You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ما العزم؟‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫ميلك الأ�شخا�ص باهرو النجاح نوع ًا من الت�صميم ال�صارم‬ ‫ي�سرنا يف �سل�سلة هذا ال�شهر من «كتاب يف‬
‫الذي ي�ؤتي ثماره يف اجتاهني‪� :‬أو ًال يف مرونتهم وعملهم‬ ‫نقدم �إليكم ثالثة �أعداد متميزة‪،‬‬ ‫دقائق» �أن ِّ‬
‫الد�ؤوب‪ ،‬وثاني ًا يف �أ َّنهم يعرفون ما يريدون؛ فهم ال ميتلكون‬ ‫تثبت مبا ال يدع جما ًال لل�شك �س َعة لغة ال�ضاد‪،‬‬
‫الت�صميم فح�سب‪ ،‬و� َّإنا يعرفون اجتاههم يف احلياة بد َّقة‬ ‫وقدرتها على ا�ستيعاب لغة الإدارة احلديثة‪.‬‬
‫متناهية‪ .‬ذلك املزيج من ال�شغف واملثابرة هو ما يجعلهم‬
‫وهذا ما �ستالحظونه فور ا�ستعرا�ضكم للعناوين العربية الثالثة التي‬
‫متف ِّوقني ب�شكل خا�ص‪ ،‬فيكونون «�أويل عزم» بحق‪ .‬لقد‬
‫حتملها �سل�سلة هذا ال�شهر‪.‬‬
‫�سمعت كلمة «عبقري» كثري ًا يف طفولتي‪ ،‬لقد كان �أبي يقول‬
‫ل�ست عبقر َّية!» ولكني فزت قبل عامني‬ ‫أنت ِ‬‫يل دائم ًا‪ِ �« :‬‬ ‫حيث يتناول الكتاب الأول‪« :‬االئتالف يف االختالف» فكر َة التنوع وعالقتها‬
‫بزمالة «ماك �آرثر»‪ ،‬التي ُي�شار �إليها «بزمالة العباقرة»‪ ،‬حيث‬ ‫مداخل خمتلفةٍ تثمر‬ ‫َ‬ ‫اجلذرية باالبتكار؛ ل َّأن مقارب َة � ِّأي م�شكلةٍ َع ْ َ‬
‫ب‬
‫يتم الرت�شيح لها من خالل جلنة ت�ضم �أف�ضل املتخ�ص�صني‬ ‫يقدم للعامل واحدة من �أعظم‬ ‫بال�ضرورة نتائج جيدة‪ .‬فالتن ُّوع الثقايف ِّ‬
‫يف العامل‪ ،‬ولكي حتظى بهذا ال�شرف‪ ،‬ال بد �أن تقدِّ َم عم ًال‬ ‫فر�ص الإبداع‪ .‬كما � َّأن عالقة التن ُّوع باالبتكار عالقة تبادل َّية ال �سبب َّية‪،‬‬
‫مه َّم ًا وخالق ًا يخدم الب�شرية‪.‬‬ ‫متعددة‪،‬‬ ‫ثقافات ِّ‬
‫ٍ‬ ‫توظ ُف فِ َرقَ عملٍ ينتمي �أفرا ُدها �إلى‬ ‫فامل� َّؤ�س�سة التي ِّ‬
‫ا�سرتاتيجي‪ ،‬ي�صبح م�صدر ًا‬
‫ٍّ‬ ‫تقدم حلو ًال �أف�ضل‪ .‬وحني ينب ُع التن ُّوع من فكرٍ‬
‫املقدرة والعزم‬ ‫للحلول االبتكار َّية‪ ،‬ويحقق منفعة اقت�صاد َّية‪ .‬لكن التن ُّوع وحده ال ي�ضمن‬
‫ك َّل عام‪ ،‬يتق َّدم �أكرث من ‪ 14000‬مر�شح الختبارات الأكادمي َّية‬ ‫االبتكار‪ ،‬فعاملنا ينتظر تن ُّوع ًا نابع ًا من الذكاء الثقايف‪ ،‬وهو القدرة على‬
‫الع�سكر َّية الأمريك َّية يف «وي�ست بوينت»‪ .‬وال يجتاز عمل َّية القبول‬ ‫العمل بكفاءة يف بيئات عمل منفتحة‪ .‬ومن هذا املنظور‪ ،‬ال نعترب االبتكا َر‬
‫هذه �سوى ‪ 1200‬مر�شح‪ ،‬يكون معظمهم قادة فرق ريا�ض َّية‪،‬‬ ‫م�شكل ًة حتتاج �إلى حل‪ ،‬بل كنز ًا دفين ًا ينتظر َمن يكت�شفه‪.‬‬
‫كل خم�سة طالب مقبولني ير�سب‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إنَّ واحد ًا من بني ِّ‬ ‫فيقد ُم فكر ًة رائدةً؛ فحني تُذْ َك ُر‬ ‫� َّأما الكتاب الثاين‪« :‬الت�أثري اخلفي»‪ِّ ،‬‬
‫ويغادر قبل التخ ُّرج‪ ،‬وذلك خالل برنامج تدريب مك َّثف م�ص َّمم‬ ‫العلوم‪ ،‬ف� َّإن �أ َّول ما يدور يف �أذهاننا هو الفيزياء والكيمياء‪ ،‬ومعامل‬ ‫ُ‬
‫تخطي املرحلة االنتقال َّية‪ ،‬من طالب �إلى �ضابط‪.‬‬ ‫مل�ساعدتهم على ِّ‬
‫ِلم لي�س يف املعامل فح�سب‪ ،‬بل هو جتارب معا�شة‬ ‫االختبار؛ �إال � َّأن الع َ‬
‫ُيطلب من املر�شحني القيام مبهام مل ي�ألفوها من قبل‪ ،‬فيواجهون‬
‫كل معطيات حياتنا اليوم َّية‪ .‬فكما تتالحم الذ َّرات لتفرز عن�صر ًا‬ ‫تطال َّ‬
‫كل جمال من جماالت بناء ال�شخ�صية‪ ،‬على امل�ستوى‬ ‫حتدِّ يات يف ِّ‬
‫جديد ًا‪ ،‬كذلك ت�صو ُغ تفاعالتُنا �شخ�صياتِنا‪ ،‬و ُت�ؤطر �سلوكياتنا‪ ،‬وتر�سم‬
‫الذهني‪ ،‬والبدين‪ ،‬والع�سكري‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬في�صابون بالإرهاق‬
‫مالمح ُهو َّيتنا‪ ،‬فت�صبح ب�صمتُك االجتماع َّية مثل املغناطي�س؛ �إما �أن‬
‫ال�شديد للغاية‪ ،‬في�ست�سلم بع�ضهم ويعلنون رغبتهم يف االن�سحاب‪.‬‬
‫جتذب النا�س �إليك‪� ،‬أو تُنفِّرهم منك‪ .‬فنحن نعمد �إلى املحاكاة لنتم َّيز‬
‫الذين ين�سحبون من التدريب‪ ،‬ال يفعلون ذلك لعجز يف قدراتهم‬
‫البدنية والذهنية‪ ،‬و�إمنا الفتقادهم للعزمية الدافعة نحو عدم‬ ‫عبقري العائلة‪ ،‬حتاول �أن تكون‬ ‫َّ‬ ‫أحد �أقاربك‬‫عن الآخرين‪ .‬فعندما يكون � ُ‬
‫اال�ست�سالم‪ ،‬مهما كانت التحديات‪.‬‬ ‫�أنت الفكاهي �صانع ال�ضحكات‪ .‬فمتى يجب �أن ُنحاكي الآخرين‪ ،‬ومتى‬
‫لقد �أجريت مقابالت مع الكثري من القادة يف جماالت الأعمال‪،‬‬ ‫نتجنَّب ذلك؟ وملاذا تدفعنا املناف�سة �إلى املثابرة والعمل اجلاد؟ و�إلى � ِّأي‬
‫والطب‪ ،‬والقانون‪ .‬وكنت �أبحث حق ًا عن ه�ؤالء‬
‫ِّ‬ ‫والفنِّ ‪ ،‬والريا�ضة‪،‬‬ ‫مدى ي�ؤ ِّثر ذلك يف �سعادتنا و�صحتنا وجناحنا؟‬
‫الذين ن�سميهم �أبطا ًال لأنهم ال ي�ست�سلمون �أبد ًا‪ .‬وكان ال�س�ؤال‬ ‫ميكنُ الناجحني‬ ‫ويقدم الكتاب الثالث «�أولو العزم»‪ ،‬ت�ص ُّور ًا جديد ًا ِّ‬
‫املطروح دائم ًا هو‪ :‬كيف ميكننا قيا�س قدرات حم�سو�سة لكنها‬ ‫�صارم على النجاح‪ ،‬ي�ؤتي ثماره من خالل �شغفهم‬ ‫ٍ‬ ‫ت�صميم‬
‫ٍ‬ ‫من امتالك‬
‫غري ملمو�سة على الإطالق؟‬ ‫ود�أبهم‪ ،‬حيث تثبت امل�ؤلفة من خالل �أبحاثها املعملية‪َّ � ،‬أن الرتكيز على‬
‫ثم يتم �إر�سال‬ ‫كل ما �سواها‪َّ ،‬‬ ‫املوهبة ال على املقدرة‪ ،‬ي�ؤدي �إلى تهمي�ش ِّ‬
‫ر�سالة للعامل مفادها � َّأن العوامل الأخرى‪ ،‬مبا فيها العزم والقوة‪ ،‬غري‬
‫مه َّمة وال �ضري يف �أن نتجاهلها‪ .‬وهكذا‪ ،‬ف� َّإن الرتكيز على املوهبة دون‬
‫أهمية‪ ،‬بل ويفوقها �أحيان ًا‪� ،‬أال‬ ‫�سواها‪ ،‬ي�شتِّتنا عن عامل ال يق ُّل عنها � ِّ‬
‫وهو اجلهد املبذول‪ .‬وهذا هو ما ت�ؤكده العالِ ة «�أجنيال داكورث» يف هذا‬
‫الكتاب اجلديد واملتميز‪.‬‬
‫جمال بن حويرب‬
‫العضو المنتدب لمؤ سسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪2‬‬
‫ماذا اكت�شفت؟ مل يكن لنتائج نقاط العزم �أدنى‬ ‫«العزم»‬
‫َ‬ ‫اختبار يقي�س �إلى �أيِّ مدى يتخد كل منا‬ ‫بد�أت �أبحث يف املالحظات التي د َّونتها خالل‬
‫�سجلها َّ‬
‫املر�شحون‪ ،‬والتي‬ ‫عالقة بالنقاط التي َّ‬ ‫كمنهج حياة‪ .‬لقد �أجريت االختبار على الطالب‬ ‫مقابالتي‪ ،‬وبد�أت يف ت�سجيل �أ�سئلة لتحديد و�صف‬
‫�سبق ح�سابها خالل عمل َّية القبول‪� .‬أو بعبارة‬ ‫الع�سكريني يف كلية «وي�ست بوينت»‪ .‬الختبار‬ ‫للمعنى الذي مي ِّثله العزم‪ .‬كان ن�صف الأ�سئلة‬
‫تعب موهبة الطالب الع�سكريني ب�أيِّ‬
‫�أخرى‪ :‬مل ِّ‬ ‫مقيا�س العزم‪ ،‬وقد بحثت لأرى مدى توافق‬ ‫يتعلق باملثابرة‪ ،‬ون�صفها الآخر يدور حول ال�شغف‪،‬‬
‫�صورة عن مدى عزمهم‪ ،‬والعك�س �صحيح‪.‬‬ ‫ت�سجيلهم لنقاط العزم مع كفاءتهم‪ ،‬وخ ِّمنوا‬ ‫فنتج عنهما ما عرفناه الحق ًا مبقيا�س العزم‪ ،‬وهو‬

