Professional Documents
Culture Documents
المدخل للعلوم القانونية-181-360
المدخل للعلوم القانونية-181-360
السلطة التنفيذية يلغي بتشريع دستوري أو تشريع عادي ،كما يلغوي بتشوريع
فرعي مثله .وبالمقاب لذلك ،ال يملك التشريع الفرعي أن يلغي تشريعاً عاديًا
أو تشريعًا دستوريًا ،وال يملك التشريع العادي أن يلغي تشريعًا دستورياً.
واستناداً إلى تدرج القواعد القانونية ،وتأكيداً على القاعدة التي تقورر
بأن سلطة اإلنشاء هي سلطة اإللغاء أو السلطة األعلى منها ،سنجد أن القاعدة
العرفية يمكن أن تلغى بقاعدة عرفية أخرى مغايرة لها ،كما يمكون أن تلغوى
بقاعدة تشريعية ،ولكن في المقاب لذلك ال تملك القاعدة العرفية أن تلغي قاعدة
تشريعية ألن هذه األخيرة أعلى منها في المرتبة .3
تجد اإلشارة إلى أنه ال يترتب على إلغاء التشريع العادي إلغاء لوائح اإلدارة العامة الصادرة تنفيذا له
مادامت تتوافق مع التشريع الجديد ،إال إذا نص هذا التشريع على إلغائها .وقد قضت محكمة الونقض
بأن " :إلغاء نظام قانوني معين ليستبد به نظام قانوني جديد ،وإن ترتب عليه نسخ القواعد القديموة،
حتى التي ال تتعارض مع النظام القانوني الجديد ،إال أن ما صدر من لووائح اإلدارة العاموة تنفيوذا
للقانون القديم ،وبالنسبة للنصوص الواردة فيها التي تتوافق مع القانون الجديود ،فذنهوا تبقوى نافوذة
المفعو إلى ما بعد صدور القانون الجديد ما لم ينص صراحة على إلغاء مث هوذه اللووائح .نقوض
مدني ، 801/0/3مجموعة أحكام النقض ،السنة ، 3ص ( 850أشار إليه :محمود عبد الرحمن:
المرجع السابق ،هامش ،ص. )310
وقد أكدت على هذا المعنى المذكرة اإليضاحية للقانون المدني المصري بقولها " :غني عن البيان أن
النص على عدم جواز نسخ التشريع إال بمقتضى تشريع آخر ،يقتضي عودم جوواز نسوخ التشوريع
بمقتضى عرف الحق " .راجع :مجموعة األعما التحضيرية للقانون المودني المصوري ،الجوزء
األو ،ص . 80
081
تشريعية أو نشأت قاعدة عرفية تحكم هذه المسألة ،فذن القاعدة المستمدة مون
مبادئ الشريعة اإلسالمية تكون قد ألغيت ويتوقف العم بها كقاعودة قانونيوة
ملزمة .ولكن يجب أن نؤكد في هذا الصدد على أنه لويس مون الممكون أن
يصدر تشريع أو ينشأ عرف بالمخالفة لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،على أساس
أن المادة الثانية من الدستور تؤكد على أن الشريعة اإلسالمية هوي المصودر
الرئيسي للتشريع .
080
وبالرجوع إلى المادة الثانية من القانون المدني المصري نجدها تونص
على أنه " :ال يجوز إلغاء نص تشريعي إال بتشريع الحق ينص صراحة على
هذا اإللغاء ،أو يشتم على نص يتعارض مع نص التشريع القديم ،أو يونظم
من جديد الموضوع الذي سبق أن قرر قواعده ذلك التشريع " .
وتتحقق إذا ورد نص فوي تشوريع الحوق يقضوي – الحالة األولى
صراحة بذلغاء العم بحكم تشريع سابق .وهذه هي الطريقة المعتوادة التوي
يسلكها المشرع المصري عند إلغائه للتشريعات .
ومن أمثلة ذلك ما نصت عليه المادة األولى من القوانون رقوم 2
لسنة 801م بشأن إصدار القانون المدني المصري ،إذ قضت بأن " :يلغوى
القانون المدني المعمو به أمام المحاكم الوطنية ،والصادر فوي 31أكتووبر
سنة ، 112والقانون المدني المعمو به أمام المحاكم المختلطة ،والصوادر
وكذلك يدخ ضمن هذه الحالة أيضاً ،حالة ما إذا تضمن تشريع جديد نصاً يقضي صراحة بذلغاء ما
يخالفه من قواعد بصفة عامة .ومثا ذلك ،ما نصت عليه المادة الثالثة من قانون المساكن الجديد رقم
0لسنة 880م ،إذ قضوت بأن " :يلغى ك نص في أي قانون آخور يتعارض موع أحكوام هوذا
القانون " .كذلك ما نصت عليه المادة الثانية من قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 00لسنة ، 801
إذ قضت بأن " :يلغى القانون رقم 51لسنة 80بشأن إصدار قانون العاملين المدنيين بالدولة ،كما
يلغى ك نص يخالف أحكام القانون المرافق " .
082
في 31يونيه سنة ، 105ويستعاض عنها بالقانون المودني المرافوق لهوذا
القانون " .وكذلك األمر فيما نصت عليه المادة األولى من القوانون رقوم 2
لسنة 801بشأن إصدار قانون المرافعات المدنية والتجاريوة المصوري ،إذ
قضت بأن " :يلغى قانون المرافعات المدنية والتجارية الصادر بالقانون رقوم
00لسنة 808عدا الباب السابع من الكتاب األو " .
وتتحقق إذا كان التشريع موقوتاً بمدة محوددة ،أي إذا – الحالة الثانية
كان التشريع يتضمن نصًا صريحًا يحدد مدة لسريانه ،بحيوث يصوبح الغيوًا
بانقضاء هذه المدة المحددة .وهذه الطريقة يندر اللجوء إليها إال فوي أوقوات
األزمات االقتصادية أو الحروب .
ومن أمثلة ذلك قوانين التسعير الجبري التي كان يصودرها المشورع
لمواجهة أزمات اقتصادية عارضة ،إذ كان ينص فيها عادة على العمو بهوا
لمدة زمنية محددة .
ويضرب الفقه مثاالً آخر لهذه الحالة ،وهو ما نصت عليه المادة الثامنة من قرار رئيس الجمهوريوة
بالقانون رقم 10لسنة 851في شأن تنظيم الجامعات من أنه " :إلى أن يتم تشكي مجلس جامعوة
أسيوط وهيئاتها المختلفة المبينة في القانون المرافق ،يتولى وزير التربية اختصاصات مجلس الجامعة
،ويتولى مدير الجامعة باقي االختصاصات " .
083
-1التعارض بين قاعدة تشريعية جديدة وأخرى قديمة :
غير أنه حتى يتسنى إعما المبدأ السابق ،يجب أن يكون التعوارض
بين التشريع الجديد والتشريع القديم تعارضاً تاماً ،بحيث ال نستطيع أن نطبوق
أحكامهما في وقت واحد .أما إذا كان التعارض جزئياً ،أي في حدود بعوض
األحكام دون البعض اآلخر ،ففي هذه الحالة ال يكون اإللغاء إال فوي حودود
التعارض فقط ،بمعنى أنه يستمر العم بالتشريعين معواً ،ولكون ال يعمو
بأحكام التشريع القديم المتعارضة مع التشريع الجديد .
على أنه أياً ما كانت طبيعة التعارض ،أي سواء أكان التعارض تامًا
أم جزئياً ،فذنه يلزم حتى يتحقق اإللغاء أن تماث أحكام التشريعين بحيث تكون
من طبيعة واحدة ،بأن تكون كلها أحكاماً عامة أو أحكاماً خاصة .فذذا كوان
الحكم القديم عاماً يلزم أن يكون الحكم الجديد عاماً ،وإذا كان الحكوم القوديم
خاصاً يلزم أن يكون الحكم الجديد خاصاً حتى يتسنى له إلغائه .ولكن ،ما هو
الحكم إذا لم تتماث أحكام التشريعين وكانا من طبيعة مختلفة ،بأن كان أحدهما
عاماً واآلخر خاصًا ؟
قد يحدث تعارض بين نصوص جديدة تقرر أحكامًا خاصة ونصووص
قديمة تقرر أحكاماً عامة ،وفي هذه الحالة فذن نصووص الجديودة ال تلغوي
النصوص القديمة كلية ،وإنما تلغي فقط ما يتعارض معها في الحكم .
084
ومن أمثلة ذلك أن القانون المدني كان ينظم أحكام عقد اإليجار ،سواء
اإليجار العادي أو إيجار األراضي الزراعية أو غير ذلك من أشكا اإليجوار
المختلفة ،ولكن مع صدور قانون اإلصالح الزراعي رقم 01لسونة 853
متضمناً لبعض األحكام الخاصة بتنظيم عقد إيجار األراضي الزراعية ،أصبح
هناك تعارض بين بعض النصوص العامة الواردة بالقانون المدني ،والنصوص
الخاصة بذيجار األراضي الزراعية الواردة بقانون اإلصالح الزراعي .وفوي
هذه الحالة ،سنجد أن أحكام قانون اإلصالح الزراعي ال توؤدي إلوى إلغواء
األحكام العامة لعقد اإليجار التي قررها القانون المدني ،وإنما ك موا هنالوك
أنها تقيد نصوص القانون المدني فيما يتعلق بعقد إيجار األراضوي الزراعيوة
دون غيره من عقود اإليجار األخرى التي تخضع للقواعد العامة .
ومن أمثلة ذلك أيضاً ،أن القانون المدني القديم كان يونص علوى أن
الملكية تنتق بمجرد العقد ،يستوي في ذلك العقارات والمنقوالت ،ثم بعد ذلك
صدر قانون التسجي في سنة ، 832ومن بعده قانون الشهر العقواري فوي
سنة 800لينصان على أن ملكية العقارات ال تنتق إال بالتسجي .وفي هوذه
الحالة ،سنجد أن النص الجديد الذي تضمنه ك من قانون التسوجي وقوانون
الشهر العقاري هو نص خاص ،في حين أن النص الذي كان يقرره القوانون
المدني القديم يتضمن نصاً عاماً ،وهنا يظ الونص القوديم مطبقواً فيموا ال
يتعارض مع النص الجديد ،بمعنى أن في حكم المنقوالت يبقى كما هو تطبيقوًا
للنص القديم العام .
قد يحدث تعارض بين نصوص قديمة تقرر أحكاماً خاصة ونصووص
جديدة تقرر أحكاماً عامة ،وفي هذه الحالة فذن النصوص الجديودة ال تلغوي
النصوص القديمة ،وإنما يعتبر النص الجديد هو األص العام في حين يكوون
085
النص القديم بمثابة االستثناء الذي يرد على األص فيحد من عموميته ويضويق
من نطاقه .
مجموعة األعما التحضيرية للقانون المدني المصري ،الجزء األو ،ص . 80
.0 محمد شكري سرور :المرجع السابق ،فقرة ، 023ص
086
الغالب أن ينص في التشريع الالحق الذي يعيد به تنظيم نفس الموضوع ،على
إلغاء التشريع السابق الذي كان ينظمه .
المبحث الثاني
عندما تلغى قاعدة قانونية معينة وتح محلها قاعدة جديدة ،فذن هوذه
القاعدة األخيرة تطبق من يوم نفاذها ،في حين ينتهي العم بالقاعودة القديموة
من يوم إلغائها .بيد أن األمور ال تسير بهذا الحد من البسواطة ،خصوصوًا
بالنسبة لألوضاع أو المراكز القانونية التي تستغرق في نشأتها أو في ترتيوب
آثارها وقتاً طويالً قد يمتد إلى الفترة ما بين إلغاء قانون معين وصدور قوانون
آخر يج محله ،إذ هنا يثور التساؤ عن القانون الواجب التطبيق لحكم هوذه
األوضاع القانونية :ه يطبق القانون القديم الذي نشأت في ظلوه أم القوانون
الجديد الذي لم تكتم آثارها إال بعد نفاذه ؟
087
فال يعق في مث هذه الحالة أن نطالب هذا الشخص بالعودة إلى تنفيذ ما تبقوى
من العقوبة نتيجة التشديد ،إذ ال يؤثر صدور القانون الجديد على مثو هوذا
الشخص .
-3إذا كان قانون دولة معينة يجع سن الرشد 1سنة ميالدية ،ثوم
صدر قانون جديد بنفس الدولة يرفع سن الرشد إلى 3سنة ميالديوة ،هنوا
يثور التساؤ حو مركز األشخاص الذي بلغوا سن الرشد في القانون القوديم
ولم يبلغوا 3سنة وقت نفاذ القانون الجديد ،فما حكم التصرفات التي أبرموها
في ظ القانون الجديد ؟
-2إذا كان الحد األدنى للمدة الالزمة للترقية من درجة وظيفية إلوى
أخرى ،وفقا لقانون العاملين المدنيين بالدولة ،هي ثالث سنوات ،ثم صودر
قانون جديد يرفع هذه المدة إلى أربع سنوات ،فه تخضع ترقية الموظفين قب
هذا القانون الجديد لشرط المدة الجوديدة أم تظ تورقيتهم خاضوعة للقوانون
السابق ؟
088
-0إذا وضع شخص يده على عقار لمدة 3سنة بنية تملكه في ظو
قانون قديم يجع مدة التملك بالتقادم 5سنة ،ثم صدر قانون جديد يطي هذه
المدة ويرتفع بها إلى 31سنة ،فه يبقى هذا الشخص خاضعاً للقانون القوديم
بحيث يتملك العقار بعد ثالث سنوات ،أم يطبق عليه القانون الجديد ومن ثم ال
يتملك العقار إال بعد مرور ثماني سنوات ؟
-5إذا أبرم عقد قرض مبلغ معين بفائدة قدرها %8في ظ قوانون
يجيز ذلك ،ثم صدر قانون جديد يجع الحد األقصى لسعر الفائدة هوو ، %0
فه يظ عقد القرض خاضعاً للقانون القديم وبالتالي يلتزم المقتورض بفائودة
قدرها ، %8أم أن القانون الجديد يطبق على هذا العقود ومون ثوم ال يلتوزم
المقترض سوى بفائدة قدرها %0؟
وهكذا تقتضي دراستنا أن نعرض أوالً لمبدأ عدم رجعية القوانين ،ثم
ننتق بعد ذلك إلى بحث النظريات الفقهية التي تعرضت لهذه المشكلة ،وأخيرًا
نختتم هذا المطلب بالتعرف على الحلو التشريعية لبعض صور التنوازع فوي
ال .
القانون المصري .وسنخصص لك موضوع مطلبًا مستق ً
089
المطلب األول
يقصد بمبدأ عدم رجعية القوانين أن القانون ال يطبق إال على الوقوائع
التي تمت بعد صدوره ،أما الوقائع التي تمت قب تاريخ العم به ،فال يسري
عليها أحكامه ،ب تبقى خاضعة للقانون الذي نشأت في ظله .ويعبر الفقه عن
هذا المعنى بالقو بأن القانون ليس له أثر رجعي .
ويعتبر هذا المبدأ أساساً يقوم عليه ح مشكلة تنوازع القووانين فوي
الزمان ،وهو يستند على عدة اعتبارات هامة من المنطق والعدالة والمصولحة
العامة .
للمزيد من التفصي حو مبدأ رجعية القوانين كأساس لح مشكلة تنازع القوانين في الزمان ،راجع
من الفقه الفرنسي :
Héron : Etude structurale de l’application de la loi dans le temps, Rev. trim. dr.
civ., 1985, p. 277 ; Gianviti : L’application dans le temps des lois judiciaire et
de preuve, thèse paris, 1967 ; Th. Bonneau : la cour de cassation et l’application
de la loi dans le temps, préface de Mme Gobret, 1990 ; J. Rivero : Sur la
rétroactive de la règle jurisprudentielle, pages de doctrine, 1980, p. 165 ; L.
Bach : contribution a l`etude du problème de l’application des lois dans le
temps, Rev. trim. dr. civ., 1969, p. 405 et s.
علي سيد حسن :المرجع السابق ،ص 330؛ محمود عبد الرحمن :المرجع السابق ،ص .380
091
كذلك فذن العدالة تأبى أن يطبق القانون على أفعا وتصرفات سوابقة
على نفاذه ،فعلى سبي المثا ليس من العد في شئ أن يعاقب األفراد علوى
أفعا ارتكبوها في وقت كانت فيه هذه األفعا مباحة ،ألننا بذلك نلزمهم بما لم
يكن معلومًا لهم .
ففي مصر ،ونظراً ألهمية هذا المبدأ ،نص الدستور المصري على
عدم رجعية القوانين ،مؤكداً على أنه ال تسري أحكام القوانين إال على ما يقوع
من تاريخ العم بها وال يترتب عليها أثر فيما وقع قبلها ،ومع ذلك يجوز فوي
غير المواد الجنائية النص في القوانين على خالف ذلك بموافقة ثلثي أعضواء
مجلس النواب.
ولعلنا نلتمس هذا المعنى من قو المولى عز وج في اآلية ( ) 5من سوورة اإلسوراء ،إذ يقوو
تعالى " :وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال " .
090
الجديد ليطبقه على وقائع تمت قب صدوره .ويسري هذا الحكم على مختلوف
أنواع التشريعات ،ال فرق في ذلك بين التشريعات العاديوة (القووانين) التوي
تصدرها السلطة التشريعية أو التشريعات الفرعية (اللوائح) التي تصودر عون
السلطة التنفيذية .
092
القسم الثاني
نظـرية احلق
093
مقدمــة
يتولى القانون تنظيم سلوك الناس في المجتمع حتى يستتب األمن
والنظام فيه ،ويسير نحو التقدم والرقي ،وهو يضطلع بهذا الدور عن طريق
تقرير حقوق ألشخاص وفرض واجبات على آخرين ،وهو بذلك يتغلب على
مشكلة التعارض بين المصالح في المجتمع ،ويضمن القدر المالئم من السلوك
المستقيم في الجماعة.
فالعالقة وثيقة إذن بين القانون والحق ،فال وجود لحق ال يقره القانون،
ثم إن صاحب الحق ال يستطيع االستفادة منه والتمتع به على وجه االستقرار
إال إذا توافرت له الحماية القانونية الالزمة .وفي عبارة وجيزة ،القانون ينشئ
الحق ويحميه ،ولكن ليس معنى ذلك أن القانون مطلق اليد بشأن تقرير الحقوق،
ولكنه مقيد بغاية العد التي يسعى إلى تحقيقها آخذًا في االعتبار واقع المجتمع
الذي ينظمه.
خطة الدراســة:
وبناء على ذلك فذن دراسة نظرية الحق تشم ثالثة أبواب:
094
تعريف الحق ،واألنواع المختلفة للحقوق. الباب األو :
095
الباب األول
الفصل األول
تعريف الحق
يعرف الحق بأنه :استئثار شخص بميزة معينة استئثارًا يحميه القانون.
فالحق استئثار ،أي أن الميزة تنسب لصاحب الحق ،وتثبت له دون غيره.
096
النتيجة الطبيعية لالستئثار بالميزة هي وجوب احترام الغير للحق ،سواء
في صورة واجب سلبي عام يقع على عاتق الكافة ،باحترام الحق أو في صورة
واجب خاص يقع على عاتق المدين بالوفاء بدينه لصاحب الحق الشخصي.
والتزام الغير باحترام الحق مصدره القانون الذي يحمي االستئثار بالميزة ،فلم
يكن من المتصور أن يقر القانون استئثار شخص بميزة ثم يتركه دون حماية
ضد اعتداء الغير.
097
الفصل الثاني
أنواع الحقوق
تمهيد وتقسيم
098
099
المبحث األول
هذه الطائفة من الحقوق تشم ثالثة أنواع هي :الحقوق العامة ،والحقوق
السياسية ،وحقوق األسرة.
المطلب األول
الحقوق العامة
تعريفهـــا
أنواعهـا
211
المجموعة األولى
تضم هذه المجموعة الحقوق العامة التي تَ ْنصَبُّ على المقومات المادية
هذه الحقوق حق حماية الكيان المادي لإلنسان ،وأو لإلنسان ،وهي تكف
اإلنسان في الحياة ،ثم حقه في سالمة جسمه ،وهذا الحق األخير يضمن
لإلنسان حماية جسمه بأعضائه المختلفة ،فال يستطيع أحد أن يمسه بضرب أو
جرح مثالً ،وإال كان مرتكب هذا الفع أو ذاك مسئوالً مدنيًا بدفع تعويض عن
الضرر المادي والمعنوي الذي أصاب المضرور أو المجروح ،عالوة على
في محاكمة الجاني عن جريمة الضرب أو المسئولية الجنائية ،التي تتمث
الجرح ،والحكم عليه بعقوبة جنائية كالحبس أو الغرامة.
وفي بعض األحيان يبيح القانون المساس بسالمة الجسم ،ولكن في
حاالت خاصة وبغرض معين ،وذلك كما في حالة مباشرة األعما الطبية،
حيث يكون مباحًا للطبيب أن يجري عملية جراحية ،وهي تعتبر مساسًا بسالمة
الجسم ،لكن القانون يبيحها مادام الغرض منها شفاء المريض ،ومادامت قد
اتبعت فيها األصو الطبية السليمة ،ولكن حتى في هذه الحالة يشترط القانون
رضاء المريض بالعالج.
المجموعة الثانية
وهي تشم الحقوق التي ترد على المقومات المعنوية لإلنسان ،فاإلنسان
له حق في شرفه واعتباره؛ ولذلك اعتبر القانون أن قذف شخص أو سبه يعتبر
جريمة جنائية ،عالوة على التزام مرتكب هذه الجنح بتعويض المجني عليه
في هذه الطائفة أيضًا حقه في السرية ،أي حقه في أن تظ فيها ،ويدخ
أسراره مكتومة ال تذاع على الناس إال برضائه؛ ولذلك فذن القانون حمى هذا
الحق بأن اعتبر إفشاء السر جريمة ،فذذا أذاع شخص سرًا خاصًا بآخر ،علم به
األو بمناسبة ممارسته لوظيفته ،فذنه يكون قد ارتكب جريمة إفشاء السر ،ومن
أمثلة ذلك األسرار الصحية ،التي يعلم بها الطبيب عن مريضه ،أو األسرار
210
التي تص لعلم المحامي ،وتكون خاصة بموكله ،ومن قبي هذه الحقوق أيضًا
الحق في االسم ،أي حق اإلنسان في اسم بعرف به ويميزه عن غيره.
وبمقتضى هذا الحق يمتنع على أي شخص أن ينازع آخر في اسمه أو ينتحله،
وكذلك الحق على الهيئة أو الصورة؛ ألنها تعكس شخصية اإلنسان ،وتعتبر
مظهرًا لها؛ ولذلك فاألص هو امتناع عرض صورة شخص أو نشرها دون
موافقته ،إال في حاالت استثنائية ،كأن يكون هذا الشخص من األشخاص
الرسميين ،كرئيس دولة مثالً.
المجموعة الثالثة
تضم هذه المجموعة الحقوق التي تكف نشاط الشخصية ،فلكي يمارس
اإلنسان نشاطه ،ويؤدي دوره في الحياة ،البد من االعتراف له بحقوق تكف
هذه الحقوق ،حرية التنق ،وحق العم ،وحرية أداء هذا الدور ،ومن قبي
التجارة ،وحرية العقيدة ،وحرية الرأي ،فذذا حدث اعتداء على هذه الحريات أو
الحقوق العامة ،فذن هذا االعتداء يؤدي لقيام المسئولية المدنية ،وربما الجنائية
أيضُا للمعتدي ،فذذا قبض على شخص بدون وجه حق ،فذن ذلك يكون جريمة
جنائية ،عالوة على إمكان دفع تعويض عن الضرر المادي واألدبي الذي ترتب
في هذه الحالة.
خصائصهــا
-تتميز حقوق الشخصية بأنها عامة ،بمعنى أنها تثبت لإلنسان بصفته
هذه ،بصرف النظر عن جنسيته أو دينه أو لونه أو جنسه؛ ولذلك فهي تثبت
للوطنيين واألجانب على حد سواء ،ولكن يجوز تقييدها في بعض األحيان
بالنسبة لألجانب ،مراعاة العتبارات المصلحة العامة ،ومثا ذلك :تقييد حرية
األ جانب في التنق في إقليم الدولة أو منعهم من ممارسة بعض المهن وقصرها
212
على الوطنيين .والمسألة هنا ال تعدو مجرد تقييد وليس مصادرة للحق نفسه،
في نطاق القيود المفروضة ففي األمثلة السابقة تبقى لألجنبي حرية التنق
والحرية في ممارسة العم في مهن أخرى غير تلك المحظورة عليه.
213
المطلب الثاني
الحقوق السياسية
تعريفهـا
أنواعهــا
خصائصها
214
كبلو سن معينة ،وهكذا يشترط الدستور المصري الصادر عام 31 0بلو
سن الثالثين على األق في تاريخ التكليف ،لمن يعين عضوًا بالحكومة (المادة
من يرشح لعضوية مجلس النواب يوم فتح باب سن ،)3/ 00وأال تق
الترشيح عن خمس وعشرين سنة ميالدية (المادة .)3/ 13
-3الحقوق السياسية تعتبر أقرب إلى التكليف منها إلى الميزة الشخصية ،فمنح
حق االنتخاب ال يقصد به إشباع رغبة الناخبين ،باعتبارهم أفرادًا ،وإنما يهدف
أساسًا إلى تكليف هؤالء األفراد بالمشاركة في حكم الجماعة وإدارة شئونها،
وهذا أمر يهم المصلحة العامة .وهذه الصفة في الحقوق السياسية هي التي أدت
إن الدستور المصري االنتخاب إجباريًا في بعض القوانين ،ب إلى جع
الصادر عام 31 0ينص صراحة على أن "الوظائف العامة حق للمواطنين على
أساس الكفاءة ،ودون محاباة أو وساطة ،وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب" (مادة
.) 0
الحقوق السياسية التي سبق بيانها تقاب ما يسمى بالحقوق المدنية ،وهذه
األخيرة تضم سائر الحقوق غير السياسية ،والتي تقرر للشخص لتمكينه من
ممارسة نشاطه في المجتمع أو لحماية شخصيته ،فتندرج تحتها الحقوق العامة
التي سبق الكالم عنها ،وحقوق األسرة ،والحقوق المالية بأنواعها المختلفة،
والجامع بين الحقوق المدنية هو أنها – خالفًا للحقوق السياسية – الزمة لكي
يعيش الشخص حياته العادية الكريمة؛ ولذلك فهي تمنح ،كقاعدة عامة ،لك
األفراد دون تمييز بينهم بسبب السن أو الجنس أو الجنسية.
215
المطلب الثالث
حقوق األسرة
حقوق األسرة هي تلك الحقوق التي تثبت للشخص باعتباره فردًا في
أسرة ،واألسرة هي مجموعة من األفراد تربط بينهم صلة قرابة ،سواء أكانت
هذه القرابة قرابة نسب أم قرابة مصاهرة ،وهذه الحقوق تختلف بحسب مركز
الفرد في األسرة ،فحقوق الزوج غير حقوق الزوجة ،وحقوق األوالد غير
حقوق اآلباء أو األمهات.
