You are on page 1of 24

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫األحكام الشرعية‬
‫في‬
‫المسائل العصرية‬

‫( باب الصيام )‬

‫مجع وترتيب ‪:‬‬

‫حسني بن طاهر اهلدار‬


‫ٔ‬
‫( رؤٌة الهالل بواسطة الناظور )‬

‫ال ٌجب صٌام رمضان وال الفطر آخره برؤٌة الهالل بواسطة نحو الناظور‬
‫كما فً التحفة ‪ ،‬قال شٌخنا ‪ :‬ألنه ال ٌحصل برؤٌته كمال العلم بالهالل ‪ ،‬بل‬
‫ٌبقى التردد فً صدقه ‪ ،‬وقد صرّ حوا بأنه ال ٌعتد برؤٌة المبٌع من وراء‬
‫الزجاج الشامل للناظور والمبصرة والمرآة ولو كان شفافا ‪ ،‬كما فً فتح‬
‫اهـ عمدة المفتً جٔ صـٕ٘ٓ ‪.‬‬ ‫الجواد وؼٌره ‪.‬‬

‫( األخذ بثبوت الهالل بواسطة سماع اإلذاعات )‬

‫هالل رمضان ال ٌثبت على العموم بواسطة سماع اإلذاعات من محال‬


‫مختلفة ‪ ،‬بأنه ثبت لدٌهم دخول الشهر أو خروجه ‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للخصوص ‪ ،‬فمن حصل له اعتقاد جازم بثبوته بواسطة سماع‬
‫اإلذاعة من محل متفق مطلعه مع مطلع محله ‪ ..‬ثبت رمضان فً حقه ‪،‬‬
‫فٌلزمه الصوم ؛ ألن سماع اإلذاعة فٌما ٌظهر ‪ :‬ال ٌنقص عن سماع المدافع‬
‫والطبول ونحوها ‪ ،‬ومن ال ‪ ..‬فال ‪ .‬وهللا أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫اهـ فتاوى الشٌخ سالم بن سعٌد بكٌر باؼٌثان صـ‪. 77‬‬

‫ٕ‬
‫( ح ّبة الدواء التً ُتوضع تحت اللسان )‬
‫الحبّة الدوائٌة التً ُتوضع تحت اللسان ؛ وهً حبّة صؽٌرة ٌضعها المرٌض‬
‫بمرض القلب ‪ ،‬ألنها تمنع حصول الذبحات الصدرٌة ‪-‬عافانا هللا وإٌاكم‬
‫آمٌن‪. -‬‬
‫فإذا شعُر بتضٌّق الشرٌان‪ٌ ،‬قول األطباء‪ :‬بأن ُتوضع تحت اللسان فتذوب‬
‫وتوسّع الشرٌان ؛ فهً تدخل إلى الجسم من مسامات فً تلك المنطقة ال عن‬
‫طرٌق الفم ‪ ،‬لكن قد ٌتحلّل منها شً ٌء وبذلك ٌسري مع الرٌق إلى الجوؾ ‪.‬‬
‫لشق علٌه مش ّقة شدٌدة ‪ ..‬فإ ّنه ٌَصٌر‬
‫َّ‬ ‫إنسان أ ّنه لو لم ٌفعلها‬
‫ٍ‬ ‫فإذا ص ّح عن‬
‫مثل المرٌض ‪ ..‬فٌجوز له وضع تلك الحبّة تحت لسانه ‪ ،‬وٌقضً متى ما‬
‫تٌس َّر له ‪.‬‬
‫أما إذا كان األمر لٌس ضرورٌا ومُلحّ ا ‪ ..‬فٌنتظر إلى ؼروب الشمس ثم‬
‫ٌستخدمها ‪ ،‬نسأل هللا أن ٌدٌم لنا ولكم العافٌة فً الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫اهـ‪ :‬بؽٌة الفقٌه المنهوم صـٖٕٔ ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن قرار مجمّع الفقه اإلسالمً بج ّده ‪ ،‬ما لفظه ‪ :‬األقراص العالجٌة التً‬
‫الذبحة الصدرٌة وؼٌرها ‪ ..‬ال ُتعتبر من‬ ‫ُتوضع تحت اللسان لعالج ّ‬
‫المفطرات إذا اجتنب ابتالع ما نفذ إلى الحلق ‪ .‬اهـ‪ :‬إتحاؾ األنام صـ‪. ٕٗ2‬‬

‫والخالصة ‪ :‬أن امتصاص هذه الحبة دون أن ٌسري من أجزائها شً ٌء مع‬


‫الرٌق إلى الجوؾ ‪ ..‬ال ٌفسد الصوم ‪.‬‬
‫أما لو تحللت أجزاؤها فدخلت مع الرٌق إلى الجوؾ ‪ ..‬فإنها مفسدة للصوم ؛‬
‫ألنَّ الرٌق ال ٌفطر الصائم بشرط كونه خالصا ‪ ،‬فلو اختلط بؽٌره ‪ ..‬ضرَّ ‪.‬‬

‫ٖ‬
‫( استعمال معجون األسنان )‬

‫ال ٌفطر به الصائم إن لم ٌدخل شً ٌء منه ‪ ،‬وبشرط أن ال ٌبتلع الرٌق الذي‬


‫اختلط بالمعجون ‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر الحبٌب العالمة عبد هللا بن محفوظ الحداد ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً (فتاوٌه)‬
‫ما لفظه ‪ :‬ال ٌضر استعمال معجون األسنان للصائم بشرط أن ال ٌدخل شً ٌء‬
‫ِمن نفس المعجون وال الرٌق المختلط به ‪ ،‬وال ٌضر بقاء ال َّنكهة ؛ ألنها أث ٌر‬
‫اهـ فتاوى الحبٌب عبد هللا بن محفوظ الحداد ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬ ‫ال عٌن ‪.‬‬
‫واألولى أن ٌستعمل ذلك لٌال ولو بعد السحور ؛ للمحافظة على صحة‬
‫اهـ ‪ :‬إتحاؾ األنام ‪.‬‬ ‫الصوم ‪.‬‬

‫‪ ‬ولو بقً طعام بٌن أسنانه فجرى به رٌقه من ؼٌر قص ٍد ‪ ..‬لم ٌفطر إن‬
‫عجز عن تمٌٌزه ومجّ ه ؛ لعذره ‪ ،‬بخالؾ ما إذا لم ٌعجز ووصل إلى جوفه‬
‫‪ ..‬فٌفطر لتقصٌره ‪.‬‬
‫وٌتأكد علٌه الخالل لٌال إذا علم جري رٌقه بٌن أسنانه نهارا وال ٌمكنه‬
‫التمٌٌز والمج ؛ خروجا من خالؾ من قال ‪ :‬إنه إن لم ٌتخلل ‪ ..‬أفطر ‪ ،‬ذكر‬
‫اهـ ملخصا بتصرؾ ‪ :‬فتح العالم ‪.‬‬ ‫(ٔ)‬
‫ذلك فً بشرى الكرٌم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فائدة ‪ٌُ :‬ستحب تخلٌل ما بٌن األسنان من بقاٌا الطعام بعد السحور ‪ ،‬حتى قٌل ‪ :‬إن‬
‫اهـ ‪ :‬إتحاف األنام ‪.‬‬ ‫الخالل للصائم آكد من السواك ‪.‬‬
‫ٗ‬
‫( بٌان حكم ال َب َّخاخ الذي ٌستعمله مرضى َّ‬
‫الربو )‬

