You are on page 1of 20

‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬

‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫احلذف يف أسلوب الشرط يف القرآن الكريم‬


‫ً‬
‫(سورة البقرة أمنوذجا)‬
‫(‪)‬‬
‫أ‪ /‬نهى صاحل حممد حريف‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ,‬والصالة والسالم على أشرف خلق هللا أجمعين سيدنا‬
‫محمد النبي األمين عليه وعلى آله الصالة والسالم إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد‪،،،‬‬
‫فاألصل في بناء الجملة العربية– كما اتفق النحاة– أن تكون جميع أركان‬
‫الجملة مذكورة‪ ,‬فمثال الجملة االسمية البد و أن يكون ركانها األساسيان‪ -‬المبتدأ‬
‫والخبر– موجودين‪ ,‬وال ُيحذف من الجملة إال بوجود قرينة أو دليل‪ .1‬واللغة العربية‬
‫من أكثر اللغات التي توسعت في استخدام الحذف في سياق الكالم لما تميزت به‬
‫هذه اللغة من ميل لالختصار واإليجاز‪ .2‬وللحذف في العربية ضروب عدة شملت‬
‫جميع أجزاء الكالم سواء إن كان هذا في أركان الجملة األساسية كالمسند والمسند‬
‫إليه أو في باقي مكونات الجملة مما يمكن االستغناء عنه كالمفعول أو الحال‪.‬‬
‫تعريف احلذف‪:‬‬
‫أوالً – في اللغة‪:‬‬
‫يدور المعنى اللغوي للحذف في أغلب معاجم اللغة حول معنى البتر أو‬
‫القطع‪ ,‬وذلك بأن تقطع جزًءا من أصل ثابت‪ ,‬وتُبقى هذا األصل ليدل على‬
‫ف َذَنب‬ ‫الشيء من َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫المحذوف‪ ,‬فيعرف الحذف بأنه‪َ :3‬ق‬
‫ط َر ُ‬
‫الط َرف كما ُي ْح َذف َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬
‫ْ‬
‫ِّق‪ ،‬قال األعشى‪:‬‬ ‫الز ُّ‬
‫وف‪ّ :‬‬ ‫الم ْح ُذ ُ‬
‫الشاة‪ ،‬و َ‬
‫ّ‬
‫ِ‪4‬‬
‫امى َف َما َيْن َفكُّ‪ُ ...‬ي ْؤَتى ِب ُم َ‬
‫وك ٍر َم ْح ُذوف‬ ‫َق ِ‬
‫اع ًدا َح ْوَل ُه َّ‬
‫الن َد َ‬

‫(‪)‬أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‪ :‬معيدة بقسم اللغة العربية‪ -‬كليةة ادداب بةالوادي الجديةد‪ -‬جامعةة‬
‫أسيوط‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫فالن بجائزة‬ ‫ٍ‬ ‫الرمي عن ِّ‬


‫جان ٍب‪ ،‬و َّ‬
‫جانب‪ .‬وتقول‪َ :‬ح َذفني ٌ‬ ‫الض ْرب عن‬
‫ُْ‬
‫الح ْذف‪َّ :‬‬
‫و َ‬
‫بالس ْيف‪ :‬على ما َف َّس ْرتُه من َّ‬
‫الض ْرب عن جانب ‪.5‬‬ ‫وح َذَفه َّ‬
‫صَلني‪َ .‬‬ ‫أي‪َ :‬و َ‬
‫ثانيا‪ -‬الحذف عند النحاة‪:‬‬ ‫ً‬
‫تحدث النحاة عن الحذف ضمن أبواب النحو المختلفة‪ ,‬ألن هذا العارض قد‬
‫يدخل على أى جزء في الجملة العربية‪ ,‬والنحاة عرضوا لهذه الخصيصة من‬
‫خصائص العربية ضمن حديثهم عن حذف العامل أو إضماره‪ ,‬ولكن ُجل حديثهم‬
‫كان على المعنى المقصود بعد الحذف بحيث ال يؤثر المحذوف على سياق‬
‫الجملة وال يخل بمعناها‪ ,‬وقد اعتبر النحاة أن هذا الشرط هو األساس إلجراء‬
‫الحذف في الجملة‪ ,‬فيمكنك أن تحذف ما شئت من الجملة بشرط أن يصل المعنى‬
‫المراد للسامع أو القارئ بوضوح‪ ,‬واعتمدوا في ذلك على وجود القرينة الدالة على‬
‫المحذوف من العبارة‪.‬‬
‫فالحذف مرتبط بقصد المتكلم‪ ،‬وعلم المخاطب‪ ،‬ولذلك فإن "كل ما كان‬
‫معلوماً في القول‪،‬جارياً عند الناس‪ ،‬فحذفه جائز لعلم المخاطب"‪َ .6‬و ِّم َّما يحذف‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لعلم اْل ُم َخاطب ب َما يْقصد َل ُه َق ْولهم‪َ :‬ال َعَل ْيك‪ ،‬إَّن َما ُي ِّر ُيدو َن َال َبأْس َعَل ْيك‪َ ،‬وَق ْو ْ‬
‫لهم‪:‬‬
‫ِّ َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ َّ‬
‫َع َشى‪:‬‬ ‫ال ْاأل ْ‬ ‫َل ْي َس إال َوَل ْي َس غير‪ ،‬إَّن َما ُي ِّر ُيدو َن َل ْي َس إال َذلك‪َ .‬ق َ‬
‫الس ْفر ِإ ْذ َم َضى َم َهال‬ ‫ِن ِفي َّ‬ ‫ِإ َّن َم َحالًّ َوإ َّ‬
‫‪7‬‬
‫ِن ُمْرَت َح ًال‪َ ...‬وإ َّ‬
‫‪8‬‬
‫ويروي ِّإ ْذ مضوا‪.‬‬
‫اسعا هو اهتمام داللي‪ ،‬يعتمد على‬
‫اهتماما و ً‬
‫ً‬ ‫والحذف عند النحاة قد أُعطي‬
‫ذهن المخاطب والمتكلم وعلمه بالجملة وما ُحذف منها؛ و ذلك لخلق باب أوسع‬
‫في تخيل المعنى والبعد عن وضعه في قالب محدد‪.‬‬
‫وقد اشترط النحاة للحذف عدة شروط‪ ،‬ذكرها ابن هشام في مغنيه ومنها‪:‬‬
‫األول‪ :‬وجود دليل إن كان المحذوف عمدة‪ ،‬أما إن كان فضلة فالشرط أن ال‬
‫يكون في حذفه ضرر‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫الثاني‪ :‬أال يكون ما يحذف كالجزء‪ ،‬فال يحذف الفاعل وال نائبه وال ما يشبهه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ال يكون مؤكدا‪ ،‬فال يحذف العائد في نحو قولك‪ :‬الذي رأيته نفسه‬
‫زيد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن ال يؤدي حذفه إلى اختصار المختصر‪ ،‬فال يحذف اسم الفعل دون‬
‫معموله‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن ال يكون عامال ضعيفا‪ ،‬فال يحذف الجار والجازم والناصب‬
‫للفعل إال في مواضع قويت فيها الداللة وكثر استعمالها‪ ،‬وال يمكن القياس عليها‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن ال يكون عوضا عن الشيء‪ ،‬فال تحذف ما في (أما أنت‬
‫منطلًقا)‪ ،‬وال التاء من نحو‪" :‬عدة وزنة"‪.‬‬
‫إذا دار األمر بين أن يكون المحذوف المبتدأ أو الخبر‪ ،‬فقيل يكون المبتدأ‬
‫يل"‪ 9‬هل يقدر فصبري صبر جميل‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫وقيل يكون الخبر‪ ،‬مثاله‪َ " :‬ف َصْبٌر َجم ٌ‬
‫‪10‬‬
‫يقدر فصبر جميل أمثل من ضده‪.‬‬

