You are on page 1of 293

‫‪3‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫الطريقة النقشبندية‬
‫تأليف‬

‫عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية‬

‫نشر‬
‫موقع الفرقان‬
‫‪www.frqan.com‬‬
‫‪4‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫المقـــدمــــة‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ .‬وصلى اهلل على سيدنا‬


‫محمد وعلى اله وصحبه أجمعين‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه رسالة أخرى عن الطريقة النقشبندية تختلف‬
‫كثير ا جدا عن الرسالة القديمة التي كنت قد الفتها منذ‬
‫خمس عشرة سنة‪.‬‬
‫وهذه الرسالة تتضمن حقائق خطيرة لم يمكن‬
‫االطالع عليها من قبل‪ .‬فإنه عندما كتبت كتاب‬
‫النقشبندية منذ خمس عشرة سنة‪ ،‬لم يكن عندي من‬
‫المراجع عن هذه الطريقة إال ثالثة‪ .‬ولذلك فإنني‬
‫أعتبر ذلك الكتاب القديم نسخة ملغية وال اعتبار لها‬
‫مقابل هذه الرسالة الجديدة‪.‬‬
‫لقد كنت أجمع لفترة طويلة كل ما أجده عن هذه‬
‫‪5‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫الطريقة من مؤلفات النقشبنديين أنفسهم‪.‬‬


‫واليوم وبعد أن توافر عندي عشرات المراجع‬
‫التي ال يستطيع القوم إنكار نسبتها إلى أكابر‬
‫مشايخهم‪ ،‬قررت أن أعيد تأليف رسالة عنهم تغني‬
‫تماما عن الكتاب القديم الذي كنت قد الفته‪ .‬وقد‬
‫امتازت هذه الرسالة على سابقتها بكثرة الرجوع الى‬
‫مؤلفات مشايخهم‪.‬‬
‫وقد يق ول قائل من عامة أتب اع الطريق ة‪ :‬نحن على‬
‫ه ذه الطريقة منذ س نوات طويلة ولم يعلمونا ش يئا من‬
‫هذه النصوص التي ذكرتها عنهم‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬سلوهم‪ :‬أليسوا يقسمون إلى عوام وخواص‬
‫وخواص الخواص؟‬
‫الم يصرحوا في كتبهم بأن (ال اله إال اهلل) توحيد‬
‫‪6‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫العوام وأن (ال هو إال هو) توحيد الخواص(‪)1‬؟‬


‫فأنتم عندهم من العوام وهم يكتمون عنكم علوما‬
‫ينتظرون أن تترقوا إلى مرتبة الخواص حتى يبوحوا‬
‫لكم بها‪.‬‬
‫والجاهل بالشيء ليس حجة على من قضي الشهور‬
‫والسنين في متابعة وقراءة كل كتاب صدر عن هذه‬
‫الطائفة‪ .‬واحتج على القوم بكتبهم وبأرقام صفحاتها‪.‬‬
‫فاس ألوهم‪ :‬هل ه ذه الكتب ال تي أحلنا عليها معتم دة‬
‫لديكم؟ واليها قائمة بها‪:‬‬
‫* كتاب األنوار القدسية في مناقب الطريقة النقشبندية‪.‬‬
‫العبد المجيد الخاني جمع إبراهيم السنهوتي‪.‬‬
‫* إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد‬
‫برجال الطريقة النقشبندية الخالدية الضيائية ط‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ 185‬المكتبة االسالمية بتركيا‪ .‬المواهب السرمدية‬
‫في مناقب النقشبندية ‪.164‬‬
‫‪7‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫مطبعة بكر افندي بدار الخالفة سنة ‪ 1328‬ه ـ‪.‬‬


‫* أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية لمحمد‬
‫الحبش (مكتبة دار المحبة)‪.‬‬
‫* البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية‬
‫النقشبندية لمحمد بن عبد اهلل الخاني ط‪ :‬مكتبة‬
‫الحقيقة بتركيا‪.‬‬
‫* تفسير سورة التين‪ .‬كتب عليها « يوزع مجانا عن‬
‫روح إبراهيم ومحاسن وناريمان فوالدكار»‪.‬‬
‫* تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ط‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫* جامع األصول في األولياء وأنواعهم وأوصافهم‬
‫وأصول كل طريق ومهمات المريد وشروط الشيخ‬
‫طبع بالمطبعة الجمالية بمصر سنة ‪.1328‬‬
‫* جامع كرامات األولياء‪ :‬للنبهاني‪ .‬ط‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫* الحجج والبينات في ثبوت االستغاثة باألموات ط‪:‬‬
‫‪8‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫مكتبة الحقيقة ‪ -‬اسطنبول‪.‬‬


‫* الحدائق الوردية لعبد المجيد الخاني ط‪ :‬المطبعة‬
‫العامرة بمصر ‪.1308‬‬
‫* الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن‬
‫سليمان البغدادي المتوفي سنة ‪ 1234‬ط‪ :‬مكتبة‬
‫الحقيقة‬
‫* رشحات عين الحياة لعلي الهروي‪ .‬ط‪ :‬المكتبة‬
‫اإلسالمية بتركيا‬
‫* السبع األسرار في مدارج األخيار لمحمد معصوم‬
‫النقشبندي‪ .‬ط‪ :‬شركة مرتبيه مطبعة سي‪.‬‬
‫* كتاب اإليمان واإلسالم لخالد البغدادي النقشبندي‪.‬‬
‫ط‪ :‬مكتبة الحقيقة بتركيا‪.‬‬
‫* المكتوبات الربانية للسرهندي‪ .‬ط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪9‬الطريقة النقشبندية __________________________‬

‫* المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية لمحمد‬


‫أمين الكردي‪.‬‬
‫* المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية لمحمد‬
‫أمين الكردي‪.‬‬
‫* نور الهداية والعرفان لمحمد أسعد صاحب زادة‪.‬‬
‫* السعادة األبدية فيما جاءت به النقشبندية‪.‬‬
‫وهم يعتذرون بأنهم ال يعرفون شيئا عن هذه الكتب‬
‫ولكن األمر ينتهي عندهم إلى هذا الحد‪ .‬وال يبحثون‬
‫بحثا علميا مجردا من التعصب‪ ،‬بل يعودون للطريقة‬
‫ويتجنبون الكشف على حقيقة مبادئها كما سطرتها‬
‫كتب مشايخهم‪.‬‬

‫أما من كان مهتما لمعرفة الحق اهتماما علميا فاليه‬


‫أقدم هذا الكتاب وفيه كل ما يعتقده مشايخ هذه الطريقة‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪10‬‬

‫من كتبهم بأرقام صفحاتها‪ .‬وليعلم الغيارى على دين‬


‫اإلسالم والمصلحين أن الفكر الرافضي الباطني قد‬
‫نخر هذه األمة حتى العظم‪،‬‬
‫وأنه آن لنا أن ننفض هذا العار إن كنا حقا نريد أن‬
‫ينصر اهلل هذه األمة ويخلصها مما تعانيه من الذل‬
‫والتخلف وتقدم األمم األخرى عليها‪.‬‬
‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫وكتب‪:‬‬
‫عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪11‬‬

‫الطريقة النقشبندية‬
‫تنتسب هذه الطريقة إلى محمد بهاء الدين شاه‬
‫نقشبند‪ .‬واشتق اسمها منه‪ ،‬ومن ثم عرفت به‪ .‬ولد‬
‫في قرية بخارى سنة (‪.)791-717‬‬
‫وكانت قبله تنسب إلى عبد الخالق الغجدواني‪،‬‬
‫وسميت كذلك بالمجددية أو الفاروقية نسبة إلى الشيخ‬
‫أحمد الفاروقي السرهندي‪ ،‬وبالخالدية نسبة إلى خالد‬
‫النقشبندي الملقب بالطيار ذي الجناحين‪ .‬وهو الذي‬
‫نشر الطريقة في بالد الشام بعد أن تلقاها من الشيخ‬
‫عبد اهلل الدهلوي‪ .‬وقد كان انتشارها مقصورا على‬
‫بالد بخارى وما حولها(‪.)1‬‬
‫وهو قد أخذها عن شيخه أمير كالل عن الخواجة‬
‫محمد بابا السيماسي عن علي ال راميتني عن محمود‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية النقشبندية ‪.35‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪12‬‬

‫النغوي عن الخواجة محمد عارف الديوك ري عن‬


‫الخواجة عبد الخالق الغجدواني(‪.)1‬‬
‫وهو قد لقب بنقشبند النطباع صورة لفظ اهلل على‬
‫ظاهر قلبه من كث رة ذكر اهلل‪ ،‬وقيل سمي نقشبند‪ ،‬ألن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وضع كفه الشريف على قلب الشيخ‬
‫محمد بهاء الدين االويسي نقشبند‪ ،‬فصار نقشا في‬
‫القلب(‪.)2‬‬

‫تعاليم فارسيةـ‬
‫‪ ‬وأصول الطريقة وتعاليمها فارسية النمط‪ .‬قام‬
‫بإخراجها أعاجم من بخارى وطاشكاند ممن‬
‫كانوا متأثرين بتعاليم الفلسفة‪ ،‬ثم مزجوا هذه‬

‫‪1‬‬
‫(?) ذكره محمد الحسيني الزبيدي في كتابه اتحاف السادة المتقين شرح‬
‫احياء علوم الدين ‪.7/248‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪ 539‬ط‪ :‬دار احياء التراث‬
‫العربي‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪13‬‬

‫التعاليم باإلسالم وكسوها بكساء الشريعة‪ .‬ومن‬


‫األدلة على ذلك ما تجده في هذه التعاليم التي‬
‫بقيت عناوين تعاليمها بالفارسية حتى في كتب‬
‫الطريقة العربية‪:‬‬
‫(هوش دردم) بمعنى حفظ النفس عن الغفلة‬
‫(نظربرقدم) بمعنى أن يكون نظر السالك الى قدميه‬
‫عند المشي‪.‬‬
‫(سفردروطن) بمعنى سفر السالك من عالم الخلق الى‬
‫جناب الحق‪.‬‬
‫(خلوة دارأنجمن) بمعنى المكان الذي يتخلى فيه العبد‬
‫للتعبد‪.‬‬
‫(يادكرد) معناه الذكر بالنفي واالثبات‪.‬‬
‫(بازكشت) أي الهي أنت مقصودي ورضاك‬
‫مطلوبي‪.‬‬
‫(نكاهداشت) أي حفظ القلب عن معنى النفي واالثبات‬
‫عند الذكر‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪14‬‬

‫(يادداشت) أي حضور القلب مع اهلل(‪.)1‬‬

‫أصولـ الطريقة مجمال‬


‫وأصول الطريقة النقشبندية متوافقة في كثير من‬
‫تفاصيلها مع الطرق الصوفية األخ رى ‪ .‬فإن فيها من‬
‫البدع والش ركيات والقول بوحدة الوجود وما يحكونه‬
‫عن أحوال مشايخهم وخصائصهم وتصرفهم المطلق‬
‫في ذ رات الكون‪ ،‬ما ال يشك معه أحد في أن هذه‬
‫الطريقة إحدى طرق الصوفية الغالة‪ ،‬الخا رجين‬
‫على الكتاب والسنة‪ ،‬مع إص رار أصحابها بأنها‬
‫طريقة سنية ال تخ رج عن أهل السنة والجماعة شب را‬
‫واحدا (‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪ 57-54‬كتاب السبع‬
‫األسرار في مدارج األخيار لمحمد معصوم النقشبندي ص ‪.98‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 3‬األنوار القدسية ‪ 5‬الحدائق الوردية ص ‪ 3‬لعبد‬
‫المجيد الخاني ط‪ :‬المطبعة العامرة ‪ .1308‬وكتاب البهجة السنية في آداب‬
‫الطريقة النقشبندية لمحمد بن عبد اهلل الخاني ‪.9‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪15‬‬

‫ونقلوا عن الشيخ محمد بارسا (أحد أجالء أصحاب‬


‫الشيخ نقشبند) في كتابه فصل الخطاب‪ ،‬أن طريقة‬
‫الخواجة (شاه نقشبند) حجة على جميع الطرق‬
‫ومقبولة لديهم‪ ،‬ألنه كان سالكا طريق الصدق والوفا‬
‫ومتابعة الشرع وسنة المصطفى ‪ ‬ومجانبة البدع‬
‫ومخالفة الهوى»(‪.)1‬‬

‫ما حكم المعترض على الطريقة؟ـ‬


‫وحكموا على من قال‪« :‬الطرق الصوفية لم يرد‬
‫بها كتاب وال سنة»حكموا عليه بالكفر فقالوا‪:‬‬
‫» إو ياك أن تقول‪ :‬طرق الصوفية لم يأت بها كتاب‬
‫وال سنة فانه كفر»(‪.)2‬‬
‫وقال صاحب الحديقة الندية بأن اإلنكار على السادة‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.77‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ص‬
‫‪.31‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪16‬‬

‫الصوفية سم قاتل قد ورد به الوعيد الشديد وهو‬


‫عالمة إعراض القلب عن اهلل ويخشى على فاعله من‬
‫سوء الخاتمة(‪.)1‬‬
‫بل قال السرهندي‪ « :‬وأشقى جميع الخالئق‬
‫وأبعدهم عن السعادة الذين يرون عيوب هذه‬
‫الطائفة(‪.)2‬‬
‫وزعموا أن أحمد بن حنبل أوصى بمجالسة‬
‫الصوفية ألنهم زادوا علينا ‪ -‬يعني على أئمة العلم ‪-‬‬
‫بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ‪،‬‬
‫وأن الشافعي كان يتردد عليهم ويصفهم بأن عندهم‬
‫األمر كله وهو تقوى اهلل‪.)3(.‬‬
‫ومن المالحظ تالزم الطرق الصوفية األربعة‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ‪.94‬‬
‫نور الهداية والعرفان ص ‪.67‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية للسرهندي ‪.347‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪17‬‬

‫بالطريقة النقشبندية وهم‪ :‬الجشتية والسهروردية‬


‫والقادرية في حين ال يبدو أنه يسمح للمريد‬
‫النقشبندي بمبايعة طريقة أخرى غيرها كالرفاعية‬
‫( ‪.)1‬‬
‫وقد تفرعت من الطريقة النقشبندية عدة طرق وهي‬
‫الخالدية أو الضيائية نسبة إلى خالد ضياء الدين‬
‫البغدادي الملقب بذي الجناحين‪ .‬والضيائية والكبروية‬
‫والسرهندية أو المجددية‪ ،‬نسبة إلى أحمد السرهندي‬
‫صاحب المكتوبات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ص ‪-33‬‬
‫‪.35‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أنظر كتاب الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان‬
‫البغدادي النقشبندي ص ‪.12‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪18‬‬

‫مبادئ الطريقة‬
‫تمتاز هذه الطريقة على مثيالتها من الطرق‬
‫باالعتقادات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يعتقد المنتسبون لهذه الطريقة أن المؤسس األول‬
‫لها والواضع ألسسها ومبادئها هو أبو بكر الصديق‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬بال رغم من أن أبا بكر ال يعرف‬
‫اسم هذه الطريقة‪.‬‬
‫وزعموا أن الرسول ‪ ‬قال‪ « :‬ما صب اهلل في‬
‫صد ري شيئا إال وصببته في صدر أبي بكر» (‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ص ‪ 13‬لمحمد بن سليمان البغدادي‬
‫المتوفي سنة ‪ 1234‬ط‪ :‬مكتبة الحقيقة تركيا‪ .‬البهجة السنية في آداب‬
‫الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ص ‪ 6‬و‪ 9‬لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪.‬‬
‫الحدائق الوردية ‪ .188‬رشحات عين الحياة ص ‪ 7‬ألفه الشيخ علي بن‬
‫حسين الواعظ الهروي سنة ‪ 889‬ط‪ :‬المكتبة االسالمية تركيا‪ ،‬ارغام المريد‬
‫للكوثري ص ‪ .29‬رسالة في تحقيق الرابطة ‪ 13‬لخالد البغدادي الملقب بذي‬
‫الجناحين ضمن كتاب علماء المسلمين وجهلة الوهابية ط‪ :‬مكتبة الحقيقة ‪-‬‬
‫وقف االخالص بتركيا‪ .‬مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪ 195‬و‪ 222‬و‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪19‬‬

‫وج رى الصوفية على ربط أنفسهم باسم صحابي‪،‬‬


‫لكي يكتسبوا به صبغة ش رعية‪ .‬فأغلب الطرق‬
‫الصوفية تلتصق بعلي وسلمان الفارسي رضي اهلل‬
‫عنهم‪ .‬وكل منها تدعي تلقي العلوم المكتومة الباطنة‬
‫من طريق علي الذي أوتي علم الباطن عن النبي ‪.‬‬
‫وهذه محاذاة لطريق الروافض‪.‬‬
‫فهم ي زعمون الكشف والتوفيق واإللهام وحصول‬
‫القرب من اهلل‪ .‬وهذا يمكن تقديم الدليل أنه من اهلل‬
‫ويدعيه كثير من المبطلين الذين يتوصلون بدعاوى‬
‫الكشف الى إقناع العوام وتخدي رهم وس رقتهم‪.‬‬
‫فبضاعتهم في الحديث باطلة‪ .‬وزاد الكوث ري كذبة‬
‫أخ رى وهي أن‪ :‬عبد ال رحيم الهندي رأى في بعض‬
‫الكتب أن أبا بكر رضي اهلل عنه كان يستعمل الذكر‬

‫‪ .229‬والحديث ال أصل له كما بينه ابن الجوزي في الموضوعات (‬


‫‪.)1/319‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪20‬‬

‫الخفي على طريقة النقشبندية مع حبس النفس وال‬


‫يتنفس إال في الصباح‪ .‬وكان يشم الناس رائحة اللحم‬
‫المشوي فتضرروا من هذه ال رائحة ظنا منهم أنه‬
‫يطبخ اللحم‪ ،‬وشكوا إلى النبي ‪ ‬فأخب رهم أن هذه‬
‫ال رائحة التي يجدونها رائحة كبد أبي بكر وأنه ليس‬
‫عنده لحم(‪.)1‬‬
‫وعجبا للس رهندي كيف يدعي بأنه « كما أن النبي‬
‫‪ ‬كان يأخذ العلوم من الوحي فكذلك ه ؤالء األكابر‬
‫(مشايخ الصوفية) يأخذونها بطريق اإللهام من‬
‫األصل»(‪ .)2‬أي من اهلل مباش رة‪ .‬مع أن أبا بكر لم‬
‫ي زعم أنه يأتيه كشف‪ ،‬وال غي ره من الصحابة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ومن أبي بكر تسلسلت إلى طيفور بن عيسى‬

‫‪1‬‬
‫(?) ارغام المريد للكوثري ‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني المسمى بالمكتوبات الشريفة ص ‪.41‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪21‬‬

‫أبي يزيد البسطامي وهذه مرحلة (الصديقية) ومنه إلى‬


‫خواجة عبد الخالق الغجدواني وهذه المرحلة تسمى‬
‫(طيفورية) ومنه إلى محمد بهاء الدين نقشبند وتسمى‬
‫)خواجكانية) ومنه إلى عبيد اهلل أح رار وتسمى‬
‫(نقشبندية) ومن محمد بهاء الدين نقشبند إلى الشيخ‬
‫أحمد الفاروقي وتسمى (أح را رية) ومنه إلى الشيخ‬
‫خالد وتسمى (مجددية) ومنه إلى خالد النقشبندي‪،‬‬
‫وتسمى (خالدية)(‪ )1‬وأنشدوا قائلين(‪:)2‬‬
‫سر الط رائق ما بين الخ ـال ئق من إحسانه سار‬
‫ّ‬
‫لألصحاب سائ ره‬
‫فالنق ـشبندي أقواها وأقومها ألنه عن أبي بكر‬
‫مصاد ره‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ص ‪ 540-539‬السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ‪3‬‬
‫ط‪ :‬مكتبة الحقيقة اسطنبول‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية لعبد المجيد الخاني ‪7‬و‪8‬‬
‫المطبعة العامرة القاهرة ‪.1308‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪22‬‬

‫وزعموا أنه تم نقل مبادئ الطريقة بعناية عن‬


‫أكابر السلف كأبي بكر وسلمان الفارسي وجعفر‬
‫الصادق وبقيت كذلك حتى جاء محمد بهاء الدين‬
‫االويسي ثم جاء من بعده اإلمام الس رهندي (ت‬
‫‪ )1034‬وهو الذي نشر الطريقة في الهند وكتب‬
‫كتابه المشهور «مكتوبات اإلمام» وكتاب «رشحات‬
‫عين الحياة» لعلي بن الحسن الواعظ الهروي وهذا‬
‫الكتاب فيه كفريات عجيبة ومع ذلك فهو كتاب عظيم‬
‫عندهم‪ ،‬احتج به الس رهندي الفاروقي النقشبندي‬
‫والكوث ري والخاني(‪ )1‬واستحسنه واحتج به خالد‬

‫‪1‬‬
‫(?) انظر البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪48‬‬
‫لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ ،‬وانظر كتاب ارغام المريد في شرح النظم العتيد‬
‫‪13‬‬
‫لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية ‪ 60‬مكتوبات االمام الرباني ص‬
‫و‪ 198‬الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة لحسين‬
‫الدوسري ط‪ :‬دار الكتب العلمية بهامش مكتوبات السرهندي ص ‪ 27‬و‬
‫‪.106‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪23‬‬

‫البغدادي الملقب بذي الجناحين وكتابه مليء بكفر‬


‫ظاهر ال يقبله مسلم ومع ذلك فان النقشبنديين يثنون‬
‫(‪) 1‬‬
‫عليه ويحتجون به‬
‫ثم نش رها في بالد الشام محمد أمين الكردي‪ .‬وال‬
‫ي زال الشيخ أمين كفتارو يعمل على نشر هذه‬
‫الطريقة في بالد الشام ولبنان إلى يومنا هذا (‪.)2‬‬
‫أن النبي هو‬ ‫(‪)3‬‬
‫في حين يدعي عبد المجيد الخاني‬
‫واضع أصول الطريقة قائال‪:‬‬
‫رجال الطريقة الخالدية الأول ـــى‬
‫هم صف ــوة الرحمن في كل مشه ـد‬

‫‪1‬‬
‫(?) رسالة في تحقيق الرابطة ‪ 3‬ضمن كتاب علماء المسلمين وجهلة‬
‫الوهابيين ط‪ :‬مكتبة الحقيقة ‪ -‬تركيا وهي مكتبة متخصصة في بث كتب‬
‫البدع والشرك والطعن في أهل السنة‪ .‬وبالرغم من تخصصها في بث الشرك‬
‫فقد جعلوا لها وقفا باسم " وقف االخالص"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية ص ‪ 10‬محمد الحبش‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ص ‪.7‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪24‬‬

‫وصديق وسلمان ق ـاس ــم‬


‫ّ‬ ‫نبي‬
‫وجعفــر طيفور وخ رقاني فارمدي‬
‫ويأتي محمد علي الكردي فيدعي أن واضع علم‬
‫التصوف وط رقه هو اهلل‪ ،‬وأنه أوحى به إلى النبي ‪‬‬
‫(‪ .)1‬وفضل أهل التصوف على سائر الخلق واختصهم‬
‫بطوالع األنوار فهم الذين يغيثون الخلق‪ .‬ويل زم من هذه‬
‫الدعوى أن النبي ‪ ‬كتم هذا العلم ولم يبلغه‪ ،‬وأن أبا بكر‬
‫وسلمان كتما العلم أيضا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.406‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪25‬‬

‫كيف ينال المرء مرتبة الصديقية؟‬


‫فالصديقية مرتبة عظيمة ولكن‪ :‬كيف ينالها المرء؟‬
‫قالوا‪ :‬ال يكون الصديق صديقا حتى يشهد عليه‬
‫سبعون ِ‬
‫ص ّديقا بأنه زنديق(‪.)1‬‬
‫ونقلوا عن بهاء الدين شاه نقشبند أن بداية الطريقة‬
‫النقشبندية‪ :‬نهاية الطرق األخ رى (‪.)2‬‬
‫وأوجبوا على الناس دخول طريقتهم وهددوا من ال‬
‫يدخل الطريقة النقشبندية بأنه يكون على خطر من‬
‫دينه فنقلوا عن بهاء الدين شاه نقشبند أنه قال « من‬
‫أعرض عن طريقتنا فهو على خطر من دينه»(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ص ‪ 45‬بهامش‬
‫مكتوبات االمام السرهندي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ص ‪ 16‬لمحمد بن سليمان‬
‫البغدادي‬
‫‪3‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.63‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪26‬‬

‫وهم يطعنون في الطرق األخرى فيقولون عن‬


‫الطريقة الرفاعية‪ :‬ومن المدعين للطريق جماعة‬
‫وسموا أنفسهم بالمشايخ الصادقين‪ ...‬كالأحمدية‬
‫والدسوقية والرفاعية‪ ...‬فان الغالب على هؤالء‬
‫مخالفتهم لطريق من انتسبوا إليه‪.‬‬
‫‪ ‬وتبقى وشائج االتصال بين األحياء وبين‬
‫األموات من سلسلة مشائخ الطريقة ابتداء من‬
‫االنضمام إلى الطريقة وأخذ العهد والبيعة‪ ،‬وتدوم‬
‫الصلة بين المنتمين إليها دائما بسلسلة مشايخ‬
‫الطريقة األموات‪ .‬فمن روحانيتهم يطلبون المدد‬
‫ويتلقون المعرفة واألدب‪ .‬ولهم تتم المبايعة‪ ،‬وتختتم‬
‫مجالس ذك رهم بإهداء ثواب ذلك الختم لسلسلة‬
‫مشايخ الطريقة فردا فردا (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس (‪ )206-205‬ط‪ :‬دار االنشاء‬
‫والصحافة‪ .‬طرابلس ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪27‬‬

‫ولهذا كان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح‬


‫سلسلة المشايخ النقشبندية ويأخذ العهد وال والية‬
‫والتكليف منهم في المقب رة (‪.)1‬‬
‫‪ ‬الحرص على الذكر الخفي والتركيز على أن‬
‫يكون الذكر بالقلب ويسمونه القلب الصنوب ري‪.‬‬
‫وعندهم ما يسمى بالورد الخفي يكون بعد صالة‬
‫الفجر‪ .‬وزعموا أن الالئق بالمبتدئ هو الذكر‬
‫الجه ري فإذا ما ترقى إلى المقامات العال فانه‬
‫حينئذ ينتقل منه إلى الذكر الخفي(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪..113‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطرق الصوفية في طرابلس ورجالها لمحمد درنيقة ‪ 216‬دار االرشاد‬
‫والصحافة‪ .‬طرابلس ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪28‬‬

‫السجودـ للكعبةـ التي تزور األولياء فيـ هللا‬


‫وقد شبه محمد أمين الكردي الشيخ بالكعبة‪« :‬‬
‫يسجدون إليها والسجود هلل‪ :‬فكذلك الشيخ»(‪.)1‬‬
‫وهذا تحريف لمعنى الوسيلة في القرآن‪ .‬والثابت‬
‫عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وابن‬
‫زيد في قوله تعالى ‪‬ابتغوا إليه الوسيلة‪ « ‬أي‪:‬‬
‫تقربوا إلى اهلل بطاعته والعمل بما يرضيه» قال ابن‬
‫كثير « وهذا الذي قاله األئمة ال خالف فيه»(‪.)2‬‬
‫والكعبة مسجود إليها عند القوم فقد قال السرهندي‬
‫الفاروقي شيخ الطريقة النقشبندية ومجددها األكبر‪« :‬‬
‫إن حقيقة الكعبة الربانية صارت مسجودا إليها‬
‫للحقيقة المحمدية‪ ...‬وكما أن صورة الكعبة مسجود‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 313‬األنوار القدسية ‪.525‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تفسير ابن كثير ‪ 2/52‬زاد المسير ‪ 2/348‬فتح القدير ‪ 2/38‬تفسير‬
‫الطبري ‪.147-6/146‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪29‬‬

‫إليها لصور األشياء‪ ،‬كذلك حقيقة الكعبة مسجود إليها‬


‫لحقائق األشياء‪ ،‬فإن حقائق األشياء عبارات عن‬
‫األسماء اإللهية‪ ...‬وحقيقة الكعبة فوق تلك‬
‫األسماء»(‪.)1‬‬
‫وقد ذكر أن الكعبة قد تذهب للطواف حول أولياء‬
‫األمة وتتبرك بهم‪.‬‬
‫قال الغزالي « ومنهم من تأتي الكعبة إليه وتطوف‬
‫هي به وتزوره» (إحياء علوم الدين ‪1/269‬‬
‫وذكر النبهاني أن الكعبة أتت إلى ابن عربي هي‬
‫والحجر األسود وطافت حوله ثم تلمذت له وطلبت‬
‫منه ترقيتها إلى المقامات العليا فرقاها‪ ،‬وناشدها‬
‫أشعارا وناشدته (جامع كرامات األولياء ‪.)1/12‬‬
‫قال ابن عابدين النقشبندي‪ « :‬وفي البحر عن عدة‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي الفاروقي ‪ 180‬ط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪30‬‬

‫الفتاوى الكعبة إذا خرجت من أرضها لزيارة‬


‫أصحاب الكرامة ففي تلك الحال جازت الصالة إلى‬
‫أرضها» (حاشية ابن عابدين ‪ 1/302‬المطبعة األميرية)‪.‬‬
‫فهذا إجماع من الصوفية بأجمعهم على أن الكعبة‬
‫تقتلع من األرض وتذهب شرقا وغربا حيث مقامات‬
‫األولياء وأضرحتهم لتتبرك هي بهم‪.‬‬
‫عالقاتـ خاصة معـ الكعبةـ‬
‫وقال محمد المعصوم‪ « :‬لما دخلت المسجد الحرام‬
‫رأيت جماعة من الرجال والنساء على غاية من‬
‫الحسن يطوفون معي باشتياق وتقرب شديد بحيث‬
‫يقبلون البيت ويعانقونه في كل وقت‪ .‬أقدامهم على‬
‫األرض ورؤسهم بلغت عنان السماء‪ ،‬فتبين لي أن‬
‫الرجال مالئكة والنساء من الحور العين‪.‬‬
‫ورأيت الكعبة تعانقني وتقبلني باشتياق تام‪ ...‬ولما‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪31‬‬

‫فرغت من الحج جاءني ملك بكتاب بقبول الحج من‬


‫رب العالمين‪ ...‬ولما دخلت المدينة المنورة‪ ،‬فلما‬
‫وقفت رأيت النبي ‪ ‬قد خرج من الحجرة المطهرة‬
‫وعانقني‪ ...‬ثم ظهرت نسبتي‪ :‬ورأيت جميع العالم‬
‫من العرش إلى الثرى منورا من نوري‪ .‬قال الخاني‪:‬‬
‫« وكان هذا الشيخ يوصل الطالب إلى الفناء في‬
‫أسبوع»(‪.)1‬‬
‫بل تكاد العالقة بينهم وبين الكعبة تكون شيئا آخر‪.‬‬
‫قال عبد الكبير‪ « :‬قويت في عالقة المحبة بالكعبة‬
‫بحيث لم يكن لي صبر وال قرار في محل آخر‪.‬‬
‫وبينما أنا في الطواف إذ هبت الريح وحركت أستار‬
‫الكعبة وانكشفت بعض جدرانها فحصل لي منه‬
‫«كيفية»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء الطريقة النقشبندية ص ‪ 195‬المواهب‬
‫السرمدية ‪ 213‬األنوار القدسية ‪ 196‬جامع كرامات األولياء ‪.1/204‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪32‬‬

‫وظهرت مني صيحة وسقطت مغشيا علي‪ ،‬فلما‬


‫أفقت قمت بالخجالة واالنفعال وتوجهت نحو حضرة‬
‫الشيخ وأردت أن أشكو إليه بعض ما بي من هذه‬
‫العالقة ‪ -‬أي مع الكعبة ‪ -‬فقال لي‪ :‬يا عجمي‪ :‬ايش‬
‫لك مع البيت؟ فبكيت وتوسلت به «بحسب الباطن»‬
‫فقال‪ :‬ما ترى في البيت فهو غير محدود بل هو في‬
‫الجبال وفي الجدار وفي السماء وافي األرض وفي‬
‫الحجر وفي المدر‪ :‬موجود ومشهود بل كل ذلك هو‬
‫هو األول واآلخر والظاهر والباطن وهو اهلل الذي ال‬
‫اله إال هو»(‪.)1‬‬

‫اتخاذـ الوسيلةـ علىـ نمط األديانـ األخرىـ‬


‫والجواب على هذا السؤال مطابق لما يقوله‬
‫النصارى حرفا بحرف‪ .‬فقد أجاب محمد أسعد‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.139‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪33‬‬

‫صاحب زادة عن هذا السؤال قائال « لما كان الطالب‬


‫في االبتداء في غاية التدنس‪ ،‬وجناب قدسه تعالى في‬
‫كمال التقديس‪ ،‬صارت المناسبة التي هي اإلفاضة‬
‫مفقودة‪ ،‬فال بد من مرشد كامل بصير بالطريق يكون‬
‫برزخا‪ ،‬ويكون له حظ وافر من الطرفين حتى يصير‬
‫واسطة لوصول الطالب إلى المطلوب»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.41‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪34‬‬

