You are on page 1of 18

Journal home page: http://rss.lagh-univ.

dz/ ‫ﻣﺠﻠـﺔ العﻠوم اﻻجتماعيﺔ‬


ASJP: https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/305 235 - 218 ‫ ص ص‬/ 2020 ‫ س تم‬/ 02 ‫ الع ــدد‬/ 14 ‫ا ﻠد‬

‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

Orientalist influences in the reading of Hisham Jouait Biography of the


Prophet

‫ خديﺠﺔ بن السايح‬، 1 ‫ﻣيﻠود حميدات‬


hfarouk18@hotmail.fr ، (‫ ﺟﺎمﻌﺔ اﻷغواط )ا زائر‬1
(‫ ﺟﺎمﻌﺔ اﻷغواط )ا زائر‬2
2020/09/13 :‫تﺎر خ ال شر‬ 2020/03/28 :‫تﺎر خ القبول‬ 2019/06/15 :‫تﺎر خ اﻻستﻼم‬

:‫ﻣ ص‬
‫ من خﻼل قراءته اﳌﻌﺎصرة لتﺎر خيﺔ‬،‫نروم من ذه الدراسﺔ تقديم رؤ ﺔ شﺎم ﺟﻌيط ا ديدة للس ة النبو ﺔ الشر فﺔ‬
‫ نﺎقدا مختلف الرؤى‬،‫ بﺎعتبﺎره م شغﻼ بﺎلتﺎرخ اﻹسﻼمي وم تمﺎ بقضﺎيﺎ ا داثﺔ‬،‫الس ة ا مديﺔ وفق مف وم حدا ي‬
‫ حيث‬،‫ مس ندا ع أليﺎت اس شراقيﺔ ﻌيدة ل البﻌد عن نطﺎق التداول اﻻسﻼمي‬،‫الستﺎتيكيﺔ لل اث اﻹسﻼمي وتﺎر خيته‬
.‫ واﳌتمﺎ يﺔ مﻌه الواقع‬،‫ ومقﺎر ته النﺎقدة للفكراﻻس شرا الظﺎ ر‬،‫تظ رتنﺎقضﺎت ﺟﻌيط الفكر ﺔ وازدواﺟيته الطرح‬
.‫ الس ة النبو ﺔ‬،‫ القراءات ا داثيﺔ‬،‫ اﻻس شراق‬:‫ﻠمات ﻣفتاحيﺔ‬
ABSTRACT:
We aim to present Hisham Jouait's new vision of the Prophet's noble biography; through
his contemporary reading of the historical biography of Muhammad according to the concept
of modernity as a specialist in Islamic history and interested in issues of modernity, Criticizing
the various visions of the Islamic heritage and history Based on the mechanisms of Orientalism
far of Islamic trading, He appears influenced by the Orientalist vision.
Keywords: Orientalism, Modern reading, Prophet's biography.

