You are on page 1of 2

‫من طرف الطالبة‪ :‬زناد سلمى‬

‫فوج‪60 :‬‬
‫األستاذ‪ :‬بوسقيعة سليم‬
‫مقياس‪ :‬سوسيولوجيا الرابط االجتماعي‬

‫األسرة عبارة عن بنيان اجتماعي يقوم على عالقات القرابة (النسب والزواج) وتتمثل في مجموعة من‬
‫العالقات االجتماعية التي تحددها الثقافة‪ ،‬والتي توجد بين األقارب الذين يعيشون سويا أو يتفاعلون بدرجة‬
‫تسمح بذلك باعتبارهم وحدة واحدة‪.‬‬
‫وتعتبر األسرة نسقا اجتماعيا رئيسيا بالمجتمع يتفاعل في إطاره الوالدين مع األبناء لتشكيل شخصية‬
‫سليمة اجتماعيا ونفسيا‪ ،‬لكي يقوموا هم بدورهم بأدوار منوطة به في المستقبل بصورة فعالة في المجتمع‬
‫الذي ينتمون إليه‪ ،‬مما ينعكس على باقي األنساق االجتماعية التي تتعامل معها األسرة كوحدة كلية‪ ،‬وكلما‬
‫زادت قدرة األسرة على رعاية أبنائها وتوجيههم وتنشئتهم دون أن يشعروا بالحرمان أو الضغط أو القسوة أو‬
‫التساهل‪ ،‬كلما كان الطفل سويا قاد ار على تحمل مسؤوليته في إطار احترامه وتقديره لذاته وذوات اآلخرين‬
‫في نفس الوقت‪ ،‬فإذا ضعفت الخلية األساسية في المجتمع ضعف مصدره ونقطة ارتكازه‪ ،‬أي أن األسرة‬
‫التي أصيبت بأمراض فكرية وأخالقية متعددة المصادر والمرجعيات‪ ،‬تثمر انحالال أخالقيا فظيعا‪،‬‬
‫وانحطاطا فكريا وانسانيا في العالقات اإلنسانية لم يشهد له مثيل‪ ،‬يطغى عليها التمزق والتشتت‪ ،‬ويغيب‬
‫التكامل االجتماعي بين مختلف أوساط المجتمع‪ ،‬وتصير األسر محطمة وتبدأ العائالت بالتفكك وينتشر‬
‫الطالق وتقل نسبة الزواج‪ ،‬وتنتشر الفاحشة وتتعدد أنواع العالقات غير الشرعية‪ ،‬كل هذا يثمر تمزقا في‬
‫أوصال المجتمع وهو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه إذا وجب علينا العودة بالخلية األساسية إلى موقعها‬
‫األساسي وجعله من أهم أهدافنا والمحافظة عليها‪ ،‬تلك الخلية أو المؤسسة اإلنسانية التي يحتمي بها‬
‫اإلنسان ويحقق من خاللها جوهره‪ ،‬ويكتسب داخل إطارها هويته الحضرية واألخالقية‪.‬‬
‫وتبرز أهمية األسرة؛ في أن الرعاية التي يتلقاها الطفل في أسرته في السنوات األولى من حياته هي‬
‫العامل الرئيسي في تكوين صحته النفسية والفعلية‪ ،‬ويمكن تلخيص أهمية األسرة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أنها تمثل أول نموذج مثالي للجماعة التي يتعامل الطفل مع أفرادها وجها لوجه وهي بدورها التي‬
‫تشكل سلوكه وتوجهه وتلقنه القيم التربوية والمعايير االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تنفرد األسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه‪.‬‬
‫‪ ‬ان األسرة هي أكثر الجماعات األولية تماسكا‪ ،‬وتتم فيها عمليات اتصال وانتقال القيم والعادات‬
‫من جيل اآلباء إلى جيل األبناء‪.‬‬
‫‪ ‬تحدد مكانة الطفل بدرجة كبيرة بمكانة األسرة وثقافتها‪ ،‬وبالتالي فهي تهيئ المواقف المختلفة‬
‫وتنمية قدرات الطفل‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر األسرة النسق االجتماعي األول الذي يزود الطفل برصيده األول من القيم والعادات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتكون بمثابة دليل يرشده في تصرفاته وتحديد سلوكياته‪ ،‬حيث يتعلم الحق والواجب‪،‬‬
‫الخطأ والصواب‪.‬‬
‫‪ ‬ان األسرة هي التي تمنح الطفل أوضاعه االجتماعية وتحدد له منذ البداية اتجاهات سلوكه وبذلك‬
‫يمكن القول أن األسرة تقوم بالعديد من الوظائف التي سبق ذكرها في العنصر السابق‪.‬‬