‫تعريف الشرط لغة‪:‬‬


‫‪11‬‬
‫أيضا بأنه االلتزام بعقد‬
‫الشرط‪ :‬العالمة‪ .‬وأشراط الساعة‪ :‬عالماتها ‪ ،‬ويعرف ً‬
‫معين‪ ,‬أو اتفاق محدد فيقول ابن سيده عنه‪" :‬الشرط ‪ :‬إلزام الشيء والتزامه في‬
‫البيع ونحوه والجمع شروط"‪.12‬‬
‫اصطالحا‪ُ :‬يعد الخليل أول من استخدم كلمة المجازاة فى‬
‫ً‬ ‫تعريف الشرط‬
‫تعريف الشرط وتبعه سيبويه فى استخدام هذا المصطلح ويقول عن الشرط‪" :‬واعلم‬
‫أن حروف الجزاء تجزم األفعال وينجزم الجواب بما قبله"‪ ،13‬ففعلي الشرط عند‬
‫الخليل وسيبويه مرتبطان بعامل واحد وهو أداة الشرط وهما مجزومان؛ لذا ُيعرف‬
‫الشرط بأنه‪" :‬تعليق شيء بشيء‪ ،‬بحيث إذا وجد األول وجد الثاني‪ ،‬وهو أسلوب‬
‫لغوي له مكوناته وأركانه‪ ،‬وهى أداة وفعالن‪ ،‬الثاني منهما يترتب حصوله على‬
‫حصول األول‪ ،‬أو هو جواب وجزاء له‪ ،‬وقد سمى هذا األسلوب بجزئه (الشرط) إذ‬

‫‪277‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫أن فعل الشرط جزء منه‪ ،‬والشرط في حقيقته فعل‪ ،‬وال يكون غير ذلك‪ ،‬ويختلف‬
‫عن الجزاء الذى قد يكون فعالً أو جملة اسمية"‪ .‬إذن فأسلوب الشرط هو أسلوب‬
‫كال من فعل الشرط وجواب الشرط بحدوث بعضهما‪ ،‬فال وجود للجواب‬
‫يرتبط فيه ً‬
‫دون وقوع الشرط‪.‬‬

‫شروط حذف عناصر مجلة الشرط ‪:‬‬


‫أوًال – شروط حذف أداة الشرط ‪:‬‬
‫مسألة حذف أداة الشرط وبقائها في الجملة من المسائل الخالفية الواسعة بين‬
‫جمهور النحاة‪ ،‬فمنهم من قال بعدم حذفها من الجملة؛ ألنها أساس الربط بين فعل‬
‫الشرط وجوابه‪ ،‬ومنهم من قال بحذفها ألن المعنى معروف وواضح دون لبس وهذا‬
‫يجوز‬
‫هو شرط الحذف األساسي ألى ركن من أركان الجملة‪ ،‬وتوسط فريق بينهما ّ‬
‫حذفها وبقاءها‪ .‬والحديث في أغلب كتب النحو عن األداة (إن) باعتبارها أم باب‬
‫الجزاء وما ينطبق عليها ينطبق على باقي أخواتها (وإن كانت قد اختُصت ببعض‬
‫مناقشا لهذه المسألة‪" :14‬ال يجوز حذف أداة‬
‫ً‬ ‫الخصائص وحدها)‪ ،‬يقول السيوطي‬
‫الشرط (ولو) كانت (إن في األصح) كما ال يجوز حذف غيرها من الجوازم وال‬
‫حذف حرف الجر وجوز بعضهم حذف (إن) فيرتفع الفعل وتدخل الفاء إشعا ار‬
‫اّلل" ‪.15‬‬ ‫الص َال ِة َفُي ْق ِسم ِ‬
‫ان ِب َّ ِ‬ ‫بذلك وخرج عليه قوله ‪َ " :‬ت ْح ِب ُسوَن ُه َما ِم ْن َب ْع ِد َّ‬
‫َ‬
‫"إن" وال‬
‫مذهب جمهور النحويين أنه ال يجوز حذف أدوات الشرط‪ ،‬ال ْ‬
‫‪17‬‬
‫شرطه أن يتقدم عليهما طلب بلفظ الشرط ومعناه أو‬ ‫غيرها‪ .16‬وحذف األداة‬
‫بمعناه فقط فاألول نحو‪ :‬ائتني أكرمك‪ ،‬تقديره‪ :‬ائتني فإن تأتني أكرمك فأكرمك‪،‬‬
‫مجزوم في جواب شرط محذوف دل عليه فعل الطلب المذكور هذا هو المذهب‬
‫الصحيح‪ ،‬والثاني نحو قوله ‪ُ " :‬ق ْل َت َعاَل ْوا أَْت ُل َما َحَّرَم َرُّب ُك ْم َعَلْي ُك ْم"‪ ،18‬أي تعالوا‬
‫فإن تأتوا أتل وال يجوز أن يقدر فان تتعالوا ألن تعال فعل جامد ال مضارع له وال‬
‫ماضي‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ثانيا‪ -‬شروط حذف فعل الشرط ‪:‬‬


‫ً‬
‫ومنفيا بال نحو‪:‬‬
‫ً‬ ‫خير فخير‪،‬‬
‫يجوز حذف الشرط لداللة المعنى مثبتًا نحو‪ :‬إن ًا‬
‫وإال يعل مفرقك الحسام‪ ،19‬تقديره‪ :‬وإال تطلقها‪ ،‬وحذف فعل الجواب‪ ،‬وحذف فعل‬
‫الشرط‪ ،‬ال يكون إال في (إن) وحدها‪ ،‬وأجاز ابن عصفور أنه ال يجوز حذف فعل‬
‫الشرط في الكالم إال بشرط تعويض (ال) من الفعل المحذوف‪ ،‬ليس بشيء‪.20‬‬
‫ولخص المرادي شروط حذف فعل الشرط وهى‪:21‬‬
‫األول‪ :‬أن ما لم يعلم من شرط أو جواب؛ لكونه ال دليل عليه ال يجوز حذفه‪،‬‬
‫وذلك واضح‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن حذف الشرط أقل من حذف الجواب‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أنه ال يشترط في حذف الشرط أن يكون مع إن‪ ،‬ولكن حذفه بدون‬
‫إن قليل‪ ،‬وحذفه معها كثير‪ ،‬وأنشد على حذفه مع غيرها‪:‬‬
‫ام ٍر‪ ...‬وَال يْنج ِإَّال ِفي َّ ِ‬
‫ظَّن َة ع ِ‬
‫الص َفاد َي ِز ُ‬ ‫َم َتى ُت ْؤ َخ ُذوا َق ْسًار ِب َ َ‬
‫‪22‬‬
‫يد‬ ‫َ َ ُ‬
‫أراد‪ :‬متى تثقفوا تؤخذوا‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬أنه ال يشترط في حذف فعل الشرط تعويض ال من الفعل المحذوف‬
‫خالفا البن عصفور واألبدي فإنهما قاال‪ :‬ال يجوز حذف فعل الشرط في الكالم إال‬
‫بشرط تعويض ال من الفعل المحذوف‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ -‬شروط حذف جواب الشرط‪:‬‬
‫يعد حذف جواب الشرط أكثر أنواع الحذف الموجودة في أسلوب الشرط‪،‬‬
‫الكتّاب يميلون لحذف الجواب تاركين للمتلقي تخمين المعنى‬ ‫فمعظم الشعراء و ُ‬
‫المطلوب وهذا ألنه معلوم مما تقدم عليه من فعل الشرط وتعلق به‪ ،‬وما اتفق عليه‬
‫جمهور النحاة عند حذف الجواب من أسلوب الشرط أن يكون فعل الشرط في زمن‬
‫‪23‬‬
‫أو معنى‪ ،‬وإذا كان فعل الشرط في زمن المضارع فال ُيحذف‬ ‫ظا‬
‫الماضي لف ً‬
‫جواب الشرط إال للضرورة الشعرية‪.24‬‬