hfarouk18@hotmail.fr :‫ اﻻيميل‬، ‫ ميلود حميدات‬:‫ اﳌؤلف اﳌرسل‬-


ISSN: 1112 - 6752 2006 - 66 :‫اﻹيداع القانو ي‬ EISSN: 2602 - 6090
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫‪ -1‬ﻣقدﻣﺔ‪:‬‬
‫ظل تصﺎعد اﳌد ا دا ي الﻌﺎلم اﻹسﻼمي‪ ،‬ذت مم اﳌفكرن اﳌسلم ن‪ ،‬وارتفﻌت أصوا م من أﺟل‬
‫إعﺎدة النظر مجمل مكنونﺎت ال اث اﻹسﻼمي‪ ،‬والدعوة إ ضرورة تجديده‪ ،‬فﺎتج وا نحو تحديثه من خﻼل قراءة‬
‫حداثيﺔ للنص الدي )القرآن الكر م والسنﺔ النبو ﺔ الشر فﺔ(‪ ،‬من أﺟل صيﺎغﺔ ف م مﻌﺎصرل ﺎ يتﻼءم مع مستجدات‬
‫الﻌصر‪.‬‬
‫وعليه تم إنجﺎز ذه اﳌقﺎلﺔ ل سليط الضوء ع قراءة شﺎم ﺟﻌيط اﳌﻌﺎصرة للس ة النبو ﺔ‪ .‬والذي تنﺎول ف ﺎ‬
‫الظروف واﳌﻼ سﺎت التﺎر خيﺔ والدي يﺔ ل صيﺔ الرسول وس ته الطﺎ رة‪ ،‬زاعمﺎ التجديد مجﺎل الس ة ا مديﺔ‪،‬‬
‫مؤكدا ع تقديم طرح مغﺎير مب ع من عق تف ‪ ،‬متجﺎوزا للسرديﺔ اﻻس شراقيﺔ والرؤى ال اثيﺔ للس ة‬
‫النبو ﺔ الشر فﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬أ ميﺔ اﳌوضوع‪:‬‬
‫تكمن أ ميﺔ ذه الدراسﺔ و ﺎ ﻌمل ع سليط الضوء ع الس ة النبو ﺔ ظل الفكر ا دا ي‪ .‬من‬
‫خﻼل الوقوف ع قراءة شﺎم ﺟﻌيط اﳌﻌﺎصرة لتﺎرخيﺔ الس ة ا مديﺔ‪ ،‬كمﺎ ﻌمل ع إبرازخلفيته اﻻس شراقيﺔ‬
‫وتنﺎقضﺎته الفكر ﺔ إضﺎفﺔ ا منﺎقشﺔ مقﺎرﺎته اﳌتنﺎقضﺔ أثنﺎء تجديده لس ة الرسول "ص"‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻹش اليﺔ‪:‬‬
‫تتمحور إش ﺎليﺔ ذه الدراسﺔ حول قراءة شﺎم ﺟﻌيط لس ة الرسول محمد "ص" داعيﺎ لتحدي ﺎ وتجديد ﺎ‪،‬‬
‫ونه مفكرا حداثيﺎ متخصصﺎ التﺎر خ اﻹسﻼمي نﺎقدا للفكراﻻس شرا والقراءات اﻷصوليﺔ لل اث اﻹسﻼمي‪ ،‬وعليه‬
‫نتطرق إ صيﺎغﺔ اﻹش ﺎليﺔ ع النحو التﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬مﺎ طبيﻌﺔ القراءة ا داثيﺔ ل شﺎم ﺟﻌيط للس ة النبو ﺔ؟‬
‫‪ -‬أو ﻌبﺎرة أخرى إ مدى تأثر شﺎم ﺟﻌيط بﺎلفكراﻻس شرا أثنﺎء تحديثه لتﺎر خيﺔ الس ة ا مديﺔ؟‬
‫‪ -4‬الدراسات السابقﺔ‪:‬‬
‫وفيمﺎ يخص الدراسﺎت السﺎبقﺔ اﳌتصلﺔ بموضوعنﺎ ذا ‪:‬‬
‫‪ /1 -‬الﻌرا ي نجﺎة‪ :‬الس ة النبو ﺔ والقراءات اﳌﻌﺎصرة شﺎم ﺟﻌيط أنموذﺟﺎ‪ ،‬رسﺎلﺔ مﺎﺟست ‪ ،‬ﺟﺎمﻌﺔ و ران‬
‫)‪2013-2012‬م(‪.‬‬
‫‪ /2 -‬عبﺎ نوال‪ :‬الفكر الﻌر ي ب ن اﻷصﺎلﺔ والتجديد شﺎم ﺟﻌيط ومحمد عز ز ا بﺎ ي أنموذﺟﺎ‪ ،‬أطروحﺔ‬
‫دكتوراه‪ ،‬اﳌدرسﺔ الﻌليﺎ لﻸسﺎتذة‪ ،‬ا زائر)‪2016-2015‬م(‪.‬‬
‫‪ /3 -‬لطفي بن ميﻼد‪ :‬اﻻس شراق فكر شﺎم ﺟﻌيط‪ ،‬الندوة الدوليﺔ حول اﻻس شراق‪ ،‬تو س‪2009-10-08 :‬م‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫‪ -5‬ﻣن يﺔ الدراسﺔ‪:‬‬
‫اعتمدنﺎ انجﺎز ذه الدراسﺔ ع اﳌن التحلي النقدي‪ ،‬من أﺟل إبراز اﳌنطلقﺎت الفكر ﺔ ﳌشروع شﺎم‬
‫ﺟﻌيط ا دا ي لس ة الرسول"ص"‪ .‬والوقوف ع خلفيﺎته الفكر ﺔ من أﺟل توضيح مواقفه من الفكر اﻻس شرا ‪،‬‬
‫ونقد تنﺎقضﺎته الفكر ﺔ ومنطلقﺎته اﳌن يﺔ ف مه ا ديد للس ة ا مديﺔ‪.‬‬
‫‪ -1-5‬ﻣوقف شام جعيط ﻣن اﻻس شراق واﳌس شرق ن‪:‬‬
‫‪ -1-1-5‬ﻣف وم اﻻس شراق عند شام جعيط‪:‬‬
‫اصطدامه‬ ‫مجﺎل دراسﺎت التﺎر خ اﻹسﻼمي‪ ،‬ﺎن س بﺎ ﺟو ر ﺎ‬ ‫إن تخصص شﺎم ﺟﻌيط‬
‫بﺎﻻس شراق واﳌس شرق ن الذين طﺎﳌﺎ اعت وا ال اث اﻻسﻼمي حكرا عل م ع حسب رأي ﺟﻌيط‪ ،‬الذي قرر اﻻ تمﺎم‬
‫بﺎلف ة اﻹسﻼميﺔ اﻷو منذ أواسط الست نﺎت )لطفي بن ميﻼد ‪ 2009‬ص ‪.(131‬‬
‫و كذا عمل شﺎم ﺟﻌيط ع التجﺎوز والتفوق ع الطرح اﻻس شرا مجﺎل التﺎر خ اﻹسﻼمي‪ .‬و ﺎن ﻌﺎمله‬
‫الفﻌ مع اﻻس شراق من خﻼل كتﺎبه ال وفﺔ شأة اﳌدينﺔ الﻌر يﺔ اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬حيث أو له بﺎبﺎ ﻌنوان )اﻻس شراق‬
‫واﳌدينﺔ اﻹسﻼميﺔ(‪ .‬ثم قرر ﻌد ﺎ الغوص أك أعمﺎق اﻻس شراق من خﻼل تحليل الب اﻻس شراقيﺔ قصد ف م ﺎ‪،‬‬
‫فخصص فصﻼ ﻌنوان)سي ولوﺟيﺔ اﻻس شراق( كتﺎبه الش أور ﺎ واﻹسﻼم‪ ،‬الذي ع ّ فيه عن ﺟملﺔ مفﺎ يمه‬
‫عن الفكراﻻس شرا ‪.‬‬
‫يكمن مف وم شﺎم ﺟﻌيط لﻼس شراق ونه حركﺔ فكر ﺔ ظ رت أورو ﺎ‪ ،‬إذ ترتكزع خلفيت ن أسﺎس ت ن‪:‬‬
‫أول ﺎ ا لفيﺔ اﳌسيحيﺔ‪ ،‬وثﺎن مﺎ ال عﺔ اﻷور يﺔ دون أن غفل عن الﻌلمﺎنيﺔ اﻷور يﺔ‪ ،‬وال دف من ذا له نظره‬
‫و خدمﺔ اﻷسﺎس الفكري لﻼس شراق‪ ،‬اﳌتمثل توﺟيه الﻌداء لﻺسﻼم واﳌسلم ن‪ .‬حيث أكد ﺟﻌيط ع ا ليفﺔ‬
‫اﳌسيحيﺔ لﻼس شراق‪ ،‬بﺎعتبﺎر ﺎ محر ﺎ رئ سيﺎ للفكر اﻻس شرا قﺎئﻼ‪) :‬إن أور ﺎ ال يرﺟع إل ﺎ اﻻس شراق أورو ﺎ‬
‫اﳌسيحيﺔ القروسطيﺔ( ) شﺎم ﺟﻌيط ‪ 2008‬ص ‪.(41‬‬
‫ذلك أن اﳌسيحيﺔ تمثل الغرب برمته حسب اعتقﺎد ﺟﻌيط‪ ،‬إضﺎفﺔ ا تأكيده ع الﻌلمﺎنيﺔ بﺎعتبﺎر ﺎ نتﺎج‬
‫غر ي‪ .‬و ذلك يصبح اﻻس شراق نظر شﺎم ﺟﻌيط موﺟ ﺎ للﻌداء تجﺎه اﻹسﻼم‪ ،‬ونه يمثل عقدة اﳌغﺎيرة لﻶخر‪،‬‬
‫حيث يقول‪) :‬وكأن تلك الصلﺔ اﳌطولﺔ مع ثقﺎفﺔ أخرى ﻌيد له وعيه ا ﺎد بتم ه الذي يؤكد عليه خوفﺎ من فقدانه‬
‫أو ذو ﺎنه‪ .‬نﺎك دومﺎ مأسﺎة اﻻتصﺎل الثقﺎ ‪ ...‬ﻌميمه دد بتفكك اﻷنﺎ‪ ،‬وتفج ا ﺎمه( ) شﺎم ﺟﻌيط‪،2008 ،‬‬
‫ص‪ (41‬لذلك ركزت اﻷيدولوﺟيﺔ اﻻس شراقيﺔ ع ا لفيﺔ اﳌسيحيﺔ بﺎعتبﺎر ﺎ تمثل الغرب ع الرغم من الرؤ ﺔ‬
‫الﻌلمﺎنيﺔ له‪ ،‬ل ذلك ﺎن الغرض منه النيل من اﻹسﻼم‪ ،‬حيث يقول ﺟﻌيط‪) :‬استخدم اﻻس شراق اﳌسيحيﺔ والﻌلمنﺔ‬
‫اﳌﻌﺎصرة كﻼ بدور ﺎ ﻻ ﺎم اﻹسﻼم اعتبﺎطﺎ إمﺎ بنقص الروحﺎنيﺔ وإمﺎ بﺎ مود الثيوقراطي(‪ ) .‬شﺎم ﺟﻌيط‪،2008 ،‬‬
‫ص ص‪.(41-40‬‬
‫كمﺎ يرى ﺟﻌيط أن اﻻس شراق ﻌﺎمل مع الشرق اﻹسﻼمي‪ ،‬وفق ال عﺔ اﻷور يﺔ أثنﺎء ﻌﺎطيه مع اﻹسﻼم‪،‬‬
‫وتﺎر خه وحضﺎرته‪ ،‬فﺎل ﺟسيﺔ اﻷور يﺔ لﻼس شراق ﺎنت وا ﺔ خﻼل مقﺎرنﺎت غ عﺎدلﺔ للشرق اﻹسﻼمي‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫كمﺎ ورد ع لسﺎنه‪) :‬أن يقوم الﻌﺎلم الغر ي الصﺎدق واﳌؤرخ الكﻼسي ي بقوة ضد ﻌض التأكيدات ا ﺎزمﺔ‬
‫النﺎ ﻌﺔ من مﺎنو ﺔ سﺎذﺟﺔ‪ ،‬تقﺎرن ب ن غرب دينﺎمي ي وشرق ملﻌون( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(41‬‬
‫ﺟليﺎ إصرار الفكر اﻻس شرا ع تقديم الشرق اﻹسﻼمي‪ ،‬وتص يفه خﺎنﺔ ا دوديﺔ والر ود‬ ‫وت‬
‫وال ﺎمشيﺔ مقﺎرنﺔ بﺎلغرب اﳌسي ‪ ،‬الذي ﻌت ا لقﺔ اﻷقوى ذه اﳌقﺎرنﺔ‪ .‬وتمﺎشيﺎ مع اﳌوقف اﻹس شرا ﻌت‬
‫ﺟﻌيط ان اﻻس شراق قد فقد طﺎ ع اﳌوضوعيﺔ ش ل ك ‪ ،‬ن يجﺔ تضﺎعف الشﻌور بﺎﻷنﺎ اﻷور ي قﺎئﻼ‪) :‬إن اﻻس شراق‬
‫اﳌتطرف مع تأكيده بقوة ع أور يه ﺟمﺎعيﺔ يضع نفسه خﺎرج مﺎ و عﺎﳌي‪ ،‬وخﺎرج دينﺎمكيﺔ اﻻتصﺎل ‪ ...‬ح‬
‫إيجﺎد النقطﺔ ا سﺎسﺔ‪ ،‬ال يتم من خﻼل ﺎ الوصل ب ن داخليﺔ الثقﺎفﺔ وخﺎرﺟي ﺎ‪(.‬‬ ‫اﻻس شراق ا دي ‪ ...‬لم ين‬
‫)لطفي بن ميﻼد ‪ ،2009‬ص ‪ (113‬والقصد من ذلك له ا ﺎفظﺔ ع اﻷسس الفكر ﺔ لﻼس شراق‪ ،‬ال لم غ ﺎ‬
‫ع مس ته وفق رأي ﺟﻌيط‪ ،‬فﺎلرؤ ﺔ اﻻس شرقيﺔ حسبه تنطلق من مﻌﺎداة اﻹسﻼم واﳌسلم ن‪ ،‬وللن محمد "ص"‬
‫مﻌت ين )نبوته ال ﺎذبﺔ أوقفت تطور اﻹ سﺎنيﺔ بﺎتجﺎه اﳌسيحيﺔ(‪) .‬لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪.(120‬‬
‫زه‪ ...) .‬إن رؤ ﺎ لسي ولوﺟيﺔ‬ ‫فظ ر اﻻس شراق كمﺎ لو ﺎنت م مته اﻷسﺎسيﺔ شو ه اﻹسﻼم‪ ،‬ومركزا ع‬
‫اﻹسﻼم رؤ ﺔ ﺟﺎمدة‪ ،‬أنمﺎط إ سﺎنيﺔ سيطﺔ وثﺎبتﺔ تنصب أمﺎم أعي نﺎ‪ :‬الﻌر ي‪ ،‬اﳌسلم‪ ،‬ال بري‪ ،‬ال ي ذو صفﺎت‬
‫ثﺎبتﺔ ﺟدا دون شك(‪ ) .‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(41‬‬
‫ع الرغم من ذلك يرى ﺟﻌيط أن اﻻس شراق أخذ الطﺎ ع الﻌل بﺎعتبﺎره قسم من أقسﺎم اﳌﻌرفﺔ الﻌلميﺔ‪،‬‬
‫خصوصﺎ مجﺎل اللغﺎت والفيلولوﺟيﺎ والتﺎر خ وا غرافيﺎ‪ ،‬واﻷدب والس ة‪ ،‬إ ﺟﺎنب التنقيب عن النصوص القديمﺔ‬
‫و شر ﺎ وتحقيق ﺎ تحقيقﺎ علميﺎ‪ ) .‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(41‬‬
‫كمﺎ يؤكد ﺟﻌيط ع ان دف اﳌس شرق ن ا قيقي من وراء ذا البحث‪ ،‬ل س الﻌلم فقط‪ ،‬بل من اﺟل‬
‫تنﺎفس م ع اﳌنﺎصب الﻌليﺎ ا ﺎمﻌﺎت اﻻور يﺔ‪) .‬لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪.(120‬‬
‫مصرحﺎ أن اﻻس شراق قد احتكر لنفسه ل مﺎ يخص البحث والﻌلم واﳌن يﺔ دون غ ه من الدراسﺎت‬
‫والبحوث‪ ،‬خصوصﺎ مﺎ كتب بﺎللغﺔ الﻌر يﺔ ومﺎ كتب منطقﺔ الشرق والﻌﺎلم اﻹسﻼمي‪ ،‬وقد استمر ذا اﻷمر ح‬
‫الوقت ا ﺎضر تقربﺎ )لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪ ،(121‬ع حد ﻌب ﺟﻌيط فﺎﻻس شراق ي سب لنفسه التفوق‬
‫الﻌل والبحث اﳌمن دون غ ه‪.‬‬
‫صرح بوضوح عن أفول اﻻس شراق‬ ‫و خضم تحليل شﺎم ﺟﻌيط للظﺎ رة اﻻس شراقيﺔ‪ ،‬وت بع ص ور ﺎ ّ‬
‫وموته ﻌدمﺎ امتدت مس ته لقرون‪ ،‬حيث ﺎنت بدايته حسب رأي ﺟﻌيط خﻼل القرن ن الثﺎلث عشر والرا ع عشر‬
‫)لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ص‪ (120 119‬ثم واصل مس ته ح الف ة اﳌﻌﺎصرة فأخذ سميته )اﻻس شراق ا ديد(‬
‫) شﺎم ﺟﻌيط ‪ ،2008‬ص ‪ .(14‬ع حد ﻌب ه الذي ق بزوال الفكر اﻻس شرا بفقدانه لرونقه وم ﺎنته ش ل‬
‫ﺎ ي )فتحدث شﺎم ﺟﻌيط عن اس شراق يحتضرثم يموت( و رﺟع ذلك نظره ﻷسبﺎب أ م ﺎ‪.:‬‬
‫‪ -‬إندثﺎر وموت أغلب رﺟﺎل الفكر اﻻس شرا ‪ ،‬وأك م مﻌرفﺔ وتضلﻌﺎ واطﻼعﺎ ع اﳌصﺎدر )كجوز ف شﺎخت‬
‫و رنﺎرد لو س( وغ م‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫‪ -‬فقدان أور ﺎ ﳌركزت ﺎ و يمن ﺎ ع الﻌﺎلم خصوصﺎ ﻌد ان شﺎر اﳌد التحرري من حر ﺎت اﻻستﻌمﺎر الغر ي‪،‬‬
‫اﻷمر الذي س ب تقلص اﻻس شراق ع اعتبﺎر أن اﻻستﻌمﺎر واﻻم يﺎليﺔ ﺎنﺎ وﺟ ﺎ من أوﺟه اﻻس شراق‬
‫اﳌ مﺔ البﺎعثﺔ للبحث والدراسﺔ وفق مف وم ﺟﻌيط‪) .‬محمد اﳌﺎزو ‪ ،2012 ،‬ص ص ‪(44-43‬‬
‫‪ -‬فقدان اﻻس شراق لتو ه الﻌل ن يجﺔ ظ ور حقول علميﺔ ﺟديدة‪ ،‬أك فﺎعليﺔ وعلميﺔ ومن يﺔ ﺎلﻌلوم‬
‫السيﺎسيﺔ واﻻﺟتمﺎعيﺔ لدراسﺔ الشرق اﻹسﻼمي الﻌر ي‪ ،‬من وﺟ ﺔ تﺎر خيﺔ تتضمن تﺎر خ اﻷديﺎن )لطفي بن‬
‫ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪ ،(121‬كمﺎ فﻌلت ا ﺎمﻌﺎت الك ى الغرب‪ ،‬ﺎ ﺎمﻌﺎت اﻷمر كيﺔ اﻷمر الذي أدى إ‬
‫تراﺟع ا ركﺔ الفكر ﺔ اﻻس شراقيﺔ واﻻنصراف ع ﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-1-5‬اﳌس شرقون نظرجعيط‪:‬‬
‫ﻻ تختلف نظرة ﺟﻌيط للمس شرق ن كث ا عن نظرته لﻼس شراق‪ ،‬ذلك أن اﳌس شرق قد استقى إيديولوﺟيته‬
‫من مرتكزات الفكراﻻس شرا ‪ ،‬القﺎئم ع ال عﺔ اﳌسيحيﺔ من ﺟ ﺔ‪ ،‬واﳌركز ﺔ اﻷورو يﺔ من ﺟ ﺔ أخرى‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬
‫)‪ ...‬فﺎﳌس شرق يؤكد ع نموذﺟيﺔ مص أور ﺎ(‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(40‬‬
‫حيث عمل اﳌس شرقون ع تصدير نموذج الغرب اﻻور ي اﳌسي كمثل أع يحتذى به‪ ،‬كمﺎ يؤكد ﺟﻌيط‬
‫أنه ﻻ يوﺟد فﺎرق ب ن نمط اﳌس شرق الكﻼسي ي‪ ،‬واﳌس شرق اﳌﻌﺎصر ف نﺎك نقطﺔ تﻼ تجمع بي مﺎ‪ ،‬تكمن‬
‫إيمﺎ مﺎ بنفس اﳌنطلقﺎت الفكر ﺔ القﺎئمﺔ ع )الغر يﺔ اليﺎ سﺔ واﳌسيحيﺔ ش ل خﺎص تنفتح ع ال سﺎمي الﻌﺎﳌي(‬
‫) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص‪ (43‬ووفقﺎ لتﻌب ﺟﻌيط اﻷمر الذي يدفع اﳌس شرق إ الدخول مقﺎرنﺔ بﺎ سﺔ ب ن‬
‫الغرب اﳌسي والشرق اﻹسﻼمي‪ ،‬مثل اﳌقﺎرنﺔ ب ن صيﺔ محمد و صيﺔ اﳌسيح‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص‪،(40‬‬
‫و ذه مقﺎرنﺔ تفتقد للﻌدل تمﺎمﺎ‪ ،‬حيث يظ رالن محمد"ص" بصورة غ ﻻئقﺔ تمﺎمﺎ مقﺎرنﺔ مع صيﺔ اﳌسيح‪.‬‬
‫ﻌت نظرة شﺎم ﺟﻌيط للمس شرق نظرة رادي ﺎليﺔ حيث صوره م زوزا تﺎ ﺎ وم شرذمﺎ‪ ،‬عﺎﺟزا عن تحديد‬
‫وﺟ ته الفكر ﺔ ومواقفه‪ ،‬فيقول‪) :‬اﳌس شرق الذي ﻻ ﻌرف ﺎيﺔ اﳌطﺎف إ أي ﺟم ور يتوﺟه‪ ) (...‬شﺎم ﺟﻌيط‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.(40‬‬
‫و كذا بدا الفصﺎم وا ﺎ لدى اﳌس شرق ن اللذين لم يتمكنوا من تحديد وﺟ م‪ .‬وأي فر ق يخﺎطبون إمﺎ‬
‫الغرب اﻷور ي اﳌسي أم الشرق اﻻسﻼمي‪ .‬ثم اتجه ﺟﻌيط إ أ ﻌد من ذا بكث حيث وصل به اﻷمرإ التقليل من‬
‫شأن البﻌض من اﳌس شرق ن‪ ،‬و م لم يحضوا نظره ع الش رة بلدا م اﻷصليﺔ ال لم ي ونوا مﻌروف ن ف ﺎ‬
‫فيقول ﺟﻌيط‪ ...) :‬ﺎن لديه عدة مفكر ن كبﺎر لم ﻌرفوا مجتمﻌ م أمثﺎل )غولدز ر و يكر وفل ﺎوزن ومﺎس يون‪(...‬‬
‫) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص‪ ،(44‬فكيف يمكن ل ؤﻻء ا وض ا ضﺎرة اﻹسﻼميﺔ وترا ﺎ الﻌر ق‪ ،‬و م ل سوا ع‬
‫قدر ذه اﳌسؤوليﺔ ‪.‬‬
‫ﻌدمﺎ قﺎم ﺟﻌيط بتحليل سي ولو لﻼس شراق واﳌس شرق ن‪ ،‬خلص إ تص يف م ع النحو التﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬مس شرقون شديدو التﻌصب للمسيحيﺔ مثل )ر نﺎن ودوزي وﻻمﺎ س(‪.‬‬
‫‪ -‬مس شرقو الف ة اﻻستﻌمﺎر ﺔ مثل )غولدز رو يكر وسنوك و غرونج( )لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪.(133‬‬

