You are on page 1of 30

‫القسم األول‪:‬أدوات و مناهج البحث العلمي‬

‫المحور األول‪:‬أدوات البحث العلمي‬


‫يستعين الباحث في بحثه بمجموعة من األدوات و التقنيات و األساليب‪ ،‬و ذلك ما اجل جمع المعلومات و البيانات‬
‫الالزمة‪ ،‬و من هذه األدوات‪:‬االستبيان‪ ،‬المقابلة‪ ،‬العينة‪.‬‬
‫أوال‪-‬االستبيان‪:‬كثي ار ما يلجا الباحثون إلى استعمال االستبيان في أبحاثهم العلمية‪ ،‬بهدف جمع المعلومات حول‬
‫الموضوع المراد دراسته‪ ،‬فما المقصود باالستبيان كأداة من أدوات البحث العلمي؟‬
‫‪-1‬تعريفه‪:‬‬
‫يعرف االستبيان بأنه أداة لجمع البيانات المتعلقة بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل‬
‫المجيب‪ ،‬ويستخدم لجمع المعلومات بشأن معتقدات ورغبات المجيبين‪ ،‬ولجمع حقائق هم على علم بها؛ ولهذا يستخدم‬
‫بشكل رئيس في مجال الدراسات التي تهدف إلى استكشاف حقائق عن الممارسات الحالية واستطالعات الرأي العام‬
‫وميول األفراد‪ ،‬واذا كان األفراد الذين يرغب الباحث في الحصول على بيانات بشأنهم في أماكن متباعدة فإن أداة‬
‫االستبيان تمكن من الوصول إليهم جميعا بوقت محدود وبتكاليف معقولة‪.‬‬
‫‪-2‬أنواعه‪ :‬أنواع االستبيان‪:‬‬
‫لالستبيان بحسب إجاباته المتوقفة على طبيعة أسئلة االستبيان ثالثة أنواع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستبيان المفتوح ‪:‬وفيه فراغات يتركها الباحث ِ‬
‫ليدون فيها المستجيبون إجاباتهم‪،‬فهنا تكون الحرية في اإلجابة‬
‫تكون متروكة للمبحوث بطريقته و لغته أسلوبه الخاص الذي يراه مناسبا‪.‬‬
‫وهذا النوع يتميز بأنه أداة لجمع حقائق وبيانات ومعلومات كثيرة غير متوفرة في مصادر أخرى‪ ،‬و عندما ال‬
‫يكون لدى الباحث معلومات موسعة و تفصيلية ومعمقة حول الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫لتنوع اإلجابات‪ ،‬ويجد إرهاقا في تحليلها ويبذل وقتا‬
‫ولكن الباحث يجد صعوبة في تلخيص وتصنيف النتائج ؛ ُّ‬
‫طويال لذلك‪ ،‬كما أن كثي ار من المستجيبين قد يغفلون عن ذكر بعض الحقائق في إجاباتهم بسبب أن أحدا لم‬
‫يذكرهم بها وليس لعدم رغبتهم بإعطائها‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستبيان المغلق‪ :‬وفيه اإلجابات تكون بنعم أو بال‪ ،‬أو بوضع عالمة "صح" أو "خطأ"‪ ،‬أو تكون باختيار إجابة‬
‫واحدة من إجابات متعددة‪ ،‬وفي مثل هذا النوع ينصح الباحثون أن تكون هناك إجابة أخرى مثل ‪":‬غير ذلك"‪،‬‬
‫أو" ال أعرف"‪ ،‬وليحافظ الباحث على الموضوعية يجب عليه أن يصوغ عبارات هذا النوع من االستبيان بكل‬
‫دقة وعناية بحيث ال تتطلب اإلجابات تحفُّظات أو تحتمل استثناءات‪.،‬‬
‫ويتميز هذا النوع من االستبيانات ب‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬سهولة تصنيف اإلجابات ووضعها في قوائم أو جداول إحصائية يسهل على الباحث تلخيصها وتصنيفها‬
‫وتحليلها‪ ،‬و بالتالي التقليل من الكلفة المالية و توفير الوقت على الباحث‬
‫‪-‬تحفيز المستجيب على تعبئة ورقة االستبيان لسهولة اإلجابة عليها وعدم احتياجها إلى وقت طويل أو جهد‬
‫شاق أو تفكير عميق بالمقارنة مع النوع السابق‪ ،‬ولهذا تكون نسبة إعادة االستبيانات في هذا النوع أكثر من‬
‫نسبة إعادتها في النوع المفتوح‪.‬‬
‫اما عيوب هذا النوع‪ ،‬فيعاب على األسئلة المغلقة المغلقة انها تقيد المبحوث في إجابات محددة مسبقا‪ ،‬كما ان‬
‫الباحث قد يغفل بعض اإلجابات او الخيارات‪ ،‬و هنا عليه ان يضع خيا ار اخر في األخير من نوع ‪:‬غير ذلك‪،‬‬
‫ارجو التحديد‪...‬‬
‫ج‪-‬االستبيان المفتوح ‪ -‬المغلق ‪:‬يحتوي هذا النوع على أسئلة النوعين السابقين‪ ،‬ولذلك فهو أكثر األنواع شيوعا‪،‬‬
‫ففي كثير من الدر ِ‬
‫اسات يجد الباحث ضرورة أن تحتوي استبانته على أسئلة مفتوحة اإلجابات وأخرى مقفلة اإلجابات‪،‬‬
‫ومن مزايا هذا النوع أنه يحاول ُّ‬
‫تجنب عيوب النوعين السابقين وأن يستفيد من ميزاتهما‪.‬مثاله‪:‬‬
‫هل تعتقد أن النظام العقابي في الجزائر نظام رادع؟‬
‫نعم ‪ )(-‬ال‬ ‫()‬
‫إذا كانت اإلجابة (ال) ما هو البديل؟‬
‫‪-3‬تقييم االستبيان‪:‬لالستبيان مجموعة من المزايا و العيوب كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬المزايا‪ :‬لالستبيان عدة مزايا‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫مهمة عن الموضوع المبحوث‪ ،‬بتكلفة بسيطة‪ ،‬وفي وقت قليل‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي االستبيان إلى جمع معلومات ّ‬
‫‪ -‬الموضوعية وعدم التحيز من قبل الباحثين الذين يجمعون البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة إعداد االستبيان‪ ،‬مقارنة باألدوات األخرى المستخدمة في البحث العلمي‪ ،‬مثل المقابالت‪.‬‬
‫‪ -‬إن االستبيان يؤدي إلى الحصول على اإلجابات الدقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي االستبيان العينة الحرية الكاملة‪ ،‬وذلك أنه ال يطلب من أفراد العينة ذكر اسمهم‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي االستبيان الباحث كم هائل من المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تحديد وقت معين لإلجابة‪ ،‬مما يبعد القلق عن العينة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تطبيق االستبيان على مناطق جغرافية واسعة‪.‬‬
‫ب‪-‬العيوب‪:‬على الرغم من مزايا االستبيان فان له مجموعة من العيوب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬أحيانا يكون بعض أفراد العينة غير قادرين على اختيار اإلجابات بشكل دقيق على أسئلة االستبيان‪ ،‬بسبب‬
‫التعقيد في األسئلة‪ ،‬أو بسبب صعوبة صياغتها‪ ،‬أو بسبب غرابة كلماتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جديين في اإلجابة‪ ،‬وذلك يؤدي إلى عدم الحصول‬
‫‪ -‬قد يكون بعض أفراد العينة المطروح عليهم األسئلة غير ّ‬
‫على نتائج مرضية وصادقة‪.‬‬
‫‪-‬أن الباحث ال يس تطيع مالحظة ردود أفعال أفراد العينة تجاه أسئلة االستبيان؛ ألن االستبيان قد يقوم بتوزيعه‬
‫عدد من األشخاص غير الباحث‪.‬‬
‫األمية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تطبيق االستبيان في المجتمعات ّ‬
‫‪ -‬من المحتمل فقدان بعض نسخ االستبيان عند نقله‪.‬‬
‫‪ -‬قد يشترك أكثر من شخص في اإلجابة عن ورقة االستبيان‪ ،‬مما يؤثر في صدق االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬إثارة الملل للعينة إذا كانت األسئلة كثيرة‪ ،‬أو طويلة بشكل مبالغ فيه‪.‬‬
‫‪-‬قد يترك المبحوث عددا من فقرات االستبيان دون إجابة ون ان يعرف الباحث السبب وراء ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المقابلة‪:‬تعتبر المقابلة من أدوات البحث العلمي المهمة‪ ،‬و فيما يلي سنبين تعريفها‪ ،‬و تقييمها‪.‬‬
‫‪-1‬تعريفها‪:‬هي عبارة عن محادثة شفوية يجريها الباحث من أفراد العينة وجها لوجه بغرض جمع بعض المعلومات‬
‫عن ظاهرة أو مشكلة معينة‪ .‬وتضمن مجموعة من األسئلة الهادفة التي يطرحها الباحث على العينة ويتم فيها تسجيل‬
‫البيانات بشكل مباشر‪ ،‬و عليه فانه من بين الفروق بين المقابلة واالستبيان هو ان المبحوث هو الذي يكتب اإلجابة‬
‫على األسئلة في االستبيان‪،‬اما في المقابلة يقوم الباحث بنفسه بكتابة اإلجابات التي يتلقاها ‪.‬‬
‫‪-2‬الشروط الواجب مراعاتها لنجاح المقابلة ‪:‬هناك مجموعة من الشروط نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪-‬تدريب األشخاص المكلفين باجراء المقابلة‪ ،‬و التأكد من كفاءتهم للقيام بذلك‪.‬‬
‫‪-‬الترتيب المسبق للمقابلة‪ ،‬من حيث االتصال بالمبحوث و تحديد موعد المقابلة و اعطاء المبحوث فكرة عن موضوعها‬
‫لتهيئة نفسه‪.‬‬
‫‪-‬تحديد المكان المناسب الجراء المقابلة ‪:‬فمن األفضل ان تكون بعيدا عن مكان العمل اذا امكن‪ ،‬و ان كانت في مكان‬
‫العمل فتكون خارج اوقات العمل‪ ،‬لتوفير الجو المناسب للعمل‪.‬‬
‫‪-‬مظهر الباحث‪ :‬فيجب ان يتناس مظهر الباحث مع مظهر المبحوث‪ ،‬مما يحدث نوعا من االلفة بين الطرفين و يؤثر‬
‫إيجابا على إجابات المبحوث‪.‬‬
‫‪-‬م راعاة قواعد و أسس طرح األسئلة بشكل غير متحيز‪:‬بحيث ال يوحي السؤال نوعا ما الى اإلجابة‪ ،‬مثال ذلك السؤال‬
‫التالي‪:‬يشير معظم رجال القانون في مجال القانون بان التعديالت األخيرة في الدستور سوف تساهم في تكريس دولة‬
‫القانون و الحفاظ على الحريات العامة‪.‬ما هي وجهة نظرك حول ذلك؟‬
‫نالحظ ان هذا السؤال يتضمن إجابة مسبقة‪.‬اذ كان األفضل طرح السؤال كما يلي‪:‬بحسب اعتقادك ما هو اثر‬
‫التعديالت األخيرة التي طرات على الدستور ؟‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬اظهار االهتمام باجوبة المبحوث‪.‬‬
‫‪-3‬تقييم المقابلة‪:‬‬
‫أ‪-‬المزايا‪ :‬تعتبر المقابلة وسيلة فعالة في العديد من البحوث االجتماعية و منها القانونية‪ ،‬و ذلك للمزايا التي تتمتع‬
‫بها‪ ،‬و التي نذكر منها‪:‬‬
‫توجد العديد من المميزات والفوائد الستخدام المقابلة كأداة للبحث ومن ضمنها‪:‬‬
‫‪ -‬هي أفضل طريقة لجمع المعلومات في حالة اتصفت العينة البحثية باألمية أو ضعف قدرات القراءة و الكتابة‬
‫كفئة األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد المقابلة الباحث على جمع المعلومات من العينة بشكل سريع وتفادي تأثر العينة بآراء زمالئهم‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد المقابلة الباحث على جمع معلومات ال يمكن جمعها إال عن طريق المقابلة مثل اإليماءات والحركات‬
‫الجسدية ونظرات العيون وهي معلومات ال يمكن جمعها عن طريق االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد المقابلة الباحث على التعمق في فهم الظاهرة التي يتم دراستها وذلك عن طريق جمع المعلومات من العينة‬
‫بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ -‬ي مكن للباحث وعن طريق المقابلة استخدام أسلوب التدرج في األسئلة بحيث يقدم أسئلة عن غيرها للكشف عن‬
‫ظاهرة معينة وذلك ألنه وعلى عكس االستبيان فإن العينة ال تطلع على كافة األسئلة دفعة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل احتمالية نقل اإلجابة عن آخرين‪ ،‬أو إعطاء االستمارة ألشخاص آخرين ليقوموا بملئها‪.‬‬
‫‪ -‬المرونة و قابلية توضيح األسئلة للمبحوث في حالة عدم فهمه للسؤال‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تحديد الوقت المناسب إلجراء المقابلة‪ ،‬خاصة إذا كان ذلك يؤثر على اإلجابة‪.‬‬
‫ب‪-‬العيوب‪:‬‬
‫على الرغم من اتصاف المقابلة كأداة بحثية بالعديد من المميزات إال أنه توجد بعض العيوب الستخدام المقابلة كأداة‬
‫بحثية ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن أن تتطلب المقابلة الواحدة استهالك الباحث الكثير من الجهد والوقت‪.‬‬
‫‪-‬تكون عملية إجراء المقابلة في بعض األحيان صعبة‪ ،‬خاصة لما يتعلق األمر بالترخيص للدخول إلى األمكنة التي‬
‫ستجرى فيها المقابلة‪ ،‬و كذا مقابلة الشخصيات السياسية‪ ،‬و أحيانا يتعرض الباحث إلى مخاطر عند إجراء مقابالت مع‬
‫زعماء الجماعات الخطيرة‪.‬‬
‫‪ -‬ق د يفضل العديد من األفراد أن يبدي رأيه بحرية بصورة كتابية وال يفضل البعض المقابالت الشخصية وذلك‬
‫لتجنب الحرج وما شابه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬قد تتأثر المقابلة بالحالة النفسية للباحث و المبحوث‪ ،‬فإذا كانت الحالة النفسية ألي منهما غير جيدة في أثناء‬
‫إجراء المقابلة فان هذا سيؤثر على إجراء البيانات و المعلومات المقدمة ناما في االستبيان فان الشخص يختار الوقت‬
‫المناسب له لإلجابة ‪.‬‬
‫و عليه و من خالل ما سبق يتضح أن هناك مجموعة من الفوارق بين االستبيان و المقابلة‪ ،‬لعل أهمها هو أن‬
‫المبحوث هو الذي يكتب اإلجابة عن األسئلة في االستبيان‪ ،‬بينما في المقابلة يقوم الباحث بنفسه بكتابة اإلجابات التي‬
‫يتلقاها من المبحوث‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬العينة‪:‬‬
‫أ‪-‬تعريفها‪:‬‬
‫الدرسة عليها‬
‫يمكن تعريف العينة على أنها مجموعه جزئية من مجتمع البحث يتم اختيارها بطريقة مناسبة‪ ،‬و إجراء ا‬
‫ومن ثم استخدام تلك النتائج‪ ،‬وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة األصلي‪،‬فالعينة تمثل جزءا من مجتمع الدراسة من‬
‫حيث الخصائص والصفات و يتم اللجوء إليها عندما تغني الباحث عن دراسة كافة وحدات المجتمع‪.‬‬
‫مجتمع البحث‪ :‬فيقصد به هي كافة مفردات مجتمع الدراسة ‪،‬فعلى سبيل المثال اذا كان الباحث يدرس مشكالت‬
‫طالب كلية القانون في جامعة باتنة ‪ 1‬فان مجتمع البحث هو طالب هذه الكلية‪ ،‬أما العينة هنا فالطالب حر في‬
‫اختيارها على أساس المقاييس المستعملة من اجل حصر هذا المجتمع‪ ،‬فهنا مثال هل سيكون البحث على كافة الطلبة‬
‫أم بالنسبة للذكور فقط أم اإلناث فقط و بالتالي استعمال مقياس الجنس‪ ،‬أو مثال ستكون دراسته على طلبة الليسانس أم‬
‫الماستر أم السنة األولى أو الثانية‪،...‬إي المستوى التعليمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر تحديد حجم العينة من األمور األساسية التي يجب أن يوليها الباحث أهمية كبرى‪ .‬فاختيار عينة صغيرة‬
‫الحجم قد يجعلها غير ممثلة‪ ،‬كذلك اختيار عينة كبيرة تؤدي إلى زيادة في التكاليف بشكل غير مبرر‪،‬كما ال توجد نسبة‬
‫مئوية معينة من حجم مجتمع الدراسة يمكن تطبيقه على جميع الحاالت‪،‬و إنما هناك مجموعة من العوامل تؤثر في‬
‫حجم عينة الدراسة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬درجة الدقة والثقة المرجو تحقيقها‪ :‬بالتأكيد إن دراسة كامل مفردات مجتمع الدراسة األصلي يعطي نتائج أكثر‬
‫دقة من إجراء الدراسة على عينة من المجتمع‪ .‬فنتائج العينات تكون قريبة نسبيا من الواقع‪ .‬وعموما كلما كان الباحث‬
‫راغب في الحصول على نتائج أكثر دقة كلما استدعى األمر زيادة حجم عينة الدراسة‪.‬‬
‫ويقصد بدرجه الدقة‪ ،‬وهو قرب نتائج العينة إلى الواقع الفعلي‪ ،‬حيث قد تكون الدقة ‪ 80‬أو ‪% 90‬أو ‪،% 95‬‬
‫والنسبة الشائعة االستخدام في التحليل اإلحصائي هي ‪ ،% 95‬إال أنه من الصعب الحصول على نتائج دقيقة بنسبة‬
‫‪..%100‬‬

