Professional Documents
Culture Documents
فراشة من هيدروجين- م. وساط
فراشة من هيدروجين- م. وساط
رقمية
منشورات حِبر
1
مـبـارك وسـاط
طبعة ثانية
2020
منشورات حِبر
2
كوكب ُمعربد...
ٌ
عربد
كوكب ُم ْ
ٌ
فوق رأسي
ينزف مطراً
ُ
الطير
ّ
تبقى يداي سعيدتين
ْ
بنشيد طفولته
3
لفائـف سحريـة ()1
يَشيخ سعيداً
لفائف
َ خن
نُنصت ،نُد ّ
يخف وزنُنا
ّ ِسحري َ ّة،
ض ن ْف ُسها
األر ُ
ْ
عادت تجتذبنا
ْ َت ،فما
داخ ْ
الدوران!
عن ّ
تحسب أنّها كواكب
ُ غربان
ٌ
4
لفائف سحرية ()2
ِ
بألسنة الذين ركضوا نُغنّي
جر ِد ما ُو ِلدوا
ب ُِم َ ّ
ثالث غيمات
ُ ِفيما
األ ُ ّم ُ
هات في هذا المقهى
عظامنا
ُ فمضت
ْ
الساقط لكنّنا
أخانا ّ
بجله
نُ ّ
ِمن ّ
الدخان ُص ْغنا أطفاالً
وهناك تأللؤوا
5
لفائف سحريّة ()3
قلوب صغيرة ت ُ ِ
شقشق ٌ ِمن حولنا
بأس شديد
ٌ
خن وجداولُ النّسيم
لكنّنا ند ّ
ِلتستعملها العنادل
المضروبة ُ األعناق
6
ـربّـعات
الم َ
تـرسـو ُ
ْ
بارومتر اآلالم
الساحل
انزاحت نحو ّ
ْ كلّما
الشفق ،كل
نتأمل ّ كلّما بدأنا
ّ ّ
في ق َعر كأسه
الم َربّعات
إال وترسو ق ُرب رؤوسنا ُ
العصافير
التي تأسر بين أضالعها َ
بدأت أرقامنا
ْ
ـعـنا!
تـتـب َ ُ
ت الرحيل
مع ُ
أز ْ
وها إنّي ْ
بعيداً ،بعيداً
الكدمات
8
الص ْحراء
حتّى ّ
الدموع
كل هذي ّ أُفكّرِ :لم
َ ّ
التي تتشك َ ّل ِخ ْفيةً
أظافرنا
ِ تحت
ْ
األشجار
ْ تتوج ُس
ّ و ِل َم
الصحراء
حتّى ّ
التي تَنْبت فيها المسامير
ٍ
رعشات في ُمثل َ ّ ِث
ق في غابة
بر ٌ
ْ
الصيف
شرر في عيون ّ
ٌ
9
في ربيع العمر
الدموع
لم نُوقظ ّ
رأفةًْ ،
المتمددة جنب رأسينا
ّ
عم األرق ماّ وكل َ
ّ
أعالي الجبال
َ
المنْ َهكة
الجداول ُ
َ زو ْدنا
ّ
ومسكّنات
بنغمات ُ
كُن َ ّا بع ُد في ربيع ُ
العمر
ضع التائهين
الر ّ
لقبيلة ّ
دفعت بنا العصافير تواً
ْ حت َ ّى
ّ
السـتـين
إلى مشارف ّ
امتزج بهمسك
َ واح ٌد منها
نعد
ثم طار بعيوننا فلم ْ
ّ
نُدرك منه
10
الرفيف!
إال ّ
لكنّنا ،بكل تأكيد
ّ
سنسترجع هاتيك العيون
خير
ٍ
11
أصنع سهاماً
ُ
ضراوةً
أكن قط مستكيناً
لم ْ ّ ْ
نع سهاماً
أص ُ
واآلن ْ
ِ
َطرات نَبيذ من ق
12
ليت لي
َ
«ليت لي قلباً بقلبي،»...