‫من ال شيخـ له فهوـ كافرـ وفاسقـ عندهمـ‬


‫بل صرحوا بأن كل من لم يتخذ له شيخا فهو عاص‬
‫هلل ورسوله وال يحصل له الهدى بغير شيخ‪ ،‬ولو حفظ‬
‫ألف كتاب في العلم(‪.)1‬‬
‫بل حكموا عليه بالكفر فقالوا‪ « :‬من ال شيخ له‬
‫فشيخه الشيطان‪ ،‬ومتى كان شيخه الشيطان كان في‬
‫الكفر حتى يتخذ له شيخا متخلقا بأخالق الرحمن»(‪.)2‬‬
‫وهذا شبيه بما نسبه النصارى إلى المسيح أنه قال‪:‬‬
‫« أنا هو الطريق والحق والحياة‪ ،‬ليس أحد يستطيع‬
‫أن يأتي إلى األب إال بواسطتي« (يوحنا ‪)6 :14‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ص ‪ 31‬لمحمد بن سليمان‬
‫البغدادي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪47‬‬
‫لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ .‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه‬
‫وختم الخواجكان لمحمد أسعد صاحب زادة‪ :‬مصر ‪.1311‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪35‬‬

‫وليس في اإلسالم شيء يمنع من الوصول إلى اهلل‪.‬‬


‫وال واسطة تحول بين اهلل وبين عباده‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬الشيخ ضروري لطلب العلم منه‪ ،‬ال لوضع‬
‫صورته في الخيال عند اهلل! وال لفتح باب الكشف‬
‫والوحي واالتصال بغير اهلل‪.‬‬

‫الطريق إلى هللا مسدودة إال بالشيخ‬


‫وزعموا أنه ال وصول للمريد إلى اهلل إال بواسطة‬
‫الشيخ ألنه ب زعمهم بابه إلى حض رة اهلل تعالى‬
‫ووسيلته إليه‪ ،‬وهو نائبه عن النبي ‪ ‬قالوا‪:‬‬
‫« الوصول إلى اهلل ال يمكن أن يتم بغير صحبة‬
‫العالم العارف‪ ،‬بل هو المظهر الذي عينه اهلل‬
‫للمريد»(‪ .)1‬فان الشيخ يجذب المريد جذبة إلى اهلل‬

‫‪1‬‬
‫(?) أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية ‪ 6‬نور الهداية والعرفان في سر‬
‫الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪ 41‬و‪ 42‬و‪.44‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪36‬‬

‫تسمى بالجذبة اإللهية وال تحصيل لهذه الجذبة إال‬


‫بصحبة الشيخ(‪ .)1‬والشيخ كالمي زاب ينزل الفيض من‬
‫بح ره المحيط إلى قلب المريد(‪.)2‬‬

‫نموذجـ من الشرك فيـ عقيدة الطريقة‬


‫أما عن اهلل فيصرحون بأن الصوفي الحقيقي هو‬
‫الذي ال حاجة له إلى اهلل‪ .‬قالوا « وسئل [أي بهاء‬
‫الدين نقشبند] عن قولهم [أي الصوفية] الفقير هو‬
‫الذي ال يحتاج إلى اهلل‪ .‬فقال‪ :‬المراد منه كما قال‬
‫إبراهيم‪ « :‬حسبي من سؤالي علمه بحالي»(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية النقشبندية ‪ 3‬لمحمد الخاني ط‪:‬‬
‫مكتبة الحقيقة اسطنبول‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪ 42‬لمحمد‬
‫بن عبد اهلل الخاني‪ .‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم‬
‫الخواجكان ‪.43‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ص ‪.131‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪37‬‬

‫وأما إلى غيره من المخلوقات فالحاجة الماسة‪.‬‬


‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪38‬‬

‫يصرحونـ بعدمـ الحاجةـ إلى هللا‬


‫ولقد صرح كبار الصوفية بعدم حاجتهم إلى اهلل‬
‫تعالى فانه لما سألهم سائل عن عالمة الصوفي‬
‫(الفقير) قالوا « أن ال يكون له إلى اهلل حاجة» ذكره‬
‫القشيري والسهروردي(‪.)1‬‬
‫وقد استبعدوا أن يكون هناك من يغيث الخلق غير‬
‫النبي محمد‪ ،‬وقد أخرجوا الرب بذلك من حسابهم‪:‬‬
‫من رغبتهم ورهبتهم‪ .‬فتوجهوا إلى النبي ‪ ‬قائلين‪:‬‬
‫به سواك عند حلول‬ ‫يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ‬
‫الحادث العمم‬
‫مــا لعجزي سواك‬ ‫يـــا حبيب اإلله خذ بيدي‬
‫(‪)2‬‬
‫مستندي‬
‫ماذا تتضمن مجالسـ ذكر النقشبندية‬
‫‪1‬‬
‫(?) الرسالة القشيرية ‪ 125‬عوارف المعارف للسهروردي ‪.103‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪39‬‬

‫وتتضمن مجالس النقشبندية التوجه الى النبي وأهل‬


‫بيته بغف ران ال ذنوب وقض اء الح وائج‪ .‬وهي مج الس‬
‫شبيهة بمجالس الشيعة‪.‬‬
‫واليكم بعض األناشيد التي يغنونها في مجالسهم‬
‫يتوجهون فيها إلى أهل البيت وهي مسجلة لدي‬
‫بصوتهم‪ .‬وهنا يخاطبون النبي عليه الصالة والسالم‬
‫فيقولون‪:‬‬

‫يا رسولـ هللا‬


‫مستشفعاً لذنوبي عندكم بكم‬ ‫وقفت بالذل في أبواب ع ـزكم‬

‫أعفر الخد ذال في التراب عسى أن تقبلوني وترضوا عن عبيدكم‬

‫فإن رضيتم فيا سعدي ويا شرفي وإ ن أبيتم فمن أرجو‬


‫غيرك ـــم‬

‫‪2‬‬
‫(?) الحجج والبينات في ثبوت االستغاثة باألموات ‪ 32-31‬ط‪ :‬مكتبة‬
‫الحقيقة ‪ -‬اسطنبول‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪40‬‬

‫فبانكساري وذلي قد‬ ‫أنا المقر بذنبي فاصفحوا كرما‬


‫أتيتك ــم‬
‫اال طريقا تؤدي لحيك ـــم‬ ‫نسيت كل طريق كنت أعرفه ــــا‬

‫بين الورى اُدعى‬ ‫ال تطردوني فإني قد عرفت بكم‬


‫بصبك ــم‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫يا ال طه إني عبد ذلي ـــــل‬

‫منك ـم أرجو استتار فضائح ـي‬

‫يا ال طه نظرة لي بالنب ــــي‬

‫منكم بها تقضى جميع مصالحي‬

‫أنتم كرام الدهر كل من التج ــا‬

‫بجنابكم ي ـــا سادتي لم يفضح‬

‫واهلل طهركم وأذهب عنكم رجساً‬


‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪41‬‬

‫وفضلك ــم بط ـــه االسم ـح‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫وقالوا‪:‬‬
‫يا من له في الكون من حاجة عليك بالتوسل بالسيدة‬
‫الطاهرة‬

‫نفيسة والمصطفى جدها أسرارها بين الـورى ظاهرة‬


‫في الشرق والغرب لها شهرة أنـارها ساطعـة فاهرة‬
‫كم من كرامات لها قد بدت وكم من مقامات لها فاخرة‬
‫للخير في الدنيا واآلخرة‬ ‫عابدة زاهدة جامعة‬
‫تتلو كتاب اهلل في لحدها وهي لمن قد زارها بعون اهلل‬
‫ناظرة‬
‫عاملة فائقة ماهرة‬ ‫في كم من قطر قد سما ذكرها‬
‫قد هطلت في سحبها‬ ‫يسقى بها الغيث إذا ما القرى‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪42‬‬

‫الماطرة‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫وأما أعداء المسلمين فاألناشيد كفيلة بالقضاء عليهم‪.‬‬
‫يقولون‪:‬‬
‫يا رب بموسى اجعل رأس المشركين منكوسا‬
‫يا رب بيحيى وزكريا دمر جسور الشيوعية‬
‫يا رب بحق أيوب خلصنا من الذنوب‪.‬‬
‫يا رب بحق داود أقهر أشرار اليهود‬
‫‪ ‬وقد أنشد عبد المجيد الخاني في الحدائق‬
‫الوردية يقول للنبي ‪‬‬
‫ومجير الناس‬ ‫يا شفيع الخلق في اليوم العسير‬
‫من نار السعير‬
‫أنت روح الكون ل والك لما خلق األفالك م والك‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪43‬‬

‫القدير‬
‫أنت بين الرسل‬ ‫أنت مقصود الوجود المصطفى‬
‫البدر المنير‬
‫مستجير بحماك‬ ‫وأنا عبد ضعيف مذنب‬
‫المستنير‬
‫وحماك الملجأ المقصود في كل حال من صغير‬
‫وكبير‬
‫ليس لي غيرك‬ ‫فأغثني يا غياث األنبياء‬
‫واهلل نصير‬
‫واستجب لي وقتي ما أشتكي وأج رني منه يا خير‬
‫مجير‬
‫يا أبا ال زه راء كن لي منقذا يوم ال يغني كبير عن‬
‫صغير‬
‫من لهذا المذنب العاصي اذا لم يج ره أحمد الهادي‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪44‬‬

‫البشير‬
‫وهو ذخر العالمين المرتجى عاصم العاصي من‬
‫الهول المبير‬
‫للعطايا ظاهر‬ ‫وهو كاف للب رايا كافل‬
‫المجد ظهير‬
‫أنا في األعتاب كلب‬ ‫أنا عبد من عبيد الباب بل‬
‫يستمير‬
‫طيبة الطيبة‬ ‫بل أنا عبد كالب سكنت‬
‫النشر العبير‬
‫وج زأه كل خير من‬ ‫عطف اهلل علينا قلبه‬
‫نذير‬
‫يا عريض‬ ‫حين قلت حيلتي‪ :‬قلت له‬
‫الجاه اني مستجير‬
‫فهو عوني وهو غوثي وبه أتقي اليوم العبوس‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪45‬‬

‫القمطرير‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫وأنت غياث كل الخلق ط را وجاهك ذلك الجاه‬
‫الكبير‬
‫عسير من‬ ‫إذا عطف النبي فكل أمر‬
‫عواطفه يسير‬
‫وقلبي باإلجابة‬ ‫بسطت يدي مفتق را إليه‬
‫لي قرير‬
‫ومن أخالقه‬ ‫فحاشا أن يرد يدي صف را‬
‫(‪)1‬‬
‫الجود الغزير‬
‫وبينما يقولون عن اهلل‪ :‬يا كاشف المهمات‬
‫يصفون رسول اهلل ‪ ‬بنفس الصفة قائلين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ص ‪.22 - 20‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪46‬‬

‫محمد كاشف الغمات‬ ‫محمد زينة الدنيا وبهجتها‬


‫والظلم(‪)2‬‬
‫وبينما يخاطبون اهلل قائلين‪:‬‬
‫إن لم تغثنا من يغيث‬ ‫يا من يغيث المستغيث‬
‫تجدهم في نفس الكتاب يخاطبون محمدا ‪ ‬قائلين‪:‬‬
‫أحد إال وبه‬ ‫ما مد لخير الخل ـــق ي ـــد ا‬
‫سع ــــد ا‬
‫وبذلك كنت من‬ ‫فل ـذاك م ـددت إليه ي ــد ي‬
‫السعـدا‬
‫شرفا وامتاز‬ ‫باب هلل سم ـا وع ــــــال‬
‫بكل ع ـال‬
‫باهلل وحاز به‬ ‫والكل بدع ـــــوته اتص ـال‬
‫‪2‬‬
‫(?) أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية قارن بين ص ‪ 24‬وبين ص‬
‫‪38‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪47‬‬

‫الم ــد دا‬


‫بحماه الوذ‬ ‫إني في العسـر وف ـي اليســر‬
‫مدى العم ـر‬
‫وأنلني من كفيك‬ ‫وأقول أغثني يا ذخ ــــري‬
‫ن ـدى( ‪)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية قارن بين ص ‪ 36‬وبين ص‬
‫‪.62‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪48‬‬

‫عقيدة القبور‬
‫وللقبر شأن عظيم عند الصوفية عموما‪ ،‬فهو‬
‫الوسيلة إلى اهلل‪ ،‬وهو موطن البركات وموضع‬
‫قضاء الحاجات‪ ،‬والمتوجه إليه في الدعوات‪ .‬فهذه‬
‫عقيدة مصد رها ما قاله محمد أمين الكردي‪:‬‬
‫وكل شأن من شؤون العبادة وطلب العلوم‬
‫والكشوفات مرتبط بالقبور‪ ،‬بل تلقي العلوم وفيضها‬
‫والبيعة والتكليف واستمداد كل خير مرتبط بالقبر‪.‬‬
‫فانهم يعتقدون أن الروحانيات تجتمع في ذلك‬
‫كاجتماعهم في المنام وبعد الممات‪ ،‬وهو عالم‬
‫الالهوت الخارج عن عالم األجسام واألرواح‬
‫والخلق(‪.)1‬‬
‫وقد حصل للشيخ بهاء الدين نقشبند التكليف‬
‫‪1‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪.7‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪49‬‬

‫والوالية حينما اجتمع بسلسلة مشايخ النقشبندية‬


‫األموات في المقبرة‪ .‬وأخذ طريقة الذكر الخفي من‬
‫الغجدواني الميت في المقبرة(‪.)1‬‬
‫« قال بعض المشايخ‪ :‬إن اهلل يوكل بقبر الولي‬
‫ملكا يقضي الحوائج وتارة يخرج الولي من قبره‬
‫ويقضيها بنفسه» (‪ .)2‬هكذا جاء إسنادها موقوفا على‬
‫المشايخ ولم يرفعوا السند إلى شيء من كتاب وال‬
‫سنة‪ .‬بل يزعمون أن الولي يخرج من قبره وكأنه ما‬
‫يزال حيا حياة دنيوية حقيقية‪.‬‬
‫ولهذا صرحوا بأن المقصود من زيارة قبور‬
‫األنبياء واألولياء « الزيارة واالستمداد وسؤال‬
‫المغفرة وقضاء الحوائج من أرواح األنبياء واألئمة‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.113‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.410‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪50‬‬

‫عليهم السالم والعبارة عن هذا اإلمداد بالشفاعة»(‪.)1‬‬


‫ويناقض ذلك ما جاء في الفتاوى البزازية أن «‬
‫من قال إن أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر‪ .‬وقال‬
‫الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني‪ « :‬ومن‬
‫ظن أن الميت يتصرف في األمور دون اهلل واعتقد‬
‫بذلك فقد كفر» (‪ .)2‬وال تنسى أن أكثر أتباع هذه‬
‫الطريقة مقلدون للمذهب الحنفي ومنتسبون إليه ولكن‬
‫أين هم من هذه الفتوى الحنفية؟‬
‫وقد كذبوا على الشافعي وزعموا أنه قال‪ « :‬قبر‬
‫معروف الكرخي‪ :‬الترياق المجرب»(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البحر الرائق ‪..3/94‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الحجج البينات في ثبوت االستعانة باألموات المسمى بالدالئل السيفية‬
‫ص ‪ 13‬للملقب ب ـ « محسود الزمان»!!! أبي األسفار علي محمد البلخي (‬
‫‪.)1981‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪51‬‬

‫وجعلوا الخضر الذي تلقى عنه موسى متمذهبا‬


‫بالمذهب الشافعي(‪.)1‬‬
‫قال الشيخ الكردي‪ « :‬وما يفعله العامة من‬
‫تقبيل أعتاب األولياء‪ ،‬والتابوت الذي يجعل فوقهم فال‬
‫بأس به إن قصدوا بذلك التبرك‪ ،‬وال ينبغي‬
‫االعتراض عليهم ألنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر‬
‫هو اهلل‪ ،‬وإ نما يفعلون ذلك محبة فيمن أحبهم اهلل‬
‫تعالى»(‪. )2‬‬
‫وقال الكردي‪ « :‬ولما مات الشيخ بهاء الدين‬
‫نقشبند بنى أتباعه على قبره قبة عظيمة وجعلوه‬
‫مسجدا فسيحا» (‪ .)3‬قال » ولم يزل يستغاث بجنابه‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحجج البينات في ثبوت االستعانة باألموات ‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪534‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪142‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪52‬‬

‫ويكتحل بتراب أعتابه ويلتجأ إلى أبوابه(‪.»)1‬‬


‫وزعموا أن اهلل أكرمه بأن جعله في قبره يشفع‬
‫إلى مسافة مائة فرسخ من جهات قبره األربع بينما‬
‫الشيخ عالء الدين النقشبندي يشفع إلى أربعين فرسخا‬
‫فقط(‪.)2‬‬
‫ويقترح الكردي على زائر قبور األولياء اآلداب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن يسلم أوال على الولي المقبور ثم يقف‬
‫مستقبال القبر‪ ،‬مستدبرا القبلة ثم يقرأ الفاتحة مرة‬
‫واحدة وسورة اإلخالص إحدى عشرة مرة وآية‬
‫الكرسي مرة ويهب ثوابها إليه ثم يجلس عنده ويجرد‬
‫نفسه عن كل شيء حتى يصير لوحا ثم يتصور‬

‫‪1‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪. 142‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء الطريقة النقشبندية ص ‪.148‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪53‬‬

‫روحانيته نورا مجردا ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى‬


‫يحصل له فيض من فيوضاته‪ .‬ويستعين على ذلك‬
‫باالستمداد من روحانية شيخه أوال وجعلها واسطة‬
‫بينها بين المزور» (‪.)1‬‬
‫ويستطيع زائر قبور المشايخ االستفادة منهم وأخذ‬
‫الفيض والمدد منهم سواء كان قريبا منهم أم بعيدا‬
‫عنهم فانه « ال يمنع البعد الصوري في الحقيقة عن‬
‫التوجه إلى األرواح المقدسة وبرهان ذلك قوله ‪: ‬‬
‫وصلوا علي حيثما كنتم»(‪.)2‬‬

‫محمد بهاء الدين شاه نقشبند‬


‫وهو رأس الطريقة وتسمى باسمه‪ .‬يصفه الكردي‬
‫بأنه « الغوث األعظم»‪ .‬اجتماعه باألرواح‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ص ‪.534‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.71‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪54‬‬

‫واألشباح‪.‬‬
‫وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة‬
‫المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والوالية والتكليف‬
‫منهم في المقبرة (‪ )1‬وتلقن الذكر الخفي من روحانية‬
‫الشيخ عبد القادر غجدواني‪ ،‬وهذا ليس عجيبا فإن‬
‫الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم الالهوت‬
‫الخارج عن عالم األجسام‪ .‬قال الخاني « ولم يجتمع‬
‫بهاء الدين نقشبند مع الغجدواني في عالم األجسام ألن‬
‫بينهما خمس وسائط من رجال السلسلة» (‪.)2‬‬
‫القبر مصدر التلقي‬
‫ويحكي النقشبنديون كيفية حصول العلم وتلقي‬
‫الحكمة من القبور فيقولون‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪113‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪.7‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪55‬‬

‫إذا أراد المريد أن يزور قبور الصالحين ويستمد‬


‫من روحانيتهم المقدسة فينبغي له‪:‬‬
‫أن يسلم على صاحب القبر‪.‬‬
‫أن يقف في طرف اليمين قريبا من رجليه‬
‫ويضع يده اليمنى على اليسرى فوق سرته ويطرق‬
‫رأسه على صدره‬
‫أن يقرأ الفاتحة مرة واإلخالص إحدى عشر‬
‫مرة وآية الكرسي مرة‪.‬‬
‫أن يتصور روحانيته نورا مجردا عن الكيفيات‬
‫المحسوسة ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى يحصل له‬
‫فيض من فيوضه(‪.)1‬‬
‫وزعموا أن السلف الصالح أباحوا البناء على‬

‫‪1‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ‪ 27‬البهجة السنية في آداب‬
‫الطريقة النقشبندية ‪.44-43‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪56‬‬

‫القبور(‪ )1‬وهذه كذبة واضحة على الكتاب والسنة‬


‫وإ جماع الصحابة فإنهم ما اختلفوا في تحريم البناء‬
‫على القبور‪ ،‬واحتجوا في ذلك بكتب الزيدية الذين‬
‫أفتوا بأنه يكره البناء على قبور غير المشهورين‬
‫بالوالية ‪.‬‬
‫وزاد محمد علي الكردي على ذلك فزعم حرمة‬
‫البناء على المقبرة إال لنبي أو شهيد أو عالم أو‬
‫صالح(‪.)2‬‬

‫مصادرـ التلقي عند الطريقة‬


‫‪ ‬مدار الطريقة على حصول المعرفة وترقي‬

‫‪1‬‬
‫(?) رسالة موجهة من محمود حسن ربيع ‪ 20‬محرم ‪ 1381‬الى ملك‬
‫المملكة العربية السعودية آنذاك ضمن كتاب السعادة األبدية ط‪ :‬مكتبة الحقيقة‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) نفس المصدر ‪.17-16‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪57‬‬

‫المقامات العليا والفناء في ذات اهلل الذي ال‬


‫إخالص يتم بدونه(‪ .)1‬وليس بتعلم العلم‪ .‬فان العلم‬
‫علمان‪ :‬علم الوراثة وهو علم الظاهر‪ ،‬وهو‬
‫يحصل لمن جد واجتهد في طلبه‪.‬‬
‫‪ ‬والعلم اللدني‪ .‬ويسمى علم الباطن وال ينال إال‬
‫بالتقوى واليه اإلشارة بقوله تعالى ‪ ‬واتقوا اهلل‬
‫ويعلمكم اهلل‪ .‬وهذا العلم اللدني يناله العارف‬
‫بمحض العناية اإللهية وليس بالتعلم(‪ .)2‬بل إن هذا‬
‫العلم يتلقاه الولي من الحي القيوم بال واسطة(‪.)3‬‬
‫‪ ‬قال السرهندي كبير النقشبنديين « واعتقدوا‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.211‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) رسالة في تحقيق الرابطة ‪ 12‬لخالد البغدادي ضمن كتاب‪ :‬علماء‬
‫المسلمين وجهلة الوهابيين ‪.12‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪58‬‬

‫األذواق»(‪ )1‬أي الكشف وما يميل إليه الهوى‪ .‬وقال‬


‫الدوسري على هامش المكتوبات بأن الصوفية «‬
‫علومهم حاصلة من الحق بال واسطة‪ ...‬كما قال‬
‫بعض العارفين مخاطبا ألهل النظر‪ :‬أخذتم علمكم‬
‫ميتا عن ميت‪ ،‬وأخذنا علمنا عن الحي الذي ال‬
‫يموت»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وقد خالفوا بذلك صريح قول النبي « إنما العلم‬
‫بالتعلم»‪ .‬زاعمين أن العلم الموروث عن النبي ‪‬‬
‫ال عالقة له بالتقوى‪ .‬وإ نما التقوى هي هذا العلم‬
‫الباطن الذي يروج له الباطنيون‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا كله ال يتم عندهم بالتعلم والتعليم‪ .‬وإ نما‬
‫يحصل بهذه العوامل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪221‬الفاروقي السرهندي ‪ 221‬ط‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ‪.310-309‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪59‬‬

‫‪ ‬الفيض من أرواح سلسلة رجال الطريقة‬


‫األموات‪.‬‬
‫‪ ‬مقابلة قلب الشيخ للمريد‪.‬‬
‫‪ ‬المحاذاة‪ :‬أي محاذاة الشيخ حيث يسمع ما‬
‫يقوله ولو من غير الحضور معه فانه يسمع كالمه‬
‫كما حكى ذلك الكوثري عن أحمد الكمشخاتلي‬
‫صاحب جامع األصول(‪.)1‬‬
‫‪ ‬المنامات والرؤى واألحالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية‬
‫‪.87‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪60‬‬

‫موقفهم من التعليم والتعلم‬


‫ومع أن الطريقة مبناها على العالقة بين الشيخ‬
‫والمريد فان الشيخ ليس للتعليم وإ نما هو لتحصيل‬
‫الواسطة وتنظيم العالقة بين المريد وبين اهلل‬
‫ووضع صورة الشيخ في مخيلة المريد‪ .‬ونحن ال‬
‫نعلم دينا يوجب صورة شخص كشرط للوصول‬
‫إلى اهلل إال تصاوير هبل ويغوث ويعوق‪ .‬ولهذا‬
‫نهى اإلسالم عن اتخاذ التصاوير ألن المشركين‬
‫اتخذوها وسيلتهم للوصول إليه‪ .‬بل هذا فيه إبطال‬
‫لقوله تعالى ‪ ‬وإ ذا سالك عبادي عني فاني قريب‬
‫أجيب دعوة الداع إذا دعان‪ ‬فاهلل أقرب إلى المريد‬
‫من الشيخ‪ ،‬ولم يقل وإ ذا سالك عبادي عني فان لي‬
‫أولياء يجيبون دعوة الداع إذا دعاهم‪.‬‬
‫وفي الحديث « لتتبع كل أمة ما كانت تعبد»‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪61‬‬

‫فيتبع الذين كانوا يعبدون الشمس‪ :‬صورة‬


‫الشمس‪ ..‬وهكذا‪ .‬ويدخل في هذا الحديث من كانوا‬
‫يضعون صورة الشيخ في مخيلتهم عند ذكر اهلل‬
‫تعالى فيتبعون يوم القيامة صورته حتى توصلهم‬
‫إلى جهنم‪.‬‬
‫بل يمكن للشيخ أن يربي مريده بالروحانية من‬
‫غير أن يجتمع به اجتماعا حسيا‪ .‬وزعموا أن النبي‬
‫كان يربي أويسا القرني بمثل ذلك(‪.)1‬‬

‫طعنـهمـ فيـ العلمـ‬


‫‪ ‬والعلم عندهم مشغلة ال توصل إلى المطلوب‬
‫ذلك أنهم يحصلون العلوم الجمة في ساعات وليس‬
‫كأحمد والشافعي وأبي حنيفة الذين استغرق طلبهم‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪25‬‬
‫(ص‪ 33‬حسب الترقيم الخطأ)‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪62‬‬

‫للعلم عشرات السنين‪.‬‬


‫‪ ‬وقد أكدت كتب النقشبندية هذه الحقيقة فحكوا‬
‫عن أبي يزيد قوله الموجه ألهل الحديث وطلبة‬
‫العلم « أخذتم علمكم ميتا عن ميت‪ ،‬وأخذنا علمنا‬
‫عن الحي الذي ال يموت»(‪ .)1‬وحكى القشيري عن‬
‫أبي بكر الوراق قوله « آفة المريد ثالث‪ :‬التزوج‬
‫وكتابة الحديث واألسفار» وذكر أن أحد الصوفية‬
‫سئل عن سوء أدب الفقير ‪ -‬أي الصوفي ‪ -‬فقال «‬
‫انحطاطه من الحقيقة إلى العلم»(‪.)2‬‬
‫وهل األموات الذين أخذ عنهم أهل الحديث إال‬
‫تابعون أخذوا عن الصحابة وأخذ الصحابة عن‬
‫رسول اهلل الذي اشترط اهلل لطالب الهداية اتباعه‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 49‬األنوار القدسية ‪ 99‬طبقات الشعراني ‪1/5‬‬
‫الفتوحات المكية ‪ 1/365‬تلبيس ابليس ‪ 344‬الرحمة الهابطة ‪.309‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الرسالة القشيرية ‪ 92‬و‪.126‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪63‬‬

‫فقال ‪‬وان تطيعوه تهتدوا‪‬؟‬


‫‪ ‬قالوا « فال سبيل للوصول إلى اهلل تعالى وال‬
‫يقدر أن يتوجه إليه إال بواسطة الشيخ بل هو أقرب‬
‫الطرق للوصول إلى اهلل‪ :‬والتقرب إلى اهلل يكون‬
‫بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله‪.‬‬
‫وهذا موجب للقرب إلى اهلل ومقتض للشفاعة(‪.)1‬‬
‫‪ ‬وهذا عودة إلى المبدأ الجاهلي القديم أن القربى‬
‫إلى اهلل ال تحصل إال بوسيط قال تعالى ‪‬والذين‬
‫اتخذوا من دونه أولياء‪ :‬ما نعبدهم إال ليقربونا إلى‬
‫اهلل زلفى‪ ‬وركوب لسنن من كان قبلنا كالنصارى‬
‫القائلين‪ :‬المسيح هو الطريق إلى اهلل ال أحد يمكنه‬
‫الذهاب إلى اهلل األب إال به(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪26‬‬
‫(حسب الترقيم الخطأ ‪ )36‬المواهب السرمدية ‪ 170‬األنوار القدسية ‪.167‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) يوحنا ‪.6 :14‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪64‬‬

‫‪ ‬وتسمية هذا الوسيط شيخا تعمية وتمويه فان‬


‫تعليمه للمريد يمكن أن يكون في دقائق فقد حكوا‬
‫بأن الوصول عندهم يكون بطريق الجذبة (الدفعة)‬
‫يدفع الشيخ بها المريد فيصل إلى أقصى المعارف‬
‫وتزول بها العلقة المظلمة في القلب كتلك التي‬
‫(‪)3‬‬
‫أخرجها جبريل من قلب النبي‪‬‬
‫‪ ‬واإلسالم ال يعرف شيخا ال يعلم بل يكون‬
‫صورة لوضع صورته في خيال السالك إلى اهلل!‬
‫حسبما تدعو إليه النقشبندية بشدة وتدعي أنه من‬
‫غير وضع صورة الشيخ في مخيلة السالك إلى اهلل‬
‫ال يتم الوصول إلى اهلل وال يمكن تحصيل المقامات‬
‫العال‪.‬‬
‫‪ ‬وقد اعترض على وجوب وضع صورة الشيخ‬
‫في مخيلة المريد بأنهم ال يمكنهم أن يأمروا المريد‬
‫‪3‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.74‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪65‬‬

‫بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد إذا كان‬


‫داخال في الصالة‪ .‬فما الذي يجعل هذا التخيل‬
‫حراما في الصالة حالال في غيرها‪ .‬وما الداعي‬
‫إلى رابطة باهلل عز وجل غير رابطة الصالة‪.‬‬

‫شاهـ نقشبند يحيي ويميت‬


‫وكان يكفي الشيخ بهاء نقشبند أن يقول للرجل «‬
‫مت» فيموت‪ .‬ثم يقول له «قم حي» فيعود إلى الحياة‬
‫مرة أخرى‪ .‬وذكر قصة طويلة في ذلك وأنه القي إليه‬
‫أن يقول لصاحبه مت فمات ثم القي إليه أن يقول له‬
‫عش فأخذت تسري به الحياة شيئا فشيئا ثم عاد إلى‬
‫الحياة(‪.)1‬‬
‫وقد اعترف السرهندي أن مريدي الطريقة يقولون‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ ،134-133‬األنوار القدسية ‪ 137‬الحدائق الوردية‬
‫في حقائق أجالء النقشبندية ‪ ،137‬جامع كرامات األولياء ‪.147-1/146‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪66‬‬

‫« الشيخ يحيي ويميت‪ ،‬وأن اإلحياء واإلماتة من‬


‫لوازم مقام المشيخة(‪.)1‬‬
‫ويذكر محمد الكردي في تنوير القلوب أن إمداد‬
‫الشيخ شاه نقشبند ألصحابه حاصل لهم في حياته‬
‫وبعد موته فال فرق بين حياته وموته في إمداد‬
‫أصحابه بكل شيء ودليله قوله تعالى ‪‬أفإن مات أو‬
‫قتل انقلبتم على أعقابكم‪.)2(‬‬
‫وكان شاه نقشبند يتمثل هو وكل نقشبندي بأقوال‬
‫الحالج ومنها هذا البيت ‪:‬‬
‫لدي وعند‬ ‫كفرت بدين اهلل والكفر واجب‬
‫المسلمين قبيح(‪)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية للسرهندي ‪.349‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪.500‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 134‬الحدائق الوردية ‪ 134‬واحتج ببيت الشعر مرة‬
‫ثانية ص ‪ 213‬واحتج به السرهندي في مكتوباته (ص ‪.)282‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪67‬‬

‫هذا البيت الشع ري مشهور ومتداول في كتب‬


‫النقشبنديين‪ ،‬كيف يكون فيه شيء من اإليمان من‬
‫يستحسن نقل هذا الشعر الكف ري من الحالج الذي‬
‫شهد علماء األمة أجمعهم بكف ره؟!!‬
‫وسلم أحد الناس عليه فلم يرد عليه السالم ثم اعتذر‬
‫إليه بعد ذلك بأنه كان مشغ وال بسماع كالم اهلل(‪.)1‬‬
‫وسئل عن األدب فقال‪ « :‬األدب ترك األدب»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫أحمدـ الفاروقيـ السرهندي‬


‫لقد بلغ هذا الرجل من التواضع أن فضل النصارى‬
‫والكفار عامة عليه فزعم أن كفار اإلفرنج أفضل منه‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ .130‬األنوار القدسية ‪.. 135‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 126‬األنوار القدسية ‪.133‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪68‬‬

‫ألن في الكافر نورانية بسبب امتزاج عالم األمر فيه‬


‫بعالم الخلق(‪.)1‬‬
‫مع أنه فضل نفسه على أبي بكر الصديق وزعم أنه‬
‫بلغ في العروج مرتبة ارتفع فيها فوق مقام أبي بكر‬
‫والخلفاء الثالثة اآلخرين‪ .‬وأن بعض النقشبنديين يجد‬
‫نفسه أثناء العروج في مقام األنبياء أنه عرج إلى ما‬
‫فوق مقام األنبياء(‪.)2‬‬
‫وكان يقول « كثير ما كان يع رج بي فوق العرش‬
‫وأ رتفع فوقه بمقدار ما بين مركز األرض وبينه‪،‬‬
‫ورأيت مقام اإلمام شاه نقشبند ‪ ...‬قال «واعلم أني‬
‫كلما أريد العروج يتيسر لي(‪.»)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي صفحات ‪ 17‬و‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.176‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 184‬األنوار القدسية ‪ 182‬قال وكانت الكعبة‬
‫تطوف به تشريفا له ╗المواهب السرمدية ‪ 185‬البهجة السنية في آداب‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪69‬‬

