You are on page 1of 7

‫التعلم في العالم اإلسالمي‪:‬‬

‫تعلم الفتيات – التسرب المدرسي‬

‫تقديم‬
‫تعمل منظمة العالم اإلسالمي للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – على تعزيز‬
‫شراكة حقيقية مع الدول األعضاء من أجل البحث عن الحلول الناجعة لمختل‪11‬ف‬
‫التحديات التي تهم مجاالت اختصاص‪11‬اتها‪ ،‬كم‪11‬ا تعم‪11‬ل م‪11‬ع الش‪11‬ركاء والم‪11‬انحين‬
‫على توحي‪11‬د الجه‪11‬ود من أج‪11‬ل تواف‪11‬ق ال‪11‬رؤى والس‪11‬عي للمس‪11‬اهمة في بل‪11‬ورة‬
‫اقتراحات عملية وناجعة لتجاوز تلك التحديات‪.1‬‬
‫ومن أهم هذه المجاالت‪ 1‬التربية والتعليم الذي يعد حجر الزاوية في نهضة األمم‪.‬‬
‫فهو الرك‪11‬يزة األس‪11‬اس ال‪11‬تي يب‪11‬نى عليه‪11‬ا الف‪11‬رد والمجتم‪11‬ع‪ ،‬إذ ال تتق‪11‬دم األمم إال‬
‫بالتعليم‪ .‬وق‪1‬د ب‪11‬نى الع‪1‬الم اإلس‪1‬المي أرك‪11‬ان نهض‪1‬ته من‪1‬ذ بدايته على العلم وعلى‬
‫نشر المعرفة وتشجيع العلماء؛ وبذلك انتشرت العلوم منذ مطلع عص‪11‬ر الت‪11‬دوين‬
‫كالطب‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬واألحياء‪ ،‬والفلك‪ ،‬والعلوم االجتماعية‪ ،‬واللغوي‪11‬ة‬
‫وغيرها في كل أنحاء األرض بمشارقها ومغاربها لخدمة البشرية جمعاء‪.‬‬
‫السياق‬
‫في عصرنا الحديث‪ ،‬واجهت العالم العديد من التحديات‪ 1‬التي كانت مؤثرة بشكل‬
‫مباشر على التعليم‪ ،‬وخاصة في ذروة األزمات‪ ،‬التي كان آخرها أزمة كورون‪11‬ا‬
‫كوفيد ‪19‬وما تالها‪.‬‬
‫وتقصد اإليسيسكو من خالل ه‪1‬ذه الورق‪1‬ة‪ ،‬إث‪1‬ارة االنتب‪1‬اه إلى عنص‪1‬رين ه‪1‬امين‬
‫البد من الوق‪11‬وف عليهم‪11‬ا بش‪11‬كل متعم‪11‬ق والبحث عن الط‪11‬رق األنج‪11‬ع للنه‪11‬وض‬
‫بهما؛ وهما ‪:‬‬
‫تسرب الفتيات من المدارس‬ ‫‪‬‬
‫الهدر الذي يعرفه التعليم‬ ‫‪‬‬
‫وتعتبر النقطة األولى حجر الزاوية‪ ،‬إذ تُعد مشكلة تسرب الفتيات‪ 1‬من الم‪11‬دارس‬
‫أو الجامعات‪ 1‬من أبرز التحديات المؤثرة على نمو المجتمعات وتطورها الي‪11‬وم؛‬
‫لم‪11‬ا له‪11‬ا من انعكاس‪11‬ات مس‪11‬تقبلية على دور الم‪11‬رأة ومش‪11‬اركتها االقتص‪11‬ادية‬
‫واالجتماعي‪11‬ة وعلى ص‪11‬حتها‪ ،‬وخاص‪11‬ة في البيئ‪11‬ات ال‪11‬تي تع‪11‬اني من ص‪11‬راع‬
‫‪1‬‬
‫وأزمات‪ ،‬ومن تأثير مباشر على نمو المجتمع‪11‬ات‪ 1‬وعلى تحقي‪11‬ق أه‪11‬داف التنمي‪11‬ة‬
‫داخلها‪.‬‬

