Professional Documents
Culture Documents
مادة علم النفس الاجتماعي كاملة الفصل الثاني 1
مادة علم النفس الاجتماعي كاملة الفصل الثاني 1
علم االجتماع
الفصل
الثاني
أهداف الوحدة :
ظهر هذا الفرع من فروع علم النفس نتيجة االهتمام المتزايد لفهم السلوك االنساني بكافة اشكاله وانواعه،
وعلى هذا االساس يعتبر البعض أن ظهور علم النفس االجتماعي كان متأخرا نسبيا عن الفروع االخرى.
حاول علم النفس االجتماعي تقديم أجوبة وتفسيرات عن كيفية تفاعل االنسان وتأثيره وتأثره بمحيطه اذ اهتم
بدراسة الكيفية التي تتأثر بها سلوكات وانفعاالت وأفكار الفرد اثناء التفاعل مع االخرين ويمكن القول ان
االهتمام بمشكلة التفاعل االجتماعي ليست حديثة العهد فالنظريات حول السلوك االجتماعي مستمدة الى حد
كبير من النظريات القديمة للعالقات االجتماعية ذات الطابع الفلسفي.
ان اعمال المفكرين القدامى {افالطون ،ارسطو ،ابن سينا }.....وضعت حجر االساس لعلم النفس
االجتماعي,قد تطور هذا الميدان واستمر بفضل السيكولوجيين واألنتربولوجيين الذين كرسوا حياتهم المهنية
للدراسة المنظمة للسلوك االجتماعي .اذ كثرت فيه البحوث والتطبيقات العملية واصبح محط اهتمام كل من
يقتضي عمله التفاعل مع األفراد.
ويمكن القول انه بالرغم من النظريات المتعددة ومناهج البحث التي رافقتها للتنبؤ بالسلوك اإلنساني اال انها
غير فعالة لوحدها في حصر وتفسير السلوك او التنبؤ به ويجب تناولها بحذر واعتمادها بطريقة تكاملية لفهم
اشمل واعمق للتأثيرات االجتماعية على السلوك والتفاعل بين االفراد والجماعات وبمعنى اخر ,فهم و
توضيح ماهي االفكار والمشاعر والسلوكيات لألفراد التي تتأثر بالوجود الفعلي أو الضمني لالخرين.
يرجع تعدد مناهج البحث والنظريات في هذا المجال لتعدد الظواهر والقضايا االجتماعية الجديرة بالدراسة.
كانت البدايات األولى لنشأة علم النفس االجتماعي ذات طابع فلسفي على يد افالطون وأرسطو قبل ان يتحول
إلى علم تجريبي .إذ كان جوهر المباحث الفلسفية في علم النفس االجتماعي هو الطبيعة البشرية .وقد حدد
أفالطون المبادئ التي من خاللها نستطيع ان نصنع المدينة الفاضلة فنجد انه اكد على اهمية البيئة االجتماعية
وتأثيرها في سلوك الفرد وان بمقدور المجتمع توجيه السلوك الفردي في اي اتجاه حسب المعايير والقوانين
االجتماعية.
بدأ علم النفس االجتماعي يتطور خالل الحرب العالمية األولى من خالل األحداث التي واكبت هذه الفترة
كظهور النازية والشيوعية والتعصب العنصري وببدء الحرب العالمية الثانية وما تالها من احداث ظهرت
كل فروع العلوم االجتماعية .وقد واجه علم النفس االجتماعي في هذه الفترة تحديات لتفسير سلوك الفرد
والحفاظ على قيمته وحريته وحقوقه تحت ظروف تصاعد الضغوط االجتماعية والنظم العسكرية ،وتبعا
لهذا التحدي ظهرت العديد من التفسيرات التي اضافت الكثير لفهمنا حول العديد من الظواهر كالقيادة ,الرأي
العام ,الدعايات ,الشائعات ،صراع القيم ,التواصل الغير اللفظي والتعصب ....الخ
اسهم المفكرون العرب ايضا في تطور علم النفس االجتماعي اذ تركزت جهودهم على تفسير السلوك و
على الجماعة وتكوينها وتماسكها وتحدثوا عن القيادة واسسها وعن التنشئة االجتماعية.
الفارابي :تمحورت اسهامات الفارابي في علم النفس االجتماعي حول القيادة والسلوك االجتماعي ،اذ نجد
انه يتفق مع أرسطو في فكرة وجود اساس نفسي فطري للحياة االجتماعية .يقول الفارابي "كل واحد من بني
البشر مفطور على أن يحتاج في قومه وفي أن يبلغ في كماالته الى اشياء كثيرة ال يمكن ان يقوم بها كلها
وحده ،بل يحتاج الى قوم يقوم كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه".
اذ اهتم بموضوع القيادة محددا سمات القائد (سالمة الجسم ،الفهم ،الذكاء ،وأن يكون معتدال في طلبه
للملذات) ,واكد ان اللغة هي اساس الفروق الفردية وان مكانة الفرد تعتمد على مدى حظه من القوة الناطقة
(اللغة) التي نعتبرها اليوم وسيلة االتصال والتفاعل االجتماعي.
ابن سينا :اكد على كون السلوك االجتماعي اساس للمرض النفسي ،أي أن االضطراب النفسي له عالقة
بتفاعل الفرد مع الجماعة.
-1سيكولوجية الحشد :قدم "كوسطاف لوبون" ’ ‘Gustave le Bonدراسته ونظريته في علم النفس
اإلجتماعي الوصفي عام 1895عن سيكولوجية الحشد اذ أكد على أن سلوك الحشد يتميز بخصائص
منها سرعة التصديق واالندفاع في التفكير الذي يخلو من التمييز بين المساوئ والمزايا والتعصب والرغبة
في السيطرة و التأثير السريع بين االفراد وانتشار االشاعات .ضمن الحشد يفقد الفرد قدرته على التحليل
والتفكير المنطقي ويستبدل عقله بعقل الجماعة.
~2تجربة : Norman Tripletقام "نورمان تريبليت" Norman Triplettسنة 1897بأول تجربة
في علم النفس االجتماعي بعد أن الحظ ان أداء راكبي الدراجات يزداد ضمن الجماعة اكثر مما لو كانوا
منفردين و هذا ما سماه "التهيئة االجتماعية" .اذ أن أداء الفرد يتأثر بوجوده ضمن الجماعة (بحضور
االخرين).
تعد سنة 1908سنة فاصلة في تاريخ علم النفس االجتماعي ,اذ ظهر فيها كتاب عالم النفس األمريكي "وليام
ماكدوجال" (مقدمة في علم النفس االجتماعي) وبظهور هذا الكتاب بدأت مشكلة الدوافع تأخذ طريقها الى
مباحث علم النفس االجتماعي وتطورت بعد ذلك من غرائز "ماكدوجال" الى االتجاهات النفسية التي
أصبحت من أهم موضوعات علم النفس الحديث.
