Professional Documents
Culture Documents
حتوذاالنسان
قسدالددسات اإلسالمية
٧ ر
حقوذاإلنسان ه
^11
ص!>
تعد حقوق اإلنسان من الموضوعات األساسية في عالمنا المعاصر ،إذ أصبح مبدأ
عالميًا يتفق على المطالبة به جميع الناس على اختالف أديانهم وثقافاتهم وأجناسهم،
وأقيمت ألجله المؤتمرات والمعاهدات الدولية ،وصار كفي نظام يجتهد في إبرازما لديه من
جوانبإيجابيةفيحغظحقوقاإلذان ،وأصبحالتغرطفيحغظحقوق١إلذانأو
االعتداء عليها أمرا منكرا ،وجرية عند الجميع ،بل تجاوز ذللى فأصبح ثقافة سائدة
يتلائها الصغيررالكبيربفعل انتشار التعليم ووسائل اإلعالم واهتمام جميع الدول بها.
وال يستغرب مثل هذا االهتمام بحقوق اإلنان ،وليس بكثيرعليها ؛ فاإلنان
هو اللبنة الني تقوم عليها الحياة ،فاالهتمام به ،والعناية بحقوقه من أي اعتداء أو
انتهاك تجا ،ضمان لبناء مجتمع قوفي ومتماسك.
والعناية بحى اإلنسان مما يشترك فيه الجميع؛ ألنه من األمور الضرورية الني
يدركها اإلنان بعقله وفطرته ،غيرأل ما يميز الجتمع المسلم أى ثم مرجعية عليا هي
الشريعة اإلسالمية تكون حكمًا وفاصال في موضوع حقوق اإلنسان ،وتكون أيضًا ،
ضمانًا لخغظ حثه من أي اعتداء أوتفرط ،وإذا كانت القوانين المعاصرة تجتهد في
حفظ حق اإلنان ؤإنها تعتمد على ماحة تفكيرضيقة ،ال تتجاوز العقرت والخبرة
البشرية ،بينما يزيد عليها الجتمع اإلسالمي باالعتماد على الوحي ،بما يجعل حق
اإلنان ليس أمرا مصلحيًا نفعيًا يمكن التختي عنه إذا تزاحمت المصالح ،وإنما يجعله
||٣
حقوى اإلنسان ه
إن (حقوق اإلنسان) المعاصرة لى تصل إلى ما وصلت إليه إال بعد مرحلة طويلة
ومريرة من العناء والشقاء وازضيق الذي حل باإلنان ،فتوصل ،بعد تجارب
وكوارث ،إلى وضع قوانين وأنظمة يحفظ بها حقه ،ويصونه من أي اعتداء ،بينما كان
ذلك جليا في اتجتمع المسلم من أول عهد اإلسالم ،فهي حقوق عرفها المسلمون من
تتقدم في هذا المضمار بمغاهيمها وآلياتجا حتى فرضت شها على الجميع؛ فالمغاهيم
يصوغها القوي ،ويجعلها أمرا ال مداص عنه من خالل أدوات التعليم واإلعالم
واالقتصاد والسياسة وغيرها ،وهوما يفرض أهمية النهوض باألمة والجتمع المسلم؛
لتعود لها الصدارة كما كانت ،ويؤكد أهمية فحص المفاهيم والمعاني الي تأتي من
الغرب ،وأذاليستم لها المسلم ،وال يفره بهرجها وانتشار -طبيقها ،فانتشار المفاهيم
واقتناع كثيرمن الناس بها ليس أمرا محايدا يدل على سالمة المفهوم وصحة الفكرة ،بل
ذلك يتأثر بشكلكبيرجدًا بأثر الوسائل واألدوات الي تقف خلفه ،وهوما يحئم
ضرورة التمك بالقيم والمغاهيم الشرعية ،وضرورة دعوة الناسإليها ،وتبصيرهم بها.
وهنا المقرر يتناول (حقوق اإلنسان) في الشريعة اإلسالمية ،ببثبان خصاذصه
وتفصيل حقوقه ،معاإلشارةإلىمو١زذبابمافيالقانون الدولي؛ لمعرفة ما يتميز به
اإلسالم ،ويختص بهفيهذا اتجال ،كما يعرض المقرر لجهود المملكة العربية العودية
في الحفاظ على حقوق االنسان وفق مرجعية الكتاب والتة الي شرفت المملكة بكونها
مادة أساسية للنظام األساسي للحكم.
-٤-
حقوذاإلنسان ه
وحدات المغرر:
— الوحدة األولى ٠٠المدخل إلى دراسة حقوق اإلنسان في اإلسالم.
— الوحدة الثانية :حقوق اإلتان في االتفاقيات الدولية ،والموقف منها.
— الوحدة الثالثة :حق الحياة.
-ه-
نم ٦
الوحدداألوش
المدخل اش دراسة حقوق ١الذتطن ض االسالم
آل هم
حقوى اإلنسان
مغهومحقوقاإلذسانفى|إلسالم
أوال:مغهومالخق:
الحق في اللغة يأتي لمعان؛ «فالحق نقيض الباطل»( ،)١والحق« :هو الثابت الذي
ال يسوغ إنكاره)) ،وهو عند الفقهاء « :ما ثبت باقرار الشرع ،وأضفى عليه
حماه ،وهوقويب من الحق في القانون؛ إذ هو« :مصلحة مادية أو أدبية يحميها
القانون» (.)٤
ثانيًا :اإلنان:
اإلنسان هو محل الحقوق والغاية الني شرعت من أجلها ،وليس هو بحاجة إلى
تعريف ،إنما الذي يحتاج إلى ذكره هنا اختالف النظرة إلى اإلنسان ،فالرؤية اإلسالمية
تعتقد أن هذا االنسان أحد مخلوقات الله تعالى ،غيرأن الله كرمه رؤلعديا يى؛ 1م ٠
(الراء ،)٧٠:وأحسن خلقه < :لغذ حلعتا آالشئ ي احسي دعويمف ( ٠التين ،)٤ :وأسجد
مالئكته ألصله ادم سدج < :قادا سويته ر ؤكعخت قيه مئ روني وغعوًا له; تلجذين ٠
(ص ،)٧٢ :وجعله محال لالختبار والتكليف بما رزقه من عقل وصفات جعلته أهال ل٣ذه
المهمة العظيمة < ؤآ! احرجخنم مئ بطون امهدحكم ال رعلمودى قكا ؤجعل لثم ألشمع
انظر :املدخل إىل علم القانون — نظرية القانون — نظرية احل_ق ،د .عباس الصراف ،وجورج حزبون ()٤
ص(٠)١٣٣
ط
حقوذاإلنسان ه
< ًانز نروا ان ًا! سخر لخم ائ ئ آلئتؤت ؤتا ئ الزفر) يح (لقمان . )٢٠ :
إن اإلنسان الذي تنسب إليه الحقوق يرى اإلسالم أن الله خلقه لعبادته ،وكرمه،
واستخلفه في أرضه ،وجعله محورالرساالت الماويه ،)١بينما ال ترى الفلسفات
األخرى لحإلنسان تكرها ،بل تراه تطورا طبيعيا من كائنات حقيرة١.
ثالثا :مفهوم حقوق اإلتان في اإلسالم :
إذا عرفنا مفهوم اإلنان ،اتضح جيدا أن مفهوم حقوق اإلنان في اإلسالم،
يعي الحقوق الني كفلها اإلسالم ،وحفظها لإلنان ،فردا وجماعة في كل مجاالت
الحياة اإلنسانية^.
***
بعد أن عرفنا تعريف حقوق اإلنسان في اإلسالم ،نتن بيان الخصائص الني
تتميز بها عن الحقوق في الفلسفات األخرى ،تلك الخصائص الني تضيف للحقوق قوة
ومتانة ،وتمدها بضمانات تحميها:
أوال :ربانية الممدر:
فحقوق اإلنان في ايإسالم ليت منحة من أحد ،وال منطلقة من معاهدة أو
نظام قانوني معين ،بل هي حقوق جاءت تشريعا من عند الله ،فهي حقوق مكفولة
انظر :حقوق اإلنسان يف اإلسالم ،حنمد الزحيلي ( ،)٥٦ — ١٥وحقوق اإلنسان يف جمال األسرة دن منظور ()١
ا٩ا
حقوق اإلنسان ه
شرعًا ابتدا؛ تكرمًا بال داع وال عقد سابق ،وهذه الربانية تكسبها المكانة العالية
واالحترام ،فهي متعالية عن مئة أو سيطرة أي أحد ،متعالية عن الزمان والمكان مما
يحفظها من أي تالعب أو تحايل؛ إذ هي أحكام مقررة ومحددة من الشارع < يلك حدود
ًا! قال دعتذوها ومننثعذ -ئذود ًالله قاذتجكهمآلئئبثوئ يح (البقرة٠)٢٢٩ :
جاء اإلسالم لتحقيق غاية كبرى؛ قال تعالى < :وما خلقائًلحن والسق اال
لتعثدون يح (الذارات )٥٦ :أي« :أن الله ،جئ وعال ،خلق الحلق؛ ليعبدوه،
.١..
حقوذاإلنسان ه
ذلك الشيء محرما أو حالال في دينه الذي يتمي إليه ،أو في مجتمعه الذي يعيش في-ه،
وال لكونه مضرا به في٢خرته ،أو مخالفًا لحكمة وجوده في هذه الدنيا.
تؤمن بالوحي ،فالحقوق عندها ال تثبت على أرض مستقرة ،فليس ثم مصدر قطعي
يحمي الحقوق من التعديل والتعيير.
ولما كانت حركة اإلنان المعاصرة تفتقر إلى المرتكزات الثابتة والغايات المقصودة
الواضحة ،وإلى المعاييرالضابطة الموجهة ،كان التخبط في كثيرمن األحيان سمة لبا؛
فمرةتكونفي خدمة اإلنان ،ومرة ضده ،رمرة في خدمة الشعوب ،وأحيانًا
ضدها .
خاما :تعزير الدافع اإليماني والرقابة الذاتية:
ال يتعامل المسلم مع الحقوق على أنها فروض قانونية يجب عليه االلتزام بها؛
ليتجنب الوقوع تحت طائلة المسؤولية ،بل باعتبارها واجبات دينية يحقق فيها مرضاة
الله ،والنجاة من عقابه ،ويستحضر مراقبته ،مما يوفر للحقوق ضمانة عميقة ال يمكن
أن تصل إليها القوانين الجردة.
إن القوانين والعقوبات والمراقبة السلطوية مهما بلغت من القوة والميبة واالحترام
لن تستطيع وحدها أن تمنع الظلم عن اإلنان ،فهي فعال أساس مهم لخغظ حق
-١١-
حقوى اإلنسان ه
اإلنسان؛ ولذا كانت العقوبات شرعًا من أدوات حفظ الحقوق ،إال أنها تعمل على
حفظ حق اإلنسان في الجانب الظاهري ،لكنها ال -ستطيع أن تغفن إلى الجانب الباطن،
فتجعل ثم حفظًا للحقوق عندما يغيب اإلنسان عن رقابة السلطة ،أو عندما يجد ثغرة
يستطيع النفاذ منها النتهاك حق أي أحد ،أو يكون ذلك في الحقوق العامة المتعلقة
بأدب الحديث وتقدير الشخص مما ال تنظر إليه القوانين عادة ،وهنا يأتي المضمون
اإليماني للحقوق ،فيعمقها ليصل بها إلى أعماق النفس ،وخواطر القلب ،وتصرفات
الشخص الني تخفى على الناس ،فيحفظ ذلك الدافع اإليماني حقوق اإلنان كما
يحفظ على المسلم طهارته وصالته وصيامه؛ أللجا كلها من حدود الله ،بينما تعجز
الفلسفات األخرى الني جردت االنسان من أي بعد روحي أو ديني عن إيجاد مثل تلك
الرقابة الذاتية^.
سادسًا :علو الصفة التكليفية:
إن الحقوق في اإلسالم ترتفع إلى مستوى الواجبات ،وليت مجرد حقوق مباحة
فقط ،فكفالة اإلسالم با جعلها في مرتبة الواجبات ،فليس لإلتان الحى في المطالبة
بها فحب ،بل لرس له حق الترك في بعضها ،فهي من الواجبات الني يلزم الغرد
والجتمع والدولة أن يقوموا بها ،ويحفظوها امثتاأل ألمر الله ،وخوفًا من الوقوع في
مخالفته.
وتأكيدا على صون حقوق االنان ثم يدع اإلسالم لإلنان نفه مطلق الحق في
التنازل عن حقوؤه؛ فإذا كان من حقه أن يتنازل عن حقه المادي مشال ،فإن ثم حقوقًا
انظر :إنسانية اإلنان قبل حقوق اإلنسان ،ألصد الريسوني ص (.)٤٦ - ٤٥ ()١
-١٢-
حقوذاإلنسان ه
ال يجوز له التنازل عنها كحقه في بدنه مثال ،فال يجوز له وال لغيره أن يتعرض لبدنه
بقتل أو جرح أو قطع ،بدعوى أن هذا حق له ،فيفعل فيه ما يشاء؛ ألن هذا الحق
ممنوح له من الله ،ويلزمه أن يحافظ عره ،ويمنع من االعتداء عره ،ولو كان حقًا له،
فهو من األمانات الني استرعاه الله حفظها < وآلذئ هم }تسهم ؤغهدهـم رعون يح
(المؤمنون.)٨ :
وبناء على هذا االختالف ثم -طلق الشريعة لإلنان الحق في التصرف في جمده،
بل جعلت ذلك التصرف محكوما بضوابط وقيود شرعية.
سابعا :الشمولية والتوازن :
إن هذه الحقوق لما كانت من تنزيل حكيم عليم جاءت شاملة ال تقتصر على
جانب دون جانب ،ومتوازنة ال يؤدي الحفاظ على حئ منها إلى تضييع حئ غيره ،كما
هي طبيعة البشر الذين ال يستطيعون بمجرد عقولهم أن يحققوا التوازن بين الحقوق ،بل
ربما غتبوا حقًا على حى أوراعوا جانبًا بما يؤدي إرإهمال وتضييع جوانب أخرى،
-١٣-
حقوى اإلنسان ه
عن جرية قتله أحد ،وهذا ما تداركته الشريعة اإلسالمية حين حرمت إجهاض الجنين
لغيرضرربين معتبرشرءا(.)١
ومن أمثلة هذا االختالل في التوازن في مراعاة الحقوق :ما يلحظه الناظر من
العناية الكبيرة الي توليها القوانين المعاصرة لجانب الجناة. ،حين دفعها االهتمام بأثر
العقوبة في الجاني ،وفي عائلته وجير١ذهإلىتهزيل العقوبة ،فمنعت من قتل القاتل،
وقطعيد١الرق ،ونحوذلك من العقوبات الشرعية؛ مر١ءاةللجاذيوشغقةءليه،
والحقيقة أن هذه المراعاة قد تحولت إلى ظلم حين ضيعت حق الجني عليه ،الذي هو
أولى بالمراعاة ؛ ألنه مظلوم في مقابل ظالى ،وملوب حق في مقابل من اعتدى على
حقه ،كما أنها راعت أصحاب الجرالى ،وفرطت في حق الجمع في صيانته من
عدوانهم ،رمنع تكرار هذه الجرالى.
***
كل ما سبق ذكره من خصائص وميزات حقوق اإلنسان في اإلسالم يعطي حقوق
اإلنسان ضمانات تعتق أثرها ،وتقوي حفظها ،فتجد ط ،الحقوق في اتباع الوحي،
وسلوك المنهج الشرعي ،من الصون ما ال تجده في اتباع غيره.
ومن أبرز الضمانات الي تختص بها حقوق اإلنان في اإلسالم ما يأتي:
أوال :الضمانة الجتمعية :
فحقوق اإلنسان في اإلسالم أحكام يؤمن بها اتجتمع انحلم ،فمن يخالفها سيجد
-١٤-
حقوذاإلنسان ه
االنكار عليه من الجتمع نفه ،يجد ذلك من أقاربه وأصدقائه وكل من يعلم دهذا
االنتهاك ،فهو من جنس المنكرات الي يجب إنكارها بقدر المستطاع كما قال النبي
ا( :من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن ثم يستطع فبلساذه ،فإن ثم يستطع
فبقلبه وذلك أضعف اإليمان)^ ،يقول القرطبي ٠في قول الله تعالى < :ؤالثؤمثون
ؤًالثؤوئئت نئضثم ًاولتآء بعضج كاحؤد ي بالثعنؤف ؤكثهون ض $لئثخر يح (١لتوبة)٧١ :
«األمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام في جميع الذاس»( ،)٢فتكون حقوق اإلنسان
بهذا ليت مهمة السلطة فقط ،بل هي مهمة الجتمع قبل ذلك وبعده.
ثانيا :الرقابة الذاتية:
الشرع يوجب على اإلنسان أن يراقب ربه في متوى حفاظه على حقوق
اإلنسان ،فيستحضر اإلثم الديني ،والخشية من العقاب في اآلخرة ،فيدرك أذه وإن
سلم في الدنيا ،أو كانت له قوة تعصمه من الجزاء ،ؤإنه سيكون متحفا للجزاء يوم
القيامة ،وهذا مما يعطي هذه الحقوق ضمانة عميقة في اإلسالم تفتقرإليها بين أتباع
الغلفات األخرى.
ثالثا :صون الحقوق من اإلسقاط :
إن ربط هذه الحقوق باإلسالم يعد ضمانًا لها من اإلسقاط بالقوانين؛إذ كل ما
يخالف الشريعة ساقط الشرعية ،لقول النبي ( ٠ ٠ال طاعة لبشرفي معصية الله)(،)٣
أخرجه ملم يف الصحيح ،كتاب اإلميان ،باب :بيان كون النهي عن املنكر من اإلميان ،وأن اإلميان يزيد ( )١
أخرجه أصن يف املسند ،رقم( ،)١,٦٠وقال حمققواملسند(( :إسناده صحيح على شرط الشيخني)). ()٣
-١٥-
حقوى اإلنسان ه
وهذه الضمانة تفتقرإليها حقوق االنسان في الفلسفات األخرى من جهة كون الحامي
لها هو القوانين؛ فالحماية الني كفلتها الدساتيرالغربية للحقوق مقيدة بالنصوص
القانونية ،فهي تنص على عدم جواز االعتقال أو الحيس إال بحكم القانون ،ولما كان
القانون من وضع الناس أنفسهم كان هذا سببًا النتهاك الحقوق باسم القانون ،مثل
مص1درحقوةاإلذسانفياإلسالم
مصادر حقوق اإلنسان في االسالم ترجع إلى المصادر الني تؤخذ منها األحكام في
اإلسالم ،رهي:
الممدر األول :القرآن الكريم:
فالقران — كما هو معروف — هو المصدر األول واألعلى في اإلسالم لمعرفة
األحكام ،الداللة على المدى والنور ،وحين نقرأ القرآن لنسئنلهم موقف اإلسالم من
الحقوق ،وحمايته لهانجدهقدذصءلى حقوق كثيرة ،كما سيأتي التدليل على كثير
منها ،كما نص على حقوق ثم يفطن إليها بعد أصحاب المواثيق الوضعية ،كحق
الضيف ،وحق الطريق ،وحق الجار ،وحق ضعاف العقول؛ مما يجعلنا نقول :إن
القرآن الكريم يمثل بحق الوثيقة العظمى لحقوق لإلنان.
الممدر الثاني :السنة النبوية المطهرة:
إن سنة النبي هه هي المصدر الثاني للتشريع في اإلسالم ،فأقواله وتقريراته
انظر :النظرية السياسية اإلسالمية ،حنمد أصد مغني ،وسامى الوكيل ص (.)٣٣ ()١
-١٦-
حقوذاإلنسان ه
اه منبع نقي نستقي منه المنهج الشرعي لمعرفة حقوق اإلنسان ،كما أن هديه وسيرته
هي تطبيق عملي للمنهج الشرعي في فهم الحقوق وكيفية التعامل معها.
الممدر الثالث :اإلجماع:
اإلجماع أحد األدلة الشرعية المعتبرة ،والمقصود به ٠٠اتفاق علماء المسلمين جميعًا
في عصر من العصور — غير عصر الذي ا — على حكم شرعي ،قإجماعهم دليل
على أنهم أصابوا الحق ،فما كان الله ليجمع أمة محمد ٠على باطل .واإلجماع في
الحقيقة مصدر تابع للقرآن والتة ،وليس مصدرا مستقال؛ ألن العلماء ال يجمعون
على آراء مستقلة عن الوحي ،وإنما ينطلقون من النظر في الكتاب والتة ،وما كانوا
ليجتمعو١إالءلىدليلظاهرمن١لوحي،فإجماءهم دليل٠طىوجوددليل قاطع
يجب الرجوع إليه ،وال يحتمل االختالف عليه.
***
-١٧-
الوحددالثانية
االتذاقدات الدولية لحقوق االشان ووقف مقدا
إن تخصيص عصر من العصور الحديثة باعتباره ءصر انبعاث العناية بحقوق
اإلنسان ،أر تخصيص مكان بأنه الترة الخصبة الض أنبتتها؛ أمر مجانب للصواب^،
وذلك لعدة أمور ،منها :
أوال :أن التحقيق يقتضي القول بأن نشأة حقوق اإلنان كانت مع اإلنان في
عهده األول ،فعندما خلق الله آدم أب البشر ٠وأهبطه إلى األرض؛ أوحى إليه
بشريعة تنظم له ولعقبه أمور الحياة،وال شك أن هذه الشريعة تضمنت أصوتا كلية في
حفظ حق اإلنسان ،وإن كنا ال ندري تفصيالتها ،وإنما قلنا بذلك؛ ألن كل شرائع
األنبياء جاءت بحغظ األصول الكلية ،كالتوحيد ،والعدل ،والحرية ،والماواة،
واألخالق الفاضلة ،ثم سارت بعد ذلك الحضارات والثقافات المختلفة على العناية
بهذا األصل على اختالئ وتغاوت بينها.
ثانيًا :أن العناية بحقوق اإلنسان أمر ضروري تقره الفطرة ،ويعرفه اإلنسان
بعقله؛ فال يتصور غيابه عن عقلية اإلنان ،ثم ظهوره في زمان معس ،أو مكان
مخصص ،فكل اتجتمعات تشترك في اإليمان بأنه ال يمكن قيام مجتمعات ال يكون
لإلنان فيها حقوق ظاهرة مكفولة ،وإنما تختلف اتجتمعات والحضارات والدول،
وتتغاوت في األخذ بهذه الحقوق بقدر ما عندها من علم بآثار النبوة والوحي الذي
يرشدها إلى هذه الحقوق ،ويلزمها بصيانتها ،أو بقدرإدراكها العقلي وتجاربها
المصلحية ،كما هو الحال في اتجتمعات الني ال تؤمن بالله ،وال تهتدي بوحيه.
ينظر :املسلمون بني العلمانية وحقوق اإلنان الوضعية ،د .عدنان علي رضان ص ( ،)٢٤٦وما بعدها. ()١
.٢..
