You are on page 1of 6

‫تعريف العقيدة األشعرية‬

‫إنّ العقيدة في اللغة مأخوذة من العقد واالنعقاد‪ ،‬وهو نقيض الحلّ‪ ،‬ومن هنا استعملوا هذه اللفظة في‬
‫البيوع والعقود ونحو ذلك‪ ،‬ث ّم صارت تستعمل للداللة على ما يدين به اإلنسان تجاه ربّه ج ّل وعال‪،‬‬
‫فإذا ُأضيف هذا التعريف إلى كلمة األشعريّة صار المفهوم من التعريف هو العقيدة التي يدين بها‬
‫األشاعرة عمومًا‪ .‬ولع ّل سؤال من هم األشاعرة يتر ّدد كثيرً ا ويكثر البحث عنه‪ ،‬ولكن ينبغي بداية‬
‫الوقوف مع تعريف ‪-‬إن ص ّح التعبير‪ -‬حول العقيدة األشعرية‪ ،‬فما المقصود بها؟ إنّ الذي يُقصد عادة‬
‫من قولهم‪ :‬العقيدة األشعرية هو العقيدة التي يؤمن بها السائرون على نهج اإلمام المجدد أبي الحسن‬
‫األشعري رحمه هللا تعالى؛ إذ هو الذي قد وضع األسس التي قامت عليها هذه العقيدة وإن كانت هذه‬
‫نظر لها ووضع أسسها العلميّة قبل مجيء‬ ‫العقيدة قد اعتنقها بعض الصحابة‪ ،‬ولكن لم يكن هنالك من ّ‬
‫اإلمام أبي الحسن األشعري‪.‬هذا االخير ولد سنة ‪ 260‬هجري بالبصرة وسكن بغداد وتوفي بها سنة‬
‫‪324.‬هجري‪.‬سلك مذهب المعتزلة لفترة هامة ثم قرر التخلي عنه‬
‫نشأة العقيدة األشعرية‬
‫لقد نشأت العقيدة األشعريّة عندما عاد اإلمام أبو الحسن األشعريّ عن مذهب االعتزال إلى مذهب‬
‫أهل السنة والجماعة‪ ،‬فقد كان اإلمام األشعريّ هرمًا من أهرام المعتزلة ولصي ًقا ألبي علي الجبائي‬
‫شيخ المعتزلة في زمانه‪ ،‬وكان الجبائي يرسله نائبًا عنه في كثير من المناظرات‪ ،‬وبقي على مذهب‬
‫عشر يومًا وخرج على الناس في يوم‬ ‫َ‬ ‫االعتزال ً‬
‫نحوا من ‪ 40‬عامًا‪ ،‬ث ّم اعتزل الناس في بيته خمسة‬
‫الجمعة في المسجد الجامع في البصرة وارتقى المنبر وأعلن للناس أ ّنه قد انخلع من مذهب المعتزلة‬
‫وخلع ثوبًا كان عليه ورماه للناس على المأل ‪ .‬وقال المؤرّ خون إ ّنه قد‬ ‫َ‬ ‫كما ينخلع من ثوبه الذي يرتديه‪،‬‬
‫ّ‬
‫حكى عن نفسه أ ّنه رأى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في الرؤيا ثالث مرّ ات يدعوه فيها لنبذ مذهب‬
‫االعتزال ونصرة مذهب أهل الحق والسنة‪ ،‬والظاهر كذلك أنّ اإلمام األشعريّ كانت قد دارت في‬
‫ذهنه أسئلة كثيرة حول حقيقة هذا المذهب الذي كان عليه‪ ،‬يعني مذهب االعتزال‪ ،‬فقد كان يدور في‬
‫ذهنه كثي ٌر من األسئلة التي لم يكن يجد لها أجوبة مقنعة عند شيوخه من المعتزلة وعلى رأسهم الجبائي‬
‫مثل مسألة اإلخوة الثالثة الذين ماتوا وكان منهم مؤمن وكافر وصبي ما مصيرهم‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫األسئلة التي قد شغلته زم ًنا وكان يخفي ذلك في صدره ولم يظهره ولم يتحدث عنه كما فعل اإلمام‬
