
عَ ْ َ
65
َراجِيًْْا مِْْن َربِّْْهِ أَن َيهْْدَِيهُم َوذُرِّيََّْْتهُم صِْْ َراطَهُ
66
فَ ْص ُل
أَبِى الْوَلِيدِ ُع ْتبَةَ ْبنِ رَبِيعَةَ
ش أَ ًذى
م مِْن قُْ َري ٍ
صلى اللْهُ َعلَيْهِ َوسَْل َ
ل َ
ح َّم َ
فََت َ
داالً
ريا فَصَ َْب َر َعلَ ْى أَ َذاهُ ْم َوجَ ْادَلَهُم جِ ْ َ
كَ ْثِ َ
ن
ل الْ َمن ُقولَ ْةَ عَ ْ ِ
ريا فَ ْأَملَى َعلَ ْي ِهمُ الْْدَّالَئِ َ
كَ ْبِ َ
ني
دى لَهُْْمُ الْبَْْ َراهِ َ
الشَّْْ َرائِ ِ الْمَُتقَدِّمَْْ ْة َ وأَبْْ َ
67
أَو َمجنُ ْون َ وبَ ْالَغُوا فِ ْى ِإيذَائِ ْهِ َوَت َر َّبصُ ْوا بِ ْهِ
ب الْ َمنُ ْون َ وقَ ْد أَح َْبطَ الل ْهُ أَعمَ ْالَهُم
َري ْ َ
إلفْْكِ
ل ْا ِ
ح ظِ ُّ
ضلهُم َولَم يُصلِحُ َبالَهُم فَأَصَب َ
َوأَ َ
ق قَائِالَ
َزائِالَ َ وأَم َسى لِ َسانُ الصِّد ِ
خفَى
ِألَ ْهلِ الْحَقِّ نُورٌ لَ ْيسَ يَ ْ
تُضِئُ بِهِ ال َّليَالِى الْمُ ْدلَهِمَّةْ
يُرِيدُ الْجَاحِـدُونَ لِيُطْفِئُـوهُ
وَيَـأْبَى اللَّـهُ إِ َّال أَ ْن يُتِمّــَ ْه
حفِْظَ
دهُم فِى نُحُْورِهِم َ و َ
ل اللهُ كَي َ
ج َع َ
ملَ َّما َ
ثُ َّ
ن َربِيعَةَ
خبُوا أََبا الْ َولِيدِعُتَبةَ ب َ
َعلَي ِهمُ الدَّ َوائِر انَت َ
ن
حضَْ َر بَْي َ
ف ِإ َذا َ
فََب َعثُوهُ ِإلَيْه َ وأَمَْرُوهُ أَن َيَتلَطْ َ
دعِيْه
ق َعلَى تَْركِ مَْا َي َّ
ديه َ وأَن يُ َراوِ َدهُ بِ ِر ْف ٍ
َي َ
ب
ه َ
ذَ
خارِفِ الْدُّنَيا بِمَْا َيشَْت ِهيه فَْ َ
دهُ مِن َز َ
َوَيعِ َ
ن
سلم فَقَالَ َيااب َ
صلىاللهُ َعلَيهِ َو َ
عُتَب ُة ِإلَىالنَّبِىِّ َ
تبِْْهِ
تقَومَْْكَبِْْأَم ٍر َعظِْْيمٍفَ َّرقْْْ َ
َوِإنَّْْكَقَْْدأََتيْْ َ
تبِهِآلِ َهَتهُم
تبِهِأَحالَ َمهُم َوعِب َ
سفه َ
ج َماعََتهُمَ و َ
َ
ضىمِنآبَْائِ ِهملَقَْد
تبِهِ َمن َم َ
َودِينَهُمَ وكَفر َ
66
ضْحَتنَْْْا فِْْى الْعَْْ َرب
أََتيَْتْنَْْْا بِالْ َعجَْْب َ وفَْ َ
ن فِْى
شسَْاحِ َرا أَ َّ
ن فِى قُْ َري ٍ
شاعَ َبيَنهُم أَ َّ
ح َّتى َ
َ
ل َبعضَُْنا
ش كَاهًِنا َماهِ َرا َ ما تُ ِريْدُ ِإال أَن يُقَاتِْ َ
ُق َري ٍ
ذا
نهَْ َ
ضا ِ إ َّ
داوَ ُة َوالَْبغ َ
ضا َ وأَن َتقَ َ َبيَنَنا الْ َع َ
َبع َ
ت
ت تُ ِريْدُ الْمَْالَ أَعطَينَْاكْ َ و ِإن ُكنْ َ
فَِْإن ُكنْ َ
ت تُ ِريْدُ مُ ْلكًْا
تُ ِريدُ السَِّيادَةَ سَْ َّودَناكْ َ و ِإن ُكنْ َ
ن الْجِ ْنِّ
دعِي ْهِ َرئِيًّ ْا مِ ْ َ
كنَ ْاكْ َ و ِإن كَ ْانَ مَ ْا َت َّ
َمل ْ
َي ْأتِيْ ْكْ َ ولَْ ْم َتسْ َْتطِ َر َّدهُ َعنْ ْكَ نَْ ْ ْأتِ لَْ ْكَ
ب التَّْابِ ُ َعلَْى
داوِيكْ فَِإ َّنهُ رُ َّب َما غَلَ َ
بِطَبِيبٍ يُ َ
71
ن التَّْابِ َ َداءٌ َوالْدَّاءُ
داوَى َ و ِإ َّ
ح َّتى يُ َ
ل َ
الرَّجُ ِ
َوالتَّسلِيم
ﭑﭒﭓ
ﭽﭑ ﭓﭔﭕﭖ
ﭘﭙﭚﭛﭜﭝ
ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
71
ﭤﭥ ﭦﭨ ﭩ ﭪ ﭫ
ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭺ
ﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ
ﮃ ﮄﮅ ﮆﮇﮉ
ﮊﮌﮍﮎﮏﮐ
ﮑ ﮒ ﮓﮕ ﮖ ﮗ
ﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﭼ
72
د ْة
غ السَّْج َ
حتَّْى َبلَْ َ
َولَم َي َزل َعلَيهِ السَّالَمُ َي ْق َر ُأ َ
سهُ فَقَْالَ
م َرفَ َ َر ْأ َ
ضلُ النُّ َّساكْ ثُ َّ
سيِّدُ الْعُ َّبادِ َوأَ ْف َ
َ
ت َو َذاكْ
ت فَأَن َ
سمِع َ
ت َياأََبا الْ َولِيدِ َما َ
سمِع َ
قَد َ
فَ َرجَْ ْ َ ِإلَْ ْى قَومِْ ْهِ لِيُخبِْ ْ َرهُم بِمَْ ْا َوقَْ ْ