‫العزم والذكاء اللفظي‬


‫يف ال�سنة التي بد�أت فيها درا�ستي اجلامع َّية‪ُ ،‬عر�ض فيلم وثائقي با�سم‪�« :‬سبيلباوند»‪ .‬يف هذا الفيلم كان ينبغي على الأطفال التغلُّب على �أقرانهم من‬
‫«التهجي» للو�صول �إلى النهائ َّيات‪ ،‬ات�صلت مبديرة امل�شروع‪ ،‬و�أخربتها ب�أهمية درا�سة التكوين النف�سي للفائزين‪ ،‬ثم‬‫ِّ‬ ‫مئات املدار�س املختلفة يف مهارات‬
‫�أر�سلت لها ا�ستطالعات لقيا�س قدرات املت�سابقني قبل بدء املناف�سة احلقيق َّية بعدَّة �أ�شهر‪� .‬إ�ضافة �إلى اخل�ضوع ملقيا�س «العزم»‪ ،‬طلبنا من املت�سابقني‬
‫خ�ص�صوه ليتمرنوا على مهارات التهجئة‪ .‬بعد حتليل البيانات اكت�شفنا �أن املتفوقني ق�ضوا �شهور ًا طويلة يتمرنون وميار�سون‬ ‫ت�سجيل الوقت الذي َّ‬
‫التهجئة قبل انطالق امل�سابقة النهائية‪ .‬لقد قطع «�أولو العزم» من الأطفال �شوط ًا �أكرب و�أطول يف امل�سابقة‪ .‬فماذا كان دور املوهبة؟ لقد كان للذكاء‬
‫اللفظي دور وا�ضح للدخول يف املناف�سة وحتقيق مركز متقدم فيها‪ ،‬ولكن مل تكن هناك عالقة بني م�ستوى الذكاء اللفظي‪ ،‬و�شحن قدرة العزم على‬
‫أقل مهارة‪ ،‬ومل يتمكنوا من امتالك نا�صية‬ ‫الإطالق‪ .‬لقد ت�أكدنا �أن املتناف�سني الذي يتحلون مبهارات لفظ َّية قوية‪ ،‬مل يذاكروا �أكرث من �أقرانهم ال ِّ‬
‫التفوق وحتقيق نتائج بارزة يف امل�سابقة‪.‬‬