‫‪222‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫بﺎل سبﺔ للصنف اﻷول من اﳌس شرق ن فيمثلون )أسيﺎد ا ر مﺔ كر نﺎن وﻻم س ودوزي( )محمد اﳌﺎزو ‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪ (53‬وفقﺎ لرأي ﺟﻌيط الذي لم يأت من فراغ‪ ،‬بل ﺎن ن يجﺔ ظلم م وتجن م ع ا ضﺎرة اﻹسﻼميﺔ‬
‫ومواقف م التﻌسفيﺔ إزاء التﺎر خ اﻹسﻼمي‪ .‬فأمﺎ بﺎل سبﺔ )لرنﺎن( فيدخل ضمن اﳌس شرق ن الﻌنصر ن اتجﺎه اﻹسﻼم‬
‫واﳌسلم ن‪ ،‬ف و لم يتوان من التقليل من شأ م فيقول‪):‬عبوديﺔ الفكر الشر وعن صد تطور الﻌلوم بﻼد‬
‫الشرق() شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(34‬‬
‫فﺎﳌس شرق رنﺎن ﺎن قﺎسيﺎ وغ عﺎدل مسألﺔ التﻌﺎمل مع اﻹسﻼم‪ ،‬مجﺎل تطوره الثقﺎ والفكري‬
‫للمسلم ن ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ .(39‬وحصر ل مﺎ له عﻼقﺔ بﺎﻹنتﺎج الﻌل والفكري داخل دائرة الغرب‪ ،‬أمﺎ‬
‫بﺎل سبﺔ للمس شرق )ﻻم س( فﺎعت ﺟﻌيط أن ﻌﺎمله مع اﻹسﻼم تم بمكر واسع‪ ،‬ﻻ يقل خطورة ع من سبقه‪،‬‬
‫وشرح ﺟﻌيط ذا التصرف قوله‪) :‬نفى اﻹسﻼم خﺎرج ذاته( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(42‬‬
‫و ذلك يحصر اﻹسﻼم داخل ال راء والبﺎديﺔ بﺎعتبﺎر ﺎ حدودا له‪ ،‬كمﺎ ﺎن )ﻻم س( متﻌﺎطفﺎ مع القوى‬
‫اﳌﻌﺎديﺔ لﻺسﻼم كمﺎ ورد قوله‪) :‬ع غرار اﻷمو ن ممث اﻷرستقراطيﺔ اﳌﻌﺎديﺔ لﻺسﻼم(‪) .‬محمد اﳌﺎزو ‪،2012 ،‬‬
‫الشرق اﻹسﻼمي‪ ،‬و ذا اﳌوقف ينم‬ ‫ص ‪ ،(53‬ذلك ان انتصﺎر اﻹسﻼم ينﻌكس ش ل سل ع اﻻمتداد اﳌسي‬
‫عن عداء وا لﻺسﻼم‪.‬‬
‫أمﺎ بﺎل سبﺔ للمس شرق ال ولندي )دوزي( فقد أعﺎب عليه ﺟﻌيط قضيﺔ مقتلﺔ ا رة بﺎعتبﺎر ﺎ )رد فﻌل اﳌبدأ‬
‫الوث ضد اﳌبدأ اﻹسﻼمي( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ ،(42‬حيث يحلل قمع أ ل اﳌدينﺔ من طرف مﻌﺎو ﺔ‪ ،‬و ز‬
‫اﻹسﻼم وفق صورة مجيﺔ دمو ﺔ‪.‬‬
‫أمﺎ الصنف الثﺎ ي من اﳌس شرق ن الذين ي تمون للف ة اﻻستﻌمﺎر ﺔ‪ ،‬أمثﺎل اﳌس شرق ا ري )غولدز ر(‬
‫فيؤكد ﺟﻌيط ع سلبيﺔ مواقفه اتجﺎه اﻹسﻼم‪ ،‬من خﻼل كتﺎبﺎته ال روﺟت لصورة قﺎتمﺔ عن الدين اﻹسﻼمي‪،‬‬
‫الذي وصفه بﺎلﻌدوانيﺔ والتطرف خﻼل مس ته ال خﺎض ﺎ‪ ،‬و رى أن الس ب وراء تطرف اﻹسﻼم يرﺟع إ طبيﻌﺔ‬
‫الﻌقليﺔ الﻌر يﺔ‪ ،‬والفكر الﻌر ي القﺎئم ع الﻌدوانيﺔ‪ ،‬بﺎعتبﺎره دين حرب‪ ،‬ﻌمل ع تحقيق الطموحﺎت السيﺎسيﺔ‬
‫وفق حد السيف ممﺎ ﺟﻌله يأخذ طﺎ ع الدمو ﺔ والتطرف‪) .‬لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪(143‬‬
‫ولم يختلف اﳌس شرق ال ولندي )سنوك رغرونج( عن نظ ه )غولدز ر( وفق رأي ﺟﻌيط‪ ،‬فتت ص آرائه‬
‫حول اﻹسﻼم كدين سيﺎ )ذو مزاج عص حسﺎس منحرف( )لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪ (134‬قصد إبرازاﻹسﻼم‬
‫كدين قﺎئم ع الصراع والتﻌصب‪.‬‬
‫كمﺎ يرى ﺟﻌيط أن اﳌس شرق )بيكر( ﺎن م فﺎ ح ن )قلص الثقﺎفﺔ اﻹسﻼميﺔ إ لي يﺔ آسيو ﺔ ش ئﺎ‬
‫فش ئﺎ(‪) ،‬لطفي بن ميﻼد‪ ،2009 ،‬ص ‪.(135‬‬
‫إضﺎفﺔ إ التطرق للﻌديد من اﳌس شرق ن ح مس شر الف ة اﳌﻌﺎصرة‪ ،‬لم يخرﺟوا من دائرة ال شو ه‪،‬‬
‫وال رطقﺔ أثنﺎء ﻌﺎط م مع تﺎرخ ا ضﺎرة اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬وترا ﺎ الفكري والدي ‪.‬‬
‫‪ -‬وع الرغم من ذلك اس ث ﺟﻌيط اﳌس شرق الفر )ﺟﺎك بﺎرك( من دائرة اﻻ ﺎم تلك ﻻعتبﺎره مس شرقﺎ‬
‫مختلفﺎ تمﺎمﺎ‪ ،‬إذ ﻻ ي ت للفئﺎت السﺎبقﺔ‪ ،‬و ستحق اﻻ ﺎب والتقدير واﻻح ام‪ ،‬حيث ﻌ أف ﺎره عن عقل كب‬

‫‪223‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫وفكرمتفتح‪ ،‬اﻷمرالذي ﺟﻌله يح بكم كب من اﻹطراء والتمجيد من طرف ﺟﻌيط فيقول‪...) :‬الرﺟل أنتج الكث ‪،‬‬
‫ومجﺎﻻت ا تمﺎمﺎته قد ا سﻌت ل شمل أق اﳌغرب إ أق اﳌشرق‪...‬إنه عمل را ع ومجد أيضﺎ للفكراﻻس شرا ‪(.‬‬
‫)محمد اﳌﺎزو ‪ ،2012 ،‬ص ‪.(73‬‬
‫صنف ﺟﻌيط )ﺟﺎك بﺎرك( كإن و ولو وس سيولو ‪ ،‬لي ون بذلك قد تجﺎوز اﻻس شراق الكﻼسي ي ا ﺎقد‬
‫ع اﻹسﻼم ﻷنه اتجه إ دراسﺔ ا قبﺔ اﳌﻌﺎصرة ال ش دت اﳌد اﻻستﻌمﺎري‪) ،‬محمد اﳌﺎزو ‪ ،2012 ،‬ص ص‪72‬‬
‫صيﺔ )ﺟﺎك بﺎرك( ﻻبتﻌﺎده عن مجﺎل مقدسﺎت اﻹسﻼم من قرآن كرم وسنﺔ‬ ‫‪ (73‬و مكن تفس ا ﺎب ﺟﻌيط‬
‫نبو ﺔ بﺎعتبﺎر ﺎ خطوط حمراء وﺟب مراعﺎ ﺎ‪ ،‬و ون بذلك قد اس ث نفسه من اﳌس شرق ن ا ﺎقدين ع الدين‬
‫اﻹسﻼمي أمثﺎل )شﺎخت وغولدز ر( وغ م‪.‬‬
‫‪ -3-1-5‬نفي مﺔ اﻻس شراق وادعاء التﺠديد‪:‬‬
‫خﺎض شﺎم ﺟﻌيط غمﺎرالقراءات ا داثيﺔ للنص الدي رافﻌﺎ شﻌﺎر التجديد‪ ،‬مجﺎل الس ة النبو ﺔ‪ ،‬وذلك‬
‫وفق إعﺎدة قراء ﺎ وف م ﺎ ف مﺎ حداثيﺎ مﻌﺎصرا‪ ،‬ونه مؤرخﺎ مختصﺎ التﺎرخ اﻹسﻼمي‪ .‬لكن مﺎ يمكن مﻼحظته يكمن‬
‫ك ة الوعود ال ﻌ د ﺎ ﺟﻌيط‪ ،‬مؤكدا من خﻼل ﺎ ع أصﺎلﺔ طرحه وﺟدة است تﺎﺟﺎته ﻻﺟتنﺎب مجمل ال م ال‬
‫يمكن أن تطﺎله‪ .‬حيث ﻌت اﻻس شراق اول ال م ﺟﺎ ز ﺔ واش ر ﺎ ع اﻻطﻼق‪ ،‬إذ يحﺎول مجمل القراء ا داثي ن‬
‫التخلص م ﺎ مسبقﺎ كنوع من الدفﺎع عن تم ابحﺎ م وأصﺎل ﺎ‪ .‬فﻌ غرار ﺟﻌيط نجد محمد أر ون ي تقد الفكر‬
‫اﻻس شرا مؤكدا ع زالﺔ منﺎ ه مجﺎل اﻹسﻼميﺎت التطبيقيﺔ الذي أبدع ف ﺎ‪ ،‬ﻌيدا ل البﻌد عن أي أراء‬
‫اس شراقيﺔ‪ ،‬اﻷمر الذي دفع )بأر ون و ﺎشم صﺎ بنﻌت اﳌس شرق ن بﺎلت رف والوقﺎحﺔ والثقﺔ اﳌفرطﺔ بﺎلنفس‪(.‬‬
‫)محمد اﳌﺎزو ‪ ،2012 ،‬ص ص‪.(6-5‬‬
‫إ ﺟﺎنب ا ﺎبري الذي س و اﻷخر ا التملص من ش ﺔ اﻻس شراق رغم إ ﺎبه م فيقول‪) :‬أؤكد اليوم‬
‫كمﺎ أكدت بﺎﻷمس عند مﺎ سئلت عن مدى حضور فكر اﳌس شرق ن فيمﺎ كت ت‪ ،‬أؤكد أن أبذل ل ﺟ دي عندمﺎ‬
‫أشرع التفك والكتﺎبﺔ موضوع مﺎ ﻷ ﺟميع مﺎ كتب اﳌوضوع‪) (.‬إبرا يم السكران‪ ،2014 ،‬ص ‪.(74‬‬
‫يظ رتملص شﺎم ﺟﻌيط من اﻻس شراق وا ﺎ ﺟليﺎ ثﻼثيﺔ الس ة النبو ﺔ‪ ،‬ال عكف ع دراس ﺎ طوال‬
‫سن ن عدة‪ ،‬اﻷمر الذي ﺟﻌله سﺎرع نفي أي صلﺔ يمكن أن تجمﻌه بﺎلفكر اﻻس شرا ‪ .‬ممﺎ دفﻌه إ التنكر سلفﺎ‬
‫من مﺔ اﻻس شراق‪ ،‬فﺎفتتح مقدمﺎته لثﻼثيﺔ الس ة النبو ﺔ وكأنه ُي ْق ِسم ع تم قراءته ع مجمل مﺎ طرح من‬
‫قبل مجﺎل الس ة النبو ﺔ‪ ،‬حيث ابدى حرصه الشديد ع تأكيد أصﺎلﺔ بحثه اﳌتمثل مشروع الس ة النبو ﺔ‬
‫ﺟﺎزمﺎ الوقت عينه أنه قد تجﺎوز ل ال ﺎت اﻻس شراقيﺔ‪ ،‬مﻌتمدا ع رؤ ﺔ خﺎصﺔ به‪ ،‬وال ﻻ يمك ﺎ أن تحﺎ ي‬
‫النموذج اﻻس شرا ﻻ من ﻌيد وﻻ من قر ب‪.‬‬
‫ففي ا زء اﻷول من مشروع ثﻼثيﺔ الس ة الذي أصدره سنﺔ ‪ 1999‬اﳌوسوم بﺎلو والقرآن والنبوة‪ ،‬عكف‬
‫الذي عﺎ عن طر قه س ة الرسول محمد "ص" قﺎئﻼ‪:‬‬ ‫ﺟﻌيط مقدمته ع تأكيده ع تفرده البح واﳌ‬
‫)ولقد حﺎولنﺎ ذا الكتﺎب اﻻعتمﺎد ع اﳌﻌرفﺔ‪ ،‬واعتمﺎد من عقﻼ ي تف لم نجده ﻻ عند اﳌسلم ن القدامى‬