َو ُف َؤادُهُ َيرجُفُ مِ َّما سَْمِ فَقَْا ُلوا مَْا َو َراءَكَ يَْا
س َواللْهِ
أََبا الْ َولِيد قَالَلَقَْد أَسْ َم َعنِى كَالَمًْالَْي َ
ل
ذا الرَّجُْ َ
هْ َ
نَل الْكَ َهانَْةِ َوالسِّحْر ِ إ َّ
سبِيْ ِ
مِن َ
73
خلُّْوا
ش َ
س بِكَْذُوبٍ َوالَ سَْفِيه َ يامَعشَْ َر قُْ َري ٍ
لَي َ
ن لِقَولِْهِ
ن مَْا هُ ْ َو فِيْْه فَ َواللْهِ لََيكُْونَ َّ
َبينَْهُ َوبَْي َ
ذا َر ْأيِْى َوقَْد
سمِعتُ مِنهُ َنبَْأٌ َعظِْيم هَْ َ
الذِى َ
ح َركَ
سقِيم فَقَْالُواسَْ َ
ىََعلِمتُم أَ َّننِىلَستُ َذا َر ْأ ٍ
ذا مَْا اقَْتضَْاهُ
َواللْهِ بِلِسَْانِهِ ياأََباالْ َولِيْْد قَْالَهَْ َ
دالَكُْم
ى السَّْدِيد َ وأَنْتُمُ اصَْنعُوا مَْا بَْ َ
فِكْْ ِر َ
كم
َو ِإ َّنمَْْْْا ُأحَْْْْذِّرُ ُكم أَن َتخسَْْْْرُوا اسْْْْتِ ْقَبالَ ُ
سخِرُوا مِْن
ذا الْقَولُ َواسَتنكَرُوه َ و َ
هَ
فَ َغاظَهُم َ
ريا
جرُوه َ ولَكِ َّنهُم َوجَْدُوا لِكَالَمِْهِ تَْ ْأثِ ً
ه َ
قَائِلِهِ َو َ
ط َشهُ
خافُوا َب ْ
فِى ُق ُلوبِ ِهم فَ َهالَهُم أَمرُ الرَّسُولِ َو َ
بِ ِهم
74
هَالَهُ ْم أَ ْمرُهُ فَخَافُوا وَمَا هُ ْم
بَ ْعدَ حِنيٍ مِ ْن فَ ْتكِـهِ أُمَنَـاءُ
عَلِمُـوا أَنَّـهُ النَّبِـىُّ وَلَكِـ ْن
نَفَذَ الْحُكْمُ فِيهِمُو وَالْقَضَاءُ
لَ َّقبُوهُ اْألَمِيـنَ مِ ْن قَ ْبلِ هَذَا
وَقَلِيـلٌ بَ ْينَ الْوَرَى اْألُمَنَاءُ
الَ كِتَابٌ وَالَ حِسَابٌ وَالَ غُ ْر
خفَاءُ
ت لَهُ وَالَ اسْتِ ْ
بَةٌ طَالَ ْ
بِكِتَابٍ مِنَ الْمَلِيـكِ أَتَاهُـ ْم
كُلُّ لَفْـ ٍظ بِصِ ْدقِـهِ طُ ْغـرَاءُ
75
فِيهِ إِ ْعجَازُهُ ْم وَفِيهِ هُدَاهُ ْم
فَ ْهوَ سُقْمٌ لَهُ ْم وَفِيهِ شِفَــاءُ
عَدَلُوا عَ ْنهُ لِلشَّتَائِـمِ وَالْحَ ْر
بِ افْتِرَاقٌ جَوَابُهُ ْم وَافْتِراءُ
لَ ْيسَ يَ ْهدِى الْقُ ْرآنُ مِ ْنهُ ْم قُلُوبَا
مَا أَتَاهَا مِ ْن رَبِّهَا االِ ْهتِــدَاءُ
ال يُطِيقُ اْإلِفْصَـاحَ بِالْحَقِّ عَ ْبدٌ
رُوحُهُ مِ ْن ضَالَلِهِ خَ ْرسَــاءُ
لَ ْيسَ لِى حِيلَةٌ بِتَ ْعرِيفِ أَ ْعمَى
ت بِهِ الْبُصَرَاءُ
كُ ْنهَ شَ ْى ٍء خُصَّ ْ
76
وَإِذَا مَا هَدَى اْإلِلَهُ بَهِيمًا
كَانَ مِ ْن دُونِ فَ ْهمِهِ اْألَ ْذكِيَاءُ
77
َفصْلُ
ْا ِإلسْ َراءِ َوالْ ِمعْ َرا ِج
ن
ال مِ ْ َ
ل الْ ِهج ْ َرةِ بِعَ ْامٍ أَس ْ َرى الل ْهُ بِ ْهِ لَ ْي ً
م قَب ْ َ
ثُ ْ َّ
الْ َمسْْجِدِ الْحَْْ َرامِ ِإلَْْى الْ َمسْْجِدِ ْاألَ ْقصَْْى
ن الْكَ َماالَتِ
ق السَّ َم َواتِ َوآتَاهُ مِ َ
َو َرقاهُ ِإلَى َما فَو َ
حبَْْاهُ
خاطَبَْْهُ َو َ
جلْْى لَْْهُ َو َ
مَْْا الَ يُحصَْْى َ وَت َ
ن
ن َرأَت َوالَ ُأذُ ٌ
ب َوالنَّظَر َ وأَعطَاهُ َما الَ َعي ٌ
الْ ُقر َ
خطَ َر َعلَى قَ ْلبِ َب َشر
سمِ َعت َوالَ َ
َ
سَرَى مِ ْن مَ َّكةَ بِبُرَاقِ عِزٍّ
ِألَقْصَى مَ ْسجِ ٍد وَعَالَ السَّمَاءَ
78
مُفَتَّحَةً لَهُ اْألَ ْبوَابُ مِ ْنهَا
يُجَاوِزُهَا إِلَى الْعَ ْرشِ ارْتِقَاءَ
فَسُرَّ بِهِ الْمَالَئِكَةُ ابْتِهَاجَا
وَصَ َّلى خَلْفَهُ الرُّسُلُ اقْتِدَاءَ
وَكَ َّلمَ رَبَّهُ مِ ْن قَابِ قَ ْوسٍ
وَأُلْهِمَ فِى تَحِيَّتِهِ الثَّنَاءَ
فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَلْنِى
()1
فَلَ ْستُ أَشَاءُ إِ َّال أَ ْن تَشَاءَ
) على هذه األبيات ،وهي مـن قصـيدة ّـدّاح سـيّدنا ( :)1تعليق يف صفحة (
رسول اللّه ،لسيّدي اإلمام عبد الرّحيم الربعيّ.
