Professional Documents
Culture Documents
األحكام الشرعية
في
المسائل العصرية
( باب الصيام )
ال ٌجب صٌام رمضان وال الفطر آخره برؤٌة الهالل بواسطة نحو الناظور
كما فً التحفة ،قال شٌخنا :ألنه ال ٌحصل برؤٌته كمال العلم بالهالل ،بل
ٌبقى التردد فً صدقه ،وقد صرّ حوا بأنه ال ٌعتد برؤٌة المبٌع من وراء
الزجاج الشامل للناظور والمبصرة والمرآة ولو كان شفافا ،كما فً فتح
اهـ عمدة المفتً جٔ صـٕ٘ٓ . الجواد وؼٌره .
ٕ
( ح ّبة الدواء التً ُتوضع تحت اللسان )
الحبّة الدوائٌة التً ُتوضع تحت اللسان ؛ وهً حبّة صؽٌرة ٌضعها المرٌض
بمرض القلب ،ألنها تمنع حصول الذبحات الصدرٌة -عافانا هللا وإٌاكم
آمٌن. -
فإذا شعُر بتضٌّق الشرٌانٌ ،قول األطباء :بأن ُتوضع تحت اللسان فتذوب
وتوسّع الشرٌان ؛ فهً تدخل إلى الجسم من مسامات فً تلك المنطقة ال عن
طرٌق الفم ،لكن قد ٌتحلّل منها شً ٌء وبذلك ٌسري مع الرٌق إلى الجوؾ .
لشق علٌه مش ّقة شدٌدة ..فإ ّنه ٌَصٌر
َّ إنسان أ ّنه لو لم ٌفعلها
ٍ فإذا ص ّح عن
مثل المرٌض ..فٌجوز له وضع تلك الحبّة تحت لسانه ،وٌقضً متى ما
تٌس َّر له .
أما إذا كان األمر لٌس ضرورٌا ومُلحّ ا ..فٌنتظر إلى ؼروب الشمس ثم
ٌستخدمها ،نسأل هللا أن ٌدٌم لنا ولكم العافٌة فً الدنٌا واآلخرة ،وهللا أعلم .
اهـ :بؽٌة الفقٌه المنهوم صـٖٕٔ .
ومن قرار مجمّع الفقه اإلسالمً بج ّده ،ما لفظه :األقراص العالجٌة التً
الذبحة الصدرٌة وؼٌرها ..ال ُتعتبر من ُتوضع تحت اللسان لعالج ّ
المفطرات إذا اجتنب ابتالع ما نفذ إلى الحلق .اهـ :إتحاؾ األنام صـ. ٕٗ2
ٖ
( استعمال معجون األسنان )
ولو بقً طعام بٌن أسنانه فجرى به رٌقه من ؼٌر قص ٍد ..لم ٌفطر إن
عجز عن تمٌٌزه ومجّ ه ؛ لعذره ،بخالؾ ما إذا لم ٌعجز ووصل إلى جوفه
..فٌفطر لتقصٌره .
وٌتأكد علٌه الخالل لٌال إذا علم جري رٌقه بٌن أسنانه نهارا وال ٌمكنه
التمٌٌز والمج ؛ خروجا من خالؾ من قال :إنه إن لم ٌتخلل ..أفطر ،ذكر
اهـ ملخصا بتصرؾ :فتح العالم . (ٔ)
ذلك فً بشرى الكرٌم .
( )1فائدة ٌُ :ستحب تخلٌل ما بٌن األسنان من بقاٌا الطعام بعد السحور ،حتى قٌل :إن
اهـ :إتحاف األنام . الخالل للصائم آكد من السواك .
ٗ
( بٌان حكم ال َب َّخاخ الذي ٌستعمله مرضى َّ
الربو )
ّ
(البخاخ) وهو المشهور عند الناس تكلّم العلماء المعاصرون عن حكم
ّ
بـ(الفخاخ) الذي ٌستعمله مرضى الرَّ بو بسبب ضٌق التنفس :
فذكروا أن حكم استعمال البخاخة للصائم نهارا ٌ ..بطل به الصوم ،وٌجوز
استعماله للضرورة مع القضاء ،لكن ٌجب علٌه اإلمساك بقٌة النهار ،وإذا
برئ من المرض ..قضى .