‫املوهبة والت�شتُّت‬
‫عندما بد�أت التدري�س يف مدر�سة «لوار �إي�ست �سايد»‪ ،‬متثلت وظيفتي يف م�ساعدة‬
‫بال�صف ال�سابع‪ .‬ومن الأ�سبوع الأول‪ ،‬بدا جلي ًا‬
‫ِّ‬ ‫اخلا�صة‬
‫َّ‬ ‫طالبي على تعلُّم الريا�ض َّيات‬
‫�أنَّ بع�ض الطالب ي�ستوعبون املفاهيم الريا�ض َّية ب�سهولة و�سرعة تفوق بع�ض زمالئهم‬
‫يف نف�س ال�صف‪ .‬ومع هذا فقد تفاج�أت يف نهاية الف�صل الأول ب�أنَّ بع�ض ًا من الطالب‬
‫ذوي القدرات العالية مل يح ِّققوا نتائج ج ِّيدة كما تو َّقعت‪ ،‬بل لقد ح َّقق العديد من‬
‫مما تو َّقعت‪ .‬لقد كان ه�ؤالء‬ ‫الطالب الذين عانوا يف البداية‪ ،‬نتائج �أف�ضل بكثري َّ‬
‫ال�صف ك َّل يوم‪ ،‬ومعهم ك ُّل ما يحتاجون �إليه؛‬ ‫ِّ‬ ‫«املتم ِّيزون» العازمون‪ ،‬يح�ضرون �إلى‬
‫فكانوا يد ِّونون املالحظات‪ ،‬ويطرحون الأ�سئلة بد ًال من اللعب والنظر من النافذة‪.‬‬
‫ولهذا بد�أت �أت�ساءل‪ :‬ملاذا ال ت�ؤهلنا اجلدارة دائم ًا لتحقيق النجاح؟‪ .‬مل يكن طالبي‬
‫مت�ساوين يف املواهب‪ ،‬وكان علي �أن �أجيب عن �س�ؤال حموري هو‪ :‬هل كان ب�إمكانهم‬
‫الو�صول �إلى امل�ستوى الذي نريد �إذا بذلنا؛ �أنا وهم اجلهد والوقت الكافيني؟ نعم‪ ،‬لقد‬
‫كان وا�ضح ًا �أ َّنهم كانوا جميع ًا موهوبني بالقدر الكايف‪.‬‬
‫فلماذا �إذن منيل �إلى تف�ضيل َمن ميلكون موهبة «طبيع َّية عن املجتهدين»؟ وهل مثل‬
‫هذا ال�سلوك التف�ضيلي عادل �أم ال؟ وهل تفعل الربامج التلفزيون َّية مثل‪« :‬ذا �إك�س‬
‫فاكتور» وغريها خري ًا‪ ،‬حني تهتم باملوهوبني �أكرث من �سواهم؟ �إذا كان ذلك كذلك؛‬
‫نق�سم الأطفال منذ �صغرهم �إلى جمموعتني‪ :‬فئة ت�شمل فقط تلك ال ِق َّلة‬ ‫فلماذا ال ِّ‬
‫«املوهوبة واملتف ِّوقة»‪ ،‬وفئة الغالبية من غري املوهوبني؟‬
‫�أرى �أن تركيزنا على املوهبة ال على املقدرة‪ ،‬ي�ؤدي يف نهاية املطاف �إلى املخاطرة‬
‫كل ما �سواها و�إهماله‪� .‬إ َّننا بذلك نر�سل من دون وعي‪ ،‬ر�سالة �إلى العامل‪ ،‬ب�أنَّ‬ ‫بتهمي�ش ِّ‬
‫العوامل الأخرى ‪ -‬مبا فيها العزم والقوة‪ ،‬غري مه َّمة‪ ،‬وال �ضري يف �أن نتجاهلها فال‬
‫نعطيها الأه ِّمية التي ت�ستح ُّقها‪ .‬هكذا‪ ،‬ف�إن الرتكيز على املوهبة دون �سواها‪ ،‬ي�ش ِّتتنا‬
‫عن عامل ال يق ُّل عنها �أه ِّمية‪ ،‬وقد يفوقها يف بع�ض الأحيان‪� ،‬أال وهو اجلهد املبذول‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫ثم اجلهد‬
‫اجلهد َّ‬
‫التطرف‪ ،‬فك�أنَّنا نرى �أنَّ ما يلي �صحيح وحقيقي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫�إذا بالغنا يف الرتكيز على املوهبة‪ ،‬ف�إنَّنا �سنغايل يف �إهمال ما عداها‪ .‬ويف هذا‬
‫على �سبيل املثال‪ ،‬ا�ستمعت �أخري ًا �إلى مع ِّلق يف املذياع يعقد مقارنة بني (هيالري وبيل كلينتون)‪.‬‬
‫وقد الحظ �أنَّ كليهما على الأغلب يتمتَّعان مبهارات بارزة يف التوا�صل‪ ،‬ولكن يرى �أنَّ «بل» �سيا�سي‬
‫املوهبة‬
‫موهوب‪ ،‬بينما على «هيالري» �أن تلتزم بالقواعد التي يفر�ضها عليها دورها‪� .‬أي �أن «بل» موهوب‬
‫بالفطرة‪ ،‬ولكن «هيالري» موهوبة باجلهد واملثابرة‪ .‬وك�أن هذا املذيع يقول ب�أنها ال ميكن �أن تكون‬
‫على قدم امل�ساواة معه يف املهارة �أبد ًا‪.‬‬
‫لقد كنت �أعمل على و�ضع نظر َّية حول اجلانب النف�سي للإجناز‪ ،‬وبعد �أكرث من عقد من الزمن‬
‫ق�ضيته يف التفكري يف هذه النظر َّية‪ ،‬ن�شرت �أخري ًا درا�س ًة طرحت فيها معادلتني ب�سيطتني‪،‬‬ ‫الإجناز‬
‫ميكنهما �شرح كيف َّية االنتقال من مرحلة املوهبة �إلى مرحلة الإجناز‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫تتح�سن بها مهاراتك عندما ت�ستثمر فيها جهدك‪.‬‬ ‫املوهبة‪ :‬هي ال�سرعة التي َّ‬
‫الإجناز‪ :‬فهو ما يحدث عندما تتابع مهاراتك املكت�سبة وت�ستفيد منها‪ .‬وما تقوله هذه النظر َّية‪،‬‬
‫اجلهد = املهارة ‪ X‬املوهبة‬
‫هو �أ َّنك عندما تنظر �إلى �أ�شخا�ص يف ظروف متماثلة‪ ،‬ف�إنَّ ما يح ِّققه ك ٌّل منهم يعتمد على عاملني‬
‫نح�سن بها مهاراتنا‪ ،‬وهي‬ ‫فقط‪ ،‬هما املوهبة واجلهد‪ .‬لأن املوهبة فع ًال هي مدى ال�سرعة التي ِّ‬
‫مه َّمة بالقطع‪� .‬أ َّما اجلهد فهو ما يبني هذه املهارات‪ ،‬ولذا‪ ،‬ف�إنَّ اجلهد‪ :‬هو ما يح ِّول املهارة �إلى‬
‫�إجناز ُمثمِ ر‪.‬‬
‫وميكنني �أن �أ�ضيف هنا �أنَّ املهارة لي�ست هي الوجه الآخر للإجناز‪ .‬فمن دون اجلهد‪ ،‬ف�إنَّ‬ ‫اجلهد = الإجناز ‪ X‬املهارة‬
‫موهبتك ال مت ِّثل �أكرث من جم َّرد �إمكاناتك غري امل�ستغ َّلة‪ ،‬ومن دون اجلهد ف�إنَّ مهاراتك ال مت ِّثل‬
‫�أكرث من جم َّرد ما كان ميكنك فعله‪ ،‬ولك َّنك ‪ -‬للأ�سف ‪ -‬مل تفعله‪ .‬ولكن مع بذل اجلهد‪ ،‬ف�إنَّ‬
‫املوهبة ت�صبح مهارة‪ ،‬ويف الوقت ذاته ف�إنَّ اجلهد يح ّول املهارة �إلى �إجناز ُمثمر‪.‬‬