‫‪5‬‬
‫أما المقصود بدرجه الثقة فهي مدى احتمال عدم مطابقة نتائج الدراسة مع النتائج الفعلية‪ .‬مثال لو كانت درجه الثقة‬
‫‪% 95‬فهذا يعني أن هناك احتماال مقداره ‪% 5‬في عدم دقة نتائج الدراسة‪ ،‬ودرجه مطابقتها للواقع الفعلي‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تجانس مجتمع الدراسة‪ :‬مهما كبر مجتمع الدراسة المتجانس أو صغر فانه يمكن اختيار عينه صغيرة‬
‫وممثلة‪ ،‬وهذا االختيار يكون عادة سهال‪ .‬فأخذ عينة من دم المريض وفحصه سيعطي نفس النتائج لو أجري الفحص‬
‫على الدم كله‪ .‬أما إذا كان مجتمع الدراسة غير متجانس فان اختيار العينة الممثلة يكون معقدا وصعبا‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫زيادة في حجم العينة من أجل اختيار عينة ممثلة لمجتمع الدراسة‪ .‬فلو كان مجتمع الدراسة هو طالب جامعة باتنة ‪1‬‬
‫بكافة كلياتها ومستوياتها‪ ،‬فان مجتمع الدراسة يكون غير متجانس‪ ،‬وهذا يتطلب زيادة في حجم العينة المختارة من أجل‬
‫التأكد من تمثيلها للواقع‪.‬‬
‫‪-‬حجم مجتمع الدراسة‪ :‬هناك عالقة طرديه بين حجم العينة وحجم مجتمع الدراسة‪ ،‬حيث كلما كبر حجم مجتمع‬
‫الدراسة‪ ،‬اقتضى األمر زيادة في العينة والعكس صحيح‪.‬‬

‫المحور الثاني‪:‬مناهج البحث العلمي‬


‫سنتناول هذا المحور من خالل بيان العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -I‬تعريف منهج البحث العلمي‪:‬‬

‫يعرف منهج البحث العلمي‪ ،‬بأنه "فن التسلسل والتنظيم الدقيق لألفكار العديدة‪ ،‬وذلك من أجل اكتشاف الحقيقة‬
‫وبرهنتها أمام اآلخرين"‪ ،‬فهي الطريق المؤدي الكتشاف الحقائق في العلوم‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من اإلجراءات‬
‫الذهنية للباحث‪ ،‬فهو أسلوب هادف ودقيق ومنظم‪ ،‬يقوم باختياره التميز بالموهبة واإلبداع‪ ،‬للكشف عن حلول لمشاكل‬
‫في ظاهرة معينة‪.‬‬

‫‪ -II‬خصائص مناهج البحث العلمي‬

‫رغم اختالف أنواع البحث العلمي إال أن هناك تشابه لمناهج البحث العلمي في مجموعة من الخصائص وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬التنظيم القائم على الحقائق والمالحظة العلمية في طريقة العمل والتفكير‪.‬‬


‫‪ .2‬الترابط والتسلسل عند التنفيذ لخطوات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .3‬البعد عن التحيز والخصوصية واآلراء واألهواء الشخصية‪ ،‬أي الموضوعية‪.‬‬
‫‪ .4‬القدرة على التصور و التنبؤ بما ستكون عليه األحداث‪.‬‬
‫‪ .5‬المعالجة لألحداث والظواهر التي أظهرتها بحوث أخرى‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -III‬التعددية المنهجية و أسبابها‬
‫تعتبر العلوم القانونية أحد فروع العلوم اإلنسانية و االجتماعية و بذلك فهي تخضع من حيث الدراسة المنهجية إلى‬
‫كل األسس و الركائز المعتمدة في مجال الدراسات االجتماعية بصفة عامة ‪.‬‬
‫و تتميز العلوم االجتماعية و من بينها العلوم القانونية بأنها تستخدم مجموعة من المناهج في البحث الواحد و هذا‬
‫ما يسمى بالتعددية المنهجية‪،‬و هذا يدخل في إطار التكامل المنهجي و يمكن أن يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل‬
‫نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬كون الظاهرة اإلنسانية و االجتماعية تشكل جزء من الباحث في حد ذاته و هو جزء ال يتج أز منها و ليس مستقال‬
‫عنها مثلما هو الحال في مجال العلوم التطبيقية و الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن كل منهم هو وليد عصر معين و نتاج مفكر معين‪،‬و هذا معناه أن المنهج المعمول به في العهد اليوناني لم‬
‫يعمل به العهد الروماني و هكذا‪.‬‬
‫‪-‬عالقة العلوم القانونية بغيرها من العلوم االجتماعية يؤدي بالضرورة إلى استخدام مناهج أخرى‪،‬فمثال للقانون‬
‫عالقة كبيرة بعلم التاريخ فتستخدم بذلك العلوم القانونية في بحوثها المنهج التاريخي‪،‬و كذلك نظ ار للعالقة الوطيدة بين‬
‫العلوم القانونية و العلوم االقتصادية تستخدم المنهج اإلحصائي‪...‬‬
‫‪ -‬تعدد الظاهرة القانونية في حد ذاتها‪،‬و هذا يحتم عدم إمكانية استخدام منهج وحيد في دراستها‪،‬و في هذه الحالة‬
‫يستخدم الباحث في مجال العلوم القانونية مزيج من مجموعة من المناهج في إطار التكامل المنهجي و كمثال على‬
‫ذلك‪:‬‬
‫لدراسة ظ اهرة االنتخابات يتوجب على الباحث أن يعتمد على المنهج االستقرائي بالنسبة للمترشحين للعملية‬
‫االنتخابية‪،‬و المنهج التاريخي لمعرفة نتائج العملية االنتخابية السابقة‪،‬و نعتمد على المنهج المقارن للمقارنة بين ماضي‬
‫العملية االنتخابية و حاضرها كما نعتمد على المنهج اإلحصائي عند قيامنا بقياس اتجاهات الرأي العام و كذا نسبة‬
‫المشاركة على العملية االنتخابية و نسبة األصوات المقبولة و الملفات‪ ،‬وفي الحالة نكون أمام تعددية منهجية في‬
‫بحث قانوني‪،‬و هذا في إطار التكامل المنهجي‬

‫‪ -IV‬أنواع المناهج المطبقة في العلوم القانونية‪:‬‬


‫تتعدد المناهج المستعملة في العلوم االجتماعية عموما و من بينها العلوم القانونية‪ ،‬بحيث نذكر منها‪:‬‬
‫المنهج االستنباطي‪ ،‬المنهج االستقرائي‪ ،‬المنهج الجدلي‪ ،‬المنهج التاريخي‪ ،‬المنهج المقارن‪ ،‬المنهج الوصفي‪ ،‬و فيما‬
‫يلي سنوضح هذه المناهج‪.‬‬
‫أوال‪-‬المنهجين االستنباطي و االستقرائي‪:‬يقوم كال المنهجين على ما يسمى باالستدالل و فيما يلي نوضحه‬