216
المبحث الثاني
الحقوق المالية
قلنا فيما سبق إ ن الحقوق المالية هي التي يمكن تقويم محلها بالنقود ،وإذا
انصب الحق المالي على شئ مادي سمى حقًا عينيًا ،وذلك مث حق الملكية
الذي يقع على سيارة أو منز مثالً ،وقد يرد الحق المالي على عم أو امتناع
يقوم به شخص لحساب صاحب الحق ،وعندئذ يسمى الحق حقًا عن عم
شخصيًا .وعلى ذلك فذن الحقوق المالية تنقسم إلى حقوق عينية وحقوق
شخصية ،وسنقوم بدراسة هذين النوعين من الحقوق ك في مطلب مستق ،ثم
نخصص مطلبًا ثالثًا للمقارنة ومحاولة التقريب بينهما.
المطلب األول
الحقوق العينية
تعريفها
الحق العيني هو سلطة مباشرة لشخص على شيء مادي معين بالذات،
تمكنه من القيام بأعما معينة على هذا الشيء تحقيقًا لمصلحة معينة .ومثاله
حق الملكية ،وحق االرتفاق ،وحق الرهن .وتتميز الحقوق العينية بأنها تقع على
شيء مادي ،كسيارة أو منز ،وبأنها تمنح صاحبها سلطة مباشرة على الشئ،
بحيث يستطيع أن يستفيد منه دون تدخ الغير ،فالذي يملك سيارة مثالً يستطيع
مبلغ معين أو يبيعها أو أن يستخدمها في تنقالته ،أو يؤجرها للغير مقاب
الغير لقيامه بهذه األفعا يرهنها أو يهبها ،وذلك كله دون اقتضاء تدخ
والتصرفات.
217
أنواعهــا
تنقسم الحقوق العينية إلى حقوق عينية أصلية وحقوق عينية تبعية،
فالحقوق العينية األصلية هي التي تنشأ مستقلة بذاتها دون أن تستند إلى حق
آخر ،وهي تشم :حق الملكية ،وحق االنتفاع ،وحق االرتفاق ،وحق
االستعما ،وحق السكنى ،وحق الحكر.
أما الحقوق العينية التبعية فهي التي تقوم مستندة إلى حق شخصي تكون
تابعة له وضامنة للوفاء به ،وهي تشم حق الرهن الرسمي ،وحق الرهن
الحيازي ،وحق االختصاص ،وحق االمتياز.
وفيما يلي نتكلم عن الحقوق العينية األصلية ،ثم ندرس الحقوق العينية التبعية.
سبق أن قلنا إن الحقوق العينية األصلية هي التي تقوم مستقلة بذاتها دون
الملكية ،واالنتفاع ،واالستعما ، أن تكون تابعة لحق آخر .وقلنا إنها تشم
والسكنى ،واالرتفاق ،والحكر.
حـق الملكــية
-االستعما
218
-3االستغال
وهو االستفادة من ثمار الشيء دون المساس بأصله ،وهذا يمث االنتفاع
غير المباشر بالشيء ،والثمار قد تكون طبيعية ،وهي التي ينتجها الشيء دون
تدخ اإلنسان ،كثمار األشجار ونتاج الحيوان ،وقد تكون مستحدثة أي ناتجة
بفض جهد اإلنسان ،كالمحاصي الزراعية ،وقد تكون قانونية وهي المقاب
النقدي الذي يحص عليه للمالك مقاب السماح للغير باالنتفاع بملكه كتأجير
سيارة أو أرض زراعية أو شقة للسكن.
-2التصرف
ويتميز حق الملكية بأنه حق دائم ،بمعنى أنه ال يزو بعدم االستعما ،
فذذا ترك المالك ملكه بدون استعما فترة معينة ،فال يترتب عليه سقوط حق
ملكيته ،ويقا في هذا الصدد إن الملكية ال يرد عليها التقادم المسقط ،ولكن إذا
حاز شخص آخر شيء يملكه الغير وتوافرت في هذه الحيازة شروط معينة،
فذن هذا الشخص يمتلك ذلك الشيء بمضي المدة أي التقادم المكسب.
219
حق االنتفاع
وينشأ حق االنتفاع بمقتضى العقد ،كما يمكن أن يكون مصدره الشفعة أو
الوصية أو التقادم .ومن خصائص حق االنتفاع أنه مؤقت بطبيعته ،ينتهي
بانتهاء المدة المحددة له ،وهو ينتهي حتمًا بوفاة المنتفع حتى لو حدثت هذه
الوفاة قب مضي المدة المحددة لالنتفاع ،فذذا منح المالك حق انتفاع على أرضه
لشخص آخر لمدة 0سنوات ،ولكن بعد سنتين توفي المنتفع ،فذن حق االنتفاع
ينقضي رغم عدم انتهاء المدة المحددة ،فال ينتق إلى الورثة؛ ولذلك يقا إن
حق االنتفاع حق عمري أي ينتهي بانتهاء عمر المنتفع.
201
المؤجر لكي يتمكن المستأجر من االنتفاع المؤجرة ،وإنما ال بد من تدخ
بالعين ،ومن هنا ألقى القانون على عاتق المؤجر التزامًا إيجابيًا ،وهو تمكين
المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة.
ثم إن حق المستأجر يمكن أن ينتق إلى الورثة ،فذذا استأجر شخص شقة
وسكن بها يستطيع ورثته االستمرار في شغلها مقاب دفع األجرة ،وهذا عكس
االنتفاع ،الذي ينتهي حتمًا بوفاة المنتفع ،كما أشرنا إلى ذلك من قب .
أما حق السكنى ،فهو حق عيني أصلي يخو صاحبه سلطة سكنى دار
مملوكة للغير دون أن يكون له استعمالها لغرض آخر أو استغاللها أو التصرف
فيها.
200
معينة يقتصر انتفاعه بهذه الدار على سكناها هو وأسرته ،إنما ال يصح أن
يسمح للغير بالسكن فيها أو يؤجرها لهم .ولذلك يقا عادة إن حق االستعما
وحق السكنى من الحقوق الشخصية ،أي الحقوق المقصورة على شخص
صاحبها وأسرته.
وبناءً على ذلك فذنه كقاعدة عامة ال يجوز النزو عن حق االستعما أو
حق السكنى ،ولكن أجاز القانون استثناءً هذا التناز ،إذا كان ذلك بناء على
شرط صريح أو مبرر قوي (مادة 880مدني).
حــق الحكــر
202
والسلطات التي يخولها حق الحكر لصاحبه هي ،كما قلنا ،حق الغراس
في األرض والبناء فيها ،وحق تملك الغراس أو البناء.
هذا وقد ضاق نطاق الحكر في الوقت الحاضر ،وخاصة منذ إلغاء
الوقف األهلي؛ ألن انتهاء الوقف يترتب عليه انتهاء حق الحكر.
حــق االرتفــاق
حق االرتفاق هو تكليف يحد من منفعة عقار لمصلحة عقار آخر مملوك
لشخص غير مالك العقار األو ،ومثاله حق المرور ،أي حق صاحب العقار
غير المتص بالطريق العام في أن يمر في أرض الجار التي توصله إلى
الطريق العام.
-أن يوجد عقاران يتقرر التكليف على أحدهما ،ويسمى العقار الخادم،
لمصلحة اآلخر ،ويسمى العقار المخدوم ،ومثا ذلك قطعتا أرض متجاورتان.
-2أن يكون التكليف مقرر على العقار نفسه ،وليس على مالكه .وبناءً
على ذلك ،لو التزم جار بأن يحرث أرض جاره ،فال نكون بصدد حق ارتفاق؛
ألن التكليف مقرر على عاتق الجار وليس على أرضه.
203
-0أن تكون الخدمة مقررة لمنفعة العقار اآلخر وليس لمنفعة مالكه؛
ولذلك لو منح أحد الجيران لجاره حق الصيد في حديقته أو التنزه فيها ،فذننا ال
نكون بصدد حق ارتفاق؛ ألن التكليف مقرر لخدمة الجار وليس لخدمة عقاره.
قلنا فيما سبق إن الحق العيني التبعي هو الذي يقوم مستندًا إلى حق
شخصي لكي يضمن الوفاء به ،وإليضاح وظيفة الحقوق التبعية نذكر أن حق
الدائن تجاه مدينه تضمنه ك أموا المدين ،فذذا كان زيد من الناس مدينًا لك
بمبلغ ألف جنيه مثالً ،فذن جميع أموا زيد تكون ضامنة للوفاء بهذا الدين،
بمعنى أنك تستطيع إذا لم يدفع زيد المبلغ في الميعاد المتفق عليه أن تحجز
على أي ما من أمواله ،وتباع هذه األموا بالمزاد العلني جبرًا عنه ،ومن
حصيلة الثمن تستطيع أن تحص على الحق الذي لك .ولكن الدائن يمكن أن
يواجه احتما عدم استيفاء دينه من المدين إذا تصرف هذا األخير في أمواله
قب الحجز؛ فعندئذ تفلت هذه األموا من الضمان العام للدائن ،فال يستطيع
204
الحجز عليها .من ناحية أخرى قد يحص الدائن على حكم ضد مدينه ،ولكن
عند الحجز على أموا المدين يجد الدائن أن هناك دائنين آخرين لنفس المدين
يريدون توقيع الحجز ،واستيفاء حقوقهم أيضًا .وقد تكون قيمة أموا المدين أق
من مجموع الديون التي في ذمته ،وعندئذ يتعرض الدائنون لخطر آخر ،وهو
أن كالً منهم لن يستوفى حقه كامالً؛ ألنهم سيقتسمون المبلغ المتحص من بيع
هذه األموا قسمة غرماء ،أي أن كالً منهم سيأخذ جزءًا من حقه يعاد النسبة
بين قيمة هذا الحق إلى مجموع الديون ،فمثالً لو أن المدين له أمواالً قيمتها
ثالثة آالف جنيه ،ولكن له ثالثة دائنين :األو ،دائن له بثالثة آالف جنيه،
والثاني ،بألفين ،والثالث بألف ،في هذه الحالة سيوزع ثمن أموا المدين بعد
بيعها على هؤالء الثالثة بنسبة ثالثة إلى اثنين إلى واحد ،فيأخذ الدائن األو
ألف وخمسمائة جنيه ،والثاني ألف جنيه ،والثالث خمسمائة جنيه؛ وبذلك يكون
ك دائن منهم قد فقد نصف حقه.
لمواجهة هذين االحتمالين قام الحق العيني التبعي ،ليضمن للدائن الوفاء
بحقه كامالً من أموا المدين؛ ألن الحق العيني التبعي هو عبارة عن سلطة
مباشرة للدائن على ما معين من أموا المدين ،تخو له حق تتبع هذا الما
في أي يد يكون ،وحق استيفاء دينه من ثمن هذا الما باألولوية على سائر
الدائنين ،فالحق العيني التبعي يمنح ميزتين للدائن:
أي حق الدائن في تتبع الما الذي يقع عليه الحق العيني التبعي في يد
أي شخص انتق إليه هذا الما من المدين .وعلى ذلك إذا تقرر لك حق رهن
205
على سيارة مملوكة لمدينك ،وباع المدين هذه السيارة لشخص آخر ،فذن من
حقك تتبعها في يد الشخص اآلخر لتحجز عليها وتستوفى حقك من ثمنها.
ومعناها أنه إذا لم يف المدين لك بالدين الذي عليه ،فذن من حقك أن
توقع حجزًا على الما الذي لك عليه حق عيني تبعي ،كالرهن مثالً ،وليكن
منزالً أو سيارة؛ ومن ثمن هذا المنز أو تلك السيارة تستطيع أن تستوفى حقك
كامالً قب سائر الدائنين ،أي ال تدخ معهم في قسمة الغرماء ،ولكن تبدأ بقبض
حقك كامالً ،بصرف النظر عما سيبقى بعد ذلك من الثمن ،وهذا ما يسمى بحق
األفضلية أو األولوية ،ألنك تستوفى حقك باألولوية على الدائنين اآلخرين.
* الرهن الرسمي.
* الرهن الحيازي.
* حق اختصاص.
* حق االمتياز.
الرهن الرسمي
" الرهن الرسمي عقد به يكسب الدائن على عقار مخصص لوفاء دينه
حقًا عينيًا يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين العاديين والدائنين التاليين له
في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي يد يكون" (مادة 121
مدني).
-2الرهن الرسمي ال يقرر إال على عقار ،فهو ال يرد على المنقو .
هذا ويجب شهر الرهن الرسمي ،أي قيده في السجالت المعدة لذلك في
مكاتب الشهر العقاري ،وذلك حتى يكون نافذًا في حق الغير ،وبالتالي يستطيع
أن يتمسك بميزتي التتبع واألولوية اللتين يوفرهما له هذا الرهن.
الرهن الحيازي
207
-3حق الرهن الحيازي يرد على العقار كما يرد على المنقو .
حق االختصاص
-أنه ينشأ بأمر القاضي ،فليس مصدره عقد كالرهن الرسمي أو
الرهن الحيازي.
-3يشترط لتقريره أن يكون بيد الدائن حكم واجب النفاذ يلزم المدين
بشيء معين.
-2يشبه حق الرهن الرسمي في أنه ال يرد إال على عقار ،وأنه ال
يؤدي إلى نق حيازة العقار إلى الدائن ،وإنما تبقى بيد المدين ،وأخيرًا في أنه
يمنح الدائن نفس الحقوق التي يمنحها له الرهن الرسمي.
208
وغني عن الذكر أنه يمنح الدائن ميزتي األولوية ،والتتبع ومادام حق
االختصاص يرد على العقارات فقط ،فذنه يجب قيده حتى يحتج به على الغير.
حق االمتياز
حق االمتياز هو أولوية يقررها القانون لحق معين مراعاة منه لصفته،
وال يكون للحق امتياز إال بمقتضى نص في القانون (مادة 21مدني).
فحق االمتياز العام هو الذي يكون محله ك أموا المدين ومثاله ،حق
االمتياز المقرر ضمانًا ألجرة الخدم والعما ،وحق االمتياز المقرر ضمانًا لدين
نفقة األقارب ودين الخزانة العامة ،أما حق االمتياز الخاص ،فهو الذي يتقرر
المدين ،كاالمتياز المقرر على منقوالت معين فقط من أموا على ما
المستأجر الموضوعة في العين المؤجرة ضمانًا لألجرة ،وامتياز بائع العقار
للوفاء بباقي الثمن.
المطلب الثاني
الحقوق الشخصية
الحق الشخصي هو رابطة بين شخصين ،تخو أحدهما ،وهو الدائن أن
يطالب اآلخر ،وهو المدين بأن يقوم بعم أو يمتنع عن عم .
209
ومثا الحق الشخصي ،حق الدائن بمبلغ من النقود في مطالبة مدينه
بدفع هذا المبلغ ،وحق المستأجر في مطالبة المؤجر بتمكينه من االنتفاع بالعين
المؤجرة ،وحق المؤجر في أن يدفع له المستأجر األجرة ،وحق العام تجاه
رب العم في أجره.
ويتميز الحق الشخصي بأنه ال يمنح الدائن سلطة مباشرة على شيء
معين ،كالحق العيني ،وإنما يمنحه فقط الحق في مطالبة المدين بأن يؤدي له
عمالً معينًا أو يمتنع لصالحه عن أداء عم ؛ ولذلك فذن تدخ المدين ضروري
لكي يحص الدائن صاحب الحق على الميزات التي يخولها له هذا الحق؛ فذذا
اتفق شخص مع مقاو على أن يقوم المقاو ببناء عمارة لهذا الشخص ،فذن
معين ،هو بناء مضمونه عم صاحب العمارة يكون له حق تجاه المقاو
العمارة ،وهو ال يستطيع الحصو عليه دون تدخ المقاو وقيامه بهذا العم
وهو البناء.
أما العم فهو ما يتضح من األمثلة السابقة ،مث بناء العمارة مثالً ،أما
االمتناع عن العم فمثاله أن يشترط المشتري لمح أثاث على بائع هذا المح
أن يمتنع هذا األخير عن منافسة المشتري في حدود منطقة معينة بأال يفتح
محالً لألثاث في هذه المنطقة ،أو يتفق مسرح مع ممث على أال يقوم بالتمثي
لدى مسارح أخرى في نفس المدينة.
221
ويالحظ أن الحق الشخصي يُسَمى حقًا إذا نظرنا إليه من جانب الدائن،
أما إذا نظرنا إليه من جانب المدين فذن يسمى دينًا أو التزامًا ،فالحق الشخصي
وااللتزام تسميتان لشيء واحد أو وجهان لعملة واحدة.
220
المبحث الثالث
(الحقوق الذهنية)
معناها:
222
بالجريدة الرسمية في ،3113/0/3وقد نص هذا القانون على إلغاء القوانين
المشار إليها سابقًا.
من قانون الملكية الفكرية "يتمتع بحماية هذا طبقًا لنص المادة 01
القانون حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية والفنية" ،وهذا يقتضي منا بيان
المقصود بالمؤلف ،والمقصود بالمصنفات.
( )1المؤلف:
طبقًا لنص المادة 21من قانون الملكية الفكرية ،المؤلف هو" :الشخص
الذي يبتكر المصنف ،ويعد مؤلفًا للمصنف من يذكر اسمه عليه أو ينسب إليه
عند نشره باعتباره مؤلفًا له ،ما لم يقم الدلي على غير ذلك" ،فالمشرع هنا قد
أقام قرينة بسيطة في هذا الصدد مؤداها أن من ينشر المصنف منسوبًا إليه ،يعد
223
مؤلفه إلى أن يثبت العكس .وبناءً عليه ،إذا نشر كتاب تحت اسم شخص معين،
فذن هذا الشخص يعتبر صاحب الحق الذهني على ما جاء فيه من أفكار ،لكن
يجوز ألي شخص آخر أن يثبت أنه هو المؤلف الحقيقي للكتاب.
وإذا كان تحديد المؤلف الفرد أمرًا ال يثير صعوبة ،فذن هناك حاالت
يدق في ها تحديد من هو المؤلف ،وهذا يحدث في حالتي التأليف المشترك
والتأليف الجماعي ،وهذا ما نبينه فيما يلي:
طبقًا لنص المادة 21من قانون الملكية الفكرية ،المصنف الجماعي هو
"المصنف الذي يضعه أكثر من مؤلف بتوجيه شخص طبيعي أو اعتباري يتكف
بنشره باسمه وتحت إدارته ،ويندمج عم المؤلفين فيه في الهدف العام الذي
قصد إليه هذا الشخص ،بحيث يستحي فص عم ك مؤلف وتمييزه على
حده".
ومتى وجد مصنف جماعي على هذا الوجه ،فذن القانون يعتبر أن
المؤلف هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي تم اإلنتاج بتوجيهه وإشرافه
ونشر باسمه ،وليس المؤلف هو األشخاص الذين تكاتفوا على إنتاجه .وفي هذا
تنص المادة 05من قانون الملكية الفكرية على أنه" :يكون للشخص الطبيعي
أو االعتباري الذي وجه إلى ابتكار المصنف الجماعي التمتع وحده بالحق في
مباشرة حقوق المؤلف عليه".
224
التأليف الجماعي أن تعهد الدولة إلى لجنة من العلماء أو ومثا
المتخصصين بوضع موسوعة علمية في فرع تخصصهم ،أو إلى مجموعة من
الفنانين بذنتاج أغنية استعراضية بمناسبة عيد وطني ،فهنا تكون الدولة هي
المؤلف ،وليس العلماء أو الفنانون.
وينتقد الفقه هذا الحكم ،نظرًا ألنه كان من المفروض أن تثبت صفة
المؤلف لألشخاص الذي تضافرت جهودهم إلنتاج المصنف ،وليس إلى
الشخص الموجه أو المشرف الذي لم يساهم بأية مساهمة ذهنية ،إال أن هذا
الرأي يفسر اتجاه المشرع إلى ذلك باعتبارات عملية مؤداها تفادي ما قد ينشأ
من صعوبات عن تدخ ال مؤلفين الحقيقيين مما قد يهدد الهدف المقصود من
التوجيه لوضع المصنف الجماعي.
من قانون الملكية الفكرية ،يقصد بالمصنف طبقًا لنص المادة 21
المشترك " المصنف الذي ال يندرج ضمن المصنفات الجماعية ،ويشترك في
وضعه أكثر من شخص ،سواء أمكن فص نصيب ك منهم فيه أو لم يمكن".
225
ويثور التساؤ هنا عن مدى حق ك مؤلف من المؤلفين المتعددين في
حالة المصنف المشترك.
أجابت على هذا التساؤ المادة 00من قانون الملكية الفكرية ،حيوث
ميزت بين ما إذا كان االشتراك مختلطًا ،بمعنى أنه ال يمكن تمييز دور ك من
المشتركين عن أدوار زمالئه ،أو يمكن تمييز دور ك منهم .فقد نصوت هوذه
المادة على أنه" :إذا اشترك أكثر من شخص في تأليف مصنف بحيث ال يمكون
فص نصيب ك منهم في العم المشترك ،اعتبر جميوع الشوركاء موؤلفين
للمصنف بالتساوي فيما بينهم ما لم يتفق كتابة على غير ذلك .وفي هذه الحالوة
ال يجوز ألحدهم االنفراد بمباشرة حقوق المؤلف إال باتفاق مكتوب بينهم ،فوذذا
كان اشتراك ك من المؤلفين يندرج تحت نوع مختلف من الفن ،كان لك منهم
الحق في استغال الجزء الذي ساهم به على حودة ،بشورط أال يضور ذلوك
باستغال المصنف المشترك ما لم يتفق كتابة على غير ذلك".
ولك منهم الحق في رفع الدعاوى عند وقوع االعتداء على أي حق من
حقوق المؤلف.
وإذا مات أحد المؤلفين الشركاء دون خلف عام أو خاص ،يئو نصيبه
إلى باقي الشركاء أو خلفهم ،ما لم يتفق كتابة على غير ذلك.
( ) المقصود بالمصنفات:
226
من نفس القانون بتعداد طوي ألنواع متعددة من المصنفات التي تتمتع بالحماية
إذ تنص على أنه" :تتمتع بحماية هذا القانون حقوق المؤلفين على مصنفاتهم
األدبية والفنية ،وبوجه خاص المصنفات اآلتية:
-1مصنفات العمارة.
227
- 2المصنفات المشوتقة ،وذلوك دون اإلخوال بالحمايوة المقوررة
للمصنفات التي اشتقت منها.
ويالحظ بعد هوذا التعوداد الطويو أنوه لويس واردًا علوى سوبي
الحصر ،لكن على سوبي المثوا ،بودلي أن الموادة ، 01السوابق إيوراد
نصها ،جاء في فقرتها األولى أن حمايوة قوانون الملكيوة الفكريوة يشوم
"بوجه خاص المصنفات اآلتية" :وهذا يعنوي أن أي مصونف أدبوي أو فنوي
يتمتع بهذه الحماية ،حتى ولو لم يكن ضمن التعداد الووارد فوي الونص ،موا
دام يصدق عليه مصطلح المصونفات المحودد مضومونه فوي الموادة 21
السابق ذكرها.
ال
وعلى العكس من ذلك ،فذن المشرع استبعد من نطاق الحماية أعما ً
أخرى ال يصدق عليها وصف المصنف ،فقد نصت المادة 0على أنه" :ال
وطرق التشغي الحماية مجرد األفكار واإلجراءات وأساليب العم تشم
والمفاهيم والمبادئ واالكتشافات والبيانات ،ولو كان معبرًا عنها أو موصوفة أو
موضحة أو مدرجة في مصنف.
أوالً :الوثائق الرسمية ،أيًا كانت لغتها األصلية أو اللغة المنقولة إليها،
نصوص القوانين ،واللوائح ،والقرارات ،واالتفاقيات الدولية ،واألحكام مث
القضائية ،وأحكام المحكمين ،والقرارات الصادرة من اللجان اإلدارية ذات
االختصاص القضائي.
ثانيًا :أخبار الحوادث ،والوقائع الجارية التي تكون مجرد أخبار صحفية.
ومع ذلك تتمتع مجموعات ما تقدم ،بالحماية إذا تميز جمعها باالبتكار في
الترتيب والعرض أو بأي مجهود شخصي جدير بالحماية".
228
ثانيًا :مضمون حق المؤلف:
حق المؤلف ،باعتباره حقًا ذهنيًا ،يتضمن جانبين :جانب معنوي أو
أدبي ،يسمى الحق األدبي للمؤلف ،وجانب مالي ،يسمى الحق المالي للمؤلف.
وك من هذين الحقين يمنح المؤلف سلطات معينة ،كما أون له خصائص
مميزة وهذا ما نعرضه فيما يلي:
"يتمتع المؤلف وخلفه العام – على المصنف – بحقوق أدبية أبدية غير
قابلة للتقادم أو للتناز عنها ،وتشم هذه الحقوق ما يلي:
على أنه" :للمؤلف وحده – إذا طرأت أسباب كما تنص المادة 00
جدية – أن يطلب من المحكمة االبتدائية الحكم بمنع طرح مصنفه للتداو أو
يسحبه من التداو أو بذدخا تعديالت جوهرية عليه."...
229
المصنف للجمهور ألو مرة .وللمؤلف سلطة تقديرية بشأن تقرير نشر مصنفه
من عدمه ،وإذا قرر النشر ،فله اختيار الطريقة التي يتم بها هذا النشر .والعلة
في ذلك أن المصنف يعتبر ثمرة فكر المؤلف وخياله ،وانعكاسًا لشخصيته،
ولذلك قد يقرر نشره متى وجد ذلك مالئمًا ،وقد يقرر عدم نشرة العتبارات
متعلقة بسمعته األدبية أو العلمية ،إذا وجد أن المصنف لم يرق بعد إلى
المستوى الواجب في نظره ،والذي يرتاح المؤلف إلذاعته على الناس وإلقائه
في التداو .ومتى قرر المؤلف نشر مصنفه ،فذنه هو وحده الذي يقرر الطريقة
التي يتم بها نشر المصنف ،فيقرر نشره في صورة كتابية أو شفوية أو غيرها
من الطرق ،وال يستطيع أحد غيره أن يقوم بتكرار النشر بالطريقة التي
اختارها المؤلف أو بغيرها من الطرق إال بذذنه ،وطبقًا لما يتفق عليه مع
المؤلف.