‫‪279‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫وجمع األستاذ عباس حسن شروط حذف جملة جواب الشرط وهى‪:25‬‬
‫األول‪ :‬إن يدل دليل عليها بعد حذفها‪ ،‬وال يصلح جو ًابا؛ ويتحقق هذا الشرط‬
‫بأن يسبقها‪ ،‬أو يكتنفها "أي‪ :‬يحيط بها"‪ ،‬أو يتأخر عنها‪ ،‬ما ال يصلح جو ًابا‪،‬‬
‫ولكنه يدل على الجواب المحذوف؛ مثل‪" :‬أنت الشجاع إن قلت الحق في وجه‬
‫الظالم"‪ ،‬فالجملة الجوابية في المثال محذوفة؛ لوجود ما يدل عليها؛ وهو الجملة‬
‫التي قبلها‪ ،‬أو التي تحيط بها‪ ،‬وال تصلح جو ًابا‪ .‬واألصل‪ :‬أنت الشجاع‪ ،‬إن قلت‬
‫الحق في وجه الظالم‪ ،‬فأنت الشجاع‪ ،‬ومثال الدال عليها وهو متأخر ال يصح‬
‫وك َفَق ْد ُك ِذَب ْت ُر ُس ٌل ِم ْن َقْب ِل َك"‪ ،26‬أي‪ :‬فال تحزن؛ فقد‬ ‫ِ‬
‫ِن ُي َكذُب َ‬
‫جو ًابا‪ ،‬قوله ‪َ " :‬وإ ْ‬
‫كذبت رسل من قبلك‪ ،‬فالدال على الجملة الجوابية قد يكون قبلها‪ ،‬أو بعدها‪ ،‬أو‬
‫طا بها‪ .‬وهو في كل حاالته ال يصلح جو ًابا‪.‬‬
‫محي ً‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون فعل الشرط‪ -‬في غير الضرورة الشرعية‪ ،‬وعند غير‬
‫ظا ومعنى بحسب أصله‪ ،‬أو معنى فقط ؛ كالمضارع المسبوق‬ ‫ماضيا لف ً‬
‫ً‬ ‫الكوفيين‪-‬‬
‫ظا ومعنى قول الشاعر‪:‬‬ ‫بالحرف‪" :‬لم"‪ .‬فمثال الماضي لف ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَن ْح ُن أُوُلو اْل َمآث ِر ِم ْن َقد ٍ‬
‫ِ ‪27‬‬
‫ام‬
‫ِن َج َح َد ْت َمآثَرَنا اللَئ ُ‬
‫يم‪َ ...‬وإ ْ‬
‫ظا قول الشاعر‪:‬‬ ‫ومثال الماضي معنى ال لف ً‬
‫‪28‬‬
‫اء َة ُم ْج ِرِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِل َم ْن َت ْطُل ُب ُّ‬
‫الدْنَيا ِإ َذا َل ْم ُت ِرْد ِب َها‪ُ ...‬سُر َ‬
‫ور ُمح ٍب أ َْو إ َس َ‬
‫فإن لم يكن فعل الشرط ماضيا بأن كان مضارعا لفظا ومعنى لم يصح‪ -‬في‬
‫األرجح‪ -‬حذف الجملة الجوابية إال إن سد مسدها جملة أخرى بعدها تدل عليها‪،‬‬
‫إن َت ْج ًهْر ِباْلَق ْو ِل َفِإَّن ُه َي ْعَل ُم‬
‫وال يستقيم المعنى بجعلها هي الجواب؛ كقوله ‪( :‬و ْ‬
‫اْل َّسَر َوأَ ْخ َفى)‪ ،29‬واألصل‪ :‬وإن تجهر بالقول فإنه غني عن جهرك‪ ،‬فحذف‬
‫ْ‬
‫الجواب األصلي‪ ،‬وسد مسدة جملة‪" :‬فإنه يعلم السر"‪ ،‬وهي جملة بعده شغلت‬
‫مكانه‪ ،‬وال يستقيم المعنى على اعتبارها الجواب الحقيقي؛ ألن الجهر بالقول ال‬

‫‪280‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫دائما؛ سواء أوجد جهر بالقول أم‬