‫‪7‬‬
‫‪-1‬تعريفه‪:‬يعرف االستدالل بأنه ذلك البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بها و يسير إلى قضايا تنتج عنها‬
‫بالضرورة دون االلتجاء إلى التجربة‪ ،‬و قد يكون هذا السير استنادا إلى الحساب أو بواسطة القول‪.‬‬
‫و يستخدم االستدالل في مجال الرياضيات لكن تطبيقه انتقل إلى بقية العلوم ‪،‬ففي مجال العلوم القانونية يعتمد‬
‫القاضي على االستدالل في البحث عن الحل القانوني للمسألة المعروضة عليه‪ ،‬فهو يطبق االستدالل بناء على ما‬
‫لديه من قضايا‪.‬‬
‫‪-2‬مبادئه‪:‬يعتمد االستدالل على جملة من المبادئ هي‪:‬‬
‫أ‪-‬البديهية ‪:‬‬
‫و تعرف كذلك بأنها قضية بينة بذاتها ‪ ،‬و ليس من الممكن أن يبرهن عليها ‪ ،‬و تعد صادقة بال برهان عند كل‬
‫من يفهم معناها‪،‬و يكون مقدمة الستنتاج تصريحات أخرى منطقيا‬
‫فالبديهية تستعمل في الرياضيات ‪ ،‬و تستعمل كذلك في مجال العلوم االجتماعية و من أمثلة البديهيات ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا أضيفت أشياء متساوية إلى أشياء متساوية كانت النتائج متساوية‬
‫‪ -‬الكل أكبر من كل جزء من أجزائه‬
‫‪ -‬إذا طرحت أشياء متساوية كانت النتائج متساوية‬
‫ب‪-‬المسلمة‪:‬‬
‫المسلمات هي القضايا التركيبية التي و إن كانت غير بينة بنفسها إال أنها يصادر عليها و نتقبلها نظريا و نسلم بها‬
‫ألنها ال تؤدي إلى تناقص و مثال ذلك قولنا اإلنسان يفعل دائما ما ينفعه ‪ ،‬و أن كل إنسان يطلب السعادة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعريفات ‪:‬‬
‫التعريف هو عبارة تصف معنى مصطلح معين ‪ ،‬و هذا هو المفهوم العام للتعريف‪.‬‬
‫أما المفهوم الدقيق فالتعريف هو تعبير عن ماهية الشيء المعرف بمصطلحات مضبوطة بحيث يصبح التعريف‬
‫جامعا مانعا يجمع كل صفات الشيء و يمنع دخول صفات أو خصائص خارجة عنه‪.‬‬
‫و التعريف قد يكون رياضيا و هو التعريف الثابت غير المتغير ‪ ،‬و قد يكون متغي ار بحيث يتطور بتطور‬
‫الشيء ذاته و هذا ما يحصل أحيانا في مجال العلوم اإلنسانية و االجتماعية نظ ار لخصوصية هذه الدراسات و‬
‫حركيتها و ديناميكيتها‪.‬‬
‫بعد اطالعنا على المقصود باالستدالل نمر أالن إلى بيان المقصود بالمنهجين االستنباطي و االستقرائي‬
‫‪-1‬المنهج االستنباطي‪ :‬يعرف االستنباط بأنه ذلك االستدالل التنازلي الذي ينتقل فيه الباحث من الكل إلى الجزء‬
‫‪ ،‬أي الدراسة الكلية الظاهرة معينة وصوال إلى جزئياتها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫و كمثال على ذلك في مجال العلوم القانونية‪ ،‬يبدأ الباحث في دراسة السلطات الرئيسية في الدولة و هي السلطة‬
‫التنفيذية و السلطة التشريعية و السلطة القضائية ‪ ،‬و انطالقا من دراسة النظام السياسي للدولة و هي الظاهرة الكلية‬
‫وصوال إلى دراسة كل سلطة على حدا أي وصوال إلى الظاهرة الجزئية المتفرعة عن الظاهرة الكلية و هي نظام الحكم‬
‫السياسي المتبع في الدولة و في هذا المثال نالحظ أن دراسة السلطات المختلفة للدولة تفرض علينا انطالقا من دراسة‬
‫نظام الحكم المتبع فيها ‪ ،‬و في هذه الحالة نكون أمام استدالل تنازلي تنتقل فيه من دراسة الظاهرة الكلية إلى دراسة‬
‫الظاهرة الجزئية‪.‬‬
‫‪-2‬المنهج االستقرائي‪ :‬االستقراء هو عبارة عن استدالل تصاعدي حيث ينطلق الباحث من الجزء إلى الكل ‪ ،‬أي‬
‫من الظاهرة الجزئية إلى الظاهرة الكلية‪.‬‬
‫و الفرق بين االستنباط و االستقراء يتمثل في أننا ننتقل في االستقراء من الجزئيات إلى القانون الكلي الذي يحكمها‬
‫‪،‬في حين أننا في عملية االستنباط ننتقل من القانون الكلي إلى الجزئيات التي تقع تحته‪ .‬إذن هناك تداخل بين عملية‬
‫االستقراء و عملية االستنباط و الخالف بينهما ال يكون إال في االتجاه العكسي من أسفل إلى أعلى بالنسبة لالستقراء و‬
‫من أعلى إلى أسفل بالنسبة إلى االستنباط‪.‬‬
‫و كمثال على عملية االستقراء في مجال العلوم القانونية‪:‬‬
‫أن يقوم الباحث بدراسة عالقة جهاز القضاء بجهاز التنفيذ ‪ ،‬ثم عالقة القضاء بالجهاز التشريعي‪ ،‬ثم عالقة‬
‫الجهاز التشريعي بالجهاز التنفيذي ‪ ،‬من خالل كل ذلك نصل إلى تقرير مبدأ الفصل بين السلطات كمبدأ ضروري‬
‫لنظام الحكم في الدولة ‪.‬‬
‫و في هذا المثال تكون قد انتقلنا من دراسة الجزئيات المتمثلة في العالقة بين السلطات المختلفة إلى د ارسة‬
‫الكليات المتمثلة في مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬و بالتالي نكون قد استخدمنا المنهج االستقرائي في الد ارسة‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المنهج التاريخي‪:‬‬
‫المنهج التاريخي هو ذلك المنهج الذي يقوم على طريقة علمية يتبعها الباحث من أجل الوصول إلى المعرفة و‬
‫الحقيقة ‪ ،‬و يتبع في ذلك الدراسة التحليلية للظاهرة المدروسة من خالل اإلطار الزماني و اإلطار المكاني ‪ ،‬و يكون‬
‫يتميز‬ ‫ذلك وفق خطوات معينة تعتمد على المصادر التاريخية من أجل فهم الظاهرة كما هي في الوقت الحالي‪،‬‬
‫المنهج التاريخي بأنه يسعى إلى سد فجوات الوقائع و األحداث االجتماعية و السياسية ‪ ،‬كما يزودنا بإحساس تاريخي‬
‫ألن األحداث التاريخية ليست منعزلة أو المستقلة عن بعضها البعض‪،‬و إنما هي مترابطة في سياق زمن محدد‪.‬‬
‫و يخضع استعمال المنهج التاريخي للخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحديد الظاهرة محل الدراسة و البحث‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات و المصادر التاريخية بشان الظاهرة المدروسة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬نقد المصادر التاريخية‪.‬‬
‫‪-‬عملية التركيب و التفسير التاريخي‪.‬‬
‫الوصول الى النتائج‪.‬‬
‫و تستعين العلوم القانونية بمختلف فروعها بالمنهج التاريخي ‪،‬فإذا درسنا أصل القانون أو تطور حركة التشريع ‪ ،‬فال‬
‫بد أن نرجع إلى الحضارات القديمة ‪ ،‬و كمثال على ذلك الحضارة البابلية ‪ ،‬فقد عرفت هذه األخيرة ما يسمى بــ"قانون‬
‫حمورابي"‪،‬و في الحضارة الرومانية هناك"األلواح األثني عشر لجوستنيان" و بذلك فعند دراستنا للنظم القانونية السابقة‬
‫ال بد علينا استخدام المنهج التاريخي ‪.‬‬
‫و عند دراستنا للعقوبة و تطورها التاريخي عبر النظم القانونية المختلفة البد علينا التقيد بضوابط المنهج التاريخي‬
‫في هذه الدراسة العلمية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المنهج المقارن‪:‬‬
‫المنهج المقارن هو تجريب غير مباشر و نقصد بذلك المقارنة‪ ،‬و التي هي المعوض األساسي و الرئيسي للتجريب‬
‫المباشر ‪،‬و هذا ما يعتبر من خصائص العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪..‬‬
‫و عموما ‪ ،‬فإن المنهج المقارن هو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في دراسة الظواهر حيث يبرز أوجه الشبه‬
‫و أوجه اإلختالف فيما بين ظاهرتين أو أكثر ‪ ،‬و يعتمد الباحث من خالل ذلك على مجموعة من الخطوات من أجل‬
‫الوصول إلى الحقيقة العلمية المتعلقة بالظواهر المدروسة‪.‬‬
‫فخطوات تطبيق المنهج المقارن هي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الظواهر المتماثلة و ليس المتناقضة‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات بواسطة استخدام بعض أدوات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪-‬تحليل و تصنيف المعلومات و مقارنتها‪.‬‬
‫و بالنسبة لتطبيق المنهج المقارن في العلوم القانونية‪ ،‬فانه يمكن القول بأنه تجرى الكثير من األبحاث التي تستعمل‬
‫المنهج المقارن ‪ ،‬من خالل مقارنة مؤسسات قانونية (مؤسسة الرقابة على دستورية القوانين – مؤسسة وظيفة السلطة‬
‫التنفيذية‪ )...‬بمؤسسات قانونية في نظم قانونية أخرى ‪ .‬و كثي ار ما تؤدي هذه الدراسات المقارنة إلى تعديل و تغيير‬
‫المنظومة القانونية بما يتوافق مع التطورات الجديدة‬
‫رابعا‪-‬المنهج الوصفي‪:‬‬
‫يعتمد هذا المنهج على التركيز الدقيق في الوصف‪ ،‬حيث يصف ظاهرة معينة استنادا إلى وضع حالي‪ ،‬و من‬
‫خالل ذلك يطرح الباحث مجموعة من األسئلة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو الوضع الحالي لهذه الظاهرة؟‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬ما هي العالقات بين الظاهرة المحددة و الظواهر األخرى؟‬
‫‪ -‬ما هي النتائج المتوقعة لدراسة هذه الظاهرة؟‬
‫و قد تكون اإلجابة عن هذه األسئلة من خالل القيام بعملية جمع الحقائق و البيانات الكمية أو الكيفية عن الظاهرة‬
‫المدروسة مع محاولة تفسير هذه الحقائق تفسي ار كافيا‬
‫و بالتالي يمكن القول أن المنهج الوصفي هو ذلك الطريقة العلمية التي يعتمدها الباحث في دراسته لظاهرة معينة‬
‫وفق خطوات معينة‪،‬و يقوم خاللها بتحليل المعطيات و البيانات التي بحوزته المتعلقة بالظاهرة المدروسة و ذلك من‬
‫أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية المتعلقة بالظاهرة‪.‬‬
‫و تتبع في المنهج الوصفي الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحديد الظاهرة محل الراسة ‪.‬‬
‫‪-‬جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة محل الدراسة ‪.‬‬
‫‪-‬وضع الفرضيات‪.‬‬
‫‪-‬اختيار عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬اختيار أدوات البحث‪.‬‬
‫‪-‬الوصول الى نتائج‪.‬‬
‫تحليل النتائج و تفسيرها والوصول الى تعميمات‪.‬‬
‫خامسا‪-‬منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫يعتبر منهج دراسة الحالة أحد المناهج الوصفية التي تعنى بدراسة وحدة من وحدات المجتمع دراسة تفصيلية من‬
‫مختلف جوانبها‪ ،‬و ذلك من أجل الوصول إلى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات‪ ،‬و من خالل ذلك فإن هذا‬
‫المنهج يتميز بالتعمق في دراسة وحدة معينة سواء كانت هذه الوحدة فردا أو قبيلة أو قرية أو مؤسسة اجتماعية أو‬
‫مجتمعا محليا أو مجتمعا عاما‪ ،‬و يهدف إلى جمع البيانات و المعطيات و المعلومات المفصلة عن الوضع القائم‬
‫المتعلق بالوحدة المدروسة و تاريخها و عالقاتها بالبيئة و تحليل نتائجها بهدف الوصول إلى تعميمات يمكن تطبيقها‬
‫على غيرها من الوحدات المتشابهة في المجتمع الذي تنتمي إليه هذه الوحدة أو الحالة‪ ،‬غير أنه يشترط أن تكون الحالة‬
‫ممثلة للمجتمع الذي يراد الحكم عليه‪.‬‬
‫يمكن اجمال خطوات منهج دراسة الحالة في‪:‬‬
‫‪-‬تحديد المشكلة و اختيار الحالة محل الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬جمع البيانات و المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬تحديد الفرضيات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬مسايرة الحالة من اجل الوصول الى مختلف التطورات المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪-‬استخالص النتائج المتعلقة بالحالة المدروسة و وضع التعميمات على بقية الحاالت األخرى‪.‬‬
‫و يستخدم منهج دراسة الحالة في مجال العلوم القانونية‪ ،‬و يظهر ذلك بصفة خاصة في مجال العلوم الجنائية فمثال‬
‫من أجل معرفة الدوافع المذهل للظاهرة اإلجرامية اإلجرامية‪ ،‬فإنه يتوجب على الباحث التعمق في دراسة حالة من أجل‬
‫تفسير السلوك اإلجرامي خاصة مع التطور المذهل للظاهرة اإلجرامية و ظهور أنماط لم تكن معروفة في السابق‪.‬‬
‫و هذا يتطلب دراسات قانونية متخصصة و معمقة و كل ذلك من أجل الوصول إلى وضع تشريعات و قواعد‬
‫تواجه هذه الظواهر الجديدة‪ ،‬و هذا بطبيعة الحالة باالشتراك مع الباحثين من مختلف التخصصات‪.‬‬
‫و يمكن إعطاء مثال آخر‪ ،‬فلدراسة اآلثار التي تترتب عن فرض العقوبات االقتصادية على الدول‪ ،‬فانه يتعين هنا‬
‫دراسة آثار هذه العقوبات على دولة من هذه الدول و تعميم النتائج على بقية الدول التي خضعت لهذا النوع من‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫سادسا‪-‬المنهج اإلحصائي‪:‬‬
‫قد يتساءل البعض عن عالقة اإلحصاء بمجال العلوم القانونية خصوصا و العلوم االجتماعية عموما‪ ،‬إال أن‬
‫الجواب هو أهمية استخدام اإلحصاء في هذه المجاالت‪ ،‬فقد بدأ يتسع مجال استخدامه بل أصبح المنهج اإلحصائي‬
‫أحد المناهج المهمة في مجال العلوم االجتماعية‪.‬‬
‫إن استخدام المنهج اإلحصائي في مجال العلوم االجتماعية أضفى الصبغة العلمية على الدراسات و األبحاث‬
‫االجتماعية و أكسبها الدقة و المصداقية و الموضوعية و الحقيقة أن العالقة بين العلوم االجتماعية و بين العلوم‬
‫الرياضية عموما و اإلحصاء خصوصا يرجع إلى العهد اإلغريقي‪ ،‬حيث كان الفيثاغوريون يستخدمون اإلحصاء في‬
‫بحوثهم‪ ،‬وقد استخدمه عالم االجتماع " إميل دوركايم" في دراساته على ظاهرة االنتحار‪ ،‬كما استخدمه "روسو" في‬
‫أبحاثه االجتماعية‪.‬‬
‫و بالتالي فان المنهج اإلحصائي هو تلك الطريقة العلمية التي تعتمد على الكم‪ ،‬و التي يتبعها الباحث معتمدا في‬
‫ذلك على خطوات معينة تقوم على جمع المعلومات و البيانات تتعلق بظاهرة معينة و تحليل رياضي من أجل الوصول‬
‫إلى نتائج دقيقة و علمية بشأن الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫و يطبق المنهج االحصائي وفقا للخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحديد الظاهرة محل الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬جمع المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬ترجمة المعلومات في شكل جدول او منحنيات بيانية ‪....‬‬
‫‪-‬تصنيف البيانات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬تحليل البيانات انطالقا من الجداول والمنحنيات البيانية‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول الى نتائج قابلة للتعميم‪.‬‬
‫و يمكن أن تستخدم كل فروع العلوم القانونية المنهج اإلحصائي في البحوث القانونية‪ ،‬و هذا انطالقا من أن هذه‬
‫العلوم جزء ال يتج أز من العلوم االجتماعية التي أصبحت تعتبر المنهج اإلحصائي وسيلة إلضفاء الدقة على البحوث و‬
‫الدراسات ففي مجال القانون الدستوري و بالضبط في مجال عمليات االنتخابات‪ ،‬فإن عملية اإلحصاء تعتبر هي‬
‫الوسيلة األولى التي ال يمكن التخلي عليها في إضفاء طابع الدقة على عملية االنتخابات و ذلك بوضع جداول و‬
‫أعمدة بيانية و دوائر نسبية من أجل معرفة عدد المشاركين و عدد األصوات المقبولة و عدد األصوات الملغاة و من‬
‫أجل معرفة المترشح الفائز في العملية االنتخابية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪:‬الدراسات المقارنة‬


