Professional Documents
Culture Documents
ملخص حمزة
ملخص حمزة
الموضوع :
1
مقدمة :
تف رتض الشخص ية القانوني ة شخص ا طبيعي ا أو معنوي ا ك الطرق للح ق ،ولكن األم ر خيتل ف بني الش خص الط بيعي
والشخص املعنوي :فالشخص الطبيعي يكتسب الشخصية القانونية مبجرد والدته حيا ،أما الشخص املعنوي هو جمموعة من
األم وال أو أش خاص يتح دون للقي ام بنش اطات مش رتك وألغ راض خمتلف ة ومسي يف ذل ك الش خص االعتب اري ،ألن ه ليس ل ه
كحيان مادي وإمنا له وجود معنوي فقط ،مع اعرتاف القانون له بالقدرة على اكتساب احلقوق والتحمل بااللتزامات يرتتب
على هذه القدرة ما يسمى بالمسوؤلية القانونية أي احملاسبة على ضرر أحدث الغري ،فإذا كان الضرر على املصاحل اخلاصة
لألفراد اخلاضعني للقانون اخلاص فهمنا تكون املسؤولية مدنية ،أما إذا كانت هذه األضرار متتد إىل مصاحل اجلماعة أي يكون
الفعل الضار جرمية معاقبا عليها ،فهنا تكون املسؤولية جزائية .
يعترب موضوع املسؤولية اجلزائية من أهم مواضيع قانون العقوبات ،فهي تعين وجوب حتمل الشخص تبعة عمله اجملرم
خبضوعه للجزاء املقرر هلذا العمل يف القانون ،كما أن مفهوم املسؤولية اجلزائية هو توسيع موضوع املسؤولية املدنية التقليدية
هذا األخرية اليت تعرف على أهنا وظيفة تعويضية للضرر احلاصل عن طريق خرق اللتزامات معينة .
نظ را للتط ور احلاص ل يف مي دان اإلنت اج والتص نيع وك ثرة رؤوس األم وال يف اجلزائ ر اتس عت حرك ة الس لعة والبض ائع
فأصبحت األسواق اجلزائرية تعج مبختلف املنتوجات اليت تصنع املستهلك وقد يقبل حتت تأثري الدعاية اجليدة إىل اقتناء منتوج
دون أن يدرك مدى خطورته وما قد يلحقه من أضرار وخيمة متس أمن وسالمة جسده.
نص املش رع اجلزائ ري على ع دة إج راءات قانوني ة ه دفت إىل محاي ة املس تهلك من املنتوج ات ال يت هتدد س المته منه ا
ق انون رقم 02-89املؤرخ يف 07/02/1989ومت الغائ ه باألحك ام القانوني ة 03-09املؤرخ يف 25/02/2009يتعل ق
حبماية املستهلك وقمع الغش ،حيث نصت املادة 01من القانون اجلديد " :يهدف هذا القانون إىل حتديد القواعد املطبقة يف
جمال محاية املستهلك من الغش " ،كما نصت املادة " : 11جيب أن يليب كل منتوج معروض لالستهالك الرغبات املشروعة
للمستهلك من حيث طبيعته ووظفه ومنشئه ومميزاته األساسية والرتكيبية " .
ب الرجوع على الق انون رقم 03-09يف املادة 70املتعلق ة حبماي ة املس تهلك وقم ع الغش يق ع الغش على املنتوج ات
املوجه ة لالس تهالك وحس ب املادة 431من ق انون العقوب ات اجلزائي ة املطب ق متام ا بنص املادة 3- 213ق انون االس تهالك
الفرنس ي ،فمج ال تط بيق الغش حمدد بالس لعة وعلى اخلص وص املواد الص احلة للتغذي ة لإلنس ان واحلي وان ،املش روبات واملواد
الطبية ،واملنتوجات الزراعية أو الطبيعية ،وهذا نص هبدف محاية صحة املستهلك وأمنه الغذائي.