76
حمَتِى لَكَ فَاقْضِ فِيهَا
خَزَائِنُ رَ ْ
بِحُكْمِكَ لَ ْستُ أَ ْمنَعُكَ الْعَطَاءَ
وَشَـ َّفـعَـهُ اْإلِلَـهُ بِكُـلِّ عَـاصٍ
خشَـى الْجَـزَاءَ
وَكُلِّ مُقَصِّرٍ يَ ْ
ن كُْلِّ
صالَ ًة بَْي َ
ني َ
خمسِ َ
ض َعلَيهِ َو َعلَى ُأ َّمتِهِ َ
َوفَ َر َ
ني فِ ْى
خمسِ ْ َ
ل َو َ
خمسً ْا فِ ْى الْفِع ْ ِ
ج َعلَهَ ْا َ
حتَّ ْى َ
َ
حابِهِ فِى
كم َو َد َعا ِإلَيه َ واقَْتدُوا بِآلِهِ َوأَص َ
َرسُولُ ُ
َعلَيه
82
فَ ْص ُل اِْلهجْرَ ِة
ن
ظهُورَ دِينِهِ بَْي َ
َولَ َّما أَ َرادَ اللهُ َت َعالَى نُص َرةَ َنبيِّهِ َو ُ
ن لَْْهُ فِْْى الْ ِهجْْ َرةِ ِإلَْْى الْ َمدِينَْْةِ
الَْب ِريَّْْ ْة أَذِ َ
ى
ك ٍر َرضِ َ
الْمَُن َّو َرةِ الَْب ِه َّي ْة فَ َهاجَ َر ِإلَي َها َو َم َعهُ أَبُوبَ ْ
جاهُ َما اللهُ َت َعالَى مِن كَيدِ
ضاه َ وَن َّ
اللهُ َعنهُ َوأَر َ
ض
حيْْْثُ سَْْْاخَت فِْْْى ْاألَر ِ
سُْْْ َراقَةَ َوأَ َذاه َ
ع َوكَادَ الرُّعبُ َي ْقضِى
ع َوفَ ِز َ
ج ِز َ
قَ َوائِمُ فَ َرسِه فَ َ
َعلَْى َنفَسِْه فَصَْاحَ مُسَْتغِيثًا طَالِبًْا لِألَمَْانِ مِْن
د
ج َ ِإلَْى قَومِْهِ َوأَنشَْ َ
فَخ ِر الْكَائَِنات فََنالَهُ َو َر َ
هذِهِ ْاألَبَيات
لَجه ٍ
ألَِبِى َ
83
أَبَا حَكَمٍ وَاللَّهِ لَ ْو كُ ْنتَ شَاهِدَا
ألَِ ْمرِ جَوَادِى إِ ْذ تَسِيخُ( )1قَوَائِمُ ْه
عَلِ ْمتَ وَلَ ْم تَ ْشكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدَا
رَسُولٌ بِبُ ْرهَانٍ فَمَ ْن ذَا يُقَاوِمُ ْه
عَلَ ْيكَ بِكَفِّ الْقَ ْومِ عَ ْنهُ فإِنَّنِى
أَرَى أَ ْمرَهُ يَ ْو ًما سَتَ ْبدُو مَعَالِمُ ْه
م الْ َمدِينَةَ يَْو َم
سل َ
صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ
ى َ
ل النَّبِ ُّ
ص َ
فَ َو َ
84
شىءٍ َو َع َّمتِ الَْب َشْائِْرُ
لَن الْ َمدِينَْةِ ُك ُّ
ضْْْاءَ مِ َ
فَأَ َ
ن
دهُم َ وكَانَ ُكلمَْا مَْ َّر َعلَْى َدارٍِ مِْ َ
ل َمج َ
كمِ َ
َويُ ْ
خلُّْوا
كم َ
َعلَى َناقَتِهِ مَُتَبسِّْ ًما َيقُْولُ بَْارَكَ اللْهُ فِْي ُ
ح َّتى َب َركَت
سبِيلَ َها فَِإ َّن َها َم ْأمُورَ ْة فَانطَلَقَت بِهِ َ
َ
ال
أَبِى الطيِّبِ َمغمُورَ ْة فَقَالَ َربِّ أَن ِزْلنِى مُنْ َز ً
86
ث فِى َدارِ أَبِى أَ ُّيوبَ سَْب َعةَ أَشْهُ ٍر َوهْ َو فِْى
َو َمكَ َ
ظ
ش َوالْ َمَب َّرات فَ َما أَعظَمَْهُ مِْن حَْ ٍّ
أَرغَدِ الْ َعي ِ
ح َّببُْوا
حبَّْه فََت َ
ن اتََّبعَْهُ َوأَ َ
ب اللهُ مَْ ِ
ح َّ
حبِيبٌ أَ َ
َ
ح َّب ْة
كم فِيهِ َم َ
ِإلَيهِ بِكَث َرةِ الصَّلَ َواتِ ِإن كَانَت لَ ُ
87
َفصْلُ بِ َنا َيةِ َمسْجِدِهِ
َع َليْهِ الصَّ َالةُ َوالسَّ َالمُ
ن اللْهِ
ع فِى بَِنايَةِ َمسْجِدِهِ َعلَْى َتقْْ َوى مِْ َ
ش َر َ
مَثُ َّ
دهُ
ع َوعُمُْ َ
ل ارتِفَاعَْهُ سَْب َعةَ أَذرُ ٍ
جعَْ َ
الْ َمجِيد فَ َ
ج ِريْد َ وأَ َعانَْهُ
ل َوسَْ ْقفَهُ مِْن َ
مِن جُذُوعِ النَّخ ِ
حابَ ُة الْ ُفضَْالَءُ الْ ُفحُْول َ وكَْانَ
َعلَى بَِنائِهِ الصَّ َ
صدرُهُ الشَّ ِريفُ َوه َو
ح َّتى اغَْب َّر َ
ن َ
َم َعهُم َين ُقلُ اللبِ َ
َي ُقولُ
جرُ اْآلخِرَةْ
جرَ أَ ْ
اللَّهُمَّ إِنَّ اْألَ ْ
فَارْحَمِ اْألَ ْنصَارَ وَالْمُهَاجِرَةْ
88
إلقَامَْةَ
جنْبِ الْ َمسْجِدِ بُيُوتًْا َونَْ َوى ْا ِ
َوَبَنى ِإلَى َ
ل طَيبَ ْةَ الْعَ ْيشُ
م لَ ْهُ الْمُنَ ْى َ وطَ ْابَ ألَِه ْ ِ
َوتَ ْ َّ
ق لَهُمُ الْ َهَنا
ح َّ
َو َ
هَنَاؤُكُمُو يَا أَ ْهلَ طَ ْيبَةَ قَ ْد حَ َّقا
فَبِالْقُ ْربِ مِ ْن خَ ْيرِ الْوَرَى حُ ْزتُمُ السَّ ْبقَا
