Professional Documents
Culture Documents
آيات التقوى في القرآن الكريم - مجلد 1 - صفحة 59 - شرح آيات التقوى في القرآن الكريم - الرقاق والآداب
آيات التقوى في القرآن الكريم - مجلد 1 - صفحة 59 - شرح آيات التقوى في القرآن الكريم - الرقاق والآداب
(( : )١٦فاَّتُقوا الَّلَه َم ا اْس َتَطْع ُتْم َواَمْسُعوا َوَأِط يُعوا َوَأنِف ُقوا َخرْي ًا َأِّلنُفِس ُك ْم َوَم ن ُيوَق ُش َّح َنْف ِس ِه َفُأْو َلِئَك ُه ُم اْلُم ْف ِلُح وَن ) .
يف هذه أآلية الكرمية أمور مهمة جدًا للمؤمنني - ١ :تقوى اهلل سبحانه بأقصى ما يستطيعون - ٢ .طاعة اهلل
سبحانه يف أوامره ونواهيه ويف ما حلل وحرم - ٣ .دعوهتم لإلنفاق يف سبيل أهلل مما أعطاهم سبحانه إذ أن
هذا هو اخلري ألنفسهم - ٤.حتذيرهم من البخل بكل أشكاله ووصفه سبحانه بشح ألنفس وهي صفة ذميمة
جدًا - ٥ .إن من يتبعون هذه أألوامر وينفذون هذه أألمور هم املفلحون عند رهبم يوم القيامة.
اَل ْخُتِرُج وُه َّن ِم ن ُبُيوِهِتَّن َواَل ِع ِلِع ِهِت ِإ
(أآلية َ( : )١يا َأُّيَه ا الَّنُّيِب َذا َطَّلْق ُتُم الِّنَس اء َفَطِّلُقوُه َّن َّد َّن َوَأْحُصوا اْل َّد َة َواَّتُقوا الَّلَه َرَّبُك ْم
ِد ْخَيُرْج َن ِإاَّل َأن َياِتَني ِبَف اِح َش ٍة ُّم َب ِّي َنٍة َو ِتْلَك ُح ُد وُد الَّلِه َوَم ن َيَت َعَّد ُح ُد وَد الَّلِه َفَقْد َظَلَم َنْف َس ُه اَل
َتْد ِري َلَعَّل الَّلَه ْحُي ُث َبْع َد
َذِلَك َأْم رًا) .
يف سورة الطالق اثناعشرة آية يف مخس منها وردت إشارات إىل تقوى اهلل سبحانه وهذا دليل رمبا على دعوة
املؤمنني لتقوى اهلل سبحانه قبل ارتكاب أبغض احلالل (( وهو الطالق )) .يف هذه أآلية الكرمية حكم خيص
املطلقات وهو التطليق يف طهر بعد حيض دون مسهن .وأحصوا العدة كاملة (( ٣أشهر )) وتقوى اهلل
سبحانه من كل أألطراف يف هذا أألمر لئال تتزوج املرأة قبل إنقضاء العدة وحتمل وختلط أنساب الناس ,مث
عدم إخراجهن من بيوهتن حىت إنقضاء العدة إال إذا أرتكبت جرم الزنا عند ذلك خترج إلقامة احلد عليها.
والغاية من إبقائهن يف االبيوت إلحتمال تراجع الزوجني قبل إنقضاء العدة.
(أآليةَ( : )٢فِإَذا َلْغ َأ َل َّن َفَأ ِس ُك و َّن َمِب وٍف َأ َفاِرُقو َّن َمِب وٍف َأْش ِه ُد وا َذ ْد ٍل ِّم نُك َأِقي وا الَّش ا َة ِلَّلِه
َه َد ْم َو ُم َوْي َع ُه ْع ُر َو َب َن َج ُه ْم ُه ْع ُر ْو
َذِلُك ْم ُيوَعُظ ِبِه َم ن َك اَن ُيْؤ ِم ُن ِبالَّلِه َواْلَيْو ِم اآْل ِخ ِر َوَم ن َيَّتِق الَّلَه ْجَيَعل َّلُه ْخَمَرجًا) .
يف هذه أآلية الكرمية دعوة لتقوى اهلل من قبل أألزواج والزوجات الذين تطلقوا فإما إعادهتن حسب شريعة اهلل
واإلحسان إليهن أو مفارقتهن باإلحسان دون أذى من أحد الطرفني مث الدعوة إىل تقوى اهلل يف كل ذلك.
ويف احلديث أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال عنها (( :إين ألعلم آية لو أخذ هبا االناس لكفتهم وتال
هذه أآلية.
