Professional Documents
Culture Documents
EJCJ - Volume 30 - Issue 107 - Pages 1-57
EJCJ - Volume 30 - Issue 107 - Pages 1-57
EJCJ - Volume 30 - Issue 107 - Pages 1-57
ُ
املستوى االقتصادي املدرك والنوع
يهدف البحث الحالي إلى الكشف عن بنية االزدهار النفسي عند الطالب المعلم ،ومدى استقرار هذه
أيضا استقرار بنية االزدهار النفسي رباعية األبعاد مع اختالف المستوى االقتصادي ُ
المدرك التوكيدي ً
أيضا استقرار بنية االزدهار النفسي رباعية األبعاد مع اختالف النوع (ذكور-إناث).
(مرتفع -منخفض) ،و ً
باإلضافة إلى ما سبق ،تم دراسة دور كل من المستوى االقتصادي ُ
المدرك ،والنوع ،والتفاعل بينهما في تباين
مستوى كل بعد من األبعاد األربعة لالزدهار النفسي باستخدام تحليل التباين متعدد المتغيرات التابعة ،وذلك
إحصائيا بين مرتفعي ومنخفضي
ً أيضا ،وقد أظهرت نتائجه وجود فروق دالة
على أفراد العينة األساسية ً
المستوى االقتصادي ُ
المدرك في متوسطات درجات أبعاد االزدهار (الوجداني ،والروحي ،والشخصي) لصالح
إحصائيا بين الذكور واإلناث في
ً المستوى االقتصادي المرتفع .كما أظهرت نتائج البحث وجود فروق دالة
متوسطات درجات البعد الشخصي لالزدهار النفسي لصالح الذكور.
( )296المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
في الثقافات الشرقية (Piedmont, Werdel& Fernando, 2009, Lee& Salman, 2016,
) ،You& Yoo, 2016مما يلقي بالضوء على أهمية تضمين وإضافة الجوانب الروحية كأحد
مكونات االزدهار النفسي ،السيما عند تناوله في ثقافتنا العربية التي تتسم بالتدين ،وُتولي
كبيرا للجوانب الروحية.
اهتماما ً
ً
وتطرقت األدبيات النفسية -من زاوية أخرى -إلى دور إشباع الحاجات المادية في دعم
االزدهار النفسي ،وأهمية فهم االزدهار النفسي في ضوء هرم الحاجات الذي قدمه Maslow,
ثم ارتباط االزدهار باشباع الحاجات األساسية
وتحديدا الحاجة إلى تحقيق الذات ،ومن َّ
ً ،1943
(كالغذاء ،والمأوى ،)... ،وأيدت أهمية الكشف عن دور المستوى المعيشي ،وتحقيق قدر مالئم من
ثم الوصول لالزدهار النفسي .كما أشارت نتائج الحاجات األساسية ،في تحقيق الذات ومن َّ
المدركة ،والنوع باالزدهار النفسي (as cited in
بعض الدراسات إلى ارتباط الحالة االقتصادية ُ
) ، Schotanus-Dijkstra, 2016,15, 42وأن الحالة اإلقتصادية للفرد تعد من منبئات الهناء
.(Diener& Tov,في حين أظهرت دالئل أخرى أن السعادة المادية قد تمثل )2009, 216
متغير مسئوالً عن تباين
ًا ولكن غير ٍ
كاف لالزدهار ،وأن النوع ال يمكن اعتباره طا ضرورًيا
شر ً
في االزدهار ) ،(Diener& Seligman, 2004, 4وأن التفاوت بين الذكور مستوى األفراد
واإلناث في االزدهار النفسي ربما يرجع إلى التنشئة االجتماعية ونمط الثقافة السائد في المجتمع
).(Brophy-Herb, Merckling, Senehi& Kwon, 2016, 87
من ناحية أخرى ،توجه االهتمام نحو دور المؤسسات التعليمية في دعم االزدهار النفسي؛
ومسئوليتها عن توفير بيئة تعليمية تربوية داعمة لالزدهار عند المتعلمين ،وكذا مسئوليتها عن دعم
االزدهار النفسي للفرد حتى خارج هذه البيئة التعليمية (Wilson-Strydom& Walker, 2015,
كبير في الوقت الحالي هو مسئولية برامج
اهتماما ًا
ً ) .311وأصبحت أحد التحديات التي تشغل
إعداد المعلم عن إعداد خريج يمتلك مقومات االزدهار ،ولديه القدرة على مواجهة التحديات
) .(Shellman& Hill, 2017, 60وفي هذا اإلطار ،أطلق ) (Seligman, 2009مصطلح
مشير إلى دور االزدهار في دعم التعلم الفعال والنجاح
ًا التربية االيجابية Positive education
األكاديمي ) . (as cited in Datu, 2018, 28وبالتالي فإن التعليم العالي منوط بتوفير الفرص
والبيئة الداعمة لالزدهار ) ،(Joseph, 2015, 823وهنا تبرز الحاجة إلى الكشف عن مفهوم
(Seyranian, ومطلبا ضرورًيا للتربية اإليجابية
ً بويا،
االزدهار النفسي الذي أصبح هدًفا تر ً
) Madva, Duong, Abramzon, Tibbetts& Harackiewicz, 2018, 3السيما عند
طالب كلية التربية "معلم الغد" .لما للمعلمين من ٍ
دور يستحق االعتبار في دعم ازدهار طالبهم
()297 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
).(Wilson-Strydom& Walker, 2015, 320
لذا يسعى البحث الحالي إلى دراسة بنية االزدهار النفسي عند الطالب المعلم ،مع
تضمين البعد الروحي في هذه البنية في إطار البيئة العربية ،والكشف عن دور العوامل
االقتصادية ،والنوع في االزدهار النفسي.
مشكلة البحث
ترتكز مشكلة البحث إلى عدة محاور ،يمكن طرحها فيما يلي:
وضع بنية اإلزدهار النفسي في األدبيات النفسية ،وقياسه
بالرغم من ذيوع مفهوم االزدهار النفسي ،وانتشاره في مجال علم النفس االيجابي خالل العقدين
األخيرين (فادية علوان ،)17 ،2016 ،إال أنه ال يوجد اتفاق على المكونات الجوهرية لهذا
ثم تبدو المنطقة البحثية التي تتناول بنية هذا المفهوم في حالة دينامية &(Tong
المفهوم ،ومن َّ
) .Wang, 2017, 1وربما يعد تصور ) (Keyes, 2002من أكثر األطر النظرية التي ُق ِدمت من
ثقافيا؛ حيث تميز بأساس نظري راسخ يجمع بين
حيث الشمول والتكامل ،وقد تم التحقق منه عبر ً
األبعاد الوجدانية ،والشخصية ،واالجتماعية لالزدهار (as cited in Schotanus-Dijkstra,
) ، 2016, 19وذلك بالمقارنة مع النماذج أحادية البعد (مثل نموذج )Diener, 2000التي
اختزلت خبرات االنسان الموجبة في بعد انفعالي وجداني فحسب (as cited in Huppert& So,
أيضا بحاجة إلى مراجعة
) .2013, 839وعلى الرغم من ذلك فإن تصور )ً (Keyes, 2002
شمولية أبعاده ،وربما إضافة جوانب لهذا التصور ليتناسب مع طبيعة البيئة العربية.
ذلك أنه ،لفهم أفضل للظواهر النفسية –ومن بينها االزدهار النفسي -البد من اعتبار السياق
والثقافة والبيئة التي يحدث فيها السلوك اإلنساني ) .(Sheldon, 2009, 269على سبيل المثال،
أيدت نتائج د ارسات عبر ثقافية على عينات كبيرة الحجم وجود فروق في تقييمات األفراد لهنائهم
الذاتي ،ومدى رضاهم عن حياتهم في الثقافات الغربية مقارًنة بالشرقية؛ حيث يسيطر على الثقافات
الغربية الطابع المادي الفردي المرتبط بالمتع والرفاهية ،في حين يرتبط الهناء بالتناغم الجماعي،
والعالقات ،والمعايير االجتماعية ،والقيم في المجتمعات الشرقية لدرجة أن الفرد قد يلتزم بالنمو
الشخصي ،وتحقيق الذات (أحد مكونات الهناء الشخصي) من أجل تحقيق الهناء االجتماعي (as
) .cited in Tang, Duan, Wang& Liu, 2016, 591وبشكل مماثل ،ربما يعد تحقيق
مهما في تحقيق االزدهار النفسي.
عنصر ً
ًا الهناء الروحي في مجتمعاتنا العربية
( )298المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
متقدما في البحوث النفسية (Lace, Haeberlein& Handal, 2017, ً موضعا
ً اآلونة األخيرة
) . 230ودعمت األدبيات الدور اإليجابي للهناء الروحي والتدين في جودة الحياة (Malinakova,
نسبيا
اهتماما قليالً ً
ً ) .et al., 2017, 698إال أن تضمين البعد الروحي في االزدهار النفسي نال
) (Wilson-Strydom& Walker, 2015, 311؛ رغم ظهور العديد من اآلراء التي أشارت إلى
ساميا يحيا اإلنسان من
ً قصور ولحظية السعادة التي ترتكز إلى المتع المادية وال تتضمن هدًفا
ئيسا في تحقيق السعادة (Crespo& Mesurado, 2015, دور ر ً
أجله ،وأن للفضائل اإلنسانية ًا
) ، 934ذلك أن المعتقدات الدينية والقيم الروحية قد تحمي أصحابها من التأثيرات السلبية للضغوط
ثم فهناك ضرورة ما لتركيز االنتباه نحو
الحياتية ) .(Diener& Seligman, 2004, 4ومن َّ
إدراج الفضائل والجوانب الروحية في بنية مفهوم االزدهار (Crespo& Mesurado, 2015,
أيضا ظهرت دعوات بعض الباحثين لربط الهناء الروحي بالهناء الشخصي والوجداني
)ً .941
واالجتماعي (Gomez& Fisher, 2005a, 2005b, van Dierendonck, 2005,
) .Rowold, 2011ومن هنا؛ ربما تكون هناك حاجة ما للكشف عن بنية االزدهار النفسي،
وهل هي بنية متعددة األبعاد؟ ،وهل للبعد للروحي وزًنا يستحق االعتبار في هذه البنية؟ ،وبالتالي
يستلزم األمر قياس هذا المفهوم من خالل مقاييس مناسبة ذات خصائص سيكومترية جيدة .فمن
الصعوبات التي تواجه دراسة مفهوم االزدهار النفسي ،أن هذا المفهوم قد تختلف بنيته حسب ثقافة
كل مجتمع ،وبالتالي ال يوجد مقياس يمكن أخذه عن الثقافات الغربية ويصلح للتطبيق المباشر في
ثقافتنا العربية.
فبالرغم من النمو المتزايد في اهتمام الباحثين بمفهوم االزدهار ،إال أنه ال زالت األدوات
المتاحة لقياسه محدودة (Ramírez-Maestre, Correa, Rivas, López-Martínez,
) ،Serrano-Ibáñez& Esteve, 2017, 30السيما في البيئة العربية (فادية علوان،2016 ،
.) 17وقد ركزت معظم قياسات االزدهار النفسي على الجوانب المرتبطة بالمتع الحسية فقط
) .(Keyes, Kendler, Myers& Martin, 2015, 656وعند تناول آلية قياس االزدهار يمكن
مؤشر على االزدهار النفسي؟.
ًا طرح السؤال التالي :هل تعد المؤشرات الموضوعية واألداءات
ولإلجابة على هذا السؤال ،تم أخذ عينات من أعمال عدد من الطالب وأجريت دراسة حالة لهؤالء
الطالب ،وعلى الرغم من أن المؤشرات الموضوعية رجحت أنهم مزدهرون إال أن التحليالت
الكيفية لم تصل لهذه النتيجة ) .(Wilson-Strydom& Walker, 2015, 316وبالتالي ،على
الرغم من صحة االنتقادات العديدة التي توجه إلى القياسات المعتمدة على التقارير الذاتية في قياس
الظاهرة النفسية ،إال أنه قد يعد من األهمية بمكان في هذا السياق المرتبط باالزدهار النفسي
()299 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
(وكذلك ما قد يرتبط به من مؤشرات اقتصادية) وضع المؤشرات المرتبطة بمدركات الفرد في
االعتبار ) .(Schotanus-Dijkstra, et al., 2016, 1354فعلى سبيل المثال ،ربما يعد التحاق
موضوعيا
ً "اصطالحيا" في ثقافتنا) دليالً
ً طالب الثانوية العامة بإحدى كليات القمة (كما هو شائع
إيجابيا على شعوره باالزدهار ،إال أنه في هذا السياق ربما يعد االعتماد على مدركات الفرد
ً ومؤشر
ًا
عن هنائه ،وشعوره باالزدهار بمثابة المؤشر األكثر دقة ،فربما أن إلتحاقه بهذه الكلية ال يمثل متعة
أيضا ،قد
انصياعا لرغبات أسرته ،أو للضغوط المجتمعية من حولهً .
ً حقيقية له وأنها ليست إال
ثم انعكاس ذلك على ازدهاره) على مدركاته
يتوقف شعور الفرد بالرضا عن مستواه المعيشي (ومن َّ
الذاتية لحالته االقتصادية ،وليس وفق المؤشرات الموضوعية لها .لذا يهدف البحث الحالي إلى
استكشاف بنية االزدهار النفسي عند الطالب المعلم ،ومدى إمكانية تضمين البعد الروحي لهذه
البنية في ضوء ثقافتنا العربية من خالل أداة ذات خصائص سيكومترية جيدة لقياس هذه البنية.
