You are on page 1of 3

‫المالحظة هي وسيلة يستخدمها االنسان العادي في اكتسابه لخبراته و معلوماته حيث نجمع خبراتنا من‬

‫خالل ما نشاهده او نسمع عنه ‪ ،‬ولكن الباحث حين يالحظ فانه يتبع منهجا معينا يجعل من مالحظاته‬
‫أساسا لمعرفة واعية او فهم دقيق لظاهرة معينة ‪.‬‬
‫ومنه سنتطرق الى ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات المالحظة ‪:‬‬
‫تتطلب المالحظة الناجحة اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد مجال المالحظة و بيان مكانها وزمانها وفقا ألهداف الدراسة فإذا كان الباحث يريد دراسة‬
‫التفاعل اللفظي بين المعلم وطالبه فإنه يختار غرفة الصف مكانا للمالحظة ‪ ،‬ويختار موعد الحصة زمانا ً‬
‫لها ‪ ،‬أما اذا اراد ان يدرس سلوك الطالب في اثناء اللعب فإنه يختار ساحة المدرسة مكانا ويختار‬
‫‪ ‬فترة االستراحة زمانا ً للمالحظة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ان يعد بطاقة المالحظة ليسجل عليها المعلومات التي يالحظها ‪ ،‬وتشمل بطاقة المالحظة عادة‬
‫انماط السلوك المتوقع مالحظته ‪ ،‬فإذا اراد الباحث ان يالحظ تفاعل الطالب مع المعلم فإنه يعد بطاقة‬
‫مالحظة تحوى البنود التي يريد ان يالحظها الباحث مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬مدة كالم المعلم بالدقائق‪ ،‬مدة كالم الطالب بالدقائق ‪ ،‬التوجيهات التي يصدرها المعلم ‪ ،‬انماط المدح‬
‫والعقوبة التي يستخدمها ‪ ...‬الخ ‪ ،‬أي ان الباحث يضع قائمة مفصلة بأنماط السلوك الذي يريد مالحظتها‬
‫ليكون قادراً على تسجيل ما يالحظه دون ان يكلفه ذلك وقتا طويال ‪ ،‬وبذلك يختصر الباحث وقت‬
‫التسجيل الى اقصر فترة ممكنة ليفرغ نفسه الى متابعة المالحظة‪.‬‬
‫‪ ‬اما الباحث الذي ال يعد بطاقة المالحظة أوال يستخدمها فإنه لن يتمكن من تسجيل كل ما يالحظه ‪ ،‬ولن‬
‫يتمكن من متابعة المالحظة النه ال يستطيع التوفيق بين مهمة مالحظة السلوك وبين مهمة تسجيل ما‬
‫يالحظه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ان يتأكد الباحث من ص دق مالحظات ه ‪ ،‬وذل ك عن طري ق إع ادة المالحظ ة اك ثر من م رة وعلى‬
‫فترات متباعدة‪ ،‬أو عن طريق مقارنة ما يالحظه مع ما يالحظه باحث آخر في نفس المجال ‪.‬‬
‫‪ ‬إن الباحث يكون عرضة للوقوع في اخط اء عدي دة مث ل تح يزه أو اهتمام ه بج زء من الس لوك واهمال ه‬
‫جزءاً آخر وبذلك تكون مالحظته غير صادقة فال بد من أن يعيد المالحظة ويكررها حتى يض من س المة‬
‫وصحة ما يالحظ ‪ ،‬ويعم د بعض الب احثين الى ت دريب مس اعدين لهم على القي ام بالمالحظ ة ‪ ،‬ثم يق ارن‬
‫الباحث بين ما الحظه المساعد وما يالحظه هو وذلك زيادة في االطمئنان على صحة المالحظة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يتم تسجيل ما يالحظه الباحث في اثناء المالحظة ‪ ،‬وال يجوز ان يؤجل الباحث تسجيل ما يالحظه‬
‫الى ما بعد انتهاء المالحظة وذلك النه قد ينسى تسجيل بعض المظاهر الهامة‪ ،‬ويقوم بعض الباحثين‬
‫باستخدام ادوات تسجيل كاستخدام الكاميرات أو األشرطة والتسجيالت ‪ ،‬اال أن ذلك يجب أن يتم بعناية‬
‫وبموافقة االشخاص الذين سنالحظهم ألنهم قد يرفضون ذلك أو قد يغيرون من سلوكهم اذا شعروا بوجود‬
‫آالت التصوير أو التسجيل ‪ ،‬فإذا اراد باحث ما ان يالحظ أماكن سكن العمال فإنه ال يستطيع تصوير هذه‬
‫المنازل اال اذا وافق العمال على ذلك ‪ ،‬ومع ذلك يبقى امكان الوقوع في الخطأ وارداً ألن العامل الذي‬