‫يترتب عليه أن هللا يعلم السر؛ إذ هللا يعلم السر ً‬
‫لم يوجد‪.‬‬

‫تطبيق على حذف أداة الشرط‪.‬‬


‫لم يحذف العرب أداة الشرط إال في نطاق محدد في كالمهم‪ ،‬فقد اشترطوا‬
‫أمور معينه؛ وذلك ألن أداة الشرط هي الرابط بين جملتي الشرط‬
‫لهذا الحذف ًا‬
‫معا‪ ،‬وفى حالة عدم وجودها تفقد الجملة ما يجعلها قوة متماسكة مع‬
‫والجواب ً‬
‫بعضها البعض‪ ،‬ومن شروط حذف األداة‪ :30‬أن يتقدم على أداة الشرط وفعل‬
‫الشرط طلب بلفظ الشرط ومعناه أو بمعناه فقط فاألول نحو‪ :‬ائتني أكرمك تقديره‬
‫ائتني فإن تأتني أكرمك‪ ,‬فأكرمك مجزوم في جواب شرط محذوف دل عليه فعل‬
‫الطلب المذكور هذا هو المذهب الصحيح والثاني نحو قوله ‪ُ " :‬ق ْل َت َعاَل ْوا أَْت ُل َما‬
‫َحَّرَم َرُّب ُك ْم َعَلْي ُك ْم"‪ 31‬أي تعالوا فإن تأتوا أتل وال يجوز أن يقدر فان تتعالوا ألن‬
‫تعال فعل جامد ال مضارع له وال ماضي حتى توهم بعضهم أنه اسم فعل"‪.32‬‬
‫عموما) ُيجزم‬
‫ً‬ ‫فالجملة المتضمنة لمعنى النهى أو الدعاء أو التمني (الطلبية‬
‫اعتمادا على أداة الشرط المحذوفة‪ ،‬والتي تُقدر في معنى الطلب سواء‬
‫ً‬ ‫فعلها الثاني‬
‫مثال‪ ،‬إال أن‬
‫إن كان هذا الطلب بالفعل صراحة أو بما ينوب عنه كة (اسم الفعل) ً‬
‫غوبا في تحقيقه‬
‫محبوبا ومر ً‬
‫ً‬ ‫ابن هشام قد حدد أن تُحذف األداة إذا كان الفعل‬
‫محبوبا كدخول الجنة والسالمة‬
‫ً‬ ‫فيقول‪" :‬وشرط الحذف بعد النهي كون الجواب ًا‬
‫أمر‬
‫في قولك ال تكفر تدخل الجنة وال تدن من األسد تسلم فلو كان أم ار مكروها‬
‫كدخول النار وأكل السبع في قولك ال تكفر تدخل النار وال تدن من األسد يأكلك‬
‫مستحبا حدوثه‬
‫ً‬ ‫تعين الرفع"‪ .33‬فالطلب عند ابن هشام هو ما كان فيه ًا‬
‫خير للمرء‬
‫وإال كان هذا خارجا عن معنى الطلب وبالتالى خارج عن معنى الشرط وال يجوز‬
‫فيه جزم الفعل ولكن يجب رفعه لعدم وجود جازم في الجملة‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يل ا ْذ ُكُروا ِن ْع َم ِتي َّال ِتي أَْن َع ْم ُت َعَلْي ُك ْم َوأ َْوُفوا‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫مسألة‪ :‬قوله تعالي‪َ" :‬يا َبني إ ْسَرائ َ‬
‫َ‬
‫اي َف ْارَهُبو ِن"‪.34‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب َع ْهدي أُوف ب َع ْهد ُك ْم َوإَِّي َ‬
‫أوًال‪ -‬تحليل اآلية‪ :‬فموضع الشاهد من ادية هو قوله ‪َ " :‬وأ َْوُفوا ِب َع ْه ِدي‬
‫(ب َع ْه ِّدي) الجار والمجرور متعلقان‬ ‫ُوف ِب َع ْه ِد ُكم"‪( ،‬وأَوُفوا) عطف على اذكروا ِّ‬
‫أ ِ‬
‫ْ َْ‬
‫(ب َع ْه ِّد ُك ْم) الجار والمجرور‬ ‫بأوفوا (أ ِّ‬
‫ُوف) فعل مضارع مجزوم ألنه جواب الطلب ِّ‬
‫متعلقان بأوف‪.35‬‬
‫ثانيا‪ -‬أثر حذف األداة‪ :‬فجملة الشرط السابقة قد حذفت منها األداة‪ ،‬والتقدير‪:‬‬
‫ً‬
‫ِّ ‪36‬‬
‫"إن توفوا أوف" ‪ ،‬وحذفت أداة الشرط هنا لتضمن األمر معنى الشرط‪ ،‬وألنه طلب‬
‫محبوب الفعل ُحذفت أداته‪ ،‬وادية الكريمة التي بين أيدينا تضمنت معنى الشرط‬
‫المحبوب‪ ،‬فاهلل ‪ ‬يطلب من عباده من بنى إسرائيل أن يوفوا بعدهم مع هللا وفى‬
‫تفسير معنى هذا العهد يقول السمرقندي‪" :‬أ َْوُفوا ِّب َع ْه ِّدي‪ ،‬أدوا ما افترضت عليكم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أُوف ِّب َع ْهد ُك ْم مما وعدت لكم‪ .‬أو‪ :‬أوفوا بطاعتي أوف لكم بالجنة‪ .‬و ً‬
‫أيضا‪ :‬أوفوا‬
‫بعهدي في دار محنتي على بساط خدمتي في حفظ حرمتي‪ ،‬أوف بعهدكم في دار‬
‫نعمتي على بساط قربتي بسني رؤيتي"‪ ،37‬وهذا العهد مطلوب تنفيذه ومستحب‬
‫العمل به حتى يوف هللا لهم عهده الذى عاهدهم به‪ .‬لذا كان حذف أداة الشرط من‬
‫دواعي بالغة الطلب‪ ،‬ليحثهم على سرعة االمتثال لعهد هللا وااللتزام به حتى‬
‫يجازيهم هللا خير الجزاء‪.‬‬
‫ُوف ِب َع ْه ِد ُك ْم"‬
‫وأبو حيان يفسر معنى الشرط هنا بقوله‪" :‬وأَوُفوا ِبعه ِدي أ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫وانجزام المضارع بعد األمر نحو‪ :‬اضرب زيداً يغضب‪ ،‬يدل على معنى شرط‬
‫سابق‪ ،‬وإال فنفس األمر وهو طلب إيجاد الفعل ال يقتضي شيئاً آخر‪ ،‬ولذلك يجوز‬
‫االقتصار عليه فتقول‪ :‬أضرب زيداً‪ ،‬فال يترتب على الطلب بما هو طلب شيء‬
‫أصالً‪ ،‬لكن إذا لوحظ معنى شرط سابق ترتب عليه مقتضاه‪ .‬وقد اختلف النحويون‬
‫في ذلك‪ ،‬فذهب بعضهم إلى أن جملة األمر ضمنت معنى الشرط‪ ،‬فإذا قلت‪:‬‬

‫‪282‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫اضرب زيداً يغضب‪ ،‬ضمن اضرب معنى‪ :‬أن تضرب‪ ،‬وذهب بعضهم إلى أن‬
‫جملة األمر نابت مناب الشرط‪ ،‬ومعنى النيابة أن التقدير‪ :‬اضرب زيداً‪ ،‬إن‬
‫تضرب زيداً يغضب‪ ،‬ثم حذفت جملة الشرط وأنيبت جملة األمر منابها‪ .‬وعلى‬
‫القول األول ليس ثم جملة محذوفة‪ ،‬بل عملت الجملة األولى الجزم لتضمن‬
‫الشرط‪ ،‬كما عملت من الشرطية الجزم لتضمنها معنى إن‪ .‬وعلى القول الثاني‬
‫عملت الجزم لنيابتها مناب الجملة الشرطية‪ ،‬وفي الحقيقة‪ ،‬العمل إنما هو للشرط‬
‫المقدر"‪.38‬‬
‫والصحيح أن حذف األداة في هذا الموضع قد جاء لتضمن األمر معنى‬
‫الشرط‪ ،‬فقولنا اضرب ز ًيدا يغضب‪ ،‬تضمن معنى الشرط الموجود في قولنا "إن‬
‫تضرب ز ًيدا يغضب"‪ .‬وكذلك ليحفز بنى إسرائيل على االلتزام بعهد هللا والمحافظة‬
‫عليه حتى يوفيهم هللا عهدهم‪.‬‬

‫تطبيق على حذف جواب الشرط‪.‬‬


‫أسلوب الشرط من األساليب اللغوية التي تترتب أجزاؤها على بعضها البعض؛‬
‫فجواب الشرط مرتبط وقوعه بتحقق فعل الشرط‪ ،‬فأدوات الشرط وهي كلم وضعت‬
‫مسببا‪ .‬وهذه الكلم حرف واسم‪.39‬‬
‫ً‬ ‫لتعليق جملة بجملة تكون األولى ً‬
‫سببا والثانية‬
‫ونجد أن في حذف الجواب نكتة بالغية قوية‪ ،‬فالمتلقي يضع ما يتصوره ذهنه في‬
‫تقدير هذا المعنى المحذوف‪ .‬فمرتبة الجزاء بعد مرتبة الشرط؛ ألن الشرط سبب‬
‫في الجزاء‪ ،‬والجزاء ُم َسِّّب ُب ُه‪ ,‬وحذف جواب الشرط كثير في كالمهم إذا كان في‬
‫الكالم ما يدل على حذفه‪ ،‬كقولهم‪" :‬أنت ظالم إن فعلت كذا" أي‪ :‬إن فعلت كذا‬
‫ظلمت‪ ،‬فحذف "ظلمت" لداللة قوله‪" :‬أنت ظالم" عليه‪ ،‬والشواهد على حذف جواب‬
‫الشرط في كالمهم للداللة عليه أكثر من أن تحصى‪.40‬‬
‫إال إنهم قد وضعوا بعض الضوابط التي تسمح بحذف الجواب من جملة‬
‫ظا أو‬
‫ماضيا لف ً‬
‫ً‬ ‫اختيار إال إذا كان فعل الشرط‬
‫ًا‬ ‫الشرط‪ :41‬وال يكون هذا الحذف‬