ومن هنا نط رح تس اؤل :كي ف نظم المش رع المس ؤولية الجزائي ة للمنتج في ظ ل القواع د العام ة وك ذا في ظ ل
القوانين الخاصة ؟
2
الفصل األول :
المسؤولية الجزائية للمنتج في
القواعد العامة
3
تمهيد:
عرفت ظاهرة املضاربة غري املشروعة توسعا كبريا وغري متوقع يف اجملتمع اجلزائري خاصة مع الوضع الصحي الذي عاشته
اجلزائر جراء تفشي جائحة كورونا لذا وجب التطرق اىل دراسة هذه الظاهرة من الناحية القانونية حيث نتطرق اىل التعريف
القانوين للمضاربة غري املشروعة ( املطلب االول ) مث قيام املضاربة غري مشروعة ( املطلب الثاين) مث ما يف حكم املضاربة غري
املشروعة(املطلب الثالث).
من خالل املادة رقم 02من القانون 15-21جند أن املشرع اجلزائري قد وضع مفهوما وتفصيال شامال جلرمية املضاربة من
خالل السلع نفسها أو أسعارها ،كما وضع حيز اجلرمية املشاركة بطريقة مباشرة أو غري مباشرة أو عن طريق وسيط فالكل
مسؤول عن جرمية املضاربة يف نظر القانون ،كما أنه أشار اىل االعتماد على الوسائل اإللكرتونية يف اجلرمية.
ومل يكتف املشرع اجلزائري يف نص املادة هبذا التفصيل فقط بل أضاف ويعترب من قبيل املضاربة غري املشروعة من خالل ترويج
أخبار أو أنباء كاذبة أو مغرضة عمدا بني اجلمهور بغرض إحداث اضطراب يف السوق ورفع األسعار بطريقة مباغتة وغري
مربرة وطرح عروض يف السوق بغر ض إحداث اضطراب يف األسعار أو هوامش الربع احملددة قانونا ،وتقدمي عروض بأسعار
مرتفعة عن تلك اليت كان يطبقها البائعون عادة ،والقيام بصفة فردية أو مجاعية أو بناء على اتفاقات ،بعملية يف السوق بغرض
احلصول على ربح غري ناتج عن التطبيق الطبيعي للعرض والطلب ،واستعمال املناورات اليت هتدف إىل رفع أو خفض قيمة
األوراق املالية.
فمن خالل املادة 02من القانون 15-21وضع من قبيل املضاربة غري املشروعة:1
-ترويج أخبار أو أنباء كاذبة أو مغرضة عمدا بين الجمهور بغرض إحداث اضطراب في السوق ورفع األسعار بطريقة
مباغتة وغير مبررة ،أي إشاعة أخبار ختالف احلقيقة ،من خالل ظاهرة الرتويج الكاذب ملادة السميد والزيت اليت عرفها اجملتمع
اجلزائري يف السنوات األخرية ،األمر الذي أدى بالبائع إىل بيعها بالسعر الذي يريده ،وبالتايل التأثري على نظام السوق .
طرح عروض في السوق بغرض إحداث اضطراب في األسعار أو هوامش الربع المحددة قانونا ،يف هذا اجملال مل تكون
احليلة يف اخراج إخراج املنافسني من السوق ،أو منع دخول وافدين اجلدد إىل السوق.
جاء يف املادة األوىل من القانون املضاربة الغري الشرعية :كل ختزين أو إخفاء سلع أو البضائع هبدف إحداث ندرة يف السوق
وإضراب يف التموين ،وكل رفع أو خفض مصطنع فقي أسعار السلع أ ,بضائع أو األوراق املالية بطريقة مباشرة أو غري
مباشرة أو استعمال الوسائل اإللكرتونية أي طرق أو وسائل إحتيالية أخرى منها :التخزين ،االخفاء.