‫الوضع الحالي‬
‫إن اإليسيس‪11‬كو‪ ،‬تت‪11‬ابع دوم ‪1‬ا ً الوض‪11‬ع الع‪11‬ام للتربية والتعليم وتتقص‪11‬ى مؤش‪11‬راته‬
‫والمراح‪11‬ل ال‪11‬تي يم‪11‬ر منه‪11‬ا هن‪11‬ا وهن‪11‬اك في ال‪11‬دول األعض‪11‬اء‪ 1،‬بتفاوته‪11‬ا وتب‪11‬اين‬
‫تجاربها‪ ،‬وكذا االختالف الحاص‪11‬ل أحيان‪1‬ا ً في الطرائ‪11‬ق ال‪11‬تي تعتم‪11‬دها من أج‪11‬ل‬
‫مواجهة مختلف اإلشكاليات‪ 1‬البنيوي‪1‬ة ال‪1‬تي يعرفه‪1‬ا التعليم عموم‪1‬اً‪ ،‬أو تل‪1‬ك ال‪1‬تي‬
‫تطفو على السطح بين الفينة واألخرى حسب الظروف والسياقات‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن نسبة التسرب المدرسي مرتبط‪11‬ة بالن‪11‬اتج المحلي عموما‪.‬‬
‫ففي بل‪11‬دان الخليج الع‪11‬ربي‪ ،‬بلغت النس‪1‬بة ح‪1‬والي ‪ %3‬في الس‪11‬نة الخامس‪11‬ة من‬
‫التعليم االبتدائي ألن دول المنطقة تتميز باقتص‪11‬اد جي‪11‬د وبعائ‪11‬د إجم‪11‬الي يتج‪11‬اوز‬
‫‪ 5000‬دوالر‪.‬‬
‫وهو ما يفسر ‪ ،‬كيف أن دول الخليج تحت‪11‬ل الم‪11‬راتب المتقدم‪11‬ة من حيث النس‪11‬ب‬
‫على صعيد دول العالم اإلسالمي‪ .‬كالسعودية وقطر واإلمارات العربية المتحدة‬
‫وسلطنة ُعمان‪ .‬ويصبح األمر مفهوما عندما نعلم بأن معدل المشاركة في التعلم‬
‫المنظم م‪11‬ا قب‪11‬ل المدرس‪11‬ي يص‪11‬ل في اإلم‪11‬ارات العربي‪11‬ة المتح‪11‬دة‪ ،‬مثال‪ ،‬إلى‬
‫‪ .%99.2‬وهو ما نجده ك‪11‬ذلك في ماليزي‪11‬ا ال‪11‬تي ب‪11‬ذلت جه‪11‬دا هام‪11‬ا في االرتق‪11‬اء‬
‫بالتعليم اعتمدت فيه على مبدإ الجودة‪ ،‬مما جعلها تتبوأ مكان‪11‬ة متقدم‪1‬ة في س‪11‬جل‬
‫البلدان اإلسالمية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذا التقدم المحرز في العدي‪11‬د من ال‪11‬دول‪ ،‬ف‪11‬إن خط‪11‬ر التس‪11‬رب‬
‫واالنقطاع يظل حاضرا فيها وإن كانت أسبابه غ‪11‬ير مرتبط‪11‬ة ب‪11‬الفقر‪ ،‬التس‪11‬رب‬
‫واالنقط‪11‬اع مرتب‪11‬ط أك‪11‬ثر ب‪11‬المحفزات‪ 1‬الذاتي‪11‬ة للطلب‪11‬ة وال‪11‬دعم األس‪11‬ري وطبيع‪11‬ة‬
‫المقرررات‪ ،‬مما يفسر كيف أن نسبة ‪ %14‬من الطالب المسجلين في اإلمارات‬
‫العربي‪11‬ة المتح‪11‬دة هي عرض‪11‬ة للتس‪11‬رب الج‪11‬امعي على ال‪11‬رغم من التم‪11‬يز على‬
‫مستوى البنيات التحية والدخل الفردي‪.‬‬
‫وباإلض‪11‬افة إلى ذلك‪ ،‬هن اك الج‪11‬انب األم‪11‬ني والص‪11‬راعات والح‪11‬روب له‪11‬ا دور‬