على الجانب اآلخر ،تشير نتائج دراسات أخرى إلى تناقضات تعجز المؤشرات االقتصادية
عن تفسيرها؛ حيث تعاني المجتمعات الثرية من انتشار االمراض النفسية ،وتزايد حاالت االنتحار،
وعدم الشعور بالرضا عن الحياة ،وبذلك فإن تزايد ثروات الدول عن حد معين قد ال ينعكس على
سعادة وهناء أفرادها على نحو مباشر؛ حيث تتضاءل تأثيرات المؤشرات االقتصادية بمجرد تخطي
دخل الفرد المستوى المتوسط ،ذلك أن التطلعات والرغبات المتزايدة قد تقلل من العائد النفسي
اإليجابي للدخل الكبير ،األكثر من ذلك أنها قد تأتي بنتائج عكسية (Diener& Seligman,
ُج ِريت في الصين (والتي حققت
) .2004, 1-6وكمثال على ذلك ،أشارت نتائج عدد من أبحاث أ ْ
( )300المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
كبير في اآلونة األخيرة) إلى أن الوفرة االقتصادية لم تصاحبها سعادة أكبر للصينين
اقتصاديا ً ا
ً نمواً
مقارًنة بفترات سابقة ) . (Tang, et al., 2016, 595وبذلك يتضح أنه على الرغم من غلبة
وأهمية المتغيرات اإلقتصادية فإنها ال تضمن وحدها االزدهار النفسي لألفراد أو المجتمعات إال إذا
اهتماما بالبعد االجتماعي في تحقيق االزدهار ) .(Nathaniel, 2016, 63وكذلك
ً كان هناك
البعد الوجداني ،والشخصي ،والروحي .لذا يهدف البحث الحالي إلى بحث مدى استقرار بنية
المدرك عند الطالب المعلم ،وكذلك الكشف االزدهار النفسي مع اختالف المستوى االقتصادي ُ
المدرك في تباين مستوى االزدهار النفسي في بيئتنا العربية
عن دور المستوى االقتصادي ُ
(م َمثلة في النوع)
المؤشرات الديموجرافية لإلزدهار النفسي ُ
بالنسبة للفروق بين الذكور واإلناث في االزدهار النفسي ،توصلت الدراسات إلى نتائج متعارضة؛
حيث توصلت بعض الدراسات إلى عدم وجود فروق بين الذكور واإلناث في االزدهار النفسي،
مثل :دراسة ) (Duan& Xie, 2019التي أُجريت على عينة من المراهقين الصينين ،ودراسة
) (Diener, et al., 2010على عينة أمريكية من طالب الجامعة ،كذلك أظهرت نتائج دراسة
مسحية أوروبية وجود فروق طفيفة بين الجنسين في اإلزدهار النفسي &(as cited in Huppert
) .So, 2009, 4في حين توصلت دراسات أخرى إلى وجود فروق بين الجنسين لصالح اإلناث،
مثل دراسة ) ،(Seyranian, et al., 2018ودراسة ) (Tong& Wang, 2017والتي أُجريت
على عينة صينية من الراشدين .وكذلك دراسة ) (Schotanus-Dijkstra, et al., 2016على
عينة هولندية من الراشدين .والدراسة التي قدمها ) .(Howell& Buro, 2015من ناحية أخرى،
هناك دراسات توصلت نتائجها إلى تفوق الذكور على اإلناث في االزدهار النفسي؛ مثل :دراسة
أيضا دراسة )(Keyes, 2002
) (Keyes, Simoes, 2012على عينة أمريكية من الراشدين ،و ً
على عينة أمريكية أخرى من الراشدين ،ودراسة ) (Keyes, Shmotkin& Ryff, 2002على
عينة من الراشدين االمريكيين .لذا يهدف البحث الحالي إلى بحث مدى استقرار بنية االزدهار
النفسي عبر النوع عند الطالب المعلم ،باإلضافة إلى الكشف عن دور الفروق بين الجنسين في
تباين مستوى االزدهار النفسي في بيئتنا العربية.
في ضوء ما سبق ،يهتم البحث الحالي باإلجابة على األسئلة التالية:
أسئلة البحث
السؤال األول :م ا بنية االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم؟
السؤال الثاني :هل تختلف بنية االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم باختالف المستوى
المدرك (مرتفع ،منخفض)؟
اإلقتصادي ُ
()301 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
السؤال الثالث :هل تختلف بنية االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم باختالف النوع (ذكور،
إناث)؟
السؤال الرابع :هل تختلف متوس طات درجات أبعاد االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم باختالف
المستوى االقتصادي ُ
المدرك (مرتفع ،منخفض)؟
السؤال الخامس :هل تختلف متوس طات درجات أبعاد االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم
باختالف النوع (ذكور ،إناث)؟
السؤال السادس :هل تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم
( )302المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
عند طالبنا ومعلمينا؛ حيث َي ْخُبر المتعلمون الذين لم يصلوا إلى محكات االزدهار صعوبات في
حياتهم اليومية ،في حين يتعلم المزدهرون بشكل فعال ،ويكونون أكثر كفاءة في عملهم .فقد
توصلت دراسة أجراها ) (Datu, 2018على عينة فليبنية من طالب المدارس الثانوية إلى أن
االزدهار منبئ بالتحصيل واإلندماج األكاديمي .كما أيدت نتائج دراسة اجراها (Akin& Akin,
إيجابيا بكل من اليقظة
ً ) 2015على عينة تركية من طالب كلية التربية ارتباط االزدهار النفسي
الذهنية ،والمواجهة .كذلك توصلت دراسة قدمها (Ouweneel, Le Blanc& Schaufeli,
ايجابيا باإلندماج
َ ) 2011على عينة ألمانية من طالب الجامعة إلى ارتباط االزدهار النفسي
الدراسي ،وفعالية الذات األكاديمية ،والرجاء المرتبط بالدراسة ،والتفاؤل المرتبط بالدراسة.
ثانيا :األهمية التطبيقية
ً
تقديم مقياس للطالب/المعلم يتمتع بخصائص سيكومترية مقبولة في البيئة العربية.
توجيه االهتمام في برامج إعداد المعلم نحو آليات دعم االزدهار النفسي عند المعلمين
والمتعلمين.
إلقاء الضوء على دور العوامل االقتصادية في توفير الحاجات األساسية والنفسية الميسرة
لالزدهار النفسي ،السيما مع التوجه الحالي للدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة من
خالل "استراتيجية التنمية المستدامة "2030بغرض الوصول إلى تحقيق الهناء واإلزدهار.
فهما عميًقا ألبعاد االزدهار ،وكيف يتأثر بالعوامل االقتصادية -
ذلك أن التخطيط للمستقبل يتطلب ً
االجتماعية ،والقيم ،والتأثيرات السياسية ،وتأخذ الحكومات عبر دول العالم نتائج أبحاث السعادة
والهناء باهتمام كبير بل إنها قد تطور من ق ارراتها السياسية لتزيد من ازدهار مواطنيها ،وتهتم ليس
أيضا معرفة أي جوانب التغيير
تأثر بالتغيرات السياسية ،بل ً
فقط بتحديد أي أشكال االزدهار ًا
السياسي يتعهد بنمو أكبر في االزدهار النفسي ).(Huppert & So, 2013, 855
مصطلحات البحث
االزدهار النفسي Psychological Flourishing
هو مركب من المشاعر اإليجابية مقترنة باألداء األمثل .وهو بنية نفسية تتألف من عدة
أبعاد ،هي :البعد الوجداني (ويتضمن انخفاض المشاعر السلبية وارتفاع المشاعر االيجابية،
والرضا عن الحياة) ،والبعد الشخصي (ويتضمن تقبل الذات ،والنمو الشخصي ،ووجود هدف من
الحياة ،والتمكن البيئي ،واالستقاللية ،والعالقات اإليجابية مع اآلخرين) ،والبعد االجتماعي
(ويتضمن تقبل المجتمع ،والشعور بالنمو المجتمعي ،والمساهمة المجتمعية ،والترابط مع المجتمع،
واالندماج االجتماعي) ،والبعد الروحي (ويتضمن مظاهر التدين ،والتسامي الروحي) .وقد تم
()303 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
ائيا على أنه محصلة استجابات الفرد لما ُيِقَّره عن مشاعره اإليجابية
تعريف االزدهار النفسي إجر ً
قاسا
المثلى في جوانب االزدهار النفسي الوجدانية ،والشخصية ،واالجتماعية ،والروحيةُ ،م ً
وأداءاته ُ
بدرجات األبعاد الفرعية األربعة لمقياس االزدهار النفسي.
المستوى االقتصادي ُ
المدرك Perceived Economic Level
هو مدركات الفرد لما َي ْخُبُره عن حالته المعيشية والتي تلبي احتياجاته األساسية من سكن،
وغذاء ...،ومدى الرفاهية في تلبية هذه االحتياجات .وتم تعريف المستوى االقتصادي ُ
المدرك
ائيا على أنه حكم الفرد اإلجمالي على وضعه االقتصادي (والذي يتضمن مستوى الدخل،إجر ً
ومدى توفر االحتياجات األساسية ،ومدى الرفاهية ،ومستوى السكن) ،وفق مقياس تقدير على
متصل ذي عشرة نقاط "سئ للغاية= 1إلى جيد للغاية=."10
اإلطار النظري والدراسات ذات الصلة
يعرض اإلطار النظري لكل من :االزدهار النفسي (التصورات النظرية للمفهوم "متضمنه تصور
( )في البحث الحالي ،است ُ ْخدِم مصطلح "الهناء" كترجمة لمصطلح ” “well-beingإال أن هناك عدة تراجم
أخرى مستخدمة في األدبيات ،منها :الرفاهة ،صال ح الحا ،،يي الحا ،،الحياة الطيبة ،االرتيا ح النسسي
( )304المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
(أ) تصور Seligman, 2000؛ والذي يعد من أوائل مؤسسي علم النفس االيجابي .وقد
أشار ،فيما سبق ،إلى أن هدف علم النفس اإليجابي هو الوصول للسعادة ،ثم قدم مفهوم الهناء
أخير
ال من السعادة ،ثم اقترح مفهوم االزدهار كمحك ومعيار للهناء ،وتبنى ًاكمفهوم أكثر تفصي ً
دعم وتنمية االزدهار على مستوى األفراد ،واألسر ،والمجتمعات كهدف رئيس لعلم النفس اإليجابي
) .(as cited in Seligman& Csikszentmihalyi, 2000, 5, 13وقد قدم نظرية في
الفضائل االنسانية وقوى الخلق ،تتضمن أربعة وعشرين موطن قوى موزعة على ست فضائل
تساهم في بناء مكونات االزدهار واطلق عليها .PERMAتتضمن هذه المكونات :الوجدان
الموجب ،Positive emotionsواالندماج ،Engagementوالعالقات االيجابية Positive
،Relationshipووجود معنى للحياة ،Meaning of lifeواالنجاز .Accomplishment
وتمثل األبعاد الثالثة األولى السعادة الذاتية في حين يمثل البعدان األخيران القياسات الموضوعية
مزدهر ).(Seligman, 2011, 23, 97
ًا أو ما يفعله الفرد ليكون
()305 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
علوان.)11 ،2016 ،
ال :الهناء الوجداني ( ) Subjective Well-being؛ ويمثل مدركات الفرد وتقييماته لحياته في
أو ً
ضوء الحاالت الوجدانية التي يمر بها ،ويتألف من )1( :ارتفاع المشاعر اإليجابية Positive
المدرك عن الحياة
،emotionوانخفاض المشاعر السلبية )2( Negative emotionالرضا ُ
ثانيا :الهناء الشخصي Psychological Well-being؛ ويتضمن:ً .life satisfaction
( )1تقبل الذات )2( Self-acceptanceالنمو الشخصي )3( Personal growthوجود معنى
وهدف للحياة )4( Purpose in lifeالتمكن البيئي Environmental mastery
( )5االستقاللية ،Autonomyوالقدرة على اتخاذ القرار ( )6العالقات االيجابية مع اآلخرين
.positive relationshipثالثًا :الهناء االجتماعي Social Well-being؛ ويعكس محكات
أكثر عمومية واجتماعية يقيم األفراد من خاللها دورهم في الحياة وما يقدمونه لمجتمعاتهم ،وذلك
على خالف الهناء الشخصي الذي يعكس محكات شخصية وخاصة لتقييم الفرد لوظيفته ودوره في
الحياة ،ويشمل )1( :تقبل المجتمع )2( Social Acceptanceالشعور بالنمو المجتمعي
)3( Social growthالمساهمة في بناء المجتمع )4( Social Contributionالترابط مع
المجتمع ،Social Coherenceوحرص الفرد على فهم األحداث التي تدور في المجتمع ()5
االندماج االجتماعي ،Social Integrationواالنتماء للمجتمع ).(Keyes, 2002, 208-209
(ه) تصور ،Huppert& So, 2009وفيه أيدا أهمية تبني منحى متعدد األبعاد
) .(Huppert& So, 2013, 837وقد عرفا االزدهار في ضوء مجموعة من المعالم الجوهرية؛
وه ي :الوجدان الموجب ،واالندماج ،والهدف من الحياة ،باإلضافة إلى عدد من المعالم اإلضافية؛
وهي :تقدير الذات ،والتفاؤل ،والصمود ،والحيوية ،والتحديد الذاتي ،والعالقات اإليجابية
) . (Huppert& So, 2009, 2وتوصال إلى أن المزدهرين هم من تتحقق لديهم جميع المعالم
الجوهري ة التي سبق اإلشارة إليها باإلضافة إلى أي ثالثة من المعالم اإلضافية (Huppert& So,
).2013, 837
( ) استخدمت الباحثة مصطلح الهناء الوجداني كترجمة لـ Subjective Well-beingبدال من الترجمة
الشائعة "الهناء الذاتي" ،ومصطلح الهناء الشخصي كترجمة لـ Psychological Well-beingبدال من
تعبيرا عن
ً الترجمة الشائعة "الهناء النسسي" ،ذلك أن هذه التراجم المستخدمة في البحث الحالي قد تعد أكثر
التوصيف النسسي للمصطلح مقارنًة بالترجمة اللغوية الحرفية للمصطلح االجنبي ،السيما عند الجمع بين هذه
األنماي من الهناء كما في تصور Keyes,2002لالزدهار النسسي Psychological flourishing
( )306المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
(و) أشار ) (VanderWeele, 2017إلى دور األسرة ،والتعليم ،والمجتمع كمحددات مهمة
في االزدهار النفسي ،وأن االزدهار هو حالة تطيب فيها كل أشكال حياة الشخص ،وبذلك فهو
إنسانيا متكامالً ،وقد اقترح المكونات التالية لالزدهار النفسي )1( :السعادة والرضا عن
ً هناءا
يمثل ً
الحياة ( )2الصحة الجسمية والعقلية ( )3وجود معنى وغرض للحياة ( )4الفضائل" ،والتي تمثل
ئيسا تم اغفاله في بعض التصورات" ( )5وجود عالقات اجتماعية جيدة
مكونا ر ً
ً
).(VanderWeele, 2017b, 8149, 8153
()307 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
االيجابي العالقة الوثيقة بين الفضائل والسعادة )(Diener& Seligman, 2004, 1؛ حيث يعد
مهما في االزدهار النفسي (Wilson-Strydom& Walker, 2015,
بعدا ًالمكون الروحي ً
) .314وفي هذا السياق قدمت دراسة ) (McEntee, Dy-Liacco& Haskins, 2013مقترًحا
باعتبار التسامي الروحي أحد أبعاد االزدهار النفسي باإلضافة إلى الهناء الشخصي ،واالجتماعي،
وتم اختبار نموذج االزدهار النفسي ثالثي األبعاد على عينة (ن= 56 ،167ذكور 111 ،إناث)
متنوعة الديانات "سماوية ،وغير سماوية" ،والعرقيات "عربية ،وآسيوية ،وقوقازية" ،واالعمار "من
أيضا ارتباط البعد الروحي
."85 :18وأيدت النتائج بنية النموذج المقترح ،كما أظهرت النتائج ً
بالبعدين الشخصي ،واالجتماعي .كذلك طرحت األدبيات النفسية فكرة مؤداها أن األشخاص
هناءا أكبر مقارًنة بمن اليدينون بأي ديانة ،وأن الرضا عن الحياة أكبر
ً
المتدينين بديانة ما يخبرون
عند أولئك الذين يترددون على دور العبادة بمعدالت كبيرة؛ حيث يقلل التدين من تعرض الفرد
للعواقب السلبية للضغوط ) .(Diener& Seligman, 2004, 7وأظهرت نتائج عدة دراسات
طولية ارتباط المشاركة في األعمال التطوعية والخدمات الدينية بالشعور بالمساندة اإلجتماعية،
والسعادة والرضا عن الحياة ،والشعور بمعنى الحياة بل ذهبت إلى أنها ربما تعد المنبئ األقوى
بالهناء ) .(VanderWeele, 2017a, 477كذلك أجرى ) (Chan, 2018دراسة هدفت إلى
بحث عالقة الهناء الروحي بجودة الحياة على عينة صينية من الراشدين (ن= ،)544وقد تم
تصنيف العينة إلى ثالث عينات فرعية :األولى (ن= )144تدين بالمسيحية "كاثوليك وبروستانت"،
والثانية (ن= ) 133تدين بالديانات الصينية "مثل :البوذية ،والطاوية" ،والثالثة (ن= )167ال تدين
مقياسا للهناء الروحي ،وآخر لجودة الحياة ،وأظهرت النتائج أنً بأي ديانة ،واستخدمت الدراسة
المفحوصين ذوي المستويات المرتفعة من اإللتزام بالمعتقدات الدينية (المسيحية والصينية) يخبرون
روحيا أكبر مقارًنة بالمفحوصين الذين ال يدينون بأي ديانة ،وأن الهناء
ً وهناءا
ً شعور بجودة الحياة،
ًا
الروحي منبئٌ بجودة الحياة .كذلك افترضت دراسة قدمها ) (Rowold, 2011ارتباط الهناء
وسلبيا بالضغوط ،وقد أُجريت على عينة
ً ايجابيا بكل من السعادة ،والهناء الشخصي،
ً الروحي
تطوعية ألمانية من طالب الجامعة (ن= %73.5 ،149إناث %26,5 ،ذكور) ،وتم تطبيق
آخر للهناء الشخصي ،باإلضافة إلى مقياس للضغوط، ومقياسا للهناء الروحي ،و ً ا
ً مقياسا للسعادة،
ً
وأظهرت نتائجها تنبؤ الهناء الروحي بكل من السعادة ،والهناء الشخصي ،وارتباط الهناء الروحي
(Unterrainer, Ladenhauf, Moazedi, سلبيا بالشعور بالضغوط .كما قدم كل من
ً
) Wallner-Liebmann& Fink, 2010دراسة قاموا فيها بإعادة تحليل بيانات عينات مأخوذة
من عدة دراسات بين أعوام ( ،)2010 ،2005وبلغ العدد اإلجمالي للعينات (604 ،1210
( )308المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
ذكور 606 ،إناث ،من 91 :18عام بمتوسط عمري ،48,17وانحراف معياري .)16,67وقد
أيضا
موجبا وداالًً .