‫المحور األول‪ :‬أهمية الدراسات المقارنة‬
‫الدراسة المقارنة تتطلب بالضرورة عرض موقف تشريعيين أو أكثر من مسالة أو مجموعة مسائل قانونية‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫المفاضلة بين التوجيهات التشريعية المختلفة‪ ،‬ويمكن حصر المقارنة بين ما هو آت‪:‬‬

‫‪ −‬المقارنة بين التشريعات العربية الوضعية‪ ،‬ومن ذلك مقارنة موقف المشرع األردني في موضوع معين مع موقف‬
‫المشرع المصري أو اللبناني أو السوري أو العراقي‪ ،‬ومن الممكن مقارنة موقف المشرع األردني في مسالة معينة‬
‫مع مواقف أكثر من تشريع عربي‪.‬‬

‫وهذا النوع من المقارنة متاح وليس بالمستحيل أو حتى الصعب‪ ،‬حيث تكثر المراجع العربية القانونية في المكتبات‬
‫ويتواجد فقه عربي يمثل مختلف الدول العربية في كل المكتبات العربية‪ .‬فليس من الصعب والحالة تلك الحصول‬
‫على مراجع تشرح موقف قانون المصري اللبناني أو العراقي ومقارنتها باألردني‪.‬‬
‫ولعله من نافلة القول هنا أن طلبتنا يجدون معلومات قانونية في مكتبات جامعاتهم عن التشريعات العربية أكثر مما‬
‫يجدون عن القانون األردني‪ ،‬وأحيانا يخلطنا بين موقف المشرع األردني ومواقف التشريعات األخرى‪ ،‬فمسيرة الفقه‬
‫في مصر ولبنان والعراق أقدم منها في األردن وبذلك يواجه الباحث األردني مشكلة شح المراجع في قانون بلده‬
‫أكثر منها في التشريعات العربية األخرى‪.‬‬

‫‪ −‬المقارنة بين تشريع وضعي وأحكام الفقه اإلسالمي‪ ،‬وأكثر ما يصدق هذا النوع من المقارنة يصدق على‬
‫القانون المدني‪ ،‬حيث يختار الباحث جزئية عالجها القانون المدني ويقارنها بما هو وارد في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫والجدير بالذكر أن القانون المدني األردني قد استقى العديد من أحكامه من الفقه اإلسالمي‪ ،‬وقد أشارت المادة‬
‫الثانية من القانون المدني األردني بوضوح أن الفقه اإلسالمي والشريعة اإلسالمية تشكالن مصدرين ألحكامه‪.‬‬

‫‪ −‬المقارنة بين تشريع عربي وتشريع آخر غربي‪ ،‬فنجد العديد من الفقه العربي يقرن بين التشريع الوطني والقانون‬
‫الفرنسي باعتبار أن القوانين الفرنسية قد أثرت نسبيا في بعض قوانين الدول العربية‪ .‬كما تتم المقارنة أحيانا‬
‫بين تشريع عربي والقانون اإلنجليزي أو األسترالي أو غيره وذلك حسب الخلفية العلمية للباحث‪ ،‬فمن تلقى‬
‫علومه في فرنسا يختار القانون الفرنسي ومن تلقى في المملكة المتحدة يختار القانون اإلنجليزي وهكذا‪.‬‬

‫‪ −‬المقارنة بين تشريع عربي معين واتفاقية دولية‪ ،‬تكون دولة الباحث عضوا أو غير عضو فيها‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫المقارنة مهم للغاية‪ ،‬فيمكن من خالله أن يوجه الباحث نقدا النضمام بالده االتفاقية معينة أو يحثها على‬
‫االنضمام إليها‪.‬‬

‫‪ −‬المقارنة بين قانون جديد موجود ومطبق و آخر كان موجود قبله والغي‪ ،‬وهذه دراسة قانونية تاريخية هدفها‬
‫‪.‬‬
‫معرفة التغيرات التي طرأت أدت إلى االنتقال إلى القانون الجديد‬

‫أما الفائدة التي تحققها الدراسات المقارنة فيمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬المعرفة العلمية البحتة‪ :‬تحقق معرفة القوانين العربية واألجنبية العلم والمعرفة‪ ،‬وتخص هذه الفائدة أكثر ما‬
‫تخص فئة األكاديميين الذين يحاولون زيادة معارفهم ونقلها إلى تالميذهم وعليه تعتبر الدراسات المقارنة مصد ار هاما‬
‫لتعرف على مواقف التشريعات األخرى‬
‫ثانيا‪ -‬اعتبارات عملية‪ :‬يشهد العالم تطور هائل في وسائل االتصال وطرق االستثمار‪ ،‬وكثي ار ما يكون ضروريا‬
‫التعرف على قوانين أجنبية من قبل أشخاص ليسوا قانونيين‪ ،‬فقرار رجل أعمال باستثمار في دولة ما مناط إلى حد بعيد‬
‫برضاه عن قانون تلك الدولة الذي سيحكم هذه االستثمارات‪ ،‬وقد يراجع رجل أعمال أسترالي محاميا في أسترالية سائال‬
‫عن قانون االستثمار في األردن‪ ،‬وعلى المحامي معرفة القانون األردني وهو في بالده ‪.‬إن الدراسات المقارنة تساهم في‬
‫إثراء معلومات المتخصصين في القانون حول قوانين دولية‪ ،‬ويرتبط بذلك أهمية أن تكون بعض الدراسات المقارنة‬
‫بلغات أجنبية يفهمها غير العربي‪ ،‬مما يساهم في الترويج للقوانين العربية ونشر مفاهيمها‪ ،‬فالمالحظ أننا نتأثر بقوانين‬
‫الغرب‪ ،‬ولكن لماذا ال نحاول أن نؤثر نحن في قوانينهم‪ ،‬أو على األقل تقدير تعريفهم بقوانيننا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدراسات المقارنة وسيلة جادة لإلصالح التشريعي‪ :‬تلعب الدراسات المقارنة دو ار بار از في كشف عيوب وثغرات‬
‫القوانين‪ ،‬حيث انه من أكثر النتائج شيوعا والتي يصل لها الباحثون في الدراسات المقارنة هي أن موقف قانون معين‬

‫‪14‬‬
‫أوفق من قانون آخر وانه قد تعامل مع مشكلة معينة بطريقة أفضل ووصل إلى حلول أكثر علمية‪ .‬وعليه قد تكون‬
‫الدراسة المقارنة سب با لتعديل بعض القوانين‪ ،‬أو حتى اتخاذ قرار بتبني قانون دولة ما كما هو أو مع تعديالت طفيفة‬
‫فيه‪ .‬على سبيل المثال تبني المشرع الكويتي والقطري القانون المدني المصري كامال‪ ،‬في حين تبنى المشرع اإلماراتي‬
‫القانون المدني األردني بتعديالت طفيفة‪.‬‬
‫لقد قيل وبحق أننا يجب أن نكون حذرين عندما نتبنى قوانين غيرنا‪ ،‬فذلك ال يشبه بأي حال وضع قابس الكهرباء في‬
‫المكان المخصص في الحائط بشكل منه للمشكلة كما السحر‪ .‬فيجب أن يكون النظر إلى القوانين األخرى كوسيلة‬
‫تساعدنا على فهم مشكلنا بشكل أفضل‪ ،‬فإذا كنا محظوظين تصبح تجربة دولة أخرى مصدر الهام بالنسبة لنا‪ ،‬فنبتكر‬
‫حال ضمن روح قانونا‪ ،‬ففي كثير من األحيان ال يثير حكم قانوني ما أي تساؤل أو مشكلة إال بعد أن نقارنه بغيره فنبدأ‬
‫‪.‬‬
‫في التفكير واإلصالح‬
‫رابعا‪ -‬توحيد القوانين‪ :‬يسود العالم في وقتنا الحاضر توجه جاد توحيد القوانين إقليميا ودوليا‪ ،‬فنجد قوانين تصدر على‬
‫مستوى دول االتحاد األوروبي أو على مستوى مجلس التعاون الخليجي‪ .‬وبنفس الوقت يأتي توحيد القوانين دوليا من‬
‫خالل اتفاقيات دولية تصادق عليها الدول المختلفة‪ ،‬ولقد لعبت االونسترال (لجنة األمم المتحدة للتجارة الدولية) دو ار‬
‫بار از في توحيد القوانين على مستوى العالم‪ ،‬فطرحت اتفاقية فينا للبيع الدولي للبضائع التي صادقت عليها ما يزيد عن‬
‫سبعين دولة من دول العالم‪ ،‬كما طرحت اتفاقيات وقوانين نموذجية في التحكيم والتجارة االلكترونية ونقل البضائع‪ .‬وان‬
‫هذه االتفاقيات لن تفلح في تحقيق هدفها المتمثل في توحيد التشريعات إذا كانت تعكس توجه نظام قانوني واحد‪ ،‬وهنا‬
‫يأتي دور الدراسات المقارنة التي تعرف القائمين على جهود التوحيد بكافة األنظمة القانونية الموجودة في العالم‪،‬‬
‫فيحاول هؤالء أن تكون االتفاقية مزيجا من أنظمة قانونية مختلفة لتشجيع جميع الدول االنضمام إليها‪.‬‬
‫ولعل أبرز مثال على ذلك ما أحاط إبرام اتفاقية فينا للبيع الدولي من ظروف جعلت االونسترال حريصة على المزاوجة‬
‫في النصوص بين النظام الالتيني واالنجلوسكسوني بهدف تشجيع الدول التي تتبع النظامين القانونيين االنضمام‬
‫والمصادقة عليها‪ .‬فعلى سبيل المثال تبنت اتفاقية فينا للبيع الدولي للبضائع مفهوم المخالفة الجوهرية ونظرية اإلخالل‬
‫المبستر بالعقد من النظام االنجلوسكسوني‪ ،‬بينما تبنت جزاء التنفيذ العيني من النظام الالتيني‪.‬‬
‫خامسا‪-‬الفهم العميق للقانون الوطني‪ :‬لقد قيل وبحق أن الشخص ال يمكن أن يفهم قانونه الوطني فهما سليما عميقا‬
‫بدون أن يطلع على قوانين أخرى‪ ،‬مما يعني أن دراسة القانون المقارن تساهم في صقل معارف ومهارات المشتغل‬
‫بالقانون‪ ،‬بحيث تؤهله للرجوع إلى هذه القوانين ابتداء واالستفادة منها وتبنيها أحيانا ونقدها أحيانا أخرى‪ ،‬مما يجعله في‬
‫مركز القادر على الحكم على قانونه الوطني ومدى فعاليته وكفاية أحكامه‪ .‬أما بغير النظر إلى القوانين المقارنة‪ ،‬فلن‬
‫يكونوا الحكم علميا فلباحث ال يعرف إال قانونه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سادسا‪ -‬التطور القضائي‪ :‬تتسم معرفة القانون األجنبي بأهميتها بالنسبة للقاضي المعرض دائما إلى الرجوع لقانون‬
‫غير قانونه الوطني ليطبقه على نزاع ينظر فيه عنصر أجنبي وذلك وفقا لما تحيل إليه قواعد اإلسناد في القانون‬
‫الدولي الخاص‪ .‬فكلما كان القاضي مثقفا بالقانون المقارن‪ ،‬فهما له كان أقدر على تطبيقه وينبني على ذلك أهمية‬
‫تدريس فن القانون المقارن في كليات الحقوق‪ ،‬فإذا لم يكن هذا متاحا في مرحلة البكالوريوس فليكن في مرحلة الدراسات‬
‫العليا أو الدراسات المتخصصة مثل دبلوم المعهد القضائي‪.‬‬
‫المحور الثاني‪:‬آلية تنفيذ الدراسات المقارنة‬
‫يجب أن ندرك أوال انه ليس كل موضوع في قانونيين مختلفين يصلح للمقارنة‪ ،‬و ان هناك قواعد معينة يجب م ارعاتها‬
‫عند اج ار الدراسات المقارنة‪ ،‬و هو ما سندرسه فيما يلي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الشروط الواجب توافرها في موضوع المقارنة‪ :‬حتى يكون موضوع قانوني معين قابال إلجراء دراسة مقارنة فيه‬
‫البد من توفر شروط معينة وهي تباعا‪:‬‬
‫‪ -1‬بجب أن يكون هناك حد أدنى من االلتقاء بين القانونين (منطقة مشتركة)‪ ،‬فإذا كان كل قانون باتجاه ومختلفا تماما‬
‫عن اآلخر لم تعد هناك جدوى أو أهمية للمقارنة‪ ،‬إذ يكون الباحث وكأنه قد أجري دراستين منفصلتين عن قانونين‬
‫مختلفين‪.‬‬
‫‪ -2‬ا لتقارب بين القانونين من حيث التطور والخلفية التاريخية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ومن ذلك تصح المقارنة بين‬
‫القانون األردني والمصري الن الخلفيات متشابهة إلى حد ما‪ ،‬المصري والسوري‪ ،‬الفرنسي واإليطالي‪ .‬أما المقارنة بين‬
‫نظام الزواج في الشريعة اإلسالمية ونظام الزواج في أوروبا‪ ،‬فقد ال يون هذا الموضوع قابال للمقارنة وذلك للتفاوت‬
‫الشاسع بين النظامين فيما يخص الخلفية التاريخية والدينية وارتباطها بالثقافة المجتمعية في الدول اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القواعد المنهجية في الدراسات المقارنة‬