‫كبير في إغالق المدارس وتسرب الطالب‪ ،‬وبخاصة الفتيات‪ 1‬منهم‪ .‬فعلى س‪11‬بيل‬
‫المث‪11‬ال‪ ،‬في بوركينافاس‪11‬و خالل الف‪11‬ترة من أكت‪11‬وبر ‪ 2021‬إلى م‪11‬ارس ‪2022‬‬
‫‪2‬‬
‫أغلقت ما بين ‪ 2877‬إلى ‪ 3664‬مدرسة‪ .‬وبلغ عدد النازحين بسبب الصراع‬
‫‪ 902.150‬ألف نسمة منهم ‪ %61.27‬من األطف‪11‬ال‪ ،‬مم‪11‬ا أث‪11‬ر بش‪11‬كل ب‪11‬الغ على‬
‫التعليم وعلى تعليم الفتيات بوجه خاص‪.‬‬
‫وخالل سنة ‪ ،2019‬واجهت دول الساحل جن‪11‬وبي الص‪11‬حراء‪ 1،‬مثال‪ ،‬العدي‪11‬د من‬
‫المش‪11‬اكل الديموغرافي‪11‬ة واألمني‪11‬ة وتل‪11‬ك المرتبط‪11‬ة ب‪11‬الهجرة‪ ،‬حيث أث‪11‬رت على‬
‫النظام التعلمي بدول المنطقة‪ ،‬وانح‪11‬درت به‪11‬ا إلى مس‪11‬تويات دني‪11‬ا‪ ،‬بم‪11‬ا في ذل‪11‬ك‬
‫التراجع الكبير في تعليم الفتيات‪.‬‬
‫وللداللة على ذلك‪ ،‬كما يكفي أن نشير إلى الوضع الذي ترتب عن انتشار وباء‬
‫إيبوال منذ سنة ‪ ، 2014‬في جمهورية سيراليون التي ارتفعت فيها نسبة الفتيات‬
‫الحوام‪11‬ل وأث‪11‬رت مباش‪11‬رة على مس‪11‬ارهن الدراسي‪ ،‬م‪11‬رورا بالمش‪11‬اكل اإلثني‪11‬ة‬
‫واللغوية التي تعرفه‪11‬ا بعض البل‪11‬دان هن‪11‬ا وهن‪11‬اك‪ ،‬ووص‪11‬وال إلى التص‪11‬دع ال‪11‬ذي‬
‫أحدثته جائحة كورونا والتي مست مختلف الدول ومختلف المستويات التعليمية‪.‬‬
‫ففي الصومال‪ ،‬انقطعت نسبة ‪ 50‬في المائة من المتعلمين‪ ،‬وهجرت فص‪11‬ول‬
‫الدراس‪11‬ة‪ ،‬بفع‪11‬ل الح‪11‬رب‪ 1‬األهلي‪11‬ة من‪11‬ذ ‪ ،1990‬وازداد الوض‪11‬ع ح‪11‬دة م‪11‬ع جائح‪11‬ة‬
‫كورونا‪ .‬وفي النيجر‪ ،‬كذلك‪ ،‬غ‪11‬ادرت ‪ %54‬من الفتي‪11‬ات‪ 1‬المدرس‪11‬ة و‪ %46‬من‬
‫الذكور في ظل الجائحة‪.‬‬
‫وحسب تقري‪11‬ر ح‪11‬ديث‪ ،‬ح‪11‬ذرت منظم‪11‬ة األمم المتح‪11‬دة للطفول‪11‬ة يونيس‪11‬يف‪ ،‬إث‪11‬ر‬
‫إغالق الم‪11‬دارس أثن‪11‬اء الجائح‪11‬ة‪ ،‬من تف‪11‬اقم أزم‪11‬ة ح‪11‬ادة في التعليم في إفريقي‪11‬ا‬
‫تحدي‪11‬داً؛ إذ ارتف‪11‬ع ع‪11‬دد المتس‪11‬ربين من الم‪11‬دارس من‪11‬ذ ‪ ،2020‬ألول م‪11‬رة من‪11‬ذ‬
‫عشرين عاماً‪ ،‬بسبب الوباء‪.‬‬
‫وفي السياق نفسه‪ ،‬عزت العديد من الدراسات والتقارير الدولية تسرب الفتي‪11‬ات‬
‫في المدرس‪11‬ة والجامع‪11‬ة إلى العدي‪11‬د من األس‪11‬باب‪ ،‬ك‪11‬الفقر والعن‪11‬ف األس‪11‬ري‬