‫ّ‬
‫(البخاخ) وهو المشهور عند الناس‬ ‫تكلّم العلماء المعاصرون عن حكم‬
‫ّ‬
‫بـ(الفخاخ) الذي ٌستعمله مرضى الرَّ بو بسبب ضٌق التنفس ‪:‬‬
‫فذكروا أن حكم استعمال البخاخة للصائم نهارا ‪ٌ ..‬بطل به الصوم ‪ ،‬وٌجوز‬
‫استعماله للضرورة مع القضاء ‪ ،‬لكن ٌجب علٌه اإلمساك بقٌة النهار ‪ ،‬وإذا‬
‫برئ من المرض ‪ ..‬قضى ‪.‬‬
‫بخره‬‫البخاخ مفطرا ؛ ألن الدواء وسط البخاخة (عٌن سائل) ُت ّ‬
‫وإنما كان ّ‬
‫اآللة عند االستعمال ‪ ،‬خالؾ ما أفتى به العالمة المرحوم السٌد عبد هللا بن‬
‫محفوظ الحداد ‪-‬رحمه هللا‪ -‬بناء على ما قاله بعضهم أنه كالدخان ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن {قرارات الندوة الفقهٌة} ‪ :‬أن المضمضة والؽرؼرة ‪ ،‬وبخاخ العالج‬


‫الموضعً للفم ‪ :‬ال ٌفطر ‪ ،‬على أن ٌجتنب االبتالع ‪.‬‬
‫اهـ الصوم بٌن الطب والفقه صـ٘ٗٔ ‪.‬‬

‫‪ ‬وبالنسبة فً حكم قضائه للصوم ‪:‬‬


‫_ أنه متى برئ من المرض ‪ ..‬قضى كما مرَّ ‪.‬‬
‫ُشؾ أو لم ٌكن ٌُرجى برؤه ‪ ..‬فعلٌه فدٌة إطعام مسكٌن عن كل‬
‫_ وإذا لم ٌ َ‬
‫ٌوم ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا بتصرؾ ‪ :‬مناهل العرفان ‪ ،‬وفتاوى شرعٌة ‪ ،‬وإتحاؾ األنام ‪.‬‬

‫٘‬
‫( حكم استعمال جهاز األُكسجٌن للصائم )‬

‫ال ٌؤثر استعمال جهاز األُكسجٌن على صحة الصوم ؛ ألنَّ األُكسجٌن هواء‬
‫ال جرم له ‪ ،‬ولكن إذا أُضٌؾ لألُكسجٌن مواد عالجٌة ‪ٌ ..‬صبح استعماله فً‬
‫نهار رمضان مفطرا ؛ لدخوله إلى الجوؾ من منفذ مفتوح ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬رسالة فً الصٌام لدار اإلفتاء األردنٌة ‪.‬‬

‫( حكم استعمال اإلبرة للصائم )‬

‫ضل ‪ ،‬و ُتسمى بـ(اإل َبر) ‪ ..‬فاختلؾ‬


‫الحقن التً ٌُحقن بها فً الورٌد وفً ال َع َ‬
‫العلماء المعاصرون فٌها إلى أربعة أقوال ‪ ،‬هً ‪:‬‬
‫القول األول ‪ :‬أن الحقنة الورٌدٌة أو العضلٌة تفطر مطلقا ‪.‬‬
‫القول الثانً ‪ :‬أن الحقنة الورٌدٌة أو العضلٌة ال تفطر مطلقا ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن الحقنة الورٌدٌة تفطر ‪ ،‬والحقنة العضلٌة ال تفطر ‪.‬‬
‫القول الرابع ‪ :‬أن الحقنة للتداوي ال تفطر مطلقا ‪ ،‬والحقنة للتؽذٌة تفطر‬
‫مطلقا ‪.‬‬
‫‪ ‬ولتفصٌل هذه األقوال ‪ ،‬وبٌان أدلتها ‪ :‬انظر ملخص أحكام الصٌام للسٌد‬
‫زٌن بن محمد العٌدروس ‪ ،‬من صـٗ٘ إلى صـٓ‪. ٙ‬‬

‫‪ٙ‬‬
‫( غرز اإلبرة الفارغة فً البدن {الفراشة}‬
‫وحكم القسطرة {البٌب} )‬

‫ٌجوز للصائم ؼرز اإلبرة الفارؼة فً أي موضع من ظاهر بدنه مما‬


‫ال تصل منه إلى الجوؾ ؛ ألجل سحب الدم للتحلٌل ونحوه ‪ ،‬أو ألجل تركٌب‬
‫المُثبّت ‪ ،‬وال ٌبطل بذلك صومه ؛ ألن ذلك الموضع المؽروزة فٌه ال ٌُسمى‬
‫جوفا ‪ ،‬والعلة فً بطالن الصوم فً الحقنة باإلبرة إنما هً دخول عٌن إلى‬
‫الجوؾ بواسطة الدورة الدموٌة ‪ ،‬وهً ذلك السائل المدفوع بالمضرب ‪.‬‬
‫وأما مجرد دخول اإلبرة فً الجسم إلى حٌث ال جوؾ ‪ ..‬فؽٌر مبطل ‪ ،‬كما‬
‫طعن فً فخذه ‪ ..‬فقد نصوا على عدم الفطر‬ ‫لو ؼزت الصائم شوكة ‪ ،‬أو ُ‬
‫بذلك ‪ ،‬بخالؾ الحقنة الشرجٌة ‪ ..‬فٌبطل بها الصوم بإدخال رأس (البشكار)‬
‫فً الدبر إلى ما وراء المنطبق منه ولو بدون سائل فٌه ٌصل إلى المعدة ‪،‬‬
‫كما صرحوا بذلك ؛ بناء على األصح أن الجوؾ ال ٌشترط كونه محٌال‬
‫للؽذاء والدواء ‪.‬‬
‫ومن هذا ٌُعلم أن تركٌب {البٌب}(ٔ) فً مخرج البول ‪ ..‬مفطر ؛ ألنه جوؾ ‪،‬‬
‫ُدخل فً قُبُل من احتبس بوله حتى ٌصل إلى‬
‫و{البٌب} عبارة عن جهاز ٌ َ‬
‫المثانة ؛ إلخراج البول منها ‪.‬‬
‫فٌنبؽً لمن احتاج إلٌه ‪ ..‬أن ٌُركبّه لٌال ‪ ،‬وال ٌؤثر بعد ذلك بقائه نهارا على‬
‫الصوم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬القسطرة ‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫‪ ‬تنبٌه ‪ :‬ال تصح صالة صاحب المثبّت(ٔ) والبٌب ونحوهما ؛ التصالهما‬
‫بالنجاسة ‪ ،‬فمن اضطر إلى شًء منهما ‪ ..‬فعلٌه أن ٌصلً الفرض لحرمة‬
‫اهـ ملخصا ‪ :‬القول التام ‪.‬‬ ‫الوقت وٌقضً ‪.‬‬