‫يتعين عند إعداد الدراسات المقارنة اتباع القواعد المنهجية التالية‪:‬‬

‫‪ −‬تتجاوز المقارنة التفاصيل والجزئيات لتصل الجذور والمبادئ العامة التي يقوم عليها كل نظام قانوني‪ .‬فال‬
‫يكفي من الباحث أن يشير إلى أن موقف قانون معين هو كذا وموقف القانون اآلخر هو كذا‪ ،‬وانما يجب عليه البحث‬
‫في أسباب هذا االختالف وخلفياته ومبرراته إذا كان له مبرر‪ ،‬وصوال إلى النتائج القانونية المترتبة على هذا االختالف‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬فعند مقارنة موقف المشرع األردني من الفعل الضار مع موقف المشرع المصري من المسؤولية‬
‫التقصيرية‪ ،‬فال يكفي من الباحث مجرد اإلشارة إلى أن الفعل هو الركن في القانون األردني بينما يشطر المشرع‬

‫‪16‬‬
‫المصري الخطأ وانما عليه أن يرجع إلى أصول كل قانون فتأثر المشرع األردني بأفقه اإلسالمي هو سبب هذه القاعدة‪،‬‬
‫في حين تأثر المشرع المصري بالتشريعات الغربية‪ .‬ثم يأتي الباحث ويبرز النتائج القانونية المتعلقة بتطبيق القاعدة في‬
‫كل قانون‪ ،‬ثم يقيم ويوازن في االتجاهات‪ .‬أما أن يقارن الباحث بين تشريعين من حيث تقادم الدعوى فيقول التقادم في‬
‫ظل القانون األردني خمس عشرة سنة وفي القانون المصري عشر سنوات‪ ،‬فهذه مقارنة في تفاصيل ال في جوهر‬
‫القانون‪.‬‬

‫عند المقارنة ال يقف الباحث فقط عند حد النص‪ ،‬وانما يجب عليه وضع النص أثناء المقارنة في قلبه التاريخي‬ ‫‪−‬‬
‫والثقافي واالجتماعي‪ ،‬فيهتم بالعوامل التي أفرزت النص‪ ،‬ويهتم بالكيفية التي يطبق فيها النص في دولة ما‪ ،‬وباألهداف‬
‫االجتماعية التي يحققها‪ ،‬وبالتفسير الذي أعطي لهذا النص في هذه الدولة أو تلك‪ .‬فنفس النص قد يوجد في دولتين‬
‫ولكنه نابعا في كل دولة من ظروف مختلفة وله تطبيقات مختلفة من قبل القضاء وله تفسير مختلف كذلك‪ .‬كل ما‬
‫سبق يجب أن يكون حاض ار في ذهن الباحث عند المقارنة‪ .‬وبذلك يصبح البحث المقارن أشبه بالمغامرة التي تحتاج‬
‫من الباحث الجهد واعادة المحاولة وتعاون اآلخرين معه ليلم بكل خلفيات القانون األجنبي الذي اختار البحث فيه‪.‬‬

‫‪ −‬متى اختار الباحث المقارنة يبن قانونين في موضوع قانوني معين‪ ،‬ال يقبل منه القول بان أحد القانونين لم‬
‫يعالج مسالة معينة تخص هذا الموضوع‪ ،‬فعدم وجود نص على مسالة معينة ليس مهربا للباحث الرجوع إلى مصدر‬
‫القاعدة القانونية في دولة القانون الذي يبحث فيه‪ ،‬ليرى المصدر التالي الذي يتم الرجوع إليه في حال غياب النص‪،‬‬
‫ويدرس موقف هذا القانون من هذه المسالة غير المنصوص عليها من هذا المنطلق‪ .‬فحتى مع غياب النص ال بد وأن‬
‫تكون المحاكم تطبق حكما معينا‪ ،‬يجب على الباحث تحري هذا الحكم وبيانه‪.‬‬

‫‪ −‬إعطاء كل تشريع حقه في المقارنة‪ ،‬كثي ار ما يقع الباحثون في خطأ منهجي مفاده التفصيل والتوسع في بيان‬
‫موقف قوانين بالدهم وبعد ذلك اإلشارة بشكل عابر إلى موقف قانون الدولة التي يقرنون معها‪ ،‬مما يؤدي إلى إبراز‬
‫موقف أحد القانونين وطمس معالم اآلخر‪ ،‬ويعتبر البحث كله والحالة تلك معيبا باعتباره انه بحث مقارن‪ .‬ومن‬
‫الضروري عند مقارنة قانونين مختلفين مراعاة التوازن في المعلومات وكذلك المقارنة بكل األفكار المطروحة‪ ،‬فلو طرح‬
‫الباحث موقف القانون األردني من شروط العيب الخفي‪ ،‬يجب عليه طرح جميع هذه الشروط أو ما يقابلها في القانون‬
‫اآلخر الذي يقارن معه‪ .‬واذا تشابه القانونان في جزئية معينة‪ ،‬فال داعي لتكرار المعلومات وعلى الباحث استخدام‬
‫تعابير تدل على أن موقف القانونين متشابه في هذه المسالة‪ ،‬ومن ذلك أن يقول "ويتفق موقف المشرع األردني مع‬
‫موقف المشرع المصري في أن‪"...‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ −‬على الباحث أن يجري المقارنة بين القانونين أوال بأول وفي نفس الموقع (الفصل‪ ،‬المبحث‪ ،‬المطلب‪ ،‬الفرع)‪،‬‬
‫ال أن يفرد فصال لموقف كان قانون‪ .‬فاعتمادا على الخطة يقسم الباحث موضوعه إلى مواضيع فرعية ويبدأ بتناول كل‬
‫جزئية في القوانين ويعلق ويفرق في األحكام بنفس الوقت‪ ،‬فهذا يجعل بحثه أقوى‪ ،‬أما إذا ما قسم البحث إلى مبحثين‬
‫خصص األول للقانون األردني والثاني للقانون المصري‪ .‬يكون الباحث والحالة هذه قد فصل بين القانونين واعد بحثين‬
‫منفصلين وترك المقارنة للقارئ الذي سيق أر المبحثين أوجه الشبه واالختالف‪ ،‬وبهذا ال يكون الباحث قد قام بدوره‬
‫المفترض في التعمق بالنصوص وتحليلها والبحث في خلفياتها‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬التحديات التي تواجه الباحث في الدراسة المقارنة‬


‫إن إعداد الدراسات المقارنة يتطلب من الباحث جهدا خاصا‪ ،‬ويعتمد نجاح الدراسة المقارنة على مستوى المهارات التي‬
‫يمتلكها الباحث‪ ،‬فليس كل باحث مؤهل إلعداد دراسة مقارنة‪ ،‬فهذا النوع من الدراسات ونظ ار ألهمية التي تم تناولها‬
‫فيما سبق تعتبر وبحق من الدراسات المتقدمة‪ ،‬وكثي ار ما تقدم دراسات معنونة بأنها مقارنة ولكن قد ال تنطبق عليها‬
‫الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر في الدراسة المقارنة‪ .‬وفيما يلي بعض من التحديات والمهارات والمتعلقة‬
‫بالدراسة المقارنة‪:‬‬

‫فهم القانون الوطني فهما صحيحا‪ ،‬يجب أن تكون القاعدة القانونية الوطنية محل المقارنة مفهومة لدى‬ ‫‪−‬‬
‫الباحث‪ ،‬فإذا كان الباحث ضعيفا في قانونه الوطني فلن يكون بإمكانه مقارنته مع غيره‪.‬‬

‫معرفة اللغة األجنبية‪ ،‬إن إجراء دراسة مقارنة مع قانون انجليزي على سبيل المثال‪ ،‬يحتاج من الباحث‬ ‫‪−‬‬
‫الرجوع إلى مراجع بلغته ولكنها تشير إلى موقف القانون األجنبي‪ .‬هذا من ناحية‪ ،‬أما من ناحية أخرى فليس حال عمليا‬
‫االعتماد على الترجمة ولو توفرت لدى الباحث المقدرة المالية لترجمة مئات الصفحات‪ .‬والسبب في ذلك أن الفهم‬
‫السليم للمادة العلمية ال يكون بغير الرجوع إلى هذه المادة بلغتها األصلية‪ ،‬وكثي ار ما تكون الترجمة حرفية وال تأخذ بعين‬
‫‪.‬‬
‫االعتبار التعابير المجازية‪ ،‬أو المصطلحات التي يجب أن توضع في سياق معين‬

‫‪18‬‬
‫إتقان مهارات البحث عن المعلومات ومعرفة المكان المناسب لوجودها‪ ،‬فال يهم مقدار المعلومات في‬ ‫‪−‬‬
‫ذهن الباحث بقدر ما يهم مقدرة الباحث على تحري وتقصي المعلومة‪ ،‬ويرتبط ذلك بمقدرة الباحث على التعامل مع‬
‫المواقع االلكترونية ومصادر المعلومات غير التقليدية‪.‬‬

‫الفهم السليم للقاعدة القانونية في القانون األجنبي‪ :‬بنفس القدر الذي يفهم فيه الباحث قانونه الوطني‬ ‫‪−‬‬
‫يجب أن يفهم القاعدة القانونية األجنبية التي يقارنها مع قانونه الوطني‪ .‬فإذا لم تكن القاعدة في القانون األجنبي‬
‫واضحة ومفهومة فهما دقيقا في ذهن الباحث‪ ،‬فان منطلقات الباحث ستكون معيبة وكذلك نتائجه‪ .‬وال يمكن أن يصل‬
‫الباحث إلى فهم سليم للقاعدة القانونية األجنبية ما لم يفهم الباحث البيئة الثقافية للنص القانوني‪ .‬إن معرفة القانون‬
‫األجنبي تتضمن إدراك دور هذه القواعد في النظام القانوني ككل‪ ،‬وأدراك خصوصية القيم التي تحاول هذه القواعد‬
‫‪.‬‬
‫القانونية حميتها ونشرها‪ ،‬وتحديد األدوات التي تعمل من خاللها‬