‫سيشعر بأن الكاميرا ستدخل منزله قد يعيد ترتيب المنزل ويظهره بمظهر مختلف عن حقيقته‬
‫‪ ‬ان استخدام ادوات التسجيل يمكن الباحث دون شك من الحصول على صورة واقعية للسلوك ويقلل‬
‫امكان الوقوع في اخطاء المالحظة أو النسيان ‪ ،‬ولكن بشرط أن يتم استخدام هذه االدوات في ظروف‬
‫طبيعية وبموافقة االشخاص الذين تالحظهم ‪.1‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أساليب المالحظة ‪:‬‬
‫‪ ‬تجري المالحظة في الدراسات العلمية عادة وفق استمارة أو بطاقة أو نموذج يكون دليل الباحث في‬
‫مالحظته وأداته في جمع المعلومات وتسجيلها ‪ ،‬وينبغي ان يتوافر في تصميم هذه االستمارة أو النموذج‬
‫شروط تضمن سالمتها كأداة بحث وأول هذه الشروط ‪ :‬ان يبنى هذا التصميم على نظرية تتعلق بطبيعة‬
‫السلوك موضوع المالحظة ومن اجل هذا يطالب الباحث عادة قبل تصميم االستمارة بان يستعرض‬
‫الدراسات واألبحاث المتعلقة بموضوع المالحظة‪ ،‬ويستخلص منها األساس النظري لهذا الموضوع‬
‫ويحدد الفروض التي يريد ان يحققها عن طريق المالحظة وفي ضوء هذا كله يصوغ محتوى استمارته‬
‫بحيث تتضمن عناصر محددة يتم عن طريقها اختبار صحة فروضه على بصيرة‪ ،‬وثاني هذه الشروط ان‬
‫تكون العناصر المتضمنة في االستمارة تعبيرا عن مقومات سلوكية محددة تعين الباحث على وصف‬
‫السلوك موضوع المالحظة وتشخيصه وتقويمه موضوعياً‪ .‬مثال على ذلك انه عند مالحظة التفاعل بين‬
‫المدرس والطالب في الصف يفضل ان تكون االستمارة بحيث تسجل فيها مثالً‪ :‬تعليقات المدرس كما هي‬
‫بالفعل ردود فعل الطالب كما تصدر عنهم أثناء الدرس بدال من ان تدعو المالحظ إلى تخمين طبيعة هذه‬
‫التعليقات وتأثيراتها على نفوس الطالب بصورة عامة أو ضمنية‪ .‬كذلك ينبغي للباحث عند تحديده لتلك‬
‫العناصر من أن يتأكد من انها‬
‫‪ ‬تنصب على جوهر السلوك الذي يالحظ بدالً من ان تتناول األمور الهامشية والجوانب السطحية كما‬
‫ينبغي له ان ينظمها ويركزها بحيث ال تؤدي به أثناء المالحظة إلى التشتت والى جميع ما هب ودب من‬
‫البيانات التي تشوش عليه عند تشخيصه للظاهرة وأكثر من هذا ينبغي له ان يصوغ هذه العناصر على‬
‫نحو يسير التسجيل وتحليل النتائج احصائيا ً‪.‬‬
‫‪ ‬وأخيراً يفضل قبل صياغة االستمارة وتحديد شكلها النهائي تجربتها بالقيام بعدد من المالحظات األولية‬
‫حيث يتم في ضوئها مراجعة هذه االستمارة وإكمال نواقصها أو توضيح جوانب الغموض فيها‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تسجيل المالحظة بأساليب مختلفة تبعا ً لتصميم االستمارة وما ورائها من نظرية وأهداف ولعل أكثر‬
‫األساليب شيوعا ً هو ذلك الذي يقوم على استخدام تحديد تفاصيل السلوك وال تترك للمالحظ اال وضع‬
‫عالمة من العالمات من الدرجات أمام كل سلوك يؤيد بها وجود هذا السلوك أو عدم وجوده يعرف باسم‬
‫قوائم المراجعة أو الجداول ان هذا النوع من التسجيل ال يحتاج إلى جهد كبير في تسجيله من جانب‬
‫لمالحظ وهو يتبع عادة في الدراسات التي تستهدف مالحظة سلوك عدد من األفراد في وقت واحد‬
‫مثل مالحظة سلوك أعضاء الهيئة التدريسية في اجتماع مجلس‪ ‬القسم أو الكلية أو مجلس‬
‫المدرسين‬
‫‪ ‬وقد ينصب التسجيل على تكرار نشاط أو سلوك خالل فترات من الزمن تركز المالحظة عليها‪،‬‬
‫مثال على ذلك سلوك طفل ما في المدرسة ساعة كل يوم ويسجل أفعاله في هذا الشأن وتكرار هذه‬
‫األفعال ويعرف هذا باسم أسلوب العينة الزمنية (‪ )Time Sampling Technique‬وقد تصاغ‬

