You are on page 1of 18

‫إلدورة إلعلمية إألوىل‬

‫مقرر‬
‫مقدمة يػ تأويل إلرؤى‬

‫إلمقبل‬
‫ي‬ ‫ؤعدإد‪ :‬أبو رزإن‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫إلمقدمة‬
‫إلحمدهلل إلذي هدإنا لإلسالم وجعلنا من أمة خي إألنام وبش عباده إلمؤمني يػ إلحقيقة وإلمنام فهو‬
‫إلخبي إلعالم ذو إلجالل وإؤلكرإم سبحانه ماأحكمه وأعدله وما خاب من لجأ ؤليه وأمله هو ربنا‬
‫وحسبنا ونعم إلوكيل‬
‫وإلصالة وإلسالم عل رسول هللا صل هللا عليه وسلم تسليما كثيإ مزيدإ ؤىل يوم إلدين‬
‫وبعد‪.‬‬
‫من مادة يػ تعبي إلرؤى يػ دورة علمية‬
‫أخ إلشيخ حازم غريب وطلب ي‬ ‫مغ ي‬‫فقد توإصل ي‬
‫فأجبته ؤىل ذلك وكنت قد جمعت مادة لخصتها من كتب كانت بي يدي وعلقت عل بعضها بأفكار‬
‫رب فأتيت ؤليها ووجدتها مادة طيبة ولكن عيبها أنها متفرقة وليست مرتبة فمن‬ ‫علمن ي‬
‫ي‬ ‫وزيادإت مما‬
‫هنا أتت تسمية هذه إلرسالة‬
‫(( إلمتفرقات يػ إلرؤى وإلمنامات))‬
‫إلب لن‬
‫جمعت فيها بعض إلمهمات يػ هذإ إلعلم‪ ،‬ولم إليم منهجا معينا يػ كتابتها وتفصيالتها ي‬
‫إنشها حن إنقحها وإرتبها‬
‫فهذه إلرسالة خاصة بهذه إلدورة إلمباركة ولمن إلتحق بها وإل أسمح بنشها أو ؤرسالها إلصدقائكم وإل‬
‫أبيح من نشها‬

‫إلمقبل‬
‫ي‬ ‫كتبه ‪ /‬أبو رزإن‬
‫——————————————————————————————————‬
‫—‬
‫سنبتدأ رسالتنا هذه بسؤإل وجوإب حن نقرب إلمعلومة ويسهل ؤيصالها ‪.‬‬
‫ع وهل طالبه مؤجر عل تعلمه‬ ‫س‪ / ١‬هل علم إلتعبي علم ش ي‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫ع يثاب إلمرء عل تعلمه وتعليمه وبذل إلوقت وإلجهد يػ تحصيله‬ ‫ُ‬
‫نعم فإن علم إلتعبي علم ش ي‬
‫قال إؤلمام إلسعدي رحمه هللا يػ تفسيه ‪:‬‬
‫إب دإخل يػ‬ ‫إلعلوم إلشعية ‪ ،‬ويثاب إؤلنسان عل تعلمه وتعليمه ‪ ،‬وتعبي إلمر ي‬ ‫(( علم إلتعبي من‬
‫ُ‬
‫ض‬‫إلفتوى ‪َّ ،‬لقوله للفتيي‪(ْ :‬ق ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َُْ‬ ‫ي ْ‬
‫إألم ُر إل ِذي ِف ِ ْ‬
‫وب ِ يػ رؤياي) وقال إلفن ليوسف‪( :‬أف ِتنا ِ يػ سب ِع‬
‫يه تستف ِتي ِان) وقال إلملك‪( :‬أفت ِ ي‬
‫بقرإت ‪ ، )...‬فال يجوز إؤلقدإم عل تعبي إلرؤيا من غي علم" إنتىه ))‬

‫س‪ / ٢‬هل علم إلتعبي له ضوإبط وأصول كالعلوم إألخرى ؟‬


‫إلجوإب ‪:‬‬
‫يجيب عن هذإ إؤلمام إلكبي وصاحب إلفنون‬
‫إبن قتيبة إلدينوري رحمه هللا يػ كتابه‬
‫( تعبي إلرؤيا ) قائال ‪ :‬وألن كل علم ُيطلب فأصول إل تختلف ومقاييسه إل تتغي ‪ ،‬وإلطريق ؤليه وإصل‬
‫‪ ،‬وإلسبب إلدإل عليه وإحد ‪ ،‬خال إلتأويل ‪.‬‬
‫إلن إلتنضبط قوإعده وإل تطرد ‪ ،‬وليس له أصول ثابتة يػ‬ ‫أي ما عدإ علم إلتعبي ‪ ،‬فإنه من إلعلوم ي‬
‫إلجملة ؤلن إلرؤيا تختلف باختالف إلزمان وإلمكان وإلهيئات ‪ ..‬ؤلخ‬

‫س‪ / ٣‬هل هناك دليل عل أهمية هذإ إلعلم ؟‬


‫إلجوإب ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫نعم وقد قص هللا يػ موإضع من كتابه إلعزيز يػ غيما موضع عن إلرؤيا ‪ ،‬وكذلك إعتن به مؤلفوإ‬
‫كتب إلحديث وإلتاري خ وإليإجم وإلسي وإألدب وإلتفسي وغيها‬
‫وهذإ يدل عل أهمية هذإ إلعلم‬
‫وأما من إلسنة فالمقام إليتسع لذكر إألحاديث وإلمرويات إلكثية يػ هذإ إلباب ‪ ،‬فقد جاء يػ‬
‫رض هللا عنه قال { كان رسول هللا صل هللا عليه وسلم‬ ‫إلصحيحي من حديث سمرة بن جندب ي‬
‫يعن مما ُيكي أن يقول إلصحابه ‪ :‬هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال ‪ :‬فيقص عليه ماشاء هللا أن يقص ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫)‬
‫إلنن صل هللا عليه وسلم ؤذإ صل إلصبح أقبل عليهم ‪ -‬أي أصحابه ‪ -‬بوجهه‬ ‫وػ لفظ مسلم ( كان ي‬ ‫ي‬
‫فقال ‪ :‬هل رأى أحد منكم إلبارحة رؤيا ؟ )‬
‫قال إبن عبدإلي يػ إإلستذكار ذكر كالما نفيسا‬
‫( وهذإ إلحديث يدل عل شف علم إلرؤيا وفضلها إلنه لم يكن صل هللا عليه وسلم يقول ؤذإ إنرصف‬
‫من صالة إلغدإة هل رأى أحد منكم إلليلة رؤيا ؟ ؤإل ليقصها عليه ويعيها ‪ ،‬ليتعلم أصحابه كيف‬
‫إلكالم يػ تأويلها وذلك دليل عل فضل عبارة إلرؤيا وشف علمها ‪ ) ..‬إنتىه كالمه رحمه هللا‬

‫إلباخ رحمه هللا (ولذلك كان صل هللا عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ليس يبؼ بعدي من إلنبوة‬ ‫قال أبو إلوليد‬
‫ُ‬ ‫ي ّ‬
‫ؤإل إلرؤيا إلصالحة ) حضا لهم عل تعليمها ‪ ،‬وإإلهتبال بها ‪ ،‬ليبؼ لهم بعده جزء من إلنبوة ‪ ،‬يدخل‬
‫عليهم بها مشة ويحضهم عل مصلحة ويزجرهم عن معصية ) إنتىه كالمه رحمه هللا ‪.‬‬

‫س‪ / ٤‬ؤىل كم قسم تنقسم إلرؤى ؟‬


‫إلجوإب‬
‫ؤىل ثالثة أقسام‬
‫وػ صحيح مسلم‪ :‬إلرؤيا ثالثة‪ :‬فالرؤيا إلصالحة بشى من هللا‪ ،‬ورؤيا‬ ‫قال عليه إلصالة وإلسالم ( ي‬
‫تحزين من إلشيطان‪ ،‬ورؤيا مما يحدث إلمرء نفسه‪ ،‬فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل وإل يحدث‬
‫بها إلناس‪) .‬‬
‫إلقسم إإلول ‪ :‬رؤيا من هللا ‪.‬‬
‫قال إؤلمام إلسعدي رحمه هللا‬
‫وه إلسالمة من تخليط إلشيطان وتشويشه )‬ ‫( ي‬
‫إلثاب ‪ :‬حلم من إلشيطان‬ ‫إلقسم ي‬
‫إلن يكون فيها إلتحزين كما جاء يػ إلحديث وإلتخويف كما جاء عند إليمذي وصححه‬ ‫وه إألحالم ي‬ ‫ي‬
‫إإللباب أيضا‬
‫ي‬ ‫وصححه‬ ‫ماجه‬ ‫بن‬ ‫عند‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫وإلتهاويل‬ ‫‪،‬‬ ‫إإللباب‬
‫ي‬
‫إلقسم إلثالث ‪ :‬رؤيا حديث نفس‬
‫إلن يرى فيها إؤلنسان ما تتحدث به نفسه أو تتمن إلحصول عليه أو تسغ للوصول ؤليه وكان‬ ‫وه ي‬ ‫ي‬
‫غالبا عليها إلتفكي فيه ‪ ،‬أو مايغلب عل مزإجه فيى ذلك يػ منامه‬
‫مثلما يرجو ويسغ للوصول إليه‬
‫إب عن رغباته وعن مشاعره كأن يرى‬ ‫فحديث إلنفس فيه إلرغبات وإلمشاعر ولذلك إلبد من سؤإل إلر ي‬
‫فؼ إلغالب‬‫رجل أنه تزوج بابنة عمته مثال ( فنسأله عن رغبته ومشاعره تجاهها ) فإن أجاب بنعم ي‬
‫وه ‪:‬‬
‫تكون رؤيته حديث نفس وعل هذإ فقس ‪ .‬ومما يجدر ذكره هنا معرفة مرإتب إلنفس إلثالثة ي‬
‫إلنفس إللوإمة ‪ ،‬وإلنفس إلمطمئنة ‪ ،‬وإلنفس إألمارة بالسوء ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫س‪ / ٥‬هل هناك مايسىم بملك إلرؤيا ؟‬
‫إلجوإب‬
‫ُ‬
‫إلقرطن رحمه هللا يػ إلمفهم عن بعض‬ ‫يجيب عن هذإ إؤلمام إبن حجر يػ إلفتح حيث يقول ( ونقل‬
‫ي‬
‫أهل إلعلم أن هلل ملكا يعرض إلمرئيات عل إلمحل إلمدرك من إلنائم فيمثل له صورة محسوسة ‪،‬‬
‫فتارة تكون أمثلة موإفقة لما يقع يػ إلوجود وتارة يكون أمثلة لمعان معقولة ‪ ،‬وتكون يػ إلحالتي‬
‫مبشة ومنذرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ويحتاج فيما نقله عن إلملك عن إلملك ؤىل توقيف من إلشع وإإل فجائز أن‬
‫يخلق هللا تلك إلمثاإلت من غي ملك ‪،‬‬
‫إنتىه كالمه رحمه هللا ‪.‬‬

