Professional Documents
Culture Documents
مقرر
مقدمة يػ تأويل إلرؤى
إلمقبل
ي ؤعدإد :أبو رزإن
الدورة العلمية األوىل
إلمقدمة
إلحمدهلل إلذي هدإنا لإلسالم وجعلنا من أمة خي إألنام وبش عباده إلمؤمني يػ إلحقيقة وإلمنام فهو
إلخبي إلعالم ذو إلجالل وإؤلكرإم سبحانه ماأحكمه وأعدله وما خاب من لجأ ؤليه وأمله هو ربنا
وحسبنا ونعم إلوكيل
وإلصالة وإلسالم عل رسول هللا صل هللا عليه وسلم تسليما كثيإ مزيدإ ؤىل يوم إلدين
وبعد.
من مادة يػ تعبي إلرؤى يػ دورة علمية
أخ إلشيخ حازم غريب وطلب ي مغ يفقد توإصل ي
فأجبته ؤىل ذلك وكنت قد جمعت مادة لخصتها من كتب كانت بي يدي وعلقت عل بعضها بأفكار
رب فأتيت ؤليها ووجدتها مادة طيبة ولكن عيبها أنها متفرقة وليست مرتبة فمن علمن ي
ي وزيادإت مما
هنا أتت تسمية هذه إلرسالة
(( إلمتفرقات يػ إلرؤى وإلمنامات))
إلب لن
جمعت فيها بعض إلمهمات يػ هذإ إلعلم ،ولم إليم منهجا معينا يػ كتابتها وتفصيالتها ي
إنشها حن إنقحها وإرتبها
فهذه إلرسالة خاصة بهذه إلدورة إلمباركة ولمن إلتحق بها وإل أسمح بنشها أو ؤرسالها إلصدقائكم وإل
أبيح من نشها
إلمقبل
ي كتبه /أبو رزإن
——————————————————————————————————
—
سنبتدأ رسالتنا هذه بسؤإل وجوإب حن نقرب إلمعلومة ويسهل ؤيصالها .
ع وهل طالبه مؤجر عل تعلمه س / ١هل علم إلتعبي علم ش ي
إلجوإب :
ع يثاب إلمرء عل تعلمه وتعليمه وبذل إلوقت وإلجهد يػ تحصيله ُ
نعم فإن علم إلتعبي علم ش ي
قال إؤلمام إلسعدي رحمه هللا يػ تفسيه :
إب دإخل يػ إلعلوم إلشعية ،ويثاب إؤلنسان عل تعلمه وتعليمه ،وتعبي إلمر ي (( علم إلتعبي من
ُ
ضإلفتوى َّ ،لقوله للفتيي(ْ :ق ِ
ْ َْ ُ ْ َُْ ي ْ
إألم ُر إل ِذي ِف ِ ْ
وب ِ يػ رؤياي) وقال إلفن ليوسف( :أف ِتنا ِ يػ سب ِع
يه تستف ِتي ِان) وقال إلملك( :أفت ِ ي
بقرإت ، )...فال يجوز إؤلقدإم عل تعبي إلرؤيا من غي علم" إنتىه ))
2
الدورة العلمية األوىل
نعم وقد قص هللا يػ موإضع من كتابه إلعزيز يػ غيما موضع عن إلرؤيا ،وكذلك إعتن به مؤلفوإ
كتب إلحديث وإلتاري خ وإليإجم وإلسي وإألدب وإلتفسي وغيها
وهذإ يدل عل أهمية هذإ إلعلم
وأما من إلسنة فالمقام إليتسع لذكر إألحاديث وإلمرويات إلكثية يػ هذإ إلباب ،فقد جاء يػ
رض هللا عنه قال { كان رسول هللا صل هللا عليه وسلم إلصحيحي من حديث سمرة بن جندب ي
يعن مما ُيكي أن يقول إلصحابه :هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال :فيقص عليه ماشاء هللا أن يقص ...
ُ ُ
ي
)
إلنن صل هللا عليه وسلم ؤذإ صل إلصبح أقبل عليهم -أي أصحابه -بوجهه وػ لفظ مسلم ( كان ي ي
فقال :هل رأى أحد منكم إلبارحة رؤيا ؟ )
قال إبن عبدإلي يػ إإلستذكار ذكر كالما نفيسا
( وهذإ إلحديث يدل عل شف علم إلرؤيا وفضلها إلنه لم يكن صل هللا عليه وسلم يقول ؤذإ إنرصف
من صالة إلغدإة هل رأى أحد منكم إلليلة رؤيا ؟ ؤإل ليقصها عليه ويعيها ،ليتعلم أصحابه كيف
إلكالم يػ تأويلها وذلك دليل عل فضل عبارة إلرؤيا وشف علمها ) ..إنتىه كالمه رحمه هللا
إلباخ رحمه هللا (ولذلك كان صل هللا عليه وسلم يقول ( :ليس يبؼ بعدي من إلنبوة قال أبو إلوليد
ُ ي ّ
ؤإل إلرؤيا إلصالحة ) حضا لهم عل تعليمها ،وإإلهتبال بها ،ليبؼ لهم بعده جزء من إلنبوة ،يدخل
عليهم بها مشة ويحضهم عل مصلحة ويزجرهم عن معصية ) إنتىه كالمه رحمه هللا .
3
الدورة العلمية األوىل
س / ٥هل هناك مايسىم بملك إلرؤيا ؟
إلجوإب
ُ
إلقرطن رحمه هللا يػ إلمفهم عن بعض يجيب عن هذإ إؤلمام إبن حجر يػ إلفتح حيث يقول ( ونقل
ي
أهل إلعلم أن هلل ملكا يعرض إلمرئيات عل إلمحل إلمدرك من إلنائم فيمثل له صورة محسوسة ،
فتارة تكون أمثلة موإفقة لما يقع يػ إلوجود وتارة يكون أمثلة لمعان معقولة ،وتكون يػ إلحالتي
مبشة ومنذرة ،قال :ويحتاج فيما نقله عن إلملك عن إلملك ؤىل توقيف من إلشع وإإل فجائز أن
يخلق هللا تلك إلمثاإلت من غي ملك ،
إنتىه كالمه رحمه هللا .
وإىل وقت كتابة هذه إلرسالة لم أقف عل حديث رصي ح صحيح يػ ؤثبات أن للمنامات ملك مختص
بها .
