Professional Documents
Culture Documents
3
3
mp3المجلس_الثالث_من_سلسلة_فقه_الصيام_على_مذهب_مالك_05_21_08_03_2024
بسم هللا الرحمن الرحيم الحمد هلل وحده وصلى هللا وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نتم المجلس األخير من مجالس فقه
الصيام
آخر ما ذكرناه هو مسألة من غاب عقله جل النهار
ولذلك أظن أنه يحسن بنا ذكر مسائل نختم بها فقه الصيام عن مقدمات الجماع مقدمات الجماع خمسة
هي النظر والفكر إن استداما فالنظرة الخاطفة أو الخيال والفكر الخاطف كذلك ال يعدان من مقدمات الجماع
مقدمة الجماع خمسة قلنا النظر والفكر واللمس باليد والمباشرة بالجسد والقبلة
وعند الجمهور هي كلها جائزة لمن أمن على صيامه جوازا بال كراهة لحديث عائشة رضي هللا عنها في الموطأ قالت
كان النبي صلى هللا عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم ألربه وكما علمنا من قبل أن الجماع يفسد به الصيام
من جامع في صيامه عامدا فسد صيامه وإن كان جامع في صيام رمضان فوجب عليه القضاء والكفارة ويكون الجماع جماعا بالتقاء
الختانين أي بلدانه ويكون الجماع جماعا بالتقاء الختانين
بمغيب الحشفة في الفرج فمن لم يأمن على صومه إن أتى مقدمة من مقدمات الجماع كانت هذه المقدمة مكروهة في حقه
وإال فا وجائزة هذا مذهب الجمهور أما مذهب المالكية فقد نصوا على أن مقدمات الجماع مكروهة ابتداء
أي أن من أمن على نفسه وعلى صحة صيامه فمقدمات الجماع مكروهة في حقه واحتجوا على حديث عائشة في الموطأ بأن النبي صلى
هللا عليه وسلم
له خصيصات ليست لغيره فال يقارن به وكذلك حديث الشيخ يملك نفسه وهي قطعة من حديث حيث أن رجال أتى رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم
فسأله قال يا رسول هللا أقبلوا أنا صائم قال ال ثم أتاه شيخ فقال يا رسول هللا أقبلوا أنا صائم قال نعم فلما استفسر الصحابة قال لهم صلى
هللا عليه وسلم الشيخ يملك النفس
فمن لم يأمن على صومه حرمت في حقه عند المالكية وذلك لما سئل لما روي عن ابن عباس في الموطأ أنه سئل عن القبلة
فقال ال يقبل الشاب الصائم وكذلك استدلوا بحديث قوله صلى هللا عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما ال يريبك
فهو أسلم وأحبط والجماع ومقدماته مباحة بعد الفطر مباحة من الليل إلى طلوع الفجر
وفي ذلك قصة ربما يحسن أن نذكرها هي قصة الصحابي الجليل قيس بن صرمة رضي هللا عنه فقد كان أصحاب رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم إذا كانوا صائمين
فحضر اإلفطار فإن ناموا قبل أن يفطروا ثم استيقظوا لم يأكل أحدهم ليلته وال يومه حتى يمسي نفترض مثال أن في ذلك الزمن شخصا
صام
ثم أذن المغرب ثم نام هذا إن استيقظ ال يحل له األكل وال يحل له الشرب وال يحل له الجماع فكان هذا الصحابي قيس بن صرمة رضي
هللا عنه
كان صائما وكان يعمل يومه فكان منهكا فلما حضر اإلفطار أتى مرأته فقال لها أعندك طعام قالت ال ولكن أنطلق فأطلب لك فغلبته عيناه
فنام فجاءته مرأته
فلما رأته نائما قالت خيبةه لك فلما انتصف النهار غشي عليه من التعب يعني لما أصبح من الغد تعب ألنه لم يفطر باألمس وكان متعب
فذكر ذلك
عند النبي صلى هللا عليه وسلم فنزلت اآلية من قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرافث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهم أال نخفف
هللا عنكم
فعلم أن فيكم ضعفا إلى آخر اآلية وإلى أن قال سبحانه وتعالى وكلوا وشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر
ففرح الصحابة بها فرحا شديدا وفي البدء نزلت
وكلوا وشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود فكان الواحد من الصحابة يضع عند رأسه خيطا أبيضا وخيطا أسود ويقرن
بينهما فإن تبينهما توقف عن األكل حتى بّينها هللا سبحانه وتعالى
بقوله من الفجر فصار طلوع الفجر الصادق عالمة على ابتداء وقت الصيام ونعود إلى ما كنا فيه قلنا من التّذ ى بمقدمات الجماع الخمسة
أي بمباشرة أو بقبلة أو بلمس فهذا ماذا عليه إن التّذ ى بمذي والمذي هو الماء الرقيق الذي يخرج من الرجل