‫والبطال‪11‬ة وزواج القاص‪11‬رات‪ 1‬وعمال‪11‬ة األطف‪11‬ال وغي‪11‬اب المحي‪11‬ط المش‪11‬جع على‬
‫مواص‪1‬لة الفتي‪1‬ات لمس‪1‬ارهن الدراس‪1‬ي‪ ،‬وغيره‪1‬ا من العوام‪1‬ل ال‪1‬تي تح‪1‬ول دون‬
‫االندماج الفعلي والتام للفتيات‪ 1‬في مجتمع الي‪1‬وم‪ .‬وحس‪1‬ب دراس‪1‬ة ال‪1‬تي ق‪1‬ام به‪1‬ا‪،‬‬
‫المجلس األعلى للس‪11‬كان ب‪11‬األردن‪ ،‬اتضح ب‪11‬أن نس‪11‬بة التس‪11‬رب خالل الس‪11‬نوات‬
‫العشر األخيرة ‪ 2020-2011‬بلغت ما بين ‪ 20‬و‪ 91‬ألف ط‪11‬الب وطالب‪11‬ة‪ ،‬بم‪11‬ا‬
‫يمثل نسبة ‪ %3.6‬للذكور و‪ % 1,4‬لإلناث في مجتمع أغلبه متعلم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتسجل اإليسيسكو كيف أن وضع تعلم الفتيات ونسب التس‪11‬رب ق‪11‬د اس‪11‬تفحل مع‬
‫جائح‪11‬ة كورون‪11‬ا ـ كوفيد ‪ 19‬ال‪11‬تي أدت إلى إبع‪11‬اد جي‪11‬ل كام‪11‬ل في إفريقي‪11‬ا عن‬
‫منظومة التربي‪11‬ة والتعليم‪ .‬وذل‪11‬ك بع‪11‬د االض‪11‬طرار إلى إغالق الم‪11‬دارس لف‪11‬ترات‬
‫طويلة‪ ،‬ولتأثر األس‪11‬ر اقتص‪11‬اديا بس‪11‬بب ه‪11‬ذا الوب‪11‬اء‪ 1،‬وتراج‪11‬ع ق‪11‬درة اآلب‪11‬اء على‬
‫االلتزام بتوفير المستلزمات الدراسية ورس‪11‬وم الم‪11‬دارس في الكث‪11‬ير من ال‪11‬دول‪،‬‬
‫وفتور محفزات‪ 1‬األسر‪ .‬وتوصلت دراسة في كيني‪11‬ا إلى أن ‪ %16‬من الفتي‪11‬ات‪ 1‬و‬
‫‪ %8‬من الذكور‪ ،‬لم يع‪1‬ودوا إلى مقاع‪1‬د الدراس‪1‬ة في ع‪11‬ام ‪ ، 2021‬بع‪1‬د إغالق‬
‫المدارس بسبب جائح‪11‬ة كورون‪11‬ا‪ ،‬ومغ‪11‬ادرة م‪11‬ا يق‪11‬ارب ‪ %90‬من الطالب على‬
‫مستوى العالم لمدارسهم‪ .‬والحال أن ما يقارب ‪ 800‬مليون من هؤالء هن فتيات‬
‫ف‪11‬اقمت الجائح‪11‬ة وض‪11‬عهن بش‪11‬كل فج‪11‬ائي واض‪11‬طراري‪ .‬علم‪1‬ا ً ب‪11‬أن الماليين من‬
‫هؤالء الطالب لم يتمكنوا من الولوج إلى التعليم اإللك‪11‬تروني أو التعليم الم‪11‬نزلي‬
‫ن‪1‬زر قلي‪11‬ل من‬
‫ٍ‬ ‫(عن بُعد) من الذكور واإلناث على ح‪11‬د س‪1‬واء؛ ولم يتلق‪11‬وا س‪1‬وى‬
‫الدروس أو لم يتلقوا أي تعليم خالل العامين الماضيين‪.‬‬

‫أسباب التسرب‬
‫لقد اتضح أن أسباب الهدر والتسرب التعليمي داخل بلدان العالم اإلسالمي تعود‬
‫إلى تلك المرتبط‪11‬ة بالنظ‪11‬ام التعليمي‪ ،‬وإلى أس‪11‬باب ترتبط بالس‪11‬ياق االجتم‪11‬اعي‬
‫والسياسي واالقتصادي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األسباب المرتبطة بالنظام التعليمي‪:‬‬
