You are on page 1of 13

‫مقدمة‪:‬‬

‫يستعمل تعبير الحكومة بمداوالت مختلفة ‪ ,‬فقد يستخدم تعبير الحكومة للداللة على نظام‬
‫الحكم في الدولة أي كيفية أعمال السلطة العامة وممارستها في جماعة سياسية معينة وهذا‬
‫هو المعنى الواسع لتعبير الحكومة‪.‬‬
‫فقد يستخدم تعبير الحكومة للداللة على مجموع الهيئات الحاكمة أو المسيرة ألمور الدولة‬
‫وتعني بذلك السلطات العامة في الدولة على اختالف أنواعها من تشريعية وتنفيذية‬
‫وقضائية‬
‫‪-‬يستخدم تعبير الحكومة للداللة إلى السلطة التنفيذية وبذلك يكون معنى الحكومة أضيق‬
‫من معناه السابق فيكون قاصرا إلى السلطة التنفيذية وغيرها وتعني بذلك رئيس الدولة‬
‫والوزراء ومساعديهم المباشرين وهي السلطة التنفيذية بحكم اتصال السلطة التنفيذية‬
‫بالجمهور اتصاال مباشرا وال يظهر فيها من مظاهر السلطة السياسية بشكل واضح وذلك‬
‫على خالف السلطة التشريعية حيث ال يكون اجتماعها إال في دورات محددة ولزمن محدد‬
‫وال يتصل نشاطها اتصاال مباشرا بالجمهور وهذا المعنى هو األكثر شيوعا ‪.‬‬
‫وعليه فالحكومة أنواع مختلفة وقد تصنيفها إلى عدة أقسام‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫ما المقصود بالحكومة؟ وما أشكالها المختلفة؟‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم معنى الحكومة‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحكومة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف الحكومة – مهام الحكومة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين الدولة والحكومة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الحكومات‬


‫المطلب األول‪ :‬الحكومات الملكية والجمهورية'‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة الملكيــــة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة الجمهوريــة ‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحكومات االستبدادية' والقانونية'‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة االستبدادية'‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة القانونيــة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكومة فردية وحكومة األقلية وحكومة الشعب‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة الفردية‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة االرستقراطية' (حكومة األقلية)‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحكومة الديموقراطية (حكومة الشعب)‬
‫الخاتمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم معنى الحكومة‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحكومة‬

‫ليس هناك مدلول ومعنى واحد لمفهوم الحكومة وإ نما يستخدم هذا االصطالح للتعبيرعن‪B‬‬
‫عدة معاني مختلفة‪ ،‬حيث يطلق على الحكومة “نظام الحكم” اى اعمال السلطة العامة‬
‫وممارستها‪ ،‬وتكون أعمال السلطة العامة هذه اساساً لقيام الدولة بوظيفتها فى المحافظة‬
‫‪1‬‬
‫على سالمتها الداخلية والخارجية وحفظ النظام وتحقيق العدالة بين الناس‪.‬‬

‫وقد تعنى الحكومة كذلك مجموع الهيئات الحاكمة أو المسيرة للدولة أى السلطات العامة‬
‫فى الدولة وبذلك تشمل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬وقد يطلق معنى الحكومة‬
‫على معناها الضيق على السلطة التنفيذية وحدها أى السلطة التي تقوم بتنفيذ القوانين‬
‫وإ دارة المرافق العامة وهذا المعنى شائع االستعمال‪ ،‬كما أن الحكومة قد تستعمل فى بعض‬
‫األحيان للداللة على الوزارة‪ B‬خاصة فى الدول التى تأخذ‪ ‬بالنظام البرلماني‪ ‬ويقصد برئيس‬
‫الحكومة فى النظام البرلمانى رئيس الوزراء‪ ،‬وهذا المدلول األخير لمفهوم الحكومة هو‬
‫الذى ورد فى المادة ‪ ١٥٣‬من دستور عام ‪ ١٩٧١‬المصري حيث تقرر بأن الحكومة هى‬
‫“الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة‪ ،‬وتتكون من رئيس مجلس الوزراء ونواب الوزراء‬
‫‪2‬‬
‫ونوابهم ويشرف رئيس مجلس الوزراء على أعمال الحكومة‪.‬‬