حقوذاإلنسان ه
ثالثا :أسبقية اإلسالم على المواثيق المعاصرة في تطبيق مبادئ حقوق االنسان ،فال
شك أن ظهور نجم اإلسالم قد سبق بانتهاكات عظيمة لحقوق اإلنسان في جانب
الحياة ،أو األسرة ،أو المرأة ،أو الطفل ،وقد تناقلت الحضارات المختلفة جرا منها،
ومن ذلك ما حكاه القرآن عن قتل البنت في الجاهلية < :وادا التؤدوكه لستث ٠ياى
نل يلغ ( ٠التكوير ،)٩- ٨ :وما حكاه عن قتل األوالد خشية الفقر < :ؤأل قوئا
ؤؤلئت"كم حشنه إم مخن ئرزوهم ؤإيامدح ان قتلهم 2ن حئلئآ مبيرا ( ٠اإلسرا ،)٣١ : ،رما
حكاه عن حرمان المرأة من الميراث ،بل وجعلها ميراثًا < :يأتها الذين؛اسوا ألغد لمخم
< ؤإدا طلعم آلقكآة وبعن ؤجلهن عال قععئأذهئ ؤن ينكحن ؤر جهن ( ٠البقرة،)٢٣٢ :
وغيرها من االنتهاكات الي أبطلها اإلسالم ،وأنزل بدال منها منظومة متكاملة من
الحقوق ،شرحها النبي ا بقوله وفعله ،وأعلن ا في خطبة حجة الوداع معام
أساسية من األصول الكلية لإلسالم ،فعآلد جملة من الحقوق العظيمة وبالغ في
،حتى إنه ليصح أن يقال :إنها أقدم وثيقة مكذوبة — بعد كتاب الله تعا—- تحريها
لحقوق اإلنان ،ثم قامت خالفة راشدة على مهاج النبوة ،فالتزمت عمليًا بالمنهج
النبوي في حفظ الحقوق ،فكان ظهور اإلسالم أعظم مراحل تارخ حقوق اإلنان،
كما شهد بذلك مفكرو الغرب أنفسهم^.
وإذا كانت هذه الحقوق في اإلسالم مستمدة من الوحي ،فمن الطبيعي حينها أن
انظر :فتح الباري شرح صحيح البخاري ،الدن حجر العقالني (.)١٥٩/١ ()١
-٢١-
حقوى اإلنسان ه
يكون اإلسالم سابعا للمواثيق الدولية المعاصرة في إقرار منظومة حقوق االنسان قبل
إعالن ١لغربلها ،فالغرب م يتنبه لحقوق اإلتان إال متأخرا ،ولمتأم١إلءآلذات
األممية للحقوق إال بعد أن مرت بمراحل وتطورات طويلة ،وبعد معاناة قاسية من
المظالم والمذابح واالنقامات.
وإذا كان إقرار حقوق اإلنسان ليس أمرا حادثًا ،بل هو أمر مرتبط بتارخ
البشرية ،فإذ الذي استجد في العهر الحديث هو وجود دعوات دولية سعت إليجاد
اتفاق على حقوق لإلنان ،وعملت على تحديد مفهوم هذه الحقوق ،وحفظها
بقوانين معينة تلتزم جع الدول بتنفيذها من خالل معاهدات واتفاقيات دولية توقع
عليها الدول ،كما عملت هذه الدعوات على إيجاد لجان ومؤسات وهيائت تتابع
مجريات هذه الحقوق.
***
يتفق الجميع على أهميته ،ويرجع هذا االهتمام الكبيربحقوق االنسان ألسباب،
أبرزها:
أوال :االنتهاكات الضخمة لحقوق اإلنان:
عرفت البشرية صراعات مريرة على مدى العصور ١اللغة ،وشهدت فظائع
ووالت لم يعبق لها مثيل في منتصف القرن العشرين ،أفضت إلى هالك هاليين البشر
في الحرب العالمية الثانية ،كل ذلك دفع الناس إلى ١لتغكيرفيإيجاد نظم تحميها من تكرار
تلك الفظائع ،وإلى استثمار االضحيات الجسيمة في سبيل إيجاد قانون إنساني عالمي
٠٢٢٠
حقوذاإلنسان ه
لحقوق االم
ثانيًا :االتفاقيات والمؤتمرات الدولية:
كثرت المؤتمرات واالتفاقات الدولية الني تتعقد ألجل حقوق اإلنسان عاهرة ،أو
لقضية خاصة معينة ،وطبيعة هذه المؤتمرات تقتضي مشاركة.عدد كبيرمن الدول،
وتكون توصياتها في كثيرمن األحيان ملزمة بما يقوي االهتمام بموضوع حقوق
اإلتان.
ثالثا :الجمعيات والهيائت والمؤسات المتخصصة في حقوق اإلتان:
لقد نشطت في هذا العصر جمعيات كثيرة متخصصة في حفظ حقوق اإلنان،
ونشرثقافة الوعي به ،والدفاع عن حقوق المظلومين ،بما ساهم في تقوية الوعي بهذه
الثقافة ،وأصبحت الجمعيات وابيائت موجودة في كل النظم السياسية المعاصرة.
رابعًا :تطور الوسائل اإلعالمية ،والتقدم التقني:
لقد كان لثورة االتصاالت المرئية والمموعة أثر بين في نشر ثقافة حقوق
اإلنان ،رتوسيع دائرة االهتمام بها ،وفي التنديد بالمخالفات الواقعة عليها ،فصارما
تبثه وسائل االتصال الحديثة من انتهاكات لحقوق اإلنان في مختلف الجتمعات يدفع
النبالء من البشر للحديث عن حقوق اإلنان ،وأنها غاية في حد ذاتها يجب وقف
العدوان عليها.
خامسًا :انحاكم القضائية المتخصصة في حقوق اإلتان:
تم تكوين محاكم متخصصة تنظر في قضايا معينة متعلقة بانتهاكات حقوق
اإلنان ،مما كان له األثر الكبيرفي االنتشار الواسع لحقوق اإلنان في العصر الحديث.
انظر :حقوق اإلنان بني تعاليم اإلسالم ،وإعالن األمم املحتدة ،د .حممد الغزايل ص(.)١١ ()١
٠٢٣٠
حقوى اإلنسان ه
اسيداتوالمذظماتالدوليغ٠الضتعذىسقوقاإلذسان
مما يؤسف له واقعا أن صوت المناديين بحقوق اإلنسان ،والدفاع عنها من المنظور
الوضعي الخاضع للغلفة المادية الغربية ،هو األعلى مقارنة بصوت المنادين بحقوق
اإلس المطور اإلسالمي ،بل يكاد المطورالوضعي يكون هو المنفرد ،مع
التحفظ على شفافية ومصداقية التقارير الني تصدر عن الكثيرمن المنظمات الدولية
واإلقليمية لخقوق اإلنسان اذني تخضع لعوامل كثيرة ،ومن أبرز المنظمات الدولية المعنية
بحقوق اإلنسان هي:
أوال ٠٠األمم المتحدة:
األمم المتحدة هي منظمة دولية نشأت عقب الحرب العالمية الثانية في عام
ه١٩٤م ،وشارك في تأسيسها ٥١بلدا ،ويبلغ عدد أعضائها اآلن ١٩٣دولة ،ولال٠مم
المتحدة حسب دستورها أربعة مقاصد رئية هي :حفظ السالم في جميع أنحاء العام،
وتطوير عالقات ودية بين األمم ،وماعدة األمم على العمل معا لتحين حياة
الفقراء ،والتغلب على ١لجوعو١لمرضو١ألمية ،وتشجيع ١حتر١محقوق١آلخرين
وحرياتهم ،وأخيرا أن تكون مركزا لتنسيق اإلجراءات الني تتخذها األمم من أجل
تحقيق هذه المقاصد .
وتستطيع منظمة األمم المتحدة أن تتخن إجراءات بشأن تعزيز وحماية حقوق
اإلنسان من خالل عدة وسائل أهمهام التوصيات ادي تصدرها في هذا الشأن،
والمتابعة المستمرة لخقوق اإلنسان في العام من خالل التقارير الني ترد إليها ،وكذا من
انظر :موقع األمم املحتدة على اإلنرتنت ..متاح على ( :آلال،آل0ئ3٦ا-ا3ا§-ا0عال»1.ج٠:/س)- ()١
انظر :قانون حقوق اإلنان يف الفكر الوضعي والشريعة اإلسالمية ،لعبد الواحد حممد الغار ص (-)٤٢٨ ()٢
٠٢٤٠
حقوذاإلنسان ه
خالل عقد المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية ،وعبر االتفاقيات ١لدولي_ة المتعلقة
بحقوقاإلنسان ،وحث١لدولءلىاالنضمامإليها.
ثانيا :منظمة العفو الدولية(:)١
هي منظمة دولية غير حكومية مقرها لندن ،ويتمثل عملها في مجال حماية حقوق
اإلنسان فيما يأتي:
- ١العي ذالفراج عن سجناء الرأي ،وهم أولئك الذين يعتقلون بسبب
عقائدهم ،أو لونهم ،أوجئسهم ،أوأصلهم العرقي ،أولغتهم ،أو دينهم ،شرط أال
يكونوا قد استخدموا العنف ،أو دعوا إلى استخدامه.
— ٢العمل من أجل إتاحة محاكمات عادلة وعاجلة لجميع السجناء السياسيين.
— ٣إنكار ما يقع للسجناء من معاملة قاسية ،أو عقوبة مهينة ،أو إجراءات غير
إنانية.
وجميع أعضاء هذه المنظمة متطوعون ،يكونون فيما بينهم مجموعات داخل
الدول ال تقل كل مجموعة عن خم*ة أعضاء ،ويمتد نشاط المنظمة ليثمل أغلب دول
العالى ،وتحظى تقاريرها بأهمية خاصة في الجافل الدولية ،وباتت تثكل أحد عوامل
الضغط على الحكومات من أجل احترام حقوق اإلنان.
ثالثا :منظمة العمل الدولية(؟):
أنثئت هذه المنظمة سنة ١٩١٩م مستقلة بذاتها رمئتسبة لعصبة األمم ،ثم
انظر :القانون الدويل حلقوق اإلنان ،ملئى حممود مصطفى ص (.)١٠٦ — ٩٢ ()١
انظر :قانون حقوق اإلنان يف الفكر الوضعي والشريعة اإلسالمية ،لعبد الواحد حممد الغار ص(— ٤٣٢ ()٢
ه.)٤٣
٠٢٥٠
حقوى اإلنسان ه
سان ابرزاالتغايتالدولية٠لحقوق
أوال :اإلءالنالعالميلحقوقاإلذان٠.
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو يبان للمبادئ يحظى بتأييد دولي .يقسم
اإلعالن حقوق االنسان إلى ذوءين(:)٢
_ ١حقوىل صاحبها نهج سلوك معين ،وتتمثل في الحقوق المدنية
والسياسية في مواجهة الدولة ،وعئر عنها بالجيل األول لحقوق االنسان.
-٢حقوق كحول صاحبها الحق في اقتضاء خدمة أساسية من الدولة ،وتتمثل في
الحقوق االقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،رهذا هو الجيل الثاني لحقوق االنسان.
٠٢٦٠
حقوذاإلنسان ه
فالجيل األول من الحقوق كان يعطي الشخص حرية مدنية وسياسية من دون أن
يكون ثم التزام سياسي من الدولة في تقديم حقوق معينة للمواطنين ،وأما الجيل الثاني
من الحقوق فيلزم الدولة يجملة من الحقوق يجب عليها أن تقدمها للمواطنين ،وهو
نتيجة لضغط االتجاه االشتراكي ،فالجيل األول كان متأثرا باالتجاه الليبرالي الذي يرى
أن الخريات تقتصرعلى الخريات الفردية ،ويرفض تدخل الدولة ،بينماكان الجيل
الثاني متأثرا باالتجاه االشتراكي الذي يجعل الدولة مؤولة عن هذه الحقوق؛ ألنها
مالكة لكل شيء.
ولما كان اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ال يملك قوة القانون ،وال يثكل معاهدة
عكفت األمم المتحدة إلى تحويل مبادئه إلى أحكام معاهدات واتفاقيات تثكل إلزاما
قانونيا للدول المصدقة عليها ،يلزمها تضمينها قانونها الوطني ،واحترام وتفعيل ما
جاء في بنودها.
وأبرز هذه المعاهدات واالتفاقيات ما يأتي:
أ -العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
ب — العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
ج — اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو
غيراإلنانية أو ايهينة.
انظر: ()١
-حقوق اإلنان بني املواثيق الدولية واملذاهب الفكرية ،لكمال سعدي معطفى ص (.)١٨٤ — ١٢٣
-حقوق اإلنسان يف اإلسالم واملوائيق الدولية والدساتريالعربية ،لنواف كنعان ص (.)١٣٢ — ٨٧
-حقوقنا اآلن ،وليس غدا 1املوائيق األساسية حلقوق اإلنسان» ،لبهي الدين حسن ،وحممد السيد سعيد،
ص(-٣٧ه.)٣٤
-٢٧-
حقوى اإلنسان
موتفاإلسأللممناالذديتالدولية-لحقوقاسان
كان كثيرمن تفصيالتها م تأت به الشريعة نصا ،فإنها تعد مصالح وحقوقا شرعية ؛
ألنها ال تخالف الشريعة.
وما في هذه المواثيق واالتفاقيات مما يخالف الشريعة هومنآثار اخالف المرجعية
الني تحكم الحقوق ،فالمسلم يرجع إلى مرجعية إلهية قائمة على وحي يرشد عقل
اإلنان ،ويقوم نظره ؛ ليستفيد من المصالح والمنافع في حدود ما نهت عنه الشريعة،
بينما الحقوق في المواثيق الدولية قائمة على مرجعية بشرية يحكمها عقل محض يستند إلى
الحق والقانون الطبيعي.
***
٠٢٨٠
حقوذاإلنسان ه
٠٢٩٠
نم ٦
الوحدهالثالئت
حق|سه
آل ر
حقوى اإلنسان ه
عليه إزالة لوجود اإلنان بالكلية ،مما يعي فناء جميع الحقوق االخرى الموقوفة على
وجوده ،وسوف نستعرض في الفقرات التالية منزلة هذا الحق في اإلسالم والمواثيق
المعاصرة وما يترتب على إقراره منآثار.
أوال ح عناية اإلسالم يحق الحياة ح
هذا الحق قد اعتراه قبل اإلسالم الكثيرمن االنتهاك واالختالل ،فكانت بعض
التشريعات تجيز قتل األرقاء ،وكان لألب في الجاهلية حق وأد البنات ،وغيرها من
االنتهاكات.
ولما جاء اإلسالم متح حق الحياة ليس لإلنان فحب ،بل منحه لكل
الكائنات ،وجعل را مكانة عظيمة ،حتى إن اإلسالم ليوجب لمن اعتدى على حق
حيوان بغيرحق النار ،كما جاء في قول النبي ا( :دخلت امرأة النار في هرة
ربطتها ،فلم تطعمها ،ولم تدعها تأكل منخشاشاألرض)( ،)١ولذاعد الفقهاء
حفظ النفس البشرية مقصدا من مقاصد الشريعة الخمس الكبرى ،وهو ما يعني :
مراعاة حق النفس في الحياة والعالمة والكرامة والعزة(.)٢
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب بدء اخللق ،باب :خص من الدواب فواسق ،يقتدن يف احلرم ،رقم ()١
( ،)٣٣١٨وملم ،كتاب السالم ،باب :حترمي قتل اهلرة ،رقم (-)٢٢٤٢
٠٣٢٠
حقوذاإلنسان ه
ويعد حق الحياة مكفوال بالشريعة لكزًا إتان ،ويجب على سائر األفراد أوال،
والجتمع ثانيًا ،والدولة ثالثًا ،حماية هذا الحق من كزًا اعتداء ،وم يحفظ اإلسالم حق
الحياة للمسلم فحسب ،بل حفظ ،أيهتا حياة غير المسلم؛ فاالعتداء على المسالمين من
ه ونحشه كاالعتداء على المسلمين ،وله سوء الجزاء في الدنيا أهل الكتاب هوو
متكامال في تعظيم الدم والتشديد فيه ،ويتضح ذلك من "خالل ما يأتي :
- ١الوعيد الشديد على جرية إراقة الدم:
فقد قال تعالى ،في شأن قتل المسلم < :ومن تعتوح مسا متعبدا ذجزآؤهو جهنم
حديدا فيفا ؤعضب آ! علته ذلعقدو ؤأعئ له و عدابا عفإيبا يح (الناء )٩٣ :وأطلق ،سبحاذه،
في قتل كل نفس ،ولو كانت كافرة بغير حق ،فقال < :زآلذين ال كئ عورى.ع ًالله اندها
؛ز حر ذال يقتفون ًالقتس آنى مم آ! إال بألحفي ذال كروئدتج ذنن يععزح د ,نك تتق ًادا ى ٠
يضعف لة آلعناب يوم آلبتحكة ؤمخلذ قيهء مهاائ يح (الغرقان ،)٦٩ — ٦٨ :وعن ابن عمر
^{ أن رسول الله فة ،قال( :من قتل معاهدا ثم يرح رائحة الجنة ،وإن ريحها
توجدمنمسيرةأربعينءاائ)( ،)٢وعنه قال :قالرسواللله( -.٠لن يزال المؤمن
في فسحة من دينه ما ثم يصب دما حراما) .
انظر :حقوق اإلنسان بني تعاليم اإلسالم وإعالن األمم املحتدة ،د .حممد الغزايل ص (.)٤٦ ()١
أخرجه البخاري ،كتاب اجلزية ،واملوادعة ،باب :إمث من قتل معاهدًا بغريجرم ،رقم(.)٣١٦٦ ()٢
أخرجه البخاري يف الصحيح ،كتاب الديات ،باب :قول الله تعاىل < :ؤس يقنت حزمنا ئعنددا جنزآؤهر خلهنئ يح = ( )٣
-٣٣-
حقوى اإلنسان ه
- ٤تخريم كل فعل يؤدي إلى اإلضرار بحياة اإلنسان كما قال تعالى < :وال كعوا
ئذرليغم و(ياهم وال قفرائ ًالئؤجثل م $طير ٠ئها ؤ<تا يزبى وال قفوئا ًالئذزبى آلى
وم ًا! ,إال آلئقأ يح (األنعام ،)١٥١ :ولعظم حرمة الدم كان أول ما يقاضى عليه
=(اكاء،)٩٣:رقم.)٦٨٦٢(:
متفق عليه ،أخرجه البخاري يف صحيحه ،رقم( ،)٦٨٧٤وملم ،رقم ( ،)٩٨عن ابن عمر عن النيب ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب الديات ،باب :قول الله حتاىل ^:ؤمن تفئن موبائ ككعندا كزآؤهر خلهئنئنيح ()٢
(الذساء ،)٩٣:رقم ،)٦٨٦٤(:وملم ،كتاب القامة واحناربني ،باب :احلازاة بالدماء يف اآلخرة= ،
-٣٤-
حقوذاإلنسان ه
جاء الوعيد الشديد في حق من قتل نفه ،كما في حديث أبي هريرة > أن النبي
ا( :من قتل نفه بحديدة فحديدته في يده يتوجًا بها في بطنه في نار جهنم خالدا
مخلدا فيها أبدا ،ومن شرب سما فقتل ذغهفهويتحاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها
أبدا ،ومن تردى منجبلفقتلذغه فهويتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)(.)١
ج -تحريم اإلجهاض :اتفق الفقهاء على تحريم التعرض للجنين بعد نفخ الروح
فيه ،وبعد مرور أربعة أشهر؛ ألنه حينها يكون إتانًا ،فاالعتداء عليه اعتداء على
نفس بالحق ،والحد الذي ينفخ فيه الروح حد شرعي ال يعرف من خالل الحس أو
البحثت التجريبي.
إن الفكر المادي ال يؤمن بوجود روح لإلنان؛ ولجذا ال يميز بين الجنين في أيامه
األولى ،والجتين حين يبلغ تسعةأشهر ،رس الحروج ،فيجعل من حق المرأة في
كل حين أن تسقط جئينها ،وتعتدي على مولودها ،وهذا اعتداء صارخ على حق
إنان بال حق ،ال جريرة له إال أنه ضعيف عاجز عن المطالبة بحقه.
د -إباحة اتحظورات محافظة على حق الحياة :فلمكانة الحياة في اإلسالم يباح
اوتكاب اتحظورات الشرعية إذا حشي ضرر على حياة اإلنان ،فالجائع إذا خشي على
نفه الهلكة جاز أن يأكل من الميتة الني حرمها الله( ، )٢كما قال تعالى < ونن آخز ئ
=رقم(٠)١٦٧٨
متفق علببه ،أخرجه البخاري ،كتاب العلب ،باب :شرب السم والدواءبه ،رقم ( ،)٥٧٧٨وملم ()١
— واللفظ له — كتاب اإلميان ،باب :غلظ حترمي قتل اإلنسان نفسه ،وأن من قتل نفسه بشيء عذب به يف
-٣٥-
حقوى اإلنسان =
ه -وضع عقوبات شرعية على القتل :فال تكتفي الشريعة بتحرم العتل،
وبيان الجزاء المترتب عليه في اآلخرة ،بل ثم جزاءات دنيوية وعقوبات شرعية تختلف
بحسب حجم الجرية ،فالقتل العمد يجب فيه القصاص أو الدية؛ لقول الله تعالى:
< يً٢اها آلبين؛ 1تثوأنيي حكلم ًالقعضا ص ئ آلئى آئر م ونحن ص وألحى يآألحى
نس عغئ له; من أخيه اغئ؛ نآيباغ يآلنئروفب ؤأذآ؛ إلته بزحسن يح (١لبقرة ،)١٧٨ :والقتل
شبه العمد تجب فيه على القاتل الكفارة بصيام شهرين متتابعين ،ودية مغلظة إلى أهل
سا حعا المقتول ،وفي قتل الخطأ تجب الدية والكفارة ،كما قال تعالى< :ؤ ون نئل
نئخرير زوه ملمعه ؤديهل يئئئه اق ًاهلهت إالأن يضدقوأ يح (١لذاء ،)٩٢ :فهذا حكم وسط
حافظ على حق اإلنسان ،رثم ياو بين قاتل الخطأ وقاتل العمد؛ الخالفهم في قصد
اإلجرام.