‫اإلحباط وضعف الجاذبية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلخفاق في الدراسة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف الوسائل التربوية؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف البنية التحتية للمدارس؛‬ ‫‪-‬‬
‫ندرة األنشطة الترفيهية والموازية؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف التدريب المستمر للهيئة التربوية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2‬ـ أما األسباب المتعلقة بالسياقات‪ 1،‬فهي‪:‬‬
‫ضعف دخل األسر؛‬ ‫‪-‬‬
‫تشغيل األطفال؛‬ ‫‪-‬‬
‫الزواج المبكر للبنات؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫الوضع الصحي؛‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاكل العائلية واألسرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫انتشار األمية لدى أولياء األسر؛‬ ‫‪-‬‬
‫ردود الفعل السلبية ألولياء األسر تجاه المدرسة وغياب التحفيز؛‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫بُعد المدارس وتمركز أغلبها في الحواضر والمدن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هذا فضالً عن غياب األخذ بعين االعتبار ذوي االحتياجات‪ 1‬الخاصة‪.‬‬

‫نماذج‬
‫تجب اإلشارة إلى أن هناك العديد من المجتمعات الفقيرة والمحافظة التي تعت‪11‬بر‬
‫أن تعليم الفتيات ليس أولوية مقابل تعلم ال‪11‬ذكور‪ ،‬وخاص‪11‬ة أثن‪11‬اء األزم‪11‬ات ال‪11‬تي‬
‫تعصف بالكثير من الجهود المبذولة في ه‪1‬ذا الص‪1‬دد‪ .‬وتتض‪1‬اعف نس‪1‬بة انقط‪1‬اع‬
‫الفتيات عن الدراسة اليوم بحوالي مرتين ونصف عن الفترات السابقة‪.‬‬
‫أما فيما يخص مغادرة الفتيات‪ 1‬للدراسة في المرحلة الثانوية وفي الجامع‪11‬ة‪ ،‬ف‪11‬إن‬
‫نسبتها تتزاي‪11‬د بش‪11‬كل مث‪11‬ير للقلق‪ .‬حيث ذك‪11‬رت التق‪11‬ارير الرس‪11‬مية في الس‪11‬نوات‬
‫األخيرة‪ ،‬بأنه على الرغم من التحاق الفتيات بنسبة ‪ %51‬بالمدارس االبتدائي‪11‬ة‪،‬‬
‫لم يلتحق منهن سوى ‪ %9.7‬بالمدارس الثانوية؛ مما أدى إلى خلل في التركيب‪11‬ة‬
‫الثقافي‪11‬ة بين اإلن‪11‬اث وال‪11‬ذكور وأثّر بش‪11‬كل مباش‪11‬ر على البن‪11‬اء األس‪11‬ري وعلى‬
‫استقراره في عدد من المجتمعات والدول‪ ،‬كما أثر سلبا ً على اقتصاداتها‪ 1‬ونس‪11‬ب‬
‫نموها على حد سواء‪.‬‬