‫وإىل وقت كتابة هذه إلرسالة لم أقف عل حديث رصي ح صحيح يػ ؤثبات أن للمنامات ملك مختص‬
‫بها ‪.‬‬
‫س‪ / ٦‬ماحكم تفسي إلمنامات من خالل قرإءة رموز إألحالم يػ إلكتب إلمعنية بذلك ؟‬
‫إلجوإب ‪/‬‬
‫وإب ((‬‫أب زيد إلقي ي‬ ‫إلرباب لرسالة إبن ي‬
‫ي‬ ‫عل إلصعيدي يػ حاشيته عل ( شخ كفاية إلطالب‬ ‫قال إلشيخ ي‬
‫فال يجوز له تعبيها بمجرد إلنظر يػ كتب إلتفسي كما يقع إإلن ‪ ،‬فهو حرإم ‪ ،‬ألنها تختلف باختالف‬
‫إألشخاص وإألحوإل وإألزمان وأوصاف إلرإئي ))‬
‫وػ‬
‫وهذإ ما يجدر بنا كطالب علم معرفته ودإللة إلناس ؤليه وهو أن كتب إلرموز وإلحديث فيها ي‬
‫ويقصد به طالب هذإ إلعلم‬ ‫ويكتب ُ‬‫معانيها هذإ إل يكون للعامة وغي إلمتخصصي بل هو علم ُيطرح ُ‬
‫بمعاب إلرموز وطريقة تعبيها وإإلشتقاق منها ومن معانيها ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وإلمتخصص فيه حن يكون عل درإية‬
‫تبن أصال شعيا ؟‬ ‫س‪ / ٧‬هل إلرؤى تغي حكما شعيا أو ي‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫فؼ حديث‬ ‫إلن تتحقق يػ إليقظة بالنسبة للشخص إلمستقيم يػ دينه تعتي بشى له‪ ،‬ي‬ ‫إلرؤيا إلصادقة ي‬
‫وػ روإية أنه لم‬ ‫إلبخاري‪ :‬لم يبق من إلنبوة ؤإل إلمبشإت‪ ،‬قالوإ وما إلمبشإت‪ ،‬قال‪ :‬إلرؤيا إلصالحة‪ .‬ي‬
‫وػ حديث إلبخاري‪:‬إلرؤيا‬ ‫يبق من مبشإت إلنبوة ؤإل إلرؤيا إلصالحة يرإها إلمسلم أو ترى له‪ ،‬ي‬
‫ع‬ ‫ينبن عليها أي أمر وإل حكم ش ي‬ ‫إلصالحة من هللا وإلحلم من إلشيطان‪ .‬ولكنها إل يعتمد عليها وإل ي‬
‫وإل بأس أن يتفاءل بها إلمسلم ويحدث بها من يحبه‬
‫إلرباب ‪،‬‬
‫ي‬ ‫إلنؼ إلعالم إلمشار ؤليه بالبنان بالصالح وإلعلم‬
‫إلتؼ ي‬ ‫س‪ / ٨‬إلعبد إلمؤمن إلصالح ي‬
‫ع أو تحليل تحريم أو تحريم تحليل أو إن فالنا ليس عليه تكليف من‬ ‫ؤذإ رأي رؤيا ُ فيها تغيي حكم ش ي‬
‫إلشع فهل يؤخذ بكالمه ؟‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫إل ‪ .‬ولو رأينا إلمالئكة تظلله بأجنحتها يػ إلطرقات‬
‫س‪ / ٩‬هل تعبي إلرؤى يقينيا أو ظنيا ؟‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫ظن ويبن عل غلبة إلظن إلن إلتعبي يختلف من زمان ؤىل زمان ومن مكان‬ ‫ُ‬
‫تعبي إلمنامات هو تعبي ي‬
‫ؤىل مكان وتختلف أحوإل إلناس باختالف طبائعهم وأجناسهم وأحوإلهم ولذلك إليجزم إلمعي بما‬
‫إجتهد فيه من تعبي وإنما يعتي إجتهاده غالبا للظن أنه أصاب إلحق ولكن !!‬
‫إب بعد زمن أن تعبيه للرؤياه وقع فعندها يصبح إلتعبي‬ ‫ؤذإ صدق تعبيه وقع تفسيه للمنام وأخيه إلر ي‬
‫ُ‬
‫إلن يعي بها‬ ‫يقينيا بإذن هللا مع إألخذ يػ إإلعتبار أن تعبي إلمعي كان موإفقا للطرق إلصحيحة ي‬
‫إلمعيون ‪.‬‬
‫ماه أهدإف إلرؤيا ولماذإ نرإها ؟‬
‫س‪ / ١١‬ي‬

‫‪4‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫َ‬
‫وحكما من رؤية إلبش لهذه إلمنامات فليست‬ ‫للرؤيا ِ‬ ‫أخ إلعابر وطالب هذإ إلفن أن هناك أهدإفا‬ ‫إعلم ي‬
‫ُ‬
‫إلرؤى مجرد أحدإث عابرة يرإها إلبش أو رموزإ مشفرة تفك بال معن بل ؤن إلرؤى لها أهدإفا وغايات‬
‫‪،‬‬
‫إلن تحوي ها هذه إلمنامات ‪ ،‬وهذه إلرسائل تكون غي مفهومه‬ ‫ونقصد باألهدإف ‪ ،‬أي ‪ :‬إلرسائل ي‬
‫إب هذه إلرسالة ويقرأها عليه ويضع‬ ‫يأب دور إلمعي ‪ ،‬فهو ييجم للر ي‬ ‫إب فعندها ي‬ ‫ووإضحة لدى إلر ي‬
‫إلنقاط عل إلحروف فمن إلمعيين من يكون ميجما حاذقا ومنهم دون ذلك‬
‫وهنا نذكر شيئا من هذه إألهدإف (( عل سبيل إلتبسيط وإلتقريب وليس عل سبيل إلحرص )) حن‬
‫يتنبه لها إلعابر وطالب هذإ إلعلم ونضعها له أمام عينيه ليسهل عليه إستحضارها حال ترجمته رسالة‬
‫إلمنام ‪.‬‬
‫فمن هذه إألهدإف‬
‫إلهدف إألول ‪:‬‬
‫رض هللا عنه قال‪:‬‬
‫أب هريرة ي‬ ‫— إلبشارة ‪ :‬وهذإ كثي وهلل إلحمد خاصة ؤذإ رآها إلمؤمن ُكما جاء عن ي‬
‫ه إلبشى يرإها إلمسلم أو ترى له» روإه إبن جرير وإسناده صحيح‬ ‫قال رسول هللا ‪« :‬إلرؤيا إلحسنة ي‬
‫رض هللا عنه قال‪ :‬سألت رسول هللا صل هللا عليه وسلم عن هذه إآلية <‬ ‫أب ْ إلدردإء ُّ ْ ي‬
‫جاء عن ي‬ ‫وكما‬
‫ْ‬ ‫َُ ُ ُْ ْ‬
‫إلنن صل هللا عليه وسلم ‪« :‬إلرؤيا إلصالحة يرإها‬ ‫لهم إلبش ُى ِ يػ إلحي ِاة إلدنيا و ِ يػ إآل ِخر ِة > فقال ي‬
‫إلمؤمن أو ترى له»‬
‫إب ببشى ينفرج بها همه وتجي خاطره وتسل بها نفسه ‪.‬‬ ‫يأب يػ طيات إلمنام رموز تبش إلر ي‬ ‫بحيث ي‬
‫فكم إنجلت هموم وإنزإحت غموم بسبب بشارة رؤيا صالحة فليحرص إلعابر عل ؤيصال رسالة‬
‫إلبشى بأبلغ طريقة وأجمل عبارة ‪.‬‬
‫إلثاب ‪:‬‬
‫إلهدف ي‬
‫إب عن فعل ما أو لفت إنتباهه ألمر ما أو تهويل‬ ‫ينتىه إلر ي‬
‫ي‬ ‫— إلنذإرة ‪ :‬فالنذإرة يكون فيها ؤعالم بأن‬
‫شء ما ‪ ،‬فقوله صل هللا عليه وسلم عل إلمني (أنذرتكم إلنار‪ ،‬أنذرتكم إلنار) فيه تهويل ألمر إلنار‬ ‫ي‬
‫إب هذإ إألمر ويجعله نصب‬ ‫ي‬ ‫ر‬‫إل‬ ‫يتذكر‬ ‫حن‬ ‫ألمر‬ ‫إلتهويل‬ ‫فيها‬ ‫يكون‬ ‫إلرؤى‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بعذإبها‬ ‫وتذكي‬
‫بؼ حياته‬ ‫عينيه وينتبه له فيما ي‬
‫إلهدف إلثالث ‪:‬‬
‫— إلتحذير من فعل معصية معينة ‪ :‬وهذإ إلهدف يجب إلتنبه له ‪ ،‬فالتحذيرإت إلمنامية رحمة من‬
‫إب حيث جعل هللا فيها ندإء وموعظة له بأإل يقرب تلك إلمعصية ويبتعد عنها أشد إلبعد‬ ‫هللا للر ي‬
‫فلربما يكون فيها شقاءه وقد يكون فيها هالكه ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ه أحسن عل هللا ينقذ به أقوإما من إلهالك ‪.‬‬ ‫بالن ي‬ ‫إب ويوعظه ي‬ ‫فليتنبه إلعابر لهذإ إلهدف ويذكر إلر ي‬
‫إلهدف إلرإبع ‪:‬‬
‫إب‬
‫— إلتحذير من إإلستمرإر عل معصية ‪ :‬وهذإ إلهدف أخص من إلهدف إلذي قبله فهنا يكون إلر ي‬
‫مرصإ عل معصية معينة ‪ ،‬فيى يػ منامه رموزإ تدل عل تحذيره من إإلستمرإر عل فعلها وتكون‬
‫إلرسالة وإضحة بيكها وإلبعد عنها قبل ساعة إلندم وإنتهاء إألجل‬
‫إلهدف إلخامس ‪:‬‬
‫ّ‬
‫— إلحث عل طاعة معينة ‪ :‬وهذإ يحدث كثيإ لبعض إلناس فربنا جل جالله وتقدس يػ علياءه‬
‫فيدل عباده ؤىل مافيه صالح لهم يػ دينهم ودنياهم‬ ‫ُّ‬ ‫رحيم بعباده إلمؤمني كريم جوإد سبحانه ‪،‬‬
‫إب يػ دينه ودنياه فكم‬‫عل طاعة معينة ‪ ،‬ربما تكون سببا يػ صالح أمر إلر ي‬ ‫وأخرإهم ومن ذلك إلحث‬
‫ُ‬
‫من رؤيا رآها من كان ُمعشإ فدل عل طاعة بعينها فحافظ عليها فكان فيها سعة له وخروج من ذلك‬
‫إؤلعسار وإألمثلة كثية يػ هذإ إلباب‬

‫‪5‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫إلهدف إلسادس ‪:‬‬
‫— إلحث عل إإلستمرإر عل طاعة معينة ‪:‬‬
‫ومثل هذه إلرؤى فيها تثبيت للطائع وزيادة ترغيب للمتبع بأن يستمر عل ماهو عليه من طاعة ويلزم‬
‫دإع إلفتنة‬
‫ذلك إلطريق ‪ ،‬وتكي هذه إلرؤى للذين هم يػ بيئة يقل فيها إلصاحب وإلمعي ويكي فيها ي‬
‫وإلشهوة ‪.‬‬
‫إلهدف إلسابع ‪:‬‬
‫— هدإية ؤىل رأي سديد ‪:‬‬
‫وتكون هذه إلرؤى نعمة من هللا للعبد إلحائر إلميدد إلخائف ‪ ،‬فتكون هذه إلرؤى غالبا بعد إستخارة‬
‫أو إستشارة أو دعوة بأن يهديه هللا إلتخاذ قرإر سليم ‪.‬‬
‫إلهدف إلثامن ‪:‬‬
‫— بيان إلحال ‪:‬‬
‫ُ‬
‫وهذإ هدف إلبد أن ينتبه له إلعابر فإنه سالح وفتنة حيث أن إلرؤى تظهر أحوإل إلناس فيعوف إلعابر‬
‫إلعاض وإلطائع وإلصادق وإلكاذب وإلخائن وإألمي )) وتكشف إألشإر إلمكتومة‬ ‫ي‬ ‫من خاللها ((‬
‫وإألمور إلمضنونة ‪.‬‬
‫فش لهم‬ ‫ُ‬
‫يتؼ ربه ؤذإ كشف هللا له هذه إألشإر فليسي إلناس وإل ي ي‬ ‫وهذه أمور يجب عل إلعابر أن ي‬
‫شإ و إل يؤخذهم بما علم من أحوإلهم فيقوم بابيإزهم أو بتهديدهم‬ ‫ّ‬
‫فالويل له كل إلويل ؤن فعل ذلك ‪ ،‬وليتذكر إلعابر أن هللا أنعم عليه بهذه إلنعمة فال يتسلط بها عل‬
‫عباد هللا وليحذر من عقاب هللا فربنا يكيد لمن كاد بعباده ويمقت من يؤذيهم ‪.‬‬
‫إب تعبي رؤياه هل تقع ؟‬ ‫س‪ / ١١‬ؤذإ ترك إلر ي‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫نعم فإن إلرؤى أقدإر من هللا ستقع سوإء علم تعبيها أو لم يعلمه وسوإء عيها أو لم يعيها ‪.‬‬
‫س‪ / ١٢‬كيف أعي إلرؤيا ؟‬
‫إلمتأمل يػ علم إلتعبي وما كتبه مؤلفوإ هذإ إلعلم يخلص ؤىل طرق يقتدي بها وي هتدي بها يػ إلكشف‬
‫ُ‬
‫عما تخفيه إلمنامات من أشإر ‪ ،‬وإلغوص يػ بحرها إلستخرإج كنوزها ‪،‬‬
‫وهذه إلطرق يختلف فهمها من معي ؤىل معي وتختلف طريقة تعبيهم باختالف أفهامهم لطريقة‬
‫تعبي وفك رموز إلمنامات فكل وإحد منهم مشب ‪.‬‬
‫إلسوإػ‬
‫ي‬ ‫ولكن إلمتأمل يػ تعبي من سبق ومن لحق سيجد أنهم يشبون من حوض وإحد ولكن‬
‫مختلفة‬
‫إلن يعي بها إلمعيون ربما إلتخرج عن أربعة طرق‬ ‫فطرق إلتعبي ي‬
‫إآلب رحمه هللا يػ شحه لصحيح مسلم (( قال علماء إلتعبي ‪ :‬وطرق إلتعبي أربعة ‪:‬‬ ‫قال إؤلمام ي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إلقاض ‪،‬‬
‫ي‬ ‫إإلشتقاق كما تقدم ‪ .‬مايعي بمثاله ويفش بشكله ودإلئله ‪ ،‬كدإللة معلم إلكتاب عل‬
‫إلوض وإلولد ‪ ،‬وإلثالثة ‪ :‬مايفشه إلمعن إلمقصود‬
‫ي‬ ‫وإلسلطان وصاحب إلسجن ورئيس إلسفينة وعل‬
‫إلمرب ‪ ،‬كدإللة فعل إلسفر عل إلسفر وفعل إلسوق عل إلمعيشة ‪ ،‬وفعل إلدإر عل‬ ‫ي‬ ‫إلشء‬
‫من ذلك ي‬
‫إلزوجة وإلجارية ‪ .‬وإلرإبعة ‪ :‬إلتعبي بما تقدم له ذكر يػ إلقرإن وإلسنة أو إلشعر أو كالم إلعرب وأمثالها‬
‫أو كالم إلناس وأمثالهم أو خي معروف أو كلمة حكمة‬