‫‪224‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫من أصل الس والتﺎر خ ا ديث‪ ،‬وﻻ عند اﳌسلم ن اﳌﻌﺎصرن‪ ،‬وأك من ذلك إن اﳌس شرق ن ع سﻌﺔ إطﻼع م لم‬
‫يأتوا ببحث يذكر ذا اﳌيدان وتبقى دراس م ز لﺔ‪ ) (...‬شﺎم ﺟﻌيط ‪ ،1999 ،‬ص ‪.(12‬‬
‫ثم انطلق مقدمﺔ ل زء الثﺎ ي اﳌوسوم بتﺎر خيﺔ الدعوة ا مديﺔ مكﺔ‪ ،‬ذا ا زء الذي تنﺎول خﻼله‬
‫س ة الن محمد قبل البﻌثﺔ و ﻌد ﺎ‪ ،‬اﻷمرالذي ﺟﻌل مقدمﺔ ذا ا زء كأ ﺎ ع د قطﻌه ﺟﻌيط ع نفسه واعدا‬
‫به القراء واﳌفكرن‪ ،‬بأنه س لتقديم بحث تطبﻌه ا دة واﻷصﺎلﺔ‪ ،‬نﺎفيﺎ ل صلﺔ يمكن أن تجمﻌه بﺎ لفيﺔ‬
‫اﻻس شراقيﺔ ال تجﺎوز ﺎ فيقول‪) :‬إن مﺎ سنحﺎوله ﺎ نﺎ و إعطﺎء نظرة أن و ولوﺟيﺔ للثقﺎفﺔ الﻌر يﺔ قبل اﻹسﻼم‬
‫أوﻻ ‪ ...‬ﺟﺎ دين تجﺎوز ﻌض تنﺎقضﺎت اﳌس شرق ن‪ ...‬ﻻ تل م أعمﺎل اﳌس شرق ن بﺎﻻ ﺎم اﳌنطقي فإمﺎ تنفي‬
‫قيمﺔ خ مﺎ‪ ،‬وإمﺎ تمنحه الثقﺔ ال ﺎملﺔ ‪ ...‬وإمﺎ الدخول قصص وتر ﺎت‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص‪.(15‬‬
‫ذلك أن أعمﺎل اﳌس شرق ن ﻻ ترتقي أصﻼ ﳌ ﺎنﺔ البحث الﻌل حسب ﺟﻌيط‪ ،‬سواءا اﻻس شراق الكﻼسي ي‬
‫وﻻ ح اﳌﻌﺎصر‪ .‬خصوصﺎ أن ﺟﻌيط ذكر مقدمته ذا ا زء‪ ،‬أنه طرق موضوع الس ة النبو ﺔ من زاو ﺔ لم‬
‫يتطرق ل ﺎ اﻻس شراق ع مس ته الطو لﺔ دراسته لل اث اﻹسﻼمي‪ .‬مصرا ع تفرد طرحه كمﺎ ورد ع لسﺎنه‪:‬‬
‫صيﺔ محمد‪ ،‬من وﺟ ﺔ‬ ‫)وكم ﺟرحنﺎ من ﻌض كتﺎبﺎت اﳌس شرق ن الذين سمحوا ﻷنفس م أن سلطوا الضوء ع‬
‫نظرأخﻼقيﺔ أو دي يﺔ ومن ب ن ؤﻻء من م علمﺎء مثل )تور اندري(‪ ،‬الذي كتب كتﺎبﺎ مﻌمقﺎ قيمﺎ عن الرسول ليختمه‬
‫بصورة قﺎتمﺔ عن ص ته‪ ،‬وم م من كتب من موقع ايدلو مﻌ ن كأن ي ون مسيحيﺎ أومﺎركسيﺎ‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.(6‬‬
‫يرى ﺟﻌيط أن نﺎك ﺟمع من اﳌس شرق ن تنﺎولوا الس ة النبو ﺔ بﺎلدراسﺔ والتحليل‪ ،‬وفق مجﺎﻻت مختلفﺔ‬
‫مثل )نولدكه و ﻼش غولدز روشﺎخت( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص‪.(6‬‬
‫وع الرغم أ م من كبﺎراﳌس شرق ن اﻹسﻼمي ن إﻻ أن مﺎ قدموه ﻻ يرتقي ﳌن يﺔ البحث ال يح‪ ،‬و نطبق‬
‫اﻷمرنفسه ع اﻻس شراق اﻷ ﺎدي الذي أضفى عليه طﺎ ع الﻌب يﺔ والضيق الفكري‪ ،‬من حيث طرق البحث والطرح‪،‬‬
‫مرورا بﺎﻻس شراق اﻷنجلوسكسو ي‪ ،‬الذي ﻌته ﺟﻌيط بﺎل رطقﺔ ﻻحتوائه ع ا رافﺎت إ ﺟﺎنب اﻻس شراق ا ديد‬
‫الذي حكم عليه بﺎلقصور اﳌ التﺎر ‪ ) .‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.(14-10‬‬
‫و كذا يظ راﻻس شراق قﺎصرا عن تقديم أي مﻌرفﺔ ﺟديﺔ مجﺎل اﳌقدسﺎت اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬و فقد بذلك طﺎ ع‬
‫اﳌوضوعيﺔ الدراسﺔ‪ ،‬الس ب الذي أدى بجﻌيط أن ي بنفسه عن دائرة ش ﺔ الفكراﻻس شرا ‪ ،‬ليبدع ا ديد‬
‫موضوع الس ة‪.‬‬
‫أمﺎ ا زء الثﺎلث من سلسلﺔ الس ة النبو ﺔ ف ﺎنت ﻌنوان مس ة محمد اﳌدينﺔ‪ ،‬وانتصﺎراﻹسﻼم‪ .‬إذ واصل‬
‫شﺎم ﺟﻌيط نفي ش ﺔ التأثر بﺎلفكر اﻻس شرا ‪ ،‬فلم تخل مقدمﺔ ذا ا زء من وسم دراسته لل اث اﻹسﻼمي‬
‫بﺎ دة‪ ،‬وفق رؤى متفتحﺔ ومنﺎ عقليﺔ تف ميه نقديﺔ‪ .‬لكنه لم يصرح بﺎﻷمر مثلمﺎ فﻌل ا زئ ن اﻷول والثﺎ ي‪،‬‬
‫ففضل اﻷسلوب غ اﳌبﺎشر ليو مقﺎصده ال يرمي الوصول إل ﺎ ا زء الثﺎلث‪ ،‬قﺎئﻼ‪) :‬لقد عرضت نﺎ مخططﺎ‬
‫عﺎمﺎ ﳌس ة محمد اﳌدينﺔ ليتو مقﺎ ‪ ،‬وسأحﺎول مجرى الكتﺎب تحليل و شر ع الب ‪ ،‬سﺎعيﺎ إ ﺟﻌله مف ومﺎ‬
‫بﺎلﻌقل مﻌوﻻ ع اﳌصﺎدر ونقد ﺎ‪...‬وإخضﺎع ﺎ لقﺎنون ا قيقﺔ الواقﻌﺔ مشك ﺎ الكث من تأكيد ﺎ وثواب ﺎ‪ ...‬ففي‬

‫‪225‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫نﺎك خيﺎل دافق وتفﺎصيل غ مقنﻌﺔ‪ ،‬وفق ذلك غ مجديﺔ لف م اﻷمور(‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪) ،‬د‪.‬ت(‪ ،‬ص ص‪-15‬‬ ‫الس‬
‫‪.(16‬‬
‫ذا‬ ‫حيث يؤكد ع تقديم قراءة واعدة تدل ع طرحه ا دي وا ديد‪ ،‬واختﻼفه عن ل من سبقه‬
‫ا ﺎل‪ ،‬ولكن السؤال اﳌطروح نﺎ ل سي ون شﺎم ﺟﻌيط وفيﺎ لﻌ ده ذا؟‬
‫‪ -2-5‬أثرالفكراﻻس شرا قراءة جعيط لﻠس ة النبو ﺔ وا ديث الشر ف‪:‬‬
‫‪ -1-2-5‬تار خيﺔ الرسول ﻣحمد "ص" و اقع سبه وأصل سميته‪:‬‬
‫‪ -1-1-2-5‬قراءة جعيط ل سب الرسول "ص"‪:‬‬
‫الس من حيث سلسل سبه الشرف‬ ‫ّ‬ ‫ت لم ﺟﻌيط عن سب رسول ﷲ ولم يختلف كث ا مع مﺎ وموﺟود‬
‫ِ‬
‫لكن سرعﺎن مﺎ غ ت الكث من ا قﺎئق‪ ،‬عندمﺎ بدأ بتطبيق مﺎ اسمﺎه من الصرامﺔ الذي يدعيه‪ ،‬كذا بدأت رؤ ته‬
‫تتجه نحو مﺎ أنتجه اﳌس شرقون حول السنﺔ النبو ﺔ الشر فﺔ‪ ،‬حيث قدم صيﺔ ق ﺟد الرسول بصورة بﺎ تﺔ‬
‫كمﺎ فﻌل نظرائه من اﳌس شرق ن‪ ،‬ف و يرى اﳌصﺎدرقد مت دور صيﺔ ق ﻻ ل ء إﻻ أنه ﺟد للرسول "ص"‬
‫) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ ،(119‬حيث س ت إليه أدوارك ى مﻌظم ﺎ يدخل نطﺎق اﻷسﺎط ‪ ،‬حسب رأي ﺟﻌيط‬
‫الذي أرﺟع ذا الص ت الذي حﺎزعليه ق ﻷنه ﺟد للرسول‪ ،‬فيقول‪) :‬مﺎ و أك استغرابﺎ بﺎل سبﺔ للمؤرخ‪ ،‬و أن‬
‫ا د اﻷول وا فيد محمد قﺎمﺎ الواحد تلوى اﻵخر‪ ،‬ﻌد مرور قرن ونيف بأدوار تأس سيﺔ ذات قيمﺔ عليﺎ(‪ ) .‬شﺎم‬
‫ﺎن سيد من سﺎدات قر ش‪.‬‬ ‫ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ ،(119‬علمﺎ ان ا قﺎئق التﺎر خيﺔ اثب ت ان ق‬
‫لم يتوقف ﺟﻌيط عند ذا ا د‪ ،‬بل تطرق أيضﺎ ل صيﺔ عبد ﷲ والد الرسول محمد "ص" تلك ال صيﺔ‬
‫ال لم سلم من من ﺟﻌيط الﻌقﻼ ي والصﺎرم رأيه‪ ،‬والوا أن أطروحﺎت شﺎم ﺟﻌيط لم تختلف عن اﳌنتوج‬
‫مجﺎل السنﺔ‪ ،‬بل نجده يدور فلك اﳌس شرق ن من حيث التحليل وال كيب‪ ،‬وح اﻻست تﺎﺟﺎت‬ ‫اﻻس شرا‬
‫فيؤكد لنﺎ ﺟﻌيط أن اسم والد الرسول محمد لم يكن )عبد ﷲ( فﺎﻻسم ا قيقي ﻌيد ل البﻌد عن ذا‬
‫فيقول‪):‬فﺎلرا عندي أنﺎ أبﺎ محمد لم يكن اسمه عبد ﷲ وإنمﺎ له اسم آخر‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(146‬‬
‫و رﺟع ﺟﻌيط الس ب ا القﺎعدة القرشيﺔ تقول حسب رأيه )أن أسمﺎء اﻵبﺎء واﻷﺟداد واﻷعمﺎم تتكرر ب ن‬
‫اﻷﺟيﺎل‪ ،‬ف ل اﻷسمﺎء اﳌقرونﺔ بﺎﻵل ﺔ عﺎئلﺔ الن "ص" عبد منﺎف وعبد الﻌزى وعبد شمس‪ ،‬أمﺎ عبد ﷲ فلم يكن‬
‫اﳌتداول عند م(‪ ) .‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(146‬‬
‫و ذه رؤ ﺔ اس شراقيﺔ بﺎمتيﺎز‪ ،‬حيث ذ ب ﻌض اﳌس شرق ن إ الطﻌن حقيقﺔ اسم والد الرسول )عبد‬
‫ﷲ(‪ ،‬بل ﺎن يحمل اسم من ب ن اﻻسمﺎء الوث يﺔ‪) ،‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪ .(116‬ال أشﺎرال ﺎ ﺟﻌيط من قبل‪.‬‬
‫لكن مﺎ ورد الس يو عكس ذلك‪ ،‬حيث اكدت ان عبد ﷲ و اﻻسم اﻻص لوالد الرسول محمد "ص"‬
‫ف و محمد بن عبد ﷲ بن عبد اﳌطلب بن شﺎم بن عبد منﺎف‪...‬ا ‪) ،‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪.(115‬‬
‫ذلك أن اسم عبد ﷲ وﺟد عند الﻌرب الف ة ا ﺎ ليﺔ‪ ،‬و ﺎن ضمن اﻷسمﺎء الواردة الكتﺎبﺎت ا ﺎ ليﺔ‬
‫والشمﺎليﺔ والنصوص النبطيﺔ‪) .‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪.(116‬‬