شبهة ،والرد عليها:
إن الكثيرمن القوانين الغربية تغفر من عقوبات القصاص ،رتدعي أن فيه وحشية
وشوة ،وتبدل بها السجن المؤبد ،وربما أضافت معها األعمال الشاقة ،فهل قتل
اإلنسان قصاصًا مناف لخقوق اإلنان؟
-أن القصاص في الحقيقة هو أعظم ضمان لحق اإلنان ،وليى فيه أي انتهاك
لحقه ،بل هوحياة كماقال الله تعالى^ :ؤم,فىًالبطاص حةوآضًا}لتبئشغم٠
كفون يح (البقرة ،)١٧٩ :فأولو العقول يدركون أن القصاص حياة؛ ألنه ،وإن كان في
٠٣٦٠
حقوذاإلنسان ه
الظاهر قتال لإلنان فأنه في الحقيقة حياة للمجتمع ،فحين تطبق هذه العقوبة الشديدة
فإنها تحمي بقية أفراد الجتمع من تهاون بعض الناس في القتل ،فحين يعلم القاتل أن
سيقتل فإنه سيرتدع عن التفكيرفي هذه الجرية(.)١
-أن ادعاء القسوة في القصاص يأتي من تركيز النظر على الجاني دون التفكيرفي
الجي عليه الحالي ،وال من يتهددهم الجاني وأمثاله من أفراد الجتمع ،فهذه الرحمة
والشفعة بالجاني في غيرمحلها ،وهي مجانفة للعدل؛ إذ العدل هنا أن يقتل الجاني كما
نظرا إلى أهمية هذا الحق ،رإلى ما جرى في التاريخ المعاصر من حروب طاحنة
أبادت سديين من الناس ،حرصت مواثيق الحقوق الدولية على تعرز حق الحياة،
ومنع كل صور االعتداء عليه ،فنصفي اإلعالن النهائي لحقوق اإلنسان على أن «لكفي
فرد الحى في الحياة والحرية وسالمة شخصه» ،وذصت المادة ()٦من العهد الدولي
للحقوق المدنية والسياسية ،على أل« :الحق في الحياة حق مالزم لكل إنان ،وعلى
القانون أن يحمي هذا الحق ،وال يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا» .
انظر :حقوق اإلنسان بني الشريعة والفكر القانوني الغربي ،د .حممد فتحي عثمان ص (. )٦٧ ()١
حقوقنا اآلن وليس غدا «املواثيق األساسية حلقوق اإلنسان» ،لبهي الدين حسن ،وحممد السيد سعيد ()٢
ص ( ،)٥١وسس8؛ع^6ال0٠ك3٢/اج.0٢آلال٠://^^1غ).
-٣٧-
حقوى اإلنسان ه
وهع وجود العناية «النظرة» على حفظ حق الحياة ،ورفض االعتداء عليه من
جمع المواثيق والمؤسات والنظم الدولية ،إال أن االنتهاكات العملية لهذا الحق ما
تزال مستمرة ،ولم تنجح هذه المواثيق في رقفها ،فهناك اختالل كبيربين التأصيل
النظري لهذه الحقوق ،والجانب العملي التطبيقي لها ،السيماحين يتعلق األمر بغير
اإلنسان الغربي ،وما االحتالل الصهيوني لغلطين والحروب الني تقام فيًاكثرمن
بقعة من العام اإلسالمي إال مظهر من مظاهر التمييز بين صيانة حق اإلنسان في الحياة
في الدول الغربية وهدره في غيرها.
***
اس1ءشالال٠ةاسوسعاالءتداءءس
اإلنسان مصان ،ال يجوزألحد أن يتعرض له بضرر مادي من ضرب أوقطع أوإيالم
بأي وسيلة كانت ،وال ضرر معنوي بشتم ،أو قذف ،أو غيبة ،أو غيرها.
وقد أوجدت الشرعه منظومة من األحكام تحفظ هذا الحق ،وتجازي من يعتدي
عليه ،فمن ذلك:
- ١النصوص الشرعية في حرمة دماء اتحلمين وأعراضهم وأموالهم.
لقد حرم اإلسالم الماس بالكيان المادي أو المعنوي لإلنان على حد سواء ،ولو
-٣٨-
حقوذاإلنسان ه
كان بأذى خفيف ،كجرح يسير ،أو نظرة إنقاص ،أو كلمة مقيتة ،ومما يشهد لذلك
قول النبي ا( :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)( ،)١فقد دل الحديث على
أن إيذاء المسلم من نقصان اإلسالم ،وأن اإليذاء ضربان :ضرب ظاهر بالجوارح،
كاالعتداء على بدن اإلنسان أر ماله ،وضرب باطن ،كالحسد ،ول لغل ،والبفضى،
والحقد ،والكبر ،وسوء الظن ،والقوة ،ونحو ذللن ،فكله مضر بالمسلم مؤد له،
،ويؤكد هذا المعنى ما جاه في قوله ((وقد أمر الشرع بكف النوعين من اإليذاء))
ا( :يا معشر من قد أسلم بلسانه ،وم يقض اإليمان إلى قلبه ،ال تؤذوا المسلمين،
وال تعيروهم ،وال تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته،
ومن تتبع ١للهءورتهيقضحه ،ولوفي جوفرحلة)( ،)٣وقوده( :إن الله-تبارك،
وتعالى-قدحرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إال بحقها)( ،)٤وقوله( :ال
يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) (ه).
وقد بالغ الشرع اإلسالمي في صيانة الجانب المعنوي من كيان اإلنسان حتى إذه
رئب عقوبة على من ادعى على إنان محترم الزنا ،فيما يعرف بعقوبة «جريمة
القذف» ،وهي جرية ءس وجدان اإلنان وشرؤه ،فمن اتهم إنسانا بالزنا أو نغى
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب اإلميان ،باب :املسلم من سلم املسلمون من لسانه ويده ،رقم (، )٩ ()١
أخرجه الرتمذي ،كتاب الربوالصلة عن رسول الله ا ،باب :ما جاء يف تعظيم املؤمن ،حديث رقم ( )٣
أخرجه البخاري ،كتاب احلدود ،باب :ظهر املؤمن دى اال يف حد أو حق ،رقم (ه.)٦٧٨ ( )٤
أخرجه أبوداود ،كتاب األدب ،باب :منيًاخذ الشيءعلى املزاح ،رقم(٠٠٤ه). ()٥
-٣٩-
حقوق اإلنسان ه
نسبه من أبيه ناله الجزاء ١لو١رد في قوله تعالى < :ولدين يرمون $لثخضتدت دم لز يأتوا
بارغؤ ٣ذآء قاحبذوهز ينبئن حنذًا ؤأل دثنوأ حم مبمذه ًابداج ؤاؤليك هم آلهنسعون يح
(النور٠)٤ :
— ٢مشروعية القصاص في االعتداء على الجمد :
الجاني دون حيف ،أو دفع الدية المقررة شرعا ،أو المال الذي تقرره حكومة العدل،
قال تعالى < :ؤي عتهم ق٦آ ًان 9لئئمق بآلئتمي ؤًالئقتع $لعةن و ألنك ياألنغي!
ذآألددئ يآألذن ؤًالبذ يلكن ؤآلجروح يضغ صه يح (المًائدة ،)٤٥ :وقال تعالى$ < :لئأر
ًالجرام $لبمذً٠الخراص وئرمكت يضغص ٦وثرذ آغئذئ عتحكم قآعئذوأ ■غته يثئفي مذ آغئذئ
ظذكمهه(البقرة.)١٩٤:
من صورالعقوبة في الشريعة والقانون الجن ،وهي عقوبة ضرورية يلجأ إليها
عند الحاجة ،إال أنها لما كانت مظنة االعتداء على الجسد صانت الشريعة حقوق
السجناء ،ويمكن أن نشير هنا إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق اإلنسان في المملكة العربية
العودية أصدرت نشرة تعريفية لحقوق السجناء والسجينات وواجباتهم عام
١٤٣٣ه ،وهي حقوق موافقة للشريعة اإلسالمية ،ونصت عليها األنظمة واللوائح
التعليمية المعمول بها في المملكة العربية العودية ،ومن أهم تلك الحقوق :
.٤..
حقوذاإلنسان ه
-٤١-
حقوى اإلنسان ه
٠٤٢٠
نم ٦
الوحدة الرابعة
حواسرية
آل هم
حقوى اإلنسان
تدور دالالت الحرية في اللغة العربية حول معاني الخلوص من العوارض المشينة
الني كعفر طبيعة الشيء الذي تخالطه؛ ولذا جاء فيمعناها(( :الخلوص من الشوائب،
أوالرق،أواللؤم))(.)١
وأما معنى الحرية في الفكر الوضعي فهي :مجموعة حقوق للغرد والجماعة محمية
قانونيًا تجاه الدولة وسلطتها".
والواقع أن مدلول كلمة الحردة في مجال حقوق اإلنسان يضيق كثيرا عن معناها
اللغوي؛ إذ ال وجود للحردة المطلقة في هذا العالم ،في ضوء األحكام الدينية ،وال
الرؤى الفلسفية والنظم القانونية ،فالحردات -بوجه عام-ال يمكن أن تمارس إال في
مجتمع آمن ومستقر ومستتب .واستقرار الجتمع واستتاب أمنه يتطلب التوفيق بين
المتطلبات المختلفة ألفراده الذين يتشاركون فيه ،وادي تتنوع وفثا لتنوع مشاربهم
وأمزجتهم؛ ولذا ال يمكن االعتراف مجردة عامة ومطلقة؛ ألنها تستلزم الصدام
والدمار؛ وإنما هي حرية نسبية تتوقف عدى مدى توافقها ومتطلبات اتجتمع ؛ فببتعين
التوفيق بين حرية ومتطلبات اتجتمع وبين الحريات العامة والنظام العام ،وهنا ال يمكن
االستغناء عن األحكام الني تضبط هذا التوفيق ،وال عن السلطة ازني تعمل على تنفيذ
هذه األحكام بحجة أن األحكام تمارس تحجيرا على الخردات^ ؛ أي :أنها تحدد لها
انظر :مشكلة احلرية يف اإلسالم ،جلميل مليلة ( ،)١٩ومفهوم احلريات ،حلمن أبو سرة ص (.)١٩ ()٢
انظر :احلقوق واحلريات العامة يف الدساتري العربية والفقه والقضاء والشريعة اإلسالمية ،لعبد العزيز حممد ()٣
-٤٤-
حقوذاإلنسان ه
والحريات ،يكون للشخص حرية الحركة داخلها من دون أن تفرض عليه إال القيود
القانونية ،وتكون الحدود القانونية مقيدة بحيث ال تتجاوز ما هو ضروري لتحقيق
المصلحة الكلية العامة ،فالحوية محكومة بالقانون ،فال حرية بال قانون؛ ألن ذلك يعي
حالة من الفوضى ال يتحقق لإلنان فيها حردة ،والقانون محكوم بالحرية ،فال يحق
للقانون أن يقيد حويات الناس إال بما هو في م-صلحة حرياتهم ،وال يتجاوز ما هو
ضروري لصيانة حقوقهم.
اذظر:ءنارة،جلونسيتوارمتلص(.)٢. ()١
-٤٥-
حقوى اإلنسان ه
-٤٦-
حقوذاإلنسان ه
وتعريفها في الئظم الوضعية ،فهي في اإلسالم تعي :المكانة العامة الي يقررها الشارع
لألفراد ،بحيث تجعلهم قادرين على أداء واجباتهم ،واستيفاء حقوقهم ،واختيار ما
يجلب المنفعة ،ويدرأ المفسدة دون إلحاق الضرر باآلخوين .
إذا اتضح الغارق في الحرة بين المفهوم اإلسالمي وغيره ،تبين لنا أن الحرة في
اإلسالم خاضعة لحكم الشريعة ،وحين نستقرئ أحكام الشريعة نجد أنها تدور حول
خمسة أحكام تكليفية هي ( :الواجب ،وانحرم ،والمكروه ،والمستحب ،والمباح) ونجد
أن الدائرة األوسع من هذه األحكام هي دائرة اإلباحة ،وهي تعي أن للمكلف حرة
االختيار بين الفعل والترك ،ومن رصة الله وسعة الشريعة أن هذه اإلباحة هي الدائرة
األوسع في الشريعة؛ ونجنا فانحرمات مفصلة في الشريدة ،أما المباحات فلي٠ت
مفصلة؛ ألنها هي األصل ،وال يمكن حصرها ،وال ذكر تفصيالتها ،فما م يحرم في
الشريعة فهو مباح ،كما قال تعالى < :ؤوت عصل لخم ائ حرًا عليكم اال تا آصلمردر إلتي يح
(األنعام.)١١٩ :
وعن ابن عباس { ،قال( :كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ،ويتركون أشياء
نبيه هه ،وأنزل كتابه ،وأحل حالله ،وحرم حرامه ،فما تقذرا ،فبعث الله
أحل فهو.الل ،وما حرمفهو حرام ،وما سكت عنه فهو عفو ،وتال<:شالا جت
انظر :مفهوم احلرية دراسة تأصيلية ،لعلي ؤن حسني فقيهي ص (.)١٤ ()١
أخرجهأبو دود ،كتاب األطعمة ،باب :ما مل يذكر حترميه ،رفم( ،)٣٨٠٢وصححه األلباني. ()٢
٠٤٧٠
حقوى اإلنسان ه
بالفعل؛ ألنه يحقق مصلحة اإلنسان في دينه أو دنياه ،والحرمات تمنع الثخعر من فعفي
يضره في دينه أو دنياه.
فمنحقاالنسانأنيأكل ،أويثرب ،أويلبس ،أويتنقل ،أويتكلم ،مادام
ذلك في حدود اإلباحة ،وهي دائرة واسعة جدا ؛ فإن وصل األمر إلى حدود الواجبات
والحرمات ،فإن مصلحة اإلنسان في منعه مما يضره ،أو إلزامه بما ينفعه ،وهو خيرله
من إطالق حردته فيما يحرمه من مصالح فعل الواجبات ،أوترك الحرمات.
فمنهج اإلسالم في الخرئة منهج وسط بين منهج توسيع الحريات من دون إلزام
بواجبات أو محرمات الذي يحقق مصالح الخرئة في اإلباحة ،ويفوت مصالح الواجب
والحرم ،ربين منهج توسيع المنع ،واإليجاب ،فيحرممنمعًالح الحرئةفياإلباحة.
***
٠آل٠
حقوذاإلنسان ه
تقدم الكالم بشكل كلي عن الحرية في اإلسالم ،وحان الكالم بشيء من
التفصيل الستبانة أوجه العة في الخردة في اإلسالم ،وفيما يأتي نماذج من الحريات
األساسية في اإلسالم :
(البقرة ،)٢٥٦ :ولذا ثم يكره النبي ا اليهود في المدينة على تغيير عقائدهم ،وال
نصارى تحران ،وال غيرهم ،وسار على ذلك خلفاؤه الراشدون من بعده ،فكانوا إذا
فتحوا بلدة تركوا أهلها على عقائدهم ،فلم يكرهوهم على تغييرها ،فعاش في كنف
اإلسالم بسبب ذلك عقائد وأديان مختلفة ،وبقوا في رصة اإلسالم حتى كان ذلك
سببا في دخول أكثرهم في اإلسالم لما رأوا من عظمة هذا الدين وساحته وسمو
شرائعه.
إن حردة االعتقاد في اإلسالم ال تجعل للمسلم حردة تغييردينه ،فيجهر بمايخالف
اإلسالم ،أو يتقل إلى أي دينآخر ،فالشريعة تجرم ترك االسالم ،وتلزم المرتد
بالرجوع عن ردته أو إيقاع عقوبة القتل عليه ،كما روى ابن عباس { أن رسول
-٤٩-
حقوى اإلنسان ه
الله ا قال( :من بدل دينه فاقتلوه)( ،)١فحرة المسلم تختلف عن حرة الكافر؛ فإن
منحق١لكافرأنيبقىءلىديذه ،ويمارمرشعائره ،ويفعل ما يراءمباحًا ،ولكن
اإلسالم مصون عن التالعب والتشوش على العامة؛ فمن حق غيرالمسلم أال يدخل
في اإلسالم إال أنه حين يختاره بكامل حريته فليس له التالعب به ،وهذا ال يختلف عن
حماية سائر الجتمعات أمنها ومبادئها.
الرأي:
- ١الرأي المدروع:
يثمل الرأي المشروع الواجب رالمستحب ،وهذا الرأي يعلو عن كونه مجرد رأي
لإلنان الحرية في التعبيرعنه إلى كون التعبيرعنه مطلوبًا شرعًا ،وتركه مخالفة أو
وكالدعوة إلى اإلسالم ،وإلى فضائل األعمال ،فكل هذه اآلراء هي نشر ألمر مشروع
في اإلسالم ،فهي مما يحمد ،وئحئ عليه ،وليت مجرد حق أو حرية خاصة ،فمنعها
أشد من منع حرة الرأي؛ ألن منعها محادة لله ورسوله.
أخرجه البخاري ،كتاب اجلهاد والسري ،باب :ال يعذب بعناب الله ،رقم (.)٣,١٧ ()١
..ه.
حقوذاإلنسان ه
-٢الرأي المباح:
يثكل الرأي المباح الماحة األوسع من اآلراء ،فاألصل عدم التعرض ألي رأي
يعد من األمور المباحة ،واليمغمنذلك ،وكما سبق ،فإن المباح هو األوسع دائرة في
الشريعة ،وإنما قد يمتع بعض اآلراء إن ثبت حقيقة أنه مضر بالمصلحة العامة.
-٣الرأي الحرم..
الرأي الحرم هو الرأي المصادم ألحكام الشريعة ،مثل ألتحلق بكلمة الكفر ،أو
الدعوة إلى ترك دين االسالم ،أو نشر البدع والضالالت ،أو نشر الفواحش والرذيلة،
أو ما فيه شئتم واعتداء وأذية بغيرحق ،أو التحريض على األفعال الني تضر م-صلحة
الجتمع ،فهنا رأي محرم ال تثمله حرية التعبيرلما فيه من الضررالغردي أو الجماعي،
والقاعدة أنه "ال ضرروال ضرار" ،والضررالمتعلق بدين الناس أعظم من الضرر
المتعلق بدنياهم؛ وألجل هذا كان من أعظم واجبات الدولة في اإلسالم :حفظ
الدين ،ومن حفظ الدين منع ما يناقض قطعياته.
ويجب التنبيه هنا إلى الغرق بين الدعوة إلى ما يناقض االسالم مما ال حرية فيه ربين
طرح األسئلة والبحث عن الحق ،فمن يريد أن يبحث عن الحق فيسأل باحثًا عن
الحق ،أو يتثكل عن بعض القطعيات الشرعية ،فالجال هنا متع ،وال بعد فعلهم
جرية؛ ألن الله تعالى قال < :ؤال فئدلوًا ًاهزة $لكتبب اال ياى هـئ احسن يح
( العنكبوت ،)٤٦ :ومن لوازم الجدال أن يتكلموا ،ويسوقوا أدلتهم ،كما كان الني
ا يتمع ألسئلة اليهود والمشركين ،ويجيب عنها ،فعن أذس بن مالك قال :بينما
نحن جلوس مع الني ٠في المسجد دخل رجل على جمل ،فأناخه في المسجد ،ثم
عقله ،ثم قال لهم :أيكم محمد؟ والذي ا متكئ بين ظهرانههم .فقلنا هذا الرجل
-٥١-
حقوى اإلنسان
األبيض المتكئ .فقال له الرجل :ابن عبد المطلب ،فقال له النبي ا( :قد أجبتك)
فقال الرجل للنبي ا :إني سائلك فمشدد عليك في المسألة ،فال تجد علي في
نفك .فقال( :سل عما بدا لك)( ،)١بل إنه وصل الحال في حرية السؤال أن يأتي
رجل إلى النبي ا فيقول له ائذن لي في الزنا ( )٢وال يعاقبه الرسول ا.
وكانت عائشة - ٠سأل النبي ا عما يشكل عليها كما قال عنها ابن أبي
. مليكة :كانت ال تمع شيائً ال تعرفه إال راجعت فيه حتى تعرفه
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب اإلميان ،باب :ما جاء يف العلم،رقم ( ،)٦٣ومل ،كتاب اإلميان، ()١
أخرجه أصد يف املسند ،رقم ( ،)٢٢٢٦٥وقال حمققه(( :إسناده صحيح ،رجاله ثقات ،رجال الصحيح)). ()٢
أخرجه البخاري ،كتاب العلم،باب :دن سع شيائ فراجع حىت يعرفه،رقم(.)١,٣ ()٣
٠٥٢٠
نم ٦
الوحدذ٠اسة٠
حقالعدلوالمساواد٠
آل ر
حقوى اإلنسان
العدلوالمسطواذ٠فىاإلسالم
أوأل :العدل في اإلسالم:
أنزل الله في محكم كتابه آيات كثيرة في شأن العدل ،فأمر الناس كافة ،فقال < :إن الله/
نامر $لعدل وآالحسي يح (التحل ،)٩٠ :وأمر به نبيه اه فقال < :ؤش ة؛ مدت يتآ ا نزل
ًالله ين تكئى ؤامرت }غدل بيتحكم يح (الشورى ،)١٥ :وألن العدل يتأثر بدافع الحب
والبغض ،أمر ،سبحاذه ،به مع القريب والبعيد والصديق والعدو؛ فقال < :ؤإدا ق
$غداًا ؤلؤ ة 1ن دا قرئ يح (األنعام ،)١٥٢ :وقال < :نقانا آلئييدى ة؛ متوا موتحًا
وؤامئرى لله ال٣تآة - (9$ت ط ؤأل بجكرييت 6م قت٤ان وؤك غئ ًاأل كئدلواج آغدلؤأ هو ًاوب
يلئعؤئ يح (المائدة ،)٨ :أي (ال يحطنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم ،بل استعملوا
وقد أكدت النة المطهرة ما جاء به القرآن الكريم من األمر بالعدل ،فقال به النبي
٠رحكمبه ،وحث عليه ،فقال( :إن المقسطين عند ١للهءلى منابر من نور ،عن
يمين ١لرحمنوكلتا يديه يمين:الذينيعدلونفيحكمهموأهضموماولوا)(.)٢
أخرجه مسلم ،كتاب اإلمارة ،باب :فضيلة اإلمام العادل ،وعقوبة ا جلائر ،واحلث على الرفق بالرعية، ()٢
-٥٤-
حقوذاإلنسان ه
ا! غيلم إللج <الحجرات .)١٣ :وفي ذلك يقول الذي < ٠٠٠يا أيها الناس ،أال إن
انظر :املسلمون بني العلمانية وحقوق اإلنسان الوضعية ،د .عدنان علي النحوي ص <.)٣٦٠ <>١
انظر :النظم السياسية ،لثروت بدوي ص<<٣ه٣٤-ه> ،والقانون الدستوري ،لعثمان خليل ص<١٣٩ <>٢
-٥٥-
حقوى اإلنسان ه
ربكم واحد ،وإن أباكم واحد ،أال ال فضل لعربي على عجمي ،وال لعجمي على
عربي ،وال أصرعلى أسود ،وال أسود على أصر ،إال بالتقوى)^.
إذا تقرر أن التفاضل يرجع لما يتحلى به الغرد من الكماالت والقدرات الزائدة
على أصل فطرته اإلنسانية ،فإن من العدل ترك المساراة أحيانا؛ فمن اجتهد ،وحعتل
من المعارف والكماالت ما ثم يحصله اآلخرون ،كان في تسويته بهم ظلم له ،بل ظلم
للمجتمع عند إسناد ما يحتاج تلك المزايا من األعمال لغيره.
مظاهرالعدلفياإلسال«أ
يتميز العدل في اإلسالم بعدم اقتصاره على جانب معس من جوانب الحياة ،على
خالف العدل في القانون الوضوي المعاصر الذي ينحصر في باب القضاء ،فالعدل في
اإلسالم شامل لكل جوانب الحياة ،فالحلم مطالب بالعدل والماواة في النظام
االقتصادي واالجتماعي والسياسي.