أن يُحلّق
أول ي ُ ْمكنه ْ ق َلب
ٌ ّ
وأن
للطيورْ ، ً
أخا ّ
تبدد
هصر وي َ ّ
يتألّم ،ي ُ َ
يسهر علي
ُ وآخر
ُ
ّ
فرق عني جيوش األرق
يُ ّ
وال ي ْت ُركُني أمنح ابتساماتي
الضوء
المسكوكة من بُقَع ّ
وال خ ُُطواتي
تتبرج
لهذي الهاوية التي ّ
أمام قدمي
ّ
تمردي ِ
ال يتركني أنْث ُُر لحظات ّ
األعشاب
ْ على نوم
13
حـيـرة
فخاً لطائر
أنصب ّ
ْ لم
ْ
ب َشجرة
ال جنْ َ ِن ُ
مت قلي ً
الطائر
لم ّح ُ
غرس ُ
وانْ َ
جذورها
ِ أسافل
ِ حتّى
في اآلبار
عين تجوس
ٌ وثمة
ّ
الصفر نفسه
دائر َة ّ
الذي َر َس َم ْته ُ أنْفاسي
الو ْعر
أمضي في سبيلي َ
ـطت
وسـق َ ْ
ت َوإذا ما تعث ّ ْر ُ
الو ْعر
أمضي في طريقي َ
ْ
كانت قدماي المارقتان
ْ إن
ال أقل ُق ْ
أن أفعله
فما الذي ي ُ ْمكن ْ
ت يوماً جدوالً
رأي ُ
-أنا الذي ْ
يتحصن -
ّ فقلت :جاء ِل
حلم
في ُ
الشجرة
تستطيعه ّ
ُ ما الذي
تأجيل المطر
ُ تم
أن ّ
بعد ْ
15
وأين طريقي ،اآلن
الضوء يتخفّى
وقد بدأ ّ
في الذّهب؟
16
ِذ ْكـرى
اُ ُ
صم ْت
أشتري النّوم
ت ْأنا الذي كنْ ُ
ٍ
بنقود مسكوكة من أعصاب الجبين
الحلم سوى
وال أرى في ُ
الع ْصفور
يغرق ُ
ُ فيها
الريح
طفئ جمرةُ ّ
وتنْ ُ
قم لتكون حاضراً لالستقبال
قال أبي
17
أن أَ َحد أسالفنا
ذلك ّ
أبحر
قد ْ
ْ
18
بِحَنين
أستدرج كوابيس
ُ أحياناً،
ـل
صمتي َجـب َ ٌ
مكسو بالجليد
ّ
أن أُمسك
علي إال ْ فـما
ّ
عن الكالم
ألتزل َ ّج وأنْـتَـشي
أمتع من هذا
ُ لكن
ْ
بعض الكوابيس
ُ
الصحراء ُ البحر
وتتذكّر ّ
ِبحنين
19
البِـئـر
حلم!)
(كما في ُ
خار ونصالُ النّغم تتصاعد من البئر التي يُنْكــران ُوجو َدهــا في غُرفــة كان ب ُ ٌ
ِ
الف ُ ْن ُد ِق هاته وأنا أؤك ّـ ُده ...عـبـثـ ـاً ي َ ْس َعـيـــان -جــاري ِولْيــام األرمنــي
والخادمة -إلى إقـنـاعي !
أبـقـى
يُحاوالن تشكيكي ،لكنّني ْ
20
ـض علي بالبقاء
فليـُقْ َ
ّ
في غ ُْربَتي هاته
طن
مع رائحة النّمل التي ت َ ّ
حول المصباح
توج ُد بئر
كانت ال َ
ْ إن
ْ
21
رســالـة إلى نفسي
السماء ُملبّدة
ّ
بِزعيق صفّارات اإلنذار
السمكة
في وسط النّهر ،تَظهر ّ
آكلة ُ الغرقى.
تتعرى.
ّ المقابلة ،امرأة ٌ
الضفة ُ
على ّ
وها هي تَسبح على ظهرها ،تتلذّذ
ِمن ُركبتيها.
22
ٍ
فرات اع ُد َش
ص َغضبُها ي َ َ ّ
تُصيب الكثير من صغار الطير.
