You are on page 1of 6

‫مــفطـرات ال ــصي ــام امل ــعاصـ ــرة‬

‫اعداد الطالبة‬

‫سارة رياض ال شعبان‬

‫الشعبة‬

‫‪007‬‬
‫مفطرات الصيام المعاصرة‬

‫‪ ‬تعريف الصيام‪-:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الصيام في اللغة‬
‫في لسان العرب ‪:‬الصوم اإلمساك عن الشيء‪ ،‬والترك له‪ ،‬ولذلك قيل للصائم صائما ً إلمساكه عن الشراب‬
‫ص ْوما ً فَلَ ْن أُك َِل َم ا ْليَ ْو َم‬ ‫والطعام والنكاح‪ ،‬وقيل للصامت صائماً؛ إلمساكه عن الكالم ومنه ‪﴿:‬إِنِي نَذَ ْرتُ ِل َّ‬
‫لرحْ َم ِن َ‬
‫سياً﴾‪.‬‬
‫ِإن ِ‬

‫قال أبو عبيدة ‪ :‬كل ممسك عن طعام‪ ،‬أو كالم‪ ،‬أو سير‪ ،‬فهو صائم‪.‬‬
‫قال البيضاوي‪ :‬الصوم في اللغة اإلمساك عما تنزع إليه النفس‪.‬‬

‫‪ o‬ثانيا‪ :‬تعريف الصيام في الشرع‬


‫كان لكل مذهب من المذاهب األربعة تعريف عن الصيام وهم‪:‬‬
‫‪ o‬عند األحناف‪ :‬اإلمساك عن أشياء مخصوصة‪ ،‬وهي األكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والجماع‪ ،‬بشرائط‬
‫مخصوصة‪.‬‬
‫‪ o‬عند المالكية‪ :‬اإلمساك عن شهوتي الفم‪ ،‬والفرج‪ ،‬وما يقوم مقامهما‪ ،‬مخالفةً للهوى في طاعة‬
‫المولى‪ ،‬في جميع أجزاء النهار‪ ،‬وبنية قبل الفجر‪ ،‬أو معه إن أمكن‪.‬‬
‫‪ o‬عند الشافعية ‪ :‬إمساك مخصوص‪ ،‬في زمن مخصوص‪ ،‬من شخص مخصوص‪.‬‬
‫‪ o‬وعند الحنابلة‪ :‬إمساك عن المفطرات‪ ،‬من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس‪.‬‬

‫‪‬تعريف المفطرات‪-:‬‬
‫مفســـدات الصـــيام‪ ،‬وقـــد بحثهـــا الفقهـــاء وذكـــروا الخـــالف في بعضـــها‪،‬وقــد يــذكر شــيء منهــا‬
‫لتخــريج مســألة معاصرة عليها بحيث يستفاد منه الحكم الشرعي‪.‬‬
‫جمعها الغزالى بقوله‪:‬المفطرات ثالثة‪ ،‬دخول داخل‪ ،‬وخروج خارج‪ ،‬وجماع‪.‬‬

‫‪‬تعريف المعاصرة‪-:‬‬
‫ظهرت في عصرنا‪،‬أي انالمفطرات التي ظهرت في عصرنا الحديث‪.‬‬
‫‪‬المفطرات المتفق عليها في الشرع‪-:‬‬
‫هناك مفطرات دل النص واإلجماع على أنها مفسدة للصيام‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪3‬ـ الجماع‪.‬‬ ‫‪2‬ـ الشرب‪.‬‬ ‫‪1‬ـ األكل‪.‬‬

‫ب ّللاُ لَ ُك ْم َو ُكلُواْ َواش َْربُواْ َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم‬


‫ش ُروهُنَّ َوا ْبتَغُواْ َما َكت َ َ‬‫ودليل هذه الثالثة قوله تعالى‪َ ﴿ :‬فاآلنَ بَا ِ‬
‫الصيَا َم إِلَى الَّل ْي ِل ﴾([‪)]11‬‬ ‫س َو ِد ِمنَ ا ْلفَجْ ِر ث ُ َّم أَتِ ُّمواْ ِ‬
‫ض ِمنَ ا ْل َخي ِْط األ َ ْ‬
‫ط األ َ ْبيَ ُ‬
‫ا ْل َخ ْي ُ‬

‫‪4‬ـ دم الحيض والنفاس‪.‬‬

‫ودليله حديث أبي سعيد الخدري أن رسول هللا صل هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫(( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم))‬

‫‪‬المفطرات المعاصرة‪-:‬‬
‫تنقسم المفطرات المعاصرة الى قسمين‪:‬‬
‫‪ ‬المفطرات المعاصرة الداخلة إلى بدن الصائم‬
‫‪ ‬المفطرات المعاصرة الخارجة من بدن الصائم‬