‫إآلب رحمه هللا‬


‫نبدأ بالتعليق عل كالم إؤلمام ي‬

‫إلطريقة إألوىل ‪:‬‬


‫إإلشتقاق ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫تعريف إإلشتقاق ‪ :‬أخذ كلمة من كلمة أخرى بتغيي ما ‪ ،‬مع إلتناسب يػ إلمعن‬

‫إلسيوط‪( :‬ثم إلتغييإت بي إألصل إلمشتق منه وإلفرع إلمشتق خمسة عش‪:‬‬ ‫ي‬ ‫قال‬
‫ْ‬
‫إألول‪ :‬زيادة حركة‪ ،‬كعلم وع ِلم‪.‬‬
‫إلثاب‪ :‬زيادة مادة‪ ،‬كطالب وطلب‪.‬‬‫ي‬
‫كضارب ورصب‪.‬‬ ‫إلثالث‪ :‬زيادتهما‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ِ ُ‬
‫إلرإبع‪ :‬نقصان حركة‪ ،‬كالفرس من إلفرس‪.‬‬
‫إلخامس‪ :‬نقصان مادة‪ ،‬كثبت وثبات‪.‬‬
‫إلسادس‪ :‬نقصانهما‪ ،‬كيإ ونزوإن‪ (.‬وإليوإن صفة للحدة كأن تقول ( دمحم نزوإن أي ‪ :‬به حدة )‬
‫إلسابع‪ :‬نقصان حركة وزيادة مادة‪ ،‬كغض وغضب‬
‫إلثامن‪ :‬نقص مادة وزيادة حركة‪ ،‬كحرم وحرمان‪.‬‬
‫إلتاسع‪ :‬زيادتهما مع نقصانهما‪ ،‬كاستنوق من إلناقة‪.‬‬
‫إلعاش‪ :‬تغاير إلحركتي‪ ،‬كب ِطر بطرإ‪.‬‬
‫إلحادي عش‪ :‬نقصان حركة وزيادة أخرى وحرف‪ ،‬كارصب من إلرصب‪.‬‬
‫إلثاب عش‪ :‬نقصان مادة وزيادة أخرى‪ ،‬كرإضع من إلرضاعة‪.‬‬ ‫ي‬
‫إلثالث عش‪ :‬نقص مادة بزيادة أخرى وحركة‪ ،‬كخاف من إلخوف؛ ألن إلفاء ساكنة يػ خوف لعدم‬
‫إليكيب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫كعد من إلوعد؛ فيه نقصان إلوإو وحركتها وزيادة‬ ‫إلرإبع عش‪ :‬نقصان حركة وحرف وزيادة حركة فقط‪ِ ،‬‬
‫كشة‪.‬‬
‫إلخامس عش‪ :‬نقصان حركة وحرف وزيادة حرف‪ ،‬كفاخر من إلفخار‪ ،‬نقصت ألف‪ ،‬وزإدت ألف‬
‫وفتحة"‪.‬‬

‫إلطريقة إلثانية ‪:‬‬


‫ويفش بشكله ودإلئله‬‫ما ُيعي بمثاله ُ‬
‫تأب ؤىل لفظ أو معن وتعيه بنظيه أو ما يشبهه‬
‫وه أن ي‬ ‫هذه طريقة من طرق إلتعبي ي‬
‫أب أصافح مديري وأدإر يىل ظهره‬ ‫مثال ‪ :‬قال أحدهم رأيت ي‬
‫فالمدير هنا ‪ :‬نستطيع أن نعيه بالرئيس أو إلوإلد أو بمدير منشأة أخرى كمدير إلبنك إو مدير قطاع‬
‫حكوم ‪ ..‬إلخ ‪.‬‬
‫ي‬

‫أب مسافر يػ إلي عل ناقة‬


‫قوله أو بشكله ‪ :‬مثال ذلك ‪ /‬قال أحدهم ‪ :‬رأيت ي‬
‫فالسيارة عل شكل إلناقة فنعي إلناقة بالسيارة‬

‫إلطريقة إلثالثة ‪:‬‬


‫إلمرب ‪.‬‬ ‫مايفشه إلمعن إلمقصود من ذلك إلش‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫إلتعبي بالمعن وهذإ كثي يػ إلرؤى‬
‫وإذإ وفق هللا إلمعي ؤلتقان إستخدإم هذه إلطريقة فسوف يكتسب من هذإ إلعلم إلش إلكثي‬
‫فالرؤى أسماء وصور وأحدإث وكل هذه إلثالثة لها معان مختلفة فيكون دور إلمعي هو جمع هذه‬
‫إلمعاب وتحليلها ثم ترتيبها حن ُيخرج لنا معن هذه إلرؤيا ‪.‬‬
‫ي‬
‫أصل‬
‫ي‬ ‫أب‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قول أحدهم ‪ :‬رأيت ي‬
‫إلمعاب يػ إلصالة وما يكون دإخلها( إلصلة ‪ ،‬إلمناجاة ‪ ،‬إلشكوى ‪ ،‬إلنجوى ‪ ،‬إلذكر ‪ ....‬إلخ )‬
‫ي‬ ‫فمن‬

‫‪7‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬

‫إلطريقة إلرإبعة ‪ :‬إلتعبي بدإللة إلقرإن وإلسنة وإلشعر وكالم إلعرب وأمثال إلعرب وكالم إلناس وأمثال‬
‫إلناس ‪ ....‬إلخ ‪.‬‬

‫مثال عل إلتعبي بدإللة إلقرإن ‪:‬‬


‫أب آكل رطبا‬
‫قالت أحدإهن ‪ :‬رأيت ي‬
‫إلتعبي ‪ ( :‬وهزي ؤليك بجذع إلنخلة تساقط عليك رطبا جنيا )‬
‫فنأخذ من هذه إآلية إن هذه إإلخت إن كانت حامال فستضع حملها وإن كانت ميوجة فستحمل وإن‬
‫كانت عزباء فستيوج ويكون بكرها مولود ذكر ‪.‬‬

‫س‪ / ١٣‬هل علم إلتعبي علم ُيتعلم أم هو هبه يهبها هللا من يشاء من عباده ؟‬
‫إلجوإب ‪:‬‬
‫ؤن علم إلتعبي علم كغيه من إلعلوم فقد قال ربنا تبارك وتعاىل حاكيا قصة أصحاب إلعزيز ( وما نحن‬
‫رض هللا عنهما‬
‫ع بحديث إبن عباس ي‬ ‫بتأويل إألحالم بعالمي ) وقد أستدل أهل إلعلم عل أنه علم ش ي‬
‫رض هللا عنه ‪ ((:‬أصبت بعضا وإخطأت بعضا‬ ‫ألب بكر ي‬ ‫إلنن صل هللا عليه وسلم ي‬
‫‪ ،‬وإلذي فيه قول ي‬
‫إلنن صل هللا‬
‫))‪ .‬صحيح إلبخاري ‪ ،‬فلو كان أنه علم إل يتعلم لما أخطا فيه إبا بكر ‪ ،‬ولنبه عل ذلك ي‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫قال إبن حجر رحمه هللا يػ شح هذإ إلحديث ‪ :‬وفيه إلحث عل تعليم علم إلرؤيا وتعبيها ‪.‬‬
‫وقال إبن سعد ‪ ،‬يػ إلطبقات إلكيى ‪ : ،‬قال دمحم بن عمر ‪ :‬وكان سعيد بن إلمسيب من أعي إلناس‬
‫أب بكر ‪ .‬وروى أيضا ‪ :‬عن‬ ‫أب بكر ‪ ،‬وأخذته أسماء عن أبيها ي‬ ‫للرؤيا ‪ ،‬وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت ي‬
‫سعيد بن إلمسيب قال ‪ :‬عرضت عائشة عل إبيها رؤيا ‪ ،‬وكان أعي إلناس ‪.‬‬
‫قال إبن عبدإلي‪ :‬مما يدل عل شف علم إلرؤيا وفضلها أنه صل هللا عليه وسلمإنما كان يسأل عنها‬
‫لتقص عليه ويعيها ليعلم أصحابه كيف إلكالم يػ تأويلها‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقال إلعالمة إبن سعدي رحمه هللا يػ ذكره للفوإئد من سورة يوسف عليه إلسالم‪:‬‬
‫ومنها أن علم إلتعبي من إلعلوم إلشعية وأنه يثاب إؤلنسان عل تعلمه وتعليمه‪.‬‬
‫وقال إلعالمة إبن باز رحمه هللا ‪:‬علم تعبي إلرؤيا علم معتي أصله يػ إلكتاب وإلسنة وإل ؤثم عل‬
‫إلمعي ؤذإ لم يتعمد خطأ أو مجازفة‬
‫وإلوإقع يشهد بذلك وكم من معي فتح هللا عليه يػ تعلم هذإ إلعلم بعدما قرأ وإجتهد وسمع وجرب‬
‫فإذإ به من أعي إلناس‬

‫أحوإل إلمعيين ‪:‬‬


‫قال إلشيخ عبدهللا إلسدحان يػ كتابه‬
‫( إلقوإعد إلحسن يػ تأويل إلرؤى )‬

‫وينقسم إلمعيون ؤىل خمسة أقسام‪:‬‬


‫إألول‪ :‬قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إإلنتقائية لبعض إلرموز فقط‪ ،‬وهذإ فيه إعتدإء عل حال‬
‫إب؛ ألن إلرؤيا وإقع متكامل ترصه إلتجزئة‪.‬‬
‫إلر ي‬

‫‪8‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫وػ هذإ إعتدإء عل وإقع‬‫إلثاب‪ :‬قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلتوإفقية لكتب إلتعبي إلسابقة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫إب‪ ،‬فكل جيل يختلف وإقعه عن غيه‪.‬‬ ‫إلر ي‬
‫إلثالث‪ :‬قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إؤللهامية فقط‪ ،‬وجعلها خاصة عل إلمعي‪ ،‬وهذإ مخالف لما‬
‫عليه إلسلف؛ فلم يرد عليه دليل وإل إطردت به عادة‪.‬‬
‫إلرإبع‪ :‬قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلنفسية فقط‪ ،‬كعلماء إلنفس‪ ،‬ومن وإفقهم‪ ،‬وأهمل إلجوإنب‬
‫إلشيطاب‪.‬‬
‫ي‬ ‫إألخرى إلوإردة يػ إلسنة كالرؤيا إلصادقة وإلحلم‬
‫إب‪ ،‬فهذإ‬
‫إلخامس‪ :‬قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلتكاملية‪ ،‬من جمع للرموز كلها‪ ،‬ومعرفة حال إلر ي‬
‫ع وموإفقة علماء إلسلف وإلخلف‬ ‫إلقسم هو إلصحيح إلذي عليه إلدليل إلش ي‬
‫ُ‬
‫قلت ‪ :‬هذإ كالم نفيس وتقسيم بديع ويدل عل سعة إطالع إلشيخ عبدهللا حفظه هللا عل هذإ إلعلم‬
‫وتطبيقه ‪ .‬ويبدوإ أن إلشيخ تتبع وبحث أحوإل إلمعيين حن جمعهم وقسمهم هذإ إلتقسيم إلرإئع ‪.‬‬
‫ولزيادة إلفائدة وليس إإلنتقاد‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فإن هناك ؤشكال يرد عليه وهو ‪ :‬من لم يرزق إليعة إلتكاملية ولم يكن ملما بدقائق علم إلتعبي ولكنه‬
‫وإلمصابي وبعضهم خبي بفك رموز رؤى‬ ‫موفق وخبي عل سبيل إلمثال ػ فك رموز رؤى إلمرض ُ‬
‫ي‬
‫أصحاب إألموإل وإلتجارإت فهل له أن يعي إلرؤى !؟‬