‫‪283‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫معنى بأن كان مضارًعا مقترًنا بة"لم" نحو قوله ‪َ" :‬ل ِئ ْن َل ْم َتْن َت ِه َألَْر ُج َمَّن َك‬
‫اه ُجْرِني َم ِلًّيا"‪.42‬‬
‫َو ْ‬
‫قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية‪" :‬وال يكون فعل الشرط مضارعاً غير‬
‫مجزوم بة "لم" عند حذف الجواب إال في ضرورة‪ ,43‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ِ‬
‫ُي ْث ِني َعَلْي َك‪َ ،‬وأَْن َت أَ ْه ُل َثَن ِائه‪َ ...‬وَل َدْي َك ِإ ْن ُهو َي ْس َت ِزْد َك َم ِز ُ‬
‫‪44‬‬
‫يد‬
‫ان َكُبَر َعَلْي َك‬
‫ِن َك َ‬
‫ويجوز حذف جواب الشرط لقرينة نحو‪ :‬قوله ‪َ " :‬وإ ْ‬
‫اض ُه ْم"‪ 45‬ادية تقديره‪ :‬فافعل‪ ،‬و«أئن ذكرتم» أي تطيرتم‪ ،‬ويكثر حذفه إذا دخل‬ ‫ِإ ْعَر ُ‬
‫عليه ما ينوب منابه‪ ،‬كجواب القسم‪ ،‬ويجوز حذف الشرط لداللة المعنى مثبتًا‬
‫ومنفيا بال نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫خير فخير‪،‬‬‫نحو‪ :‬إن ًا‬
‫‪46‬‬
‫ام‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫‪َ ...... ......‬وِّإال َي ْع ُل َمْفرَق َك اْل ُح َس ُ‬
‫تقديره‪ :‬وإال تطلقها‪ ،‬وحذف فعل الجواب‪ ،‬وحذف فعل الشرط‪ ،‬ال أحفظه إال‬
‫في (إن) وحدها‪ ،‬وقول ابن عصفور‪ ،‬وشيخنا أبي الحسن األبذي‪ :‬أنه ال يجوز‬
‫حذف فعل الشرط في الكالم إال بشرط تعويض (ال) من الفعل المحذوف‪ ،‬ليس‬
‫‪47‬‬
‫بشيء‪.‬‬
‫ووجوبا‪ ،‬وذلك كله معتمد‬
‫ً‬ ‫از‬
‫ولحذف الجواب أحكام في الجملة‪ ،‬فيحذف جو ًا‬
‫على القرينة الموجودة في أسلوب الشرط و التي تدل على المحذوف‪.‬‬
‫ولعل أهم عناصر الحذف إلى وردت في أسلوب الشرط كانت من نصيب‬
‫حذف الجواب‪ ،‬لما لهذا الحذف من داللة قوية و واضحة في تقوية المعنى؛ ولهذا‬
‫نجد أن حذف الجواب كان له النصيب الكبر في حذف عناصر أسلوب الشرط‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن ُكْن ُت ْم في َرْي ٍب م َّما َنَّزْلَنا َعَل ٰى َعْبدَنا َفأ ُْتوا ِب ُس َ‬
‫ورٍة‬ ‫مسألة ‪ :‬من ذلك قوله ‪َ " :‬وإ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِمن ِم ْث ِل ِه و ْادعوا ُشهداء ُكم ِمن دو ِن َّ ِ‬
‫ين"‪.48‬‬ ‫َّللا ِإ ْن ُكْن ُت ْم َصادق َ‬ ‫ََ َ ْ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬

‫‪284‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ين" ِّ(إ ْن) شرطية ُ‬


‫(ك ْنتُ ْم)‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صادق َ‬ ‫أوًال ‪ -‬تحليل اآلية‪ :‬موضع الشاهد‪" :‬إ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ين) خبرها‪،‬‬ ‫ِّ ِّ‬
‫كان فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها (صادق َ‬
‫وجواب الشرط محذوف تقديره ‪ :‬فافعلوا ذلك‪ ،49‬أو محذوف تقديره‪ :‬فأتوا بها‪.50‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أثر حذف جواب الشرط‪ :‬الشرط أسلوب مترتب وقوعه على بعضه‬ ‫ً‬
‫البعض‪ ،‬فحدوث جواب الشرط متعلق بحدوث فعل الشرط أوًال‪ ،‬ومن ثم كان حذف‬
‫الجواب من بليغ الكالم وفصيحه‪ ،‬إذ يترك للقارئ تخيل ما يحلو له من تقدير لفعل‬
‫بديعا؛ ألن اإلنسان يميل الستخدام‬
‫وجماال ً‬
‫ً‬ ‫الجواب‪ ،‬وهذا ما ُيكسب األسلوب رونًقا‬
‫العقل والتخيل أكثر من تقبل األمر الواقع‪ ،‬فالجواب الموجود في الجملة يقيد‬
‫القارئ بمعنى محدد أما حذفه فيفتح مجال التخيل على مصرعيه‪ ،‬فقوله ‪ :‬إن‬
‫كنتم صاقين‪ ،‬مكونة من أداة الشرط (إن) وفعل الشرط (كنتم)‪ ،‬وجواب الشرط‬
‫محذوف تقديره "إن كنتم صادقين فأتوا بها"‪ ،‬وجملة «إن كنتم صادقين» مستأنفة ال‬
‫دل عليه ما قبله‪ 51.‬والجواب ُحذف من الجملة‬ ‫محل لها‪ ،‬وجواب الشرط محذوف َّ‬
‫ين) شرط‬ ‫لداللة ما قبله عليه‪ ،‬فهو واضح ال شك يقول العكبري‪ِّ( :‬إن ُك ْنتُم ِّ ِّ‬
‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط األول; أي إن كنتم صادقين فافعلوا‬
‫ذلك‪ .‬وال تدخل إن الشرطية على فعل ماض في المعنى; إال على كان لكثرة‬
‫استعمالها‪ ،‬وأنها ال تدل على حدث‪ .52‬واختلف المفسرون في تأويل هذا الجواب‬
‫المحذوف فوضع كل منهم تصوره حول هذا المحذوف وقد عرض أبو حيان لهذا‬
‫الخالف فيقول‪" :‬إن كنتم صادقين‪ :‬شرط جوابه محذوف تقديره‪ :‬فأنبئوني يدل عليه‬
‫أنبئوني السابق‪ ،‬وال يكون أنبئوني السابق هو الجواب‪ ،‬وزعم البعض أن جواب‬
‫الشرط هو المتقدم في نحو هذه المسألة‪ ،‬وبعضهم قال أن جواب الشرط محذوف‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬فأنبئوني‪ ،‬ومذهب سيبويه أن قوله‪ :‬أنبئوني المتقدم هو الجواب‪ .‬والصدق‬
‫هنا هو الصواب‪ ،‬أي إن كنتم مصيبين‪ ،‬كما يطلق الكذب على الخطأ‪ ،‬كذلك‬

‫‪285‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يطلق الصدق على الصواب‪ .‬ومتعلق الصدق فيه أقوال‪ :‬إن كنتم صادقين‪ ،‬إني ال‬
‫أخلق خلقا‪ ،‬ال كنتم أعلم منه‪ ،‬ألنه هجس في أنفسهم أنهم أعلم من غيرهم‪ ،‬أو فيما‬
‫زعمتم أن خلفائي يفسدون في األرض‪ ،‬أو فيما وقع في نفوسكم أني ال أخلق خلقا‬
‫إال كنتم أفضل منه‪ ،‬أو بأمور من أستخلفهم بعدكم‪ ،‬أو إني إن استخلفتكم فيها‬
‫سبحتموني وقدستموني"‪53‬؛ فالجواب عند أبو حيان هو محذوف تقديره‪ :‬أنبئوني‪،‬‬
‫دل عليه ما تقدم على أسلوب الشرط‪ ،‬والشرط هنا جاء للتعجيز على أن يأتي‬
‫المالئكة بخلق مثل خلق آدم و بعلم آدم عليه السالم‪ ،‬فكان حذف الجواب أولى‬
‫ليكون التعجيز أقوى‪.54‬‬