من هذا القبي ما نصت عليه المادتان 0و 03من قانون الملكية
الفكرية ،فالمادة 0تنص على أنه" :مع عدم اإلخال بحقوق المؤلف األدبية
طبقًا ألحكام هذا القانون ،ليس للمؤلف بعد نشر مصنفه أن يمنع الغير من القيام
بأي عم من األعما اآلتية ،":ثم ذكرت المادة في تعداد طوي وتفصي كبير
ال الحصر" :أداء المصنف في المثا هذه األعما ،نذكر منها على سبي
اجتماعات داخ إطار عائلي ،أو بطالب داخ المنشأة التعليمية مادام ذلك يتم
/ 0أوالً)" ،عم مالي مباشر أو غير مباشر" (مادة مقاب بدون تحصي
نسخة وحيدة من المصنف ،الستعما الناسخ الشخصي المحض وبشرط أال
العادي أو يلحق ضررًا غير مبرر بالمصالح هذا النسخ باالستغال يخ
231
المشروعة للمؤلف أو ألصحاب حق المؤلف" .وكذلك فذن المادة 03نصت
على أنه" :مع عدم اإلخال بحقوق المؤلف األدبية ،طبقًا ألحكام هذا القانون،
فليس للمؤلف أو خلفه أن يمنع الصحف أو الدوريات أو هيئات اإلذاعة ،في
الحدود التي تبررها أغراضها مما يلي ،"...وذكرت عدة حاالت منها" :نشر
مقتطفات من مصنفاته التي أتيحت للجمهور بصورة مشروعة ،ومقاالته
المنش ورة المتعلقة بالموضوعات التي تشغ الرأي العام في وقت معين ،ما لم
يكن المؤلف قد حظر ذلك عند النشر ،وبشرط اإلشارة إلى المصدر الذي نقلت
عنه وإلى اسم المؤلف وعنوان المصنف" (م/ 03أوالً).
وقد ورد ذكر هذه السلطة بالمادة / 02ثانيًا ،سالفة الذكر .فمن المنطقي
أن من ينتج إنتاجًا ذهنيًا يكون له الحق في أن يُنسَب إنتاجه إليه ،فتكون له أبوة
المصنف الذي يعد ابتكارًا له ،ويترتب على ذلك أن يكون للمؤلف نشر مصنفه
حامالً اسمه الحقيقي ،أو اسمًا مستعارًا يختاره ،أو حتى دون ذكر اسم ،بشرط
أال يقوم ش ك في معرفة حقيقة شخصه ،فذذا قام الشك اعتبر ناشر أو منتج
المصنف ،سواء أكان شخصًا طبيعيًا أم اعتباريًا ،ممثالً للمؤلف في مباشرة
حقوقه ،إلى أن يتم التعرف على حقيقة شخص المؤلف (مادة 2/ 21من قانون
الملكية الفكرية).
230
التغيير أو أساء بعمله لسمعه المؤلف ومكانته" .فذذا كان المصنف كتابًا ،فلمؤلفه
أن يضيف إليه فصوالً أو بنودًا جديدة ،أو يحذف منه أخرى .وإذا كان
المصنف قصة ،فللمؤلف أن يحولها إلى فيلم سينمائي ،وله أن يعهد إلى الغير
بالتعدي في مصنفه أو التحوير فيه ،ولكن الغير ال يستطيع إجراء ذلك دون
إذن المؤلف .ومن حق األخير أن يمنعه من ذلك حتى لو كان المؤلف قد منح
الغير حق االستغال المالي؛ ألن هذا التصرف ال يؤدي النتقا حق التعدي
إلى الغير ب يبقى للمؤلف( .مادة 00من قانون الملكية الفكرية).
تنص المادة 00من قانون الملكية الفكرية على أن" :للمؤلف وحده –
إذا طرأت أسباب جدية – أن يطلب من المحكمة االبتدائية الحكم بمنع طرح
مصنفه للتداو أو بسحبه من التداو أو بذدخا تعديالت جوهرية عليه ،برغم
تصرفه في حقوق االستغال المالي ،ويلزم المؤلف في هذه الحالة أن يعوض
مقدمًا من آلت إليه حقوق االستغال المالي تعويضًا عادالً يدفع في غضون
أج تحدده المحكمة ،وإال زا ك أثر للحكم".
232
سالف الذكر ،قيد سلطة المؤلف في ولذلك فذن المشرع ،بنص المادة 00
بوجوب اللجوء للقضاء ،فألزمته أن يطلب من سحب مصنفه من التداو
المحكمة االبتدائية الحكم بمنع طرح مصنفه في التداو أو بسحبه من التداو
رغم تصرفه في حقوق االستغال المالي ،وذلك إذا طرأت أسباب جدية تبرر
ذلك .وبالطبع فذن تقدير مدى جدية هذه األسباب متروك للقضاء ،فذذا رأت
المحكمة أن هذه األسباب جدية ،حكمت بمنع طرح المصنف في التداو أو
بسحبه من التداو ،إال أنه حفاظًا على حقوق من آلت إليه حقوق االستغال
المالي ،فذن المحكمة تحكم له بتعويض عاد يلتزم بدفعه المؤلف مقدمًا في
غضون أج معين تحدده المحكمة ،وإال زا ك أثر للحكم.
الحق األدبي للمؤلف يعتبر من الحقوق غير المالية التي ال يمكن تقديرها
بالنقود ،وذلك التصالها بشخصية المؤلف .ويترتب على ذلك ثبوت عدة
خصائص لهذا الحق نعرضها فيما يلي:
نظرًا ألن الحق األدبي للمؤلف متعلق بشخصه ،فذنه ال يجوز له أن
يتصرف فيه ،سواء بمقاب أو بدون مقاب .وقد نصت على هذا الحكم صراحة
من قانون الملكية الفكرية ،بقولها" :يقع باطالً بطالنًا مطلقًا ك المادة 05
تصرف يرد على أي من الحقوق األدبية المنصوص عليها في المادتين () 02
و ( ) 00من هذا القانون" .والحقوق المنصوص عليها في هاتين المادتين هي
السلطات األربع ،التي تكون مضمون الحق األدبي للمؤلف والسابق دراستها.
الحجز قد يؤدي إلى البيع .ولما كان الحق األدبي غير قاب للتصرف
فيه ،فذن ذلك يستتبع بالضرورة بطالن الحجز ،إال أنه يالحظ أن الحجز على
233
نسخ المصنف الذي نُشِر بالفع جائز؛ ألن هذه النسخ أموا مادية يمكن الحجز
عليها ،ومثا ذلك نسخ الكتاب الذي نشر أو الفيلم الذي تم إنتاجه.
الحق األدبي ال يسقط بالتقادم ،ب يظ باقيًا حتى بعد وفاة المؤلف؛ إذ
من قانون الملكية المصنف منسوبًا إليه .وفي هذا نصت المادة 02 يظ
الفكرية على أنه" :يتمتع المؤلف وخلفه العام – على المصنف – بحقوق أدبية
أبدية غير قابلة للتقادم أو للتناز عنها."...
يتضمن الحق المالي للمؤلف سلطته في استغال مصنفه لكي يستفيد منه
ماليًا ،سواء قام بهذا بنفسه أم عهد إلى الغير بذلك بمقاب .
واالستغال المالي للمصنف يكون بنشره على الناس بمقاب ،سواء كان
ذلك مباشرة أو بطريق غير مباشر.
نماذج من المصنف ،أي في عم أما الطريقة غير المباشرة فتتمث
بنشر صورة منه تكون في متناو الجمهور ،كطبع كتاب في نسخ أو تسجي
أغنية على شرائط أو نشر صور فوتوغرافية للوحة مرسومة ،واستغال
234
المصنف قد يتم بصورته األصلية أو بعد تحويله إلى لون آخر من ألوان الفن
أو بترجمته.
من قانون الملكية الفكرية على الحق المالي وقد نصت المادة 00
للمؤلف بقولها" :يتمتع المؤلف وخلفه العام من بعده ،بحق استئثاري في
الترخيص أو المنع ألي استغال لمصنفه بأي وجه من الوجوه ،وبخاصة عن
طريق النسخ أو البث اإلذاعي أو إعادة البث اإلذاعي أو األداء العلني أو
التوصي العلني ،أو الترجمة ،أو التحوير أو التأجير أو اإلعارة أو اإلتاحة
للجمهور ،بما في ذلك إتاحته عبر أجهزة الحاسب اآللي أو من خال شبكات
االنترنت أو شبكات المعلومات أو شبكات االتصاالت وغيرها من الوسائ
."...
نظرًا للطبيعة المالية لهذا الحق ،فذن له خصائص الحقوق المالية عمومًا،
إال أن ا تصا الحق الذهني بشخص المؤلف يؤدي إلى تقييد هذه الخصائص
على نحو ما سنراه فيما يلي:
تنص المادة 08من قانون الملكية الفكرية على أنه" :للمؤلف أن ينق
إلى الغير ك أو بعض حقوقه المالية المبينة في هذا القانون" .فهذا النص يقرر
صراحة حق المؤلف في التصرف في حقوقه المالية على مصنفه ،إال أن
المشرع قد وضع شروطًا لهذا التصرف أوردتها المادة 08بقولها" :ويشترط
النعقاد التصرف أن يكون مكتوبًا ،وأن يحدد فيه صراحة وبالتفصي ،ك حق
على حدة ،يكون محالً للتصرف مع بيان مداه ،والغرض منه ،ومدة االستغال ،
ومكانه".
235
شكليًا هو الكتابة ،والكتابة هنا شرط لالنعقاد ،وليس لمجرد اإلثبات ،وبالتالي
يترتب على تخلف هذا الشرط أن يقع التصرف باطالً بطالنًا مطلقًا .كما أن
هذا النص قد حرص على تطلب التحديد الواضح لمح التصرف ،فيحدد ك
حق على حدة ،يكون محالً للتصرف مع بيان مداه ،والغرض منه ،ومدة
االستغال ،ومكانه.
من قانون الملكية الفكرية على أنه "ال يترتب كما نصت المادة 53
على تصرف المؤلف في النسخة األصلية من مصنفه ،أيًا كان نوع هذا
التصرف ،نق حقوقه المالية .ومع ذلك ال يجوز إلزام المتصرف إليه بأن يُمَكِّن
المؤلف من نسخ أو نق أو عرض النسخة األصلية ،وذلك كله ما لم يتفق على
غير ذلك".
كما نصت المادة 5على أنه" :إذا تبين أن االتفاق المشار إليه في
المادة 51من هذا القانون مجحف بحقوق المؤلف أو أصبح كذلك ،لظروف
طرأت بعد التعاقد ،يكون للمؤلف أو خلفه أن يلجأ إلى المحكمة االبتدائية بطلب
236
إعادة النظر في قيمة المقاب المتفق عليه مع مراعاة حقوق المتعاقد معه وعدم
اإلضرار به".
من قانون فيما يتعلق بالحجز على الحق المالي نصت المادة 50
الملكية الفكرية على أنه" :يجوز الحجز على الحقوق المالية للمؤلفين على
المنشور أو المتاح للتداو من مصنفاتهم .وال يجوز الحجز على المصنفات
التي يتوفى صاحبها قب نشرها ما لم يثبت أن إرادته قد انصرفت إلى نشرها
قب وفاته".
237
يتبين من هذا النص أن المشرع بخصوص الحجز على الحق المالي
للمؤلف – قد ميز بين فرضين:
األو :الحقوق المالية على المصنفات التي لم يتم نشرها بعد ،وهذه ال
يجوز الحجز عليها ألن الحجز عليها سيؤدي إلى بيعها الستخدام حصيلة البيع
في سداد ديون المؤلف ،ولكن مشتري حق االستغال في المزاد لن يتمكن من
االستفادة منه إال عن طريق النشر ،بيد أن تقرير نشر المصنف أو عدم نشره
سلطة من سلطات الحق األدبي للمؤلف وحده -كما رأينا ( -مادة تمث
3/ 02من قانون الملكية الفكرية) ،وال يجوز أن يمارس هذا الحق شخص
غيره إال بذذنه ،ومعنى هذا أن مشتري حق االستغال لن تكون له مصلحة في
شرائه ،أي أن الحجز لن يحقق الغرض منه ،وبالتالي فهو غير جائز ،وبالطبع
يدخ تحت حكم هذا الفرض المصنفات التي يتوفى صاحبها قب نشرها ،ما لم
يثبت أن إرادته قد انصرفت إلى نشرها قب وفاته.
وغني عن البيان أنه يجوز الحجز على نسخ المصنف الذي تم نشره؛ إذ
تعتبر هذه النسخ من األموا المنقولة التي يرد عليها الحجز كغيرها من أموا
المدين.
لما كان الحق المالي يمث عنصرًا في الذمة المالية للمؤلف ،فذنه ينتق
إلى ورثته كسائر الحقوق المالية ،كما أنه يوصي به .وقد رأينا أن المادة 00
238
من قانون الملكي ة الفكرية التي تتناو الحق المالي للمؤلف تنص صراحة على
أنه " :يتمتع المؤلف وخلفه العام من بعده بحق استئثاري في الترخيص أو المنع
ألي استغال لمصنفه ،"...كما جاء في الفقرة الثالثة من نفس المادة نصها
اآلتي" :كما يتمتع المؤلف وخلفه من بعده بالحق في تتبع أعما التصرف في
النسخة األصلية ."...
الحق المالي للمؤل ف حق مؤقت يسقط بمضي مدة معينة بعدها يصير
من حق الجميع االستفادة منه بنشر المصنف واستغالله دون إذن من الورثة؛
والعلة في هذا التأقيت أن المصنف يعتبر من التراث الفكري للمجتمع
واإلنسانية كلها ،فالبد أن تتاح الفرصة للجميع بعد مدة معينة لالستفادة منه بعد
أن يكون المؤلف وورثته قد حصلوا من ورائه على عائد مناسب.
أما بالنسبة للمصنفات الجماعية فقد نصت المادة 03من ذات القانون
على أنه" :تحمى الحقوق المالية لمؤلفي المصنفات الجماعية – باستثناء مؤلفي
239
مصنفات الفن التطبيقي – مدة خمسين سنة تبدأ من تاريخ نشرها أو إلتاحتها
مرة أيهما أبعد ،وذلك إذا كان مالك حقوق المؤلف شخصًا للجمهور ألو
اعتباريًا ،أما إذا كان مالك هذه الحقوق شخصًا طبيعيًا فتكون مدة الحماية طبقًا
للقواعد المنصوص عليها في المادتين 0 ، 01من هذا القانون.
وتنقضي الحقوق المالية على المصنفات التي تنشر ألو مرة بعد وفاة
مؤلفها بمضي خمسين سنة ،تبدأ من تاريخ نشرها أو إتاحتها للجمهور ألو
مرة أيهما أبعد".
وأما بالنسبة للحقوق المالية على المصنفات التي تنشر بدون اسم مؤلفها
أو باسم مستعار ،فذنها تحمى لمد ة خمسين سنة تبدأ من تاريخ نشرها أو إتاحتها
للجمهور ألو مرة أيهما أبعد ،فذذا كان مؤلفها شخصًا معروفًا ومحددًا أو
كشف مؤلفها عن شخصه ،فتكون مدة الحماية طبقًا للقاعدة العامة المنصوص
عليها في المادة 01من هذا القانون (مادة .) 02
أما مصنفات الفن التطبيقي فتنقضي حقوق المؤلفين المالية عليها بمضي
خمس وعشرين سنة تبدأ من تاريخ نشرها أو إتاحتها للجمهور ألو مرة أيهما
أبعد (مادة .) 00
وفي النهاية فذن المشرع قد أورد قاعدة عامة بخصوص كيفية حساب
مدة تقادم الحق المالي للمؤلف؛ إذ نصت المادة 05على أنه" :في األحوا
241
التي تحسب فيها مدة الحماية من تاريخ النشر أو اإلتاحة للجمهور ألو مرة،
يتخذ تاريخ أو نشر أو أو إتاحة للجمهور أيهما أبعد مبدأ لحساب المدة،
بغض النظر عن إعادة النشر أو إعادة اإلتاحة للجمهور إال إذا أدخ المؤلف
على مصنفه عند اإلعادة تعديالت جوهرية بحيث يمكن اعتباره مصنفًا جديدًا.
قرر قانون الملكية الفكرية حماية خاصة لحق المؤلف في حالة االعتداء
عليه؛ وذلك بالنص على إجراءات تحفظية تتخذ عند وقوع هذا االعتداء لحين
رفع دعوى مدنية لوقفه ،والحكم بالتعويض للمؤلف ،وفضالً عن ذلك نص هذا
بذيجاز اإلجراءات القانون على حماية جنائية لهذا الحق .وفيما يلي نتناو
التحفظية ،ثم الجزاء المدني ،وأخيرًا الجزاءات الجنائية.
أ – اإلجراءات التحفظية:
نص قانون الملكية الفكرية على إجراءات تحفظية يمكن أن تأمر بها
المحكمة في حالة االعتداء على حق المؤلف ،وهي إجراءات وقتية لحين رفع
دعوى مدنية لوقف االعتداء أو التعويض عما سببه من أضرار للمؤلف أو
خلفه .هذه اإلجراءات نصت عليها المادة 08من هذا القانون بقولها" :لرئيس
المحكمة المختصة بأص النزاع ،بناءً على طلب ذي الشأن ،وبمقتضى أمر
يصدر على عريضة ،أن يأمر بذجراء أو أكثر من اإلجراءات التالية أو غيرها
من اإلجراءات التحفظية المناسبة ،وذلك عند االعتداء على أي من الحقوق
المنصوص عليها في هذا الكتاب( :أي الكتاب الثالث الخاص بحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة).
240
-إجراء وصف تفصيلي للمصنف أو األداء أو التسجي الصوتي أو
البرنامج اإلذاعي.
ب – الجزاء المدني:
242
وذلك بذعدام نسخ المصنف المقلدة واألدوات والمواد التي استعملت في نشره،
بشرط أال تكون صالحة لعم آخر غير تقليد المصنف.
وباإلضافة إلى ذلك تحكم المحكمة بتعويض للمؤلف أو لخلفه عما حدث
من ضرر نتيجة االعتداء على المصنف.
لم يكتف المشرع بالحماية المدنية لحق المؤلف ،وإنما قرر له أيضًا
حماية جنائية بأن اعتبر أفعا االعتداء على هذا الحق جريمة قرر لها عقوبة.
من قانون الملكية الفكرية نصت على أنه" :مع عدم 1 فالمادة
اإلخال بأية عقوبة أشد في قانون آخر ،يعاقب بالحبس مدة ال تق عن شهر
وبغرامة ال تق عن خمسة آالف جنيه وال تجاوز عشرة آالف جنيه أو بذحدى
هاتين العقوبتين ،ك من ارتكب أحد األفعا اآلتية:
243
خامسًا :التصنيع أو التجميع أو االستيراد بغرض البيع أو التأجير ألي
جهاز أو وسيلة أو أداة مصممة أو معدة للتحاي على حماية تقنية يستخدمها
المؤلف أو صاحب الحق المجاور.
أو التعييب بسوء نية ألية حماية تقنية سادسًا :اإلزالة أو التعطي
يستخدمها المؤلف أو صاحب الحق المجاور ،كالتشفير أو غيره.
عن ثالثة أشهر وفي حالة العود تكون العقوبة الحبس مدة ال تق
والغرامة التي ال تق عن عشرة آالف جنيه وال تجاوز خمسين ألف جنيه.
ويجوز للمحكمة ،عند الحكم باإلدانة ،أن تقضي بغلق المنشأة التي
استغلها المحكوم عليه في ارتكاب الجريمة مدة ال تزيد على ستة أشهر ،ويكون
الغلق وجوبيًا في حالة العود في الجرائم المنصوص عليها في البندين (ثانيًا
وثالثًا) من هذه المادة.
244
الباب الثاني
أركان الحق
تمهيد وتقسيم
ذكرنا فيما سبق أن الحق هو استئثار شخص بميزة معينة استئثارًا يحميه
القانون ،ويظهر من هذا التعريف أن الحق يفترض أوالً شخصًا معينًا يثبت له
االستئثار؛ ومن ثم التسلط واالقتضاء ،وعلى ذلك فالركن األو في الحق هو
األشخاص أصحاب الحقوق.
أما الحماية القانونية للحق ،فهي وإن كانت ضرورية له ،كما بينا سابقًا،
فهي ليست ركنًا فيه ،وبالتالي ستكون دراستها بمناسبة استعما الحق ،وليس
مكانها هنا؛ ألن هذا الباب مخصص لدراسة أركان الحق.
245
الفصل األول
أشخاص الحق
المقصود بالشخص:
وعلى ذلك ففي دراستنا ألشخاص الحق ،ندرس أوالً الشخص الطبيعي،
وهو اإلنسان ،ثم بعد ذلك ندرس الشخص االعتباري.
246
المبحث األول
الشخص الطبيعي
247
المطلب األو :بدء الشخصية وانتهاؤها.
المطلب األول
248
خمسة عشر يومًا من تاريخه ،ومتى تم التبليغ يتم عن الميالد في خال
استخراج مستند رسمي بواقعة الميالد يكون دليالً عليها ،وهذا هو المستند الذي
يسمى شهادة الميالد.
ولكن يالحظ أن شهادة الميالد ليست الدلي الوحيد على واقعة ميالد
الطف ،فهذه واقعة مادية يجوز إثباتها بكافة الطرق؛ ولذلك فذن المادة 31مدني
بعد أن نصت في فقرتها األولى على أن تثبت الوالدة والوفاة بالسجالت
الرسمية المعدة لذلك أضافت في فقرتها الثانية" :فذذا لم يوجد هذا الدلي أو تبين
عدم صحة ما أدرج بالسجالت جاز اإلثبات بأية طريقة أخرى".
رغم أن القاعدة العامة ،كما سبق بيانه ،هي أن الشخصية القانونية ال
تثبت لإلنسان إال بتمام والدته حيًا ،إال أن القانون أجاز استثناءً أن يكتسب
الجنين بعض الحقوق ،أي أن القانون اعترف له بشخصية قانونية ناقصة (مادة
3/31مدني).
249
-2حقه في ثبوت نسبه إلى أبيه.
الحقوق السابق ذكرها تثبت للجنين بنص القانون؛ ولذلك ال خالف حو
ثبوتها له ،ولكن الفقه اختلف بشأن الهبة للجنين.
فذهب البعض إلى أنه تصح الهبة للجنين ،والقبو الذي يشترط لتمام
الهبة ،باعتبارها عقد يصدر من الوصي على الجنين ،فالقانون أجاز لألب أن
يعين وصيًا على الجنين (مادة 31من قانون الوالية على الما ) ،فذذا لم يختر
األب وصيًا عينت له المحكمة وصيًا (مادة 38من القانون السابق) ،كما قرر
الوصية التي يوصى بها للجنين (مادة 31من قانون أن هذا الوصي يقب
الوصية) ،وقياسًا على ذلك يستطيع الوصي قبو الهبة ،ويخلص هذا الرأي إلى
أن الجنين تثبت له الحقوق النافعة له نفعًا محضًا ،سواء كانت تحتاج لثبوتها
إلى قبو منه أو ال تحتاج إلى قبو ألنه في الحالة األولى سيتولى قبولها عنه
الوصي عليه.
بينما ذهب البعض اآلخر إلى أن الجنين ال تثبت له إال الحقوق التي ال
يحتاج ثبوتها له إلى قبو منه .ولما كانت الهبة عقد يتم بذيجاب وقبو ،فذنها
ال تصح ،لعدم إمكان صدور قبو من الجنين ،وال وجه لما يدعيه أصحاب
منه الهبة قياسًا على قبو من أن الوصي على الجنين تقب الرأي األو
الوصية؛ ألن هذا قياس مع الفارق ،حيث إن الوصية تصرف يتم بذرادة
الموصي وحده ،وما القبو إال شرط للزومها وامتناع ردها ،بينما الهبة عقد
يعتبر القبو ركنًا فيها ال تتم بدونه ،ثم إنه إذا كان القانون قد نص على اختيار
251
أو تعيين وصي على الجنين ،فذنه لم يقصد بذلك إقامة نائب قانوني عن الجنين
يتولى إبرام التصرفات القانونية بدالً منه -كما هو مفهوم – بشأن الوصي،
وإنما أراد تعيين شخص يكون مجرد حارس وأمين على أموا الجنين يتولى
الحفاظ عليها.
ويبدو لنا أن الرأي الثاني هو األقرب إلى الصواب ،نظرًا ألن ثبوت
العام ،وهو عدم بداية الشخصية الحقوق للج نين يعتبر استثناء على األص
القانونية ،إال منذ الوالدة ،وهذا االستثناء ورد في نصوص صريحة ،وال يمكن
عن طريق القياس إضافة حقوق أخرى إليها ،نظرًا ألن االستثناء ال يقاس عليه
وال يتوسع في تفسيره ،وبالتالي فذن الهبة للجنين ال تجوز؛ ألن النصوص ال
تذكرها ضمن الحقوق التي تثبت للجنين.
يتبين لنا مما سبق أن الجنين تكون له شخصية قانونية ناقصة ،فهو من
ناحية ال يتحم بالتزامات على اإلطالق ،ومن ناحية أخرى ال يكتسب من
الحقوق إال بعضها.
كما يالحظ من ناحية أخرى أن هذه الحقوق التي يكتسبها الجنين معلقة
على شرط تمام والدته حيًا ،فذذا تمت هذه الوالدة ثبتت هذه الحقوق في ذمته
نهائيًا ،أما إذا ولد ميتًا زالت عنه هذه الحقوق بأثر رجعي فيرد الميراث والما
الموصى به إلى مستحقيهم ،ولكن إذا ولد حيًا ثم مات بعد ذلك ولو بلحظات
اعتبرت هذه الحقوق تركة خلفها بعد موته وتوزع على ورثته.
انتهاء الشخصية:
مدني تنتهي شخصية اإلنسان بموته وتثبت طبقًا لنص المادة /31
الوفاة كالميالد في السجالت المعدة لذلك ،إال أن هذه الشخصية قد تنقضي في
وقت سابق على الوفاة ،إذا حكم بموت المفقود ،وهذا ما نبينه في الكالم عن
مركز المفقود.
250
مركز المفقود:
فالغائب إذًا يفترق عن المفقود ألن األو حياته معلومة ،أما الثاني فال
يعلم أهو حي أم ميت؛ ولذلك فذن المفقود يثير إشكاالً بشأن أحكامه القانونية؛
ألننا ال نعرف ،ه هو حي فتكون شخصيته القانونية باقية أم أنه ميت فتكون
قد انتهت؛ ولذلك فلمعرفة األحكام القانونية الخاصة بالمفقود نميز بين حاالت
ثالث:
الحالة األولى:
وهي حالته في الفترة ما بين فقده وقب الحكم بموته .في هذه الفترة ال
ن ستطيع الجزم بأنه حي أو ميت؛ ولذلك نرجح أصلح الوضعين بالنسبة له
فنفترض أنه حي ،وبالتالي تبقى زوجته على ذمته وتبقى أمواله ،ويعين وكي ٌ
إلدارتها ،وال توزع على الورثة؛ ألن موته غير محقق ،ولكن مراعاة العتبار
أن حياته أيضًا غير مؤكدة ،فذن ما يرثه من ما يوصى له به أثناء هذه الفترة،
يحجز له ،ويكون مصير هذه األموا الموروثة أو الموصى بها معلقًا على
شرط التأكد من حياته.
من غير المعقو أن يستمر وضع المفقود معلقًا هكذا ال يعرف أهو حي
أم ميت؛ لذلك فذن القانون (مرسوم بقانون رقم 35لسنة ) 838قرر أنه يحكم
بموت المفقود بعد فترة من فقده حتى تسوى المسائ الخاصة به .والمدة التي
252
يحكم بعدها بموت المفقود تختلف باختالف فرضين (مادة 3من القانون 35
لسنة 838معدلة بالقانون رقم 3لسنة .)3110
إذا كان المفقود قد فقد في ظروف يغلب فيها الهالك ،كما إذا كان قد
خرج في حرب أو فقد أثناء فيضان أو زلزا ،هنا يحكم القاضي بموت المفقود
بعد مضي أربع سنوات على الفقد.