س / ٦ماحكم تفسي إلمنامات من خالل قرإءة رموز إألحالم يػ إلكتب إلمعنية بذلك ؟
إلجوإب /
وإب ((أب زيد إلقي ي إلرباب لرسالة إبن ي
ي عل إلصعيدي يػ حاشيته عل ( شخ كفاية إلطالب قال إلشيخ ي
فال يجوز له تعبيها بمجرد إلنظر يػ كتب إلتفسي كما يقع إإلن ،فهو حرإم ،ألنها تختلف باختالف
إألشخاص وإألحوإل وإألزمان وأوصاف إلرإئي ))
وػ
وهذإ ما يجدر بنا كطالب علم معرفته ودإللة إلناس ؤليه وهو أن كتب إلرموز وإلحديث فيها ي
ويقصد به طالب هذإ إلعلم ويكتب ُمعانيها هذإ إل يكون للعامة وغي إلمتخصصي بل هو علم ُيطرح ُ
بمعاب إلرموز وطريقة تعبيها وإإلشتقاق منها ومن معانيها . ي وإلمتخصص فيه حن يكون عل درإية
تبن أصال شعيا ؟ س / ٧هل إلرؤى تغي حكما شعيا أو ي
إلجوإب :
فؼ حديث إلن تتحقق يػ إليقظة بالنسبة للشخص إلمستقيم يػ دينه تعتي بشى له ،ي إلرؤيا إلصادقة ي
وػ روإية أنه لم إلبخاري :لم يبق من إلنبوة ؤإل إلمبشإت ،قالوإ وما إلمبشإت ،قال :إلرؤيا إلصالحة .ي
وػ حديث إلبخاري:إلرؤيا يبق من مبشإت إلنبوة ؤإل إلرؤيا إلصالحة يرإها إلمسلم أو ترى له ،ي
ع ينبن عليها أي أمر وإل حكم ش ي إلصالحة من هللا وإلحلم من إلشيطان .ولكنها إل يعتمد عليها وإل ي
وإل بأس أن يتفاءل بها إلمسلم ويحدث بها من يحبه
إلرباب ،
ي إلنؼ إلعالم إلمشار ؤليه بالبنان بالصالح وإلعلم
إلتؼ ي س / ٨إلعبد إلمؤمن إلصالح ي
ع أو تحليل تحريم أو تحريم تحليل أو إن فالنا ليس عليه تكليف من ؤذإ رأي رؤيا ُ فيها تغيي حكم ش ي
إلشع فهل يؤخذ بكالمه ؟
إلجوإب :
إل .ولو رأينا إلمالئكة تظلله بأجنحتها يػ إلطرقات
س / ٩هل تعبي إلرؤى يقينيا أو ظنيا ؟
إلجوإب :
ظن ويبن عل غلبة إلظن إلن إلتعبي يختلف من زمان ؤىل زمان ومن مكان ُ
تعبي إلمنامات هو تعبي ي
ؤىل مكان وتختلف أحوإل إلناس باختالف طبائعهم وأجناسهم وأحوإلهم ولذلك إليجزم إلمعي بما
إجتهد فيه من تعبي وإنما يعتي إجتهاده غالبا للظن أنه أصاب إلحق ولكن !!
إب بعد زمن أن تعبيه للرؤياه وقع فعندها يصبح إلتعبي ؤذإ صدق تعبيه وقع تفسيه للمنام وأخيه إلر ي
ُ
إلن يعي بها يقينيا بإذن هللا مع إألخذ يػ إإلعتبار أن تعبي إلمعي كان موإفقا للطرق إلصحيحة ي
إلمعيون .
ماه أهدإف إلرؤيا ولماذإ نرإها ؟
س / ١١ي
4
الدورة العلمية األوىل
إلجوإب :
َ
وحكما من رؤية إلبش لهذه إلمنامات فليست للرؤيا ِ أخ إلعابر وطالب هذإ إلفن أن هناك أهدإفا إعلم ي
ُ
إلرؤى مجرد أحدإث عابرة يرإها إلبش أو رموزإ مشفرة تفك بال معن بل ؤن إلرؤى لها أهدإفا وغايات
،
إلن تحوي ها هذه إلمنامات ،وهذه إلرسائل تكون غي مفهومه ونقصد باألهدإف ،أي :إلرسائل ي
إب هذه إلرسالة ويقرأها عليه ويضع يأب دور إلمعي ،فهو ييجم للر ي إب فعندها ي ووإضحة لدى إلر ي
إلنقاط عل إلحروف فمن إلمعيين من يكون ميجما حاذقا ومنهم دون ذلك
وهنا نذكر شيئا من هذه إألهدإف (( عل سبيل إلتبسيط وإلتقريب وليس عل سبيل إلحرص )) حن
يتنبه لها إلعابر وطالب هذإ إلعلم ونضعها له أمام عينيه ليسهل عليه إستحضارها حال ترجمته رسالة
إلمنام .
فمن هذه إألهدإف
إلهدف إألول :
رض هللا عنه قال:
أب هريرة ي — إلبشارة :وهذإ كثي وهلل إلحمد خاصة ؤذإ رآها إلمؤمن ُكما جاء عن ي
ه إلبشى يرإها إلمسلم أو ترى له» روإه إبن جرير وإسناده صحيح قال رسول هللا « :إلرؤيا إلحسنة ي
رض هللا عنه قال :سألت رسول هللا صل هللا عليه وسلم عن هذه إآلية < أب ْ إلدردإء ُّ ْ ي
جاء عن ي وكما
ْ َُ ُ ُْ ْ
إلنن صل هللا عليه وسلم « :إلرؤيا إلصالحة يرإها لهم إلبش ُى ِ يػ إلحي ِاة إلدنيا و ِ يػ إآل ِخر ِة > فقال ي
إلمؤمن أو ترى له»
إب ببشى ينفرج بها همه وتجي خاطره وتسل بها نفسه . يأب يػ طيات إلمنام رموز تبش إلر ي بحيث ي
فكم إنجلت هموم وإنزإحت غموم بسبب بشارة رؤيا صالحة فليحرص إلعابر عل ؤيصال رسالة
إلبشى بأبلغ طريقة وأجمل عبارة .
