You are on page 1of 152

‫بم‬ ‫‪٦‬‬

‫حتوذاالنسان‬

‫قسدالددسات اإلسالمية‬

‫‪٧‬‬ ‫ر‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪^11‬‬
‫ص!>‬
‫تعد حقوق اإلنسان من الموضوعات األساسية في عالمنا المعاصر‪ ،‬إذ أصبح مبدأ‬
‫عالميًا يتفق على المطالبة به جميع الناس على اختالف أديانهم وثقافاتهم وأجناسهم‪،‬‬

‫وأقيمت ألجله المؤتمرات والمعاهدات الدولية‪ ،‬وصار كفي نظام يجتهد في إبرازما لديه من‬
‫جوانبإيجابيةفيحغظحقوقاإلذان‪ ،‬وأصبحالتغرطفيحغظحقوق‪١‬إلذانأو‬
‫االعتداء عليها أمرا منكرا‪ ،‬وجرية عند الجميع‪ ،‬بل تجاوز ذللى فأصبح ثقافة سائدة‬
‫يتلائها الصغيررالكبيربفعل انتشار التعليم ووسائل اإلعالم واهتمام جميع الدول بها‪.‬‬

‫وال يستغرب مثل هذا االهتمام بحقوق اإلنان‪ ،‬وليس بكثيرعليها ؛ فاإلنان‬
‫هو اللبنة الني تقوم عليها الحياة‪ ،‬فاالهتمام به‪ ،‬والعناية بحقوقه من أي اعتداء أو‬
‫انتهاك تجا‪ ،‬ضمان لبناء مجتمع قوفي ومتماسك‪.‬‬
‫والعناية بحى اإلنسان مما يشترك فيه الجميع؛ ألنه من األمور الضرورية الني‬
‫يدركها اإلنان بعقله وفطرته‪ ،‬غيرأل ما يميز الجتمع المسلم أى ثم مرجعية عليا هي‬
‫الشريعة اإلسالمية تكون حكمًا وفاصال في موضوع حقوق اإلنسان‪ ،‬وتكون أيضًا ‪،‬‬
‫ضمانًا لخغظ حثه من أي اعتداء أوتفرط‪ ،‬وإذا كانت القوانين المعاصرة تجتهد في‬

‫حفظ حق اإلنان ؤإنها تعتمد على ماحة تفكيرضيقة‪ ،‬ال تتجاوز العقرت والخبرة‬
‫البشرية‪ ،‬بينما يزيد عليها الجتمع اإلسالمي باالعتماد على الوحي‪ ،‬بما يجعل حق‬
‫اإلنان ليس أمرا مصلحيًا نفعيًا يمكن التختي عنه إذا تزاحمت المصالح‪ ،‬وإنما يجعله‬

‫أمرا يحافظ عليه قبل النظام ضميرالغرد والجماعة‪.‬‬

‫|‪|٣‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫إن (حقوق اإلنسان) المعاصرة لى تصل إلى ما وصلت إليه إال بعد مرحلة طويلة‬
‫ومريرة من العناء والشقاء وازضيق الذي حل باإلنان‪ ،‬فتوصل‪ ،‬بعد تجارب‬
‫وكوارث‪ ،‬إلى وضع قوانين وأنظمة يحفظ بها حقه‪ ،‬ويصونه من أي اعتداء‪ ،‬بينما كان‬
‫ذلك جليا في اتجتمع المسلم من أول عهد اإلسالم‪ ،‬فهي حقوق عرفها المسلمون من‬

‫دون تجارب أو عقود من التضحيات‪ ،‬وإنما هي نصوص متلائة من رحي اإلسالم‪،‬‬

‫غيرأئ بعد المسلمين‪ ،‬رضعفهم الحضاري والتقي‪ ،‬وتقصيرهم في األخذ بأسباب‬


‫القوة والتمكين‪ ،‬ساهم في تختفهم عن ركب قيادة العالى‪ ،‬وجعل الحضارة الغربية‬

‫تتقدم في هذا المضمار بمغاهيمها وآلياتجا حتى فرضت شها على الجميع؛ فالمغاهيم‬
‫يصوغها القوي‪ ،‬ويجعلها أمرا ال مداص عنه من خالل أدوات التعليم واإلعالم‬
‫واالقتصاد والسياسة وغيرها‪ ،‬وهوما يفرض أهمية النهوض باألمة والجتمع المسلم؛‬
‫لتعود لها الصدارة كما كانت‪ ،‬ويؤكد أهمية فحص المفاهيم والمعاني الي تأتي من‬
‫الغرب‪ ،‬وأذاليستم لها المسلم‪ ،‬وال يفره بهرجها وانتشار ‪-‬طبيقها‪ ،‬فانتشار المفاهيم‬

‫واقتناع كثيرمن الناس بها ليس أمرا محايدا يدل على سالمة المفهوم وصحة الفكرة‪ ،‬بل‬
‫ذلك يتأثر بشكلكبيرجدًا بأثر الوسائل واألدوات الي تقف خلفه‪ ،‬وهوما يحئم‬

‫ضرورة التمك بالقيم والمغاهيم الشرعية‪ ،‬وضرورة دعوة الناسإليها‪ ،‬وتبصيرهم بها‪.‬‬
‫وهنا المقرر يتناول (حقوق اإلنسان) في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ببثبان خصاذصه‬
‫وتفصيل حقوقه‪ ،‬معاإلشارةإلىمو‪١‬زذبابمافيالقانون الدولي؛ لمعرفة ما يتميز به‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويختص بهفيهذا اتجال‪ ،‬كما يعرض المقرر لجهود المملكة العربية العودية‬
‫في الحفاظ على حقوق االنسان وفق مرجعية الكتاب والتة الي شرفت المملكة بكونها‬
‫مادة أساسية للنظام األساسي للحكم‪.‬‬