وهو ليس المني فالمني ماء غريض وهذا ماء رقيق إن التّذ ى بمني بمذي السفر هللا إن التّذ ى بمني فعليه القضاء بال كثارة
وإن التّذ ى بمني فعليه قضاء وكثارة نعيد نرخص قلنا من التّذ ى بمباشرة أو بقبلة أو بلمس بمذي عليه القضاء
وإن بمني فعليه القضاء والكثارة أما النظر والفكر فيماثالن هذه األحكام إن كان مستديمين من استرسل في أفكاره أو استرسال فيه
خياله بالتعبير المعاصر أو استرسل في النظر حتى أمذاف هذا عليه القضاء وإن أمنف عليه الكفارة أما إن لم يكن النظر والفكر مستديمين
فال شيء عليه إن شاء هللا إن غلبه ويغتسل لصالته أما الجمهور فقالوا أن المذي ال يجب القضاء وهللا أعلم ونذكر كذلك مسائل متفرقة
عن أسئلة في الصيام يتساءل عنها الناس فماذا الكثير من الناس يتساءل مثال عن القطارات الطبية
فالمالكية تسوأ كل القطارات ببعضها وقالوا تفطر ولكن مذهب الجمهور أيسر وأصح إن شاء هللا فقد ميزوا بين القطارات التي تأتي من
طريق العين واألذن
وبين القطارات التي تأتي من طريق الفم واألنف فما أتى من طريق الفم واألنف إن بلغ الحلقة أفطر
أما ما أتى من طريق األذن واألذن فهذا ال يفطر وقلنا مذهبهم أيثر وأفضل إن شاء هللا واتفقوا جميعا اتفق الجمهور على أن من عمل
القطرات
من أتى بقطراته قبل طلوع الفجر ثم وجد أثرها في حلقه بعد طلوع الفجر فهذا صيامه صحيح وال شيء أعليه كذلك بقايا الطعام في الفم
ال تضر الصائمة وال تفطره
وكذلك الرعاف ال يضر الصائمة إال أن يبتل عدما وإن طلع الفجر على أحد أو أذن عليه األذان وفي فمه لقمة
أو في فمه الكأس فلينتزعه وما ذاب منه فال شيء عليه ومن كان أعزكم هللا ومن كان ختانه في ختان زوجته
فلينزعه فور سماعه األذان وصيامه صحيح إن شاء هللا وكذلك المخدر الطبي إن لم يبلغ الحلقة فال يضر الصيام
وبخاخة الربو ال تضر الصيام مطلقا ومن لم يخرج زكاة الفطر صيامه صحيح إن شاء هللا وبالنسبة لصيام ثالثة أيام من كل شهر
الذي حثت عليه اآلثار فال يشترط فيه شيء بالضبط فمن فتت األيام البض وإمكانه أن يصوم غيرها واألمر فيه واسع إن شاء هللا ال
يشترط فيها تتالي أو تفتحه أو تفرق أو غير ذلك
ونتحدث اآلن عن بعض آداب شهر رمضان قال صلى هللا عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فال حاجة هلل في أن يدع طعامه
وشرابه
فإذا كان الصائم يتعبد بترك الحالل فترك الحرام في حقه أو ال وخصوصا أن الغيبة والنميمة والكذبة إلى غير ذلك مما قد يتعدى ضرره
إلى العباد
فيزداد عليه الوزر واإلثم به كما أن اإلمام أحمد رضي هللا عنها روى في كتب الزهد عن بعض الصالحين أن الصائم ال يزال في عبادة
ما لم يغتب ولو على فراشه
يعني تخيل ما لك من األجر لو أنك لزمت بيتك وصامت ال نقول أنك تذكر أو تقرأ القرآن فقط تصمت في بيتك وتسكت عن الحرام
فأنت في عبادة وأنت صائم فعلى اإلنسان أن يلتزم بمثل هذه األداب ألال يفسد صومه وال ينقص من أجره شيئا
وبالنسبة للقيام القيام عموما له فضل عظيم ومن خلق السلف في سائر أيامه وروي عن طاوس اليماني رضي هللا عنه وعن وهب بن
منبهنا رضي هللا عنه كذلك
أنه ما صلي الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة يعني أنه لم يكن ينام من العشاء إلى الفجر يبيت قائما واألخبار في ذلك كثيرة
واألحوال العجيبة عديدة وهذا من ناحية من خلق السلف الذي افتقدناه حاليا فصرنا ال نقوم إال مرة في العام في شهر رمضان وبعضنا ال
يقوم أصال وبعضنا يقوم شيئا ويطرق شيئا وهذا وهللا عظيم
فقد قال صلى هللا عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فال يتثاق للواحد عن هذا الفضل الجسيم
وإن كان في العموم أفضل القيام هو القيام في الثلث األخير من الليل ألنه يتحكم فيه فالحديث الصحيح أثبت أن هللا سبحانه وتعالى
ينزل من سمائه العليا إلى السماء الدنيا فينزل إليها في الثلث األخير من الليل ويقول هل من سائل فأستجيب له وهل من داع فأستجيب له