‫فأقول مستعينا باهلل ‪:‬‬


‫كالم إلشيخ حق وهذإ إلتقسيم يشهد به إلوإقع ؤإل أن هناك رؤى تحتمل معان عدة‬
‫فمن إلمعيين من فتح هللا عليه يػ جانب من جوإنب إلتعبي ولم يهبه هللا تلك إليعة إلتكاملية‬
‫إلن أشار ؤليها إلشيخ حفظه هللا يػ إلقسم إلخامس ‪-‬‬ ‫‪ -‬ي‬
‫ماخؼ من أشإرها‬
‫ي‬ ‫إب كامل من خالل إلرؤيا ويحلل إلرموز ويستخرج كل‬ ‫إلن تؤهله لمعرفة حال إلر ي‬ ‫ي‬
‫ومعانيها ‪ ،‬ولكنه مبدع يػ إستخرإج وفك رموز رؤى إلمرض وإلمصابي عل سبيل إلمثال ‪ ،‬أو تجده‬
‫مبدعا يػ معرفة وفك رموز رؤى إلمشاكل إلمشاكل إلزوجية وحلولها أو إلمشاكل إإلجتماعية وكيفية‬
‫إلتأقلم معها أو حلها ‪ ،‬وبعضهم فتح هللا عليه يػ معرفة رموز مشاكل إلحمل إلمتعلقة بتأخر إؤلنجاب‬
‫وغيه ‪.‬‬
‫فهذإ وهللا أعلم له أن يفش إلمنامات بشط أن تكون عنده إألدإة ويعلم طريقة إلتعبي عند إلسلف‬
‫وإلخلف وله درإية بهذإ إلباب علما وتطبيقا ُ‬
‫ويشهد له بذلك ‪.‬‬
‫وهللا أعلم‬

‫فصل ‪/‬‬
‫قوإعد هامة يػ إلرؤى ‪:‬‬
‫إلن كتبها إلسلف وإلخلف ممن برعوإ يػ علم تعبي إلرؤى‬ ‫أخ إلقارئ أن قوإعد إلرؤى وأصولها ي‬ ‫إعلم ي‬
‫قد إستنبطوإ هذه إلقوإعد وإألصول من إلكتاب وإلسنة وإلنظر يػ طريقة تعبي إلحذإق من معيي‬
‫إألمة ‪ ،‬وهذه إلقوإعد ليست ّ‬
‫وحيا ميًل وإنما إجتهاد من علماء نذروإ أنفسهم لهذإ إلعلم وقرأوإ كتبه‬
‫إلينيغ أن نردها بل‬
‫ي‬ ‫فىه ليست عل إطالقها وكذلك‬ ‫وتدبروإ معانيه ثم خرجوإ لنا بهذه إلقوإعد ي‬
‫نأخذها كدليل لنا يػ طريق سفر‪ ،‬وكالشإج يػ ظلمة إلليل وكل مسافر سيستخدم ذلك إلشإج بما‬
‫ينبغ عل إلعابر وطالب هذإ إلفن أن يأخذ إلقوإعد وإألصول‬ ‫ي‬ ‫يخدم وصوله ؤىل وجهته ‪ ،‬وهذإ إلذي‬
‫فيهتدي بها يػ طريقه وكل له طريقة يػ إستخدإم هذه إلقوإعد وهنا إلبد من نقل كالم يػ هذإ إلفصل‬
‫قبل إلشوع يػ ذكر إلقوإعد ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫إػ رحمه هللا‬
‫نقل إؤلمام إبن رجب رحمه هللا يػ كتابه ( إلذيل عل طبقات إلحنابلة ) كالما لإلمام إلقر ي‬
‫إلمالك كالما حسنا يػ إلتعبي ‪ ،‬فرأيت أن‬
‫ي‬ ‫إػ‬
‫ألب إلعباس إلقر ي‬
‫قال عنه إبن رجب رحمه هللا ( رأيت ي‬
‫أذكره هنا ) إنتىه كالمه رحمه هللا‬
‫إػ رحمه هللا كتابه ( إلفروق ) ‪:‬‬
‫أخ إلقاريء بنصه ‪ ،‬قال إؤلمام إلقر ي‬‫وأنا إنقله لك ي‬
‫إعلم أن تفسي إلمنامات قد إتسعت تقييدإته وتشعبت تخصيصاته وتنوعت تعريفاته بحيث صار‬
‫إؤلنسان إل يقدر أن يعتمد فيه عل مجرد إلمنقوإلت لكية إلتخصيصات بأحوإل إلرإئي بخالف تفسي‬
‫إلقرآن إلعظيم وإلتحدث يػ إلفقه وإلكتاب وإلسنة وغي ذلك من إلعلوم فإن ضوإبطها ؤما محصورة أو‬
‫قريبة من إلحرص وعلم إلمنامات منتش إنتشارإ شديدإ إل يدخل تحت ضبط فال جرم ؤن إحتاج‬
‫إلناظر فيه مع ضوإبطه وقرإئنه ؤىل قوة من قوى إلنفوس إلمعينة عل إلفرإسة وإإلطالع عل إلمغيبات‬
‫شء إل يكاد يخظ بسبب ما يخلقه هللا ‪ -‬تعاىل ‪ -‬يػ تلك إلنفوس من إلقوة‬ ‫بحيث ؤذإ توجه إلحزر ؤىل ي‬
‫رض هللا عنهما ‪ :‬ؤنه كان ينظر ؤىل إلغيب‬ ‫إلمعينة عل تقريب إلغيب أو تحققه كما قيل يػ إبن عباس ي‬
‫من ورإء سي رقيق ؤشارة ؤىل قوة أودعه هللا ؤياها فرأى بما أودعه هللا ‪ -‬تعاىل ‪ -‬يػ نفسه من إلصفاء‬
‫وإلشفوف وإلرقة وإللطافة فمن إلناس من هو كذلك وقد يكون ذلك عاما يػ جميع إألنوإع ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقد يهبه هللا ‪ -‬تعاىل ‪ -‬ذلك باعتبار إلمنامات فقط أو بحساب علم إلرمل ‪ ( -‬قلت ) هذإ إلعلم تعلمه‬
‫إلذهن رحمه هللا يػ رسالته إلمسماة مسائل يػ طلب إلعلم وأقسامه ) ‪ -‬فقط أو‬ ‫ي‬ ‫حرإم كما ذكر إؤلمام‬
‫إلكتف إلذي للغنم فقط أو غي ذلك فال ينفتح له بصحة إلقول وإلنطق يػ غيه ‪ ،‬ومن ليس له قوة‬
‫نفس يػ هذإ إلنوع صالحة لعلم تعبي إلرؤيا إل يصح منه تعبي إلرؤيا ‪ ،‬وإل يكاد يصيب ؤإل عل إلندرة‬
‫ينبغ له إلتوجه ؤىل علم إلتعبي يػ إلرؤيا ‪ ،‬ومن كانت له قوة نفس فهو إلذي ينتفع بتعبيه وقد‬ ‫ي‬ ‫فال‬
‫رأيت ممن له قوة نفس مع هذه إلقوإعد فكان يتحدث بالعجائب وإلغرإئب يػ إلمنام إللطيف ويخرج‬
‫وينتىه يػ‬
‫ي‬ ‫منه إألشياء إلكثية وإألحوإل إلمتباينة ويخي فيه عن إلماضيات وإلحارصإت وإلمستقبالت‬
‫إلمنام إليسي ؤىل نحو إلمائة من إألحكام بالعجائب وإلغرإئب حن يقول من إل يعلم بأحوإل قوى‬
‫إلنفوس ‪ :‬ؤن هذإ من إلجان أو إلمكاشفة أو غي ذلك وليس كما قال بل هو قوة نفس يجد بسببها‬
‫تلك إألحوإل عند توجهه للمنام ‪ ،‬وليس هو صالح ‪ ،‬وإل كشف ‪ ،‬وإل من قبل إلجان وقد رأيت أنا من‬
‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫تعاط علم إلتعبي ‪ ،‬وإل‬
‫ي‬ ‫هذإ إلنوع جماعة وإختيتهم فمن لم تحصل له قوة نفس عش عليه‬
‫لك أن تطمع يػ أن يحصل لك بالتعلم وإلقرإءة وحفظ إلكتب ؤذإ لم تكن لك قوة نفس فال تجد ذلك‬
‫سغ وأدب ضبط فاعلم هذه إلدقيقة فقد خفيت‬ ‫أبدإ ‪ ،‬ومن كانت لك هذه إلقوة حصل ذلك بأيش ي‬
‫عل كثي من إلناس ‪ .‬إنتىه كالمه رحمه هللا ‪.‬‬
‫ويحسن يػ هذإ إلباب أن ننقل كالما نفيسا لإلمام إبن بطال رحمه هللا يػ شحه عل إلبخاري حيث‬
‫قال ‪ ( :‬وإلمحفوظ عيإألنبياء وإن كان أصال فال يعم أشخاص إلرؤيا ‪ ،‬فال بد للبارع يػ هذإ إلعلم أن‬
‫ُّ‬
‫يستدل بحسن نظره ‪ ،‬فيد مالك ُينص عليه ؤىل حكم إلتمثيل ‪ ،‬ويحكم له بحكم إلتشبيه إلصحيح ‪،‬‬
‫فيجعل أصال ُيقاس عليه ‪ ،‬كما ُيفعل يػ فروع إلفقه ) إنتىه كالمه رحمه هللا‬ ‫ُ‬
‫ينبغ أن ُيؤخذ‬
‫إلن جاءت يػ إلسنة يػ تعبي رمز من إلرموز فال ي‬ ‫إلمعاب ي‬
‫ي‬ ‫وخالصة كالمه أنه يتحدث عن‬
‫إلنن‬‫كما هو فال يتغي بل إلبد أن يتغي باختالف حال إلرإئي ‪ ،‬ومثال ذلك (رمز إللي يػ إلمنام ) فإن ي‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص فشه بالعلم وفشه إلصحابة بالفطرة وفشه إبن سيين بالعدل وإألمان وفشه غيهم بغي ماسبق‬
‫‪.‬‬
‫فالقوإعد وإألصول دليل عل سلوك هذإ إلدرب كما أسلفت سابقا ‪.‬‬
‫وقد نقلت بعض هذه إلقوإعد من عدة كتب وعلقت عليها وزدت فيها ونقصت‬
‫ُ‬
‫فليتنبه لهذإ‬
‫إلقاعدة إألوىل ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫يأب من دإر إلحق فهو حق مع إلقرإئن"‬
‫" غالب ما ي‬

‫يأب منها فهو حق‪ ،‬كرؤية إألموإت ورؤية إلجنة وإلنار‬


‫وإلمقصود بدإر إلحق‪ :‬إلدإر إآلخرة؛ فما ي‬
‫وإلبعث وإلرصإط ونحوه‪.‬‬

‫رض هللا عنه لما إستشهد يػ معركة إليمامة وكانت عليه درع نفيسة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مثاله‪ :‬قصة ثابت بن قيس‬
‫فأخذها أحد إلمسلمي‪ ..‬فبينما أحد إلمسلمي نائم‪ ،‬ؤذ أتاه يػ منامه وقال له‪" :‬أوصيك بوصية فإياك‬
‫ٌ‬
‫درع‪ ،‬وميله يػ أقض‬ ‫ي‬ ‫ؤب لما قتلت مر يب رجل من إلمسلمي وأخذ‬ ‫أن تقول‪ :‬هذإ حلم فتضيعه‪ !..‬ي‬
‫إلناس‪ ،‬وعند خبائه فرس يسي يػ طوله (أي يمرح يػ حبله إلمشدود)‪ ،‬وقد كفأ عل إلدرع برمة (قدر)‬
‫درع فيأخذها‪ ،‬فإذإ قدمت ؤىل خليفة رسول هللا‬ ‫ؤىل‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫وفوق إليمة رحل‪ ،‬فأت خالدإ فمره أن يبعث ي‬
‫رقيؼ عتيق" فأب إلرجل‬‫ي‬ ‫عل من إلدين كذإ وكذإ‪ ،‬وفالن من‬
‫فقل له‪ :‬ؤن ي‬ ‫أب بكر ُ‬‫صل هللا عليه وسلم ي‬
‫خالدإ فأخيه‪ ،‬فبعث ؤىل إلدرع فأ يب بها‪ ،‬وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته‪ ..‬ولذإ قيل‪ :‬إل‬
‫رض هللا عنه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يعلم أحد أجيت وصيته بعد موته ؤإل ثابت بن قيس ي‬