لكن يعتبر المفقود ميتًا بعد مضي مدة خمسة عشر يومًا على األق من
تاريخ فقده في حالة ما إذا ثبت أنه كان على ظهر سفينة غرقت ،أو كان في
طائرة سقطت ،وبعد مضي سنة إذا كان من أفراد القوات المسلحة ،وفقد أثناء
العمليات الحربية (القانون رقم 3لسنة 3110بتعدي أحكام المرسوم بقانون
رقم 35لسنة .) 838
أما في الفرض الثاني حيث يفقد المفقود في ظروف ال يغلب عليه فيها
الهالك ،فذن القاضي بحكم بموته بعد مضي المدة التي يقدرها ،سواء كانت
أربع سنوات أو أكثر.
متى حكم باعتبار المفقود ميتًا ،أو نشر قرار رئيس مجلس الوزراء أو
قرار وزير الدفاع باعتباره ميتًا ،فذنه يعتب ر ميتًا من وقت الحكم بموته أو نشر
القرار في الجريدة الرسمية ،وذلك بالنسبة لماله ،أما بالنسبة لما غيره فذنه
يعتبر ميتًا من وقت الفقد.
فبالنسبة لماله يوزع على ورثته الموجودين وقت الحكم بموته ،وتعتد
253
زوجته عدة الوفاة ،ثم يكون لها الحق في الزواج بآخر بعد انتهاء فترة العدة
(مادة " "33من القانون السابق ذكره).
الحالة الثالثة:
وفي هذه الحالة يأخذ ما بقي من أمواله في أيدي الورثة ،أما ما استهلكوه
أو تصرفوا فيه ،فليس له حق فيه وال يستطيع مطالبتهم بتعويض منه ألنهم
تملكوه بحكم القاضي.
وبالنسبة لزوجته فهي تكون له إذا لم يكن قد تزوجها آخر غير عالم
بحياته ودخ بها ،وإال فذنها تكون للزوج الثاني.
من هذا يتبين أن الشخصية القانونية ،وإن كانت -كقاعدة عامة -تنتهي
بوفاة اإلنسان وفاة حقيقية ،فذنها قد تنتهي قب الوفاة الحقيقية ،وذلك في حالة
الحكم بموت المفقود ،ف الحكم بموته يعتبر موتًا اعتباريًا أو حكمًا وليس حقيقيًا،
وهذا ما يمث استثناءً على القاعدة العامة.
254
المطلب الثاني
خصائص الشخصية
مكونات االسم :لك شخص اسم يعرف به ويميزه عن غيره .وقد نصت
على ذلك المادة 21من التقنين المدني بقولها" :يكون لك شخص اسم ولقب،
ولقب الشخص يلحق أوالده".
ولقب الشخص يلحق أوالده (مادة 21مدني) ،فالولد يأخذ لقب أبيه ،ولو
رغمًا عنه ،لكن لقب الزوج ال يلحق زوجته ،ب تظ بعد الزواج محتفظة بلقب
في البالد الغربية ،حيث تكسب أسرتها األصلية ،وهذا على عكس الحا
الزوجة لقب زوجها.
255
حماية االسم:
يحمي القانون الحق في االسم بنفس الحماية التي يسبغها على حقوق
الشخصية؟ وقد سبق أن أوردنا نص المادة 51مدني التي تقضي بأنه "ك من
وقع عليه اعتداء غير مشروع في حق من الحقوق المالزمة لشخصيته أن
يطلب وقف هذا االعتداء مع التعويض عما يكون قد لحقه من ضرر" .هذا
النص ينطبق على الحق في االسم باعتباره من حقوق الشخصية ،ولكن المشرع
خص الحق في االسم بمادة مستقلة تقرر حمايته ضد االعتداء عليه هي المادة
5مدني التي تنص على أنه "لك من نازعه الغير في استعما اسمه بال
الغير اسمه دون حق ،أن يطلب وقف هذا االعتداء مع مبرر ومن انتح
التعويض عما يكون قد لحقه من ضرر".
هذا النص يشير إلى حالتي االعتداء على االسم ،وهما المنازعة في
االسم وانتحا االسم.
الحالة األولى:
الحالة الثانية:
انتحا االسم بأن يتسمى غيرك باسمك ويستعمله دون أن يكون له في
األص هذا االسم .في هذه الحالة يجوز لك أن توقف انتحاله السمك وتطلب
تعويضًا عما لحقك من ضرر ،لكن يالحظ هنا أن مجرد أن يتسمى شخص
256
باسم شخص آخر ليس انتحاالً في ك األحوا ؛ ألن االسم الواحد يمكن أن
يحمله أكثر من شخص في نفس الوقت .وليس للشخص الذي يضار من تشابه
األسماء إال أن يعم بالطريق الذي يراه لتمييز اسمه عن اسم سميه بأن يضيف
مثالً إلى اسمه عنصرًا مميزًا ،بيد أنه إذا استغ شخص تشابه اسمه مع اسم
غيره فعمد إلى أن يفيد منه على حساب سميه أو أن يتخذه وسيلة إللحاق
الضرر بسميه كان منتحالً ،ال لالسم ولكن لشخصية سميه.
قد يكون لإلنسان عالوة على اسمه الحقيقي المذكور في شهادة الميالد
اسم آخر ،ويحدث هذا في حالتي اسم الشهرة واالسم المستعار.
أما االسم المستعار فهو االسم الذي يطلقه الشخص على نفسه ،خالفًا
السمه الحقيقي ،ويحدث هذا إما بغرض أن يتخفى الشخص وراء االسم
المستعار ،كما إذا احترف فنًا معينًا وكانت تقاليد أسرته ال تقب ذلك ،وإما
بغرض المساعدة على الشهرة في مجا معين ،كاألدب والفن بأن كان اسمه
ال ومميزًا.
الحقيقي صعبًا أو شائعًا فيطلق على نفسه اسمًا سه ً
االسم التجاري :االسم التجاري هو اسم يطلق على منشأة تجارية أو
صناعية ،وهو يختلف عن أسماء األشخاص التي سبق الكالم عنها؛ ألنه ذو
طبيعة مالية تحسب ضمن عناصر المنشأة التي يطلق عليها؛ وبالتالي فذنه
257
يجوز التصرف فيه ،والتناز عنه ،ويسقط بالتقادم ،وإن كان القانون يحميه فذن
حمايته ليست تلك المقررة في المادتين 51و 0مدني السابق اإلشارة إليهما،
الخاصتين باسم الشخص ،وإنما بنصوص خاصة متعلقة بالمنافسة غير
المشروعة ودراستها تدخ في نطاق القانون التجاري.
ولكن نطاق هذه الشخصية ،أي مدى موا يتمتوع بوه الشوخص مون
حقوق أو ما يتحمله من التزامات يختلوف بواختالف حالتوه .والحالوة هوي
مجموعة صفات يتصف بها الشخص ،وتؤثر فوي حقوقوه وواجباتوه وهوذه
الصفة قد يتصف بها الشخص تجواه الدولوة التوي يعويش علوى أرضوها،
فيكون الشخص تبعًا لنوع هذه الصولة وطنيًوا أو أجنبيًوا ،وتسومى الحالوة
هنا بالحالة العامة أو السياسية ،وقد يتصف الشوخص بصوفة معينوة إذا موا
نظر إليه كفرد في أسرة ،فيكون أبًوا أو أمًوا أو ابنًوا ،وهكوذا ،...وتسومى
هذه الحالة المدنية أو العائلية .وقد يترتوب علوى اعتنواق الشوخص لديانوة
معينة آثار خاصة بحقوقه وواجباته ،وهذه تسمى بالحالة الدينية.
258
أو ًال :الحالة العامة أو السياسية (الجنسية)
تتحدد الحالة العامة للشخص طبقًا لعالقته بالدولة التي يقيم فيها،
وانتساب الشخص لدولة معينة يعبر عنه بالجنسية ،والجنسية تتضمن خضوع
الشخص لسيادة الدولة التي ينتمي إليها وشموله برعايتها.
يؤدي تمتع شخص بجنسية دولة معينة إلى اختالف مركزه القانوني عن
األجنبي الذي ال يتمتع بهذه الجنسية؛ وذلك ألن األجنبي ال يتمتع بنفس الحقوق
التي يتمتع بها الوطني ،على التفصي اآلتي:
أما بالنسبة للحقوق الخاصة التي يحكمها القانون الخاص ،فذنه يعترف
ببعضها لألجانب،و فمثالً يجوز لألجنبي أن يتعام بالبيع والشراء واإليجار
واالستئجار ويتملك األموا ،لكن المشرع قد يضع قيودًا على ذلك ،مث حظر
في تملك األجانب للعقارات ،وخاصة األراضي الزراعية ،كما هو الحا
مصر.
259
أما بالنسبة للحقوق السياسية فذنها محظورة على األجانب بصفة عامة،
فال يكون لألجنبي حق االنتخاب أو الترشيح لعضوية المجالس النيابية ،وليس
له حق تولي الوظائف العامة.
وفي الحقيقة ،فذنه ال توجد دولة تأخذ بحق الدم وحده أو بحق اإلقليم
وحده ،وإنما غالبًا تأخذ الدولة بأحد األساسين بصفة أصلية ،وتأخذ باألساس
اآلخر بصفة تكميلية ،وذلك هو الحا في مصر ،كما سنرى.
أما عن الجنسية الطارئة ،فهي التي يكتسبها اإلنسان في وقت الحق على
ميالده .وهذا يتحقق أيضًا عن طريقين :إما بالتجنس أو بالزواج ،فالتجنس
معناه أن يبدي اإلنسان رغبته في االنتماء لجنسية دولة معينة ،ثم توافق سلطات
هذه الدول ة على منحه جنسيتها بعد التحقق من الشروط التي ينص عليها قانونها
لضمان جدية الرغبة ولضمان عدم إضرار تجنسه بمصلحة الدولة ،وقد تكتسب
الجنسية الالحقة بالزواج.
261
فبعض الدو تمنح جنسيتها للزوج األجنبي إذا تزوج بامرأة تتمتع بهذه
الجنسية أو تمنح الزوجة جنسيتها بمجرد زواجها بأحد الوطنيين.
هذا وقد يحدث أن يكون للشخص في نفس الوقت أكثر من جنسية ،وهذه
هي ظاهرة تعدد الجنسيات ،كما قد يكون الشخص غير متمتع بأي جنسية على
اإلطالق ،وهذه هي ظاهرة انعدام الجنسية.
فظاهرة انعدام الجنسية توجد مثالً في حالة ما إذا ولد الشخص في بلد
تأخذ بحق الدم من أب ينتمي بجنسيته إلى بلد تأخذ بحق اإلقليم ،ففي هذه الحالة
ال يكتسب جنسية البلد التي ولد فيها؛ ألن أباه غير متمتع بجنسيتها وال يكتسب
جنسية البلد اآلخر ألنه لم يولد فيه ،وبالتالي ال يكون له أي جنسية.
لم ينظم القانون المدني الجنسية المصرية ،وإنما اكتفى باإلشارة إليها في
المادة ،22بالقو بأن "الجنسية المصرية ينظمها قانون خاص" .وتطبيقًا لهذه
المادة صدرت عدة قوانين متتالية لتنظيم الجنسية المصرية آخرها هو القانون
رقم 30لسنة . 805وقد أخذ هذا القانون أساسًا بحق الدم في منح الجنسية
المصرية ،فك من ولد ألب مصري أو ألم مصرية يكتسب هذه الجنسية (مادة
) /3سواء أن يكون قد ولد في مصر أو في خارجها ،ولكن باإلضافة إلى ذلك
اعتد بحق اإلقليم في حالة معينة ،منها الحالة التي يولد فيها الطف في مصر
من أم مصرية وأب مجهو الجنسية أو ال جنسية له (مادة )3/3أو يولد في
260
مصر من أم مصرية ولم يثبت نسبه ألبيه قانونًا (مادة ،)2/3وهذه هذه حالة
الولد الطبيعي ،وحالة اللقيط ،أي من يولد في مصر من أبوين مجهولين (مادة
(.)0/3
إال أن القانون أجاز أن يعفي صاحب الجنسية الطارئة من القيد األو أو
من القيدين معًا ،وذلك بقرار من رئيس الجمهورية ،ويكتفى بقرار من وزير
الداخلية إذا كان صاحب الجنسية الطارئة قد انضم إلى القوات المحاربة
المصرية وحارب في صفوفها (مادة 8من قانون الجنسية).
تتحدد الحالة المدنية للشخص بانتسابه إلى أسرة معينة ،واألسرة هي
مجموعة من األفراد تربطهم صلة القرابة ،وتنص المادة /20مدني على ذلك
262
بقولها "تتكون أسرة الشخص من ذوي قرباه"
والقرابة نوعان :قرابة الدم أو النسب وقرابة المصاهرة .فقرابة الدم هي
مشترك .أما قرابة المصاهرة ،فهي التي تربط األفراد الذين يجمعهم أص
الناتجة عن الزواج ،وهي بين أقارب أحد الزوجين والزوج اآلخر.
قرابة النسب كما قلنا هي التي توجد بين األشخاص الذي يجمعهم أص
مشترك (مادة 3/30مدني) .وتنقسم قرابة النسب إلى قسمين قرابة مباشرة
وقرابة حواشي.
-القرابة المباشرة:
-قرابة الحواشي:
263
-كيفية حساب درجة القرابة:
تبين المادة 30مدني كيفية حساب درجة القرابة ،سواء كانت قرابة
مباشرة أو قرابة حواشي ،بقولها" :يراعى في حساب درجة القرابة المباشرة،
اعتبار ك فرع درجة عند الصعود لألص بخروج هذا األص ،وعند حساب
ال منه
درجة الحواشي تعد الدرجات صعودًا من الفرع لألص المشترك ،ثم نزو ً
إلى الفرع اآلخر ،وك فرع فيما عدا األص المشترك يعتبر درجة ،وعلى ذلك
فذن حساب درجة القرابة تتم كاآلتي:
والفروع ،نعد بالنسبة للقرابة المباشرة ،أي التي توجد بين األصو
الفرع الذي يراد حساب درجته ،وكذلك ك الفروع التي تعلوه حتى نص إلى
األص فال يحسب كدرجة ،ومثا ذلك قرابة الشخص لجدة ،في هذه الحالة
يعتبر الشخص نفسه درجة ووالده الذي هو فرع للجد درجة أيضًا ،ثم نص في
العمود إلى الجد ،وهو األص فال يعد كدرجة ،وبالتالي يكون االبن قريب للجد
من الدرجة الثانية.
أما بالنسبة لقرابة الحواشي ،أي التي توجد بين أشخاص يجمعهم أص
مش ترك دون أن يكون أحدهما فرعًا لآلخر ،كالشخص وابن عمه ،فذننا نبدأ من
هذا الشخص الذي يراد حساب درجة قرابته البن عمه ،فيحسب درجة ،ثم
تصعد في اتجاه األص المشترك ،وهو الجد ،ونحسب ك فرع درجة ،فنجد
في طريق صعودنا األب ،فيكون هو اآلخر درجة ،فذذا وصلنا لألص المشترك
وهو الجد ال نحسبه ،ونبدأ النزو في طريق فروعه لنص البن العم ،فنجد
العم الذي يحسب درجة ثم ابن العم الذي يحسب هو اآلخر درجة ،فيكون
الشخص قريب البن عمه من الدرجة الرابعة ،ألنه في طريق صعودنا من هذا
الشخص لألص المشترك وهو الجد كان لدينا درجتان ،وهما الشخص نفسه
ووالده وأخرجنا الجد وهو األص المشترك ،ثم في النزو إلى ابن العم وجدنا
درجتين أيضًا ،وهما العم وابنه ،فيكون عندنا قرابة من الدرجة الرابعة تربط
264
الشخص بابن عمه.
تبين المادة 20مدني ماهية هذه القرابة ،وكيفية حسابها بقولها" :أقارب
أحد الزوجين يعتبرون في نفس القرابة والدرجة بالنسبة إلى الزوج اآلخر".
لكن يالحظ هنا أن هذه القرابة بدرجاتها ال توجد إال بين أحد الزوجين
وأقار ب الزوج اآلخر أي أنها ال توجد بين أقارب أحد الزوجين وأقارب الزوج
اآلخر ،وبالتالي فذنه ال توجد قرابة مصاهرة بين شقيق الزوجة ووالد الزوج.
إثبات القرابة:
إثبات القرابة يكون سهالً إذا كنا بصدد قرابة مصاهرة؛ ألن هذه القرابة،
كما قلنا ،تنشأ عن الزواج ،والزواج عقد يثبت بوثيقة رسمية تحرر على يد
المأذون أو الموظف المختص بالتوثيق في مكتب الشهر العقاري.
أما إثبات قرابة النسب أو قرابة الدم ،فهو الذي يثير صعوبات؛ ألنه
يقتضي ثبوت النسب ،فمثالً ثبوت قرابة الشخص البن عمه يقتضي ثبوت نسب
265
هذا الشخص ألبيه ،وثبوت نسب أبيه لجده ،وثبوت نسب عمه لجده ،ثم ثبوت
ابن عمه لعمه ،وهكذا . ...
-2أما البينة ،فهي أن يدعي رج أبوته لولد ،ويقيم الدلي على صحة
ال وامرأتين.
إدعائه بشهادة الشهود ،بأن يستشهد على ذلك رجلين أو رج ً
هذه هي الطرق التي يثبت بها نسب الولد ألبيه ،ومجا تفصيلها هو
مؤلفات األحوا الشخصية .هذا ويالحظ أن إثبات نسب الولد من أمه ال يثير
صعوبة؛ ألن ذلك يثبت بالوالدة وال يتوقف على شيء آخر.
266
-الشخص باعتباره ف ردًا في أسرة تثبت له حقوق وتقع عليه واجبات
معينة ،وذلك حسب مركزه في األسرة ،وقد أشرنا لذلك من قب ونعيد التذكير
به ،فمثالً لألب على ابنه حق تأديبه ،وله على زوجته حق الطاعة والقيام على
شئون بيتها ،ولالبن على أبيه حق النفقة .ويجب عليه طاعته ،وكذلك الزوجة
لها الحق في أن ينفق عليها زوجها ،وأن يؤدي لها واجباتها األخرى كزوجة،
ولكن من واجبها مقاب ذلك طاعته ومراعاة شئون بيته.
-0هناك حاالت متفرقة يتوقف الحكم فيها على معرفة درجة القرابة،
ومن أمثلتها:
-نص المادة 828مدني التي ال تجيز الشفعة "إذا وقع البيع بين
األصو والفروع أو بين الزوجين أو بين األقارب لغاية الدرجة الرابعة أو بين
األصهار لغاية الدرجة الثانية".
-نص المادة 333مدني في فقرتها الثانية على أنه "ال يجوز الحكم
بتعويض إال لألزواج أو األقارب إلى الدرجة الثانية ،عما يصيبهم من ألم من
جراء موت المصاب".
-نص المادة 0من قانون اإلثبات على أنه يجوز رد الخبير إذا كان
قريبًا أو صهرًا ألحد الخصوم إلى الدرجة الرابعة.
267
كان قريبًا أو صهرًا ألحد الخصوم إلى الدرجة الرابعة.
ومن أمثلة ذلك ،أن المسلم له حق طالق زوجته بذرادته المنفردة ،وله
الحق في الزواج بأكثر من واحدة ،وذلك بخالف غير المسلم ،وكذلك فذنه ال
توارث بين المسلم وغير المسلم ،فك منهما ال يرث اآلخر (مادة 0من القانون
رقم 00لسنة 802بشأن المواريث).
ولكن فيما عدا هذه األحكام فذن الدين ال يؤثر في حقوق الشخص
والتزاماته ،ويبقى األص موجودًا ،وهو أن حالة الشخص تتحدد بمركزه في
أسرته ودولته وأن الدين أثره ثانوي.
268
الفرع الثالث -الموطــن
تعريف الموطن:
تقتضي الحياة القانونية للفرد أن يكون له مكان يخاطب فيه بشأن عالقاته
مدني بأنه القانونية .هذا المكان يعرف بالموطن ،وقد عرفته المادة /01
"المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة" ،والموطن بهذا المعنى يختلف عن مح
السكن ،أي المكان الذي يسكن فيه الشخص ولو بصفة غير معتادة ،وإن كان
سكنه. الغالب أن يجتمع المكانان ،بمعنى أن يقيم الشخص عادة في مح
والقانون يفترض أن هذا المكان هو الذي يباشر فيه الشخص أعماله ،وبالتالي
يجب أن يخاطب فيه بشأن أعماله ونشاطه ،لكن ليس معنى ذلك أن الشخص
ملزم بأن يباشر نشاطه في موطنه فقط ،وإنما يستطيع أن يمارس هذا النشاط
ما في األمر أن مخاطباته ستتم على هذا بحرية في أي مكان يريده ،ك
المكان ،وذلك من قبي التيسير في التعام ،فالموطن يشترطه القانون لمصلحة
الشخص نفسه ولمصلحة الغير ،وهذا ما يتضح من الكالم عن أهمية الموطن.
أهمية الموطن:
269
مرافعات).
-5يقضي القانون المدني بأن شهر إعسار المدين يكون بحكم تصدره
المحكمة االبتدائية التي يتبعها موطن المدين (مادة 351مدني).
وفقًا لهذا المذهب ،فذن الموطن هو المكان الذي يباشر فيه الشخص
الشخص ومصالحه، أعماله بصفة رئيسية ،أو هو المركز الرئيسي ألعما
فطبقًا لهذا التصوير يعتبر المكان الذي فيه المركز الرئيسي ألعما الشخص
موطنًا له ،حتى ولو كان ال يقيم فيه بالفع ،وبالتالي فذن موطن التاجر مح
تجارته ،وموطن الصانع مح صناعته ،حتى لو كان التاجر أو الصانع يقيم في
مكان آخر؛ ولذلك سمى هذا المذهب بالتصوير الحكمي؛ ألنه ال يستند في
تحديد الموطن إلقامة الشخص الفعلية.
الثانية :أن الشخص ال يكون له إال موطن واحد ،حتى لو كان يمارس
عدة أعما في أماكن مختلفة؛ ألن موطنه في هذه الحالة هو المكان الذي به
المركز الرئيسي ألعماله.
271
-التصوير الواقعي للموطن:
طبقًا لهذا المذهب ،الموطن هو المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة ،أي
أن هذا المذهب يأخذ في اعتباره المكان الذي يتواجد فيه الشخص بالفع ،
وبصفة مستقرة؛ ولذلك سمي التصوير الواقعي؛ ألن تحديده للموطن يتفق مع
الواقع وال يستند إلى افتراض وتحكم ،مث مذهب التصوير الحكمي.
مادام أن الموطن هو المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة ،فذنه من
الطبيعي أن يكون اختياريًا ،أي يكون للشخص أن يختار المكان الذي يجع فيه
إقامته المعتادة وهذا هو األص ،ولكن القانون في بعض األحيان يجع
للشخص موطنًا إلزاميًا ال دخ إلرادته في اختياره ،وهو الموطن القانوني أو
اإللزامي ،وليس معنى ذلك أن القانون يلزم الشخص باإلقامة فيه ،وإنما
يفترض أن إقامته فيه ،فتحديد الموطن اإللزامي يقوم على االفتراض.
270
وقد أخذ القانون المصري بفكرة الموطن اإللزامي أو القانوني بالنسبة
لعديمي األهلية وناقصيها .وفي هذا تنص المادة /03مدني على أن "موطن
القاصر والمحجور عليه والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء
قانونًا".
وبناءً على ذلك ،فذن موطن القاصر هو المكان الذي يقيم فيه وليه،
كاألب أو وصية بصفة معتادة ،حتى لو كان القاصر نفسه ال يقيم في هذا
المكان؛ ألن الولي أو الوصي هو النائب القانوني عن القاصر ،كذلك فذن
المحجور عليه ،كالمجنون والمعتوه يكون موطنه هو المكان الذي يقيم فيه القيم
عليه عادة ،حتى ولو لم يكن المجنون أو المعتوه مقيمًا في هذا المكان؛ ألن
القيم هو النائب القانوني عن المجنون أو المعتوه .ونفس األمر بالنسبة للغائب
عنهما؛ ألنه منهما هو المكان الذي يقيم فيه الوكي والمفقود ،فموطن ك
يمثلهما قانونًا.
أما الموطن الخاص ،فهو موطن يعتد به بالنسبة لبعض األعما القانونية
أو نوع معين منها .ونجد الموطن الخاص في القانون المصري في ثالث
أو الموطن التجاري أو الحرفي ،وموطن القاصر حاالت :موطن األعما
المأذون له في اإلدارة ،ثم الموطن المختار.
تنص على هذا الموطن المادة 0مدني بقولها "يعتبر المكان الذي يباشر
272
المتعلقة بهذه فيه الشخص تجارة أو حرفة موطنًا بالنسبة إلدارة األعما
التجارة أو الحرفة".
أو الموطن التجاري أو من هذا يتبين أن المقصود بموطن األعما
الحرفي هو المكان الذي يباشر فيه الشخص تجارة أو حرفة معينة؛ وبناء على
ذلك فذن صاحب مح البقالة أو مح بيع المالبس أو صاحب ورشة تصليح
السيارات أو الصيدلي أو المحامي أو الطبيب ،ك منهم يكون مقر عمله هذا
موطنًا خاصًا بالنسبة لألعما القانونية المتعلقة بهذه التجارة أو المهنة ،بحيث
يخاطب فيه بالنسبة لما يتعلق بهذه األعما .
على أنه يالحظ هنا أمران :أولهما ،أن هذا الموطن يخص فقط من
يمارس حرفة أو تجارة ،كما في األمثلة السابقة ،وال يوجد بالنسبة لغيره ،فمثالً
الموظفون أو العما ال يكون مكان عملهم موطنًا خاصُا فيما يتعلق بوظيفتهم أو
عملهم .وثانيهما ،أن الموطن الخاص لصاحب الحرفة أو التجارة ال يعني عدم
وجود موطن عام له ،فالموطنان يوجدان معًا ،الموطن العام لشئونه عمومًا،
والخاص يقتصر على شئون الحرفة أو التجارة.
273
سبق البيان ،وقد نصت على هذا المادة 3/03مدني بقولها" :ومع ذلك يكون
للقاصر الذي بلغ ثماني عشرة سنة ومن في حكمه موطن خاص بالنسبة إلى
األعما والتصرفات التي يعتبره القانون أهالً لمباشرتها".
-3الموطن المختار:
نصت على هذا الموطن المادة 02مدني بقولها - " :يجوز اتخاذ
موطن مختار لتنفيذ عم قانوني معين -3 .وال يجوز إثبات وجود الموطن
قانوني يكون هو المختار إال بالكتابة -2 .والموطن المختار لتنفيذ عم
الموطن بالنسبة إلى ك ما يتعلق بهذا العم ،بما في ذلك إجراءات التنفيذ
الجبري ،إال إذا اشترط صراحة قصر هذا الموطن على أعما دون أخرى".