بخرهالبخاخ مفطرا ؛ ألن الدواء وسط البخاخة (عٌن سائل) ُت ّ
وإنما كان ّ
اآللة عند االستعمال ،خالؾ ما أفتى به العالمة المرحوم السٌد عبد هللا بن
محفوظ الحداد -رحمه هللا -بناء على ما قاله بعضهم أنه كالدخان .
٘
( حكم استعمال جهاز األُكسجٌن للصائم )
ال ٌؤثر استعمال جهاز األُكسجٌن على صحة الصوم ؛ ألنَّ األُكسجٌن هواء
ال جرم له ،ولكن إذا أُضٌؾ لألُكسجٌن مواد عالجٌة ٌ ..صبح استعماله فً
نهار رمضان مفطرا ؛ لدخوله إلى الجوؾ من منفذ مفتوح .
اهـ :رسالة فً الصٌام لدار اإلفتاء األردنٌة .
ٙ
( غرز اإلبرة الفارغة فً البدن {الفراشة}
وحكم القسطرة {البٌب} )
( مرض الكِلى )
أجاب بعض المتأخرٌن :عن حكم صٌام مرٌض الفشل الكلوي فً ٌوم
ؼسل الكلى ،قال :أنا ال أرى هذا مُفطرا ،لو أصرَّ الرجل أن ٌصوم ،فمن
ص حرج علٌه إن شاء هللا ،وإن كان ٌرى أن هللا ّ
رخ َ الممكن أن ٌصوم وال َ
اهـ :الجامعة الرمضانٌة صـٔ. ٗ2 له الفطر .
وفً (شرح الٌاقوت) ما لفظه :
بعض األشخاص الذٌن ابتالهم هللا بمرض ال ِكلى ،قد ٌأمرهم الطبٌب أن
ٌشربوا بعد كل أربع ساعات ،وإال ..زاد مرضهم ،فهل ٌأخذون الضرورة
بقدرها ،ونقول لهم اشربوا فقط ،وأمسكوا عن األكل ،أو ٌجوز لهم األكل
أٌضا ؟
ب من ُه الماء طعام أٌضا ،بدلٌل قوله تعالى ( :إنَّ هللا ُمب َتلٌِ ُكم ب َن َه ٍر فمن َ
ش ِر َ
فلٌس ِم ّنً ومن لم ٌَط َع ْم ُه َفإ ّن ُه ِم ِّنً ) ،فإذا أُبٌح لهم الشرب ..فاألكل من
َ
باب أولى ،إال أن السٌد أبا بكر السري جاءه شخص فً ترٌم عنده مرض
( )1قال فً (التحفة) :لو غرز إبرة مثالً ببدنه أو انغرزت فغابت أو وصلت لدم قلٌل ..لم
ٌضر ،أو لدم كثٌر أو لجوف ..لم تصح الصالة ؛ التصالها بنجس .اهـ .
_ قال الشٌخ عبد الحمٌد :قوله (أو لدم كثٌر أو لجوف ..إلخ) أي وطرفها بارز ظاهر ،
وهذا القٌد مأخوذ من قوله فغابت _ ،وقوله (لم تصح الصالة) ٌنبغً أن محله إذا لم ٌخف
ضرراً من نزعها ٌبٌح التٌمم ،وأن محله أٌضا ً إذا غرزها لغرض ،أما إذا غرزه عبثا ً ..
فتبطل ؛ ألنه بمنزلة التضمخ بالنجاسة عمداً ،وهو ٌضر .
اهـ ملخصا ً بتصرف :التحفة مع حاشٌة الشروانً .
2
الكلوة ،وقال له :إن الطبٌب أمرنً أن أشرب دائما ،فقال له :اشرب وال
تأكل ،اعمل ما أمرك به الطبٌب وال تتع ّداه ،قال ذلك على وجه االستحباب؛
ألنه ما دام شرب ..فما هناك صوم .