‫مقيا�س العزم‬
‫هذا هو مقيا�س العزم الذي ا�ستخدمته يف �أبحاثي يف كلية «وي�ست بوينت»‪ .‬اقر�أ َّ‬
‫كل عبارة‪ ،‬و�ضع عالمة يف اجلدول‪� ،‬أمام اخلانة التي جتعل‬
‫العبارة منطقية‪� ،‬أو تتفق مع �سلوكك‪ .‬قارن بني �شخ�ص َّيتك و�شخ�ص َّيات معظم النا�س الذين تعرفهم‪ ،‬ولي�س فقط �شخ�ص َّيات زمالئك يف العمل‬
‫�أو �أ�صدقائك �أو عائلتك‪.‬‬
‫مي ِّثلني متام ًا‬ ‫مي ِّثلني يف �أغلب‬ ‫مي ِّثلني �إلى‬ ‫هذا ال مي ِّثلني‬
‫ال مي ِّثلني كثري ًا‬
‫ودائم ًا‬ ‫الأحيان‬ ‫حدٍّ ما‬ ‫على الإطالق‬
‫‪�.1‬أحيان ًا ت�شتِّتني الأفكار وامل�شروعات اجلديدة عن الأفكار‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬
‫وامل�شروعات ال�سابقة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ .2‬ال تث ِّبطني العوائق‪ .‬ف�أنا ال �أ�ست�سلم ب�سهولة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ .3‬كثري ًا ما �أ�ضع ن�صب عيني هدف ًا ما‪ ،‬ثم �أجدين �أتابع هدف ًا �آخر خمتلف ًا‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪� .4‬أنا �أعمل بجد‪.‬‬
‫‪� .5‬أجد �صعوبة يف احلفاظ على تركيزي على امل�شروعات التي‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬
‫ت�ستغرق �أكرث من ب�ضعة �أ�شهر لإمتامها‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪� .6‬أنهي كل عمل �أبد�أه مهما كانت الظروف وامل�شكالت‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تتغي اهتماماتي من عام �إلى �آخر‪.‬‬
‫‪َّ .7‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪� .8‬أنا جمدٌّ ‪ ،‬وال �أ�ست�سلم �أبداً‪.‬‬
‫‪� .9‬أحت َّم�س كثري ًا لفكرة �أو م�شروع ما لفرتة ق�صرية‪ ،‬ثم �أفقد‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬
‫اهتمامي به الحق ًا‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ .10‬لقد �سبق يل وتغلَّبت على عوائق كثرية لأفوز يف حتدٍّ يات مهمة‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪4‬‬
‫فاجمع النقاط التي ح�صلت عليها يف الأ�سئلة‬ ‫من حياتك‪ ،‬عن مدى عزمك عندما كنت‬ ‫حل�ساب الرقم الإجمايل الذي �سجلته‬
‫ذات الأرقام الزوج َّية واق�سمها على ‪ .5‬و�أنت‬ ‫�صغري ًا‪ ،‬كما قد يختلف عن النتيجة التي‬ ‫كم�ؤ�شر ملا متلكه من «العزم»‪ ،‬اجمع نقاط‬
‫تخ�ضع الختبار مقيا�س «العزم»‪� ،‬ستالحظ‬ ‫�ستح ِّققها �إذا خ�ضعت لهذا االختبار الحق ًا‪.‬‬ ‫كل اخلانات‪ ،‬واق�سم الناجت على ‪ .10‬احل ُّد‬ ‫ِّ‬
‫�أ َّنك مل ُت�س�أل عن مدى �ش َّدة التزامك جتاه‬ ‫يت�شكل العزم من عن�صري‪ :‬ال�شغف واملثابرة‪.‬‬ ‫الأق�صى للرقم الذي ميكنك حتقيقه على‬
‫هدفك على الإطالق‪ ،‬وقد يبدو هذا غريب ًا‪،‬‬ ‫ميكنك ح�ساب ت�سجيل النقاط املنف�صلة ِّ‬
‫لكل‬ ‫املقيا�س هو ‪( 5‬وهذا يعني �أ َّنك تتمتَّع بعزم‬
‫لأنَّ كلمة ال�شغف غالب ًا ما ُت�ستخدم لو�صف‬ ‫عن�صر منهما‪ ،‬والحت�ساب م�ستوى �شغفك‬ ‫�شديد)‪.‬‬
‫مب�ضي‬
‫ِّ‬ ‫امل�شاعر بالغة ال�ش َّدة‪ ،‬ولكنَّ االت�ساق‬ ‫اجمع الأرقام التي ح َّققتها يف الأ�سئلة ذات‬ ‫ت�سجله مي ِّثل‬
‫وليكن يف علمك �أنَّ الرقم الذي ِّ‬
‫الوقت هو العن�صر الذي حتتاج �إليه لت�صبح‬ ‫الأرقام الفرد َّية واق�سمها على ‪� .5‬أ َّما حل�ساب‬ ‫انعكا�س ًا لر�ؤيتك لذاتك يف الوقت احلايل‪.‬‬
‫ناجح ًا وحت ِّقق الإجنازات امله َّمة‪.‬‬ ‫�سجلتها يف جانب املثابرة‪،‬‬ ‫النقاط التي َّ‬ ‫وقد يختلف مدى عزمك يف هذه املرحلة‬

‫العزم ينمو وي�ش َّتد‬


‫«هل ينبع عزمنا من جيناتنا؟»‬
‫نحن نعرف �أن بع�ض ال�سمات التي مت ِّيزنا ‪-‬مثل الطول‪ -‬حمدَّدة‬
‫م�سبق ًا ب�شكل كبري يف خريطتنا اجلين َّية‪ ،‬بينما بع�ض قدراتنا‬
‫الأخرى ‪-‬مثل اللغات التي نتحدَّثها‪ -‬تكت�سب نتيجة لرتبيتنا‬
‫وخرباتنا‪ .‬لقد قطع العلم �شوط ًا كبري ًا يف اكت�شاف كيف ميكن‬
‫جليناتنا‪ ،‬وخرباتنا‪ ،‬والتفاعل فيما بينهما ت�شكيل �شخ�صياتنا‪.‬‬
‫ولكن �أدَّى التعقيد الكامن يف هذه احلقائق �إلى فهمنا لها ب�صورة‬
‫خاطئة‪ ،‬ومع ذلك ف�إنَّ ك َّل �صفة ب�شر َّية تت�أ َّثر باجلينات واخلربات‪.‬‬
‫لن�أخذ الطول على �سبيل املثال‪ .‬الطول بطبيعته �صفة موروثة‪،‬‬
‫والفروق اجلين َّية مت ِّثل �سبب ًا كبري ًا يف كون بع�ض النا�س طوال‬
‫القامة‪ ،‬وبع�ضهم الآخر ق�صار القامة‪ .‬ولكن على مدى �أجيال‪،‬‬
‫�ستالحظ �أنَّ للبيئة ت�أثري ًا على الطول‪ .‬فالأطفال الذين يتناولون‬
‫طعام ًا �صحي ًا ينمون لي�صبحوا طوال القامة‪ ،‬بينما ال ينمو‬
‫الأقزام بنف�س الن�سبة ب�سبب �سوء التغذية‪ .‬وباملثل‪ ،‬ف�إنَّ �صفات‬
‫مثل‪ :‬الأمانة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والعزم‪ ،‬تت�أ َّثر جيني ًا باخلربة‪ ،‬وكذلك هي‬
‫املوهبة‪ .‬فبع�ضنا يولد بجينات ت�سهِّل علينا تعلُّم حفظ النغمات‪� ،‬أو‬
‫حل املعادالت‪ ،‬ولكن على العك�س من االعتقاد ال�سائد‪ ،‬ف�إنَّ املواهب‬ ‫ِّ‬
‫لي�ست جين َّية بالكامل‪ ،‬لأنَّ املعدل الذي نط ِّور به � َّأي مهارة مي ِّثل‬
‫خربة وظيف َّية �أي�ض ًا‪.‬‬
‫يت�أ َّثر العزم‪ ،‬واملوهبة‪ ،‬وك ُّل ال�صفات النف�س َّية الأخرى التي تتع َّلق‬
‫بالنجاح باجلينات‪ ،‬و�أي�ض ًا باخلربة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لي�س هناك جني‬
‫بعينه للعزم‪� ،‬أو لأيِّ �صفة نف�سية �أخرى‪ .‬ولذا‪ ،‬ميكنك تنمية عزمك‬
‫من داخلك من خالل فهم ال�صفات الأربع التالية للعزم‪:‬‬