‫‪226‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫ﺔ اس شراقيﺔ‬ ‫وا ﺔ الثﺎنيﺔ ال اعتمد عل ﺎ ﺟﻌيط إن ﺎراسم عبد ﷲ ﺎسم حقيقي ﻷب الرسول‪ ،‬ف‬
‫مؤكدة‪ ،‬ف و يرى أن الرا من أن محمد "ص" قد غ اسم والده ﻌد اﻹسﻼم للتخلص من أسمﺎء الﻌ د الوث كمﺎ‬
‫فﻌل مختلف ال ﺎبﺔ ﻌد اﻹسﻼم‪ ،‬ذلك أن ﺟﻌيط س بﻌد عبد ﷲ تمﺎمﺎ فيقول‪):‬وت ون الصدفﺔ كب ة أن ي ون‬
‫اسم أب الرسول عبد ﷲ‪ ،‬فﺎﳌﻌقول أنه و الذي سمﺎه ذا اﻻسم‪ ) .(.‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(146‬‬
‫ذه الفكرة نفس ﺎ طرح ﺎ اﳌس شرقون مشكك ن حقﺎئق اسم والد الرسول‪ ،‬زاعم ن أن اسم عبد ﷲ و و‬
‫اسم أطلقه الرسول محمد "ص" ع أبيه‪ ،‬فقﺎم بإعﺎدة سميته إ عبد ﷲ‪ ،‬و رﺟﻌون ذلك للقﺎعدة اﻹسﻼميﺔ ال‬
‫ﻌمل ع تحو ل أسمﺎء ا ﺎ ليﺔ‪ ،‬إ أسمﺎء إسﻼميﺔ‪) .‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪.(116‬‬
‫و ذلك ﻌيد ﺟﻌيط إنتﺎج اﳌس شرق ن ومﺎ ورد لد م مجﺎل الس ة حيث اش ر اﳌس شرقﺎن )" ﺎيتﺎ ي"‬
‫و"ش نكر"( تزو ر حقﺎئق س ة الرسول محمد "ص" و شو ﺎ‪ ،‬حيث ﺎنﺎ ﻌتمدان ع رواة الس الضﻌفﺎء‬
‫واﳌ وك ن بنﺎء آرا م ومواقف م‪ ،‬من أﺟل الطﻌن الرسول و سبه وتﺎر خه‪) .‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪.(119‬‬
‫ولم يكن ﺟﻌيط ببﻌيد عمﺎ ذ ب اليه من مواقف واح ﺎم ومنﺎ وح اﻻست تﺎﺟﺎت‪ ،‬فلم تصل قراءته‬
‫ا داثيﺔ ومنﺎ ه اﳌﻌﺎصرة إ ﺟديد‪ ،‬غ اس ﻼك الفكر اﻻس شرا اﳌشوه لس ة الرسول والطﻌن ف ﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-1-2-5‬تار خيﺔ ﻣولد الرسول "ص" و عثته‪:‬‬
‫ممﺎ و متداول الس أن ميﻼد الرسول محمد "ص" ﺎن حوا ‪ 570‬و‪ 571‬م‪ ،‬لكن ﺟﻌيط لم يثق ل مﺎ‬
‫ورد عن أخبﺎرميﻼد الرسول حول ذا التﺎر خ‪ ،‬وح مﺎ يتﻌلق ب مﺔ أبر ﺔ‪ ،‬ولم تختلف مزاعم ﺟﻌيط حول ال شكيك‬
‫حقيقﺔ مولد الرسول"ص" عن مزاعم اﳌس شرق ن الذين انتقد م مواطن سﺎبقﺔ كمﺎ و نﺎ ذلك ا ديث‬
‫عن آراء ﺟﻌيط حول اﳌس شرق ن‪ ،‬ومن الغر ب أن نجد شﺎم ﺟﻌيط ينحو نحو م أرخنﺔ الس ة النبو ﺔ‪ ،‬و و‬
‫الذي امتﻌض من زالﺔ طرح م‪.‬‬
‫يرى ﺟﻌيط أنه‪):‬لم يولد محمد رأ ي قبل ‪580‬م أو حوال ﺎ أو ﻌد ﺎ‪ ،‬و ل مﺎ ذكر عن سنﺔ ‪570‬م ﻻ يصمد‬
‫أمﺎم الفحص( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(143‬‬
‫إن مزاعم ﺟﻌيط ذه لم تأت من فراغ حيث سبقه إليه عدد من اﳌس شرق ن‪ ،‬فقد شكك اﳌس شرق‬
‫)برو لمﺎن( من قبل حقيقﺔ تﺎر خ مولد الرسول رافضﺎ اخبﺎرالس ال م ت مولد الن محمد واقﻌﺔ الفيل‪ ،‬كمﺎ‬
‫اس بﻌد ان ت ون سنﺔ ‪570‬م تﺎرخﺎ مضبوطﺎ يحدد مولده‪ ،‬وقد أحﺎل فكرته ذه إ اﳌس شرق )ﻻم س( )عبد ﷲ‬
‫محمد اﻷم ن النﻌيم‪ ،1997 ،‬ص‪.(58‬‬
‫الذي طﻌن و اﻻخر عدد من توار خ الس ة لغرض التدل س وال شكيك‪ ،‬لتضليل حقﺎئق ﺎ إضﺎفﺔ إ‬
‫اﳌس شرق )منتغمري وات( الذي رفض ل الروايﺎت اﻹسﻼميﺔ اﳌتﻌلقﺔ بحيﺎة الرسول "ص" قبل البﻌثﺔ ﻷ ﺎ غ‬
‫موثوقﺔ رأيه ومحرفﺔ ﻵراء فق يﺔ فيقول‪...):‬القﺎرئ يجد نفسه إزاء أرضيﺔ م زوزة لوقﺎ ع ذا اﳌد الزم الذي يبلغ‬
‫ر ع قرن ب ن اﳌيﻼد والزواج ‪)(.‬عبد ﷲ محمد اﻷم ن النﻌيم‪ ،1997 ،‬ص‪.(60‬‬
‫لم يذ ب ﺟﻌيط ببﻌيد عمﺎ طرحه اﳌس شرق ن حول مﻼ سﺎت ميﻼد الرسول "ص" حيث اس بﻌد و اﻻخر‬
‫تزامن مولد الن مع عﺎم الفيل فيقول‪ ) :‬وﻻ يوﺟد أي س ب ل ي يولد محمد ع أيﺔ حﺎل عﺎم الفيل‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪،‬‬

‫‪227‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫ﺔ التوار خ اﳌذ ورة عن‬ ‫‪ ،2008‬ص ‪ .(.143‬ف و يرى ان ذه التوار خ ﻻ تصمد امﺎم النقد التﺎر ‪ .‬كمﺎ شكك‬
‫عﺎم الفيل إضﺎفﺔ ا طﻌنه حقيقﺔ حدوثه‪ .‬و كذا يصبح تﺎر خ مولد الرسول "ص" م مﺎ تمﺎمﺎ نظره‪ ،‬و ذا مﺎ‬
‫أكده اﳌس شرق )وليم مو ر( الذي رفض أن ي ون ميﻼد الرسول م امنﺎ مع عﺎم الفيل‪ ،‬مقلﻼ من قيمﺔ اﳌصﺎدر‬
‫ْ‬
‫اﻹسﻼميﺔ ال فشلت رأيه َسل َسلﺔ اﻷحداث قﺎئﻼ‪) :‬مﺎ اشتملت عليه اﳌصﺎدر من أخبﺎر ذه اﳌرحلﺔ‪ ،‬ل ست له‬
‫قيمﺔ كب ة مﻌرفﺔ صورة محمد التﺎر خيﺔ‪) (.‬غﺎليﺔ يو س محمد الذرعﺎ ي‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.(120‬‬
‫وتتواصل رطقﺎت ﺟﻌيط اﻻس شراقيﺔ مجﺎل الس ة لتﻌ عن فكره اﳌتنﺎقض الرافض والنﺎقد لﻼس شراق‬
‫واﳌتأثربه ذات الوقت‪ ،‬فنجده يؤسس لفر ﺔ اس شراقيﺔ و ؤكد ﺎ من خﻼل مﺎ توصلت إليه قراءته ا داثيﺔ للس ة‬
‫النبو ﺔ‪ ،‬حيث زعم ﺟﻌيط أن تﺎر خ ﻌثﺔ الرسول لم تكن سن اﻷر ﻌ ن‪ ،‬إﻻ أن ذا الرأي ينﺎقض حسب طرحه مع‬
‫الصرامﺔ التﺎمﺔ للمن ‪ ،‬والس ب رأيه و أن سن اﻷرﻌ ن و سن الشيخوخﺔ ول س سن الك ولﺔ ذلك الزمن )‬
‫َ َ ََ َ ُ‬
‫)ح ﱠ ٰ ِإذا َبلغ أش ﱠد ُه‬ ‫شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ .(143‬ع الرغم من وﺟود آيﺔ صرحﺔ تدعم ﺔ ا لقوله ﻌﺎ ‪:‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َو َ َل َغ َأ ْرَ ِﻌ َن َس َن ًﺔ َق َ‬
‫ﺎل َر ِ ّب أ ْو ِز ْع ِ أ ْن أ ْشك َر ِ ْﻌ َم َت َك( اﻷحقﺎف اﻵيﺔ‪ ) ،15 :‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ .(143‬إﻻ أنه يرى‬
‫ته‪ ،‬فقراءته النقديﺔ لتﺎرخيﺔ الس احﺎلته ا س ب أك منطقيﺔ وواقﻌيﺔ‬ ‫أن ذه اﻵيﺔ دليل غ ﺎف ل زم ع‬
‫ري لدى السﺎمي ن‪ ،‬مستغر ﺎ من‬ ‫نظره‪ ،‬حيث يرﺟع اﻻعتقﺎد سن اﻷر ﻌ ن يكمن وراءه اعتقﺎد من مﻌ دي‬
‫الس زﺎدة ع مﺎ نت به من سن‬ ‫إشﺎرة القرآن ل ذا الرقم الﻌمري‪ ،‬و ذا تلفيق ب ّ ن حيث يقول‪) :‬رأ ي أن كتب ّ‬
‫ري() شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(144‬‬ ‫اﻷرﻌ ن مﻌ دي‬
‫ومن الوا ان من يﺔ ﺟﻌيط ذا الصدد قﺎئمﺔ ع اعتمﺎد صرح ع توكيد اس شرا متمثل اﳌن‬
‫َ ْ َ ْ ُ ُ ْ ُ ُ ً ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ نَ‬
‫الفيولولو ‪ ،‬حيث صرح أنه اعتمد ع ذه اﻵيﺔ‪ ،‬ل ي ي ر موقفه‪) :‬قد ل ِب ت ِفيكم عمرا ِمن قب ِل ِه أفﻼ ﻌ ِقلو (‬
‫يو س اﻵيﺔ‪ ) ،16 :‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(144‬‬
‫ثم بدأ يحلل و فكك لمﺔ الﻌمر الذي أرﺟﻌ ﺎ وفسر ﺎ تفس ا فلسفيﺎ سبﺔ ﻵراء ) اقليطس( بﺎلرغم من‬
‫ﺔ سن اﻷرﻌ ن‪ ،‬ل ي‬ ‫الفرق الكب ب ن الب ئﺔ اليونﺎنيﺔ والب ئﺔ القرشيﺔ اﳌكيﺔ‪ ،‬إذ ﺎن الغرض من ذلك الطﻌن‬
‫يقرر ﺟﻌيط أن الن محمد ﻌث سن الثﻼث ن سبﺔ إ اﳌسيح الذي ﻌث الثﻼث ن أيضﺎ‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪ (.144‬علمﺎ أن ذه النتﺎئج ال توصل إل ﺎ ﺟﻌيط ع دراسﺔ وتمحيص‪ ،‬كمﺎ ورد تصر حﺎته فقد سبقه إل ﺎ‬
‫اﳌس شرق )ﻻم س( الذي نقض النص الشر فيمﺎ يخص عمر الن أثنﺎء الدعوة‪ ،‬ف ى أن محمدا لم يبﻌث سن‬
‫اﻷرﻌ ن‪ ،‬حيث ر أن عمرالن ا قيقي أثنﺎء البﻌثﺔ ﺎن ثﻼثون سنﺔ‪ ،‬و قول‪ ...) :‬و خرج إ القول انه مﺎدام اﻷن يﺎء‬
‫يبﻌثون ع رأس اﻷر ﻌ ن‪ ،‬ومحمد قد صدع بﺎلدعوة ع رأس الثﻼث ن‪ ،‬فمحمد ل س ن يﺎ‪) (.‬عبد ﷲ محمد اﻷم ن‬
‫النﻌيم‪ ،1997 ،‬ص‪.(58‬‬
‫ذه اﳌسألﺔ إ الن يجﺔ ال تتفق مع )ﻻم س(‬ ‫ثم يصل ﺟﻌيط ﻌد شرحه اﳌتواصل نقض النص الشر‬
‫قضيﺔ سن ﻌث الرسول "ص" فيقول ﺟﻌيط‪) :‬رأ ي أن محمدا ﻌث الثﻼث ن أو ح قبل ذلك‪ ،‬ولم يولد إﻻ‬
‫حوا ‪ 580‬م ولم ﻌش إﻻ خمس ن سنﺔ ونيف‪ )(.‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(144‬‬