(أآلية ( : )٤الاَّل ِئي ِئ ِم اْل ِح يِض ِم ن ِّن اِئُك ِإِن ا َت ُت َفِعَّد ُت َّن َثاَل َثُة َأْش ٍر الاَّل ِئي ِحَي ْض ُأ اَل ُت اَأْلَمْحاِل
ْمَل َن َو ْو ُه َو َس ْم ْر ْب ْم ُه َي ْسَن َن َم َو
ِم
َأَج ُلُه َّن َأن َيَض ْع َن ْمَحَلُه َّن َوَم ن َيَّتِق الَّلَه ْجَيَعل َّلُه ْن َأْم ِرِه ُيْس رًا) .
64
/
59 59 الصفحة
هذه أآلية الكرمية بيان لعدة النساء الكبريات يف السن أالئي توقف عندهن احليض فعدهتن ٣أشهر وعدة المجلديف
( )1
احلوامل هي حىت يضعن محلهن مث الدعوة إىل تقوى اهلل مرة أخرى حيث من يتق اهلل سبحانه ييسر له اهلل
أموره العسرية اليت يظن أهنا ال حتل.
(أآلية َ( : )٥ذِلَك َأْم ُر الَّلِه َأنَزَلُه ِإَلْيُك ْم َوَم ن َيَّتِق الَّلَه ُيَك ِّف ْر َعْنُه َس ِّيَئاِتِه َوُيْع ِظ ْم َلُه َأْج رًا) .
يف هذه أآلية الكرمية بيان أن كل ما تقدم من أآليات هي أوامر من اهلل سبحانه جتب إطاعتها مث الدعوة إىل
تقوى اهلل سبحانه إلن ثواب املتقني عند اهلل سبحانه هو تكفري السيئات وحموها وتعظيم أألجر والثواب
للمتقني.
(أآليةَ( )١٠أَعَّد الَّلُه ُهَلْم َعَذ ابًا َش ِديدًا َفاَّتُقوا الَّلَه َيا ُأْو يِل اَأْلْلَباِب اَّلِذيَن آَم ُنوا َقْد َأنَزَل الَّلُه ِإَلْيُك ْم ِذْك رًا) .
هذه أآلية الكرمية متصلة باآليات االسابقة حيث يبني سبحانه ما أعده من العذاب ألي قرية أو مدينة عتت
على أمر أهلل سبحانه وارتكبت من املعاصي اليت حرمها اهلل حيث أعد هلا سبحانه عذابًا وصفه بأنه شديد
والعياذ باهلل مث حتذير لذوي العقول أن يتقوا اهلل سبحانه ويتعضوا من عذاب تلك القرى العاتية وإتباع ما أنزله
اهلل من الذكر وهو القرآن الكرمي مبا جاء فيه من أحكام وشرائع وعقائد.
(أآليةِ( : )٣٤إَّن ِلْلُم َّتِق َني ِعنَد َرِهِّبْم َج َّناِت الَّنِعيِم ) .
يف هذه أآلية الكرمية بيان لثواب املتقني هلل سبحانه وهو جنات النعيم اليت وصفها سبحانه يف آيات متعددة
من القرآن الكرمي
(أآلية َ( : )٤٨و ِإَّنُه َلَتْذِكَرٌة ِّلْلُم َّتِق َني ) .
يف هذه أآلية الكرمية بيان أن القرآن الكرمي هو تذكرة للمتقني الذين يأمترون بأوامره ويتجنبون نواهيه ويطبقون
ما جاء به من عقيدة وشريعة كاملة لكل حياهتم.
(أآلية َ( : )٣أِن اْع ُبُد وا الَّلَه َواَّتُقوُه َوَأِط يُعوِن ) .
يف هذه أآلية الكرمية بيان أن دعوة سيدنا نوح عليه ا لسالم لقومه كانت - ١ -:عبادة اهلل وحده الشريك
له - ٢ .تقوى اهلل سبحانه - ٣ .إطاعة نوح عليه السالم فيما جاءهم به من عقيدة يف توحيد اهلل سبحانه
وما أتاهم به من شريعة من اهلل ليطبقوها يف حياهتم اليومية.
64
/
59 59 الصفحة
سورةاملزمل:
المجلد ()1
(أآليةَ (( )١٧ك ْيَف َتَّت ُقوَن ِإن َك َف ْرْمُت َيْو مًا ْجَيَعُل اْلِوْلَد اَن ِش يبًا).
يف هذه أآلية الكرمية ختويف وترهيب للمشركني والكافرين من هول يوم القيامة الذي يشيب الولدان (( وهو
كناية عن فظاعته وشدته وقسوته على الكافرين )) وهو يسأهلم كيف سيتقون ذلك اليوم إال باإلميان باهلل
وتوحيده والعمل بشريعته لكي يتقوا هول ذلك اليوم الذي يكون فيه املؤمنون آمنون الخوف عليهم والهم
حيزنون.