جاء مصطلح الندرة يف املادة األوىل من القانون 15-21من خالل التعريف التايل :الندرة هي عدم وجود ما يكفي من
سلع أو بضائع لتلبية احتياجات السكان بسبب زيادة الطلب عليها ونقص العرض
تنبه املشرع إىل بعض املمارسات املنافية لنظام األسعار فعمد إىل جترمي بعض األساليب املؤدية إىل التالعب باألسعار ،أو ما
يعرف جبرمية املضاربة غري املشروعة لذلك من خالل املادة 02من القانون 15-21وضع من قبيل املضاربة غري املشروعة:2
ترويج أخبار أو أنباء كاذبة أو مغرضة عمدا بين الجمهور بغرض إحداث اضطراب في السوق ورفع األسعار
بطريقة مباغتة وغير مبررة
طرح عروض في السوق بغرض إحداث اضطراب في األسعار أو هوامش الربع المحددة قانونا،
تقديم عروض بأسعار مرتفعة عن تلك التي كان يطبقها البائعون عادة
القيام ،بصفة فردية أو جماعية أو بناء على اتفاقات ،بعملية في السوق بغرض الحصول على ربح غير ناتج عن
التطبيق الطبيعي للعرض والطلب
الفرع الثاني :الركن المعنوي (القصد الجنائي في جريمة المضاربة غير المشروعة)
تق وم جرمية املض اربة عن طري ق التخطي ط لتحقي ق النتيج ة االجرامي ة املتمثل ة يف إح داث
إضطراب يف األسعار بإنتهاج وسائل وطرق خمالفة لقواعد املنافسة ،وعليه مث فإن جرمية املضاربة
غري املشروعة تعد من اجلرائم العمدية حبيث جيب أن يكون اجلاين عاملا بنشاطه وأن تتجه ارادته اىل
استجاب املشرع إىل بعض األصوات املنادية إلعادة النظر يف جرمييت الغش واخلداع الواردتني يف قانون العقوبات ،حيث
فضل إدراج نصوص جديدة متعلقة هباتني اجلرميتني يف قانون محاية املستهلك 09/03مع إحالة تطبيق العقوبات الواردة يف
قانون العقوبات يف بعض النصوص.
دون اخلوض يف تفاصيل اجلرمية تفاديا للتكرار حناول وضع اليد على أهم نقاط االختالف بني نص املادة 429من قانون
العقوبات واملادة 68من قانون محاية املستهلك.
توجه املشرع يف قانون محاية املستهلك وقمع الغش توجها أخر بالنسبة حملل اخلداع حيث جعل تطبيق هذه اجلرمية يقتصر
على املستهلكني فقط ،وهو ما يتبني من نص املادة 68واليت تعاقب كل من خيدع أو حياول أن خيدع املستهلك ...ويري
البعض أن مصطلح املتعاقد أمشل من مصطلح املستهلك وأن املشرع هبذا التوجه 3يكون قد ضيق من دائرة احلماية بالنسبة
جلرمية اخلداع
تشرتك املادة 429من قانون العقوبات واملادة 68من قانون محاية املستهلك يف كثري من النقاط خبصوص األفعال املكونة
للركن املادي جلرمية اخلداع ،ولكنهما ختتلفان يف بعض اجلزئيات ،حيث جند أن املادة 68مل تنص على مصطلح الصفات
اجلوهرية مثلما نصت عليه املادة 429من قانون العقوبات ،وإمنا نص على اخلداع يف صالحية املنتوج ،وطريقة االستعمال
والقابلية لالستعمال والنتائج املرجوة منه ،وهو ما نص عليه املشرع الفرنسي ،يف حني نص كل من املشرع املصري واملغريب
على مصطلح الصفات اجلوهرية.
شدد املشرع عقوبة جرمية اخلداع عند استعمال اجلاين لوسائل معينة حيث نصت املادة 430على استعمال وسائل الوزن أو
الكيل أو بأدوات أخرى خاطئة أو غري مطابقة ،بينما مت استبدال مصطلح خاطئة مبصطلح مزورة حسب نص املادة 69للداللة
على ضرورة تدخل اجلاين يف هذه الوسيلة وجعلها مزورة أو علمه بأهنا مزورة من أجل خداع املستهلك ،كما استغين املشرع
مبوجب املادة 69عن عبارة ولو قبل البدء يف هذه العمليات الواردة يف نص املادة .430
مل يكتفي املشرع باإلضافات اجلديدة خبصوص جرمييت الغش واخلداع وإمنا حاول مكافحة هذا النوع من اجلرائم بطريقة
وقائية ،وذلك عن طريق متابعة مجيع مراحل عرض املنتوج لإلستهالك بالتجرمي والعقاب عند خمالفة اإللتزامات املفروضة على
املتدخل يف هذه العملية ،...وهو ما سنتطرق له فيما يلي:
نظراً لعدم تكافؤ العالقة بني للمستهلك الذي يعد طرفاً ضعيفاً يف املعاملة التجارية والعون االقتصادي الذي حيتل مركز
القوة ،وعدم توخي هذا األخري يف دفعه إىل السوق منتجات ال تستجيب للرغبة املنتظرة واملتوقعة من املستهلك ،فرض املشرع
إلتزامات لضمان مطابقة املنتوجات ،4وتدخل بنصوص جترميية يف حالة اإلخالل هبذه االلتزامات. ..