‫ويختلف أساس النظام االجتماعي في الشرق عنه في الغرب‪ ،‬فالفرد وحدة الحياة االجتماعية في‬
‫الغرب‪ ،‬واألسرة وحدتها في الشرق‪ ،‬ومعنى ذلك أن الفرد له أكبر االمتياز في الغرب‪ ،‬واألسرة لها أكبر‬
‫االمتياز في الشرق‪ .‬ومظهر ذلك أن الفرد في الغرب له أكبر حرية‪ ،‬فهو يفعل ما يشاء ويرقي نفسه أو ال‬
‫يرقيها كما يشاء‪ ،‬وينصرف إلى الجد وينغمس في اللهو ما يشاء‪ ،‬ويتخير العمل الذي يشاء في المكان‬
‫حاسما في ذلك‪ ،‬حتى الفتاة في كثير من األوساط أصبح لها‬
‫ا‬ ‫تدخال‬
‫ا‬ ‫الذي يشاء‪ ،‬وليس ألسرته أن تتدخل‬
‫من الحرية الفردية ما للفتى‪.‬‬
‫مثال العالقة بين الزوجة والزوج‪ ،‬فمقتضى الفردية أن‬
‫وقد ترتب على هذا الوضع جملة نتائج‪ ،‬منها ا‬
‫مثال أن يفتح خطاباتها‪ ،‬وال يمنعها حريتها في‬
‫الزوج ال يتدخل في شئون زوجته إال بقدر‪ ،‬فال يصح ا‬
‫حتما النظام الديمقراطي‪،‬‬
‫أيضا أن هذه الحرية الفردية تُنتج ا‬
‫حدودها‪ ،‬وهي كذلك بالنسبة له‪ .‬ومن ذلك ا‬
‫فالحرية تناهض االستبداد بجميع أشكاله‪ ،‬استبداد األب واألم واستبداد الحاكم؛ ولذلك كان الغربيون على‬
‫مثال بين األب وأوالده‪ ،‬والسيد وخدمه‪ ،‬وصاحب‬
‫ميال إلى الديمقراطية‪ ،‬ومنها قلة التدخل ا‬
‫العموم أكثر ا‬
‫المصنع وعماله‪ ،‬فالفرد إذا شعر بحريته كره التقليد؛ ألن التقليد نوع من التقييد ومضمونه ضعف الفردية‪،‬‬
‫ففكر لنفسه وابتكر‪.‬‬
‫فأفراد األسرة في الشرق أكثر ارتباطاا منهم في الغرب‪ ،‬يشعر الفرد في الشرق بالمسئولية الكبيرة‬
‫وكثير‬
‫اا‬ ‫نحو أبيه وأمه وأخوته‪ ،‬بل أعمامه وعماته‪ ،‬وأخواله وخاالته‪ ،‬وهو يعتز بعزة األسرة‪ ،‬وي َذل بذلتها‪.،‬‬
‫خصوصا قبل انتشار المدنية الحديثة‪،‬‬
‫ا‬ ‫ما نسمع هذا من بيت فالن‪ ،‬أو ابن عم فالن‪ ،‬ثم قد يضم البيت‪،‬‬
‫األب واألم وأوالدهما واالبن وزوجته وأوالده والبنت وزوجها وأوالدهما‪ ،‬هذا عدا األقارب‪ ،‬وكل األسرة تتعير‬
‫من فعلة قبيحة فعلها أحد أفرادها‪ ،‬وتفتخر بفعلة حميدة كذلك‪ ،‬بل قد يصل الشعور بالعار إلى حد قتل‬
‫عار ومجلبة للفضيحة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك األسرة الغربية‪،‬‬
‫صاحب الفعلة الشنعاء التي عدتها األسرة اا‬
‫فهي تكاد تكون قاصرة على الزوج والزوجة وأوالدهما الصغار‪ ،‬واالتصال بين الرجل وأخته أو عمته أو‬
‫أصال‪ ،‬واذا كبر ابنه فعليه أن يبحث له عن عمل‬
‫ا‬ ‫خالته اتصال خفيف‪ ،‬وقد ال يكون بينه وبينهم اتصال‬
‫أيضا‪ ،‬وليس هناك غرابة في أن يكون أحد أفراد‬
‫في بلد آخر أو قارة أخرى‪ ،‬وقد يمتد هذا إلى البنت ا‬
‫جدا وبعضها فقير ًّ‬
‫جدا‪ ،‬ثم ال يعين الغني منهم الفقير‪.‬‬ ‫األسرة غنيًّا ًّ‬
‫يضاف إلى ذلك من الفروق التي تتعلق باألسرة أن المرأة الغربية تشارك الرجل في سلطة البيت وقد‬
‫تزيد عليه‪ ،‬ويكاد يكون الزوجان متفقين على أن شئون البيت من سلطة المرأة‪ ،‬وشئون الخارج من‬
‫اختصاص الزوج‪ .‬أما في الشرق‪ ،‬وخاصة قبل اتصاله بالمدنية الحديثة وتأثره بها‪ ،‬فالحال غير ذلك‪،‬‬
‫فالسلطة للرجل حتى في أتفه األمور‪ ،‬وال شك أن هذه األوضاع كانت نتيجة لمؤثرات عميقة المدى في‬
‫التاريخ‪ ،‬وربما مرت كثير من األمم على األدوار الطبيعية باألسرة وحرية الفرد‪ ،‬حتى ال يكاد علماء‬
‫االجتماع يحددون أدوارها وأسباب انتقالها‪.‬‬

You might also like