تَرَ ْونَ رَسُولَ اللَّهِ فِى كُلِّ سَاعَ ٍة
وَمَ ْن يَرَهُ فَ ْهـوَ السَّعِـيـدُ بِـهِ حَـ َّقـا
مَتَى جِ ْئتُمُو الَ يُ ْغلَقُ الْبَابُ دُونَكُ ْم
حسَانِ الَ يَقْبَلُ الْغَلْقَا وَبَابُ ذَوِى اْإلِ ْ
فَيَ ْسمَعُ شَكْوَاكُـ ْم وَيَكْشِفُ ضُـرَّكُ ْم
حسَـانَ حُرًّا وَالَ رِ َّقـا وَالَ يَ ْمنَـعُ اْإلِ ْ
86
ضةِ الْ َمحبُْوب
َدامَ الْ َهَناءُلِ َمن َن َّز َه النَّظَ َر فِى َرو َ
ى
شالْ َهنِ ّ
حاءِ َذاتِالَْب َهاءِالَْباهِ ِر َوالْ َعي ِ
طَيَبةَالْفَي َ
بِمُ َؤاخَاتِهِ ِإخ َوانًا َولَهُ أَع َوانًا َعلَى َنش ِر الدِّينِ فِْى
ل يَْو ِم فِْى
حابُهُ كُْ َّ
صارَ أَصْ َ
صار َ و َ
الْ ُق َرى َو ْاألَم َ
61
ف اللْهُ
الزِّيَْادَةِ َوالْكَثْ َرةِ َوالنُّمُْوِّ الْخَْارِق َ وأَلْ َ
ح َّبتِْ ْهِ
َو َردِّدُوا الصَّْ ْلَ َواتِ َعلَيْ ْهِ ِإن ُكنْ ْتُم فِْ ْى َم َ
صادِقِني
َ
62
فَ ْصلُ
فَ ْتحِ مَ َّكةَ الْمُشَ َّرفَ ِة
الل ْهُ َعلَ ْى الصَّ ْب ِر َوالثَّبَ ْات َ ويَ ْ ْأمُرُهُ بِاالِ ْقتِصَ ْارِ
صَب َر
ل قَولِهِ فَاصبِر كَ َما َ
خاطِبُهُ بِمِث ِ
ْاألَذِ َّيات َ ويُ َ
ل لِمَْن
ني َوأَن الَ مُضِْ َّ
ن الْ َعاقِبَْةَ لِ ْلمُْ َّتقِ َ
َويُخبِرُهُ بِأَ َّ
63
ص َر صَْلى
ضلهُم فَاقَْت َ
ى لِ َمن أَ َ
هادِ َ
داهُم َوالَ َ
هَ
َ
َوالضَّالَلَ ْة
64
حتَّْى أَْلجَْ ُأوهُ
همُّْوا بِقَتلِْهِ َ
فِى دِينِْهِ َوَن ْفسِْه َ و َ
ِإلَ ْى الْخُ ْرُوجِ مِ ْن َدارِهِ َو َمس ْقَطِ َر ْأسِ ْه أَمَ ْ َرهُ
ح َر َمهُ مِْن عِبَْادَةِ
ظ ِه َر دِينَهُ َويُطَهِّ َر َ
اللهُ بِقَِتالِ ِهم لِيُ ْ
دهُ بَِنص ِرهِ َوقَ َّواهُ
دهُ بِ َمالَئِكَتِهِ َوأَ َّي َ
ْاألَصَنام َ وأَ َم َّ
حابَةِ ْاألَعالَم
بِالصَّ َ
حـ ب بَلِ الصَّ ْ ح ٍ صطَفَى بِصَ ْ قَوِىَ الْمُ ْ
ـــبُ بِهِ بَ ْل بِرَبِّهِ أَقْوِيَاءُ
صطَفَـى وَرِمَـاحٌ هُ ْم سُيُـوفٌ لِلْمُ ْ
وَ ْهوَ رَأْسٌ وَهُـ ْم لهُ أَ ْعضَـاءُ
أَيَّـدُوهُ وَبَ َّلـغُـوا الـدِّيـنَ عَـ ْنـهُ
فَهُمُ الناصِحُونَ وَالنُّصَرَاءُ
65
مِائَـةٌ أَ ْربَـعٌ وَعِ ْشـرُونَ أَلْفَـا
حبُ طَهَ وَكُُّلهُ ْم سُعَدَاءُ
صَ ْ
مِ ْنهُمُ السَّابِقُونَ لِلدِّينِ وَالْعَ ْشـ
ـــرَةُ مِْنهُ ْم وَمِ ْنهُمُ النُّجَبَاءُ
فَبِرُوحِى أَفْدِى الْجَمِيعَ وَإِ ْن جَـ
ـلَّ الْمُفَدَّى وَقَلَّ مِنِّى الْفِدَاءُ
رَضِـىَ اللَّـهُ وَالنَّبِـىُّ وَأَ ْهـلُ الْـــ
ـحَقِّ عَ ْنهُ ْم وَإِ ْن أَبَى الْبُغَضَاءُ
ضى اللْهُ عَْنهُم َ وَيعفُْو عَْن كُْلِّ مَْا
ف الَ َير َ
َوكَي َ
د َر مِ ْنهُم َ وهُ ْمُ السَّ ْابِ ُقونَ ِإلَ ْى نُص ْ َرةِ َنبِيِّ ْهِ
صَ ْ َ
66
الْذِى أَرسَْلَهُ َودِينِْهِ الْذِى شَْ َر َعه َ والْفَْائِزُونَ
ري ْة
ش َوقَْائِ ُ شَْ ِه َ
ن مُش ِركِى ُق َري ٍ
فَ َوقَ َ َبيَنهُ َوَبي َ
م فِْْى َم َواقِْْ َ
ل َوأَسَّْْ َر َوغَْْنِ َ
َوانَتصَْْ َر َعلَْْي ِهم فَقَتَّْْ َ
ن حَْربٍ
ري ْةَ ولَم َي َزل َعلَيهِ السَّْالَمُ َم َعهُْم بَْي َ
كَثِ َ
ح
دهُم فَْأَ َم َرهُ اللْهُ بِفَْت ِ
َنكَثُوا أَي َمانَهُم َوَنقَضُوا َعه َ
ل َمكْةَ
م لَْهُ الْفَْتحُ َو َدخَْ َ
َمكةَ الَْبلَدِ ْاألَمِني فََْت َّ
ضْانَ
شْهْ ِر َر َمْ َ
خلَْت مِْن َ
ن َ
نلِعِْش ِريْ َ
َيْو َم االِثَنيْ ِ
( :)1وردت كلمة سةةل فةةق مخطوطة ائشة محمةةد اصةةا ك سةةل وئدةل كلمة سةةل أبسة فةق
ائمدبى فهق فق مق ال كلم حر وئ ر ائسا فق اختالف ائبقل وإبم تغ ةر قةو اةه
ائش للق س ئ ا ائف ب وائف ب ح بم تراءى ئه مدبى أبس وأئ ق.