‫( مرض الكِلى )‬
‫أجاب بعض المتأخرٌن ‪ :‬عن حكم صٌام مرٌض الفشل الكلوي فً ٌوم‬
‫ؼسل الكلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا ال أرى هذا مُفطرا ‪ ،‬لو أصرَّ الرجل أن ٌصوم ‪ ،‬فمن‬
‫ص‬ ‫حرج علٌه إن شاء هللا ‪ ،‬وإن كان ٌرى أن هللا ّ‬
‫رخ َ‬ ‫الممكن أن ٌصوم وال َ‬
‫اهـ ‪ :‬الجامعة الرمضانٌة صـٔ‪. ٗ2‬‬ ‫له الفطر ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً (شرح الٌاقوت) ما لفظه ‪:‬‬
‫بعض األشخاص الذٌن ابتالهم هللا بمرض ال ِكلى ‪ ،‬قد ٌأمرهم الطبٌب أن‬
‫ٌشربوا بعد كل أربع ساعات ‪ ،‬وإال ‪ ..‬زاد مرضهم ‪ ،‬فهل ٌأخذون الضرورة‬
‫بقدرها ‪ ،‬ونقول لهم اشربوا فقط‪ ،‬وأمسكوا عن األكل ‪ ،‬أو ٌجوز لهم األكل‬
‫أٌضا ؟‬
‫ب من ُه‬ ‫الماء طعام أٌضا ‪ ،‬بدلٌل قوله تعالى ‪ ( :‬إنَّ هللا ُمب َتلٌِ ُكم ب َن َه ٍر فمن َ‬
‫ش ِر َ‬
‫فلٌس ِم ّنً ومن لم ٌَط َع ْم ُه َفإ ّن ُه ِم ِّنً ) ‪ ،‬فإذا أُبٌح لهم الشرب ‪ ..‬فاألكل من‬
‫َ‬
‫باب أولى ‪ ،‬إال أن السٌد أبا بكر السري جاءه شخص فً ترٌم عنده مرض‬

‫(‪ )1‬قال فً (التحفة) ‪ :‬لو غرز إبرة مثالً ببدنه أو انغرزت فغابت أو وصلت لدم قلٌل ‪ ..‬لم‬
‫ٌضر ‪ ،‬أو لدم كثٌر أو لجوف ‪ ..‬لم تصح الصالة ؛ التصالها بنجس ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫_ قال الشٌخ عبد الحمٌد ‪ :‬قوله (أو لدم كثٌر أو لجوف ‪ ..‬إلخ) أي وطرفها بارز ظاهر ‪،‬‬
‫وهذا القٌد مأخوذ من قوله فغابت ‪ _ ،‬وقوله (لم تصح الصالة) ٌنبغً أن محله إذا لم ٌخف‬
‫ضرراً من نزعها ٌبٌح التٌمم ‪ ،‬وأن محله أٌضا ً إذا غرزها لغرض ‪ ،‬أما إذا غرزه عبثا ً ‪..‬‬
‫فتبطل ؛ ألنه بمنزلة التضمخ بالنجاسة عمداً ‪ ،‬وهو ٌضر ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬التحفة مع حاشٌة الشروانً ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الكلوة ‪ ،‬وقال له‪ :‬إن الطبٌب أمرنً أن أشرب دائما ‪ ،‬فقال له‪ :‬اشرب وال‬
‫تأكل ‪ ،‬اعمل ما أمرك به الطبٌب وال تتع ّداه ‪ ،‬قال ذلك على وجه االستحباب؛‬
‫ألنه ما دام شرب ‪ ..‬فما هناك صوم ‪.‬‬
‫ٌظهر من سٌاق الكالم ‪ :‬أن كالم السٌد أبً بكر فً محله ؛ ألنه فً األصل‬
‫مُطالَب بالصوم ‪ ،‬وما رخص له فٌه فٌعمله ‪ ،‬وما لم ٌُرخص له فٌمسك عنه؛‬
‫(ٔ)‬
‫اقتداء بالصائمٌن ‪ ،‬والكالم ٌدور حول النص ‪ .‬اهـ والظاهر ما ذكرته ‪.‬‬

‫( حكم الكً للصائم )‬

‫إذا اكتوى فً بطنه مثال فوصل الدم إلى الجوؾ ‪ ..‬أفطر به ؛ كما هو ظاهر‬
‫لقولهم ‪ٌ :‬فطر بوصول عٌن من جائفة أو مأمومة ‪ ،‬وقولهم ‪ :‬ولو طعن نفسه‬
‫بحدٌدة فوصلت جوفه ‪ ..‬أفطر ‪ ،‬وٌنبؽً أن ٌكون محل اإلفطار إذا كان الدم‬
‫اهـ عمدة المفتً جٔ صـٖٕٔ ‪.‬‬ ‫وصل من ظاهر البدن إلى الباطن ‪.‬‬

‫(‪ )1‬من كالم الداعً إلى هللا السٌد العالمة عبد القادر بن أحمد السقاف رضً هللا عنه ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫( بٌانُ حكم أخذ الدم من الصائم )‬

‫قال الشٌخ العالمة عبد هللا بن محفوظ الحداد ‪-‬رحمه هللا‪: -‬‬
‫إن الحجامة ؛ وهً أخذ الدم من البدن ‪ ،‬وٌُقاس علٌها أخذ الدم باإلبرة‬
‫لإلسعاؾ ‪ ..‬المقرّ ر عندنا أنها ال تفطر الصائم ‪ ،‬وذلك لما أخرجه البخاري‬
‫وأبو داود عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ( : -‬أن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ -‬احتجم وهو مُحر ٌم ‪ ،‬واحتجم وهو صائم ) ‪ ،‬وحدٌث آخر عن‬
‫أنس ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬أخرجه أٌضا البخاري ‪ :‬أن ثابتا البنانً سأل أنس بن‬
‫مالك قال ‪ ( :‬أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد النبً ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ -‬؟ قال‪ :‬ال ‪ ،‬إال من أجل الضَّعْ ؾ ) ‪.‬‬
‫والحدٌثان ٌدالن على أن الحجامة ال تفطر الصائم ‪ ،‬وأنها ُكرهت للصائم‬
‫من أجل الضعؾ ‪ ،‬فإن خشً منها ضعفا ‪ ..‬فهً مكروهة ‪.‬‬
‫وأما الحدٌث الذي فٌه ‪( :‬أفطر الحاجم والمحتجم) ‪ ..‬فقد حُمل على أنهما‬
‫كانا ٌؽتابان الناس(ٔ)‪ ،‬وألن حدٌث (احتجام النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪-‬‬
‫وهو صائم) أقوى ‪ ،‬فال بد من حمل ذلك على ما سبق ‪ ،‬كما حمله الشافعً‬
‫‪-‬رحمه هللا‪ -‬جمعا بٌن األدلة مهما أمكن ‪.‬‬