-٥٦-
حقوذاإلنسان ه
فالكل خاضع ألحكام الشريعة على حد سواء ،ال فرق بين شريف ووضع ،وال أمير
ومأمور .ويدل على عمق هذا المفهوم في اإلسالم حادثة شفاعة أسامة بن ريد» في
المرأة المخزومية الني سرقت ،فعن عائشة ٠أن قديتا أهمهم شأن المرأة المخزومية
الني سرقت فقالوا :ومن يكلم فيها رسول الله ا؟ فقالوا :ومن يجترئ عليه إال
أسامة بن ريد ٠حب رسول الله -ا؛ ،فكلمه أسامة .فقال رسول الله ا؛؛ :
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب احلدود ،باب :كراهية الشفاعة يف احلد إذا رفع إىل السلطان ،رقم (>١
( ، >٦٧٨٨ومسلم ،كتاب احلدود ،باب :قطع السارق الشريف وغريه ،رقم (.> ١٦٨٨
-٥٧-
حقوى اإلنسان
ونصت المادة العاشرة على أة« :لكل إنان على قدم الماواة التامة هع اآلخرين الحق
فيأنتذظرقضيتهمحكمةم٠تقلةومحايدة ،نظرا منصعا وعلبنا ،للفصل في حقوقه
. والتزاماته وفي أية تهمة جنائية توجه إليه))
وقد أرست الشريعة نظام العدل في اإلسالم على مبادئ سامية ،أبرزها ما يأتي :
- ١مبدأ الشرعية «ال جرية وال عقوة إال بنص» :يعد هذا المبدأ من أشهر
المبادئ القضائية ،والمقصود منه أن اإلنسان ال يجرم بشيء إال بعد أن ينص الشرع على
تجريمه ،حتى يكون الحكم معرونا للناس جميائ ،وال يكون التجريم تابائ لألهواء
واألمزجة ،وحتى يكون النظام متعانا عن شخصية من يحكم به؛ ولذا قال تعالى:
< وا متما ئثذس حى كبعك رسوال يح (االراء ،)١٥ :فاألصل في الشريعة اإلسالمية ءو
أن استحقاق العقاب متوقف على سبق اإلنذار به ،وأن من يرتكب فعتا ،أو يسلك
سلوغا ما ،ال يعاقب على هذا الفعل أو السلوك إال إذا كان قد سبقه نص تشريعي
— ٢مبدأ «شخصية العفوية» :وهو أن تقتصر العقوبة على شخص المخطئ فقط
دون سواه؛ وهوأصزمعتبرشرعا ،لقوله تعالى( :كقاضي٠مماككت رجس ه (الطور:
كعك
،)٢١وقوله < :وال دزؤؤار وزر احزئ ه (اإلسراء :ه.)١
—٣مبدأ «اآلصل براءة الذمة» :ويعني أن يبقكه المتهم على أصل البراءة قبل
النطق بالحكم ،فال يجوز عقابه ما لم تثبت عليه الجرممة؛ ولبذا قال النبي ( ٠لو
بن حممد املختار الشنقيطي (/٣ه٩ه)٠ انظر :أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن ،حنمد اال ()٢
-٥٨-
حقوذاإلنسان ه
نكئنها وه ة|ثلم أله (البقرة ،)٢٨٣ :ونهي النبي ا عن شهادة الزور بقوله:
(أال أنبئكم بأكبر الكبائر ثالائ؟ اإلشراك بالله ،وقتل النفس الني حرم الله إال بالحق،
أال وشهادة الزور ،فما زال يكررها حتى قلنا :ليته سكت)(.)٢
-٦مبدأ «تعلق القضاء بالظاهر» :فالقاضي يحكم بحسب البينات اذني تظهر له،
أما حقيقة األمر فموكول العلم بها إلى الله سبحانه ،والعمل بها موكول إلى ضمير
المتخاصمين ،رهما مسؤوالن عنها بغض النظر عن الحكم الصادرفي القضية ،وهذه
الضمانة خاصة بالتشريع اإلسالمي ،ال تعرفها القوانين الوضعية ،فالقانون الوضعي
ال يعرف ظاهرا أو باطائ.
***
أخرجه مسلم ،كتاب األقضية ،باب :اليمني على املدعى عليه ،رقم (.)١٧١١ ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،باب :عقوق الوالد!ن من الكبائر ،رقم ( ،)٥٩٧٦ومسلم، ()٢
-٥٩-
حقوى اإلنسان
مغالهرالمساواةفي,إلسالم
الجند والجتمعات العربية في الجاهلية^ ،وأقر اإلسالم مجموعة من المبادئ العادلة تلفي
كل تمييز بين الناس على أساس اللون أو اللغة أو الجنس ،وأهم هذه المبادئ ما يأتي
- ١قرر اإلسالم أن الناس جميائ مخلوقون من أصل واحد هو التراب < ،ؤآع
-٤لميجعل اإلسالم التفاوت في المعاملة بين البشر على أساس الجنس أو اللون
أو ١لالن ،بل على أساس الكماالت الفية واألخالق والعمل اذصالح القائم على
اإليمان بالله ،فالطبيعة البشرية واحدة ،وما يكون من اختالف فهو ألمور عارضة
كتأثيرالبيئة ،وعدم إتاحة الفرصة للبعض أن يكمل نفه ،وحارب اإلسالم التفاوت
في المعاملة على غيرهذا األساس ،كما في قوله تعالى < :نهاهاسا خلتتؤسر
انظر :التغرقة العنصرية ،فتاوى دار اإلفتاء املصرية ،للشيخ عطية صقر(.)٣٨٢/١, ()١
ؤأتلى ؤخفتم لموئى ؤويآيق يقتاذنؤله (ن صال عتت ا! 1تقذًاكلم (ن ا! غتلم ختر ه
يتأيهو ائتاموروع ق زسول الله اكتفلم جميعا يح (األعراف ،)١٥٨ :ويقول تعالى < :قيازن
الدى زل اللزق ن غق غندب لتخون لشتجت كذيرا يح (العرفًان ،)١ :فهاتان اآليتان
مييرا ونا يح (الناء ،)١ :ويقول < :ؤما مان بثون ؤال مؤيتؤ ادا قطى ا! ؤزسولذن ًامرا
ًان نخون لهم الخهزه بن ًامي,جلم ؤس نفعي ا! ؤزسولذو نقذ صلح صتئال تبدائ يح (األحز١ب :
،)٣٦وساوى االسالم بين الناس في الثواب والعقاب ،أيضا ،فنظر إلى جذس العمل
ال إلى جنس العامل ،قال تعالى < :بن غبق ضبحا بن دم أن انى ؤهو بوبن
علتخًاحييتهو حتوه طهيه ؤلئجرتتقز أجرهم بأحسن با دفانوا نفثتوذ يح ( النحل .)٩٧ :
أخرجه ملم ،كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالغار ،باب :فضل االجتماع على تالوة القرأن وعلى ( )١
الذكر ،رفم(.)٢٦٩٩
انظر :التغرقة العنصرية ،فتاوى د ار اإلفتاء املصرية ،للثيخ عطية صغر (.)٣٨٢/١٠ ()٢
-٦١-
حقوى اإلنسان
،)١٣والتقوى أمر عام ،جماعه الخوف من الله ،والعمل على ما يرضيه، (احلجرات:
وهذا باب واسع يثمل خيري الدنيا واآلخر ..وقد أعلن الذتي ا ذلك يوم فتح
مكة فقال( :يا أيها الناس ،إن الله قد أذهب عنكم ءًاية الجاهلية وتعاظمها بآبائها،
فالناس رجالن :بر تقي كريم على الله ،وفاجر شقي حن على الله ،والناس بنوآدم،
وخلقاللهآدممنتراب)(.)٢
***
أخرجه الرتمذي ،كتاب التفسري ،باب :ومن سورة احلجرات ،رقم ( .)٣٢٧٠وصححه األلباني. ( )٢
-٦٢-
حقوذاإلنسان ه
منه دون أي تفرقة ،كما أن تجم جميعا الحق في حما.ة متارة ضدًايتمييزيخلبهذا
اإلعالن وضد أي تحريض على تمييز كهذا»<.>١
والحقيقة أرًا ثمة فرعا بين مفهوم الماواة في اإلسالم ومفهومها في الثقافة الغربية،
فالثقافة الغربية تقول بالماواة الني تلفي كل الفوارق بين األشخاص ،على الرغم من
وجود فوارق حلقية وشية وعاطفية واجتماعية ال يستطيع أحد إنكارها؛ نا يعني أئ
الفلسفة الغربية تبني نظرتها على تصور مشوه بعيد عن الواقع ،وهو تصور التماثل بين
بني البشر ،بينما الشريعة اإلسالمية تجعل الماواة في األمور الذاتية المشتركة بين الناس،
وتبيح التفاوت المبني على االختالف في التكوين الغيولوجي والفي والعاطفي.
***
٠٦٣٠
الوحدة١لسادسة
حق التملك والعمل وادرءايدل الصحية
— ١الملكية العامة :رهي ما كان الملك فيه لجموع أفراد اآلمة ،وتجم االنتفاع به دون
أن يختص به أحد ،كاألنهار ،والطرق العامة ،فهو لجميع الناس ،يتفيد منه كل أحد،
وال يختصى أحد به ،وقد جاء في هذه الملكية قول النبي ( : 11المسلمون شركاء في
ثالث :في الكأل ،والماء ،والنار) أي :في مصادرها األساسية الني تجت نتيجة عمل أو
جهدأحد ،بلهيجزءمماأوجده الله ،سبحانه ،فياألرضحلقة( ،)٢وهي مباحة يحق
لكل شخص االنتفاع منها من غيرضر؛ ألن المقصود من وضعها المنفعة بالعموم(.)٣
- ٢ملكية بيت المال :وهي ما كان الملك فيها للناس عامة ،إال أن التصرف فيها
يرجع للحاكم بما يحقق المصالح العامة.
وقد صانت الشرعة هذين النوعين من الملكية ،فحذرت ،وأوعدت من يتعدى
عليهما ،كما في قول الله تعالى < ٠ؤما كان يتة ان تعزحج ؤئن تعللح يات يتا عئ تؤم
ًاتغئئته رم ى هغئ ئغسرائ كست ؤهـم ال تثللثؤن يح (آل عمران ،)١٦١٠فكل «من غل
شيائً في خفاء فقد غل»()٤؛ قال العالمة العدي « :٠الغلول هو :الكتمان من
أخرجه أيو داود ،أبواب اإلجارة ،باب :يف متع املاء ،رقم ،)٣٤٧٩( :وصححه األلباني. ()١
انظر :امللكية ونظرية العقد يف الشريعة اإلسالمية ،للثيخ حممد أبوزهرة ص ( ،)٦٧وامللكية الفردية يف ()٢
انظر :أحكام امللكية يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ،حنمد متصور ربيع ص (.)٤٢ ()٣
-٦٦-
حقوذاإلنسان ه
الفئيمة ،والخيانة في كل مال يتواله االنسان ،وهو محرم إجماظا ،بل هو من الكبائر
كما تدل عليه هذه اآلية الكرية وغيرها من الذصوص»< ،>١رجاء،أيضا ،في صيانة هذا
النوع من الملكية عن رسول الله ا أنه قال< :إن رجاال يتخوضون في مال الله بغير
حق فلهم النار يوم القيامة> ،ومن مظاهر صون الشريعة المال العام تحريها الرشوة
الني يأخذها العامل على المصلحة العامة ،ألجل تحقيق مصلحة خاصة ،فعن
أبي هريرة > قال< :لعن رسول الله ا الراشي والمرتشي في الحكم><.>٣
- ٣ملكية خاصة :وهي الني تكون لغرد أو حق مشاع لجماءة<.>٤
حق الملكية الخاصة أمرمعلوم ضروري في اإلسالم ،لميكنمحإلشًاكاللدى
فقهائه ،رثم يكن أحد من المسلمين يبحث في مشروعيته ،وإنما استجدت الحاجة في
االستدالل عليه في عصرنا الحاضر بسبب شيوع المفهوم االشتراكي الذي ليس على
كثيرمن الناس ،فأفسد فطرهم ،حتى أصبح ما هو ضروري بحاجة ألن يستدل عليه.
ومن اآليات الني قررت حق الملكية الخاصة ،قول الله تعالى < :للزلحال ب مائ
ترف ٢لولدا ن ؤالاً ؤلالًتآ ب تغط ترف 1لؤالذ 1ن ؤآألقزودئ £تا قدمتن أو مآل نهئآ
مغرؤصا يح (الناء .>٧ :أي :للذكور والناء حظ مقذر معلوم مما ترك الوالدان واألقربون .
تيسري الكرمي الردن يف شريكالم املنان ،للعالمة عبدالرمحن اؤسعدي ص<هه.)١ <>١
أخرجه البخاري،كتاب فرص اخلمس ،باب :قول الله تعاىل< :فا،ذإب خلددزالذوئل< 4األذغال ،)٤١ :رقم ()٢
(.)٣١١٨
أخرجه الرتمذي ،كتاب األحكام،باب :ما جاء يف الراشي واملرتشي يف اخلكم،رقم< ،>١٣٣٦وقال : <>٣
-٦٧-
حقوى اإلنسان ه
ولم تكفل الضعة حق التملك لألفراد فحب ،بل صانت هذا الحق أيماص-ون،
فحرت إتالف المال بال سبب ،ولوكان المالك هو المتلف ،وأقامت العقوبات الرادعة
لمن يتجاوز هذا الحق بغير وجه حق ،فشرعت حد السرقة ،وحد الحرابة ،وأوجبتا
الضمان على المعتدي على مال غيره.
غيرأنه من الجدير بالذكر اإلشارة إلى أن نظرة اإلسالم للملكية الخاصة تتميز عن
نظرة الفلسفات األخرى؛ فالمكية في اإلسالم يتظرإليها من جهتين :من جهة أنها ملك
للشخص وحق خاص لإلنان ،له ثمرة عمله فيه ،ومن جهة أخرى فاإلنان
مستخلف فيما متكه الله ،عليه فيه حقوق ،وتصرفه فيه مضبوط بحدود الشريعة ،
كما قال تعالى < :وفقوا يائ تجعلؤ تتتثغئ نيه يح (الحديد ، )٧ :فقيدت الشريعة
الملكية ،فأخرجت أمورا يسيرة من حق التملك كالحرمات الضارة ،فلم تجعل صا
ملكية معتبرة ،كالخمر والخزير والمعازف ،وكذا المبايعات الحرمة للجهالة أو العرر أو
الربا ،وما عدا ذلك فاألصل فيه أنه يحق للشخص أن يتملكه.
***
حقاسل:مةيومه ،وآثاره
أوالحق العملفياإلسالم٠.
العمل هو« :كل جهد بشري هادف إلى تحقيق غاية ذات قيمة»( ،)٢وهو يأتي في
امللكية الفردية يف النظام االقتصادي اإلسالمي ،حنمد بلتاجي ص( .)٩,_٨٨انظر :امللكية يف الشريعة ( )١
حرية العمل يف الدول الرأمسالية والشريعة اإلسالمية ،دراسة مقارنة ،حنمد أمحد حممد ص (،)٢٠١ ()٢
وص(.)٢٠٢
-٦٨-
حقوذاإلنسان ه
صدارة حقوق اإلنان ،فمن خالله يحقق اإلنسان ذاته ،ويمارس حياذه ،ويشبع
الني تعمل تحصد ثمرة احتياجاته ،كما أنه مصدر قوة للمجتمع والدولة جميعًا ،فاال
عملها قوة في الحكم ،وسعة في الرزق ،وإبداعًا في كافة الجاالت الحياتية ،وحغظ حق
التملك لإلنان يدفعه للعمل ،ويحفزه للعي في األرض ،فحب التملك دافع فطري
في١إلذان يدفعه للعمل ،وإذا ئنع اإلنسان من التملك ،وصودر حقه الفطري ،فإن
ذلك يؤدي بداهة إلى إضعاف سعيه للعمل.
فيجب على المسلم كب عيشه ،والضرب في األرض لتحصيله ،يقول الله تعالى:
< هـؤ ًالذى جعل لكز ًاألزفئ دلوأل قآمثوأ ئ ئتاتًا وثوئاً ين زوئوت ئلهه ًاوعشور يح
(الملك ،)١٥ :ويقول ،أيعتا < :قادا دقج9 — -لصلؤه قآنقشروأ ئ ًاألزص ؤ سعوا ين قحل
وال يحق ألحد أن يجبرأحذا في الآلم على عمل ال يريده إال إذا دعت المصلحة
؛ ألن األعمال الني العليا للجماعة إلى ذلك ،فإنها حينئذ تقدم على مصلحة الغرد
انظر :حقوق اإلنان يف اإلسالم ،لسيف الدين حسني شاهني ص(١ه). ()٢
-٦٩٠
حقوى اإلنسان
يحصل بها النفع العام لجميع الناس كعد من فروض الكفاية الني إن م يقم بها من
يكفي أثم الجميع^ ،وقد تصيرتلك األعمال فرض عين؛ فإذا تعينت جماعة من
الناس للقيام بها دون غيرهم وجبت عليهم ،وكان لإلمام إجبارهم ءليها( )٢؛ ولذا
يقول ابن القيم ٠عن الجرف الضرورية في انجتمع« :إن هذه األعمال متى لم يقم
بها إال شخص واحد صارت فرض عين عليه ،فإذا كان الناس محتاجين إلى فالحة
قوم ،أواجتهم ،أو بنائهم ،صارت هذه األعمال مستحقة عليهم ،يجبرهم ولي
األمر عليها بعوض المثل ،وال يمكنهم من مطالبة الناس بزيادة عن عوض المثل ،وال
يمئن الناس من ظلمهم بأن يعطوهم دون حقهم»(.)٣
-٢الحث على العمل والثناء على كب اليد،كما في قول النبي ( ٠ما من
مسلم يفرس غرسًا ،أو يزرع زرعا ،فيأكل منه طيرأو إنان أو بهيمة ،إال كان له به
انظر :حقوق اإلنان وحرياته األساسية ،للدكتور عبد الوهاب الغيفاني ص (ه.)٤٤ ()١
انظر :حقوق اإلنسان بني الشرحية اإلسالمية والفكر القانوني الغربي ،د .حممد فتحي عثمان ص (,)١٥١ ()٢
انظر :حقوق اإلنان وحريات األساسية ،لعبد الوهاب الغيفاني (-)٤٤٦ ()٤
.٧..
حقوة,إلذسان ه
صدقة)( ر
- ٣أن العمل سنة األنبياء ،يقول النبي ا( :ما أكل أحد طعاما قط خيرا من
أن يأكل من عمل يده ،وإذ نبي الله داود ا كان يأكل من عمل يده)(.)٢
- ٤ذم سؤال الناس يقول النبي ا( :والذي شي بيده ألن يأخذ أحدكم
حبله ،فيحتطب على ظهره خيرله من أن يأتي رجال ،فيسأله أعطاه أو مذعه)(.)٣
- ٥أن العمل في اإلسالم عبادة يبتغى به وجه الله تعالى،حتىولوكان في أمر
ضروري ،كالعي في تحصيل القوت ،فعن أم سلمة ٠أنها قالت :يا رسول الله،
هل لي من أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ،ولت بتاركتهم هكذا وهكذا ،إنما
همبني؟قال( :نعم ،لك أجرما أنفقت عليهم)^.
ثالثا :حقوق العمال:
للعامل في اإلسالم حقوق كثيرة أبرزها
-١حقهفي األجر :وألهمية هذا الحق أوجبت الشريعة معرفة األجر قبل العمل
حتى ال يكون ذلك محال للتخاصم واالخالف ،يقول النبي ا( :من استأجر
أجيرا ،فليعلمه أجره) ٠
أخرجه مسلم ،كتاب املساقاة ،باب :فضل الغرس والزرع ،رقم (,)١٥٥٢ ()١
أخرجهالبخاري،كتابالبيوع،باب:كسبالرجلوءملهبيده،رقم(٠)٢٠٧٢ ()٢
أخرجه البخاري ،كتاب الزكاة ،باب :االستعفاف عن املسألة ،رقم (.)١٤٧٠ ( )٣
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتابالنفقات ،باب( :وعلى الوارث مثل ذلك) ،رقم(٣٦٩ه) ،ومسلم، ( )٤
كتاب الزكاة ،باب :فضل النفقة والصدقة على األقربني ،رقم (.)١٠٠١
رواه ابن أبي شيبة يف مصنفه ،كتاب البيوع واألقضية ،من كره أن يستعمل األجريحىت يبني له أجره ،رقم (ه)
(،)٢١١٠٩وصججه ابنحجرفيتلخيصاحلبريموقوفا(/٣ه.)١٤
-٧١-
حقوى اإلنسان ه
-٢ءدم مماطلته بالثمن ،فيجب على صاحب العمل أن يؤدي إلى العامل حقه
متى ما وجب عليه إما باالنتهاء من العمل ،أو بحسب الشرط ،يقول الذي ا:
(مطل الغي ظلم ،)١٢ريقول( :٠وئااذًاحيرًالجر ،ققأليجئءره)(،)٢
رحدرالني ٠من أكل حق العامل فقال( :قال الله :ثالثة أنا خصمهم بوم
القيامة :رجل أعطى بي ثم غدر ،ورجل باع حرا فأكل ثمنه ،ورجل استأجر أجيرا
فاستوفى منه رثم يعط أجره) .
هذه بعض حقوق العمال ،وقد تركت الشريعة تنظيم كثيرمن القضايا التفصيلية
توسعة على الناس ،فيكون ذلك ضمن اذصالح المرسلة الي يجتهد الناس في تحقيق
أصلح ما يرون منها ما ثم يوبع في مخالفة الشريعة.
***
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب احلواالت ،باب :يف احلوالة ،وهل يرجع يف احلوالة ،رقم،)٢٢٨٧(: ()١
أخرجه ابن ماجه ،كتاب الرهون ،باب :أجراألجراء ،رقم ( )٢٤٤٣وصححه األلباني. ()٢
أخرجه البخاري ،كتاب البيوع ،باب :إمث من باع حرا ،رقم (.)٢٢٢٧ ( )٣
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب الصوم ،باب :حق اجلسد يف الصوم ،رقم ( ،)١٩٧٥ومسلم ،كتناب ()٤
-٧٢-
حقوذاإلنسان ه
أوال :تفضيل القوة على اصحف،كما جاء في قول النبي ا( :المؤمن
القوي ،خيروأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)^ ومجاالت القوة وإن تنوعت فعلى
رأسها القوة البدنية ،والني ال تتحقق بغيرالخلو من األمراض ،وهو ها يتطلب ابتداء
الوقاية من األمراض كي ال يعتل الجسد ،والتداوي منها حال اعتالل البدن.
ثانيا :تجنبأسباب المرض ،واالحتياط في أمرالعدوى ،يقول رسول الله ه:
(اللىرذاشرصلىاذئصخ)( ،)٢ريقرر٠قاءدة الحجر الصحي لمئع تغشي
األمراض بصورة وبائية بقوله ا في الطاعون( ٠٠إذا سعتم بالطاعون بأرض فال
تدخلوها ،وإذا وقع بأرض وأنتم بها فال تخرجوا مذها)(.)٣
ثالثًا :حث الشريعة على التنظيف واالغتال ،كما في أحكام الوضوء
فإن الله ٠لى يضع داء إال وضع له دواء ،غير داء واحد الهرم)(؛).