67
ن
ح ٍ
ب َناقَتَْهُ مُْن َ
الْ َعظِيم َ وه َو َعلَيهِ السَّالَمُ َراكِْ ٌ
سب َعا
م طَافَ بِالَْبيتِ َ
دنِى َربِّى ثُ َ
ذا َما َو َع َ
هَ
َوَي ُقولُ َ
ن
ل الْكَعبَ ْةَ َوصَ ْلى فِيهَ ْا َر ْك َعتَ ْي ِ
الصَّ ْالَ ْةَ و َدخَ ْ َ
م فِْى قَفَْاهُ
شارَ ِإلَىصََْن ٍ
تُعَبدُ مِن دُونِ الله فَ َما أَ َ
68
ق
ق َو َزهَْْ َ
َوهْْ َو َعلَيْْهِ السَّْْالَمُ َيقُْْولُ جَْْاءَ الْحَْْ ُّ
حابُهُ
الَْباطِلُ َو َما يُبدِئُ الَْباطِلُ َو َما يُعِيْد َ وأَصْ َ
قاللهُ
د َ
صَ
ش ِريكَلَهُ َ
دهُالَ َ
َوقَالالَ ِإلَ َه ِإالاللهُ َوح َ
م
ده ثُ َّ
ه َز َم ْاألَح َزابَ َوح َ
دهُ َو َ
ص َر َعب َ
دهَ وَن َ
َوع َ
ع ْاألَغَ ّر مِن َها َوالَ تُنكَحُ الْ َمرأَ ُة َعلَى َع َّمتِ َها
الشَّر ِ
دعِى َوالَْْيمِنيُ
خالَتِ َها َوالَْبيِّنَْ ُة َعلَْى الْمُْ َّ
َوالَ َعلَى َ
طَبتَْهُ ُكلهَْا
م خُ ْ
د مَْا اسَْتَت َّ
َعلَْى مَْن أَنكَْر َ وَبعْ َ
111
ن اللْ َه
ش ِإ َّ
ذا الْخِطَاب َ يا َمعشَْ َر قُْ َري ٍ
أَر َدفَ َها بِ َه َ
ظ َمهَْا بِ ْاآلبَْاءِ
جاهِلِيَّْةِ َوَت َع ُّ
كم َنخ َوةَ الْ َ
ب َعن ُ
ه َ
أَذ َ
م تَْالَ هَْذِهِ
َوالنَّاسُ مِن آدَ َم َوآدَمُ مِن تُ َراب ثُْ َّ
د اللْهِ أَتقَْاكُم
كم عِن َ
ن أَ ْك َر َم ُ
ل لَِت َعارَ ُفوا ِ إ َّ
َوقََبآئِ َ
ش مَْا
م قَْالَ َيامَعشَْ َر قُْ َري ٍ
ن الل َه َعلِيمٌ خَْبِري ثُْ َّ
ِإ َّ
ت فَْاعفُ
در َ
خ كَ ِريمٍ َوقَد قَ َ
خ كَ ِريمٌ َوابنُ أَ ٍ
خي ًرا أَ ٌ
َ
111
كمُ الْيَْو َم َيغفِْرُ اللْهُ
أَخِْى يُوسُْفُ الَ َتث ِريْبَ َعلَْي ُ
حتَّ ْى
ذا َ
م كَالَمَ ْهُ هَ ْ َ
َمملُ ْوكِني فَلَ ْم َيكَ ْد يُ ْتِ ُّ
ن
ك ِ
د التَّ َمسْ ُ
كونُ الْحِ ْلمُ عِن َ
ذا َي ُ
َواالِنتِقَام فَ َهكَ َ
ن
ك ِ
د الْتَّ َم ُّ
كونُ الْ َعفْْوُ عِنْ َ
ذا َي ُ
هكَ َ
ذار َ و َ
َواالِعتِ َ
دار
َواالِ ْقتِ َ
112
ذَلِكَ الْحِلْمُ ذَلِكَ الْعَفْوُ ذَاكَ الْـــ
ضلُ ذَاكَ اْإلِفْضَالُ ذَاكَ السَّخَاءُ
ـفَ ْ
ت مَحَاسًِنا سَيِّئَاتُ الْـ
فَاسْتَحَالَ ْ
ــقَ ْومِ حَـتَّى كَأَنَّهُـم مَّا أَسَـاءُوا
م بِِإسْ ْالَمِ ِهم
ح صَْ ْلى اللْ ْهُ َعلَيْ ْهِ َوسَْ ْل َ
فَفَْ ْ ِر َ
ل ُأنَْاسٍ
سَن ْف َرحُ َنحْنُ بِْهِ َوبِهِْم يَْو َم يُْد َعى كُْ ُّ
َو َ
هجْْ ِر الشِّْْركِ
ن َعلَْْى َ
إلسْْالَم فَبَْْايَ َعهُ َّ
َعلَْْى ْا ِ
ل
ب لَْهُ كُْ َّ
سيدٍ َوالِيًْا فِيهَْا َو َرتَّْ َ
ن ُأ َ
ب َع َّتابَ ب َ
ص َ
َوَن َ
خي ْ َراتٌ َو َمبَ ْ َّرات مِنهَ ْا قَولُ ْهُ لَ ْهُ انطَلِ ْق فَقَ ْدِ
َ
ث َم َّرات
ل اللهِ أَ َعادَهُ َثالَ َ
اسَتع َم ْلتُكَ َعلَى أَه ِ
ني
م مِائَ ْ ًة َوَثالَثِ ْ َ
ضصَ ْلى الل ْهُ َعلَي ْهِ َوسَ ْل َ
َواس َْت ْق َر َ
ل
حابِهِ مِْن أَهْ ِ
ن الدَّ َراهِم فَ َّرقَ َها فِْى أَصْ َ
أَْل ًفا مِ َ
مسَْارَ
ضاهَا َبعْدُ مِْن مَْالِ الْ َغنَْائِم ثُْ َّ
الضَّعفِ َوقَ َ
114
صلَ َها بِ َسالَ ٍم آمًِنا َمنصُورَا
ِإلَى الْ َمدِينَةِ الطيَِّبةِ فَ َو َ
سْعيِ ْْهِ
بَل غِ ْ َّ
جْعَ ْْ َ
َوأَوفَ ْى الل ْهُ لَ ْْهُ بِْ َوع ْْدِهِ َو َ
م
حمْ ْدُ لِلْ ْهِ الْ ْذِى بِنِع َمتِْ ْهِ تَْ ْتِ ُّ
كورَا فَالْ َ
َمشْ ْ ُ
دى ِإلَْى
حات َ وبِ َرح َمتِهِ َيسْ َعدُ مَْن أَهْ َ
الصَّالِ َ
115
َفصْلُ
آلِ الْ َبيْتِ َرضِ َى اللَّهُ َعنْهُمْ
خمسَْةٍ
ريةٌ ُأ ْف ِر َدتبِالتَّ ْألِيفَ ن ْأتِىبِ َ
حادِيثُهُكَثِ َ
َوأَ َ
117
مِن َها َتَب ُّر ًكابِكَالَمِهِالشَّ ِريفقَالَصَْلىاللْهُ َعلَيْهِ
حيًّْا َومَْنيُولَْدُ
َوسَْلمأَنَْا َرسُْولُمَْنأَد َركْْتُ َ
م يَْومَ
ألمَْ َ
الَْيو َم َعلَى دِينٍ َ و ِإنِّى مُكَاثِ ٌر بِكُْمُ ْا ُ
118
سَن ًة َعلَْى
ث َوسِ ُّتونَ َ
ذا َوعُمُرُهُ َعلَيهِ السَّالَمُ َثالَ ٌ
هَ
َ
ن
ى اللْ ْهُ عَْ ْنهُ َّ
جاتُْ ْهُ َرضِْ ْ َ
أَصَْ ْحِّ َدلِيْْْل َ و َزو َ
جمِيل
م الْ َ
ظِ
ذا النَّ ْ
دى َع َش َرةَ َمجمُوعَةٌ بِ َه َ
ِإح َ
زَ ْوجَاتُ خَ ْيرِ الْوَرَى عَ ْشرٌ وَوَاحِدَ ٌة
أَ ْسمَـاؤُهُنَّ بِهَذَا النَّظْمِ بَيِّنَـةٌ
خَدِجيَـةٌ زَ ْينَبٌ أُمُّ الْمَسَاكِيـنِ ذِى
وَزَ ْينَبٌ غَ ْيرُهَا وَالْبِكْرُ عَائِشَةٌ
وَسَـ ْودَةٌ رَ ْمـلَـةٌ مَـ ْيـمُـونَـةٌ وَكَـذَا
صَفِيَّـةٌ حَفْصَـةٌ هِ ْندٌ جُوَ ْيرِيَةٌ
ت وَفَاتُهُمَـاوَاْألُولَيَـانِ هُنَـا كَانَ ْ
مُ ْذ كَانَ حَيًّا فَالَ فَاتَ ْتكَ فَائِدَةٌ
116