‫ويدعي الكشف من اهلل مع أنه يأتي بما يؤكد أن‬


‫الكشف من الشيطان فيحتج بأحاديث موضوعة ال‬
‫أصل لها كحديث « أكرموا عمتكم النخلة»(‪.)1‬‬
‫وينقل عن بعض الموسوسين « ما لم يصل أحدكم‬
‫إلى حد الجنون ال يصل إلى اإلسالم»(‪.)2‬‬
‫إال صدق الشافعي حين قال « لو أن رجال تصوف‬
‫أول النهار ال يأتي الظهر حتى يصير أحمقا‪ ،‬وما لزم‬
‫أحد الصوفية فعاد إليه عقله أبدا»(‪.)3‬‬
‫وزعم أنه التقى بالخضر والياس عليهما السالم‬

‫الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪ 80‬الحدائق الوردية في حقائق أجالء‬


‫النقشبندية‪ 180‬س‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪ 142‬وانظر حول تفضيل نفسه على أبي بكر‬
‫ص ‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.144‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تلبيس ابليس البن الجوزي ص ‪.371‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪70‬‬

‫وسألهما‪ :‬أنتم تصلون على المذهب الشافعي فأجاباه‬


‫بأنهما ليسا مكلفين بالشرائع ولكنهما يصليان على‬
‫المذهب الشافعي وراء حضرة القطب لكونه شافعي‬
‫المذهب‪ ،‬ولكن‪ :‬كماالت الوالية موافقة للمذهب‬
‫الشافعي بينما كماالت النبوة موافقة لمذهب أبي‬
‫حنفية‪.‬‬
‫ثم نقل عن محمد بارسا (نقشبندي كبير) أن المسيح‬
‫عيسى عليه السالم إذا نزل آخر الزمان سيعمل‬
‫بمذهب أبي حنيفة(‪.)1‬‬

‫هلـ يحبـ رسولـ هللا علمـ الكالم؟ـ‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 305‬المكتوب رقم ‪.282‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪71‬‬

‫وبينما يحذر محمد الخاني في البهجة السنية من‬


‫علم الكالم قائال « وإ ياك وتقليد أهل الكالم فانهم‬
‫ملعبة الشيطان‪ ،‬يدعي أحمد السرهندي الفاروقي أن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬بشره « بأنك من المجتهدين في علم‬
‫الكالم»(‪ .)1‬وزعم أن اهلل ألقى إليه قائال « إني قد‬
‫غفرت لك ولمن توسل بك إلي بواسطة أو بغير‬
‫واسطة إلى يوم القيامة‪ .‬وقال « أريت الكعبة‬
‫المطهرة تطوف بي تشريفا منه تعالى وتكريما‬
‫لي»(‪.)2‬‬
‫وال يخلو كتاب صوفي من ذكر طواف الكعبة حول‬
‫األولياء‪ ،‬ومن عقيدة أهل السنة عند الكوثري جواز‬
‫ذلك(‪.)3‬‬
‫وأن اهلل تعالى أعطاه التصرف حتى لو أنه توجه‬
‫‪1‬‬
‫(?) قارن بين البهجة السنية ‪ 14‬وبين الحدائق الوردية ‪.181‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.185‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪72‬‬

‫إلى خشبة يابسة الخضرت وأنه نظر مرة إلى السماء‬


‫وهي تمطر فقال لها‪ :‬أقلعي إلى وقت كذا‪ .‬فحبس‬
‫المطر إلى ذلك الوقت‪.‬‬
‫وأن روحانية علي بن أبي طالب جاءته وقال له‬
‫سيدنا علي‪ :‬إني بعثت إليك ألعلمك علم السموات‪.‬‬
‫فجمعه بروحانية أبي حنيفة والشافعي وبجميع‬
‫أساتذتهم فأفاضوا عليه من بركاتهم حتى استغرق في‬
‫أنوارهم(‪.)1‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية‬
‫‪.51‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪.182‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪73‬‬

‫من الحيواناتـ شيوخـ الطريقة‬


‫وحتى الحيوانات فان منها من وصل إلى د رجة‬
‫ال والية الكاملة واعتبر عند الطريقة النقشبندية من‬
‫شي وخ الطريقة‪ ،‬قال محمد بن عبد الخاني النقشبندي‬
‫« وأما الحيوانات فلنا منهم شي وخ‪ :‬ومن شيوخنا‬
‫الذين اعتمدت عليهم‪ :‬الفرس‪ ،‬فإن عبادته عجيبة‪،‬‬
‫والبا زي واله رة والكلب والفهد والنحلة وغي رهم‪ :‬فما‬
‫قدرت أن أتصف بعبادتهم على حد ما هم عليها‬
‫فيها»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪ 6‬لمحمد‬
‫بن عبد اهلل الخاني‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪74‬‬

‫زعمهمـ أن هللا يتشكلـ بأشكالـ الحيواناتـ‬


‫حكى صاحب الرشحات أن الشيخ بهاء الدين عمر‬
‫كان يركب فرسا أبيض في كل األوقات فسئل عن‬
‫ذلك فأجاب بأن اختياره للفرس األبيض ألن بعض‬
‫التجليات الصورية مشهودا له كذلك‪ .‬فمثال وقع‬
‫التجلي الصوري لموسى في شكل شجرة بالوادي‬
‫المقدس ووقع التجلي الصوري لنبينا محمد ‪ ‬في‬
‫صورة شاب مخطط الوجه‪ ،‬وقال الشيخ محي الدين‬
‫ابن عربي‪ :‬رأيت ربي على صورة الفرس‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهكذا فالسالكون يرون الحق سبحانه‬
‫بالتجليات الصورية‪ ،‬حتى انه يتجلى في جميع صور‬
‫االشياء من معادن ونباتات وحيوانات وإنسان‪...‬‬
‫وغاية التجلي الصوري وأفضله أن يتجلى اهلل للسالك‬
‫في صورة صاحب التجلي‪ ...‬ومنشأ هذا الظهور‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪75‬‬

‫قول القائل‪ :‬سبحاني وأنا الحق‪ ،‬وما في الجبة إال اهلل‪،‬‬


‫وهل في الدارين غيري‪ ،‬وأمثال ذلك من أدلة حصول‬
‫التجلي(‪.)1‬‬
‫ويحكي النقشبنديون قصة متوات رة بينهم عن بدايات‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ .134-133‬وكتاب الرشحات معتمد عند سادة‬
‫الطريقة النقشبندية ولكن أكثر عوامهم ال يعلمون‪ .‬فقد احتج به السرهندي‬
‫الفاروقي النقشبندي والكوثري والخاني? واستحسنه واحتج به خالد البغدادي‬
‫في رسالة في تحقيق الرابطة (ص ‪ )3‬في حين أن هذا الكتاب مليء بكفر‬
‫ظاهر ال يقبله مسلم ومع ذلك فان النقشبنديين يثنون عليه ويحتجون به‪.‬‬
‫وانظر البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪48‬‬
‫لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ ،‬وانظر كتاب ارغام المريد في شرح النظم العتيد‬
‫لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية ‪ 60‬مكتوبات االمام الرباني ص ‪13‬‬
‫و‪ 198‬الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة لحسين‬
‫الدوسري ط‪ :‬دار الكتب العلمية بهامش مكتوبات السرهندي ص ‪ 27‬و‬
‫‪.106‬‬
‫كل هذه كتب نقشبندية معتمدة ومعروفة عند القوم وهي التي كانت تحيل الى‬
‫هذا الكتاب وتمدح مؤلفه من غير أن تعترض على شيء فيه‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪76‬‬

‫سلوك محمد بهاء الدين نقشبند طريق التصوف‬


‫فذكروا أن شيخه أم ره أن يشتغل بخدمة الكالب‬
‫ومداواتهم قال « فنهضت بأعباء هذه الخدمة سبع‬
‫سنين‪ .‬حتى كنت إذا القاني في الطريق كلب وقفت‬
‫يمر هو أ وال‪ ،‬ثم بعد ذلك أمرني أن أشتغل‬
‫حتى ّ‬
‫بخدمة كالب هذه الحض رة بالصدق والخض وع‬
‫وأطلب منهم اإلمداد‪ .‬وقال‪ :‬إنك ستصل إلى كلب‬
‫منهم تنال بخدمته سعادة عظيمة‪ .‬فاغتنمت نعمة هذه‬
‫الخدمة ولم ال جهدا بأدائها حسب إشارته‪ .‬حتى‬
‫وصلت م رة إلى كلب‪ ،‬فحصل لي من لقائه أعظم‬
‫علي بكاء شديد‬
‫حال فوقفت بين يديه واستولى ّ‬
‫فاستلقى [الكلب] في الحال على ظه ره ورفع قوائمه‬
‫األربع نحو السماء فسمعت له صوتا حزينا وتأوها‬
‫وحنينا فرفعت يدي وجعلت أقول آمين حتى سكت‬
‫وانقلب‪ ...‬ووجدت حرباء فخطر لي أن أطلب منها‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪77‬‬

‫الشفاعة فاستلقت على ظه رها وتوجهت إلى السماء‬


‫(‪ ،)1‬وأنا أقول آمين» (‪.)2‬‬
‫وهذه القصة ما زالت متداولة ومتناقلة بين‬
‫النقشبنديين في مجالسهم‪ ،‬ولم تعد شيئا منسيا‪ .‬فقد‬
‫احتج بها أحد مشايخ النقشبنديين في لبنان في‬
‫محاضرة له مسجلة بصوته‪ .‬وهو المسمى رجب‬
‫ديب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) لو كان الكلب والحرباء على المذهب األشعري لما توجها الى السماء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية لمحمد أمين الكردي ‪- 118‬‬
‫‪ 119‬األنوار القدسية في مناقب النقشبندية ‪ 130‬لعبد المجيد الخاني جمع‬
‫ابراهيم السنهوتي‪ .‬الحدائق الوردية في حقائق أجال النقشبندية ‪ 130‬البهجة‬
‫السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪.73‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪78‬‬

‫أقوال صريحة فيـ الكفر‬


‫ومن الكفر الصريح ما حكاه صاحب الرشحات‬
‫قال « جاء موالنا ‪ -‬سعد الدين ‪ -‬يوما حجرتي‬
‫ورأى مصحفا في الرف‪:‬‬
‫فقال ما هذا الكتاب؟‬
‫فقلت‪ :‬هو مصحف‪.‬‬
‫قال‪ :‬ان ذلك من عالمة البطالة فان تالوة القرآن‬
‫وظيفة المتوسطين‪ .‬والصالة شغل المنتهين وأهم‬
‫المهمات للمبتدئين‪ :‬االشتغال بالنفي واإلثبات وترك‬
‫األهم‪ ،‬واالشتغال بغيره بطالة‬
‫كمن يقرأ الفاتحة في القعود زعما منه أنها أم‬
‫القرآن»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.148‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪79‬‬

‫وقال صاحب الرشحات « قال موالنا ‪ -‬سعد الدين‬


‫‪ -‬كان لي أب يمشي في الماء ويضع قدمه على‬
‫الهواء ولكن لم يكن له رائحة من التوحيد‪ .‬وحضر‬
‫مرة مجلسه كثير من األكابر والعلماء فقال الشيخ‪ :‬إن‬
‫اهلل سبحانه ليس بعالم للغيب‪ ،‬فانفجع أكثر الحاضرين‬
‫من هذا الكالم وارتعدت فرائصهم حتى تغطى‬
‫البعض بثوبه من الخوف لكونه خالف نص التنزيل‬
‫«بحسب الظاهر»(‪.)1‬‬
‫وقد أقر السرهندي أن قائل هذا الكالم هو عبد‬
‫الكريم اليمني وابن عربي(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.153‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 106‬المكتوب المائة‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪80‬‬

‫يتحدثونـ عن موتـ الرب‬


‫وسئل شيخهم «م والنا» عبد ال رحمن الجامي عن‬
‫تعبير رؤيا رآها أحدهم وهي أنه رأى في المنام أن‬
‫اهلل سبحانه قد مات فما يكون تعبي ره؟ فقال‪ :‬يحتمل‬
‫أن يكون زال من قلب صاحب هذا المنام وانعدم‬
‫شيء من أهوائه بموجب قوله تعالى ‪ ‬أف رأيت من‬
‫اتخذ إلهه هواه‪.)1(‬‬

‫الرب عندهمـ يصلـــي!!!‬


‫ومن م راتب ومقامات ال والية عند النقشبندية‬
‫مرتبة‪ :‬حقيقة الصالة‪ .‬وهي مرتبة عالية جدا‪.‬‬
‫قالوا « ولعل فيما ورد في قصة المع راج « قف يا‬
‫محمد فإن اهلل يصلي» إيماء إلى حقيقة هذه المرتبة»‬
‫ثم انتهى إلى أن اهلل « في الحقيقة هو العابد‬
‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.197‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪81‬‬

‫والمعبود»(‪ .)2‬وهذا تصريح بموافقة ابن عربي في‬


‫قوله‪:‬‬

‫يا ليت شع ري‬ ‫الرب عبد والعبد رب‬


‫من المكلف‬

‫ولقد قال أحد النقشبنديين في لبنان (أحمد بدر‬


‫الدين حسون) في خطبة له مسجلة عن اإلسراء‬
‫والمعراج فذكر هذه العبارة أن اهلل يصلي ثم قال ╗‬
‫فيا تارك الصالة‪ ،‬إال تتشبه بربك؟ إال تقتدي بربك؟‬
‫إن ربك يصلي وأنت ال تصلي؟س‪.‬‬
‫فها قد زعم النقشبنديون أن اهلل يصلي فماذا‬

‫‪2‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 83‬لمحمد معصوم‬
‫العمري النقشبندي‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪82‬‬

‫تنتظرون يا مسلمين بعد ذلك‪ .‬هذه مقولة شنيعة لم‬


‫يقل بمثلها الكف رة وال المجوس‪ .‬وأن اهلل هو العابد‬
‫وهو المعبود‪.‬‬

‫ونقل السرهندي أن السلطان محمود الغزنوي‬


‫أرسل إلى أبي الحسن الخرقاني النقشبندي يذكره‬
‫بطاعة أولي األمر فلما قرأ عليه ‪‬وأطيعوا اهلل‬
‫وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم‪ ‬قال إني‬
‫مشغول بطاعة اهلل بحيث لم أفرغ بعد لطاعة رسول‬
‫اهلل»(‪.)1‬‬
‫الجامي يصرح‪ :‬ال مبدأ وال معاد‬
‫قال السرهندي « ورأيت جماعة من المريدين‬
‫يستشهد بشعر موالنا عبد الرحمن الجامي قدس اهلل‬
‫سره‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪.134‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪83‬‬

‫ما نحن في ذا‬ ‫ما مبدأ وال معاد صاح إال وحدة‬
‫(‪)1‬‬
‫البين إال كثرة موهومة‬
‫مقام الجهل باهلل‬
‫أما ثم رة وغاية الذكر عندهم حصول الجهل باهلل‬
‫واالنتهاء إلى التصريح بأنهم يذكرون من ال‬
‫يعرفون‪.‬‬
‫قال «موالنا» عالء الدين « سألني الشيخ عبيد‬
‫اهلل أحرار عن الذكر قلت‪ :‬ال اله إال اهلل‪ .‬قال‪ :‬ما هذا‬
‫ذكر‪ :‬هذا عبارة‪ .‬قلت‪ :‬فما هو عندك؟ قال‪ :‬أن‬
‫تعرف بأنك ال تقدر أن تعرفه‪ .‬ثم قال‪ :‬ينبغي ‪ -‬على‬
‫السالك ‪ -‬أن يقبل ويتوجه إلى الجهل وأن ينوي‬
‫الصالة هكذا‪ :‬أعبد اهلل الذي ال أعرفه‪ :‬اهلل أكبر»(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية للسرهندي ‪.354‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.139‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪84‬‬

‫كـفــر آخـــر‬
‫وأعظم من ذلك ما حكاه صاحب الرشحات أن‬
‫الشيخ الجامي النقشبندي سال أحد مريديه « ما يقول‬
‫شيخكم حين يغضب عليكم؟ قال‪ :‬يقول‪ :‬إذا حضرتم‬
‫عندي تكونون على حذر مني إو ذا خ رجتم من عندي‬
‫تنسون اهلل وال تعرفونه أبدا! قال الشيخ‪ :‬فما تقولون‬
‫له حينئذ؟ قال‪ :‬نسكت وال نرد شيئا‪ .‬قال الشيخ‪ :‬يا‬
‫عجبا ليست عندكم همة‪ .‬ينبغي لكم أن تقولوا‪ :‬نحن‬
‫ال نعرف اهلل بل نعرفك أنت»‪.‬‬
‫وقال لهم م رة « كان اهلل ولم نكن نحن‪ .‬ويكون‬
‫اهلل وال نكون‪ .‬واآلن نحن معدومون أيضا واهلل‬
‫موجود(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.140‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪85‬‬

‫مقامـ الخمرـ والسُكرـ‬


‫وكعادة السرهندي يعتذر عن مثل هذه األقوال بأنها‬
‫حصلت في حالة سكر الولي وغياب عقله‪ .‬وهو عذر‬
‫أقبح من ذنب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتغنون بمقام السكر والخمر ومدح المخمورين‪.‬‬
‫فيقولون كما ذكر الكردي‪:‬‬
‫اح ُد قائم ـا ودندن لنا باسم‬
‫فيا حادي العشاق قم و ْ‬
‫الحبيب وروحن ـا‬
‫إو ن‬ ‫وصن في سرنا ُسكرنا عن حسودنا‬‫ُ‬
‫أنكرت عيناك شيئا فسامحنا‬
‫فإنا إذا طبنا وطابت قلوبنا وخامرنا خمر الغ رام تهتكنا‬
‫فال تلم السك ران في حال سك ره فقد رفع التكليف‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.492‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪86‬‬

‫في سكرنا عنا‬


‫إذا غلبت أشواقنا‬ ‫وسلم لنا فيما ادع ـي ـن ـا ه إن ـا‬
‫ربما بحن ـا‬
‫وقد اعترف السرهندي كبير النقشبنديين صدور‬
‫فظائع الكالم من مشايخ الطريقة النقشبندية‪ ،‬كقولهم‬
‫بأن الولي أفضل من النبي وقول الواحد منهم أنا‬
‫الحق وسبحاني ما أعظم شأني‪ .‬ولكنه بررها فقال «‬
‫وما وقع في عبارات مدح الكفر والترغيب في شد‬
‫الزنار فمصروف عن الظاهر المتبادر فانهم‬
‫معذورون بغلبة السكر في ارتكاب هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫المحظورات»‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ص ‪ 33‬وكذلك ‪. 114‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪87‬‬

‫السرهنديـ يعتبر اإلنسان علىـ صورة هللا‬

‫واعتبر السرهندي أن اإلنسان نسخة جامعة من‬


‫عالم اإلمكان بطريق الحقيقة‪ ،‬ومن طريق الوجوب‬
‫بطريق الصورة أن اهلل خلق آدم على صورته‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاهلل خلق آدم على صورته وهو منزه عن‬
‫الشبيه والمثلية‪:‬‬
‫فكذلك خلق اهلل روح آدم التي هي خالصته على‬
‫صورة ال شبيهة وال مثلية‪.‬‬

‫وكما أن الحق سبحانه ال مكاني‪ :‬فكذلك الروح ال‬


‫مكانية‪.‬‬
‫ونسبة الروح إلى العالم كنسبة اهلل تعالى‪ :‬ال داخلة‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪88‬‬

‫في العالم وال خارجة عنه وال متصلة به وال منفصلة‬


‫عنه‪ ...‬وانتهى إلى أن خلق العالم يدل على أصله‪.‬‬
‫وصرح بأن كماالت اإلنسان مستفادة من كماالت‬
‫الرب ومن هنا ورد أن اهلل خلق آدم على صورته‬
‫ومعنى من عرف نفسه عرف ربه‪.‬‬
‫فال جرم كان اإلنسان خليفة الرحمن وال عجب‪:‬‬
‫فإن صورة الشيء خليفة الشيء‪.‬‬
‫وما لم ُيخلق على صورة شيء ال يليق بخالفه‬
‫شيء(‪.)1‬‬

‫ووصف القلب بالعرش المجيد وأنه لو القي عرش‬


‫الرحمن وما فيه في زاوية من قلب العارف لما أحس‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪ 373‬وكذلك ‪ 326‬حول النص‬
‫الذي قبله‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪89‬‬

‫به صاحبه ألن القلب جامع للعناصر واألفالك‬


‫والعرش والكرسي‪ ...‬بل لصار العرش مضمحال‬
‫ومتالشيا‪ ،‬ومن هذا القبيل كالم بعض المشايخ الذين‬
‫صدر عنهم وقت غلبة السكر كقولهم‪ :‬إن الجمع‬
‫المحمدي أجمع من الجمع اإللهي»(‪.)1‬‬

‫وللتعريف بمعنى الشهود عند النقشبندية يقرر‬


‫صاحب الرشحات أن للشهود معنيين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬شهود الذات المبرأة عن الظهور في لباس‬
‫المظاهر‪ .‬يفسر الكوثري ذلك أكثر بما نقله عن‬
‫اإلمام الرباني في مكتوباته أن الكمال في « التوحيد‬
‫الوجودي‪ :‬ظهور أن العبد والرب‪ :‬رب»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية المسماة بالمكتوبات الشريفة ص ‪ 100‬وانظر ‪236‬‬
‫ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪90‬‬

‫ولهذا يقسم النقشبنديون التوحيد إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ - 1‬توحيد وجودي‪ :‬بمعنى أن تؤمن أنه ال موجود‬


‫إال واحد وهو اهلل‪ .‬وأن كل ما سواه معدوم‪ .‬قاله‬
‫السرهندي‪ .‬أضاف‪ :‬ومثل هذا التوحيد قول الحسين‬
‫بن منصور الحالج‪ :‬أنا الحق‪ ،‬وقول أبي يزيد‪:‬‬
‫سبحاني ما أعظم شأني(‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬توحيد شهودي‪ :‬أن ال تشاهد في الكون إال‬
‫اهلل‪.‬‬
‫وإ ذا كان ما سوى اهلل معدوما وهو كالظل‪ ،‬ال‬

‫‪2‬‬
‫(?) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية‬
‫‪.71‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني المسمى بالمكتوبات الربانية ص ‪.56‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪91‬‬

‫وجود حقيقي له ففعل ما سوى اهلل أيضا ليس فعال‬


‫حقيقيا وإ نما هو فعل اهلل في الحقيقة‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪92‬‬

‫نعم أقر السرهندي هذا القول فزعم أنه لما كانت‬


‫إرادة البشر مخلوقة هلل تعالى من غير تأثير لها في‬
‫حصول المراد كانت تلك اإلرادة كالميت‪ ...‬فلذلك‬
‫فالتأثير أيضا مخلوق فيها‪ ...‬ففي تأثيرها ال اختيار‬
‫له أصال فيكون تأثيرها كالجماد‪ ،‬ثم انتهى إلى‬
‫التصريح بأن المؤثر في األفعال إنما هو قدرة اهلل‬
‫تعالى ال تأثير لقدرة المخلوق كما هو مذهب علماء‬
‫المتكلمين(‪.)1‬‬

‫وهؤالء يصيحون في وجه ابن تيمية‪ :‬من أين لك‬


‫تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية واإللوهية واألسماء‬
‫والصفات؟‬
‫أما أن يقسموا التوحيد إلى قسمين كل منهما ينفي‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 14‬وكذلك أنظر ص ‪.28‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪93‬‬

‫وجود ما خلق اهلل ويجعلون الخالق والمخلوق شيئا‬


‫واحدا فهذا تقسيم مشروع!‬

‫ويصرح صاحب كتاب مدارج السبع بأن «‬


‫الصوفية الوجودية هم القائلون بوحدة الوجود مثل‬
‫الشيخ األكبر محي الدين بن عربي وغيره رحمهم اهلل‬
‫الذين كانوا أرباب التوحيد‪ ،‬وأنهم معذورون لغلبة‬
‫حالهم» (‪.)1‬‬

‫فالتوحيد لفظ شرعي شريف صار هؤالء يطلقونه‬


‫ويصطلحون فيما بينهم على أن معناه وحدة الوجود‪.‬‬
‫فال تغتر بلفظ التوحيد إذا ذكره النقشبنديون فانهم‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 50-48‬ط‪ :‬شركة مرتبيه‬
‫مطبعة سي ‪ -‬استانبول ‪.1331‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪94‬‬

‫يريدون به الفناء باهلل ووحدة وجود الممكن بالواجب‪.‬‬


‫تعالى اهلل عما يقولون‪.‬‬

‫البشر عند النقشبنديين ظالل أسماء هللا‬


‫وصفاته‬

‫ويحكي السرهندي أنه بالوصول إلى عالم العلوي‬


‫ينتهي إلى امتزاج العدم بالوجود الذي هو منشأ‬
‫اإلمكان‪ ...‬وبالسير إلى اهلل تتم دائرة ظالل األسماء‬
‫الواجبة ويحصل للسائر الوصول إلى مرتبة األسماء‬
‫والصفات‪ ،‬وفي هذا الموطن يتحقق الشروع في‬
‫حقيقة الفناء‪ .‬فإن هذه األسماء هي في الحقيقة‬
‫كالحجب‪ ،‬ساترة لوجه حضرة الذات تعالت وتقدست‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪95‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫ثانيهما‪ :‬شهود الذات من لباس المظاهر من غير‬


‫وصف الكثرة بل بنعت الوحدة ويقال لهذا الشهود‬
‫عند الصوفية شهود االحدية في الكثرة وكان رسول‬
‫اهلل ‪ ‬على هذا الشهود بعد البعثة»(‪ .)2‬وقد عبر‬
‫نقشبندي آخر وهو محمد مصطفى أبو العال عن هذا‬
‫الشهود بقوله « فإذا داوم المريد على المراقبة ترقى‬
‫إلى مرتبة المشاهدة بأن ينكشف له بعين البصيرة أن‬
‫أنوار وجود وحدة الذات اإللهية محيطة بجميع‬
‫األشياء وأنه تعالى متجل بصفاته وأسمائه في‬
‫مصنوعاته»(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪ 240‬وانظر أيضا ص ‪.242‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ 213‬نور الهداية والعرفان ص ‪.41‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪96‬‬

‫قال صاحب الرحمة الهابطة « قال شيخ اإلسالم‬


‫زكريا األنصاري‪ :‬قد يصدر عن العارف باهلل إذا‬
‫استغرق في بحر التوحيد بحيث تضمحل ذاته في ذاته‬
‫وصفاته في صفاته» وذكر تندم اللقاني (‪ )1‬على قتل‬
‫الحالج وأن قاتله لو فهم مقصوده من كالمه لما وجد‬
‫مساغا لقتله(‪.)2‬‬

‫بل صرح مشايخهم كالسرهندي وغيره بأن « سائر‬


‫‪3‬‬
‫(?) رسائل القصور (مجموعة رسائل الغزالي) بتحقيق محمد مصطفى أبي‬
‫العال ‪.4/183‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) هو ابراهيم اللقاني الملقب بالبرهان وهو صاحب كتاب جوهرة التوحيد‬
‫المقرر في التدريس باألزهر يتغزل بالحالج ويتندم على قتله‪ .‬ومع ذلك‬
‫تعتمد أكبر مرجعية علمية كتبه!‬
‫‪2‬‬
‫(?) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ص ‪.126-125‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪97‬‬

‫الموجودات مظاهر األسماء اإللهية ومرايا شؤوناته‬


‫وكماالته الذاتية » وأن هذا العالم إنما هو مظهر‬
‫لظهور كماالت األسماء والصفات اإللهية(‪ .)1‬وأن اهلل‬
‫كان كنزا مخفيا فأراد أن يعرض نفسه من الخالء إلى‬
‫المالء‪.‬‬

‫وأن أشخاص العالم ظالل األسماء والصفات حيث‬


‫يخرج السالك عن أوصافه ويتصف بأوصاف ذلك‬
‫الظل وإ ن حصل للسالك الترقي عن هذا الظل ينصبغ‬
‫بلونه ويصل إلى األصل الذي هو اسم من األسماء‬
‫اإللهية‪ :‬وحينئذ تصير القطرة بحرا والحصاة‬
‫جبال‪ ...‬فلما حصل للسالك الفناء والبقاء‪ :‬صار بحرا‬
‫وجبال» وهذا عندهم هو السير للتحلي بأسماء اهلل‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 121‬وكذلك انظر ص ‪ 42‬و‪ 43‬و‪326‬‬
‫وانظر نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.83‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪98‬‬

‫وصفاته ويسميه السرهندي *السير االسمائي‬


‫والصفاتي» ويحدد هذا السير بأنه « نهاية عروج‬
‫األنبياء واألولياء أوال إلى أسماء إلهية هي مبادئ‬
‫تعينات وجودهم»(‪.)1‬‬

‫ويقول عبيد اهلل أحرار « كمال الحمد أن يحمده‬


‫العبد ويعرف أنه ال حامد إال هو تعالى‪ .‬وأنه ‪ -‬أي‬
‫العبد ‪ -‬عدم محض ال رسم له وال اسم وال فعل وإ نما‬
‫يبتهج سرورا بكونه تعالى جعله مظهرا لصفاته(‪...)2‬‬
‫فانه إذا تجلى الحق على قلبه ‪ -‬أي السالك ‪ -‬بالتجلي‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 55‬لمحمد معصوم‬
‫العمري النقشبندي وانظر مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 198‬وانظر ص‬
‫‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أنظر مكتوبات االمام الرباني للسرهندي الفاروقي النقشبندي ‪.43‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪99‬‬

‫القهري يمحو منه الغير والسوا‪ ،‬فال يبقى فيه إال‬


‫هو(‪ )1‬فال جرم يسمع في هذا القلب لمن الملك اليوم‬
‫هلل الواحد القهار‪ ،‬وسبحاني ما أعظم شأني وأنا الحق‬
‫وهل في الدارين غيري»(‪.)2‬‬

‫وقد أورد صاحب الرشحات تساؤال أبداه أحد‬


‫الحاضرين للشيخ سعد الدين النقشبندي ونصه ما يلي‬
‫« إذا كان ال وجود غير وجود الحق سبحانه الذي هو‬
‫الوجود المطلق وأن الظاهر في لباس المظاهر واحد‪:‬‬
‫فما معنى مخالفة أهل اإلسالم ألهل الكفر ومنازعتهم‬
‫إياهم؟‬

‫‪1‬‬
‫(?) و «هو» عندهم من أسماء اهلل الحسنى!!!‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪.162-161‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪100‬‬

‫أجاب الشيخ‪ :‬لما كان وجود الحق سبحانه الذي هو‬


‫الوجود المطلق الذي ال وجود غيره عند محققي‬
‫الصوفية مقترنا بالتعينات والنسب واالعتبارات‬
‫ونحوها من النعوت التي تلحقه بواسطة تعلقه‬
‫بالمظاهر‪ :‬جرى كل واحد من أفراد الممكنات‬
‫بمقتضى مبدأ تعينه الذي هو حقيقته فأفضى ذلك إلى‬
‫نزاع موسى عليه السالم بموسى السامري الختالف‬
‫مبدأ تعينهما‪ .‬فإذا ارتفعت تلك النسب واالعتبارات‬
‫بحكم (واليه يرجع األمر كله) برجع موسى إلى‬
‫االتفاق كما كانا على ذلك قبل عروض التعين‬
‫والمراد بموسى الثاني هو السامري‪ :‬فان اسمه‬
‫موسى أيضا فان أمه ربته بين الجبال فرباه جبريل‬
‫عليه السالم كما قيل‪:‬‬

‫ظن ـون‬ ‫إذا الطفل لم يكتب حنينا تخلفت‬


‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪101‬‬

‫مربي ــه وخ ـاب المؤم ـــــــل‬


‫فموسى الذي رباه جبريل كافر وموسى الذي رباه‬
‫فرعون مرسل(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.213‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪102‬‬

‫تصريحهم بوحدة الوجود‬

‫كان بعض النقشبنديين يعتبون علي ويقولون‪:‬‬


‫أنت تتصدى لمن يقولون ال اله إال اهلل‪ .‬لماذا ال‬
‫تكرس جهودك ضد أعداء التوحيد وتترك الذين‬
‫يشهدون أن ال اله إال اهلل وشأنهم؟!‬
‫ولكن ماذا تعني ال اله إال اهلل عند هؤالء؟‬
‫ولقد قال النقشبنديون‪ « :‬معنى كلمة ال اله إال اهلل‬
‫بالنسبة إلى حال المنتهين‪ :‬ال معبود إال اهلل‪ .‬وبالنسبة‬
‫إلى حال المتوسطين‪ :‬ال مقصود إال اهلل‪ .‬وبالنسبة‬
‫إلى حال المبتدئين‪ :‬ال موجود إال اهلل»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪.86‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪103‬‬

‫يقول صاحب الرشحات « قال بعض األكابر في‬


‫معنى ال اله إال اهلل‪ :‬أحيانا يقول في مرتبة سلوكه‪ :‬ال‬
‫معبود إال اهلل وأحيانا ال مقصود إال اهلل وأحيانا ال‬
‫موجود إال اهلل»(‪.)1‬‬
‫وذكروا أن (ال اله إال اهلل) ذكر العوام‪ .‬و(اهلل)‬
‫ذكر الخواص) و (هو) ذكر خواص الخواص(‪.)2‬‬
‫هكذا جعلوا (هو) أفضل وأعلى مرتبة في الذكر من‬
‫ال اله إال اهلل‪.‬‬
‫فهم يقولون ال اله إال اهلل ويفهمون أن الموجود‬
‫الحقيقي وال غير هو اهلل بل هو متجل في صور‬
‫المخلوقات التي نراها كلها!!!‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.141‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ 185‬المواهب السرمدية ‪.162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪104‬‬