‫‪ ‬وجاء فً (فتاوى األزهر) سؤال ‪{ :‬مرٌض احتاج لنقل الدم إنقاذاَ لحٌاته ‪،‬‬
‫فأخذوا منً دما لذلك وأنا صائم ‪ ،‬فما حكم صومً} ؟‬
‫الجواب ‪ :‬والحق أ ّنه ٌلحق بالحجامة ‪ ،‬وللعلماء فٌه قوالن ‪:‬‬

‫(‪ )1‬وفً (الفوائد الشاطرٌة) ما لفظه ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬هذا محمول على من احتجم فأُغمً‬
‫علٌه جمٌع النهار بسببها ‪ ،‬أو أن معنى الحدٌث ‪ :‬كادا أن ٌفطرا ‪ ،‬وقال اإلمام البخاري‪ :‬إنه‬
‫خ بفعله صلى هللا علٌه وآله وسلم وأصحابه الحجامة وهم صائمون ‪.‬‬ ‫منسو ٌ‬
‫اهـ ج‪ 2‬صـ‪. 233‬‬
‫ٓٔ‬
‫األول ‪ :‬للحنابلة ‪ :‬وهو أنه مفطر كالحجامة ‪.‬‬
‫والثانً ‪ :‬للجمهور ‪ :‬أنه ال ٌفطر وهو الصحٌح ؛ ألنَّ رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم‪ ( -‬احتجم وهو مُحرم واحتجم وهو صائم ) ‪ ،‬وفً لفظ ‪:‬‬
‫( احتجم وهو مُحرم صائم ) ‪.‬‬
‫وعلى هذا فنقل الدم من إنسان إلى آخر إذا وقع أثناء الصوم ‪ ..‬ال ٌبطل‬
‫الصوم ‪ ،‬لكن األفضل تركه حتى ٌأتً اللٌل حتى ال ٌضعؾ المسحوب منه‬
‫الدم ‪ ،‬فإن احتاج المرٌض إلٌه نهارا ‪ ..‬فال بأس بأخذه أو سحبه من جسم‬
‫المسحوب منه ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال بعض العلماء ‪-‬بعد أن عرض أقوال وأدلة األئمة فً حكم الحجامة‪-‬‬
‫ما نصه ‪ ( :‬وعلى هذا ٌُعرؾ حكم أخذ الدم من الجسم فً الصٌام‪ ،‬فعلى رأي‬
‫الجمهور ‪ :‬ال ٌفطر ‪ ،‬ولكن قد ٌكره من أجل الضعؾ ؛ أي‪ :‬إذا كان ٌضعؾ‬
‫المأخوذ منه ‪ ،‬وعلى رأي أحمد ‪ :‬إذا قٌس على الحجامة ٌفطر ‪ ،‬وإذا وقؾ‬
‫اهـ ملخصا بتصرؾ ‪ :‬إتحاؾ األنام ‪.‬‬ ‫عند النص ‪ :‬لم ٌفطر ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن {قرارات الندوة الفقهٌة} ‪ :‬أن أخذ عٌنة من الدم للفحص المختبري ‪:‬‬
‫اهـ الصوم بٌن الطب والفقه صـٗٗٔ ‪.‬‬ ‫ال ٌفطر ‪.‬‬

‫ٔٔ‬
‫( حكم قطرة العٌن للصائم )‬

‫ٌقرر بعض العلماء المتأخرٌن ‪ :‬أنَّ قطرة العٌن ال تفطر ؛ إلحاقا لها‬
‫ص َل بعضهم القو َل فً مسألة الكحل عند األئمة األربعة‬‫بال ُكحل ‪ ،‬وقد ف َّ‬
‫وؼٌرهم فقال ‪:‬‬
‫( ٌجوز للصائم أن ٌكتحل بجمٌع أنواع الكحل وال ٌفطر بذلك ‪ ،‬سواء وجد‬
‫طعمه فً حلقه أم ال ؛ ألنَّ العٌن لٌست بجوؾ وال ٌوجد منها منفذ مفتوح‬
‫إلى الحلق ‪ ،‬وما ٌصل إلى الحلق من طعم االكتحال أو التقطٌر فً العٌن ‪..‬‬
‫إنما هو بتشرّ ب المسام كما هو معروؾ ‪ ،‬ال عن طرٌق منفذ مفتوح ‪ ،‬وهو‬
‫مذهب الشافعٌة وأبو حنٌفة واألوزاعً وداود الظاهري وؼٌرهم ‪.‬‬
‫وذهب اإلمام مالك واإلمام أحمد إلى كراهة االكتحال إن لم ٌصل إلى الحلق‪،‬‬
‫فإن وصل إلى الحلق ‪ ..‬فقد أفطر ) ‪.‬‬

‫‪ ‬علمنا مما قرره الشافعٌة وؼٌرهم ‪ :‬من أنَّ الكحل للصائم ال ٌضر وإن‬
‫وجد طعمه فً حلقه ‪-‬أي أثره‪ -‬فقط ‪ ،‬أما إن وجد عٌنا أحسها فً حلقه ‪..‬‬
‫فهذا ٌفطر ‪ ،‬ومثله قطرة العٌن ‪.‬‬
‫وٌُقرر الطب الحدٌث ‪ :‬أنَّ فً العٌن ِعرقا صؽٌرا له ارتباط بالحلق ‪ ،‬كما‬
‫(ٔ)‬
‫أخبر بذلك بعض من ٌُوثق به من األطباء المختصٌن بالعٌون ‪.‬‬
‫والؽالب أنَّ قطرة العٌن ٌجد مُستعملها طعمها فً الحلق كما هو مُجرَّ ب ‪،‬‬
‫فٌنبؽً االحتراز من ذلك حتى ال ٌفسد الصوم عند من ٌقول بأنها مفطرة ‪،‬‬
‫وعلٌه أن ٌستخدم القطرة لٌال ؛ احتٌاطا لدٌنه ‪ .‬اهـ ملخصا ‪ :‬إتحاؾ األنام ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال السٌد عمر البصري فً (حاشٌته على التحفة) ‪ :‬أهل التشرٌح ٌثبتونه ‪ -‬أي منفذ‬
‫ٌ‬
‫ملحق بالمسام ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫العٌن ‪ ، -‬وقد ٌُجاب‪ :‬أ ّنه لخفائه وصغره‬
‫ٕٔ‬
‫( بٌان حكم تأخٌر العادة الشهرٌة من أجل العبادة كالصوم والحج )‬