‫‪ 1‬ذوقان عبيدات ‪،‬عبد الرحمان عدس ‪،‬كايد عبد الحق‪ : ‬البحث العلمي ‪،‬مفهومه ‪،‬وادواته واساليبه‪،‬دار الفكر ‪،1999،‬ص‬
‫‪.152‬‬
‫استمارات المالحظة بحيث يقوم المالحظ بوضع اشارة أو عالمة للداللة على حدوث نموذج معين‬
‫من السلوك أو جانب من جوانبه ثم يقوم المالحظ بعد ذلك بوصف األفعال الخاصة التي حدثت‬
‫فعالً‪ ،‬ومثل هذا األسلوب غير عملي إذا كان السلوك موضوع المالحظة كثير التكرار في‬
‫الموقف‪ ،‬وإذا كان المالحظ مسؤوالً عن سلوك عدد من األفراد في الموقف‪ ،‬كذلك من صعوبات‬
‫هذا األسلوب صعوبة تحويل األوصاف التي يسجلها إلى بيانات إحصائية‪ ،‬ومن اجل ذلك كان من‬
‫األفضل عدم اللجوء إلى هذا األسلوب إال في الدراسات التمهيدية أو االستطالعية التي تستخدم‬
‫لتحليل وتصنيف السلوك موضوع المالحظة لعمل قائمة بمقوماته الستخدامها في الخطوة التالية‬
‫من الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬ان بعض الدراسات تتطلب من المالحظ تسجيل أكثر مما هو واقع السلوك نفسه إذا اهتم بتقدير‬
‫السلوك وتقييمه‪ .‬وهذا يتطلب مستوى عال من القدرة على االستنتاج من المالحظ ومع ذلك فقد‬
‫يؤدي إلى درجة اكبر من عدم الموضوعية في النتائج و في هذا النوع من الدراسات تكون‬
‫االستمارة المالحظة متضمنة ما يعرف بمقاييس التقدير ‪ )Rating Scale‬ويقوم المالحظ بتقدير‬
‫نشاط أو سلوك وفق احد المستويات المحددة التي تكون ال ن األغلب ثالثية فوق الوسط‪ ،‬متوسط‪،‬‬
‫دون أو خماسية (جيد جداً جيد ‪،‬مقبول ‪،‬ضعيف‪ ،‬ضعيف جداً) وكلما ويات المقاييس عن ذلك‬
‫‪2‬‬
‫زادت صعوبة التقدير وربما استحالت دقته‪.‬‬

‫رحيم يونس كرو العزاوي ‪ :‬منهج البحث العلمي ‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار دجلة ‪،‬عمان ‪،2008،‬ص ‪.155 ،154‬‬ ‫‪2‬‬

You might also like