‫ويستحق المرء عندهم أن يوصف بأنه عالم بعلم‬


‫التوحيد « اذا اعتقد توحيد االفعال والصفات والذات‬
‫وتقرر في قلبه أن ال فاعل في الوجود اال اهلل‪ .‬فحينئذ‬
‫يقال لمثل هذا‪ :‬إنه عالم بعلم التوحيد»(‪.)3‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.211‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪105‬‬

‫الطريقة النقشبندية علىـ ثالثـ طرق‬

‫وقد قسم شيخ الطريقة النقشبندية السرهندي‬


‫الطريقة النقشبندية الى ثالث طرق‪:‬‬
‫االولى‪ :‬قائلون بأن العالم موجود في الخارج‬
‫بإيجاد الحق‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬يقولون بأن العالم ظل الحق سبحانه‪.‬‬


‫وأن الوجود قائم بوجود الحق قيام الظل باالصل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اذا امتد الظل من شخص وجعل ذلك الشخص‬
‫من كمال قدرته وصفات نفسه منعكسة فيه»‪.‬‬

‫وقد زعم السرهندي أنه غلبته الحال حتى وصل‬


‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪106‬‬

‫الى مقام الظلية ووجد نفسه وسائر العالم ظال كما‬


‫تقول به الطائفة الثانية من النقشبندية‪ .‬ظنا منه أن‬
‫الكمال في وحدة الوجود(‪.)1‬‬

‫الثالث‪ :‬قائلون بوحدة الوجود‪ .‬أي في الخارج‬


‫موجود واحد فقط‪ :‬وهو ذات الحق‪ ...‬ويقولون‪ :‬إن‬
‫الحق متصف بصفات وجوبية وإ مكانية‪ ،‬ويثبتون‬
‫مراتب التنزالت‪ ،‬ويقولون باتصاف الذات الواحدة‬
‫في كل مرتبة وأحكام الئقة بتلك المرتبة‪ ،‬ويثبتون‬
‫للذات التلذذ والتالم‪ ،‬ولكن ال بالذات بل في حجب هذه‬
‫الظالل المحسوسة الموهومة‪ .‬ويلزم من هذا‬
‫محظورات كثيرة شرعا وعقال‪ ...‬وهؤالء الطائفة‬
‫وإ ن كانوا واصلين كاملين ولكن كالمهم دل على‬
‫طريق الضاللة وااللحاد وأفضاهم الى الزندقة‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.141‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪107‬‬

‫وااللحاد‪.‬‬

‫فحكم بأن قولهم عين الزندقة والضالل ثم‬


‫وصفهم بأنهم من الواصلين الكاملين(‪ .)1‬مع أنه اعتذر‬
‫عن القائلين بوحدة الوجود بأن قولهم بوحدة الوجود‬
‫سببه السكر وغلبة المحبة هلل(‪.)2‬‬

‫غير أنه وافقهم على ذلك في كثير من أقواله‪،‬‬


‫فزعم أنه لما وصل الى مقام الفناء في اهلل « رأيت‬
‫نفسي وكل فرد من أفراد العالم بل كل ذرة منه‪:‬‬
‫الحق جل وعال ورأيت نفسي عين جميع الذرات‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪.139-138‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.342‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪108‬‬

‫حتى وجدت تمام العالم مضمحال في ذرة واحدة‪...‬‬


‫ثم وجدت صور العالم وأشكاله عين الحق تعالى‬
‫موهومة‪ ...‬فتذكرت عبارة الفصوص(‪ )1‬حيث قال «‬
‫إن شئت قلت إنه أي العالم حق‪ ،‬وإ ن شئت قلت إنه‬
‫خلق‪ .‬وإ ن شئت قلت إنه حق من وجه ومن وجه‬
‫خلق‪ ...‬وبعد ما شرفت بعد الفناء بالبقاء لم أجد غير‬
‫الحق ووجدت جميع الذرات مرآة لشهوده سبحانه‪.‬‬

‫ولما رجعت الى نفسي وجدت الحق سبحانه مع‬


‫كل ذرة من ذرات وجودي»(‪ )2‬واعترف بأن عبارة‬
‫الفصوص مشعرة بعدم التمييز بين اهلل وبين خلقه‪.‬‬
‫وقد صدق في اعترافه هذا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) أي فصوص الحكم البن عربي الذي قال فيه الذهبي «إن لم يكن فيه‬
‫كفر‪ :‬فليس في العالم كفر»‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.334‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪109‬‬

‫وقد تقدم اعتراف مؤلف نقشبندي آخر بأن «‬


‫الصوفية الوجودية هم القائلون بوحدة الوجود مثل‬
‫الشيخ االكبر محي الدين بن عربي وغيره رحمهم اهلل‬
‫الذين كانوا أرباب التوحيد‪ ،‬وأنهم معذورون لغلبة‬
‫حالهم» (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 50-48‬ط‪ :‬شركة مرتبيه‬
‫مطبعة سي ‪ -‬استانبول ‪.1331‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪110‬‬

‫السرهندي يقول‪ :‬وجدت هللا عين نفسي‬

‫يقول أحمد السرهندي « وجدت اهلل عين االشياء‬


‫كما قاله أرباب التوحيد الوجودي من متأخري‬
‫الصوفية ‪ ...‬ثم وجدت اهلل في االشياء من غير حلول‬
‫وسريان‪ ،‬ثم وجدته سبحانه معها بمعية ذاتية‪ ،‬ثم‬
‫رأيته بعدها ثم قبلها ثم رأيته سبحانه وما رأيت شيئا‬
‫وهو المعني بالتوحيد الشهودي وهو المعبر عنه‬
‫بالفناء فوجدت اهلل عينها بل عين نفسي‪ ،‬ثم وجدته‬
‫تعالى في االشياء بل في نفسي ثم مع االشياء بل مع‬
‫نفسي» (‪.)1‬‬
‫وسئل شاه نقشبند عن قول البعض « اذا تم الفقر‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية‪ 182‬األنوار القدسية ‪ 181‬البهجة السنية في آداب‬
‫الطريقة النقشبندية ‪.78‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪111‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فهو اهلل» فقال‪ :‬هذا اشارة الى الفناء‪ .‬وأنشد يقول‬
‫‪:‬‬
‫من ك ـــــا ن لم تكن لم ي ــك اال‬
‫اهلل‬
‫واذا فنيت من بقي لم يبق اال اهلل‬
‫وقد تركوا للحالج تبيين معنى وحدة الشهود فقالوا‪:‬‬
‫هو كقول الحالج‪ :‬أنا الحق وقول أبي يزيد‪:‬‬
‫سبحاني(‪.)2‬‬

‫ومقصودهم بالتوحيد الوجودي وحدة الوجود بين‬


‫اهلل وخلقه‪ .‬والدليل على ذلك قولهم إنه يجب على‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 124‬واألنوار القدسية ‪.132‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪ 81‬الحدائق الوردية في‬
‫حقائق أجالء النقشبندية ‪.180‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪112‬‬

‫الشيخ أن يشغل المريد في ابتداء أمره بظواهر‬


‫الشريعة ويغلق عليه باب الكالم في التوحيد المطلق‪.‬‬
‫فان من فتح هذا الباب على مريديه ربما تزندقوا‬
‫فخسروا الدارين(‪.)1‬‬
‫ونحن نسال كيف يؤدي التوحيد وعبادة اهلل الى‬
‫أقوال الزندقة اال أن يكون للتوحيد عندهم معنى آخر‬
‫وهو وحدة الوجود‬
‫وبالطبع‪ ،‬الكالم عن التوحيد على منهج االنيياء ال‬
‫يؤدي الى الزندقة وخسارة الدارين بل من حقق‬
‫التوحيد دخل الجنة‪ .‬وانما التوحيد عند النقشبندية‬
‫عبارة عن وحدة الوجود ويسمونه توحيدا‪ :‬تمويها‬
‫وخوفا من التشنيع والتكفير(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أنظر مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪ 212‬و‪ 213‬و‪ 214‬و‪215‬‬
‫و‪.216‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪113‬‬

‫وقال في تنوير القلوب « قال أبو سعيد الخراز‪ :‬اذا‬


‫أراد اهلل أن يوالي عبدا من عبيده فتح عليه باب ذكره‪.‬‬
‫فاذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب‪ .‬ثم رفعه الى‬
‫مجالس االنس‪ .‬ثم جعله على كرسي التوحيد(‪ .)1‬ثم‬
‫رفع عنه الحجاب وأدخله دار الفردانية وكشف له‬
‫حجاب الجالل والعظمة‪ .‬واذا وقع بصره على‬
‫الجالل والعظمة بقي بال هو فحينئذ يصير العبد زمنا‬
‫فانيا‪.‬‬
‫ثم أنشد صاحب التنوير يقول‪:‬‬

‫وبعد الفناء في اهلل كن كيفما تشاء‬


‫فعلمك ال جهل وفعلك ال‬
‫‪1‬‬
‫(?) ال يعرف المسلمون شيئا اسمه كرسي التوحيد ولكن المتخصصين في‬
‫الصوفية يعرفون أن هذه اشارات يرمزون بها الى وحدة الوجود والفناء في‬
‫اهلل‪ ،‬هذه عقيدة موروثة من الهندوس والبوذيين‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪114‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وزر‬

‫يقول شيخهم محمد بارسا «إن حقيقة الذكر عبارة‬


‫عن تجليه سبحانه لذاته بذاته في عين العبد»(‪.)2‬‬
‫وهكذا يصبح الذاكر عندهم عين المذكور وبالعكس‪.‬‬
‫ويفسر عبيد اهلل أحرار قول اهلل تعالى ‪ِ ‬‬
‫فأعرض‬
‫أعرض عمن استغرق‬ ‫عمن تولّى عن ذكرنا‪ ‬أي ِ‬ ‫ّ‬
‫واستهلك في ذات اهلل‪ .‬واحتج بما قاله محي الدين بن‬
‫عربي‬
‫وتنطمس‬ ‫اال بذك ــــر اهلل تزداد الذنوب‬
‫البص ــا ئ ر والق ــــل و ب‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 510‬وكذلك ‪ 466‬والرسالة القشيرية ‪.119-118‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 167‬الحدائق الوردية في حقائق أجالء الطريقة‬
‫النقشبندية ص ‪..162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪115‬‬

‫فإن الشمس‬ ‫وترك الذكر أحسن منه حاال‬


‫(‪)1‬‬
‫ليس لها غروب‬

‫‪ -‬حكى صاحب الرشحات أن السالكين يرون‬


‫الحق سبحانه بالتجليات الصورية‪ ،‬حتى انه يتجلى في‬
‫جميع صور االشياء من معادن ونباتات وحيوانات‬
‫وانسان‪ ...‬وغاية التجلي الصوري وأفضله أن يتجلى‬
‫اهلل للسالك في صورة صاحب التجلي‪ ...‬ومنشأ هذا‬
‫الظهور قول القائل‪ :‬سبحاني وأنا الحق وما في الجبة‬
‫اال اهلل وهل في الدارين غيري وأمثال ذلك من أدلة‬
‫حصول التجلي(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ .161‬الحدائق الوردية ‪.161‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.134-133‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪116‬‬

‫وقد زعموا أن هذه الحالة هي حالة سكر وتوهم‬


‫وخطأ يحصل عند الذاكر في سكرته فيحصل له ما‬
‫يشبه الوحدة باهلل ولهذا تصدر عنهم هذه الكلمات‬
‫وتلك االحوال‪ .‬فاذا أفاقوا عرفوا أن ما حدث لهم‬
‫يشبه االتحاد‪ .‬ويخرج على السنتهم كالم الشطح‬
‫والكفر لحصول قمة الصلة باهلل! وحينئذ يقول‪ :‬أنا‬
‫الحق وسبحاني(‪.)3‬‬

‫هل تتسبب العبادة الصحيحة فيـ‬


‫التلفظ بالكفر؟!‬

‫وبالطبع فهذه النتيجة الخطأ دليل على أن العبادة‬

‫‪3‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 31‬لمحمد معصوم العمري‬
‫النقشبندي استانبول ‪. 1331‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪117‬‬

‫خطأ وعلى أن الشيطان يستحوذ عليه‪ .‬فلو كان هذا‬


‫الذكر متوجها الى اهلل توجها صحيحا لما أثمر الكفر‬
‫وانتهى بادعاء الذاكر لاللوهية!!!‬
‫وحرم اهلل االقتراب من الصالة ‪‬وأنتم سكارى‬
‫حتى تعلموا ما تقولون‪ . ‬وهؤالء يدعون أن العبادة‬
‫هي سبب السكر وتعطل العقل!‬

‫وذكر صاحب كتاب الرشحات أن رجال سال‬


‫المولى بهاء الدين عمر عن قول القائل (الممكن عين‬
‫الواجب) فرجع عن هذا الكالم وقال (بل الواجب‬
‫عين الممكن) فقال‪ :‬ما هناك فرق بين الكالمين‪ .‬فلم‬
‫يتجاسر أحد في الجواب ولم يقولوا شيئا»(‪ .)1‬وقد‬
‫صرح صاحب السبع االسرار أن حقيقة مقام الفناء‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.198‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪118‬‬

‫هو فناء السالك هو « اتحاد وجود الممكن بوجود‬


‫واجب الوجود وذلك نسبة لغلبة التوحيد وقوة ظهور‬
‫الوحدة على بصيرته»(‪.)1‬‬

‫‪ -‬وذكر في قوله تعالى ‪‬لمن الملك اليوم‪ ‬أن‬


‫المراد من (الملك) قلب السالك حين يتجلى اهلل‬
‫سبحانه للقلب بقهر االحدية ال يترك فيه شيئا غيره‬
‫فيلقي اليه صدى ‪ ‬لمن الملك اليوم‪ ‬فاذا لم ير في تلك‬
‫المملكة غيره يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله ‪‬هلل‬
‫الواحد القهار‪ ‬ويسمع صدى (سبحاني ما أعظم‬
‫شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري)(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 58‬تأليف محمد معصوم‬
‫العمري النقشبندي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.186‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪119‬‬

‫‪ -‬وصرح نقشبندي آخر بأن « وجود الحق مثل‬


‫المرآة‪ :‬ووجود الممكنات مثل الصور التي تنجلي في‬
‫المرآة‪ .‬فوجود المرآة حقيقي‪ .‬ووجود الصور فيها‬
‫وهمي وخيالي»(‪.)3‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 72‬لمحمد معصوم العمري‬
‫النقشبندي استانبول ‪. 1331‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪120‬‬

‫االتحاد بذات هللا وصفاته وأفعاله‬

‫ويذكرون أنه عندما يتجلى اهلل للعبد بذاته يجد‬


‫العبد جميع الموجودات وصفاتهم وأفعالهم متالشية‬
‫في أشعة ذاته تعالى وصفاته وأفعاله ويجدها بالنسبة‬
‫اليه كاالعضاء الى البدن‪ ...‬ويرى ذاته وذات الحق‬
‫سبحانه وتعالى وصفاته وصفات الحق وأفعاله مع‬
‫االفعال الحق متحدة لكونه مستهلكا في عين التوحيد‪،‬‬
‫وال يرى شيئا غير اهلل‪ .‬فيرى الصور الموجودة هي‬
‫اهلل عينه وهذا ما يسمونه بالتجلي الصوري هلل(‪ .)1‬هذا‬
‫قول السرهندي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ 112‬مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪ 297‬و‬
‫‪.301‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪121‬‬

‫وذكر صاحب الرشحات أن المريد اذا سلك‬


‫طريق المذلة والمسكنة يحصل له الفناء حتى يرى‬
‫جمال الشاهد الالهوتي في مرآة انعدامه»(‪.)1‬‬
‫قال عبد الكبير «بينما أنا في الطواف إذ هبت‬
‫الريح وحركت أستار الكعبة وانكشفت بعض جدرانها‬
‫فحصل لي منه «كيفية» وسقطت مغشيا علي‪،‬‬
‫وتوجهت نحو حضرة الشيخ فقال لي‪ :‬ما ترى في‬
‫البيت فهو غير محدود بل هو في الجبال وفي الجدار‬
‫وفي السماء وفي االرض وفي الحجر وفي المدر‪:‬‬
‫موجود ومشهود بل كل ذلك هو هو االول واالخر‬
‫والظاهر والباطن وهو اهلل الذي ال اله اال هو»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.199‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.139‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪122‬‬

‫بالفناء يخرجون عن طورـ البشرية الى‬


‫االلوهية‬

‫واذا حصل الفناء باهلل عندهم صاروا طورا‬


‫آخر غير الطور البشري‪ .‬وبعد ورود الفيض يترقى‬
‫السالك حتى تنقص مناسبته عن طور البشرية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فترتفع عنه صفات البشرية‪.‬‬
‫قال بهاء الدين نقشبند « كنت في بستان فغلبت‬
‫علي الجذبات االلهية فحصل لي غيبة اتصلت بالقناء‬
‫الحقيقي وحقيقة الفناء في اهلل عز وجل ورأيت أني‬
‫في صورة نجم في بحر من بحور بال نهاية ثم بعد‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 66‬لمحمد معصوم‬
‫العمري‪ .‬ط‪ 1331 :‬استانبول‪ ،‬المكتوبات الربانية للسرهندي الفاروقي ص‬
‫‪. 40‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪123‬‬

‫الي بشريتي شيئا فشيئا» (‪.)2‬‬


‫ت ّ‬ ‫ست ساعات ُر َد ْ‬

‫ولعلك تسال عن معنى قوله (فعادت الي بشريتي‬


‫شيئا فشيئا)؟‬
‫فالى أي مادة تحول بعد خروجه من طور‬
‫البشرية؟ بالطبع اذا حصل الفناء باهلل فهو خروج عن‬
‫الطبيعة البشرية الى الطبيعة االلهية‪ .‬ال سيما وأنه‬
‫يتلفظ بالفاظ الكفر (أنا الحق وسبحاني) الشبيهة بقول‬
‫فرعون (ما علمت لكم من اله غيري وأنا ربكم‬
‫االعلى)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ص ‪.130‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪124‬‬

‫هل العشق أعظم من المحبة؟ـ‬

‫تبين مما تقدم أن مرتبة الفناء في اهلل‬


‫والخروج عن طور البشرية يعتبر غاية الغايات عند‬
‫النقشبندية وأن كل أذكارهم وطقوسهم انما هي ألجل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وجعل محمد أمين الكردي العشق لمرتبة‬
‫خواص الخواص‪ :‬ومحبتهم هلل عبارة عن التعشق‬
‫الذي ينمحي به العاشق عند تجلي نور معشوقه»(‪.)1‬‬

‫مع أن اهلل لم يذكر مرتبة أفضل من مرتبة‬


‫(يحبهم ويحبونه) وكذلك (ال يزال عبدي يتقرب الي‬
‫بالنوافل حتى أحبه)‪ .‬ولم يقل (يفنى فيهم ويفنون فيه)‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪.487‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪125‬‬

‫أو (يعشقهم ويعشقونه)‪ .‬وال يتصور مؤمن أن يحب‬


‫اهلل أحدا أكثر من رسوله وأصحاب رسوله ولم يقل‬
‫منهم أحد إنه يعشق اهلل أو إن اهلل يعشقه‪ .‬وهذا هو‬
‫قول العز بن عبد السالم‪.‬‬
‫والعشق لفظ أفتى ابن عبد السالم بمنع‬
‫استخدامه فيما يتعلق بمحبة اهلل كما في فتاويه (ص‬
‫‪ .)72‬وقال ابن الجوزي « العشق عند أهل اللغة ال‬
‫يكون اال لما ينكح» ونقل عن أبي الحسن النوري أنه‬
‫سمع رجال يقول «أنا أعشق اهلل عز وجل وهو‬
‫يعشقني» فقال له‪ :‬سمعت اهلل يقول ‪‬يحبهم ويحبونه‪‬‬
‫وليس العشق بأكثر من المحبة»‬

‫وانما يكثر التكلم عن الفناء والعشق عند‬


‫الهندوس البراهمة كما اعترف به النقشبنديون بأن ما‬
‫يحصل لهم من المكاشفات والتجليات والفناء في اهلل‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪126‬‬

‫شبيه بما يحصل للهندوس البراهمية فقالوا «‬


‫وبراهمية الهندو جوكية وفالسفة اليونان لهم كثير من‬
‫قسم التجليات الصورية والمكاشفات المثالية والعلوم‬
‫التوحيدية وليس لهم من نتائجها سوى الفساد‬
‫والفضاحة وال نصيب لهم من الرحمن»(‪.)1‬‬

‫ولكن كيف سلموا للهندوس ذلك واعتبروا ذلك‬


‫منهم كشفا وتوحيدا وهم يعلمون أنهم أكثر الناس‬
‫شركا مما يؤكد أنهم اذا أطلقوا لفظ التوحيد فانهم‬
‫يعنون به وحدة الوجود!‬

‫وقد ذكروا أن طريقة الذكر عند النقشبندية تورث‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ‪ 9‬مكتوبات‬
‫االمام الرباني ‪. 218‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪127‬‬

‫في قلب الذاكر سر التوحيد حتى يفنى عن نظره‬


‫وجود جميع الخلق ويظهر له وجود الواحد المطلق‬
‫في المظاهر»(‪.)1‬‬

‫وذكر عبيد اهلل أحرار أن اهلل إذا تجلى في قلب‬


‫العبد يمحو منه الغير فال يبقى فيه اال هو‪ ،‬فيسمع‬
‫القلب حينئذ (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و‬
‫(هل في الدارين غيري)(‪. )2‬‬

‫وقالوا اذا توجه الشيخ الى قلب المريد تحصل‬


‫للمريد الحركة العلمية‪ :‬فيخرج من دائرة االمكان الى‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪128‬‬

‫دائرة الوجوب(‪ .)1‬وهذا الكالم يفهمه من يعلم ما‬


‫اصطلح عليه علماء الكالم حيث يقسمون الموجوات‬
‫الى وجود واجب وهو اهلل‪ ،‬ووجود ممكن وهو كل ما‬
‫سوى اهلل من المخلوقات‪.‬‬

‫وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف‬


‫الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه‬
‫وقال له ╗ تكبري من تكبر الحق تعال ى س والقصة‬
‫نفسها منسوبة الى بهاء الدين نقشبند(‪.)2‬‬
‫وفي معنى قوله تعالى ‪ّ ‬إنا أعطيناك الكوثر‪ ‬أي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان ‪.76‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 215‬األنوار القدسية ‪ 200‬جامع كرامات األولياء‬
‫‪ 1/204‬الحدائق الوردية قارن بين ‪ 135‬و‪ 200‬وحكاها السرهندي‬
‫الفاروقي في مكتوباته ص ‪.79‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪129‬‬

‫أعطيناك شهود االحدية في الكثرة» (‪ .)1‬فهؤالء‬


‫إتحاديون وحدويون حلوليون يدعون الى وحدة‬
‫الوجود‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪. 162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪130‬‬

‫الحقيقة المحمدية‬

‫حقيقة الحقيقة المحمدية عند القوم شيء ليس‬


‫مخلوقا وانما خلقت االشياء منه أو به‪ .‬وهذه عودة‬
‫الى عقيدة النصارى وفلسفتها‪ .‬بما أن مادية نبينا ‪‬‬
‫عند النقشبندية قد صارت في حكم المجرد لم يكن له‬
‫ظل(‪.)1‬‬
‫الكفرـ الصريح‬

‫وانظر ماذا يخفي القوم وراء لفظ الحقيقة‬


‫المحمدية لتعلم‪ :‬كيف ينصر اهلل هذه االمة وهي على‬

‫‪1‬‬
‫(?) تفسير سورة التين ص ‪ .9‬وطبعت رسالة باالنجليزية وزعها‬
‫القبرصلي بين االنجليز بعنوان‪ :‬هل كان للنبي ظل؟‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪131‬‬

‫هذا المعتقد المضاهىء لعقيدة النصارى والهندوس‪.‬‬


‫يقول في الحدائق الوردية ما نصه « اعلم أن اهلل‬
‫تعالى لما توجه لخلق العالم خلق روحا كليا سماه‬
‫حضرة الجمع والوجود لكونه جامعا لحقائق الوجود‬
‫وسماه بالحقيقة المحمدية‪ .‬لكون محمد ‪ ‬أكمل‬
‫مظاهرها ‪..‬‬
‫وما زال الحق تعالى يخلق الموجودات من‬
‫الحقيقة المحمدية علوية وسفلية لطيفة وكثيفة بسيطة‬
‫ومركبة‪ .‬وكلما خلق صورة قبضها الى صورتها‬
‫االولى حتى انتهى االمر الى االنسان فخلقه منها ولم‬
‫يقبضها‪ .‬فكان االنسان صورة حضرة الجمع‬
‫والوجود‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪132‬‬

‫ثم خلق اهلل العماء الذي كان فيه الرب قبل خلق‬
‫الخلق وكان أول ما خلق اهلل في العماء االرواح‬
‫المهيمة والعقل والنفس الكلية‪ .‬فهم مخلوقون من‬
‫حضرة الجمع والوجود وهم مظاهر لها‪ .‬لكن دون‬
‫مظهرية االنسان الكامل‪.‬‬
‫والكمال االنساني عندهم مرآة للكمال المحمدي‪.‬‬
‫والكمال المحمدي مرآة للكمال االلهي‪ .‬وال يتجلى‬
‫الحق اال من خلف حجاب الكمال المحمدي اذ هو‬
‫الواسطة العظمى التي ال كمال اال بها(‪.)1‬‬

‫محمد من نور ال من طين‬


‫وقد زعموا أن جسد نبينا ‪ ‬نوراني ألن أصل‬
‫خلقته نورانية وأن روحانيته سر ملكوتي ولهذا كان‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة وختم الخواجكان ‪ 34( 26‬حسب‬
‫الترقيم الخطأ)‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪133‬‬

‫ال يرى له ظل بالغدو واالصال»(‪.)2‬‬


‫ومحمد ‪ ‬االنسان االكمل فانه ال انسان يماثل‬
‫محمدا‪ .‬وكل ما عداه فهو مخلوق منه‪ .‬فهو عين‬
‫الوجود الصادر من اهلل تعالى بال واسطة سوى‬
‫االمر فهو صورة االمر االلهي الذي ال صورة له في‬
‫نفس االمر‪.‬‬
‫ويكذب ذلك ما رواه مسلم عن عائشة قالت «‬
‫فقدت رسول اهلل ‪ ‬من الفراش‪ ،‬فالتمسته فوقعت‬
‫يدي في بطن قدميه وهو في المسجد وهما‬
‫منصوبتان وهو يقول‪ :‬اللهم اني أعوذ برضاك من‬
‫سخطك‪ .»...‬وفي رواية « افتقدت النبي ‪ ‬ذات ليلة‬
‫فظننت أنه ذهب الى بعض نسائه‪ ،‬فتحسست ثم‬
‫رجعت فاذا هو راكع أو ساجد» (‪)3‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.24‬‬
‫(‪ )3‬مسلم رقم ( ‪ 486‬و ‪ )487‬في الصالة باب ما يقول في الرحوع والسجود‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪134‬‬

‫فالطبيعة ظاهرة وهو باطنها بل ليست الطبيعة‬


‫غير الروح اال باعتبار كثافة بعض الصور ولطافة‬
‫بعضها‪ .‬فقيل‪ :‬الطبيعة مغايرة للروح‪ ،‬فاذا أراد اهلل‬
‫ايجاد شيء توجه اليه الروح وتوجهه عينه وعين‬
‫ما توجه على المرآة هو عين وجود صورة‬
‫المتوجه‪ :‬عين التوجه عين الصورة‪...‬‬
‫ولهذا فتنبهوا من يصف النبي باالنسان الكامل‬
‫يخفي عن القوم تاليها للنبي قالوا‪ :‬وأول الصور‪:‬‬
‫النور المحمدي لما روي‪ :‬أول ما خلق اهلل نور نبيك‬
‫يا جابر» (‪ )1‬انتهى‬
‫واحتج السرهندي بقول ابن عربي أن الجمع‬
‫المحمدي أجمع وأشمل من الجمع االلهي(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪( 284-283‬ترقيم خطأ ‪.)276-275‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني المعروفة بالمكتوبات الرشيدية للسرهندي‬
‫الفاروقي ‪.193‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪135‬‬

‫فهل في الكفر أفحش من هذا الكفر ومن هذه‬


‫الفلسفة المقتبسة من كتاب الفتوحات المكية وكتاب‬
‫الفصوص الذي ان لم يكن فيه كفر فليس في الدنيا‬
‫كفر كما قاله الذهبي‪.‬‬
‫ومع ذلك يثني الكوثري الثناء البالغ على‬
‫الفتوحات وأنه من أعظم السنوحات ويعلل سبب‬
‫الطعن عليه من الجاهل لدقة مدركه(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة‬
‫النقشبندية الخالدية الضيائية ط‪ :‬مطبعة بكر افندي بدار الخالفة سنة ‪1328‬‬
‫ه ـ‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪136‬‬

‫غرقىـ فيـ تعاليم المدرسةـ الفلسفيةـ‬

‫ان الطريقة النقشبندية متلطخة بتعاليم فالسفة‬


‫التصوف الذين صنفهم ابن تيمية بأنهم شر الصوفية‬
‫وغالتها‪ .‬وتأمل نموذجا من مصطلحاتهم الفلسفية‪.‬‬
‫قالوا « مقام الخفي فوق الثدي االيمن بمقدار‬
‫االصبعين وحقيقته الهوتية لطيفة مالزمة لعالم‬
‫الصفات وهو باطن السر والطف منه‪ ،‬ومرتبته‬
‫مرتبة الجبروت واالستغراق‪ ...‬ومقام النفس الناطقة‬
‫في الدماغ »(‪ .)1‬فأين هذا من السنة التي زعموا أنهم‬
‫ال يخرجون عنها قيد أنملة؟!‬
‫وكما تبين لكم بالدليل فان غاية مبادئها وأهدافها‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.78‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪137‬‬

‫تحقيق وحدة الوجود على النمط الذي كان يصرح به‬


‫ابن عربي والحالج وغيرهم‪.‬‬
‫صفات االولياء عند النقشبندية صفات االلوهية‬

‫وأما أنواع االولياء وأوصافهم فقد توسع‬


‫الكمشخاتلي النقشبندي في بيان ذلك وبالغ حتى جعل‬
‫لهم صفات الربوبية‪ .‬فقال ما نصه‪:‬‬
‫« وأما أنواع االولياء والمتصرفين‪ :‬فمنهم قطب‬
‫االقطاب وقطب االرشاد وقطب البالد وقطب‬
‫المتصرفين‪ .‬وهم الكلمات الجامعة االلهية‪ .‬وقدرتهم‬
‫القدرة الذاتية‪ ...‬وهم أقطاب العالم وهؤالء االوتاد‬
‫نوابهم‪ :‬ال موت وال عارض وال صعق وال تغير‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪138‬‬

‫لهم(‪.»)1‬‬
‫فهكذا صرح بأنهم ال يموتون وال يتغيرون وال‬
‫تؤثر عليهم عوارض الدنيا‪.‬‬
‫يتابع فيقول‪:‬‬
‫ومنهم االثنا عشر نقيبا‪ :‬وهم مطلعون على‬
‫تأثيرات الكواكب التي تنزل على البروج‪.‬‬
‫ومنهم النجباء وهم ثمانية عدد السموات مع‬
‫الكرسي‪ :‬وهم واقفون على أحوال النجوم ومطلعون‬
‫على أسرار النجوم والكرسي والعرش‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬ثالثمائة رجل من االولياء على قلب‬
‫‪1‬‬
‫(?) جامع األصول في األولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل طريق‬
‫ومهمات المريد وشروط الشيخ ‪ 131‬ألحمد ضياء الدين الكمشخاتلي‪ .‬طبع‬
‫بالمطبعة الجمالية بمصر ‪ .1328‬وهذا الكتاب من أخبث كتب القوم وأوغلها‬
‫في الكفر بعد كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار وكتاب رشحات عين‬
‫الحياة‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪139‬‬

‫آدم‪.‬‬
‫ومنهم أربعون على قلب نوح‪.‬‬
‫ومنهم سبعة غير االبدال السبعة على قلب‬
‫ابراهيم‪.‬‬
‫ومنه خمسة على قلب جبريل‪.‬‬
‫ومنهم ثالثة على قلب ميكائيل‪.‬‬
‫ومنهم واحد على قلب اسرافيل‪ .‬وعلمه علم‬
‫اسرافيل جامع للقبض والبسط وعلى هذا المشرب أبو‬
‫يزيد البسطامي‪.‬‬
‫ومنهم ثمانية عشر قائمون بحقوق اهلل وظاهرون‬
‫بأمره ويحكمون بما أراد اهلل‪.‬‬
‫ومنهم خمسة عشر رجال وهم المسمون رجال‬
‫الحنان والعطف االلهي‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪140‬‬

‫ومنهم أربعة يسمون رجال الهيبة والجالل وهم‬


‫يمدون باالوتاد االربعة‪ :‬قالبهم روحاني وقلبهم‬
‫سماوي معروفون في السماء مجهولون في االرض‬
‫وعلمهم مما ال يتناهى‪.‬‬
‫ومنهم رجال االشتياق وهم خمسة‪.‬‬
‫ومنهم رجال االيام الست‪ ...‬وهذه االيام مقالة‬
‫الصفات السبع‪ :‬االحد موجود من صفة السمع‪.‬‬
‫واالثنين من صفة الحياة والثالثاء من صفة البصر‪.‬‬
‫واالربعاء من صفة االرادة‪ ،‬والخميس من صفة‬
‫القدرة‪ .‬والجمعة من العلم‪ .‬والسبت من الكالم‪ .‬وكل‬
‫واحد نال من مظهرية صاحبه‪:‬فافهم»‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪141‬‬