‫أوال‪ :‬المفطرات المعاصرة الداخلة الى بدن الصائم‪:‬‬


‫‪ o‬ما يدخل عبر الفم‬
‫المسألة‪ :‬األقراص التي توضع تحت اللسان‪.‬‬
‫التعريف بها‪ :‬أقراص توضع تحت اللسان لعالج بعض األزمات القلبية‪،‬تمتص مباشرة بعد وضعها بوقت قصير‬
‫وال يدخل إلى الجوف شيء من هذه األقراص‪.‬‬
‫حكمها ‪ :‬هذه األقراص ال تفطر الصائم؛ ألنه ال يدخل منها شيء إلى الجوف‪ ،‬بل تمتص في الفم كما سبق‪.‬‬

‫‪ o‬ما يدخل إلى الجسم عبر األنف‬


‫المسألة‪ :‬القطرة في االنف‬
‫التعريف بها‪ :‬األنف منفذ إلى الحلق كما هو معلوم بداللة السنة‪ ،‬والواقع‪ ،‬والطب الحديث‬
‫حكمها‪ :‬اختلف الفقهاء المعاصرون في التفطير بالقطرة على قولين‬

‫القول األول‪ :‬أنه ال يفطر‬

‫الدليل‪ :‬أن الدواء الذي في هذه القطرة مع كونه قليالً فهو ال يغذي‪ ،‬وعلة التفطير هي التقوية والتغذية ـ كما‬
‫سبق تقريره ـ وقطرة األنف ليست أكالً وال شرباً‪ ،‬ال في اللغة‪ ،‬وال في العرف‪ ،‬وهللا تعالى إنما علق الفطر‬
‫باألكل والشرب‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن القطرة في األنف تفطر‪.‬‬

‫الدليل‪ :‬أن النبي قال في حديث لقيط بن صبرة ‪(( :‬بالغ باالستنشاق إال أن تكون صائماً))‪ .‬فالحديث يدل على‬
‫أنه ال يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬الذي يظهر لي عدم التفطير بقطرة األنف‪ ،‬ولو وصل شيء منها إلى المعدة ؛ لما سبق من أنها ليست‬
‫أكالً وال شربا ً وال في معناهما ‪ ،‬وأيضا ً ألن الواصل منها أقل بكثير من المتبقي من المضمضة فهي أولي بعدم‬
‫التفطير ‪ ،‬وهللا تعالى أعلم بالصواب‪.‬‬

‫‪ o‬ما يدخل إلى الجسم عن طريق األذن‬


‫‪ o‬المسألة‪ :‬القطرة في االذن‬
‫حكمها‪ :‬اختلف الفقهاء المعاصرون في التفطير بالقطرة على قولين‬
‫القول األول‪ :‬إذا صب دهن في األذن أو أدخل الماء أفطر‪ ،‬وهو مذهب األحناف‪ ،‬والمالكية‪ ،‬واألصح عند‬
‫الشافعيةومذهب الحنابلةـ إذا وصل إلى دماغه‪.‬‬
‫وقد ذهب هؤالء إلى القول بالتفطير‪ ،‬بنا ًء على أن ما يوضع في األذن يصل إلى الحلق‪ ،‬أو إلى الدماغ‪ ،‬فهذا‬
‫صريح تعليلهم‪.‬‬
‫ولذلك جاء في منح الجليل “فإن تحقق عدم وصوله للحلق من هذه المنافذ ـ يقصد األنف واألذن والعين ـ فال‬
‫شيء عليه”‬
‫القول الثاني‪ :‬أنه ال يفطر‪ ،‬وهو وجه عند الشافعية‪ ،‬ومذهب ابن حزم وبنى هؤالء قولهم على أن ما يقطر في‬
‫األذن ال يصل إلى الدماغ‪ ،‬وإنما يصل بالمسام‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬المسألة ترجع إلى التحقق من وصول القطرة التي في األذن إلى الجوف‪ ،‬وقد بين الطب الحديث أنه‬
‫ليس بين األذن وبين الجوف وال الدماغ قناة ينفذ منها المائع إال في حالة وجود خرق في طبلة األذن‬
‫فإذا تبين أنه ال منفذ بين األذن والجوف فيمكن القول ـ بنا ًء على تعليالت القائلين بالتفطير ـ أن المذاهب متفقة‬
‫على عدم إفساد الصيام بالتقطير في األذن‪.‬‬