‫ونخلص من استعراض المفاهيم المتعددة لمدلول الحكومة بانها هى طريقة استخدام السلطة‬
‫وممارسة الحكم‪ ،‬وهذا يتماشى مع النظام السياسى والدستورى السائد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف الحكومة – مهام الحكومة‬

‫الدفاع عن البالد ضد العدوان الخارجي‬ ‫‪-‬‬

‫محمود إسماعيل‪ :‬المدخل إلى العلوم السياسية‪ ،‬مطبعة العشرى‪ ،‬القاهرة ‪ ،2006‬ص‪.73‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬بطرس بطرس غالى‪ ،‬محمود خيرى عيسى‪ :‬المدخل فى علم السياسة (القاهرة‪ :‬دار وهدان للطباعة والنشر‪ ،1997 ،‬ص‬
‫‪.56‬‬
‫حفظ النظام والسلم االجتماعي داخل الدولة‪ ،‬فال يستقيم األمن واألمان فى الدولة بدون‬ ‫‪-‬‬
‫نظام مركزي يحفظ النظام‪.‬‬
‫إدارة النظام االقتصادي للدولة‪ ،‬والعمل على تنمية اإلقتصاد وتهيئة المناخ المناسب‬ ‫‪-‬‬
‫لجذب اإلستثمار‪.‬‬
‫ضبط األسواق من خالل تنظيم حقوق الملكية وحماية المستهلك‪ ،‬وقوانين الصحة‬ ‫‪-‬‬
‫والسالمة وإ نفاذ العقود‪.‬‬
‫توزيع اإلقتصاد عن طريق فرض الضرائب على الشركات واألفراد إلستخدام‬ ‫‪-‬‬
‫الحصيلة الضريبية فى عمل مشاريع تفيد المواطنين‪ ،‬والعمل على مساعدة األفراد‬
‫األكثر احتياجا فى المجتمع‪.‬‬
‫توفير الخدمات العامة التي ال يستطيع القطاع الخاص فى معظم الدول توفيرها مثل‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫مرافق الماء والكهرباء واألمن والطرق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين الدولة والحكومة‬

‫‪ -1‬الحكومة ليست إال جزءا من الدولة‪ ،‬حيث أن مفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة‪،‬‬
‫حيث أن الدولة كيان شامل يتضمن جميع مؤسسات المجال العام وكل أعضاء المجتمع‬
‫بوصفهم مواطنين‪.‬‬

‫‪ -2‬الحكومة هي عقل الدولة والوسيلة أو اآللية التي تؤدي من خاللها الدولة سلطتها‪.‬‬

‫‪ -3‬الدولة كيان أكثر ديمومة مقارنة بالحكومة المؤقتة بطبيعتها‪،‬حيث يفترض أن تتعاقب‬
‫الحكومات‪ ،‬وقد يتعرض نظام الحكم للتغيير أو التعديل‪ ،‬مع استمرار النظام األوسع‬
‫واألكثر استقراراً ودوماً الذي تمثله الدولة‪.‬‬

‫‪ -4‬كلمة الدولة (نظريا على األقل) تعبر عن الصالح العام أو الخير المشترك‪ ،‬بينما‬
‫تعكس الحكومة تفضيالت حزبية وأيديولوجية معينة ترتبط بشاغلي مناصب السلطة في‬
‫‪2‬‬
‫وقت معين‪.‬‬