‫يزعمون أن قدم الجيالني على رقبة كلـ أولياء‬


‫هللا‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪142‬‬

‫الصوفية هم الطاعنون في االولياء‬


‫وبعد هذا نسال‪ :‬من هم الطاعنون في االولياء؟‬
‫الصوفية هم الذين زعموا أن عبد القادر‬
‫الجيالني قال « قدمي هذه على رقبة كل ولي هلل‬
‫تعالى»‪ .‬صرح السرهندي بأن السهروردي سمعها‬
‫(‪)1‬‬
‫من عبد القادر نفسه‪ ،‬إذ كان مصاحبا له‪.‬‬

‫وهذا طعن بالنبي وصحابته ألن النبي أعظم‬


‫أولياء اهلل يليه الصحابة‪ .‬وعبد القادر لم يخصص‬
‫جماعة من االولياء دون آخرين بأنهم تحت قدمه بل‬
‫أطلق وعمم أن كل ولي هلل فهو تحت قدمه‪ .‬فمن‬
‫‪1‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية لالمام السرهندي ‪ 350‬نور االنصاف في كشف‬
‫ظلمة الخالف ‪ 29‬وقالدة الجواهر ص ‪ 113‬وضوء الشمس في قول النبي‬
‫بني االسالم على خمس ‪ 133‬كلها للصيادي الرفاعي وجامع كرامات‬
‫األولياء للنبهاني ‪..1/293‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪143‬‬

‫الطاعن في أولياء اهلل؟!‬

‫وحقيقة االمر أن الصوفية قد كذبوا على لسان‬


‫نبيهم‪ ،‬وكل واحد منهم يزعم أنه يراه يقظة بين االونة‬
‫واالخرى فكذبهم على سواه من باب أولى‪ .‬وقد كذب‬
‫الحافظ ابن رجب هذه الرواية عن الجيالني واتهم‬
‫راويها (الشطنوفي) بالوضع والكذب(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الذيل على طبقات الحنابلة ‪.1/293‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪144‬‬

‫االولياء خالقون عند صاحب الرشحات؟!ـ‬

‫بل قد نسبوا الى االولياء الخالقية فقال صاحب‬


‫الرشحات « قال حضرة شيخنا‪ :‬قد أعطي بعض‬
‫العارفين قدرة على كل ما أرادوا خلقه»(‪.)1‬‬
‫ولهم نظر آخر وراء القوة المبصرة‪ :‬يرون به‬
‫االشياء في ليلة مظلمة من مواضع بعيدة وال يكون‬
‫البعد المكاني مانعا عن هذا النظر»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.144‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪145‬‬

‫فعالونـ لما يريدون‬

‫هكذا أثبتوا صفات مشايخهم فقال صاحب‬


‫الرشحات « كما أن معارضة القرآن غير ممكنة‬
‫فكذلك معارضة االولياء أصحاب الهمة (‪ )1‬فإن همة‬
‫العارف فعالة ال يتخلف المراد عنها فمن عارض تلك‬
‫الهمة يصير مغلوبا البتة‪.‬‬
‫وضرب لذلك مثاال‪ ،‬فحكى أن سعد الدين‬
‫الكاشغري وغيره كانوا يمتحنون قوة همتهم فيذهبون‬
‫الى أمكنة المتصارعين فيتوجهون بهمتهم الى أحد‬
‫المتصارعين وهو ضعيف فيتغلب على خصمه وان‬
‫كان أقوى منه‪ .‬وأن قوتهم ال يقف في وجهها وال‬

‫‪1‬‬
‫(?) الهمة اصطالح صوفي يعني‪ :‬القوة الخارقة الباطنة التي يستطيع بها‬
‫الولي نصر جيش على آخر‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪146‬‬

‫حتى مائة الف رجل فان في أكابر سلسلتهم تصرفات‬


‫يحصل كلما يريده خواطرهم‪ .‬والعجيب قوله أن مثل‬
‫هذه الهمة تحصل حتى للكافر اذا توجه بخاطره الى‬
‫أمر وصرف همته اليه يحصل له ذلك االمر وليس‬
‫االيمان والعمل الصالح شرطا فيه(‪.)1‬‬

‫ولمزيد تخويف العامة من االعتراض فقد حكوا‬


‫أن أحد أولياء النقشبنديين اعترض عليه رجل فعاقبه‬
‫هذا الولي بمرض االسهال‪ .‬فصار يقعد بين‬
‫النجاسات والقاذورات ويضعها في أنفه ويقول نعم‬
‫الشيء المسهل ويعمل من نجاسته دمى يلعب بها ثم‬
‫تقطعت أمعاؤه ومات بسبب شدة مرض االسهال‬
‫الذي أصابه به الولي(‪.)2‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪ 217-216‬وانظر ‪.221-220‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.229-228‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪147‬‬

‫وكالم الصوفية عن الخوارق ال يمت الى الواقع‬


‫بصلة فان التاريخ ال يثبت لواحد منهم شيئا من هذه‬
‫القوة الخارقة المزعومة بالرغم من المغالطات‬
‫العجيبة في كتبهم فقد زعموا أن فتح السلطان محمد‬
‫الفانح للقسطنطينية انما تحقق حين طلب السلطان‬
‫المدد من عبيد اهلل أحرار النقشبندي فظهر له الشيخ‬
‫راكبا على فرس أبيض وقال له ال تخف فقال له‬
‫السلطان‪ :‬كيف ال أخاف وعسكر الكفار كثير؟ قال‬
‫السلطان‪ :‬فأراني الشيخ في كمه فاذا فيه عساكر ال‬
‫تحصى وقال له‪ :‬جئتك بهذه العساكر العانتك»(‪.)1‬‬

‫فأبشروا يا مسلمين‪ ،‬هناك جنود مجندة في أكمام‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.229‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪148‬‬

‫مشايخ الطريقة‪.‬‬
‫ولكن؛ لماذا يخبئونهم في أكمامهم؟ وفلسطين ال‬
‫تزال تحت االحتالل‪.‬‬
‫متى سمع المسلمون المغترون بترهات‬
‫التصوف أن الطريقة الصوفية استردت أرضا‬
‫مسلوبة؟‬
‫إن التاريخ ال يذكر للصوفية شيئا من هذه‬
‫الحكايات الغريبة‪ .‬فأين كانوا يوم دخل التتار ويوم‬
‫دخل الصليبيون واين هم اليوم واليهود والنصارى‬
‫في الشرق والغرب يحتلون بالد المسلمين؟ انها‬
‫دعاوى ال تعدو أوراق وكتب الصوفية الصفراء‪ .‬ان‬
‫الذين امتألت كتبهم بالروايات الموضوعة والمكذوبة‬
‫لم تخل من باب أولى من القصص والحكايات‬
‫المكذوبة أيضا‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪149‬‬

‫وذكروا أيضا أن الشيخ منصور البطائحي ـ‬


‫خال الشيخ الرفاعي ـ حضر معركة بين جيش‬
‫العراق وجيش العجم لم تقع بعد ‪ .‬فصفق بيده فتصادم‬
‫الجيشان ‪ ،‬ثم قبض اليد اليسرى وقال ‪ :‬هذه لجيش‬
‫العجم ‪ .‬فظهر جيش العجم على جيش العراق ‪ .‬فلما‬
‫بسطها ظهر الجيش العراقي وهزم الجيش العجمي‬
‫هزيمة ساحقة(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) روضة الناظرين للوتري ‪ 21‬جامع كرامات األولياء للنبهاني ‪.2/268‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪150‬‬

‫يعلمون الغيب وما فيـ الصدور‬

‫وقد صرح النقشبنديون بأن مشايخهم يعلمون ما‬


‫يختلج في صدور الناس‪ ،‬فقال الدهلوي « وللنقشبندية‬
‫تصرفات عجيبة من التصرف في قلوب الناس‬
‫واالشراف على خواطر الناس وما يختلج في‬
‫الصدور»(‪.)1‬‬

‫لما حصل للشاه نقشبند التكليف والوالية للطريقة‬


‫اجتمع مع سلفه من أصحاب الطريقة (أمواتا)‬
‫فأعطوه عالمات قبول واليته وقالوا له « تذهب غدا‬
‫عند موالنا شمس الدين االبنيكوني وتخبره بأن ما‬

‫‪1‬‬
‫(?) شفاء العليل ترجمة القول الجميل ‪ 104‬ط‪ :‬اسالمي أكاديمي (الهور ‪-‬‬
‫الهند)‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪151‬‬

‫يدعيه فالن التركي صحيح‪ ،‬والحق مع التركي فإن‬


‫أنكر السقا صحة هذه الدعوى فقل له‪ :‬عندي‬
‫شاهدان‪ :‬االول أنك يا سقا عطشان‪ ،‬فهو يعرف معنى‬
‫هذه الكلمة‪ .‬والثاني أنك أتيت امرأة أجنبية فحملت‬
‫منك فسعيت باسقاط الحمل ودفنته في الموضع‬
‫الفالني‪ ...‬ثم اذهب الى نسف(‪ )1‬لخدمة السيد أمير‬
‫كالل وستجد في المحل الفالني شيخا يعطيك رغيفا‬
‫حارا فخذه منه وال تكلمه‪ ...‬وامض على طريقك‬
‫فتمر على قافلة اذا تجاوزتها استقبلك فارس فانصحه‬
‫فانه ستكون توبته على يديك»(‪.)2‬‬

‫ويحكون عن الشيخ عبيد اهلل أحرار أنه « ما من‬


‫‪1‬‬
‫(?) مدينة مشهورة ببالد فارس منها النسفي صاحب التفسير‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدبة ‪ 115-113‬األنوار القدسية ‪ .129-128‬جامع‬
‫كرامات األولياء ‪.146-1/145‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪152‬‬

‫خاطر اال وقد اطلع عليه»(‪.)1‬‬


‫وزعم الكوثري أن أبا الحسن الشاذلي قال «‬
‫أطلعني اهلل على اللوح المحفوط فلوال التأدب مع‬
‫جدي رسول اهلل لقلت‪ :‬هذا سعيد وشقي»(‪.)2‬‬

‫ونقلوا عن ابراهيم الدسوقي قوله لمريديه « يا‬


‫أوالدي إن صح عهدكم معي فأنا قريب منكم‪ ...‬فلو‬
‫كان أحدكم بالمشرق وأنا بالمغرب وورد عليكم من‬
‫المشكالت شيء تستخيرون به ربكم فوجهوا وجوهكم‬
‫الي‪ ،‬وافتحوا عين قلبكم فانكم تروني جهارا‬
‫وتستشيروني في جميع أموركم فمهما قلته لكم فاقبلوه‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 173‬األنوار القدسية ‪ 175‬جامع كرامات األولياء‬
‫‪.2/140‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) ارغام المريد شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية‬
‫للكوثري ص ‪.39‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪153‬‬

‫وامتثلوه‪ ...‬هكذا جرت سنة اهلل مع أوليائه»(‪.)1‬‬

‫ومن كرامات الشيخ أحمد ضياء الدين أن أحد‬


‫مريديه حدثته نفسه أن يسال حضرة الشيخ ظهور‬
‫كرامة فكاشفه الشيخ في الحال بما في نفسه وقال له‪:‬‬
‫االستقامة خير من الف كرامة»(‪.)2‬‬

‫وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف‬


‫الذين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرق ما في قلبه‬
‫وقال له ╗ تكبري من تكبر الحق تعال ى س والقصة‬
‫نفسها منسوبة الى بهاء الدين نقشبند(‪.)3‬‬
‫وأما محمد الخاني النقشبندي فكان يخبر باالمر قبل‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والهرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪.272‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪154‬‬

‫أن يقع فيقع كما أخبر وكان في االطالع على خواطر‬


‫المريدين مرآة صقيلة يلوح فيها أدنى الخطرات‬
‫كأعالها‪ .‬وكان ال يسال مريده عن أحواله أبدا بل هو‬
‫الذي يخبر المريد بأطواره(‪.)1‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 215‬األنوار القدسية ‪ 200‬جامع الكرامات ‪1/204‬‬
‫الحدائق الوردية قارن بين ‪ 135‬و‪. 200‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪ 272‬جامع كرامات‬
‫األولياء ‪.223-1/222‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪155‬‬

‫ال يبالون بالجنة وال بالنار‬

‫وأنشد محمد أمين الكردي هذين البيتين الى ربه‬

‫وال أتقي نارا وأنت‬ ‫أحبك ال أرجو بذلك جنة‬


‫مراد‬
‫وأية نار‬ ‫إذا كنت لي مولى فأية جنة‬
‫(‪)1‬‬
‫تتقى وتراد‬

‫ونقل قول رابعة العدوية « ما عبدتك طمعا في‬


‫جنتك وال خوفا من نارك ولكن لوجهك الكريم»‪.‬‬
‫وقول أرسالن الدمشقي ╗ من عبد اهلل ألجل الجنة‬

‫‪1‬‬
‫(?) نوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.486‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪156‬‬

‫والنار فهو طاغوت»(‪.)2‬‬

‫وهذه هي المرة االولى يتحدث فيها صوفي عن‬


‫الطواغيت‪ .‬ولكن الطواغيت عنده هم الذين يرجون‬
‫ثواب اهلل ويخافون عقابه‪ ،‬ويسالونه جنته ويخافون‬
‫نيرانه‪.‬‬

‫وقد جهل هؤالء أن الخوف من النار ورجاء‬


‫الجنة عبادة بحد ذاتها هلل عز وجل‪ .‬وقد أمرنا اهلل بما‬
‫تنهانا عنه رابعة العدوية فقال ‪‬وادعوه خوفا وطمعا‪‬‬
‫قال الطبري « أي ال تشركوا في عملكم هلل شيئا غيره‬
‫من االلهة واالصنام وغير ذلك‪ ،‬وليكن ما يكون منكم‬
‫في ذلك خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه‪ .‬وإ ن من‬

‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية في مناقب النقشبندية ‪135‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪157‬‬

‫كان دعاؤه اياه على غير ذلك فهو باالخرة من‬


‫المكذبين ألن من لم يخف عقاب اهلل ولم يرج ثوابه لم‬
‫يبال ما ركب من أمر يسخطه اهلل وال يرضاه»(‪.)1‬‬
‫وقال رسول اهلل « ال يجتمعان ‪ -‬يعني الخوف‬
‫والرجاء ‪ -‬في قلب عبد في مثل هذا الموطن ‪ -‬أي‬
‫عند االحتضار ‪ -‬اال أعطاه اهلل الذي يرجو وأمنه مما‬
‫يخاف»(‪.)2‬‬

‫وما قاله الطبري حق‪ .‬فإن مطالبة الصوفية‬


‫بحب اهلل حبا مجردا من طلب الجنة واجتناب النار‬
‫زادهم جرأة وزندقة فاسمع ما تتناقله كتب النقشبندية‬
‫عن أبي يزيد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) تفسير الطبري ‪.8/147‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رواه الترمذي ‪ 1/183‬وحسنه‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪158‬‬

‫ولكني‬ ‫أريدك ال أريدك للثواب‬


‫(‪)1‬‬
‫أريدك للعقاب‬
‫وحكى عنه ابن الجوزي أنه قال « إن هلل عبادا‬
‫لو بصقوا على جهنم ألطفئوها» « ولقد وددت أن‬
‫قامت القيامة حتى أنصب خيمتي على جهنم‪ ،‬فساله‬
‫رجل‪ :‬ولم ذاك يا أبا يزيد؟‬

‫فقال‪ :‬إني أعلم أن جهنك اذا رأتني تخمد فأكون‬


‫رحمة للخلق» ثم قال « اللهم إن كان في سابق علمك‬
‫أن تعذب أحدا من خلقك بالنار فعظم خلقي حتى ال‬
‫تسع معي غيري» وقال « وما النار؟ واهلل لئن رأيتها‬
‫ألطفئنها بطرف مرقعتي»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تلبيس ابليس ‪ 343 341‬و‪.346‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪159‬‬

‫وكان يقول فيما تتناقله كتب النقشبنديين « إن هلل‬


‫عبادا لو حجبهم في الجنة عن رؤيته الستغاثوا‬
‫بالخروج من الجنة كما يستغيث أهل النار للخروج‬
‫من النار»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 49‬األنوار القدسية ‪.99‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪160‬‬

‫يقولون للشيء كنـ فيكون‬

‫قال صاحب نور العرفان « وسئل أحد أكابر‬


‫االئمة عمن قال‪ :‬أن من كرامات الولي أن يقول‬
‫للشيء كن فيكون‪ .‬فنهى أحدهم هذا القائل عن ذلك؟‬
‫فقال ‪ -‬أي لمن نهاه ‪ -‬من أنكر ذلك فعقيدته فاسدة‪.‬‬
‫فهل ما ادعاه صحيح ‪ -‬أي أن من كرامات الولي أن‬
‫يقول للشيء كن فيكون؟ فأجاب بأن ما قاله صحيح اذ‬
‫الكرامة االمر الخارق للعادة يظهره اهلل تعالى على‬
‫يد وليه»(‪.)1‬‬
‫وقال الدهلوي «وللنقشبندية تصرفات عجيبة من‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص‬
‫‪.60‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪161‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫التصرف في قلوب الناس»‬
‫فمن ذلك تصرف الشيخ عبد اهلل الدهلوي في‬
‫باطن المريدين والقاء الفيوضات واالسرار في‬
‫صدورهم‪ ،‬ومن كراماته أيضا أن زوجة أحد‬
‫أصحاب هذا الشيخ قد مرضت‪ ،‬فالتمس من حضرته‬
‫أن يدعو اهلل تعالى بتخفيف مرضها فلم يفعل‪ ،‬فالح‬
‫عليه‪ ،‬فقال له ال تبقى هذه المرأة أكثر من خمسة‬
‫عشر يوما‪ ،‬فبقدرة اهلل تعالى توفيت يوم الخامس‬
‫عشر» (‪.)2‬‬
‫وقالوا عن محمد الخواجكي االمكنكي «ليس من‬
‫ذرة في العالم اال وهو يمدها بالروحانية»(‪. )3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) شفاء العليل ترجمة القول الجميل ‪ 104‬نور الهداية والعرفان ‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية‪ 251-249‬جامع كرامات األولياء ‪ 2/129‬األنوار‬
‫القدسية ‪.217-216‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪178‬األنوار القدسية ‪ 178‬الحدائق الوردية ‪.177‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪162‬‬

‫أفال تصدق أيها الغيور أن هذه االمة قد ابتليت‬


‫بالتشيع وركبت سنن من قبلها؟‬
‫أهذه التعاليم التي نادى بها سيد البشر صلوات‬
‫اهلل وسالمه عليه؟‬
‫منـ تصرفاتـ االولياء‬

‫وحكى محمد أسعد صاحب زادة أن لألولياء‬


‫الكاملين ثالثة أنواع من التصرفات‪:‬‬
‫االول‪ :‬التجسد والتمثيل بالصور‪ :‬كتجسدهم في‬
‫الصور في أمكنة متعددة في وقت واحد‪ .‬وتسميه‬
‫الصوفية بعالم المثال‪ :‬وبنوا عليه تجسد االرواح‬
‫وظهورها في صور مختلفة‪ ..‬واستأنسوا بقوله تعالى‬
‫‪‬فتمثل لها بشرا سويا‪ .)1( ‬وأكد ذلك خالد البغدادي‬
‫‪1‬‬
‫(?) ‪ -‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.55‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪163‬‬

‫وأن الروح تظهر في سبعين الف صورة في دار‬


‫الدنيا(‪.)1‬‬
‫الثاني‪ :‬التصرف في االجساد النورانية كجسد‬
‫نبينا محمد ألن أصل خلقته نوراني وروحانيته سر‬
‫ملكوتي‪ :‬فلهذا يعتقدون أن النبي ال ظل له(‪.)2‬‬

‫وكما أن الشيطان ال يتمثل بصورة النبي فكذلك‬


‫ال يستطيع أن يتمثل بصورة الشيخ ولذا تظهر صور‬
‫المشايخ في مناطق مختلفة في آن واحد‪ ،‬ويمكنهم اهلل‬
‫من الظهور بصور عديدة بال حصر وقد يكون لهم‬
‫صورة واحدة تمأل الكون‪.)3(.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) ‪ -‬رسالة في تحقيق الرابطة ‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) ‪ -‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) ‪ -‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص‬
‫‪ 55‬و‪.59‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪164‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪165‬‬

‫الغلو وتقديس المشايخ‬

‫وللمؤلفين النقشبنديين طريقة عجيبة في مدح‬


‫مشايخهم فيقتبسون من آيات القرآن الفاظا‬
‫يستخدمونها في مدح مشايخهم كقولهم عن شيخ‬
‫النقشبندية « محمد الخواجكي االمكنكي» ما يلي‪:‬‬

‫« لم يزل في بدايته بعين هدايته ملحوظا وفي‬


‫ظل سلطنة تربيته محظوظا‪ ،‬حتى صار لمناقبه لوحا‬
‫محفوظا ال يدع فضيلة جليلة اال أحصاها‪ ...‬فكان تلو‬
‫والده كالشمس وضحاها والقمر اذا تالها‪ ..‬ال ذرة‬
‫في العالم اال وهو يمدها بالروحانية»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ - 178‬األنوار القدسية ‪.178‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪166‬‬

‫وهذا يشبه قول الخميني في أئمة أهل البيت «‬


‫إن ألئمتنا مقاما عظيما وخالفة تكوينية تخضع لها‬
‫جميع ذرات هذا الكون»(‪.)1‬‬

‫ويستخدمون بعض عبارات الغلو التي يطرون‬


‫بها مشايخهم كوصفهم عبد الخالق الغجدواني أنه «‬
‫الغوث الصمداني والمحبوب السبحاني ومحمديته‬
‫الكعبية »(‪.)2‬‬
‫ويصفون عبد اهلل الدهلوي بصفة « قيوم‬
‫الزمان»(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحكومة االسالمية ص ‪.52‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الفيوضات الخالدية والمناقب الصاحبية تأليف محمد أسعد صاحب زادة‬
‫ص ‪ 18‬على هامش كتابه نور الهداية والعرفان ط‪ :‬المطبعة العلمية بمصر‬
‫‪.1311‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.88‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪167‬‬

‫والمقامات عندهم خمسة وهي القلب والروح‬


‫والسر والخفي واالخفى‪:‬‬
‫(القلب) وهو تحت قدم آدم عليه السالم‪.‬‬
‫(الروح) تحت قدمي سيدنا نوح وسيدنا ابراهيم‪.‬‬
‫(السر) تحت قدم سيدنا موسى‪.‬‬
‫((الخفي) تحت قدم سيدنا عيسى‪.‬‬
‫(االخفى) تحت قدم سيدنا محمد عليه الصالة‬
‫والسالم(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان ص ‪ 84 -82‬كتاب السبع األسرار في مدارج‬
‫األخيار ص ‪ 31‬تأليف محمد معصوم العمري النقشبندي ط‪ :‬شركة مرتبيه‬
‫مطبعة سي ‪ -‬استانبول ‪. 1331‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪168‬‬

‫مقام الكفر منـ أعلى مقاماتـ العبادةـ‬

‫وهناك مقام (الحيرة) من أعلى المقامات عند‬


‫النقشبندية وليس بعده اال مقام اليقين‪ .‬ومقام الحيرة‬
‫هذا هو مقام الكفر حيث يرى المريد السالك االشياء‬
‫هي اهلل‪ ،‬وحكى السرهندي عن نفسه أنه وصل الى‬
‫مقام الفناء باهلل ثم الى مقام البقاء ثم الى مقام الحيرة‬
‫فوجد اهلل مع كل ذرة من ذرات وجوده‪.‬‬
‫ويسمي السرهندي مقام الحيرة بالكفر الحقيقي‬
‫الذي اذا خرج منه عرج الى مقام أعلى منه وهو مقام‬
‫االيمان الحقيقي بعد الكفر الحقيقي‪.‬‬
‫وهذا المقام وهو الحيرة الكبرى مخصوصة‬
‫باالكابر»‪.‬‬
‫أضاف قائال « ولهذا كان النبي ‪ ‬يستعيذ باهلل‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪169‬‬

‫من الكفر الحقيقي فيقول‪ :‬اللهم أعطني يقينا ليس بعده‬


‫كفر‪ .‬فكان يستعيذ من الكفر الحقيقي الذي هو مقام‬
‫الحيرة»(‪.)1‬‬

‫فهكذا صار عند القوم مرتبة شريفة للكفر عالية‬


‫جدا تحصل للعابد عندهم بعد حصول الفناء باهلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪ 339‬وانظر ‪.334‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪170‬‬

‫الرابطة بالشيخ أفضل من ذكر هللا!‬

‫قال صاحب نور الهداية « رؤية الشيخ تثمر ما‬


‫يثمره الذكر‪ ،‬بل هي أشد تأثيرا من الذكر‪ ،‬وقد كانت‬
‫تربية النبي ألصحابه كذلك فكانوا يشتغلون برؤية‬
‫طلعته السعيدة وينتفعون بها أكثر مما ينتفعون‬
‫باالذكار»(‪.)1‬‬

‫‪ -‬ومن االدب مع المشايخ تمريخ أبدانهم‬


‫(تدليكها) قال في الرشحات « قال حضرة شيخنا‪:‬‬
‫كنت أمرخ الشيخ بهاء الدين عمر كثيرا وأدلكه وما‬
‫كان يقول يكفي‪ .‬وال أنا كنت أترك التمريخ‪ .‬وكان‬
‫الشيخ ينام وله غطيط‪ .‬وكان كثيرا يقول لي‪ :‬تعال يا‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.51‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪171‬‬

‫شيخ زادة ومرخ كتفي‪ .‬فكنت أمرخ كتفه وكنت أنزع‬


‫خفيه من رجليه أحيانا فشممت شيئا أطيب من رائحة‬
‫الخرقة التي كان يلف بها رجليه»(‪.)1‬‬

‫‪ -‬وهم يتوجهون بالدعاء الي حيث أماكن‬


‫مشايخهم ولو من مكان بعيد ويستقبلون قبلتهم‪ .‬فقد‬
‫ذكر صاحب الرشحات أن واحدا من مريدي الشيخ‬
‫قطب الدين حيدر كان جائعا فقلب وجهه نحو قرية‬
‫شيخه وقال‪ :‬شيء هلل يا قطب الدين حيدر ال تحرمنا‬
‫من بركاتك أصال وال تنسانا»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.183‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.194‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪172‬‬

‫بيوت المشايخ قبلةـ مقدسةـ‬

‫‪ -‬وقد جعلوا التوجه الى قبلة الشيخ واالستمداد‬


‫من باطن همته أفضل من التزام أعمال الخير بل‬
‫أفضل من التزام الرجوع الى اهلل عز وجل(‪.)1‬‬

‫‪ -‬قال أحد مريدي الشيخ محمد بهاء الدين «‬


‫أمرني الشيخ شادي أحد أجالء أصحاب الشيخ بهاء‬
‫يمد أحدنا رجله الى جهة يكون فيها الشيخ‬
‫الدين أن ال ّ‬
‫قدس اهلل سره‪ ،‬فأتيت يوما الى قصر العارفان (مسكن‬
‫الشيخ بهاء الدين) لزيارته فأويت الى ظل شجرة في‬
‫الطريق واضطجعت فجاء حيوان فلدغني في رجلي‬
‫مرتين فقمت وقد تالمت الما شديدا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.210‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪173‬‬

‫ثم اضطجعت فعاد مرة ثالثة كذلك‪ ،‬فجلست‬


‫أتفكر في سبب ذلك مدة حتى تذكرت نصيحة الشيخ‬
‫شادي ووجدت أني قد مددت رجلي الى ناحية قصر‬
‫العارفان‪ ،‬فعلمت أن ذلك تأديب لي على ما فرط‬
‫مني»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪.140‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪174‬‬

‫عبد هللا الدهلويـ‬

‫وكان أحد كبار مشايخهم واسمه عبد اهلل الدهلوي‬


‫يقول « كما أن طلب الحالل فرض على المؤمنين‬
‫كذلك ترك الحالل فرض على العارفين» (‪.)1‬‬
‫وكان يقول « أرواح عامة المؤمنين يقبضها ملك‬
‫الموت وأما قبض أرواح خاصة الخاصة فال دخل‬
‫للمالئكة فيها»(‪.)2‬‬
‫وقال « سمعت في سري الخطاب االلهي ثالث‬
‫مرات‪ :‬مرة وأنا في المدرسة ومرتين في الخانقاه‪...‬‬
‫وجاءتني فاطمة الزهراء فقالت لي‪ :‬إني قد بعثت‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ ،241‬األنوار القدسية ‪ 213‬الحدائق الوردية ‪.134‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪.213‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪175‬‬

‫لزيارتك»(‪.)1‬‬
‫ومرضت امرأة أحد أصحابه فالتمس من حضرته‬
‫أن يدعو اهلل تعالى لها بتخفيف مرضها فلم يفعل‪.‬‬
‫فالح عليه فقال له « ال تبقى هذه المرأة أكثر من‬
‫خمسة عشر يوما‪ .‬فبقدرة اهلل تعالى توفيت يوم‬
‫الخامس عشر»(‪.)2‬‬
‫حبيبـ هللا جانـ جانان‬

‫وكان الشيخ حبيب اهلل جان جانان من أكابر‬


‫النقشبنديين وابتدأ ي رى سيدنا اب راهيم الخليل منذ أن‬
‫كان عم ره تسع سنوات‪ .‬وكان في هذا السن كلما‬
‫ذكر أبا بكر الصديق يحضر صورته وي راه بعينه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪.215‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪.216‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪176‬‬

‫ونظر يوما في الم رآة ف رأى صورة شيخه بدل‬


‫صورته(‪.)1‬‬
‫وكان «متوكال» ال يعمل وكان يسافر مع أصحابه‬
‫بغير زاد وال راحلة فكانوا الى نزلوا منزال تأتيهم‬
‫موائد الطعام من الغيب‪ )2(.‬وهؤالء يتركون الطعام‬
‫ألن حالل الطعام عندهم حرام‪ ،‬الم يقل أحد كبارهم‬
‫وهو عبد اهلل الدهلوي «كما أن طلب الحالل فرض‬
‫على المؤمنين كذلك ترك الحالل فرض على‬
‫العارفين» (‪.)3‬‬
‫وكان يقول« ان الصوفي الكامل هو الذي ال ينسب‬
‫الخير لنفسه ويعلم أنه مستعار‪ ،‬وهذا هو الحق معنى‬
‫‪1‬‬
‫(?) لحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪.202‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 204‬المواهب السرمدسة ‪ 224‬جامع كرامات األولياء‬
‫‪.1/389‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ ،241‬األنوار القدسية ‪ 213‬الحدائق الوردية ‪.134‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪177‬‬

‫الفناء التام وحصول الشهود الصحيح وهذا سر قول‬


‫الحالج «أنا الحق»(‪ .)1‬وقد عذر السرهندي الحالج‬
‫في التفوه بهذا الكفر ألن السكر قد غلبه‪.‬‬
‫وحين توفي حبيب اهلل جان جانان النقشبندي ارتفع‬
‫نصف الق رآن الى السماء ووقع في الدين فتور(‪.)2‬‬
‫وكان عبد اهلل الخاني يخبر باالمور قبل وقوعها‬
‫وال يسال أتباعه عن أحوالهم إو نما يخب رهم عنها»‬
‫(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 227‬األنوار القدسية ‪ 205‬مكتوبات االمام الرباني‬
‫‪.107‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 207‬المواهب السرمدية ‪ 232-231‬الحدائق الوردية‬
‫في حقائق النقشبندية ‪.206‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) جامع كرامات األولياء ‪.223-1/222‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪178‬‬

‫عبيد هللا أحرار‬

‫ينقلون االمراضـ من شخص آلخر‬


‫وكان لعبيد اهلل أح رار مي زة عجيبة فكان عنده قوة‬
‫ينقل بها المرض من شخص آلخر» (‪.)1‬‬

‫ونص الدهلوي على أن نقل المرض من ك رامات‬


‫(‪)2‬‬
‫مشايخ هذه الطريقة‬
‫ويحكي الخاني أن الشيخ عبيد اهلل اح رار مرض‬
‫فقال له الشيخ قاسم‪ :‬اني قد فديتك بنفسي‪ .‬فقال له‬
‫‪1‬‬
‫(?) جامع كرامات األولياء ‪ ،2/236‬األنوار القدسية ‪ .177‬الحدائق‬
‫الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ص ‪ 9‬وانظر رشحات عين الحياة‬
‫‪ 248-247‬وكذلك انظر الرشحات ‪.262‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) شفاء العليل ترجمة القول الجميل ‪104‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪179‬‬

‫عبيد اهلل‪ :‬ال تفعل هكذا فان المتعلقين بك كثيرون‬


‫وأنت رجل شاب ‪ .‬فقال الشيخ قاسم‪ :‬ما جئتك‬
‫مستشي را في هذا االمر بل قررته في نفسي وصممت‬
‫عليه وجئتك‪ ،‬وقد قبل اهلل مني ذلك ‪ .‬ففي اليوم‬
‫التالي انتقل مرض الشيخ عبيد اهلل الى الشيخ قاسم‪،‬‬
‫وب رىء الشيخ عبيد اهلل من المرض ب رءا تاما فلم يعد‬
‫بحاجة الى طبيب»(‪..)1‬‬