‫ال�صفة الأولى‪ :‬االهتمام‬


‫للخطب‪ ،‬ولكن هذه مل تكن الر�سالة التي عرفتها من ن�ش�أتي‪ .‬فما قيل يل بد ًال منها هو �أنَّ احلقائق‬ ‫«اتَّبع �شغفك»‪ ،‬مت ِّثل هذه العبارة بداية رائجة ُ‬
‫العمل َّية للحياة يف العامل احلقيقي �أه ُّم بكثري من �أيِّ �شخ�ص يافع يحيا «حياة مغلقة» كحياتي التي تخ َّيلتها‪ .‬وقد تل َّقيت حتذيرات كثرية من �أنَّ‬
‫تو�صل العلماء الذين در�سوا‬ ‫�أحالمي الغارقة يف املثال َّية ب�ش�أن العثور على ما �أحب قد تكون طريق ًا م�ش�ؤوم ًا يقودين �إلى الفقر وخيبة الأمل‪ .‬ولكن َّ‬
‫االهتمام �إلى �إجابة حا�سمة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫�أوال‪� :‬أظهرت الدرا�سات �أنَّ النا�س يكونون �أكرث ر�ضى عن وظائفهم عندما‬
‫يفعلون ما يالئم اهتماماتهم ال�شخ�ص َّية‪ .‬كما �أنهم ي�ؤدُّون �أف�ضل يف �أعمالهم‬
‫مما ال نعرفه عن اجلانب‬ ‫عندما يهتمون بها وينجذبون �إليها‪ .‬فهناك الكثري َّ‬
‫النف�سي لالهتمام‪ .‬وكم �أ َّمتنى لو ك َّنا نعرف مث ًال‪ ،‬ملاذا يجد بع�ضنا الطبخ هواية‬
‫�شائقة‪ ،‬يف حني ال ي�شغل �آخرون بالهم بالطبخ بتات ًا‪ .‬ما يف ِّكر فيه معظمنا عند‬
‫التفكري يف ال�شغف هو اكت�شاف مفاجئ متام ًا‪ .‬فما يقول العلم يف هذا ال�ش�أن‪:‬‬
‫يعترب ال�شغف بعملك نوع ًا من االكت�شاف‪ ،‬يتبعه الكثري من التطوير‪َّ ،‬ثم حياة‬
‫ب�أكملها من التع ُّمق يف دائرة االكت�شافات‪ .‬وكبداية‪ ،‬تعترب الطفولة مرحلة مب ِّكرة‬
‫ملعرفة ما نرغب يف �أن نكونه عندما نكرب‪ ،‬فقد �أظهرت الدرا�سات التي تابعت‬
‫�آالف الأ�شخا�ص عرب الزمن‪� ،‬أنَّ معظم النا�س ال يبد�ؤون يف االجنذاب نحو‬
‫املتو�سطة تقريب ًا‪.‬‬
‫معي دون �سواه‪� ،‬إال يف املرحلة التعليم َّية ِّ‬
‫اهتمام مهني َّ‬

‫ثاني ًا‪ :‬االهتمام ال ُيكت�شف من خالل الت�أ ُّمل الداخلي‪ ،‬بل يت ُّم حتفيزه من خالل‬
‫التفاعالت التي تت ُّم مع العامل اخلارجي؛ وقد تكون عمل َّية االهتمام فو�ضو َّية �أو‬
‫غري كافية‪ ،‬لأنه ال ميكنك �أن تتو َّقع بيقني ما �سي�أ�سر انتباهك‪ ،‬حيث ال ميكنك ‪-‬‬
‫حتب �شيئ ًا ما‪ .‬وعلى النقي�ض‪ ،‬فقد تبد�أ‬ ‫بب�ساطة ‪ -‬دفع نف�سك ب�إرادتك �إلى �أن َّ‬
‫باالهتمام ب�شيء ما‪ ،‬و�أنت يف الواقع ال تدرك حتَّى ما يحدث‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬ما يتبع االكت�شاف املبدئي لالهتمام مي ِّثل الفرتة الأطول‪ ،‬والتي تتزايد‬
‫فيها ا�ستباق َّية تطوير االهتمام‪ .‬وب�شكل ما‪ ،‬ف�إنَّ املح ِّفز املبدئي لالهتمام اجلديد‬
‫يجب �أن تتبعه لقاءات تالية حت ِّفز انتباهك مرار ًا وتكرار ًا‪.‬‬
‫ف�إذا �أردت �أن تتبع �شغفك‪ ،‬لك َّنك مل جتد ما تتوق �إليه حتَّى الآن‪ ،‬فعليك �أن تبد�أ‬
‫أحب التفكري فيه؟‬
‫باالكت�شاف‪ .‬وهنا‪ ،‬اطرح على نف�سك الأ�سئلة التالية‪ :‬ما الذي � ُّ‬
‫فيم ي�شرد ذهني؟ ما الذي �أهت ُّم به حق ًا؟ ما الذي يه ُّمني �أكرث؟ كيف �أ�ستمتع‬ ‫َ‬
‫بق�ضاء وقتي؟ وعلى العك�س‪ :‬ما الأمور التي ال �أطيقها وال �أحتمل التفكري فيها؟‬
‫ومبج َّرد �أن يتك َّون اجتاه ما يف ذهنك‪ ،‬بادر بتحفيز اهتماماتك الوليدة‪ ،‬وميكنك‬
‫فعل هذا باخلروج �إلى العامل‪ ،‬وفعل �شيء مفيد لك وملجتمعك‪ .‬ف�إذا كان لديك‬
‫�شعور مبدئي مبا ت�ستمتع بق�ضاء وقتك فيه‪ ،‬ف�إنَّ هذا هو الوقت املنا�سب لتطوير‬
‫اهتماماتك؛ فبعد االكت�شاف ي�أتي التطوير‪.‬‬

‫ال�صفة الثانية‪ :‬املمار�سة‬


‫أقل عزم ًا‬ ‫اكت�شفت يف �إحدى درا�ساتي املبكرة �أنَّ الأطفال الأكرث عزم ًا يف م�سابقة ِّ‬
‫التهجي‪ ،‬كانوا قد تد َّربوا مبعدَّالت �أكرب من مناف�سيهم ال ِّ‬
‫ف�سرت هذه ال�ساعات الإ�ضافية من املمار�سة �أداءهم الفائق يف املناف�سة النهائ َّية‪ .‬لقد جعلتني نتائج املقابالت التي �أجريتها �أت�ساءل‬ ‫و�صرب ًا‪ ،‬وقد َّ‬
‫املخ�ص�ص ملا تهت ُّم به‪ ،‬ولك َّنه يرتبط بطبيعة الأمور التي تقوم بها يف هذا الوقت ‪ .‬فالأمر ال‬ ‫ع َّما �إذا كان العزم ال يتم َّثل فقط يف مقدار الوقت َّ‬
‫ينح�صر يف ق�ضاء وقت �أطول يف تنفيذ مه َّمة ما‪ ،‬ولك َّنه يتع َّلق �أي�ض ًا بق�ضاء وقت �أف�ضل يف تنفيذها‪� .‬إذا تت َّبعت م�سار تط ُّور امل�ؤدِّين ذائعي ال�صيت‬
‫تتح�سن تدريجي ًا على م ِّر ال�سنني‪ .‬وهذا الأمر حقيقي بالن�سبة �إلينا جميع ًا‪ ،‬فك َّلما زادت املعلومات التي‬ ‫على م�ستوى العامل‪ ،‬ف�ستجد �أنَّ مهاراتهم َّ‬
‫حت�سنك فيه من يوم �إلى �آخر‪.‬‬ ‫تعرفها عن جمالك‪ ،‬ق َّل م�ستوى ُّ‬
‫أهم‬‫ولي�س مفاجئ ًا �أن يكون هناك منحنى تعلُّم لتط ُّور املهارة‪ ،‬ولكن املفاجئ هو املقيا�س الزمني الذي يحدث به هذا التط ُّور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنَّ � َّ‬
‫نقطة يف هذا املو�ضوع ال تكمن يف ق�ضاء اخلرباء ل�ساعات �أطول يف ممار�سة عمل ما‪ ،‬بل تكمن يف �أنَّ اخلرباء ميار�سون �أعمالهم بطريقة خمتلفة‪.‬‬
‫وعلى عك�س معظمنا‪ ،‬ف�إنَّ اخلرباء يق�ضون �آالف ال�ساعات فيما يعرف مب�صطلح «املمار�سة املق�صودة»‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪6‬‬
‫وهذه هي الطريقة التي ميار�س بها اخلرباء �أعمالهم‬
‫ي�ضع اخلرباء هدف ًا مرن ًا ير ِّكزون فيه على جانب واحد من جوانب الأداء‪.‬‬
‫وبد ًال من الرتكيز على ما يجيدون فعله �سلف ًا‪ ،‬ف�إ َّنهم يبذلون ق�صارى‬
‫جهدهم لتح�سني نقاط �ضعفهم املحدَّدة‪ .‬وهم يبحثون عمد ًا عن التحدِّ يات‬
‫التي مل يتغلبوا عليها بعد‪ ،‬ثم ي�سعون بجد وانتباه �شديد لتحقيق هذا الهدف‬
‫املرن‪ .‬ثم ي�ست�أن�سون ب�آراء غريهم فيما ح َّققوه‪ .‬وتكون معظم هذه الآراء‬
‫�سلب َّية بال�ضرورة‪ ،‬وهذا يعني �أ َّنهم �أكرث دراية بالأخطاء التي ارتكبوها يف‬
‫�أعمالهم‪ ،‬حتى يحاولوا �إ�صالحها‪� ،‬أكرث من اهتمامهم مبا �أجادوا فيه‪ .‬وال‬
‫تق ُّل املعاجلة الن�شطة لهذه الآراء يف �أهميتها عن �سرعة احل�صول عليها‪.‬‬
‫يح ِّقق «�أولو» العزم معدَّالت كبرية من املمار�سة العمد َّية �أو الق�صدية‪،‬‬
‫ويتع َّر�ضون ملوجات �أكرث تكرار ًا من اخلربة‪ .‬ولي�س هنا تناق�ض‪ ،‬لأنَّ‬
‫�ضرب من اخلربة‪ .‬ويبدو �أنَّ‬
‫املمار�سة العمد َّية �سلوك‪ ،‬ولأنَّ التع ُّر�ض للعمل ٌ‬
‫هذين امل�سارين نادر ًا ما يتفقان لدى معظم اخلرباء‪.‬‬
‫فكيف ميكننا حتقيق �أق�صى ا�ستفادة ممكنة من املمار�سة العمديَّة‬
‫لرت�سيخ خرباتنا مبعدَّالت �أكرب؟‬
‫‪ .1‬و�ضع هدف مرن حمدَّد ووا�ضح‪.‬‬
‫‪ .2‬بذل �أق�صى جهد ممكن والو�صول �إلى �أعلى درجات الرتكيز‪.‬‬
‫‪ .3‬احل�صول على �آراء ومالحظات فوريَّة وم�ستنرية‪.‬‬
‫‪ .4‬تكرار العمل مع درا�سة جوانبه وحت�سينها‪.‬‬