إلثاب :
إلهدف ي
إب عن فعل ما أو لفت إنتباهه ألمر ما أو تهويل ينتىه إلر ي
ي — إلنذإرة :فالنذإرة يكون فيها ؤعالم بأن
شء ما ،فقوله صل هللا عليه وسلم عل إلمني (أنذرتكم إلنار ،أنذرتكم إلنار) فيه تهويل ألمر إلنار ي
إب هذإ إألمر ويجعله نصب ي رإل يتذكر حن ألمر إلتهويل فيها يكون إلرؤى وكذلك ، بعذإبها وتذكي
بؼ حياته عينيه وينتبه له فيما ي
إلهدف إلثالث :
— إلتحذير من فعل معصية معينة :وهذإ إلهدف يجب إلتنبه له ،فالتحذيرإت إلمنامية رحمة من
إب حيث جعل هللا فيها ندإء وموعظة له بأإل يقرب تلك إلمعصية ويبتعد عنها أشد إلبعد هللا للر ي
فلربما يكون فيها شقاءه وقد يكون فيها هالكه ،
ِّ
ه أحسن عل هللا ينقذ به أقوإما من إلهالك . بالن ي إب ويوعظه ي فليتنبه إلعابر لهذإ إلهدف ويذكر إلر ي
إلهدف إلرإبع :
إب
— إلتحذير من إإلستمرإر عل معصية :وهذإ إلهدف أخص من إلهدف إلذي قبله فهنا يكون إلر ي
مرصإ عل معصية معينة ،فيى يػ منامه رموزإ تدل عل تحذيره من إإلستمرإر عل فعلها وتكون
إلرسالة وإضحة بيكها وإلبعد عنها قبل ساعة إلندم وإنتهاء إألجل
إلهدف إلخامس :
ّ
— إلحث عل طاعة معينة :وهذإ يحدث كثيإ لبعض إلناس فربنا جل جالله وتقدس يػ علياءه
فيدل عباده ؤىل مافيه صالح لهم يػ دينهم ودنياهم ُّ رحيم بعباده إلمؤمني كريم جوإد سبحانه ،
إب يػ دينه ودنياه فكمعل طاعة معينة ،ربما تكون سببا يػ صالح أمر إلر ي وأخرإهم ومن ذلك إلحث
ُ
من رؤيا رآها من كان ُمعشإ فدل عل طاعة بعينها فحافظ عليها فكان فيها سعة له وخروج من ذلك
إؤلعسار وإألمثلة كثية يػ هذإ إلباب
5
الدورة العلمية األوىل
إلهدف إلسادس :
— إلحث عل إإلستمرإر عل طاعة معينة :
ومثل هذه إلرؤى فيها تثبيت للطائع وزيادة ترغيب للمتبع بأن يستمر عل ماهو عليه من طاعة ويلزم
دإع إلفتنة
ذلك إلطريق ،وتكي هذه إلرؤى للذين هم يػ بيئة يقل فيها إلصاحب وإلمعي ويكي فيها ي
وإلشهوة .
إلهدف إلسابع :
— هدإية ؤىل رأي سديد :
وتكون هذه إلرؤى نعمة من هللا للعبد إلحائر إلميدد إلخائف ،فتكون هذه إلرؤى غالبا بعد إستخارة
أو إستشارة أو دعوة بأن يهديه هللا إلتخاذ قرإر سليم .
إلهدف إلثامن :
— بيان إلحال :
ُ
وهذإ هدف إلبد أن ينتبه له إلعابر فإنه سالح وفتنة حيث أن إلرؤى تظهر أحوإل إلناس فيعوف إلعابر
إلعاض وإلطائع وإلصادق وإلكاذب وإلخائن وإألمي )) وتكشف إألشإر إلمكتومة ي من خاللها ((
وإألمور إلمضنونة .
فش لهم ُ
يتؼ ربه ؤذإ كشف هللا له هذه إألشإر فليسي إلناس وإل ي ي وهذه أمور يجب عل إلعابر أن ي
شإ و إل يؤخذهم بما علم من أحوإلهم فيقوم بابيإزهم أو بتهديدهم ّ
فالويل له كل إلويل ؤن فعل ذلك ،وليتذكر إلعابر أن هللا أنعم عليه بهذه إلنعمة فال يتسلط بها عل
عباد هللا وليحذر من عقاب هللا فربنا يكيد لمن كاد بعباده ويمقت من يؤذيهم .
إب تعبي رؤياه هل تقع ؟ س / ١١ؤذإ ترك إلر ي
إلجوإب :
نعم فإن إلرؤى أقدإر من هللا ستقع سوإء علم تعبيها أو لم يعلمه وسوإء عيها أو لم يعيها .
س / ١٢كيف أعي إلرؤيا ؟
إلمتأمل يػ علم إلتعبي وما كتبه مؤلفوإ هذإ إلعلم يخلص ؤىل طرق يقتدي بها وي هتدي بها يػ إلكشف
ُ
عما تخفيه إلمنامات من أشإر ،وإلغوص يػ بحرها إلستخرإج كنوزها ،
وهذه إلطرق يختلف فهمها من معي ؤىل معي وتختلف طريقة تعبيهم باختالف أفهامهم لطريقة
تعبي وفك رموز إلمنامات فكل وإحد منهم مشب .
إلسوإػ
ي ولكن إلمتأمل يػ تعبي من سبق ومن لحق سيجد أنهم يشبون من حوض وإحد ولكن
مختلفة
إلن يعي بها إلمعيون ربما إلتخرج عن أربعة طرق فطرق إلتعبي ي
إآلب رحمه هللا يػ شحه لصحيح مسلم (( قال علماء إلتعبي :وطرق إلتعبي أربعة : قال إؤلمام ي
ِّ ُ ُ
إلقاض ،
ي إإلشتقاق كما تقدم .مايعي بمثاله ويفش بشكله ودإلئله ،كدإللة معلم إلكتاب عل
إلوض وإلولد ،وإلثالثة :مايفشه إلمعن إلمقصود
ي وإلسلطان وصاحب إلسجن ورئيس إلسفينة وعل
إلمرب ،كدإللة فعل إلسفر عل إلسفر وفعل إلسوق عل إلمعيشة ،وفعل إلدإر عل ي إلشء
من ذلك ي
إلزوجة وإلجارية .وإلرإبعة :إلتعبي بما تقدم له ذكر يػ إلقرإن وإلسنة أو إلشعر أو كالم إلعرب وأمثالها
أو كالم إلناس وأمثالهم أو خي معروف أو كلمة حكمة
6
الدورة العلمية األوىل
تعريف إإلشتقاق :أخذ كلمة من كلمة أخرى بتغيي ما ،مع إلتناسب يػ إلمعن
إلسيوط( :ثم إلتغييإت بي إألصل إلمشتق منه وإلفرع إلمشتق خمسة عش: ي قال
ْ
إألول :زيادة حركة ،كعلم وع ِلم.