‫‪ -‬حمود إسماعيل‪ :‬المدخل إلى العلوم السياسية‪ ،‬ص‪.77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سلیمان محمد الطماوي ‪ -‬النظم السیاسیة و القانون االداري –دراسة مقارنة ‪ -‬مطبعة جامعة عین شمس ‪ ، 1988 -‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.103‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الحكومات‬
‫المطلب األول‪ :‬الحكومات الملكية والجمهورية'‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة الملكيــــة‬
‫هي الحكومة التي يمارس فيها الملك السلطة عن طريق الوراثة لمدة غير محددة وقد‬
‫يطلق عليه اسم آخر غير الملك مثل ‪ :‬األمير ‪ ,‬السلطان ‪,‬اإلمبراطور‪ B‬أو القيصرية ‪:‬‬
‫والمتفق عليه أن الملك غير مسؤول نظرا لكونه ذاته مصونا من الخطأ وعليه فانه غير‬
‫مسؤول جنائيا سواء فيها يتعلق بجريمة الخيانة التي يرتكبها أثناء أو بمناسبة أداء وظيفته‬
‫‪1‬‬
‫كذلك انه غير مسؤول سياسيا عن التصرفات التي يجريها فهي تترتب عن الوزارة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة الجمهوريــة ‪:‬‬
‫ويتولى فيها السلطة شخص منتخب من قبل الشعب لمدة زمانية معينة وهو الرئيس األعلى‬
‫للسلطة التنفيذية وهذا االنتخاب يتم بعدة طرق قد ينتخبه البرلمان ويكون بالتالي مسؤوال‬
‫أمامه أو عن طريق الشعب بطريقة مباشرة فيستمد بالتالي سلطته من الشعب مما يجعلها‬
‫‪2‬‬
‫واسعة جدا و قد اخذ الشكل الجمهوري للحكومات من االنتشار‬
‫وسعت إليه أغلبية الدول في وقتنا الحاضر لما جارته من المبادئ الديمقراطية وقد ينتخب‬
‫الرئيس عن طريق الشعب والبرلمان معا أي بواسطة هيئة تتألف من أعضاء البرلمان‬
‫وعدد آخر من المندوبين المنتخبين من الشعب يتساوى وعدد أعضاء البرلمان وهذا‬
‫األسلوب وقد اخذ به الدستور اإلسباني ‪ 1931‬حيث نصت المادة ‪ 68‬عنه‪.‬‬
‫نقــد‪ :1‬يعيد على انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة مباشر أي أن الشعب قد يتأثر‬
‫بالدعايات االنتخابية فال يتوقف في اختيار الرئيس األعلى ‪.‬‬
‫نقـد‪ :2‬انتخاب رئيس الجمهورية بواسطة البرلمان يضعف السلطة التنفيذية في مواجهة‬
‫السلطة التشريعية كذلك انتخابه بواسطة البرلمان يجعله ربيب المجلسين وهذا هو علة ما‬
‫ظهر من أزمات سياسة مثال حقه في فرنسا الجمهورية ‪.4‬‬
‫‪ -‬بطرس بطرس غالى‪ ،‬محمود خيرى عيسى‪ :‬المدخل فى علم السياسة‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حمود إسماعيل‪ :‬المدخل إلى العلوم السياسية‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫‪2‬‬


‫ومن هنا يمكن أن نفرق بين النظامين الملكية وراثية الجمهورية حكم الرئيس لمدة زمنية‬
‫معينة ‪.‬‬
‫*الملوك حقوقا تسمى بامتيازات تختلف عن حقوق األفراد في حين أن الرؤساء ال‬
‫يتمتعون بتلك االمتيازات‬
‫*دساتير المملكة تبين كيفية نظام توازن العرش والوصاية عن الملك القاصر دساتير‬
‫النظام الجمهوري ال تنص على ذلك‪.‬‬
‫إذا كان الملك غير مسؤول فان الرئيس مسؤول جنائيا عن الجرائم التي يرتكبها الملك‬
‫مستقال عن تأثير األحزاب السياسية أما الرئيس فكثيرا ما يستند عليها للوصول‪ B‬إلى‬
‫‪1‬‬
‫السلطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحكومات االستبدادية' والقانونية'‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة االستبدادية'‬
‫هي الحكومة التي ال يخضع فيها الحاكم أو الحكام للقانون فال يخضع سلطانه ألي قيد‬
‫ويكون الرادته قوة القانون أو هي القانون الذي يجب أن يلتزم غيره دون أن يتقيد هو به‬
‫وعلى هذا النحو يكون الحاكم في الدولة االستبدادية مطلق التصرف وغير مقيد بأي قيد‬
‫وال من حيث الوسيلة وال من حيث الغاية فهو يعمل كل ما يحلو له ولو كان فيه إساءة إلى‬
‫‪2‬‬
‫الجماعة التي يتولى أمرها وقد كان هذا الشلل هو السائد في فرنسا وحتى قيام الثورة ‪.‬‬
‫وفي هذا النوع من الحكومات من البديهي أن يظل حقوق األفراد وحرياتهم سحابة سوداء‬
‫فالحاكم يستطيع أن يتخذ ما يلزم من األوامر و اإلجراءات دون حسيب أو رقيب ما دام‬
‫غير ملتزم بالقانون والمعروف أن التزام الحكام قبل المحكومين بالقانون شرط أساسي‬
‫لضمان احترام حقوق األفراد وحرياتهم وقد دعي إلى هذا الشكل من الحكومات الفيلسوف‬
‫تومالي االكوبني إلى هذا النظام يطلق يد الملوك ويتيح لهم العمل بما يوجب به عقولهم‬