ً طا
توصلت نتائج الدراسة إلى ارتباط الهناء الروحي بالهناء الشخصي ارتبا ً
أسفرت النتائج عن عدم اقتصار أبعاد الهناء الروحي على البعد الديني وممارسة الطقوس الدينية
أيضا ،أيدت
ال في التسامح ،والرجاء ،والذوقً .
أيضا التسامي الروحي متمث ً
فحسب ،بل تضمن ً
نتائج دراسة ) (Howell& Buro, 2015تنبؤ تسامي الذات باإلزدهار النفسي.
المقترح لبنية االزدهار النفسي في البحث الحالي ،يمكن
في ضوء ما سبق ،فإن النموذج ُ
توضيحه كما بالشكل (:)1
االزدهار النفسي
البعد الروحي)1( :م شرات البعد الشخصي)1( :تقبل الذات)2( ،النمو الشخصي)3( ،وجود معنى للحياة ،البعد االجتماعي)1( :تقبل المجتمع)2( ،الشعور بالنمو المجتمعي، البعد الوجداني :تناق الوجدان السالب في
التدين)2( ،التسامي الروحي ()3المشاركة المجتمعية) ( ،الترابط مع المجتمع) ( ،االندماج االجتماعي ( )التمكن البيئي) ( ،االستقاللية) ( ،العالقات االيجابية مع ا خرين مقابل تزايد الوجدان الموجب ،والرضا عن الحياة
شكل ( )1نموذج مقترح لبنية االزدهار النفسي رباعية األبعاد (إعداد الباحثة)
وفيه تم تمثيل االزدهار النفسي من خالل بنية رباعية ،تتضمن :البعد الوجداني ،والبعد
الشخصي ،والبعد االجتماعي (المطروحة في تصور Keyes, 2002لالزدهار النفسي) ،مع
إضافة البعد الروحي الذي يجمع بين مؤشرات التدين والتسامي الروحي (.)
تصورا لمسهوم الهناء الروحي يرتكز إلى بعدين :ديني ،ووجودي ،ثم يُ ِر ح
ً ( )قدمت األدبيات النسسية
بعد التسامي الروحي لتعميق المسهوم وترى الباحثة أنه إذا كان من المتا ح تضمين الهناء الروحي لبنية
االزدهار النسسي ممثالً للبعد الروحي في االزدهار ،فإنه يمكن اقتصاره على البعد الديني وبعد التسامي
الروحي؛ ذلك أن البعد الوجودي يتألف من :الرضا عن الحياة "أحد مكونات البعد الوجداني في
االزدهار" ،والتواصل مع اآلخرين "أحد مكونات البعد الشخصي في االزدهار" ،مما يمثل تضمين هذا
البعد تداخال مع األبعاد األخرى في االزدهار النسسي
()309 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
للعديد من المخرجات االيجابية المرغوبة كارتفاع الدخل والمستوى التعليمي ،....فالمزدهرون
كفاءة ،وبذلك تزداد احتمالية حصولهم على دخل أعلى
ً يتعلمون بشكل أفضل ،ويكون أداؤهم أكثر
مقارن ًة بنظرائهم ذوي المستويات األدنى من االزدهار .وبالتالي تتعدى قيمة االزدهار مجرد الشعور
الطيب إلى تحقيق نواتج نفعية ذات فائدة مادية ) ،(Diener& Seligman, 2004, 1ليس للفرد
أيضا ).(Huppert& So, 2009, 1
فحسب بل للمجتمع ً
على الجانب ا خر ،اهتم توجه بحثي آخر بالكشف عن دور بعض المتغيرات االمبريقية
(ومن بينها المستوى االقتصادي) ،والديموجرافية (ومن بينها النوع) في تزايد االزدهار النفسي،
وأن هناك بعض العوامل تعد محددات مهمة لالزدهار النفسي كالحالة االقتصادية ،والسكن،
واالحتياجات األساسية ،والتعليم ،والنوع ) .(Huppert& So, 2009, 1وفي دراسة
) (Seyranian, et al., 2018والتي أُجريت على طالب الجامعة من تخصصات العلوم،
والهندسة ،والتكنولوجيا ،والرياضيات (ن= %72,5 ،160ذكور %27,5 ،إناث) ،قام فيها أساتذة
ٍ
بوجه عا ٍم تفوًقا أكبر في التحصيل مقارن ًة من الجنسين بالتدريس لهم ،أظهر الطالب الذكور
بنظرائهم من اإلناث ،إال أن اإلناث الالئي حققن معدالت مرتفعة في التحصيل أظهرن تغيرات
أكثر إيجابية (من نظرائهن الذكور الفائقين) في ازدهارهن النفسي في نهاية الفصل الدراسي مقارن ًة
ببداية الفصل الدراسي .وقد أشارت أحد تحليالت وتفسيرات هذه الدراسة إلى اتخاذ الطالبات اإلناث
دعما لقدرتهن على التفوق الدراسي واالزدهار
نموذجا ُم ً
ً من األساتذة اإلناث الالئي درسن لهن
النفسي بوجه عام في تخصصات يسود فيها الذكور .وفي دراسة أجراها كل من (Schotanus-
) Dijkstra, et al., 2016هدفت إلى بحث ارتباط االزدهار النفسي بعدد من العوامل ،على عينة
هولندية ممثلة من الراشدين بمتوسط عمري م= 47.3عام (ن=5303؛ 2380ذكور2923 ،
إناث؛ 3873تعمل 1430 ،ال تعمل) .وقد توصلت نتائجها إلى أن المميزات االقتصادية-
االجتماعية ،والثقافية ،وارتفاع معدل تكافؤ الفرص في الدخل تعد منبئات باالزدهار ،كما أظهرت
أيضا وجود فروق بين الذكور واإلناث في االزدهار النفسي لصالح اإلناثً .
أيضا ،قدم النتائج ً
) (Howell& Buro, 2015دراسة هدفت إلى الكشف عن الفروق بين الجنسين ،وكذلك تنبؤ
الرفاهية المادية باالزدهار على عينة كندية من طالب الجامعة (ن= %66,4 ،478إناث،
% 33.6ذكور) تم تطبيق مقياس لالزدهار ،ومقياس للرفاهية المادية ،وأظهرت النتائج وجود
إحصائيا بين الذكور واإلناث لصالح اإلناث ،كذلك أظهرت
ً فروق (ليست كبيرة) وإن كانت دالة
أيضا ،أُجريت دراسة مسحية
نتائج الدراسة تنبؤ الرفاهية المادية باإلزدهار .وفي هذا اإلطار ً
اجتماعية على عينة من المجتمع األوروبي (ن= )43000من الذين تتجاوز أعمارهم ستة عشر
( )310المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
عاما في 23دولة اوروبية ،وكشفت النتائج عن تباين واضح للغاية في مستوى االزدهار لدى ً
األوروبيين؛ حيث كانت أعلى الدول في االزدهار هي الدانمارك والدول األوروبية الشمالية ،وأدناها
ازدهار هي تلك األقل في
ًا روسيا والدول األوروبية الشرقية؛ وخلصت الدراسة إلى أن الدول األقل
المستوى التعليمي ،والدخل ،والصحة ،والدول التي تزداد فيها الفجوة في الدخول بين األفراد .كما
أيضا وجود فروق طفيفة بين الجنسين في االزدهار النفسي (as cited in
أظهرت النتائج ً
) .Huppert& So, 2009, 4-5من ناحية أخرى ،أيدت دراسة ) (Duan& Xie, 2019عدم
احصائيا بين الذكور واإلناث في االزدهار على عينة من المراهقين الصينين من
ً وجود فروق دالة
طالب المدارس (ن= 376 ،766إناث 390 ،ذكور ،تراوحت اعمارهم من 12إلى ،17م=
،15,18ع= .)1,66
تعليق عام على االطار النظري والدراسات ذات الصلة
بمراجعة األدبيات النفسية ا لتي تناولت االزدهار النفسي يمكن مالحظة مايلي:
تم تناول مفاهيم االزدهار النفسي ،والهناء ،والسعادة ( )في األدبيات النفسية على أنها
مترادفات في حين يعد االزدهار النفسي هو المفهوم األكثر شموال وتفصيالً ،وقد أشار
) (Keyes,2002إلى أن االزدهار النفسي مفهوم مضاد للوهن النفسي (أو الهزيمة النفسية).
هناك اتفاق بين جميع التصورات النظرية على بعض المكونات الفرعية لالزدهار النفسي،
منها :الرضا عن الحياة ،ووجود معنى للحياة ،والعالقات مع اآلخرين .....ويتميز كل تصور عن
غيره ببعض المكونات ،مثل :االندماج ،واالنجاز ،والتفا ل ،تقدير الذات .....وربما يعد تصور
) (Keyes, 2002أكثرهم عمًقا وشموالً.
باستثناء تصور ) (Diener, 2000احادي البعد ،تتجه التصورات النظرية المطروحة في
مفهوم نفسي
ٌ األدبيات نحو تعددية أبعاد االزدهار النفسي؛ ويمكن تصور االزدهار النفسي على أنه
ٌ
مركب من أشكال الهناء المتعددة "وجداني ،وشخصي ،واجتماعي ،وروحي".ٌ
عززت التصورات النظرية لالزدهار النفسي من دور الجوانب الوجدانية والشخصية
واالجتماعية ،في حين يعد الجانب الروحي (كأحد األوجه الصادقة المهمة والمعبرة عن بنية
مفقودا في التصورات المطروحة لالزدهار النفسي "حتى في التصور الذي قدمه
ً بعدا
االزدهار) ً
ضمنيا في بعض التصورات ،مثل(Nussbaum, : ً ) ،"(Keyes,2002وقد ظهر هذا المكون
( )تم استخدام مقاييس لكل من السعادة ،والهزيمة النسسية ،والتساؤ ،الختبار صدق مقياس االزدهار النسسي
(إعداد الباحثة)
()311 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
احة في التصور الذي قدمه
) ،2000, Seligman, 2000وتمت اإلشارة إليه صر ً
).(VanderWeele, 2017
يرتبط االزدهار النفسي نظرًيا بالحاجة إلى تقدير الذات ،وبالتالي "وفق هرم الحاجات لـ
أيضا بتلبية الحاجات األساسية .وقد أظهرت بعض الدالئل
"Maslowفإنه من المتوقع ارتباطه ً
االمبريقية ارتباط مستوى الدخل والرفاهية المادية باالزدهار.
من زاوية أخري ،تأرجحت الدالئل االمبريقية في تحديد اتجاه تأثير النوع على االزدهار
النفسي بين عدم وجود فروق بين الجنسين إلى وجود فروق تارة لصالح اإلناث وأخرى لصالح
الذكور.
فروض البحث
الفرض األول :االزدهار النفسي بنية رباعية األبعاد (البعد الوجداني ،والبعد الشخصي ،والبعد
اإلجتماعي ،والبعد الروحي) لدى الطالب المعلم.
الفرض الثاني :ال تختلف بنية االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم باختالف المستوى اإلقتصادي
المدرك (مرتفع -منخفض).
ُ
الفرض الثالث :ال تختلف بنية االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم باختالف النوع (ذكور-إناث).
الفرض الرابع :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم تبعاً الختالف
المستوى االقتصادي ُ
المدرك (مرتفع-منخفض).
الفرض الخامس :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي لدى الطالب المعلم تبعاً
الختالف النوع (ذكور-إناث).
الفرض السادس :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي تبعاً الختالف تأثير تفاعل
المستوى االقتصادي ُ
المدرك والنوع لدى الطالب المعلم.
( )312المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
الطريقة واإلجراءات
العينة
وقد تألفت من عينتين مستقلتين ،كما يلي:
أو ًال ..عينة الدراسة االستطالعية
تكونت عينة الدراسة االستطالعية من الطالب المقيدين بالفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة عين
شمس من تخصصات :رياضيات ،ولغة عربية ،وعلم نفس للعام الدراسي ،2019/2018وقد بلغ
طالبا وطالب ًة ،بمتوسط عمرى ( )21.61سنة ،وانحراف معيارى ( ،)0.70وقد كان
عددهم (ً )193
الهدف من هذه العينة استكشاف البنية العاملية لمفهوم االزدهار النفسي ،وحساب الخصائص
السيكومترية لمقياس االزدهار النفسي (إعداد الباحثة) .ويوضح جدول ( )1توزيع أعداد عينة الد ارسة
االستطالعية.
جدول ( :)1توزيع أعداد عينة الدراسة االستطالعية
الشعبة
المجموع علم نفس لغة عربية رياضيات
النوع
9 9 31 19 ذكور
13 1 73 اناث
193 2 10 المجموع
()313 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
جدول ( :)2توزيع أعداد العينة األساسية
المدرك ى
العدد المشارك المستو االقتصادي ُ النوع
الشعبة
منخفض مرتفع اناث ذكور
29 2 22 7 جغرافيا
2 7 1 3 19 تاريخ
9 7 2 8 1 فلسفة
179 109 70 1 0 29 لغة انجليزية
1 9 107 2 130 39 كيمياء انجليزي
3 19 1 23 11 فيزياء انجليزي
82 313 1 9 37 10 المجموع
األدوات
وقد تضمنت مقياس االزدهار النفسي (إعداد الباحثة) ،باإلضافة إلى مقاييس لكل من:
"التفا ؤل ،والسعادة ،والهزيمة النفسية" ،والتي تم استخدامها كمحكات للتحقق من صدق مقياس
االزدهار النفسي.
أوالً ..مقياس االزدهار النفسي (اعداد الباحثة)
هدف المقياس
قياس الفروق الفردية في االزدهار النفسي وفق التصور رباعي األبعاد المقترح في البحث
الحالي (والذي يتضمن :البعد الوجداني ،والبعد االجتماعي ،والبعد الروحي ،والبعد الشخصي).