‫‪228‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫و كذا يت ﺟليﺎ أن شﺎم ﺟﻌيط لم يأت بجديد قراءته لتﺎر خ الس ة النبو ﺔ الشر فﺔ‪ ،‬و ل مﺎ قﺎم به‬
‫و إعﺎدة انتﺎج للفكر اﻻس شرا ا ف‪ ،‬لتدل س الس ة ا مديﺔ‪ ،‬ع الرغم من انتقﺎداته اﳌتواصلﺔ للمن‬
‫اﻻس شرا والرؤ ﺔ اﻻس شراقيﺔ‪.‬‬
‫وقد ورد اﳌوا ب اللدنيﺔ بﺎﳌنح ا مديﺔ أن ﻌثﺔ الرسول محمد "ص" ﺎنت سن اﻷرﻌ ن )أحمد بن‬
‫محمد القطﻼ ي‪ ،2004 ،‬ص‪ ،(.195‬فقد تواردت مختلف الس واﻻخبﺎرمسﺎلﺔ عمرالن وقت البﻌثﺔ فﺎﺟتمﻌت ل ﺎ‬
‫ونه مؤكدا شرعﺎ‪ ،‬امﺎ فيمﺎ يخص مسﺎلﺔ أن عمر اﻷر ﻌ ن اﳌق ن بﺎلشيخوخﺔ ع حسب مزاعم‬ ‫ع ذا ا‬
‫ﺟﻌيط‪ ،‬ف ذا طرح غ مقبول تمﺎمﺎ‪ ،‬ﻷنه سن يبلغ ف ﺎ اﻻ سﺎن أشده وقوته كمﺎ أشﺎر ال ﺎ القران الكر م‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2-2-5‬اكذو ﺔ قثم‪:‬‬
‫خرج شﺎم ﺟﻌيط ع الﻌﺎلم اﻹسﻼمي اﻻلفيﺔ الثﺎلثﺔ ليطرح ابداعﺎته وﺟديد قراءته اﳌﻌﺎصرة للس ة‬
‫ُ‬
‫النبو ﺔ زاعمﺎ انه أحدث فتحﺎ مستحدثﺎ تﺎر خيﺔ حيﺎة الن عليه الصﻼة والسﻼم‪ ،‬حيث صرح ب ل ثقﺔ ان قثم‬
‫و اﻻسم اﻻص للرسول محمد "ص" الذي س به ظﺔ وﻻدته‪ ،‬والسؤال اﳌطروح نﺎ كيف يجرأ السيد ﺟﻌيط‬
‫ان يقدم ع ذا الفﻌل دون بحث وتمحيص‪ ،‬فحقيقﺔ اﻷمران مﺎ قدمه ﺟﻌيط مﺎ و إﻻ اكذو ﺔ اس شراقيﺔ وطرح‬
‫ّ‬
‫متﻌنت‪ ،‬قﺎم البﺎحثون اﳌؤرخون واﳌفكرون بتفنيده منذ مطلع ست نﺎت القرن اﳌﺎ ‪ .‬حيث عمل اﳌؤرخ الﻌرا ﺟواد‬
‫موسوعته تﺎر خ الﻌرب قبل اﻻسﻼم ع تفنيد ﺎ ودحض ﺎ‪ .‬وقد مرع ذلك قرابﺔ الستون عﺎمﺎ‪ ،‬ليأ ي شﺎم‬ ‫ع‬
‫ﺟﻌيط و ﻌيد صيﺎغ ﺎ اﻻس شراقيﺔ بحذاف ﺎ و طرح ﺎ كتﺎبه اﳌوسوم بتﺎر خيﺔ الدعوة ا مديﺔ مكﺔ‪ ،‬فصرح‬
‫ُ‬
‫قﺎئﻼ و ل ثقﺔ نفسه‪ ...) :‬و كذا ي ون اسم الن أص و قثم( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ ،(147‬زاعمﺎ أنه وصل‬
‫ل ذه الن يجﺔ ﻌد فحص للمصﺎدر وتطبيق من يﺔ علميﺔ صﺎرمﺔ‪ ،‬وليب ن ﺟﻌيط ﺔ ادعﺎئه اعتمد ع ا‬
‫التﺎليﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬يرى ﺟﻌيط أن اسم الرسول"ص" لم يكن محمدا ظﺔ وﻻدته‪ ،‬بل ﺟﺎء مراحل متأخرة من الدعوة واعتمد‬
‫ين َم َﻌ ُه( من‬ ‫الله َو ﱠالذ َ‬
‫ُ ﱠ‬ ‫َ ٌ‬
‫ذلك ع سرد اﻵيﺎت من السور اﳌدنيﺔ ال ورد ف ﺎ اسم محمد و ‪)ُ :‬مح ﱠمد ﱠر ُسول ِ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ﺎن‬ ‫الر ُس ُل(‪ ،‬وسورة اﻷحزاب )مﺎ‬ ‫سورة الفتح‪ ،‬وسورة آل عمران َ)و َمﺎ ُم َح ﱠم ٌد إ ﱠﻻ َر ُسو ٌل َق ْد َخ َل ْت ِمن َق ْب ِل ِه ﱡ‬
‫ِ‬
‫الن ّي َن(‪ ،‬وسورة محمد َ)و َآم ُنوا ب َمﺎ ُن ّز َل َع َ ُم َح ﱠم ٍد َو ُ وَ‬ ‫ُ َ ﱠ ٌ ََ َ َ ّ ّ َ ُ ْ ََ ﱠ ُ َ ﱠ‬
‫الله َو َخ َﺎت َم ﱠ‬
‫ِ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫محمد أبﺎ أح ٍد ِمن ِرﺟ ِﺎلكم ول ِكن رسول‬
‫ا َ ﱡق من ﱠ ّر ْم(‪ ،‬وسورة الصف اﳌدنيﺔ ال ذكراسم أحمد لقوله ﻌﺎ ‪)َ :‬و ُم َ ّش ًرا ب َر ُسول َيأ ي م ْن َ ْﻌدي ْ‬
‫اس ُم ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َ‬
‫أ ْح َم ُد(‪ ،‬و كذا ست تج ﺟﻌيط مبﺎشرة أن اسم محمد لم يرد اﳌرحلﺔ اﳌكيﺔ من البﻌث‪ ،‬فيقول‪ ):‬سميﺔ‬
‫محمد ﻻ ترد القرآن إﻻ الف ة اﳌدنيﺔ من نزول الو (‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(147‬‬
‫وتبﻌﺎ لذلك ﺟزم ﺟزمﺎ قﺎطﻌﺎ أن اسم محمد لم يكن اسم الرسول "ص" ظﺔ وﻻدته‪ ،‬و ذه الن يجﺔ ال‬
‫توصل ﺎ ل ﺎ ﺟﻌيط ﻌد استقراء النصوص‪ ،‬وقد دحض ﺎ اﳌؤرخ ﺟواد ع منذ ست نﺎت القرن اﳌﺎ ‪ ،‬حيث فند‬
‫أطروحﺎت اﳌس شرق ن الذين ﺎن ل م السبق اسم قثم ﺎسم اص للرسول ظﺔ وﻻدته وقبل ﻌثته‪ ،‬فﺎعتمدوا‬
‫ع السور اﳌدنيﺔ اﻷر ﻌﺔ ال أكدوا من خﻼل ﺎ أن اسم الرسول ل س محمدا ظﺔ الوﻻدة‪ ،‬فمحمد مجرد اسم‬
‫أطلقه محمد ع نفسه ﻌد البﻌثﺔ‪ ،‬حيث اس ند ﺟﻌيط بنﺎء مواقفه وتحليﻼته اﳌشككﺔ حقيقﺔ اسم الن‬

‫‪229‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫ع ال اث اﻻس شرا ل ي يث ت أن اسم الرسول ا قيقي و ُقثم‪ .‬وقد ر ﺟﻌيط ذلك مﻌتمدا ع البﻼذري‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أ سﺎب وأشراف بخصوص قوله‪) :‬عبد ﷲ و ك بأبﺎ قثم و قﺎل أبﺎ محمد( مؤكدا ع الكنيﺔ أبﺎ قثم والس ب آرائه‬
‫ُ‬
‫قد ي ون سمﺎه ﺟده عبد اﳌطلب ع ابن له متو اسمه قثم )وس الﻌبﺎس ابن له ُبقثم ﻷن لقب محمد نزع اﻻسم‬
‫اﻷص للرسول( ) شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(149‬‬
‫زعم شﺎم ﺟﻌيط انه قﺎم بفحص مختلف اﳌصﺎدر وللنصوص فحصﺎ نقديﺎ ممن ﺎ‪ ،‬اﻻ ان ا قيقﺔ ش ا‬
‫الﻌكس‪ ،‬حيث صرح البﻼذري بأن ذا ا ديث ضﻌيف فقد ورد تﺎر خ الﻌرب اﻹسﻼم أثنﺎء حديث البﻼذري عن‬
‫عبد ﷲ بن عبد اﳌطلب‪ ،‬ذكرا ديث السﺎبق وأشﺎرإ ضﻌفه‪ ،‬و ذكرﺟواد ع أن ؤﻻء اﳌس شرق ن الذين شك وا‬
‫حقيقﺔ الن قد اس ندوا إ خ ورد كتﺎب إ سﺎن الﻌيون ففي س ة أم ن اﳌـأمون‪ ،‬اﳌﻌروف بﺎلس ا لبيﺔ و ذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نصه )و اﻻمتﺎع‪ :‬ﳌﺎ مﺎت قثم بن عبد اﳌطلب قبل مولد رسول ﷲ "ص" سمﺎه قثم ح أخ ته آمنﺔ أ ﺎ رأت‬
‫منﺎم ﺎ سميﺔ محمد فسمﺎه محمد(‪ ،‬ورد الس ا لبيﺔ بﺎب سميﺔ محمد "ص"‪).‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ص ‪-98‬‬
‫ذا ضﻌيف وقد أشﺎر صﺎحب الس ا لبيﺔ نفسه إ ضﻌفه‪ ،‬حيث أنه ﻻ يوثق به كمﺎ أنه لم ﻌبأ به‬ ‫‪ .(101‬وا‬
‫كبﺎر الرواة لضﻌفه ممﺎ يدل ع عدم ته‪) .‬ﺟواد ع ‪ ،1961 ،‬ص ‪.(98‬‬
‫وممﺎ و مﻌروف عن اﳌس شرق ن أ م لم يك ثوا ب ﺔ ا وا ديث أو ضﻌفه‪ ،‬اﳌ م عند م و التلفيق‬
‫ع حسب مﺎ تقتضيه نزعﺎ م وا وا م‪ ،‬اﻷمر نفسه ينطبق ع ﺟﻌيط الذي اعتمد طرحه ذا ع حديث‬
‫ضﻌيف وخ غ موثوق فيه واتخذ منه حكمﺎ‪ ،‬فوضع نفسه مع اﳌس شرق ن كفﺔ واحدة‪ ،‬حيث اثﺎر اﳌس شرق‬
‫اﻹيطﺎ )كيتﺎ ي(‪ ،‬نفس القضيﺔ مس بﻌدا اسم محمد ﺎسم حقيقي للرسول مؤكدا أنه ل س اﻻسم ا قيقي الذي‬
‫أطلق عليه سﺎعﺔ وﻻدته وحكم بذلك ن يجﺔ اطﻼعه ع أصل الس واﻷخبﺎر )الس ا لبيﺔ( خﺎصﺔ أن اسم محمد‬
‫قد ورد القرآن ولم يرد س وفق نظر )كيتﺎ ي(‪ ،‬إضﺎفﺔ إ اﳌس شرق النمسﺎوي )ألو س ش نكر( رفض واﻻخر‬
‫أن ي ون اسم الن محمد ن يجﺔ ﻻطﻼعه ع الس ا لبيﺔ ال تم تأكيد أ ﺎ ضﻌيفﺔ ﻻ ي ب اﻷخذ ﺎ‪) .‬ﺟواد ع ‪،‬‬
‫‪ ،1961‬ص ‪.(98‬‬
‫يرى ﺟﻌيط أن محمدا ل س اسمﺎ للرسول بل و عبﺎرة عن صفﺔ أو لقب ﻷنه نﺎدر الوﺟود عند الﻌرب‪ ،‬وقد‬
‫ر انه مجرد محﺎ ﺎة وتقليدا من طرف الرسول للمسيح الذي ﻌت و اﻵخرمجرد لقب أو صفﺔ‪ ،‬وز ﺎدة ع اسمه‬
‫اﻷص ع ‪ ،‬و كذا فإن محمدا مﺎ و إﻻ صفﺔ أو كنيﺔ مقصودا ﺎ الرفﻌﺔ أو إضفﺎء نوع من الفخﺎمﺔ ل صيﺔ‬
‫الرسول "ص"‪ ،‬حيث يقول‪) :‬ومحمد لقب ول س بﺎسم‪ ،‬واللقب صفﺔ تلصق بﺎل ص‪ ،‬و كذا‪ ...‬قلب محمد إضﺎفﺔ‬
‫إ فخﺎمﺔ دنيو ﺔ يكسب الن مقﺎمﺎ رفيﻌﺎ س ورة الدين‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ .(148‬والغر ب نﺎ أن‬
‫ﺟﻌيط يحيل القﺎرئ نﺎ إ اﳌس شرق )نولدكه(‪.‬‬
‫رفض عدد من اﳌس شرق ن حقيقﺔ اسم الرسول محمد رفضﺎ قﺎطﻌﺎ‪ ،‬ب ونه ﻻ ﻌدو ان ي ون صفﺔ او كنيﺔ‬
‫للن ل س إﻻ‪ ،‬فنجد ل من اﳌس شرق اﻻنجل ي )بود ( مؤلف كتﺎب )الرسول‪ :‬حيﺎة محمد( واﳌس شرق )"درمنغم"(‬
‫وغ م سﻌون ا إثبﺎت ذه اﳌسﺎلﺔ زاعم ن أن اسم محمد مجرد لقب أو صفﺔ أطلق ﺎ محمد ع نفسه‪ ،‬حيث‬