‫‪ -‬بطرس بطرس غالى‪ ،‬محمود خيرى عيسى‪ :‬المدخل فى علم السياسة‪ ،‬ص‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سلیمان محمد الطماوي ‪ -‬النظم السیاسیة و القانون االداري –دراسة مقارنة ‪ ،‬ص‪.110‬‬ ‫‪2‬‬
‫دون أدنى التزام بالقانون و الحقيقة أن نظام الحكومة االستبدادي يضم نوع من أنواع‬
‫الظلم ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة القانونيــة‬
‫هيب حكومة يخضع الحاكم أو الحكام إلى القوانين الموضوعية مادامت هذه القوانين‬
‫المعمول بها وقائمة غير أن خضوع الحكام للقوانين ال يمنع من حق إلغائها أو تحديد لها‬
‫ولكنها تظل ملزمة وواجبة االحترام وينقسم إلى نوعين‪.‬‬
‫ا‪-‬حكومة قانونية مطلقـة ‪:‬‬
‫وهي التي تتجمع فيها السلطة في يد شخص واحد هو الحاكم ملكا مثال وفقا لقوانين الدولة‬
‫التي يقررها ويتولى تنفيذها بواسطة الموضفين وهذا ما يميز هذا الشكل من الحكم عن‬
‫الحكومة االستبدادية التي ينتفي فيها اإللزام بالقوانين‪.‬‬
‫ب حكومة قانونية مقيـدة ‪:‬‬
‫وهي الحكومة التي تتوزع فيها السلطات بين هيئات مختلفة تتولى كل منها رقابة األخرى‬
‫في ممارسة أعمالها بحيث ال يجوز ألي سلطة أن تتعدى على اختصاصات غيرها وإ ال‬
‫عد عملها غير دستوري يؤدي إلى إلغاء ذلك التصرف واعتباره كان لم يكن لمخالفته‬
‫الحكام الدستور المنظم لسلطات الحكم في الدولة مثل الحكومة القانونية المقيدة تلك‬
‫األنظمة القائمة على مبدا الفصل بين السلطات أو األنظمة الملكية الدستوري ــة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكومة فردية وحكومة األقلية وحكومة الشعب‬
‫الفرع األول‪ :‬الحكومة الفردية‪:‬‬
‫هى الحكومة التى تكون السيادة لفرد واحد‪ ،‬حيث تتركز السلطة كلها فى يد فرد يعتبر‬
‫سلطته مستمدة من اهلل أو فى ذاته‪ ،‬تظهر الحكومة الفردية فى صور ثالث‪-:‬‬
‫‪ -‬الملكية المطلقة‪ ،‬الحكم الديكتاتوري‪ ،‬الحكم االستبدادى‪.‬‬
‫‪ /1‬الملكية المطلقة‬
‫وقد تحدثنا عن النظام الملكى وقلنا بأنه هو الذى يتولى فيه رئيس الدولة منصبه عن‬
‫طريق الوراثة وقد يطلق عليه اسم ملك أو امير‪ .‬كما ال ينفى هذه الصفة الفردية خضوع‬
‫الملكية المطلقة للقوانين‪ ،‬طالما ان الملك هو الذي يهيمن على صنع القرار (القانون)‬
‫وتعديله وإ لغائه‪.‬‬
‫‪ /2‬الحكم الديكتاتوري‪:‬‬
‫األساس فيه هو انفراد شخص بالسلطة ولكنه ال يتولى الحكم بالوراثة بل يصل إليه‬
‫بكفاءته الشخصية وقوته أو قوة أنصاره‪.‬‬
‫ويتميز هذا النظام بأنه يقدم مصلحة المجموعة على المصلحة الفردية‪ ،‬كما أنه يلغى‬
‫الحرية الفردية‪ ،‬ويمعن فى مراقبة األفراد فى تصرفاتهم‪ ،‬وفيه تنعدم الرقابة السياسية‬
‫والمسؤولية وتضعف الرقابة القضائية‪ ،‬ونظراً العتماد النظام الديكتاتورية مع قوة‬
‫وشخصية الحاكم ومساندة أعوانه‪ ،‬فإنه يكون عادة مرتبطاً بشخص اى انه نظام مؤقت‬
‫يزول بزواله‪.‬‬
‫ومما تقدم يتضح أن الدكتاتورية ليست صورة واحدة‪ ،‬بل عدة صور مختلفة ومتباينة‪ ،‬وإ ن‬
‫‪1‬‬
‫كان يجمعها خصائص تقليدية منها‪-:‬‬