-3االمتثال االجتماعي
كيف نتأثر بمعايير وقيم الجماعة عن طريق التنشئة االجتماعية؟ الجماعة تضغط على األفراد ليتبنوا ثقافة
وعادات المجتمع .وبالتالي تصبح جزءا ً من شخصيتهم وهنا ينصاع الفرد للجماعة سوا ًء أكانت هذه الجماعة
ذات وجود فعلي او بعد أن يصبح وجودها ادراكي بالنسبة للفرد .يعني الطفل عندما يكون صغيرا ً نجد
انه يخضع لضغوطات من االسرة والمدرسة ,الكل يضغط عليه من اجل تشكيل شخصيته بطريق ٍة تتوافق
قيم وعادات .المجتمع يفرض على األفراد ان يكونوا متشابهين و يسعى
مع ما هو موجود في المجتمع من ٍ
لتشكيل سلوكهم بطريق ٍة مقبولة اجتماعياً .لكن هناك من الطقوس الغير عقالنية ,الخرافية التي يقوم بها
الفرد ألن لديه نزعة ليكون مقبوالً من طرف االخرين .أكدت التجارب على تأثر الفرد برأي االغلبية
(تجربة "سولومون آش) بالرغم من توفره على قدرات عقلية ورأي مستقل .اذا ما هي العوامل وراء هذا
التأثير ؟ ولماذا ينجذب الفرد دائما ً للجماعة ؟
هذا ما وضحته تجربة مشهورة جدا ً وهي تجربة " آش سولمون" " Solomon Aschللخطوط المستقيمة,
شملت التجربة مجموعة من االفراد .واح ٌد منهم فقط ال يعلم بهدف التجربة .وباقي االفراد يعلمون الهدف
من التجربة باتفاق مع الباحث " آش " .وضع الباحث خطوطا مستقيمة ذات أطوال مختلفة والمطلوب من
االفراد المتضامنين مع الباحث الضغط على الفرد الساذج (يعني الذي ال يعلم مغزى التجربة) الختيار
اطوال معينة عند السؤال عن أي الخطوط متساوية في الطول فالحظ ان الفرد عندما يكون لوحده يختار
الخطوط المتساوية بشك ٍل صحيح وعندما يكون وسط جماعة وتحت ضغطٍ فان %80من االفراد يغيرون
آراءهم باتجاه آراء اآلخرين .مما يؤكد على أن الجماعة ال تؤثر فقط على سلوكنا بل على ادراكنا وهذا ما
قاله االفراد بعد التجربة اي أن ادراك الفرد اختل وظن أن الجماعة على حق .ان سلوك الفرد تأثر وفقا ً
لما يرتأيه االخرون.
تتفاوت درجة االمتثال من فر ٍد ألخر واثبتت الدراسات أن كلما كان الموقف غامضا ً كلما زاد االمتثال
واالنطباع للمجتمع.
كما ان جاذبية الجماعة وحجمها تزيد من اإلنصياع ,هناك أيضا مجموعة من الدراسات التي تتؤكد على
أن االناث اكثر انصياعا من الذكور بحكم طبيعة التربية المبنية على الخضوع اكثر.
هي نظرية في علم النفس االجتماعي ,طورها "فريتز هايدر '"Fridz Heider
تقوم على دافعية اإلنجاز ,أي أن الفرد يعزو وينسب نجاحه او فشله الى
أسباب داخلية أو خارجية:
قد يعزو النجاح أو الفشل الى القدرات والجهد أي انه خاضع لمسؤوليته
الشخصية ,كما يمكن ان يعزو ذلك الى أسباب خارجية ليس مسؤوال عنها
كصعوبة المهمة الواجب القيام بها و الظروف الخارجية وضعف العالقات.
التنافر بين السلوك والمعتقد يسبب القلق ,التوتر و عدم الشعور بالراحة وبالتالي عندما يتعرض االنسان
لمواقف تتنافى مع أفكاره ومعتقداته فانه يلجا الى تغيير معتقداته لتتالءم مع سلوكه .اذ نسعى ال شعوريا
للموازنة بين السلوك والمعتقد.
تعريف علم النفس االجتماعي
ان القيام بتعريف أي مجال ليس باألمر الهين نظرا لضرورة احتواء التعريف على كل جوانب المجال المراد
تعريفه ومحتوياته .تعريف علم النفس االجتماعي صعب نظرا لكون الموضوعات التي يتناولها بالدراسة
تعرف نموا دائما وتنوعا من الصعب حصره في تعريف شامل وعلى العموم فان المعنى العام للتعاريف
يؤكد على أن الهدف االساسي منها هو فهم مدى تأثر الفرد باألشخاص المحيطين بهم.
تعريف كلينبرج "" : "klinbergدراسة الفرد في موقف الجماعة ،او هو بصورة دقيقة الدراسة العلمية
لسلوك الفرد من حيث هو فرد في صلته مع االخرين "
تعريف كمبال ينج" ": "kambla youngدراسة االفراد في صلتهم البينية(التفاعل) المتبادلة ،دراسة تهتم
بما تحدثه هذه الصالت البينية من اثار على افكار الفرد ومشاعره وانفعاالته وعاداته وحسب ""young
هذه الصالت البينية تشمل ثالث فئات هي :
البورت" "Allportاشار الى ان الشخص االخر قد يكون متخيال اكثر من كونه حقيقة واقعية اذ يقول "ينظر
المختصون في علم النفس االجتماعي لهذا العلم على انه محاولة فهم وتوضيح كيف ان تفكير وشعور وسلوك
االفراد يكون متأثرا بالوجود الضمني او الواقعي او المتخيل لالخرين".
علم النفس االجتماعي يهتم بدراسة سلوك الفرد وخبرته والمجال الذي يتم فيه هذا السلوك دراسة علمية
تفاعلية.
نقصد بسلوك الفرد وخبرته (كافة العمليات النفسية من تذكر وادراك وتفكير واتجاهات وميول وذكاء).
نقصد بالمجال (الثقافة والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد ويتشكل سلوكه فيه اي يتأثر به ويؤثر فيه .كما نعني
بالمجال ايضا :الثقافات الفرعية الموجودة في المجتمع كالريف وسكان الجبال.....
لعلم النفس االجتماعي اهمية عملية في كثير من مجاالت الحياة :االقتصاد ،السياسة ،التربية والتعليم......الخ
يهتم علم النفس االجتماعي بعلم االقتصاد والتجارة اذ يدرس سيكولوجية المستهلك وسيكولوجية االعالن
،دافع الشراء لدى المستهلك وقد لقي هذا المجال اهتماما بالغا من طرف علماء النفس االجتماعي ،كما قاموا
بدراسة األلوان وعالقة االعالن بعمليات الشراء وكذا المهارات الواجب توفرها في البائع و تم القاء الضوء
على وسائل العرض والطلب وتسويق السلع (.)Marketing
يهتم علم النفس االجتماعي كذلك بالمجال السياسي فقد ركز العلماء في هذا المجال على كل من نواحي
التفاعل ,التباعد والتقارب بين الشعوب وما تعرفه من صراعات وتوترات وكذا الوئام والتوافق شانها شأن
الجماعات وما يحدث بداخلها .كما اهتم علم النفس االجتماعي بدراسة الطابع القومي اي الخصائص التي
تميز شعبا من الشعوب عن باقي الشعوب االخرى ،اضافة الى دراسة الشخصية القيادية (سيكولوجية القيادة
) ويهتم علم النفس االجتماعي ايضا بدراسة العوامل النفسية االجتماعية التي تؤدي الى تغيير السلوك في
الحرب النفسية مثل الشائعات والدعايات ,اهتم أيضا بدراسة الراي العام والسلوك في حالة االزمات
والطوارئ.