‫وقد أنجز البنك الدولي دراس‪11‬ة س‪11‬نة ‪ ، 2018‬قب‪11‬ل أزم‪11‬ة كورون‪11‬ا ‪ ،‬توص‪11‬ل من‬
‫خاللها إلى أن ‪ 9‬فتيات من كل ‪ 10‬أكملن تعليمهن االبتدائي‪ ،‬لكن ثالثة من كل‬
‫أربع فتيات فقط استطعن مواصلة تعليمهن الثانوي في البل‪11‬دان الفق‪11‬يرة والبل‪11‬دان‬
‫منخفضة الدخل الفردي‪ .‬أي أن أقل من ثلثي الفتي‪11‬ات‪ 1‬يكملن تعليمهن االبت‪11‬دائي‪،‬‬
‫تتمكن من استكمال المرحلة الثانوية‪ .‬وت‪11‬تراوح‬ ‫َ‬ ‫وواحدة فقط من كل ثالثة فتيات‬
‫خسائر عدم استكمال الفتيات ل ‪ 12‬عاما ً من التعليم‪ ،‬ما بين ‪ 15‬و ‪ 30‬ترليون‬
‫دوالر على المستوى العالمي‪ .‬وتتضاعف هذه الخسائر أثناء ه‪11‬ذه الخس‪11‬ائر مع‬
‫األزمات كأزمة كورونا التي فاقمت نس‪11‬بة هج‪11‬ر مقاع‪11‬د الدراس‪11‬ة بالمقارن‪11‬ة بم‪11‬ا‬
‫كان عليه الوضع قبل الجائحة‬

‫‪5‬‬
‫أما في آسيا‪ ،‬فنجد‪ ،‬أن نسبة ‪ %32‬من األطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪5‬‬
‫و ‪ 16‬عاما ً في باكستان )ثاني أعلى معدل للتسرب المدرسي في العالم بالنس‪11‬بة‬
‫للفتيات سنة ‪ (2016‬قد غادرت فصول الدراسة‪ ،‬أي حوالي الثلث منهم‪ ،‬حسب‬
‫دراس‪11‬ة نش‪11‬رت س‪11‬نة ‪ .2021‬وه‪11‬و األم‪11‬ر ال‪11‬ذي يمكن تفس‪11‬يره بالتف‪11‬اوت بين‬
‫الجنسين في الولوج إلى التعليم في ه‪11‬ذا البل‪11‬د‪ ،‬مم‪11‬ا ي‪11‬ؤثر على نس‪11‬ب المغ‪11‬ادرة‪،‬‬
‫حيث تصل هذه األخيرة إلى ‪ %54‬بالنسبة للفتيات المغادرات‪ 1‬مقابل ‪ %46‬من‬
‫الذكور‪ .‬وهذا يترجم أن ما يزي‪11‬د عن ‪ 10‬ملي‪11‬ون فت‪11‬اة ق‪11‬د غ‪11‬ادرن الم‪11‬دارس في‬
‫جمي‪11‬ع أنح‪11‬اء البالد‪ .‬وتنطب‪11‬ق مث‪11‬ل ه‪11‬ذه النس‪11‬ب على دول عدي‪11‬دة في المنطق‪11‬ة‪،‬‬
‫بتفاوت‪11‬ات في األس‪11‬باب‪ ،‬إذ في أفغانس‪11‬تان‪ ،‬تغ‪11‬ادر ثالث‪11‬ة من بين عش‪11‬ر فتي‪11‬ات‬
‫فصول الدراسة بسبب بلوغهن‪ ،‬في حين يشكل ض‪11‬غط المق‪11‬ررات‪ 1‬في بنغالديش‬
‫أزمة كبيرة بالنسبة للمتعلمين يُفضي بهم إلى االنقطاع لعدم القدرة على التتبع‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ترى اإليسيسكو أنه من الواجب اليوم إع‪11‬ادة مراجع‪11‬ة اإلنف‪11‬اق‬
‫على التعليم وضرورة استغالله لبلوغ تعليم ذي ج‪11‬ودة عالي‪11‬ة‪ ،‬م‪11‬ع توجي‪11‬ه نس‪11‬بة‬
‫كبيرة من اإلنفاق إلى البحث العلمي وإلى إكساب الطالب مهارات تتناس‪11‬ب م‪11‬ع‬