ولضمان املطابقة يف املنتوجات واخلدمات أوجب املشرع على املتدخل القيام بالتحريات الالزمة لذلك ،وتفاديا لوقوع
املستهلك يف غلط بشأن املعلومات املتعلقة باملنتوج أو اخلدمة فرض املشرع على املتدخل إعالم املستهلك بأي وسيلة مناسبة.
-4حسب املادة 11من قانون 09/03املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش اجلديد ،الستهالكه ،القانون رقم 09/03
املؤرخ يف 25فرباير ،2009ج رع .15
7
أمام التطور الصناعي والتجاري وازدياد خطورة املنتجات أضحت قواعد القانون املدين عاجزة عن النهوض مبهمة محاية
املستهلك واحلفاظ على استقرار املعامالت التجارية ،هذا األمر دفع القضاء الفرنسي إيل إنشاء إلتزام عام بالسالمة فظهر بداية
يف عقود النقل ،5مث تسرب إىل عقود أخرى إىل أن وصل إيل عقد البيع.6
هذا املبدأ كرسه املشرع الفرنسي مبوجب القانون رقم 21جويلية 1983والذي ميثل اآلن نص املادة 221ق إ ف،
وتبعه يف ذلك مشرعنا مبوجب املادة 2قانون 89/02الىت تنص " كل منتوج سواء كان شيئا ماديا أو خدمة مهما كانت
طبيعته جيب أن يتوفر علي كل الضمانات ضد كل املخاطر الىت من شأهنا أن متس صحة املستهلك و أو أمنه .
-5حيث أقرت أن الناقل ليس ملزما فقط بإيصال الراكب وإمنا إيصاله ساملاً ، ...يف هذا املعين ،حممد بودايل ،محاية
املستهلك ،....املرجع السابق ،ص..402
متهيد:
9
نزاهة املعامالت التجارية تتعلق مبجموعة من املمارسات اليت يأتيها العون االقتصادي بقصد اإلضرار باملستهلكني أو غريه من
األعوان االقتصاديني عن طريق املمارسات التجارية غري الشرعية أو التدنيسية أو التعسفية أو املخالفة لألعراف التجارية ،أو عن
طريق اإلشهار التضليلي ،وتتعدد صور القواعد املتعلقة بنزاهة املعامالت التجارية وبالتايل تتنوع صور املخالفات حبسب هذا
التعدد ،حيث جند املمارسات التجارية غري القانونية وغري الشرعية ..واملمارسات غري الشرعية املتعلقة باألسعار ،..وكذا
املمارسات الىت تنطوي على نوع من التعسف أو التدليس ،..وسنحاول معاجلة كل صورة على حدى فيما يلي:
نتناول حتت هذا العنوان جمموعة من األعمال واملمارسات غري القانونية واليت تتجسد إما يف ممارسة أعمال جتارية دون
اكتساب الصفة ،أو رفض البيع أو بيع سلعة دون سعر التكلفة ،أو ممارسة النفوذ على عون اقتصادي آخر. ..
مينع على أي شخص ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة ...هكذا جاء يف املادة 14من قانون ،...04/02
واستناداً إىل املادة 4من القانون رقم 04/08املتعلق بشروع ممارسة األنشطة التجارية ،7فإنه يتوجب على كل شخص طبيعي
أو اعتباري يرغب يف ممارسة النشاط التجاري القيد يف السجل التجاري ،وذلك باحلصول على ترخيص أو اعتماد من اجلهات
اإلدارية املختصة ،خاصة أن بعض األنشطة التجارية ال يكفي ملمارستها جمرد القيد يف السجل التجاري وإمنا ال بد من احلصول
على رخصة مسبقة.