(اآلية َ( : )٥٦وَم ا َيْذُك ُروَن ِإاَّل َأن َيَش اَء الَّلُه ُه َو َأْه ُل الَّتْق َوى َوَأْه ُل اْلَم ْغِف َرِة) .
يقول حممد علي الصابوين :أي وما يتعضون به (القران) إال أن يشاء اهلل هلم اهلدى فيتذكروا ويتعضوا وفيه
تسلية النيب ( -صلى اهلل عليه وسلم )-وترويح عن قلبه الشريف مما كان خيامره من إعراضهم وتكذيبهم له.
(( ُه َو َأْه ُل الَّت ْق َوى َوَأْه ُل اْلَم ْغِف َرِة )) أي هو جل وعال أهل إلن يتقى لشدة عقابه ,وأهل ليغفر الذنوب
لكرمه وسعة رمحته قال االلوسي :أي حقيق أن يتقى عذابه ويطاع وحقيق بان يغفر ملن آمن به وأطاعه .ويف
احلديث عن انس أن رسول اهلل ( -صلى اهلل عليه وسلم )-قرأ هذه اآلية (( ُه َو َأْه ُل الَّت ْق َوى َوَأْه ُل اْلَم ْغِف َرِة ))
مث قال (( قال ربكم أنا أهل أن اتقى ,فمن اتقاين فلم جيعل معي إهلا فانا أهل أن اغفر له )) .
(اآلية ِ( : )٤١إَّن اْلُم َّتِق َني يِف ِظ اَل ٍل َو ُعُيوٍن ) .
يف هذه اآلية الكرمية بيان جلانب من ثواب املتقني هلل سبحانه وهي الظالل البهيجة اليت اليعلم وصفها إال اهلل
سبحانه والعيون اليت جتري مبا يشاء اهلل من الشراب الطيب احلالل.
يف هذه اآلية الكرمية بيان أن املتقني هلل يف الدنيا يف كل أحواهلم هم الفائزون يوم القيامة برضا اهلل سبحانه
وبنعيم اجلنة وما اعد اهلل سبحانه من جوائز اليعلمها إال هو لعباده املتقني.
يبني هلا اخلري والشر والطاعة واملعصية وعرفها مأتايت وما تتقي.
إن تبيني اهلل سبحانه للفجور والتقوى لإلنسان حىت يتجنب الفجور وكل ما يغضب اهلل سبحانه عليه وليؤدي
حقوق اهلل سبحانه من عبادة خالصة له وتقواه حىت يفوز اإلنسان باجلائزة الكربى يوم القيامة وهي رضا اهلل
سبحانه عنه وإدخاله يف نعيمه املقيم.
يف هذه اآلية الكرمية بيان ألمرين حيبهما اهلل لعباده ويثيبهم على ذلك خري الثواب ومها:
- ٢تقوى اهلل سبحانه يف كافة أحوال اإلنسان املسلم املؤمن املتقي له الراجي رمحته وثوابه.
يف هذه اآلية الكرمية يذكر سبحانه انه سيجنب األتقياء عذاب جهنم الذي أعده (والعياذ باهلل) لألشقياء الذين
كذبوا بدين اهلل وتولوا عن طاعته وتقواه سبحانه.
هذه اآلية الكرمية متعلقة باآليات (َ (( )١١ - ٩أَرَأْيَت اَّلِذي َيْن َه ى {َ }٩عْبدًا ِإَذا َص َّلى {َ }١٠أَرَأْيَت ِإن
َك اَن َعَلى اُهْلَد ى )) يقول حممد علي الصابوين :وقد امجع املفسرون على أن العبد املصلي هو حممد ( -صلى
اهلل عليه وسلم )-وان الذي هناه هو اللعني (أبو جهل) حيث قال :لئن رأيت حممدا يصلي ألطان عنقه(( .
َأَرَأْيَت ِإن َك اَن َعَلى اُهْلَد ى )) أي اخربين إن كان هذا العبد املصلي هو حممد ( -صلى اهلل عليه وسلم )-
الذي تنهاه عن الصالة صاحلا مهتديا على الطريقة املستقيمة يف قوله وفعلهَ (( .أْو َأَم َر ِبالَّت ْق َوى )) أي كان
آمرا باإلخالص والتوحيد داعيا إىل اهلدى والرشاد كيف تزجره وتنهاه .
(( إن إخالص العبادة هلل وحده باحلب واخلوف والرجاء وتوحيده سبحانه هي أعظم التقوى هلل سبحانه )) .
64
/
59 59 الصفحة