إلثاب :زيادة مادة ،كطالب وطلب.ي
كضارب ورصب. إلثالث :زيادتهما،
ْ ِ ُ
إلرإبع :نقصان حركة ،كالفرس من إلفرس.
إلخامس :نقصان مادة ،كثبت وثبات.
إلسادس :نقصانهما ،كيإ ونزوإن (.وإليوإن صفة للحدة كأن تقول ( دمحم نزوإن أي :به حدة )
إلسابع :نقصان حركة وزيادة مادة ،كغض وغضب
إلثامن :نقص مادة وزيادة حركة ،كحرم وحرمان.
إلتاسع :زيادتهما مع نقصانهما ،كاستنوق من إلناقة.
إلعاش :تغاير إلحركتي ،كب ِطر بطرإ.
إلحادي عش :نقصان حركة وزيادة أخرى وحرف ،كارصب من إلرصب.
إلثاب عش :نقصان مادة وزيادة أخرى ،كرإضع من إلرضاعة. ي
إلثالث عش :نقص مادة بزيادة أخرى وحركة ،كخاف من إلخوف؛ ألن إلفاء ساكنة يػ خوف لعدم
إليكيب.
ْ ْ
كعد من إلوعد؛ فيه نقصان إلوإو وحركتها وزيادة إلرإبع عش :نقصان حركة وحرف وزيادة حركة فقطِ ،
كشة.
إلخامس عش :نقصان حركة وحرف وزيادة حرف ،كفاخر من إلفخار ،نقصت ألف ،وزإدت ألف
وفتحة".
7
الدورة العلمية األوىل
إلطريقة إلرإبعة :إلتعبي بدإللة إلقرإن وإلسنة وإلشعر وكالم إلعرب وأمثال إلعرب وكالم إلناس وأمثال
إلناس ....إلخ .
س / ١٣هل علم إلتعبي علم ُيتعلم أم هو هبه يهبها هللا من يشاء من عباده ؟
إلجوإب :
ؤن علم إلتعبي علم كغيه من إلعلوم فقد قال ربنا تبارك وتعاىل حاكيا قصة أصحاب إلعزيز ( وما نحن
رض هللا عنهما
ع بحديث إبن عباس ي بتأويل إألحالم بعالمي ) وقد أستدل أهل إلعلم عل أنه علم ش ي
رض هللا عنه ((:أصبت بعضا وإخطأت بعضا ألب بكر ي إلنن صل هللا عليه وسلم ي
،وإلذي فيه قول ي
إلنن صل هللا
)) .صحيح إلبخاري ،فلو كان أنه علم إل يتعلم لما أخطا فيه إبا بكر ،ولنبه عل ذلك ي
عليه وسلم .
قال إبن حجر رحمه هللا يػ شح هذإ إلحديث :وفيه إلحث عل تعليم علم إلرؤيا وتعبيها .
وقال إبن سعد ،يػ إلطبقات إلكيى : ،قال دمحم بن عمر :وكان سعيد بن إلمسيب من أعي إلناس
أب بكر .وروى أيضا :عن أب بكر ،وأخذته أسماء عن أبيها ي للرؤيا ،وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت ي
سعيد بن إلمسيب قال :عرضت عائشة عل إبيها رؤيا ،وكان أعي إلناس .
قال إبن عبدإلي :مما يدل عل شف علم إلرؤيا وفضلها أنه صل هللا عليه وسلمإنما كان يسأل عنها
لتقص عليه ويعيها ليعلم أصحابه كيف إلكالم يػ تأويلها.
ّ
وقال إلعالمة إبن سعدي رحمه هللا يػ ذكره للفوإئد من سورة يوسف عليه إلسالم:
ومنها أن علم إلتعبي من إلعلوم إلشعية وأنه يثاب إؤلنسان عل تعلمه وتعليمه.
وقال إلعالمة إبن باز رحمه هللا :علم تعبي إلرؤيا علم معتي أصله يػ إلكتاب وإلسنة وإل ؤثم عل
إلمعي ؤذإ لم يتعمد خطأ أو مجازفة
وإلوإقع يشهد بذلك وكم من معي فتح هللا عليه يػ تعلم هذإ إلعلم بعدما قرأ وإجتهد وسمع وجرب
فإذإ به من أعي إلناس
8
الدورة العلمية األوىل
وػ هذإ إعتدإء عل وإقعإلثاب :قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلتوإفقية لكتب إلتعبي إلسابقة ،ي ي
إب ،فكل جيل يختلف وإقعه عن غيه. إلر ي
إلثالث :قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إؤللهامية فقط ،وجعلها خاصة عل إلمعي ،وهذإ مخالف لما
عليه إلسلف؛ فلم يرد عليه دليل وإل إطردت به عادة.
إلرإبع :قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلنفسية فقط ،كعلماء إلنفس ،ومن وإفقهم ،وأهمل إلجوإنب
إلشيطاب.
ي إألخرى إلوإردة يػ إلسنة كالرؤيا إلصادقة وإلحلم
إب ،فهذإ
إلخامس :قسم إعتمد يػ تعبيه عل إليعة إلتكاملية ،من جمع للرموز كلها ،ومعرفة حال إلر ي
ع وموإفقة علماء إلسلف وإلخلف إلقسم هو إلصحيح إلذي عليه إلدليل إلش ي
ُ
قلت :هذإ كالم نفيس وتقسيم بديع ويدل عل سعة إطالع إلشيخ عبدهللا حفظه هللا عل هذإ إلعلم
وتطبيقه .ويبدوإ أن إلشيخ تتبع وبحث أحوإل إلمعيين حن جمعهم وقسمهم هذإ إلتقسيم إلرإئع .