‫أ‪ .‬كبت الحريات الفردية ومنع المعارضة والرأي اآلخر كليا‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقضي على روح اإلستقالل الذاتي المسمى بالالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ /3‬الحكومة االستبدادية‪:‬‬
‫فهى كما أوضحنا ايضاً فهى التى ال تخضع فى مباشرة سلطتها للقوانين او ألية أنظمة‬
‫ثابتة‪ ،‬ويستخدم صاحب السيادة فى الدولة (الحاكم) سلطته حسبما يتراءى له‪ ،‬ووفق‬
‫مشيئته‪ ،‬وغير مقيد باى قيد ال من حيث الوسيلة وال من حيث الغاية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة االرستقراطية' (حكومة األقلية)‬
‫هى الحكومة التى يتركز فيها السلطات فى يد فئة قليلة من األفراد أو بعض العائالت أو‬
‫طبقة من الطبقات‪ ،‬ويطلق عليها أرستقراطية أو أوليغارشية‪.‬‬
‫وحكم األقلية يعد حلقة االنتقال من الحكم الفردي إلى الحكم الديموقراطى أو بمعنى آخر‬
‫حكومة األقلية هى النظام الذى يعقب الحكم الفردى ويثبت الحكم الديمقراطي‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الغنى بسيونى‪ :‬النظم السياسية (اإلسكندرية‪ :‬منشاة المعارف ‪ ،  1991‬ص‪.86‬‬ ‫‪1‬‬
‫وهذا النظام كما اسلفنا تتركز السلطة فى يد فئة قليلة من األفراد تكون من عناصر‬
‫متميزة‪ .‬وقد أكد الدكتور سيد عليوة وآخرون فى كتابهما مقدمة فى علم السياسة‪.‬‬
‫بأنها ترجع هذه الفئة التى تتكون من عناصر متميزة ألسباب تتعلق بالعرق او الدين أو‬
‫‪1‬‬
‫الحكمة او العلم او القوة العسكرية او الثروة… إلخ‪.‬‬
‫ونستطيع' ان نميز بين ثالثة أنماط من هذه الحكومة‪ : ‬‬
‫الحكومة األرستقراطية (النخبة)‪ ،‬الحكومة األوليجاركية‪ ،‬الحكومة الشمولية‪.‬‬
‫‪ /1‬الحكومة االرستقراطية (النخبة)‪:‬‬
‫معناها حكومة أفضل الناس‪ ،‬وقصد بها أرسطو نوعاً من الحكومات الفاضلة يقابلها من‬
‫الحكومات الفاسدة النظام االوليجاركى‪.‬‬
‫يعرف النظام األرستقراطي بأنه حكم الطبقة العليا من الشعب الذي يعتبر اآلن شئ‬
‫تاريخي‪ .‬ومع ذلك فال زالت بعض الحكومات الحديثة تحتفظ بشئ من هذا النظام بهدف‬
‫تمثيل الطبقة األرستقراطية سواء كانت أرستقراطية المولد كما هو الحال فى إنجلترا‪ ،‬او‬
‫أرستقراطية العلم والمعرفة كما هو الحال فى فرنسا‪.‬‬
‫ويمكن ان نزعم ان نظريته حكم النخبة هى التى حلت حديثاً محل حكم األرستقراطية‬
‫وترجع جذورها إلى أفالطون ثم أرسطو وهى تقوم على تمييز الحكام عن المحكومين‬
‫وتوجد النخبة فى كل المجاالت‪-:‬‬
‫‪ /2‬الحكومة االوليجاركية‪:‬‬
‫هى النمط الفاسد للحكومة األرستقراطية‪ ،‬عند أرسطو وتنشاً حينما تتحول القلة الفاضلة‬
‫إلى حكم القلة التى تبحث عن صالحها الخاص فى االستزادة من الثروة‪ ،‬وهذا النمط من‬
‫الحكومة ال يقبله العصر الحديث الذى يرفض أن تكون الثروة أساس احتكار الحكم‬
‫بواسطة قلة قليلة من األفراد‪.‬‬
‫‪ /3‬الحكومة الشمولية‬
‫هناك بعض الخصائص التي تحدد طبيعة‪ ‬الحكم الشمولي‪ ‬ومقدمة من أبرز مقومات الحكم‬
‫الشمولي وهى‪:‬‬