يفرض املشرع عدة التزامات خبصوص البيع أو أداء اخلدمة وكل خمالفة ألحدى هذه االلتزامات يشكل سلوكاً جمرماً مكوناً
جلرمية ممارسة جتارية غري شرعية ،وميكن وصف هذه األفعال اجملرمة بالتكييفات التالية:
وقبل الخوض في تفاصيل هذه الجرائم يتبادر الذهن تساؤل مهم جداً يتعلق بتكييف هذه األفعال ..وهو هل تعد هذه
األفعال من قبيل الممارسات التجارية غير القانونية حسب قانون ،04/02أم تعد من قبيل الممارسات المقيدة
للمنافسة والتي يحظرها قانون المنافسة 03/03ولكن دون تجريم ؟ ،..بالرجوع إىل نص املادة 11من قانون املنافسة
يتمثل السلوك اإلجرامي يف هذه احلالة يف البيع أو أداء اخلدمة مقرتن باحلصول على مكافأة جمانية من سلع أو خدمات ،أو
بيع ولكن مقرتن بشراء كمية أو سلع مفروضة ،وقد يتجسد يف صورة البيع التالزمي.
ويقصد باملكافأة يف هذه احلالة مقابل إبرام العقد ،سواء كانت يف شكل أشياء مادية أو غري مادية طبيعية أو مصنعة،..
ولكي يتحقق السلوك اإلجرامي وجب توفر عنصرين أوهلما عرض البيع أو أداء اخلدمة على الزبون وثانيها أن يكون هذا
العرض أو البيع مقرتن مبكافأة ،وال يقتصر السلوك اجملرم على إبرام العقد وإمنا ميتد إىل جمرد العرض سواء كان العقد أو العرض
8
متعلق ببيع أو بأداء خدمة ،وسواء متت هذه اخلدمة مبفردها كعقد عمل أو كانت مصحوبة ببيع شيء معني،
مينع املشرع إعادة بيع املنتجات والسلع دون سعر تكلفتها احلقيقي ،..ويقصد بسعر التكلفة احلقيقي سعر الشراء بالوحدة
املكتوبة على الفاتورة باإلضافة إىل احلقوق والرسوم وأعباء النقل إن وجدت ،...غري أن املشرع أجاز البيع باخلسارة يف
حاالت حمدودة وهي:
السلع اليت بيعت بصفة إرادية أو حتمية بسبب تغيري النشاط أو إهنائه أو إثر تنفيذ حكم قضائي.
السلع اليت مت التموين منها أو ميكن التموين منها من جديد بسعر أقل ..ويف هذه احلالة يكون السعر احلقيقي إلعادة
البيع يساوي سعر إعادة التمويل اجلديد.
املنتوجات اليت يكون فيها سعر إعادة البيع يساوي السعر املطبق من طرف االعوان االقتصاديني آخرين بشرط أال
يقل سعر البيع من طرف املتنافسني حد البيع باخلسارة.
ويف غري هذه احلاالت فإن العون االقتصادي الذي يقدم على بيع منتوجاته باخلسارة يعد مرتكباً جلنحة ممارسة جتارية غري
شرعية ويعاقب عليها.
يعمل بعض املنتجني والصانعني يف جمال التحويل أي حتويل املواد األولية إىل منتجات وسلع ،..ومينحهم القانون على هذا
األساس بعض االمتيازات اجلمركية واجلبائيةمن أجل اقتناء املواد األولية أو استريادها ولكنهم يعمدون إىل بيع هذه املواد على
يتحقق السلوك اإلجرامي يف هذه اجلرمية بقيام العون االقتصادي برفع أو خفض ألسعار مقننة مبوجب نصوص قانونية أو
تنظيمية ،..أو تقدمي تصرحيات مزيفة تتعلق بأسعار التكلفة وكذا املمارسات الرامية إىل إخفاء الزيادة يف األسعار ،أما القصد
11
اجلنائي فعادة ما يكون متوفر مبجرد إتيان السلوك نظرا لطبيعة هذا النوع من اجلرائم.
وإذا كان األصل أن السلع واخلدمات خاضعة لقاعدة حرية األسعار..تبعاً لقانون العرض والطلب ،..فإن املشرع يضطر أحياناً
حتت ضغط الظروف االقتصادية إىل تقنني بعض أسعار السلع أو املنتجات الضرورية واألساسية ،ومن ذلك ما جاء به املرسوم
التنفيذي رقم 07/402الذي حيدد أسعار مسية القمح 12واملرسوم التنفيذي رقم 01/50الذي يهدد أسعار احلليب املبسرت
واملوضب يف أكياس ،13ويف جمال املنتجات الصناعية على سبيل املثال املرسوم التنفيذي رقم 09/243الذي حيد قوانني الربح
املطبقة على مادة اإلمسنت ،14و يف جمال اخلدمات جند املرسوم التنفيذي رقم 98/269املتعلق بتعريفات نقل املسافرين عرب
السكة احلديدية
المطلب الثاني :جرائم الممارسات التجارية التعسفية والتدليسية و الماسة باألعراف التجارية
من الشروط هل يمكن القول أن المشرع يتجه نحو تجريم عقد اإلذعان ؟. ...