ولزيادة إلفائدة وليس إإلنتقاد
ّ ُ ُ
فإن هناك ؤشكال يرد عليه وهو :من لم يرزق إليعة إلتكاملية ولم يكن ملما بدقائق علم إلتعبي ولكنه
وإلمصابي وبعضهم خبي بفك رموز رؤى موفق وخبي عل سبيل إلمثال ػ فك رموز رؤى إلمرض ُ
ي
أصحاب إألموإل وإلتجارإت فهل له أن يعي إلرؤى !؟
فصل /
قوإعد هامة يػ إلرؤى :
إلن كتبها إلسلف وإلخلف ممن برعوإ يػ علم تعبي إلرؤى أخ إلقارئ أن قوإعد إلرؤى وأصولها ي إعلم ي
قد إستنبطوإ هذه إلقوإعد وإألصول من إلكتاب وإلسنة وإلنظر يػ طريقة تعبي إلحذإق من معيي
إألمة ،وهذه إلقوإعد ليست ّ
وحيا ميًل وإنما إجتهاد من علماء نذروإ أنفسهم لهذإ إلعلم وقرأوإ كتبه
إلينيغ أن نردها بل
ي فىه ليست عل إطالقها وكذلك وتدبروإ معانيه ثم خرجوإ لنا بهذه إلقوإعد ي
نأخذها كدليل لنا يػ طريق سفر ،وكالشإج يػ ظلمة إلليل وكل مسافر سيستخدم ذلك إلشإج بما
ينبغ عل إلعابر وطالب هذإ إلفن أن يأخذ إلقوإعد وإألصول ي يخدم وصوله ؤىل وجهته ،وهذإ إلذي
فيهتدي بها يػ طريقه وكل له طريقة يػ إستخدإم هذه إلقوإعد وهنا إلبد من نقل كالم يػ هذإ إلفصل
قبل إلشوع يػ ذكر إلقوإعد .
9
الدورة العلمية األوىل
إػ رحمه هللا
نقل إؤلمام إبن رجب رحمه هللا يػ كتابه ( إلذيل عل طبقات إلحنابلة ) كالما لإلمام إلقر ي
إلمالك كالما حسنا يػ إلتعبي ،فرأيت أن
ي إػ
ألب إلعباس إلقر ي
قال عنه إبن رجب رحمه هللا ( رأيت ي
أذكره هنا ) إنتىه كالمه رحمه هللا
إػ رحمه هللا كتابه ( إلفروق ) :
أخ إلقاريء بنصه ،قال إؤلمام إلقر يوأنا إنقله لك ي
إعلم أن تفسي إلمنامات قد إتسعت تقييدإته وتشعبت تخصيصاته وتنوعت تعريفاته بحيث صار
إؤلنسان إل يقدر أن يعتمد فيه عل مجرد إلمنقوإلت لكية إلتخصيصات بأحوإل إلرإئي بخالف تفسي
إلقرآن إلعظيم وإلتحدث يػ إلفقه وإلكتاب وإلسنة وغي ذلك من إلعلوم فإن ضوإبطها ؤما محصورة أو
قريبة من إلحرص وعلم إلمنامات منتش إنتشارإ شديدإ إل يدخل تحت ضبط فال جرم ؤن إحتاج
إلناظر فيه مع ضوإبطه وقرإئنه ؤىل قوة من قوى إلنفوس إلمعينة عل إلفرإسة وإإلطالع عل إلمغيبات
شء إل يكاد يخظ بسبب ما يخلقه هللا -تعاىل -يػ تلك إلنفوس من إلقوة بحيث ؤذإ توجه إلحزر ؤىل ي
رض هللا عنهما :ؤنه كان ينظر ؤىل إلغيب إلمعينة عل تقريب إلغيب أو تحققه كما قيل يػ إبن عباس ي
من ورإء سي رقيق ؤشارة ؤىل قوة أودعه هللا ؤياها فرأى بما أودعه هللا -تعاىل -يػ نفسه من إلصفاء
وإلشفوف وإلرقة وإللطافة فمن إلناس من هو كذلك وقد يكون ذلك عاما يػ جميع إألنوإع .
ُ
وقد يهبه هللا -تعاىل -ذلك باعتبار إلمنامات فقط أو بحساب علم إلرمل ( -قلت ) هذإ إلعلم تعلمه
إلذهن رحمه هللا يػ رسالته إلمسماة مسائل يػ طلب إلعلم وأقسامه ) -فقط أو ي حرإم كما ذكر إؤلمام
إلكتف إلذي للغنم فقط أو غي ذلك فال ينفتح له بصحة إلقول وإلنطق يػ غيه ،ومن ليس له قوة
نفس يػ هذإ إلنوع صالحة لعلم تعبي إلرؤيا إل يصح منه تعبي إلرؤيا ،وإل يكاد يصيب ؤإل عل إلندرة
ينبغ له إلتوجه ؤىل علم إلتعبي يػ إلرؤيا ،ومن كانت له قوة نفس فهو إلذي ينتفع بتعبيه وقد ي فال
رأيت ممن له قوة نفس مع هذه إلقوإعد فكان يتحدث بالعجائب وإلغرإئب يػ إلمنام إللطيف ويخرج
وينتىه يػ
ي منه إألشياء إلكثية وإألحوإل إلمتباينة ويخي فيه عن إلماضيات وإلحارصإت وإلمستقبالت
إلمنام إليسي ؤىل نحو إلمائة من إألحكام بالعجائب وإلغرإئب حن يقول من إل يعلم بأحوإل قوى
إلنفوس :ؤن هذإ من إلجان أو إلمكاشفة أو غي ذلك وليس كما قال بل هو قوة نفس يجد بسببها
تلك إألحوإل عند توجهه للمنام ،وليس هو صالح ،وإل كشف ،وإل من قبل إلجان وقد رأيت أنا من
ينبغ
ي تعاط علم إلتعبي ،وإل
ي هذإ إلنوع جماعة وإختيتهم فمن لم تحصل له قوة نفس عش عليه
لك أن تطمع يػ أن يحصل لك بالتعلم وإلقرإءة وحفظ إلكتب ؤذإ لم تكن لك قوة نفس فال تجد ذلك
سغ وأدب ضبط فاعلم هذه إلدقيقة فقد خفيت أبدإ ،ومن كانت لك هذه إلقوة حصل ذلك بأيش ي
عل كثي من إلناس .إنتىه كالمه رحمه هللا .