‫ال�صفة الثالثة‪:‬الغاية‬
‫تعترب الغاية ون َّية امل�ساهمة يف ِرفاه الآخرين م�صدر ًا لل�شغف‪ ،‬و�شغف «�أويل العزم»‬
‫يعتمد على الغاية مثلما يعتمد على االهتمام‪ .‬وكل من يتم َّتعون بعزمية قو َّية ي�سعون‬
‫موجهني نحو‬ ‫لتحقيق غاية‪ ،‬الأمر الذي مي ِّثل �شيئ ًا �أعمق من الن َّية املج َّردة‪ ،‬فهم لي�سوا َّ‬
‫خا�صة �أي�ض ًا‪.‬‬
‫حتقيق �أهدافهم اخلا�صة فح�سب‪ ،‬ولكن �أهدافهم ذات طبيعة َّ‬
‫كان «�أر�سطو» �أول من قال ب�أنَّ هناك طريقني لل�سعادة‪ .‬وقد �س َّمى �أحدهما الطريق‬
‫«الإيوداموين» ليت�سق مع روح اخلري الداخل َّية للمرء‪ ،‬و�س َّمى الآخر الطريق «الهيدوين»‬
‫لي�شري �إلى اخلربات اللحظ َّية الإيجاب َّية التي تر ِّكز على الذات وفطرتها‪ .‬وهو يزعم‬
‫ب�أن احلياة الهيدون َّية «التل ُّذذية» بدائ َّية و�سوق َّية‪ ،‬ويعلي من �ش�أن احلياة الإيودامون َّية‬
‫«الروح َّية» لأنها نبيلة ونق َّية‪.‬‬
‫ولكن االجتاهني امل�ؤدِّيني �إلى ال�سعادة لهما جذو ٌر عميقة للغاية‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬يبحث‬
‫الب�شر عن املتعة؛ لأنَّ ما يجلب املتعة يزيد من فر�ص جناتنا �أي�ض ًا‪ .‬وبعد النجاة يتطور‬
‫الب�شر ليبحثوا عن املعنى والغاية‪ .‬فنحن نعترب خملوقات اجتماعية لأننا نتعاون ونتمتع‬
‫بقابل َّية للنجاة �أكرث ممن مييلون �إلى العزلة‪ .‬ولذلك‪ ،‬يعتمد املجتمع على العالقات‬
‫ال�شخ�ص َّية امل�ستق َّرة‪ ،‬في�ضمن ح�صولنا على الغذاء‪ ،‬وحمايتنا من الأعداء‪ .‬فالرغبة يف‬
‫التوا�صل هي حاجة �أ�سا�س َّية مثلها مثل �شهية اال�ستمتاع باحلياة‪ .‬فمهما كان تقدم العمر‬
‫بالإن�سان‪ ،‬ف�إنه يظل يع�سى لرت�سيخ غايته من احلياة‪ ،‬وهنا ميكن تقدمي ثالث ن�صائح‪:‬‬
‫‪ u‬فكر يف العمل الذي ت�ؤدِّيه‪ ،‬وكيف ميكن �أن ي�ش ِّكل م�ساهمة �إيجاب َّية يف املجتمع‪.‬‬
‫‪ u‬ف ِّكر يف الكيف َّية التي ميكنك بها تغيري عملك احلايل لربطه بقيمك الأ�سا�س َّية‪.‬‬
‫‪ u‬ابحث عن الإلهام يف قدوة �إيجاب َّية ّ‬
‫خلقة‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫ال�صفة الرابعة‪ :‬الأمل‬
‫يقول املثل الياباين‪« :‬ال�سقوط �سبع مرات يعني النهو�ض يف الثامنة»‪ .‬ف�إن كنت تفكر يف و�شم ت�ضعه على �ساعدك‪،‬‬
‫ميكنك نق�ش هذه الكلمات بحرب ال ُيحى‪� .‬إذا كنت مت�شائم ًا‪ ،‬ف�إنك قد تظن �أنك فا�شل‪ ،‬و�ست�ؤثر يف العديد‬
‫من املواقف التي تتع َّر�ض لها يف حياتك وعلى �أدائك الوظيفي‪ .‬فالتف�سريات ال�سلبية للمِ حن ال�صغرية حت ِّولها‬
‫�إلى �أزمات كبرية‪ ،‬لأنها تبدو كدوافع منطق َّية لال�ست�سالم‪ .‬املعاناة مما تعتقد �أنه خارج عن �سيطرتك هي ما‬
‫يدفع املرء �إلى فقدان الأمل‪� .‬أما �إذا كنت متفائ ًال‪ ،‬ف�سرتى �أ َّنك �أ�س�أت �إدارة وقتك‪ ،‬ومل تعمل بالكفاءة املطلوبة‬
‫ب�سبب م�شتتات �أخرى‪ .‬وك ُّل هذه التف�سريات م�ؤ َّقتة‪ ،‬و»قابل َّيتها للإ�صالح» حت ِّفزك على التخلُّ�ص منها باعتبارها‬
‫م�شكالت م�ؤ َّقتة‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪8‬‬
‫اللغة والأمل‬
‫اللغة هي �إحدى طرق غر�س الأمل‪ .‬ف�سواء �أكنت والد ًا‪� ،‬أم مدير ًا‪� ،‬أم مد ِّرب ًا‪� ،‬أم مر�شد ًا‪ ،‬ف�إننا نقرتح عليك �أن تالحظ لغتك يف الأيام القادمة‪،‬‬
‫تغذيها كلماتك وتغر�سها يف نف�سك ويف الآخرين‪.‬‬ ‫و�أن ت�ستمع �إلى االعتقادات التي ِّ‬

‫يعزِّ ز التفكري النم ِّو والعزم‬ ‫يق ِّو�ض التفكري بالنم ِّو والعزم‬
‫«�أنت تتعلَّم! وهذا �أمر حممود»‬ ‫«�أنت موهوب بالفطرة!»‬
‫«ال �ضري �إن مل تنجح‪ .‬دعنا نناق�ش الطريقة التي جربتها ونبحث عن طريقة �أف�ضل»‬ ‫«ح�سن ًا‪ ،‬لأنك حاولت مبا يكفي!»‬
‫«عمل رائع! ولكن رمبا هناك طريقة �أف�ضل؟»‬ ‫«عمل رائع! �إنَّك موهوب فع ًال!»‬
‫«هذا �صعب‪ .‬ال حتزن �إن مل تتمكَّن منه حتى الآن»‬ ‫»هذا �صعب‪ .‬ال حتزن �إن مل تتمكَّن منه«‬
‫«هذه لي�ست �إحدى نقاط ق َّوتك‪ ،‬وال تقلق لأنه ميكنك امل�ساهمة ب�أعمال‬
‫«لدينا معايري عالية‪ ،‬وعليك االلتزام بها لأنه ميكنك حتقيقها»‬
‫�أخرى»‬