‫القسم الثالث‪ :‬مهارات العرض الشفوي وكيفية التغلب على الرهبة أثناءها‬
‫المحور األول‪ :‬مهارات العرض الشفوي‬
‫‪ -‬البساطة في الطرح‪ :‬ويقصد بها البعد عن الجمل المعقدة واستخدام األسلوب المباشر والجمل السهلة‬ ‫‪1‬‬
‫المفهومة‪ ،‬فكلما كانت المعلومة سلسة على المتلقي كلما اندمج في موضوع المحاضرة‪ ،‬ومتى صعب عليه فهم ما يقوله‬
‫المحاضر انصرف من المحاضرة وشعر بالملل‪ .‬كما على المحاضر أن يحرص على النطق السليم لمخارج الحروف‪،‬‬
‫وال يتلعثم بالكلمات والجمل‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األمثلة‪ :‬يلعب استخدام األمثلة دو ار أساسيا في جذب انتباه المتلقي‪ ،‬وال توجد قيود على عدد األمثلة‬ ‫‪2‬‬
‫التي تستعمل في العرض الشفوي على خالف ما ذكر سابقا في الكتابة‪ ،‬حيث يتقيد المثال بوجود ضرورة لطرحه‪.‬‬
‫االستشهاد‪ :‬وهذا هام جدا في العرض الشفوي‪ ،‬ويمكن التمييز بين األمثلة واالستشهاد بالقول أن المثال يكون‬ ‫‪-3‬‬
‫علميا‪ ،‬أما االستشهاد فيكون من خالل طرح موقف مر به المحاضر نفسه أو شخص يعرفه‪ ،‬وبالتالي يعتمد على‬
‫خبرته الشخصية‪ .‬واالستشهاد بهذا المعنى يجذب المتلقي ويدمجه في موضوع المحاضرة‪ .‬وال ضير من أن يشير‬
‫المحاضرة أثناء محاضرته إلى موقف مضحك متى اتسع المجال لذلك فهذا يكسر حدة ورتابة المحاضرة‪ ،‬ويفضي جو‬
‫من المتعة والمرح في المحاضرة‪.‬‬
‫االلتزام بالوقت‪ :‬في الغالب يكون الوقت المخصص للمحاضر قصيرا‪ ،‬ويعتبر االلتزام بهذا الوقت جزءا ال يتج أز‬ ‫‪-4‬‬
‫من معيار الحكم على جودة المحاضرة التي قام بتقديمها فإذا كانت مدة العرض محددة بعشر دقائق‪ ،‬ينصح الباحث‬

‫‪19‬‬
‫بأجراء تدريبات بحيث يضمن االلتزام بالوقت‪ .‬ومن العيوب التي تؤثر على الحكم على المحاضرة الشفوية االنتهاء‬
‫بسرعة‪ ،‬فاالنتهاء قبل الوقت وتجاوز الوقت المقرر كالهما ال يعتبران ميزة‪ ،‬وانما االنتهاء بالوقت المحدد هو األسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬التحكم بالصوت‪ :‬إن نبرة الصوت تعكس مدى الثقة‪ ،‬الراحة أو التوتر الذي يشعر به المحاضر‪ .‬وعلى الباحث أن‬
‫يتحدث بصوت ال هو بالمرتفع جدا وال هو بالمنخفض جدا‪ ،‬وانما خير الحلول الوسط أي الصوت المسموع خاصة في‬
‫الحاالت التي ال يستعمل فيها الباحث مكبر الصوت(ميكروفون) أثناء العرض الشفوي‪ .‬ويميل بعض المحاضرين إلى‬
‫الصراخ والحدة أمال منهم في جذب الجمهور‪ ،‬على أن هذا األسلوب ال ينجح أبدا‪ ،‬وان دل فهو يدل على عدم الثقة‬
‫والضعف‪ .‬وعلى المحاضر أال يستعمل نفس نبرة الصوت من البداية إلى النهاية وانما تختلف هذه النبرة باختالف‬
‫الموقف والموضوع؛ فيصمت لبرهة أحيانا ويتساءل أحيانا أخرى ويتعجب في بعض المواضع‪ ،‬يعلو صوته عندما يعبر‬
‫عن فكرة حماسية‪ ،‬يهدا صوته عندما يصف حالة معينة‪ .‬وتغير في نبرة الصوت يلعب دو ار كبي ار في جذب الجمهور‪.‬‬
‫‪-6‬االتصال البصري‪ :‬على المحاضر النظر بعينيه إلى الجمهور‪ ،‬أو للجنة التي يقف أمامها‪ ،‬وعليه ال يقبل من‬
‫المحاضر التحديق في سقف القاعة أو صورة معلقة على الحائط أثناء عرضه الشفوي‪ .‬ومن ناحية أخرى على‬
‫المحاضر توزيع نظراته على الجمهور باتزان‪ ،‬فال يركز على شخص بعينه‪ ،‬أو جهة من الجهات التي يجلس بها‬
‫الجمهور ويهم الجهة األخرى‪.‬‬
‫‪-7‬لغة الجسد‪ :‬إذا خير المحاضر بين تقديم عرضه واقفا أم جالسا‪ ،‬فانه ينصح بالوقوف ال الجلوس أثناء العرض‬
‫الشفوي‪ .‬فوضع الجلوس قد ينم على الكسل والملل ومن الممكن أن ينصرف الجمهور عن الموضوع‪ ،‬بينما يدل وضع‬
‫الوقوف عن نشاط المحاضر وثقته بأنفسه وهذا يجذب الجمهور إلى موضوع المحاضرة‪ .‬كما يستعمل المحاضر يديه‪،‬‬
‫عينيه‪ ،‬وتختلف تعابير وجهه باختالف المسألة التي يتحدث بها‪.‬‬
‫‪-8‬عدم القراءة من األوراق‪ :‬ال ضير إن حمل الباحث معه بعض األوراق والنصوص القانونية‪ ،‬ولكن على الباحث أن‬
‫يحرص على عدم القراء مباشرة من األوراق‪ .‬وينصح الباحث هنا إما باستخدام أسلوب العرض االلكتروني للمعلومات‬
‫من خالل جهاز العرض و يجدر التوقف عند هذه النقطة والتأكد من المسألتين‪:‬‬
‫األولى هي نظام العرض االلكتروني ال يحتمل أكثر من اإلشارة إلى رؤوس الموضوعات واألفكار الرئيسة التي يريد‬
‫المحاضر الحديث فيها وتفصيلها‪ .‬ومن األخطاء الشائعة في استخدام أسلوب "الداتاشو" كتابة المحاضرة كاملة على‬
‫عدة شرائح‪ .‬اما المسألة الثانية فهي أن المحاضر يستخدم المعلومات على الشرائح ليتذكر فقط ما يريد قوله ويساعده‬
‫على ترتيب أفكاره وال يجوز له القراءة من الشرائح قراءة‪ .‬مما ال شك فيه أن استخدام الوسائل التكنولوجية في العرض‬
‫الشفوي تجذب الجمهور وتضفي نوعا من التلطيف في المحاضرات العلمية‪ .‬وكبديل عن نظام العرض االلكتروني‬
‫يمكن للباحث وضع أهم األفكار التي يرد طرحها على بطاقات صغيرة من الكرتون المقوى مصممة لهذه الغاية‬
‫ويستعين بها عند الضرورة‪ ،‬فقد الستجماع أفكاره وضمان تسلسلها وانه لم ينسى شيئا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪-9‬األسئلة والمداخالت‪ :‬لبد وان يتلقى المحاضر الناجح والذي جذب اهتمام الجمهور العديد من األسئلة والمداخالت‪،‬‬
‫فكثرة األسئلة حول موضوع المحاضرة يعتبر وبحق داللة من دالالت نجاح المحاضرة‪ ،‬ألنها تعكس اهتمام الجمهور‬
‫وأنهم قد تتبعوا مع المحاضر كل أجزاء المحاضرة‪ .‬كما تعكس األسئلة والمداخالت روح التفاعل بين المحاضر‬
‫والجمهور‪.‬‬
‫وعلى المحاضر أن يتحلى بالصبر والتهذيب لدى رده على األسئلة و المداخالت‪ ،‬فمن الممكن أن يتلقى المحاضر‬
‫مداخلة محرجة‪ ،‬أو فيها إهانة أو تجريح‪ ،‬والمحاضر الفطن يتجاوز عن هذه المهاترات وال يضيع جهده المبذول في‬
‫المحاضرة في الرد على المداخالت الكيدية‪ ،‬فبإمكانه االعتذار عن الرد‪ ،‬أو الرد بكل حيادية وبدون انفعال وكأن شيئا‬
‫لم يذكر‪ ،‬ويستخدم تعابير مثل "مع االحترام لرأي الزميل‪" "...‬هذا رأي شخصي احترامه ولكن ال أتفق معه‪ "...‬كما من‬
‫الممكن جدا أن يتعرض المحاضر لالنتقاد على رأي أدلى به أو فكرة طرحها‪ ،‬وهنا عليه قبول النقد على انه للفكرة ال‬
‫لشخصه‪ ،‬واذا ما أراد الرد رد بتهذيب و أن يدافع عن رأيه بهدوء ومهنية‪.‬‬
‫وقد تطرح األسئلة أثناء المحاضرة وقد يتم تأجيلها حتى االنتهاء من كل المحاضرة‪ ،‬وهذا يرجع للمحاضر الذي من‬
‫حقه أحيانا أن يختار أحد األسلوبين‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التغلب على الرهبة في العرض الشفوي‬
‫من منا ال يشعر براهبة عندما يكون مطلوبا منه مخاطبة جمهور‪ ،‬خاصة عندما ال يكون عند المحاضر الخبرة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬فما هي مظاهر الرهبة والخوف وكيف يتغلب المحاضر عليها؟‬
‫قد يشعر المحاضر الغير المتمرس ببعض األعراض قبيل وأثناء تقديمه العرض الشفوي وهذه هي؛ سرعة في نبضات‬
‫القلب‪ ،‬ارتجاج اليدين‪ ،‬اهتزاز الركبتين‪ ،‬جفاف في الحلق‪ ،‬ارتعاش الصوت واحمرار الوجه‪ .‬ولتغلب على هذه األعراض‬
‫ينصح بما يلي‪:‬‬
‫بعض هذه األعراض ال يمكن أن يلحظها الجمهور‪ ،‬فال تحاول االعتذار عنها ألنك عند ذئب تلفت نظر‬ ‫‪−‬‬
‫الجمهور لها‪.‬‬
‫االستعداد المسبق والتمرن أمام األشخاص من األهل واألقارب‪ ،‬أو حتى أمام المرآة‪ ،‬وبقدر ما يصرف‬ ‫‪−‬‬
‫المحاضر من وقت وجهد بالتدريب وعمل تدريبات بقدر ما يكون عمله متقنا ويساعد على التغلب على الرهبة والخوف‪.‬‬
‫كما يمكن للمحاضر تسجيل محاضرته على فيديو وعرضها على نفسه ليرى أخطاءه ونقاط ضعفه‪ ،‬فيتجنبها في‬
‫الحاضرة‪.‬‬
‫ال تحفظ محاضرتك عن ظهر قلب وتحاول تسميعها‪ ،‬وانما افهم مضمونها ورتب األفكار الرئيسية التي تحويها‬ ‫‪−‬‬
‫ترتيبا منطقيا‪ ،‬ثم ارتجل مع القليل من المساعدة‪ ،‬كالعودة مثال إلى البطاقات أو شرائح العرض االلكتروني‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ال تحاول تقييم محاضرتك وأدائك أثناء تقديمك للمحاضرة‪ ،‬فكر فقط بمضمون المحاضرة وكيف تقوم بتفصيل‬ ‫‪−‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫افترض دائما أنك تقوم بعمل جيد وأنك تقدم عرضا قويا‪ ،‬هذا الشعور ثقتك بنفسك‪ .‬كما ال تفكر بالزمن أثناء‬ ‫‪−‬‬
‫تقديمك للمحاضرة‪ ،‬بمعنى ال تجعل أحدا يشعر أنك تنتظر انتهاء الوقت المخصص لك لترجع إلى صفوف الجمهور‬
‫المحاضرة تصبح عندها بمثابة العبء عليك‪.‬‬
‫خذ نفسا عميقا قبل البدء بالعرض الشفوي‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫توقع صدور أخطاء أو هفوات‪ ،‬فجل من ال يخطئ‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫األلفة مع مكان والجمهور‪ ،‬من األفضل للمحاضر وخاصة الغير المتمرس القدوم إلى مكان العرض مبك ار‬ ‫‪−‬‬
‫ليعتاد على المكان‪ ،‬كما يتعرف على الجمهور الحاضر ليسهل عليه التعامل معهم‪.‬‬
‫إذا أحب المحاضر ما يفعل أجاد ونجح‪.‬‬ ‫‪−‬‬

‫القسم الرابع‪:‬السرقة العلمية‬

‫المحور األول‪ :‬تعريف السرقة العلمية‬


‫أوال‪ -‬توضيح بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بالموضوع‬

‫‪-1‬السرقة العلمية‪:‬‬

‫السرقة الفكرية أو السرقة األدبية‪ .‬االنتحال والغش األكاديمي كلها مسميات مختلفة لمعنى واحد هو انتهاك حقوق‬
‫المؤلف واالعتداء على الحق المعنوي للمؤلف أو االعتداء على حق األبوة على المصنفات واألعمال الفكرية‪ .‬ويوجد‬
‫العديد من التعاريف التي قيلت في شأن السرقة الفكرية من بينها‪:‬‬
‫التعريف الذي قدمته وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة الملك سعود‪ ،‬بحيث ذكرت أن "السرقة‬
‫‪.‬‬
‫العلمية في ابسط معانيها بأنها استخدام غير معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين بقصد أو بغير قصد"‬
‫وقد ذكر دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية في إطار سلسلة دعم التعلم والتعليم في‬
‫الجامعة بأن "السرقة العلمية وانتحال هي شكل من ألشكال النقل الغير القانوني‪ ،‬وتعني أن تأخذ عمل شخص أخر‬
‫وتدعي أنه عملك" ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وتحدث السرقة العلمية بشكل مبسط في المحيط الجامعي‪ ،‬عندما يقوم الكاتب متعمدا باستخدام كلمات أو أفكار أو‬
‫معلومات (ليست عامة) خاصة بشخص أخر دون تعرف أو ذكر هذا الشخص أو مصدر هذه األفكار والمعلومات‪،‬‬
‫نسبها إلى نفسه‪ ،‬سواء تم ذلك ورقيا أو الكترونيا ‪.‬‬
‫وعموما فان مصطلح السرقة العلمية يطلق على الشخص الذي يقوم بانتحال معلومات أو أفكار اآلخرين دون اإلشارة‬
‫إليهم في المراجع‪ .‬وبال رغم من تعدد مسمياتها ما بين السرقة العلمية أو السرقة األدبية أو االنتحال‪ ،‬إال أن الجميع يتفق‬
‫على أنها عمل مجرم وسلوك خاطئ ومنافي لكل أخالقيات البحث العلمي األدب االجتماعي‪.‬‬