ويحسن يػ هذإ إلباب أن ننقل كالما نفيسا لإلمام إبن بطال رحمه هللا يػ شحه عل إلبخاري حيث
قال ( :وإلمحفوظ عيإألنبياء وإن كان أصال فال يعم أشخاص إلرؤيا ،فال بد للبارع يػ هذإ إلعلم أن
ُّ
يستدل بحسن نظره ،فيد مالك ُينص عليه ؤىل حكم إلتمثيل ،ويحكم له بحكم إلتشبيه إلصحيح ،
فيجعل أصال ُيقاس عليه ،كما ُيفعل يػ فروع إلفقه ) إنتىه كالمه رحمه هللا ُ
ينبغ أن ُيؤخذ
إلن جاءت يػ إلسنة يػ تعبي رمز من إلرموز فال ي إلمعاب ي
ي وخالصة كالمه أنه يتحدث عن
إلننكما هو فال يتغي بل إلبد أن يتغي باختالف حال إلرإئي ،ومثال ذلك (رمز إللي يػ إلمنام ) فإن ي
ملسو هيلع هللا ىلص فشه بالعلم وفشه إلصحابة بالفطرة وفشه إبن سيين بالعدل وإألمان وفشه غيهم بغي ماسبق
.
فالقوإعد وإألصول دليل عل سلوك هذإ إلدرب كما أسلفت سابقا .
وقد نقلت بعض هذه إلقوإعد من عدة كتب وعلقت عليها وزدت فيها ونقصت
ُ
فليتنبه لهذإ
إلقاعدة إألوىل :
10
الدورة العلمية األوىل
يأب من دإر إلحق فهو حق مع إلقرإئن"
" غالب ما ي
رض هللا عنه لما إستشهد يػ معركة إليمامة وكانت عليه درع نفيسة، ي مثاله :قصة ثابت بن قيس
فأخذها أحد إلمسلمي ..فبينما أحد إلمسلمي نائم ،ؤذ أتاه يػ منامه وقال له" :أوصيك بوصية فإياك
ٌ
درع ،وميله يػ أقض ي ؤب لما قتلت مر يب رجل من إلمسلمي وأخذ أن تقول :هذإ حلم فتضيعه !..ي
إلناس ،وعند خبائه فرس يسي يػ طوله (أي يمرح يػ حبله إلمشدود) ،وقد كفأ عل إلدرع برمة (قدر)
درع فيأخذها ،فإذإ قدمت ؤىل خليفة رسول هللا ؤىل ُ
ي وفوق إليمة رحل ،فأت خالدإ فمره أن يبعث ي
رقيؼ عتيق" فأب إلرجلي عل من إلدين كذإ وكذإ ،وفالن من
فقل له :ؤن ي أب بكر ُصل هللا عليه وسلم ي
خالدإ فأخيه ،فبعث ؤىل إلدرع فأ يب بها ،وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته ..ولذإ قيل :إل
رض هللا عنه. ُ
يعلم أحد أجيت وصيته بعد موته ؤإل ثابت بن قيس ي
قال إلشيخ "دمحم بن عثيمي" رحمه هللا" :كل رؤيا تدل قرإئن عل صدقها فال مانع من ؤجازتها"
إلناظر لهذه إلقاعدة يجدها حقا وصدقا وإلذي ُيعي للناس ويتصدر ذلك إليخلو يوما من أمثال هذه
إلرؤى لذإ إلبد هنا من ذكر بعض إلتعليقات وإلفوإئد يػ رؤية إألموإت .
-ؤذإ كانت رؤية إلميت بعد وفاته بفية وجية فربما تكون حديث نفس
-ؤذإ طلب إلميت يػ منامه فعل كبية كذهاب لساحر أو ذبح عند قي فهذإ إلمنام من إلشيطان
وإل يدخل تحت هذه إلقاعدة .
-ؤذإ جاء إلميت عل هيئة حسنة ومنظر جميل وكان يػ حياته بعيدإ عن إلشك فنستبش له
بحسن حاله يػ برزخه كأن ُيرى عليها ثياب بيضاء حسنة أو ثياب خرصإء .
نذكر هنا أن َ -بعض منامات إألموإت يكون إلهدف منها تذكي ذويه بالدعاء له .ولعله يحسن
ْ
حديثا ُيناسب هذإ إلمقام َولعله يحسن هنا أن نذكر حديثا ُيناسب هذإ إلمقام ،ن ج ِابر :أن
َ ّ ْ ُّ
إّلل ،ه ْل لك ِ يػ ش أب إلن ِ ين َ صل هللا عليه ْ وسلم فق َال :يا ر ُسول ِ ي إلطف ْيل بن ع ْمرو إلدو ِ
ْ
ْ
ن صل هللا عليه اه ِلي ِة فأ ىب ِذلك إلن ُّ
ي ِ ِ ِح ْصن ح ِصي ومنعة؟ قال ِح ْص ٌن كان ِلد ْوس ِ يػ إلج
َ َ ْ وسلم ِل َّل ِذي ذخر هللا ِلأل ْنصار .ف َلما هاجر إلن ُّ
ن صل هللا عليه وسلم ِؤىل إلم ِدين ِة .هاجر َ ِؤل ْي ِه ِ ُ ُ ٌ ْ ِي
ْ ُّ
إلطف ْي ُل ْب ُن ع ْمرو .وهاجر معه رجل ِمن ق ْو ِم ِه .فاجتبووإ إلم ِدينة .فم ِرض ،فج ِزع ،فأخذ
ْ
إلطف ْي ُل ْب ُن ع ْمرو ِ يػ من ِام ِه.
آه ُّمشاقص َل ُه ،فقطع بها برإجم ُه ،فشخب ْت يد ُإه حن مات .فر ُ
ِ ِ
:
َُ
هل ال قف .ه آه ُمغ ِّطيا يد ْ
ي آه وه ْيئ ُت ُه حسن ٌةِ .ور ُ فر ُ
َ َ ِ
ما صنع ِبك رُّبك؟ فق َال :غفر ِ يىل ِبهجر يب ِؤىل نبيه .فقال :ما ِ يىل أرإك ُمغ ِّطيا يد ْيك؟ قال ِقيل
ُ ّ ّ ُّ ْ ُ َ ُ ْ ْ ْ َ ْ ُ ْ
إّلل صل هللا عليه إّلل فقال ر ُسول ِ ول ِ ِ يىل :لن نص َِّلح ِمنك ما أف ْسدت .فقصها إلطفيل عل رس ِ
وسلم« :إلل ُهم وِليد ْي ِه فاغ ِف ْر» .روإه مسلم .فتأمل يارعاك هللا كيف كانت هذه إلرؤيا سببا يػ
إلصحاب إلجليل . ي إلنن ملسو هيلع هللا ىلص لهذإ
ُدعاء ي
يوض أهل إلميت بالصدقة عن ميتهم وخاصة صدقة إلماء ،فقد روى إؤلمام أحمد وغيه
أم ماتت ،أفأتصدق عنها؟ قال :نعم ،قلت: عن سعد بن عبادة قال :قلت :يا رسول هللا ؤن ي
إأللباب.