التّعيسة؟
خائف من َ ّ
الشفرات ٌ ربّما هو
احتضنت
ْ التي
حبّه األول.
ُ
ّ
أأبقى هنا
ِم ْن عظامي؟
23
زمن القَتَلة
ُ
طرفة)
(إلى َ
قيّدوا قائمتيه
تسكّع طوي ً
ال
24
شرب حتّى شعشع ِظل ُّه
وتركه ْم يَفـصدون
ُ
25
اكـتـئـاب
وطن العين
ُ
حجر أو منطاد
َم ِ
الصعود
بالمنطاد يمكنك ّ
في الفضاء
وصهيل األرض
ُ
ينداح من كتفيك غناؤها من
ُ
عينيك
قد ت َ ْغ ِمز ُ
العشب تُقَبّل النّدى
فلها شفاه
ِ
حانات المدينة تجوب
ُ وربّما
ُ
26
في تلك األيّام الخوالي
الشكيمة
قوي ّ كُنا َشعباً
ّ
الع ُدو
َ عيونُنا تقْ ِذ ُف
ّ
جيل ِ
ِش ُه ٍب بحجارة من س ّ
ب ُ
هدير الموج
ُ فيها ي ُ ْس َم ُع
مالحم عظيمة
ُ وتنْعكس
حين نت َذكر ّ
أن عيونَنا
ت َ َصل ُّباً
قعر
كل في ْ
ننزوي ،كئيبينٌّ ،
27
موجة
عيون غرقى
َ ألن لنا
ّ
ألن حياتـنـا
ّ
الدموع!
خالية من ّ
28
إن تقف أمام كـهـف
ما ْ
29
كُـ ْن ُ
ـت مـن أبـطال هومـيروس
أري ُد نهراً ي ُ َو ّ
شح صدري
الحلم
رأيت في ُ
ُ فالبارحة،
نازلت آخيل
ُ أني
في اإللياذة
ِمن هذا
30
بـمـزمـاري
ْ
أشجاراً فتبدأ
يَغرسون ْ
في الغناء
وكانت األنغام
الصفراء التي
بنبتاته ّ
ب
الح ّ
قط ُتعرف ّ
ْ لم
بناطوره األعمى
ض
األر ِ
الذي ال ي ُ َمي ّ ُز بين ْ
31
وباقي الكواكب!
تلزمها
ُ آه! هذه الوحشة
واحة
هذا البستان
32
يـوتـوبـيــا
القلب بوحشتك
ُ أخيراً ،أيّها
القليلة الغامضة
غطى حدائق
يا قلبي الذي َ ّ
بالنبضات
الضوء
أنت ،يا هذا ّ
وها َ
ب متحمساً
ته ّ
ُ
ّ
الطيور
ائتمنتك ّ
َ فقد
الشجعان اَّل
والم حون ّ
التحقوا بنا
33
بنادقهم
أيضاُ ،متهـيّـئ
ً أنا،
سينير طريقنا
ُ الضوء
ّ
والمالحون َسيمخرون بنا عباب البحر
وقوسي وكنانتي
على كتفي!
الرتيبة
حر ُر األمواج من حياتها ّ
سن ُ ّ
ونجعلها تمشي على أقدام
غيداً مرحات
34
قيم لهذي الشموس التائهة
ون ُ ُ
الفقيرة
السوسنات ً
أعشاشا بين ّ
ْ
وبقصائد مضيئة
الحروب القديمة
سنفتدى َسبايا ُ
لماياكوفسكي
الصبايا ْ
ومن تشأ من ّ
تحولن إلى أسماك
َ اللواتي
ن ُ ِع ْدها َ
سيرتها األولى!
سننجح!
35
وقـــــائــــع
الحـقـتـني
الصباحَ ،
هذا ّ
السنجاب
على امتداد شارع ّ
حيثَ ،دوماً
ُ -
أقوم بنزهتي-
ـت
وحين ابت َ َس ْم ُ
جذور وعصافير!