‫قال إلشيخ "دمحم بن عثيمي" رحمه هللا‪" :‬كل رؤيا تدل قرإئن عل صدقها فال مانع من ؤجازتها"‬

‫إلناظر لهذه إلقاعدة يجدها حقا وصدقا وإلذي ُيعي للناس ويتصدر ذلك إليخلو يوما من أمثال هذه‬
‫إلرؤى لذإ إلبد هنا من ذكر بعض إلتعليقات وإلفوإئد يػ رؤية إألموإت ‪.‬‬
‫‪ -‬ؤذإ كانت رؤية إلميت بعد وفاته بفية وجية فربما تكون حديث نفس‬
‫‪ -‬ؤذإ طلب إلميت يػ منامه فعل كبية كذهاب لساحر أو ذبح عند قي فهذإ إلمنام من إلشيطان‬
‫وإل يدخل تحت هذه إلقاعدة ‪.‬‬
‫‪ -‬ؤذإ جاء إلميت عل هيئة حسنة ومنظر جميل وكان يػ حياته بعيدإ عن إلشك فنستبش له‬
‫بحسن حاله يػ برزخه كأن ُيرى عليها ثياب بيضاء حسنة أو ثياب خرصإء ‪.‬‬
‫نذكر‬ ‫هنا أن َ‬ ‫‪ -‬بعض منامات إألموإت يكون إلهدف منها تذكي ذويه بالدعاء له ‪ .‬ولعله يحسن‬
‫ْ‬
‫حديثا ُيناسب هذإ إلمقام َولعله يحسن هنا أن نذكر حديثا ُيناسب هذإ إلمقام ‪ ،‬ن ج ِابر‪ :‬أن‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫إّلل‪ ،‬ه ْل لك ِ يػ‬ ‫ش أب إلن ِ ين َ صل هللا عليه ْ وسلم فق َال‪ :‬يا ر ُسول ِ‬ ‫ي‬ ‫إلطف ْيل بن ع ْمرو إلدو ِ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ن صل هللا عليه‬ ‫اه ِلي ِة فأ ىب ِذلك إلن ُّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِح ْصن ح ِصي ومنعة؟ قال ِح ْص ٌن كان ِلد ْوس ِ يػ إلج‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫وسلم ِل َّل ِذي ذخر هللا ِلأل ْنصار‪ .‬ف َلما هاجر إلن ُّ‬
‫ن صل هللا عليه وسلم ِؤىل إلم ِدين ِة‪ .‬هاجر َ ِؤل ْي ِه‬ ‫ِ ُ ُ ٌ ْ ِي‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫إلطف ْي ُل ْب ُن ع ْمرو‪ .‬وهاجر معه رجل ِمن ق ْو ِم ِه‪ .‬فاجتبووإ إلم ِدينة‪ .‬فم ِرض‪ ،‬فج ِزع‪ ،‬فأخذ‬
‫ْ‬
‫إلطف ْي ُل ْب ُن ع ْمرو ِ يػ من ِام ِه‪.‬‬
‫آه ُّ‬‫مشاقص َل ُه‪ ،‬فقطع بها برإجم ُه‪ ،‬فشخب ْت يد ُإه حن مات‪ .‬فر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪:‬‬
‫َُ‬
‫ه‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫‪.‬‬‫ه‬ ‫آه ُمغ ِّطيا يد ْ‬
‫ي‬ ‫آه وه ْيئ ُت ُه حسن ٌة‪ِ .‬ور ُ‬ ‫فر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ما صنع ِبك رُّبك؟ فق َال‪ :‬غفر ِ يىل ِبهجر يب ِؤىل نبيه‪ .‬فقال‪ :‬ما ِ يىل أرإك ُمغ ِّطيا يد ْيك؟ قال ِقيل‬
‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ْ ُ َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ْ‬
‫إّلل صل هللا عليه‬ ‫إّلل فقال ر ُسول ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ يىل‪ :‬لن نص َِّلح ِمنك ما أف ْسدت‪ .‬فقصها إلطفيل عل رس ِ‬
‫وسلم‪« :‬إلل ُهم وِليد ْي ِه فاغ ِف ْر»‪ .‬روإه مسلم‪ .‬فتأمل يارعاك هللا كيف كانت هذه إلرؤيا سببا يػ‬
‫إلصحاب إلجليل ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص لهذإ‬
‫ُدعاء ي‬
‫يوض أهل إلميت بالصدقة عن ميتهم وخاصة صدقة إلماء ‪ ،‬فقد روى إؤلمام أحمد وغيه‬
‫أم ماتت‪ ،‬أفأتصدق عنها؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫عن سعد بن عبادة قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا ؤن ي‬
‫إأللباب‪.‬‬
‫ي‬ ‫سؼ إلماء‪ .‬حسنه‬ ‫فأي إلصدقة أفضل؟ قال‪ :‬ي‬
‫إلقاعدة إلثانية ‪:‬‬
‫أصول إلرؤيا إلرمزية تدور عل ( إلجنس ‪ ،‬وإلصنف ‪ ،‬وإلطبع ) ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫ٌ‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫إلجنس ‪ :‬تعريفه ‪ /‬ما ي ْص دق عل إلك ِثي ِر وإلق ِلي ِل وإللفظ و ِإحد‪ ،‬ك( ماء) و(ذهب) و( ِخل)‬
‫ُ‬
‫و(زْيت)‪ .‬وكالشجر وإلطي وإلحيوإن ( فإذإ أتتك إلرؤيا فانظر ؤىل إلجنس وإل تغفله ودقق يػ‬
‫تعدده ؤن ُوجد كأن يكون يػ إلرؤيا طي وإنس وخل وشجر وزيت ‪ ..‬إلخ ‪ ،‬فتجمعها وتنظر ؤىل‬
‫إلثاب‬
‫صنفها وهو إلقسم ي‬
‫إلصنف ‪ :‬وإلمقصود بالصوف هو صفته ( فتقول رأيت طيإ ) هذإ إسم جنس ( لكن ؤذإ قلت‬
‫رأيت صقرإ ) فهذإ صنف من أصناف إلطيور وهو صفة له ‪ .‬فإذإ أتتك رؤيا فيها صنف من‬
‫إألصناف فانظر ؤىل طبائع ذلك إلصنف وهو إلقسم إلثالث‬
‫ُ‬
‫وه جارحة‬ ‫إلطبع ‪ :‬وهو ماجبل عليه ذلك إلجنس ( فالصقور وإلنسور طبائعها حادة ي‬
‫وتقتتات عل إللحوم ‪ ..‬إلخ ) ولكن هنا يجدر إلتنبيه ؤىل رؤيا إلبش فإننا ننظر ؤىل طبعه وإل‬
‫ُ‬
‫إب‬‫أخن رصبا شديدإ ‪ .‬فنسأل إلر ي‬
‫أب يرصب ي‬ ‫نغفل تطبعه ( مثال ذلك ) يقول أحدهم ‪ :‬رأيت ي‬
‫هل إلرصب من طبع أبيك ؟ فيقول ‪ :‬إل ولكنه يػ إآلونة إألخية أصبح عصبيا ويرصبنا ‪ .‬فهنا‬
‫يختلف إلتعبي وإلنظر يػ إلرؤيا وهللا أعلم ‪.‬‬

‫مثال هذه إلقاعدة ‪ :‬أن رجال أب سعيد بن إلمسيب فقال رأيت عل شفات إلمسجد إلجامع‬
‫حمامة بيضاء فعجبت من حسنها‬
‫فأب صقر فاحتملها قال إبن إلمسيب ؤن صدقت رؤياك تزوج إلحجاج بنت عبد هللا بن‬
‫جعفر فما‬
‫مض يسي حن تزوجها فقيل له يا أبا دمحم بم تخلصت إىل هذإ فقال إن إلحمامة إمرأة‬
‫وإلبيضاء‬
‫نقية إلحسب فلم أر أحدإ من إلنساء أنؼ حسبا من بنت إلطائر يػ إلجنة ونظرت يػ إلصقر‬
‫فإذإ‬
‫عرب ليس هو من طيور إألعجام ولم أر يػ إلعرب أصقر من إلحجاج بن يوسف ‪.‬‬ ‫هو طائر ي‬
‫وقد علق إلشيخ عبد هللا إلسدحان عندما ذكر هذإ إلمثال بقوله ( ولم يذكر – سعيد إبن‬
‫تعن ‪ :‬إمرأة ذإت شف ودين وهذإ‬‫وه ي‬‫إلمسيب – شفات إلمسجد) عل أهميتها لوضوحها ي‬
‫رض هللا عنه ‪.‬‬
‫يليق بابنة عبدهللا بن جعفر ي‬
‫إلقاعدة إلثالثة ‪:‬‬

‫معاب إلرموز متحركة وليست ثابتة ‪:‬‬


‫ي‬
‫بمعن أنك ؤذإ قرأت يػ كتاب معن لرموز من إلرموز فال تأخذ ذلك إلمعن وتجعله يػ جميع‬
‫يأب بمعن إلسحر وإلشيطان ولهذإ‬‫إلن تكون مرموزة بذلك إلرمز ‪ ،‬كرمز إلثعبان ‪ ،‬فإنه ي‬ ‫إلرؤى ي‬
‫أذإ جاءتك رؤيا فيها ثعبان فال يجوز لك أن تفشها بالسحر وإلشيطان بل تنظر ؤىل بقية‬
‫فتبن عليها تعبيك‬‫ي‬ ‫إب‬
‫إلرموز ومعرفة حال إلر ي‬
‫إب وترإبط بقية‬
‫ه متحركة تختلف باختالف حال إلر ي‬ ‫فالخالصة ‪ :‬أن إلرموز ليست ثابتة بل ي‬
‫رموز إلمنام ‪.‬‬
‫إلقاعدة إلرإبعة ‪:‬‬

‫إلمعاب وسالمة من حديث إلنفس وتدخل إلشيطان ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أن تكون إلرؤيا وإضحة‬
‫إلبد أن نستحرص هنا قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا‪ ).‬أخرجه مسلم‪ .‬وكذلك‬
‫حديث(ؤذإ إقيب إلزمان لم تكد رؤيا إلمؤمن تكذب) ‪ .‬متفق عليه‬

‫‪12‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫فمن عالمات إلرؤيا إلصادقة إلصالحة ( وضوحها وعدم نسيانها غالبا ‪ ،‬عدم ذهابها من إلفكر‬
‫رغم مرور إأليام وإألشهر وإلسنوإت ؤإل أنها تبؼ يػ ذإكرته وأن تسلم من إألحدإث إليومية‬
‫إب ‪ ،‬وأإل يكون‬
‫إب حن نفرق بينها وبي حديث إلنفس ونمي ذلك بالسؤإل عن أحوإل إلر ي‬ ‫للر ي‬
‫فيها إحتالم ‪ ،‬وأإل يكون فيها تخويف وتهويل وتحرين‬

‫إلقاعدة إلخامسة ‪:‬‬


‫كل رؤيا أنت بعد إستخارة أو إستشارة أو دعاء ُيرخ لها إلصدق يػ إلغالب ؤن شاء هللا ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬ ‫وإألمثلة يػ هذإ إلباب كثية‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س‪ ،‬خرجت ِمن إلم ِدين ِة حن‬ ‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ :‬رأيت إمرأة سودإء ث ِائرة إلرأ‬
‫رؤيا ْ ُ ي‬
‫حديث َ‬ ‫منها (‬
‫ُ ِْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫وه إلجحفة‪ .‬وقد جاءت هذه إلرؤيا‬ ‫ي‬ ‫ة‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ؤىل‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ين‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫إلم‬ ‫اء‬ ‫وب‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ل‬‫و‬ ‫أ‬ ‫ت‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ع‬‫ي‬ ‫ه‬ ‫بم‬ ‫ت‬ ‫نزل‬
‫رض هللا عنهم منها عندما‬‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص بأن يذهب هللا حىم ييب لما عاناه إلصحابة ي‬ ‫بعد دعاء ي‬
‫قدموإ إلمدينة ‪.‬‬