‫ويحكي الخاني أن تحمل المشايخ لألمراض ونقله‬


‫الى آخرين من عادة السادة أصحاب الطريقة(‪.)2‬‬

‫وقال أحد أصحاب المولى الجامي الذي يصفه‬

‫‪1‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 177‬جامع كرامات األولياء ‪.237-2/236‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪.148‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪180‬‬

‫النقشبنديون ب ـ (روح اهلل)(‪ « )1‬لما سمعت بمرض‬


‫موالنا الجامي حضرت اليه لعيادته فرأيت المرض‬
‫قد قام منه وتوجه الي فتضرعت الى اهلل وقلت يا رب‬
‫ليس لي طاقة لتحمل هذا المرض فاندفع المرض‬
‫عني‪ .‬وهذا الجامي حضر شخصا أثناء نزعه االخير‬
‫وأعاده الى الحياة بالرغم من خروج الروح منه»(‪.)2‬‬

‫الشيخـ محمدـ المعصومـ‬


‫أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثا يستغيث‬
‫به الناس ويصفونه بحض رةالقيوم فقد سقط أحد‬
‫مريديه عن فرسه في الصح راء‪ ،‬قال « فاستغثت‬
‫بحض رة القيوم « فحضر بنفسه وأيقظني»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪. 10‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.124‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪181‬‬

‫كذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث‬


‫به فحضر في الحال وأنقذه‪ .‬وكان يغيث الناس في‬
‫أقصى االرض وهو جالس في مكانه‪ .‬فقد استغاث به‬
‫رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل‬
‫السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأ وا فجأة‬
‫أن كمه صارت مبللة بعد أن رأ وه يمدها في‬
‫الهواء(‪. )1‬‬

‫وجاء يوما سيل عظيم على قرية «موالنا عارف»‬


‫فخاف أهلها من الغرق ففزعوا اليه فخرج وجلس‬
‫مكان طغيان الماء وقال للماء‪ :‬إن كان لك قوة‬

‫‪1‬‬
‫(?) جامع كرامات األولياء‪ 1/199‬المواهب السرمدية ‪ 210‬األنوار‬
‫القدسية ‪ 195‬الحدائق الوردية ‪.195‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪182‬‬

‫فاحملني‪ .‬فتراجع السيل»(‪.)2‬‬

‫ان هؤالء في الحقيقة انما يثبتون صفات االولياء «‬


‫الحسنى» ليتعلق بهم العوام وقد عطلوا صفات اهلل‬
‫الحسنى بالتأويالت التي يسمونها تأويالت أهل الحق‪.‬‬
‫فحرروا القلوب من التعلق باهلل وعلقوها باالولياء‪.‬‬

‫ويحكون عن هذا الشيخ أنه كان وليا منذ الوالدة‪.‬‬


‫وأنه لم يكن يأخذ ثدي أمه في رمضان‪ .‬وتكلم ب ـ‬
‫((التوحيد)) وهو ابن ثالث سنوات فقال‪ :‬أنا االرض‬
‫أنا السماء أنا كذا أنا‪ :‬هذا الجدار حتى هذه االشجار‬
‫حق‪ .‬وكان يقول‪ :‬اني أرى نفسي نورا ساريا في كل‬
‫ذرة من ذرات العالم والعالم يتنور بي كالشمس‪ .‬وقد‬

‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 107‬ألنوار القدسية ‪125‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪183‬‬

‫خلعه اهلل بخلعة (أي صفة) القيومية فصاروا يصفونه‬


‫بالقيوم(‪.)1‬‬
‫قالوا‪ :‬وذكر عنده رافضي يطعن في أبي بكر‬
‫وعمر فغضب الشيخ محمد المعصوم غضبا شديدا‬
‫وكان بين يديه بطيخ‪ :‬فأخذ السكين وقال لها‪ :‬اذبحي‬
‫أمر السكين على البطيخ فمات‬ ‫هذا الخبيث ثم ّ‬
‫الرافضي من وقته(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪ 191‬المواهب السرمدية ‪ 203-202‬األنوار القدسية‬
‫‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء الطريقة النقشبندية ص ‪.195‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪184‬‬

‫مكالماتـ بين هللا وبين ولدهـ‬

‫كتب ولد الشيخ محمد المعصوم يقول لوالده «‬


‫اني تشرفت في هذه االيام بالهامات غريبة‬
‫ومخاطبات عجيبة فقيل لي‪ :‬أنت من أوليائي وأنت‬
‫من الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون‪ ،‬ورأيت‬
‫يوما أن وصولي الى جناب قدسه تبارك وتعالى بال‬
‫واسطة أحد‪ .‬واذا بصورتك المباركة قد ظهرت بيننا‬
‫ووجدت نفسي قد اتحدت بجنابكم فهنالك ظهر تنزل‬
‫(‪)1‬‬
‫الحق سبحانه بال كيف فأرجو التصديق على هذا»‬
‫انتهى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء الطريقة النقشبندية ص ‪.198‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪185‬‬

‫أهمـ رجاالتها المعاصرين‬


‫محمد ناظم قبرصلي وقد تلقى مبادىء الطريقة‬
‫على عدة رجال أهمهم عبد اهلل فايز الداغستاني ثم‬
‫رحل الى ط رابلس وأنشأ زوايا للطريقة هناك ثم‬
‫صار ينتقل بين اسطنبول ولندن‪ .‬وله أثر سيء جدا‬
‫في نشر الخ رافة بين المسلمين االنجليز الجدد وبين‬
‫المهاجرين الباكستان والهنود في لندن‪ .‬ومن خ رافاته‬
‫أن النبي ‪ ‬لم يكن له ظل على االرض وأنه نور كما‬
‫تقتضي عقيدة الحقيقة المحمدية التي يعتقدها عامة‬
‫الصوفية وقد وزع رسالة باللغة االنجليزية في هذا‬
‫الموض وع‪ .‬وتتضمن تزكيته وت زكية شيخه عبد اهلل‬
‫الداغستاني‪.‬‬
‫وقد كتب شيخه هذا رسالة بعنوان « وصية مرشد‬
‫الزمان وغوث االنام» زعم فيها أنه تلقاها على لسان‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وروجها له تلميذه القبرصلي وت رجمها‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪186‬‬

‫باالنجليزية وفيها يدعي‪:‬‬


‫أن الكافر اذا ق رأ الفاتحة ينال قسما من العناية‬
‫االلهية (‪.)12‬‬
‫وأن من ق رأ خواتيم البق رة ولو م رة واحدة يفوز بما‬
‫لم يفز به االنبياء (ص ‪.)13‬‬
‫وأن اهلل لم يفرق بين مؤمن ومنافق وكافر (ص‬
‫‪.)14‬‬

‫ولهذا حمل االحباش عليه وعلى تلميذه القبرصلي‬


‫وحذروا من ضاللهما وحذروا من كتابه « محيطات‬
‫الرحمة آفاق ال متناهية» وفيه يدعو الى ترك التعلم‬
‫ويزعم أن االولياء يتلقون الحديث وإ ن كان ضعيفا‪،‬‬
‫ودعا الى قبول أي حديث احتراما وإ جالال لرسول اهلل‬
‫‪ ‬وأن أوامر القطب هي ذاتها أوامر اهلل تعالى‪.‬وأن‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪187‬‬

‫رحمة اهلل تشمل الكفار كالروس والهندوس‪ ...‬وأن‬


‫في االولياء من له عيون مقدسة تحرق الشرور بين‬
‫الناس فبسبب هذه النظرة تحترق شرارة‬
‫الشرور‪.‬فيجوز لهم النظر الى أي مكان حتى النساء‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ومنهم محمد عثمان س راج الدين النقشبندي الملقب‬


‫بسلطان االولياء‪ .‬وجعلوا له سلطانا على االنبياء‬
‫والصحابة‪.‬‬
‫وهو رجل كردي طاعن في السن ال يكاد يتكلم‪.‬‬
‫يتلقون المعرفة عنه باالتصال الروحي وبمجرد‬
‫النظر بطريقة أشعة الليزر‪ .‬ينشر هو وأتباعه حروز‬
‫السحر والخ رافة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) مجلة منار الهدى الحبشية عدد ‪ 33‬ص ‪ 53-52‬وكذلك عدد ‪ 48‬ص‬
‫‪.24-22‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪188‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪189‬‬

‫ومن كراماتـ مشايخ الطريقة‬

‫حكي أن محمد أمين الكردي « زار قبر النبي‬


‫يونس ‪ ‬وفجأة رفع اهلل الحجاب بينه وبين صاحب‬
‫القبر ف رآه جالسا واالنبياء جلوسا حوله‪ .‬وهم‬
‫(‪)1‬‬
‫ينتظرون مجيء سيد البشر محمد بن عبد اهلل»‬

‫لهمـ الثواب والعقابـ‬

‫وأهديت لبهاء الدين نقشبد سمكة مطبوخة وكان‬


‫عنده شاب زاهد عابد فقال للشاب‪ :‬أفطر فلم يقبل‬
‫الشاب فقال له‪ :‬أفطر وأنا أهبك صوم يوم من شهر‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.8‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪190‬‬

‫رمضان‪ ،‬فأبى فقال له‪ :‬أفطر وأنا أهبك صيام أيام‬


‫شهر رمضان‪ .‬فأبى فقال بهاء للناس‪ :‬دعوه فانه من‬
‫المبعدين‪ .‬فنظ راً النهماكه في أوامر أهل اهلل ابتاله‬
‫اهلل باالنهماك في الدنيا واالع راض عما فيه من‬
‫سعادة العبادة» انتهى‪ .‬وهذه القصة مقتبسة من‬
‫الرسالة القشيرية(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ص ‪ 136‬وانظر الرسالة القشيرية ‪.151‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪191‬‬

‫النهـجـ الباطني عند النقشبندية والصوفية‬

‫وزعم عثمان سراج الدين النقشبندي أن للقرآن‬


‫ظهرا وبطنا وظهر ظهر وبطن بطن وهكذا الى ما ال‬
‫يعلمه اال اهلل(‪ .)1‬وفسر قوله تعالى‪ ‬ولقد خلقنا‬
‫االنسان‪ ‬أي أوجدنا كل فرد من أفراد االنسان‬
‫الباطني وهو مجرداته الخمسة‪ :‬القلب والروح والسر‬
‫والخفي واألخفى»(‪.)2‬‬
‫وقال بهاء الدين نقشبند في قوله تعالى‪ّ ‬إنا أعطيناك‬

‫‪1‬‬
‫(?) تفسير سورة التين ص ‪ 5‬طبعة؟ كتب عليها « يوزع مجانا عن روح‬
‫ابراهيم ومحاسن وناريمان فوالدكار»‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تفسير سورة التين ‪ 26‬الحدائق الوردية في أجالء الطريقة النقشبندية‬
‫‪.171‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪192‬‬

‫الكوثر‪‬أي أعطيناك شهود األحدية في الكثرة»(‪.)1‬‬

‫وفسر عبد الرزاق النقشبندي ‪‬بسم اهلل‪ ‬أي باسم‬


‫االنسان الكامل(‪.)2‬‬
‫والكمال االنساني عندهم مرآة للكمال المحمدي‪.‬‬
‫والكمال المحمدي مرآة للكمال االلهي‪ .‬وال يتجلى‬
‫الحق اال من خلف حجاب الكمال المحمدي اذ هو‬
‫الواسطة العظمى التي ال كمال اال بها(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 162‬األنوار القدسية ‪ 162‬رشحات عين الحياة‬
‫‪ 174‬و‪.186‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.121‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان ‪ 34( 26‬حسب الترقيم الخطأ)‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪193‬‬

‫وفسر مشايخ النقشبندية قوله تعالى ‪‬كل يوم هو في‬


‫شأن‪ ‬بمعنى أن العبد بعد الفناء يبقى في اهلل فيصير‬
‫مظهر تجليات أسماء األفعال ويجد في نفسه آثار‬
‫األسماء الكونية ويحصل له حظ من كل اسم(‪.)1‬‬
‫وفسر الكردي قوله تعالى ‪‬فمنهم ظالم لنفسه ومنهم‬
‫مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن اهلل‪ ‬الظالم لنفسه‬
‫أي من منع نفسه عن اللذات وما أعطاها مرادها‬
‫فصار مستعدا لقبول الفيض االلهي وحينئذ يكون‬
‫مقدما على المقتصد وعلى السابق بالخيرات‪ .‬وهذا‬
‫تحريف للقرآن وهو عمل اليهود‪ .‬وقد صرح الحافظ‬
‫ابن حجر بأن تحريف معاني النصوص موجود بكثرة‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪194‬‬

‫عند اليهود(‪.)1‬‬
‫وفسروا اآلية ‪ ‬اليه يصعد الكلم الطيب‪ ‬أي يصعد‬
‫من القلوب أنوار الذكر وأنوار نازلة من العرش على‬
‫قلبك‪ ،‬فاذا فني وجودك الجسماني عن شهودها من‬
‫النور الى النور فتصعد منك وتنزل منه»(‪.)2‬‬
‫وقول النبي ‪ « ‬أمط األذى عن الطريق» قال بهاء‬
‫الدين نقشبند « األذى معناه أذى النفس والطريق‬
‫طريق الحق»(‪.)3‬‬
‫وقوله تعالى ‪‬واذكر ربك اذا نسيت‪ ‬أي اذا نسيت‬

‫‪1‬‬
‫(?) فتح الباري ‪.13/524‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ص ‪.131‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪195‬‬

‫غيره وحمل اآلية على معنى الفناء في اهلل(‪.)1‬‬


‫وقوله تعالى ‪‬لمن الملك اليوم‪ ‬المراد من (الملك)‬
‫قلب السالك حين يتجلى اهلل سبحانه للقلب بقهر‬
‫األحدية ال يترك فيه شيئا غيره فيلقي اليه صدى ‪‬‬
‫لمن الملك اليوم‪ ‬فاذا لم ير في تلك المملكة غيره‬
‫يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله ‪‬هلل الواحد القهار‬
‫‪ ‬ويسمع صدى (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا‬
‫الحق) و (هل في الدارين غيري)(‪.)2‬‬
‫وفي قوله تعالى ‪‬وآية لهم الليل نسلخ منه النهار‪‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪ 53‬لمحمد بن‬
‫عبد اهلل الخاني ط‪ :‬مكتبة الحقيقة بتركيا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.186‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪196‬‬

‫قالوا‪ :‬النهار هو نور الوجود والليل ظلمة العدم(‪.)1‬‬


‫وقالوا في قوله تعالى ‪‬فاخلع نعليك‪ ‬أي اخلع حبك‬
‫من الدنيا واآلخرة(‪.)2‬‬
‫وقالوا في تفسير سورة االخالص « إن أول‬
‫موجود أوجده اهلل بال واسطة هو التعين األول ولما‬
‫كان ظهوره من المبدأ الفياض بما يشبه الوالدة قال‬
‫تعالى (لم يلد) نفيا لشبه الوالدة‪ .‬ولما ظهر تعالى في‬
‫المظاهر االلهية بحسب الذات واألسماء واألفعال‬
‫وكان هذا الظهور يشبه المولودية قال تعالى (ولم‬
‫يولد) نفيا لشبه المولودية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.126‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪ 33‬لمحمد بن‬
‫عبد اهلل الخاني ط‪ :‬مكتبة الحقيقة بتركيا‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪197‬‬

‫ولما جعل الحق هذا النوع االنساني مظهر جميع‬


‫أسمائه أن اهلل خلق آدم على صورته أو صورة‬
‫الرحمن‪ :‬فكان مرآة ذاته األقدس الذي‪ :‬هو اهلل أحد‬
‫اهلل الصمد صفته وكان هذا التوهم كفر‪ ،‬نفى هذه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المشابهة وقال (ولم يكن له كفوا أحد)»‬

‫وقالوا عن معنى قوله تعالى ‪‬يهب لمن يشاء اناثا‪‬‬


‫أي العبادات والمعامالت ‪‬ويهب لمن يشاء الذكور‪‬‬
‫أي األحوال والعلوم والمقامات‪ .‬ويجعل من يشاء‬
‫عقيما‪ ‬أي بال علم وال عمل»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في أجالء الطريق النقشبندية ‪.171‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪198‬‬

‫تعــاليــم هنـدوسيــة‬

‫ويحكي صاحب الرشحات قصة أحد كبار‬


‫النقشبندية قال « وكان الشيخ ال يأكل الطعام الحاصل‬
‫من الحيوانات ويمتنع عنه ويقول‪ :‬أنا أتعجب من‬
‫الناس كيف يضعون السكين على حلق ما له عينان‬
‫ينظر بهما اليهم ويقتلونه ثم يطبخون لحمه ويأكلون؟‬

‫قال صاحب الرشحات « ويفهم من كالم الشيخ هذا‬


‫أنه في ذلك الوقت كان متحققا بمقام األبدال فان تلك‬

‫‪2‬‬
‫(?) جامع األصول في األولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل طريق‬
‫ومهمات المريد وشروط الشيخ ص ‪ 141‬طبع بالمطبعة الجمالية بمصر سنة‬
‫‪.1328‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪199‬‬

‫الخصلة مخصوصة بمقام األبدال فانهم ال يقتلون شيئا‬


‫من الحيوانات وال يؤذونه وال يأكلون لحمه لغلبة‬
‫شهود سريان الحياة الحقيقية في األشياء عليهم في‬
‫هذا المقام»(‪.)1‬‬
‫ويحكي صاحب الرشحات نفسه عن أحد شيوخه‬
‫أنه كان يصلي قائما على رجل واحدة فقط‪.‬‬
‫وهذه من تعاليم الهنود‪ .‬فقد قال الغزالي « وعباد‬
‫الهنود يعالجون الكسل عن العبادة بالقيام طول الليل‬
‫على رجل واحدة»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.153‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) احياء علوم الدين ‪.3/62‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪200‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪201‬‬

‫تعظيمهم للحسين بن منصور الحالج‬

‫هو الحسين بن منصور الحالج كان من أصحاب‬


‫أسياد الصوفية ك ـ " الجنيد " و"الشبلي" غير أنه كان‬
‫أكثر الصوفية جرأة على اظهار العقيدة الباطنية‬
‫االتحادية للفكر الصوفي ولم يكتمها على نحو ما كان‬
‫يوصي به أئمة التصوف‪.‬‬

‫يقول الشبلي «ك ـنت أنا والحس ــي ن بن منصور‬


‫شيئا واحدا اال انه أظهر وكتمت» واعتبروا أن خطأه‬
‫كان في إظهار ما كان يجب عليه كتمانه‪.)1(.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) كتاب " الحالج " لطه عبد الباقي سرور ‪ . 104‬الرحمة الهابطة في ذكر‬
‫اسم الذات وتحقيق الرابطة ‪.94‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪202‬‬

‫وقد أظهر الحالج من كلمات الكفر ووحدة الوجود‬


‫ما اضطر كثيرين من الفقهاء وحتى الصوفية الى‬
‫الفتوى بوجوب قتله كالجنيد حتى ان الرفاعي نفسه‬
‫أيد من أفتى بقتله قائال « لو كنت في زمن الحالج‬
‫ألفتيت مع من أفتوا بقتله» « ولو كان على الحق لما‬
‫قال أنا الحق‪ ..‬ما أراه رجال واصال أبدا»(‪ .)1‬مع‬
‫أن السرهندي يعذره لقوله هذا بأن السكر قد غلبه(‪.)2‬‬

‫ويروي القشيري أن الحالج كان مصاحبا لعمرو‬


‫بن عثمان المكي (أحد سادة االتصوف) وكان مرة‬

‫‪1‬‬
‫(?) حكم الرفاعي ‪ 16‬المعارف المحمدية ‪ 10‬و ‪ 47‬سواد العينين ‪. 12‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪.107‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪203‬‬

‫يكتب شيئا فسأله عمرو عنه فقال‪ :‬أكتب شيئا‬


‫أعارض به القرآن‪ .‬فهجره ودعا عليه قائال « اللهم‬
‫اقطع يديه ورجليه»‪ .‬ومن ثم قالوا‪ :‬إن قتل الحالج‬
‫بطريقة الصلب وتقطيع األيدي واألرجل انما كان‬
‫استجابة من اهلل لدعوة هذا الرجل(‪.)1‬‬

‫ومع ذلك فان الصوفية يلمحون تارة بوالئهم‬


‫وتعظيمهم للحالج وتارة يصرحون بذلك‪ .‬ولكن‬
‫بالرغم من ذلك كان القشيري والغزالي وغيرهما‬
‫يستشهدون بكالمه في اثبات عقائد أهل السنة مما‬
‫جعل الشعراني يؤكد أن القشيري انما افتتح كتابه‬

‫‪1‬‬
‫(?) الرسالة القشيرية ‪ 151‬وانظر ترياق المحبين ‪ 66‬سير أعالم النبالء‬
‫‪.316 / 14‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪204‬‬

‫باالستشهاد بكالم الحالج ألجل احسان الظن به‪.‬‬


‫واحتج به الغزالي في اثبات أفضل مراتب التوحيد‬
‫عند الصوفية وهي مرتبة «وحدة الوجود والفناء‬
‫باهلل»‪.‬‬

‫وروى الشعراني عن شيخه أبي العباس المرسي‬


‫أنه كان يكره من الفقهاء خصلتين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ قولهم بكفر الحالج ‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ قولهم بموت الخضر(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الرسالة القشيرية ‪ 6‬طبقات الشعراني ‪ 108 / 1‬لطائف المنن‬
‫واألخالق ‪ 479‬احياء علوم الدين ‪. 247 / 4‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪205‬‬

‫لقد كان الرجل من أعظم المصرحين بوحدة‬


‫الوجود والفناء في ذات اهلل حتى أثر عنه ادعاء‬
‫الربوبية‪ ،‬وضبطوا عليه كلمات قمة في الكفر كقوله‬
‫« أنا الحق» و «سبحاني ما أعظم شأني» و «ما في‬
‫الجبة اال اهلل»‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪206‬‬

‫وقوله‪:‬‬

‫مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة في‬


‫الماء الزالل‬
‫فاذا أنت أنا في كل‬ ‫فاذا مسك شيء مسني‬
‫(‪)1‬‬
‫حال‬

‫الذي استحسنه الدوسري صاحب الرحمة‬ ‫(‪)2‬‬


‫وقوله‬
‫الهابطة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) البداية والنهاية ‪ 11/134‬تاريخ بغداد ‪.8/115‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخبار الحالج ‪ 16‬الطواسين للحالج ‪ 134‬تاريخ بغداد ‪.8/129‬‬
‫الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ص ‪ 112‬بهامش‬
‫المكتوبات‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪207‬‬

‫أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا‬


‫بدنا‬
‫واذا أبصرته‬ ‫فاذا أبصرتني أبصرته‬
‫أبصرتنا‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪208‬‬

‫وقد استحسنت أمهات كتب النقشبندية من الحالج‬


‫هذا البيت من الشعر الذي كان بهاء الدين يتمثل به‬
‫وكان كلما ذكر اسم الحالج قال «قدس اهلل سره»‬
‫وهذا البيت هو‪:‬‬

‫لدي وعند‬ ‫كفرت بدين اهلل والكفر واجب‬


‫(‪)1‬‬
‫المسلمين قبيح‬

‫فأي اسالم يرجى ويقبل ممن يستحسن هذا البيت‬


‫ويتمثل به؟!‬

‫‪1‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 134‬الحدائق الوردية ‪ 134‬واحتج ببيته مرة ثانية ص‬
‫‪ 213‬واحتج به السرهندي ص ‪.282‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪209‬‬

‫فيا من تتكلمون عن ابن تيمية وابن القيم وغيرهما‬


‫من علماء األمة تبرأوا من مدح أئمة الكفر‬
‫واستحسان كالم الكفر الذي تناقلتموه قبل أن تنقضوا‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫وكان يعتبر فرعون وليا والشيطان مؤمنا‪ .‬فيقول‬


‫مثنيا على أخويه « وما كان في أهل السماء موحد‬
‫مثل ابليس‪ ،‬فصاحبي وأستاذي ابليس وفرعون‪،‬‬
‫ابليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه‪ ،‬وفرعون‬
‫أغرق في اليم وما رجع عن دعواه‪ ،‬ولم يقر‬
‫بالواسطة البته»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الطواسين للحالج ‪ 42‬و‪.52-51‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪210‬‬

‫وقد ضبط الجنود رسالة الى شخص واذا فيها «‬


‫من الرحمن الرحيم الى فالن»‪ .‬فقالوا له‪ :‬كنت‬
‫تدعي النبوة فأصبحت تدعي األلوهية؟ قال‪ :‬ال ولكن‬
‫هذا عين الجمع عندنا‪ ،‬هل الكاتب اال اهلل تعالى واليد‬
‫فيه آلة»(‪.)1‬‬

‫وكتب رسالة أخرى الى أحد خواص أصحابه قال‬


‫له فيها « ستر اهلل عنك ظاهر الشريعة وكشف لك‬
‫حقيقة الكفر‪ ،‬فإن ظاهر الشريعة كفر خفي وحقيقة‬
‫الكفر معرفة جلية»(‪.)2‬‬
‫وكان يتهكم بالقرآن ويقول عنه « بامكاني أن أن‬
‫‪1‬‬
‫(?) تلبيس ابليس ‪ 172-171‬البداية والنهاية ‪.11/138‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أخبار الحالج ‪.35‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪211‬‬

‫أؤلف مثله»(‪.)1‬‬

‫وكان قد أفتى بأن االنسان اذا أراد الحج ولم يتمكن‬


‫فليعمد الى غرفة من بيته فيطهرها ويطيبها ويطوف‬
‫بها فيكون كمن حج البيت» قال ابن كثير معقبا على‬
‫فتوى الحالج‪ :‬وكان يقول ألتباعه‪ :‬من صام ثالثة‬
‫أيام ال يفطر اال في اليوم الرابع على ورقات أجزأه‬
‫ذلك عن صوم رمضان»(‪.)2‬‬
‫ومهما حاولوا التنصل منه والتظاهر بمخالفته فانهم‬

‫‪1‬‬
‫(?) أنظر تلبيس ابليس ‪ 171‬والرسالة القشيرية ‪ 151‬والمنتظم البن‬
‫الجوزي ‪ 6/162‬وتاريخ بغداد ‪.8/121‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الطبقات الكبرى للشعراني ‪ 17-1/16‬تلبيس ابليس ‪ 371‬البداية‬
‫والنهاية ‪.11/140‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪212‬‬

‫في الحقيقة مفتونون فيه ويهتمون بنقل كالمه‬


‫واشاراته في التوحيد (أي وحدة الوجود) كما فعل أبو‬
‫حامد الغزالي في االستشهاد بكالم الحالج عن الفناء‬
‫في التوحيد(‪.)1‬‬
‫بل يدافعون عنه ويصفونه بأعلى مقامات الوالية‬
‫حتى زعم محمد معصوم النقشبندي أنه « لما وضع‬
‫الحالج في السجن كان يصلي في الليلة الواحدة‬
‫خمسمائة ركعة نافلة وكان ال يأكل من أيدي‬
‫الظالمين(‪.)2‬‬
‫وقال الشيخ علي الراميتني « لو كان أحد على‬
‫وجه األرض من أوالد الشيخ عبد القادر الغجدواني‬
‫‪1‬‬
‫(?) احياء علوم الدين ‪.4/247‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 31‬لمحمد معصوم ص ‪.47‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪213‬‬

‫موجودا لما صلب الحالج» (‪.)1‬‬


‫وكان الشيخ حبيب اهلل جان جانان يعتذر عن‬
‫شطحات الحالج ويقول « وهذا سر قول الحسين بن‬
‫منصور رحمه اهلل (انا الحق) فانه وإ ن كان معذورا‬
‫في ذلك نظرا لغلبة السكر عليه اال أنه كان مخطئا في‬
‫تلك الرؤية(‪.)2‬‬
‫وهكذا فالنقشبنديون متفقون على استحسان هذه‬
‫العبارة ألنها توافق أعظم غاية الطريقة وهي‪ :‬الفناء‬
‫في ذات اهلل وتحقيق الوحدة بين العابد والمعبود‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 99‬األنوار القدسية ‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪ 204‬و‪ 180‬وانظر‬
‫إقرارهم لهذه اللفظة وكثرة استخدامهم لها رشحات عين الحياة ‪ 133‬و‪186‬‬
‫المواهب السرمدية ‪90‬و‪162‬و‪ 227- 226‬واألنوار القدسية ‪ 205‬البهجة‬
‫السنية ‪ 81‬السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 31‬أخبار الحالج ‪.53‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪214‬‬

‫فيصير الرب والعبد ربا‪.‬‬

‫ويقول موالهم الجامي « لقد أراد الحالج بهذه‬


‫العبارة حقيقة نفسه وحيث قال فرعون‪ :‬أنا ربكم‬
‫األعلى‪ :‬أراد به صورة نفسه»(‪ .!)1‬فهكذا دائما‪:‬‬
‫كتبهم مملوءة باشارات وتصريحات وحدة الوجود‪.‬‬

‫وجاء في كتاب االيمان واالسالم للشيخ خالد‬


‫البغدادي النقشبندي (ص ‪ )92‬فصال بعنوان‬
‫«السلفيون» يظهر أن ملتزم الطبع ألحقه به وفيه‬
‫يذكر تبديع ابن تيمية لبعض األئمة قال « كما تتبع‬
‫ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين وتتبع أيضا‬
‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.143‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪215‬‬

‫الحالج وال زال يتتبع األكابر حتى تماأل عليه أهل‬


‫عصره ففسقوه وبدعوه بل كفره بعض منهم»(‪.)1‬‬
‫فالنقشبنديون يزعجهم طعن ابن تيمية في الحالج‬
‫وابن عربي وابن الفارض الذي كان يتغزل باهلل‬
‫بأبيات الشعر ويكنيه باألنثى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب االيمان واالسالم لخالد البغدادي النقشبندي ص ‪92‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪216‬‬

‫موقفهم من قول أبي يزيد‪ :‬سبحاني‬

‫وكذلك استحسن النقشبنديون قول أبي يزيد «‬


‫سبحاني ما أعظم شأني»(‪.)1‬‬
‫ولم ينكروا هذا القول أو يستنكروه‪ ،‬بل أثبتوه على‬
‫أنه نهاية ما يحصل للسالك الى اهلل الفاني به‪ .‬وقد‬
‫زعموا ‪ -‬خوفا من السوط أو السيف ‪ -‬أن هذا القول‬
‫خطأ ووهم يحصل للعبد عند بلوغه قمة الوصول الى‬
‫اهلل‪ .‬واالسالم ال يعرف عبادة تنتهي بصاحبها الى‬
‫التلفظ بالكفر وادعاء األلوهية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 48‬و‪90‬و‪162‬و‪ 227- 226‬األنوار القدسية‬
‫‪97‬و‪ 99‬تلبيس ابليس ‪ 344‬الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية‬
‫‪ 204‬و‪ 180‬رشحات عين الحياة ‪ 133‬و‪ 186‬األنوار القدسية ‪ 205‬البهجة‬
‫السنية ‪ 81‬السبع األسرار في مدارج األخيار ‪.31‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪217‬‬

‫وذكرت كتبهم أنه صلى بالناس الفجر ثم التفت‬


‫اليهم فقال‪ :‬إني أنا اهلل ال اله اال أنا فاعبدوني‪ .‬فتركه‬
‫الناس وقالوا‪ :‬مجنون‪ ،‬مسكين»(‪.)1‬‬
‫وجاء الى بيته رجل فدق بابه فقال أبو يزيد‪ :‬من‬
‫تطلب؟ فقال الطارق‪ :‬أريد أبا يزيد‪ .‬فقال له أبو‬
‫يزيد‪ :‬ليس في البيت غير اهلل»(‪.)2‬‬

‫وحكى السرهندي الفاروقي شيخ النقشبنديين أن أبا‬


‫يزيد قال « لوائي أرفع من لواء محمد» وعذره‬
‫السرهندي ألنها مقولة سكرية قالها أبو يزيد في حالة‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 57‬األنوار القدسية ‪ 102‬تلبيس ابليس ‪.345‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 47‬تلبيس ابليس ‪.341‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪218‬‬

‫سكره باهلل(‪.)1‬‬
‫وحكوا أيضا أنه قال « إن هلل علي نعما منها أني‬
‫رضيت أن أحرق بالنار بدل الخلق شفقة عليهم»(‪.)2‬‬
‫وقوله « الناس يفرون من الحساب وأنا أتمناه لعله‬
‫يقول لي يا عبدي فأقول‪ :‬لبيك‪ .‬فيفعل بي ما‬
‫يشاء»(‪.)3‬‬

‫وهذا مبدأ الفداء والكفارة وقبول التعذيب نيابة عن‬


‫الخلق مقتبس من عقيدة النصارى نجده عند‬
‫النقشبندية يروونه عن أبي يزيد‪ .‬ونجده عند الرفاعية‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات السرهندي المسماة بالمكتوبات الشريفة ص ‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪ 103‬تلبيس ابليس ‪.341‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) األنوار القدسية ‪.100‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪219‬‬

‫الذين نسبوا الى شيخهم الرفاعي أنه قبل أن يعذب‬


‫كفارة عن خطايا الخلق‪.‬‬

‫فالنصارى تقول‪ « :‬يسوع الذي صلب ومات‬


‫ألجلنا وهو اآلن يتردى في جهنم ليخلصنا ويضحي‬
‫بنفسه من أجلنا»(‪ .)1‬وقال فليبس « يسوع الذي تألم‬
‫لخالصنا وهبط الى الجحيم»‪.‬‬

‫وقد بلغ الزهد بأبي يزيد أن صار زاهدا في اآلخرة‬


‫وفي الجنة‪ ،‬فهو ال يريدها لكنه يريد اهلل فقط‪.‬‬
‫قال « أوقفني الحق بين يديه مواقف في كلها‬