ٌ لها
36
الظهيرة ،ك ُ ْن ُ
ت أمشي وأثناء ّ
الشاطئ
على ّ
أيضا ،تتبعني!
ً وكانت،
ْ
إبطها
دغدغت ْ
َ إن
ْ
فستهذي بأسمائك
لم
أن شيئاً من ذلك ْ
إال ّ
ت
فابت َ َس ْم ُ
يتحقق ْ
ْ
واح ٍد من ْ
أحالم طفولتي كانت ،في َ
ْ
قد اجتُـث َ ّ ْ
ـت!
37
أمام عيني
ّ
معافاةً ،رهيفةً ،منسابةً
السلطعون الذي
ثم كان ّ
ّ
الصخر
ينحت في ّ
ُ
والفلكيّات البرمائيّات
عاشقات األعشاش!
ُ آه! الفلكيات
38
الشمس تُلوح جسدي
ُ وكانت
ّ
ِ
لكن ال شيءَ من هذا كل ّه
ْ
خطوةً
في شارع
السنجاب!
ّ
39
حـكـايـة
أن يُال ِك َم َ ّ
الزبَد يستطيع ْ
ُ
فأجهش بالبكاء
َ
ومن ُدموعه
جدداً تكو ِ
نت اليدان ُم ّ ّ
مرة ،نزل َ ّ
الد َرج أكثر من عشرين ّ
َ
40
في ِحداد
الدم
إال من رائحة ّ
وبقايا كوابيس
41
َعياء
كأساً أُخرى
الزعاف
الشراب ّ
من هذا ّ
وداعاً
السوداء
في التماعات األزهار ّ
وكثيراً ما يستشعرون في رئاتهم
آالم المسلولين
َ
ب من الموسيقى
ض ْر ٌ
والتّعاسة هي َ
والطيور المعدنية
ّ
42
الزئبق
التي يجري في عروقها ّ
مع األنْغام
ِ
يُمكنها أن ت ُ َحل ّق حتّى داخل دم
األغصان
اُتركيني ق ِلقاً
حقّاً ،إن ِ
قلت وداعاً
َستسري في عظامي
السموم هاته
كون كأس ّ
في ُس ِ
أصابعك
ُ التي ت ُ ِ
الم ُسها
برهبة والتذاذ
43
وقفت إلى جانب البئر
ُ
ِ
السحليّـــة ِ ِ
أنت لست اآلن في الغرفة -ألنك تبحثين في الحديقة ،عن ّي أو عن ّ
غارت في رائحة العسل -فيما ،من النافذة ،تدلف اآلهــة ،قادمــة من فم
ْ التي
حدب ظهور المناضد وتُحيل أغنيتي إلى غبار.
بعيــد ،فت ُ ّ
ل بيوتـاً عديــدة
حـو َ ـه ُد عيــونهم
السحرة ،صـ ْ
أنا اآلن على الشاطئ :أمامي َ ّ
ّ
فتنشب حــروب ويتســاقط نخــــاع ُ كررون، إلــى دخان .العالـم رهيب ،ي ُ ّ
كل هائم... وتشتد آالم شوكي كثير في صحون الباذنجان المقلي
ُ َّ ّ ّ
شــاب مرة هل تُزعجني قرقعة ُ عظامك أثناء النوم .حدث ذلك ليلةَ ِ
َ سألتـني ّ
وهماً أنه َمطر .ومضينا معاً إلى الحديقة ،فوقفنااأللم يتساقط ُم ِ
ُ القمر .وكان
إلى جانب البئر التي تَحلم ببلد بعيد.
أذهب غــداً
َ مرر يدي على سنام منضــدة ،وأُدرك أني لن ُ
وها أنا ،من جديد ،أ ّ
جدي ،وأنك ستصفينني بالكسول ،العبثي ،بالتائه األبدي.
ّ ِلرؤية عظام
ّ ّ
ـدد أحيانــاً ،تكون ماضياً فـي طريقك ،فإذا بنحلة تعـ ُ
ـترض سبيلـــك ،تتمـ ّ
أمامك في عرض الشارع ،فتبقـى واقفاً فوق ضحكتك ،ويحيّيك صديق يُوناني
لم تل ـ ْذ يَبذر قمح اإللياذة في أثالم كفـــــه اليســرى ،فتقــف مشــدوهاًْ ،
إن ْ
بال ِفرار.