‫ٌُستفاد مما قاله العلماء المتقدمون والمعاصرون فً هذه المسألة ‪:‬‬


‫أن استخدام الدواء من أجل تأخٌر عادة المرأة إلى فترة أخرى من أجل إدراك‬
‫العبادة صحٌحة فً وقتها كالصوم والحج ‪ ..‬جائز بشرط أن ال تتضرر المرأة‬
‫بذلك وفقا للقواعد الشرعٌة ‪ ،‬ولم ٌَ ِرد ما ٌمنع ذلك ‪.‬‬
‫ولكن ٌنبؽً للمرأة أن تبقى على طبٌعتها و ِج ِبلَّتها التً خلقها هللا تعالى علٌها‬
‫فهذا أمر قد كتبه هللا تعالى على بنات آدم علٌه السالم ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن ابن كنانة ‪ ( :‬من عادتها ثمانٌة أٌام مثال ‪ ،‬فاستعملت الدواء بعد ثالثة‬
‫مثال لرفعه بقٌة المدة ‪ ..‬فٌُحكم لها بالطهر ‪ ،‬خالفا البن فرحون ‪.‬‬
‫لكن قال العلماء ‪ :‬هذا العالج مكروه ؛ ألنه مظنة للضرر ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وجاء فً فتاوى الحبٌب العالمة محمد بن أحمد الشاطري ‪-‬رحمه هللا‪ -‬ما‬
‫لفظه ‪ :‬هل ٌسمح اإلسالم بالسٌطرة على الحٌض بالعقاقٌر لتوافق بعض‬
‫الع َسل ؟‬
‫المناسبات كالحج أو شهر َ‬
‫اإلجابة ‪ :‬نعم ٌسمح اإلسالم بذلك فٌما ذكره السائل ؛ إذ ال مانع منه شرعا‬
‫كما نص علٌه كثٌر من الفقهاء ‪ ،‬وبشرط أن ال ٌنتج منه ضرر على المرأة ؛‬
‫عمال بالقاعدة الفقهٌة الشهرٌة ‪ ( :‬درء المفاسد أولى من جلب المصالح ) ‪.‬‬
‫وكره بعض الفقهاء تؽٌٌر العادة فً أوقات العبادة حتى ال نعارض الطبٌعة‬
‫ّ‬
‫التً خلق هللا المرأة علٌها ‪ ،‬ولتبقى فً جرٌانها على طبٌعتها ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا بتصرؾ ‪ :‬إتحاؾ األنام ‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫( القات وال َّ‬
‫ش َّمة )‬

‫القات والشمّة ٌفسدان الصوم إن سرى منهما شًء إلى الجوؾ ‪.‬‬
‫‪ ‬قال السٌد العالمة محمد بن أحمد األهدل ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً كتابه (إفادة السادة‬
‫العمد) ما لفظه ‪:‬‬
‫ومنه اللُّبان الضً ٌُبل بالماء وٌُمضػ ‪ ،‬فإن ازدرد ‪-‬أي ابتلع‪ -‬الرٌق وهو‬
‫متؽٌر بلون ما ٌمضؽه ‪ ..‬أفطر ‪ ،،،‬إلى أن قال ‪:‬‬
‫ومن ال َع ْلك ‪( :‬القات) المعروؾ بالٌمن ‪ ،‬فإن صار متفتتا بحٌث ٌصٌر إلى‬
‫الحلق ‪ ..‬فإنه ٌفطر به ‪ ،‬كما ٌفطر بالنشوق المسمى بـ(البُر ُد َقان) (ٔ) الذي‬
‫ٌُوضع فً الفم ؛ ألنَّ أجزاءه تسري فً الرٌق حتى ٌصل إلى الحلق ثم إلى‬
‫البطن ‪ ،‬ومن زعم إلحاقه بالعلك ‪ ..‬فقد وهم ‪.‬‬

‫( فقد الذاكرة والزهاٌمر )‬

‫مرض فقد الذاكرة والزهاٌمر ‪ٌ :‬تعلق بالعقل ‪ ،‬فإن قرر الطبٌب المختص ‪:‬‬
‫أن ذلك المرض ٌزٌل العقل ‪ ..‬فال صوم وال صالة على من ابتلً به ؛‬
‫الرتفاع التكلٌؾ عنه بزوال عقله ‪.‬‬
‫فهذه المسألة تحتاج إلى تقرٌر طبً ؛ لمعرفة الحكم الصحٌح فٌها ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫ومنهم من تورع فً ذلك ‪ :‬فقال ‪ :‬بوجوب اإلطعام عن كل ٌوم مد ‪ ،‬وقال ‪:‬‬


‫ألن أعامله معاملة المرٌض أحب إلًَّ من أن أعامله معاملة المجنون ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ال ُبردقان ‪ :‬هو النشوق ‪ ،‬وهو ما ٌُستنشق به من ناعم التبغ ‪ ،‬ونوع منه ٌوضع فً الفم‬
‫مباشرة بعد سحقه ناعما ً ٌُعرف بـ(ال ّ‬
‫ش َّمة) وهو المقصود هنا ‪.‬‬
‫ٗٔ‬
‫( دخان السٌجارة وال َمدَاعة )‬
‫‪ ‬ذكر الحبٌب العالمة عبد الرحمن المشهور ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً (بؽٌة‬
‫المسترشدٌن) ‪ :‬ما فٌه عٌن كرائحة ال ُّت ُتن ؛ ٌعنً التنباك ‪-‬لعن هللا من أحدثه‪-‬؛‬
‫ألنه من البدع القبٌحة ‪ ..‬فٌفطر به ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً رسالة (وضوح البطالن) ما نصه ‪:‬‬
‫بخالؾ ما فٌه عٌنٌ كرائحة التنباك ‪ ..‬فٌفطر به ؛ ألنه لكثافته تنفصل منه‬
‫عٌن ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً (إفادة السادة العمد) ‪:‬‬
‫الدخان الذي ٌُشرب فً البوصة (ٔ) ‪ ..‬مفطر ؛ ألنه ٌتحصل منه عٌن ‪ ،‬كما‬
‫أفاد ذلك جم ٌع متأخرون ‪ ،‬ولٌس ذلك كرٌح البخور الصاعد من نحو‬
‫المجمرة ؛ ألنه لقلته ال ٌتولد منه عٌن ؛ فلذا جزم الشٌخ ابن حجر بعدم الفطر‬
‫به ‪ ،‬بخالؾ الدخان الصاعد من البوصة المسماة بال َمدَاعة ‪ ،‬فإنه ٌتولّد منه‬
‫عٌن ‪ ،‬وهو وس ٌخ متراكم مشاهد ‪ ،‬فال ٌحل تناولها للصائم ‪.‬‬
‫اهـ بتصرؾ ٌسٌر ‪ :‬إفادة السادة العمد ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً {فتح العالم} ما لفظه ‪:‬‬