‫‪.‬الغزالي ‪-‬مثاًل ‪ -‬حين تح ّدث عن تلك المرحلة التي عصفت به في كتابه المنقذ من الضالل‬
‫فمن هنا يمكن القول إنّ األشعرية جاءت ر ًّدا على المعتزلة وغيرها من الفرق التي خالفت مذهب ‪.‬‬
‫أهل السنة والجماعة‪ ،‬ويمكن تلخيص الفرق بين األشاعرة والمعتزلة بأ ّنه فرق في االعتقاد من حيث‬
‫صفات هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وخلقه ألفعال العباد وهل ّم جرًّ ا في المسائل المعروفة التي اش ُتهر بها المعتزلة وما‬
‫تزال مبثوثة في كتبهم حتى يوم الناس هذا‪ ،‬ولع ّل أشهرها مسألة خلق القرآن التي قال بها المعتزلة‬
‫‪.‬ونفاها األشاعرة جملة وتفصياًل‬
‫خصائص العقيدة األشعرية‬
‫العقيدة األشعرية ُتعد امتدا ًد ا لمدرسة التأويل التي كان عليها كثير من الصحابة والسلف رضوان هللا‬
‫وتمثل مع عقيدة التفويض ش ّقي العقيدة اإلسالميّة التي يُدين بها السواد األعظم من أهل السنة‬ ‫ّ‬ ‫عليهم‪،‬‬
‫‪:‬والجماعة‪ ،‬وخصائص العقيدة األشعرية هي الفِ َكر التي يؤمن بها أتباع هذه العقيدة‪ ،‬ومنها‬
‫مذهب األشاعرة في القدر‬
‫ون أنّ هللا ‪-‬تعالى‪ -‬قد كتب‬ ‫وير َ‬
‫يؤمن األشاعرة بالقدر خيره وشرّ ه كما جاء في الشريعة اإلسالمية‪َ ،‬‬
‫بظلم من هللا ‪-‬تعالى‪ -‬للعباد‬
‫ٍ‬ ‫نفس ما مصيرها في اآلخرة الج ّنة أو النار‪ ،‬ولكنّ ذلك ليس‬ ‫على ك ّل ٍ‬
‫حاشاه‪ ،‬ولك ّنه قد خلق األفعال والبشر يختارون أفعالهم من غير إجبار منه‪ ،‬وفي ذلك براءة من كالم‬
‫َمن يقول إنّ األشاعرة يقولون بالجبر مثل الجبريّة؛ يعني أنّ هللا ‪-‬تعالى‪ -‬قد خلق األفعال وبالتالي‬
‫فالبشر مجبرون على أن يفعلوها‪ ،‬وهذا بعبارة أو بأخرى ينسب الظلم هلل سبحانه وتعالى عن هذا القول‬
‫‪.‬علوًّ ا كبيرً ا‬
‫عقيدة األشاعرة في األسماء والصِّفات‬
‫يثبت األشاعرة هلل ‪-‬تعالى‪ -‬األسماء التي قد د ّل القرآن الكريم على إثباتها‪ ،‬أو ثبتت في السنة النبويّة‪،‬‬
‫أو قد د ّل عليها إجماع سلف األمّة‪ ،‬فليست أسماء هللا ‪-‬تعالى‪ -‬هي فقط األسماء الحسنى‪ ،‬ولكن كل ما‬
‫جاء في السنة أو قد أجمع السلف الصالح على إثباتها‪ ،‬وأمّا الصفات فاألشاعرة يثبتون ك ّل صفات‬
‫الكمال هلل تعالى التي قد أثبتها الكتاب والسنة وإجماع السلف؛ فيرى األشاعرة أنّ في إثبات أسمائه‬
‫إثبات لصفاته بالضرورة؛ فمثاًل إذا وصف هللا ‪-‬تعالى‪ -‬بأ ّنه القادر ففي ذلك زيادة صفة هي القدرة‪،‬‬
‫وإذا وصف بأ ّنه عالم ففي ذلك زيادة صفة هي العلم وهكذا‪ .‬وصفات هللا ‪-‬تعالى وتق ّدس‪ -‬عند األشاعرة‬
‫تنقسم قسمين‪ :‬صفات ذاته وصفات فعله‪ ،‬فمن صفات ذاته الحياة والقدرة والعلم واإلرادة ونحو ذلك‪،‬‬