ٌظهر من سٌاق الكالم :أن كالم السٌد أبً بكر فً محله ؛ ألنه فً األصل
مُطالَب بالصوم ،وما رخص له فٌه فٌعمله ،وما لم ٌُرخص له فٌمسك عنه؛
(ٔ)
اقتداء بالصائمٌن ،والكالم ٌدور حول النص .اهـ والظاهر ما ذكرته .
إذا اكتوى فً بطنه مثال فوصل الدم إلى الجوؾ ..أفطر به ؛ كما هو ظاهر
لقولهم ٌ :فطر بوصول عٌن من جائفة أو مأمومة ،وقولهم :ولو طعن نفسه
بحدٌدة فوصلت جوفه ..أفطر ،وٌنبؽً أن ٌكون محل اإلفطار إذا كان الدم
اهـ عمدة المفتً جٔ صـٖٕٔ . وصل من ظاهر البدن إلى الباطن .
( )1من كالم الداعً إلى هللا السٌد العالمة عبد القادر بن أحمد السقاف رضً هللا عنه .
9
( بٌانُ حكم أخذ الدم من الصائم )
قال الشٌخ العالمة عبد هللا بن محفوظ الحداد -رحمه هللا: -
إن الحجامة ؛ وهً أخذ الدم من البدن ،وٌُقاس علٌها أخذ الدم باإلبرة
لإلسعاؾ ..المقرّ ر عندنا أنها ال تفطر الصائم ،وذلك لما أخرجه البخاري
وأبو داود عن ابن عباس -رضً هللا عنهما ( : -أن النبً -صلى هللا علٌه
وآله وسلم -احتجم وهو مُحر ٌم ،واحتجم وهو صائم ) ،وحدٌث آخر عن
أنس -رضً هللا عنه -أخرجه أٌضا البخاري :أن ثابتا البنانً سأل أنس بن
مالك قال ( :أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد النبً -صلى هللا علٌه
وآله وسلم -؟ قال :ال ،إال من أجل الضَّعْ ؾ ) .
والحدٌثان ٌدالن على أن الحجامة ال تفطر الصائم ،وأنها ُكرهت للصائم
من أجل الضعؾ ،فإن خشً منها ضعفا ..فهً مكروهة .
وأما الحدٌث الذي فٌه ( :أفطر الحاجم والمحتجم) ..فقد حُمل على أنهما
كانا ٌؽتابان الناس(ٔ) ،وألن حدٌث (احتجام النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم-
وهو صائم) أقوى ،فال بد من حمل ذلك على ما سبق ،كما حمله الشافعً
-رحمه هللا -جمعا بٌن األدلة مهما أمكن .
وجاء فً (فتاوى األزهر) سؤال { :مرٌض احتاج لنقل الدم إنقاذاَ لحٌاته ،
فأخذوا منً دما لذلك وأنا صائم ،فما حكم صومً} ؟
الجواب :والحق أ ّنه ٌلحق بالحجامة ،وللعلماء فٌه قوالن :
( )1وفً (الفوائد الشاطرٌة) ما لفظه :قال العلماء :هذا محمول على من احتجم فأُغمً
علٌه جمٌع النهار بسببها ،أو أن معنى الحدٌث :كادا أن ٌفطرا ،وقال اإلمام البخاري :إنه
خ بفعله صلى هللا علٌه وآله وسلم وأصحابه الحجامة وهم صائمون . منسو ٌ
اهـ ج 2صـ. 233
ٓٔ
األول :للحنابلة :وهو أنه مفطر كالحجامة .
والثانً :للجمهور :أنه ال ٌفطر وهو الصحٌح ؛ ألنَّ رسول هللا -صلى هللا
علٌه وآله وسلم ( -احتجم وهو مُحرم واحتجم وهو صائم ) ،وفً لفظ :
( احتجم وهو مُحرم صائم ) .
وعلى هذا فنقل الدم من إنسان إلى آخر إذا وقع أثناء الصوم ..ال ٌبطل
الصوم ،لكن األفضل تركه حتى ٌأتً اللٌل حتى ال ٌضعؾ المسحوب منه
الدم ،فإن احتاج المرٌض إلٌه نهارا ..فال بأس بأخذه أو سحبه من جسم
المسحوب منه .