44
لتقيت بالحصان
ُ ا
إن ٍ أمضي شاحباً ،ال أتوقف إال جنب الفتاة التي ّ
تمد يدها فوق بحــيرة تقــولُ ّ
الطحالب ذات األحذية
ِ استمر ِت السمكة الحمراء في ّ
عض ّ ماءها سينضب إن
الحديد.
ـده قــرب
ـوم بلــغ أشـ ّ
وأنا لم أركب اليوم حصاني ألنه كان قد نسي حدوة يـ َ
ِ
الضفاف!
جدول ،وأصبح يهاب ّ
ٍ
التقيت بالحصان في آخر تانغو بباريس ،وبالفتــاة حين كن ّــا نلبس جواربنــا
ُ
أمام إحدى الكاتدرائيات ،وسرعان ما وجدنا نفســينا ن َ ْصـ ِفــ ُ
ـر في طنجــة.
ِ ِ
الشـتاء أغنامــــه.
ـرب ّ َي فيهــا ّروت لي كيف كانت ترسم دوائر خضراء ِلـيُــ َ
ْ
وقالت إن َ ّها بدورها ربّت فراشة من هيدروجين في َش ْعرها.
ـديل
ـاخترقت ُشــعلة ُ قنـ ٍ
ْ ـاال ،فـ
ركلت تمثـ ً
ُ أخبرتُها بأني ،في الطفولة ،كنت قد
لت قارورة من ظل يمامة ،أُسارع
وكنت ،كلما تشك ّ ْ
ُ حشداً من الكالب نحوي.
ّ
إلى َمل ْ ِئها بماء بارد!
45
والتفاحة في يدي...
تعبــث بشعري.
ُ ِ
ويدك والتفاحة في يدي تكاد تختنق.
46
انتظار
العنُق.
الرجل النحيف يبتسم لفتاة قبالته ،تَقْر ُع الهواء البارد بمطرقة ُ
َّ
ِصداه .أكانت تلك الهمسةَ التي قصــمت
وارتفـع صوت ،فارتطمت ركبتان ب َ
َ
مسدســاته إلى أصــداغ الســيارات .في الــوقت
ّ وجهَ المطر
ظهر الجمل؟ ثم ّ
َ
لكن تابوتاً َمــرق
ّ ضغط الموسيقي على زناد األرغن .والحافلة ال تأتي،
َ نفسه
ّ
على عجالته المضيئــة.
بالرابية ،قبــالتي،
أطللت من النافذة ،فإذا َ ّ
ُ قبل أن نخرج لننتظر األوتوبيس،
لصصت .ثم ِس ـ ْر ِت أمــامي لكي نَنتظــر،
شعرت بالذنب لكوني ت َ ْ
ُ عارية تماماً.
تقرعين الهواء بمطرقة العنق.
ِ
صاب
ُ السيكوباتية تُحل ّق جنب نوافذ الفندق ،وال يأتي األوتوبيس .ن ُ
السواطير ّ
ّ
بِرذاذ القهوة التي تهمي من عين الغــراب ،وال أمــل .تتكــاثر الشــفاه حــول
ِ
عديك بألمي ،وال أمل.األشجار ،وأ ُ
48
ويُقْبل نحونا التابوت على عجالته .يقف أمامنا ،نحن المنتظرين .التــابوت
فارغ ،يستلقي فيه واح ٌد منا ،فيُـقـلـع به إلى مكان مجهول.
49
الصـبـاح... ُ إن كُـنْ ُ
ـت مـنْـذ ّ ْ
حس ـب
لعوم أو في أنابيب القصبَ ،
ساب في ب ُ ٍ
ُ أترك قلقاً ينْ
ُ ت من يُجامل.
لس ُ
ْ
كنت منــذ
وإن ُ
ْ مزاج زهرة اآلس على كتــف النّديمــة لينــا.