وصف المقياس
تألف مقياس االزدهار النفسي من ( )40مفردة ُموزعة على النحو التالي :البعد الوجداني ()15
مفردة ،والبعد االجتماعي ( )9مفردات ،والبعد الروحي ( )10مفردات ،والبعد الشخصي ()6
مفردات .وقد ِ
ص ْي َغت أربع مفردات من إجمالي مفردات المقياس بطريقة عكسية؛ بواقع مفردتين في
البعد الوجداني ،ومفردة في البعد االجتماعي ،ومفردة في البعد الشخصي .وتتم االجابة على
جدا =2 ،بدرجة قليلة=3 ،
المقياس من خالل مقياس استجابة خماسي النقاط ( =1بدرجة قليلة ً
جدا) ،وتتراوح الدرجة على المقياس من (:40
بدرجة متوسطة =4 ،بدرجة كبيرة =5 ،بدرجة كبيرة ً
،) 200وتشير الدرجة المرتفعة إلى ارتفاع مؤشرات االزدهار النفسي.
خطوات ومصادر إعداد المقياس
تألف المقياس الذي تم عرضه على األساتذة المحكمين من ( )50مفردة .وبعد إجراء
التعديالت المطلوبةَ ،ت َكَّون المقياس في صورته األولية "التي تم تطبيقها على عينة الدراسة
( )314المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
االستطالعية" من ( ) 44مفردة موزعة على األبعاد األربعة (الوجداني ،والشخصي ،واالجتماعي،
والروحي) ،بواقع ( )11مفردة لكل بعد .وفي ضوء نتائج التحليالت اإلحصائية التي أُجريت على
المقياس تم حذف أربع مفردات ،وبلغ عدد مفردات المقياس في صورته النهائية "التي تم تطبيقها
على العينة األساسية" ( ) 0مفردة ،أُعيد توزيعهم على األبعاد األربعة في ضوء نتائج التحليل
العاملي االستكشافي .وإلعداد المقياس في صورته األولية ،وتحديد األبعاد المكونة له ،قامت
الباحث ة بمراجعة األطر النظرية والنماذج النفسية المفسرة لإلزدهار النفسي ،وكذلك الدراسات التي
اهتمت ببناء مقاييس لكل من :االزدهار النفسي ،والهناء الروحي ،ومنها:
-مقاييس االزدهار النفسي
عند انتقاء مقياس للجوانب الروحية ،ال يمكن اإلدعاء بأن هناك مقياس واحد هو المناسب على
اإلطالق ) ، (Hill& Maltby, 2009, 35لذا تم الرجوع إلى عدد من المقاييس ،وهي :مقياس
الهناء الروحي ،Spiritual Well-being Scaleوالذي تألف في اصداره الكامل من ()20
مفردة ،موزعة على بعدي الهناء الديني ،والوجودي ) .(You& Yoo, 2016وتألفت النسخة
المختصرة للمقياس من ( )10مفردات ،موزعة بالتساوي على البعدين الديني ،والوجودي
) .(Malinakova, et al., 2017كما قدمت دراسة ) (Musa& Pevalin, 2012نسخة
مترجمة من المقياس في اصداره الكامل .كذلك قدم ) (Piedmont, et al., 2009مقياس
الروحانية ،وعواطف التدين Assessment of Spirituality and Religious Sentiments
” ، “ASPIRESوالذي يقيس بعدين؛ األول :التسامي الروحي ( 23مفردة) ،والثاني :ممارسة
الطقوس الدينية ،وكذلك األزمات الدينية التي يتعرض لها الفرد ( 12مفردة).
()315 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
الخصائص السيكومترية لمقياس االزدهار النفسي
( )iصدق المقياس
()
أ .صدق المحكمين
تم عرض المقياس علي ( )11محكم من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في علم
النفس التربوي .وقد تألفت نسخة المحكمين من ( )50مفردة ،وتم اإلبقاء على المفردات التي اتفق
عليها ( )% 82فأكثر من المحكمين (أي المفردات التي اتفق عليها 9محكمين أو أكثر من
اجمالي 11محكم) .أسفرت مالحظات المحكمين عن حذف ست مفردات ،وتعديل الصياغات
اللغوية لمفردات أخرى ؛ وقد تمركزت المالحظات حول ما يلي :االيجاز في صياغة العبارات،
وتقليص عدد العبارات السلبية قدر اإلمكان إال في حالة الضرورة ،واالبتعاد عن العبارات ذات
التوجهات السياسية في البعد االجتماعي .وبالنسبة للعبارات التي تتعلق بالبعد الروحي تحييد
صياغة العبارات لتحمل نفس المعنى للديانتين االسالمية والمسيحية .ويمكن عرض أمثلة لهذه
التعديالت في الجدول التالى:
بوجه عام ،أنا شخص مبتهج وسعيد بوجه عام ،أنا شخص مبتهج وسعيد ومنشرح الصدر
( )تتقدم الباحثة بخالص الشكر والتقدير للسادة المحكمين علىى مىا بىذلوه مىن جهىد ،وجمىيعهم مىن قسىم علىم
النسس التربوى بكلية التربية جامعة عين شمس ،وهم :أساتذة علم النسس التربوي؛ أ د/محمود عمر ،أ د/سهير
محسوظ ،أ د/صىساء عسيسىي واألسىاتذة المسىاعدون؛ د/أمينىة عبىد الستىا ح ،د/محمىد هيبىة والمدرسىون؛ د/وليىد
حسن ،د/ياسمين عبد الغني ،د/عائشة أبو سريع ،د/رياض سليمان ،د/محمد عبد العظيم ،د/مجدي شعبان
( )316المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
يتضح من جدول ( )4أن أربع مفردات (مفردة من البعد الوجداني ،وأخرى من البعد
االجتماعي ،ومفردتين من البعد الروحي) قد أظهروا ارتباطات ضعيفة ،لذا تم حذفهم من المقياس،
وبالتالي ،أصبحت عدد مفردات المقياس في صورته النهائية ( ) 0مفردة .وهذه المفردات هي:
المفردة ( ،)4وتنص على " :استحق أن أعيش حياة أفضل من التي اعيشها".
المفردة ( ،)10وتنص على" :ينتفع المجتمع بأي عمل يقوم به أي فرد بإخالص".
علي التعامل بارتياح مع االشخاص المختلفين عني في
المفردة ( ،)31وتنص على" :من الصعب َّ
الديانة".
علي التعامل معه بصفاء ،أو
َّ إلي أحد ،يصعب
المفردة ( ،)44وتنص على" :عندما يسئ َّ
أسامحه".
الخطوة الثانية :الكشف عن البنية العاملية Factorial Structureلمقياس االزدهار النفسي،
()317 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
وتحديد العوامل المتمايزة فيه ،وذلك باستخدام التحليل العاملي االستكشافي لمفردات المقياس (40
مفردة بعد حذف المفردات ذات االرتباطات الضعيفة مع المقياس) بطريقة المكونات األساسية
Principal Componentsلهوتلينج ،مع تحديد العوامل ،والتدوير المتعامد بطريقة الفاريمكس
، Varimaxوقد استبعدت المفردات ذات التشبعات األقل من ( .)0.30ويعرض الجدول التالى
لنتائج التحليل العاملي:
جدول ( ) :تشبعات مفردات مقياس االزدهار النفسي بالعوامل المشتقة بعد التدوير باستخدام
التحليل العاملي االستكشافي (ن=)193
الرابع الثالث الثاني األول العامل رقم
شخصي روحي اجتماعي وجداني المفردة المفردة
0.67 أنا شخص ممتلئ بالحيوية ومعنوياتي مرتفعة 40
0.63 "عكسية" أنا شخص محبط وغير موفق في أي عمل أقوم به 28
استطيع ال تعامل بكفاءة مع الوسط والبيئة التي أعيش فيها ،بما 37
0.51
يلبي احتياجاتي
0.51 أنا شخص متفائل ،وعلى يقين بأن المستقبل أفضل 32
0.41 أثق بآرائي ،حتى لو اختلفت مع آراء أشخاص احترمهم وأقدرهم 17
كل فرد في المجتمع ال يهتم إال بنفسه ،وال يعطي إهتما ًما للمصلحة 26
0.64
"عكسية" العامة
( )318المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
تابع جدول ( ) :تشبعات مفردات مقياس االزدهار النفسي بالعوامل المشتقة بعد التدوير
باستخدام التحليل العاملي االستكشافي (ن=)193
الرابع الثالث الثاني األول العامل رقم
شخصي روحي اجتماعي وجداني المفردة المفردة
0.63 رغم وجود بعض السلبيات ،أرى المجتمع يتقدم نحو األمام 2
0.52 أرحب بمساعدة اآلخرين وتقديم العون لهم قدر االمكان 7
0.43 أحب القراءة في أمور الدين واالستماع إلى رجال الدين 35
أشعر بعدم االرتياح إذا أهدرت وقتي ،ومر يومي دون أن أتعلم 25
0.64
فيه شيئ ًا جديدًا
0.63 "عكسية" أخاف أن أتخذ قراراتي المصيرية بمفردي. 41
اسعى لتعلم واكتساب خبرات جديدة ،وعدم االكتفاء بما اعرفه أو 1
0.62
اتقنه
0.55 لدي إدراك ودراية باألشياء التي تعطي معنى وهدف لحياتي 33
()319 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
من جدول ( )5يتضح أن التحليل العاملي االستكشافي أسفر عن ظهور أربعة عوامل بجذر كامن
قيمته ( )1.98فأكثر تفسر مجتمعة ( )%43.53من قيمة التباين الكلي للمقياس .وفيما يلي
تفصيل العوامل األربع المستخلصة ،والمسميات المقترحة لهذه العوامل (:)
العامل األول :ويفسر % 15,40من التباين الكلي بين األفراد ،وتشبعت عليه ( )15مفردة تمثلها
العبارات ( .)17 ،43 ،21 ،32 ،37 ،5 ،29 ،12 ،16 ،36 ،28 ،24 ،8 ،20 ،40وامتدت
قيم التشبع من 0,67للعبارتين أرقام ( )20 ،40إلى 0,41للعبارة رقم ( .)17وبفحص مضمون
هذه العبارات يتضح أنها تتناول الحالة الوجدانية "الموجبة أو السالبة" التي يستشعرها الفرد ،ومدى
رضاه عن حياته ،وعن نفسه ،ومدى شعوره برضا اآلخرين عنه .وعليه يمكن تسمية هذا العامل
بالبعد الوجداني لالزدهار النفسي.
العامل الثاني :ويفسر %10,77من التباين الكلي بين األفراد ،وتشبعت عليه ( )9مفردات تمثلها
العبارات ( .)6 ،14 ،34 ،22 ،30 ،2 ،26 ،38 ،18وامتدت قيم التشبع من 0,69للعبارة رقم
( )18إلى 0,44للعبارة رقم ( .)6وبفحص مضمون هذه العبارات يتضح أنها تتناول شعور الفرد
باالنتماء للمجتمع ،والشعور بالنمو المجتمعي ،والرغبة في المشاركة في هذه التنمية ،والترابط مع
المجتمع وتقبله .وعليه يمكن تسمية هذا العامل بالبعد االجتماعي لالزدهار النفسي.
العامل الثالث :ويفسر % 10,30من التباين الكلي بين األفراد ،وتشبعت عليه ( )10مفردات تمثلها
العبارات ( .)35 ،27 ،39 ،15 ،7 ،11 ،19 ،23 ،3 ،42وامتدت قيم التشبع من 0,68
للعبارة رقم ( )42إلى 0,43للعبارة رقم ( .)35وبفحص مضمون هذه العبارات يتضح أنها تتناول
مؤشرات التدين من عقائد وعبادات ومعامالت ،باإلضافة إلى مشاعر التسامي الروحي .وعليه
يمكن تسمية هذا العامل بالبعد الروحي لالزدهار النفسي.
العامل الرابع :ويفسر % 7,06من التباين الكلي بين األفراد ،وتشبعت عليه ( )6مفردات تمثلها
العبا ارت ( .)13 ،9 ،33 ،1 ،41 ،25وامتدت قيم التشبع من 0,64للعبارة رقم ( )25إلى 0,43
للعبارة رقم ( .)13وبفحص مضمون هذه العبارات يتضح أنها تتناول سعي الفرد لتنمية ذاته،
وشعوره باالستقاللية وبقدرته على اتخاذ القرار ،ووجود معنى وهدف للحياة لديه .وعليه يمكن
تسمية هذا العامل بالبعد الشخصي لالزدهار النفسي .وقد أجريت جميع التحليالت التالية على
األبعاد المستخلصة من نتائج التحليل العاملي االستكشافي.
( )تشبعت المسردات رقم ( )17 ،43 ،21 ،37 ،5على البعد الوجداني ،وقد صممت في المقياس األصلي
تحت البعد الشخصي كذلك المسردة رقم ( )7تشبعت على البعد الروحي ،وكانت مصممة في المقياس
األصلي تحت البعد االجتماعي
( )320المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
ج .الصدق التمييزي
للتحقق من الصدق التمييزي ،تم تحديد أعلى وأدنى %27على مقياس االزدهار النفسي
من أفراد عينة الدراسة االستطالعية (والذين بلغ عددهم " ،111ن للمرتفعين=،55
للمنخفضين= ،) "56ثم قامت الباحثة بتطبيق مقياس التفاؤل (إعداد :محمود سعيد)( )2014 ،
على ( )79مفحوص من اجمالي () 111؛ وهو العدد الذي تمكنت الباحثة من الوصول إليه
وتطبيق مقياس التفاؤل عليه .ويعرض الجدول التالي لإلحصاءات الوصفية الستجابات
المفحوصين على مقياس التفاؤل ،وقيمة "ت" وداللتها عند مرتفعي ومنخفضي االزدهار النفسي.
جدول ( ) :المتوسطات الحسابية و االنحرافات المعيارية و قيمة "ت"
وداللتها للتفا ل تبع ًا لالزدهار النفسي (مرتفعون -منخفضون)
قيمة "ت" د.ح. االزدهار النفسي (ن ) 79 المستقل
وداللتها منخفضون (ن )41 مرتفعون (ن )38 التابع
7.03 ع م ع م
77 التفاؤل
داله عند 0.01 7.49 41.63 7.34 53.37
يتضح من جدول ( )6أنه توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة 0.01في
متوسطات الدرجة الكلية للتفاؤل بين مرتفعي ومنخفضي االزدهار النفسي حيث كانت قيمة "ت"=
7.03و هى قيمة دالة إحصائياً عند مستوى داللة 0.01؛ وتُفسر هذه النتيجة بأنه يوجد تباين فى
تعبير مرتفعي ومنخفضي االزدهار النفسي عن تفاؤلهم لصالح مرتفعي االزدهار النفسي ،مما يؤيد
قدرة مقياس االزدهار النفسي على التمييز.