خامسًا :تخريم الخبائث؛ فقد حرمت الشريعة كل خبيث وكل ضار لإلنان كما
جاء في قول الله تعالى ^ :وهيل لهر9لطئبئت،وآلرم عليهرًالحبأثيح ( األعراق ،)١٥٧ :وذلك
ًاخرجهملم ،كتاب القدر ،باب :يف األعر بالقوة ،وترك العجز ،رقم(.)٢٦٦٤ ()١
رواه اين ماجه يف سننه ،كتاب الظب ،باب :من كان يعجبه الفأل ،رقم (.)٣٥٤١ ()٢
متفق عليه ،أخرجه ألبخاري،كتابالطب ،باب :مايذكريف ألطاعون ،برقم( ،)٥٧٢٨ومسلم ،كتاب ( )٣
رواه أبو داود ،كتاب الطب ،باب :يف الرجل يتداوى ،رقم ( ،)٣٨٥٥والرتمذي ،كتاب الطب ،باب :ما ()٤
جاء يف الدواء ،واحلث عليه ،رقم ( ،)٢٠٣٨وقال :حديث حسن صحيح ،وصححه األلباني.
-٧٣-
حقوى اإلنسان =
كالخمر والمخدرات والدخان ونحوها من األمور التي تضر جسد االنسان وتؤذي صحته.
سادسًا :ثناء الشريعة على الجمال ،كما في قول النبي |( ٠إن الله جميل يجب
الجمال)^ ،وال شك أل االعتناء بالجسد ،ومراعاة شروط الرعاية الصحية الجيدة هو
من مستلزمات الجمال.
سابعا :الحث على الحافظة على بيئة سليمة وآمنة؛ فإنه ال تأتي الحافظة على الصحة
مع انتثار التلوث البيئي ،فالبيئة وفقًا لعقيدة اإلسالم هي ملك لته تعالى ،واإلنان
مستخلف في إدارتها وتنميتها لصالحه ولصالح من سيخلفه ،وهو ملتزم بحدود الشريعة
يقول تعالى: اإلسالمية في ذلك ،فعليه اإلحان وعدم اإلسراف وعدم اإلفاد
< ؤأحين كمآأحسئ ًا! (ليق ؤآلدع ًالكادئ آألزض (ن أق آللجب ألمتكدرين يح
(القمعى ،)٧٧٠ويقول تعالى < ٠ؤ ؤآل تغستأوا ئآألزضيعذ (طتئجقا ه (األعراف ٠ه.)٨
***
أخرجه م.ام ،كتاب اإلميان ،باب :حترمي الكربوبيانه ،رقم (.)٩١ ()١
انظر :رؤية الددن اإلسالمي يف احلفاظ على البيئة ،عبد الله شحاته ص(.)١,٧-١,٦ ()٢
٠٧٤٠
الوحدة السابعة
حق الزواج وتكوين األسرة
حقالتزوجفىاإلالالم
ضمن اإلسالم حق التزوج للرجل والمرأة في السن المناسبة ،بل جعله واجتا
اجتماخما تنهض به الدولة إذا تعذر على األفراد القيام به؛ كما جاء في قول الله تعالى،
مخاطقا جميع أفراد الجتمع < :ؤًانكحوًا آأليدمئ مدخر ذًالمبحهن من عبايالؤعآدحفز
ان يخوكوأ ؤعنآء يءذولم !$من فدلهء وآع ؤ,سع ءيي0ه(الوئر ،)٣٢ :فهذا ،كما يقول
العالمة العدي ٠أمر لألولياء «بإنكاح من تحت والؤهم من األيامى وهم :من
ال أزواج صم ،من رجال ،وناء ،سب ،وأبكار ،فيجب على القريب وولي اليتيم،
أن يزوج من يحتاج للزواج ،ممن تجب نفقته عليه ،وإذا كانوا مأمورين بإنكاح من تحت
أيديهم ،كان أمرهم بالنكاح بأشهم من باب أولى)(.)٢
وعلى هذا فليس ألحد أن يمنع أحدا من حقه في التزوج ما دامت توافرت تجذا
الزواج شروطه المشروعة المنصوص عليها عند الفقهاء؛ ولذا جاء التهي القرآني عن
إماك الناء ضرارا ،أو منعهن من التزوج ،يقول تعالى < :ؤإذا طلقو ًالصان بلغن
أحتقن فًاميخوهث تجئئؤفبًاذ شيثوهن بعرنفوج ذال كيعوهن برارا لتعتن وأج ؤمن يغال
ن ,يلق فقن ظلن كثسه ه (البقرة ،)٢٣١ :فقدحرم ١للهءلى الرجل أن يراجع امرأته من
أجل أن يضر بها؛ فال هو يحسن إليها ،والهويطلقها؛ لتعيش حياتها هع غيره ،كما
نهى أولياء أمور الناء عن أن يمنعوا المطلقة طلقة أو طلقتين من أن تعود إلى زوجها
الذي طلقها وبانت منه ،إذا رضيت هي بالزواج منه مرة أخرى ،ورضي هو ه،
انظر :حقوق اإلنسان بني الشريعة اإلسالمية والفكر القانوني الغربي ،د .حممد فتحي عثمان ص (.)١٣٩ ()١
-٧٦-
حقوذاإلنسان ه
وعزما على المعاشرة الحنة بالمعروف ،يقول تعالى < :وادا طئعتم ًالئكآ؛ وبعن أجتبذ
قال نععشلوص أن تتكحن أزو ,جهن ادا لى ضؤًا ييتمم يآلثروئ يح (البقرة ،)٢٣٢ :وقد اتفق
الفقهاء على أنه ليس لولي أمر الفتاة الحق في منع تزويجها ممن ارتضته إذا كانغائل۴ا
في دينه ،وفي حتقه ،وفي ماله؛ ألن الواجب عليه هو فعل األصلح لها ،وأعطوا
القاضي حق تزوجيها إذا امتنع عصبتها ،يقول الشيخ ابن عثيمين « :٠ولو أن
الناس استعملوا هذا — وهو شرعي ليس منكرا — ال نكفًا كثير من الشر من هؤالء
اآلباء ،الذين يعضلون ،ويبيعون بناتهم بيائ صرفاأل..
وقد وضعت الشريعة اإلسالمية التراتيب المغرة الني تزيل العراقيل من طريق
الشباب والغتيات الذين يرغبون في التزوج باعتباره حعا قد تحول العادات والتقاليد
أحيانا دون حصولهم عليه ،ومن تلك التيسيرات ما يأتي:
- ١أنر أولياء األمور بالموافقة على الزواج متى تيسر الخاطب الكفء ،فعن
أبي هررة ٠قال :قال رسول الله ا( :إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه ،إال تفعلوا تكن فتنة في األرض ،وفاد صيص
— ٢اسي عن الغلو في المهور ،فعن سهل بن سعد ، ٠قال( :أتت النبي ا
امرأة ،فقالت :إنها قد وهبت شها لله ولرسوله هه ،فقال :ما لي في الناء من
حاجة ،فقال رجل :زوجئيها ،قال :أعطها ثوبا ،قال :ال أمهد ،قال :أعطها ،ولو
خافا من حديد ،فاعتل له ،فقال :ما معك من القرآن؟ قال :كذا وكذا ،قال :فقد
الشرح املمتع على زاد املستقنع ،للشيخ حممد بن صاحل العثيمني (.)٨٧/١٢ ()١
أخرجه الرتمذي ،كتاب أبواب النكاح ،باب :ما جاء اذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ،رقم (،)١٠٨٤ ()٢
-٧٧-
حقوى اإلنسان ه
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب فضائل القرآن ،باب :خريكم من تعلم القرآن وعلمه ،رقم ( )١
( ،)٥٠٢٩ومسلم ،كتاب النكاح ،باب :الصداق وجواز كونه تعليم قرآن ،رقم (ه.)١٤٢
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب النكاح،باب :قول الرجل ألخيه :انظر أي زوجي شئت حىت أنزل ()٤
لك عنها ؟ ،رقم ( ،)٥٠٧٢ومسلم ،كتاب النكاح ،باب :الصداق ،وجواز كونه تعليم قرآن ،رقم
(.)١٤٢٧
أخرجه أضد يف املسند ،رقم ( ،)٦٤٣قال حمققو املسند(( :إسناده قوي». (ه)
-٧٨٠
حقوذاإلنسان ه
- ١ضرورة توافر الرضا من الطرفين حتى يتم عقد الزواج صحيحا نافدا؛ فال
يجوز إجبار الشاب على الزواج ممن ال يريد ،وال الفتاة على الزواج ممن ال تريد(،)١
لقوله تعالى < :تائًيهآ ًالذيئ ة|محوا ال--ثول لثم ان قرقوا $لكتكآء مزهآ يح (,لتاء ،)١٩:وقول
رسواللله( :٠ال سفح األدم حتى ستأمر ،والسني البكر حتى تستأذن ،قالوا:
يا رسول الله ،وكيف إذنها؟ قال :أنتكت)()٢؛ فجعلللبكروا^بحائفياإلذن،
غيرأذهجعإلذنالبكرصمتها.
— ٢اشتراط الولي للفتاة؛ لما يترتب على زواجها بغيرولي من المفاسد العظيمة
الني قد تقع فيها الفتاة بسبب قلة خبرتها بالحياة ،قال رسول الله هه ( :ال نكاح إال
بولى ،واللطان مولى من ال مولى له)( ،)٣رالولي في ذلك أمين على حالها ،فال
يضعها إال في المكان الذي يليق يها ،وهي لها أن تقبل ،أوأن ترفض ،وفي ذلك
احتياط لمقاصد الزواج كاأللغة والكن ونحوهما.
انظر :فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (.)١٣٣/١٨ ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب النكاح ،باب :ال ينكح األب وغريه البكر والثيب إال برضاها ،رقم ()٢
( ،)٥١٣٦ومسلم ،كتاب النكاح ،باب :استئذان الثيب يف النكاح بالنطق ،والبكر بالسكوت ،رقم (.)١٤١٩
أخرجه أضد يف املسند ،رقم ( ،)٢٢٦٠قال حمققو املسند :حسن لغريه. ()٣
أخرجه الرتمذي ،كتاب أبواب ألنكاح ،باب :ما جاء :اذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ،رقم ()٤
( ،)١٠٨٤وحسنه األلباني .انظر :غاية املرام يف ختريج أحاديث احلالل واحلرام (.)١٤٤/١
انظر :فتاوى اللجنة الدامية للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (.)١٨٦/١٨ ()٥
-٧٩-
حقوق اإلنسان ه
- ٤الترغيب في الودود الولود ،فغي ذلك مراعاة لمقصد األلفة وتحصيل الذرية،
وهما مقصودان من الزوجين كليهما ،لقول النبي ( : 11تزوجوا الودود الولود،
ؤإني مكاثر األنبياء يوم القيامة) .
— ٥تحريم نكاح المتعة :لما فيه من ابتذال المرأة ،وجعلها مجرد سلعة.
الغرق بين المتهج اإلسالمي وغيره فيما يتعلق بحق التزوج ٠
تضمنت المواثيق الوضعية ما يدل على أهمية تمتع اإلنسان بالحق في الزواج
وتكوين األسرة؛ فجاء في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن(( :للرجل والمرأة ،متى
بلغا سن الزواج ،حق التزوج ،وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب النوع أو الدين،
ولبما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله)) .وقرر مثل ذلك العهن
الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
إال أن حق الزواج في هذه المواثيق ،وان انسجم مع المرجعية الغربية للحقوق الني
ال تقيم للدين وزنا ،فإئ فيه مخالفات كثيرة لحقوق الزواج في اإلسالم أبرزها :
—١أن تلك المواثيق تدعو للزراج بغض التظر عن الدين ،راإلسالم؛لحرمزراج
المسلمة من غير المسلم ،وزواج المسلم من غير المسلمة ،يقول تعالى :و وال يتخكخوًا
ًالئشنكبن حى يوتوًاج يح (البقرة .)٢٢١ :ويقول :و وال بحوًا $لئهرديت حى يؤمن ٦يح
(البقرة ،)٢٢١ :واستثنت الشريعة من ذلك زواج المسلم من الكتابيات ،لقوله تعالى :
و $لتؤم |حآل لخم آلبنفت ؤهئغام آئدين اويوًا ًالكتت حآل لجت ؤ«ئعامخم حآل كم
أخرجه اين حبان ،كتاب النكاح ،مدخل :ذكرالعلة اليت من أجلها هني عن التبتل ،رقم ( .) ٤٠٢٨قال ()١
- ٢أن تلك النصوص تدعو لتاوي حقوق الزوجين وواجبتهما عند الزواج،
وأثناءه ،رعنداذآلله ،بينماينظراإلسالملتمايزالجنينفيأمورالعاطفةوالقوة
الجدية؛ ومن ثم اختالف وظائفهما داخل نطاق األسرة ،وهوتمايزيقتضي اختالقا
حقوذاآلسرن-
أوأل :مفهوم األسرة:
ئعئر القرآن الكرم عن األسرة بلغظ (األهل) كما في قول الله تعالى < :رخشًالله
ؤبتئدو ظئكذ اهـل ًالتيت يح (هود ،)٧٣ :وكما في قوله < :ان ًاببن من انلى يح (هود .) ()٤٥ :
انفلر :التماسك األسري يف ظل العوملة ،إلبراهيم الدويش ،ض_من كتاب ١ألسرة املسلمة والتحديات ()١
املعاصرة ص ( ،)٢٨واألسرة :التكون احلقوق والواجبات ،ألمحد محد أمحد ص ()١٥ — ١٤
-٨١-
حقوى اإلنسان ه
واألخوال وأبنائهم.
ثانيًا :منزلة األسرة في اإلسالم:
ئ د ,يلذ أليدتلقؤر يئقححزؤن يح (الروم ، )٢١ :وعدها نعمة من النعم الني تفضل بها على
عباده ،فقال < :وآئلث جعلة لكم ض أنعشكل ًازؤ,جا ؤجثل لكم ين اآلجعخم بدنن ؤخئد
ؤزرقكم ين للظئكت ٦يح (التحل ،)٧٢ :وحث على تكوينها ،كما تقدم .وسئى الشارع
عقد الزواج ميثاقًا غليظًا؛ لبيان قوته وعظمته ،يقول تعالى < :حذف متخم
كما قال تعالى < :ؤلقد ارسلتا سئقا عبثا يح (الناء ،)٢١ :وهو سئة األنبياء
رسال من ببك ؤجعتتا ئمًارؤحا ؤ ريه ه (الرعد ،)٣٨ :وأسند النبي ا عقد الزواج
انظر :مكانة األسرة يف اإلسالم ،إلبراهيم خليل عوض الله ص (.)١ ()١
٠٨٢٠
حقوذاإلنسان ه
إلى الله تشرخا ،فقال( :فاتقوا الله في الناء ،ؤإنكم أخذتموهن بأمان الله ،واستحللتم
فروجهن بكلمة الله)(.)١
مؤول عن رعيته ،والرجل في أهله راع ،وهو مؤول عن رعيته ،والمرأة في بيت
زوجها راعية ،وهي مؤولة عن رعيتها ،والخادم في مال سيده راع ،وهو مؤول
عن رءيته)( ،)٢وقد أرضح اإلسالم كل النظم الني تحكم هذه األسرة ،ففعتل أحكام
قيام الزوجية وانفصامها ،وحقوق كل واحد من الزوجين على اآلخر ،وحقوق اآلباء
على األبناء ،وحقوق األبناء على اآلباء ،وحقوق سائر األقارب ،وبين أحكام الميراث
والوصية ،وكل ذلك من أجل أن تبقى مؤسسة األسرة في ظل العدل والحكمة قائمة
على دعائم قوية تحفظ كيانها لتؤدي رسالتها في التريية واإلصالح واإلعمار.
وفي ظل اإلسالم تمتعت األسرة برعاية تامة من الدولة ،والسيما عند عجز
أفرادها عن حماية جنابها ،وتوفير أسباب بقائها ،فعن أبي هررة :٠أن الذي
ا قال( ٠٠ما من مؤمن إال وأنا أولى به في الدنيا واآلخرة ،اقرؤوا إن شئتم$ < ٠٠لئى
أخرجهسلم،كتاباحلج،باب:حجةالتيب،٠رقم(.)١٢١٨ ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب االستقراض وأداء الديون واحلجروالتغليس ،باب :العبد رع يف مال سيده، ()٢
وال يعمل إال بإذنه ،رفم( ،)٢٤,٩وملم ،كتاب اإلمارة ،باب :فضيلة اإلمام العادل ،رقم(.)١٨٢٩
-٨٣-
حقوى اإلنسان ه
اولع بالثؤمفهرئ من احغب٦م يح (األحز١ب ،)٦ :فأيما مؤمن مات ،وترك ماائ فليرثه
عصبته من كانوا ،ومن ترك ذيائ أو صياعا ،فليأتني فأنا مواله)( ،)١والعئياع هم
االوالد الصغار الذين تركهم أبوهم ،وال شيء تجم< .)٢وهذا يؤسس لمسؤولية الدولة
تجاه اآلسرة الفقيرة.
رابعا :حقوق أعضاء اآلسرة :
فعتلت الشريعة في حقوق كل فرد من أفراد األسرة ،فأوضحت حقوق الزوج،
أخرجه البخاري ،كتاب االستقراض وأداء الديون واحلجر والتغري ،باب :الصالة على من ترك دينا، < )١
رقم<.)٢٤٠٩
انظر :فتح الباري شرح صحيح البخاري ،الؤر حجر العسقالني <.)٤٧٧/٤ <)٢
انظر هذه احلقوق مفصلة بأدلتها يف :مقرر ١,٢سلم <اإلسالم وبناء احلمتع) ص<.)١٩٤_١٧٣ <)٣
-٨٤-
حقوذاإلنسان ه
من حقوق األقارب :األسرة تمتد لتشمل األقارب ممن يجمعهم بالشخص قرابة
النسب كاإلخوة واألخوات ،واألعمام والعمات ،واألخوال والخاالت ،وأوالدهم،
فلكل قريب حق عظيم على من تربطه به صلة رحم يجب الوفاء به.
وقد عثم الله تعالى ،في القرآن حق األقارب وذوي األرحام ،فقال < :و٢ئغو!الله/
"الذى كآء لون بهء وألرامج يح (الناء ،)١ :وأمر به ،فقال < :ؤءات دا ٢لصئ لحقه و يح
(االراء .)٢٦ :وجعله من أسباب حصول النفع والخير ،يقول رسول الله ا ( :من
تولم ان تكذوا ئ آألزص ؤئقخئؤأ ارلحآمحكم يح (محمد ،)٢٢ :وقال النبي فج( :ال
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب البيوع ،باب :من أحيب البسط يف الرزق ،رقم ( ،)٢٠٦٧ومسلم، ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كحناب أألدب ،باب :إمث القاطع ،رقم ( ،)٥٩٨٤ومسلم ،كتاب الرب ()٢
-٨٥-
حقوى اإلنسان ه
-٨٦-
نم ٦
الوحدة الثامنة
حقوى الطفل
آل هم
حقوى اإلنسان
الطفل يطلق في لغة العرب على اإلنسان منذ والدته إلى بلوغه(.)١
وقد اتفق الفقهاء على أن البلوغ يكون باالحتالم وبالسن ،وإن اختلفوا في تحديد
سنالبلوغ(.)٢
لكن الشريعة اإلسالمية ثم تقرر للطفل حقوقا فقط بعد الوالدة ،وإنما قررت له
أمه ،بألكثر من ذلك جعلت له حقوقا قبألن حقوقًا قبل ذلك ،وهو
قالتة :قال رسول الله هه : <1 تحمل به أمه؛ كحقه في اختيار أهه ،فعن عائشة
(تخيروا لنطفكم ،وانكحوا األنمغاء ،وأنكحوا إليهم)( ،)٣رحقه في أال يقع.خارج
مؤسسة الزواج ،فمن حق الجنين أن ال يوجد إال في عالقة شرعية آمنة يخرج فيها
الطفل بين أبوين شرعيين ،فيعيش كما يعيش عموم الناس ،وال ينشأ بسبب عالقة آثمة
يتجرع مغبتها طيلة حياته ،وأما حقوقه ،وهو جنين ،فأبزرها ما يأتي :
أوال :الحق في الحياة:
للجنين الحق في الحياة ،فال يجوز التعرض له بقتل أو إجهاض ،ما دام قد نفخ فيه
الروح؛ ألنه إنان ،واالعتداء عليه محترم مجرم شرعًا ،وصيانة لحق حياة الجنين
أسقطت الشريعة -عن ًامه العبادات التي تضر به؛ فأباحت لها الفطر في رمقان،
وحكمت بتأخيرما قد تستحقه من عقوبة حال الحمل حفاظًا عليه ،كما في ؤصة
أخرجه اس ماجه ،كتاب النكاح ،باب :األكفاء ،رقم ( .)١٩٦٨وصححه األلباني .انظر :صحيح اجلامع ()٣
الصغريوزيادته(٦٤/١ه).
-٨٨٠
حقوى اإلنسان =
الغامدية ع(.>١
ثانيًا :االنفاق عليه:
فيجب على ولي الطفل أن ينفق على أمه ألجله ،لو كانت مطلقة بإجماع
؛ لقول الله تعالى < :وان من اولب خلو ئتفعوا علهن حى تععن حملهذج يح العلماء
(الطالق ،>٦ :واإلنفاق على األم هنا هو إنفاق على الولد ،وإنما أسند إلى األم؛ ألن
من حق األبناء أن يأتوا للوجود أصحاء خالين من العلل الني من الممكن تفاديها،
فيجب التحرز من األمراض الوراثية الني قد تظهرعلى األبناء بعد والدتهم ،ويجب
على األمتجذبأكلما.دضرجنيها مناألدويةواألطعمة،وءليهاأنتحرصءلى
التغذية الجيدة ،وهذا كله مندرج تحت قوله ا (ال ضرر وال ضرار>( ، >٣الذي يعد
إحدى القواعد الفقهية الخسر الكبرى النيكحفم في نطاق كبيرمن الفقه اإلسالمي،
وألن األم مؤتمنة على طفلها ،ومن واجب األمانة أأل تجرعلى طفلها ضررا بسبب
تقصيرهافيؤعلشيءيضره ،أوتركشيءيئغعه.
رابعا :حقوقه المالية:
للجنين حقوق مالية ،منها :الحق في اإلرث؛ فلو مات أحد مورثيه ،وهو ال يزال
أخرجها مسلم ،كتاب احلدود ،باب :من اعرتف على نفسه بالزىن ،رقم(.>١٦٩٠ (>١
أخرجه ابن ماجه ،كتاب األحكام ،باب :دن بئى يف حقه ما يضر جباره ،رقم ( ،>٢٣٤١وصححه (>٣
األلباني.
-٨٩٠
حقوى اإلنسان
صال ،وقف األمر حتى يتبين ،ؤإن طالب الورثة بالقمة ،ثم يعطوا كل المال ،بغير
خالف( ،)١ومن حقوقه المالية :أن تقبل الوصية له ،فتحفظ حتى يخرح.