املمارسات التدليسية الىت نص عليها القانون رقم 04/02هي األعمال اليت ميكن القول أهنا متس بنزاهة املمارسات التجارية،
خالفاً ملا كان عليه األمر امللغى 95/06الذي كان يشمل كل من املنافسة واملمارسات التجارية مث فصل املشرع بينهما
وذلك بصدور األمر 03/03املتعلق باملنافسة والقانون 04/02املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية ،وقد نصت
املادة 24من هذا األخري " متنع املمارسات التجارية اليت ترمي إىل :
-إتالف الوثائق التجارية واحملاسبية وإخفائها أو تزويرها قصد إخفاء الشروط احلقيقية للمعامالت التجارية.
وتنص املادة 25من نفس القانون " مينع على التجار حيازة :
13
الممارسات التدلسية المتعلقة بالفواتير والحسابات :
وتتمثل يف :
تحرير فوات ير مخفية أو مزيفة ،الف رق م ا بين تحري ر فوات ير وهمي ة أو مزيف ة وجريم ة ع دم الف وترة
الواردة في نص المادة 33التى تعاقب على مخالفة نص المادة 10و 11و 13من قانون .04/02
اجملموعة الثانية من األفعال الىت تتحقق هبا جرمية ممارسية جتارية تدليسية هي املتعلقة حبيازة منتوجات بصفة غري قانونية،
وتنطوي على عدة سلوكات جمرمة نصت عليها املادة 25من القانون ،04/02ولكنها تثري عدة إشكاليات تتعلق بتكييفها
القانوين ،وهذه السلوكات هي:
ذكر يف القانون 04/02يف الفصل الرابع ونتناوهلا كاآليت حتت عنوان نزاهة املمارسات التجارية،..
أوال :الركن المادي لجريمة الممارسات غير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية :
بدءاً املشرع مل يعرف املمارسات التجارية غري النزيهة ولكنه ذكر بعض صورها يف املادة 27من القانون ،04/02
وعموما تعرف املمارسات التجارية غري النزيهة بأهنا جمموعة املمارسات املنافية لقواعد املنافسة مع بقية األعوان االقتصاديني
حبيث تؤدي إىل اإلضرار بسمعتهم ومصاحلهم ،وعموما سنأيت على تفصيلها عند خوضنا يف جرمية املمارسات غري النزيهة
15
املاسة بسمعة العون االقتصادي.
16
خاتمة :
من خالل ما مت عرضه يف هذه املذكرة ،يتبني أن موضوع املسؤولية اجلزائية للمنتج يعد من املواضيع احلديثة والقدمية يف نفس
الوقت ،واهلامة يف جمال الدراسات القانونية ،حيث حضيت باهتمام كبري من قبل القضاء ،وتطويع تلك النصوص لإلحاطة هبذا
النوع من األضرار غري املتوقعة وذلك يف ظل الفراغ الذي ينظم هذه املسؤولية.
16
هذا ما دفع أغلب التشريعات املقارنة ومنها املشرع اجلزائري إىل التصدي هلذه الظاهرة عن طريق إصدار تشريعات صارمة
لتضييق اخلناق على املنتجني يف عملية االستهالك وهو شيء اجيايب ملواكبة مقتضيات التطور الذي عرفه القطاع االقتصادي إذ
بادر املشرع بإصداره القانون 03-09املؤرخ يف 25/02/2009املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش.
بعد دراسة هذا املوضوع نطرح بعض احللول حلماية املستهلك وأمنه وسالمته:
-أن توفر الوعي املطلوب لدى املستهلك أكرب محاية له وتأمينا هاما لسالمته ،ذلك أن تثقيف وتوعية وتعليم املستهلك
يعذ جانب مهم لضمان سالمته ومنه نقول أنه من الدول النامية ومنها اجلزائر نقص الوعي لدى املستهلك وجهل
حقوقه يشجع املنتجني على التمادي والالمباالة حبقوق ومحاية املستهلك ،كما أن مسألة مطابقة املنتج للجودة
تتوقف على مستوى وعي املستهلكني.