‫‪1‬‬
‫(?) رسالة بولس الى أهل غالطية ‪.13 :3‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪220‬‬

‫يعرض علي المملكة فأقول‪ :‬ال أريدها‪ ،‬فقال اهلل‪:‬‬


‫فماذا تريد؟ فقلت له‪ :‬أريد أن ال أريد»(‪ .)1‬وصرح‬
‫السرهندي بأن رفع االثنينية بين الخالق والمخلوق‬
‫مطلوب في مقام الوالية‪ ،‬ثم احتج بقول أبي يزيد‬
‫هذا(‪.)2‬‬

‫وحتى العبادة ال يريدها وال يراها مقربة الى اهلل‪،‬‬


‫ولهذا روى النقشبنديون عنه أنه قال « وقفت مع‬
‫العابدين فلم أر لي معهم قدما‪ ،‬فوقفت مع المجاهدين‬
‫فلم أر لي معهم قدما‪ ،‬ووقفت مع المصلين فلم أر لي‬
‫معهم قدما‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب كيف الطريق اليك؟ فقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 55‬األنوار القدسية ‪.102 - 101‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.364‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪221‬‬

‫أترك نفسك وتعال»(‪.)1‬‬

‫وانما العبادة مشغلة ينشغل بها العابدون عن اهلل‪،‬‬


‫هذا ما استحسن ذكره النقشبنديون بصرف النظر عن‬
‫مدى ثبوت ذلك عن أبي يزيد‪.‬‬
‫فقد رووا عنه أنه قال « إطلع اهلل على قلوب‬
‫أوليائه فرأى منهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة‬
‫صرفا‪ :‬فشغله بالعبادة» أضاف « وإ ن في الطاعات‬
‫من اآلفات ما يحتاج الى أن تطلبوا المعاصي»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 469‬األنوار القدسية ‪.98‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 61‬األنوار القدسية ‪ 104‬وكذلك أنظر المواهب‬
‫السرمدية ‪.50‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪222‬‬

‫تعظيم النقشبند يين البن عربي‬

‫يصفونه بالشيخ األكبر ويقولون عند ذكر اسمه «‬


‫قدس اهلل سره» ويصفونه بـ «غوث المحققين‬
‫وقطب الموحدين» مع اعترافهم بأنه كان يقول‪ :‬أنا‬
‫ختام األنبياء والمرسلين(‪.)1‬‬
‫وال يزال النقشبنديون يصفونه بخاتم األولياء(‪،)2‬‬
‫يعني أنه ال يوجد ولي هلل بعد ابن عربي الى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫وبالرغم من اعتراف السرهندي الفاروقي مجدد‬


‫الطريقة النقشبندية أن ابن عربي أول من صرح‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪ 51‬وانظر المكتوبات ص‬
‫‪.193‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.162‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪223‬‬

‫بوحدة الوجود وأن عباراته مشعرة باالتحاد وانه بوب‬


‫مسائل وحدة الوجود وفصلها‪.‬‬

‫وأنه زعم أن خاتم األنبياء يأخذ علومه من مشكاة‬


‫انتهى‪.‬‬ ‫خاتم األولياء ويعني بخاتم األولياء نفسه»‬
‫(‪)1‬‬

‫ويصرح بأن أكثر كشوفات ابن عربي مخالفة‬


‫لعلوم أهل السنة بعيدة عن الصواب وال يتبعها اال كل‬
‫مريض القلب»(‪.)2‬‬

‫فقد استحسن السرهندي الفاروقي قول ابن عربي‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.287‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي ‪.277‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪224‬‬

‫أن الجمع المحمدي أجمع من الجمع االلهي‪ .‬وتعجب‬


‫السرهندي من اعتقاد ابن عربي بأن ذات اهلل‬
‫مجهولة مطلقة ومع ذلك فانه يثبت االحاطة والقرب‬
‫والمعية الذاتية‪.)1(.‬‬

‫وتحدث السرهندي عن الرضا بالخير والرضا‬


‫بالشر ثم اعترف بأن « االيمان مرضي االسم‬
‫(الهادي) والكفر مرضي االسم (المضل) مخالفة لما‬
‫عليه أهل الحق وفيه ميل الى االيجاب لكونه منشأ‬
‫للرضا»(‪ .)2‬واعتبر أن قوله بترتيب خالفة الخلفاء‬
‫الراشدين بحسب مدة أعمارهم‪ ،‬واعتبر ذلك من‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ص ‪ 42‬وانظر كذلك صفحة ‪. 193‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية ‪.267‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪225‬‬

‫شطحاته(‪.)1‬‬

‫ونقل صاحب الرحمة الهابطة عن ابن عربي قوله‬


‫« ان اهلل له لسان يتكلم به وأذن يسمع بها وأن عبد‬
‫القادر الجيالني قال‪ :‬رأيت ربي بعين رأسي‬
‫بصورة»(‪.)2‬‬

‫ومع اعتذار كثيرين عن كتاب القتوحات المكية‬


‫البن عربي بأنه مدسوس عليه اال أنهم ال يزالون‬
‫يصرحون باعجابهم بالكتاب وشغفهم بقراءته فقد‬
‫قال عبد المجيد الخاني عن جده محمد صاحب‬
‫البهجة السنية بأنه كان مشغوفا بمطالعة كتب‬
‫الصوفية وخصوصا كتاب الفتوحات المكية البن‬
‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني السرهندي الفاروقي ‪.277‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة لحسين الدوسري‬
‫على هامش مكتوبات السرهندي ص ‪ 97‬و‪.99‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪226‬‬

‫عربي وتائية ابن الفارض قدس اهلل سرهما‪...‬‬


‫وكذلك كتاب الفصوص البن عربي‪ ،‬ويسمون‬
‫نصوص الفصوص بالكلمات القدسية»(‪.)1‬‬

‫فقد جاء في الرشحات « أن كتاب الفصوص‬


‫(روح) والفتوحات المكية (قلب) ومن علم‬
‫الفصوص علما جيدا تتقوى داعية متابعته للنبي ‪‬‬
‫وذكر في الرشحات أن الشيخ محمد الكوسوي كان‬
‫يعتقد مصنفات حضرة الشيخ محي الدين ابن عربي‬
‫الذي كان يقرر في كتبه التوحيد الوجودي بما ال‬
‫يمكن االنكار عليه(‪.)2‬‬

‫ويفسر عبيد اهلل أحرار قول اهلل تعالى فأع ِرض‬


‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ص ‪ 271‬وانظر صفحة ‪( 282‬ترقيم خطأ ‪.)274‬‬
‫رشحات عين الحياة ‪73‬وانظر صفحة ‪.128‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.111‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪227‬‬

‫ع ّمن تولّى عن ذكرنا بما قاله محي الدين بن عربي‬


‫وتنطمس‬ ‫أال بذكــــر اهلل تزداد الذنوب‬
‫البصــائر والقــــلوب‬
‫فإن الشمس ليس‬ ‫وترك الذكر أحسن منه حاال‬
‫(‪)1‬‬
‫لها غروب‬
‫فذكر اهلل يطمس البصائر والقلوب وترك الذكر‬
‫خير من الذكر‪.‬‬
‫في أي دين هذا؟ إن النصرانية ال تنهى عن ذكر‬
‫اهلل كما ينهى عنه هؤالء الذين يدعون أنهم وصلوا‬
‫في محبة اهلل الى المقامات العليا وهم ال يزالون‬
‫يسبون اهلل ورسوله‪ .‬ويمدحون قول الحالج‪ :‬كفرت‬
‫بدين اهلل‪.‬‬

‫ويدافع الكمشخاتلي صاحب جامع األصول عن‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.161‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪228‬‬

‫قول ابن عربي‪:‬‬

‫يا ليت شعري من‬ ‫العبد رب والرب عبد‬


‫المكلف‬
‫أو قلت رب أنى يكلف‬ ‫ان قلت عبد فذاك رب‬

‫غير أنه يحرفه فيجعله كالتالي‪:‬‬

‫فليت شعري من‬ ‫العبد حق والرب حق‬


‫المكلف‬
‫أو قلت رب‬ ‫ان قلت عبد فالعبد ميت‬
‫(‪)1‬‬
‫فما يكلف‬

‫‪1‬‬
‫(?) جامع األصول في األولياء وأنواعهم ‪296‬وأوصافهم قارنه بالفصوص‬
‫‪ 83‬و‪ 90‬و‪92‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪229‬‬

‫ومما قاله ابن عربي في فصوص الكفر‪:‬‬


‫فوقتا يكون العبد ربا بال شك ووقتا يكون العبد‬
‫عبدا بال إفك‬
‫وان كان ربا‬ ‫فان كا عبد ا كان بالحق واسعا‬
‫كان في عيشة ضنك‬

‫ويقول‪:‬‬

‫لمن له فيه‬ ‫فأنت عبد وأنت رب‬


‫أنت عبد‬
‫لمن له في‬ ‫وأنت رب وأنت عبد‬
‫الخطاب عهد‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ويعبدني‬ ‫فيحمدني وأحمده‬
‫واعبده‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪230‬‬

‫وفي األعيان‬ ‫ففي حال أقر به‬


‫أجحده‬

‫ويقلد النقشبنديون كالم ابن عربي في فلسفته‬


‫الصوفية فيقولون‪ « :‬فيدعون أن أول موجود‬
‫أوجده اهلل بال واسطة هو التعين األول وكان ظهوره‬
‫من المبدأ الفياض بما يشبه الوالدة»(‪.)1‬‬

‫فهذه مخالفة عظيمة لعلماء االسالم الذين طعنوا‬


‫في ابن عربي وحذروا منه‪ .‬أبرزهم في ذلك العالمة‬
‫العز بن عبد السالم رحمه اهلل الذي وصفه بأنه شيخ‬
‫سوء كذاب يقول بقدم العالم وال يحرم فرجا»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في أجالء الطريق النقشبندية ‪.171‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) حكاه الذهبي في سير أعالم النبالء ‪.23/48‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪231‬‬

‫ووصفه السرهندي بأنه كان من القائلين بقدم‬


‫أرواح الكمل وكان موافقا للفالسفة في موقفه من‬
‫القدرة‪ .‬واعترف بأن الجم الغفير من هذه الطائفة‬
‫موافقون له في مسألة وحده الوجود (‪.)1‬‬

‫وكتب الشيخ مال علي قاري كتابا في الرد عليه‬


‫لقوله بايمان فرعون‪.‬‬
‫وقد صرح بضالله الحافظ ابن حجر والسخاوي‬
‫وصفه ابن حيان النحوي بالملحد والزنديق وقال‬
‫المقري « من لم يكفره كان كمن لم يكفر اليهود وال‬
‫النصارىس(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) مكتوبات االمام الرباني ‪.265‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) لسان الميزان ‪ 2/384‬تفسير البحر المحيط البي حيان ‪3/449‬‬
‫والضوء الالمع للسخاوي ‪ 6/186‬و‪ 9/220‬وانظر الزواجر عن اقتراف‬
‫الكبائر البن حجر الهيتمي المكي ‪ 35-1/33‬و‪.2/379‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪232‬‬

‫فكيف تكون الطريقة النقشبندية على السنة وهي‬


‫تستمد تعاليمها من كتب الفصوص والفتوحات‬
‫المكية وتتجاهل تضليل أئمة األمة ألخطر وأكفر‬
‫شخصية امتألت كتبها بكفر لم يجرؤ عليه اليهود وال‬
‫النصارى!!!‪.‬‬
‫بل تقبل كل كالمه حتى قوله بأنه رأى اهلل على‬
‫صورة فرس كما صرح به صاحب الرشحات (‪.!)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.133‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪233‬‬

‫آداب المريد مع شيخه‬

‫أن يكون مستسلما منقادا راضيا بتصرفات‬ ‫*‬


‫الشيخ يخدمه بالمال والبدن ألن جوهر اإلرادة‬
‫والمحبة ال ينبني إال بهذا الطريق‪ ،‬وال ينكر عليهم‬
‫شيئا من أفعالهم ألن المنكر عليهم ال ينجو‪.‬‬

‫وفضلوا خدمة الشيخ على التقرب الى اهلل‬


‫بالنوافل بل على أي عمل صالح آخر كما قال محمد‬
‫أمين الكردي « قال بعضهم‪ :‬الخدمة عند القوم من‬
‫أفضل العمل الصالح»(‪.)1‬‬
‫فقال عبيد اهلل أحرار « وظن بعض الناس أن‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 530 - 528‬وانظر المواهب السرمدية ‪ 79‬واألنوار‬
‫القدسية ‪.112‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪234‬‬

‫االشتغال بالنوافل أولى من خدمة الشيخ وليس كذلك‪،‬‬


‫فإن نتيجة الخدمة المحبة وميل القلوب ألنها جبلت‬
‫على حب من أحسن اليها‪ ،‬وفرق بين ثمرة النوافل‬
‫وثمرة الخدمة»(‪.)1‬‬

‫وقد تجاهلوا ثمرة التقرب الى اهلل بالنوافل وهي‬


‫محبة اهلل كما قال « وال يزال عبدي يتقرب الي‬
‫بالنوافل حتى أحبه»‪ .‬زاعمين أنه ال يزال المريد‬
‫يتقرب الى الشيخ بالخدمة حتى يحبه!!!‬
‫وزعموا في ذلك أن صوفيا رأى النبي في المنام‬
‫فسأله أن يوصيه فقال له النبي‪ :‬وقوفك بين يدي ولي‬
‫اهلل كحلب شاة أو شي بيضة خير لك من أن تعبد اهلل‬
‫حتى تتقطع اربا اربا‪ ،‬قال‪ :‬حيا أم ميتا يا رسول اهلل؟‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 163‬األنوار القدسية ‪.161‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪235‬‬

‫قال‪ :‬حيا كان أو ميتا»(‪.)1‬‬


‫أن يحب ما يحبه شيخه ويكره ما يكرهه‪ .‬وأن ال‬
‫يتوجه اال لما أراده شيخه رافعا نظره عن غيره‪.‬‬
‫أن يكون اعتقاده مقصورا على معتقد شيخه‪.‬‬ ‫*‬
‫أن يفنى في الشيخ في ذاته وأفعاله وصفاته‬ ‫*‬
‫فان الفناء في الشيخ مقدمة للفناء في اهلل(‪.)2‬‬
‫أن ال يتوضأ بمرأى من شيخه وال يصلي‬ ‫*‬
‫النوافل بحضرته بل زاد السرهندي على ذلك فقال‪:‬‬
‫وال يذكر اهلل اال باذن الشيخ(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) من كتاب بارق الحمى للمهدي الرواس ص ‪ 47‬و‪( 181‬ضمن كتاب‬
‫المجموعة النادرة)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاءت به النقشبندية ‪ 30‬ط‪ :‬مكتبة الحقيقة أو وقف‬
‫االخالص بتركيا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) المكتوبات الربانية ‪.347‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪236‬‬

‫أن ال يتوجه اال لما أراده الشيخ‪.‬‬ ‫*‬


‫أن ال يتكلم في مجلس قط اال بدستور شيخه‬ ‫*‬
‫إن كان جسمه حاضرا‪ ،‬وإ ن كان غائبا يستأذنه‬
‫بالقلب(‪.)1‬‬
‫أن ال يشرب ماء وال يأكل طعاما وال يكلم‬ ‫*‬
‫أحدا في حضور شيخه‪.‬‬
‫أن ال يكون متوجها الى أحد‪ .‬وال يمد رجله‬ ‫*‬
‫عند غيبة شيخه الى جانب هو فيه وال يرمي بصاقه‬
‫الى ذلك الجانب‪ .‬أي الجهة التي يكون فيها الشيخ في‬
‫أي مكان في العالم‪.‬‬
‫أن ال ينكر على شيخه قوال أو فعال ظاهرا‬ ‫*‬
‫كان أم باطنا‪ :‬ألن شيخه بيد اهلل تعالى‪ :‬واهلل ال يأمر‬
‫بالفحشاء والمنكر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪.26‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪237‬‬

‫أن يعتقد أن كل شيء يصدر عن شيخه يعتبره‬ ‫*‬


‫صوابا وان لم يره صوابا في الظاهر فانه يفعل ما‬
‫يفعله بطريق االلهام واالذن(‪.)1‬‬
‫أن ال يقوم في محل يقع ظله على ثوب شيخه‬ ‫*‬
‫أو ظله(‪.)2‬‬
‫أن ال يضع رجله في مصاله‪.‬‬ ‫*‬
‫أن يكون بين يديه كالميت بين يدي غاسله ال‬ ‫*‬
‫يخالفه في شيء مطلقا(‪.)3‬‬
‫ثم أنشد الكردي شعرا يبين كيف يكون المريد من‬
‫شيخه فقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) السبع األسرار في مدارج األخيار ‪ 105‬مكتوبات السرهندي الفاروقي‬
‫المعصومي ‪.347‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أنظر المكتوبات لالمام الرباني السرهندي ‪.347‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪ .77-76‬البهجة السنية لمحمد‬
‫الخاني ‪25‬و‪41‬و‪ .57‬مكتوبات االمام الرباني السرهندي الفاروقي ‪.73‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪238‬‬

‫وكن عنده كالميت عند مغس ـــــــل‬


‫يقلبه ما شاء وهو مط ـــــــا و ع‬
‫عليه فان‬ ‫وال تعترض فيما جهلت من أمره‬
‫االعتراض تن ــــــــا ز ع‬
‫وسلم له فيما تراه ولو يك ـــــــــــن‬
‫(‪)1‬‬
‫على غير مشروع فثم مخ ـادع‬
‫فتأمل صفات المريد تجاه شيخه‪ :‬استسالم وانقياد‬
‫مطلق كأنه ميت‪ .‬ثم تأمل ما قاله في موضع آخر من‬
‫نفس الكتاب أن أكمل أحوال العبد مع اهلل « أن يكون‬
‫بين يدي اهلل تعالى كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف‬
‫اراد(‪.)2‬‬
‫وماذا لو كان المريد فتاة تريد أن تتخذ لها شيخا؟‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪.529‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪239‬‬

‫أليس مطلوبا منها أن تكون ميتة (أو مستلقية) بين‬


‫يدي الشيخ وأن ال تعترض على ما ظاهره حراما؟‬
‫ولقد حيرنا هذا الرجل فتارة يأمر المريد بأن‬
‫يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله وتارة‬
‫يأمرنا بأن نكون بين يدي اهلل كالميت بين يدي‬
‫مغسله!‬
‫أن ال ينكر على أفعالهم فإن المنكر عليهم ال‬ ‫*‬
‫ينجو» (‪.)1‬‬
‫أن يرى كل نعمة إنما هي من شيخه (‪.)2‬‬ ‫*‬
‫أن ال يعترض عليه فيما فعله ولو كان ظاهره‬ ‫*‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير الفلوب في معاملة عالم الغيوب قارن بين صفحة ‪ 479‬وبين‬
‫‪ 528‬وانظر الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪ .38‬البهجة السنية لمحمد‬
‫الخاني ‪.25‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 79‬األنوار القدسية ‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ ،495-494‬تنوير القلوب ‪..529‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪240‬‬

‫حراما‬
‫أن ال يشير على الشيخ برأيه‪ ...‬بل يرد األمر‬ ‫*‬
‫الى شيخه اعتقادا منه أنه أعلم منه باألمور وغني عن‬
‫استشارته»(‪ .)1‬وهذا معناه واهلل « فان تنازعتم في‬
‫شيء فردوه الى الشيخ ذلك خير وأحسن تأويال»!!!‬
‫أين هذه التعاليم الهندوكية من أمر اهلل لنبيه‬
‫بمشورة أصحابه ‪‬وشاورهم في األمر‪ ‬وقد كان‬
‫يستشيرهم دائما كقوله « أشيروا علي أيها‬
‫األنصار»‪ .‬وقد أشار عليه الحباب بن المنذر بخالف‬
‫رأيه يوم بدر فقال له رسول اهلل « لقد أشرت‬
‫بالرأي» فأقره على نصيحته‪.‬‬
‫فهذا رسول اهلل لم يستغن عن مشورة أصحابه‬
‫وهو المعصوم‪ .‬فهذه التعاليم النقشبندية تجعل‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 529‬البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية‬
‫النقشبندية ‪.41‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪241‬‬

‫للمشايخ العصمة والكمال المطلق وهذا تقديس في‬


‫صورة أدب! قال تعالى ‪‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم‬
‫أربابا من دون اهلل‪ .‬هؤالء وإ ن ادعوا أنهم ال يدعون‬
‫العصمة للمشايخ فان لسان حالهم يؤكد اعتقادهم‬
‫العصمة‪.‬‬
‫فهل هذا اال طلب الشرف في الدين وتحقيق‬
‫الملذات والتسلط على العوام باسم الدين وباسم التأدب‬
‫مع الشيخ‪.‬‬

‫فالمشيئة مشيئتهم واألمر أمرهم والخدمة لهم‬


‫أحب الى اهلل من صالة النوافل اليه‪.‬‬
‫وهم يراقبون المريد ولو من بعيد‪ ،‬ويغيثون‬
‫المكروب ويقلبون الشقي الى سعيد‪.‬‬
‫االستسالم لمعاصيهم طاعة‪ ،‬واالعتراض على‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪242‬‬

‫معاصيهم معصية‪.‬‬
‫من رأى منهم غلطا فليقل هذا ظاهره خطأ ولكن‬
‫باطنه صواب‪.‬‬
‫التوجه الى اهلل ال يكون اال بهم‪.‬‬
‫بيوتهم قبلة ولنعالهم ألف وألف قبلة‪.‬‬
‫وفي ذلك االستسالم المطلق للشيخ‪ ،‬يقول محمد‬
‫أمين الكردي « إعلم أن كل ما وضعوه من اآلداب‬
‫للمريدين كتغميض العين وقت الذكر وإ غالق‬
‫األبواب فينبغي أن تتلقاه بالقبول وتعلم أنهم اقتبسوه‬
‫من مصباح السنة‪ ،‬فاذا أردت أدبا من آدابهم ولم‬
‫تعرف مأخذه من السنة فال ينبغي أن تطيل لسانك‬
‫باالعتراض عليهم»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪.323‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪243‬‬

‫وهذه دعوة الى التقديس وتهديد للمعترض‬


‫بالحرمان على نمط وثائق الحرمان الكنسي عند‬
‫النصارى لكل من يجرؤ على االعتراض على البابا‬
‫الممثل إلرادة اهلل على األرض!!!‬

‫انها تعاليم تحجر العقل وتروض على الذل وهدم‬


‫الشخصية‪ .‬إذ أن هؤالء لما رأوا العقل ال يقبل بدعهم‬
‫سارعوا الى الهيمنة على عقول العوام وتسلطوا‬
‫عليها بالتخويف والتهديد والطرد من رحمة اهلل‪،‬‬
‫وسلب الفيوضات التي أفاضها الشيخ على المريد مما‬
‫يجعل المريد عبدا يحقق كل معاني االسالم للشيخ ال‬
‫هلل‪ .‬وال تنس أن للمشايخ مريدات ال مريدين فقط‪:‬‬
‫والباقي عندك أيها القارىء‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪244‬‬

‫الشيخـ يأمر مريدهـ بالسرقةـ‬

‫بل قد أرغموا المريد على ارتكاب المعصية مهما‬


‫كبرت اذا أمر الشيخ مريده بها‪:‬‬
‫وفي ذلك يحكون قصة للشيخ بهاء الدين مؤسس‬
‫الطريقة أنه كان في بخارى مع تلميذه نجم الدين‬
‫دادرك فقال الشيخ له « أتمتثل كل ما آمرك به؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬فإن أمرتك بالسرقة تفعلها؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫وِل َم؟ قال‪ :‬ألن حقوق اهلل تكفرها التوبة‪ ،‬وهذه من‬
‫حقوق العباد‪ .‬فقال‪ :‬إن لم تمتثل أمرنا فال تصحبنا‪.‬‬
‫ففزع نجم الدين فزعا شديدا وضاقت عليه األرض‬
‫بما رحبت وأظهر التوبة والندم وعزم على أن ال‬
‫يعصي له أمرا فرحمه الحاضرون وشفعوا له عنده‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪245‬‬

‫وسألوه العفو عنه فعفا عنه»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية في حقائق أجالء النقشبندية ‪ 139‬المواهب السرمدية‬
‫‪ 138‬األنوار القدسية ‪ 140‬جامع كرامات األولياء ‪.1/150‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪246‬‬

‫ومن آدابـ المريدـ معـ شيخهـ‬


‫أن ال يتزوج زوجة طلقها شيخه أو مالت‬ ‫*‬
‫نفسه إليها‪ .‬ويلزم منه أن تنطبق أحكام تحريم زواج‬
‫نساء النبي بنساء الولي‪ .‬وكأن اهلل قال‪ :‬وما كان لكم‬
‫أن تؤذوا أولياء اهلل وال أن تنكحوا أزواجهم من بعدهم‬
‫أبدا إن ذلكم كان عند االله عظيما‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وبذلك تصير زوجات األولياء أمهات المؤمنين‬
‫!!!‬

‫أن يالزم عند الذكر في مخيلته وبين عينيه‬ ‫*‬


‫صورة الشيخ وذلك من أصول الذكر(‪ . )2‬وال يبعد‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪.529‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رسالة في تحقيق الرابطة لخالد النقشبندي الملقب بذي الجناحين ‪9‬‬
‫شفاء العليل ‪ 90‬و‪ 78‬المواهب السرمدية ‪ ،494‬األنوار القدسية ‪ 145‬تنوير‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪247‬‬

‫عند هذه الحالة أن يتشكل الشيطان بصورة الشيخ‬


‫فيكون التوجه عند الذكر للشيطان وحينئذ يفتح له‬
‫عجائب الخياالت ويحصل الفناء في الشيطان في‬
‫حين يظن المسكين انه فني في ذات اهلل‪.‬‬

‫القلوب ‪ 517‬السعادة األبدية ‪ .78‬البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية‬


‫لمحمد بن عبد اهلل الخاني ‪ 43-42‬نور الهداية والهرفان ص ‪.38‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪248‬‬

‫آدابـ أخرىـ للمشيخة مع المريدين‬

‫أن ينام في مكان ويجعل رأسه الى الغرب‬ ‫*‬


‫وقدميه الى الشرق‪.‬‬
‫أن يجلس المريد بين يدي شيخه متوركا عكس‬ ‫*‬
‫تورك الصالة‪.‬‬
‫أن يغلق الباب‪ ،‬وهذه عندهم من أهم اآلداب‬ ‫*‬
‫ويستدلون على ذلك بما زعموه أن الرسول قال‬
‫ألصحابه‪ :‬هل فيكم غريب؟ يعني أهل الكتاب‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫ال‪ ،‬قال ارفعوا أيديكم وقولوا ال اله اال اهلل»(‪ .)1‬وهذا‬
‫الحديث ال أصل له‪ ،‬ثم أن نصه يفيد أن الغريب أهل‬
‫الكتاب وهم يحتجون به لغلق الباب عن المسلمين ال‬
‫عن أهل الكتاب!‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.16‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪249‬‬

‫أن يعلم المريد أسماء آبائه في الطريق لئال‬ ‫*‬


‫ينتسب الى غير أبيه وألن األبوة الروحية أقوى من‬
‫األبوة الجسمية فإنه اذا أراد أن يستمد من روحانيتهم‬
‫وكان انتسابه اليهم صحيحا أمدته رجال السلسلة‬
‫النقشبندية بأسرارها وأنوارها»(‪.)1‬‬
‫واعتبروا أنه يمكن للسالك في طريقة القوم أن‬
‫يكلم من يشاء ابتداء من مشايخ الطريقة األموات الى‬
‫النبي الى اهلل‪ .‬قالوا‪ :‬وأقل ما يحصل للمريد اذا دخل‬
‫في سلسلة القوم بالتلقين‪ :‬أنه اذا حرك السلسلة تجيبه‬
‫أرواح األولياء‪ :‬من شيخه الى رسول اهلل ‪ ‬الى‬
‫حض رة اهلل عز وجل(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ‪ 12 - 11‬الحديقة الندية في‬
‫الطريقة النقشبندية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪.11‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪250‬‬

‫وجعلوا من أعرض عن السلسلة في حكم اللقيط‬


‫الذي ال يعرف أباه وأمه‪ .‬وحرموه ميراث النبوة‬
‫فصرحوا بأنه « مقطوع الفيض غير وارث للنبي‬
‫وزعموا أن النبي قال « طوبى لمن رآني ورأى من‬
‫رآني» بل زعموا أن النبي قال في الصحيحين« من‬
‫صافحني أو صافح من صافحني الى يوم القيامة دخل‬
‫الجنة»(‪.)3‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) الحجج والبينات في ثبوت االستعانة من األموات ص ‪ .55‬ط‪ :‬مكتبة‬
‫الحقيقة ‪ -‬اسطنبول‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪251‬‬

‫مبدأ الرابطة عند النقشبنديين‬

‫أول مبدأ يشدد عليه النقشبنديون هو مبدأ الرابطة‬


‫يعدون به المريد بالوصول الى اهلل والفناء فيه وفيض‬
‫المعارف والحكمة واالتصال بسلسلة مشايخ الطريقة‪.‬‬

‫لقد أخذ النقشبنديون يبحثون للسالك عن رابطة‬


‫أخرى باهلل غير تلك الرابطة التي كانت قرة عين‬
‫النبي ‪ ‬أعني الصالة‪ .‬والتي كان اذا حزبه أمر نادى‬
‫بالال «أرحنا بها يا بالل»‪ .‬فابتدعوا الرابطة‪.‬‬
‫وهذه الرابطة مبناها على ربط القلب بغير اهلل أي‬
‫بالشيخ محبة وطاعة وخضوعا وتذالال‪ .‬والشريعة‬
‫انما طالبت بالرابطة أن تكون باهلل وليس بغيره‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪252‬‬

‫وزعموا أن قلب الشيخ مفتوح الى عالم الغيب‬


‫وكل لحظة يحصل فيها المدد من اهلل انما تكون‬
‫بواسطة الشيخ‪ ،‬بل اذا حدثت وسوسة فعلى المريد أن‬
‫يغتسل بالماء البارد ويدخل خلوته ويتخيل صورة‬
‫النبي أو صورة شيخه(‪ .)1‬ولكن‪ :‬إن كان تخيل الشيخ‬
‫موصل ضروري الى اهلل فما المانع من تخيله في‬
‫الصلوات الخمس؟‬

‫وال تنس أنها صلة غير مباشرة يشترطون أن‬


‫يكون الشيخ وسيطا فيها بل ال يمكن أن تحصل اال‬
‫به‪.‬‬
‫أما مشروعيتها عندهم فهي مستنبطة من قوله‬
‫تعالى ‪‬قل ان كنتم تحبون اهلل فاتبعوني يحببكم اهلل‪‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ‪.48‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪253‬‬

‫قالوا‪ :‬ففي اآلية اشارة الى الرابطة ألن االتباع‬


‫يقتضي رؤية المتبوع حساً أو تخيله معنى‪ ،‬وهو‬
‫غرضنا من الرابطة(‪.)1‬‬

‫قالوا‪« :‬ومنكرها مكتوب في جبهته الخسران‬


‫متسم بالمقت والحرمان»(‪.)2‬‬
‫الرابطة تفيد إن كانت مع االنسان الكامل‬
‫المتصرف بقوة «الوالية» ألن االنسان الكامل مرآة‬
‫الحق سبحانه وتعالى فمن ينظر الى روحانيته بعين‬
‫البصيرة يشاهد الحق فيها(‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪ 46‬لمحمد‬
‫بن عبد اهلل الخاني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪ 48‬لمحمد‬
‫بن عبد اهلل الخاني‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪.43‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪254‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪255‬‬

‫آداب الرابطة‬

‫أن يغمض العينين ويلصق اللسان بسقف‬ ‫*‬


‫الحلق واألسنان باالسنان والشفة بالشفة مع إطالق‬
‫النفس(‪.)1‬‬
‫أن يستحضر صورة الشيخ في جبهته‬ ‫*‬
‫ويقررها وسط الجبهة‪.‬‬
‫أن يعتقد أن تصرفات روحانية الشيخ من‬ ‫*‬
‫تصرفات الحق سبحانه‪ .‬فان الشيخ واسطة بين‬
‫المريد وبين اهلل واالعراض عن الشيخ يعتبر‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪ 79‬البهجة السنية في آداب الطريقة‬
‫النقشبندية ‪ 49‬لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ .‬وانظر رشحات عين الحياة ص‬
‫‪. .30‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪256‬‬

‫اعراضا عن اهلل(‪ .)1‬أما الشيخ فانه يتلقى العلم اللدني‬


‫من اهلل مباشرة وبال واسطة(‪.)2‬‬
‫أن ال يشرب الماء بعد الورد فانه يطفىء‬ ‫*‬
‫حرارة الذكر‪.‬‬
‫أن يتصور أن لقلبه لسانا‪ .‬ويسمونه باللسان‬ ‫*‬
‫الخيالي‪.‬‬
‫أن يحمل مسبحة حسنة التكوير حتى يحسن‬ ‫*‬
‫عد األذكار بخمسة آالف مرة‪.‬‬
‫أن يلصق اللسان واألسنان والشفة ولكنه‬ ‫*‬
‫يحبس النفس تحت سرته ويتخيل منها نقش (ال)‬
‫ممتدة الى منتهى دماغه ويتخيل من دماغه نقش (اله)‬

‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪ 45‬لمحمد‬
‫بن عبد اهلل الخاني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رسالة في تحقيق الرابطة ‪،12‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪257‬‬