‫‪230‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫‪Namme‬‬ ‫أظ روا تخبطﺎت وا ﺔ اسم الرسول حيث وصل تطرف اﳌس شرق )بود ( ا اعتبﺎرأن لفظﺔ محمد‬
‫مﻌنﺎ ﺎ اﻷصنﺎم مستقﺎة من لمﺔ ‪ Mume‬بمﻌ ا ون‪) .‬نذير حمدان‪ ،1981 ،‬ص ص‪.(166-165‬‬
‫كمﺎ يرى ﺟﻌيط أن اسم محمد ل س اسمﺎ عر يﺎ‪ ،‬بل أرﺟع أصوله إ السر ﺎنيﺔ وصرح بأنه يث ت اﳌصﺎدر‬
‫ال اعتمد عل ﺎ ال ترﺟع حقيق ﺎ إ اﳌس شرق )"نولدكه"( قﺎئﻼ‪ ):‬إن عبﺎرة محمد مأخوذة عن السر ﺎنيﺔ ف و ممﺎ‬
‫ﻻ شك فيه ولنﺎ ﺔ اﳌصﺎدر ال وردت بلق البطرق الفيﻼركس الرسم ن يقول نودلكه‪ ) (.‬شﺎم ﺟﻌيط‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪ (.148‬و نفس الصدد نجد اﳌس شرق الفر )بﺎرتيم و و لو( يزعم أن اسم محمد مأخوذ من التلمود أطلقه‬
‫ع الن ال ود الذين أسلموا )أكرم ضيﺎء الﻌمري‪)،‬د‪.‬ت(‪ ،‬ص‪ (.7‬لقد س ل من ﺟﻌيط ومجموعﺔ اﳌس شرق ن‬
‫إ نفي اسم محمد ع الن ﺟملﺔ وتفصيﻼ‪.‬‬
‫كمﺎ ذكر ﺟواد ع أن ﻌض اﳌس شرق ن أرﺟﻌوا اسم محمد إ أصول مسيحيﺔ من اﻹنجيل حيث وردت أن‬
‫اﳌنحمنﺎ اﻹنجيل السر ﺎنيﺔ ووردت )منحيم‪ ،‬منﺎحيم الﻌ انيﺔ(‪ ،‬و ل ﺎ عبﺎرة عن صفﺎت ﻌت ﺎ الﻌ انيون‬
‫اﳌسيح‪ ،‬و ذا زعمه ﺟﻌيط أيضﺎ مسألﺔ محﺎ ﺎت اﳌسيحيﺔ‪) .‬ﺟواد ع ‪ ،1961‬ص ‪.(106‬‬
‫يواصل ﺟﻌيط رطقﺎته مﻌت ا أن اسم محمد السر ﺎ ي يدخل نطﺎق مﺎ س )بﺎلبﺎر ل س( و عبﺎرة تفيد‬
‫التفخيم والرفﻌﺔ اقتفﺎ ﺎ الن حسب ﺟﻌيط من اﳌسيحيﺔ واتخذ ﺎ كصفﺔ اﳌدينﺔ‪ ،‬و من تراث اﳌسيحيﺔ‬
‫واﳌﺎنو ﺔ‪ ) ،‬شﺎم ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪ .(148‬ح أخذ ﺎ طﺎ ﻌﺎ دي يﺎ ع اعتبﺎر أن الن ﺎن س ا الرفﻌﺔ ب ن‬
‫القوم وتفخيم م ﺎنته‪ ،‬و ذا زعم اس شرا حيث ورد تﺎر خ الﻌرب اﻹسﻼم أن ﻌض اﳌس شرق ن )ﺟواد ع ‪،‬‬
‫‪ ،1961‬ص ‪ (.97‬أكدوا أن الرسول يحسن اليونﺎنيﺔ واتخذ اسمه محمدا من البﺎر لي س أوالبﺎرقليط الوارد اﻹنجيل‬
‫يوحنﺎ ب ﺟمﺔ )منحمﺎنﺎ‪ ،‬محمنﺎ( اﻷراميﺔ ال اتخذ ﺎ اﳌسيح )محمد بن يوسف الصﺎل ‪ ،1997 ،‬ص ‪ (.506‬لكسب‬
‫الرفﻌﺔ ب ن القوم وا روج من الضﻼلﺔ‪.‬‬
‫ُ‬
‫و كذا يتو لنﺎ ان ل مزاعم ﺟﻌيط حول أكذو ﺔ قثم ترﺟع ا أصول اس شراقيﺔ خﺎلصﺔ‪ ،‬من حيث‬
‫واﻻست تﺎﺟﺎت وقد أكدت مختلف الس بطﻼن ذه الفر ﺔ‪.‬‬ ‫اﳌقدمﺎت وا‬
‫فقد ورد سبل ال دي والرشﺎد بأنه )ﳌﺎ وضﻌت آمنﺔ حمل ﺎ ﻌثت إ عبد اﳌطلب عند الكﻌبﺔ تخ ه أنه ولد‬
‫غﻼم ‪ ...‬وأسرع إ زوج ابنه‪ ،‬وأخذ طفل ﺎ ب ن يديه وسﺎرح الكﻌبﺔ وسمﺎه محمدا(‪.‬‬
‫كمﺎ ﺟﺎء اﳌوا ب اللدنيﺔ بﺎﳌنح ا مديﺔ " أن أش رأسمﺎئه "ص" محمدا و ه سمﺎه ﺟده عبد اﳌطلب وذلك‬
‫أنه ﳌﺎ قيل له مﺎ سميت ولدك؟ فقﺎل محمدا فقيل كيف سميته بﺎسم ل س ﻷحد من آبﺎئك وقومك؟ فقﺎل ﻷ ي أرﺟو‬
‫أن يحمده أ ل اﻷرض"‪) .‬أحمد بن محمد القطﻼ ي‪ ،2010 ،‬ص‪.(11‬‬
‫يبدو أن ﺟﻌيط واﳌس شرق ن قد قلبوا ا قﺎئق برم ﺎ مسألﺔ اسم الن محمد "ص" بﺎعتبﺎر أن محمدا ﻻ‬
‫ُ‬
‫تتﻌدى و ﺎ صفﺔ أو كنيﺔ‪ ،‬وأن قثم و اﻻسم اﻷص له ع حسب زعم م‪ ،‬مﻌتمدين ع الروايﺔ الضﻌيفﺔ للس ة‬
‫القثم ورد ع ش ل صفﺔ ول س اسمﺎ‬ ‫ا لبيﺔ وا قيقﺔ أن الواقع والﻌكس تمﺎمﺎ‪ .‬حيث ورد س سيد ال شرأن ُ‬
‫حقيقيﺎ للرسول "ص"‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫ُ‬
‫فقد اس سل الط ي ذكر أسمﺎء الرسول ال ﺎنت ترمز لصفﺎته "ص" ح وصل إ قثم فيقول )وم ﺎ‬
‫والقثم ومﻌلوم أنه أك ذه اﻷسمﺎء‬ ‫اﳌتو ل والفﺎتح‪ ،‬ا ﺎتم ال وك القتﺎل واﻷم ن واﳌصطفى والرسول والن واﻷمي ُ‬
‫صفﺎت‪) ،(...‬أحمد بن عبد ﷲ بن أ ي بكرالط ي‪ ،2011 ،‬ص‪(.49‬‬
‫ُ‬
‫كمﺎ أكد ﺟواد ع أن قثم مجرد كنيﺔ للرسول )ﺟواد ع ‪ 1961 ،‬ص ص ‪ (.102-101‬وﻻ ترتقي ﻷن ت ون اسمه‬
‫"ص"‪ ،‬ذلك أن اسم الرسول ا قيقي و محمدا و و أش ر ﺎ وأو ﺎ‪.‬‬
‫ُ‬
‫و شرح مﻌ قثم يرى الط ي أنه يحتمل مﻌني ن‪:‬‬
‫ُ‬
‫أحد مﺎ الﻌطﺎء يقﺎل قثم له يقثم قثﺎمﺎ إذا أعطﺎه عطﺎءا و ﺎن الرسول "ص" أﺟود من الر ح اﳌرسلﺔ والثﺎ ي‬
‫القثم و قﺎل للرﺟل ا ﺎمع ل قثوم وقثم‪ ،‬و كذا ت ون قثم مجرد صفﺔ للرسول وتبطل أكذو ﺔ ﺟﻌيط ال‬ ‫من ُ‬
‫أ شأ ﺎ اﳌس شرق ن وأعﺎد إنتﺎﺟ ﺎ من ﺟديد‪ ،‬وال لم تصمد بدور ﺎ أمﺎم ا قﺎئق التﺎرخيﺔ ال حﺎول ﺟﻌيط‬
‫طمس ﺎ‪.‬‬
‫فﻌن محمد بن ﺟب بن مطﻌم قﺎل أبيه قﺎل‪ :‬قﺎل رسول ﷲ "ص" )إن اسمﺎء أنﺎ محمد وأنﺎ أحمد وأنﺎ اﳌﺎ‬
‫الذي يمحو ﷲ به الكفر وأنﺎ ا ﺎشر الذي يحشر النﺎس ع قدمي وأنﺎ الﻌﺎقب الذي ل س ﻌده ن (‪) .‬بن القيم‬
‫ا وز ﺔ‪ ،2009 ،‬ص‪ .(.28‬و ذلك سقط مزاعم ﺟﻌيط و رطقﺎته اﻻس شراقيﺔ حول الس ة النبو ﺔ‪.‬‬
‫‪ -3-2-5‬قراءة جعيط ل ديث الشر ف‪:‬‬
‫اقدم ﺟﻌيط كتﺎبه تﺎر خيﺔ الدعوة ا مديﺔ مكﺔ خﻼل القسم اﻷول منه )ﺟذور اﻹسﻼم( ع قراءة‬
‫تقييميﺔ تفحصيﺔ للمصﺎدراﻷسﺎسيﺔ للس ‪ ،‬كس ة ابن إ ﺎق والواقدي وغ م‪ ،‬ثم اس سل أثنﺎء شرحه وتحليله‬
‫تقييم حقيقﺔ تﺎر خيﺔ ا ديث النبوي‪ ،‬حيث شكك كغ ه من اﳌس شرق ن تأرخيه وطﻌن مسألﺔ ا تمﺎم‬
‫اﳌسلم ن به الﻌ د اﻷول من اﻹسﻼم‪ ،‬قﺎئﻼ ) ل س من الثﺎبت أن التﺎر خ النبوي متأت من البحث ا ديث خﻼل‬
‫القرن اﻷول والر ع اﻷول من القرن الثﺎ ي ‪ ...‬واﻷقرب أن اﻻ تمﺎم بﺎ ديث لم يكن موﺟودا القرن اﻷول( ) شﺎم‬
‫ﺟﻌيط‪ ،2008 ،‬ص ‪.(37‬‬
‫لم يتوان ﺟﻌيط أن يحيل القﺎرئ ل ذه الفقرة إ اﳌس شرق )شﺎخت(‪ ،‬و ذه مفﺎرقﺔ أخرى من مفﺎرقﺎت ﺟﻌيط‬
‫الكث ة النﺎ ﻌﺔ من تنﺎقض أرائه‪ ،‬كيف له أن ي تقد ﻌنت اﳌس شرق ن مع اﻹسﻼم بﺎلنيل من أصﺎلﺔ الفكر اﻹسﻼمي‬
‫من ﺟ ﺔ‪ ،‬ثم يأخذ من مصﺎدر م أخذا صر حﺎ ل ي يؤسس لقراءة ﺟديدة للتﺎر خ اﻹسﻼمي‪ ،‬فمن الوا أن قراءته‬
‫ذه مﺎ إﻻ إعﺎدة إنتﺎج للفكراﻻس شرا الذي قﺎم بتقو ضه من قبل‪.‬‬
‫ذه الفكرة ال طرح ﺎ ﺟﻌيط ال تتﻌلق ﻌدم ا تمﺎم اﳌسلم ن بﺎ ديث القرن اﻷول أو الثﺎ ي لﻺسﻼم‬
‫فكرة اس شراقيﺔ اﳌنبع بدايﺔ من )شﺎخت( الذي أخذ منه ﺟﻌيط ذا الرأي‪ ،‬حيث عمل )شﺎخت( كتﺎبه )أصول‬
‫الشر ﻌﺔ ا مديﺔ( ع ال شكيك حقيقﺔ تدو ن ا ديث النبوي خﻼل الﻌ د اﻷول لﻺسﻼم القرن اﻷول منه‪،‬‬
‫ﺔ اﻷحﺎديث برم ﺎ )محمد مصطفى اﻷعظ ‪ ،1989 ،‬ص‪.(27‬‬ ‫كمﺎ شكك‬
‫واس بﻌد أن ي ون ل ديث صدى أو وﺟود خﻼل القرن ن اﻷول والثﺎ ي لﻺسﻼم إ ﺟﺎنب )ﺟولد ز ر( الذي نفى‬
‫و اﻵخر نفيﺎ قﺎطﻌﺎ أي صلﺔ ل ديث بﺎلقرون اﻷو لﻺسﻼم‪ ،‬فأرﺟﻌه إ اﳌراحل النﺎ ﺔ للتﺎر خ اﻹسﻼمي )فﺎطمﺔ‬