ومنها:
أوال :حق الرعاية النفسية والصحية :
ويتجلى صون هذا الحق من خالل ما يأتي:
-١حقهفي الرضاعة :فيلزم األم الخالية من العذر الشرعي إرضاع مولودها؛
لقول الله تعالى < :وآلؤ 1لد,ت يرنتن اولدذهن خولي .اامش لمن اراد ان ييم ًالرناعه يح
(البقرة ،)٢٣٣ :وعلى وليه نفقة هذا اإلرضاع ،ولو طتق أمه؛لقول الله تعالى < :فزن
وقد اعتنت الشريعة بالطفل في مرحلة الرضاعة؛ لكونها األساس في ترسيخ طباع
الطفل الني سوف تتجلى في سلوكياته الحقا ،وتكون مؤشرا على صحته النفسية.
وأكدت الدراسات الطبية الحديثة ما ذهبت إلببه الشريعة من أهمية الرضاعة الطبيعية
لصحة الطفل ،فغي تقدر منظمة األمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف)) «إن تشجيع
الرضاعة الطبيعية في العاثم الثالث من شأنه أن ينقذ حبباة ما يقارب من ١,٥ملببون
.٩..
حقوذاإلنسان ه
رضيع سنويا ،فالرضع الذين يتغذون بزجاجة اإلرضاع غيرالمعقمة الي تحتوي عادة
على مسحوق الحليب ابغف والمخفف بالماء غيرالنقي هم األكثر عرضة للوفاة في
مغزلة الطفولة))(.)١
— ٢الحضانة :ويقصد بها حفظ المولود بقيام األم بالعناية بئظافته ،وطعامه،
ومداواته ،ومالعبته ،وغيرها من األمور الني ال يستطيع أن يستقل بها بنغه ،وقرر
اإلسالم في سبيل الصحة النفسية للطفل ،أن تكون حضانته من حق األم في حالة
الذالق؛ لحاجة الطفولة المبكرة للحنان والرعاية.
-٣العدل بين األوالد :ولما كان التمييز بين األبناء ،وتغضيل بعضهم على
بعض في المعاملة عامال مهتا في التأثيرالسلبي على الناحية الفية سواء له أو إلخوته،
دعا اإلسالم للعدل مع األبناء ،فعن النعمان بن بثير ف ٠قال :تصدق على أبي
ببعض ماله ،فقالت أمي عمرة بنت رواحة :ال أرضى حتى ئشبد رسول الله اه،
فانطلق أبي إلى الذي ا ليثبده على صدقني ،فقال له رسول الله ا (أفعلت
هذا بولدك كلهم؟) قال :ال ،قال( :اتقوا الله واعدلوا في أوالدكم) ،فرجع أبي ،فرد
تلك الصدقة(.)٢
-٤حق اللعب :فالطفل يحتاج إلى ممارسة اللعب ،وحرمانه منه حرمان من حق
فطري يميل إليه األطفال عادة ،وفي مراعاة الني ا لهذه الحاجة الفية تحكي
عائشة ( ٠لقد رأيت رسول الله ا يوما على باب حجرتي ،والحبشة يلعبون
انظر :حقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل ،لعبد العزيز عبد ايادي ص (.)١٢٣— ١٢٢ ()١
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كائب اهلبة ،باب :اإلشهاد يف اهلبة ،رقم ( ، ) ٢٥٨٧ومسلم ،كائب ()٢
-٩١-
حقوى اإلنسان ه
-٥حسن المعاملة :فالطفل بحاجة إلى معاملة حسنة تحفظ له كرامته ،ورزمن
شخصيته ،فسوء التعامل معه وتحقيره له أثر سلبي عليه؛ ولبذا غت الشريعة على
التعامل الرحيم مع الصغار ،كما الل الرسول ( : ٠من لم يرحم صغيرنا ،ويعرف
حق كبيرنا فليس منا)^ ،وكان النبي ٠ه الصبيان ،ويرحمهم ،ويقول( :مبن
اليرحماليرحم)( ،)٣بل إنه كان يصغي ،رهو حامل امامة بئت الربيع ،ابنة بئته
-٦حقالتربية والتعليم :لعل أبرز ما يبين رسالة األسرة في تربية األطفال فول
التبي( : ٠مامنمولودإاليولدءلىالغطرة ،فأبواءيهودانه ،أوينصرانه ،أو
؛ ؤإن في هذا إشارة لما يمكن ذألبوين القيام به في مجال تربية الطفل ،فإن يمجانه)
كانا يؤثران في تغييرفطرة التوحيد في نفسه ،وتكوين عقيدة بديلة لديه يؤمن بها،
ريحاح عنها؛ فإنهما حتما أكثر قدرة في مواضيع التردية األخرى الني يتعرض لبا
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب الصالة ،باب :أصحاب احلراب يف السجل ،رقم ( ،)٤٥٤ومسلم، ()١
كتاب صالة العيدبن ،باب :الرخصة يف اللعب الذي ال معصية فيه يف أيام العيد ،رقم ( .)٨٩٢
أخرجه أبو داود ،كتاب األدب ،باب :يف النصيحة ،رقم ( )٤٩٤٣وصححه األلباني. ()٢
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،باب :ردة الولد وتقبيله ،رقم ( ،)٥٩٩٧ومسلم ،كنثاب ( )٣
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب الصالة ،باب :إذا نل جاردة صغرية ،رقم(١٦ه) ،ومسلم ،كتاب ()٤
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب اجلنائز ،باب :إذاأسلم الصيب قمات ،رقم(٨ه ،)١٣ومسلم، (ه)
-٩٢-
حقوذاإلنسان ه
^{ :أنه ركب خلف رسول الله ، ^1فقال له رسول الله ا؛؛( :يا غالم ،إني
نتمك كلمات :أحفظ الله يحفظك ،أحفظ الله تجده تجاهك ،وإذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أن األثة لو اجتمعت على أن ينفعوك ،ثم ينفعوك
إال بشيء قد كتبها لله لك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك ،ثم يضروك إال بشيء قد
كتبها لله عليك ،رفعت األؤآلم ،وجئتًا الصحف)( ،>٤ومما يدل لكون التردية حقا
لألبناء قول الله تعالى < :يتاربا ألنيئ ة 1مدوًا وؤًا انئنال ويال كارا يح (التحريم ،>٦ :يقول
أخرجه أصد ،رقم ( ،)٢٥٥٦وصححه األلباني .اظر :صحيح اجلامع العخريورياداته (.>٧٤٤/٢ (>١
أخرجه الرتمذي ،كتاب الصالة ،باب :ما جاء مىت يؤمر الصيب بالصالة ،رقم ( ،>٤٠٧وصححه األلباني. (>٣
أخرجه الرتمذي ،كتاب صفة القيامة ،باب ،رقم(١٦ه> ،وقال :حديث حسن صحيح. (>٤
-٩٣-
حقوى اإلنسان ه
ومن أعظم واجبات التردية وأكثرها ضرورة :توجيه األطفال ،وتربيتهم على
االيمان بالله ،وتعرر مراقبته في السر والعلن؛ يقول تعالى < :ؤوئ تغزق نا ئ١
ؤًا! يتا وئذ صؤه (الحديد ،)٤ :وكذا تتشئتهم على تأدية العبادات لتحقيق الصلة
بينهم وبين خالقهم ،سبحانه ،وليتعودوا عليها ،وتجذا يقول النبي ا( :نروا
أوالدكم بالدألة ،وهم أبناء سبع)( )٢فيؤمر الصبيان بالصالة ،وإن كانت غيرواجبة
عليهم حتى يتعودوا عليها ،ومن أصول تربيتهم :تعريفهم بالثوابت من أحكام
االسالم الني ال تقبل التنازل كالعقائد األساسية ،واألركان العملية ،والحرمات
اليقينية ،وتنثثهم على فعل مكارم األخالق وترك ماوئها.
-٧الحقوقالمالية للطفل:
للطغل٠حقوقماتجة تضمن تمتعه بحياة طبيعية ،ومن ذلك :النفقة والكن،
فأوجبت الشريعة على ولي الطفل أن ينفق ءلي-ه ،ويكنه ،ويقوم بكافة حاجاته
المادية ،وحرمت الشريعة التفرط في شيء من ذلك ،كما في قول النبي ( ٠كفى
بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته)( ،)٣كما أمرت الشريعة األم بحضانة األطفال
ررضاعتهم؛ ليتكامل العمالن في تربية معتدلة متوازنة ينشأ فيها الطفل في جو أسري
صحي تربوي .ومن حقوق الطفل المالية :حقه في الميراث ،فالطفل له ذمة ماتجة ،ولو
كان غيرمميز ،فلومات أحد مورثيه ،فإنه يرث ،ويقوم أحد أوليائه بالوالية على ماله
أخرجه أبو داود ،كتاب الصالة ،باب :مىت يؤمر الغالم بالصالة ،رقم(ه.)٤٩ ()٢
أخرجهمسلم،كتابالزكاة،باب:فضاللغقةءىلالعيالواململوك،رقم(٠)٩٩٦ ( )٣
-٩٤-
حقوذاإلنسان ه
بيان ئ بيزحقوقاألطفلفىاإلسالم
دميز الشريعة اإلسالمية في حفظ حقوق الطفل ،له مظاهر متعددة ،منها :كفالة
الشرعة لخقوق أغفلتها القواعد الدولية ،كحق الطفل في حسن اختيار كل من األبوين
لآلخر ،رالنهي عن اإلنجاب خارج مؤسسة الزواج ،وحق الطفل اليتيم ،وحق
الجنين ،وحق الرضاعة ،والحق في التنشئة اإليمانية ،وصاية عقيدته ،وحقه في التمتع
بنسب صحيح معروف.
كذلك من تمبز الشريعة رفضها حقوقا أقرتها القواعد الدولية ،كحق الترض لما فيه
من المئة وضياع النسب ،ومن ذلك :كفالة تلك القواعد للطفل حق تغييرعقيدته،
والتمرد على والديه ،وماواة الطفل غيرالشرعي بالطفل الشرعي ،فهذه جملة من
الحقوق تهدم وال تبي ،وتقود للتشرد والشقاء ،وليس للكن والعادة والهناء.
وهناك حقوق وافقت القوانين الدولية فيها الشرعة اإلسالمية ،كحق الحياة،
واإلنفاق ،والماواة ،والتعليم ،وحن المعاملة ،رمراعاة الظروف الخاصة رغيرهام
إن الغمير في النظام اإلسالمي ال ينفي أن القوانين الدولية قد نصت على حقوق
انظر :حقوق الطفل يف اإلسالم دن املئظور الغشي االجتماعي ،لائهد عبد الوهاب ص (،)١٢٢ — ١٢٠ ()١
-٩٥٠
حقوى اإلنسان ه
لم"دكن في الشريعة نصوهرتقرها أوترفضها ،وهي متعلقة بالمصالح المرسلة الني إن
لم تخالف الشريعة كاذت معتبرة ،ومن تللك الحقوق منع عمل األطفال في القطاع
العكري ،وتحديد سن معينة لمشاركتهم في المهن.
***
-٩٦٠
نم ٦
الوحدة التاسعة
حقوى المرأة
آل ر
حقوى اإلنسان ه
مهيد
حقوق اإلنسان في المنظور الشرعي ال تختلف باختالف النوع ،فمن غير المعهود في
اإلسالم تخصيص «حقوق المرأة» كما ال يوجد تخصيص ((حقوق الرجل» ،لكن قد
تتحدث الشريعة عن حقوق الزوجات ،وحقوق البنات ،وحقوق األمهات ،فالحق
مرتبط بكونها زوجة أو أمًا أو بتتًا ،أما كونها أنثى ،أو كونه ذكرا فلرس ثم حاجة لمثل
هذا التخصيص ،فالحقوق في اإلسالم تكون للذكر واألنثى ،إال ما اسشي من
الحقوق ،فصار خاصًا بالرجل ،أوخاصًا بالمرأة؛ ذظرًالطبيعةالحق ادي قد تقتضي
تخصيص أحدهما به باعتبار الوظرفة ال باعتبار النوع ،ولرس في الجتمع المسلم صراع
يقتضي إبراز حق للمرأة؛ ألنها امرأة ،أوحقللرجل؛ألذهرجل.
والدافع لتخصيص حق المرأة بالحديث في العصور المتأخرة أحد أمرين:
األمر األول ٠٠أن الثقافة الغربية والمتأثدين بها يتهمون الشريعة بأن فيها انتهاكًا
لحقوق المرأة ،فكان لزامًا على المسلمين أن يوضحوا الحكم ؛ ليزيلوا الغشاوة عمن
كان صادقًا في النقد باحثًا عن الحق ،ويقيموا الحجة على المعاند المترصد.
األمر الثاني :أن بعض المسلمين قد وقعوا في تقصيررتضيع لبعض حقوق المرأة
إما بسبب الجهل أو الهوى أو الشهوة ،أر لعادات مخالفة للشريعة ،فكان لزامًا أن يبين
لجم المتهج الشرعي ،ويشاع العلم ،رتظهر لهم السنة حتى يهتدرابها ،ويلتزموابها،
ولتوضيح ما يخالف الشريعة من العادات ذات العالقة بمعاملة المرأة.
***
-٩٨٠
حقوذاإلنسان ه
أهمحقوقالمرأهفىاإلسالم
تقدمت اإلشارة إلى ما عانته المرأة من انتهاكات رمظالى في فترات تارمخية مختلفة،
وفي حضارات متعددة قبل اإلسالم ،وأن اإلسالم أبطل كل تلك المظالى.
كما تقدمت اإلشارة إلى أن الحقوق في اإلسالم الس الذكر واألنثى إال فيما
اقتضته طبيعة كل منهما ،وسيكون الحديث هنا خاصا بحق المرأة من جهة كونها
زوجة ،ومن جهة كونها أمًا.
داون مرهدوئهن وعئئ ًان وكرهو) سكا ؤبحعك ًا! بيه حيرا ٦ث ريزا يح (الناء )١٩:؛ أي:
عليكم أن تحنوا معاشرة نائكم ،فتخالطوهن بما تألغه طباعهن ،وال يستنكره الشرع
وال العرف ،وال تضيقوا عليهن في النفقة ،وال تؤذوهن بقول وال فعل« ،وال
أخرجه ملم ،كتاب النكاح ،باب :استئذان الثيب يف النكاح بالنطق ،والبكر بالسكوت،رقم(.)١٤٢١ ( )١
-٩٩٠
حقوى اإلنسان ه
تقابلوهن بعبوس الوجه وال تقطيب الجبين»^ ،يقول الشيخ العدي ٠في معنى
اآلية« :فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان،
،وجعلت الشريعة تعامل الرجل مع زوجته مناهذ وهذا يتفاوت بتغاوت األحوال))
خيريته ،لقول التبي ا( :خيركم خيركم ألهله)( ،)٣ومن حسن المعاشرة :تزئن
الرجل لزوجذه ،كما جاء عن ابن عباس { ،في قول الله تعالى < :ؤكئ مثفي آلذى
،)٤١٢٢٨ومما يدخل في باب حسن العشرة أن يأذن الرجل غلهئ هخؤف ( ٠البقرة:
لزوجته بزيارة والديها ،وأثا يمنعهما من الدخول عليها ،وكذلك أال يمتع أبناءها من
ؤًاتدون —رتة ًالحتؤه 9لدرتا ( ٠الكهف ،)٤٦ :ومن ثم فال يجوز للرجل أو غيره أن يمنع
اذظر:تغسرياملراغي:حممدمصظغياملراغي(/٤ه.)٢١ ()١
أخرجه الرتمذي :كتاب املناقب ،باب :فضل أزواج النيب ،٠رقم (ه.)٣٨٩ ()٣
انظر :جامع البيان يف تأويل القران ،الس جرير الطربي (,)٥٣٢/٤ ()٤
اذظر:فقهاألسرة،د.أمحدءايطهريان(.)١٨٦/١ ()٥
٠١.٠٠
حقوذاإلنسان ه
-٤الحقفيالكن المناسب:
من حق الزوجة على زوجها أن يجئز لما سكتا يناسب حالها؛لقوله تعالى:
< اتكدؤص ض حية تكئر من وجدكم يح (الطالق ،)٦ :فهذا بيان ما يجب للمطلقات من
الكنى في المستوى المالئم لحال الرجل؛ ألن السكنى نوع من النفقة الواجبة على الزوج،
فإذا طئق الرجل زوجته ،وجب عليه أن يكنها في مغزل حتى تنقضي عدتها ،دون
مضارة في الكنى أو النفقة ،وإذا كان هذا واجبا للمطلقة فهوفيحقالتيفيذمته أولى(.)١
— ٥الحق في البيتوتة:
أذن الله تعالى ،للمسلم أن يتزوج أكثر من واحدة ،إن شاء اثنتين ،وإن شاء
ثالؤا ،وإن شاء أربائ؛إن م يخف على نفه الجور ،وعدم العدل بينهن ،قال تعالى:
< ٥٥خفتم أال دعسطوًا ئ ًالئغذى دًاكحوًا تا حتاب لكم من ًالقكآء مثى وتدة ورغ داءن
خئئزأال يدلوًا فؤاحذة يح (الناء ،)٣ :فإذا تزوج الرجل بأكثر من امرأة وجب عليه
القسم بينهن في المبيت هاع العلماء ،فعن أبي هررة { ،عن الذي ا
قال( :من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما ،جاء يوم القيامة وشقه مائل) .
-٦الحق في النفقة الي تكفيها وولدها بالمعروف:
منآكد الحقوق الي أوجبها اإلسالم للمرأة ((حق النفقة» ؛ فيلزم الزوج نفقة
زوجته قوائ ،وكسوًا ،وسكائ ،والمعيار الواجب فيها هو الكفاية بحسب ما يصلح لمثلها
قال ابن قدامة « :ال حنمل بني أهل احلمل يف وجوب التسوية بني الزوجات يف القسم خالفا)) .املغين (.)٣٠١/٧ ( )٢
أخرجه أبو داود ،كنثاب النكاح ،باب :يف القسم بني النساء ،رقم ( ،)٢١٣٣وصححه األلباني .انظر: ()٣
مع مثله ،فعن عائشة < 1أن هند بتت عتبة <^^ ،قالتة :يبا رسول الله ؛ إن أبا
سفيان رجل شحيح ،وليس يعطيني ما يكفيني وولدي ،إال ما أخذت منه ،وهوال
يعلم ،فقال( :خذي ما يكفيك وولدك ،بالمعروف)^.
والمعتبر في النفقة -عند النزاع حال الزوج ،فإن كان الزوج غسا الرم بنفقة عي،
وإن كان فقيرا ألزم بنفقة فقير ،وثم يلزم بتغقة غني وال متوسط ،ولو كانت الزوجة
غنية( ) ،لقوله تعالى < :ؤعلى ًالمولود ل٠و رروهن ؤكشؤض بالمبرؤف ٦آل ككإلعث نعش (ه
ومن واث ز عليه رزودد وسعها ٤ه (البقرة ،)٢٣٣:وقوله تعالى < :يئسن دؤ سقؤ من سقته
قثغق مئآ ء 1قثه تيلآل ال ئكإثالً! ئتشا اال مآ ء 1قثهاج ه (الطالق .)٧ :
-٧حقش:
اير أو اذصداق من حقوق المرأة عند عقد الزواج ،ويعرف بأنه :العوض
الواجب بعقد نكاح أرما ألحق به(( ،سئي صدانا؛ ألن بذله يدل على صدق طلب
الزوج لبذه المرأة؛ إذ إن اإلنسان ال يمكن أن يبذل الحبوب إال لما هو مثله أو أحب»(.)٣
وهو واجب للمرأة ،لقوله تعالى < :ؤة 1توا ًالتلشا صث دبن مخلهج ه (الناء)٤ :؛
أي :عن طيب نفس بالغريضة الني فرض الله تعالى ،وتى تمية الصداق في
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب النغفات ،باب :اذا مث ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغريعلمه ما ()١
يكفيها وولدها باملعروف ،رقم( ،)٠٣٦٤وملم ،كتاب األقضية ،باب :قنية هند ،رفم(.)١٧١٤
انظر :الشرح املمتع على زاد سع ،البن عثيمني (,)٤٥٨/١٣ ()٢
٠١.٢٠
حقوذاإلنسان ه
ال يخلو من أمرين :إما أن يوفى عنها ،وليس له فرع وارث ،فيكون لها الرح مما
ترك ،وإما أن يترك زوجها فرعا وارائ ،فترث منه الثمن ،فإن كان للميوفى أكثر من
زوجة ،فحينئذ يشتركن في الرع أو الثمن ،كما ورد في قوله تعالى < :ولهرلي ألرع
يتًا دردهم( .ن لم نظن لكم ؤؤدج نزن هكا ن 9ظ م ؤنت ئهن أطثن ممط درهكمج من بعد
حظيت األم في الشريعة اإلسالمية بعناية فائقة ،حيث رئبت لها حقوا باعتبارها
مربية األجيال ،وصانعة الرجال ،ومن أهم الحقوق الني أوجبتها الشريعة اإلسالمية
لألم ما يأتي:
< ؤؤهئنتا أالنتدن بو ,لذنه خلها الماد ؤنائ على ؤهـنو ؤفض.حخهو ئ عامهن ان أفطن إى
ؤآللذ(7٠ق ألمجهر ه (لقمان ،)١٤ :وعن أبي هريرة > قال :جاء رجل إلى رسول
الله ا فقال( :يا رسول الله ،من أحق الناس بحسن صحابني؟ قال :أيك ،قال:
ثم من؟ قال :ثم أمك ،قال :ثم من؟ قال :ثم أمك ،قال :ثم من؟ قال :ثم
٠١.٣٠
حقوى اإلنسان ه
أبوك)( ،)١فغي هذا تأكيد للتوصية بالوالدة خصوصا ،وتذكيربحقها العظيم؛ إذ با
من الحقوق ما ال يقام به؛ كيف وبطنها كان له رعاء ،وحجرها له حواء ،وثديها له
سغا.)”٠
-٢اشاتممن.ضفىمنأبص|:
فرضت الشريعة اإلسالمية لألم نصيبا مما يترك ولدها من المال بعد وفاته ،وهو
دائر بين الثلث ،وثلث الباقي ،والمدس ،بحسب وجود الفرع الوارث ،والجمع من
اإلخوة( ..يقول تعالى < :ؤأليؤيه لخل حد لجنا سس لجا ترك ان كان لدو ؤلدج قان
0يخن ٠لهو ؤند ؤقراو أبواة كأليمه $لثلشع قان.ان نه و إحوهد قأليمه ألشذبس ئ يعد ؤصئه
—٣الطاخة:
من حق األم على أبنائها أن يطيعوها فيما تأمر به ،وال يعصوها فيما تراه ،حتى
إنه إن تعارضت طاعة األم مع فعل النغل قدمت طاعتها على فعل النغل؛ ألن طاعتها
واجبة ،فتقدم على التة ،وهذا ما دامت ثم تأمر بمعصية؛ لقول المنبي هه ( :إنما
الطاعة في المعروف//
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كنثاب األدب ،باب :من أحتق الناس حيددن الصحبة ،رقم (،)٥٩٧١ ()١
ومسلم ،كتاب الربوالصلة واآلداب ،باب :برالوالدين ،وأهنما أحق به ،رقم(٤٨ه.)٢
انظر :فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (,)٢٤١/٢٥ ()٤
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كنثاب األحكام ،باب :السمع والطاعة لإلمام ما مث تكن معصية ،رقم ()٥
1 ا٤ا١
حقوذاإلنسان ه
تتضمن مسألة حقوق المرأة بعض الفوارق بين ما يقره اإلسالم ،وما تقره المواثيق
الوضعية ،وهذه الفوارق ترجع إلى تباين األسس الي يبي عليها كل منهما مواقفه من
حدية المرأة ،فاإلسالم يبي موقفه من هذه القضية على األسس اآلتية:
- ١العالقة بين الرجل والمرأة عالقة تكامل ال تخاصم ،وتعاون ال تصادم،
فالرجل يكمل رسالة المرأة ،والمرأة تكمل رسالة الرجل.