‫إلقاعدة إلسادسة ‪:‬‬


‫كل أثر مؤلم يػ إليقضة بعد رؤيا فهو دإللة بدإية مس عن طريق إلعي ‪ ،‬فال بد من مبادرة أخذ‬
‫إألثر من نفس إلشخص إلذي رآه حن إلتتمكن منه تلك إلعي ‪.‬‬
‫يرم عليه بالرصاص من خلفه فاستيقظ من‬ ‫فمن رأى كأن أحدإ رصبه بسكي يػ خارصته أو ي‬
‫فؼ إلغالب تكون هذه عالمة عل إؤلصابة بالعي ‪.‬‬‫نومه متألما من مكان إلرصبة ‪ ،‬ي‬
‫إب هل كان قبل إلرؤيا مصاب بإصابه روحية فيتعالج من أثرها‬ ‫مع مرإعاة وإلتنبه ؤىل حال إلر ي‬
‫عند رإق فإن كان كذلك فليتنبه إلمعيإىل أن إلمنام ربما كان من إلشيطان حن يغي إلقلوب‬
‫عل بعضها ويوغر إلصدور عل إألقارب وإألصدقاء ‪.‬‬

‫إلقاعدة إلسابعة ‪:‬‬


‫إلرؤيا وإقع متكامل ترصه إلتجزئة ‪:‬‬
‫فال ُييك من إلرؤيا لفظا بارزإ أو قرينة مؤثرة ‪ ،‬بل عل إلمعي أن يقرأ إلمنام كامال ثم ينظر ؤىل‬
‫كل لفظ ومعن وقرينة فيبطها ببعضها حن يخرجها كالعقد إلمكتمل وإل يجعلها كالعقد‬
‫إلمنثور ‪.‬‬
‫إب يػ منامه ( أنه سافر ؤىل مدينة بعيدة ونزل عليه إلمطر وتعطلت سيارته‬ ‫فلو رأى إلر ي‬
‫فأصلحها ثم أكمل سفره) فال تأخذ رمز إلسفر ونيك رمز إلمدينة أو نأخذ رمز إلسيارة‬
‫وأصالحها دون رمز إلسفر ‪ ..‬وعل هذإ فقس ‪.‬‬

‫إلقاعدة إلثامنة ‪:‬‬


‫إلتقوى يػ إلمنام فرج وتيسي أمور ‪:‬‬
‫فربنا تبارك وتعاىل قال ‪ { :‬ومن يتق هللا يجعل له مخرجا } وقال سبحانه { ومن يتق هللا‬
‫ُ‬
‫ع‬‫يجعل له من أمره يشإ ) ونعي إألمر إلذي إتؼ هللا فيه بنقيضه فمثال ( لو رأى رجل أنه د ي‬
‫ؤىل شب إلخمر فرفض خوفا من هللا وعقابه ) فيكون إلتعبي إن هللا سوف يبارك له يػ عقله‬
‫ويجعله ذكيا ‪ ،‬إلن إلخمر ُيذهب إلعقل ‪ .‬وكذلك لو رأت إمرأة من دعاها للزب فكفت عن‬
‫ذلك مخافة رب ها ‪ ،‬فإننا نعي لها بالزوإج وإلزوج إلصالح ؤن شاء هللا وعل هذإ فقس ‪.‬‬

‫إلقاعدة إلتاسعة ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫عول عليها يػ إلتأويل ‪.‬‬‫إلم ّ‬
‫ركز ػ إلقرينة فىه ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فالمناممات مكونة من رموز وهذه إلرموز لها قرإئن فعل إلعابر أن ينظر للقرينة فلو أتتنا‬
‫رؤيتي‬
‫ّ‬
‫أب آكل لحما نيا لم‬ ‫وإلثاب يقول ( رأيت ي‬
‫ي‬ ‫أب آكل لحما طريا مطبوخا )‬ ‫يقول إألوىل ( رأيت ي‬
‫ُيطبخ )‬
‫فهنا أتانا رمز إللحم يػ يػ كال إلرؤتي لكن إختلفت قرينة كل رؤيا عن إألخرى ‪.‬‬
‫وػ إلرؤيا إلثانية كانت قرينة إلرؤيا ( ّنيا لم‬
‫فالرؤيا إألوىل كانت قرينة إللحم ( طريا مطبوخا ) ي‬
‫ُيطبخ ) وهذإ يؤثر يػ تعبي إلمنام ‪.‬‬

‫إلقاعدة إلعاشة ‪:‬‬


‫ُ‬
‫يػ إلغالب أن إلرؤى تختص بمن رآها حن وإن رأى أشخاصا يصيبوإ خيإ أو يرصف عنهم شإ‬
‫ُ‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص ( رؤيا إلرجل إلصالح يرإها أو ترى له ‪ ،‬جزء من ستة‬
‫يػ هذإ إلباب نذكر حديث ي‬
‫وأربعي جزءإ من إلنبوة ) روإه إلبخاري ‪.‬‬
‫ومع هذإ فإن إلرؤى تختص بصاحبها ؤإل ؤن أتت قرينة وإضحة ترصف إلمعن ؤىل غي صاحب‬
‫إلرؤيا ‪.‬‬
‫عل سبيل إلمثال ( شخص رأى أنه وجد يػ بيت أخيه كيإ وأن بيت أخاه تغي وحسن عمرإنه )‬
‫ش من إلخي‬ ‫إب سيصيب خيإ وإن أحوإله ستتبدل ‪ ،‬وإذإ أصاب أخاه ي‬ ‫فيكون إلتأويل أن إلر ي‬
‫إب من ذلك إلخي ‪ .‬مع إلتنبه أن هذه إلقاعدة تحتاج ؤىل ممارسة يػ إلتطبيق‬ ‫سيعظ إلر ي‬
‫ي‬ ‫فإنه‬
‫إب جيدإ ‪.‬‬ ‫ومعرفة حال إلر ي‬

‫فصل‬
‫إلنن عليه إلصالة وإلسالم وتأويالته‬ ‫وقفات مع بعض رؤى ي‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص صحيحة دإئما وليس فيها تالعب إلشيطان وإل يدخل‬ ‫أخ إلقاريء أن جميع رؤى ي‬ ‫إعلم ي‬
‫إلشيطان يػ رؤإه ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،‬فرؤيته كلها حق وصدق ‪ ،‬ورؤإه ؤما أن تكون مرموزة وإما أن تكون عل ظاهرها‬
‫ه رؤإه إلمرموزة وسنقف مع تأويالتها بعض إلوقفات إن شاء هللا ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وإلذي سنتدإرسه يػ هذإ إلفصل ي‬
‫إلرؤيا إألوىل ‪/‬‬
‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َلق ْد صدق إّلل رسوله ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫إلرؤيا ِبالحق لتدخلن إلم ْس ِجد إلحرإم ِؤن شاء إّلل ِآم ِني محل ِقي رءوسكم‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون ذ ِلك فتحا ق ِريبا ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رصين ًل تخافون فع ِلم ما ل ْم ت ْعل ُموإ فجعل ِم ْن د‬ ‫ُ ِّ‬
‫ومق ِ‬
‫ًّ‬
‫نن هللا حقا‪ ،‬قال‪« :‬بل»‪،‬‬ ‫نن هللا صل هللا عليه وسلم فقلت‪ :‬ألست ي‬ ‫فقال عمر بن إلخطاب‪ :‬فأتيت ي‬
‫نعظ إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال‪:‬‬ ‫ي‬ ‫قلت‪ :‬ألسنا عل إلحق‪ ،‬وعدونا عل إلباطل‪ ،‬قال‪« :‬بل»‪ ،‬قلت‪ :‬فلم‬
‫سنأب إلبيت فنطوف‬ ‫ي‬ ‫ؤب رسول هللا‪ ،‬ولست أعصيه‪ ،‬وهو نارصي»‪ ،‬قلت‪ :‬أوليس كنت تحدثنا أنا‬ ‫« ي‬
‫به؟ قال‪« :‬بل‪ ،‬فأخيتك أنا نأتيه إلعام»‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إل‪ ،‬قال‪« :‬فإنك آتيه ومطوف به»‪،‬‬
‫هذه رؤيا رآها رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وأخي بها أصحابه أنهم سيدخلون إلمسجد إلحرإم محلقي رؤوسهم‬
‫ومقرصين ‪ ،‬فلما إنطلقوإ ؤىل مكة يػ تلك إلسنة ‪ ،‬وصدتهم قريش عن دخول إلحرم ‪ُ ،‬وجد عندهم‬
‫ؤشكال فقد ظنوإ أن إلرؤيا تدل عل أن إعتمارهم سيكون يػ ذلك إلعام إلذي خرجوإ فيه ‪ ،‬فبي‬
‫إلرسول ملسو هيلع هللا ىلص أنه أخيهم أن إلرؤيا ستكون يػ إلمستقبل ‪ ،‬إل يػ ذلك إلعام إلذي ردتهم قريش فيه ‪.‬‬
‫نن هللا صل‬ ‫وإلقصة بطولها يػ إلبخاري ولكن نذكر ًّمنها إلشاهد ( فقال عمر بن إلخطاب‪ :‬فأتيت ي‬
‫نن هللا حقا‪ ،‬قال‪« :‬بل»‪ ،‬قلت‪ :‬ألسنا عل إلحق‪ ،‬وعدونا عل إلباطل‪،‬‬ ‫هللا عليه وسلم فقلت‪ :‬ألست ي‬

‫‪14‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫ؤب رسول هللا‪ ،‬ولست أعصيه‪ ،‬وهو‬ ‫نعظ إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال‪ « :‬ي‬ ‫ي‬ ‫قال‪« :‬بل»‪ ،‬قلت‪ :‬فلم‬
‫سنأب إلبيت فنطوف به؟ قال‪« :‬بل‪ ،‬فأخيتك أنا نأتيه‬ ‫ي‬ ‫نارصي»‪ ،‬قلت‪ :‬أوليس كنت تحدثنا أنا‬
‫إلعام»‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إل‪ ،‬قال‪« :‬فإنك آتيه ومطوف به»‪ ،‬قال‪ :‬فأتيت أبا بكر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬أليس‬
‫ًّ‬
‫نعظ‬
‫ي‬ ‫نن هللا حقا؟ قال‪ :‬بل‪ ،‬قلت‪ :‬ألسنا عل إلحق‪ ،‬وعدونا عل إلباطل؟ قال‪ :‬بل‪ ،‬قلت‪ :‬فلم‬ ‫هذإ ي‬
‫يعض ربه‪ ،‬وهو‬‫ي‬ ‫إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال‪ :‬أيها إلرجل‪ ،‬ؤنه لرسول هللا صل هللا عليه وسلم‪ ،‬وليس‬
‫سنأب إلبيت ونطوف به؟‬
‫ي‬ ‫نارصه‪ ،‬فاستمسك بغرزه‪ ،‬فو هللا ؤنه عل إلحق‪ ،‬قلت‪ :‬أليس كان يحدثنا أنا‬
‫قال‪ :‬بل‪ ،‬أفأخيك أنك تأتيه إلعام؟ قلت‪ :‬إل‪ ،‬قال‪ :‬فإنك آتيه ومطوف به‪ - ،‬قال إلزهري‪ :‬قال عمر ‪:-‬‬
‫فعملت لذلك أعماًل ‪ )...‬فتستفيد من هذإ إلحديث‬
‫‪-‬أن إلرؤى إلحق تقع وإن تأخر وقوعها‬
‫‪ -‬أن هناك رؤى يكون تفسيها عل ظاهرها وإل تكون مرموزة ‪.‬‬
‫رض هللا عنهم أخطأوإ يػ‬
‫وخ من هللا لرسوله ملسو هيلع هللا ىلص ولكن إلصحابة ي‬‫‪ -‬هذه إلرؤيا إلشك أنها حق إلنها ي‬
‫تأويلها عندما ظنوإ أن وقت وقوعها عام إلحديبية ‪.‬‬