‫‪ -‬سلیمان محمد الطماوي ‪ -‬النظم السیاسیة و القانون االداري –دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫‪1‬‬
‫تركيز السلطة الذى يتمثل فى غياب مبدأ الفصل بين السلطات وشدة تركيز السلطة‬ ‫‪-‬‬
‫من القمة إلى القاعدة والطاعة من القاعدة إلى القمة ومن ثم تختفي المعارضة‬
‫الوطنية‪ ‬‬
‫التمثيل الشعبى الذى يتجسد فى االنتخابات النيابية والنقابية ويستخدم كوسيلة لتعبئة‬ ‫‪-‬‬
‫الجماهير لتأييد النظام الحاكم‪.‬‬
‫احتكار وسائل االتصال الجماهيرى التى تتمثل فى األدوات كاإلذاعة والصحافة‬ ‫‪-‬‬
‫ودور السينما التى تشرف عليها الدولة أو تتملكها بغرض السيطرة على الرأي‬
‫العام ولعل هذه السمة هى التى تميز بها الحكم الشمولى الحديث عن الحكم‬
‫‪1‬‬
‫الديكتاتوري او االستبدادي القديم‪.‬‬
‫فرض نظام شامل من اإلرهاب الذى يتمثل فى البوليس السرى والمليشيات الحزبية‬ ‫‪-‬‬
‫لقمع المعارضة والسيطرة على المنظمات العمالية والتعليمية والثقافية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الحكومة الديموقراطية' (حكومة الشعب)‬
‫تعني كلمة الديموقراطية أن الشعب مصدر السلطات‪ ،‬وتكون الحكومة معبرة عن‬
‫األغلبية الشعبية ومستندة إليها‪ ،‬وليس إلى فرد واحد أو عدد محدود من األفراد يشكلون‬
‫حكومة أقلية‪.‬‬
‫وتعنى الديموقراطية فى أصلها اللغوى حكم الشعب فهذه الكلمة ترجع إلى أصل‬
‫يونانى مكون من مقطعين ‪ Demos‬بمعنى الشعب‪ ،‬واآلخر ‪ Krates‬اى حكومة أو‬
‫سلطة‪ ،‬وهذا يعنى ان الديمقراطية فى معناها اللغوى تدل على ان الشعب هو صاحب‬
‫السلطة‪.‬‬
‫وقد كانت الديموقراطية منذ الماضي البعيد‪ ،‬امل ينشده المفكرون السياسيون الذين‬
‫تصدوا بأفكارهم ونظرياتهم للتنديد بالحكم المطلق ومناهضة استبداد الملوك‪ ،‬كما انها‬
‫كانت هدفاً من أسمى األهداف التى ناضلت من اجل تحقيقها الشعوب المختلفة عبر‬
‫التاريخ‪ ،‬ومازالت تمثل فى الوقت الحاضر مطلباً تتمسك فيه وتحرص عليه جميع‬
‫الشعوب‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الغنى بسيونى‪ :‬النظم السياسية‪ ،‬ص‪.93‬‬ ‫‪1‬‬