‫( ومن العٌن ‪ :‬دخان الدخان المعروؾ فٌفطر ؛ ألنَّ له أثر ٌُحس كما ٌُشاهد‬
‫فً باطن العود أو فم السجارة الذي ٌشرب به ‪ ،‬ومثله دخان التنباك ‪ ،‬ألنه‬
‫ٌظهر له أثر أٌضا فً الشٌشٌة وفمها ‪.‬‬
‫أما دخان البخور ‪ :‬فال ٌفطر به وإن تعمّد فتح فٌه له ؛ ألنه لٌس عٌنا عرفا‪،‬‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫أفاد ذلك كله الشرقاوي مع بعض زٌادة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً الفتاوى للعالمة علً بن عمر باكثٌر ‪ ( :‬التنباك الذي ٌشربه من ال‬
‫خالق له ‪ ..‬مفطرٌ بال شك ؛ ألنه كثٌر ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬البوصة ‪ :‬هً المشهورة بالشٌشة ‪ ،‬وفً الٌمن بـ(المداعة) ‪.‬‬


‫٘ٔ‬
‫‪ ‬وفً (عمدة المفتً والمستفتً) ‪ :‬وال تجوز نسبة كون الدخان ؼٌر مفطر‬
‫إلى ابن حجر والرملً وؼٌرهما ؛ ألنَّ كالمهم فً ُدخان ال تتولد منه عٌن ‪،‬‬
‫ولما كان المتأخرون لهم كمال الخبرة بدخان التنباك ‪ ..‬صرّ حوا بأنه عٌن‬
‫مفطر ‪ ...‬إلى آخر ما تكلم به ‪.‬‬

‫( وضع الدواء على الجرح )‬

‫ولو جرح بطن اإلنسان ‪ ،‬أو شق رأسه ‪ ،‬فوضع على الجرح دواء ‪ ،‬فوصل‬
‫الدواء إلى جوفه أو باطن رأسه ‪ ..‬أفطر عند الشافعٌة ؛ لوصول العٌن إلى‬
‫الجوؾ ‪ ،‬وسواء عندهم الدواء الرطب والٌابس ‪.‬‬
‫وهذا هو مذهب الحنابلة ‪ ،‬والحنفٌة ‪ ،‬إال أنَّ أبا حنٌفة ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فصّل‬
‫بٌن الدواء الرطب ‪ ..‬فقال ‪ :‬إنه ٌفطر ‪ ،‬والٌابس ‪ ..‬فقال ‪ :‬إنه ال ٌفطر ‪.‬‬
‫وذهب اإلمام مالك ‪ ،‬وأبو ٌوسؾ ‪ ،‬ومحمد بن الحسن ‪ ،‬وأبو ثور ‪ ،‬وداود ‪،‬‬
‫إلى أنه ال ٌفطر مطلقا ‪ ،‬رطبا أو ٌابسا ‪.‬‬
‫واستدل الجمهور القائلون بالفطر ‪ :‬بأنه عٌن وصلت إلى جوفه باختٌاره ‪،‬‬
‫اهـ ‪ :‬فقه الصٌام ‪.‬‬ ‫فأشبهت االستنشاق والطعام ‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬
‫( حكم قطرة األذن للصائم )‬

‫ابتلً بوجع فً أُذنه ‪ ،‬ال ٌُحتمل معه السكون إال بوضع دواء ٌُستعمل فً‬
‫دهن أو ُقطن ‪ ،‬وتحقق التخفٌؾ أو زوال األلم به ؛ بأن عرؾ من نفسه ‪ ،‬أو‬
‫أخبره طبٌب ‪ ..‬جاز ذلك ‪ ،‬وص َّح صومه ؛ للضرورة ‪ .‬انتهى فتاوى‬
‫باحوٌرث ‪.‬‬
‫_ قوله (وصح صومه) ‪ :‬خالفه فً {النهاٌة والقالئد والتحفة} وؼٌرها ‪،‬‬
‫قال فً {القالئد} ‪ ( :‬وأفتى شٌخنا فٌمن دخلت فً أذنه ذرّ ة وآذته ‪ :‬بجواز‬
‫إدخال الماء علٌها ‪ ،‬وأنه ٌفطر وعلٌه القضاء ) ‪.‬‬
‫اهـ بؽٌة المسترشدٌن جٔ صـٖٗ‪. 7‬‬

‫( اقتلع سنه الوجعة وهو صائم )‬

‫اقتلع س ّنه الوجعة وهو صائم ‪ ..‬لم ٌُعؾ عن الدم وال الرٌق المختلط وإن‬
‫صفا ‪ ،‬بل البد من ؼسل فمه ‪.‬‬
‫نعم ؛ إن عمّت البلوى بالدم ولم ٌمكنه التحرز عنه ‪ ..‬عُفً عنه ؛ كدم اللّثة‬
‫الذي ٌجري دائما ‪ٌُ ،‬تسامح بما ٌشق االحتراز عنه ؛ بأن ٌبصق حتى ٌبٌضَّ‬
‫لشق ‪ ،‬بل ربما زاد جرٌانه‬ ‫رٌقُه ؛ إذ لو ُكلِّؾ َؼس َل فمه فً أكثر نهاره ‪َّ ..‬‬
‫اهـ بؽٌة المسترشدٌن جٔ صـٖ٘‪. 7‬‬ ‫بذلك ‪ ،‬وكالصوم الصالة ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن {قرارات الندوة الفقهٌة} ‪ :‬أن حفر السن أو قلع الضرس أو تنظٌؾ‬
‫األسنان ‪ ،‬أو السواك وفرشاة األسنان ‪ ..‬ال ٌفطر على أن ٌجتنب االبتالع ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬الصوم بٌن الطب والفقه صـٗٗٔ ‪.‬‬

‫‪ٔ7‬‬
‫( حكم وضع سماعات األذن للصائم )‬
‫ال ٌبطل الصوم بوضع السماعات فً األذن ؛ ألنها ال تصل إلى الباطن ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫( حكم تنظٌف األذن باألعواد القطنٌة ‪،‬أو بمفتاح السٌارة {السوٌس} )‬


‫ٌعتبر باطن األذن منفذ مفتوح فً مذهبنا ‪ ،‬والواصل إلٌه ٌبطل الصوم ‪،‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬ ‫مثل التنظٌؾ باألعواد والمفتاح المذكور ‪.‬‬

‫( الوالدة القٌصرٌة )‬
‫الوالدة القٌصرٌة ‪-‬أي بؽٌر الطرٌق المعتاد‪ : -‬تبطل الصوم ؛ الستلزامها‬
‫طعن الصائم فً‬ ‫وصول عٌن إلى الجوؾ ‪ ،‬فقد نص الفقهاء على أنه لو ُ‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬ ‫جوفه باختٌاره ‪ٌ ..‬بطل صومه ‪.‬‬