274
بااللتزامات ،وهو ما يعبر عنه بالشخصية القانونية ،كما بينا من قب ،أما أهلية
األداء فهي قدرة الشخص على مباشرة التصرفات القانونية التي تكسبه حقًا أو
ترتب على عاتقه التزامًا.
قلنا إن أهلية األداء هي قدرة على مباشرة التصرفات القانونية التي تنتج
حقوقًا أو التزامات ،ولكي نعرف أهمية هذه األهلية نلقي نظرة سريعة على
أنواع األعما التي تصدر من اإلنسان ،ويترتب عليها أثر قانوني.
فاألعما التي تصدر من اإلنسان ويترتب عليها أثر قانوني ،إما تكون
تصرفات قانونية أو أعما مادية.
ولما كان القانون يرتب هذا األثر أو هذه النتيجة على التصرف القانوني
استجابة إلرادة األفراد ،فذنه كان من الطبيعي أن يشترط في هذه اإلرادة التمييز
أو القدرة على تفهم األمور والوعي الكافي بآثار هذه التصرفات ،وبمعنى آخر
275
كان البد من اشتراط أهلية اإلرادة التي هي القدرة على القيام بهذه التصرفات
القانونية.
ال
أما األعما المادية التي يرتب عليها القانون أثرًا ،فهي قد تكون أعما ً
ضارة ،أي أن الشخص الذي سبب بخطئه ضررًا للغير يلتزم بتعويض هذا
الغير عن الضرر الذي أصابه ،وقد تكون أعماالً نافعة ،كمن يتولى إدارة شأن
عاج من شئون غيره ،ويتكبد في سبي ذلك نفقات ،فهنا يلتزم صاحب هذا
العم بتعويض من قام به عن تلك النفقات.
ففي هاتين الحالتين ،يرتب القانون أثرًا معينًا على الفع الضار أو الفع
النافع ،ولكن في ترتيبه لهذا األثر ال يعتبر مستجيبًا إلرادة األفراد الذين صدر
منهم العم الضار أو الفع النافع أي ال يرتب هذا األثر تحقيقًا إلرادتهم ،وإنما
هو يرتبه من تلقاء نفسه حتى رغم إرادتهم ،ومادام ترتب األثر القانوني هنا
ليس نتيجة التجاه اإلرادة إليه ،فذنه من الطبيعي أال يشترط القانون أن تكون
إرادة من صدر منه التصرف مميزة أو واعية؛ ألنه ال دخ لها في ترتيب
األثر ،وبالتالي ال يشترط أهلية األداء بالنسبة لألعما المادية.
قلنا إن أهلية األداء قدرة الشخص على مباشرة التصرفات القانونية التي
تكسبه حقًا أو ترتب على عاتقه التزامًا ،أي تلك التصرفات التي تنتج أثرها في
ماله ،وهي تفترق عن الوالية التي هي سلطة الشخص في القيام بتصرفات
قانونية ترتب للغير حقًا أو عليه التزامًا ،أي تلك التصرفات التي تنصرف
آثارها في ذمة الغير ،أي بالنسبة لما الغير.
276
فذن االلتزام بنق ملكية هذه السيارة يقع على عاتق القاصر ،والحق في قبض
ثمنها يكتسبه القاصر ،لكن ال يرتب هذا العقد أي أثر بالنسبة لما الوصي.
فأهلية األداء تعني قدرة الشخص على مباشرة التصرفات التي تنتج
أثرها في ذمته بترتيب حق له أو التزام على عاتقه .أما الوالية فهي سلطة
الشخص في القيام بتصرف قانوني تترتب آثاره في ذمة شخص آخر هو
المشمو بهذه الوالية .وفي هذه الحالة األخيرة ال نقو إن من له الوالية ،أي
الوصي مثالً له أهلية األداء ،وإنما نقو إن له "والية" على ما الغير.
-3األعما الضارة ضررًا محضًا ،وهي التي تؤدي إلى افتقار من
يقوم بها دون أن يأخذ مقابالً لذلك ،كالهبة بالنسبة للواهب ،واإلبراء من الدين
بالنسبة للمدين.
-2األعما الدائرة بين النفع والضرر ،وهي التي يأخذ فيها الشخص
مقابالً لما يعطي ،كما في البيع واإليجار ،فالبائع ينق ملكية المبيع ،وفي مقاب
ذلك يقبض الثمن ،والمؤجر يمكن المستأجر من االنتفاع بالعين مقاب تحصي
277
األجرة منه.
أساس األهلية:
والتمييز بدوره يتوقف على عاملين ،هما :السن والحالة العقلية لإلنسان،
فمن المعروف أن قدرة التمييز تزداد مع زيادة سن اإلنسان ،ثم إن اإلنسان قد
تصيبه عاهة في عقله أو اختال فيه يؤدي إلى ضعف التمييز أو انعدامه ،وهذا
ما يسمى بموانع األهلية.
وعلى ذلك فذننا نستطيع أن نقرر أن أهلية األداء تتأثر بعاملين هما:
السن وعوارض األهلية.
الدور األو :منذ والدته حتى بلوغه سن السابعة ،وفي هذا الدور يكون
عديم التمييز ،وبالتالي عديم األهلية.
الدور الثالث :منذ بلوغه سن الرشد حتى وفاته يعتبر كام التمييز،
وبالتالي كام األهلية.
278
الدور األول :الصبي غير المميز:
في هذه المرحلة ،وهي التي تبدأ -كما قلنا -منذ والدة اإلنسان وتنتهي
سن السابعة ،يكون اإلنسان عديم التمييز ال يستطيع أن يدرك ماهية ببلو
التصرفات القانونية وآثارها ،وبالتالي تكون أهلية األداء عنده منعدمة .وبناءً
على ذلك فِ ذن جميع التصرفات التي يجريها تقع باطلة بطالنًا مطلقًا ،أي ال
ترتب أي أثر ،وتكون هي والعدم سواء .ويجوز أن يتمسك بها الصبي بعد
بلوغه ،والولي أو الوصي عليه ،وك ذي مصلحة ،ثم إن هذا البطالن ال يمكن
أن تصححه إجازة الصبي له بعد بلوغه سن الرشد أو إجازة الولي أو الوصي،
التصرفات القانونية التي يقوم بها الصبي، وهذا البطالن المطلق يلحق ك
سواء كانت تصرفات نافعة نفعًا محضًا ،كقبو الهبة ،أو ضارة ضررًا محضًا،
كالتبرع بالما أو دائرة بين النفع والضرر ،كالبيع.
ال لمباشرة
وفي هذا تنص المادة 05مدني على أنه" ) ( :ال يكون أه ً
حقوقه المدنية من كان فاقد التمييز لصغر في السن " )3( ."...وك من لم يبلغ
مدني "ليس للصغير غير السابعة يعتبر فاقدًا للتمييز" .وتضيف المادة 1
المميز حق التصرف في ماله ،وتكون جميع تصرفاته باطلة" .ومما يجدر
مالحظته أن القانون يفترض أن اإلنسان في هذا الدور فاقد التمييز ،وبالتالي
فاقد األهلية ،وهذا االفتراض ال يقب إثبات العكس.
سن اإلنسان سن السابعة ،وينتهي ببلوغه سن يبدأ هذا الدور ببلو
الرشد ،وهو إحدى وعشرين سنة ميالدية كاملة ،وفي هذا الدور يكون اإلنسان
قد بلغ درجة معينة من التم ييز ،ولكن ليس بعد مكتم التمييز ،فتكون أهليته
ناقصة ،ويختلف حكم التصرفات التي يجريها في هذه المرحلة حسب نوع
التصرف .وعالوة على ذلك ،فذن القانون اعتبره كام األهلية بخصوص بعض
التصرفات الخاصة.
279
اختالف حكم تصرفات الصبي المميز حسب نوعها:
قلنا فيما سبق إن التصرف ات القانونية تنقسم إلى ثالثة أنواع ،وذلك إذا
نظرنا إليها بالنسبة لألهلية ،فهي إما تكون نافعة نفعًا محضًا أو ضارة ضررًا
محضًا أو دائرة بين النفع والضرر ،فذذا أجرى الصبي المميز تصرفًا من هذه
التصرفات فذن حكمه يختلف حسب نوعه.
281
هذا ويالحظ أن طلب إبطا التصرف حق مقصور على القاصر أو
مع القاصر ال يستطيع طلب وصيه ،بمعنى أن الطرف اآلخر الذي تعام
إبطا التصرف .ومن ناحية أخرى ،فذنه ال يشترط إلبطا هذا التصرف أن
يكون الطرف اآلخر عالمًا بنقص أهلية القاصر ،إال أنه إذا تعمد القاصر إخفاء
نقص أهليته باستخدام طرق احتيالية ،فذنه يلتزم بتعويض الطرف اآلخر عما
مدني). أصابه من ضرر بسبب فع القاصر (مادة 8
مدني ،التي تنص على أنه: وهذه األحكام كلها تضمنتها المادة
"( ) إذا كان الصبي مميزًا كانت تصرفاته المالية صحيحة ،متى كانت نافعة
نفعًا محضًا ،باطلة متى كانت ضارة ضررًا محضًا )3( .أما التصرفات المالية
الدائرة بين النفع والضرر ،فتكون قابلة لإلبطا لمصلحة القاصر ،ويزو حق
إذا أجاز القاصر التصرف بعد بلوغه سن الرشد ،أو إذا التمسك باإلبطا
صدرت اإلجازة من وليه أو من المحكمة بحسب األحوا وفقًا للقانون".
إذا كانت القاعدة العامة هي أن أهلية الصبي المميز تكون نافعة ،فذن
األهلية بالنسبة لبعض المشرع قد خرج على هذه القاعدة واعتبره كام
التصرفات.
-طبقًا لنص المادة 0من قانون الوالية على الما " ،للقاصر أهلية
التصرف فيما يسلم له أو يوضع تحت تصرفه عادة من ما ألغراض نفقته،
ويصح التزامه المتعلق بهذه األغراض في حدود هذا الما فقط" .فالعادة تجري
ألغراض نفقته على أن يخصص للصبي في هذه الفترة بعض األموا
280
الخاصة ،كما إذا كان طالبًا مغتربًا لطلب العلم ،ويضع أهله تحت تصرفه مبلغًا
معينًا لينفق منه على دراسته ومعيشته .في هذه الحالة تصح تصرفاته القانونية
المتعلقة بذنفاق الما في هذه األغراض ،فيستطيع أن يشتري حاجياته من مواد
غذائية أو مالبس أو كتب .وهنا تعتبر تصرفاته صحيحة تمامًا ،وليست باطلة
أو قابلة لإلبطا ،لكن يالحظ أن التزاماته الناشئة عن هذه التصرفات تكون
قاصرة على الما الذي يسلم له ألغراض نفقته.
-2يكون القاصر الذي بلغ السادسة عشرة أهالً للتصرف فيما يكسبه
من عمله من أجر أو غيره ،وال يجوز أن يتعدى التزام القاصر حدود الما
الذي يكتسبه من مهنته أو صناعته (مادة 02من قانون الوالية على الما ).
يحدث عمالً أن يجد الصبي المميز حرفة أو صناعة معينة ،يكتسب منها
دخالً .هنا قرر القانون أن هذا الصبي حر التصرف في كسبه من عمله
الخاص ،وبالتالي فما يجريه من تصرفات قانونية ،بالنسبة لكسبه هذا يعتبر
صحيحًا مادام أنه قد بلغ السادسة عشرة من عمره ،ولكن المشرع توقع أن
الشاب في هذه السن يكون طائشًا ،فيغريه المكسب الوفير ،فيسرف في اإلنفاق،
ويبذ ر دخله الذي كسبه ،خاصة إذا كان يعم في حرفة تدر عليه دخالً وفيرًا،
كالسينما أو بعض المهن الحرة ،ولمواجهة هذا االحتما قررت المادة 02من
قانون الوالية على الما إمكان تقييد حقه في التصرف في هذا الما وذلك
بقولها" :ومع ذلك ،فللمحكمة إذا اقتضت المصلحة أن تقيد حق القاصر في
282
التصرف في ماله المذكور ،وعندئذ تجري أحكام الوالية والوصاية".
مدني على أنه "إذا بلغ الصبي المميز الثامنة -0تنص المادة 3
عشرة من عمره و أذن له في تسلم أمواله إلدارتها أو تسلمها بحكم القانون
كانت أعما اإلدارة منه صحيحة في الحدود التي رسمها القانون".
هذا النص يعتبر الصبي المميز البالغ من العمر ثماني عشرة سنة كام
األهلية بخصوص أعما اإلدارة المتعلقة باألموا التي تسلمها ،فالتصرفات
القانونية التي يجريها القاصر متعلقة بهذه األموا تكون صحيحة ،والمقصود
بأعما اإلدارة هي تلك األعما التي يقصد بها استثمار األموا واستغاللها،
كتأجير الما المملوك للقاصر ،ولكن ال يجوز للقاصر الذي سلمت له أمواله أن
يقوم بالتصرف فيها بأن ينق ملكيتها للغير أو يرتب عليها حقًا عينيًا ،كاالنتفاع
مثالً ،وحتى بالنسبة ألعما اإلدارة ،فذن القانون قد قيد حرية الصبي المميز
في هذه الحالة بقوله في المادة 50من قانون الوالية على الما " :ولكن ال
يجوز له (أي للصبي المميز) أن يؤجر األراضي الزراعية والمباني لمدة تزيد
على سنة".
283
الدور الثالث :البالغ الرشد:
تنص المادة 00مدني على أن - " :ك شخص بلغ سن الرشد متمتعًا
بقواه العقلية ،ولم يُحجر عليه يكون كام األهلية لمباشرة حقوقه المدنية-3 ،
وسن الرشد هي إحدى وعشرين سنة ميالدية كاملة".
فهذه المرحلة تبدأ ببلو اإلنسان سن الرشد وهي إحدى وعشرين سنة
ميالدية كاملة ،بشرط أن يبلغها متمتعًا بكام قواه العقلية .وفي هذه المرحلة
يكتم تمييز اإلنسان ،ويصبح كام األهلية بالنسبة لجميع التصرفات القانونية،
ولكن يشترط ،كما قلنا ،أن يبلغها متمتعًا بقواه العقلية .فذذا بلغها مصابًا بمرض
عقلي أو أصيب بهذا المرض بعد بلوغها ،فذن أهليته تكون منعدمة أو نافعة
حسب األحوا ،وهذا ما يؤدي بنا إلى الكالم عن عوارض األهلية.
-1الجنون والعته:
تمامًا ومعه ينعدم التمييز ،أوما العته فهو الجنون هو فقدان العق
اختال العق دون فقده ،وقد سوى القانون بين المجنون والمعتوه من حيث
األهلية ،فاعتبرهما عديمي األهلية .وتقضي بذلك المادة 05مدني بقولها" :ال
يكون أهالً لمباشرة حقوقه المدنية من كان فاقد التمييز لصغر في السن أو عنه
أو جنون".
ومتى كان المجنون والمعتوه عديمي األهلية فذنه يحجز عليهما ،ويعين
على ك منهما قيم يتولى إدارة أمواله ،وبالنسبة لحكم تصرفاتهما القانونية فذنه
284
يجب التمييز بين ما يقع منهما قب تسجي قرار الحجر وما يقع بعد تسجي
التي تقضي بأنه - " :يقع باطالً قرار الحجر ،وذلك تطبيقًا لنص المادة 0
تصرف المجنون والمعتوه إذا صدر التصرف بعد تسجي قرار الحجر -3 .أما
إذا صدر التصرف قب تسجي قرار الحجر فال يكون باطالً إال إذا كانت حالة
الجنون أو العته شائعة وقت التعاقد أو كان الطرف اآلخر على بينة منها".
285
على تسوجي القورار نفسوه مون آثوار ،أي تعتبور تصورفات المجنوون
والمعتوه التي صدرت منهموا بعود تسوجي طلوب الحجور باطلوة كوالتي
تصدر بعد تسجي قرار الحجر نفسه.
-السفه والغفلة:
السفيه هو من يبذر الما وينفقه على غير مقتضى العق والشرع ،أما
ذو الغفلة فهو الشخص الذي ال يهتدي إلى التصرفات الرابحة ،فيغبن في
معامالته لسالمة نيته وطيبة قلبه .ويعتبر السفيه وذو الغفلة ناقص األهلية .وقد
نصت على هذا المادة ( )00مدني بقولها" :ك من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن
الرشد ،وك من بلغ سن الرشد وكان سفيهًا ،أو ذا غفلة يكون ناقص األهلية
وفقًا لما يقرره القانون".
ويقرر القانون أن السفيه وذا الغفلة يحجر عليهما ويعين عليهما قيم
إلدارة أموالهما (مادة 05من قانون الوالية على الما ).
أما حكم التصرفات الصادرة من السفيه وذي الغفلة ،فقد بينته المادتان
على ما يأتي - " :إذا صدر مدني .وفي هذا تنص المادة 5 و0 5
قرار الحجر سرى على تصرف من ذي الغفلة أو من السفيه بعد تسجي
التصرف ما يسري على تصرفات الصبي المميز من أحكام -3 .أما التصرف
ا لصادر قب تسجي قرار الحجر فال يكون باطالً أو قابالً لإلبطا ،إال إذا كان
نتيجة استغال أو تواطؤ".
فتنص على أنه - " :يكون تصرف المحجور عليه لسفه أما المادة 0
أو غفلة بالوقف أو بالوصية صحيحًا ،متى أذنته المحكمة في ذلك -3 .وتكون
اإلدارة الصادرة من المحجور عليه لسفه ،المأذون له بتسلّم أمواله، أعما
صحيحة في الحدود التي رسمها القانون".
286
السفيه وذي الغفلة واالستثناءات التي ترد عليها.
لمعرفة حكم تصرفات السفيه وذي الغفلة يجب أن نميز بين التصرفات
التي تصدر قب تسجي قرار الحجر والتصرفات التي تصدر بعد قرار الحجر.
ب– أما التصرفات التي تصدر منهما بعد تسجي قرار الحجر فذنها تأخذ
حكم تصرفات الصبي المميز فتكون باطلة بطالنًا مطلقًا إذا كانت ضارة ضررًا
محضًا ،وتكون صحيحة إذا كانت نافعة نفعًا محضًا ،أما إذا كانت دائرة بين
النفع والضرر ،فذنها تكون قابلة لإلبطا ،وعلى ذلك يكون للسفيه وذي الغفلة
أن يطلب إبطا هذه التصرفات بعد رفع الحجر عنهما ،كما يجوز للقيم أن
يطلب هذا اإلبطا حتى قب رفع قرار الحجر ،كما أنه يجوز تصحيح هذا
التصرف بأن يجيزه القيم أو المحجوز عليه بعد رفع الحجر.
طلب الحجر ،وعندئذ تأخذ التصرفات لكن يالحظ أنه يجوز تسجي
الصادرة بعد تسجي قرار الحجر وقب تسجي قرار الحجر الحكم نفسه ،أي
تعتبر كما لو كانت صادرة بعد تسجي قرار الحجر ،وذلك أن السفيه أو ذا
الغفلة عندما يعلم أن هناك طلب للحجر عليه قد يعمد إلى التصرف في أمواله
قب أن يصدر قرار الحجر فعالً ويسج .ولمواجهة هذا االحتما تقرر أن يقوم
287
تسجي طلب الحجر مقام تسجي قرار الحجر نفسه في هذا الصدد.
االستثناءات:
خروجًا على األحكام السابقة ،فذن المشرع اعتبر السفيه وذا الغفلة كاملي
األهلية بشأن نوعين من التصرفات القانونية:
ب -إذا أذن للسفيه أو ذي الغفلة بتسلم أمواله إلدارتها ،فذن أعما
اإلدارة المتعلقة بهذه األموا تكون صحيحة في الحدود التي رسمها القانون.
-3العاهة الجسمانية:
قد يصاب اإلنسان بعاهة جسمانية ال تؤثر على تمييزه ،وإنما على
قد رته على مباشرة التصرفات القانونية ،نظرًا لصعوبة إلمامه بما حوله من
أمور ووقائع .وهذه العاهة قد تكون الصمم أو البكم أو العمى .وقد تكون عجزًا
جسمانيًا شديدًا ،كالشل في لسانه ،ففي هذه الحاالت قرر القانون أنه يجوز
للمحكمة أن تعين له مساعد يعاونه في إبرام التصرفات القانونية .وقد تضمنت
مدني التي أضيف إليها حكم آخر بمقتضى / أحكام ذي العاهة المادة 0
بأحكام الوالية على لسنة 853 المادة 01من المرسوم بقانون رقم 8
الما التي تقضي بأنه" :إذا كان الشخص أصم أبكم أو أعمى أصم أو أعمى
أبكم ،وتعذر عليه بسبب ذلك التعبير عن إرادته جاز للمحكمة أن تعين له
مساعدًا قضائيًا يعاونه في التصرفات المنصوص عليها في المادة .28ويجوز
لها ذلك أيضًا إذا كان يخشى من انفراد الشخص بمباشرة التصرفات في ماله
بسبب عجز جسماني شديد".
288
الصم والبكم والعمى ،أو يكون مصابًا بعجز جسماني شديد ،وهذا تقرره
المحكمة ،ومثاله شل في لسانه يجع من العسير تفهم ألفاظه.
وعلى ذلك فذنه تجب التفرقة بين التصرفات الصادرة قب تسجي قرار
المساعدة القضائية والتصرفات الصادرة بعد تسجيله.
289
التي ال يستطيع ذو العاهة مباشرتها دون مساعدة قضائية .ويترتب على ذلك
أن ذا العاهة لو انفرد بمباشرة تصرف معين بعد تسجي قرار المساعدة ،وكان
هذا التصرف غير وارد في التعداد الذي ورد في المادة 28فذن هذا التصرف
يكون صحيحًا وليس قابالً لإلبطا .على أنه يجدر التنبيه إلى أن قرار
المساعدة القضائية ال يؤدي إلى أن يباشر المساعد القضائي التصرفات
القضائية نيابة عن ذي العاهة ،كما هو الحا بالنسبة للولي أو الوصي ،وإنما
هو يشاركه في إبرام التصرفات ،وبالتالي فال يكون التصرف صحيحًا إال إذا
صدر من االثنين معًا.
تقضي المادة 35من قانون العقوبات بأن من حكم عليه بعقوبة جناية ال
يجوز له أن يتولى إدارة أمواله مدة اعتقاله ،ويعين قيمًا لهذه اإلدارة تقره
المحكمة ،فذذا لم يعينه عينته المحكمة المدنية التابع لها مح إقامته بناء على
طلب النيابة العمومية أو ذي مصلحة في ذلك .وكذلك تقرر هذه المادة أن
المحكوم عليه ال يجوز أن يتصرف في أمواله إال بناء على إذن من المحكمة
المدنية التابع لها مح إقامته ،وك التزام يتعهد به المحكوم عليه ،مع عدم
مراعاة هذا اإلذن ،يكون باطالً بطالنًا مطلقًا.
ومن هذا يتبين أن المحكوم عليه بعقوبة جناية يفقد أهليته نتيجة هذا
الحكم .وفقد األهلية هنا ليس راجعًا النعدام التمييز ،وإنما هو فقد أهلية بحكم
القانون .ويعتبر المحكوم عليه فاقد األهلية بالنسبة لجميع تصرفاته القانونية التي
يباشرها بدون إذن المحكمة؛ ألن هذه عقوبة تبعية يوقعها عليه القانون.
291
يتبين أن للذمة المالية خصائص معينة هي:
(أ) الذمة المالية ال تشم إال الحقوق وااللتزامات ذات الطبيعة المالية،
فهي تضم الحقوق المالية ،سواء كانت حقوقًا عينية أصلية أو تبعية أو كانت
حقوقًا شخصية أو حقًا ماليًا للمؤلف على مصنفه .وعلى العكس من ذلك فذن
الذمة ال تضم الحقوق غير المالية ،وهي الحقوق العامة ،والحقوق السياسية،
وحقوق األسرة ،وإن كان االعتداء على هذه الحقوق غير المالية يولد حقًا ماليًا
في التعويض عن الضرر الذي سببه هذا االعتداء.
أما الجانب السلبي في الذمة المالية ،فهو يشم االلتزامات المالية ،مث
االلتزام بدفع مبلغ من النقود ،كما يضم هذا الجانب ما يقرره الشخص من
حقوق للغير على أمواله .فالرهن الذي يقرره المدين على أمواله لمصلحة
الدائن يعتبر عنصرًا في الجانب السلبي لذمة المدين .ولكن ال يشم هذا الجانب
االلتزامات غير المالية ،كالواجب العام الذي يلتزم بمقتضاه الكافة باحترام
حقوق الغير ،فذذا زاد الجانب اإليجابي عن الجانب السلبي في الذمة سُمي
الشخص موسرًا ،أما إذا حدث العكس سُمي الشخص معسرًا.
290
أهمية فكرة الذمة المالية:
تظهر فائدة الذمة المالية في ناحيتين :األولى متعلقة بتحديد مدى حقوق
الدائنين على أموا مدينهم ،والثانية تحدد حقوق الدائنين على تركة المدين.
من ا لمقرر أن أموا المدين جميعًا ضامنة للوفاء بديونه (مادة 320
مدني) ،وهذا يعني أن حقوق الدائنين تتعلق بأموا المدين ال بشخصه ،وهذا
على عكس ما كان سائدًا في العصور القديمة ،حيث كان للدائن سلطة على
شخص المدين.
فبالنسبة للدائن يكون في مكنته عند عدم وفاء المدين بدينه أن ينفذ على
أي عنصر في الجانب اإليجابي للذمة ،أي ينفذ على أي ما من أموا المدين
يكون موجودًا وقت التنفيذ ،سواء أكان ذلك الما موجودًا وقت نشوء الدين أم
دخ ذمة المدين في وقت الحق ،كما أن حق الضمان العام يسوي بين جميع
الدائنين العاديين في استيفاء ديونهم ،فال يكون ألحدهم أولوية على اآلخر حسب
تاريخ نشوء دينه ،وال تكون هذه األولوية إال لمن كان له منهم حق عيني تبعي.
292
التصرف فيه ،وإنما يقع على الجانب اإليجابي في الذمة المالية ،كمجموعة
قانونية ،فليس للدائن سلطة مباشرة على ما معين بالذات من أموا المدين إال
إذا كان قد تقرر له على هذا الما حق عيني تبعي ،كالرهن مثالً.
تنتق ذمة المدين بوفاته إلى ورثته ،ولكن ذلك ال يعني أنها تندمج في
ذمة الورثة ،وإنما تظ مستقلة ،أي أن الوارث تكون له ذمتان :ذمة عامة،
تضم حقوقه والتزاماته ،وذمة خاصة ،تضم حقوق والتزامات المتوفى .وهذه
الذمة األخيرة تكون مسئولة عن ديونه ،بحيث ال يكون الوارث مسئوالً عن
ديون المورث إال في حدود أموا التركة .وهذا هو التفسير الصحيح للقاعدة
الشرعية التي تقضي بأال تركة إال بعد سداد الديون.
المبحث الثاني
الشخص االعتباري
294
مجموعة من األموا كالوقف والمؤسسة.