‫تطبيق على حذف مكمالت مجلة الشرط ‪:‬‬

‫لجملة الشرط ثالثة أركان أساسية (أداة الشرط– فعل الشرط– جواب الشرط)‬
‫إال أن جملة الشرط كأي جملة تدخل بها بعض المتعلقات التي تمم معناها وعند‬
‫حذفها من الجملة تحمل معنى بالغي جديد على معنى ادية المعروف‪ ،‬في هذا‬
‫المبحث يحاول البحث أن يقف على أهم العناصر الغير أساسية في جملة الشرط‬
‫وداللة حذفها من الجملة وما أضافته من معنى ومفهوم جديد ألسلوب الشرط‪.‬‬
‫َضاء َلهم م َشوا ِف ِ‬
‫يه َوِإ َذا‬ ‫ف أَْب َص َارُه ْم ُكَّل َما أ َ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫طُ‬‫ق َي ْخ َ‬ ‫مسألة‪ -‬قال ‪َ :‬ي َك ُاد اْلَبْر ُ‬
‫َّللا َعَل ٰى ُك ِل َشي ٍء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َّللا َل َذ َه َب ب َس ْمع ِه ْم َوأَْب َص ِاره ْم إ َّن َّ َ‬
‫اء َّ ُ‬ ‫اموا َوَل ْو َش َ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْظَل َم َعَلْيه ْم َق ُ‬
‫َق ِدير"‪.55‬‬
‫َضاء َلهم م َشوا ِف ِ‬
‫يه"‬ ‫أوًال ‪ -‬تحليل اآلية‪ :‬موضع الشاهد قوله ‪ُ ":‬كَّل َما أ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫َضاء) في تأويل مصدر في محل‬ ‫َُّ‬
‫كل منصوب على الظرفية الزمانية‪( ،‬أ َ‬
‫(كلما) ّ‬
‫جر باإلضافة وقيل‪ :‬ما نكرة موصوفة ومعناها الوقت والعائد محذوف تقديره كل‬
‫وقت أضاء لهم فيه فجملة أضاء في األول ال محل لها ألنها صلة الموصول‬

‫‪286‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫الحرفي وفي الثاني محلها الجر على الصفة وكلما برأسها متضمنة معنى الشرط‬
‫(م َش ْوا) فعل ماض‬
‫والعامل فيها جوابها (َل ُه ْم) الجار والمجرور متعلقان بأضاء َ‬
‫مبني على الضم المقدر على األلف المحذوفة اللتقاء الساكنين والواو فاعل وجملة‬
‫(ف ِّ‬
‫يه) الجار‬ ‫مشوا فيه ال محل لها من اإلعراب ألنها جواب شرط غير جازم ِّ‬
‫والمجرور متعلقان بمشوا‪.56‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أثر حذف المكمل‪ :‬في الجملة السابقة يكون التقدير "كل وقت أضاء‬ ‫ً‬
‫لهم مشوا فيه" قال الخراط‪َ ":‬م َشوا فيه كل وقت إضاءة"‪.57‬‬

‫قال الزجاج‪" :‬كما أضمر في قوله كلما أضاء لهم مشوا فيه‪ ،‬والمعنى كلما‬
‫أضاء لهم البرق الطريق مشوا فيه‪ ،‬جاز ذلك وحذف المفعول وإرادته قد كثر‬
‫عنهم"‪.58‬‬

‫اء َل ُه ْم َم َش ْوا ِّفيه"‪ ،‬فإن الزمان المقدر هنا‬


‫َض َ‬
‫َّ‬
‫وجاء في حاشية الصبان‪ُ " :‬كل َما أ َ‬
‫مخفوض أي كل وقت إضاءة لهم والمخفوض ال يسمى ظرًفا وجعل األخفش كما‬
‫مقدر عائدها فمعنى‬
‫في المغني ما المصدرية موصولة اسمية واقعة على الحدث ًا‬
‫‪59‬‬
‫أعجبني ما قمت أعجبني القيام الذي قمته‪.‬‬

‫وقال أبو حيان أن الظرف قد حذف وأقيم المصدر مكانه‪" :‬وما أضاء‪ :‬في‬
‫موضع خفض باإلضافة‪ ،‬إذ التقدير كل إضاءة‪ ،‬وهو على حذف مضاف أيضا‪،‬‬
‫معناه‪ :‬كل وقت إضاءة‪ ،‬فقام المصدر مقام الظرف‪ ,‬والعامل في كلما قوله‪ :‬مشوا‬
‫فيه‪ ،‬وأضاء هنا متعدد التقدير‪ ،‬كلما أضاء لهم البرق الطريق‪ .‬فيحتمل على هذا‬
‫أن يكون الضمير في فيه عائدا على المفعول المحذوف‪ ،‬ويحتمل أن يعود على‬
‫البرق‪ ،‬أي مشوا في نوره ومطرح لمعانه‪ ،‬ويتعين عوده على البرق فيمن جعل‬
‫أضاء الزما‪ ،‬أي‪ :‬كلما لمع البرق مشوا في نوره‪ ،‬وهذه الجملة استئناف ثالث كأنه‬

‫‪287‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫قيل‪ :‬فأضاء لهم في حالتي وميض البرق وخفائه‪ ،‬قيل‪ :‬كلما أضاء لهم إلى‬
‫‪60‬‬
‫آخره‪".‬‬

‫ويتضح أن حذف الظرف هنا وهو من مكمالت الجملة له هدف بالغي‪،61‬‬


‫ليدل على استمرارهم في الضالل كل وقت‪ ,‬وأنهم يستأنسوا بالقرآن إذا نزل منه ما‬
‫يعرفونه من الحجج‪ ،‬فإذا نزل منه ما ال يفقهون ثبتوا على نفاقهم‪ ،‬فالعامل ُحذف‬
‫من الجملة للداللة على ظلمهم وبغيهم المستمر الغير محدود بوقت‪.‬‬

‫وقد توصل البحث إىل جمموعة من النتائج من أهمها ‪:‬‬

‫‪ -1‬أسلوب الشرط من أساليب التعليق في اللغة العربية‪ ،‬فهو يربط بين أجزاء‬
‫الجملة الشرطية‪ ،‬وتقوم أداة الشرط بتعليق حدوث جواب الشرط على وقوع‬
‫فعل الشرط‪.‬‬
‫تحذف أداة الشرط إال إذا تضمن األسلوب معنى الطلب باألمر أو‬ ‫‪ -2‬ال ُ‬
‫النهى أو الدعاء ؛ ألن معنى الطلب هو ما يجذم فعلى الشرط والجواب‪.‬‬
‫‪ -3‬لكل أداة من أدوات الشرط داللتها اللغوية‪ ،‬و معنى بالغي ال يمكن ألى‬