‫إلرؤيا إلثانية ‪/‬‬


‫َّ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫هللا صل إّلل‬ ‫إليمذي يػ "سننه" (‪ )٣٢٣٥‬من طريق ُمع ِاذ ب ِن جبل قال‪ْ :‬إحت ِبس عنا ر ُسول ِ‬ ‫َّ‬
‫أخرج‬
‫َ‬
‫ُِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫شيعا فثوب ِبالصال ِة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫س ‪ ،‬فخرج‬ ‫ِ‬ ‫عل ْي ِه وسلم ذإت غدإة ِمن صال ِة إلصب ِح حن ِكدنا نيإءى عي إلشم‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫فص َّل ر ُس ُ‬
‫إّلل عل ْي ِه وسل َم وتجوز ُ ِ يػ صال ِت ِه ‪ ،‬فلما سلم دعا ِبص َْو ِت ِه فقال لنا‪ :‬عل‬ ‫هللا صل‬ ‫ِ‬ ‫ول‬
‫ن إلل ْي ِل‬
‫َّ‬
‫م‬ ‫ت‬‫مص ِّاف ُك ْم َكما َأ ْن ُت ْم ُثم ْإنفتل ؤ َل ْينا فقال‪ :‬أما ؤ ِّب سأح ِّد ُث ُك ْم ما حبسن ع ْن ُك ُم إلغدإة‪ :‬أ ِّب ُق ْم ُ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِي َ‬ ‫ِ ي‬ ‫ُ ِّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫استثقل ُت ‪ ،‬ف ُِإذإ أنا ِبر ِّ يب تبارك َوتعاىل ِ يػ أ ْحس ِن‬ ‫فتوضأت فصل ْي ُت ما قدر ِ يىل فنع ْس ُت ِ يػ صال ِ يب ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬
‫ال‪ :‬يا ُمحمد قل ُت‪ :‬لب ْيك ر ِّب ‪ ،‬قال‪ِ :‬فيم ي َخت ِص ُم إلمأل إأل ْعل؟ قل ُت‪ :‬ل أد ِري ر ِّب ‪ ،‬قالها‬ ‫َ‬ ‫ُصورة ‪ ،‬فق‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ثالثا قال‪ :‬فرأ ْي ُت ُه وضع كف ُه ب ْي ك ِتؼ حن وج ْد ُت ب ْرد أن ِام ِل ِه ب ْي ث ْدب ‪ ،‬فتجل ىل ك ُّل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شء وعرف ُت ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ ِي‬ ‫َ ي ُي ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬
‫إت ‪ ،‬قال‪ :‬ما هن؟‬ ‫ِ‬ ‫فقال‪ :‬يا ُمحمد ‪ ،‬قل ُت‪ :‬لب ْيك ر ِّب ‪ ،‬قال‪ِ :‬فيم يخت ِص ُم إلمأل إأل ْعل؟ قل ُت‪ ِ :‬يػ إلكفار‬
‫ْ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُق ْل ُت‪ :‬م ْ ُ‬
‫وء ِ يػ‬ ‫إت َّ ‪ ،‬و ِإسباغ إلو ٌض ِ‬ ‫اج ِد بعد إلصل ُو ِ‬ ‫ات ‪ ،‬وإلجلوس ِ يػ إلمس َِ‬ ‫ش إألقد ِإم ُ ِؤىل إلجم ُ ْاع ِ‬ ‫ي‬
‫اس ِنيام‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ي إلكالم ‪ ،‬وإلصالة بالل ْيل وإلن ُ‬ ‫ات ‪ ،‬قال‪ :‬ثم فيم؟ قل ُت‪ :‬ؤ ْطع ُام إلطعام ‪ ،‬ول ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه‬ ‫ر‬‫ْإلم ْك ُ‬
‫ِ َْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬
‫إت ‪ ،‬و ُحب إلمس ِاك ِي ‪ ،‬وأن تغ ِفر ِ يىل وت ْرحم ِ ين‬ ‫ِ‬ ‫إت ‪ ،‬وت ْر َك َإل ُمنكر‬ ‫ِ‬ ‫س ْل‪ .‬ق َل ُت‪ :‬إلل ُهم ِؤ يب أ ْسألك ِف ْعل إلخ ْي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ،‬و ِإذإ أردت ِفتنة ِ يػ ق ْوم فتوف ِ ين غ ْي مفتون ‪ ،‬وأ ْسألك ُحبك و ُحب م ْن ُي ِح ُّبك ‪ ،‬و ُحب عمل ُيق ِّر ُب ِؤىل‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫إّلل عل ْي ِه وسلم‪ِ :‬ؤنها حق فاد ُر ُسوها ثم تعل ُموها‪.‬‬ ‫هللا صل‬ ‫ُح ِّبك ‪ ،‬قال ر ُسول ِ‬
‫وقد أوردت هذه إلرؤيا متعمدإ حن نأصل لمسألة رؤية هللا تبارك وتعاىل يػ إلمنام فأقول مستعينا باهلل‬
‫‪:‬‬
‫إلمتعاىل يػ‬ ‫أخ إلمسلم بارك هللا فيك أن هللا إل يرى يػ إلحقيقة عل صورته وإل يػ إلمنام فهو‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫‪-‬إعلم ي‬
‫شء وهو إلسميع إلعليم وإألدلة عل ذلك كثية‬ ‫علياءه وإلمقدس يػ أرضه وسماءه سبحانه ليس كمثله ي‬
‫منها أنه ملسو هيلع هللا ىلص أخي أنه لن يرى أحد ربه حن يموت قال‪ :‬وإعلموإ أنه لن يرى أحد ربه حن يموت روإه‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬وإعلم أن هللا يرى يػ إلمنام لكن ليس عل صورته تبارك وتعاىل بل يرى عل صورة ليست بصورته‬ ‫ُ‬
‫إب هاتفا يهتف له بأنه ربه ‪ ،‬وربما سمع صوتا فيقع يػ‬ ‫إلحقيقية مثلما جاء يػ إلحديث وربما يسمع إلر ي‬
‫إب أنه هللا تبارك وتعاىل‬ ‫خلد إلر ي‬
‫فقد قال شيخ إؤلسالم بن تيمية رحمه هللا تعاىل ( وقد يرى إلمؤمن ربه يػ إلمنام يػ صورة متنوعة عل‬
‫قدر ؤيمانه ويقينه‪ ،‬فإذإ كان ؤيمانه صحيحا لم يره ؤإل يػ صورة حسنة‪ ،‬وإذإ كان يػ ؤيمانه نقص رأى ما‬
‫يشبه ؤيمانه‪ ،‬ورؤيا إلمنام لها حكم غي رؤيا إلحقيقة يػ إليقظة‪ ،‬ولها تعبي وتأويل لما فيها من إألمثال‬
‫إلمرصوبة للحقائق‪).‬‬

‫‪15‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫إليشيط أن يكون إلتأويل له عالقة باهلل أو بإيمان إلعبد بل هو رمز من‬‫‪ -‬من رأى هللا ػ إلمنام فإنه ُ‬
‫إب ‪.‬‬ ‫ر‬‫إل‬ ‫وحال‬ ‫إلمنام‬ ‫يقتضيه‬ ‫إخر‬ ‫بمعن‬ ‫ي‬ ‫إلرموز ربما ُعي يعل ظاهره وربما ُ‬
‫ع‬
‫ي‬

‫إلرؤيا إلثالثة ‪/‬‬


‫رض هللا عنه ‪ ، -‬قال ‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ -‬صل هللا عليه وآله وسلم ‪ -‬يقول‬ ‫إلباهل ‪ -‬ي‬
‫ي‬ ‫أب أمامة‬ ‫عن ي‬
‫ؤب إل‬
‫بضبغ ‪ ،‬فأتيا يب جبال وعرإ ‪ ،‬فقاإل يىل ‪ :‬إصعد ‪ .‬فقلت ‪ :‬ي‬
‫ي‬ ‫أتاب رجالن ‪ ،‬فأخذإ‬ ‫‪ " :‬بينا أنا نائم ‪ ،‬ؤذ ي‬
‫أطيق ‪ .‬فقاإل ‪ :‬ؤنا سنسهله لك ‪ ،‬فصعدت حن كنت يػ سوإء إلجبل ‪ ،‬ؤذإ أنا بأصوإت شديدة ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫ما هذه إألصوإت ؟ قالوإ ‪ :‬هذإ هو عوإء أهل إلنار ‪ ،‬ثم إنطلق يب ‪ ،‬فإذإ بقوم معلقي بعرإقيبهم ‪،‬‬
‫مشققة أشدإقهم ‪ ،‬تسيل أشدإقهم دما ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما هؤإلء ؟ قال ‪ :‬هؤإلء إلذين يفطرون قبل تحلة‬
‫شء إنتفاخا ‪ ،‬وأنتنه ريحا ‪ ،‬وأسوئه منظرإ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هؤإلء‬‫صومهم ‪ ،‬ثم إنطلقا يب ‪ ،‬فإذإ بقوم أشد ي‬
‫وإلزوإب ‪ ،‬ثم إنطلق يب ‪ ،‬فإذإ أنا بنساء تنهش ثديهن إلحيات ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما بال‬
‫ي‬ ‫؟ قال ‪ :‬هؤإلءإلزإنون‬
‫إللوإب يمنعن أوإلدهن ألبانهن ‪ ،‬ثم إنطلق يب فإذإ بغلمان يلعبون بي نهرين ‪،‬‬‫ي‬ ‫هؤإلء ؟ فقال ‪ :‬هؤإلء‬
‫فقلت ‪ :‬من هؤإلء ؟ قال ‪ :‬هؤإلء ذرإري إلمؤمني ‪ ،‬ثم شف يىل شف فإذإ أنا بثالثة نفر يشبون من‬
‫أب طالب ‪ ،‬وزيد بن حارثة ‪ ،‬وعبد هللا بن روإحة‬ ‫خمر لهم ‪ ،‬قلت ‪ :‬من هؤإلء ؟ قال ‪ :‬هؤإلء جعفر بن ي‬
‫‪ ،‬ثم شف يىل شف آخر ‪ ،‬فإذإ أنا بثالثة نفر ‪ ،‬قلت ‪ :‬من هؤإلء ؟ قال ‪ :‬ؤبرإهيم ‪ ،‬وموش ‪ ،‬وعيش‬
‫عليهم إلسالم ينتظرونك " ‪.‬‬
‫هذإ حديث صحيح عل شط مسلم ‪ ،‬ولم يخرجاه ‪ ،‬وقد إحتج إلبخاري بجميع روإته غي سليم بن‬
‫عامر ‪ ،‬وقد إحتج به مسلم ‪.‬‬
‫نستفيد من هذإ إلحديث ‪:‬‬
‫‪-‬أن إلعبد ربنا يرى يػ منامه شيئا من عالم إلدإر إآلخرة كحياة إلقي وإلحش وإلجنة وإلنار‬
‫ومثل هذه إلرؤى يجب أإل تمر عل إلعابر مرور إلكرإم بل يقف معها موقف إلمتعظ وإلوجل ويتأملها‬
‫ويوض صاحبها بالخي وإلثبات عل إلي ‪.‬‬ ‫ي‬

‫إلرؤيا إلرإبعة ‪/‬‬


‫فبايعن ) فلما‬ ‫أتاب‬
‫إلمنام كأن أبا جهل ي‬ ‫رض هللا عنها ‪ :‬أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ ( :‬رأيت ػ‬‫عن عائشة ي‬
‫ي‬ ‫‪ :‬ي ّ‬
‫رض هللا عنه قيل لرسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قد صدق هللا رؤياك يارسول هللا ‪ ،‬هذإ كان‬ ‫أسلم خالد بن إلوليد ي‬
‫أب جهل ‪ ،‬وكان تصديق رؤياه ‪ .‬قال إلحاكم‬ ‫ّ‬
‫ؤسالم خالد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ليكونن غيه " حن أسلم عكرمة بن ي‬
‫هن ‪.‬‬
‫‪ :‬صحيح عل شط إلشيخي ولم يخرجان ‪ .‬ووإفقه إلذ ي‬
‫مايل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫نستفيد من هذإ إلحديث‬
‫‪-١‬حمل بعض إلرموز إألشخاص عل إألقارب وإلقبيلة‬
‫إلمخزوم‬
‫ي‬ ‫بن مخزوم ولذلك عي إلصحابة قدوم خالد‬ ‫بن مخزوم وخالد بن إلوليد من ي‬ ‫فأبو جهل من ي‬
‫إلمخزوم يػ رؤيا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪.‬‬
‫ي‬ ‫أب جهل‬ ‫بقدوم ي‬
‫‪ -٢‬أن إلخطأ يػ إلتعبي إل يؤثر يػ وقوع إلمنام من عدمه طالما لم يصب إلمعي إلوجه إلصحيح‬
‫كما ُعيت هذه إلرؤيا بقدوم خالد وإسالمه ‪ .‬وإل شك أن هذإ إلمحمل غي صحيح بدليل قوله ملسو هيلع هللا ىلص (‬
‫ليكونن غيه )‬
‫ُ‬
‫مبن عل غلبة إلظن ولكن ؤذإ تحققت إلرؤيا يػ إلوإقع فإن إلتعبي يصبح‬ ‫‪ -٣‬إألصل أن تعبي إلرؤى ي‬
‫حقا ويقينا وصدقا ‪.‬‬
‫ودليل هذإ ( وكان ذلك تصديق رؤياه )‬