‫ت�ؤدي العقل َّية الثابتة جتاه القدرات �إلى تربيرات ت�شا�ؤم َّية للم�شكلة التي نواجهها‪ ،‬وهذا ي�ؤدِّي �إلى الرتاجع عن مواجهة التحدِّ يات‪ .‬وعلى العك�س‪،‬‬
‫ت�ؤدي عقل َّية النم ِّو �إلى ال�سري يف طرق ي�سودها التفا�ؤل‪ ،‬وهذا يقود �إلى املثابرة والبحث عن حتدِّ يات جديدة جتعلك يف النهاية �أقوى من ذي قبل‪.‬‬
‫عقل َّية النمو ←احلديث املتفائل للذات ← املثابرة رغم امل َِحن‬
‫ونحن نرى �أن الأمل يجب �أن يحدونا لنتخذ ك َّل خطوة بالت�سل�سل املذكور �أعاله‪ ،‬ثم نبحث عما ميكننا فعله لتعزيز تلك اخلطوة‪ .‬وميكننا يف هذا‬
‫ال�سياق اقرتاح ما يلي‪:‬‬
‫غي معتقداتك ب�ش�أن الذكاء واملوهبة ‪ u‬حتدث دائم ًا عن التفا�ؤل ‪ u‬اطلب يد العون‬ ‫‪ِّ u‬‬

‫�أبنا�ؤنا من �أويل العزم‬


‫داعمة‬ ‫نقول ملن يرغبون يف تربية �أبناء ذوي عزمية قو َّية‪� ،‬أنه ميكنهم ا�ستخدام‬
‫الدليل التايل واتخاذ العديد من القرارات التي علينا �أن نت�ش َّبث بها يف �أثناء‬
‫الأب َّوة‬ ‫الأب َّوة‬
‫تربية �أطفالنا‪.‬‬
‫غـــيــر‬ ‫املت�ساهلة‬ ‫احلكيمة‬
‫كل �شيء‪ ،‬لي�س هناك مقاي�ضة �أو حل و�سط بني الأب َّوة الداعمة‬ ‫بداية وقبل ِّ‬
‫متط ِّلبة‬
‫متط ِّلبة‬ ‫الأب َّوة‬ ‫الأب َّوة‬
‫«احلب القا�سي» نوع ًا من املوازنة‬ ‫ِّ‬ ‫والأب َّوة املتط ِّلبة‪ .‬وهناك ٌ‬
‫خلط بني اعتبار‬
‫احلب واالحرتام من ناحية‪ ،‬وال�صرامة من ناحية �أخرى‪� .‬أ َّما يف الواقع‬ ‫بني ِّ‬
‫املهملة‬ ‫ال�سلطو َّية‬ ‫ُ‬ ‫فال يوجد �سبب حقيقي مينعك من ا�ستخدام الطريقتني‪ .‬تر ِّكز بع�ض الأ�سر‬
‫على «�أطفالها» فت�ضع اهتمامات الأطفال يف املقام الأول‪ ،‬وال ترى هذه الأ�سر‬
‫غري داعمة‬ ‫�أنَّ الأطفال هم �أف�ضل َح َكم ب�ش�أن ما ينبغي فعله‪ ،‬واجلهد الذي ينبغي بذله‪،‬‬
‫والوقت املطلوب لعمل �أو ترك �شيء ما‪« .‬مي ِّثل الر�سم» التايل علما َء النف�س‬
‫�أ َّما يف الأرباع الثالثة الأخرى‪ ،‬فهناك ثالثة �أ�ساليب �شائعة للأب َّوة‪،‬‬
‫الذين ي�ص ِّنفون �أ�ساليب الرتبية الأبو َّية يف الع�صر احلايل‪« .‬ويو�ضح هذا‬
‫تت�ض َّمن االجتاهات املتط ِّلبة وغري الداعمة يف تربية الأطفال‪ ،‬والتي‬
‫تتم َّثل يف الآباء املهملني‪ .‬تخلق الأب َّوة املهملة مناخ ًا عاطفي ًا �سام ًا‬ ‫الر�سم» �أ َّنه بد ًال من وجود �سل�سلة مت�صلة واحدة‪ ،‬توجد �سل�سلتان‪.‬‬
‫متام ًا‪� .‬أما الآباء امل�ستبدُّون فهم متط ِّلبون وغري داعمني‪ .‬يف حني �أن‬ ‫يف الربع الأمين العلوي من ال�شكل‪ ،‬جند الآباء املتط ِّلبني والداعمني مـع ًا‪.‬‬
‫الآباء املت�ساهلني داعمون وغري متط ِّلبني‪.‬‬ ‫ويطلق عليهم ا�صطالح ًا «الآباء املوثوق بهم»‪ ،‬وغالب ًا ما يحدث خلط بني‬
‫فهل �أنت والد حكيم نف�سي ًا؟ ا�ستخدم تقييم الأب َّوة التايل لتجيب‬ ‫هذا النوع من الأب َّوة و«الأب َّوة ال�سلطو َّية»‪ .‬ولتج ُّنب هذا اخللط‪ ،‬ن�شري �إلى‬
‫عن ال�س�ؤال بنف�سك ولنف�سك‪ .‬وت�أمل كم من العبارات التالية ميكن‬ ‫الأب َّوة املوثوق بها باعتبارها الأب َّوة احلكيمة‪ ،‬لأنَّ الآباء يف هذا الربع حكماء‬
‫بخط‬‫�أن ي�ؤ ِّكدها طفلك من دون تردُّد؟ �ستالحظ �أنَّ بع�ضها مكتوب ٍّ‬ ‫يتح َّرون الد َّقة ب�ش�أن احلاجات النف�س َّية لأطفالهم‪ ،‬فهم يقدِّ رون �أنَّ الأطفال‬
‫مائل‪ .‬هذه البنود هي بنود «ال�شفرة العك�س َّية» التي تعني �أ َّنه �إذا اتفق‬ ‫احلب‪ ،‬و�إلى حدود وخطوط لي�صلوا �إلى حتقيق �إمكاناتهم‬ ‫يحتاجون �إلى ِّ‬
‫طفلك معها ف�إنك قد تكون �أق َّل حكمة من الناحية النف�سية مما تظن‪.‬‬ ‫ب�شكل تام‪ .‬و�سلطتهم ُتبنى على املعرفة واحلكمة بد ًال من الق َّوة‪.‬‬‫ٍ‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫داعم‪ :‬ودود‬
‫والدي لي�ساعداين عندما‬ ‫َّ‬ ‫‪ u‬ميكنني االعتماد على‬
‫�أواجه م�شكلة‪.‬‬
‫‪ u‬يخ�ص�ص يل والداي بع�ض الوقت لنتحدث مع ًا‪.‬‬
‫‪� u‬أ�شرتك �أنا ووالداي يف فعل �أ�شياء كثرية وممتعة‬
‫مع ًا‪.‬‬
‫‪ u‬والداي ال يح َّبان �أن �أخربهما مب�شاكلي‪.‬‬
‫‪ u‬نادر ًا ما ميدحني والداي على الأداء اجل ِّيد‪.‬‬

‫داعم‪ :‬حمرتم‬
‫لدي احلق يف تكوين وجهة نظري‬ ‫‪ u‬يعتقد والداي �أنَّ َّ‬
‫اخلا�صة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ u‬ي�ؤكد والداي �أنَّ �أفكارهما �صحيحة‪ ،‬و�أ َّنني يجب �أال‬
‫�أ�ش ِّكك فيها‪.‬‬
‫‪ u‬يحرتم والداي خ�صو�صياتي‪.‬‬
‫‪ u‬مينحني والداي قدر ًا كبري ًا من احلر َّية‪.‬‬
‫‪ u‬يتخذ والداي القرارات ب�ش�أن معظم ما ميكنني‬
‫فعله‪.‬‬