‫‪ o‬ما يدخل الجسم عن طريق العين‬


‫اختلف الفقهاء هل تعتبر العين منفذا ً كالفم‪ ،‬أو ليس بينها وبين الجوف قناة‪ ،‬وال تعد منفذاً‪ ،‬وإنما يصل‬
‫ما يوضع فيها إلى الجوف عن طريق المسام‪.‬‬
‫فذهب األحناف‪ ،‬والشافعية إلى أنه ال منفذ بين العين والجوف‪ ،‬أو الدماغ‪ ،‬وبنا ًء على ذلك فهم ال يرون‬
‫ما يوضع في العين مفطراً‪.‬‬
‫وذهب المالكية‪ ،‬والحنابلة إلى أن العين منفذ إلى الحلق كالفم‪ ،‬واألنف فإن اكتحل الصائم ووجد طعمه‬
‫في حلقه فقد أفطر‪.‬‬
‫وقد بحث شيخ اإلسالم خالف الفقهاء في الكحل‪ ،‬وانتصر لعدم التفطير به‪ ،‬وذكر في ذلك بحثا ً ال مزيد‬
‫عليه‪.‬‬
‫والطب الحديث أثبت أن هناك قناة تصل بين العين واألنف‪ ،‬ثم البلعوم‪ ،‬فالصواب ـ في مسألة وجود‬
‫منفذ أو عدمه ـ مع المالكية‪،‬والحنابلة‪،‬إال أنه يبقى اعتبارات أخرى في مسألة القطرة‪ ،‬ال بد من‬
‫مراعاتها كما سيأتي وال يتوقف األمر عند كون العين منفذا ً أو ليست منفذاً‪.‬‬
‫المسألة‪ :‬القطرة في العين‬
‫حكمها‪ :‬اختلف الفقهاء المعاصرون في التفطير بالقطرة على قولين‬
‫القول األول‪ :‬ذهب أكثر أهل العلم إلى أن قطرة العين ال تفطر‪ ،‬أن القطرة في العين ال تفطر ألنها ليست‬
‫منصوصا ً عليها‪ ،‬وال بمعنى المنصوص عليه‪ ،‬والعين ليست منفذا ً لألكل والشرب ولو لطخ األنسان قدميه ووجد‬
‫طعمه في حلقه لم يفطره؛ ألن ذلك ليس منفذا ً فكذلك إذا قطر في عينه‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن قطرة العين تفطر‪ :‬قال به من المعاصرين ‪ ،‬علماء التشريح يثبتون أن هللا خلق العين‬
‫مشتملة على قناة تصلها باألنف‪ ،‬ثم البلعوم‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬الذي يظهر ـ وهللا تعالى أعلم ـ أن أرجح القولين القول األول‪ ،‬وأنه ليس هناك ما يعتمد عليه في جعل‬
‫قطرة العين مفسدة للصيام‪.‬‬

‫‪ o‬الحقنة الجلدية أو العضلية ‪:‬ال تفطران ألنها ليست أكالً وال شربا ً وال بمعناها وهو اختيار العالمتين ابن باز‬
‫وابن عثيمين رحمهما هللا تعالى‪.‬‬

‫الحقنة الوريدية المغذية ‪:‬تعتبر من المفطرات ألنها في معنى األكل والشرب‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ o‬الحقنة الشرجية ‪:‬الجمهور من األئمة األربعة تفطر ألنه يصل إلى الجوف‪ .‬واختار شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫وهو مذهب الظاهرية أنها ال تفطر ألن الحقنة الشرجية ال تغذي بل تستفرغ ما في البدن كما لو شم شيئا من‬
‫المسهالت وهو اختيار العالمة ابن عثيمين إن كانت المادة دوا ًء وليست مغذية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفطرات المعاصرة الخارجة من بدن الصائم‪:‬‬


‫‪ o‬التبرع بالدم‬
‫بحث الفقهاء المتقدمون مسألة الحجامة من حيث التفطير بها‪ ،‬وعدمه‪ ،‬وهي تشبه تماما ً التبرع بالدم‪ ،‬ففي كل‬
‫منهما إخراج للدم‪ ،‬وإن كان الهدف من التبرع إعانة‪ ،‬اآلخرين‪ ،‬والهدف من الحجامة التداوي‪ ،‬ولكن ال أثر‬
‫للمقصود منهما على مسألة التفطير في الصيام‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقهاء في الحجامة على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن الحجامة تفطر وتفسد الصوم‪ ،‬وهو مذهب الحنابلة‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وابن المنذر‪ ،‬وأكثر فقهاء‬
‫الحديث‪،‬واختاره شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫دليلهم‪:‬‬
‫‪1‬ـ قوله‪ ((:‬أفطر الحاجم والمحجوم)) ‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن الحجامة ال تفطر‪ ،‬وهو مذهب الجمهور من السلف والخلف‪.‬‬
‫األدلة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ حديث ابن عباس (( احتجم رسول الل‪r‬وهو صائم)) ‪ ،‬وفي لفظ عند الترمذي ((احتجم وهو صائم محرم))‬
‫قالوا وهو ناسخ لحديث (( أفطر الحاجم والمحجوم))‪.‬‬
‫‪ o‬أخذ الدم للتحليل ونحوه‪ :‬ال يفطر وال أدلة له على انه يفطر‬

‫‪‬المصادر‪-:‬‬
‫‪ ‬مفطرات الصيام المعاصرة د‪ .‬أحـمد بن محمد الخليل‬
‫‪ ‬الصيام شريعة وحقيقة للشيخ األستاذ فوزي محمد أبوزيد‬

You might also like