وقال بعض العلماء -بعد أن عرض أقوال وأدلة األئمة فً حكم الحجامة-
ما نصه ( :وعلى هذا ٌُعرؾ حكم أخذ الدم من الجسم فً الصٌام ،فعلى رأي
الجمهور :ال ٌفطر ،ولكن قد ٌكره من أجل الضعؾ ؛ أي :إذا كان ٌضعؾ
المأخوذ منه ،وعلى رأي أحمد :إذا قٌس على الحجامة ٌفطر ،وإذا وقؾ
اهـ ملخصا بتصرؾ :إتحاؾ األنام . عند النص :لم ٌفطر ) .
ومن {قرارات الندوة الفقهٌة} :أن أخذ عٌنة من الدم للفحص المختبري :
اهـ الصوم بٌن الطب والفقه صـٗٗٔ . ال ٌفطر .
ٔٔ
( حكم قطرة العٌن للصائم )
ٌقرر بعض العلماء المتأخرٌن :أنَّ قطرة العٌن ال تفطر ؛ إلحاقا لها
ص َل بعضهم القو َل فً مسألة الكحل عند األئمة األربعةبال ُكحل ،وقد ف َّ
وؼٌرهم فقال :
( ٌجوز للصائم أن ٌكتحل بجمٌع أنواع الكحل وال ٌفطر بذلك ،سواء وجد
طعمه فً حلقه أم ال ؛ ألنَّ العٌن لٌست بجوؾ وال ٌوجد منها منفذ مفتوح
إلى الحلق ،وما ٌصل إلى الحلق من طعم االكتحال أو التقطٌر فً العٌن ..
إنما هو بتشرّ ب المسام كما هو معروؾ ،ال عن طرٌق منفذ مفتوح ،وهو
مذهب الشافعٌة وأبو حنٌفة واألوزاعً وداود الظاهري وؼٌرهم .
وذهب اإلمام مالك واإلمام أحمد إلى كراهة االكتحال إن لم ٌصل إلى الحلق،
فإن وصل إلى الحلق ..فقد أفطر ) .
علمنا مما قرره الشافعٌة وؼٌرهم :من أنَّ الكحل للصائم ال ٌضر وإن
وجد طعمه فً حلقه -أي أثره -فقط ،أما إن وجد عٌنا أحسها فً حلقه ..
فهذا ٌفطر ،ومثله قطرة العٌن .
وٌُقرر الطب الحدٌث :أنَّ فً العٌن ِعرقا صؽٌرا له ارتباط بالحلق ،كما
(ٔ)
أخبر بذلك بعض من ٌُوثق به من األطباء المختصٌن بالعٌون .
والؽالب أنَّ قطرة العٌن ٌجد مُستعملها طعمها فً الحلق كما هو مُجرَّ ب ،
فٌنبؽً االحتراز من ذلك حتى ال ٌفسد الصوم عند من ٌقول بأنها مفطرة ،
وعلٌه أن ٌستخدم القطرة لٌال ؛ احتٌاطا لدٌنه .اهـ ملخصا :إتحاؾ األنام .
( )1قال السٌد عمر البصري فً (حاشٌته على التحفة) :أهل التشرٌح ٌثبتونه -أي منفذ
ٌ
ملحق بالمسام .اهـ . العٌن ، -وقد ٌُجاب :أ ّنه لخفائه وصغره
ٕٔ
( بٌان حكم تأخٌر العادة الشهرٌة من أجل العبادة كالصوم والحج )
وعن ابن كنانة ( :من عادتها ثمانٌة أٌام مثال ،فاستعملت الدواء بعد ثالثة
مثال لرفعه بقٌة المدة ..فٌُحكم لها بالطهر ،خالفا البن فرحون .
لكن قال العلماء :هذا العالج مكروه ؛ ألنه مظنة للضرر ) .