‫أداة أخرى أن تقوم بهذا العمل سواها‪ ،‬كداللة األداة ْ‬


‫(إن) على استحالة‬
‫وقوع الجواب‪ ،‬بعكس األداة (إذا)‪.‬‬
‫‪ُ -4‬يعد جواب الشرط من أكثر مكونات جملة الشرط حذًفا من األسلوب؛‬
‫مفكر فى تخيل‬
‫متقدا و ًا‬
‫ً‬ ‫وهذا ألن حذف الجواب يجعل ذهن المتلقى‬
‫المعنى‪ ،‬وهذا فيه دعوة إلعمال العقل‪.‬‬
‫كثير و‬
‫‪ -5‬مكمالت جملة الشرط كالظروف واألحوال وغيرها يعتريها الحذف ًا‬
‫ذلك لتوسع معنى وداللة الجملة الشرطية أكثر مما لو كانت هذه‬
‫المكمالت موجودة بالجملة‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫مراجع الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬الجملة العربية تأليفها وأقسامها‪ ،‬فاضل صالح السامرائى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1427‬هة ‪2007 /‬م‪.)75( ،‬‬

‫‪ -2‬ظاهرة الحذف في الدرس اللغوى‪ ،‬طاهر سليمان حمودة‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ 1998 ،‬م‪ ,‬اإلسكندرية‪.)9( ،‬‬
‫‪ -3‬كتاب العين‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري‬
‫(المتوفى‪170 :‬هة)‪،‬تحقيق‪ :‬د مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي‪،‬الناشر‪ :‬دار ومكتبة‬
‫الهالل‪.)201 /3 (،‬‬

‫‪ -‬البيت لألعشى‪ ،‬انظر ‪ :‬المعجم المفصل فى شواهد العربية‪ ،‬إميل بديع‪ ,)99 /5 (،‬كتاب‬ ‫‪4‬‬

‫العين‪ ،)201 /3 ( :‬لسان العرب‪ ،) 40 /9 ( ،‬تاج العروس ‪.)267 /24 ( :‬‬

‫‪-‬كتاب العين‪.)202 /3 ( ,‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬المقتضب‪ ،‬محمد بن يزيد بن عبد األكبر الثمالى األزدي‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬المعروف بالمبرد‬ ‫‪6‬‬

‫(المتوفى‪285 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الخالق عظيمة‪ ،‬عالم الكتب‪ - .‬بيروت‪.)129 /4(،‬‬

‫‪ -7‬البيت لألعشى‪ ,‬انظر ‪ :‬الشعر والشعراء ( ‪ ،)70 /1‬العقد الفريد ( ‪ ،)240 /6‬أمالى ابن‬
‫الشجرى ( ‪ .)63 /2‬الشاهد فيه حذف خبر إن لعلم السامع‪ ،‬والمعنى‪ :‬إن لنا ً‬
‫محال في الدنيا‬
‫تحال عنها إلى ادخرة‪ .‬وأراد بالسفر من رحل من الدنيا‪.‬‬
‫ومر ً‬
‫‪ -‬المقتضب‪ ،‬المبرد‪)130/4( ،‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -9‬سورة يوسف‪.)83 ( ،‬‬

‫‪ -‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬عبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا ابن يوسف‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫أبو محمد‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬ابن هشام (المتوفى‪761 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مازن المبارك ‪ /‬محمد علي‬
‫حمد هللا‪ ,‬دار الفكر – دمشق‪ ,‬الطبعة‪ :‬السادسة‪.)887/1( ,1985 ،‬‬

‫‪ -‬انظر ‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين‬ ‫‪11‬‬

‫(المتوفى‪395 :‬هة)‪ ,‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ,‬دار الفكر‪1399 ,‬هة ‪1979 -‬م‪,‬‬
‫(‪.)260/3‬‬

‫‪289‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪ -‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ت‪458 :‬هة]‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫تحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية– بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1421 ،‬هة‪2000 -‬م‪،‬‬
‫(‪.)13/8‬‬

‫الكتاب‪ ،‬عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالوالء‪ ،‬أبو بشر‪ ،‬الملقب سيبويه (المتوفى‪:‬‬
‫‪180‬هة)‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1408 ،‬‬
‫هة ‪ 1988 -‬م‪.)63/3( ،‬‬
‫‪ -‬معجم المصطلحات النحوية والصرفية‪ ,‬دكتور‪ /‬محمد سمير نجدى اللبدي‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪13‬‬

‫الرسالة‪ ,‬دار الفرقان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1405 ،‬هة‪1985 /‬م‪.)114(،‬‬

‫– همع الهوامع فى في شرح جمع الجوامع‪ ,‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي‬ ‫‪14‬‬

‫(المتوفى‪911 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬المكتبة التوفيقية – مصر‪.)563 /2( ،‬‬

‫– سورة المائدة‪.)106 ( ،‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك‪ ،‬إبراهيم بن صالح‬ ‫‪16‬‬

‫الحندود‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة والثالثون‪1421 ،‬هة‪2001/‬م‪،‬‬


‫(‪.)485‬‬

‫‪ -‬شرح شذور الذهب‪ ،‬عبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا ابن يوسف‪ ،‬أبو محمد‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫جمال الدين‪ ،‬ابن هشام (المتوفى‪761 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الغني الدقر‪ ،‬الشركة المتحدة للتوزيع‬
‫سوريا‪.)446 /1 ( ,‬‬

‫‪ -‬سورة األنعام‪.)151 ( ،‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬البيت لذى الرمة‪ ،‬في ديوان ذى الرمة‪ ،‬شرح أبي نصر الباهلي‪ ،‬رواية ثعلب‪ ،‬أبو نصر‬ ‫‪19‬‬

‫حاتم الباهلي (المتوفى ‪231‬هة)‪ ،‬تحقيق عبد القدوس أبو صالح‪ ،‬مؤسسة اإليمان‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‬
‫ف ٍء‪ ،‬انظر‪ :‬شرح‬ ‫األولى‪ 1402 ،‬هة ‪ 1982 -‬م‪ ،) 460 /1 ( ،‬صدره ‪َ :‬ف َ ِّ‬
‫طّلْق َها َفَل ْس َت َل َها ِّب ُك ْ‬
‫التسهيل‪ ،‬ابن مالك ( ‪ ،)80 /4‬ارتشاف الضرب( ‪.)1883 /4‬‬

‫‪ -‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن‬ ‫‪20‬‬

‫حيان أثير الدين األندلسي (المتوفى‪ 745 :‬هة)‪ ،‬تحقيق وشرح ودراسة‪ :‬رجب عثمان محمد‪،‬‬

‫‪290‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫مراجعة‪ :‬رمضان عبد التواب‪ ,‬مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1418 ،‬هة ‪ 1998 -‬م‪,‬‬
‫( ‪.)1883 /4‬‬

‫‪ -21‬توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك‪ ،‬أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن‬
‫عبد هللا بن علي المرادي المصري المالكي (المتوفى ‪749 :‬هة)‪ ،‬شرح وتحقيق ‪ :‬عبد الرحمن‬
‫ّ‬
‫علي سليمان‪ ،‬أستاذ اللغويات في جامعة األزهر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1428‬هة‪-‬‬
‫‪2008‬م‪.)1287 /3 ( ،‬‬

‫‪ -22‬البيت‪ ,‬مجهول القائل‪ ،‬انظر‪ :‬شرح الكفاية الشافية (‪ ،)1609/3‬همع الهوامع‪.)563/2( ،‬‬

‫‪ -‬مغنى اللبيب‪ ،‬ابن هشام‪.)418 ( ،‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬الضرورة الشعرية ومفهوما لدى النحوين‪ ،‬إبراهيم بن صالح الحنود‪.)489( ،‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن (المتوفى‪1398 :‬هة)‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة الخامسة عشرة‪,‬‬ ‫‪25‬‬

‫(‪.)460 :452 /4‬‬

‫‪ -‬سورة فاطر‪.)4 ( ،‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ابن هشام‪.)446 ( ،‬‬ ‫‪26‬‬