( )3أن يكون لهذه المجموعة غرض معين تسعى إلى تحقيقه ،ويشترط أن
يكون هذا الغرض مشروعًا ،أي غير مخالف للنظام العام واآلداب ،فال
يتصور أن يقوم شخص معنوي باالتجار في المخدرات أو بذدارة بيوت
للدعارة.
كما يشترط أن يكون هذا الغرض مستمرًا وغير عارض ،فذذا اتفقت
مجموعة من األشخاص ،مثالً على تنظيم أنفسهم للقيام برحلة معينة ،فال يعتبر
هذا الغرض العارض مبررًا الكتساب جماعتهم الشخصية المعنوية.
وطالما كان لمجموعة األشخاص غرض مشروع ومستمر ،فال يهم بعد
ذلك أن يكون هذا الغرض عامًا ،كما في جمعية الرفق بالحيوان أو خاصًا ،كما
في الجمعيات الفنية أو األدبية ،والمهم أال يكون الغرض فرديًا خاصًا بشخص
بمفرده .كما أن غرض الشخص االعتباري يمكن أن يكون ماديًا ،أي تستهدف
مجموعة األشخاص أو األموا تحقيق ربح مادي ،مث الشركة التجارية أو كان
الغرض غير مادي بأن يكون أدبيًا أو فنيًا أو اجتماعيًا ،كما هو الحا في
الجمعيات.
أن يكون هناك تنظيم خاص لمجموعة األشخاص أو األموا يعين الهيئة ()2
التي تتولى اإلدارة.
فاالعتراف العام يحدث بأن يحدد القانون شروطًا عامة ،إذا توافرت في
مجموعة من األشخاص أو األموا اكتسبت الشخصية المعنوية بقوة القانون،
295
دون حاجة لترخيص خاص .أما االعتراف الخاص ،ففيه تعترف الدولة في ك
حالة على حدة بالشخصية القانونية ،وعندئذ البد لك مجموعة من األشخاص
أو األموا أن تطلب االعتراف بهذه الشخصية ،وأن تصدر الدولة ترخيصًا بها
يعترف فيه لها بالشخصية االعتبارية.
الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف لها الدولة بشخصية اعتبارية. ()3
الجمعيات والمؤسسات المنشأة وفقًا لألحكام التي ستأتي فيما بعد. () 5
296
انتهاء الشخص االعتباري:
297
يتمتع بجميع الحقوق ،إال ما كان منها مالزمًا لصفة اإلنسان الطبيعي ،وذلك في
الحدود التي يقررها القانون".
وعلى ذلك فذن الشخص الطبيعي ال تثبت له الحقوق التي تثبت لإلنسان
بصفته إنسانًا ،كحقوق األسرة؛ ألنها ناشئة عن الزواج أو الطالق أو القرابة.
وحقوق اإلرث ،والنفقة ،والنسب ،وما إليها ال يكتسبها الشخص االعتباري،
وذلك لتنافيها مع طبيعته ،وال يثبت للشخص االعتباري حق السكنى؛ ألن هذا
الحق ال يكون إال للشخص الطبيعي وال الحق في اإليصاء لنفس السبب.
298
( )1اسم الشخص االعتباري:
وه
وأن معامالتو
وه بشو
وب فيو
ووطن يخاطو
واري مو
وخص اعتبو
لك و شو
القانونية .وقود نصوت الموادة 52مودني علوى أن للشوخص االعتبواري
موطن مستق ،ويعتبر موطنوه المكوان الوذي يوجود فيوه مركوز اإلدارة.
وإذا كان للشخص االعتباري عدة فوروع فوذن المكوان الوذي يوجود فيوه
الفرع يعتبر موطنًا للشخص االعتبواري بالنسوبة لألعموا المتعلقوة بهوذا
الفرع .وتطبيقًا لذلك نصوت الموادة 52مودني علوى أن "الشوركات التوي
يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشواط فوي مصور يعتبور مركوز
إدارتها بالنسبة إلوى القوانون الوداخلي المكوان الوذي توجود فيوه اإلدارة
المحلية.
قلنا فيما سبق إن حالة الشخص الطبيعي ،وهو اإلنسان تتحدد بمركزه
في أسرته ،وهي ما تعرف بالحالة المدنية ومركزه في دولته ،وهو ما يعبر عنه
بالحالة السياسية أو الجنسية .وبديهي أن الشخص االعتباري ال تكون له حالة
مدنية؛ ألن ليس له أسرة كالشخص الطبيعي ،إنما يكون للشخص االعتباري
عادة في منح جنسيتها للشخص جنسية تربطه بدولة ما ،وتستند الدو
االعتباري إلى عنصر التأسيس؛ ألن التأسيس بالنسبة للشخص االعتباري
بمثابة الميالد للشخص الطبيعي ،وعلى ذلك تمنح الدولة جنسيتها للشخص
299
3/مدني على أن االعتباري الذي تم تأسيسه على أرضها .وقد نصت المادة
النظام القانوني لألشخاص االعتبارية األجنبية ،من شركات وجمعيات
ومؤسسات وغيرها يسري عليه قانون الدولة التي اتخذت فيها هذه األشخاص
مركز إدارتها الرئيسي الفعلي .ومع ذلك فذذا باشرت هذه األشخاص نشاطها
الرئيسي في مصر فذن القانون المصري هو الذي يحكمها رغم وجود مركز
إدارتها في الخارج.
متى نشأ الشخص االعتباري تكون له ذمة مالية مستقلة عن الذمم المالية
لألعضاء المكونين له ،وتضم هذه الذمة ما للشخص من حقوق مالية أو عليه
من التزامات مالية ،ويترتب على وجود ذمة مستقلة للشخص االعتباري أن
دائني األفراد المكونين للشخص االعتباري ال يستطيعون مطالبة الشخص
االعتباري بهذه الديون الخاصة باألفراد .كما أن دائني الشخص االعتباري
نفسه ال يستطيعون ،كقاعدة عامة ،أن يطالبوا بديونهم األفراد المكونين له،
الذمة المالية للشخص االعتباري يعتبر عامالَ هامَا في تمكينه من واستقال
االستمرار في نشاطه من أج تحقيق الغرض الذي قام من أجله.
311
العمومية أو مجلس اإلدارة.
وطبقًا لنص المادة 53مدني سالفة الذكر فذن أشخاص القانون العام هم:
األوقاف. ( )
310
وباإلضافة لهذه األشخاص االعتبارية العامة والخاصة التي ذكرها
القانون بتحديد اسمها ،فذن ك مجموعة من األشخاص أو األموا يعترف لها
القانون بالشخصية االعتبارية ،قد تكون من أشخاص القانون العام ،وقد تكون
التي تستخدمها في من أشخاص القانون الخاص ،حسب طبيعتها والوسائ
ممارسة نشاطها ،وما إذا كانت تتمتع بامتيازات السلطة العامة أم ال ،حسب ما
بيناه في بداية هذه الفقرة.
312
الفصل الثاني
محل الحق
313
المبحث األول
األعمــال
314
أي التي لم توجد بعد ،فذنه استثناءً على هذه القاعدة يحرم القانون التعام في
األشياء المستقبلة في بعض األحيان ،ومثا ذلك التعام في التركات المستقبلة؛
إذ تنص المادة 2على أن التعام في تركة إنسان على قيد الحياة باط ولو
كان برضاه.
(ب) أما إذا كان مح الحق الشخصي عمالً ال يتعلق بنق أو إنشاء حق
عيني ،أو كان امتناعًا عن عم ،فذنه يشترط فيه أن يكون ممكنًا ،فشرط
اإلمكان بالنسبة للعم أو االمتناع عن العم يقاب شرط الوجود بالنسبة للشيء
الذي يتعلق به العم عندما يكون العم هو نق أو إنشاء حق عيني.
فذذا كان العم أو االمتناع مستحيالً فذن االلتزام يكون باطالً وال ينشأ
الحق الشخصي ،وفي هذا تنص المادة ( 23مدني) على أنه "إذا كان مح
االلتزام مستحيالً في ذاته كان العقد باطالً" ،والعم أو االمتناع عن العم قد
يكون مستحيالً في ذاته ،وهذا ما يسمى باالستحالة المطلقة ،ومثاله االلتزام
هنا مستحي في ذاته ال يستطيع أن يقوم به بعبور المحيط سباحة ،فالعم
المدين وال غير المدين ،واالستحالة المطلقة هي التي تؤدي لبطالن االلتزام
وتحو دون قيام الحق الشخصي.
315
الشرط الثاني :أن يكون المح معينًا أو قابالً للتعيين:
316
المبحث الثاني
األشــياء
الشيء -كما قلنا -هو مح الحق العيني ،ويجب هنا قب أن ندخ في
الكالم عن األشياء أن ننبه إلى مالحظة هامة ،وهي أنه في نظر تفاصي
القانون هناك فرق بين الشيء والما ،فالما هو الحق المالي ،أي الحق الذي
يمكن تقدير محله بالنقود ،وذلك على التفصي الذي ذكرناه عند الكالم عن
الحقوق المالية .أما الشيء فهو مح الحق العيني ،فالشخص الذي له حق ملكية
على منز يكون له ما هو حق الملكية ،وهذا الحق يمكن تقدير محله بالنقود،
فنقو مثالً إن هذا الحق قيمته عشرة آالف جنيه مثالً؛ ألن قيمة محله ،وهو
المنز تساوي مبلغ العشرة آالف جنيه ،أما المنز نفسه ،فهو الشيء الذي
يراد عليه حق الملكية.
تقسيمات األشياء:
تجري العادة على تقسيم األشياء عدة تقسيمات ،الغرض منها جمع
األشياء التي تخضع لقواعد قانونية واحدة في مجموعة واحدة ،وبصدد ك
تقسيم من هذه التقسيمات يُنظر إلى الشئ من زاوية معينة ،وعلى أساس هذه
النظرة يقوم التقسيم.
فمن حيث جواز التعام فيها تنقسم األشياء إلى أشياء داخلة في التعام ،
وأشياء خارجة عنه ،ومن حيث تكرار استعمالها تنقسم إلى أشياء قابلة
لالستهالك ،وأشياء غير قابلة له .ومن حيث ثباتها وانتقالها تنقسم إلى أشياء
عقارية وأشياء منقولة.
317
ومن حيث تعيينها تنقسم األشياء إلى أشياء قيمية وأشياء مثلية.
وأخيرًا تنقسم بحسب تخصيص منفعتها إلى أشياء عامة وأشياء خاصة.
المطلب األول
من األشياء ما ال يمكن أن يكون محالً للتعام بين الناس وال يصلح أن
يكون محالً لحق عيني .وقد حدد القانون األشياء الخارجة عن التعام وما
عداها من األشياء يكون داخالً في التعام .وفي هذا الصدد تنص المادة 1
مدني على ما يأتي:
" -ك شيء غير خارج عن التعام بطبيعته أو بحكم القانون يصح
أن يكون محالً للحقوق المالية -3 .واألشياء التي تخرج عن التعام بطبيعتها
هي التي ال يستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها ،وأما الخارجة بحكم القانون فهي
ال للحقوق المالية".
التي ال يجيز القانون أن تكون مح ً
(أ) فالشئ الخارج عن التعام بطبيعته هو الشيء الذي ال يمكن ألحد أن
هذه األشياء يستأثر بحيازته ،كأشعة الشمس والهواء ومياه المحيطات .مث
أتيحت بحكم طبيعتها للكافة ،ويمكن ألي أحد من الناس االنتفاع بها.
على أنه يالحظ أن خروج هذه األشياء عن التعام كان بسبب عدم
إمكان االستئثار بها ،وعلى ذلك إذا أمكن ألحد أن يستأثر بجزء منها ،فذن هذا
الجزء يصبح داخالً في دائرة التعام ،ويصح أن يكون محالً للحق العيني،
318
فمثالً الهواء المضغوط في اسطوانات يصح أن يكون مملوكًا ملكية فردية،
وكذلك المياه التي تكون في مجرى خاص أو التي تجري عليها عمليات معينة
بعد أخذها من المحيط لجعلها صالحة للشرب .في ك هذه الحاالت يصبح الشئ
ال للملكية الفردية.
داخالً في التعام ،ويمكن أن يكون مح ً
المطلب الثاني
أساس التقسيم:
يقوم هذا التقسيم على أساس األثر الذي يحدثه االستعما في الشئ،
فاألشياء القابلة لالستهالك هي التي ينحصر استعمالها بحسب ما أعدت له في
استهالكها أو إنفاقها (مادة /10مدني) ،وذلك كالمأكوالت المختلفة والوقود
والنقود ،أما األشياء غير القابلة لالستهالك فهي تلك التي ال يترتب على
استعمالها ألو مرة هالكها ،ب تبقى طبيعتها كما هي.
319
لهذا الشئ على طبيعته ،فذذا كان الشئ يهلك بمجرد األو أثر االستعما
مرة ،يسمى قابالً لالستهالك، االستعما ،أو بعبارة أخرى باستعماله ألو
أكثر من مرة ،فالبرتقالة أو التفاحة فالطعام مثالً ال يتصور أن يستعم
استعمالها ألو مرة يؤدي لهالكها متى أكلها اإلنسان هلكت ،وهذا ما يسمى
باالستهالك المادي؛ ألنه يغير من طبيعة الشيء المستهلك ،وقد يكون
االستهالك حكميًا ،كذنفاق النقود والبضاعة المعروضة في المح ،ويسمى
حكميًا ألن ذاتية الشئ ت بقى كما هي فال النقود يفنى معدنها أو ورقها وال
البضاعة المعروضة تهلك ببيعها ،وإنما تذهب من التاجر إلى غيره كذنفاق
النقود.
أما إذا كوان االسوتعما األو ال يوؤدي لهوالك موادة الشويء وال
إنفاقه ،فذن هذا الشئ يعتبور غيور قابو لالسوتهالك ،كالكتوب والمالبوس
واألثاث ،فالكتب يمكن استعمالها مورات عديودة فوي االطوالع ،والمالبوس
يمكن ارتداؤها مرات كثيرة ،واألثاث يمكن استخدامه مددًا طويلة.
وهكذا ،فتكرار االستعما بالنسبة لهذه األشياء ممكن؛ ولذلك تسمى غير
قابلة لالستهالك .صحيح أن قيمته قد تق ،وتستهلك بمضي الزمن وتكرار
مرات كثيرة ،لكن تبقى هناك حقيقة مؤكدة ،وهي أنها ال تهلك االستعما
بمجرد االستعما أو باستعمالها المرة األولى ،هذا ويالحظ هنا أن األص في
قابلية الشئ لالستهالك أو عدم قابليته هي طبيعة الشئ نفسه ،وأثر االستعما
األو عليه ،لكن إرادة األشخاص ذوي الشأن قد تتدخ في حاالت معينة،
فتغير من وصفه ،فتجعله غير قاب لالستهالك رغم أنه أصالً ،بحسب طبيعته
وما أعد له ،قاب لالستهالك ،فمثالً الخضر والفاكهة أصالً أشياء غير قابلة
لالستهالك ،إال أنها إذا استعملت لوضعها في معرض فقط ،فذنها تعتبر غير
قابلة لالستهالك ،فتغيير استعمالها من قب ذوي الشأن هو الذي غير وصفها.
301
أهمية التقسيم :تظهر أهمية تقسيم األشياء إلى قابلة لالستهالك وغير
قابلة لالستهالك في ناحيتين:
أوالً :هناك عقود تولد حقوقًا شخصية ال ترد إال على أشياء غير قابلة
لالستهالك ،وهذه هي العقود التي تعطي الحق في االنتفاع بشئ مملوك للغير
مدة معينة ثم يرد هذا الشئ بعد ذلك لمالكه ،ومثالها اإليجار والعارية،
فالمستأجر يحق له االنتفاع بالعين المؤجرة ثم ردها للمؤجر في نهاية مدة
اإليجار ،وكذلك في العارية حيث يحق للمستعير أن ينتفع بالشيء المعار بدون
مقاب ثم يرده بعد ذلك .في هذه العقود ال يتصور أن يكون الشئ المؤجر أو
المعار قابالً لالستهالك وإال لهلك بمجرد استعما المستأجر أو المستعير له
والستحا رده.
ثانيًا :كذلك بالنسبة لبعض الحقوق العينية ،فذنها ال يمكن أن ترد إال على
األشياء غير القابلة لالستهالك ،وهي الحقوق العينية المقررة لشخص على ما
مملوك للغي ر ،كحق االنتفاع وحق االستعما فال يتصور أن ترد هذه الحقوق
على أشياء قابلة لالستهالك ،وإال كان معنى استعما الغير لها هالكها وفقدان
المالك لها.
المطلب الثالث
تقسيم األشياء إلى عقارية ومنقولة يعتبر أقدم التقسيمات وأهمها؛ ألنه
تترتب عليه نتائج بالغة األهمية ،وقد تعرضت المادة 13مدني لهذا التقسيم
بقولها - " :ك شئ مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقله منه دون تلف فهو
عقار ،وك ما عدا ذلك من شئ فهو منقو -3 .ومع ذلك يعتبر عقارًا
بالتخصيص المنقو الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه رصدًا على خدمته أو
استغالله".
300
شئ ال يصدق عليه هذا هذا النص يعرف العقار ويقضي بأن ك
التعريف يعتبر منقوالً .وسنتولى بيان المقصود بالعقار ثم نوضح معنى
المنقو .
طبقًا لنص المادة سوالفة الوذكر فوذن العقوار هوو الشوئ المسوتقر
بحيزه الثابت فيه ،بحيث ال يمكن نقله منه بودون تلوف .وهوذا موا يطلوق
عليه العقار بطبيعته ،نظرًا ألن وصفه بهوذا الوصوف يتفوق موع حقيقتوه،
لكن النص السوالف أضواف نوعًوا ثانيًوا مون العقوارات أسوماه العقوار
بالتخصيص ،وهو شئ في األص وحسوب حقيقتوه يعتبور منقووالً ،لكون
تخصيصه لخدمة عقار هوو الوذي يبورر إطوالق وصوف العقوار عليوه
وار
ون العقو
وتكلم عو
وم نو
وه ،ثو
وار بطبيعتو
ون العقو
وتكلم أوالً عو
وازًا .ونو
مجو
بالتخصيص.
أ -العقار بطبيعته:
-كذلك المباني تعد عقارًا ،أيًا كان نوع هذه المباني ،سواء أكانت معدة
للسكن أو للمصانع أو كانت قناطر أو سدودًا أو خزانات أو مخابئ .وهي تعد
عقارًا حتى لو كانت مؤقتة ،كمباني المعارض إنما ال تعتبر األكشاك الخشبية
التي توضع على األرض من المباني التي تعد عقارات؛ ألن هذه األكشاك يمكن
302
فكها ونقلها من مكانها دون أن تتلف .وك شيء متص بالمبنى بحيث يعتبر
مكمالً له يعد عقارًا ،ومثا ذلك األبواب والشبابيك وأنابيب المياه والصنابير
والمصاعد.
ب -العقار بالتخصيص:
بعد أن عرفت المادة 13مدني العقار بطبيعته أضافت" :ومع ذلك يعتبر
عقارًا بالتخصيص المنقو الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه رصدًا على
خدمته واستغالله".
يشترط أن يكون العقار والمنقو مملوكين لشخص واحد ،فذذا كان مالك
العقار غير مالك المنقو فذن المنقو المرصود لخدمة العقار واستغالله ال
يكتسب وصف العقار بالتخصيص ،فلو أن مستأجر األرض الزراعية خصص
لخدمتها آالت ومواش مملوكة له ،فذن هذه اآلالت والمواشي ال تكون عقارًا
بالتخصيص ،وكذلك إذا استأجر مالك هذه األرض تلك المواشي واآلالت
ورصدها لخدمة أرضه واستغاللها فلن تكتسب وصف العقار بالتخصيص؛ ألنه
في المثالين مالك العقار غير مالك المنقو .
303
والحكمة من اشتراط هذا الشرط أن فكرة العقار بالتخصيص تقوم على
صلة التبعية بين المنقو والعقار .هذه الصلة ال تكون لها صفة االستقرار إال
باتحاد المالك ،ثم إن الغرض الذي يهدف إليه المشرع من فكرة العقار
بالتخصيص ال يتحقق إال باتحاد المالك ،فقد رمى المشرع إلى الحيلولة دون
الحجز على المنقو منفصالً عن العقار في هذه الحالة ،حتى ال يتعط استغال
العقار بسبب استبعاد المنقوالت التي كانت تخدمه .وتفادى الحجز على العقار
ال عن المنقو ال يتحقق إذا كان مالك المنقو غير مالك العقار.
مستق ً
أن يقوم المالك يشترط عالوة على اتحاد مالك العقار والمنقو
بتخصيص المنق و لخدمة العقار واستغالله ،وسواء كان هذا االستغال زراعيًا
أو صناعيًا أو تجاريًا ،فاآلالت والمواشي التي يخصصها صاحبها لحرث
األرض وريها وجني المحصو ،تعتبر عقارات بالتخصيص ،وكذلك األمر
بالنسبة آلالت المصنع والسيارات التي تتولى نق المواد الخام الالزمة للصناعة
أو المنتجات المصنعة .نفس الشيء بالنسبة للموائد والكراسي وأدوات األك
التي تخصص للمطعم واألثاث الذي يمكن من استغال الفندق ..وهكذا ،لكن
يشترط أن يكون المنقو مخصصًا لخدمة العقار نفسه ال لخدمة مالكه ،فالسيارة
التي يستخدمها صاحب المصنع في تنقالته الخاصة ال تعتبر عقارًا
بالتخصيص ،إنما يصدق هذا الوصف على السيارة التي تستخدم في نق المواد
الخام الالزمة للمصنع أو في نق منتجاته.
304
العقار ،ويكون مفيدًا له علوى وجوه أو آخور .كموا ال يشوترط أن يكوون
التخصيص بصفة دائمة ،ب يكتسب المنقوو وصوف العقوار بالتخصويص
حتى لو كوان هوذا التخصويص مؤقتًوا ،كموا لوو رصود مالوك األرض
الزراعية آلة ري لهذه األرض مدة معينة ،ثوم بواع هوذه اآللوة بعود مودة
قصيرة.
أيضًا العقارات ( )3التصرفات التي ترد على العقار بطبيعته تشم
بالتخصيص .وقد نصت المادة 120مدني على أن" :يشم الرهن ملحقات
بوجه خاص ...والعقارات العقار المرهون التي تعتبر عقارًا ،ويشم
بالتخصيص . "...
ولكن يالحظ هنا أن وحدة القواعد التي تسري على العقار بطبيعته
والعقارات بالتخصيص في هذه الفروض أساسها قصد ذوي الشأن ،فالقانون
يقرر ذلك على أساس أن المتعاملين ،وخاصة مالك العقار ،قد أرادوا ذلك،
ما بين العقار والمنقوالت الملحقة عند فالمالك له الحرية في أن يفص
التصرف ،بأن يبيع مثالً العقار فقط دون المنقوالت ،كما أن له أن يسمح لدائنه
بأن يحجز على المنقوالت مستقلة عن العقار الذي تخدمه ،وهو في ك األحوا
305
يستطيع أن يزي صفة العقار بالتخصيص عن المنقوالت بأن ينهي تخصيصها
لخدمة العقار أو استغالله .وعندئذ تعود إلى الوصف الحقيقي لها كمنقوالت
وتعام قانونًا على هذا األساس.
ثانيًا :المنقول
المنقو هو الشئ غير الثابت بحيزه ،والذي يمكون نقلوه مون مكانوه
ال
دون أن يتلف .والشئ الذي يصودق عليوه هوذا التعريوف يسومى منقوو ً
بطبيعته ،وإلى جانوب المنقوو بطبيعتوه توجود أشوياء تسومى منقووالت
بحسب المآ ؛ ألنها فوي حقيقتهوا عقوارات ،لكون نظورًا ألنهوا ستصوير
منقوالت في وقت قريب ،فذننا نسميها بحسب ما سوتئو إليوه .وفيموا يلوي
نتكلم عن المنقو بطبيعته ،ثم بعد ذلك نتكلم عن المنقو بحسب المآ .
أ -المنقول بطبيعته:
المنقو بطبيعته ،كما قلنا ،هو الشئ غير الثابوت فوي مكانوه الوذي
يمكن نقله منه دون أن يتلف أو يتغير .ويشترط أال يكوون هوذا الشوئ قود
اكتسب وصف العقوار بالتخصويص بذلحاقوه بخدموة عقوار واسوتغالله.
والمنقو بطبيعته قد يكون شيئًا معنويًوا ال يودرك بوالحس ولكون بالتخيو
والفكر ،وذلك مث األفكار المبتكرة التوي تكوون محو الحوق الوذهني أو
المعنوي.
ويعتبر الشيء منقوالً طالما كوان يمكون نقلوه مون مكانوه دون أن
يتلف حتى لو ظ في مكانه هذا مدة طويلوة لوم ينقو بالفعو ،فاألكشواك
الخشبية التي تقام على شواطئ االستحمام أو علوى األرصوفة لمودة ،مهموا
طالت ،تعتبر منقوالت ألنه يمكون نقلهوا مون مكانهوا دون أن تتلوف ،وال
يهم بعد ذلك قيمة الشئ أو حجمه ،فالسوفينة والطوائرة كو منهموا يعتبور
ال شأنه شأن الكتاب أو الحقيبة.
منقو ً
306
ب -المنقول بحسب المآل:
الشرط األو :أن تتجه إرادة ذوي الشوأن إلوى فصو الشوئ عون
أصله ،بحيث يكون المصوير الحتموي هوو االنفصوا ،كاألشوجار المعودة
للقطع ،والثمار المعدة للقطف ،والبناء المعد للهدم.
الشرط الثاني :أن يكون هذا االنفصا قريوب الوقووع ،بحيوث أنوه
ال يبقى إال مدة قصيرة وينفص الشوئ عون أصوله الثابوت فيوه ويصوير
منقوالً .ولهذا نوص قوانون المرافعوات فوي الموادة 250علوى أنوه" :ال
يجوز حجز الثمار المتصلة وال المزروعوات القائموة قبو نضوجها بوأكثر
من خمسة وأربعين يومًا" .فالمشرع قد اعتبور الثموار والمزروعوات رغوم
اتصالها باألرض منقوالً يحجوز عليوه بطريقوة الحجوز علوى المنقوو ،
ولكن اشترط العتبارها منقوالت أن يكوون انفصوالها عون األرض قريوب
الوقوع ،أي سيتم بعود مودة أقصواها خمسوة وأربعوون يومًوا .وإذا كوان
المشرع قد حدد في هذه الحالة المدة التي يتم بعودها االنفصوا ،فذنوه فوي
الحاالت األخرى يترك تحديد هذه المودة لسولطة القاضوي التقديريوة ،فهوو
الذي يقدر مثالً في حالة البناء المعد للهدم المودة التوي يجوب هودم البنواء
ال بحسب المآ .
في خاللها حتى يعتبر منقو ً
307
أحكام المنقول بحسب المآل:
وى
وة إلو
ودون حاجو
وآ ،تنتق و بو
وب المو
وو بحسو
وة المنقو
( ) ملكيو
التسجي ،فذذا بيع المنز علوى أنوه أنقواض ،انتقلوت ملكيتوه دون حاجوة
إلى التسجي .