- ٢حقوق الرجل والمرأة مبنية على الوحي الذي يتوخى تحقق مصلحة الرجل
والمرأة جميائ.
-٣الحق المخصص للرجل أو للمرأة مرتبط بالوظيفة الي يقوم بها كل منهما،
باإلضافة إلى التكوين الجماني ضما ،فللمرأة حقوق تقتضيها وظيفتها ،وتتناسب مع
بئيتها ال يعطاها الرجل ،وللرجل حقوقتتطلبهاوظيغته ،وتتذاسبهعبئيته ال تمنحها
المرأة ،وبيبما حقوق مشتركة ال ترجع إلى عامل منهماذفهمامتاويان فيها.
ولعل غياب هذه األسس عن عقلية المفكرين الغربيين هو الذي أحدث لديهم نفورا
من موقف الشريعة اإلسالمية عندما أفردت الرجل بحقوق ثم تجعلها للمرأة والعكس،
فالثقافة الغربية كانت تتصور وجود صراع عئيف بين الرجل والمرأة حول مجموعة من
الحقوق انتزعها الرجل من المرأة لنفه مضطهدا بذلك جنسها الضعيف ،ومن ثم ال بد
من نصر المرأة في هذا الصرع من خالل منحها كل الحقوق الي يتمتع بها الرجل.
في ظل هذا التصور صار الغربيون ينظرون إلى أن أي حكم يختلف فيه الرجل عن
المرأة يعد تمييزا وظلتا للمرأة ،ومن ثم عذوا االختالف بين المرأة والرجل في اإلرث
والدية منال ظلما للمرأة ،وما ذلك إال لهيمنة الخلغي-ة الثقافية لديهم ،وهي خلفية
-١.٥٠
حقوى اإلنسان ه
طبيعته تقتضي مخالطة التاس وتغليب العقل على العاطفة ،واالختالف في اإلرث
والدية راجع لالخالف في التكاليف والواجبات ،فالرجل يجب عليه من التكاليف
المالية ما ال يجب على المرأة ،كالنفقة ،والكن ،والمهر ،وغيرها ،وأما االختالف في
الدية فمصدر االعتراض عليه النظرإلى الدية على أنها عوض من المتونى ،وليس
-١.٦٠
نم ٦
الوحدة العافرة
حقوق غبة اسس داخل المجتمع المسلم
آل هم
حقوى اإلنسان
تهيراإلسالمفىمعاماة٠االلقاياتغبرالمعامغ٠
لقد كفل النظام اإلسالمي لغيرالمسلمين حقوقهم منذ عهد رسول الله اه،
فمنذ اللحظة األولى لقيام الجتمع المسلم كان ياكنهم في ذات الدار من م يكن
ملتا ،وقد نظمت الشريعة العالقةمعهم ،وحفظت حقوقهم ،فعاشوا فيكذف
اإلسالم ،ربقيت معابدهم وأديانهم ،واستمرتقروذًا طويلة ،وال يزال نسلهم باقيًا
حتى اآلن في بالد المسلمين ،كمصر ،والعراق ،واليمن ،والودان ،وغيرها ،وهذا
أمر خاص بالعاثم اإلسالمي ،فاألقليات الدينية الني تخالف الدين العام للدولة ثم
تكن توجد في التاريخ إال في بالد اإلسالم فقط ،أما في غيره كالعاثم الغربي ،فلم يكن
مموحًا إطالقًا بتعدد الديانات ،بل سدت األقليات الدينية ،وأنزلت بها ألوان من
الظلم والخسف؛ ومن أبشع حركات االضطهاد ما أنزده نيرون الطاغية سنة ٦٨م
بالمسيحيين حينألقى بعضهم للوحورالضارية تنهشأجسامهم ،رأمربهمفًاشعلت
أجام بعضهم؛ لتكون مصابيح االحتفاالت التي أقامها في حدائق قصره.)١(.١ ١.
ولما صارت للمسيحية القوة والنغوذ أنزل المسيحيون باليهود أشد أنوع الويبل
والثبور؛ فأمر أحد ملوك المسيحية بقتل كل من ثم يتنصر من اليهود ،وليس
اضطهاد األسبان للمسلمين المقيمين باألندلس ،وترحيلهم منها عائ ببعيد(.)٣
***
انظر :مناظرة بني اإلسالم والنصرانية ،د .حممد مجيل غازي وآخرون (/١ه١)٣٣ ()١
انظر :اجلواب الصحيح ,لن بدل دن املسيح ،البن تيمية (١)٢٣٠/٤ ()٢
انظر :انبعاث اإلسالم يف األندلس ،حليل بنمحمد املنتصر بالله الكتاني ص (١)١٧٧ ()٣
1 ا٨ا١
حقوذاإلنسان ه
يتنوع غيرالمسلمين الذين يقيمون في دولة اإلسالم بحسب مدة إقامتهم إلى نوعين:
النوع األول :أقلية تتمتع باإلقامة الدائمة في بالد المسلمين ،سواء أكانوا من أهل
هذه البالد الذين ظلوا على أصل عقيدتهم ،وثم يدخلوا كغيرهم في اإلسالم ،أم
كاذو١ممنوفدو١ءلى١لجتمع اإلسالمي بإذن من ولي األمر ،وهؤالءيعدونجزء١من
النالعرب،الدمنذظور(.)٢٢١/١٢ ()١
انظر :حقوق وواجبات األقليات يف البالد اإلسالمية من منظور إسالمي ،د .حممد الدسوقي ص (، )٥ ( )٢
واحلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم ،د .حممد رأفت عثمان ص(.)١٠٦
٠١.٩٠
حقوى اإلنسان ه
( :المسلمون تتكافأ دماؤهم ،يعى بذمتهم أدناهم، (التوبة ،)٦ :ولقول الذي
ريجيرءليهمأقصاهم)(.)١
- ٣األيون جزء من األئة لهم ها للملمين ،وعليهم ما على المعلمين،
تجبرهم على الخروج من ديتهم ،وال على الدخول في االالم ،بل تكتفي بأداء
واجب الدعوة ،وبيان تعاليم االسالم ،والنصيحة بالدخول فيه بعبارة سهلة لئتة ،فالله
تعالى ،يقولً # :اذع إل ،سبيني ذ 7بدئكمة ؤًالثؤءظة آلئثقؤ ؤجذلهدبعى يى ًاحس يح
كما يلتزم المسلمون في الدولة المسلمة بعدم التعرض لمشاعر غير المسلمين الدينية؛
أخرجه أبو داود ،كتاب اجلهاد،باب :يف السرية تود على أهل السكر ،رقم ( ،)٢٧٥٣وصححه األلباني. ( )١
٠١١٠٠
حقوذاإلنسان ه
فال ينال من معتقداتهم ،وال من معبوداتهم ال بذول وال يلتز ،يقول تعالى < :وال
قكبو) ًالذلر ى يدعون من دون ًادله وككوئا !$عذوا بغني عفر يح (األذعًام ،)١٠٨ :قال
القرطبي « :٠ذهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم؛ ألنه علم إذا سبوها نغر
الكفار ،وازدادوا كغرا))(.)١
ثانيا٠ :حقهمفيحغظ المال ،والدم ،والعرض:
غير المسلمين في الدولة اإلسالمية — سواء كانوا دئيين أو مستأمنين — هم في ذمة
ًا! ال يجز) آئئتذئ يح (البقرة ،)١٩٠:فيحرم أن يعتدي على دمائهم؛ لقول رسول
اد (من أروجال على نفه فقتده ،أعطي لواء الغدريوم القيامة)^ ،وقال
ا( :من قتل معاهدا ثم يرح رائحة الجنة ،وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين
عاما) .وحرمة دمائهم ال تقف عند حد حرمة الماس بها ،بل تتعدى ذلك إلى
وجوب الدفاع عنها ،ذإذا وقع عليهم اعتداء من أحد وجب على الدولة المسلمة دفع
ذلك عنهم؛ سواء كان المعتدي سلتا أوغيرسلم ،مواطائ أو حربنا ،وإن اسر أحد
منهم وجب على الدولة أن تستنقذه ممن أسروه .
وكمايجرم الماس بذوات غير المطمين ودمائهم ،يحرمكذلك الماس
أخرجه البخاري ،كتاب اجلزية ،باب :إمث من قتل معاهدا يغريجرم ،رقم (.)٣١٦٦ ( )٣
-١١١-
حقوى اإلنسان ه
وليت أعراض غير المسلمين بأقل منزلة من دمائهم وأموالهم؛ فال مساس بها،
ولوبغيبة ،أرستم؛ ألن في ذلك إيد لهم وظلما ،والنبي ٠يقول( -.أال من ظلم
معاهدا ،أو انتقصه ،أو كتفه فوق طاقنه ،أو أخذ منه شيائ بغيرطيب نفس؛ فأنا
ان ا! لجضًالئغشهيئ ( ٠المائدة ،)٤٢ :فإن ثم يرتضوا االحتكام بينهم إلى الشريعة
أخرجه أبو داود ،كتاب اخلراج واإلمارة والغيء ،باب :يف الذمي يسلم يف بعض السنة ،رقم (.)٣٠٥٤ ()٢
وصححه األلباني.
-١١٢-
حقوذاإلنسان ه
أما إن نشأت الخصومة بين ذمي ومسلم فإن التحاكم حينئذ يكون لنظام
المسلمين ،لكونه النظام العام للدولة الذي تتبعه األكثرية الغالبة فيها.)١
رابعًا :حقهم في العمل والتجارة داخل الجتمع المسلم :
ؤلر-٠ةرجوو من دريكم 1ن دبروهـر ؤرعسطو) إليمج (ن ًاسي= ًالكعسبن يح ستحة )٨ :؛
«أي :ال ينهاكم الله عن البر والصلة ،والمكافأة بالمعررف ،والقسط للمشركين ،من
أقاربكم وغيرهم ،حيث كانوا بحال ثم ينتصبوا لقتالكم في الدين ،واإلخراج من
دياركم ،فلرس عليكم جناح أن تصلوهم ،فإن صلهم في هذه الحالة ال محذور فيها،
انظر :احلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم ،د .حممد رأفت عثمان ص ( ،)١٤٣وحقوق غري ()١
-١١٣-
حقوى اإلنسان ه
وال مغدة))( ،)١وقد استفتت أساء بنت أبي بكر اجل النبي اه في صلة أدها
المشركة ،فقال ( :نعم ،صلي أمك) ،وكان الرسول فة يعود مرضاهم ،كما في
عيادته الغالم اليهودي الذي كان يخدمه(.)٣
وهذه المعاملة الحنة ال تعني أن يقع المسلم فيما نهى الله تعالى ،المؤمنين عنه من
مواالة اليهود وغيرهم من الكفار والء ود ،ومحبة ،وإخاء ،ونصرة ،وأن يتخذهم
؛ يقول تعالى ^ :نتاوا آلئس ذامتوا ال قئخذوأ يهنانة من بطانة ،ولو كانوا غيرمحاربين
ئونكز ال نالونكز حياال ؤدوا تا غنم ون ينرو ٢لتعضًاذ من ًائؤ ١هـهم وا دحعى حدورهم
أكبر قن ينت وتكلم ٢آلتئت (ن لكدلم يعقلون يح (ًال ءمراه .)١١٨ :
انظر :تيسريالكرمي الرصن يف شريكآلم املنان ،للشيخ عبد الرصن للسعدي (,)٨٥٦/١ ()١
أخرجه البخاري ،كتاب اسبة ،باب :اسدية للمشركني ،رقم (.)٢٦٢٠ ( )٢
أخرجه البخاري ،كتاب اجلنائز ،باب :ادا استم الصيب ومان ،رقم (٦ه.)١٣ ()٣
انظر :فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (.)٦٦/٢ ()٤
انظر :فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (.)٧٨/١٠ (ه)
انظر :فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية اوسعودية (ا)٢ا (/١ه.)١٠ ()٦
-١١٤-
حقوذاإلنسان ه
عنها (فاألمير الذي على الناس راع ،رهو مؤول عن رعيته) . ١
سابعًا :حق االنتقاع بالمرافق العامة داخل الجتمع المسلم:
الري ،واإلنارة ،وكل ما ال تستقيم حياة اإلنسان بدونه وفق مقتضيات الكرامة
اإلنانية؛ يقول الذي ا (الناس شركاء في الماء ،رالكأل ،والذار)( )٢ولفظ الناس
عام يثمل المسلمين وغيرهم ،وال يخفى أن حغم الماء والكاله والنار الني ال تستقيم
من أعظم حقوقهم أن يوفى لهم بعهدهم ،فال يجوز انتهاك حقوقهم ألي سبب
كان ،فهم كالم٠لمينفيحغظ حقوقهم ،واليجوز للدولةأن تقعئرفيحقهمب٠بب
كفرهم ما داموا ملتزمين بأحكام اإلسالم ،وهذا مما يميز نظام الحقوق في اإلسالم ،فهو
يقومءلىمبدًا ثابت متقر ،رلرس على مصالح متغيرة ،ولهذا بقي أهل الدة في
كنف المسلمين طيلة قرون طويلة ،وبقي الوفاء ضم..
***
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب العتق ،باب :كراهية التطاول على الرقيق ،رقم ( ،)٢٥٥٤وملم، ()١
كتاب الزمارة ،باب :فضيلة اإلمام العادل ،وعقوية اجلائر ،واحلث على الرفق بالرعية ،والنهي عن إدخال
٠١١٥٠
حقوى اإلنسان ه
المعاواذ٠بينالمماموالكافرفىضوءدءواتالمواطذغ٠المعاصرذ٠
ألمسلمين ،وجعلت لهم ما سبق بيان أن ألشريعة أإلسالمية كفلت حقوى
للمسلمين ،وعليهم ماعلى المسلمين إجماال ،أما تفصية فقد خعئت كل فريق يأمور
يتميز بها عن اآلخر ،وهذه أألمور في مجملها ترجع إلى أعتبار ألدين الذي يدين به
الغرد؛ آلذه-كماسبقبياذه-رصفمؤثرفيالتغضيلفييعضالقضايا.
والواقع أن هذا التغريق يثيرإشكاائ مع المنادين بحقوق المواطنة المعاصرة الذين
يرون ضرورة التوية بين المواطنين بسبب اتفاقهم في التراب بغض النظر عن دينهم،
ويعدون التمييز بين المسلم والكافر في بعض القضايا انتهاغا لحقوق االنسان.
وهذه اإلشكالية ترجع إلى مسألة المرجعية عند كل فريق ؛ فالمسلمون يعتمدون
الوحي مرجائ معرفيا يحتكمون إليه ،ويرسون مالمح الحياة والحقوق على ضوء
هديه ،بينما تقوم مرجعية الحقوق في الغرب على الحقوق الطبيعية الض ال ترى للدين
أثرا ،وتحمل في^ها بفصا للدين؛ بسبب خصوماتها التاريخية معه ،رمن ثم ترفض
أي تمييز بسبب الدين.
فالمواطنة الض تعض الماواة بسبب االنتماء إلى األرض دون أي اعتبار للدين،
وتلغي أحكام الشريعة المتعلقة بالكفار ،هي مفهوم علماني ال ديتي ،ترفضه الشريعة
الني ترى أن التوية بين المواطنين محكومة يجملة من المبادئ التي تحقق العدالة بينهم
دون ماس بالقواسم المشتركة بينهم ،وحين نستقصي األحكام الني فرقت الشريعة
فيها بين المسلم والكافر ال نجدها تمس أصل حياتهم ،وال تضرأصول حقوقهم ،إنما
تمس بعض الميزات اإلضافية الني يحرم منها غيرالمسلم بسبب عدم دخوله في الدين
اإلسالمي ،ومن أبرز هذه األحكام:
-١١٦-
حقوذاإلنسان ه
-١١٧-
نم ٦
الوحدة الحادية عشرة
حق التعاون والتكافل االجتماعي
- ٢إدراك أثر أحكام اإلسالم في العالقات االجتماعية في حفظ حقوق اإلنان.
-٣شرح حقوق اإلنسان في اإلسالم في جانب العالقات االجتماعية.
-٤توضيح أثر التقوى وتزكية الئغس على صيانة الحقوق في اإلسالم.
آل هم
حقوى اإلنسان ه
إذا كانت حقوق اإلنسان في المواثيق والعهود المحاصرة تتحصر في تلك الضمانات
القانونية الني تحمي حقوق األفراد والجماعات من االعتداء عليها أو الماس بها،
والني تخول للقضاء حق التدخل عند وقوع االنتهاك ،فإن حقوق اإلنان في اإلسالم
أوسع من هذا اإلطار القانوني وأشل؛ فعالوة على صون تلك الجوانب من حقوق
اإلنان ،فإن هناك حقونا شرعية ضمئتها الشريعة لإلنان في عالقاته مع اتجاورن له
في مجتمعه ،ودي حقوق تعزز التقارب والتآخي والتواد بين أفراد اتجتمع المسلم،
وتخفف المصائب ،وتد الحاجات ،رهي مع ذلك ال تخضع لسلطة تراقبها ،وإنما
يمارسها األشخاص فيما بينهم داخل اتجتمع المسلم من باب التعاون والتكافل وبدافع
الملق الحميد والسلوك الحسن.
رديم بالعتؤه ؤآشني يريدون وجهه; ؤآل كئذ غتىف غلجم تجذ —تته آلحتوه 9لذتج $ؤإل رجع
من أعثتائ قتيدو غن دركا ؤاتلع ننوه ؤ.ارئ امرهو وطا يح (الكهف ،)٢٨:وحث على بعث
٠١٢٠٠
حقوذاإلنسان ه
العالقات الحميدة بيتهم ،فقال < :ؤًاعبدوًا ًا! ؤأل عشرووًا بدت كجا ؤبآلؤ,نض إحكئنا
ؤيدى ًاتعرف ؤًاتةئئتف وئكم ؤًالجآر دى ًاتعرف وآؤ ًاتحئب ؤًالائجب بًاتجلو وآبن
ًالكبيلي ؤتا تتكقه اتتئثحكم اذ !$البتن هكان مختاأل قفو ا يح (١لذاء.)٣٦ :
وتكون هذه العالقات االجتماعية المتعددة بين أفراد الجتمع منظومة في سلك
واحد ،تدور في فلكه ،هو سلك حسن الحلق ،فكل العالقات االجتماعية ال تخرج
عنه؛ وليذا جاءت النصيحة النبوية تحث على حن الحلق مع الناس باعتباره الجامع
الع هذه العالقات فعن معان > أنه قال :يا رسول الله ،اوصني .قال( :اتق الله
حيثما كنت أو أينما كنت) .قال :زدني قال( :أتبع السيئة الحنة تمحها) .قال :زدني.
قال( :خالق الناس يخلق حس.
***
فيما يأتي سنتعرف على جملة من الحقوق االجتماعية الني تثكل الوجه الحسن
المعبرعنجمااللإسالم ،وساحته ،وسوه.
واحد منهم على اآلخر بموجب عقد األخوة اإلسالمية الوارد في قوله تعالى < :إئتا
ًالتؤتعؤن إلخؤهل قاصيحوًا بفن ًالخؤيإلتج ؤاتعؤأ ًائله لعاال درحمؤن يح (١لحجرات ،)١٠:يقول
« :هذا عقد ،عقده الله بين المؤمنين ،أنه إذا وجد من أي العالمة العدي
-١٢١-
حقوى اإلنسان ه
شخص كان -في مشرق األرض ومغربها -اإليمان بالله ،ومالئكته ،وكتبه ،ورسله،
واليوم اآلخر ،فإنه أح للمؤمنين ،اخوة توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون
ألنفسهم ،ويكرهون له ،مايكرهونألشهم))(.)١
والحقوق اتحفوظة بموجب هذا العقد من الكثرة بحيث يضيق المكان بحصرها.
ومن الحقوق الواجبة للمسلم على أخيه المسلم ،ما يأتي:
- ١إلقاء السالم ،وإجابة الدعوة ،وعيادة المريض ،وبذل النصح ،وتشميت
العاطس ،وإتباع الجنازة ،فعن أبي هررة ،أن رسول الله ا قال( :حق المسلم على
المسلم ست ،قيل :ماهنيارسو.اللله؟ ،قال :إذا لقيته فعلم عليه ،وإذا دعاك
فأجبه ،وإذا استنصحك فانصح له ،وإذا عطس فحمد الله فثمته ،وإذا مرض فعده ،
وإذا مات فاتبعه) .
-٢حغظالورضوالمال ،فعن أبي هريرة > قال :قال رسول الله ه :
(إياكم والظن ،ؤإن الظن أكذب الحديث ،وال تحسسوا ،وال لجوا ،وال تحاسدوا،
وال تدابروا ،وال تباغضوا ،وكونوا عباد الله إخواائ)(.)٣
— ٣الوفاء واإلخالص له في حياته وبعد وفاته ،فقد روت عائشة <| أن
عجوزا أتت النبي ٠فأقبل عليها إقباال كبيرا ،فسألته ،فقال ( :إنها كانت تأتينا زمن
خديجة ،وإن حسن العهد من اإليمان)^.
أخرجه مسلم ،كتاب السالم ،باب :هن حق املسلم للمسلم رد السالم ،رقم (.)٢١٦٢ ()٢
متفق عليه ،البخاري ،كتاب األدب ،باب :ما ينهى عن التحاسد والتدابر ،رقم ( ،)٦٠٦٤ومسلم ،كتاب ( )٣
أخرجه احلاكم يف املستدرك على الصحيحني ،كتاب اإلميان ،باب :وأما حديث معمر ،رقم(= ،)٤٠ ()٤
-١٢٢-
حقوذاإلنسان ه
— ٤التواض-ع معه وإشعاره بالتوقير ،فعن رسول الله فج أذه قال ( :إن الله
أوحى إلي أن تواضعوا حتى ال يفخر أحد على أحد ،وال يبغي أحد على أحد) .
ه-التراحم والتعاطف ،قال رسول الله ( ٠مثل المؤىتوادهم،
وتراصهم ،وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر
والحمى)^.
-٦نصرته ظالما أومظلوائ ،قال رسول الله م (اذصرأخاك ظالما أو
مظلوائ ،قالوا :يا رسول الله ،هذا ننصره مظلوائ ،فكببف ننصره ظالما؟ قال :تأخذ
فوقيديه)(.)٣
— ٧كفالته في حال الفقر :فيجب على المسلم القادر أن باعد إخوانه الجتاجين
مالائ ،وفاء بحقهم عليه ،والماعدة هنا ليت مجرد سلوك إناني يفعله الغي مئنى ما
أراد ،بل هو واجب إسالمي نظمت الشريعة أداءه ،وجعلت له موارد محددة كالزكاة،
وصدقاتالتطوع ،والكفارات.