‫( الغٌبوٌة )‬
‫حكم من كان فً ؼٌبوبة ‪ :‬أنه إن لم ٌتعد فً حصول تلك الؽٌبوبة وكانت‬
‫مسٌطرة على العقل ؛ بحٌث لم َ‬
‫ٌبق معها شعور أو تمٌٌز ‪ ..‬فال ٌلزم صاحبها‬
‫القضاء ؛ ألنَّ التكلٌؾ مرفوع عنه ‪ .‬اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫‪ٔ2‬‬
‫( التحامٌل )‬

‫التحامٌل وكل ما ٌدخل من القُبل أو ال ُدبر ‪ ،‬ومنظار المعدة (وٌكون عبر‬


‫الفم) ‪ ،‬ومثله ما ٌدخل عبر األنؾ ‪ ،‬فإنها تفسد الصوم ؛ ألنهما أعٌان واصلة‬
‫إلى الجوؾ من منافذ مفتوحة ‪.‬‬
‫وفً الفقه المنهجً ‪ ( :‬أن الحقنة الشرجٌة مفطرة ؛ ألن الشرج منفذ مفتوح)‬
‫وقد نص على ذلك الفقهاء المتقدمون أٌضا ‪.‬‬
‫وقال الزحٌلً ‪ ( :‬إذا ّ‬
‫قطر فً اإلحلٌل أو فً قُبل المرأة ‪ ..‬فإنه ٌفطر ) ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫( وضع المراهم والكرٌمات واللصقات الجلدٌة ومرطب الشفاة ونحوها )‬

‫ال ٌفسد الصٌام ‪ ،‬وإن تشربها المسام ‪.‬‬


‫قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً {المنهاج} ‪ ( :‬فال ٌضر وصول الدهن‬
‫بتشرب المسام ) ‪.‬‬
‫وقال الشٌخ الخطٌب الشربٌنً فً {المؽنً} ‪ ( :‬فال ٌضر وصول الدهن)‬
‫إلى الجوؾ (بتشرب المسام) وهً ثقب البدن ‪ ،‬كما لو طلى رأسه أو بطنه‬
‫به ‪ ،‬كما ال ٌضر اؼتساله بالماء البارد وإن وجد له أثرا بباطنه ؛ بجامع أن‬
‫الواصل إلٌه لٌس من منفذ ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫وأفتت دار اإلفتاء األردنٌة ‪-‬وهً تلتزم مذهب الشافعً ؼالبا‪ : -‬بعدم ضرر‬
‫اللصوقات الجلدٌة ‪ ،‬وكذا مرطب الشفاه ال ٌفسد الصوم ؛ لعدم وصوله إلى‬
‫الجوؾ ‪.‬‬

‫‪ٔ9‬‬
‫( استعمال المسكنات كـ{إبر الدٌكلون} )‬

‫المسكنات التً فٌها عٌن تصل إلى الجوؾ ؛ مثل الحبوب والحقنة ‪ٌ ..‬بطل‬
‫بها الصوم ‪ ،‬والتً لٌس فٌها ذلك ؛ مثل المراهم واألدهان ‪ ..‬ال ٌبطل بها‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬ ‫الصوم ‪.‬‬

‫( التخدٌر فً أثناء الصوم )‬

‫إن كان التخدٌر بالحقن (اإل َبر) ‪ ..‬فٌأتً فٌه الخالؾ المتقدم ‪.‬‬
‫وعلى القول بعدم التفطٌر ‪ ،‬ننظر ‪ :‬فإن كان موضعٌا(ٔ) ‪ ..‬فال ٌضر الصوم ‪.‬‬
‫وإن كان كلٌّا واستؽرق جمٌع النهار ‪ ..‬بطل الصوم ‪ ،‬وإن أفاق ولو لحظة‬
‫‪ ..‬فٌصح صومه ؛ قٌاسا على اإلؼماء ‪.‬‬
‫وأما إذا كان التخدٌر عن طرٌق األنؾ من خالل الؽازات (البخاخة) ‪ُ ..‬نظر‬
‫فٌها ‪ ،‬فإن كانت مجرد أثر ال عٌن ‪ ..‬فإنها ال تؤثر ‪ ،‬وإال فإنها تفسد الصوم‬
‫إذا وصلت إلى الجوؾ ‪.‬‬
‫والذي ٌقوله كثٌر من األطباء ‪ :‬أنها ‪-‬أي الؽازات‪ -‬تصل إلى الدماغ والمعدة‬
‫فتسبب الحالة التً تشبه اإلؼماء ‪ ،‬وعلٌه ‪ ..‬فإنها تفسد الصوم ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي مكانا ً محدداً ‪.‬‬


‫ٕٓ‬
‫( أفطر حٌن الغروب ثم رأى الشمس وهو فً الطائرة )‬

‫أفطر شخص حٌن ؼربت الشمس قبل صعود الطائرة ‪ ،‬فلما طارت رأى‬
‫الشمس ‪ ..‬صح صومه ؛ لوقوع اإلفطار فً محله ‪.‬‬
‫واألصل ‪ :‬أن كل إنسان متعبّد بما ٌراه ‪ ،‬فالذي ٌسكن فً أرض منخفضة‬
‫‪-‬كأهل السواحل‪ٌ -‬رى ؼروب الشمس قبل أن ٌراها من ٌسكن الجبال ‪ ،‬وإن‬
‫تقاربت المسافة ‪ ،‬فال ٌجوز ألهل الجبال الفطر مع من ٌرون ؼروب الشمس‬
‫أوال من أهل الساحل ‪ ،‬وإن كانوا فً نفس البلدة ‪.‬‬
‫وبناء علٌه ‪ :‬فالذي ٌسكنون األبراج العالٌة ‪ ،‬سٌتأخر إفطارهم عمن ٌسكن‬
‫فً ذات األبراج ‪ ،‬لكن فً الطوابق السفلٌة ‪.‬‬
‫وقد حُكً عن ابن أبً موسى الضرٌر من فقهاء الحنفٌة (تـٖٖٗهـ) ‪ :‬أنه‬
‫سُئل عمن صعد منارة اإلسكندرٌة ‪ ،‬فٌرى الشمس بزمن طوٌل بعدما ؼربت‬
‫عندهم فً البلد ‪ ،‬أٌحل له أن ٌفطر ؟ فقال ‪ :‬ال ‪ ،‬وٌحل ألهل البلد ؛ ألنَّ كال‬
‫مخاطب بما عنده ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫ٕٔ‬
‫( سافر فً طائرة قبل الغروب إلى بلد لم تغرب فٌها الشمس )‬