-تدعيم أجهزة الرقابة بالكفاءات البشرية الالزمة والوسائل املادية املتطورة لتتمكن من القيام بواجب مراقبة مدى تقيد
اجلهات املنتجة باملواصفات واملقاييس املطلوبة.
و أخريا فإن حتقيق محاية فعالة للمستهلك ال تقوم إال بتضافر جهود األطراف التالية
-الدولة كمشرع ومراقب واملستهلك كطرف أساسي وصاحب حق واملنتج كصاحب مصلحة.
-إضافة إىل مجعيات محاية املستهلك اليت تستطيع ملا هلا من دور ممتاز مطالبة املشرع بسد الفراغ والنقص وكذلك
توعية املستهلك وتعريفه حبقوقه ،وتبقى الوقاية خري من العالج.
17
قائمة المصادر
والمراجع
الكتب :
.1مصطفي احمد أبو عمرو ،موجز أحكام قانون حماية المستهلك ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ط.2011 ،1
- .2حسن أمين ،المضاربة الشرعية وتطبيقاتها الحديثة ،ط2000 ،3م ،المعهد اإلسالمي للتنمية ،جدة.
18
.3محمد أبو شتا ،الشرط كوصف للتراضي في القانون المدني المقارن والشريعة اإلسالمية ،مطبعة دار الكتب ،القاهرة،
.1981
.4ناصر فتيحة ،القواعد الوقائية لتحقيق أمن المنتوجات ،م.ج.ع.ق.إ.س ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر ،ط ،1عدد
.2002 ،1
.5عبد الرؤوف مهدي ،المسؤولية الجنائية عن الجرائم االقتصادية ،مطبعة المدني ،ط .1976
رسائل ومذكرات:
- .1عيساوي سمير ،ومؤمن فطيمة زهراء ،جرائم المنافسة واألسعار ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ،في القانون،
.2أيت مولود سامية ،خصوصية الجريمة االقتصادية في ضوء قانون المنافسة والممارسات االحتكارية ،مذكرة
ماجستير ،قانون األعمال كلية الحقوق جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2011 ،جامعة 08ماي-2014 ، 1945
.2015
- .3إيمان طارق الشكري ،أثر الشرط في حكم العقد ،مذكرة ماجستير مقدمة إلى كلية القانون ،جامعة بابل.1998 ،
.4بشير بن دنیدنية ،مبادئ المنافسة التجارية في التشريع الجزائري ،مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر ،جامعة
زيان عاشور ،الجلفة.2016/2017 ،
-
خديجة قندوز ،حماية المستهلك من اإلشهار التجاري ،مذكرة ماجستير كلية الحقوق ،بن عكنون.20012000/ ، .5
- .6شفار نبية ،الجرائم المتعلقة بالمنافسة في القانون الجزائري والقانون المقارن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
القانون الخاص ،تخصص عالقات األعوان االقتصاديين المستهلكين ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران،
الجزائر 2012 ،م 2013/م.
- - .7طراد شرين ،جرائم البورصة في القانون الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم القانونية،
تخصص :قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة البويرة 2016 ،م.
النصوص القانونية:
.1قانون 09/03المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش الجديد ،الستهالكه ،القانون رقم 09/03المؤرخ في 25
فبراير ،2009الجريدة الرسمية .15
.2المرسوم التنفيذي .13
02 .3من قانون 15-21
26 .4من األمر رقم 03-06
41 .5م 264من قانون الصحة بموجب القانون 08/13بموجب 25من القانون السابق.
44/4 .6من قانون .1973
121-1 .7من قانون االستهالك الفرنسي ،وهو ما اقتبسه المشرع المغربي تقريبا في 21من مدونة التجارة .
7 .8من المرسوم التنفيذي .05/465
.9المرسوم التنفيذي 07/402المؤرخ في 25ديسمبر ،..2007جريدة الرسمية.
.10المرسوم التنفيذي 10 97/37و 07من المرسوم التنفيذي 13/378
19
.11المرسوم التنفيذي رقم 01/50المؤرخ في 12فبراير 2001جريدة الرسمية.11
.12المرسوم التنفيذي رقم 09/102المؤرخ في 10مارس ،2009جريدة الرسمية . 16
.13المرسوم التنفيذي رقم 09/243المؤرخ في 26جويلية 2009جريدة الرسمية.