من بين النظريات اكثر اهمية في علم النفس االجتماعي المعاصر نجد السلوكية ,االدراكية ونظرية
القواعد و االدوار
النظرية السلوكية :منذ العام 1920الى 1950هيمنت السلوكية على علم النفس االجتماعي ،وهذه النظرية
تقوم على االفتراض القائل ان السلوك البشري محكوم اساسا بأحداث خارجية .ايفان بافلوف رائد المدرسة
السلوكية في علم النفس هو الذي ارسى قواعد هذه المدرسة بتجاربه المشهورة عن االنعكاس الشرطي في
السلوك اثناء تجاربه على الكالب .لقد اكد بافلوف في كتابه " Réflexes conditionnels "Lesفي
عام ، 1927انه اذا استطاع التالعب بالحوافز بطريقة منظمة فإن الكالب يمكن ان تتعلم انماط جديدة من
االستجابات .في نفس الوقت كان العالم السلوكي "واطسون" يجري تجاربه على التعلم ،حيث أكد في نتائجه
على أن استخدام الثواب والعقاب بطريقة مالئمة من شأنها أن تشكل سلوك االطفال بالشكل الذي يريده
المجتمع .بينما ركز البورت ’‘ Allportعلى تأثيرات البيئة في السلوك وكان متفائال جدا في االعتقاد
بإمكانية اكتشاف قانون (البيئة _السلوك ) وهو قانون مبني على تحديد الظروف الطبيعية واالجتماعية التي
تؤثر على السلوك.
ان المنظرين الذين يعتقدون ان السلوك البشري يمكن ان ينتج كليا عن طريق البيئة يطلق عليهم السلوكيون
المتطرفون .ان أحد أهم السلوكيين المتطرفين هو "سكنر "skinnerالذي يعتقد ان السلوك يمكن ان يخلق
،يبقى او يزول كنتيجة للثواب والعقاب الذي تفرضه البيئة االجتماعية .هناك العديد من علماء النفس ال
يوافقون على التأثير الشامل للبيئة وانما يرون ان االفكار والدوافع والمشاعر لها اثر كبير بجانب البيئة
وهؤالء يطلق عليهم السلوكيون الجدد .وهم يعتقدون ايضا ان البيئة تؤثر على السلوك ولكن ليس بشكل
مباشر ،فالثواب والعقاب يؤثر على االتجاهات والمشاعر الداخلية لإلنسان ،وهذه االتجاهات تؤثر على افعال
الفرد.
النظرية االدراكية : La théorie cognitiveعدد كبير من الباحثين في علم النفس رفضوا التركيز
على البيئة كمقرر للسلوك.
وكما اتبع السلوكيون اثار بافلوف ،اتبع االدراكيون اثار مدرسة "الجشطلت ‘Gestaltوكان ابرز روادها
كوهلر ( )kohler 1947وكوفكا( )kofKa 1935الذين شددا على ان العمليات الداخلية تحدد العالم
الخارجي .
لقد كان لعمل كورت ليوين ( )Kurt Lewin, 1947-1890تأثير هام في تطوير توجهات النظرية
االدراكية في علم النفس االجتماعي ،بل كثيرين يعتبرون "ليوين" االب الروحي لعلم النفس االجتماعي
الحديث والذي اسس مركز البحث المتخصص بديناميات الجماعة في مؤسسة ‘ماساشوست
’Massachusetts-للتكنولوجيا ،اذ ان مهارته النظرية مع اهتمامه العميق بحل المشكالت االجتماعية
عمقت تأثيره على تطور علم النفس االجتماعي ومعظم تالميذه أصبحوا رواد هذا العلم .
يعتبر "لوين" أول عالم نفس اجتماعي يطور نظرية عامة عن السلوك االجتماعي ،محور النظرية التي
أنتجها عام 1935تقول ،أن الحالة النفسية للناس هي بالضبط ما يحدد سلوكهم.
*من خبرته في خنادق الحرب العالمية األولى ،قال ان األشجار والتالل واألخاديد الصخرية واألدغال تبدوا
مختلفة تماما لجندي يريد ان يحمي نفسه من شخص عادي يتمتع بجمال الطبيعة في بلد يسوده السالم
".ليوين" افترض ان التركيبة النفسية للفرد اتجاه العالم ربما تختلف تبعا للحاجيات واالهداف الداخلية ,اقترح
انه يمكن رؤية العالم النفسي على انه حقل ،وهذا الحقل يتألف من كل العوامل المؤثرة التي تنتج سلوكا معينا
.الحقل يتشكل من مناطق متداخلة أهم مكوناتها :الحياة ,L’espace de la vieالشخص La personne
والبيئة .L’environnement
وعلى الرغم من ان نظرية "ليوين" لم تعد تستخدم كثيرا من قبل علماء النفس الحديث اال انها مازالت توجه
االدراكيين نحو فهم العالم من وجهة نظر التركيبة العقلية التي تؤثر في السلوك.
نظرية القواعد و االدوار
هذه نظرية ثالثة تعود اصولها الى علم االجتماع وهي نظرية القواعد و األدوار ،ولطالما تساءل علماء
االجتماع عما يجعل الناس يتفاعلون ويتعايشون بشكل منسجم .إليضاح هذا التساؤل نجد ان بعض علماء
االجتماع يعتقدون أن الناس يشتركون في قواعد تعمل كدليل لعملهم وتفاعالتهم عبر الزمن وعندما تتبنى
الغالبية العظمى هذه القواعد ويمتثلون لها فإن العالقات بينهم تمضي بطريقة متناغمة نسبيا .فالمنظرون
الذين يعتقدون أن األدوار مهمة لتحديد السلوك وجدوا أن الناس ربما ينظر إليهم على انهم ممثلون في
مسرحية وكل شخص يؤدي دورا محددا في هذه المسرحية .في هذه الحالة فإن المجتمع يمكن أن يحيا حياة
متناغمة اذا أدى كل فرد الدور المرسوم له .
نظرية الدور تختلف في اهميتها عن كل من السلوكية واإلدراكية ،فالسلوكية تأكد على العالقة بين الظواهر
الخارجية (الثواب والعقاب) والسلوك ،بينما نظرية القواعد واالدوار ال تهتم بالظواهر الخارجية بل تركز
على عمل الدور الداخلي بأخذ الدور بنظر االعتبار فهي التشبه النظرية االدراكية ألنها ال تستكشف بشكل
مثالي الطريقة التي يفسر بها االفراد او يدركون المعلومات من العالم الداخلي.