‫إلرؤيا إلخامسة ‪/‬‬

‫‪16‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫عن أنس بن مالك أن رسول هللا صل هللا عليه وسلم قال رأيت إلليلة كأنا يػ دإر عقبة بن رإفع وأتينا‬
‫برطب من رطب إبن طاب فأولت أن إلرفعة لنا يػ إلدنيا وإلعاقبة يػ إآلخرة وأن ديننا قد طاب ‪.‬روإه‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫نستفيد من هذإ إلحديث ‪:‬‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص تعبيإ تكامليا بحيث عي جميع أجزإء إلرؤيا ‪.‬‬
‫‪-١‬تعبي ي‬
‫‪ -٢‬أن إلتعبي يكون ؤجماليا ويكون تفصيليا ‪ ،‬فهذإ إلحديث فيه تفصيل وفك لرموز إلمنام وبعض‬
‫رض هللا عنهما ‪.‬‬
‫إؤلجماىل مثلما عي رؤيا عبدهللا بن عمر ي‬
‫ي‬ ‫يكتؼ رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بالتعبي‬
‫ي‬ ‫إألحالم‬
‫‪ -٢‬يجب عدم ؤغفال إألسماء يػ إلرؤيا ‪ ،‬ونأخذ من كل إسم صفة ومعن مناسبا للرؤيا كما جاء يػ تعبي‬
‫نبينا عليه إلصالة وإلسالم لهذه إلرؤيا ‪ ،‬فقد أخذ من معن إلرفعة من إسم رإفع وأخذ معن إلعاقبة من‬
‫إسم عقبة وعي إلرطب بالدين وعي أن إلدين قد طاب من قوله ( بن طاب )‬
‫إب وإليكن هم إلمعي فك إلرموز فقط ‪،‬‬ ‫‪ -٣‬إألهدإف يػ إلمنامات مهمة ويجب عل إلمعي تعريفها للر ي‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص أن إلرفعة للمؤمني وأن إلدين قد طلب وإلهدف منه هو إلبشارة ‪.‬‬ ‫فهذإ إلمنام أخي فيه ي‬

‫إلرؤيا إلسادسة ‪/‬‬


‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫نخل ‪ ،‬فذهب وه ِ يل ِؤىل أن ُها إليمامة أو هج ُر ‪ ،‬فإذإ ي‬ ‫أب أه ِاج ُر من مكة ؤىل أرض بها‬ ‫ي‬ ‫إلمنام‬
‫ِ‬ ‫رأيت يػ‬
‫صدره ‪ ،‬فإذإ هو ما أ ِصيب من‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫أب هززت سيفا فانقطع‬
‫ْ‬
‫أيت يػ ُرؤياي هذه ‪:‬‬ ‫إلمدين ُة يي ُب ‪ ،‬ور ُ‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫إلمؤمني يوم أحد ‪ ،‬ثم هز ْزُت ُه بأخرى فعاد أحسن ما كان ‪ ،‬فإذإ هو ما جاء ُ‬
‫وإجتماع‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫إلف‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫هللا‬
‫ِ‬
‫هللا به من‬ ‫إلخي ما جاء ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫خي ‪ ،‬فإذإ هم إلمؤمنون يوم أحد ‪ ،‬وإذإ‬ ‫ُ‬
‫وهللا ٌ‬ ‫أيت فيها بقرإ ‪،‬‬ ‫إلمؤمني ‪ ،‬ور ُ‬
‫يوم بدر ‪ .‬روإه إلبخاري ومسلم‬ ‫ُ‬
‫إلصدق إلذي آتانا هللا بعد ِ‬ ‫ِ‬ ‫وثوإب‬
‫ِ‬ ‫إلخي‬
‫ِ‬
‫ما ُيستفاد من إلحديث ‪:‬‬
‫‪-١‬إلرؤى تحمل يػ طياتها أكي من معن وأكي من حدث ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫إليشيط وقوع جميع أجزإء إلرؤيا ‪ ،‬فربما يقع جزءإ منها ثم بعد زمن يقع جزء آخر ‪ ،‬كما وقع جزء‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫إلنن عليه إلصالة‬ ‫إلهجرة يػ زمن ثم بعد ثالث سنوإت أن تنقص قليال وقع جزء مقتل أصحاب ي‬
‫وإلسالم يػ معركة أحد ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتعرف إألحدإث يػ إلرؤيا بالممارسة وإلتجربة وإليكي عل إلحروف مع قرإئنها مثل ( إلوإو إؤلستئنافية‬
‫) وكذلك (ثم)‬
‫‪ -٣‬أن إلرموز غي ثابتة وإل جامدة ‪ ،‬فقد جاء يػ إلحديث تعبي إلبقر بأصحاب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إلذين‬
‫إستشهدوإ ‪ ،‬وجاء تعبي إلبقر يػ رؤيا عزيز مرص بالسنوإت ‪.‬‬
‫ُ‬
‫إلمعي أن ُيعي بغالب إلظن وما يقع يػ نفسه ؤذإ كان هناك قرينة تقوي ذلك مثلما ظن‬ ‫‪ -٤‬إلحرج عل ُ‬
‫وه أرض جهة إلبحرين ذلك إلوقت وفيها نخل ولكن‬ ‫ُ‬
‫إلنن عليه إلصالة وإلسالم أنه يهاجر ؤىل هجر ي‬ ‫ي‬
‫ه ‪ :‬إلنخل ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وهجر‬ ‫إلمدينة‬ ‫بي‬ ‫إلن‬
‫ي‬ ‫وإلقرينة‬ ‫‪،‬‬ ‫إلمدينة‬ ‫ؤىل‬ ‫هاجر‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‬ ‫نبينا‬ ‫أن‬ ‫وقع‬ ‫إلذي‬
‫تأب بعض إلرموز يػ منام وإحد عل ظاهرها و وإلبعض إآلخر مرموزة‬ ‫‪ -٥‬ممكن أن ي‬
‫كرمز إلهجرة يػ بدإية إلحديث فإنه عل ظاهره ‪ ،‬ورمز إنقطاع صدر إلسيف فإنه مرموز ‪.‬‬

‫إلرؤيا إلسابعة ‪/‬‬


‫عن سالم بن عبد هللا عن أبيه أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪ ( :‬رأيت كأن إمرإة سودإء ثائرة إلرأس خرجت من‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وه إلجحفة‪ -‬فأولت أن وباء إلمدينة نقل ؤليها )‬ ‫إلمدينة ‪ ،‬حن قامت ِبمهيعة ‪ -‬ي‬
‫مايستفاد من إلحديث ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫إليحمد يػ إلمنام ( غالبا )‬ ‫‪-١‬أن رمز إلمرأة إلقبيحة ُ‬
‫لنن ملسو هيلع هللا ىلص لرمز إلمرأة بالمرض ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تعبي إ ي‬

‫‪17‬‬
‫الدورة العلمية األوىل‬
‫‪ -٣‬ألفاظ إلخروج ( كخرج و طلع وظهر ‪ ) ..‬محمودة ؤذإ كانت هناك قرينة مرض أو بالء ‪.‬‬

‫إلرؤيا إلثامنة ‪/‬‬


‫فجاءب‬
‫ي‬ ‫إب يػ إلمنام أتسوك بسوإك‪،‬‬ ‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص قال‪ :‬أر ي‬
‫رض هللا عنهما‪ -‬أن ي‬ ‫عن عبد هللا بن عمر ‪ -‬ي‬
‫ّ‬
‫رجالن أحدهما أكي من إآلخر‪ ،‬فناولت إلسوإك إألصغر‪ ،‬فقيل يىل‪ :‬كي‪ ،‬فدفعته ؤىل إألكي منهما[‪.]١‬‬
‫(فجاءب )‬
‫ي‬ ‫فجذبن ) بدل‬
‫ي‬ ‫وػ روإية لمسلم (‬‫روإه ي‬
‫ما ُيستفاد من إلحديث ‪:‬‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص تقديم إلكبي يػ هذه إلرؤيا ‪.‬‬
‫‪-١‬من أهدإف إلرؤى تعليم أدب من إآلدإب كتعليم ي‬
‫يأب منام طويل وإل نفش منه إإل حزءإ وإحدإ ‪.‬‬‫‪ -٢‬قد ي‬
‫ُ‬
‫إلن تسمع يػ‬
‫وه إألصوإت ي‬ ‫مسىم ( هتافات إلمنام ) ي‬ ‫‪ -٣‬قوله ‪ " :‬قيل يىل " هذإ إللفظ يدخل يػ‬
‫ُ‬
‫نىه ‪ ،‬وهذه إلهتافات يجب إإل تغفل يػ إلتعبي ‪ .‬مع إلعلم وإليقي أن إلهتاف أو‬ ‫إلمنام ؤما بأمر أو ي‬
‫ىه عن معروف فإنه إل شك أنه من إلشيطان ‪.‬‬ ‫إلندإء ؤذإ كان فيه أمر بمعصية أو ن ي‬

‫إلرؤيا إلتاسعة ‪/‬‬


‫ُ‬
‫رض هللا عنه قال سمعت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقول ( بينا أن نائم أتيت بقدح لي ‪،‬‬ ‫عن عبدهللا بن عمر ي‬
‫ضل عمر بن‬‫وػ روإية من أظفاري ‪ ،‬فأعطيت ف ي‬ ‫إػ ‪ ،‬ي‬‫ؤب ألرى إلري يخرج من أطر ي‬ ‫فشبت منه حن ي‬
‫إلخطاب )‬
‫ما ُيستفاد من إلحديث ‪:‬‬
‫بالماض وإلحارص وإلمستقبل ‪.‬‬
‫ي‬ ‫تتعلق‬ ‫‪-١‬أن إلرؤى‬
‫ُ‬
‫إلماض‬
‫ي‬ ‫— فالعلم إلذي أوتيه نبينا صل هللا عليه وسلم قد وقع يػ‬
‫— وإلعلم إلذي أوتيه عمر حال سماع هذإ إلحديث ُيعتي حارص‬
‫— وبحكم أنه سيييد من إلتعلم من رسول هللا صل هللا عليه وسلم فهذإ مستقبل‬
‫إلنن ملسو هيلع هللا ىلص إللي بالعلم وعيها أصحابه بالفطرة وهذإ إلرمز‬‫‪ -٢‬إلرموز ليست ثابتة بل متحركة فقد عي ي‬
‫يػ زمننا له عدة معان ‪.‬‬

‫ٌ َ‬ ‫إلرؤيا إلعاشة ‪/‬‬


‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫رض هللا عنه قال قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ( :‬بينا أنا نا ِئم رأيت إلناس ع ِرضوإ ع يل‪،‬‬ ‫أب سعيد إلمدرب‬ ‫عن ي‬
‫وعرض ع َل ُعم ُر وعليه ق ِم ٌ‬
‫يص ْإجيه‪ُ،‬‬ ‫ص‪ ،‬فم ْنها ما ي ْ يب ُل ُغ إلث ْدي‪ ،‬وم ْنها ما ي ْب ُل ُغ ُدون ذلك‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وعليهم ُقمُ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫إّلل قال‪ :‬إلدين‪).‬‬
‫قالوإ‪ :‬فما أولته يا رسول ِ‬
‫ما ُيستفاد من إلحديث ‪:‬‬
‫‪-١‬إلتعبي بالقرإن من أصول إلتعبي وهو من أقوإها فهنا رسولنا ملسو هيلع هللا ىلص عي إلقميص بالدين ولعله من قوله‬
‫تعاىل ( ولباس إلتقوى ذلك خي ) وهللا أعلم ‪.‬‬
‫فؼ هذه‬ ‫‪ -٢‬إلمنامات إلتدل عل إلتفضيل إلمطلق للشخص ولكن ربما دلت عل تزكيته ؤن شاء هللا ‪ .‬ي‬
‫أب بكر‪ ،‬فدل هذإ‬ ‫صاحب دين بي إلناس ولكنه ليس أفضل من ي‬ ‫إلرؤيا زؽ رسولنا ملسو هيلع هللا ىلص عمر وأنه‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تزؽ وإل تفضل أحدإ عل أحد ‪ .‬وهللا أعلم‬ ‫إلحديث عل أن إلرؤى ي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -٣‬رمز إلقميص وإلثوب يعي بالدين وإألخالق إلفاضلة وإلقربات وله معان أخرى بحسب إلرؤيا‬
‫إب ‪.‬‬
‫وحال إلر ي‬

‫‪18‬‬

You might also like