وجاء فً فتاوى الحبٌب العالمة محمد بن أحمد الشاطري -رحمه هللا -ما
لفظه :هل ٌسمح اإلسالم بالسٌطرة على الحٌض بالعقاقٌر لتوافق بعض
الع َسل ؟
المناسبات كالحج أو شهر َ
اإلجابة :نعم ٌسمح اإلسالم بذلك فٌما ذكره السائل ؛ إذ ال مانع منه شرعا
كما نص علٌه كثٌر من الفقهاء ،وبشرط أن ال ٌنتج منه ضرر على المرأة ؛
عمال بالقاعدة الفقهٌة الشهرٌة ( :درء المفاسد أولى من جلب المصالح ) .
وكره بعض الفقهاء تؽٌٌر العادة فً أوقات العبادة حتى ال نعارض الطبٌعة
ّ
التً خلق هللا المرأة علٌها ،ولتبقى فً جرٌانها على طبٌعتها .
اهـ ملخصا بتصرؾ :إتحاؾ األنام .
ٖٔ
( القات وال َّ
ش َّمة )
القات والشمّة ٌفسدان الصوم إن سرى منهما شًء إلى الجوؾ .
قال السٌد العالمة محمد بن أحمد األهدل -رحمه هللا -فً كتابه (إفادة السادة
العمد) ما لفظه :
ومنه اللُّبان الضً ٌُبل بالماء وٌُمضػ ،فإن ازدرد -أي ابتلع -الرٌق وهو
متؽٌر بلون ما ٌمضؽه ..أفطر ،،،إلى أن قال :
ومن ال َع ْلك ( :القات) المعروؾ بالٌمن ،فإن صار متفتتا بحٌث ٌصٌر إلى
الحلق ..فإنه ٌفطر به ،كما ٌفطر بالنشوق المسمى بـ(البُر ُد َقان) (ٔ) الذي
ٌُوضع فً الفم ؛ ألنَّ أجزاءه تسري فً الرٌق حتى ٌصل إلى الحلق ثم إلى
البطن ،ومن زعم إلحاقه بالعلك ..فقد وهم .
مرض فقد الذاكرة والزهاٌمر ٌ :تعلق بالعقل ،فإن قرر الطبٌب المختص :
أن ذلك المرض ٌزٌل العقل ..فال صوم وال صالة على من ابتلً به ؛
الرتفاع التكلٌؾ عنه بزوال عقله .
فهذه المسألة تحتاج إلى تقرٌر طبً ؛ لمعرفة الحكم الصحٌح فٌها .
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
( )1ال ُبردقان :هو النشوق ،وهو ما ٌُستنشق به من ناعم التبغ ،ونوع منه ٌوضع فً الفم
مباشرة بعد سحقه ناعما ً ٌُعرف بـ(ال ّ
ش َّمة) وهو المقصود هنا .
ٗٔ
( دخان السٌجارة وال َمدَاعة )
ذكر الحبٌب العالمة عبد الرحمن المشهور -رضً هللا عنه -فً (بؽٌة
المسترشدٌن) :ما فٌه عٌن كرائحة ال ُّت ُتن ؛ ٌعنً التنباك -لعن هللا من أحدثه-؛
ألنه من البدع القبٌحة ..فٌفطر به .
وفً رسالة (وضوح البطالن) ما نصه :
بخالؾ ما فٌه عٌنٌ كرائحة التنباك ..فٌفطر به ؛ ألنه لكثافته تنفصل منه
عٌن .اهـ .
وفً (إفادة السادة العمد) :
الدخان الذي ٌُشرب فً البوصة (ٔ) ..مفطر ؛ ألنه ٌتحصل منه عٌن ،كما
أفاد ذلك جم ٌع متأخرون ،ولٌس ذلك كرٌح البخور الصاعد من نحو
المجمرة ؛ ألنه لقلته ال ٌتولد منه عٌن ؛ فلذا جزم الشٌخ ابن حجر بعدم الفطر
به ،بخالؾ الدخان الصاعد من البوصة المسماة بال َمدَاعة ،فإنه ٌتولّد منه
عٌن ،وهو وس ٌخ متراكم مشاهد ،فال ٌحل تناولها للصائم .
اهـ بتصرؾ ٌسٌر :إفادة السادة العمد .