ويدخل في باب القيام بحق األخوة وجوب أنظار المسلم المدين عند اإلعار،
يقول تعالى < :وان كادئ دو عسزهوععجذه افي ميسزنآل وان قضذؤوا حؤ لكز ان كتئز
نئتثوئ يح (البقرة ،)٢٨٠ :فهذا أمر من الله تعالى ،بالصبرعلى المعسر الذي ال يجد
أخرجه مسلم ،كتاب اجلنة وصفة نعيمها ،باب :الصفات ايل يعرف هبا يف الدنيا أهل اجلنة وأهل النار، ()١
رقم(ه٠)٢٨٦
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،باب :ردة الناس والبهائم ،رقم ( ، )٦٠١١ومسلم ،كتاب ( )٢
-١٢٣-
حقوى اإلنسان ه
وفاء ،وهو أهر عام في جميع الناس ،كما يدخل في هذا الباب اإلعانة على
الحوائج ،وتتفيس الكربات ،والتر على اتجفوات ،قال رسول الله فة( :المسلم
أخو المسلم ،ال يظلمه وال يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ،ومن
فرج عن مسلم كربة ،فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ،ومن سئر مسلائ
سئرهاللهيومالقيامة)(.)٢
ثانيا :حق الجار:
بالغت الشريعة في التوصية بحق الجارحتى قال التبي ( ٠ماز١ليوصيني
جبريل بالجار ،حتى ظننت أنه سيورثه)( ،)٣فأقرت١لشريعة له حقوقا أهمها:
- ١كف األذى عنه ،قال رسول الله ا( :من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر
فال يؤذ جاره)(.)٤
— ٢إكرامه من فضل المال ،وتعاهده بالطعام ،سول الله ه ( :من كان
يؤمن بالله واليوم اآلخر فليكرم جاره)(“).
— ٣حفظ أهله عند غيابه ،فعن عبد الله بن معود > ،قال :قلت يا رسول
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب املظامل ،باب :اليظلمسم,سًاواليلمه ،رقم(،)٢٤٤٢ ()٢
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتتاب األدب ،باب :الوصاة باجلار ،رقم ( ،)٦٠١٤ومسلم ،كتناب الرب ( )٣
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،باب :من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يؤذ جاره ،رقم ()٤
( ،)٦٠١٨ومسلم ،كتاب اإلميان ،باب :احلث على إكرام اجلار والضيف ولزوم الصمت ،رقم(٠)٤٧
أخرجه البخاري ،كتاب األدب ،باب :من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يؤذ متاره ،رقم (، )٦٠١٩ ()٥
-١٢٤-
حقوذاإلنسان ه
الله ،أي الذنب أعظم؟ قال( :أنتجعلللهذد ،١وهو خلقك) ،قلت :ثم أي؟ قال؛
(أن تقتل ولدك مبن أجل أن يطعم معك) ،قلت :ذم أي؟ قال( :أن كراني حليلة
جارك)( ر
ومن جماع ما قيل في حق الجار :أنك «إن استعان بك أعئته ،وإن استقرضك
أقرضته ،وإن افتقر عدت عليه ،رن مرض عدته ،وإن مات اتبعت جنازته ،وإن
أصابه خيرهنأته ،وإن أصابته مصيبة عزيته ،وال تمتطل عليه بالبناء ،فتحجب عنه
الريح إال دإذنه ،وإذا اشريت فاكهة فأهد له ،فإن ثم تفعل فأدخلها سرا ،وال يخرج
بها ولدك ليغيظ بها ولده ،وال تؤذه بقتار قدرك إال أن تغرف له منها» .
ثالثا :حق المعلم:
أعلى اإلسالم من مكانة العايم ،وجعل شرفه فوق كل شرف؛ ولذا ال يوازي
العايم في االسالم أحد ممن سواه ،يقول تعالى < :ولح هل يتقوى الذبن يعنمون ولس ال
يعلثون ائنا يتدبر اولوا ًا٠أللتدب يح (الزمر ، )٩ :وإذا جمع العايم بين العلم والتصدر
للتعليم كانت منزلته أرفع ،وأي منزلة فوق أن يصلي الله عليه ،يقول رسول الله
هه ( :إن الله والئكته وأهل الموات واألرضين حتى النملة في جحرها وحذى
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كثاب التنسري ،باب :قوله تعاىل < :قال جيعفوا ! أنذادا ؤًاحم كعلوئدرى يح ()١
(البقرة ،)٢٢ :رقم ( ،)٤٤٧٧ومسلم ،كتاب اإلميان ،باب :كون الشرك أقبح الذنوب ،وبيان أعظمها
بعده،رقم(.)٨٦
أخرجه الرتمذي ،كنثاب العلم ،باب :ما جاء يف فضل الفقه على العباد ،رقم ( ، )٢٦٨٥وقال :هذا ()٣
-١٢٥-
حقوى اإلنسان ه
وألجل هذه المكانة العالية ،والمنزلة الرفيعة ،جعلت الشريعة اإلسالمية للمعلم
حقونا ،وحثت على بذيا له ،وفي ذلك يقول رسول الله ( :٠ليس من أمتي من
- ١تقديمه على من سواه ،فقد كان رسول الله ا يعرف ل٣م قدرهم،
ويقدمهم على غيرهم ،ولو بعد الوفاة ،فكان ٠يجمع بين الرجلين من قتلى أحد
في ثوب واحد ،ثم يقول ( :أيهم أكثر أخذا للقرآن؟) ،فإذا أشيرله إلى أحدهما قدمه
فياللحد(.)٣
- ٢التواضع له ،وحين الخلق معه ،ومن مواقف السلف التي تؤكد ذلك ما
حكاه الزهري =-ستذغه محن أ^ه كان يأتي عروة ،فيجلس ببابه مليا ،ولوشاء لدخل،
رلكنه كان يرجع ،وال يدخل إعظاائ له(.)٤
— ٣أن يضع الطالب للمعلم في نفه هيبة :فقد كان من تمام احترام السلف
لعلمائهم أصم كانوا يهابوصم ،يقول ابن عباس > مكثت سنة ،وأنا أشك في
سئتين ،وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب فج عن المتظاهرتين ،وما أجد له موضائ
أسأله فيه ،حتى خرع حالجا وصحبته ،حتى إذا كان بمر الظهران ،وذهب لحاجئنه،
أخرجهأمحدفياملسذد،رقم(هه.)٢٢٨ ()١
أخرجه البخاري ،كتاب اجلنائز ،باب :الصالة على الشهيد ،رقم (.)١٣٤٣ ()٣
اذظر:سريأءالمالذبالء،للذهيب(.)٤٣٢/٤ ()٤
-١٢٦-
حقوذاإلنسان ه
قال :أدركني بإداوة من ماء؛فلما قضى حاجته ،ورجع أتبته باإلداوة أصبها عليه،
فرأيت موضائ ،فقلت :يا أميرالمؤمنين من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله هه ،
فما قضيت كالمي ،حتى قال :عائشة ،وحغصة)(.)١
— ٤عدم اغترار الطالب بنفسه ،وتوهمه أنه أعلم من معلمه أو مثله؛ فان هذا
تسويل من النفس وخدعة من الشيطان.
ه-الضبرعلى غضب المعلم.
— ٦عدم تتبع سقطاته ،فال يكون هدئ الطالب من الجلوس في الدرس طلب
عثرات معلمه وتتبعها؛ لتنثرها بين الطالب ،وهذا من أشنع األفعال^.
رابعا :حقوق الفائت الجتاجة :
راعت الشريعة الفائت الني تتعرض لحاالت استثنائية أو غيرعادية داخل الجتمع
ممن يتطلبون مد يد العون إليهم ،واللطف بهم ،والقيام بحاجاتهم ،ومنهذه الفائت
ما يأتي:
— ١األيتام :واليتيم هو من فقد أباه قبل الحلم ،ففقدان األب مظنة الوقوع في
الحاجة والفقر؛ لذا راعت الشريعة ضعف اليتيم ،فجعلته من معارف الثيء،
وحذرت من االعتداء عليه لضعفه ،يقول تعالى < :ان ألدين تاهكلون امؤل آلئتدس
لملتتا إدعا ياتغلون ئ بعلويهم كارا ؤتئضلورئ سعيرا يح (التاء .)١٠ :
أخرجه أبو عوانة يف املستدرك على الصحيحني ،كتاب احلج ،باب :أخلبر املبني أن الرجل اذا قال المرأته : ()١
اختاري ،أو خريها يف فراقها من يكان ذلك طالقا ،رقم ( )٤٥٧٨حديث صحيح.
-١٢٧-
حقوى اإلنسان ه
< إرتا ألصتقئت للعبرآء وألتتكن يح (التودة ،)٦٠ :وحق في الفيء ،والصدقات وغيرها.
للطريق حق سماه رسول الله ا بهذا االسم ،فعن عن أبي سعيد الخدري
> عن الذي ا قال( :إياكم والجلوس على الطرقات ،فقالوا :ما لنا بد ،إنما
هي مجالنا نتحدث فيها ،قال :فإذا أبهتم إال الجالس ،فأعطوا الطريق حقها ،قالوا:
وما حق الطريق؟ قال :غطى البصر ،وكف األذى ،ورد السالم ،وأمر بالمعروف،
ونهي عن المتكرا.
أخرجه الرتمذي ،كتناب الربوالصلة ،باب :ما جاء يف رمحة الصبيان ،رقم ( )١٩١٩وقال األلباني : ()١
«صحيح».
متفق عليه ،أخرجه البخاري ،كتاب املظال) والغعب ،باب :أفنية الدور واجللوس فيها ،واجللوس على ( )٢
الصعدات ،رقم ( ،)٢٤٦٥ومسلم ،كتاب اللباس والزينة ،باب :النهي عن اجللوس يف الطرقات ،وإعطاء
الطريقحقه ،رقم(.)٢١٢١
-١٢٨-
حقوذاإلنسان ه
-٢وجوب الوفاء بحق الطرق عند الحاجة للجلوس عليها ،ويثمل ذلك؛
أ-غضالبمر :اي :دعن انظرالى اتحرم ،مناذا٠الالتييردن
بالطريق ،وحرمات البيوت الي قد تفتح أبوابها أو نوافذها
ب-كف األذى :أي االمتناع نا يؤذي المارة؛ فعال كان أو قوال.
٠١٢٩٠
حقوى اإلنسان ه
٠١٣٠٠
الوحدةا۵ذيةءشرة
حقوى اإلنسان فى المهلكة العربية السعودية
الدولي.
-٤شرح جهود المملكة في دعم حقوق اإلنسان في داخل المملكة وخارجها.
حقوى اإلنسان ه
الرقم (أا )٩٠النظام األساسي للحكم في المملكة العربية العودية ،وقد تضمن هذا
النظام كثيرا من المبادئ الني كعنى بحماة حقوق اإلنان ،وغرس ثقافتها في الجتمع،
يقول ابن عثيمين ٠في هذا النظام ((وإن من دواعي السرور والغبطة أن كانت
المادة األولى من النظام األساسي للحكم في هذه المملكة -ادس نسأل الله أن يحرسها
بدينه ،وأن يحرس دينه بها -كانت المادة األولى أن دينها اإلسالم ،ودستورها كتاب
اللهصئةذئه.)١()٠رمنموادطا النظام ذات الصلة ما يأتي:
— ١المادة الثامنة عشرة :تكفل الدولة حرية الملكية الخاصة وحرمتها ،وال يترع
من أحد ملكه إال للمصلحة العامة ،على أن يعوض المالك تعويهائ عادائ.
فهذه المادة تكفل للمواطن العودي حرة التملك ،فبموجبها يكون لكل مواطن
في المملكة العربية العودة الحق في اكتاب المال ،مادام الكسب يتم بالطرائق
الشرعية ،ويكون له الحق في أن يتصرف في هذا المال كما يشاء في حدود تعاليم
اإلسالم ،ويضاف إلى ذلك حقه في أن يتمنع بحماية هذه الملكية من كل اعتداء؛ سواء
أكان من قبل األفراد أم من قبل الدولة ،فإذا اعتدى مواطن على ولك مواطن آخر
عاقبت الدولة المعتدي ،وأنصفت المعتدى عليه ،وإذا أرادت الدولة نزع بلك مواطن
للمصلحة العامة ،كفتح ١لطرقأو توسيعها ،فإن الدولة تدفع للمواطن الذي نزعت
-١٣٢-
حقوذاإلنسان ه
حقوق اإلنسان يف اإلسالم وتطبيقاهتا يف اململكة العربية السعودية ،د .سليمان بن عبد الردن احلقيل ()١
ص(.)١٢٢
-١٣٣-
حقوى اإلنسان ه
حقوق اإلنان يف اإلسالم وتطبيغاهتا يف اململكة العربية العودة ،د .سليمان بن عبد الرصن احلفيل= ()١
-١٣٤-
حقوذاإلنسان ه
- ٨المادة الثامدة والثالثون :العتودة شخصية ،وال جرية وال عفوية إال بنا؛
على نص شرعي أو نص نظامي ،وال عقاب إال على األعمال الالحقة للعمل بالنص
النظامي.
تكفل هذه المادة حق الحرة الشخصية للمواطن ،فطبقا تجا ال يجوز تجردم مواطن
يجرم ال ينص عليه النظام العام المستمد من الشريعة اإلسالمية،كما أنه ال يقضى على
مواطن بأي عقوبة ال تجيزها الشريعة اإلسالمية ،وال يجوز حبس مواطن أو توقيفه
درنمسئذظامي(.)١
ثانيًا :المؤسات واتجيائت والجمعيات العاملة في مجال حقوق اإلنان في
المملكة:
امتد اهتمام المملكة العربية السعودية بمألة حقوق اإلنسان على المستوى
الوطني؛ ليشمل نشاط كثيرمن الجمعيات الحكومية واألهلية الني كعني بشأن قضايا
حقوق اإلنسان في اتجتمع اتجلي ،ومن أهم هذه اتجيائت:
-١هيئةحقوقاإلذان:ذظامهاوأءماتجا(:)٢
انشئت هيئة حقوق اإلنان بموجب القرار ذي الرقم )٢٠٧( :المؤرخ في:
١٤٢٦/٨/٨ه ،وهي هيئة حكومية ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء ،وتعى إلى
حماية حقوق اإلنان وتعزيزها وفائ لمعاييرحقوق اإلنان الدولية في جميع الجاالت،
=ص(.)١٢٢
حقوق اإلشان يف اإلسالم وتطبيقاهتا يف اململكة العربية العودة ،د .سليمان بن عبد الردن احلقيل ()١
ص(.)١٢٢
-١٣٥-
حقوى اإلنسان ه
كما تعمل على نشر الوعي بها ،واإلسهام في ضمان تطبيق ذلك في ضوء أحكام
الشريعة اإلسالمية.
وبعد هيئة حقوق اإلنان هي الجهة الحكومية المختصة بإبداء الرأي والمشورة فيما
يتعلق بمائل حقوق اإلنان في المملكة.
وتتمتع الهيئة بالشخصية االعتبارية واالستقالل التام في ممارسة مهماتها
الحصوص عليها في نظامها ،رأيرزما تضطلع به الهيئة ما يأتي:
أ — التأكد من تنفيذ الجهات الحكومية المعئية لألنظمة واللوائح السارية فيما يتعلق
بحقوق اإلنان ،والكشف -عن التجاوزات المخالفة لألنظمة المعمول بها في المملكة
والني تشكل انتهاكا لحقوق اإلنان ،واتخان اإلجراءات النظامية اذآلزمة في هذا الشأن.
-١٣٦-
حقوذاإلنسان ه
هيئذوطئية مستقلة ماؤا وإداريا ،رليس لهاأي ارتباطبًاي جهاز حكومي ،وترمي إلى
مايأتى:)٢
أ — العمل على حماية حقوق اإلتان وفائ للنظام األساسي للحكم الذي
مصدره الكتاب والتة ،ووفائ ذألنظمة المرعية ،وما ورد في اإلعالنات الخاصة بحقوق
انظر :اجلمعية الوطنية حلقوق اإلنسان :النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (.)٧ ()١
ت؟8ئسج±ء/١٤٧/0ك1سا.83ج.0٢ئ8ع٠://غ
انظر :اجلمعية الوطنية حلقوق اإلذسان :النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (.)٨ ()٢
-١٣٧-
حقوى اإلنسان ه
اجلمعية الوطنية حلقوق اإلنسان :النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (.)٩-٨ ()١
انظر :حقوق اإلنسان املدنية يف النظام األساسي للحكم يف اململكة العربية السعودية «دراسة تأصيلية تطبيقية ( )٢
-١٣٨-
حقوواإلنسان ه
-١٣٩-
حقوى اإلنسان ه
-٣تحتل المملكة المرتبة األولى عالمتا من حيث قيمة الماعدات ادس تقدمها إلى
الدول األخرى ،وذلك بالنظرإلى نسبة الماعدات المقدمة منها إلى الناتج القومي
اإلجمالي ،والني قدرت في المتوسط بذحو٢,٨لز وه٣,بذ "خالل عقدي الثمانينيات
والتعيئيات ،وانحفضت إلى ١ , ١با عام ١٩٩٩م ،وعلى الرغم من ذلك فهي نسبة
تفوق بكثيرنسبة الماعدات المقدمة من دول لجنة ماعدات التنمية (داك) ()٥٨٤
) ،كما أن نسبة (0£0 التابعة لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية األوروبية
الماعدات العودية إلى الناتج القومي تجاوزت بكثير نعبة ^٠,٧وهي النسبة انحددة
٠١٤٠٠
حقوذاإلنسان ه
من قبل األمم المتحدة هدفا للماعدات اإلنمائية المقدمة من الدول الصناعية المتقدمة.
-٤أولت المملكة اهتماائ واسائ للذضايا اإلنانية المعاصرة المتصلة بالحروب
والكوارث الطبيعية ،ودائعنا ها يأتي التحرك العودي مبكرا وفاعائ لمواجهة هذه
األزمات ،من أجل تخفيف آالم المتغردين بصورة فعلية ،وقد جرت العادة إلى جانب
الماعدات الحكومية الرسية الض تقدمها الدولة بفتح حابات لتلقي التبرعات في
البتوك الوطنية العودية؛ نا يعكس نجاح المملكة في غرس ثقافة حقوق اإلنسان في
قلوبمواطتيها.
— ٥تتلقى المفوضية السامية لشؤون الالجئين منذ فترة طويلة ماهمة سنوية في
ميزانيتها من المملكة العربية العودية.
—٦تترع المملكة لماعدة الالجئين في إفريقيا والصومال.
٠١٤١٠
حقوى اإلنسان ه
-١٤٢-
حقوى اإلنسان
لؤائإل
أخي الطالب أخي الطالبة..
في نهاية مقرر ((حقوق اإلنسان )) يجدر أن نذكر بأبرز ما تضمنه هذا المقرر من
معلومات ،وذلك على النحواآلتي:
— مفهوم حقوق اإلنسان في اإلسالم يعي الحقوق اكي كفلها اإلسالم وحفظها
لإلنان ،فردا وجماعة في كل مجاالت الحياة اإلناسة.
— أبرز االتفاقيات الدولية لحقوق اإلتان هي اإلعالن العالمي لحقوق اإلنان،
وما تاله من العهود الدولية؛ كالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ،والعهد
الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره
من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية.
— قاعدة الشريعة في الحكم عدى هذه االتفاقيات هي قبول ما فيها من حق
أجعين.
***
-١٤٤-
حقوى اإلنسان
٠
تفعيرالقرآن العظيم ،إسماعيل بن عمر بن كثيرالقرشي الدمشقي( ت ٧٧٤ه) ، ()١
١٤٢٠ه١٩٩٩/م.
جامع البيان في تأويل القرآن ،محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ه) ،تحقيق :أحد محمد ()٢
الجامع ألحكام القرآن والمبين لما تضمنه من العنة وآي الغرقان ،محمد بن أجمد بن ()٣
الحرية الدينية بين المسلمين وأهل الكتاب ،خالد القاسم ،كرسي األميرسلطان ،الطبعة ()٤
األولى١٤٣٠ ،ه.
حقوق اإلنسان المدنية في النظام األم؛ سي للحكم في المملكة العربية الععودية ((دراسة ()٥
تأصيلية تطبيقية مقارنة)) ،ناصر البقمي ،رسالة دكتوراه ،كلية الدراسات العليا :نم
حقوق اإلنسان في اإلسالم ،محمد عيد العباسي ،مركز الملك فيصل للبحوث ()٦
والدراسات اإلسالمية ،الطبعة األولى١٤٣١ ،ه.
حقوق العمال بين اإلسالم والمعاييرالدولية للعمل ،رزق بن مقبول الريس ،عمادة ()٩
البحث العلمي ،جامعة الملك سعود ١٤٢٣ ،ه.
-١٤٦-
حقوذاإلنسان ه
د .عبد الله بن إبراهيم اللحيدان ،عمادة البحث العلمي بجامعة اإلمام محمد بن سعود
اإلسالمية١٤٢٩ ،ه.
الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ،محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ه) ، ()١١
تحقيق :نايف بن أحد الحمد ،دار عالم الفوائد.
المرأة والعنف في المواثيق الدولية ،مها المانع ،الجمعية العودية للدراسات الفكرية، ()١٢
موسوعة حقوق اإلنسان في اإلسالم وسساتها في المملكة العربية السعودية ،عدنان ()١٣
الوزان ،مؤسة الرسالة ،بيروت ،ه٢٠٠م.
٠١٤٧٠
حقوى اإلنسان
لصح
الصفحة المحتوى
٣ ٠المقدمة ............................................................................................
٧ ٠الوحدة األولى المدخل إلى دراسة حقوق اإلنسان في اإلسالم......... .
١٩ ٠الوحدة الغانية :حقوق اإلتان في االتفاقيات الدولية،والموقف مدها. .... .
-١٥٠-
حقوى اإلنسان =
الصفحة المحتوى
٥٣ ٠الوحدة الخامة :حق العدالة والماواة ................................................
٥٤ ٠العدل والمساواة في اإلسالم ...............................................................
٥٦ ٠مظاهر العدل في اإلسالم ..................................................................
٦٠ ٠مظاهر المساواة في اإلسالم ................................................................
٦٢ ٠الغرق بين المساواة في اإلسالم وفي المواثيق الدولية ....................................
١٠٥ ٠أساس الغرق بين حقوق المرأة في اإلسالم وفي المواثيق الغربية ..........
١٠٧ ٠الوحدة العاشرة :حقوق غيرالملمين داخل الجتمع الملم...........
١٠٨ ٠تميز اإلسالم في معاملة األقليات غيرالمسلمة ...........................................
٠١٥١٠
حقوى اإلنسان ه
الصفحة المحتوى
١٠٩ ٠أنوع غيرالملمين في الدولة اإلسالمية ....................................................
١١٠ ٠بيان حقوق غيرالملمين في اإلسالم .......................................................
١١٦ ٠المساواة بين الملم والكافر في ضوء دعوات المواطنة المعامرة ..........
اا١
-١٥٢-