ي سؼ إلماء .حسنه فأي إلصدقة أفضل؟ قال :ي
إلقاعدة إلثانية :
أصول إلرؤيا إلرمزية تدور عل ( إلجنس ،وإلصنف ،وإلطبع ) :
11
الدورة العلمية األوىل
ٌ َّ ْ ُ َ ُ ُ َ
إلجنس :تعريفه /ما ي ْص دق عل إلك ِثي ِر وإلق ِلي ِل وإللفظ و ِإحد ،ك( ماء) و(ذهب) و( ِخل)
ُ
و(زْيت) .وكالشجر وإلطي وإلحيوإن ( فإذإ أتتك إلرؤيا فانظر ؤىل إلجنس وإل تغفله ودقق يػ
تعدده ؤن ُوجد كأن يكون يػ إلرؤيا طي وإنس وخل وشجر وزيت ..إلخ ،فتجمعها وتنظر ؤىل
إلثاب
صنفها وهو إلقسم ي
إلصنف :وإلمقصود بالصوف هو صفته ( فتقول رأيت طيإ ) هذإ إسم جنس ( لكن ؤذإ قلت
رأيت صقرإ ) فهذإ صنف من أصناف إلطيور وهو صفة له .فإذإ أتتك رؤيا فيها صنف من
إألصناف فانظر ؤىل طبائع ذلك إلصنف وهو إلقسم إلثالث
ُ
وه جارحة إلطبع :وهو ماجبل عليه ذلك إلجنس ( فالصقور وإلنسور طبائعها حادة ي
وتقتتات عل إللحوم ..إلخ ) ولكن هنا يجدر إلتنبيه ؤىل رؤيا إلبش فإننا ننظر ؤىل طبعه وإل
ُ
إبأخن رصبا شديدإ .فنسأل إلر ي
أب يرصب ي نغفل تطبعه ( مثال ذلك ) يقول أحدهم :رأيت ي
هل إلرصب من طبع أبيك ؟ فيقول :إل ولكنه يػ إآلونة إألخية أصبح عصبيا ويرصبنا .فهنا
يختلف إلتعبي وإلنظر يػ إلرؤيا وهللا أعلم .
مثال هذه إلقاعدة :أن رجال أب سعيد بن إلمسيب فقال رأيت عل شفات إلمسجد إلجامع
حمامة بيضاء فعجبت من حسنها
فأب صقر فاحتملها قال إبن إلمسيب ؤن صدقت رؤياك تزوج إلحجاج بنت عبد هللا بن
جعفر فما
مض يسي حن تزوجها فقيل له يا أبا دمحم بم تخلصت إىل هذإ فقال إن إلحمامة إمرأة
وإلبيضاء
نقية إلحسب فلم أر أحدإ من إلنساء أنؼ حسبا من بنت إلطائر يػ إلجنة ونظرت يػ إلصقر
فإذإ
عرب ليس هو من طيور إألعجام ولم أر يػ إلعرب أصقر من إلحجاج بن يوسف . هو طائر ي
وقد علق إلشيخ عبد هللا إلسدحان عندما ذكر هذإ إلمثال بقوله ( ولم يذكر – سعيد إبن
تعن :إمرأة ذإت شف ودين وهذإوه يإلمسيب – شفات إلمسجد) عل أهميتها لوضوحها ي
رض هللا عنه .
يليق بابنة عبدهللا بن جعفر ي
إلقاعدة إلثالثة :
إلمعاب وسالمة من حديث إلنفس وتدخل إلشيطان : ي أن تكون إلرؤيا وإضحة
إلبد أن نستحرص هنا قوله ملسو هيلع هللا ىلص ( أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ).أخرجه مسلم .وكذلك
حديث(ؤذإ إقيب إلزمان لم تكد رؤيا إلمؤمن تكذب) .متفق عليه
12
الدورة العلمية األوىل
فمن عالمات إلرؤيا إلصادقة إلصالحة ( وضوحها وعدم نسيانها غالبا ،عدم ذهابها من إلفكر
رغم مرور إأليام وإألشهر وإلسنوإت ؤإل أنها تبؼ يػ ذإكرته وأن تسلم من إألحدإث إليومية
إب ،وأإل يكون
إب حن نفرق بينها وبي حديث إلنفس ونمي ذلك بالسؤإل عن أحوإل إلر ي للر ي
فيها إحتالم ،وأإل يكون فيها تخويف وتهويل وتحرين
13
الدورة العلمية األوىل
عول عليها يػ إلتأويل .إلم ّ
ركز ػ إلقرينة فىه ُ
ي ي
فالمناممات مكونة من رموز وهذه إلرموز لها قرإئن فعل إلعابر أن ينظر للقرينة فلو أتتنا
رؤيتي
ّ
أب آكل لحما نيا لم وإلثاب يقول ( رأيت ي
ي أب آكل لحما طريا مطبوخا ) يقول إألوىل ( رأيت ي
ُيطبخ )
فهنا أتانا رمز إللحم يػ يػ كال إلرؤتي لكن إختلفت قرينة كل رؤيا عن إألخرى .
وػ إلرؤيا إلثانية كانت قرينة إلرؤيا ( ّنيا لم
فالرؤيا إألوىل كانت قرينة إللحم ( طريا مطبوخا ) ي
ُيطبخ ) وهذإ يؤثر يػ تعبي إلمنام .
فصل
إلنن عليه إلصالة وإلسالم وتأويالته وقفات مع بعض رؤى ي
إلنن ملسو هيلع هللا ىلص صحيحة دإئما وليس فيها تالعب إلشيطان وإل يدخل أخ إلقاريء أن جميع رؤى ي إعلم ي
إلشيطان يػ رؤإه ملسو هيلع هللا ىلص ،فرؤيته كلها حق وصدق ،ورؤإه ؤما أن تكون مرموزة وإما أن تكون عل ظاهرها
ه رؤإه إلمرموزة وسنقف مع تأويالتها بعض إلوقفات إن شاء هللا . ،وإلذي سنتدإرسه يػ هذإ إلفصل ي
إلرؤيا إألوىل /
ُْ ُ ُ ُ ِّ ُ َّ ْ ْ ْ ُ ُ ْ َ ِّ ْ ْ َلق ْد صدق إّلل رسوله ُّ
ُ َ ُ ُ َّ
إلرؤيا ِبالحق لتدخلن إلم ْس ِجد إلحرإم ِؤن شاء إّلل ِآم ِني محل ِقي رءوسكم
ْ ُ َ َ ُ
ون ذ ِلك فتحا ق ِريبا .