‫وتمثل الحكومة الديمقراطية النموذج المثالي لحكم الشعب لنفسه‪ ،‬سواء بطريق‬
‫مباشر أو شبه مباشر‪ ،‬أو بواسطة نوابه الذين يختارهم باالقتراع العام الحر ليتولون‬
‫‪2‬‬
‫السلطة بالنيابة عنه‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تعتبر الحكومة ( ‪ )Government‬من أقدم المؤسسات السياسية في العالم‪ ،‬فمنذ قدم‬
‫العصور كانت المجتمعات بحاجة إلى حكام ومنفذين إلدارة المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬وتعرف‬
‫الحكومة على أنها شكل من أشكال ممارسة السلطة في المجتمعات‪ .‬ومن الممكن أن نقول‬
‫أن هناك حكومة ألي مجموعة سواء كانت رسمية أو غير رسمية‪ ،‬كالعائلة والنادي‬
‫والنشاط التجاري واتحاد العمل‪ ،‬إال أننا نطلق كلمة حكومة عادة على الحكومة العامة‪،‬‬
‫كحكومة أمة أو دولة أو والية أو محافظة أو مدينة أو قرية‪ ،‬وبالتالي الحكومة هي الهيئة‬

‫‪ -‬عبد الغنى بسيونى‪ :‬النظم السياسية‪ ،‬ص‪.94‬‬ ‫‪2‬‬


‫التي تمتلك الشرعية لفرض الترتيبات واألحكام والقوانين‪ B‬الالزمة للحفاظ على االمن‬
‫واالستقرار في المجتمع و تنظيم حياة األفراد المشتركة‪.‬‬
‫والحكومة ال تستطيع خدمة جميع األهداف في آن واحد‪ .‬فتحقيق المساواة‬
‫يتضارب مع مصالح بعض أفراد المجتمع‪ .‬والحكومة الناجحة هي التي تستطيع الموازنة‬
‫والتوفيق بين الغايات المعلنة‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإن الحكومة الدستورية ترجع لمبادئ متفق عليها مع‬
‫أفراد المجتمع لكي تحظى بالطاعة من خالل "حكم القانون"‪ .‬والقانون ال بد أن يكون‬
‫عادال‪ ،‬بمعنى أن إصداره كان من أجل غاية عادلة ومقبولة‪ ،‬وأن تطبيقه يشمل جميع‬
‫األفراد دون استثناء‪..‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫محمود إسماعيل‪ :‬المدخل إلى العلوم السياسية‪ ،‬مطبعة العشرى‪ ،‬القاهرة ‪.2006‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطرس بطرس غالى‪ ،‬محمود خيرى عيسى‪ :‬المدخل فى علم السياسة (القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫وهدان للطباعة والنشر‪.1997 ،‬‬
‫عبد الغنى بسيونى‪ :‬النظم السياسية (اإلسكندرية‪ :‬منشاة المعارف ‪.  1991‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلیمان محمد الطماوي ‪ -‬النظم السیاسیة و القانون االداري –دراسة مقارنة ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة جامعة عین شمس ‪- 1988 -‬‬

You might also like