تتكون الشخصية في سن مبكرة من حياتنا حسب نظرية التحليل النفسي وعندما تتأسس فعملية تغييرها تتطلب
تأهيال واستعدادا العادة التدريب على االنماط الجديدة من السلوك.
أصحاب نظرية الدور انتقدوا بشدة هذه الرؤية وقالو أن الشخصية ما هي اال مجموعة من االدوار االجتماعية
المتبناة من قبل الفرد ،الشخصية وليدة اللحظة تستدعيها المواقف االدراكية للفرد ،يمكن أن تستبدل االدوار
القديمة بالجديدة اذا امتلك الشخص االرادة لذلك وتوقف عن ايجاد المبررات (انه هكذا وان هذه شخصيته
) .يمكن القول أن نظرية الدور ،هي النظرية التي تفسر السلوك على انه قواعد متأصلة في داخلنا ولذلك
فإن نتائج السلوك االجتماعي تسير وفق نظام األدوار التي يؤديها الفرد في مختلف المواقف االجتماعية
،وأن سلوك الفرد يمكن ان يتغير في أي وقت.
كان واليزال لالتجاهات النظرية الثالث السابقة اثر بالغ في تفسير السلوك االجتماعي كما أن تطبيقاتها في
علم النفس االجتماعي اصبحت واسعة .
يمكن لكل نظرية تفسير نفس الظاهرة من زاوية مختلفة ،فمثال الصراخ من أجل المساعدة (قد يفسره
السلوكيون على أنه استجابة متعلمة وقد يفسرها االدراكيون على أنها نتيجة ادراك الفرد لخطر يحيط به
،بينما يفسرها اصحاب نظرية الدور على أنها جزء من سلسلة األدوار.
فالسلوكيون ينظرون للفعل االجتماعي على انه نتاج الوراثة والبيئة والسلوك الفردي يخضع لقوانين حتمية.
اما النظرية االدراكية فتعطي الفرد استقاللية في الرؤية والتفكير اذ تركز على التفكير الفردي وقد تعرضت
للنقد في انها ركزت اكثر مما يجب على الفردية " .انا'' بدل "نحن ‘’ .أما نظرية الدور ,فإذا تصرف
االنسان وفق هذه النظرية فإن االنسان يمتلك االرادة للتمرد على القواعد او القيام بدور اخر ,فقد يختار كل
واحد في أي لحظة ان يترك اللعبة (لعبة الدور في مسرحية الحياة ) وأن يحتل دورا اخر في مكان اخر.
األدوار االجتماعية
يمكن تعريف الدور االجتماعي بأنه وظيفة الفرد في الجماعة أو الدور الذي يلعبه الفرد في جماعة او موقف
اجتماعي .كلمة الدور تستعمل في المسرح ،والدور شيء مستقل عن الفرد الذي يقوم بهذا الدور اذ أن الفرد
انسان ،أما الدور فهو بمثابة السيناريو الذي يحدد السلوك ويعبر عنه باألفعال واألقوال .
يتميز دور الفرد في المجتمع بكونه يتغير بتغير الزمان والمكان والمجموعات المختلفة التي يحتك بها
ويتواجد معها .
هناك العديد من األدوار :دور االب ,دور االم ,دور الطبيب ودور القائد ,االعالمي ....إلخ .فنجد أن كل دور
يشمل نمطا منتظما من المعايير السلوكية المتوقعة ويتعلم الفرد االنماط السلوكية الخاصة بالدور الذي يلعبه
عن طريق الخبرة والممارسة .يمكن ان يقوم الفرد بعدة أدوار في نفس الوقت.
اختالف االدوار االجتماعية :تختلف االدوار االجتماعية تبعا لعدة اعتبارات :
الصعوبة والسهولة :هناك من األدوار ما يتطلب جهدا للقيام به وتكون المسؤولية المترتبة عن الدور كبيرة
ومهمة للفرد والجماعة خاصة االدوار القيادية .
هناك ادوار اخرى تختلف باستمرارها أو دوامها ,فأدوار الرجل والمرأة هي ادوار دائمة في المجتمع وهناك
أدوار مهنية غير دائمة كمهمة رسمية تقتضي دورا مؤقتا ومحكوما بمدة زمنية معينة.
وهناك من األ دوار ايضا ما هو اختياري فاإلنسان يختار قرار االرتباط فيصبح ابا ومسؤوال عن اسرة وقد
يقرر عدم االرتباط بالتالي لن يلعب هذا الدور ويكتفي بأدواره االجتماعية االخرى.
ايضا هناك من االدوار ما يفرض سلوكيات معينة (مثل مجال العمل ) ومنها من يترك مجال اوسع لالختيار
والتغير (الصداقات مثال) .
تعدد االدوار االجتماعية
ليس للفرد دور واحد بل هناك تعدد لألدوار االجتماعية ،فاإلنسان يقوم بعدة ادوار في نفس الوقت ،طالب
وابن واخ واب وموظف .....ويتعلم الفرد من خالل عملية التنشئة االجتماعية كيف ينسق بين كافة األدوار
التي يقوم بها ،اذ تساهم االسرة والمدرسة خالل المراحل االولى من حياة الفرد من اكتسابه خبرة االدوار
االولى ثم يتعلم االدوار االجتماعية في مراحل اخرى متقدمة من حياته.
تلعب عملية التقمص والتوحد دورا هاما في عملية تعلم األدوار ،اذ يتبنى الفرد األنماط السلوكية لالخرين
(الذين يلعبون نفس الدور ) وهذا يجعله يتقبل أهداف وقيم االخر كما لو كانت قيمه وأهدافه هو ،حيث يقوم
بمزجها وتبنيها .
ويلعب الحب واالعجاب والتقليد والشغف واالهتمام .....دورا هاما في عملية التقمص ( .اذ يوسع الفرد
حدود ذاته لالستدخال االخر ).
تتوزع األدوار في نسق متفق ومعترف به من طرف أعضاء الجماعة فمثال الطالب الجامعي البد ان يفهم
المحاضرات ليحصل على نقطة معينة هذه توقعات الدور ولكنه حر في أدواره االخرى ،ومن المعروف
ان كلما خرج الفرد عن دوره االجتماعي المتوقع حسب قوانين الجماعة فانه يتعرض للضغط االجتماعي
الذي قد يصل الى العقوبة احيانا فموظف مؤتمن على المال العام هو دور يقتضي معايير محددة والخروج
عنه (اختالس مثال) قد يؤدي الى فرض عقوبة.
شخصية الدور هي شخصية الفرد وهو يقوم بدوره االجتماعي في اطار المعايير السلوكية المتفق عليها
وتجدر االشارة ان التعارض بين الشخصية الحقيقة لإلنسان وشخصية الدور يؤدي به الى الفشل في القيام
بدوره ،فمثال الشخص الذي تتميز شخصيته باالنطواء " intravertieسيجد صعوبة في لعب االدوار التي
تتطلب انفتاحا اكثر ،لهذا نجد انه البد من اعتماد االختبارات والمقاييس النفسية في المجال المهني للتأكد من
أن الدور المهني للفرد يناسب شخصيته .