‫‪-2‬االنتحال‪:‬‬

‫االنتحال في اللغة يعني االدعاء‪ ،‬يقال فالن انتحل شعر غيره أو قول غيره إذا ادعاه لنفسه أو ادعى أنه قائله وتنحله‬
‫ودعاه وهو لغيره‪ ،‬ونحله القول أي نسبه إليه‪ .‬أما في اإلصالح فمعناه أن يدعي الشاعر شعر غيره وأن ينسبه إلى‬
‫نفسه على غير سبيل المثال‪ .‬وقد ورد في دليل تجنب االنتحال بجامعة كاليفورنيا التعريف التالي‪" :‬االنتحال هو‬
‫استخدام غير معترف به وغير مناسب لألفكار أو صيغة من لشخص أخر"‪ .‬وهو يعني بمفهوم عام قيام شخص بتبني‬
‫أفكار أو كتابات شخص أخر‪ ،‬واعتبارها ملكا له‪ ،‬دون اإلشارة إلى مصدرها بقصد أو بغير قصد‪.‬‬

‫‪-3‬حق المؤلف‪:‬‬

‫هو أحد أبرز حقوق الملكية الفردية‪ ،‬أو الحقوق الذهنية والفكرية‪ ،‬والتي تعرف بأنها‪" :‬كل ما يبدعه فكر اإلنسان‬
‫من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية ورموز وصور مستعملة في التجارة" ‪.‬‬
‫ويرى الكاتب عبد الرزاق السنهوري أن الحقوق الذهنية تشمل‪ :‬حق المؤلف وهو ما يصطلح على تسميته بالملكية‬
‫أدبية والفنية‪ ،‬والحقوق المتعلقة بالرسالة وهي ما يصطلح على تسميتها بملكية الرسائل‪ ،‬وحق المخترع وهو ما‬
‫يصطلح على تسميته بالملكية الصناعية‪.‬‬
‫وفين يعرف حق المؤلف بأنه‪" :‬تلك الملكية القانونية التي تخول المؤلف الحق بنسبة منتجه الفكري (المعبر عنها‬
‫ماديا) إليه‪ ،‬وتكفل له الحق في استغالله للكسب المالي بأية وسيلة قانونية مشروعة"‪ .‬وينطوي حق المؤلف على‬
‫جانبين من الحقوق‪ :‬جانب مادي ويشمل كل التصرفات المتعلقة باستغالل المصنف ماليا كالبيع أو اإليجار أو‬
‫الترخيص‪ ،‬وجانب معنوي وهو ما يعرف بحق األبوة الذي يجسد عالقة المؤلف بمؤلفه؛ ويقصد به حق المؤلف في‬
‫نسبة مصنفه إليه ‪ ،‬وتتميز الحقوق المعنوية المتعلقة بالشخصية بخاصيتين أساسيتين فهي ال تقبل التصرف فيها‬

‫‪23‬‬
‫وال الحجز عليها‪ .‬كما أنها حقوق دائمة وليست مؤقتة كالحقوق المالية‪ .‬ذلك أن هذه الحقوق تعتبر من بين الحقوق‬
‫المتصلة بشخصية المؤلف شأنها شأن الحقوق اللصيقة باإلنسان‪.‬‬

‫‪-4‬األمانة العلمية‪:‬‬

‫يشير مصطلح األمانة العلمية إلى المسؤولية التي يتوجب على جميع منتسبي الوسط األكاديمي االطالع بها (هيئات‬
‫جامعية‪ ،‬باحثين‪ ،‬أساتذة وطلبة)‪ ،‬ومعنى المسؤولية أن يلتزم الباحث باإلشارة إلى المصادر األصلية للمعلومات‬
‫المستخدمة في بحثه‪.‬‬
‫ويرى الكاتب (السيد الهواري) أن األمانة العلمية هي وسيلة للتدليل على أصالة البحث وجودته‪ .‬وبها يتمكن الباحث و‬
‫القارئ من الرجوع إلى األصل لمعرفة نص الكالم‪.‬‬
‫وقد ورد في دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية في إطار سلسلة الدعم التعلم والتعليم‬
‫في الجامعة‪ ،‬معنى األمانة العلمية كما يلي‪ " :‬أن تكون طالبا أمينا يعني أن تكون مسؤوال عن معلومات وأفكار‬
‫اآلخرين وتشير إلى مصادر المعلومات"‪ .‬ويقصد بها أيضا احترام حق المؤلف وعدم الغش وعدم الخداع والتضليل في‬
‫األبحاث والنتائج‪.‬‬
‫وينطوي تحت مفهوم األمانة العلمية جملة من المسالك والمحاذير التي يعتبر اإلقدام عليها بمثابة االنتهاك لحقوق‬
‫التأليف ومساسا بنزاهة األكاديمية‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫الغش‪ :‬ويقصد به المساس بسالمة البيانات ودقتها وترتيبها‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫الخداع والتضليل‪ :‬ويقصد به تعمد انتهاك قواعد البحث العلمي‪ ،‬وعدم اإلشارة إلى التهميش و‬ ‫‪−‬‬
‫اإلحاالت واالقتباس أو الترجمة‪.‬‬
‫التعدي على حقوق الملكية الفكرية‪ :‬ويقصد بها انتهاك حق المؤلف واالستيالء على جهده الفكري‬ ‫‪−‬‬
‫باالنتحال أو السرقة‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن هناك العديد من المصطلحات المرادفة لمفهوم السرقة العلمية أهمها‪:‬‬
‫السرقة الفكرية‬ ‫‪−‬‬
‫السرقة األدبية‬ ‫‪−‬‬
‫االنتحال‬ ‫‪−‬‬
‫القرصنة األدبية‬ ‫‪−‬‬

‫‪24‬‬
‫أما عن عالقة هذه المصطلحات ببعضها البعض فيمكن القول إن كل من مفهوم االنتحال والسرقة الفكرية يتقاطعان‬
‫ويتحدان في كونهما شكالن من أشكال اإلخالل باألمانة العلمية‪ ،‬والمساس بحق المؤلف الذي يعتبر من أبرز أشكال‬
‫حقوق الملكية الفكرية‪ .‬ومن جهة أخرى يتصل حق المؤلف باألمانة العلمية من خالل جزئية السرقة العلمية التي‬
‫تستهدف المساس بحقوق المؤلفين والسطو على أعمالهم بشكل غير مشروع‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬تعريف السرقة العلمية في اطار القرار الوزاري رقم ‪ 1082‬لسنة ‪ 2020‬المحدد للقواعد المتعلقة بالوقاية من‬
‫السرقة العلمية و مكافحتها‪:‬‬
‫ورد تعريف السرقة العلمية في القرار الوزاري رقم ‪ 1082‬في الفقرة األول ـ ــى من الم ـ ـ ـ ـ ـ ــادة الثالثة ‪ ،‬و ذلك في الفصل‬
‫الثاني منه‪ ،‬حيث جاء كما يلي‪" :‬تعتبر سرقة علمية بمفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو‬
‫األستاذ الباحث اإلستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم‪ ،‬أو من يشارك في فعل تزوير ثابت للنتائج أو غش في األعمال‬
‫العلمية المطالب بها‪ ،‬أو في أيمنشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"‬
‫المحور الثاني‪ :‬أكثر صور السرقة العلمية انتشا ار في األوساط األكاديمية‬
‫أوال‪ -‬صور السرقة العلمية وفقا لمنظور الفقه‪:‬‬
‫إن الحديث عن األخطاء التي يقع فيها العديد من الطلبة والباحثين عند إعداد البحوث العلمية ليس المقصود منها‬
‫الحديث عن تلك األخطاء العفوية التي يقع فيها الطلبة عند إعداد البحوث‪ ،‬بل المقصود منها التطرق لتلك الممارسات‬
‫األخالقية المنافية ألخالقيات البحث العلمي األكاديمي النزيه و االنتهاكات الخطيرة التي تمس بحقوق المؤلف‪ ،‬سيما‬
‫تلك األفعال التي تندرج ضمن مفهوم السرقة الفكرية أو االنتحال أو الغش في نتائج األبحاث إذ يعتبر عدم العلم الكافي‬
‫وعدم التمكن من تقنيات وفنيات إعداد البحث العلمي األكاديمي الصحيح‪ ،‬من بين األسباب التي تؤدي بطالبة و‬
‫الباحثين إلى الوقوع في هذه المخلفات‪.‬‬
‫وقد حدد دليل ضوابط األمانة العلمية الصادر عن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيات في إطار الخطة الوطنية‬
‫للعلوم والتقنية واالبتكار سبعة ‪ 07‬أنواع من الممارسات المخالفة لألمانة العلمية‪ .‬وذكر من بينها االنتحال والسرقة‬
‫العلمية في المادة ‪ 12‬التي نصت صراحة "يحضر على الباحث أن ينسب إلى نفسه جزءا أو كال من عمل غيره‪ .‬أو‬
‫اإلهمال إلى اإلشارة إلى مصدر أي فكرة مهما كانت"‪.‬‬
‫وفي ذات الصدد ذكر دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية في إطار سلسلة التعلم‬
‫والتعليم في الجامعة بعض األمثلة الشائعة لسرقة العلمية من أهمها‪:‬‬
‫‪ /1‬نقل المعلومات من األنترنت ونشرها أو إعادة استخدامها دون اإلشارة إليها بعالمة االقتباس؛‬
‫‪ /2‬إعادة صياغة األفكار أو معلومات من مواد منشورة أو مسموعة دون ذكر مصدرها الحقيقي؛‬
‫‪ /3‬تقديم أفكار في نفس الشكل والترتيب كما هي معروضة في مصدر أخر دون اإلشارة إليها؛‬