ولو جرح بطن اإلنسان ،أو شق رأسه ،فوضع على الجرح دواء ،فوصل
الدواء إلى جوفه أو باطن رأسه ..أفطر عند الشافعٌة ؛ لوصول العٌن إلى
الجوؾ ،وسواء عندهم الدواء الرطب والٌابس .
وهذا هو مذهب الحنابلة ،والحنفٌة ،إال أنَّ أبا حنٌفة -رضً هللا عنه -فصّل
بٌن الدواء الرطب ..فقال :إنه ٌفطر ،والٌابس ..فقال :إنه ال ٌفطر .
وذهب اإلمام مالك ،وأبو ٌوسؾ ،ومحمد بن الحسن ،وأبو ثور ،وداود ،
إلى أنه ال ٌفطر مطلقا ،رطبا أو ٌابسا .
واستدل الجمهور القائلون بالفطر :بأنه عٌن وصلت إلى جوفه باختٌاره ،
اهـ :فقه الصٌام . فأشبهت االستنشاق والطعام .
ٔٙ
( حكم قطرة األذن للصائم )
ابتلً بوجع فً أُذنه ،ال ٌُحتمل معه السكون إال بوضع دواء ٌُستعمل فً
دهن أو ُقطن ،وتحقق التخفٌؾ أو زوال األلم به ؛ بأن عرؾ من نفسه ،أو
أخبره طبٌب ..جاز ذلك ،وص َّح صومه ؛ للضرورة .انتهى فتاوى
باحوٌرث .
_ قوله (وصح صومه) :خالفه فً {النهاٌة والقالئد والتحفة} وؼٌرها ،
قال فً {القالئد} ( :وأفتى شٌخنا فٌمن دخلت فً أذنه ذرّ ة وآذته :بجواز
إدخال الماء علٌها ،وأنه ٌفطر وعلٌه القضاء ) .
اهـ بؽٌة المسترشدٌن جٔ صـٖٗ. 7
اقتلع س ّنه الوجعة وهو صائم ..لم ٌُعؾ عن الدم وال الرٌق المختلط وإن
صفا ،بل البد من ؼسل فمه .
نعم ؛ إن عمّت البلوى بالدم ولم ٌمكنه التحرز عنه ..عُفً عنه ؛ كدم اللّثة
الذي ٌجري دائما ٌُ ،تسامح بما ٌشق االحتراز عنه ؛ بأن ٌبصق حتى ٌبٌضَّ
لشق ،بل ربما زاد جرٌانه رٌقُه ؛ إذ لو ُكلِّؾ َؼس َل فمه فً أكثر نهاره َّ ..
اهـ بؽٌة المسترشدٌن جٔ صـٖ٘. 7 بذلك ،وكالصوم الصالة .
ومن {قرارات الندوة الفقهٌة} :أن حفر السن أو قلع الضرس أو تنظٌؾ
األسنان ،أو السواك وفرشاة األسنان ..ال ٌفطر على أن ٌجتنب االبتالع .
اهـ :الصوم بٌن الطب والفقه صـٗٗٔ .
ٔ7
( حكم وضع سماعات األذن للصائم )
ال ٌبطل الصوم بوضع السماعات فً األذن ؛ ألنها ال تصل إلى الباطن .
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
( الوالدة القٌصرٌة )
الوالدة القٌصرٌة -أي بؽٌر الطرٌق المعتاد : -تبطل الصوم ؛ الستلزامها
طعن الصائم فً وصول عٌن إلى الجوؾ ،فقد نص الفقهاء على أنه لو ُ
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن . جوفه باختٌاره ٌ ..بطل صومه .
( الغٌبوٌة )
حكم من كان فً ؼٌبوبة :أنه إن لم ٌتعد فً حصول تلك الؽٌبوبة وكانت
مسٌطرة على العقل ؛ بحٌث لم َ
ٌبق معها شعور أو تمٌٌز ..فال ٌلزم صاحبها
القضاء ؛ ألنَّ التكلٌؾ مرفوع عنه .اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
ٔ2
( التحامٌل )
ٔ9
( استعمال المسكنات كـ{إبر الدٌكلون} )
المسكنات التً فٌها عٌن تصل إلى الجوؾ ؛ مثل الحبوب والحقنة ٌ ..بطل
بها الصوم ،والتً لٌس فٌها ذلك ؛ مثل المراهم واألدهان ..ال ٌبطل بها
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن . الصوم .