َوأَوالَدُهُ َثالَثَْ ْ ُة أَبنَْ ْاءٍ َوأَربَْ ْ ُ َبنَْ ْات جُمِعُْ ْوا
ى ُأ ُّم
د سِْ َّتةِ أَشْهُ ٍر كَامِلَْ ْة فَهْ َ
َوقَد لَحِقَت بِهِ َبعْ َ
َوَنس ُل َها ِإلَى قَِيامِ السَّاعَةِ هُم آلَ َبيتِ الرَّسُول
سبِيلٌلِلنَّعِيم
ح َّبتُهُم َ
ح َّبةِ َو َم َ
َو َمدحُهُم َدلِيلُ الْ َم َ
111
ف الَ َن َو ُّد أَبَناءَ النَّبِىِّ َوَنرجُوا بِهِْمُ السَّْ َعادَةَ
أَم كَي َ
كم
فِى الْعُ ْقَبى َ واللهُ َتعَْالَى َيقُْولُ قُْل ال أَسْأَ ُل ُ
َعلَيهِ أَج ًرا ِإال الْ َم َو َّدةَ فِى الْ ُقرَبى
س
حاب َ وأَن َيغ ِر َ
سائِ ِر ْاألَص َ
ضى َعنهُم َو َعن َ
َير َ
112
فِْى ُق ُلوبِنَْا مَْ َو َّدَتهُمُ الْ َم ْفرُوضَْةَ َعلَينَْا فِْى السُّْ َّنةِ
َوالْكَِتاب
113
ف الَ َوهُ ْم
َنكُ ْونَ فِ ْى سِ ْ ْلكِ ِهم مُن َْتظِمِني كَي ْ َ
قَادَتَُنا فِى الدِّينِ َوسَْادَتَُنا الْذِينَ خَْاطََبهُم َر ُّبنَْا
ريا فَقَْْالَ ِإ َّنمَْْا يُ ِريْْدُ اللْْهُ
َتعظِيمًْْا لَهُْْم َوَتبشِْْ َ
ل الَْبيْتِ َويُطَهِّْ َر ُكم
س أَهْ َ
كمُ الْرِّج َ
ب َعن ُ
لِيُذهِ َ
ف
ح َعن َنبِيِّْهِ الْذِى كَْانَ أَعْ َر َ
ص َّ
ريا َ وقَد َ
ط ِه َ
َت ْ
النَّ ْاسِ بِ َمن ِزلَْْةِ آلِْْهِ َوحُْْر َمتِ ِهم أَنَّْْهُ قَْْالَ مَْْن
م اللْهُ
ح َش َرهُ اللهُ فِى زُم َرتِ ِهم فَ َرحِ َ
ب قَو ًما َ
ح َّ
أَ َ
حالَلَ ْهُ
ري َو ِإج ْالَل َ و َ
ب تَ ْوقِ ٍ
دا أَحَ ْ َّبهُم حُ ْ َّ
َعب ْ ً
حال
َمدحُهُم فِى ُكلِّ َ
حَالَلِى مَ ْدحُكُ ْم فِى كُلِّ حَا ِل
فَجُودُوا بِالْمُنَى يَا خَ ْيرَ آلِ
114
فَأَ ْنتُ ْم سَادَتِى وَبِكُ ْم فَخَارِى
فَحَ ْسبِى أَ ْن تَمُنُّوا بِالْوِصَالِ
عُبَ ْيدُكُمُو أَتَى لِلْبَابِ يَ ْبغِى
رِضَاكُ ْم بِاسِطًا كَفَّ السُّؤَالِ
فَمَالِى غَ ْيرُ جَدِّكُمُو شَفِيعَـا
عَلَ ْيـهِ اللَّهُ صَ َّلى ذُو الْجَالَلِ
ق
خالَئِق النَّبِىِّ السَّْابِ ِ
شفِي ِ الْ َ
صلى اللهُ َعلَى َ
َ
ح
حبِيبِهِ الْذِى فََْت َ
م الالحِق َ
َوالرَّسُولِ اخلَاتِ ِ
كم
كم َوأَت َممْْتُ َعلَْْي ُ
الْيَْْو َم أَ ْك َملْْْتُ لَكُْْم دِيْْنَ ُ
115
إلسالَ َم دِينَا
كمُ ْا ِ
نِع َمتِى َو َرضِيتُ لَ ُ
َنرَتابُ فِى وُ ُقوعِ مَْا قَضَْاهُ فِْى أَ َزلِْه َ نشْ َهدُ أَن
س
د َ
دهُ الَ شَْ ِريكَ لَْه ِ إلَْ ٌه َتقَْ َّ
الَ ِإلَْ َه ِإال اللْهُ َوحْ َ
دَنا
ن سَْيِّ َ
ن الْمُشَْارَكَةِ َوالْمُشَْاكَلَ ْة َ وَنشْ َهدُ أَ َّ
عَْ ِ
ل
دا َعبدُهُ َو َرسُولُهُ الذِى َنالَ مِْن كُْلِّ فَضْ ٍ
ح َّم ً
مُ َ
118
ن الشِّْع ِر
حنِى َولَو بَِبيتٍ مِ َ
د َ
َت َمامَه َ وقَالَ َمن َم َ
116
فَصْلُ الشَّمَائِلِ
ى َنبِيِّنَ ْا ال ْذِى
دانَا بِهَ ْد ِ
حم ْدُ لِل ْهِ ال ْذِى هَ ْ َ
فَالْ َ
ل
جمَّ ْ َ
ل أَوصَ ْافِ الْعُبُودِيَّ ْ ْة فَ َ
جمَ ْ َ فِي ْهِ أَ ْكمَ ْ َ
َ
ل خُ ُلقَْ ْهُ َوَت َّوجَْ ْهُ بِتَْ ْاجِ ْاألَ ْفضَْ ْلِ َّيةِ
خ ْلقَْ ْهُ َوكَمَّْ ْ َ
َ
122
وَاسِعُ الصَّ ْدرِ فِيهِ شَ ْعرٌ دَقِيقٌ
مَعَهُ الْبَطْنُ فِى ارْتِفَاعٍ سَـوَاءُ
ظَـ ْهـرُهُ خَـاتَـمُ النُّبُـوَّةِ فِيـهِ
أَ ْسفَلَ الْكَ ْتفِ حِلْيَةٌ حَ ْسنَاءُ
حمُهُ بِاعْتِدَالٍ
جرَدُ الْجِ ْسمِ لَ ْ
أَ ْ
أَ ْزهَرُ اللَّ ْونِ كَاللُّجَ ْينِ الصَّفَاءُ
خمُ الْكَرَادِ
وَ ْهوَ شَ ْثنُ اْألَطْرَافِ ضَ ْ
جلَـهُ خَ ْمصَـاءُ
يسِ وَلَكِنَّ رِ ْ
عَقْلُهُ الشَّ ْمسُ وَالْعُقُولُ جَمِيعَا
كَخُيوطٍ مِ ْنهَا حَوَاهَا الْفَضَاءُ
123
ل الشَّافِ ِ فِى الْ َموقِفِ
ش َمائِ ِ
ذذُوا بِ َس َماعِ ذِ ْك ِر َ
فََتلَ َّ
ن الصَّْلَ َواتِ َعلَيْهِ
الْ َعامِّ َيو َم الدِّين َ وأَ ْكثِرُوا مِْ َ
خاصَّةِ َراجِني
ِإن ُكنتُملِ َشفَاعَتِهِ الْ َ
126
كَانَ يُ ْرضِيهِ كُلُّ طُ ْعمٍ حَالَلٍ
()1
حبُوبَةُ الْحَلْوَاءُ
وَلَدَ ْيهِ الْمَ ْ
خا وَشَيَّا
كَانَ يَ ْهوَى اللُّحُومَ طَ ْب ً
عَ ْن يَسَارٍ وَمِ ْثلُهَا الدُّبَّاءُ
كَانَ عَ ْن قُ ْدرَ ٍة صَفُوحًا سَمُوحَا
لَ ْيسَ فِى النَّاسِ مِ ْثلَهُ سُمَحَاءُ
كَانَ لَ ْم يَدَّخِ ْر سِوى قُوتِ عَامٍ
ثُمَّ يَأْتِى عَلَ ْيهِ بَ ْعدُ الْعَطَاءُ
ن بِْهِ
جاةِ َمن آ َم َ
ضى بَِن َ
ف يُعطَى فََير َ
يُعطِى َولَ َسو َ
( :)1ررت ائد دة لبد مراءة هذا ائموئد فق مسرد ائب م اطراالر ائغر ئ ل ذكرى موئةد سة د
ائكوب اتوز ع ائحلوى للى ائح ضر وتؤكل لبد مراءة ائق رئ ئهذا ائا ت احتفة ء
وفرح ام الد رسول ّللا .