قد يحدث صراع في االدوار أو Ambiguïté de rôleعندما يجد الفرد نفسه امام دورين يصعب عليه القيام
بهما ،مثال دور رجل قضاء الذي من واجبه الحكم على مجرم من افراد اسرته ،هنا الصراع قائم بين واجبه
المهني ورباط العاطفة من جهة اخرى وهذا من شأنه ان يحدث اضطرابات .
التنشئة االجتماعية
تؤكد في على اهمية التنشئة االجتماعية وتؤكد أن الفرد دائما ً يسعى للحصول على القبول االجتماعي ويبذل
كل جهده لتفادي الرفض االجتماعي وذلك عن طريق التزامه ومسايرته لمعايير الجماعة.
التنشئة االجتماعية من المواضيع المهمة ليست فقط في علم النفس االجتماعي بل علم النفس النمو وعلم
عضو في األسرة
ٌ االجتماع وعلم النفس التربوي .فاإلنسان يتعلم عن طريق التنشئة االجتماعية الكثير وهو
اذ يقوم باستدخال ثقافة المجتمع ضمن شخصيته وهي عملية تفاعلية لتعلم األدوار المستقبلية ،وبالتالي
كائن اجتماعي تفاعلي.
ٍ تحويل الطفل إلى
تم تعريف التنشئة االجتماعية على انها عملية نمو وتعلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل
االجتماعي أدواره االجتماعية حسب المعايير التي تحدد هذه األدوار ,وهي عملية نمو مستمرة طوال
الحياة يتحول خاللها الفرد من طفل يعتمد على من حوله في اشباع حاجاته الفسيولوجية الى فرد ناضج
يدرك معنى المسؤولية و يستطيع أن يضبط انفعاالته ويتحكم في اشباع حاجاته بما يتفق مع المعايير
االجتماعية.
يولد الطفل في أسرةٍ تعد الجماعة االولى التي يتعلم فيها الطفل لغته( لغة االم) وعاداته وقيمه ,تعتبر األسرة
أقوى الجماعات تأثيرا في سلوك الفرد ففيها تبدأ عملية التنشئة االجتماعية و حين تقوم االسرة بدورها في
عملية التنشئة تسلم الطفل للمدرسة ,اذ تتدرج وتمتد من العالقة مع االم االب واالخوة واالقارب الى
جماعة االقران .تتطور التنشئة االجتماعية من البيت الى المدرسة .وتصبح لدى الفرد عالقات اخرى
وينتمي لجماعات مغايرة للجماعة المرجعية (ويقل تأثيرها نظرا ً التساع دائرة التفاعل االجتماعي للفرد).
يضعف أثر االسرة في التنشئة االجتماعية وخاصةً بعد مضي سنوات الطفولة المبكرة.
تلعب المدرسة دورا ً هاما ً لتحفيز األفراد لإلنجاز وخلق الطموح للوصول وتحقيق االهداف في المستقبل .
تلعب وسائل االعالم دورا ً هاما ً ايضا ً في التنشئة االجتماعية اذ أن أغلب االبحاث تؤكد على أن االطفال
يقلدون ما يشاهدون من عنفٍ وأحدا ٍ
ث في القصص السينمائية .يزداد دورها أكثر مع العالم االفتراضي
وما تق دمه وسائل االعالم يساهم في دعم االتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات ومفهوم المسؤولية
االجتماعية.
التأثيرات والعوامل التي تدخل في عملية التنشئة االجتماعية:
عالقة االم بالطفل :فاألم هي الشخص االول الرئيسي في حياة الطفل .وحسب فرويد هي العالقة االساسية
ولو كانت صحيحة وسليمة ,فينطلق الطفل ويمكنه بناء عالقة مستقبلية سليمة .
وسائل التغذية :مدة الرضاعة( في السنتين االولى ) مهمة ألنها مرحلة اهتمام واحتضان وامان وحب
كافي ،هذا يجعل الطفل عاديا ً .في حالة غياب هذا االشباع العاطفي فان الطفل يتحول الى فر ٍد لديه حرمان
عاطفي ،ويثبت في هذه المرحلة الفمية وبالتالي عندما يكبر يصدر تصرفات كمص االصبع تناول
المخدرات واالدمان على االكل الخ .ايضا ً ياثر الحرمان الذي يعانيه السنة الثالثة على الطفل وهنا اذا لم
تكن العالقة سليمة ينتج عنها تثبيت في هذه المرحلة وبالتالي يصبح الطفل اتكاليا ً ,متملكا ً لألشياء ,وسواسي
أو تظهر لديه احدى االضطرابات.
هناك ايضا ً عدة عوامل اخرى كنوع العالقة بين االب واالم ,األب العنيف ،الهجران ،الطالق .كلها عوامل
تؤثر على نشأة الطفل .وهناك عوامل الثانوية مثل مكانة الطفل بين اخوته فالطفل االول يكون مدلالً وتكون
غيرته أشد من الطفل الثاني واالخير ايضا ً يكون نوعا ما غيورا ً وعدوانياً .هي من النظريات التي قدمها
«"ادلر"’ ."Théorie de l’ordre de naissance d’Adlerوالتي تؤكد على أن ترتيب الطفل في
اسرته يؤثر على تكوين شخصيته .كما ان هناك دراسات تؤكد على ان درجة االستقرار العاطفي لالم يؤثر
على تكوين شخصية الطفل.
اهتمت الدراسات بإبراز اوجه االختالف في اساليب التنشئة بين الثقافات المختلفة فهناك مثال من األمهات
التي تحمل طفلها في ظهرها طوال اليوم مما يقيد النشاط الحركي التلقائي للطفل وقد يؤثر عليه مستقبالً
فيتسم بالسلبية والتبلد العاطفي .هناك ايضا ً من الدراسات ما يؤكد على أن هناك اختالف بين الزنوج
والبيض في تنشئة األطفال ,الزنوج اكثر تسامحا ً واحتواءا ً لألطفال في مرحلة الرضاعة والفطام .لكنهم
اكثر تشددا ً من البيض في تدريب اطفالهم على النظافة.
المستوى االقتصادي :تختلف اساليب التنشئة االجتماعية من طبق ٍة الى أخرى ,تطبق الطبقة المتوسطة
على اطفالها نظاما ً قاسيا ً بدءا ً بالفطام المبكر واتباع نظاما قاسي خاص بطرق التغذية والتدريب المبكر
على طرق النظافة .وتغرس مبادئ احترام الملكية والضبط االجتماعي والتعلم والتحصيل والقيم .أما الطبقة
المنخفضة فتقوم على تشجيع االشباع البدني والتعبير على العدوان" .حسب اليسون دافير".
تعريف الجماعة
وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من األفراد اثنين فما فوق بينهم تفاعل اجتماعي متبادل ويتأثرون
بانطباعات وادراكات بعضهم .يشترك أفراد الجماعة في مجموعة من المعايير والمعتقدات والقيم
ويتحركون على أساسها لتحقيق اهدافهم.