( )3النزاع بشأن المنقو بحسب المآ ،تخوتص بوه المحكموة التوي
يقع في دائرتها موطن المودعى عليوه ،ولويس المحكموة التوي يقوع فوي
دارتها العقار.
( )2دعاوى الحيازة ،ال تحمي مالك المنقو بحسب المآ .
وم
ور أهو
ووالت يعتبو
وارات ومنقو
وى عقو
وياء إلو
ويم األشو
وا إن تقسو
قلنو
التقسيمات ،وذلك نظرًا لخطورة اآلثار التوي تترتوب علوى اعتبوار الشوئ
عقارًا أو منقوالً .ويظهر ذلك مما يلي:
( )3ال تنتق ملكية العقار وال تنشأ الحقووق العينيوة عليوه إال بشوهر
308
التصرف القانوني بالتسجي أو القيود .أموا بالنسوبة للمنقوو فوذن ملكيتوه
تنتق ،والحقوق العينية عليه تنشأ بمجرد العقد.
( )0من حيث التنفيذ على ما المودين فوذن طورق الحجوز تختلوف
بالنسبة للمنقو عن العقار.
إلى جانب تقسيم األشياء إلى عقارات ومنقوالت ،فذن األموا نفسها ،أي
الحقوق المالية ،يمكن أن تكون أمواالً عقارية أو أمواالً منقولة .وقد نصت
المادة 12مدني على أنه - " :يعتبر ماالً عقاريًا ك حق عيني على عقار ...
ال منقوالً ما عدا ذلك من الحقوق المالية".
-3ويعتبر ما ً
األموا العقارية:
309
والحقوق العينية التي ترد علوى العقوار فقوط هوي حوق االرتفواق
وحق السكنى وحق الحكر والرهن الرسومي واالختصواص .وهوذه تعتبور
دائمًا أمواالً عقارية ،أما الحقوق العينية األخورى ،وهوي الملكيوة واالنتفواع
واالستعما والرهن الحيوازي ،واالمتيواز ،فذنهوا قود تقوع علوى عقوار،
ال
وعندئذ تسمى أمواالً عقارية ،وقد تقع على منقوو ،وعندئوذ تسومى أمووا ً
منقولة.
أما الدعاوى العقارية ،فهي تلك التي تتعلق بحق عيني على عقار،
ومثالها دعوى استحقاق العقار ،ودعوى تقرير حق ارتفاق على عقار الغير،
ودعوى الرهن الرسمي.
األموا المنقولة:
( ) الحقوق العينية التي ترد على منقو ،كحق ملكية المنقو ،وحقوق
االنتفاع ،واالستعما ،والرهن الحيازي ،واالمتياز ،إذا كان محلها منقوالً.
321
أهمية تقسيم األموال إلى عقارية ومنقولة:
( )3التصرفات التي يقصد بها إنشاء أو نق حق عيني على عقار ،يجب
أن تشهر بالتسجي أو القيد .أما التصرفات التي تتعلق بالحقوق العينية على
المنقو أو الحقوق الشخصية ،فال يجب بالنسبة لها الشهر.
320
المطلب الرابع
األشياء المثلية واألشياء القيمية
أساس التقسيم:
األشياء المثلية هي التي يقوم بعضها مقام بعض عند الوفاء ،والتي تقدر
عادة بين الناس بالعدد أو المقاس أو الكي أو الوزن (مادة 15مدني).
وهذه األشياء تُسمى أيضًا أشياء معينة بالنوع؛ ألنه يكفي في تعيينها أن
يذكر نوعها ،وعدد الوحدات التي تقدر على أساسها ،وذلك كعشرين أردب من
القمح أو عشرة أقال م أو خمسة أمتار من القماش أو رطلين من اللبن ،وذلك
بحسب ما إذا كان الشئ يقدر في التعام بين الناس بالكي أو العدد أو المقاس
أو الوزن ،والمالحظ في األشياء المثلية أن آحادها ال تتفاوت تفاوتًا يعتد به.
أما األشياء القيمية ،فهي األشياء التي ال يقوم بعضها مقام بعض في
الوفاء ،ومثلها سيارة معينة أو منز معين .وهذه األشياء تسمي أيضًا أشياءً
معينة بالذات ،نظرًا ألن تحديدها ينصب على ذاتيتها وليس على نوعها فقط،
فالسيارة المعينة بالذات تعين بنوعها وسنة صنعها ورقم محركها والرقم
الخاص بها في إدارة المرور ،بحيث ال يمكن القو بأن سيارة أخرى تح
محلها في الوفاء أو أنه ليس هناك تفاوت بينها وبين السيارات األخرى .ولكن
يالحظ هنا أن إرادة ذوي الشأن قد تلعب دورًا في وصف الشيء بأنه مثلي أو
قيمي ،فالشيء الذي يعتبر في األص مثليًا كالحبوب أو النقود قد يصير بذرادة
ذوي الشأن قيميًا ،فمث الً إذا اتفق تاجر مع مزارع على شراء خمسين أردبًا من
القمح يكون القمح في هذه الحالة مثليًا وهذا هو األص .أما إذا اتفق االثنان
على أن يشتري التاجر كمية القمح الموجودة في مخزن المزارع كلها أصبح
القمح قيميًا ،أي معينًا بالذات ،وكذلك إذا كانت األرض في األص شيئًا قيميًا،
أي معينًا بالذات ،فقد تنقلب إلى شيء مثلى معين بالنوع فقط ،كما إذا اشترت
شركة عقارية مساحة كبيرة من األرض وقامت بتقسيمها إلى أقسام متساوية
322
وباعتها بالقطعة ،فذن هذه القطع المتعددة تعتبر أشياء مثلية.
أهمية التقسيم:
( ) من حيث انتقا الملكية :إذا كان الشيء مثليًا ،أي معينًا بالنوع فقط،
إال باإلفراز ،أي بأن يقوم كخمسين مترًا من القماش ،فذن ملكيته ال تنتق
التاجر البائع مثالً بتجنيب هذا المقدار من القماش وفصله عن سائر ما عنده من
قماش ،أما إذا كان الشيء قيميًا فذن الملكية تنتق بمجرد العقد ،كما إذا وجدت
مع زمي حقيبة فأعجبتك وطلبت منه أن يبيعها لك فوافق ،فهنا ملكيتها تنتق
إليك بمجرد العقد.
( )3من حيث استحالة التنفيذ :إذا استحا على الشخص الملتزم بنق
الملكية تنفيذ التزامه هذا نتيجة سبب أجنبي ال يد له فيه ،وكان الشيء المطلوب
نق ملكيته مثليًا ،فذن ذمة الملتزم ال تبرأ ويلتزم بتقديم شيئًا آخر غير الذي
استحا عليه نق ملكيته ،أما إذا كان الشيء قيميًا فذن استحالة التنفيذ تؤدي
لبراءة ذمة الملتزم بنق الملكية ،ومقاب ذلك تبرأ ذمة الشخص اآلخر من دفع
ثمن الشيء القيمي الذي هلك.
( )2من حيث الوفاء :إذا كان مح االلتزام شيئًا مثليًا فذن المدين يكون
قد وفى بالتزامه إذا أدى إلى الدائن من نوع الشيء المتفق عليه ومقداره كعشرة
أرادب من القمح مثالً ،أما إذا كان مح االلتزام شيئًا قيميًا ،فذن الوفاء ال يكون
إال بذات الشيء المتفق عليه ،وال يجبر الدائن على قبو شيء غيره ،كالتزام
بتسليم سيارة معينة مثالً.
323
المطلب الخامس
أساس التقسيم:
وبناء على ذلك ،فذن األشياء العامة هي األشياء التي تملكها الدولة،
والتي تكون مخصصة لمنفعة عامة ،فيشترط إذن شرطان العتبار الشيء شيئًا
عامًا.
متى توافر هذان الشرطان اعتبر الشيء عامًا ،أما إذا تخلف أحدهما
اعتبر الشيء خاصًا .ولهذا فذن الشيء الخاص هو الذي يملكه األفراد أو
يستطيعون تملكه وهذا يشم باإلضافة إلى ما يملكه األفراد األشياء التي تملكها
الدولة أو أحد فروعها ولكنها غير مخصصة للمنفعة العامة ،كاألراضي
324
الزراعية التي تملكها الدولة وتقيم عليها مزارع خاصة بها وتسمى اصطالحًا
بالدومين الخاص.
أهمية التقسيم:
إال أنه يالحظ أن حظر التصرف في األشياء العامة كان لعلة معينة،
وهي أن التصرف في هذه األشياء يتعارض مع تخصيصها للمنفعة العامة.
وبناء على ذلك فذنه إذا كان التصرف بشأن هذه األموا ال يعط االنتفاع العام
بها فذنه يكون صحيحًا؛ وعلى ذلك فذنه من الجائز أن ترخص الدولة لألفراد
بالصيد في األنهار والبحيرات العامة .كما أن للمحافظات أن تؤجر جزءًا من
مبانيها ،كتأجير المقاصف أو تأجير جزء من الطريق العام ،مادام ذلك ال يعط
المرور فيه.
( )3ال يجوز الحجز على األشياء العامة ،بينما ذلك جائز بالنسبة
لألشياء الخاصة المملوكة لألفراد.
( )2األشياء العامة ال يمكن تملكها بالتقادم ،بينما ذلك ممكن بالنسبة
لألشياء الخاصة المملوكة لألفراد.
325
الباب الثالث
الفصل األول
لكي ينشأ الحق البد أن يكون هناك مصدر يستقي منه ،والقانون يعتبر
المصدر الذي تستمد منه ك الحقوق ،فال يمكن أن يوجد حق دون أن يعترف
به القانون ويقره ،إال أن القانون يعلق وجود الحق على حدوث أمر معين
يحدده .وهذا األمر يعتبر السبب المباشر للحق ،أما القانون فهو السبب غير
المباشر لهذا الحق .ونحن عندما نتكلم عن مصادر الحق إنما نعني المصدر
المباشر له ،ومصادر الحق متعددة ولكن يمكن ردها جميعًا إلى مصدرين هما
منهما مبحثًا الواقعة القانونية والتصرف القانوني .وفيما يلي نخصص لك
مستقالً.
326
المبحث األول
الواقعة القانونية
يقصد بالواقعة القانونية هو ك أمر يقع فيرتب القانون عليه أثرًا دون
اعتداد بذرادة اإلنسان في ترتيب هذا األثر .والوقائع القانونية نوعان :وقائع من
فع الطبيعة ووقائع من فع اإلنسان.
هذه الوقائع أفعا تصدر من اإلنسان ،ويرتب عليها القانون أثرًا دون أن
يعتد في ترتيب هذا األثر بذرادة اإلنسان؛ أي أن هذه اآلثار تنشأ ،سواء أكان
اإلنسان يقصد ترتيبها أو ال يقصد ذلك.
ومن هذه الوقائع الفع الضار الذي ينشئ التزامًا بالتعويض ،وبمعنى
آخر حقًا لشخص ،فالشخص الذي يصيب بسيارته أحد المارة في الطريق يلتزم
بتعويض المصاب عن الضرر المادي واألدبي الذي أحدثته تلك اإلصابة.
327
وتطبيقًا لذلك تنص المادة 02مدني على أن "ك خطأ سبب ضررًا للغير
يلتزم من ارتكبه بالتعويض" .وهنا يترتب على الفع نشوء االلتزام بالتعويض
رغم أن من ارتكب الخطأ لم تنصرف إرادته ،وهو يرتكب الخطأ إلى دفع
تعويض المصاب ،وحتى لو تصورنا أن مرتكب الفع الضار قد أتاه عمدًا فذن
من غير المعقو أن يكون قصده من تعمد اإلضرار هو التزامه بدفع التعويض
للمضرور.
وقد تكون الواقعة التي من فع اإلنسان أمرًا نافعًا ،كما إذا وجد جار
حائط جاره يوشك أن يسقط ،وكان الجار غائبًا عن منزله ،فقام بترميم هذا
الحائط ليمنعه من السقوط؛ ففي هذه الحالة يعتبر الجار مالك الحائط قد استفاد
من فع جاره ،وهذا ما يسمى في لغة القانون إثراء بال سبب ،وهنا يرتب
القانون على هذا الفع النافع أثرًا معينًا ،وهو التزام مالك الحائط بتعويض
الجار عما تكبده من نفقات في سبي ترميم الجدار .هذا الحق الشخصي في
التعويض ينشأ لمصلحة الجار الذي قام بالترميم بمقتضى القانون .والقانون في
ترتيبه لهذا الحق ال يضع اعتبارًا لما إذا كان الشخص الذي قام بالترميم قصد
أن ينشئ لنفسه حقًا شخصيًا أم ال؛ ألن هذا الحق ينشؤه القانون ترتيبًا على
العم الذي قام به هذا الشخص سواء أراد أو لم يرد ذلك.
كذلك األمر بالنسبة لالستي الء على شيء ال مالك له ،فذنه يؤدي إلى
تملك الشخص لهذا الشيء ،وهذا األثر وهو نشوء حق الملكية يرتبه القانون
على واقعة االستيالء دون نظر إلرادة الشخص الذي استولى على الشيء.
صحيح أن اإلنسان عندما يستولى على شيء فهو يفع ذلك بنية تملكه ،أي أن
إرادته متجهة لترتيب األثر القانوني على الواقعة ،ولكن القانون هنا يرتب األثر
ليس إعماالً التجاه اإلرادة وإنما من تلقاء نفسه دون النظر لهذا االتجاه.
328
المبحث الثاني
التصرف القانوني
التصرف القانوني هو اتجاه اإلرادة إلى إحداث أثر قانوني يرتبه القانون
إعماالً لها .ومن هذا التعريف يتضح أنه في حالة التصرف القانوني يرتب
القانون أثرًا معينًا استجابة لإلرادة التي اتجهت إليه ،فمثالً في عقد البيع يرتب
القانون عليه التزام البائع بتسليم المبيع ونق ملكيته إلى المشتري ،ومن ناحية
أخرى التزام المشتري بدفع الثمن .والقانون عندما يفع ذلك إنما يفعله تلبية
إلرادة ك من البائع والمشتري ،فقد انصرفت نيته إلى دفع الثمن مقاب انتقا
ملكية المبيع ،وهذه النوايا التي عبر عنها البائع والمشتري باإليجاب والقبو
هي التي أدت إلى أن يرتب القانون هذا األثر .وكذلك في عقد اإليجار فذن
دفع المستأجر والمؤجر قد أراد أن ينتفع المستأجر بالعين المؤجرة مقاب
األجرة للمؤجر ،فما كان من القانون إال أن أنشأ التزامًا على عاتق المؤجر
بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة ،والتزامًا على المستأجر بدفع
األجرة ،وذلك نزوالً على رغبة ذوي الشأن.
329
أ -التصرف القانوني من جانبين (العقد):
وهو الذي يتم بذرادة واحدة كالوصية التي تتم بذرادة الموصي ومنها
الوعد بجائزة الموجه إلى الجمهور ،فمثالً إذا ضاع منك شيء فذنك تعلن عن
التزامك بدفع مبلغ معين للشخص الذي يعثر على هذا الشيء ،فهذا الوعد تم
بذرادتك المنفردة يعتبر تصرفًا قانونيًا من جانب واحد.
األو :أن اإلرادة بذاتها كافية إلنشاء التصرف القانوني ،وهذا يعني أنه
متى تم التعبير عن اإلرادة بأي صورة من الصور ،فذنها تنتج اآلثار التي
يرتبها القانون فال يتقيد من يصدر منه التصرف بأي وسيلة تعبير معينة ،ب
يعبر باللفظ أو اإلشارة أو الكتابة كما يختار ،المهم أن تظهر إرادته التي هي
أمر نفسي داخلي إلى العالم الخارجي بأية وسيلة .ومعنى هذا أن األفراد لهم
إجراء ما يشاءون من تصرفات .كما أن لهم أال يتعاقدوا فال أحد يجبرهم على
إبرام عقود معينة ،وإذا أقدموا على إبرام العقود فهم يتمتعون بحرية مناقشة
شروط العقد وبنوده المختلفة ،وهذا ما يعبر عنه بالرضائية.
331
الثاني :أن اإلرادة حرة في تحديد اآلثار التي تترتب على التصرف
القانوني متى كان ذلك في حدود النظام العام واآلداب؛ ولذلك فذنه عند تحديد
مضمون العقد وآثاره يبحث القاضي عن النية المشتركة للمتعاقدين ويلزمهم بما
انصرفت إليه نيتهم.
إذا كانت اإلرادة كافية بذاتها إلنشاء التصرف القانوني وهي حرة في
تحديد مضمون التصرف وآثاره ،فذن ذلك يكون قاعدة عامة ،وك قاعدة يرد
عليها استثناءات ،وهناك قيود على مبدأ سلطان اإلرادة نشأت أو ازدادت على
إثر األخذ بالمذاهب االشتراكية وانتشارها ،مما أدى لتدخ الدولة في معامالت
األفراد ونشاطهم بنية الحفاظ على المصلحة العامة ورعايتها ،فأصبح اإلنسان
مجبرًا في بعض األحيان على إبرام عقود معينة ،كعقد التأمين من المسئولية
عن حوادث السيارات ،فقد صار هذا النوع من التأمين إجباريًا في معظم بالد
العالم ،وذلك بعد أن انتشر استخدام السيارات وكثرت ضحايا حوادثها ،وذلك
باإلضافة لوجود نوع معين من العقود يسمى عقود اإلذعان وفيها يجد اإلنسان
نفسه مضطرًا إلبرام عقد معين بشروط معينة ال يستطيع مناقشتها؛ ألنه في
حاجة ضرورية للخدمة أو السلعة التي تقع عليها هذه العقود ،ومنها العقود التي
يبرمها المستهلكون مع مصلحة المياه أو الكهرباء ،فهذه الهيئات تتمتع باحتكار
قانوني لتوزيع المياه أو الكهرباء ،وتضع نماذج معينة للعقود ال تقب المناقشة
فيها ،والمستهلك ال يستطيع االمتناع عن التعاقد ألنه ليس بذمكانه االستغناء
عن مث هذه األشياء؛ وبالتالي فهو يسلم بهذه الشروط دون مناقشة؛ ولذلك ال
أنه "أذعن" لتلك هنا إن المستهلك قد وافق على التعاقد ،وإنما نقو يقا
الشروط؛ ومن هنا سميت هذه العقود "عقود اإلذعان".
وعالوة على هذه القيود فذن هناك قيدًا آخر يعتبر أقدم القيود على مبدأ
سلطان اإلرادة وهو الشكلية ،ومعنى الشكلية أن التصرف القانوني ال ينشأ إال
330
إذا تم التعبير عن اإلرادة في صورة معينة ،كالكتابة الرسمية أو العرفية ،ومن
حسن الحظ أن الشكلية في وقتنا الحاضر أصبحت استثناءً ال يوجد إال في
حاالت نادرة ،أم ا القاعدة العامة ،والمستقرة فهي الرضائية ،أي كفاية اإلرادة
إلنشاء التصرف القانوني ،متى تم التعبير عنها بأي وسيلة كانت ،ومثا العقود
الشكلية عقد الرهن الرسمي ،حيث ال ينعقد هذا العقد وال يرتب أثرًا إال إذا
حرر في ورقة رسمية ويقوم بذلك موظف مختص هو الموثق.
وم ثالها أيضًا عقد الشركة المدنية والتصرف في حقوق المؤلف ،فهذه
العقود والتصرفات ال تنعقد إال إذا تمت كتابة ،والكتابة المشترطة هنا هي
الكتابة العرفية فال يشترط أن يقوم بها موثق.
إال أنه يجدر التنبيه هنا إلى أن الكتابة ،سواء أكانت رسمية أو عرفية إن
كانت شرطًا ل نشوء التصرف القانوني إال أنها ليست كافية ،بمعنى أنه البد من
أن تعبر هذه الكتابة عن إرادة حقيقية وصحيحة لذوي الشأن؛ وبالتالي فذنه إذا
ثبت أن إرادة ذوي الشأن التي عبروا عنها بالكتابة إرادة معيبة لنقص أهلية
أحدهم أو ألن إكراهًا وقع عليه فذن كون التصرف مكتوبًا ال يمنع من الطعن
فيه لعدم صحة اإلرادة.
ويجب هنا أن نميز بين الكتابة التي هي شرط لصحة التصرف القانوني
والكتابة التي هي شرط لإلثبات فقط ،ففي بعض األحيان يشترط القانون الكتابة
إلثبات التصرف القانوني ،كما إذا ازدادت قيمة التصرف عن ألف جنيه .في
ينشأ صحيحًا هذه الحالة ال يترتب على عدم الكتابة بطالن التصرف ،ب
ويرتب آثاره ،لكن عند المنازعة المتعلقة بهذا التصرف البد أن يثبته ذو الشأن
بالكتابة وإال فيكون اإلثبات بما يقوم مقام الكتابة ،كذقرار المدعى عليه أو حلف
اليمين ،وهذا على عكس ما يحدث في حالة الكتابة التي هي شرط إلنشاء
التصرف ،حيث ال ينعقد وال يرتب أي أثر إال إذا كان مكتوبًا.
ومن ناحية أخرى يجب أن تميز بين الشكلية ،أي اشتراط الكتابة النعقاد
332
التصرف القانوني وبين شهر التصرفات؛ ففي بعض األحيان يشترط القانون
لكي يحتج بالتصرف في مواجهة الغير أن يسج هذا التصرف أو يقيد بالشهر
العقاري .ومثا ذلك عقد الرهن الحيازي؛ إذ يشترط قيده في الشهر العقاري
إذا كان محله عقار وال يكون نافذًا في حق الغير إال باتخاذ هذا اإلجراء ،فهنا
يكون الرهن في ذاته صحيحًا ويرتب أثاره فيما بين المتعاقدين ،ولكن ال يرتب
أثره في مواجهة الغير إال بالقيد.
أوالً :الرضا:
يفترض التصرف القانوني اتجاه اإلرادة إلى إحداث أثر قانوني معين؛
وبالتالي البد أن يوجد الرضا الصحيح بهذا األثر.
فيلزم من ناحية أن يوجد الرضا ،وهو يتحقق بصدور تعبير صريح أو
ضمني عن إرادة يعتد بها قانونًا .فذذا كانت اإلرادة ،معدومة ،كما في حالة
المجنون أ و الصبي غير المميز ،أو كانت غير جادة في االرتباط بالتصرف
القانوني ،فال ينعقد هذا التصرف ،كما يشترط في حالة التصرف القانوني من
جانبين (العقد) أن يتطابق التعبير عن إرادة الطرفين .والتعبير الذي يصدر من
أحد الطرفين أوالً يسمى إيجابًا أما التعبير عن إرادة الطرف اآلخر بالرد على
األو فيسمى قبوالً ،فيشترط إذن النعقاد العقد تطابق اإليجاب والقبو تطابقًا
تامًا .ويستوي أن يتم التعبير عن اإلرادة بالكتابة أو شفاهة أو باإلشارة أو بأية
طريقة أخرى تد على حقيقة المقصود .كما يستوي أن يصدر التعبير عن
333
اإلرادة من المتعاقد نفسه أو من نائبه كوليه أو وكيله .ومن ناحية أخرى يلزم
أن يكون الرضا الموجود صحيحًا ،أي يصدر عن ذي أهلية كاملة إلبرام
التصرف القانوني وأن يكون خاليًا من عيوب اإلرادة.
الغلط هو وهم يقوم في ذهن المتعاقد فيصور له األمر على غير حقيقته،
كمن يشتري ساعة من فضة مطلية بالذهب معتقدًا أنها من ذهب خالص.
334
ال للتعيين ،وأخيرًا يشترط أن يكون مشروعًا.
ال وأن يكون معينًا أو قاب ً
مح ً
ثالثًا :السبب:
اإلرادة المدركة الجادة ال تتجه إلى ترتيب األثر القانوني إال بناء على
سبب يدفعها إلى ذلك .والسبب هو الباعث الذي يدفع المتصرف إلى االلتزام
بتصرفه ،فالبائع يلتزم بنق ملكية المبيع لرغبته في الحصو على الثمن من
المشتري ،وكذلك المشتري تتجه نيته إلى دفع الثمن مقاب حصوله على ملكية
المبيع .وهكذا ويشترط أن يكون لك تصرف قانوني سبب مشروع ،فال يكفي
وجود السبب ،وإنما يشترط أيضًا مشروعيته ،فمن يهب ماالً المرأة بغرض
دفعها إلى معاشرته معاشرة غير مشروعة تكون هبته باطلة ،ومن يستأجر
ال وهكذا.
ال ليأوي فيه الفارين من العدالة يعتبر عقده باط ً
منز ً
رابعًا :الشكلية:
قد يشترط القانون النعقاد بعض التصرفات شرطًا شكليًا معينًا ،كالكتابة
الرسمية في الرهن الرسمي أو الكتابة العرفية في الشركة؛ فعندئذ البد من
استيفاء هذا الشك وإال كان التصرف القانوني باطالً.
البط الن المطلق يعني اعتبار التصرف القانوني غير موجود؛ وبالتالي ال
ينتج أي أثر من آثاره ،سواء في الماضي أو المستقب ،وهذا البطالن يستطيع
أي ذي شأن أن يتمسك به وتحكم به المحكمة من تلقاء نفسها ،كما أنه ال يصح
باإلجازة إال أن دعوى البطالن المطلق تسقط بمضي خمس عشرة سنة من
335
وقت العقد ولكن الدفع به ال يتقادم.
(أ) انعدام الرضا لصدوره من عديم األهلية أو لعدم تطابق اإلرادتين في
حالة التصرف القانوني من جانبين (العقد) أو إلكراه مادي أو انعدام إرادة
المتصرف.
(د) تخلف ركن الشك في الحاالت التي يشترط فيها القانون ذلك كتخلف
الرسمية في الرهن الرسمي.
336
أثار التصرف القانوني
إذا ما توافرت شروط التصرف القانوني على الوجه السابق أنتج آثاره،
في حقوق والتزامات في ذمة المتصرف .واإلرادة لها الدور وهي تتمث
األساسي في تحديد مضمون هذه اآلثار إال أن العقد ال يقتصر على إلزام
المتعاقدين بما ورد فيه ،ولكنه يتناو أيضًا ما هو من مستلزماته وفقًا للقانون
والعرف والعدالة بحسب طبيعة االلتزام (مادة 01مدني).
هذا ومن المقرر أن آثار العقد حقوقًا أو التزامات ال تنصب إال في ذمة
المتعاقدين ،وهذا ما يسمى بنسبية أثر العقد من حيث األشخاص ،إال أن هذه
القاعدة إذا كانت مطلقة من ناحية االلتزامات ،فذنها تحتم استثناءً من ناحية
الحقوق ،فالغير الذي لم يكن طرفًا في العقد وال خلفًا عامًا أو خاصًا ألحد
بمقتضى العقد بأي التزام ناشئ عنه ،وإذا تعهد أحد المتعاقدين ال يتحم
الطرفين بالحصو على رضاء شخص ثالث بهذا العقد فذن هذا األخير ال يلتزم
به إال إذا قب ذلك ،وهذا ما يسمى بالتعهد من الغير (مادة 52مدني).