وهل من مذنب استغفر فأغفر له إلى غير ذلك مما ورد في الحديث وإن كان وقت ينزل فيه هللا سبحانه وتعالى ال نغتنمه فإنه وهللا في
كارثة نسأل هللا السالمة
قيام رمضان عموما يكون جماعة القيام جماعة في رمضان وفي غير رمضان يكره أن يكون جماعة
ففي رمضان يصير مستحبا مؤكدا أن يقوم اإلنسان جماعة وبالنسبة للقيام المنفرد من خاف أن يفوته قيام الثلث األخير من الليل فليصله
في أول الليل وال حرج فيه إن شاء هللا
نقدف على بعض الصحابة كأبي بكر وأبي هريرة رضي هللا عنهما وهو حسن إن شاء هللا ولحافظ الواحد منا على األقل للشفع ولو ترفع
إنه أقل قيام الليل
وإنه وهللا مما يخزي أن المسلم صار حتى ال يصلي الشفع وال الوثق وهذا وهللا من العيب نسأل هللا السالمة بالنسبة للقيام في رمضان
التراويح
فهي على سبيل االستحباب المؤكد كما سبق وقلنا وتأكد االستحباب في هذا الزمن ألن من يصلي في بيته أصبح موضعا للرياء
ورحم مشتبها بوقوعه في الرياء فقد يقول الناس هذا يحفظ من القرآن فيصلي في بيته وهذا كذا وكذا وكذا فاألسلم لنا له أن يصلي في
المسجد وأن ال يعطل الجماعة
وكان السلف الصالح في أزمينتهم يقومون في مساجدهم بعشرين ركعة ثم يترون بثالث ثم أمر عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد يسادس
رضي هللا عنه وأرضاه الخلفاء الراشدون أربع
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي رضي هللا عنهما وعمر بن عبد العزيز رضي هللا عن الجميع فأمر أن يصير القيام ستا
وثالثين ركعة
والمذهب عند المالكية هو إحدى عشر ركعة لحديث عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يؤتر بإحدى عشر ركعة
وقد قال قوم من الناس أن الزيادة على إحدى عشر ركعة تم بدعا وخالفتهم األحاديث حيث أن في الصحيحين حديثا آخر لعائشة نفسها
رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يقوم بثالثة عشر ركعة
واألمر فيه واسع إن شاء هللا وال إنكار فيه والصالة عموما النوافل تكون ركعتين ركعتين ثم تسنين ثم يؤتر
لحديث الذي سأل النبي صلى هللا عليه وسلم وهو على المنبر ماهو عن صالة الليل وما عداها إن كان الشخص صالها جماعة أو صالها
أربع أربع أو غير ذلك من الصور فهذا مكروه
وكم هو مكروه في مذهبنا وأجازه الشفعية بال كرهه هو هللا أعلم في اختتام هذه الجلسات وهذا العمل البسيط أحب أن أقول
كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال يشكر هللا من لم يشكره الناس فأتوجه بجزيل الحمد والثناء وإن كنت ال أؤدي بذلك الحق وال
شيئا قليال منه
أتوجه به إلى موالي وربي سيدنا عز وجل في عاله على مشتباني اليه ووفقني للخطو للخطو فيه
للخطو فيه هكذا بيقول فتحي للخطو فيه واسأل هللا تعالى ان يجزي عني مشائخ خير الجزاء ووالدي وكل من استمع الى هذه
الصوتيات معي فناله واجر التلقي ونلت معه اجر التبليغ .والى كل
من ساعدني فيها من قريب او بعيد .اه هكي دخلت بهذا في القريب .وكل من اعانني على اتمام هذا العمل المتواضع واخص منهم بالذكر
اخي
رضاء الذي اعانني في تحسين جودة هذه الصوتيات .فجزاه هللا خيرا .وارجو من كل واحد منكم ممن استمع ان يفيدني بارائه وانتقاداته.
وما
كان من خطأ رآني فليقومه فيه .وما كان من خطأ فهو مني ومن الشيطان ومن كان من صواب فمن توفيق هللا سبحانه وتعالى والهامه.
اللهم اننا نسألك العصمة من الزلل واالخالص في القول والعمل .اللهم يا رب اننا نسألك الشيطان
اننا نسألك حب الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين .والشوق الى لقائك ولذة النظر الى وجهك الكريم .واذا اردت بعبادك فتنها ان
.تقبضنا اليك غير مفتونين في غير ضراء مضره وال فتنة مضلة
اللهم اننا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار .وال حول وال قوة اال باهلل العلي العظيم .وصل هللا وسلم على سيدنا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين .سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان ال اله اال انت نستغفرك ونتوب اليك .والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى
.وبركاته