‫ممتدة الى كتفه األيمن‪ .‬ويتخيل من كتفه األيمن‬


‫مارا بها على اللطائف الخمس ضاربا‬‫نقش(اال اهلل) ّ‬
‫بلفظ الجاللة على القلب(‪.)1‬‬

‫الصورة صنم والصنم صورة‬

‫ولعلك تالحظ أهمية تخيل األشياء والصور‪.‬‬


‫وال تنس أن الصور جماد كما أن الصنم جماد‬
‫فصار تقرب المريد النقشبندي بالجماد وهو الصنم‬
‫مشابه لتقرب مشرك قريش بالصنم المشكل على‬
‫صورة الرجل الصالح!‬
‫وهل الصنم اال صورة؟!!!‬

‫‪1‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ص ‪.33‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪258‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪259‬‬

‫فتوى مفتي العراقـ ببطالن الرابطة‬

‫وقد كتب محمد أسعد صاحب زادة كتابا في الرد‬


‫على فتوى ببطالن الرابطة النقشبندية وأنها من البدع‬
‫المنكرة قال في بدايتها « ووقفت على التاريخ‬
‫المسمى بالتاج المكلل تأليف الفاضل المشهور صديق‬
‫حسن خان البخاري القنوجي نواب بهوبال فرأيت فيه‬
‫سؤاال واردا عليه من األديب الفاضل السيد نعمان‬
‫ابن االمام الكبير والحجة المفسر الشهير السيد‬
‫محمود األلوسي مفتي بغداد عن الرابطة الشريفة‬
‫التي تستعملها ساداتنا األئمة النقشبندية‪ ...‬وملخص‬
‫السؤال‪ :‬ما قولكم في حكم الرابطة المستعملة عند‬
‫أصحاب الطريقة النقشبندية‪ ..‬وهل لها أصل من‬
‫السنة والكتاب أم هي اختراع واجتهاد؟‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪260‬‬

‫فأجاب بما ملخصه‪ :‬أما مسئلة الرابطة فال يخفى‬


‫أنها من البدع المنكرة وقد صرح بالنهي عنها الشيخ‬
‫أحمد ولي اهلل المحدث الدهلوي فقال‪ :‬قالوا‪ :‬والركن‬
‫األعظم ربط القلب بالشيخ على وصف المحبة‬
‫والتعظيم ومالحظة صورته‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن هلل تعالى مظاهر كثيرة فما من عابد غبيا‬


‫كان أو ذكيا اال وقد ظهر بحذائه شيء صار معبودا‬
‫له في مرتبته ولهذا السر نزل الشرع باستقبال القبلة‬
‫واالستواء على العرش وقال رسول اهلل ‪« ‬اذا صلى‬
‫أحدكم فال يبصق قبل وجهه فان اهلل بينه وبين قبلته‪.‬‬
‫وسأل جارية سوداء فقال «أين اهلل فأشارت الى‬
‫السماء» الحديث‪ .‬فال عليك أن ال تتوجه اال الى اهلل‬
‫وال تربط قلبك اال به ولو بالتوجه الى العرش‪ ...‬أو‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪261‬‬

‫الى القبلة فيكون كالمراقبة لهذا الحديث‪.‬‬


‫وقد أفاد الشيخ العالمة محمد اسماعيل الدهلوي‬
‫في كتاب الصراط المستقيم أن هذه الرابطة بمكان‬
‫من الشرك ال يخفى‪ .‬وأقول‪ :‬ما لنا ولقلبنا وربطه‬
‫بالشيخ كائنا من كان‪ .‬وانما تربط قلوب األنام‬
‫ببارئها»(‪.)1‬‬

‫ثم كتب محمد أسعد صاحب زاده كتابه للرد على‬


‫هذه الفتوى وزعم أنه يبرهن على صحة الرابطة من‬
‫الكتاب والسنة واالجماع والقياس‪ .‬لكنه أتى بأدلة‬
‫واهية مثل أن النبي ‪ ‬كان يخلو بغار حراء‪ .‬وتجاهل‬
‫أنه ‪ ‬بعد أن جاءه الحق لم يعد يخلو بغار حراء‪ .‬وأن‬
‫قوله تعالى ‪ ‬قل ان كنتم تحبون اهلل فاتبعوني‪ ‬دليل‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص ‪3‬‬
‫لمحمد أسعد صاحب زادة‪ .‬ط‪ :‬المطبعة العلمية ‪ -‬مصر سنة ‪.1311‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪262‬‬

‫على مشروعية الرابطة‪ ،‬وذكر ما عليه دين الفالسفة‬


‫كمبدأ االستفاضة من أرواح األموات الفياضة‬
‫واستحضار روحانيات أموات سلسلة الخواجكان‪...‬‬
‫الخ(‪.)1‬‬

‫ولما أحس بضعف أدلته قال متحكما « على أنه‬


‫ال يجب علينا االستدالل على الرابطة الشريفة بدليل‬
‫ألن دليل من قلدناه من العلماء العاملين واألولياء‬
‫العارفين كاف واف بالمقصود»(‪.)2‬‬

‫وفي موضع أخر من كتابه زعم أنه حتى لو‬


‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص ‪5‬‬
‫و‪ 23‬و‪( 29‬أو‪ 37‬حسب الترقيم الخطأ)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص‬
‫‪.37‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪263‬‬

‫افترضنا بأن عمل الرابطة الشريفة ال دليل عليه‪:‬‬


‫وانما استعملناه لما حصل لنا من الفائدة بالتجربة‪،‬‬
‫فاالنكار علينا من أي وجه وما دليله؟»(‪.)1‬‬
‫أصولـ الذكر عندهمـ وطريقته وغايته‬
‫ونهايته‬

‫من أصول الذكر عند النقشبنديين ترك الذكر‬


‫باللسان وتفضيل الذكر بالقلب بدال منه‪ ،‬فصاحب‬
‫تنوير القلوب وغيره ال يعجبهم الذكر كثرة األذكار‬
‫اللسانية واألوراد الظاهرية(‪.)2‬‬
‫وقد زعموا أن الشيخ الغجدواني أخذ طريقة‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص‬
‫‪.64‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.44‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪264‬‬

‫الذكر من الخضر الذي لقنه الذكر العددي والذكر‬


‫الخفي وهو أن ينغمس في الماء ويذكر بقلبه « ال اله‬
‫اال اهلل محمد رسول اهلل»(‪.)1‬‬

‫علق النقشبنديون على هذا الغوص في الماء‬


‫بقولهم « ولعل األمر بالغوص بالماء لحفظ النفس‬
‫(‪)2‬‬
‫واالحتياط في حبسه»‬
‫وهذه الرواية المكذوبة يبطلها قول الشيخ عبد‬
‫الرحمن درويش الحوت الذي قال « لم يرد في حياة‬

‫‪1‬‬
‫(?) المواهب السرمدية ‪ 77‬واألنوار القدسية ‪.112-111‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية ‪ 53‬رشحات عين الحياة ص‬
‫‪ 25‬نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص ‪3‬‬
‫لمحمد أسعد صاحب زادة‪ .‬ط‪ :‬المطبعة العلمية ‪ -‬مصر سنة ‪ .1311‬كتاب‬
‫السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 31‬لمحمد معصوم العمري النقشبندي‬
‫اتحاف السادة المتقين شرح احياء علوم الدين ‪.7/248‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪265‬‬

‫الخضر شيء يعتمد عليه» (أسنى المطالب ‪.)616‬‬


‫واعترافهم بأن مصدر طريقتهم في الذكر مستقاة‬
‫من الخضر ال من سنة النبي ينقض قولهم أن‬
‫طريقتهم مبنية على الكتاب والسنة على أصلها لم‬
‫يزيدوا عليها ولم ينقصوا منها‪ .‬فان هذا الذكر الخفي‬
‫شريعة خضرية ال محمدية! هذا مع عدم التسليم بأنه‬
‫الخضر‪ ،‬وكثيرا ما ينتحل الشيطان شخصية الخضر‪.‬‬
‫من الدنيا الى الجنة فورا‬

‫قال الشيخ عبد الوهاب أحد أصحاب الشيخ بهاء‬


‫الدين « لما دفن حضرة الشيخ رضي اهلل عنه فتح من‬
‫جهة وجهه المبارك له طاقة الى الجنة‪ ...‬فدخلت‬
‫عليه حوريتان وسلمتا عليه وقالتا له‪ :‬نحن منذ خلقنا‬
‫اهلل ننتظر خدمتك‪ .‬فقال قدس اهلل سره‪ :‬إني عاهدت‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪266‬‬

‫اهلل تعالى أن ال ألتفت الى شيء ما من األشياء ما لم‬


‫أتشرف برؤيته التي بال كيف وال مثال‪ :‬وأشفع‬
‫بجميع من اتصل بي وسمع مني القول الحق وعمل‬
‫به»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪.142-141‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪267‬‬

‫(‪)1‬‬
‫آداب الذكر عند الطريقة‬

‫وهذا الذكر الخفي جعلوا له آدابا‪:‬‬


‫تغميض العينين وإ لصاق اللسان بسقف الحلق‬
‫واألسنان باالسنان والشفة بالشفة مع إطالق النفس(‪.)2‬‬
‫وجعلوا اللسان مربوطا ألن الذكر عندهم بلسان القلب‬
‫ألن القلب كله لسان عندهم كما قاله محمد مصطفى‬
‫أبو العال النقشبندي(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) هذه المعلومات مستفادة من كتاب الشيخ محمد الحامد ص ‪188-182‬‬
‫لعبد الحميد طهماز وكتاب تنوير القلوب للشيخ محمد أمين الكردي ‪.511‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪ 79‬البهجة السنية في آداب الطريقة‬
‫النقشبندية ‪ 49‬لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ .‬وانظر رشحات عين الحياة ص‬
‫‪. .30‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) القصور العوالي ‪ 4/182‬ط‪ :‬مكتبة الجندي ‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪268‬‬

‫أن يقول بقلبه‪ :‬الهي أنت مقصودي ورضاك‬


‫مطلوبي‪ .‬هكذا واحد وعشرين مرة في نفس واحد(‪.)1‬‬
‫لترويضه على الوسوسة‪.‬‬
‫أن يقول « لسان القلب» اهلل اهلل مئة مرة‪ .‬هكذا‬
‫من غير اقتران ألفاظ التنزيه األخرى بلفظ الجاللة‬
‫كلفظ‪ :‬سبحان والحمد وال اله اال‪..‬الخ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فان سلطان الذكر عندهم أن يقول (اهلل اهلل)‬
‫وربما جرى على لسانه (اهلل (اهلل)(‪ )2‬أو (هو هو) أو‬
‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 515-512‬شفاء العليل ترجمة القول الجميل ‪83‬‬
‫المواهب السرمدية ‪ 306‬و‪.316‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أفتى العز بن عبد السالم أن الذكر باالسم المفرد (اهلل) بدعة لم ينقل‬
‫مثله عن أحد من السلف‪ .‬نقله الدوسري في كتابه الرحمة الهابطة في ذكر‬
‫اسم الذات والرابطة ص ‪ 211‬على هامش مكتوبات السرهندي‪ .‬وفي كتابه‬
‫هذا ما يبين تفضيل الصوفية لفظ (اهلل) على ( ال اله اال اهلل) بل قالوا بأن من‬
‫قال ال اله اال اهلل فهو مشتغل بغير اهلل‪ ،‬ومن قال (اهلل) فهو مشتغل باللهس‬
‫(أنظر ‪ 204‬و‪ 206‬و‪.209‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪269‬‬

‫(ها ها) أو (ه ـ ه ـ) أو (آ آ) أو (أه ـ أه ـ) أو (ال‬


‫ال) أو عياط بغير حرف أو صرع أو تخبط‪ .‬فاذا‬
‫داومت على الذكر بهذه الطريقة رأيت الذكر كنار‬
‫تصعد وتحرق جميع الشهوات‪ ...‬ثم تشهد نارا‬
‫صافية وهي عالمة قوة الهمة‪ ،‬فإن رأيت اختالطا في‬
‫األلوان فهي حالة تلوين‪ .‬وثبات لون الخضرة عالمة‬
‫على التمكين(‪.)1‬‬
‫وبهذا أبطلوا دور اللسان في الذكر‪ .‬وهذه بدعة‬
‫شنيعة فان مجموع األحاديث تبين أن مدار الذكر‬
‫على اللسان ال في القلب دون اللسان كقول النبي « ال‬
‫يزال لسانك رطبا بذكر اهلل»(‪ )2‬ولم يقل‪ :‬ال يزال‬
‫لسان قلبك؟‬
‫استقبال القبلة في مكان خال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان ‪.81-79‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪270‬‬

‫يقول بلسانه (الهي أنت مقصودي ورضاك‬


‫مطلوبي)‪.‬‬
‫ويكرر األذكار جميعها الى خمسة آالف مرة‪..‬‬
‫الجلوس متوركا عكس توركه للصالة بأن يجلس‬
‫على أليته اليسر ىمخرجا الرجل اليمنى من تحت‬
‫الرجل اليسرى(‪ )1‬ويبين له الشيخ محل القلب‬
‫الصنوبري وأنه تحت الثدي األيسر بإصبعين‪.‬‬
‫الذكر يكون خفيا‪.‬‬
‫إغماض العينين وإ طباق الفم ووضع اليد اليمنى‬
‫بالمسبحة على القلب تحت الثدي األيسر‪.‬‬
‫االستغفار خمسا وعشرين مرة‪.‬‬
‫الصالة على النبي ‪ ‬خمسا وعشرين مرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪ 41‬نور‬
‫الهداية والعرفان ‪.19‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪271‬‬

‫قراءة الفاتحة مرة‪ .‬وسورة االخالص ثالثا‬


‫واهداؤها الى روح سيدنا محمد وأرواح سلسلة‬
‫مشايخ الطريقة النقشبندية‪.‬‬
‫رابطة الموت وهو استحضار النزع للروح وكأنه‬
‫يعاين الموت ويسأله الملكان‪.‬‬
‫رابـطـة المرشــد‬

‫وذلك بأن يستحضر الشيخ وصورته في قلب‬


‫الذاكر عند الذكر‪ .‬على أساس أن الشيخ وسيلة المريد‬
‫الذاكر الى اهلل يتقرب به الى اهلل زلفى‪ .‬وقد عرف‬
‫خالد البغدادي الرابطة بأنها «عبارة عن استمداد‬
‫المريد من روحانية شيخه بكثرة رعاية صورته‬
‫ليتأدب ويستفيض منه في الغيبة كالحضور»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رسالة في تحقيق الرابطة ‪ 3‬ط‪ :‬وقف االخالص مكتبة الحقيقة ‪ -‬تركيا‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪272‬‬

‫وقيل‪ :‬الفناء في الشيخ مقدمة الفناء في اهلل(‪.)1‬‬


‫وهذا من أهم المهمات وآكد اآلداب في العبادة(‪.)2‬‬

‫أما من ينكر شيئا من هذه اآلداب أو يشك في أنها‬


‫مبنية على أصول السنة فيقول الشيخ محمد أمين‬
‫الكردي « وهذا األمر ال يجحده اال من كتب اهلل على‬
‫جبهته الخسران واتسم والعياذ باله بالمقت والحرمان‬
‫أولئك هم األخسرون أعماال الذين ضل سعيهم في‬
‫الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا»(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه ص ‪ 38‬مكتوبات االمام‬
‫الرباني ‪.73‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان ص‬
‫‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪.518‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪273‬‬

‫المقامات والمراتب والدوائر عند‬


‫النقشبندية‬
‫مرتبة الطعن في النبوة‬
‫ويقسم محمد المعصوم النقشبندي م راتب ال والية‬
‫الى عدة م راتب‪:‬‬
‫مرتبة الوالية الصغرى‪.‬‬
‫مرتبة الوالية الكبرى وهي والية األنبياء‪.‬‬
‫مرتبة الوالية العليا‪ .‬وهي مرتبة الوصول الى‬
‫مرتبة الذات االلهية‪.‬‬
‫‪ -‬أما مرتبة ال والية الكب رى وهي المقام األخير‬
‫من مقامات النقشبندية التي هي والية األنبياء‪.‬‬
‫‪ -‬وأما مرتبة ال والية العليا ‪.‬فهذا المقام من أعلى‬
‫درجات ال والية السابقة بل كشف تفوقه على والية‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪274‬‬

‫األنبياء‪ ،‬أما فضيلة األنبياء فهي بطريق النبوة‪...‬‬

‫‪ -‬واذا تم السير في اسم « هو الظاهر» واسم «‬


‫هو الباطن» اللذين هما جناحان للطيران الى مرتبة «‬
‫الذات البحت تعالت وتقدست» المعبر عنها بالوالية‬
‫العليا يكون السير في مرتبة « كماالت النبوة» وفي‬
‫هذا المقام قطع السير مقدرا نقطة واحدة أفضل من‬
‫جميع المقامات من الواليات الثالثة أعني الوالية‬
‫الصغرى والوالية الكبرى والوالية العليا(‪.)1‬‬
‫وأما مرتبة ما بعد الوالية العليا فهي ‪:‬‬
‫مرتبة تجلى الذات تعالى من غير حجب األسماء‬
‫والصفات وجعل لها ثالث مراتب‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مرتبة كماالت النبوة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار لمحمد المعصوم ص ‪.72-66‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪275‬‬

‫الثانية‪ :‬مرتبة كماالت الرسالة‪.‬‬


‫الثالثة‪ :‬مرتبة كماالت أولي العزم‪ .‬وهذه‬
‫المراتب كلها تحصل لغير األنبياء‪.‬‬
‫ولما أحس بأن هذا تفضيل صريح للولي على‬
‫النبي اعتذر قائال « وال يلزم من حصول كماالت‬
‫النبوة لبعض أفراد األمة بطريق التبعية والوراثة أنهم‬
‫من األنبياء أو مساو لهم»(‪.)1‬‬

‫وثمة طعن آخر ظهر من أحد النقشبنديين‬


‫المعاصرين وهو عبد اهلل الفايز الداغستاني شيخ‬
‫ناظم القبرصلي حيث زعم أن « من ق رأ خواتيم‬
‫البق رة ولو م رة واحدة يفوز بما لم يفز به‬

‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار لمحمد المعصوم ص ‪.78-77‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪276‬‬

‫األنبياء»(‪. )1‬‬
‫وهناك دوائر تحصل للسالك منها‪:‬‬
‫دائرة حقيقة الكعبة‬
‫دائرة حقيقة القرآن‪ :‬وفي هذه المرتبة يزعمون‬
‫أنه يظهر للولي في هذا المقام بواطن كالم اهلل ويرى‬
‫كل حرف من حروف القرآن بحرا موصال الى كعبة‬
‫المقصود ويصير لسان القارىء وقت تالوة القرآن‬
‫كالشجرة الموسوية»(‪.)2‬‬

‫دائرة حقيقة الصالة‬


‫دائرة المعبودية الصرفة‬

‫‪1‬‬
‫(?) وصية مرشد الزمان وغوث األنام ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪.80‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪277‬‬

‫دائرة الحقيقة الموسوية‬


‫دائرة الحقيقة المحمدية‪.‬‬
‫دائرة الحقيقة األحمدية‬
‫دائرة الحب الصرف‪ :‬وتعني أن الحب هو سبب‬
‫خلق اهلل لظهور الممكنات كما جاء في الحديث‬
‫القدسي «كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت‬
‫الخلق ألعرف»‪ .‬ونقلوا عن السرهندي «ان أول‬
‫شيء ظهر من خزينة المكنونة االلهية هو الحب الذي‬
‫صار سببا لخلقة الخالئق فلو لم يكن الحب لكان‬
‫العالم معدوما محضا ويتحقق ههنا معنى الحديث‬
‫القدسي الوارد في شأن النبي ‪ « ‬لوالك لما خلقت‬
‫األفالك» وكذلك معنى الحديث «لوالك لما أظهرت‬
‫الربوبية»(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) كتاب السبع األسرار في مدارج األخيار ص ‪ 94‬تأليف محمد معصوم‬
‫العمري النقشبندي ‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪278‬‬

‫دائرة الالتعين‪ :‬وهذا المقام مخصوص بسيد‬


‫األولين واآلخرين‪.‬‬
‫فهذا طعن في النبوة واأللوهية وهو اغت راف من‬
‫معين عقائد الباطنيين والق رامطة والفالسفة‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪279‬‬

‫يرون هللا فيـ الدنيا‬

‫واختلف علماء بخارى في إمكان رؤية اهلل فمنهم‬


‫من نفى ومنهم من أثبت فأتوا الى الشيخ محمد بارسا‬
‫وقالوا له‪ :‬إنا رضيناك حكما علينا في هذه المسئلة‪.‬‬
‫فقال للنافين‪ :‬أقيموا في صحبتي ثالثة أيام متطهرين‬
‫وال تتكلموا بشيء ما حتى أجبكم‪ ،‬فلما مضت ثالثة‬
‫أيام حصل لهم حال قوي فصعقوا‪ ،‬فلما أفاقوا جعلوا‬
‫يقبلون قدم الشيخ وقالوا‪ :‬آمنا أن الرؤية حق»(‪.)1‬‬

‫ويؤكد محمد أمين الكردي هذه الرؤية في الدنيا‬


‫فيقول « فاذا جاهد فيه ‪ -‬أي الذكر ‪ -‬حق جهاده‬

‫‪1‬‬
‫(?) الحدائق الوردية ‪ 145‬رشحات عين الحياة ‪ 68‬المواهب السرمدية‬
‫‪.146-145‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪280‬‬

‫وصدق فيه‪ :‬ظهرت النتيجة وهي‪ :‬رؤية جناب الحق‬


‫سبحانه وتعالى بعين البصيرة على الدوام والمداومة‬
‫عليها مع المجاهدة التامة يكون دائما في التقرب وأبدا‬
‫في التحبب حتى تنتهي مراقبته الى المشاهدة من‬
‫غيرحجاب» وقد أثبت السرهندي رؤية النبي ربه في‬
‫الدنيا(‪.)1‬‬

‫ختمـ الخواجكانـ‬
‫ولهذا الختم عند الطريقة شرطان‪:‬‬
‫أن ال يحضر فيه أجنبي وال أمرد‪:‬‬
‫أن يغلق الباب‪ .‬وهو شرط يرمز عندهم الى كتم‬

‫‪1‬‬
‫(?) تنوير القلوب ‪ 516-515‬وانظر المواهب السرمدية ‪ 317‬المكتوبات‬
‫الربانية ‪.305‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪281‬‬

‫الطريقة ومراسيمها حتى ال تتعرض أللسنة النقاد(‪.)1‬‬


‫‪ ‬وقد يصاب من لم يحصل له االتصال بسلسلة‬
‫الطريقة عند ذكر ختم الخواجكان جنون وصرع‪ .‬قال‬
‫صاحب الرشحات « حصل لي اضطراب قوي لعدم‬
‫حصول نسبة الخواجكان قدس اهلل أرواحهم‪ ،‬فكنت‬
‫أضرب رأسي على األرض في الليالي المظلمة‬
‫وأخرج في النهار الى الصحراء أبكي فيها»(‪.)2‬‬

‫وهذا الضرب دائم عندهم‪ .‬فقد حكى صاحب‬


‫الرشحات أن أحد مشايخ النقشبندية كان معتكافا في‬
‫المسجد ال يأكل وال يشرب فلما عزم على الخروج‬
‫من المسجد ليأكل ألقى اهلل اليه الهاما ربانيا أن‪ :‬بعت‬

‫‪1‬‬
‫(?) السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.147‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪282‬‬

‫صحبتنا على خبز؟ قال‪ :‬فرجعت المسجد ثانية‬


‫ولطمت وجهي بيدي حتى بقي أثر الضرب فيه‬
‫أسبوعا»(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) رشحات عين الحياة ‪.150‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪283‬‬

‫الخلوةـ وشروطهاـ‬

‫وال يمكن الوصول عند النقشبندية الى اهلل اال‬


‫بالخلوة‪ ،‬أقلها ثالثة أيام وأكملها أربعون يوما‪.‬‬
‫وأهم شروط هذه الخلوة‪:‬‬
‫استئذان الشيخ وطلب الدعاء منه‪.‬‬
‫وتعود السهر والجوع والذكر‪.‬‬
‫العزلة ّ‬
‫أن ال يسند ظهره الى الجدار!!!‬
‫أن يكون مستيقظا من أعدائه األربعة‪ :‬الشيطان‬
‫والنفس والهوى والدنيا‪.‬‬
‫أن يغلق الباب وهو من أهم شروط الخلوة وأن ال‬
‫يفتح الباب لمن يريد التبرك به اال لشيخه(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية ‪.40‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪284‬‬

‫أن يرى كل نعمة حصلت له انما هي من شيخه‬


‫(‪.)2‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪.405-493‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪285‬‬

‫طقوس أخرى‬

‫وقوف زماني‪ :‬وشروطه وآدابه ما يلي‪:‬‬


‫ال يتحدث بعد صالة العشاء‬
‫يصلي اثني عشرة ركعة في كل ركعة منها‬
‫الفاتحة وسورة يس وان لم يستطع يقطعها في‬
‫الركعات الثمان‪:‬‬
‫في الركعة األولى الى (وأجر كبير) وفي الثانية‬
‫الى (وهم مهتدون) وفي الثالثة الى (لدينا‬
‫محضرون) وفي الرابعة الى (في فلك يسبحون)‬
‫وفي الخامسة الى (وال الى أهلهم يرجعون) وفي‬
‫السادسة الى (هذا صراط مستقيم) وفي السابعة الى‬
‫(فهم لها مالكون) وفي الثامنة الى آخر السورة(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪.89‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪286‬‬

‫واشترطوا على المريد لبس الخرقة وزعموا أن‬


‫السلف اشترطوا في لبسها شروطا معينة (‪.)2‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪.10‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪287‬‬

‫طقوس أخرى‪:‬ـ‬

‫وقوف زماني‪ :‬وشروطه وآدابه ما يلي‪:‬‬


‫ال يتحدث بعد صالة العشاء‬
‫يصلي اثني عشرة ركعة في كل ركعة منها‬
‫الفاتحة وسورة يس وان لم يستطع يقطعها في‬
‫الركعات الثمان‪:‬‬
‫في الركعة األولى الى (وأجر كبير) وفي الثانية‬
‫الى (وهم مهتدون) وفي الثالثة الى (لدينا‬
‫محضرون) وفي الرابعة الى (في فلك يسبحون)‬
‫وفي الخامسة الى (وال الى أهلهم يرجعون) وفثي‬
‫السادسة الى (هذا صراط مستقيم) وفي السابعة الى‬
‫(فهم لها مالكون) وفي الثامنة الى آخر السورة(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ‪.89‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪288‬‬

‫واشترطوا على المريد لبس الخرقة وزعموا أن‬


‫السلف اشترطوا في لبسها شروطا معينة(‪.)2‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪.10‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪289‬‬

‫أهم الكتب النقشبندبة‬

‫ومن أراد مزيد التوسع في معرفة هذه الطريقة فعليه بأهم المراجع‬
‫التالية‬

‫‪ %‬بن‬
‫إرغام المريد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية‪ .‬لمحمد‬
‫زاهد الدوزجوي‪ .‬ت ‪.1370‬‬

‫أصفى الموارد من سلسال أحوال االمام خالد‪ .‬تأليف عثمان بن سند‬


‫الوائلي النجدي‪.‬‬

‫األنوار القدسية في مناقب السادة النقشبندية جمعها من كتب عبد‬


‫‪ %‬الخاني الشيخ ابراهيم بن يس السنهوتي‪ .‬ط السعادة‬
‫‪ %‬بن محمد‬
‫المجيد‬
‫بمصر‪.‬‬

‫‪ %‬بن عبد اهلل‬


‫البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية‪ .‬محمد‬
‫الخاني‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪290‬‬

‫‪ %‬الحبش‪ .‬ط دار‬


‫أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية‪ .‬لمحمد‬
‫‪.%‬‬
‫المحبة‪ ،‬دمشق‬

‫البهجة السنية في آداب الطريقة العلية النقشبندية محمد بن عبد اهلل‬


‫الخاني‪ .‬ط مكتبة االخالص تركيا‪.‬‬

‫جامع األصول في األولياء وأنواعهم‪ .‬أحمد ضياء الدين الكشمخانلي‬


‫‪ %‬أثنى الكوثري على هذا الكتاب بالغ‬
‫ط الجمالية بمصر ‪ 1328‬وقد‬
‫الثناء‪.‬‬

‫‪ %‬بن سليمان النقشبندي‪ .‬ط‬


‫الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية محمد‬
‫االخالص‪.‬‬

‫‪ %‬أمين الكردي‪ .‬ط دار‬


‫‪ %‬الغيوب محمد‬
‫تنوير القلوب في معاملة عالم‬
‫احياء التراث العربي‪ .‬بيروت‪.‬‬

‫‪%‬‬
‫‪ %‬بن محمد‬
‫‪ %‬الوردية في حقائق أجالء النقشبندية عبد المجيد‬
‫الحدائق‬
‫الخاني ‪.1306‬‬

‫الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات والرابطة للشيخ حسين الدوسري‬


‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪291‬‬

‫بهامش مكتوبات السرهندي ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫رشحات عين الحياة لعلي بن الحسن الواعظ الهروي وهذا الكتاب‬


‫فيه كفريات عجيبة ومع ذلك فهو كتاب عظيم عندهم‪ ،‬وكان الكوثري‬
‫‪ %‬الملقب بذي‬
‫يحيل الناس اليه‪ .1‬واستحسنه واحتج به خالد البغدادي‬
‫‪ %‬في تحقيق الرابطة ‪ 3‬ضمن‬ ‫الجناحين في كتابه (رسالة‬
‫كتاب علماء المسلمين وجهلة الوهابيين ط‪ :‬مكتبة‬
‫الحقيقة ‪ -‬تركيا وهي مكتبة متخصصة في بث كتب‬
‫البدع والشرك والطعن في أهل السنة‪ .‬وبالرغم من‬
‫‪ %‬وقفا باسم "‬
‫‪ %‬لها‬
‫‪ %‬فقد جعلوا‬
‫تخصصها في بث الشرك‬
‫‪.%‬‬
‫وقف االخالص"‪.‬‬
‫السبع األسرار في مدارج األخيار محمد بن معصوم المجددي ط‬
‫تركيا ‪.1331 -‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أنظر البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص ‪48‬‬
‫لمحمد بن عبد اهلل الخاني‪ ،‬وانظر كتاب ارغام المريد في شرح النظم العتيد‬
‫لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية ‪.60‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪292‬‬

‫السعادة األبدية فيما جاء به النقشبندية عبد المجيد بن محمد الخالني‬


‫الخالدي‪ .‬ط االخالص بتركيا‪.‬‬

‫مكتوبات االمام الفاروقي السهرهندي‪ .‬ط دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية محمد أمين الكردي‪ .‬ط‬


‫السعادة سنة ‪.1329‬‬

‫‪%‬‬
‫نور الهداية والعرفان في سر والتوجه وختم الخواجكان‪ .‬محمد‬
‫أسعد صاحب زادة النقشبندي‪ .‬ط المطبعة العلمية بمصر ‪.1311‬‬

‫‪ %‬الحامد العالمة المجاهد‪ .‬تأليف عبد الحميد‬


‫كتاب‪ :‬الشيخ محمد‬
‫‪1‬‬
‫طهماز‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وهذا الرجل قد غضب من كتابي األول (النقشبندية) ألني ذكرت كتابه‬
‫من جملة مصادري عن الطريقة النقشبندية‪ .‬وقد جرت بينه وبين الشيخ‬
‫ناصر الدين األلباني مناظرة مهمة ثبت فيها عصبيته وتحامله على الدعوة‬
‫السلفية حيث واجهه األلباني في ثنائه على المهدي الرواس الرفاعي بالرغم‬
‫من قول هذا األخير عن نبيا محمد‪:‬‬
‫صار في وجه وجوه الكون شامة‬ ‫وهو نور أزلي طرزه‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪293‬‬

‫وعلى العرش علت منه العمامة‬ ‫ط ـوي الع ـالم في جبته‬


‫وسجلت هذه المناظرة ووضعت في كتاب بعنوان «توضيح وتعليق على الحوار‬
‫الذي تم بين فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين األلباني وفضيلة الشيخ عبد‬
‫الحميد طهماز‪.‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪294‬‬

‫مؤلفاتـ ومقاالتـ عن الطريقة النقشبندية‬

‫عبد الرحمن دمشقية ط‪ :‬دار طيبة‪.‬‬ ‫كتاب النقشبندية‬

‫ط‪ :‬المكتب االسالمي‪.‬‬ ‫كتاب النقد والتزييف‪.‬‬

‫‪ %‬جميل زينو‬
‫مقالة للشيخ محمد‬ ‫كنت نقشبنديا‬
‫‪ %‬الرابع ‪ -‬مركز الملك فيصل ‪.)50704‬‬
‫(مجلة االستجابة العدد‬

‫‪ %‬درنيقة‬
‫د‪ .‬محمد‬ ‫الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس‬

‫حاشية على شرح الخريدة البهية أحمد بن محمد الخلوتي‬


‫الصاوي (مركز الملك فيصل ‪.)31924‬‬

‫يحيى الساعاتي‬ ‫تراجم اسالمية (ناصر عبيد اهلل أحرار)‬


‫(مركز الملك فيصل ‪.)37801‬‬

‫الطرق الصوفية في آسيا الكسندر بنغسين (مركز الملك فيصل‬


‫‪.)54201‬‬
‫الطريقة النقشبندية __________________________‬
‫‪295‬‬

‫الطرق الصوفية في شمال القوقاز لشانتال لوميرسيه (مركز‬


‫الملك فيصل ‪.)54201‬‬

You might also like