‫ومن صفات فعله الخلق والرزق والعفو واإلماتة والعقوبة ونحو ذلك‪ ،‬وكذلك من صفات ذاته الواردة‬
‫ضا من صفات فعله الواردة في الخبر الصادق االستواء‬ ‫في الخبر الصادق الوجه واليدين والعين‪ ،‬وأي ً‬
‫واإلتيان والمجيء والنزول ونحوها‪ ،‬ولكنّ األشاعرة يؤمنون بصفات ذاته على وجه ال يوجب‬
‫التشبيه‪ ،‬ويعبّر اإلمام البيهقي عن هذا األمر بقوله‪" :‬ونعتقد في صفات ذاته أ ّنها لم تزل موجودة بذاته‬
‫وال تزال موجودة به‪ ،‬وال نقول فيها‪ :‬إ ّنها هو وال غيره‪ ،‬وال هي هو وغيره"‪ .‬وأمّا صفات فعله فيعتقد‬
‫األشاعرة أ ّنها بائنة عنه سبحانه وتعالى‪ ،‬فال يحتاج إلى مباشر ٍة في فعله‪ ،‬فيقول سبحانه وتعالى‪ِ{ :‬إ َّن َما‬
‫َأمْ ُرهُ ِإ َذا َأ َرادَ َش ْيًئ ا َأن َيقُو َل َل ُه ُكن َف َي ُكونُ }‪،‬وبالنسبة لعدد صفات هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬فلم يذكروا لها‬
‫عد ًدا كالذين يقولون إنّ األشاعرة ال يثبتون سوى سبع صفات‪ ،‬والواضح من كالم البيهقي ‪-‬وهو من‬
‫أئمّة األشاعرة‪ -‬أ ّنهم لم يحددوا عد ًدا مع ّي ًنا‪ ،‬ولك ّنهم قالوا إنّ األسماء والصفات الواردة في الكتاب‬
‫والسنة وإجماع السلف الصالح هي ما يؤمنون بها ولم يقولوا نؤمن بسبع أو ثالث عشرة أو عشرين‪،‬‬
‫ولكن ما أجمعت عليه األمّة فإ ّنهم يأخذون بها من دون تشبيه أو تجسيم أو تعطيل أو نحو ذلك‪ .‬وعندما‬
‫يقال إنّ األشاعرة قد أثبتوا عشرين صفة ون َفوا ما سواها فهذا الكالم يحتاج إلى نظر وتأمُّل للوقوف‬
‫ون أنّ الصفات العشرين تلك‬ ‫على حقيقة قول األشاعرة في الصفات العشرين التي قد أثبتوها‪ ،‬فإ ّنهم َ‬
‫ير َ‬
‫المبثوثة في كتبهم ‪-‬وهي الوجود والقدم والبقاء والوحدانية والعلم والقدرة واإلرادة والسمع والبصر‬
‫والحياة والكالم والمخالفة للحوادث القيام بالنفس وكونه تعالى عالمًا مُري ًدا قادرً ا سميعًا بصيرً ا متكلمًا‬
‫حيًا ‪-‬ج ّل جالله‪ -‬هي الصفات الرئيسة التي ينبغي للعبد اإليمان بها‪ ،‬وأنّ ما يرد من صفات أخرى‬
‫ضا فإنّ هذه الصفات هي الصفات األمهات التي ينبغي اإليمان بها تفصياًل وقد‬ ‫فهي داخلة فيها‪ ،‬وأي ً‬
‫قامت عليها األدلة النقلية والعقلية‪ .‬ومن تلك الصفات ‪-‬مثاًل ‪ -‬صفة االستواء على العرش؛ فيثبت‬
‫األشاعرة صفة االستواء بال كيف وإ ّنما يفوّ ضون األمر هلل تعالى في العلم بذلك‪ ،‬ودستورهم في ذلك‬
‫قول أ ّم سلمة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬الذي قد كرره غير واحد من السلف بعدها مثال إلمام مالك واإلمام‬
‫معقول‪ ،‬واإلقرا ُر ِب ِه إيمانٌ واجبٌ ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫هول‪ْ ،‬‬