وعلى العكس من ذلك يمكن أن يكتسب الغير حقًا من عقد لم يكن طرفًا
مدني)، فيه ،وهذا ما يحدث في حالة االشتراط لمصلحة الغير (مادة 50
كالمستأمن الذي يبرم عقد تأمين على حياته لمصلحة أوالده؛ فهؤالء ينشأ لهم
من عقد التأمين حق مباشر في مبلغ التأمين رغم أنهم لم يكونوا طرفًا فيه.
337
أثر التصرف القانوني بالنسبة للخلف العام والخلف الخاص:
الخلف العام :هو من تلقى ذمة سلفه كلها أو نسبة منها ،كالوارث الوحيد
أو الوارث مع غيره أو الموصي له بنسبة معينة من التركة كالربع أو الثلث،
واألص أن ينصرف أثر العقد إلى الخلف العام ،ما لم يتبين من العقد أو من
طبيعة التعام أو من نص القانون أن هذا األثر ال ينصرف إلى الخلف العام
(مادة 05مدني) .وعلى ذلك فذن العقود التي يبرمها المورث تنصرف آثارها
حقوقًا والتزامات إلى الورثة ،لكن مع مراعاة القاعدة الشرعية التي تقضي بأال
تركة إال بعد سداد الديون ،بمعنى أن الورثة ال يُسألون عن ديون التركة إال في
إلى الداخلة فيها فتسدد ديون المورث ،وصافي التركة ينتق حدود األموا
الورثة.
الخلف الخاص :هو من تلقى حقًا معينًا كان قائمًا في ذمة سلفه،
كالمشتري ،فهو يخلف البائع في حق الملكية على الشيء المبيع ،وآثار العقد
الذي يبرمه السلف تنتق إلى الخلف الخاص بشروط معينة ،فيجب أوالً أن
تكون الحقوق وا اللتزامات التي ولدها العقد من مستلزمات الشيء الذي انتق
إلى الخلف ،كعقد تأمين على المنز ضد الحريق فعند بيع المنز تنتق آثار
عقد التأمين حقوقًا والتزامات إلى المشتري ،ويجب ثانيًا أن يكون العقد الذي
أبرمه السلف سابقًا في تاريخه على انتقا الشيء إلى الخلف ،وأخيرًا يجب أن
الشيء إليه بالحقوق وااللتزامات المتعلقة يكون الخلف عالمًا وقت انتقا
بالشيء والناشئة عن العقد الذي أبرمه سلفه متعلقًا بهذا الشيء.
338
الفصل الثاني
قلنا في بداية هذه الدراسة ونحن نعرف الحق أنه استئثار شخص بقيم أو
أشياء معينة استئثارًا يخو له التسلط واالقتضاء بغية تحقيق مصلحة يحميها
القانون؛ ألنها ذات قيمة اجتماعية ،فالحق يعطي صاحبه سلطات معينة ،وفي
الوضع العادي يمارس الشخص هذه السلطات دون صعوبة ،فالمالك يستعم
الشيء الذي ي ملكه ويستغله ويتصرف فيه ،وبمقتضى عنصر االقتضاء يلتزم
الناس جميعًا باحترام ممارسة الشخص للسلطات التي يمنحها له حقه ،ويلتزم
المدين في الحق الشخصي بصفة خاصة أن يوفي بما التزم به حتى يتيح
لصاحب الحق الشخصي االستفادة منه ،ولكن في المجتمع البشري الذي
تتصارع فيه المصالح وتؤدي فيه نوازع الشر عند البشر إلى اإلغارة على
حقوق اآلخرين ،كان البد أن يوفر القانون الحماية للحقوق لكي يستطيع ك ذي
حق أن يمارسه على الوجه الذي يراه ويحقق المصالح ذات القيمة االجتماعية،
ومن هنا كانت حماية الحق ضرورية لضمان استعماله على وجه االستقرار
والدوام ،أي أن هناك عالقة وثيقة بين استعما الحق وحمايته.
ومن ناحية أخرى ،فذنه لما كانت السلطة العامة هي التي تتكف في
الوقت الحاضر بتوفير الحماية للحقوق نظرًا ألنه لم يعد جائزًا للفرد أن يقتضي
حقه بنفسه فذن هذه السلطة لكي تسبغ الحماية القانونية على حق من الحقوق
البد أن يقيم الشخص الدلي على أن له حقًا معينًا قد اعتدى عليه ،وإال كان في
وسع أي إنسان أن يدعي بحق ويطلب حمايته ،والحق الذي ال دلي عليه هو
والعدم سواء ،أو كما يقولون اإلثبات فدية الحقوق ،ومن هنا كان االرتباط وثيقًا
بين حماية الحق وإثباته.
339
يتضح لنا إذن أن هناك ارتباط بين مسائ ثالثة هي استعما الحق
ونتكلم وحمايته وإثباته ،وهذه المسائ هي التي تشك موضوع هذا الفص
عنها تباعًا فيما يلي:
341
المبحث األول
استعمال الحق
في األمثلة السابقة يعتبر صاحب الحق متجاوزًا حدود حقه ومعتديًا على
حق الغير والشك في مسئوليته عن هذا االعتداء ،فيستطيع المعتدى عليه أن
يطلب من القضاء رد هذا االعتداء والتعويض عن الضرر الذي أصابه بسبب
هذا االعتداء.
ولكن السؤا الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو ه إذا بقى الشخص في
حدود حقه ال يُسأ عن استعماله لهذا الحق أيًا كان نوع االستعما ومداه حتى
لو أصاب الغير ضرر من استعما الحق؟
340
كان الفقه التقليدي يرى أن الحقوق مطلقوة .أي صواحب الحوق لوه
استعما حقه بالطريقة التي يراهوا دون رقابوة مون القوانون وبالتوالي ال
يُسأ الشخص عن الضرر الوذي يتسوبب للغيور بسوبب اسوتعما الحوق
مادام الشخص يتصرف فوي حودود حقوه ،ولكون تحوت توأثير الموذهب
االشتراكي وازدياد أهمية المصولحة العاموة فوي نظور القوانون لوم تعود
الحقوق مطلقوة ،وإنموا أصوبحت مقيودة بضورورة عودم التعسوف فوي
استعمالها ،أي أصبح من الجائز مساءلة الشخص رغوم أنوه يسوتعم حقوه
في الحدود المرسومة له ،وذلك متى انحورف فوي اسوتعماله عون سولوك
الشخص المعتاد ،وهذا ما يسمى بنظرية التعسف في استعما الحق.
342
"يكون استعما الحق غير مشروع في األحوا اآلتية:
(ب) إذا كانت المصالح التي يرمي إلى تحقيقها قليلة األهمية بحيث ال
تتناسب البتة مع ما يصيب الغير من ضرر بسببها.
(جو) إذا كانت المصالح التي يرمي إلى تحقيقها غير مشروعة".
وجه عدم مشروعية استعما الحق في هذه الحالة واضح ،فالقانون قرر
الحقوق لألشخاص بغرض تحقيق مصلحة معينة ،فمن البديهي أن يكون
استعمالها بغرض اإلضرار أمرًا غير مشروع ،ومتى كان لدى الشخص ،وهو
يستعم حقه ،نية اإلضرار بالغير ،فذنه يكون متعسفًا في استعما حقه حتى
ولو كان يرمي في نفس الوقت لتحقيق منفعة خاصة له طالما أن القصد الغالب
والذي دفعه أساسًا لهذا االستعما هو اإلضرار بالغير ،فمعيار التعسف هنا
معيار شخصي يقتضي ال كشف عن نية صاحب الحق وهو يستعم حقه ،ولما
كانت النية أمرًا نفسيًا داخليًا فذنه يستد عليها بظواهر خارجية ،ومن القرائن
التي تساعد على تبين هذه النية هو انعدام مصلحة صاحب الحق عند استعما
حقه أو تفاهة هذه المصلحة إلى حد كبير ،ومن أمثلة التعسف في استعما
الحق ،طبقًا لهذه الحالة ،الجار الذي يغرس أشجارًا أو يبني حائطًا على حدود
ملكه وليس له من غرض سوى حجب النور والهواء عن جاره أو رب العم
الذي يفص عامالً لمجرد االنتقام منه أو من يتقدم بشكوى ضد موظف عام
343
لمجرد تشويه سمعته.
في هذا الفرض يستعم صاحب الحق حقه بقصد تحقيق مصلحة له،
ولكن هذه المصلحة إذا قورنت بالضرر الذي يتسبب للغير من هذا االستعما
اتضح أنها ضئيلة جدًا بالنسبة لهذا الضرر ،ومعنى هذا أن معيار التعسف في
هذه ا لحالة معيار موضوعي ،أي ال يعتمد على البحث في نية صاحب الحق،
وإنما يقوم على أساس المقارنة بين المصلحة التي تتحقق لصاحب الحق
الحق .وقد أورد القانون المدني والضرر الذي يصيب الغير من استعما
تطبيقين لهذه الحالة :األو ،نصت عليه المادة 3/0 1بقولها "ليس لمالك
ا لحائط أن يهدمه مختارًا دون عذر قوي إن كان هذا يضر الجار الذي يستتر
ملكه بالحائط" ،ومقتضى هذا النص أن الجار الذي يهدم حائطًا يملكه ،أي
يتصرف في ملكه وال يكون لديه عذر قوي ،أي تكون مصلحته من الهدم
ضئيلة يكون متعسفًا في استعما حقه مادام أن هذا الحائط يستر ملك جاره،
وبالتالي فذن الهدم سيضر بهذا الجار األخير ضررًا كبيرًا ال يتناسب مع
المصلحة الضئيلة التي تعود على صاحب الجدار من هدمه .أما التطبيق الثاني
فقد نصت عليه المادة 138بقولها "لمالك العقار المرتفق به أن يتحرر من
االرتفاق كله أو بعضه إذا فقد االرتفاق ك منفعة للعقار المرتفق أو لو لم تبق
له غير فائدة محدودة ال تتناسب البتة مع األعباء الواقعة على العقار المرتفق
به.
إذا كان القانون يمنح األشخاص حقوقًا فذنه يبغى من وراء ذلك تمكينهم
من إشباع المصالح المشروعة ،أي التي يقرها ،فذذا سلك صاحب الحق
344
باستعما حقه مسلكًا يريد به تحقيق مصلحة غير مشروعة فذن تصرفه يندرج
الحق ،ويحدث هذا عادة في دون شك تحت صور التعسف في استعما
األحوا التي يريد فيها األفراد تحقيق هدف معين إلشباع رغبة شريرة ،ولكنهم
ال يستطيعون اإلقدام عليها مباشرة ،ب يتخذون من استعما حقوقهم سبيالً
ملتويًا للوصو إليها.
ومثا على ما سبق رب العم الذي يفص العام بسبب انضمامه لنقابة
ال يستطيع أن يمنعه صراحة وبطريقة مباشرة من العما ،فرب العم
االنضمام للنقابة ،ولكن يتم ذلك بطريق غير مباشر بفصله حتى يكون عبرة
لغيره من العما فال ينضمون للنقابة ،وكذلك الجهة اإلدارية التي تفص موظفًا
ألنه ين تقدها ويكشف انحرافاتها ،فهي ال تستطيع منعه مباشرة وبطريقة سافرة
من هذا النقد ولكنها تتوص إلى ذلك عن طريق فصله.
345
المبحث الثاني
إثبات الحق
لإلثبات أهمية كبيرة؛ ألن الشخص إذا اعتدى على حقه ولجأ إلى
القضاء لدفع هذا االعتداء فذن القضاء لن يحكم برد هذا االعتداء إال إذا أثبت
المدعى أن له حقًا معينًا ،وأن هذا الحق قد وقع اعتداء عليه ،فالذي يدعي أنه
مالك لمنز مثالً ،وأن شخصًا آخر قد اغتصب منه هذا المنز البد أن يثبت
حق ملكيته وواقعة اغتصاب الملك ،فذن لم يستطع ضاع حقه لعجزه عن
اإلثبات ؛ ولذلك يقولون ،كما ذكرنا من قب ،أن اإلثبات هو فدية الحقوق ،فالحق
الذي ال يفتدى باإلثبات يضيع على صاحبه.
إثبات الحق يكون عن طريق إثبات المصدر الذي نشأ منه هذا الحق،
والحق ينشأ إما عن واقعة قانونية أو عن تصرف قانوني ،وذلك على التفصي
ا لذي قدمناه عند الكالم عن مصادر الحق ،فذذا ادعى شخص أنه دائن آلخر
بمبلغ ألف جنيه مثالً ،فذن عليه أن يثبت مصدر هذا الدين ،فذذا كان عقد بيع
فليثبت هذا العقد ،وذلك بالطرق الجائزة في اإلثبات التي سنتكلم عنها بعد .وإذا
أدعى شخص أنه مالك لقطعة أرض وأن غيره ينازعه فيها فذن عليه إثبات سند
ملكيته ،فيقيم الدلي على أن هذه األرض اكتسبها بالميراث أو الوصية مثالً؛ من
يدعي بأن شخصًا ملتزم تجاهه بالتعويض عليه إثبات الواقعة المنشئة للحق في
التعويض بذثبات أن المدعى عليه قد ارتكب خطأ سبب له ضررًا معينًا كذصابة
في حادث مثالً.
يقصد بعبء اإلثبات تعيين الخصم الذي يجب عليه أن يقوم باإلثبات.
346
وقد قررت المادة األولى من قانون اإلثبات أن على الدائن إثبات االلتزام وعلى
المدين إثبات التخلص منه.
ورغم أن هذا النص خاص بالحقوق الشخصية إال أنه يعبر عن قاعدة
عامة بشأن عبء اإلثبات وهي أن على من يدعي إدعاء مخالفًا للظاهر أو
لألص عليه إثبات إدعائه ،والمقصود بالظاهر أو األص هو الشيء الثابت
والمفترض أصالً أو في الظاهر.
هو براءة ذمة الغير، وعلى ذلك ففي الحقوق الشخصية ،األص
فالمفروض ،أو من الناحية الظاهرية ،أن اإلنسان ال يكون مدينًا ،فذذا ادعى
شخص أنه دائن آلخر يكون مدعيًا خالف األص ،وبالتالي فعليه أن يثبت
مصدر نشوء هذا الدين في ذمة مدينه ،فذذا أقام الدلي على هذه المديونية كان
الظاهر أن له حقًا شخصيًا تجاه مدينه ،فينتق عبء اإلثبات إلى المدين الذي
عليه في هذه الحالة أن يثبت أن هذا الدين قد انقضى بالوفاء أو بغيره من طرق
انقضاء االلتزام.
وفي الحقوق العينية ،األص أو الظاهر أن واضع اليد على الشيء يعتبر
مالكه ،وأن هذه الملكية ليس مقررًا عليها حقوق عينية لمصلحة الغير،
كاالنتفاع أو االرتفاق أو الرهن؛ وبناء على ذلك فذن من يدعي ملكية شيء
تحت يد آخر أو يدعي أن له حق انتفاع أو رهن على هذا الشيء يكون مدعيًا
خالف األص ،وعليه إذًا إثبات الواقعة التي أدت إلى اكتسابه حق الملكية أو
االنتفاع أو الرهن.
347
قسط من األجرة فذن ذلك قرينة على أنه دفع ما قبلها من األقساط ،أي أن
المستأجر في هذه الحالة ال يلتزم بذثبات الوفاة باألجرة السابقة ،وإنما يكون
على المؤجر إثبات عدم الوفاء بها.
-الكتابة:
أما الورقة العرفية فهي ورقة مثبته لواقعة معينة وموقع عليها ممن عليه
الحق الثابت في الورقة ،وتعتبر هذه الورقة صادرة ممن وقعها ما لم ينكر
صراحة ما هو منسوب إليه من خط أو إمضاء أو ختم أو بصمة (مادة 0من
قانون اإلثبات).
348
يشترط إلث باته الكتابة ،وإنما يمكن إثباته بالبينة أي شهادة الشهود ،كذلك ال
تشترط الكتابة إلثبات الوقائع القانونية ،فهذه يجوز إثباتها بكافة الطرق.
-شهادة الشهود:
والقاضي له سلطة تقديرية في شأن الشهادة ،فهو يستطيع أن يأخذ بها أو
يتركها إذا تشكك في صحتها.
-اإلقـرار:
اإلقرار هو اعتراف الخصم أمام القضاء بواقعة قانونية مدعى بها عليه،
من قانون وذلك أثناء السير في الدعوى المتعلقة بهذه الواقعة (مادة 12
من قانون اإلثبات) ،واإلقرار بهذا المعنى حجة على المقر (مادة 12
اإلثبات) ،كما أنه يالحظ في شأن اإلقرار أنه غير قاب للتجزئة بمعنى أنه إذا
أقر الخصم فذن الخصم اآلخر ال يستطيع أن يأخذ من هذا اإلقرار ما يفيده
ويترك ما يضره ،فذذا اعترف الخصم أنه كان مدينًا بألف جنيه ،ولكنه وفى
بهذا المبلغ إلى دائنه وهو الخصم اآلخر ،فذنه ال يجوز لهذا األخير أن يتمسك
باإلقرار فيما يتعلق بنشوء الدين ويتركه فيما يتعلق بالوفاء.
-اليمين:
يلجأ إليه الخصم إذا عجز عن إثبات حقه بالطرق اليمين هو دلي
349
األخرى ،وهو بهذا يحتكم إلى ضمير خصمه فيوجه إليه اليمين الحاسمة طالبًا
منه أن يحلف أو يقسم على واقعة معينة تؤدي إلى ثبوت حقه ،فذذا حلف
الخصم كان حقه ثابتًا وخسر من وجه اليمين الدعوى ،وإن رفض أن يحلف
كان معنى هذا أن الحق للخصم اآلخر ،ومثا ذلك أن يدعي زيد من الناس أن
له في ذمة بكر ألف جنيه ،ولكن لما كان زيد عاجزًا عن إثبات هذا الدين ،فذنه
يطلب من القاضي توجيه اليمين إلى بكر فيطلب إذن من بكر أن يقسم أنه ليس
مدينًا لزيد ،فذذا حلف بكر اليمين خسر زيد دعواه ويعتبر أنه ليس له حق ،أما
إذا نك بكر عن اليمين أي رفض أن يحلف اعتبر مدينًا لزيد أي ثبت الحق
لهذا األخير.
-القرائن:
والقرينة الق انونية قد تكون بسيطة أي يجوز إثبات عكسها ،ومثالها ما
سبق أن قلناه بشأن الوفاء باألجرة ،فوفاء المستأجر بالقسط األخير من األجرة
يعتبر قرينة على وفائه بما سبق من أقساط ،ولكن المؤجر يستطيع رغم ذلك
إثبات عكس هذه القرينة بذقامة الدلي على أن األقساط السابقة لم تدفع.
وقد تكون القرينة القانونية قاطعة ،أي ال يجوز إثبات عكسها ،ومثا
ذلك قوة األمر المقضي ،فذذا ثار نزاع بشأن حق معين أمام القضاء ،وأصدر
القضاء حكمًا نهائيًا في هذا النزاع ،فذن هذا الحكم يكون قرينة على صحة ما
قضى به ،وهذه القرينة غير قابلة إلثبات العكس فال يستطيع أحد أن يناقش من
جديد ما قضى به الحكم.
أما القرينة القضائية فذنها تخضع لتقدير القاضي ،أي أن القاضي هو
351
الذي يقدر ما إذا كان أمر معلوم يد على أمر مجهو أو ال ،وذلك حسب
ظروف الدعوى ،وله هذه السلطة في الحاالت التي يكون له فيها حرية تقدير
الدلي ،وهي حاالت اإلثبات بالبينة ،أما في الحاالت األخرى فال يستطيع ذلك.
350
المبحث الثالث
حماية الحـــق
أن حماية الحق ضرورية لكي يستطيع الشخص أن ذكرنا من قب
يستعم حقه ويستفيد منه بصورة مستقرة ،وفي العصور القديمة كانت القوة
تنشئ الحق وتحميه أي كان الشخص نفسه هو الذي يتولى حماية حقه بوسائله
الخاصة ،ولكن في العصر الحديث تكفلت الدولة بحماية حقه عن طريق طلب
ذلك القضاء بوسيلة تسمى الدعوى ،فذذا كنت تملك منزالً مثالً ونازعك آخر
في ملكيتك ،فذنك تستطيع رفع دعوى ضده أمام القضاء الذي يحكم لك بملكية
المنز بعد أن تثبت حقك على النحو الذي رأيناه في إثبات الحق.
أما الطريق الجنائي فهو يستخدم إذا كان االعتداء على الحق يمث في
نفس الوقت اعتداءً على المجتمع ،كالسرقة والضرب أو الجرح ،ففي هذه
الحاالت يعتبر االعتداء واقعًا على حق ملكية لشخص معين أو على حقه في
سالمة جسمه ،وهو في نفس الوقت يعد اعتداء على المجتمع كك ؛ ألنه يخ
باألمن والنظام فيه ،وهنا يتم رد هذا االعتداء بالوسيلتين :المدنية والجنائية.
فالنيابة العامة تتولى مباشرة الدعوى الجنائية ضد المتهم بالسرقة أو الضرب
بغرض توقيع عقوبة جنائية عليه؛ ألنه اعتدى على أمن المجتمع ،وفي نفس
352
الوقت يستطيع المجني عليه أن يطالب بتطبيق جزاء مدني ،كالحكم برد الشيء
المسروق أو التعويض عن الضرر الناشئ عن الضرب أو الجرح ،ويستطيع
المدعى بالحق المدني أن يرفع دعواه أمام القضاء المدني أو أمام القضاء
الجنائي بالتبعية للدعوى الجنائية.
353
الفصل الثالث
انقضاء الحق
بعد أن تعرضنا لنشوء الحق واستعماله بقي أن نلقي نظرة سريعة على
أسباب انقضائه .والواقع أن الحقوق تختلف فيما بينها في مدى قابليتها لالنقضاء
وفي أسبابه ،وقد سبق أن قسَّمنا الحقوق إلى ثالثة أقسام :القسم األو يضم
الحقوق المالية ،والثاني يشم الحقوق غير المالية ،والثالث يتضمن الحقوق
المزدوجة أو المختلطة .ويقصد بهذه األخيرة الحقوق الذهنية أو المعنوية .وقد
رأينا نموذجًا لها في حق المؤلف وأوضحنا أنه يتضمن جانبين ،الجانب المالي
والجانب األدبي ،وقد اشرنا في موضعه إلى مدى قابلية هذين الجانبين لالنتقا
أو االنقضاء وأسباب ذلك؛ ولذلك نقتصر هنا على الكالم عن انقضاء الحقوق
المالية والحقوق غير المالية.
354
وحقوق األسرة بدورها قد تنقضي ألسباب معينة ،كالطالق ،فحقوق ك
من الزوج والزوجة تجاه بعضهما البعض تنقضي بالطالق ،مث حق النفقة
وحق الطاعة وحق التأديب.
-التقادم المسقط:
355
هذه المدة كلها .ثم أن القانون يحمي األوضاع االعتداء على منزلك طوا
الظاهرة عمالً على استقرار المعامالت وحماية لحسنى النية الذين يثقون في
هذه األوضاع الظاهرة .والظاهر هنا في جانب واضع اليد والتقادم المسقط
يؤدي أيضًا النقضاء الحقوق الشخصية ومدته كقاعدة عامة خمس عشرة سنة
(مادة 200مدني) إال إذا نص على خالف ذلك كالتقادم الخمسي بالنسبة ألجرة
المباني واألراضي الزراعية وسائر الحقوق الدورية المتجددة (مادة 205
مدني).
إذا هلك الشيء مح الحق العيني فذن هذا الحق ينقضي ،فالمنز الذي
يتهدم ينقضي حق مالكه عليه ،وكذلك تنقضي الحقوق العينية األخرى التي قد
تكون مقررة على هذا المنز ،كحق االنتفاع أو االرتفاق أو السكنى أو
االستعما أو الرهن أو االمتياز أو االختصاص.
-الوفـــــــاة:
تؤدي الوفاة إلى انقضاء الحقوق الموقوتة بحياة صاحبها ،كحق االنتفاع
الذي ينقضي حتمًا بوفاة المنتفع حتى قب انقضاء األج المعين له (مادة 883
مدني).
356
فذذا ورث المدين دائنه انقضى الحق الشخصي الذي كان للمورث في ذمة
الوارث؛ ألن هذا األخير بتلقيه حقوق مورثه أصبح هو الدائن لنفسه فال
يتصور والحالة هذه أن يطالب نفسه فينقضي دينه باتحاد الذمة.
أما ضم الحقوق فهو سبب النقضاء الحقوق العينية فذذا كنت تملك منزالً
وقررت عليه حق انتفاع لشخص آخر ،ثم حدث أن اشترى المنتفع منك ملكية
الرقبة فذنه يصير مالكًا للمنز ملكية تامة تجب حق االنتفاع الذي كان له
فينقضي هذا الحق األخير.
-المقاصة القانونية:
وية
ووق الشخصو
واء الحقو
ورق انقضو
ون طو
وة مو
وي طريقو
المقاصوة هو
تفترض أن المدين أصبح دائنًا لدائنه ،أي يوجد شخصوان كو منهموا دائون
ومدين لآلخر ،فذذا كان موضووع كو مون الودينين المتقوابلين نقوودًا أو
مثليات متحدة في النوع والجودة ،وكوان كو منهموا خاليًوا مون النوزاع
مستحق األداء صالحًا للمطالبة بوه قضواءً ،انقضوى الودينان بقودر األقو
منهما (مادة 203مدني) ،فذذا كنوت دائنًوا لوك بمبلوغ ألفوي جنيوه ،ثوم
اشتريت منك سيارة بمبلغ ثالثة آالف جنيوه ،فأصوبحت بوذلك مودينًا لوك
بثمنها ،فذن الدينين (أو الحقوين الشخصويين) ينقضويان فوي حودود األقو
منهما ،أي في حدود ألفي جنيه ويبقى لك في ذمتي ألف جنيه فقط.
أما إذا لم تتوافر شروط المقاصة على الوجه السابق فذن الدينين ال
ينقضيان بقوة القانون ،فال تكون المقاصة قانونية ،وإنما يقتضي األمر تدخ
القضاء فنكون بصدد مقاصة قضائية.
التصرف القانوني ،كما قدمنا ،هو اتجاه اإلرادة إلى إحداث أثر قانوني
يرتبه القانون إعماالً لها .وهذا األثر كما يكون إنشاء حق ،كما رأينا ،فذنه يمكن
357
أن يكون انقضاء حق من الحقوق ،سواء كان حقًا عينيًا أو حقًا شخصيًا ،كما
يتضح مما يأتي:
-النزول عن الحق:
-الوفــــــاء:
-الوفاء بمقابل:
358
ذلك أن أبيع لك سيارة فأكون من ثم ملتزمًا بتسليمها إليك، للدائن .ومثا
ولكنني لسبب أو آلخر أعرض عليك تسليم قطعة أرض بدالً من السيارة فتقب
أنت ذلك ،فهنا يكون الوفاء بمقاب وينقضي به التزامي بتسليم السيارة.
-التجديـد:
359