ِ رصين ًل تخافون فع ِلم ما ل ْم ت ْعل ُموإ فجعل ِم ْن د ُ ِّ
ومق ِ
ًّ
نن هللا حقا ،قال« :بل»، نن هللا صل هللا عليه وسلم فقلت :ألست ي فقال عمر بن إلخطاب :فأتيت ي
نعظ إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال: ي قلت :ألسنا عل إلحق ،وعدونا عل إلباطل ،قال« :بل» ،قلت :فلم
سنأب إلبيت فنطوف ي ؤب رسول هللا ،ولست أعصيه ،وهو نارصي» ،قلت :أوليس كنت تحدثنا أنا « ي
به؟ قال« :بل ،فأخيتك أنا نأتيه إلعام» ،قال :قلت :إل ،قال« :فإنك آتيه ومطوف به»،
هذه رؤيا رآها رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وأخي بها أصحابه أنهم سيدخلون إلمسجد إلحرإم محلقي رؤوسهم
ومقرصين ،فلما إنطلقوإ ؤىل مكة يػ تلك إلسنة ،وصدتهم قريش عن دخول إلحرم ُ ،وجد عندهم
ؤشكال فقد ظنوإ أن إلرؤيا تدل عل أن إعتمارهم سيكون يػ ذلك إلعام إلذي خرجوإ فيه ،فبي
إلرسول ملسو هيلع هللا ىلص أنه أخيهم أن إلرؤيا ستكون يػ إلمستقبل ،إل يػ ذلك إلعام إلذي ردتهم قريش فيه .
نن هللا صل وإلقصة بطولها يػ إلبخاري ولكن نذكر ًّمنها إلشاهد ( فقال عمر بن إلخطاب :فأتيت ي
نن هللا حقا ،قال« :بل» ،قلت :ألسنا عل إلحق ،وعدونا عل إلباطل، هللا عليه وسلم فقلت :ألست ي
14
الدورة العلمية األوىل
ؤب رسول هللا ،ولست أعصيه ،وهو نعظ إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال « :ي ي قال« :بل» ،قلت :فلم
سنأب إلبيت فنطوف به؟ قال« :بل ،فأخيتك أنا نأتيه ي نارصي» ،قلت :أوليس كنت تحدثنا أنا
إلعام» ،قال :قلت :إل ،قال« :فإنك آتيه ومطوف به» ،قال :فأتيت أبا بكر ،فقلت :يا أبا بكر ،أليس
ًّ
نعظ
ي نن هللا حقا؟ قال :بل ،قلت :ألسنا عل إلحق ،وعدونا عل إلباطل؟ قال :بل ،قلت :فلم هذإ ي
يعض ربه ،وهوي إلدنية يػ ديننا ؤذن؟ قال :أيها إلرجل ،ؤنه لرسول هللا صل هللا عليه وسلم ،وليس
سنأب إلبيت ونطوف به؟
ي نارصه ،فاستمسك بغرزه ،فو هللا ؤنه عل إلحق ،قلت :أليس كان يحدثنا أنا
قال :بل ،أفأخيك أنك تأتيه إلعام؟ قلت :إل ،قال :فإنك آتيه ومطوف به - ،قال إلزهري :قال عمر :-
فعملت لذلك أعماًل )...فتستفيد من هذإ إلحديث
-أن إلرؤى إلحق تقع وإن تأخر وقوعها
-أن هناك رؤى يكون تفسيها عل ظاهرها وإل تكون مرموزة .
رض هللا عنهم أخطأوإ يػ
وخ من هللا لرسوله ملسو هيلع هللا ىلص ولكن إلصحابة ي -هذه إلرؤيا إلشك أنها حق إلنها ي
تأويلها عندما ظنوإ أن وقت وقوعها عام إلحديبية .
15
الدورة العلمية األوىل
إليشيط أن يكون إلتأويل له عالقة باهلل أو بإيمان إلعبد بل هو رمز من -من رأى هللا ػ إلمنام فإنه ُ
إب . رإل وحال إلمنام يقتضيه إخر بمعن ي إلرموز ربما ُعي يعل ظاهره وربما ُ
ع
ي
16
الدورة العلمية األوىل
عن أنس بن مالك أن رسول هللا صل هللا عليه وسلم قال رأيت إلليلة كأنا يػ دإر عقبة بن رإفع وأتينا
برطب من رطب إبن طاب فأولت أن إلرفعة لنا يػ إلدنيا وإلعاقبة يػ إآلخرة وأن ديننا قد طاب .روإه
مسلم .
نستفيد من هذإ إلحديث :
إلنن ملسو هيلع هللا ىلص تعبيإ تكامليا بحيث عي جميع أجزإء إلرؤيا .
-١تعبي ي
-٢أن إلتعبي يكون ؤجماليا ويكون تفصيليا ،فهذإ إلحديث فيه تفصيل وفك لرموز إلمنام وبعض
رض هللا عنهما .
إؤلجماىل مثلما عي رؤيا عبدهللا بن عمر ي
ي يكتؼ رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بالتعبي
ي إألحالم
-٢يجب عدم ؤغفال إألسماء يػ إلرؤيا ،ونأخذ من كل إسم صفة ومعن مناسبا للرؤيا كما جاء يػ تعبي
نبينا عليه إلصالة وإلسالم لهذه إلرؤيا ،فقد أخذ من معن إلرفعة من إسم رإفع وأخذ معن إلعاقبة من
إسم عقبة وعي إلرطب بالدين وعي أن إلدين قد طاب من قوله ( بن طاب )
إب وإليكن هم إلمعي فك إلرموز فقط ، -٣إألهدإف يػ إلمنامات مهمة ويجب عل إلمعي تعريفها للر ي
إلنن ملسو هيلع هللا ىلص أن إلرفعة للمؤمني وأن إلدين قد طلب وإلهدف منه هو إلبشارة . فهذإ إلمنام أخي فيه ي
17
الدورة العلمية األوىل
-٣ألفاظ إلخروج ( كخرج و طلع وظهر ) ..محمودة ؤذإ كانت هناك قرينة مرض أو بالء .
18