‫والكيفُ غي ُر‬ ‫ربيعة الرأي وغيرهما‪" :‬االستِوا ُء غي ُر مجْ ٍ‬
‫نقص أو احتياج أو‬‫‪-‬عز وجلّ‪ -‬عن ك ّل ٍ‬ ‫ّ‬ ‫والجحو ُد ِب ِه كف ٌر"‪ ،‬فالتأويل عند األشاعرة مبدؤه تنزيه هللا‬
‫للخلق في ذلك‪ ،‬ومن َث ّم فهم يفوّ ضون العلم التفصيلي هلل ‪-‬تعالى‪ -‬وحده‪ ،‬ولوال هذا التأويل ‪-‬في‬ ‫مشابهة َ‬
‫‪.‬نظرهم‪ -‬لوقع المسلمون في متناقضات كثيرة في جانب هللا تعالى‪ ،‬حاشاه‬
‫أقسام التوحيد عند األشاعرة‬
‫يرى األشاعرة أنّ التوحيد يكون في توحيد الذات والصفات واألفعال‪،‬فيقصدون من قولهم توحيد‬
‫يتجزأ وال يتعدد وال يتركب ونحو ذلك‪ ،‬فال شريك معه إله سواه‪ ،‬وليس هنالك‬ ‫ّ‬ ‫الذات أ ّنه ال ينقسم وال‬
‫يستحق العبادة غيره‪ ،‬وأ ّنه هو خالق العالم ال شيء قبله وال شيء بعده‪ ،‬ويعنون بقولهم إ ّنه واحد ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كما يشرح الباقالني في اإلنصاف‪ -‬أنه ليس واح ًدا من جهة العدد ‪-‬فذلك مفروغ منه‪ -‬وإنما يعنون بذلك‬
‫أ ّن ه ليس معه من يستحق اإللهية سواه‪ .‬ويثبت األشاعرة هلل ‪-‬تعالى‪ -‬صفات الغضب والحب والمعاداة‬
‫والمواالة ونحو ذلك‪ ،‬ولك ّنهم يأوّ لونها بمعنى الثواب والعقاب؛ فالذي يحبه هللا ‪-‬تعالى‪ -‬يعني أ ّنه يثيبه‬
‫وينعم عليه‪ ،‬وأمّا غضبه ‪-‬تعالى‪ -‬فيعنى عقابه على من سخط عليه‪ ،‬ويرجعون سبب هذا التأويل إلى‬
‫أنّ الرضا والغضب ونحوهما ال يعدو أنّ يكون أحد أمرين‪ :‬فإمّا أن يكون معناه النفع والضرر‬
‫فحسب‪ ،‬وإمّا ان يكون معناه نفور الطبع وتغيّره عند الغضب‪ ،‬ور ّقته وسكونه عند الرضا‪ ،‬فلمّا لم يجُز‬
‫حق هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬أن يكون ذا طبع ينفر عند الغضب أو طبع يسكن عند الرضا فإ ّنه كان‬ ‫في ّ‬
‫‪.‬لزامًا أن يكون المقصود هو الثواب والعقاب فحسب بعبارة قريبة لما قاله الباقالني‬
‫الفرق بين األشاعرة وأهل الحديث‬
‫إنّ الحقيقة أنّ األشاعرة وأهل الحديث هم في األصل من أهل السنة والجماعة وال فرق بينهما في‬
‫االعتقاد؛ فأهل الحديث عقيدتهم التفويض في معظمها‪ ،‬وقد قالوا بالتأويل في بعض المسائل كذلك‪،‬‬
‫واألشاعرة كذلك وإن كان الظاهر في مذهبهم هو التأويل إاّل أ ّنه يلتقي مع التفويض في الغاية التي كان‬
‫من أجلها وهي تنزيه هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬عن التشبيه ونحوه‪ .‬ولكن الخالف كان بين متأخري الحنابلة‬
‫شبه التشبيه بأكف التنزيه" أنّ جماعة من متأخري‬ ‫واألشاعرة؛ فيذكر ابن الجوزي في كتابه "دفع ُ‬
‫الحنابلة حدث بينهم وبين األشاعرة خالف فحملوا عليهم حملة عظيمة وصاروا يزعمون أنّ األشاعرة‬