د .الصدق التالزمي (التقاربي)
قامت الباحثة باختبار الصدق التالزمى (التقاربي) عن طريق حساب معامل االرتباط بين
الدرجة الكلية لمقياس السعادة (إعداد :حمدي يونس أبو جراد ،)( )2016 ،ودرجات أبعاد مقياس
االزدهار النفسي المستخلصة من التحليل العاملى االستكشافى ،وكذا الدرجة الكلية له على عينة
مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية (ن= ،)50وقد أسفرت التحليالت عن وجود عالقات ايجابية
ومرتفعة ودالة عند مستوى 0.01بين الدرجة الكلية للسعادة ،وكل من أبعاد االزدهار النفسي
(الوجداني ،واالجتماعي ،والروحي ،والشخصي) ،وكذا ال درجة الكلية لمقياس االزدهار النفسي ،مما
مؤشر على الصدق التالزمى لمقياس االزدهار النفسي ،ويوضح الجدول التالى معامالت ارتباط
ًا يعد
( )سيتم عرض موجز للمقياس ،وخصائصه السيكومترية في جزءٍ تا ٍُ ،،معنون بـ "ثانيًا األدوات
ال ُمستَخدمة كمحكات صدق لمقياس االزدهار النسسي"
()321 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
الدرجة الكلية للسعادة بكل من أبعاد االزدهار النفسي المشتقة من التحليل العاملى االستكشافى،
والدرجة الكلية لالزدهار النفسي:
جدول ( :)7معامالت ارتباط الدرجة الكلية للسعادة ،بأبعاد االزدهار النفسي،
والدرجة الكلية له (ن=) 0
االزدهارالنفسي
الدرجة الكلية البعد الشخصي البعد الوجداني البعد االجتماعي البعد الروحي
السعادة
**0.88 **0.76 **0.66 **0.71 **0.91 الدرجة الكلية
( )سيتم عرض موجز للمقياس ،وخصائصه السيكومترية في جزءٍ تا ٍُ ،،معنون بـ "ثانيًا األدوات
ال ُمستَخدمة كمحكات صدق لمقياس االزدهار النسسي"
( )322المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
واالجتماعي ،والروحي ،والشخصي) ،وكذا الدرجة الكلية لمقياس االزدهار النفسي ،وقد تراوحت
بين القيم 0.37-إلى ، 0.79-وتشير هذه القيم إلى الصدق التالزمى لمقياس االزدهار النفسي.
( )iiثبات المقياس
تم التحقق من ثبات االختبار من خالل:
أ.حساب معامالت االرتباط بين درجات كل مفردة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه المفردة،
وذلك على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية (ن= ،)50كما هو موضح بجدول (.)9
جدول ( :)9معامالت االرتباط بين درجات المفردات ودرجات أبعاد مقياس اال زدهار
النفسي التي تنتمي إليها (ن=) 0
البعد الشخصي المفردة البعد الروحي المفردة البعد االجتماعي المفردة البعد الوجداني المفردة
**0.58 25 **0.68 42 **0.74 18 **0.65 40
**0.70 41 **0.60 3 **0.64 38 **0.68 20
**0.73 1 **0.59 23 **0.70 26 **0.66 8
**0.69 33 **0.61 19 **0.66 2 **0.71 24
**0.71 9 **0.62 11 **0.64 30 **0.66 28
**0.57 13 **0.56 7 **0.58 22 **0.64 36
**0.62 15 **0.68 34 **0.68 16
**0.53 39 **0.59 14 **0.67 12
**0.60 27 **0.54 6 **063 29
**0.57 35 **0.61 5
**0.54 37
**0.61 32
**0.58 21
**0.46 43
**0.52 17
()323 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
ج .حساب معامل ألفا كرونباخ لكل بعد من األبعاد الفرعية للمقياس ،وكذلك الدرجة الكلية
للمقياس على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية (ن= ،)50ويوضح جدول ( )11أن
معامالت الثبات مرتفعة ،حيث تراوحت معامالت الثبات من 0.75فى البعد الشخصي ،إلى
0.89فى البعد الوجداني ،وبالتالي فإن مقياس االزدهار النفسي يتمتع بدرجة مقبولة من الثبات،
مما يجعل من المتاح استخدامه عملياً داخل البيئة العربية.
جدول ( :) 11ثبات أبعاد مقياس االزدهار النفسي ،والدرجة الكلية للمقياس (ن=) 0
معامل ألفا كرونباخ عدد المفردات البعد
0.89 15 البعد الوجداني
0.82 9 البعد االجتماعى
0.79 10 البعد الروحي
0.75 6 البعد الشخصى
0.91 40 المقياس ككل
( )324المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
الحالي ،تم حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية
مفحوصا ،وبلغت قيمة معامل الثبات ( )0.93وهو معامل ثبات مرتفع.
ً بلغت ()50
.2مقياس السعادة (إعداد :حمدي يونس أبو جراد)201 ،
خدم هذا المقياس في البحث الحالي بهدف حساب الصدق التالزمى (التقاربي) لمقياساستُ ِ
خدمت الدرجة الكلية للمقياس الذي تألف من ( )38مفردة .ويتم االزدهار النفسي ،وقد استُ ِ
االستجابة لكل مفردة من مفردات المقياس باختيار البديل المناسب من بين خمس فئات) :قليالً
ال= ،2متوسط= ،3كثي ًار = ،4كثي ًار جدًا= ، (5وبذلك تراوحت درجات المقياس بين 38
جدًا= ،1قلي ً
إلى ،190وتشير الدرجة العليا على المقياس إلى تحقيق درجة مرتفعة من السعادة.
الخصائص السيكومترية للمقياس
( )iصدق المقياس
اعتمد البحث الحالي على صدق المقياس الذي أعده (حمدي يونس أبو جراد،)2016 ،
وقد أظهر المقياس دالالت صدق جيدة؛ حيث قام معد المقياس بحساب صدق المقياس (بعد
تدريجه) بعدة طرق ،هي :صدق المحكمين ،والصدق العاملي الذي أيد أحادية بعد المقياس.
( )iiثبات المقياس
قام معد مقياس السعادة بالتحقق من ثبات المقياس من خالل مؤشرات اإلحصاء
الكالسيكي باستخدام ألفا كرونباخ وقد بلغ معامل الثبات (( )0.90حمدي يونس أبو جراد،2016 ،
.)120كما تحقق من ثبات األداة باستخدام معامل الفصل بين المفردات Item Separation
، Index ISIوهي طريقة يتم استخدامها في إطار "نظرية االستجابة للمفردة -نموذج راش" وقد
بلغت قيمته (( )0.95حمدي يونس أبو جراد .)129 :126 ،2016 ،وفي البحث الحالي تم
حساب معامل الثبات باستخدام ألفا كرونباخ على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية بلغت
مفحوصا ،وبلغت قيمة معامل الثبات ( )0.97وهو معامل ثبات مرتفع.
ً ()50
.3مقياس الهزيمة النفسية (إعداد :محمد السعيد أبو حالوة ،وراشد مرزوق راشد رزق)2013 ،
تم استخدام هذا المقياس في البحث الحالي بهدف حساب الصدق التالزمى (التباعدي)
لمقياس االزدهار النفسي .يتكون المقياس من ( )53عبارة ،موزعة على ستة أبعاد ،هي :الشعور
بالخزي ( )9عبارات ،واستصغار الذات ( )12عبارة ،والتشيؤ "أي التعامل مع الذات كشيء ال حياة
فيه" ( )8عبارات ،والمدركات المعرفية ( )8عبارات ،واالفتقاد للحيوية الذاتية ( )8عبارات ،وجلد
(بدءا من :يحدث
ً الذات ( )8عبارات .وتتم االستجابة للعبارات على مقياس ليكرت خماسى
أبدا= .)1تتراوح الدرجة الكلية للمقياس من ،265 :53وتشير الدرجة
دائما= ،5إلى ال يحدث ً
ً
()325 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
المرتفعة على المقياس إلى ارتفاع الشعور بالهزيمة النفسية.
الخصائص السيكومترية للمقياس
( )iصدق المقياس
اعتمد البحث الحالي على صدق المقياس األصلي ،وقد أظهر المقياس دالالت صدق
جيدة؛ حيث قام معدا المقياس باختبار صدق المقياس بعدة طرق ،هي :صدق المحكمين ،والصدق
العاملي باستخدام التحليل العاملى االستكشافى الذي أسفر عن ظهور األبعاد الستة للهزيمة
النفسية ،والصدق التمييزي؛ حيث أظهر منخفضو الهزيمة النفسية مستويات مرتفعة من الذكاء
الوجداني وحل المشكالت مقارنة بمرتفعي الهزيمة النفسية.
( )iiثبات المقياس
للتحقق من ثبات المقياس ،قام معدا المقياس بحساب معامل ثبات ألفا كرونباخ للدرجة
الكلية للمقياس ،وقد بلغت ( 0.83محمد السعيد أبو حالوة ،وراشد مرزوق راشد رزق،2013 ،
) 145وهي قيمة مرتفعة للثبات .كما تم حساب ثبات االختبار في البحث الحالي بطريقة ألفا
كرونباخ على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية (ن= ،)50وبلغت قيم معامالت الثبات
لألبعاد الفرعية الستة (الشعور بالخزي ،واستصغار الذات ،والتشيؤ ،والمدركات المعرفية ،واالفتقاد
للحيوية الذاتية ،وجلد الذات) ،والدرجة الكلية على الترتيب (،0.87 ،0.83 ،0.84 ،0.91 ،0.87
،)0.98 ،0.87وهي معامالت ثبات مرتفعة.
إجراءات البحث
.1بناء مقياس االزدهار النفسي وفق التصور رباعي األبعاد المقترح في البحث الحالي ،وذلك بعد
االطالع على المقاييس المتاحة في األدبيات ،وقد تألف من ( )50مفردة موزعة على األبعاد األربعة.
.2حساب الخصائص السيكومترية للمقياس كما يلي:
أوالً :الصدق
أ .صدق المحكمين :تم تعديل المقياس في ضوء مقترحات األساتذة المحكمين .وقد تألفت الصورة
األولية بعد التعديالت المقترحة من ( )44مفردة.
صدق البنية :تم تطبيق مقياس االزدهار النفسي في صورته األولية على عينة الدراسة ب.
ِ
االستطالعية (ن= .)193ثم أُجريت تحليالت صدق البنية على خطوتين؛ األولى :استُخدمت
فيها معادلة ألفا كرونباخ لحذف المفردات ضعيفة اإلرتباط بالدرجة الكلية للمقياس ،وأصبحت
عدد مفردات المقياس في صورته النهائية ( )40مفردة .الثانية :أُجري التحليل العاملي
االستكشافي لمفردات المقياس في صورته النهائية ،وقد أسفر عن بنية رباعية األبعاد.
( )326المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
ج .الصدق التمييزي :تم التحقق من الصدق التمييزي من خالل تطبيق مقياس التفاؤل على عدد
من مرتفعي ومنخفضي االزدهار النفسي ،ثم تم استخدام اختبار ت للعينات المستقلة.
د .الصدق التالزمي :تم التحقق من الصدق التالزمي (التقاربي ،والتباعدي) باستخدام كل من:
يجابيا باالزدهار النفسي) ،وآخر للهزيمة النفسية (التي ارتبطت
مقياسا للسعادة (التي ارتبطت ا ً
ً
سلبيا باالزدهار النفسي) على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية (ن= ،)50باستخدام
ً
معامل االرتباط لبيرسون.
ثانيا الثبات؛ تم التحقق من ثبات االختبار على عينة مشتقة من عينة الدراسة االستطالعية
ً
(ن= )50من خالل:
أ .حساب معامالت االرتباط بين درجات كل مفردة ،والدرجة الكلية للبعد الذى تنتمى إليه.
ب .حساب معامالت االرتباط بين الدرجة الكلية لكل بعد ،والدرجة الكلية للمقياس.
ج .حساب معامل ألفا كرونباخ لكل بعد من أبعاد المقياس ،وكذلك الدرجة الكلية.