‫من كان مسافرا فً الطائرة ‪ ،‬فأقلعت قبل الؽروب ‪ ،‬واتجهت ؼربا ؛ كأن‬
‫سافر من (جاكرتا إلى عدن) ‪ ،‬فإنه ٌبقى ناظرا الشمس لساعات ‪ ،‬فمتى‬
‫ٌفطر ‪ ..‬للمعاصرٌن ثالثة آراء ‪:‬‬
‫األول ‪ٌ :‬فطر بتوقٌت البلد الذي أقلعت منه الطائرة ؛ استصحابا لحكمه ‪.‬‬
‫الثانً ‪ٌ :‬فطر إذا حان الؽروب فً البلد الذي فوقه الطائرة ‪-‬وإن كان ٌرى‬
‫الشمس‪ ، -‬وذلك بأن ٌخبر قائد الطائرة بأن الشمس ؼربت فً المدٌنة التً‬
‫ٌطٌر فوقها ؛ ألن للهواء حكم القرار ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ال ٌفطر حتى تؽرب الشمس ‪ ،‬وإن طال الوقت لساعات ‪.‬‬
‫اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن ‪.‬‬

‫( جواب الصائم بـ{ال} ‪ ،‬لمن سأله عن صٌامه )‬

‫لو كان أحد صائما مثال صوم نفل ‪ ،‬فسأله أحد ‪ :‬أأنت صائم ؟ وكان ال ٌرٌده‬
‫أن ٌعرؾ ‪ ،‬فهل ٌجوز له أن ٌكذب وٌقول ‪ :‬ال ؟ وهل إذا كذب ‪ٌ ..‬ذهب‬
‫أجره ؟‬
‫الجواب ‪ :‬الحمد هلل ‪ :‬إن قول الشخص المذكور للصائم ‪( :‬ال) بعد سؤال‬
‫اآلخر له عن كونه صائما ‪ٌ ..‬عد كذبا ؛ ألنه إخبار بؽٌر الواقع إذا لم ٌستعمل‬
‫التورٌة فً جوابه ‪ ،‬وإذا قلنا ‪ :‬إنه كذب ‪ ..‬فهو حرام ؛ ألنه ؼٌر جائز فً‬
‫األصل ‪ ،‬وأما كونه ٌرٌد أال ٌعرفه السائل ‪ ..‬فهو ؼرض ال ٌجوّ ز الكذب ‪،‬‬
‫وعلٌه ‪ ..‬فٌذهب أجره ‪ ،‬سواء كان الصوم فرضا أو نفال ‪.‬‬
‫اهـ مناهل العرفان صـٖ‪. ٔ2‬‬
‫ٕٕ‬
‫( حكم التهنئة بـ{رمضان كرٌم} )‬

‫قول (رمضان كرٌم) جائز وال حرج فٌه ؛ إذ لم ٌرد نهً عن ذلك ؛ وألن‬
‫العرب تعبر عن الشًء الحسن بلفظ (الكرٌم) ‪.‬‬
‫ولٌس معنى (رمضان كرٌم) أن رمضان ٌعطً ‪ ،‬وإنما المقصود منه لؽة‬
‫وشرعا ‪ :‬تم ٌّز الشهر على غٌره ؛ لما فٌه من تفضّل هللا على عباده فً هذا‬
‫الشهر العظٌم من الخٌر والبركة ومضاعفة األجر ‪.‬‬
‫وكلمت (كرٌم) فً اللؽة ‪ :‬تدل على النفٌس من كل شًء ‪ ،‬ولٌس معناها‬
‫فقط ‪ :‬من ٌُعطً ‪.‬‬
‫ونسبت الشًء إلى سببه ‪ :‬جائزة ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ ( :‬قالت ٌا أٌها المأل إ ّنً‬
‫ِتاب َك ِرٌم ) ‪ ،‬وسمته كرٌما ؛ ألنه كان مختوما ‪ ،‬وقٌل ‪ :‬حسن ‪،‬‬ ‫إلً ك ٌ‬ ‫أُ َ‬
‫لقً َّ‬
‫وقٌل ‪ :‬شرٌؾ ؛ لشرؾ صاحبه ‪ ،‬وقٌل سمته كرٌما ؛ ألنه كان مصدرا‬
‫بـ(بسم هللا الرحمن الرحٌم) ‪.‬‬
‫وقال تعالى ‪ ( :‬ولقد فت ّنا قبلهم قو َم فرعونَ وجا َءهم رسول ٌ كرٌم ) ‪.‬‬
‫وقد نعت هللا عز وجل كتابه بأنه كرٌم ؛ فقال تعالى ‪ ( :‬إنه لقرآن كرٌم )‬
‫أي عزٌز مكرم ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ورزق كرٌم )‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ( :‬فالذٌن ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ‬
‫زوج كرٌم ) ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وقال تعالى ‪ ( :‬أولم ٌروا إلى األرض كم أنبتنا فٌها من كل‬
‫قوله {زوج} أي صنؾ ‪ ،‬و{كرٌم} حسن من النبات ‪ٌُ ،‬قال نخلة كرٌمة إذا‬
‫طاب حملها ‪ ،‬وناقة كرٌمة إذا كثر لبنها ‪ ،‬قال الشعبً ‪ :‬الناس من نبات‬
‫األرض ‪ ،‬فمن دخل الجنة ‪ ..‬فهو كرٌم ‪ ،‬ومن دخل النار ‪ ..‬فهو لئٌم ‪.‬‬

‫وفً الحدٌث عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ( :‬توق كرائم أموالهم ) ؛ أي‬
‫ٖٕ‬
‫احذر ما كان عزٌزا عند صاحبه من األموال ‪ ..‬فال تأخذه ‪.‬‬

‫وفً اللؽة ٌراد بالكرم ‪ :‬شرؾٌ فً الشًء فً نفسه ‪ ،‬أو شرؾٌ فً ُخلق من‬
‫األخالق ‪ٌُ ،‬قال ‪ :‬رجل كرٌم ‪ ،‬وفرس كرٌم ‪ ،‬ونبات كرٌم ‪ ،‬و َكرُم السحاب ‪:‬‬
‫إذا أتى بالؽٌث ‪ ،‬وأرضٌ مكرُمة للنبات ‪ :‬إذا كانت جٌّدة للنبات ‪.‬‬

‫وؼٌر ذلك ‪ ،‬فهذا أمر شائع فً لؽة العرب ‪ ،‬فً كتاب ربهم ‪ ،‬وفً حدٌث‬
‫نبٌهم ‪ ،‬وفً شعرهم ونثرهم ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ُ :‬تعرؾ معنى كلمة (رمضان كرٌم) ‪ ،‬فال حرج فً إطالق هذه‬
‫العبارة ‪ ،‬والتهنئة بها ‪ ،‬وال نرى دلٌال لمن ٌمنع ذلك ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا بتصرؾ ‪ :‬عن بعض الشٌوخ ‪.‬‬

‫ُ‬
‫وهذا ها تيسز مجعه ‪ ،‬بعوى اهلل وحسي توفيقه ‪ ،‬وصلى اهلل على سيدًا‬

‫حمود وعلى آله وصحبه وسلن ‪ ،‬واحلود هلل رب العاملني‬

‫ٕٗ‬

You might also like