‫مخالفين للس ّن ة‪ ،‬وخالفوا األشاعرة في مسألة التفويض والتأويل وقالوا بتجسيم هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬فكان‬
‫ذلك منهم على سبيل نقد مذهب األشاعرة‪ ،‬وكان الذين ابتدعوا هذا الكالم ثالثة ذكرهم ابن الجوزي‪،‬‬
‫وهم‪ :‬أبو عبد هللا الحسن بن حامد بن علي البغدادي‪ ،‬والقاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن‬
‫خلف بن الفرّ اء الحنبلي‪ ،‬وابن الزاغوني واسمه علي بن عبيد هللا بن نصر الزاغوني الحنبلي وكنيته‬
‫أبو الحسن‪ .‬فهؤالء الثالثة هم أول من ابتدع القول بتجسيم هللا تعالى‪ ،‬وقد عاشوا بين القرن الخامس‬
‫والسادس الهجريين‪ ،‬فأثبتوا له صورة كصورة اآلدميين مستندين إلى حديث أنّ هللا ‪-‬تعالى‪ -‬قد خلق آدم‬
‫وفخذا وساقين ونحو ذلك ممّا ال ينبغي أن يوصف به هللا‬ ‫ً‬ ‫على صورته‪ ،‬وقالوا إنّ له أضرا ًسا وك ًّفا‬
‫سبحانه وتعالى على الحقيقة؛ إذ مذهب السلف تفويض هذه الصفات إلى علم هللا تعالى‪ ،‬أو تأويلها بما‬
‫يقتضي تنزيهه تعالى‪ ،‬وزعموا أنّ هذه العقيدة هي العقيدة التي كان عليها اإلمام أحمد‪ ،‬بينما يرى ابن‬
‫الجوزي أنّ اإلمام أحمد كان بريًئ ا من هذه األقوال‪ ،‬ويثبت بالنقل عن اإلمام أحمد أ ّنه كان يفوّ ض حي ًنا‬
‫ويؤوّ ل حي ًنا آخر‪ .‬وقد سار على هذا النهج الشيخ أحمد بن تيمية‪ ،‬فذكر أنّ استواء هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على‬
‫مجازا‪ ،‬بينما السلف على تفويض هذا االستواء أو تأويله‪ ،‬فيقول ابن تيمية في‬ ‫ً‬ ‫العرش هو حقيقة ال‬
‫كتابه "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكالمية" في حديثه على المالئكة حملة العرش‪" :‬وقد‬
‫بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا‪ ،‬وجثوا على‬
‫ركبهم حتى لُ ّق نوا ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬فاستقلوا به بقدرة هللا وإرادته‪ ،‬ولوال ذلك ما استقل به‬
‫العرش وال الحملة وال السموات واألرض وال من فيهنّ ‪ ،‬ولو قد شاء الستقل على ظهر بعوضة‬
‫فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات السبع واألرضين‬
‫السبع" بينما األشاعرة لهم في هذا االستواء قوالن‪ ،‬األوّ ل هو التفويض وينقله البيهقي ويقرّ به عن‬
‫سفيان بن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وطائفة من علماء السلف‪ ،‬فابن عيينة عندما سئل‬
‫عن تفسير االستواء قال‪" :‬تفسيره تالوته والسكوت عليه"‪ ،‬فلم يُنقل عن السلف أ ّنهم جعلوا هلل جسمًا‪،‬‬
‫أو أ ّن ه ينزل بنفسه إلى السماء الدنيا كما في الحديث‪،‬والثاني هو التأويل كما نقل اإلمام الغزالي عن‬