.3تطبيق مقياس االزدهار النفسي في صورته النهائية ( 40مفردة موزعة على كل من :البعد
الوجداني " "15مفردة ،والبعد اإلجتماعي " "9مفردات ،والبعد الروحي " "10مفردات ،والبعد الشخصي
" "6مفردات) على العينة األساسية (ن=.)482
()327 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
(ذكور/إناث) ،من خالل النمذجة باستخدام برنامج )(AMOS 22
.8استخدام تحليل التباين متعدد المتغيرات التابعة Multivariate Analysis of Variance
) (MANOVAمن خالل حزمة البرامج اإلحصائية SPSS, v22لمعالجة بيانات الدراسة،
واختبار الفروض :الرابع ،والخامس ،والسادس من خالل:
( )328المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
()329 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
جدول ( :)12مؤشرات حسن المطابقة ( )لنموذج بنية االزدهار النفسي (ن=) 82
0.04 جذر متوسط مربع خطأ التقريب RMSEA 0.88 مؤشر حسن المطابقة GFI
يتضح من جدول ( )12حسن مطابقة النموذج رباعي األبعاد مع بيانات العينة األساسية ،وكانت
قيمة كا 2للنموذج= 1284.857بدرجات حرية= ،688وهى دالة إحصائي ًا؛ حيث تتأثر كا 2بكبر
حجم العينة ،وكانت النسبة بين قيمة كا 2إلى درجات الحرية = ،3 > 1.868ومؤشرات حسن
المطابقة وقعت جميعها فى المدى المثالي لكل مؤشر ،مما يدل على وجود مطابقة جيدة للنموذج
رباعي األبعاد لالزدهار النفسي ،والجدول التالي يوضح معامالت االنحدار المعيارية (التشبعات)،
وغير المعيارية وأخطاء القياس ،والنسبة الحرجة ،وداللتها:
جدول ( :)13تشبعات المتغيرات المشاهدة بالعوامل الكامنة األربعة من الدرجة األولى ،وتشبعات
العوامل الكامنة األربعة من الدرجة األولى بالعامل الكامن الواحد من الدرجة الثانية ،والنسبة
الحرجة ،وداللتها في نموذج بنية االزدهار النفسي
العامل الكامن الواحد النسبة خطأ الوزن االنحداري الوزن االنحداري العوامل الكامنة من المتغير
من الدرجة الثانية الحرجة القياس المعياري "التشبع" غير المعياري الدرجة األولى المشاهد
**
الوزن االنحداري 9.94 0.09 0.91 0.55 البعد الوجداني مفردة 4
المعياري "التشبع" - - 1 0.63 مفردة 7
0.87 **
12.38 0.08 0.98 0.67 مفردة10
الوزن االنحداري **
غير المعياري 12.62 0.08 1.05 0.68 مفردة14
**
1.36 7.44 0.07 0.55 0.37 مفردة15
خطأ القياس 0.20 **
12.81 0.08 1.04 0.69 مفردة18
النسبة الحرجة **
9.94 0.08 0.81 0.51 مفردة19
**
6.76 **
13.05 0.08 1.09 0.72 مفردة22
**
10.11 0.08 0.84 0.52 مفردة26
( )أخذت الباحثة تراجم هذه المؤشرات عن (عزت عبد الحميد حسن )369 :363 ،2008،عدا الترجمة
الخاصة بالمؤشر RMSEAالذي ترجمه إلى جذر متوسط مربع خطأ االقتراب ويأخذ المدى المثالي
لمؤشرات حسن المطابقة القيم التالية :أن تكون كا 2غير دالة ،وأال تتجاوز نسبة كا 2القيمة ( )3أيضًا ،تعد
القيمتان ( )1 ،0حدود المدى المثالي لكل من المؤشرات التالية ،GFI, NFI, IFI, CFIوتشير القيمة التى
تقترب من 1صحيح إلى مطابقة جيدة للنموذج أما بالنسبة لمؤشر ،RMSEAتقع حدوده بين (،)0.1 ،0
وتشير القيمة القريبة من الصسر إلى مطابقة جيدة للنموذج )(Joreskog& Sorbom, 1993, 115-126
( )330المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
تابع جدول ( :)13تشبعات المتغيرات المشاهدة بالعوامل الكامنة األربعة من الدرجة األولى،
وتشبعات العوامل الكامنة األربعة من الدرجة األولى بالعامل الكامن الواحد من الدرجة الثانية،
والنسبة الحرجة ،وداللتها في نموذج بنية االزدهار النفسي
العامل الكامن الواحد النسبة الحرجة خطأ العوامل الكامنة من الوزن االنحداري الوزن االنحداري المتغير
من الدرجة الثانية القياس الدرجة األولى المعياري "التشبع" غير المعياري المشاهد
**
10.37 0.08 0.79 0.54 تابع :البعد مفردة27
**
12.50 0.09 1.16 0.68 الوجداني مفردة29
**
10.91 0.09 1.01 0.57 مفردة33
**
9.25 0.08 0.71 0.47 مفردة34
**
15.20 0.07 1.03 0.68 مفردة37
**
8.76 0.06 0.52 0.44 مفردة40
**
الوزن االنحداري 7.28 0.15 1.12 0.51 البعد االجتماعي مفردة 2
المعياري"التشبع" **
6.82 0.15 1.05 0.48 مفردة 5
0.74
- - 1 0.44 مفردة12
الوزن االنحداري غير **
8.26 0.18 1.48 0.66 مفردة16
المعياري 0.99
**
خطأالقياس 0.17 7.03 0.13 0.90 0.48 مفردة20
**
النسبة الحرجة 7.77 0.18 1.38 0.60 مفردة24
**
5.74 **
8.27 0.16 1.31 0.67 مفردة28
**
10.00 0.10 1.04 0.50 مفردة31
**
7.90 0.15 1.20 0.59 مفردة35
**
الوزن االنحداري 7.66 0.07 0.53 0.49 البعد الروحي مفردة 3
**
7.59 0.09 0.72 0.47 مفردة 6
المعياري"التشبع"
**
10.03 0.10 0.96 0.65 مفردة 9
0.75 **
7.37 0.12 0.91 0.45 مفردة13
الوزن االنحداري غير **
7.81 0.09 0.71 0.51 مفردة17
المعياري 0.98 **
6.48 0.08 0.53 0.39 مفردة21
خطأالقياس 0.16 - - 1 0.57 مفردة25
**
النسبةالحرجة 8.55 0.12 0.99 0.49 مفردة32
**
**
6.24 6.16 0.10 0.61 0.38 مفردة36
**
8.44 0.12 1.04 0.55 مفردة39
**
الوزن االنحداري 6.58 0.17 1.12 0.49 البعد الشخصي مفردة 1
المعياري "التشبع" **
7.63 0.23 1.72 0.75 مفردة 8
0.84 **
7.00 0.16 1.09 0.56 مفردة11
الوزن االنحداري غير
- - 1 0.39 مفردة23
المعياري 1
**
7.33 0.19 1.36 0.65 مفردة30
خطأالقياس -
النسبةالحرجة -
**
7.49 0.16 1.18 0.58 مفردة38
()331 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
يتضح من جدول ( )13أن تشبعات جميع المتغيرات المشاهدة (كما هي ُم َمثلة بمفردات
مقياس االزدهار النفسي) على العوامل الكامنة األربعة "من الدرجة األولى" دالة عند مستوى
، 0,01وكذلك تشبعات العوامل الكامنة األربعة على العامل الكامن الواحد "من الدرجة الثانية" دالة
عند مستوى .0,01
العوامل الكامنة من الدرجة األولى
بالنسبة للعامل الكامن األول "البعد الوجداني" :يعد المتغير المشاهد "مفردة "22أفضل
مؤشر ص دق للعامل الكامن "البعد الوجداني"؛ حيث بلغ معامل تشبعه على العامل الكامن
( ،)0.72يليه المتغير المشاهد "مفردة ،"18والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن (،)0. 9
المشاهد "مفردة "15والذي بلغ تشبعه على
وجاءت أدنى مؤشرات الصدق ُم َمثلة في المتغير ُ
العامل الكامن (.)0.37
بالنسبة للعامل الكامن الثاني "البعد االجتماعي" :يعد المتغير المشاهد "مفردة "28أفضل
مؤشر صدق للعامل الكامن "البعد االجتماعي"؛ حيث بلغ معامل تشبعه على العامل الكامن
،)0. ( ،)0. 7يليه المتغير المشاهد "مفردة ،"16والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن (
المشاهد "مفردة "12والذي بلغ تشبعه على
وجاءت أدنى مؤشرات الصدق ُم َمثلة في المتغير ُ
العامل الكامن ( .)0.
بالنسبة للعامل الكامن الثالث "البعد الروحي" :يعد المتغير المشاهد "مفردة "9أفضل
،)0. مؤشر صدق للعامل الكامن "البعد الروحي"؛ حيث بلغ معامل تشبعه على العامل الكامن (
يليه المتغير المشاهد "مفردة ،"25والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن ( ،)0. 7وجاءت أدنى
المشاهد "مفردة "36والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن
مؤشرات الصدق ُم َمثلة في المتغير ُ
(.)0.38
بالنسبة للعامل الكامن الرابع "البعد الشخصي" :يعد المتغير المشاهد "مفردة "8أفضل
مؤشر صدق للعامل الكامن "البعد الشخصي"؛ حيث بلغ معامل تشبعه على العامل الكامن
( ،)0.75يليه المتغير المشاهد "مفردة ،"30والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن (،)0. 5
المشاهد "مفردة "23والذي بلغ تشبعه على
وجاءت أدنى مؤشرات الصدق ُم َمثلة في المتغير ُ
العامل الكامن (.)0.39
العامل الكامن من الدرجة الثانية
يتضح من جدول ( )13أن العامل الكامن من الدرجة األولى (البعد الوجداني) هو أفضل
مؤشر صدق للعامل الكامن من الدرجة الثانية (االزدهار النفسي)؛ حيث بلغ معامل التشبع
( )332المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
( ،)0.87يليه العامل الكامن من الدرجة األولى (البعد الشخصي)؛ والذي بلغ تشبعه على العامل
الكامن من الدرجة الثانية ( ،)0.84يليه العامل الكامن من الدرجة األولى (البعد الروحي)؛ والذي
بلغ تشبعه على العامل الكامن من الدرجة الثانية ( ،)0.75يليه العامل الكامن من الدرجة األولى
(البعد االجتماعي)؛ والذي بلغ تشبعه على العامل الكامن من الدرجة الثانية (.)0.74
قويا على صدق البناء الكامن لمتغير
ال ً
وبذلك قدمت نتائج التحليل العاملي التوكيدي دلي ً
االزدهار النفسي؛ حيث يمثل عامل كامن واحد من الدرجة الثانية ينتظم حوله أربعة عوامل
فرعية كامنة من الدرجة األولى لهذا المتغير الرئيسي .وبالتالي؛ فإن االزدهار النفسي يتضمن
المقترح في
المقترحة في تصور ) ،(Keyes, 2002باإلضافة إلى البعد الروحي ُ األبعاد الثالثة ُ
البحث الحالي .ويعد إضافة البعد الروحي لالزدهار النفسي نتيجة مقبولة في إطار البيئة العربية
تربويا
ً التي تتميز بغلبة الطابع الديني على أبنائها السيما الطالب المعلم الذي ُيفترض تنشئته
من منطلق أنه ذو رسالة سامية في تربية النشء ،وبالتالي ال يكتمل االزدهار النفسي لديه دون
اسهام الجانب الروحي والديني "الذي مثل ثالث أفضل مؤشر صدق لمتغير االزدهار النفسي".
ومن الجدير بالذكر أن التوجه نحو الفضائل والقيم كعوامل مؤثرة في سعادة االنسان وازدهاره لم
عاما (Bretherton, 2015, بحثيا ً
توجها ً
ً يعد في إطار البيئة العربية فحسب بل أصبح يمثل
) .52ومثال على ذلك ،أيدت نتائج دراسة ) (McEntee, et al., 2013اعتبار التسامي الروحي
أحد أبعاد االزدهار النفسي .كما أشارت عدد من الدراسات إلى العالقة الموجبة بين الجانب
الروحي واالزدهار النفسي (van Dierendonck, 2005, Piedmont, et al., 2009,
Unterrainer, et al., 2010, Rowold, 2011, Lee& Salman, 2016, You& Yoo,
).2016, Malinakova, et al., 2017
كذلك دعمت األدبيات النفسية ما توصلت إليه نتائج التحقق من الفرض األول؛ حيث
وِ
صف مرتفعو االزدهار النفسي بأنهم يتميزون بالسمو الخلقي ،والوجدان الموجب ،وأن لحياتهم ُ
معنى وأهداف ) ،(Schotanus-Dijkstra, et al., 2016, 1352ويؤدون بإيجابية على مستوى
الحياة االجتماعية والشخصية ،ولديهم إرادة نحو تطوير وتوسيع امكاناتهم الشخصية ،وقادرين على
بناء عالقات ناضجة مع اآلخرين ،ويسهمون في مجتمعاتهم ).(Akin& Akin, 2015, 39
ومن الجدير بالمالحظة أن الترتيب التنازلي لمؤشرات الصدق لالزدهار النفسي ،هي
أخير المجتمع .أي أن أكثر ما يمنح الفرد الشعور باالزدهار
كالتالي :الوجدان ثم الذات ثم الروح و ً ا
هو خبراته االنفعالية االيجابية ،ومدى رضاه عن حياته ،باإلضافة إلى تقبل الذات ،والنمو
الشخصي ،ووجود معنى للحياة ،والتمكن البيئي ،واستقاللية الفرد ،وعالقاته االيجابية مع اآلخرين.
وفي هذا اإلطار ،أيدت نتائج دراسة ) (Fredrickson& Losada, 2005على عينة أمريكية من
()333 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
طالب الفرقتين األولى والثانية بالجامعة (ن %60 ،87 =1إناث %40 ،ذكور ،ن،101 =2
%54إناث % 46 ،ذكور على الترتيب) ارتباط الوجدان الموجب باالزدهار كأحد مكوناته .وقد
فس ار هذا االرتباط من خالل نظرية التوسعة والبناء Broaden-and-Build theoryفي ضوء
دور المشاعر اإليجابية في شحن وحفز الميكانزمات النفسية الداعمة لالزدهار &(Fredrickson
أيضا ،أظهرت نتائج دراسات عبر ثقافية ارتباط الرضا عن الحياة )ً .Losada, 2005, 684
باالزدهار في الثقافات الشرقية ،وا ْقتُِرح أن الجانب الوجداني قد يعد المفهوم األكثر تمثيالً لالزدهار
لغير دول الغرب ).(as cited in Duan& Xie, 2019, 131
على الجانب اآلخر ،أظهرت نتائج التحليل التوكيدي أن أدنى مؤشرات ازدهار الفرد هو
مدى تقبله للمجتمع ،وشعوره بنمو المجتمع ،والمساهمة في بنائه ،واندماجه المجتمعي ،وكذلك
موضعا أقل من نظيره الشخصي،ً مظاهر التدين ،والتسامي الروحي .وقد احتل البعد االجتماعي
إال أن هذه النتيجة ال تعني قصور البعد االجتماعي في تمثيل االزدهار النفسي .فاالزدهار النفسي
يتطلب التوازن بين االهتمام بالذات واالهتمام باآلخرين ) .(Howell& Buro, 2015, 906وهو
يقود إلى عالقات اجتماعية ناجحة ) ،(Diener& Seligman, 2004, 1وبشكل تبادلي فإننا
هاما لالزدهار
محددا ً
ً نزدهر عندما نتواصل عن قرب وندخل في عالقات داعمة؛ والتي تُعد بمثابة
) .(Joseph, 2015, 827وإنما يمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء ثقافة مجتمعاتنا العربية القائمة
على تفضيل العمل الفردي مقارنة بالمشاركة االجتماعية السائدة في بعض مجتمعات الشرق ذات
محددا
ً الثقافات الجماعية (مثل :مجتمعات شرق آسيا) ،والتي تمثل مكونات البعد االجتماعي
أساسيا لوصول مواطنيها إلى االزدهار ) .(Duan& Xie, 2019, 132حيث تدعم الثقافة ً
المتََبعة ،ودائما يسعى الفرد فيها إلى
المصرية الشخصية الفردية في العديد من األساليب التربوية ُ
تحقيق نجاح شخصي ،لذا فإنه من المتوقع بروز البعد الشخصي مقارن ًة باالجتماعي ،مما يلقي
بالضوء على ضرورة تبني التربويون توجهات تدعم أهمية العمل الجماعي ،واالستراتيجيات التي
نظر لطبيعة المرحلة
تكفل نجاحه .كذلك األمر بالنسبة لتراجع البعد الروحي مقارن ًة بالوجداني ًا
العمرية لعينة التطبيق والتي يغلب عليها الجانب العاطفي ربما بدرجة أكبر من الجانب الديني أو
الروحي ،إال أن هذا ال يعني عدم فعالية البعد الروحي في التعبير عن االزدهار النفسي ،فالجانب
الروحي قد يعد بمثابة العامل المثبط للعواقب السلبية الناتجة عن الضغوط الحياتية التي قد تؤثر
على االزدهار النفسي؛ حيث تؤثر الروحانية على نحو يستحق االعتبار على سعادة الفرد
).(Piedmont, 2009, 91
وبذلك تشير هذه النتائج إلى تحقق الفرض األول بأن" :االزدهار النفسي بنية رباعية األبعاد
( )334المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
الختبار هذا الفرض ،تم استخدام برنامج ) (AMOS 22وتصميم نموذج بنية لالزدهار
النفسي عبر مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك
منخفض) مع وجود حرية فى تقدير التشبعات (األوزان االنحدارية) لكل مجموعة ( نموذج ،)1ثم
تصميم نموذج آخر عبر مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى
اقتصادي ُمدرك منخفض) مع فرض تساوى قيم التشبعات (األوزان االنحدارية) لكل مجموعة ،و ًا
أخير
بحث هل يختلف النموذج األول عن النموذج الثانى ،ويعرض الجدول التالى لنتائج التحليل:
جدول ( :)1مؤشرات حسن المطابقة للنموذج األول والنموذج الثانى عبر مجموعتى
العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك منخفض)
النموذج 2 النموذج 1 المؤشر
2276.049 2255.463 كاχ2 2
دالة عند 0.01 دالة عند 0.01 مستوى الداللة sig
1415 1378 درجات الحرية DF
1.609 1.637 نسبة كاχ2/DF 2
0.81 0.82 مؤشر حسن المطابقة GFI
0.73 0.73 مؤشر المطابقة المعياري NFI
0.88 0.87 مؤشر المطابقة التزايدي IFI
0.87 0.87 مؤشر المطابقة المقارن CFI
0.04 0.04 جذر متوسط مربع خطأ التقريب RMSEA
يتضح من جدول ( )14أن مؤشرات النموذج األول (تقدير األوزان االنحدارية بشكل حر
عبر مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك منخفض)
كانت على النحو التالى( :قيمة كا 2للنموذج = 2255.463بدرجات حرية = 1378وهى دالة
إحصائي ًا ،وكانت النسبة بين قيمة كا 2إلى درجات الحرية = ،1.637ومؤشرات حسن المطابقة
( ،)RMSEA= 0.04 ،CFI= 0.87 ،IFI= 0.87 ،NFI= 0.73 ، GFI= 0.82مما يدل
على وجود مطابقة جيدة للنموذج ،وكانت المؤشرات الخاصة بالنموذج الثانى )تساوى قيم األوزان
االنحدارية عبر مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك
منخفض)) كما يلى :قيمة كا 2276.049=2بدرجات حرية= 1415وهى دالة إحصائي ًا ،وكانت
النسبة بين قيمة كا 2إلى درجات الحرية = ،1.609ومؤشرات حسن المطابقة (GFI= 0.81
،)RMSEA= 0.04 ،CFI= 0.87 ،IFI= 0.88 ،NFI= 0.73 ،ولمعرفة هل يختلف
النموذج األول عن النموذج الثانى تم حساب التغير فى قيمتى كا 2بين النموذج األول (حرية
()335 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
تقدير األوزان االنحدارية عبر مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى
اقتصادي ُمدرك منخفض)) والثانى ( تساوى تقديرات األوزان االنحدارية عبر مجموعتى العينة
األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك منخفض)) ،وهي تساوى
( )20.586 =2255.463 -2276.049بدرجات حرية ( ،)37 = 1378 –1415أى أن
(فرق كا 20.586 =2بدرجات حرية ،37في المقابل فإن "قيمة كا 2الجدولية عند درجات حرية
52.192 =37عند مستوى ،0.05وتساوي 59.893عند مستوى .)"0.01وبالتالي فإن فرق
كا 2غير دال إحصائي ًا عند مستوى ،0.05أي أن نموذج بنية االزدهار النفسي ال يختلف عبر
مجموعتى العينة األساسية (مستوى اقتصادي ُمدرك مرتفع–مستوى اقتصادي ُمدرك منخفض) .وهذا
جيدا على استقرار بنية االزدهار النفسي رباعية األبعاد مع اختالف المستوى
مؤشر ً
ًا يعد
المدرك.