ُ وكيف هو
َ الطقس
ـام
تتحم ُس أي ّ َ الصباح في هـذه الحانـة ،جنب هـذه النّافـذة ،بعظـامي الـتي
ّ
ّ
المآسي ،فذلك للتعبير عن تضامني.
جارها
أشـ َ
جعلت منهم الغابــة القريبــة ْ
ْ مع من! مع أولئــك األقــزام الــذين
القَصيرة!
ث
حي ُ
ـررْ ، ِح ِ
صات ِل َصـفير أظــافري المــأخوذة ب ُاألَ ْولى اآلن اإلنْ
المتَكـ ّ
لمهــا ُ ُ
ـح
ممرضــة -يتّضـ ُ
تقترب منّي امرأة في لباس ّ
ُ هر ،بدايةً ،في شاطئ .بعدها،
أظ ُ
ْ
ليست سوى لينا -حاملةً في يدها حقنةً تقولُ إنّها مملوءة بفودكا روســيّة
ْ أنّها
وجه ُ إبرتها نحو ذراعي!
ثم ت ُ ّ
خالصة! ّ
فجأةً ،أتنبّه ِلما َحولي.
وأ ُ ُ
شيح بوجهي نحو النّافذة ،فما الذي أراه في األعالي؟
طيور غريبة تحلّق فــوق الغابــة القريبــة ،الــتي جعلت من أولئــك األقــزام
ٌ
المساكين أشجارها القصيرة!
50
فهرس
ـربّـعات 7 ................................................
الم َ
تـرسـو ُ
ْ
كُـنْ ُ
ـت مـن أبـطال هومـيروس 30 .............................
52
عن مبارك وساط:
-صدر لهُ:
ِ
الشعر:
في ّ
7دار البيض77اء -1990 ،طبع77ة ثاني77ة:
-على َد َرج المياه العميقة (طبع77ة أولى :دار توبق77ال ،الّ 7
منشورات عكاظ ،الرباط - 2001 ،طبعة ثالثة ،رقميّة :منشورات ِحبر،)2020 ،
َ -محفوفًا بأرخبيالت( ...طبعة أولى :منشورات عكاظ -2001 ،طبعة ثانية ،رقميّة :منش7ورات
ِحبر،)2020 ،
-راية الهواء (طبعة أولى :منشورات ُعكاظ -2001 ،طبعة ثاني77ةَ ،رقمي ّ77ة :منش77ورات ِح 7بر،
،)2020
-فراشة من هيدروجين (دار النّهضة العربيّة ،بيروت 7-2008 ،طبعة ثانيةَ ،رقميّة :منشورات
ِحبر،)2020 ،
رجل يبتسم للعصافير (منشورات الجم77ل ،ب77يروت-بغ77داد- 2011 ،طبع77ة ثاني77ةَ ،رقمي ّ77ة:
ٌ -
-أَخْ ِف األجراس في األعشاش ،مئة من قصائدي( ،منشورات ِحبر ،طبعة رقمية،)2021 ،
53
ِ ِ
الشعر ،في دورتها
للشعر ونقد ّ
-في ،2018حصل مبارك وساط على جائزة سركون بولص ّ
األولى.
الرباط،)2004 ،
منسي ،لعبد اللطيف اللعبي (منشورات الموجةّ ، تكوين
ٍ شذرات من ِس ْف ِر
ٌ -
ّ
-نادجا ألندري بريتون (منشورات الجمل ،بيروت-بغداد،)2012 ،
شمس من أهدابك ،مختارات ِشعرية لجمال ال77دين بن ش77يخ (منش77ورات ِح 7بر،
ٌ سوف تُولَد
َ -
،)2020كتاب رقمي.
ّ
الدين ،منشورات ِح 77بر،2020 ،
-دمي الذي يرشو اليأس ،مختارات ِش ْعريّة ونثريّة لمحمد خير ّ
كتاب َرقمي.
ّ
-قرية مجانين ونصوص أُخرى ،مختارات لهنري ميشو ،منشورات ِحبر ،طبعة رقميّة.2021 ،
ــــــــــــــــــــــــ
54