‫فإذا التأويل والتفويض‬‫السلف أنّ معنى النزول هو من باب التلطف للخلق‪ ،‬فهو بذلك عكس التكبّر‪ً .‬‬
‫هي عقيدة السلف‪ ،‬وأقوال السلف هي أصول العقيدة األشعرية التي تقوم عليها‪ ،‬بعبارة أخرى إنّ منهج‬
‫األشاعرة في العقيدة هو مذهب السلف سواء كان فبالتأويل أو التفويض‪ ،‬فمن هنا تثبت اإلجابة على‬
‫سؤال هل األشاعرة من أهل السنة؟ نعم إنّ األشاعرة هم من أهل الس ّنة والجماعة‪ ،‬وأبعد من ذلك‬
‫فاألشاعرة اليوم هم السواد األعظم من أهل السنة؛ فالمالكيّة كلّهم أشاعرة‪ ،‬والشافعية كذلك‪ ،‬والحنفيّة‬
‫أشاعرة أو ماتريديّة وهم على نفس العقيدة‪ ،‬فلم َ‬
‫يبق سوى الحنابلة وكثير من أئمّتهم المتق ّدمين هم من‬
‫‪.‬األشاعرة‬
‫بعض علماء األشاعرة‬
‫إنّ أكثر علماء المسلمين من السلف والخلف المح ّدثين والفقهاء وغيرهم هم من األشاعرة‪ ،‬وفيما يلي‬
‫أسماء بعض علماء األشاعرة من السابقين ومن علماء األشاعرة المعاصرين ممّن شهد لهم أهل العلم‬
‫‪˸:‬باألشعريّة وهم‬
‫االمام القرطبي‪ :‬صاحب التفسير المعروف‪l‬‬
‫‪...‬االمام السيوطي‪ :‬صاحب المؤلفات الزاخرة ومنها‪ l‬تفسير الجاللين والدر المنثور‪ l‬في التفسير بالمأثور‪l‬‬
‫اإلمام الطاهر بن عاشور‪ :‬وهو من المعاصرين‪ ،‬وصاحب التحريروالتنوير‪l‬‬
‫اإلمام الشعراوي‪ :‬وهو من المعاصرين‪ ،‬وصاحب‪ l‬تفسيرالشعراوي‬
‫اإلمام الحافظ ابن عساكروهو‪ l‬محدث‬
‫ابن خلدون عالم اجتماع‬
‫أبرز المؤلفات في عقيدة األشاعرة‬
‫لقد ترك األشاعرة كثيرً ا من المؤلفات في عقيدتهم من متقدميهم ومن متأخريهم‪ ،‬ومن أبرز المؤلفات في العقيدة‬
‫‪:‬األشعرية‬
‫كتاب أصول الدين‪ :‬ألبي منصور‪ l‬البغدادي‪l‬‬
‫‪.‬كتاب اإلبانة عن أصول الديانة‪ :‬ألبي الحسن األشعري ‪.‬‬
‫‪.‬كتاب األسماء والصفات‪ :‬للبيهقي‬
‫‪.‬كتاب االقتصاد‪ l‬في االعتقاد‪ :‬ألبي حامد الغزالي‬
‫اّل‬
‫‪.‬كتاب اإلنصاف فيما يجب اعتقاده وال يجوز‪ l‬الجهل به‪ :‬للباق ني‪l‬‬
‫ا‬
‫المحتوى‬
‫تعريف‪ l‬العقيدة االشعرية‬
‫نشاة العقيدة االشعرية‬
‫خصائص العقيدة االشعرية‬
‫بعض ابرز علماء االشعرية‬
‫ابرز المؤلفات فيالعقيدة االشعرية‬
‫المصادر‬
‫كتاب‪:‬االسماء والصفات للبيهقي‬
‫كتاب اإلنصاف فيما يجب اعتقاده وال يجوز الجهل به للباقالني‬
‫كتاب اإلبانة عن أصول الديانة‪ :‬ألبي الحسن األشعري‪l‬‬
‫كتاب ‪ ،‬دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لالبن الجوزي‬
‫كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكالمية لالبن تيمية‬
‫بحث في العقيدة االشعرية‬

‫الطالب ˸ رافع عاشور‬

‫السنة االولى جذع مشترك‬

‫المعهد العالي للعلوم االسالمية‬

‫ستاذة˸ الخامسة الرويهم اال‬

You might also like