‫– البيت إلبراهيم ناصيف اليازجي‪ ،‬انظر‪ :‬تاريخ ادداب العربية في القرن التاسع عشر‬ ‫‪27‬‬

‫والربع األول من القرن العشرين‪ ،‬رزق هللا بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو‬
‫(المتوفى‪1346 :‬هة)‪ ،‬دار المشرق– بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪( ،‬ص ‪ ،)167‬وانظر‪ :‬النحو‬
‫الوافى‪ ،‬عباس حسن‪.)453 /4 ( ،‬‬
‫‪ -28‬البيت للمتنبي‪ ،‬انظر ‪ :‬األمثال السائرة من شعر المتنبي‪ ،‬إسماعيل بن عباد بن العباس‪،‬‬
‫أبو القاسم الطالقاني‪ ،‬المشهور بالصاحب بن عباد (المتوفى‪385 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ محمد‬
‫حسن آل ياسين‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬بغداد‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1385 ،‬هة‪1965 -‬م‪( ،‬ص‪ )61‬وانظر‬
‫‪ :‬المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬ضياء الدين بن األثير‪ ،‬نصر هللا بن محمد (المتوفى‪:‬‬
‫‪637‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد الحوفي‪ ،‬بدوي طبانة‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الفجالة ة القاهرة‪.)153 /3( ،‬‬
‫‪ - 29‬سورة طه‪.)7( ،‬‬
‫‪ -‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ابن هشام‪.)449 ( ،‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪291‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫– سورة األنعام‪.)151( ،‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -32‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ابن هشام‪.)449( ،‬‬


‫‪ -33‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ابن هشام‪.)448/1( ،‬‬
‫‪ -34‬سورة البقرة‪ ،‬ادية (‪.)40‬‬
‫‪ -35‬إعراب القرآن وبيانه‪ ،‬محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (المتوفى ‪1403 :‬هة) دار‬
‫اإلرشاد للشئون الجامعية‪ -‬حمص‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة‪ -‬دمشق‪ -‬بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير‪-‬‬
‫دمشق‪ -‬بيروت)‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الرابعة‪ 1415 ،‬هة (‪.)91 /1‬‬
‫‪ -36‬المجتبى من مشكل إعراب القرآن‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬أحمد بن محمد الخراط‪ ،‬أبو بالل‪ ،‬مجمع الملك‬
‫فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة المنورة‪ 1426 ,‬هة‪( ،‬ص‪.)7 :‬‬
‫‪ -‬بحر العلوم‪ ،‬أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪373‬هة)‪.)47/1( ،‬‬
‫‪ -‬البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين‬ ‫‪38‬‬

‫األندلسي (المتوفى‪745 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صدقي محمد جميل‪ ،‬دار الفكر– بيروت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫‪ 1420‬هة‪.)284 /1 ( ،‬‬
‫‪ -‬توضيح المقاصد والمسالك‪ ،‬المرادي‪.)1274 /3 ( ،‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ -40‬اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين‪ :‬البصريين والكوفيين‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫عبيد هللا األنصاري‪ ،‬أبو البركات‪ ،‬كمال الدين األنباري (المتوفى‪577 :‬هة)‪ ،‬المكتبة العصرية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪1424‬هة‪2003 -‬م‪.)514 / 2( ،‬‬
‫‪ -‬الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك‪.)486/1( ،‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪ -‬سورة مريم‪.)46 ( ،‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪ -‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬ابن مالك الطائي الجياني‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬جمال‬ ‫‪43‬‬

‫الدين (المتوفى‪672 :‬هة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المنعم أحمد هريدي‪ ،‬جامعة أم القرى مركز البحث‬
‫العلمي وإحياء التراث اإلسالمي كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪.)1619/3( ,‬‬

‫‪292‬‬
‫أ‪ /‬نهى صالح محمد حريف‬ ‫الحذف في أسلوب الشرط في القرآن الكريم (سورة البقرة أنموذ ًجا)‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫الضبي‪ ،‬في الرثاء‪ ،‬انظر‪ :‬شرح ديوان الحماسة‪ )279(،‬وخزانة‬


‫ّ‬ ‫‪ - 44‬البيت لعبد هللا بن عنمة‬
‫األدب‪.)41/9( ،‬‬
‫‪ -‬سورة األنعام‪.)35 ( ،‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ -46‬سبق تخريج البيت‪.‬‬


‫‪ -‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬أبو حيان األندلسي‪.)1883/4( ،‬‬ ‫‪47‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬ادية (‪ )23‬وكذلك ورد أسلوب الشرط نفسه في ادية (‪ ،)31‬وادية (‪،)94‬‬ ‫‪-48‬‬

‫وادية (‪ )111‬وفى سورة آل عمران في ادية (‪ )168‬وادية (‪.)183‬‬


‫‪ -49‬إعراب القرآن وبيانه (‪ ،)58 /1‬الجدول في إعراب القرآن الكريم (‪)75 /1‬‬
‫إعراب القرآن الكريم‪ ،‬أحمد عبيد الدعاس‪ -‬أحمد محمد حميدان‪ -‬إسماعيل محمود القاسم‬ ‫‪-50‬‬

‫دار المنير ودار الفارابي– دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1425 ،‬هة‪.)16 /1( ,‬‬
‫المجتبى من مشكل إعراب القرآن (‪.)12 /1‬‬ ‫‪-51‬‬

‫‪ -52‬البحر المحيط في التفسير (‪.)236/1‬‬


‫‪ -53‬انظر‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬أبو حيان‪.)236/1 (،‬‬
‫‪ -54‬سورة البقرة‪ ،‬ادية (‪.)20‬‬
‫إعراب القرآن وبيانه (‪ ،)49 /1‬الجدول في إعراب القرآن‪ ،‬محمود بن عبد الرحيم صافي‬ ‫‪-55‬‬

‫(المتوفى‪1376 :‬هة)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرشيد‪ ،‬دمشق‪ -‬مؤسسة اإليمان‪ ،‬بيروت‪،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪،‬‬
‫‪1418‬هة‪.)68 /1( ،‬‬
‫‪ -56‬المجتبى من مشكل إعراب القرآن (‪.)11 /1‬‬
‫‪ -57‬المجتبى من مشكل إعراب القرآن ‪ -‬للخراط (ص‪.)4 :‬‬
‫‪ -58‬إعراب القرآن المنسوب للزجاج‪ ،‬علي بن الحسين بن علي‪ ،‬أبو الحسن نور الدين جامع‬
‫َصفهاني الباقولي (المتوفى‪ :‬نحو ‪543‬هة)‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬إبراهيم اإلبياري‪.‬‬
‫العلوم األ ْ‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتاب المصري‪ -‬القاهرة ودار الكتب اللبنانية‪ -‬بيروت‪ -‬القاهرة‪ /‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الرابعة‪1420 -‬هة‪( ،‬ص‪.)100 :‬‬

‫‪293‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪ -59‬حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك‪ ،‬أبو العرفان محمد بن علي الصبان‬
‫الشافعي (المتوفى‪1206 :‬هة)‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1417‬ه‪-‬‬
‫‪1997‬م‪.)255 /1( ،‬‬
‫البحر المحيط في التفسير (‪.)147 /1‬‬ ‫‪-60‬‬

‫وحذف منها العائد في سورة البقرة في عدة آيات منها‪:‬‬


‫‪ -‬تكرر أسلوب الشرط باألداة (كلما) ُ‬
‫‪61‬‬

‫ادية (‪ )25‬وادية ( ‪ ،)78‬وادية ( ‪.)100‬‬

‫‪.‬‬

‫‪294‬‬

You might also like