خصائص الجماعة
الشعور المشترك باالنتماء اي شعور الفرد أنه متشابه مع زمالئه ،ذلك االدراك الذين سماه الشعور بالنوع.
وجود ميول وقيم ودوافع مشتركة تؤدي الى التفاعل بين االفراد.
وجود قوانين ولوائح يتقيد بها افراد الجماعة ويمتثلون لها.
اهداف مشتركة بين افراد الجماعة تحقق االشباع لحاجياتهم.
مطابقة سلوك االعضاء واتجاهاتهم ألحكام الجماعة وتأثره بمبادئ الجماعة وقوانينها.
انواع الجماعات
-لجماعة المرجعية االولية والثانوية :يعيش معها الفرد ويتفاعل ويكتسب مجموعةً من الخبرات التي
تساعده في االندماج بعد ذلك(.االسرة مثال ,الرفاق ,فريق العمل)
-الجماعة الرسمية تكون لها رئاسة (مجلس الشعب ,البرلمان مثالً) ولها خصائص تحدد طبيعة االتصال
بين افرادها.
-الجماعة الغير الرسمية :هناك افراد يكونون بطريقة تلقائية جماعات غير رسمية إلرضاء واشباع
حاجياتهم العامة كالصداقة والتشارك مثالً.
-هناك جماعات كبيرة الحجم (كاألمة) وبعضها صغيرة الحجم( كالعائلة ) فريق العمل بعضها ذات عمر
قصير نسبيا ً مثل جماعة األصدقاء والتجمعات الرياضية ,بعضها مستمر من االف السنين كالجماعات
الدينية والثقافية والعرقية .بعضها منظم تنظيما ً دقيقا ً كالجيوش وفرق االسعاف وبعضها منظم بطريق
عشوائية مثل المارة والتجمعات العفوية.
الجماعات الفرعية معظم الجماعات تنقسم الى جماعات فرعية هذه الجماعات تندرج ضمن جماعات كبيرة
مثالً كليات عديدة داخل الجامعة .واقسام كثيرة داخل الكلية .حين تنطوي الجماعات على جماعات فرعية
مختلفة ايديولوجيا ً ،او في قيمها المركزية واتجاهاتها ,فان االنشطار يمكن ان يحدث نتيجة الصراع داخلها
مما يؤدي الى تمزيق الجماعة الكبيرة (نجدها غالبا ً في الجماعات السياسية والدينية والعلمية) .ويحول دون
تماسكها.
معايير الجماعة
هي مجموعة من القواعد واألسس التي تمكننا من تقييم سلوك وتفكير اعضاء الجماعة كما تحدد هذه
المعايير السلوك المتوقع من كل عضو من أعضاء الجماعة.
قد تمثل المعايير الخاصة بأعضاء الجماعة "الواقع االجتماعي" ألعضائها وحصول الجماعة على اهدافها
ٌ
رهين بمدى تعاون اعضائها فيما بينهم للقيام بالنشاط الموكول اليهم .كما ان المعايير التي تؤمن بها الجماعة
وتعتنقها تحدد من الذي يقوم بأداء ذلك النشاط ومتى يقوم بأدائه وكيف يقوم بأدائه حسب "ليون فستنجير"
يكتسب الفرد المعايير االجتماعية ويتعلمها ويستدخلها من خالل التنشئة االجتماعية وتختلف المعايير
باختالف الثقافات والجماعات ولها تأثير كبير على السلوك .لكي يكون هناك توحد بالجماعة البد ان يكون
هناك توحد في اتجاهات وسلوك اعضائها.
بناء الجماعة
نظام من المراكز المختلفة التي تحدد طريقة سلوك االفراد داخل الجماعة تجاه
ٍ بناء الجماعة عبارة عن
بعضهم .األفراد داخل الجماعة لهم أهداف مشتركة ال يستطيع اي فرد منهم القيام بها وحده دون اشتراك
االخرين معه ولتحقيق الهدف فان كل فر ٍد مسؤول جزئيا عن القيام بالواجب الذي يمثل هدف الجماعة.
مركز االفراد في الجماعة يختلف حسب عالقة السلطة بينهم ,الرئيس والمرؤوسين ,والمشرف على العمل
مثالً .كما أن عالقة االتصال بين االفراد تضمن استمرار العمل وهناك مجموعة من الصعوبات التي تحول
دون سرعة االتصال ,كاالنطواء وعدم القدرة على التكيف والتوافق مع االخرين.
تأثير الجماعات
التسهيل االجتماعي وجود االفراد وحضورهم يزيد من طاقة االفراد وهذا ما سمي بالتسهيل او التيسير
االجتماعي ومع أن التركيز او التفكير المبدع يتم بصورةٍ افضل في حالة الوحدة اال ان تأثير حضور
االفراد على االداء ثم اثباته من خالل التجارب (تجارب ".)" Norman Triplett
تقنين السلوك :ان سلوك وأحكام االفراد في المواقف الجماعية تتشابه بطريق ٍة مميزة ,وتميل للتجمع حول
حكم متوسط .فمن المحتمل مثالً أن يكيف أعضاء الجماعة أفعالهم مع االتجاه الذي يضعه قائد الجماعة
باعتباره مثاليا ً لهم.
المسايرة :أحد الجذور العميقة للمسايرة هي الحاجة لالنتماء فاألفراد ذوي الحاجات الشخصية القوية
لالنتماء معرضون اكثر للمسايرة في الظروف االجتماعية ,فهي تساعد الشخص على أن يحظى بالقبول
والحب من االخرين ,فالشخص يساير المعايير في تلك جماعات التي يريد ان يقبل فيها.
التفاعل االجتماعي
يعتبر التفاعل االجتماعي مفهوما ً اساسيا ً واستراتيجيا ً في علم النفس االجتماعي وهو العملية التي يؤثر فيها
الناس على بعضهم البعض من خالل التبادل المشترك لالفكار والمشاعر وردود االفعال .وما ان يتمكن
الفرد من التعرف على هذه العملية و يفهم بعض الطرق التي تعمل بها فإن الكثير من الوقائع المتكررة في
حياتنا تصبح لها داللة جديدة.اذ نفهم ما الذي يحدث عندما يتعارف شخصان وبمرور الوقت يتجاذبان الى
بعضهما .ولماذا يتكيف االصدقاء مع سلوك بعضهم البعض وهذا يؤدي الى فهم أنفسنا بصورةٍ افضل.
يمكن تعريف التفاعل االجتماعي على انه العملية التي يؤثر بها الناس على بعضهم البعض من التبادل
المشترك لألفكار والمشاعر وردود األفعال.