127
د َما َيش ْفَ ُ فَيُشَ ْف ُ فِ ْى ال ْذِى
َوأَس ْلَم َ و َذا عِن ْ َ
سلم
صلى َعلَيهِ امتَِثاالً َو َ
َ
َوَتعلِيمَا فَقَالَ َيا أَ ُّي َها الْذِينَ آمَنُْوا صَْ ُّلوا َعلَيْهِ
133
حـ
فَلَكَ الْحَ ْمدُ يَا مُحَمَّدُ يَا أَ ْ
ـمَدُ مِ ْن كُلِّ حَامِ ٍد وَالثَّنَاءُ
أَ ْنتَ عَنِّى وَعَ ْن ثَناَئِى غَنِـىٌّ
مَا لِعُلْيَاكَ بِالثَّنَاءِ اعْتِالَءُ
فِى ثَنَاءِ الْمُ ْثنِيــنَ نَ ْعمَاءُ لَكِ ْن
ت عَلَ ْيهِمُ النَّ ْعمَاءُ
مِ ْنكَ كَانَ ْ
لَ ْم يُزَاحِ ْم مُدَّاحُكَ الْبَ ْعضُ بَ ْعضَا
حرٌ وَالْمَادِحُونَ دِالَءُ
أَ ْنتَ بَ ْ
رَضِىَ اللَّهُ مَ ْن رَضِيتَ وَمَ ْن لَ ْم
تَ ْرضَ عَ ْنهُ فَاللَّهُ مِ ْنهُ بَرَاءُ
134
ضحَى
حظَ ٍة مِ ْنكَ أَ ْ
كَ ْم فَقِريٍ بِلَ ْ
عَ ْن جَمِيعِ الْوَرَى لَهُ اسْتِ ْغنَاءُ
فَعَلَ ْيكَ الصَّالَةُ تَ ْبقَى مِنَ اللَّـ
ـهِ كَمَا شَاءَ كَ ْثرَةً وَتَشَاءُ
وَعَلَ ْيكَ السَّالَمُ مِ ْنهُ عَلَى قَ ْد
رِكَ قَ ْدرٌ الَ يَ ْعتَرِيـهِ فَنَاءُ
حـ
وَعَلَى اْألَ ْولِيَاءِ آلِكَ وَالصَّ ْ
ـبِ وَمَ ْن لِلْجَمِيعِ فِيهِ وَالَءُ
مَا قَضَى اللَّهُ فِى الْوَرَى لَكَ مَ ْدحَا
وَلَهُ الْحَ ْمدُ كُُّلهُ وَالثَّنَــــاءُ
135
ج َعلَنَ ْا مِْن ُأ َّمتِْكَ يَْا شَْفِي َ
َنحمَْدُ الل ْ َه َعلَْى أَن َ
ني
س َّياحِ َ
نلِلهِ َمالَئِكَ ًة َ
ْاألََنام َ وَنسَتبشِرُ بقَولِكَ ِإ َّ
ض يَُبلِّغُونِى مِن ُأ َّمتِى السَّالَم السَّْالَمُ
فِى ْاألَر ِ
صلَ َواتُهُ
ى َو َرح َم ُة اللهِ َوَب َركَاتُه َ
َعلَيكَ أَ ُّي َها النَّبِ ُّ
ح َركَاتُْه آمَنَّْا
َوسَْالَمُهُ َعلَي ْكَ مَْا َدامَ الْكَ ْونُ َو َ
ت َوسِ ْيلَتَُنا
ك أَن ْ َ
ك فَعُ َّمنَ ْا بِشَ ْفَاعَتِ ْ
بِ ِرسَ ْالَتِ ْ
كتَُبنَْ ْا مَْ ْ َ
ظمَْ ْى ِإلَْ ْى اللْ ْه فَاسْ ْأَْلهُ أَن َي ْ
الْعُ ْ
د الرِّضَْْا
ني يَْْو َملِقَْْاه جِئنَْْاكَ َنسَْْتمِ ُّ
الصِّْْدِيقِ َ
حالِ ُكلِّ فَردٍ مِ َّنا َي ُقول
َوالْقَبُول َ ولِ َسانُ َ
يَا سَيِّدِى يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا سَنَدِى
بِحَقِّ قَ ْدرِكَ عِ ْندَ اللَّهِ خُ ْذ بِيَدِى
136
إِنِّى ضَعِيفٌ وَإِنِّى عَاجِزٌ وَأَنَا
عَ ْبدٌ لَكُ ْم سَائِالً مِنَ فَ ْيضِكُ ْم مَدَدِى
ض فَضْلِكَ بَِنفَحَْات َ واقْبَ ْل
فَأَمْدِدَنا مِْن فَْي ِ
ل
ذُّل ٍ
ن َد َعا َربَّْهُ بِتَْ َ
د َعبدٍ مُؤمِ ٍ
حم َ
جه َرا َ
َوسِ ًّرا َو َ
حانَهُ َوَتعَْْْالَى
جابَْْْ ْة قَْْْالَ سُْْْب َ
إل َ
الْقَبُْْْولَ َو ْا ِ
كم مِْن
كم يُْنِ ْل ُ
دوا ِإلَيهِ أَيْدَِي ُ
إلخ َوان َ ومُ ُّ
أَ ُّي َها ْا ِ
ح َّمد
سيِّدَِنا مُ َ
َوالسَّالَ ِم َعلَى َ
138
َص َالةُ ْا َألحْ َبابْ
جابْ
حةُ الدُّ َعاءِ الْمُسْ َت َ
َو َفاتِ َ
ل سُْ َّنتِهِ
دايَتِْهِ سَْبِي َ
سِْ ْلكِ أَحَبابِْه َ وَتهْدِيَنا بِ ِه َ
س ْلسَ ْبِيلَ
ح َّبتِ ْهِ َ
س َم َ
َوكَِتابِ ْه َ وَتس ْقِينَا مِ ْن كَ ْ ْأ ِ
ني
ني لَِنعلِْهِ َو ِركَابِْه مُالَ ِزمِْ َ
َ وتُحيِينَْا خَْادِمِ َ
جَنابِْهِ
جَنابِْه َ وقَْد لُْذَنا بِ َ
جاهِهِ َوالَ َذ بِ َ
ل بِ َ
س َ
َت َو َّ
136
جاهِهِ ِإلَيكَ فَاجعَْل دُ َعاءَنَْا َم ْقبُْوالً
س ْلَنا بِ َ
َوَت َو َّ
ك
ض َعلَيْ ْ
ضاكَ َيو َم الْعَْر ِ
ج َزاءََنا ِر َ
ك َ و َ
دي ْ
لَ َ
ك
حانَكَ َنسَتغفِرُكَ َوَنتُوبُ ِإلَي ْ