.14المرسوم التنفيذي رقم 12/203المؤرخ في 6ماي 2012جريدة الرسمية .28
.15قانون رقم 17-04الجريجة الرسمية 2
.16المرسوم التنفيذي رقم 98/269المؤرخ في 29أوت 2009جريدة الرسمية
.17القانون رقم 90/11المؤرخ 21ابريل ،1990ج رع 17تعدل وتتمم 265من قانون الصحة ،نص 27منه والتى
تعدل وتمم م 265من قانون الصحة.
.18موجب . " 325/9
.19موجب قانون العمل رقم 90/11
12.20من القانون التجاري 104من قانون المالية لسنة.2002
34.21من القانون .04/08
.22القانون رقم 08 /04المؤرخ في 14أوت 2004جريدة الرسمية .52
111-1.23من قانون حماية المستهلك الفرنسي.
.24قانون .10/06
.25قانون حماية المستهلك . 09/03
.26القانون 90/11
.27القانون . 15-21
.28المرسوم التنفيذي رقم .92/65
.29القانون رقم 13/06المؤرخ في 23جويلية ،2013جريدة الرسمية .39
.30القانون المدني 70 ،من ق م ج .
.31المرسوم ، 91/53أيضا القرار المؤرخ في 24ديسمبر ، 2000محمد بودالي ،حماية المستهلك.
.32المرسوم التنفيذي 97/37المؤرخ في . 14/01/1997
.33قانون المنافسة الجزائري الصادر من االمر 03_03المؤرخ في 19جويلية 2003المنشور في الجريدة الرسمية
الجزائرية المؤرخة في 20جويلية .2003
.34قانون . 10/06
.35قانون . 04/02
.36المرسوم التنفيذي 6 ،13/378من المرسوم التنفيذي رقم . 05/484
.37المرسوم 91/53قانون حماية المستهلك ،.. 09/03القرار الوزاري المؤرخ في 21/11/1999جريدة الرسمية
وكذا القرار الوزاري المؤرخ 29/9/1999المحدد لقواعد
.38المرسوم التنفيذي 13/378المؤرخ في 09نوفمبر 2013جريدة الرسمية.
20
.39المرسوم التنفيذي رقم 92/25المؤرخ في 13جانفي ،1992جريدة الرسمية عدد ، 5القرار الوزاري المؤرخ
15/12/1999جريدة الرسمية 12 ، 94من المرسوم التنفيذي رقم 91/04المؤرخ في .،19/01/1991
.40المرسوم التنفيذي رقم 92/65المؤرخ في 12فبراير 1992جريدة الرسمية.
.41المرسوم التنفيذي رقم 93/47المؤرخ في 6فبراير 1993جريدة الرسمية ،المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي
رقم 2000/306المؤرخ في .2000 /12/10
.42أمر رقم 59- 75يتضمن القانون التجاري الجزائري المعدل والمتمم ا
.43المواد 2،3،4من المرسوم التنفيذي 06/306المؤرخ في 10سبتمبر ،2006جريدة الرسمية .56
5.44من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 27أكتوبر 1999جريدة الرسمية 80
41.45من قانون .04/08
11.46من المرسوم التنفيذي .13/378
.47من المرسوم التنفيذي رقم 445-05المؤرخ في 6ديسمبر 2005والمتعلق بتقييم المطابقة جريدة الرسمية .80
41.48من القانون .04/08
.49قانون الصحة رقم .85/05
.50األمر رقم 03/04المؤرخ في 13يوليو ،2003جريدة الرسمية .43
مقالة :
-1بوعزة ديدن،االلتزام باإلعالم في عقد البيع ،مجلة مخبر القانون الخاص،كلية الحقوق جامعة أبي بكر بلقايد
تلمسان ،ط ،2001 ،1ص .35
-2على بولحية بوخميس ،القواعد العامة لحماية المستهلك والمسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري ،دار
الهدي ،2000 ،ص 84وما بعدها.
-3حيث أقرت أن الناقل ليس ملزما فقط بإيصال الراكب وإنما إيصاله سالماً ، ...في هذا المعني ،محمد بودالي،
حماية المستهلك ،ص..402
-4عبد الحليم بوقرين ،الجرائم الماسة..
21