‫‪232‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫دى نجﺎ‪ ،1993 ،‬ص ‪ (.119‬مؤكدا أن اﳌسلم ن لم يكن ﻌن م ا ديث اﳌرحلﺔ اﻷو لﻺسﻼم‪ .‬إضﺎفﺔ إ‬
‫اﳌس شرق ن )مو ر ورو سون( اللذان ﺎن ل مﺎ اﳌوقف نفسه حيث يرى )مو ر( أنه ﻻ يمكن أنه ي ون ا تمﺎم ووﺟود‬
‫ل ديث قبل القرن الثﺎ ي من اﻹسﻼم‪ ،‬كمﺎ أنكر أنه ﻻ توﺟد مجموعﺔ كتﺎبيﺔ للسنﺔ خﻼل القرن ن اﻷول ن لﻺسﻼم‪،‬‬
‫إضﺎفﺔ إ )رو سون( الذي تب اﳌوقف نفسه‪) .‬حﺎكم عب سﺎن ﳌط ي‪ ،2002 ،‬ص ‪.(111‬‬
‫والوا أن ﺟﻌيط لم يقم بأي عمل يذكرسوى اﺟ ارالفكراﻻس شرا البغيض حول التﺎر خ الدي لﻺسﻼم‪،‬‬
‫وأن قراءته ا ديدة ذه ﻻ تمت ل ّدة بصلﺔ‪ ،‬ف ﻻ تخرج عن دائرة الش وك والطﻌون اﻹسﻼم ال زرع ﺎ‬
‫اﳌس شرقون منذ عقود عديدة‪.‬‬
‫و مكن الرد ع أن أبﺎطيل ﺟﻌيط واﳌس شرق ن ذا الصدد‪ ،‬بأن اﳌسلم ن قد ا تموا بﺎ ديث الشرف‬
‫منذ الﻌ د اﻻول لﻺسﻼم‪ ،‬حيث ت اﻷخبﺎر من النﺎحيﺔ التﺎر خيﺔ أن ال ﺎبﺔ ﺎنوا م تم ن بﺎﻷحﺎديث وتدو ﺎ‬
‫ع د الرسول "ص" مثل تدو ن ال يفﺔ الصﺎدقﺔ ال قﺎم بتدو ﺎ ل من عبد ﷲ بن عمرو بن الﻌﺎص‪ ،‬و قي‬
‫اﻻ تمﺎم بﺎ ديث قﺎئم ح زمن ا لفﺎء الراشدين )خﺎلد عﻼل الكب ‪ ،2008 ،‬ص ‪.(154‬‬
‫و ذا يث ت أن التدو ن والتأر خ ل ديث النبوي بدأ منذ حيﺎة الرسول "ص" أي منذ الف ات اﳌتقدمﺔ من تﺎرخ‬
‫اﻹسﻼم خﻼل القرن اﻷول‪ ،‬وقد ذكرت الﻌديد من اﳌصﺎدرالتﺎرخيﺔ عنﺎو ن عدة كتب ا ديث النبوي ترﺟع أسمﺎء‬
‫مؤلف ﺎ لﻌلمﺎء القرن اﻷول ال ري‪ ،‬وقد ذكر ﻌض ﺎ ابن النديم الف رست )حﺎكم عب سﺎن ﳌط ي‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪ (113‬الذي تب اﳌوقف نفسه‪.‬‬
‫و ذا تأكيد ع أن اﻻصول اﻷو ل ديث الشر ف الذي يرﺟع إ بدايﺔ اﻹسﻼم‪ ،‬إﻻ ان ﺟﻌيط أغفل ل‬
‫اﳌصﺎدر وا قﺎئق التﺎر خيﺔ الﻌريﺔ ال يحﺔ‪ ،‬واتجه إ اﳌس شرق ن لتأر خ ا ديث و ﺎنت ن يجﺔ ذلك و إعﺎدة‬
‫صيﺎغﺔ ﻻف اءات اﳌس شرق ن حول التﺎر خ اﻹسﻼمي‪.‬‬

‫‪ -6‬خاتمﺔ‪:‬‬
‫تخلص ذه الدراسﺔ لﻌدة نتﺎئج تتمثل فيمﺎ ي ‪:‬‬
‫من الوا أن مواقف شﺎم ﺟﻌيط النﺎقدة لﻼس شراق واﳌس شرق ن‪ ،‬نﺎتجﺔ عن توﺟسه اﳌفرط من ا ﺎم‬
‫قراءته ا داثيﺔ للس ة النبو ﺔ وفق خلفيﺔ اس شراقيﺔ‪ .‬حيث وردت قراءته ا ديدة للس ة النبو ﺔ ع ش ل طﻌون‬
‫مختلف ﺟوانب س ة الرسول "ص"‪ ،‬اﻻمر الذي اكس ﺎ طﺎ ع ال شكيك حقﺎئق سبه وتﺎر خ مولده و ﻌثته وح‬
‫وفﺎته‪ ،‬والطﻌن اسمه الشرف مﻌت ا ان محمد مجرد صفﺔ من صفﺎته استقﺎ ﺎ الرسول من ال اث السر ﺎ ي‬
‫وال ودي‪ ،‬ح ن اقرﺟﻌيط ان قثم واﻻسم اﻷص للرسول الذي س به سﺎعﺔ وﻻدته و ذه فر ﺔ اس شراقيﺔ تم‬
‫تفنيد ﺎ من قبل‪ ،‬ا ﺟﺎنب طﻌنه مسﺎلﺔ اصﺎلﺔ تﺎر خ ا ديث ومسألﺔ اﻻعتنﺎء به من طرف اﳌسلم ن‪ ،‬حيث تو‬
‫ذه الدراسﺔ ان ل اﻻست تﺎﺟﺎت ال وصل ال ﺎ ﺟﻌيط ن يجﺔ اعتمﺎده ع الروايﺎت واﻻحﺎديث الضﻌيفﺔ‬
‫واﳌ وكﺔ‪ ،‬ال اعتمد عل ﺎ اﳌس شرقون من قبل كروايﺔ الس ا لبيﺔ اﳌشككﺔ حقيقﺔ اسم الن "ص"‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫التأث ات اﻻس شر اقيﺔ قراءة شام جعيط لﻠس ة النبو ﺔ‬

‫وعليه يمكننﺎ القول ان قراءة شﺎم ﺟﻌيط للس ة النبو ﺔ وا ديث الشر ف ﻻ تنم عن أصﺎلﺔ تفك ‪ ،‬وﻻ عن‬
‫طرح تجديدي خﺎلص‪ ،‬إنمﺎ و امتداد للفكر اﻻس شرا ‪ ،‬فﻌ الرغم من وعوده اﳌتكررة الداعيﺔ لف م ﺟديد لس ة‬
‫الرسول"ص" وفق من عق تف ‪ ،‬إﻻ أن مشروعه الرامي لتحديث التﺎر خ ال اث اﻹسﻼمي النبوي مﺎ و إﻻ امتداد‬
‫لﻸفق النظري اﻻس شرا وإعﺎدة إحيﺎء مواقف اﳌس شرق ن الطﺎعنﺔ حقيقﺔ الس ة ا مديﺔ واﳌشككﺔ أصﺎلﺔ‬
‫ا ديث النبوي الشر ف‪.‬‬

‫ذه النتاﺋﺞ‪:‬‬ ‫‪ -7‬وعﻠيه نتوصل إ‬


‫‪ -‬تأس س قراءة ﺟديدة وفﻌﺎلﺔ ت نﺎسب مع روح الس ة النبو ﺔ وأصﺎل ﺎ‪ ،‬بﺎعتبﺎر ﺎ محورا ﺎمﺎ بنﺎء ا ضﺎرة‬
‫اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬ومحر ﺎ للمجتمع اﻹسﻼمي مﺎضيه وحﺎضره‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينطلق مشروع التجديد للفكراﻹسﻼمي من مصﺎدرأصيلﺔ ومت نﺔ‪ ،‬واﻻبتﻌﺎد عن ل مﺎ و ضﻌيف طﺎعن‬
‫ﺔ ال اث اﻹسﻼمي‪.‬‬ ‫ومشكك‬
‫‪ -‬أن ت ون القراءة ا داثيﺔ للس ة ا مديﺔ الﻌطرة‪ ،‬قراءة إبداعيﺔ وليدة الب ئﺔ اﻹسﻼميﺔ نﺎ ﻌﺔ من‬
‫اﻻعتقﺎدات‪ ،‬ال من شأ ﺎ ال وض بﺎ تمع اﻹسﻼمي‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص من التبﻌيﺔ الفكر ﺔ‪ ،‬من أﺟل بنﺎء قراءة ﺟديدة لل اث اﻹسﻼمي الدي ‪ ،‬متحررة من التبﻌيﺔ‪،‬‬
‫والتقليد ل ل مﺎ و غر ي وفكراس شرا ‪.‬‬

‫‪ -‬قاﺋمﺔ اﳌراجع‪:‬‬
‫إبرا يم السكران‪ ،(2014) :‬التأو ل ا دا ي لل اث التقنيﺎت واﻻستمدادات‪ ،‬ط‪ ،1‬دارا ضﺎرة‪ ،‬الر ﺎض‪.‬‬
‫ابن القيم ا وز ﺔ‪ ،(2009) :‬زاد اﳌﻌﺎد دي خ الﻌبﺎد‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسﺔ الرسﺎلﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫أحمد بن عبد ﷲ بن أ ي بكرالط ي‪ ،2011) :‬خﻼصﺔ س سيد ال شر‪ ،‬ط‪ ،1‬داراﳌودة‪ ،‬القﺎ رة‪.‬‬
‫أحمد بن محمد القطﻼ ي‪ ،(2004) :‬اﳌوا ب اللدنيﺔ بﺎﳌنح ا مديﺔ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬اﳌكتب اﻹسﻼمي‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫أحمد بن محمد القطﻼ ي‪ ،(2010):‬اﳌوا ب اللدنيﺔ بﺎﳌنح ا مديﺔ‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،2‬اﳌكتب اﻹسﻼمي‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫أكرم ضيﺎء الﻌمري‪) :‬د‪.‬ت(‪ ،‬موقف اﻻس شراق من السنﺔ النبو ﺔ‪ ،‬ا ﺎمﻌﺔ اﻹسﻼميﺔ اﳌدينﺔ اﳌنورة‪.‬‬
‫بن ميﻼد لطفي‪ ،(2009) :‬اﻻس شراق فكر شﺎم ﺟﻌيط‪ ،‬الندوة الدوليﺔ حول اﻻس شراق‪ 10-8 ،‬د سم ‪ ،‬تو س‪.‬‬
‫ﺟواد ع ‪ ،(1961) :‬تﺎرخ الﻌرب اﻹسﻼم الس ة النبو ﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبﻌﺔ الزعيم‪ ،‬غداد‪.‬‬
‫حﺎكم عب سﺎن ﳌط ي‪ ،(2002) :‬تﺎرخ تدو ن السنﺔ وش ﺎت اﳌس شرق ن‪ ،‬مجلس ال شر الﻌل ‪ ،‬ط‪ ،1‬ال و ت‪.‬‬
‫خﺎلد عﻼل الكب ‪ ،(2008) :‬أبﺎطيل وخرافﺎت حول القرآن الكرم والن محمد‪ ،‬ا زائر‪.‬‬
‫عبد ﷲ محمد اﻷم ن النﻌيم‪ .(1997) :‬اﻻس شراق الس ة النبو ﺔ دراسﺔ تﺎر خيﺔ ﻻراء )وات برو لمﺎن‪-‬فل ﺎوزن( مقﺎرنﺔ بﺎلرؤ ﺔ اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫اﳌﻌ د الﻌﺎﳌي للفكر اﻹسﻼمي )د‪.‬ب‪.‬ن(‪.‬‬
‫فﺎطمﺔ دى نجﺎ‪ ،(1993) :‬نور اﻹسﻼم وأبﺎطيل اﻻس شراق‪ ،‬ط‪ ،1‬داراﻹيمﺎن‪ ،‬لبنﺎن‪.‬‬
‫محمد اﳌﺎزو ‪ ،(2012) :‬اﻻس شراق واﳌس شرق ن فكر شﺎم ﺟﻌيط‪ ،‬ط‪ ،1‬م شورات ا مل‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫محمد بن يوسف الصﺎل ‪ ،(1997) :‬سبل ال دي والرشﺎد س خ الﻌبﺎد‪ ،‬ج‪ ،1‬ا لس اﻷع للشؤون اﻹسﻼميﺔ‪ ،‬القﺎ رة‪.‬‬
‫محمد مصطفى اﻷعظ ‪ ،(1989) :‬دراسﺎت ا ديث النبوي الشر ف وتﺎرخ تدو نه‪ ،‬ط‪ ،3‬السﻌوديﺔ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫ﻣيﻠود حميدات‬

‫نذيرحمدان‪ ،(1981) :‬الرسول ص ﷲ عليه وسلم كتﺎبﺎت اﳌس شرق ن‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبوعﺎت سلسلﺔ دعوة ا ق‪ ،‬القﺎ رة‪،‬‬
‫شﺎم ﺟﻌيط‪ ،(1999) :‬الو والقرآن والنبوة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دارالطليﻌﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫شﺎم ﺟﻌيط‪ ،(2008) :‬أورو ﺎ واﻹسﻼم صدام الثقﺎفﺔ وا داثﺔ‪ ،‬ط‪ 3‬دارالطليﻌﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫شﺎم ﺟﻌيط‪ ،(2008) :‬تﺎر خيﺔ الدعوة ا مديﺔ مكﺔ‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دارالطليﻌﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫شﺎم ﺟﻌيط‪ ،(2008) :‬الس ة النبو ﺔ تﺎرخيﺔ الدعوة ا مديﺔ مكﺔ‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ 1‬دار الطليﻌﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫شﺎم ﺟﻌيط‪) :‬د‪.‬ت(‪ ،‬مس ة محمد اﳌدينﺔ وانتصﺎر اﻻسﻼم‪ ،‬ج‪ ،3‬دارالطليﻌﺔ‪ ،‬ب وت‪.‬‬
‫يو س محمد الذرعﺎ ي غﺎليﺔ‪ ،(2010) :‬الس ة النبو ﺔ كتﺎبه اﳌس شرق ن اﻻنجل ‪ ،‬رسﺎلﺔ مﺎﺟست ‪ ،‬ﺟﺎمﻌﺔ قﺎريو س‪ ،‬بن غﺎزي لي يﺎ‪.‬‬

‫‪235‬‬

You might also like