االقتصادي ُ
في ضوء النتائج السابقة ،تم قبول الفرض الثاني بأنه "ال تختلف بنية اال زدهار النفسي لدى
جدول ( :) 1مؤشرات حسن المطابقة للنموذج األول والنموذج الثانى عبر مجموعتى العينة
األساسية (ذكور–إناث)
النموذج 2 النموذج 1 المؤشر
2315.106 2279.079 كاχ2 2
دالة عند 0.01 دالة عند 0.01 مستوى الداللة sig
1415 1378 درجات الحرية DF
1.636 1.654 نسبة كاχ2/DF 2
0.82 0.82 مؤشر حسن المطابقة GFI
0.72 0.73 مؤشر المطابقة المعياري NFI
0.87 0.87 مؤشر المطابقة التزايدي IFI
0.87 0.87 مؤشر المطابقة المقارن CFI
0.04 0.04 جذر متوسط مربع خطأ التقريب RMSEA
( )336المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
يتضح من جدول ( )15أن مؤشرات النموذج األول (تقدير األوزان االنحدارية بشكل حر
عبر مجموعتى العينة األساسية (ذكور–إناث)( كانت على النحو التالى( :قيمة كا 2للنموذج =
2279.079بدرجات حرية = 1378وهى دالة إحصائي ًا ،وكانت النسبة بين قيمة كا 2إلى درجات
الحرية = ،1.654ومؤشرات حسن المطابقة (،IFI= 0.87 ،NFI= 0.73 ، GFI= 0.82
= ،)RMSEAمما يدل على وجود مطابقة جيدة للنموذج ،وكانت 0.04 ،CFI= 0.87
المؤشرات الخاصة بالنموذج الثانى )تساوى قيم األوزان االنحدارية عبر مجموعتى العينة األساسية
(ذكور–إناث)) كما يلى :قيمة كا 2315.106=2بدرجات حرية= 1415وهى دالة إحصائياً،
وكانت النسبة بين قيمة كا 2إلى درجات الحرية = ،1.636ومؤشرات حسن المطابقة ( =GFI
،)RMSEA= 0.04 ،CFI= 0.87 ،IFI= 0.87 ،NFI= 0.72 ، 0.82ولمعرفة هل يختلف
النموذج األول عن النموذج الثانى تم حساب التغير فى قيمتى كا 2بين النموذج األول (حرية
تقدير األوزان االنحدارية عبر مجموعتى العينة األساسية الذكور واإلناث) والثانى (تساوى تقديرات
األوزان االنحدارية عبر مجموعتى العينة األساسية الذكور واإلناث) ،وهي تساوى (-2315.106
)36.027= 2279.079بدرجات حرية ( ،)37 =1378 – 1415أى أن (فرق كا36.027 =2
بدرجات حرية ،37في حين أن "قيمة كا 2الجدولية عند درجات حرية 52.192 =37عند مستوى
،0.05وتساوي 59.893عند مستوى .)"0.01وبالتالي فإن فرق كا 2غير دال إحصائياً عند
مستوى ،0.05أي أن النموذج ال يختلف عبر مجموعتى العينة األساسية (ذكور – إناث) .مما
جيدا على استقرار بنية االزدهار النفسي رباعية األبعاد مع اختالف النوع.
مؤشر ً
ًا يمثل
في ضوء ما سبق ،تم التحقق من الفرض الثالث بأنه "ال تختلف بنية االزدهار النفسي لدى
الطالب المعلم باختالف النوع (ذكور ،وإناث)" ،أي استقرار بنية االزدهار النفسي عبر النوع.
وبذلك دعمت نتائج الفرضين الثاني والثالث ،ما توصل إليه الفرض األول من نتائج بأن:
بنية اإلزدهار النفسي عند الطالب المعلم في البيئة العربية بنية رباعية األبعاد (وجداني،
وشخصي ،وروحي ،واجتماعي) .وأن هذه البنية قوية ومستقرة ال تتأثر بتفاوت المستوى
المدرك ،أو اختالف النوع .ويتبقى اآلن بحث دور كل من المستوى االقتصادي ُ
المدرك االقتصادي ُ
والنوع والتفاعل بينهما في تباين مستوى األداء الذي يعكس االزدهار النفسي ،وتمثله الفروض
الثالثة التالية.
الفرض الرابع :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي (الوجداني ،واالجتماعي،
()337 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
منخفض).
الفرض الخامس :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي (الوجداني ،واالجتماعي،
والروحي ،والشخصي) لدى الطالب المعلم تبعاً الختالف النوع (ذكور-إناث).
الفرض السادس :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي (الوجداني ،واالجتماعي،
( )338المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
()339 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
فــي التــأثير علــى الجانــب االجتمــاعي فــي االزدهــار النفســي ،وتشــير هــذه النتــائج إلــى عاادم تحقااق
الفرض الرابع بشكل جزئي.
بالنسبة لدور المستوى االقتصادي في االزدهار الوجداني؛ تخالف نتائج هذا الفرض ما
أشارت إليه بعض اآلراء حول وجود تأثيرات سلبية للعوامل االقتصادية على سعادة وهناء الفرد؛
بدعوى أن زيادة الدخل تضاعف التطلعات المادية ،وأن مستوى الدخل (الذي ارتضاه الفرد في
وقت ما) قد يولد -بمرور الوقت -حالة من االحباط بدالً من تحقيق مزيد من الرضا واالزدهار
).(Tang, et al., 2016, 595
على الجانب اآلخر ،دعمت األدبيات هذه النتيجة إلى حد كبير؛ حيث تشير الدالئل إلى
اءا بالمقارنة بالدول
ارتباط ارتفاع دخل للفرد ايجابيا بالهناء الوجداني ،السيما في الدول األقل ثر ً
األغنى ،وأن مرتفعي الدخل الذين يعيشون في بيئة متوسطة يتمتعون بهناء وجداني أكبر مقارن ًة
بمرتفعي الدخل الذين يعيشون في وسط مرتفع الدخل ).(Diener& Seligman, 2004, 7
كذلك توصلت نتائج دراسة أجرتها (فاطمة تلمساني )2014 ،على عينة جزائرية من طالب
الجامعة (ن= 250 ،450إناث 200 ،ذكور) إلى وجود عالقة ارتباطية موجبة ودالة بين الرضا
عن الحياة وبين المستوى االقتصادي .وقد أشارت إلى تأكيد نتائج دراسات عديدة في ثقافات
متنوعة الظروف االقتصادية على أن الظروف المادية "السيما المستوى المعيشي" لها الدور األكبر
في تحقيق الهناء الوجداني (فاطمة تلمساني)8 ،2014 ،؛ حيث يرى العلماء الذين يتبنون المنحى
االقتصادي أن ظروف الحياة لها تأثير على الهناء "ومن ثمَّ االزدهار النفسي" ويركزون على
التأثير الدائم للدخل والوظيفة على الهناء (فاطمة تلمساني .)48 ،2014 ،وفي إطار ثقافتنا
ماديا" ،وعندما ال تبدو عليه
المصرية ،تصف "اللغة الدارجة" الشخص مرتفع الدخل بأنه "مرتاح ً
عالمات التقدم في العمر يتم وصفه بأنه "عايش في عز مش شايل للدنيا هم" .أي أن ثقافتنا
المصرية تعطي وزًنا يستحق االعتبار لدور ارتفاع الدخل في خفض المشاعر السلبية ،والتنعم
بالمشاعر اإليجابية.
وبالنسبة لدور المستوى االقتصادي في االزدهار الروحي ،اختلفت النتيجة التي
توصل إليها البحث الحالي مع ما أشا ار إليه ) (Diener& Seligman, 2004, 9من انخفاض
تأثير الدخل على الهناء عند المتدينين مقارنة بغير المتدينين .ولكن ،هناك تفسيران محتمالن؛
األول :أن المقارنة التي تم التحدث عنها هي بين المتدينين وغير المتدينين بأية ديانة على
اإلطالق؛ وهي حالة ال تنطبق على عينة التطبيق في البحث الحالي .أما التفسير الثاني قد يرجع
إلى أن الظروف المعيشية "خاص ًة لو كانت متدنية" في هذه المرحلة العمرية "التي ربما لم تصل
( )340المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
إلى النضج الكافي" قد تتسبب في شعور األفراد برفاهية الجوانب الروحية ،وانشغالهم على نحو
أيضا ،تتوقع الباحثة بأن الطالب الذين أقروا
أكبر بما ينقصهم مقارن ًة بشعورهم بأنهم مزدهرونً .
تماسكا
ً بأن مستواهم االقتصادي مرتفع هم في الغالب من الطبقة المتوسطة ،والتي تتميز بأنها أكثر
وحرصا على تربية أبنائها على التمسك بالقيم وسمو الروح والحرص على التدين مقارن ًة
ً وتوازًنا
بالطبقة األدنى في المجتمع والتي ربما تنشغل بهموم تدبير الحياة إلى الحد الذي قد يؤثر على
تنشئة ابنائها على النحو الروحي والخلقي الذي قد توفره الطبقة المتوسطة .ومن زاوية أخرى ،يمكن
النظر بشكل تكاملي إلى العوامل االقتصادية "المادية" مع العوامل الروحية ،وفي هذا اإلطار يرى
) (Piedmont, 2009, 101الروحانية دافعية فائقة تنظم السلوك بشكل يساهم في مواجهة
الصعاب التي قد يولدها التوجه المادي نتيجة سعيه الدائم نحو تحقيق االحتياجات والطموحات
ٍ
مرض .لذلك قد ترتبط المادية بالروحانية؛ حيث يصاحب المستوى االقتصادي المرتفع مزيد ٍ
بشكل
أيضا" قد تدفع الفرد إلى تحقيق ازدهار أكبر على
من الطموحات "وبالتالي مزيد من االحباطات ً
المستوى الروحي لمواجهة الضغوط واالحباطات التي قد تعترضه وصوالً إلى التوازن النفسي.
بالنسبة لدور المستوى االقتصادي في االزدهار الشخصي؛ قدمت األدبيات النفسية
إشارات ونتائج متعددة عن ارتباط المتغيرات االقتصادية بالبعد الوجداني في االزدهار ،وإشارات أقل
اهتماما مماثالً .وقد
ً لعالقة المستوى االقتصادي بالبعد الروحي ،إال أن البعد الشخصي لم ينل
ازدهار
ًا أظهرت نتائج الفرض الرابع الدور االيجابي الرتفاع المستوى االقتصادي ُ
المدرك في تحقيق
شخصيا ،وبالتالي قبول أكبر للذات ،ودعم للنمو الشخصي ،والتمكن البيئي ،واالستقاللية،
ً
والعالقات االيجابية مع اآلخرين ،وكذلك وجود معنى وهدف للحياة .ذلك أن المستوى االقتصادي
المرتفع "السيما مع الضغوط االقتصادية الحالية" قد يوفر الحد المقبول لبيئة نفسية آمنة تدعم تقبل
ماديا سبل تحقيق االزدهار من امكانية االنخراط في انشطة تيسر له
الفرد لنفسه ،وتيسر له ً
مصادر عديدة تدعم نموه الشخصي وتطور مهاراته.
وبالنسبة لدور المستوى االقتصادي في االزدهار االجتماعي أشارت بعض
األدبيات إلى عدم ارتباط المؤشرات االقتصادية على نحو كبير بجودة العالقات االجتماعية بين
األفراد ،ليس هذا فحسب بل هناك زعم ما بأن السياسات التي ترتكز ق ارراتها إلى التحليالت
سلبيا على الجوانب االجتماعية ) .(Diener& Seligman, 2004, 18إضاف ًة االقتصادية تؤثر ً
مؤثر في
دور ٌإلى ما سبق ،يمكن القول بأن ُمدركات الفرد عن مستواه المعيشي قد ال يكون لها ٌ
تقبل الفرد لمجتمعه فقد ينعم الفرد بظروف معيشية ُمَيسرة ولكنه اليشعر بالرضا عن مجتمعه أو
حياته االجتماعية ،أو شعوره بنمو وارتقاء المجتمع ،أو رغبته في المشاركة في بناء المجتمع ،أو
()341 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
اجتماعيا عند الفرد.
ً ازدهار
ًا االنتماء له .أي أن المستوى االقتصادي المرتفع قد ال ُيولِد
اائيا بااين المسااتوى االقتصااادي
جزئيااا بأنااه :توجااد فااروق دالااة احصا ً
وبااذلك تحقااق الفاارض الرابااع ً
الماادرك الماانخفض لصااالى المسااتوى االقتصااادي ُ
الماادرك الماادرك المرتفااع والمسااتوى االقتصااادي ُ
ُ
المرتفع في متوسطات درجات االزدهار النفسي لكال مان األبعااد التالياة :البعاد الوجاداني ،والبعاد
الروحي ،والبعد الشخصي .وال توجد فروق ذات داللة إحصاائية فاى البعاد االجتمااعي لالزدهاار
وهنا يمكن تفسير هذا التفوق في ضوء طبيعة التنشئة االجتماعية السائدة ُ
المحفزة للذكور (مقارن ًة
باإلناث) لتقبل ذواتهم ،وتحسين امكاناتهم ،وتكوين عالقات واسعة مع اآلخرين ،والمدعمة
الستقالليتهم ،والدارة البيئة المحيطة بهم ،ووضع أهداف لحياتهم يسعون لتحقيقها .ولذلك قد يتفوق
( )342المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
يميا ولكن قد ال يرقى بهم هذا التفوق إلى درجة الشعور باالزدهار الشخصي مثل
اإلناث أكاد ً
الذكور.