‫‪25‬‬
‫‪ /4‬شراء نص من شخص أخر واالدعاء أنه من تأليفك؛‬
‫‪ /5‬استخدام نص أو صورة أو فكرة لشخص أخر دون االستشهاد المناسب‪.‬‬
‫كما حدد الكاتب (السيد الهواري) في كتابه "دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية" ثمانية ‪ 08‬أشكال للسرقة العلمية‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫استخدام أفكار شخص أخر دون نسبتها إليه‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫اعتماد أسلوب مشابه ألسلوب مؤلف أخر في متن البحث دون اإلشارة إليه؛‬ ‫‪−‬‬
‫استخدام أسلوب شخص أخر ينقل الكلمات حرفيا دون اإلشارة إلى العبارات المنقولة؛‬ ‫‪−‬‬
‫عدم صحة التوثيق عن طريق إغفال ذكر اسم المؤلف أو عنوان المؤلف أو مكان نشر أو دار النشر‬ ‫‪−‬‬
‫أو السنة أو بلد النشر‪.‬‬
‫إسقاط بعض الكلمات عند النقل الحر في العبارات سواء تم ذلك بقصد أو غير قصد؛‬ ‫‪−‬‬
‫تبني أفكار وكتابات بعض المؤلفين المعروفين دقتهم أو نقص أمانتهم العلمية؛‬ ‫‪−‬‬
‫استخدام مقاالت الجرائد الموجهة لدعاية الحزبية أو الشعبوية‪ .‬أو الكتابات التي نشرت تحت ظروف‬ ‫‪−‬‬
‫الحرب؛‬
‫تضليل القارئ عن طريق إدراج مراجع في قائمة المراجع لم يتم استخدامها أصال في البحث؛‬ ‫‪−‬‬
‫وفيما يلي الصور األ كثر انتشا ار وشيوعا للسرقة العلمية‪:‬‬
‫‪-1‬النقل أو النسخ من اإلنترنت‪ :‬ساهمت شركة اإلنترنت بشكل مباشر في توفير كم هائل من المعلومات وسهلت‬
‫االستفادة منها بشتى الطرق بفضل خصائص (النسخ واللصق والقص)‪ ،‬أال يعني بـأية حال من األحوال عدم اإلشارة‬
‫إلى مصادر المعلومات وتوثيقها‪ .‬فاألنترنت شأنها شأن المصادر الورقية األخرى يمكن توثيق معلوماتها ألنها محمية‬
‫أيضا بموجب حقوق المؤلف‪.‬‬
‫‪-2‬كتابة أو إعادة صياغة أفكار أو معلومات دون ذكر مصدرها‪ :‬هو أن يقوم باحث ما بأخذ أفكار أو معلومات عن‬
‫كاتب أو باحث أخر وال يشير إلى ذلك في التهميش وينسبها إلى نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬شراء عمل أو بحث من شخص أخر‪ :‬من بين الظواهر المنتشرة أيضا للسرقة العلمية هو لجوء بعض األشخاص‬
‫من ذوي األموال إلى شراء األبحاث والكتب الجاهزة ونسبها إلى أنفسهم‪ ،‬أو دفع األموال إلى أشخاص آخرين للكتابة‬
‫نيابة عنهم لهم وتسمى هذه العملية بالسرقة العلمية المزدوجة؛ ألن األشخاص الذين يتقاضون أج ار عن هذا العمل عادة‬
‫ما يقومون بنقل المعلومات من عدة مصادر دون توثيقها‪.‬‬
‫‪-4‬سرقة الفكرة واألسلوب‪ :‬هي استخدام مفهوم أو رأي مماثل ال يدخل في إطار المعارف العامة‪.‬‬
‫‪-5‬االنتحال الفني‪ :‬هو إعادة تمثيل عمل شخص أخر باستخدام وسائط أخرى كالصور والنصوص والفيديو‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪-6‬االنتحال بالترجمة‪ :‬هي ترجمة المحتوى للغات أخرى واستخدامه دون اإلشارة إلى العمل األصلي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬صور السرقة العلمية وفقا للقرار الوزاري رقم ‪ 1082‬لسنة ‪: 2020‬‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القرار الوزاري رقم ‪ 1082‬على صور أو نماذج السرقة العلمي ـ ـ ـ ــة‪ ،‬و التي‬
‫هي كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطـ ـ ـ ـ ــع من مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال منش ـ ـ ـ ـ ـ ــور أو مـ ـ ـ ــن كتــب و‬
‫مجالت أو دراسات أو تقارير أو من مواقع الكترونية‪ ،‬أو إعادة صياغتها دون ذكر مصادرها أو أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪-‬اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين‪ ،‬أو دون ذكر مصدرها و أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪-‬استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها و أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪-‬استعمال برهان أو استدالل معين دون ذكر مصدره و أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪-‬استعمال إنتاج فني معين أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو مخططات في‬
‫نص أو مقال دون اإلشارة إلى مصدرها و أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪-‬نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة و اعتباره عمال شخصيا‪.‬‬
‫‪-‬الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي استخدمها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اإلستشفائي‬
‫الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكـر المترج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم و المصدر‪.‬‬
‫‪-‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اإلستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بإدراج اسمه‬
‫في بحث أو أيعمل علمي دون المشاركة في إعداده‪.‬‬
‫‪-‬قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث آخر لم يشارك في إنجاز العمل‪ ،‬بإذنه أو بدون إذنه بغرض المساعدة‬
‫على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪ ،‬و هو ما يعبر عن انتحال البحث بأكمله ‪.‬‬
‫المالحظ هنا هو أن الجامعة تساعد على انتهاك ميثاق أخالقيات الباحث العلمي عن طريق الترخيص لبعض‬
‫المجالس العلمية لبعض الكليات اشت ارط إدراج إسم المؤطر أو المشرف في البحث الذي يعده الطالب في شكل مقال و‬
‫الذي يلتزم طالب الدكتوراه بنشره في المجالت العلمية المصنفة‪ ،‬خاصة أن هذا األخير يعتبر شرطا لمناقشته أطروحته‪،‬‬
‫فما على الطالب الذي يكون في مركز ضعيف في هذه الحالة اال اإلصغاء لق اررات المجالس العلمية‪.‬‬
‫‪-‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اإلستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بتكليف الطلبة‬
‫أو أطراف أخرى بإنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث أو إنجازكتاب علمي و مطبوعة بيداغوجية أو‬
‫تقرير علمي‪.‬‬
‫‪-‬استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اإلستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر أعمال‬
‫الطلبة و مذكراتهم كمداخالت في الملتقيات الوطنية و الدولية أو لنشر مق ـ ـ ـ ـ ــاالت علمية بالمجالت و الدوريات‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تعيق هذه الصورة من السرقة العلمية التوسع في نطاق البحث العلمي‪ ،‬ألن ذلك يمنع األستاذ المؤطر من البحث‬
‫في نفس مجال المواضيع التي يقترحها لطلبته تخوفا منه اإلصطدام بنفس األفكار‪ ،‬خاصة أن األستاذ المؤطر يصحح‬
‫الخطة و يوفر لهم ما بحوزته من مراجع ‪ ،‬كما يرشدهم لعناوين و مؤلفات تخدم مواضيعهم كونه صاحب تخصص‪،‬‬
‫راجيا منهم تفوقهم‪.‬‬
‫‪-‬إدراج أسماء خبراء كأعضاء في اللجان العلمية للملتقيات الوطنية أو الدولية أو في المجالت والدوريات من أجل‬
‫كسب المصداقية دون علم و موافقة و تعهد كتابي من قبل أصحابها أو دون مشاركتهم الفعلية في أعمالها‪.‬‬
‫في األخير يالحظ ان الغرض من السرقة العلمية أو الغش العلمي بمختلف صوره يكمن في محاولة الباحث بناء‬
‫مستقبل أكاديمي خالفا للمبادئ و األسس اإلنسانية و العلمية التي تمليها علينا أخالقيات البحث العلمي من أمانة‬
‫علمية و نزاهة و عدم اإلنتحال العلمي‪ ،‬كما يمكن أن يحدث الغش و التزوير و اإلنتحال ألسباب أخرى كتبرير‬
‫التمويل الممنوح له و اإلستفادة من المكافآت المالية الممنوحة له‪ ،‬كاستفادته من عطلة علمية أو تربص علمي أو‬
‫عضويته في مشروع بحث‪.‬‬

‫القسم الخامس‪:‬إشكالية البحث‬


‫لعل العقبة التي يواجهها الكثير من الطلبة بل ويتخوفون منها عند إعداد البحوث التي يكلفون بها هي طرح إشكالية‬
‫للعمل الذي يقدمونه‪ ،‬ذلك أن هذا األمر هو أول ما سيكون محل انتقاد لهم‪ ،‬والغريب أن بعض الطلبة يبدأ في البحث‬
‫عن اإلشكالية بعد االنتهاء من كتابة البحث‪ ،‬مما يشير من جهة إلى أن األمر بالنسبة لديه مجرد إجراء إل ازمي تفرضه‬
‫منهجية البحوث ‪,‬والى الجهل بأهمية اإلشكالية في إعطاء البحث جودته ‪,‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫فإشكالية البحث باعتبارها ترتكز في األساس على المشكلة المدروسة‪ ،‬يعتبر إعدادها أخطر الخطوات في البحث‬
‫على اإلطالق وأهمها في مجال البحث العلمي‪ ،‬حيث تعتبر السؤال الجوهري‪ ،‬فإذا لم يتمكن الباحث من ضبطه وشرع‬
‫في إنجاز البحث فإنه سيقع حتما في مشكل تغيير السؤال في كل مرة وينتهي به األمر إلى البعد بشكل واضح وبعيد‬
‫عن‬
‫الموضوع الذي انطلق منه‪ ،‬والتوقف عن االستمرار في البحث بالنتيجة ‪.‬‬
‫فاإلشكالية التي يختار الباحث معالجتها تعتبر عامال يؤثر على كل سيرورة البحث‪ ،‬وعليها يتوقف نجاح البحث في‬
‫جزئه األكبر ‪,‬ذلك أنها تضع الباحث منذ البداية أمام رهانات الموضوع ‪ ،‬لذلك فإن اختيار إشكالية البحث ليس من‬
‫األمر السهل كما يبدو للوهلة األولى‪ ،‬بل األكيد أن تقييم نوعية البحث بعد االنتهاء منه والحكم على مدى ثرائه أسهل‬
‫بكثير من مباشرة البحث والبدء فيه‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف إشكالية البحث ‪:‬‬
‫تتعدد التعاريف المعطاة لإلشكالية ويمكن أن نسوق فيما يلي بعضا منها‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫*هي مجموعة أسئلة مطروحة في ميدان علمي‬
‫*اإلشكالية هي سؤال مهيكل‬
‫*هي نص قصير يعرض للقارئ مشكلة البحث‪.‬‬
‫ِ‬
‫المالحظ العلمي حول ظاهرة ما‪ ،‬تحتاج إلى إجابة منطقية قابلة للمراقبة ‪,‬وتمنح إمكانية‬ ‫مجموعة أسئلة يطرحها‬
‫القيام بعمليات منظمة حسب السلوكات التي تبديها الظاهرة أو المسار الذي تأخذه‬
‫فبعد اختيار مشكلة البحث تتم صياغتها في شكل إشكالية تتضمن عبارات لغوية بسيطة ودقيقة في آن واحد‪،‬‬
‫وتعبر عن المشكلة تعبي ار واضحا يحيط بأبعادها ‪ ,‬وتتسم في الوقت ذاته بالموضوعية وقابلية القياس‪.‬‬
‫فمن مواصفات اإلشكالية الجيدة‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬صفة الوضوح والدقة‪ :‬إن إشكالية البحث يجب أال تكون مبهمة أو غير عملية‪ ،‬فلو طرح أحد مثال إشكالية‬
‫"ما هي آثار اإلصالحات على حياة المواطن الجزائري؟" فإن هذا السؤال يبدو واسعا جدا وغامضا في الوقت ذاته‪ ،‬فعن‬
‫أي إصالحات نتكلم هل اإلصالحات االقتصادية أم االجتماعية أم السياسية أم الثقافية‪...‬الخ‪ ،‬وعن أي جانب من حياة‬
‫المواطن الجزائري سوف نتكلم‪ :‬هل الحياة المهنية أو العائلية أو عن كل جوانب الحياة؟ ‪ ....‬إلى غير ذلك من‬
‫التأويالت الممكنة لهذا السؤال‪ .‬إذن فقدرة الباحث على المعالجة الجيدة لإلشكالية تتوقف على وضوحها ودقتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬صفة الواقعية‪ :‬وهي تتعلق بإمكانية إنجاز البحث باألخذ بعين االعتبار قدرات الباحث والموارد المتاحة لديه‬
‫لمعالجة الموضوع‪ ،‬والوقت المتوفر له أيضا‪ .‬فعلى الباحث قبل صياغة اإلشكالية أن يتأكد من توفر هذه الجوانب حتى‬
‫ال يقع في معالجة سؤال صعب يتطلب زمنا طويال وموارد تتجاوز إمكانياته المادية مما يضطره إلى التوقف عن البحث‬
‫وبالتالي ضياع الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪-2‬مراحل اعداد إشكالية جيدة للبحث‪ :‬بشكل عام يمكن أن نميز مرحلتين اساسيتين إلعداد إشكالية جيدة للبحث‬
‫وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬إيجاد سؤال عام للبحث‪ :‬أول عقبة تواجه الباحث عن إشكالية جيدة هي من أين أحصل على فكرة البحث؟ ذلك‬
‫أن البحث يمر في ذهن الباحث أوال على شكل أفكار قبل أن يتمكن من تجسيده في شكل بحث متكامل ‪.‬بالنسبة‬
‫للطالب فإن اختيار سؤال عام للبحث يفرض عليه استشراف المعارف حول الموضوع المختار بالمطالعة ‪,‬أما الباحث‬
‫المتخصص فإن مواضيع البحث متوفرة أمامه ألنه يواجه مشاكل بحث عامة بصفة دائمة ‪.‬وعلى العموم يمكن أن‬
‫نشير إلى المصادر التالية التي يمكن للباحث أن يستقي منها فكرة البحث‪:‬‬
‫*التجربة الشخصية والمالحظة ‪:‬إن الحياة اليومية بمختلف ميادينها‪ ،‬سواء في مكان العمل‪ ،‬في الجامعة أو في أي‬
‫مكان آخر تمكننا دائما من مالحظة مشاكل تفتح أفقا ألفكار يمكن معالجتها في شكل بحوث علمية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫*المطالعة المنظمة ‪:‬إن المطالعة المنظمة تشكل أحسن وسيلة الكتشاف الظواهر التي تفتح أفقا لتساؤالت تكون‬
‫محل بحوث علمية قيمة‪.‬‬
‫*المشاكل الواقعية‪:‬في بعض األحيان قد يأتي المشكل إلى الباحث من تلقاء نفسه‪ ،‬كما نجد ذلك في حالة مسيري‬
‫المؤسسات الذين يتصلون بباحثين متخصصين من أجل إفادتهم بحلول لمشاكل قانونية تعاني منها المؤسسات التي‬
‫يشرفون عليها‪.‬‬
‫ب‪-‬صياغة السؤال النوعي(سؤال االشكالية)‪:‬‬
‫البد من صياغة االشكالية بطريقة دقيقة بحيث يكون كل لفظ محدد بطريقة موضوعية حتى يمكن مالحظته‬
‫وقياسه‪ .‬وفي هذا اإلطار البد أن يراعي الباحث جملة من الشروط ‪ -‬شروط الصياغة‪ -‬منها‪:‬‬
‫‪-‬اجتناب األخطاء النحوية والصرفية‪.‬‬
‫‪-‬االبتعاد عن طول العبارة الذي يفضي إلى الحشو بغير ضرورة‪ ،‬إ ذ العبرة بالدقة ال بطول العبارة‪.‬‬
‫‪-‬االبتعاد عن التراكيب الغامضة واأللفاظ المطاطية‪.‬‬
‫‪-‬التحديد الزماني والمكاني له دور كبير في إضفاء صفة الدقة على الصياغة ومن ث ّم على البحث كله‪.‬‬
‫‪-‬محاولة اعتماد األسئلة ذات الطابع التحليلي‪ ،‬مثل‪:‬كيف‪ ،‬لماذا‪ ،‬هل‪ ،‬ما مدى‪....‬و تجنب ما هو ‪ ،‬ما‬
‫هي‪...،‬حيث توحي عادة الى ان اإلجابات عنها تكون مباشرة و ال تحتاج الى تحليل‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like