سُب َ
141
فَصْلُ الدُّعَاءِ
دايَْ ْةِ
حمْ ْدُ َر َّبنَْ ْا َعلَْ ْى آالَئِْ ْكَ فِْ ْى الْبِ َ
لَْ ْكَ الْ َ
تُحصِيهَا الرِّ َوايَ ُة َوالَ الدِّ َرايَْ ْة مِنَّْا الْدُّ َعا ُء َومِنَّْا
ت
الصِّْْْ َراطَ الْمُسَْْْتقِيمَ صِْْْ َراطَ الْْْذِينَ أَن َعمْْْ َ
الْْ ْ َوافِ َر مِْ ْن لَطَْ ْائِفِ أَسْ ْ َرارِكَ التِْ ْى أَو َدعَتهَْ ْا
141
ح َسَن ًة َوفِْى ْاآلخِْ َرةِ
دي ِهم َ ر َّبَنا آتَِنا فِى الدُّنَيا َ
لَ َ
ديَتَنا َوهَْب
هَد ِإذ َ
س َّتار َ ر َّبَنا الَ تُ ِزغ ُق ُلوبََنا َبع َ
َيا َ
ع
أل الضَّْر َ
ع َوَيمْ ُ
حمَنا بِ َغيثٍ َنافِ ٍ يُنبِتُ الْزَّر َ
َوار َ
الْعَِبادَ َويُصلِحُ ْاألَن َعامَ َوالدَّ َوابّ َ ر َّبنَْا آمَنَّْا بِمَْا
142
دا ِإلَْى
خلْ ً
إلسْالَ ِم َثَباتًْا مُ َ
ميانِ َو ْا ِ
إل َ
َوَثبِّتَنا َعلَى ْا ِ
َيو ِم الدِّين َ والَ َت ْفتِ َّنا بِحُطَامِ الْدُّنَيا َوالَ َتج َع ْلنَْا
ت ظِْلِّ
َوَيسِّر حِ َسابََنا َوَيمِّْن كَِتابَنَْا َواحشُْرَنا َتحْ َ
جنَّْةَ
خصُ ْاألَبصَْار َ وأَسْكِ َّنا اْل َ
َعرشِكَ َيو َم َتشْ َ
َر َّبَنا َوآتَِنا مَْا َوعَْدتََّنا َعلَْى رُسُْلِكَ َوالَ تُخ ِزنَْا يَْو َم
الْقَِيامَ ْةِ ِإنَّ ْكَ الَ تُخلِ ْفُ الْمِيعَ ْاد َ وأَعِ ْذَنا مِ ْن
143
الزيَْارَةِ
ج ِّالْ َم َعاد َ وافَْتح لََنا سَْبِيلَ الْحَْجِّ َوَنهْ َ
ح َماقَْةِ
ن الْحِقْْدِ َوالْخَِيانَْةِ َوالْغِْشِّ َوالْ َ
َوطَهِّرَنا مِ َ
غ
ن الزَّيْْ ِ
حسَْْدِ الْكَمِْْني َ وَنقِّنَْْا مِْْ َ
َوالْغِْْلِّ َوالْ َ
َوالْكَيدِ الدَّفِنيَ ر َّبنَْا أَفْْ ِرغ َعلَينَْا صَْب ًرا َوَت َوفنَْا
ني
ني َوالصِّ ْدِّيقِ َ
مُس ْلِمِني َ واحشُ ْرَنا مَ ْ َ النَّبِ ْيِّ َ
144
َتج َع ْلَنا فِتَن ًة لِ ْلقَو ِم الظالِمِني َ وأَجِرَنا مِن شُرُورِ
ق
صْادِ ٍ
ص َ
ال بِِْإخالَ ٍ
ال َوفِعْ ً
طَاعَتِْكَ اعتِقَْادًا َوقَْو ً
خَنا
دا َ وارحَْْم َوالِْْدِينَا َو َمشَْْائِ َ
طفًْْا مُ َؤبَّْْ َ
بِنَْْا ُل ْ
ف
ف َعنَّْا كَْ َّ
م َوالشَّكِ َوسُوءِ الظُّنُونَ و ُك َّ
الْ َوه ِ
145
إلميَْْان َ ولِمَْْن
إلخ َوانِنَْْا الْْذِينَ سََْْب ُقونَا بِ ْا ِ
َو ِ
ب فِْ ْى
سَْ ْمِ َعهُ فِْ ْى كُْ ْلِّ َزمَْ ْان َ ولِمَْ ْن َتسَْ ْ َّب َ
ن
ق فِيهِ َومَْن أَ َعانَْهُ َومَْن أَمَّْ َ
ذا َوأَنفَ َ
هَ
اجتِ َماعَِنا َ
سُوءَ التَّدبِري َ ر َّبَنا أَتمِم لََنا نُورََنا َواغْفِر لََنا ِإنَّْكَ
146
ل
ن َوذِلْةٍ َوبُخْ ٍ
دةٍ َو َعاهَةٍ َوعِلةٍ َوفَ ْق ٍر َوقِلةٍ َو َدي ٍ
َوشِ َّ
ل الْكَْْبِري
ل مِنْْكَ يَْْاذَا اْلفَضْْ ِ
َوذُرِّ َّياتِنَْْا بِفَضْْ ٍ
ت َعلَيْهِ
م أَنبَِيائِْكَ الْذِى أَن َزلْْ َ
الرَّسُْول خَْاتِ ِ
146
الفهرس
الصفحة الموضوع
1 اإلهداء
2 صورة الشيخ على أمني سيالة
3 فضيلة الشيخ على أمني سيالة
8 املدقدمة
11 تعليق على أبيات سيّدى اإلمام الربعىّ
21 االفتتاح
12 فصل احلمل
33 فصل الوالدة
41 فصل اإلرهاصات وخوارق العادات
12 فصل الرضاعة
48 فصل البعثة
14 فصل أىب الوليد عتبة بن ربيعة
45 فصل اإلسراء واملعراج
11 فصل اهلجرة
151
14 فصل بناية مسجده عليه الصالة والسالم
14 فصل فتح مكة املشرفة
54 فصل آل البيت رضى اللَّه عنهم
49 فصل الشمائل
191 فصل الدعاء
119 مدارج الدقبول ىف التوسل بالرسول
151