يحدث التفاعل االجتماعي ويستمر عندما يتلقى المشاركون في عملية التفاعل شيئا ً ما يحتاجونه او يريدونه
من خالل االرتباط بينهم .ان مبدأ اشباع الحاجة ينطبق على األشكال األولية للعالقات مثلما ينطبق على
التفاعالت االجتماعية المعقدة ,وبدءا من عملية التنشئة االجتماعية في الطفولة المبكرة فان سمات الشخصية
للمشتركين في التفاعل االجتماعي تصاغ جزئيا من خالل التدعيمات المتبادلة ويستمر التفاعل مادام
المشاركون يجدونه مجديا وان لم يكن كذلك تنقطع العالقات وتتشكل عالقات أخرى أكثر اشباعا.
التدعيمات االجتماعية :تحدد استمرار أو قطع التفاعل االجتماعي .ففي بدء عالق ٍة ما يظهر كل فر ٍد جوانب
متعددة من شخصيته مالحظا ً بدقة لكيفية رد فعل االخر اتجاهها ,واذا كانت التجارب مقبولةً من الطرفين
او تبشر بالقبول يستمر التفاعل ,واذا لم تكن كذلك تنقطع العالقة .
يقوم الناس في العال قات االجتماعية بفعل ما هو اكثر من احداث انطباعات نفسية عميقة بعضهم على
نظام اجتماعي متماسك وتصبح نشاطاتهم معتمدة على بعضها البعض.
ٍ بعض .اذ يرتبطون ببعضهم داخل
قد نتوقع من الناس المتفاعلين مع بعضهم البعض بانتظام كاألصدقاء المقربين أن يتوافقوا مع طرق سلوك
بعضهم البعض .وقد نتوقع من األعضاء أن يكون لهم رد فع ٍل ضد أي عض ٍو يهدد وجود الجماعة ,اذ يحب
الناس ان يتوافقوا مع ادراكات واتجاهات بعض البعض بحيث يصبحون متشابهين على أقرب صورةٍ
ممكنة .ويؤدي هذا التماثل الى تسهيل عملية التفاعل اذ يكون اكثر كفاءة.
ان الحاجة للتماثل بين االفراد من خالل عملية التفاعل قوية وتأثيرها عميق فالناس يميلون لحب من هم
على شاكلتهم .لطالما كان التفاعل االجتماعي موضع اهتمام العديد من العلوم .ويبقي االهتمام بهذا المجال
خطوة ضرورية لفهم اكبر واشمل لهذه العملية.
السلوك العدواني
العدوان :هو نزعة غريزية ومعظم الدراسات في هذا المجال تشترك في أن االساس البيولوجي الغريزي
يمكن ان يكون مصدر العدوان ووفقا ً لهذا التوجه فإننا نكون مبرمجين منذ الوالدة على التصرف بهذه
الطريقة .
تعددت النظريات التي تناولت موضوع السلوك العدواني أحدهما ترجع العدوان ألسباب بيولوجية موروث ٍة
جينياً .فيما تناولت االخرى األسباب االجتماعية التي يمكن اكتسابها اثناء التنشئة ونظام العقاب والثواب.
تعود جذورالنظرية البيولوجية الى نظرية داروين اما نظرية التفسير االجتماعي فإنها تؤكد على دور
التأثير االجتماعي وتتمحور حول التعزيز و النموذج المثالي الذي يقلده األطفال في المراحل المبكرة.
االتجاهات النفسية
بدأ االهتمام بمفهوم االتجاهات منذ 1935عندما اعتبر "البورت " "Allportأن مفهوم االتجاهات ربما
يكون من أسمى المفاهيم في علم االجتماع االمريكي المعاصر ،ولم يظهر مثله مصطلح متكرر بشكل كبير
في االدبيات النظرية والتجريبية الحديثة .تعتبر االتجاهات من أهم المواضيع التي يهتم بها علم النفس
االجتماعي ,ألنها تعتبر محددات موجهة ضابطة منظمة للسلوك االجتماعي.
تعريف االتجاهات
كلمة "اتجاه" تعني بناء وال تستلزم مالحظتها الشكل المباشر ألن االتجاهات تسبق السلوك وتقود خياراتنا
وقراراتنا من اجل القيام بفعل ما.
يعرف "ميشيل ارجايل " "Michael Argyleاالتجاه بأنه الميل الى الشعور او السلوك او التفكير بطريقة
محددة ازاء الناس االخرين ".
حسب نيوكمب : "Newcombليس االتجاه استجابة ،لكنه ميل الى حد ما لالستجابة بطريقة معينة لشيء
أو موقف معين ويوضح على أنه من االفضل أن تفهم االتجاه نحو موضوع معين باعتبار أنه يمتد على
مقياس يبدأ من االنحياز التام نحو الشيء أي الموافقة عليه وينتهي عند عدم االنحياز اي عدم الموافقة عليه
،وتمثل نقطة الوسط الحياد .اذن فاالتجاهات حسب "نيوكمب" تخضع لالختبار والقياس (مثل درجة الحرارة
فوق أو تحت الصفر ) .
االتجاه هو حالة من حاالت الجاهزية العقلية او االستعداد الضمني انه شيء داخلنا يؤثر على قراراتنا حول
ما هو جيد او رديء ،مرغوب فيه او غير مرغوب فيه ،فاالتجاه حسب هذا التوجه هو حالة داخلية ال يمكن
مالحظتها من الخارج ووجودها يمكن فقط أن يستنتج أو يستشف ،حيث يمكننا من استكشافه عن طريق
االستبطان او عن طريق مالحظة وفحص الطرق التي نتصرف بها نتحدث او نعمل بها .
االتجاه استعداد نفسي تظهر نتائجه في وجهة نظر الشخص حول موضوع من الموضوعات (سواء كان
اجتماعيا او اقتصاديا او سياسا) او حول قيمة من القيم (الدينية او االجتماعية) أو حول جماعة من الجماعات
،ويعبر عن هذا االتجاه تعبيرا لفظيا بالموافقة عليه أو عدم الموافقة او المحايدة (ويمكن قياسه بإعطاء درجة
لموافقة الفرد أو معارضته) .
تكوين االتجاهات
هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا كبيرا في تكوين االتجاهات من ضمنها عوامل التنشئة االجتماعية،
معايير الجماعة ,وسائل االتصال المرئي والسمعي ،الجماعات المرجعية (الجماعة المرجعية االيجابية
والجماعة المرجعية السلبية).
الجماعة المرجعية االيجابية :يكون الفرد عضوا بجماعة معينة ويتقبل معاييرها سعيا وراء اكتساب
العضوية بداخلها .
الجماعة المرجعية السلبية :مشاركة الفرد في جماعة معينة دون تقبل منه لمعاييرها.
تساهم التنشئة االجتماعية في تكوين الفرد وتهيئته الكتساب سلوك االفراد الذين يحتك بهم .ينقل االباء
والمربون ميولهم واتجاهاتهم واهدافهم وتعصبهم عن طريق عمليات التعلم والتوحد والقمص .
تبدأ مرحلة اضطراب العالقات بين االباء واالبناء بعد بلوغهم مرحلة المراهقة عند ما يرغب االبناء في
تبني اتجاهات جديدة في العالم الخارجي وهنا يحدث الصراع بين االتجاهات االولية (التي اكتسبها الفرد من
جماعته االولية كاألسرة) وبين االتجاهات الخارجية (المالحظة في الشخصيات العامة مثال والنماذج
االجتماعية الخارجية ) .