إن كان التخدٌر بالحقن (اإل َبر) ..فٌأتً فٌه الخالؾ المتقدم .
وعلى القول بعدم التفطٌر ،ننظر :فإن كان موضعٌا(ٔ) ..فال ٌضر الصوم .
وإن كان كلٌّا واستؽرق جمٌع النهار ..بطل الصوم ،وإن أفاق ولو لحظة
..فٌصح صومه ؛ قٌاسا على اإلؼماء .
وأما إذا كان التخدٌر عن طرٌق األنؾ من خالل الؽازات (البخاخة) ُ ..نظر
فٌها ،فإن كانت مجرد أثر ال عٌن ..فإنها ال تؤثر ،وإال فإنها تفسد الصوم
إذا وصلت إلى الجوؾ .
والذي ٌقوله كثٌر من األطباء :أنها -أي الؽازات -تصل إلى الدماغ والمعدة
فتسبب الحالة التً تشبه اإلؼماء ،وعلٌه ..فإنها تفسد الصوم .
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
أفطر شخص حٌن ؼربت الشمس قبل صعود الطائرة ،فلما طارت رأى
الشمس ..صح صومه ؛ لوقوع اإلفطار فً محله .
واألصل :أن كل إنسان متعبّد بما ٌراه ،فالذي ٌسكن فً أرض منخفضة
-كأهل السواحلٌ -رى ؼروب الشمس قبل أن ٌراها من ٌسكن الجبال ،وإن
تقاربت المسافة ،فال ٌجوز ألهل الجبال الفطر مع من ٌرون ؼروب الشمس
أوال من أهل الساحل ،وإن كانوا فً نفس البلدة .
وبناء علٌه :فالذي ٌسكنون األبراج العالٌة ،سٌتأخر إفطارهم عمن ٌسكن
فً ذات األبراج ،لكن فً الطوابق السفلٌة .
وقد حُكً عن ابن أبً موسى الضرٌر من فقهاء الحنفٌة (تـٖٖٗهـ) :أنه
سُئل عمن صعد منارة اإلسكندرٌة ،فٌرى الشمس بزمن طوٌل بعدما ؼربت
عندهم فً البلد ،أٌحل له أن ٌفطر ؟ فقال :ال ،وٌحل ألهل البلد ؛ ألنَّ كال
مخاطب بما عنده .
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
ٕٔ
( سافر فً طائرة قبل الغروب إلى بلد لم تغرب فٌها الشمس )
من كان مسافرا فً الطائرة ،فأقلعت قبل الؽروب ،واتجهت ؼربا ؛ كأن
سافر من (جاكرتا إلى عدن) ،فإنه ٌبقى ناظرا الشمس لساعات ،فمتى
ٌفطر ..للمعاصرٌن ثالثة آراء :
األول ٌ :فطر بتوقٌت البلد الذي أقلعت منه الطائرة ؛ استصحابا لحكمه .
الثانً ٌ :فطر إذا حان الؽروب فً البلد الذي فوقه الطائرة -وإن كان ٌرى
الشمس ، -وذلك بأن ٌخبر قائد الطائرة بأن الشمس ؼربت فً المدٌنة التً
ٌطٌر فوقها ؛ ألن للهواء حكم القرار .
الثالث :ال ٌفطر حتى تؽرب الشمس ،وإن طال الوقت لساعات .
اهـ فتوى لبعض المتأخرٌن .