‫متط ِّلب‬
‫‪ u‬يتو َّقع مني والداي �أن �أتبع القواعد العائلية‬
‫بحذافريها‪.‬‬
‫‪ u‬كثري ًا ما يرتكني والداي �أفلت ببع�ض الأخطاء بال‬
‫عقوبة‪.‬‬
‫‪ u‬ي�شري �إيل والداي دائم ًا بطرق مت ِّكنني من حتقيق‬
‫نتائج �أف�ضل‪.‬‬
‫‪ u‬عندما �أرتكب خط�أً ال يعاقبني والداي‪.‬‬
‫‪ u‬يتو َّقع مني والداي �أن �أبذل �أق�صى جهدي مهما‬
‫كانت الظروف �صعبة‪.‬‬
‫تُ�ضفي الن�ش�أة يف البيئة الداعمة التي تتمتَّع باالحرتام‪،‬‬
‫واملعايري املرتفعة‪ ،‬العديد من املم ِّيزات‪ ،‬ويتع َّلق �أحدها‬
‫ت�شجع‬
‫ب�شكل خا�ص بالعزم‪� ،‬أي بالأب َّوة احلكيمة التي ِّ‬
‫الأبناء على حماكاة والديهم‪.‬‬

‫ميادين العزم‬
‫قوي �أنَّ العزم‬ ‫حد�س ٌّ‬
‫لدي ٌ‬
‫مثل العديد من الآباء‪ ،‬كان َّ‬
‫ُيعزِّ ز من خالل ممار�سة �أن�شطة مثل الباليه‪ ،‬والبيانو‪،‬‬
‫وكرة القدم‪� ،‬أو � ِّأي ن�شاط غري منهجي‪ .‬وتنطوي هذه‬
‫الأن�شطة على �سمتني مه َّمتني ي�صعب م�ضاهاتهما‪.‬‬
‫الأولى هي �أنَّ هناك �شخ�ص ًا نا�ضج ًا يتو َّلى زمام الأمور‪،‬‬
‫ويف الو�ضع املثايل‪ ،‬يكون هذا ال�شخ�ص داعم ًا �أو مو ِّفر ًا‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪10‬‬
‫للدعم‪ .‬وثانيتهما هي �أنَّ هذه املمار�سات م�ص َّممة لغر�س االهتمام‪،‬‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫واملمار�سة‪ ،‬والغايات‪ ،‬والأمل‪ .‬لأن قاعات الباليه والعزف ومالعب الكرة‬
‫هي ميادين العزم‪.‬‬

‫مبج َّرد �أن ي�صل طفلك �إلى ال�سنِّ التي ي�سمح لها باكت�شاف ما ي�ستمتع‬
‫‪Tools of Titans‬‬ ‫ال�صف الدرا�سي‪ ،‬دعه ي�شارك فيه‪ .‬لو كان اخليار يل‪ ،‬جلعلت‬‫ِّ‬ ‫به خارج‬
‫‪The Tactics, Routines, and Habits of‬‬
‫‪Billionaires, Icons, and World-Class‬‬ ‫كل طفل من �أطفال العامل ينخرط يف ن�شاط واحد غري منهجي يختارونه‬ ‫َّ‬
‫‪Performers.‬‬
‫ب�أنف�سهم‪� .‬أما طالب املدار�س الثانو َّية‪ ،‬ف�أطلب منهم البقاء يف ن�شاط‬
‫‪By Timothy Ferriss. 2016.‬‬
‫ملدة تزيد على عام‪.‬‬
‫واحد على الأقل َّ‬

‫هناك �أبحاث كثرية ُتظهِ ر �أنَّ الأطفال الذين ي�شرتكون يف �أن�شطة غري‬
‫‪Originals‬‬
‫منهج َّية يح ِّققون نتائج �أف�ضل بكل املقايي�س التي ميكن ت�ص ُّورها تقريب ًا‬
‫‪How Non-Conformists Move the‬‬
‫‪World.‬‬
‫فهم يح ِّققون درجات �أف�ضل‪ ،‬ويتمتَّعون بتقدير ذات �أعلى‪ ،‬ونادر ًا ما‬
‫يواجهون متاعب يف امل�ستقبل‪.‬‬
‫‪By Adam Grant. 2016.‬‬

‫ثقافة العزم‬
‫كل جوانب �شخ�صياتنا تقريب ًا‪،‬‬ ‫الثقافة التي نحيا فيها‪ ،‬ت�ش ِّكلنا بق َّوة يف ِّ‬
‫�سواء �أدركنا هذا �أم ال‪ .‬وهنا ال نعني بالثقافة احلدود اجلغراف َّية‬
‫وال�سيا�س َّية التي تف�صل ال�شعوب بع�ضها عن بع�ض‪ ،‬بل احلدود النف�س َّية‬
‫‪The Art of Witty Banter‬‬ ‫التي تف�صل بيننا وبينهم‪ .‬الثقافة هي الأعراف والقيم امل�شرتكة ملجموعة‬
‫‪Be Clever, Be Quick, Be Interesting -‬‬
‫‪Create Captivating Conversation.‬‬ ‫من النا�س‪ .‬توجد الثقافة املم َّيزة يف �أي وقت يتوافق فيه النا�س على‬
‫‪By Patrick King. 2016.‬‬ ‫طريقة فعل الأ�شياء‪ ،‬و�أ�سباب ذلك الفعل‪� .‬إذا �أردت �أن تكون من «�أويل‬
‫العزم»‪ ،‬فعليك �أن جتد ثقافة عازمة وقوية تنهل منها‪� .‬أ َّما �إن كنت قائد ًا‪،‬‬
‫و�أردت لأتباعك �أن ي�صبحوا �أكرث عزم ًا‪ ،‬فعليك خلق ثقافة ذات عزم‪.‬‬

‫قراءة ممتعة‬ ‫�إذا كنت «�أنا» عبقرية‪ ،‬ف�أنت كذلك‬


‫ميكنك �أن تكون من «�أويل العزم» �إن �أردت ذلك‪ ،‬لأنه ميكنك تنمية عزمك‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬ ‫يف داخلك‪ .‬ابد�أ بغر�س االهتمامات‪ ،‬وتطوير عادات التحدِّ ي الذي تتجاوز‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫املمار�سة �إلى الغاية ال�سامية‪ .‬وميكنك اجلمع بني عملك وبني غاية تتجاوز‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬ ‫كل �شيء‪ .‬وميكنك �أي�ض ًا‬ ‫ذاتك‪ ،‬و�أن تعي�ش على الأمل حينما تظن �أنك فقدت َّ‬
‫تنمية عزمك من اخلارج �إلى داخلك‪ ،‬فمن خالل الآباء‪ ،‬واملد ِّربني‪ ،‬واملع ِّلمني‪،‬‬
‫تواصلوا معنا على‬ ‫والأ�صدقاء يعتمد تطوير العزم ب�صورة حا�سمة على م�ساعدة الآخرين‪.‬‬
‫كان �أبي يقول يل و�أنا فتاة �صغرية‪�« :‬أنت ل�ست بعبقر َّية» و�أدرك الآن �أ َّنه‬
‫كان يخاطبني ويخاطبكم �أي�ض ًا‪� .‬إذا كان العبقري هو من ي�ستطيع حتقيق‬
‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫نتائج عظيمة بغري جهد‪ ،‬فقد �أ�صاب �أبي‪ .‬ف�أنا ل�ست بعبقر َّية‪ ،‬وكذلك مل‬
‫يكن هو‪ .‬لقد تخرجت يف جامعة «هارفارد»‪ ،‬ثم يف «�أك�سفورد»‪ ،‬و�أثبت �أن‬
‫العبقري هو من يبقى على �أمل‪ ،‬ويعمل بال كلل �أو ملل‪ ،‬لي�صل �إلى التم ُّيز‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫وبال تو ُّقف‪ .‬وبهذا املعنى‪ ،‬ميكنك �أي�ض ًا �أن تكون عبقري ًا �إذا �أردت �أنت‬
‫‪qindeel.uae‬‬ ‫ذلك‪.‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

You might also like