‫متطلبات العصر وس‪11‬وق الش‪11‬غل‪ ،‬وتقوي‪11‬ة ال‪11‬برامج المناهض‪11‬ة لله‪11‬در والتس‪11‬رب‬
‫والمساهمة في تقليص دائرة إقصاء الفتيات‪.1‬‬
‫اقتراحات‬
‫ال ب د من الوق‪11‬وف ض‪11‬د ه‪11‬ذه التح‪11‬ديات‪ ،‬من خالل إع‪11‬داد ب‪11‬رامج دراس‪11‬ية أو‬
‫توعوية إعالمي‪11‬ة أو تدريبي‪11‬ة بم‪11‬ا يتناس‪11‬ب م‪11‬ع ك‪11‬ل حال‪11‬ة وك‪11‬ل س‪11‬ياق‪ .‬ن رى أن‬
‫محاربة تسرب الفتيات عن التعليم والحد من اله‪11‬در التعليمي عموم ‪1‬ا ً يق‪11‬وم على‬
‫إيجاد شركاء جادين في دعم هذه المهمة وتنفيذها بالشكل الذي يرضي الطم‪11‬وح‬
‫في بناء منظومات تعليمية قوية وفعالة في العالم اإلسالمي بأسره‪.‬‬
‫من ه‪11‬ذا المنطل‪11‬ق‪ ،‬تق‪11‬دم اإليسيس‪11‬كو بعض المقترح‪11‬ات أم‪11‬ام ال‪11‬دول األعض‪11‬اء‬
‫والشركاء المانحين للنظر في مدى إمكانية العمل عليها مستقبالً‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫تص‪11‬ميم برن‪11‬امج للتوعي‪11‬ة بأهمي‪11‬ة تعليم الفتي‪11‬ات واس‪11‬تكمال مس‪11‬اراتهن‬ ‫‪.1‬‬
‫الدراسية لخدمة المجتمع؛‬
‫دعم ب‪11‬رامج تعليم الكب‪11‬ار لمن غ‪11‬ادر أس‪11‬الك التعليم إث‪11‬ر تس‪11‬رب س‪11‬ابق‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وخاصة منهم الفتيات؛‬

‫‪6‬‬
‫المساهمة مع الشركاء في التهيئة العامة للمب‪11‬اني المدرس‪11‬ية ب‪11‬أهم البني‪11‬ات‬ ‫‪.3‬‬
‫األساس‪11‬ية ال‪11‬تي يش‪11‬كل غيابها أح‪11‬د أس‪11‬باب تس‪11‬رب الفتي‪11‬ات ومنعهن من‬
‫استكمال تعليمهن؛‬
‫المساهمة في دعم الدول بالخبرات الالزمة في التدريب وإع‪11‬داد ال‪11‬برامج‬ ‫‪.4‬‬
‫بما يساهم في خفض نسبة تسرب الفتيات عن التعليم؛‬
‫وضع خطط عم‪11‬ل تش‪11‬اركية إليج‪11‬اد آلي‪11‬ات تس‪11‬اعد على تقليص التس‪11‬رب‬ ‫‪.5‬‬
‫التعليمي؛‬
‫االعتماد في ذلك كله على التجارب‪ 1‬الفضلى في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫وفي األخ‪11‬ير‪ ،‬تق‪11‬ترح منظم‪11‬ة الع‪11‬الم اإلس‪11‬المي للتربي‪11‬ة والعل‪11‬وم والثقاف‪11‬ة‪ ،‬عق‪11‬د‬
‫منت‪11‬دى تعلم الفتي‪11‬ات ’‪TES 2022 ICESCO HIGH LEVEL – FORUM ON GIRLS‬‬
‫‪ ،EDUCATION‬يجم‪11‬ع مختل‪11‬ف الف‪11‬اعلين والش‪11‬ركاء للت‪11‬داول في قض‪11‬ايا‪ 1‬التس‪11‬رب‬
‫وتعلم الفتيات‪.1‬‬

‫‪7‬‬

You might also like