لو كان أحد صائما مثال صوم نفل ،فسأله أحد :أأنت صائم ؟ وكان ال ٌرٌده
أن ٌعرؾ ،فهل ٌجوز له أن ٌكذب وٌقول :ال ؟ وهل إذا كذب ٌ ..ذهب
أجره ؟
الجواب :الحمد هلل :إن قول الشخص المذكور للصائم ( :ال) بعد سؤال
اآلخر له عن كونه صائما ٌ ..عد كذبا ؛ ألنه إخبار بؽٌر الواقع إذا لم ٌستعمل
التورٌة فً جوابه ،وإذا قلنا :إنه كذب ..فهو حرام ؛ ألنه ؼٌر جائز فً
األصل ،وأما كونه ٌرٌد أال ٌعرفه السائل ..فهو ؼرض ال ٌجوّ ز الكذب ،
وعلٌه ..فٌذهب أجره ،سواء كان الصوم فرضا أو نفال .
اهـ مناهل العرفان صـٖ. ٔ2
ٕٕ
( حكم التهنئة بـ{رمضان كرٌم} )
قول (رمضان كرٌم) جائز وال حرج فٌه ؛ إذ لم ٌرد نهً عن ذلك ؛ وألن
العرب تعبر عن الشًء الحسن بلفظ (الكرٌم) .
ولٌس معنى (رمضان كرٌم) أن رمضان ٌعطً ،وإنما المقصود منه لؽة
وشرعا :تم ٌّز الشهر على غٌره ؛ لما فٌه من تفضّل هللا على عباده فً هذا
الشهر العظٌم من الخٌر والبركة ومضاعفة األجر .
وكلمت (كرٌم) فً اللؽة :تدل على النفٌس من كل شًء ،ولٌس معناها
فقط :من ٌُعطً .
ونسبت الشًء إلى سببه :جائزة ،كما قال تعالى ( :قالت ٌا أٌها المأل إ ّنً
ِتاب َك ِرٌم ) ،وسمته كرٌما ؛ ألنه كان مختوما ،وقٌل :حسن ، إلً ك ٌ أُ َ
لقً َّ
وقٌل :شرٌؾ ؛ لشرؾ صاحبه ،وقٌل سمته كرٌما ؛ ألنه كان مصدرا
بـ(بسم هللا الرحمن الرحٌم) .
وقال تعالى ( :ولقد فت ّنا قبلهم قو َم فرعونَ وجا َءهم رسول ٌ كرٌم ) .
وقد نعت هللا عز وجل كتابه بأنه كرٌم ؛ فقال تعالى ( :إنه لقرآن كرٌم )
أي عزٌز مكرم .
ٌ
ورزق كرٌم ). وقال تعالى ( :فالذٌن ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ
زوج كرٌم ) ،
ٍ وقال تعالى ( :أولم ٌروا إلى األرض كم أنبتنا فٌها من كل
قوله {زوج} أي صنؾ ،و{كرٌم} حسن من النبات ٌُ ،قال نخلة كرٌمة إذا
طاب حملها ،وناقة كرٌمة إذا كثر لبنها ،قال الشعبً :الناس من نبات
األرض ،فمن دخل الجنة ..فهو كرٌم ،ومن دخل النار ..فهو لئٌم .
وفً الحدٌث عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ( :توق كرائم أموالهم ) ؛ أي
ٖٕ
احذر ما كان عزٌزا عند صاحبه من األموال ..فال تأخذه .
وفً اللؽة ٌراد بالكرم :شرؾٌ فً الشًء فً نفسه ،أو شرؾٌ فً ُخلق من
األخالق ٌُ ،قال :رجل كرٌم ،وفرس كرٌم ،ونبات كرٌم ،و َكرُم السحاب :
إذا أتى بالؽٌث ،وأرضٌ مكرُمة للنبات :إذا كانت جٌّدة للنبات .
وؼٌر ذلك ،فهذا أمر شائع فً لؽة العرب ،فً كتاب ربهم ،وفً حدٌث
نبٌهم ،وفً شعرهم ونثرهم .
ومن ذلك ُ :تعرؾ معنى كلمة (رمضان كرٌم) ،فال حرج فً إطالق هذه
العبارة ،والتهنئة بها ،وال نرى دلٌال لمن ٌمنع ذلك .
اهـ ملخصا بتصرؾ :عن بعض الشٌوخ .
ُ
وهذا ها تيسز مجعه ،بعوى اهلل وحسي توفيقه ،وصلى اهلل على سيدًا
ٕٗ