بالنسبة لدور النوع في االزدهار الوجداني ،واالجتماعي ،والروحي؛ لم تسفر النتائج
عن وجود فروق بين الذكور واإلناث في أبعاد اإلزدهار النفسي (الوجداني ،واالجتماعي،
والروحي) ،وتختلف هذه النتائج مع عدد من الدراسات التى توصلت إلى وجود فروق بين الذكور
واإلناث في االزدهار النفسي لصالح اإلناث(Howell& Buro, 2015, Schotanus-
) ،Dijkstra, et al., 2016, Tong& Wang, 2017, Seyranian, et al., 2018وكذلك
دراسة ) (Lace, et al., 2017التي أُجريت على عينة امريكية من طالب الجامعة (ن=،644
445إناث 199 ،ذكور) واسفرت نتائجها عن وجود فروق في التسامي الروحي بين الذكور
واإلناث لصالح اإلناث .وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة ) (Malinakova, et al., 2017التي
أُجريت على عينة تشيكوسلوفاكية من المراهقين من طالب المدارس متوسط اعمارهم ( 14.4عام)
(ن= 2056 ،4217ذكور 2161 ،إناث) ،والتي أظهرت عدم وجود فروق دالة احصائياً بين
حد ٍ
كبير تفوق الجنسين في البعد الديني .وبالنسبة للبعد االجتماعي ،قد يعد من المقبول إلى ٍ
نظر ألنهم أكثر احتكاكاً بالمجتمع ،كما أن الفرص المتاحة لهم (لالندماج
الذكور على اإلناث ًا
والمشاركة المجتمعية بحرية) أكبر من المتاحة لإلناث ،وبالتالي تقبل المجتمع ،والشعور بالنمو
إحصائيا في هذا البعد
ً المجتمعي ،إال أن نتائج الفرض الحالي لم تسفر عن وجود أية فروق دالة
طبًقا للنوع ،وربما تعد هذه النتيجة بحاجة لمزيد من البحوث المستقبلية ،السيما وأن هناك فروًقا
دالة عند مستوى 0,01في االزدهار النفسي الشخصي تبع ًا الختالف النوع.
احصائيا بين الاذكور واإلنااث لصاالى
ً جزئيا بأنه :توجد فروق دالة
وبذلك تحقق الفرض الخامس ً
الذكور في متوسطات درجاات البعاد الشخصاي لالزدهاار النفساي ،فاي حاين أناه ال توجاد فاروق
ذات داللاااة إحصاااائية فاااى األبعااااد (الوجاااداني ،واالجتمااااعي ،والروحاااي) لالزدهاااار النفساااي تبعااااً
الختالف النوع.
نتائج الفرض السادس ،والذي ينص على" :تختلف متوسطات درجات أبعاد االزدهار النفسي
(الوجداني ،واالجتماعي ،والروحي ،والشخصي) تبعاً الختالف تأثير تفاعل المستوى االقتصادي
المدرك والنوع لدى الطالب المعلم".
ُ
بمراجعــة جــدول ( )18يتض ــح أنــه :ال يوجــد أث ــر لتفاعــل كــل م ــن المســتوى االقتص ــادي
الم ــدرك والن ــوع عل ــى جمي ــع أبع ــاد االزده ــار النفس ــي :البع ــد الوج ــداني ،والبع ــد االجتم ــاعي ،والبع ــد
ُ
الروحـي ،والبعــد الشخصــي؛ حيــث كانـت قــيم "ف" علــى الترتيــب= ،0.46 ،0.22 ،0.75 ،3.25
()343 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
وهى قيم غير داله إحصائياً .أى أن تأثير النوع والمستوى االقتصادي ُ
المدرك على أبعـاد االزدهـار
النفسي ،ال يعتمد على بعضهما البعض اآلخر.
وبذلك تـم رفض الفرض السادس؛ حيث أنه ال تختلف متوساطات درجاات أبعااد االزدهاار النفساي
(الوجداني ،واالجتماعي ،والروحي ،والشخصي) تبعاً الختالف تاأثير تفاعال المساتوى االقتصاادي
المدرك والنوع لدى الطالب المعلم".
ُ
حبوث مقرتحة
اإلزدهار النفسي وعالقته بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى المتفوقين در ً
اسيا.
اإلزدهار النفسي واستراتيجيات تنظيم االنفعال
اإلزدهار النفسي والتوافق الدراسي :الدور الوسيط لالنفعاالت األكاديمية
ذاتيا.
نمذجة العالقات بين اإلزدهار النفسي وفعالية الذات والتعلم المنظم ً
الفروق الفردية بين المتفوقين والعاديين في اإلزدهار النفسي.
نمذجة العالقات بين اإلزدهار النفسي وبيئة التعلم الصفية وتوجهات الهدف.
توصيات البحث
تصميم برامج ارشادية لطالب كلية التربية لتنمية االزدهار النفسي لديهم.
تخصيص أجزاء من المقررات الدراسية لطالب المدارس لدعم أبعاد ومكونات االزدهار
النفسي.
ائية لدعم حب وتقدير العمل الجماعي ،وتنمية
تبني ُمعدي المناهج الدراسية أهداًفا عام ًة ،وإجر ً
الثقافة الجماعية عند طالب المدارس في المراحل المختلفة.
عقد ندوات توعوية تهدف إلى ترسيخ القيم الروحية عند طالب الجامعات بوجه عام وطالب
كليات التربية بوجه خاص.
( )344المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد -107المجلد الثالثون – أبريل 2020
د /زينب شعبان رزق
قائمة املراجع
حمدي يونس أبو جراد ( .)2016تطوير قائمة أكسفورد للسعادة :دراسة سيكومترية في
نظرية اإلستجابة للمفردة ،المجلة التربوية ،الكويت ،المجلد ،30العدد ،118
.140 -109
عزت عبد الحميد حسن ( :)2008االحصاء المتقدم للعلوم النفسية والتربوية واالجتماعية،
بنها :دار المصطفى للطباعة والترجمة.
فادية علوان ( .)2016تطور مفهوم السعادة من الخير إلى االزدهار ،دراسات نفسية26 ،
(.26- 1 ،)1
فاطمة تلمساني ( .)2014االرتياح النفسي الشخصي لدى الطلبة الجامعيين في ضوء
المستوى االقتصادي االجتماعي وتقدير الذات .رسالة دكتوراة .كلية العلوم
االجتماعية ،جامعة وهران.2
محمد السعيد أبو حالوة ،راشد مرزوق راشد رزق ( .)2013البنية العاملية و التحليل
التمييزي للهزيمة النفسية في ضوء بعض المتغيرات النفسية لدى طالب
الجامعة" نموذج مقترح" ،دراسات عربية في التربية وعلم النفس ،السعودية،
العدد ،27الجزء الثالث.171- 128 ،
محمود سعيد عطية ( .)2014التفاؤل وفعالية الذات وعالقتهما باستراتيجيات صنع القرار األكاديمي
وفاعليته :دراسة فى نمذجة العالقات .رسالة ماجستير .كلية التربية ،جامعة عين
شمس.
Akin, A., & Akin, U. (2015). Mediating role of coping competence on the
relationship between mindfulness and flourishing. Suma
Psicológica, 22, 37-43.
Aldwin, C. M., Park, C. L., Jeong, Y. J., & Nath, R. (2014). Differing
pathways between religiousness, spirituality, and health: A
self-regulation perspective. Psychology of Religion and
Spirituality, 6 (1), 9-21.
Bretherton, R. (2015). Existential dimensions of positive psychology. In S.
Joseph (Ed.), Positive Psychology in Practice: Promoting
Human Flourishing in Work, Health, Education, and
Everyday Life. Hoboken: Wiley. Ch.4, pp 47-59.
Brophy-Herb, H. E., Merckling, D., Senehi, N., & Kwon, A. (2016). The
role of emotion socialization in child flourishing. In D.
()345 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد 107المجلد الثالثون -أبريل 2020
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
Narvez, J. Braungart-Rieker, L. Miller, L. Gettler, & P.
Hastings (Eds.), Contexts for Young Child Flourishing:
Evolution, Family and Society. N Y: Oxford University Press.
Ch.4, pp 79- 101.
Chan, k. (2018). Is religious and existential well-being important in quality
of life in Hong Kong Chinese?. The Social Science Journal,
55 (3), 273-283.
Claassens, L. J. (2016). The woman of substance and human flourishing:
Martha Nussbaum’s Capabilities Approach. Journal of
Feminist Studies in Religion, 32, 5–19.
Crespo, R. F., & Mesurado, B. (2015). Happiness economics, eudaimonia
and positive psychology: From happiness economics to
flourishing economics. Journal of Happiness Studies, 16 (4),
931-946.
Datu, J. A. D. (2018). Flourishing is associated with higher academic
achievement and engagement in Filipino undergraduate and
high school students. Journal of Happiness Studies, 19, 27–
39.
Diener, E., & Seligman, M. E. P. (2004). Beyond money: Toward an
economy of well-being. Psychological Science in the Public
Interest, 5, 1–31.
Diener, E., & Tov, W. (2009). Well-being on planet earth. Psychological
Topics, 18 (2), 213-219.
Diener, E., Wirtz, D., Tov, W., Kim-Prieto, C., Choi, D., Oishi, S., &
Biswas-Diener, R. (2010). New well-being measures: Short
scales to assess flourishing and positive and negative feelings.
Social Indicators Research, 97, 143–156.
Duan, W., & Xie, D. (2019). Measuring adolescent flourishing:
Psychometric properties of flourishing scale in a sample of
Chinese adolescents. Journal of Psychoeducational
Assessment, 37 (1), 131–135.
Fredrickson, B. L., & Losada, M. F. (2005). Positive effect and the
complex dynamics of human flourishing. American
Psychologist, 60 (7), 678–686.
Gomez, R., & Fisher, J. W. (2005a). The spiritual well-being
questionnaire: Testing for model applicability, measurement
and structural equivalencies, and latent mean differences
across gender. Personality and Individual Differences, 39,
1383–1393.
Gomez, R., & Fisher, J. W. (2005b). Item response theory analysis of the
spiritual well-being questionnaire. Personality and Individual
)347( 2020 أبريل- المجلد الثالثون107 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
Lace, J. W., Haeberlein, K. A., & Handal, P. J. (2017). Five-factor
structure of the spiritual transcendence scale and its
relationship with clinical psychological distress in emerging
adults. Religions, 8 (10), 230-242; https://doi.
org/10.3390/rel8100230
Lee, Y.-H., Salman, A. (2016). Evaluation of using the Chinese version of
the Spirituality Index of Well-Being (SIWB) scale in
Taiwanese elders. Applied Nursing Research, 32, 206–211.
Malinakova, K., Kopcakova, J., Kolarcik, P., Geckova, A. M., Solcova, I.
P., Husek, V., Kracmarova, L. K., Dubovska, E., Kalman, M.,
Puzova, Z., van Dijk, J. P., & Tavel, P. (2017). The spiritual
well-being scale: Psychometric evaluation of the shortened
version in Czech adolescents. Journal of Religion and Health,
56 (2), 697-705.
McEntee, M. L., Dy-Liacco, G. S., & Haskins, D. G. (2013). Human
flourishing: A natural home for spirituality, Journal of
Spirituality in Mental Health, 15 (3), 141-159.
Mishra, M. (2017). Understanding well-being: A practical approach. Indian
Journal of Health and Wellbeing, 8 (10), 1133-1135.
Musa, A. S., & Pevalin, D. J. (2012). An Arabic version of the spiritual
well-being scale. The International Journal for the
Psychology of Religion, 22,119–134.
Nathaniel, P. (2016). The thriving society: on the social conditions of
human flourishing. First Things: A Monthly Journal of
Religion and Public Life, 252, 62-63.
Ouweneel, E., Le Blanc, P. M., & Schaufeli, W. B. (2011). Flourishing
students: A longitudinal study on positive emotions, personal
resources, and study engagement, The Journal of Positive
Psychology, 6 (2), 142 — 153.
Piedmont, R. L. (2009). The contribution of religiousness and spirituality
to subjective wellbeing and satisfaction with life. In M. de
Souza, L. J. Francis, J. O’Higgins-Norman, & D. G. Scott,
(Eds). International Handbook of Education for Spirituality,
Care and Wellbeing, International Handbooks of Religion and
Education, Dordrecht: Springer. (Vol. 3, Ch.5, pp 89-105).
Piedmont, R. L., Werdel, M. & Fernando, M. (2009). The utility of the
Assessment of Spirituality and Religious Sentiments
(ASPIRES) Scale with Christians and Buddhists in Sri Lanka.
Research in the Social Scientific Study of Religion, 20, 131-
143.
Ramírez-Maestre, C., Correa, M., Rivas, T., López-Martínez, A. E.,
)349( 2020 أبريل- المجلد الثالثون107 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد
بنية االزدهار النفسي لدي الطالب المعلم في ضوء المستوي االقتصادي المدرك والنوع
e0181616.https://doi.org/ 10.1371/journal .pone. 0181616
Unterrainer, H.-F., Ladenhauf, K. H., Moazedi, M. L., Wallner-Liebmann,
S. J., & Fink, A. (2010). Dimensions of religious/spiritual
well-being and their relation to personality and psychological
well-being. Personality and Individual Differences, 49, 192–
197.
VanderWeele, T. J. (2017a). Religious communities and human
flourishing. Current Directions in Psychological Science, 26
(5), 476–481.
VanderWeele, T. J. (2017b). On the promotion of human flourishing.
PNAS, 114 (31), 8148-8156. Available at:
https://doi.org/10.1073 /pnas. 1702996114
van Dierendonck, D. (2005). The construct validity of Ryff’s scales of
psychological well-being and its extension with spiritual well-
being. Personality and Individual Differences, 36, 629–643
Wilson-Strydom, M., & Walker, M. (2015). A capabilities -friendly
conceptualisation of flourishing in and through education.
Journal of Moral Education, 44, 310–324.
You, S., & Yoo, J. E. (2016). Evaluation of the spiritual well-being scale in
a sample of Korean adults. Journal of Religion& Health, 55,
1289–1299.
Abstract:
The current research aims at studying the structure of
Psychological Flourishing concerning pre-service teacher, examines the
stability of this structure with different perceived economic levels and
gender, in addition to the role of each perceived economic level and
gender, and the interactions between them in the presence of different
levels of psychological flourishing dimensions. The Psychological
Flourishing Scale was used in addition to Optimism, Happiness, and Self
Defeat scales to examine the validity of Psychological Flourishing Scale.
The sample has been divided into two independent samples of senior
students of the Faculty of Education at Ain Shams University. In order to
discover the Psychological Flourishing Structure, exploratory factor
analysis was used in the pilot sample (n=193). Based on the study results,
the Flourishing Psychological structure consists of four dimensions:
personal, social, emotional, and spiritual dimensions. Then the stability of
this structure has been examined through confirmatory analysis by using
modeling on the main sample (n=482, 106 males, 376 females; 169 high
perceived economic level, 313 low perceived economic level). The
confirmatory analysis has emphasized the quadruple the Flourishing
psychological structure “extracted from exploratory factor analysis.” The
findings of the study further showed that the Psychological Flourishing
Structure is stable at different perceived economic levels (High-Low). The
structure is also stable at both gender (Males-Females). In addition to the
aforementioned, the role of each perceived economic level, gender, and the
interaction between them have been studied by using the Multivariate
Analysis of Variance (MANOVA). The results revealed that high
perceived economic level outperform low perceived economic level on
emotional, spiritual, and personal dimensions of psychological flourishing.
Also, males outperform females on personal dimension of psychological
flourishing.
)351( 2020 أبريل- المجلد الثالثون107 المجلة المصرية للدراسات النفسية العدد