االتجاهات مكتسبة ومتعلمة وليست وراثية (هي تعتبر ثابتة نسبيا لكن يمكن تعديلها وتغييرها)
هناك نوع من االتجاهات يسمى "االتجاهات الجامدة" وهي نمطية شبه ثابتة وتعزز بوسائل االعالم المختلفة
واالفالم ومن الصعب تغييرها في دراسة اجراها " ديوي وهمبر" ’ ‘Dewey and Humberلدى طالب
المدارس الثانوية في أمريكا وجد مجموعة من االتجاهات الجامدة لديهم :
للجماعة ومعاييرها دور في تحديد اتجاهات األفراد خاصة التطابق بين اراء االباء واالبناء وهذا ما يعكس
ويأكد دور الجماعة االولية في االتجاه.
يمكن لنظام الثواب والعقاب السائد ايضا في المجتمع ان يساهم في تكوين االتجاهات .اذ أن الصراعات
النفسية والالشعورية يمكن ان تؤثر على اتجاه الفرد ،مثال النساء في االرياف يؤيدن مبدأ تنظيم النسل أقل
من ازواجهن وهذا راجع الى خوفها على مكانتها لدى زوجها ،وهي المكانة التي تحصل عليها باإلنجاب
فخوفها يدفعها لعدم تأييد اتجاه معين.
الثقافة :توجد داخل كل ثقافة مجموعة من الثقافات الفرعية مثل الريف ،سكان المناطق الجنوبية ،الشمال
الى اخره ولك ٍل منا ثقافة معينة وعادات خاصة في اللباس وطقوس الزواج واالحتفال والعادات الغذائية...الخ
هذه االختالفات تلعب دورا هاما في تكوين االتجاه .
تتضمن االتجاهات عنصرا عقليا يعبر عن معتقدات الفرد عن موضوع االتجاه وعنصرا سلوكيا يعبر عن
سلوك الفرد الظاهر الموجه نحو موضوع االتجاه .وتتضمن ايضا عنصرا انفعاليا يعبر عن تقييم الفرد
واستجابته االنفعالية لموضوع االتجاه.
وظائف االتجاهات
توضح وتبلور االتجاهات صورة العالقة بين الفرد وبين الوسط االجتماعي اذ تدفع الفرد ليشعر ويدرك
ويفكر بطريقة محددة ازاء موضوعات البيئة الخارجية ،وبالتالي فاالتجاهات تنعكس في سلوك الفرد وفي
أقواله وأفعاله وتفاعله مع االخرين ومع الجماعات المختلفة .اذ أن الفرد يتخذ قرارا معينا دون ترد ٍد أو تفكير
لشخص او موضوعٍ تكون ثابتة وموجهة ٍ اعتمادا على خلفي ٍة مرجعية مسبقة واستجابته لمواقف معينة او
باالتجاه الذي يتبناه .يمكن القول أن االتجاهات تنظم العمليات االدراكية االنفعالية والمعرفية في المجال الذي
يعيش فيه الفرد .وتساعد على التعبير القيمي (تسمح االتجاهات للناس باستعراض القيم التي تعبر عنهم).
ولكل اتجا ٍه وظيفة معينة وتكون منفعية بالدرجة االولى .اذ أن االحتفاظ باالتجاه بحد ذاته مفيدأ فمثال كنت
تملك اتجاه سلبي نحو االفاعي فان ذلك سيكون نافعا للذي ال يستطيع التمييز بين األنواع المميتة واألنواع
التي تشكل خطرا .تساعد االتجاهات ايضا في الحفاظ على صورة الذات وتخفيض حدة التوتر والضغوط
التي تعرض لها في محاولة للدفاع عن الذات (اتجاه الفرد ال يوافق اتجاه الجماعة).
مكونات االتجاه
المكون العاطفي لالتجاه :يظهر من خالل مشاعر الشخص نحو موضوع وحبه او كرهه له (هي الشحنة
االنفعالية الكامنة وراء السلوك) فنجد شخصين مختلفين حول موضوع معين ,لكن مشاعر الطرفين نحو
موضوعٍ االتجاه مختلفة فأحدهما يعارض الموضوع ألنه خائف واآلخر ألنه كارهٌ له .ويتضح المكون
العاطفي لالتجاه فيما يثيره موضوع االتجاه من سرور أو نفور أو راحة او قلق حب او كراهية .هل موضوع
عمل المرأة يشعر بالسرور او بالخوف والنفور .هناك العديد من العوامل التي تؤثر على االتجاهات
ومكوناتها وترتبط اما بالفرد (التجارب الشخصية ,المستوى الثقافي ومستوى إدراك الفرد وقدرته على
التحليل) أو بالسياق االجتماعي والثقافي.
هدف االتجاهات
فهم االتجاهات يمكن من تحديد األسباب التي تدفع الفرد الى سلوك معين
تغيير في اتجاهاته.
ٍ التنبؤ بسلوكه نوعا ما .ثم محاولة التحكم في السلوك عن طريق إحداث
خصائص االتجاهات
مر مكتسب وهي حصيلة خبرات سابقة ومع أنها ثابتة نسبيا فهي قابلة للتغيير باكتساب خبرات
االتجاهات أ ٌ
جديدة اذ يمكن القول ان أهم خاصية من خصائص االتجاه هي خاصيته التقويمية.
ربما تفيدنا االتجاهات في التنبؤ بكيفية تصرف الناس في مواقف معينة وإذا استطعنا أن نغير اتجاهات الناس
فربما أصبح باإلمكان تغيير سلوكهم بالرغم من أن سلوك الناس ال يتغير بسرعة ،وتجدر اإلشارة أنه من
غير الممكن التنبؤ بكل مظاهرالسلوك االجتماعي من خالل اإلتجاهات فقط.
تغيير االتجاهات
تميل االتجاهات النفسية ألن تكون ثابتة لدى األفراد ,بالرغم من ثباتها حاول علماء النفس االجتماعي إيجاد
وسائل نفسية يمكن من خاللها تغيير اتجاهات الفرد وتعديلها.
من الوسائل والتقنيات المعتمدة لتغيير االتجاهات اعتماد التخويف والشعور بالذنب .اذ أن مجموعة من
العلماء يرون أن للتخويف أثرا بالغا في تغيير السلوك فإثارة مشاعر الخوف والقلق والتوتر تزيد من فرصة
بهدف توجيه سلوك األفراد واتجاهاتهم لهدفٍ معين ,تتعدد اساليب الدعاية حاليا وتهدف لغرس اعتقا ٍد حول
موضوعٍ معين وتجدر اإلشارة أن كلما كان الشخص الذي يقوم باإلعالن أو الدعاية مهما ومصدر ثقة
نجد ايضا أن هناك لعب االدوار اي جعل األشخاص المراد تغيير اتجاههم يلعبون أدوارا معينة ,هذا يساعد