‫‪-٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫وحدات المغرر‪:‬‬
‫— الوحدة األولى‪ ٠٠‬المدخل إلى دراسة حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫— الوحدة الثانية ‪ :‬حقوق اإلتان في االتفاقيات الدولية‪ ،‬والموقف منها‪.‬‬
‫— الوحدة الثالثة ‪ :‬حق الحياة‪.‬‬

‫— الوحدة الرابعة ‪:‬حق الخرية‪.‬‬


‫— الوحدة الخامسة‪ -.‬حق العدالة والماواة‪.‬‬
‫— الوحدة السادسة ; حق التملك والعمل والرعاية الصحية‪.‬‬
‫— الوحدة السابعة ‪ :‬حق الزواج وتكوين األسرة‪.‬‬
‫— الوحدة الثامنة ‪ :‬حقوق الطفل‪.‬‬
‫— الوحدة التاسعة ‪ ٠‬حقوق المرأة‪.‬‬
‫— الوحدة العاشرة ‪ ٠‬حقوق غيرالمسلمين داخل الجتمع المسلم‪.‬‬
‫— الوحدة الحادية عشر‪ :‬حق التعاون األخوي والتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫— الوحدة الثانية عشر‪ :‬حقوق اإلنان في المملكة العربية العودية‪.‬‬

‫‪-‬ه‪-‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدداألوش‬
‫المدخل اش دراسة حقوق ‪١‬الذتطن ض االسالم‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ - ١‬شرح مفهوم حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬


‫‪- ٢‬إدراك خصائص حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ — ٣‬معرفة مصادر حقوق اإلنان في اإلسالم‪.‬‬

‫آل‬ ‫هم‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫مغهومحقوقاإلذسانفى|إلسالم‬

‫مصطلح (حقوق االنسان) مركب من مصطلحين‪( :‬الحقوق) و(اإلذان)‪٠‬‬

‫أوال‪:‬مغهومالخق‪:‬‬
‫الحق في اللغة يأتي لمعان؛ «فالحق نقيض الباطل»(‪ ،)١‬والحق‪« :‬هو الثابت الذي‬
‫ال يسوغ إنكاره)) ‪ ،‬وهو عند الفقهاء ‪« :‬ما ثبت باقرار الشرع‪ ،‬وأضفى عليه‬
‫حماه‪ ،‬وهوقويب من الحق في القانون؛ إذ هو‪« :‬مصلحة مادية أو أدبية يحميها‬
‫القانون» (‪.)٤‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اإلنان‪:‬‬

‫اإلنسان هو محل الحقوق والغاية الني شرعت من أجلها‪ ،‬وليس هو بحاجة إلى‬
‫تعريف‪ ،‬إنما الذي يحتاج إلى ذكره هنا اختالف النظرة إلى اإلنسان‪ ،‬فالرؤية اإلسالمية‬
‫تعتقد أن هذا االنسان أحد مخلوقات الله تعالى‪ ،‬غيرأن الله كرمه رؤلعديا يى؛‪ 1‬م ‪٠‬‬

‫(الراء ‪ ،)٧٠:‬وأحسن خلقه ‪ < :‬لغذ حلعتا آالشئ ي احسي دعويمف ‪( ٠‬التين ‪ ،)٤ :‬وأسجد‬

‫مالئكته ألصله ادم سدج ‪ < :‬قادا سويته ر ؤكعخت قيه مئ روني وغعوًا له; تلجذين ‪٠‬‬

‫(ص‪ ،)٧٢ :‬وجعله محال لالختبار والتكليف بما رزقه من عقل وصفات جعلته أهال ل‪٣‬ذه‬
‫المهمة العظيمة < ؤآ! احرجخنم مئ بطون امهدحكم ال رعلمودى قكا ؤجعل لثم ألشمع‬

‫انظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (‪ )١٥/٢‬مادة (حق)‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫التعريفات‪ ،‬للجرجاذي(‪.)١٢٠‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬امللكية يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعلي اخلفيف ص (‪.)٦‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬املدخل إىل علم القانون — نظرية القانون — نظرية احل_ق‪ ،‬د‪ .‬عباس الصراف‪ ،‬وجورج حزبون‬ ‫(‪)٤‬‬

‫ص(‪٠)١٣٣‬‬

‫ط‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ؤآألبصدرؤآألونمذه لعاقكم دفهوورئ يح (النحل ‪ ،)٧٨:‬وسخر له ما في الموات واألرض ‪:‬‬

‫< ًانز نروا ان ًا! سخر لخم ائ ئ آلئتؤت ؤتا ئ الزفر) يح (لقمان ‪. )٢٠ :‬‬

‫إن اإلنسان الذي تنسب إليه الحقوق يرى اإلسالم أن الله خلقه لعبادته‪ ،‬وكرمه‪،‬‬
‫واستخلفه في أرضه‪ ،‬وجعله محورالرساالت الماويه‪ ،)١‬بينما ال ترى الفلسفات‬
‫األخرى لحإلنسان تكرها‪ ،‬بل تراه تطورا طبيعيا من كائنات حقيرة‪١.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم حقوق اإلتان في اإلسالم ‪:‬‬
‫إذا عرفنا مفهوم اإلنان‪ ،‬اتضح جيدا أن مفهوم حقوق اإلنان في اإلسالم‪،‬‬
‫يعي الحقوق الني كفلها اإلسالم‪ ،‬وحفظها لإلنان‪ ،‬فردا وجماعة في كل مجاالت‬
‫الحياة اإلنسانية^‪.‬‬
‫***‬

‫خصائص حقوق اإلنسان فى اإلسالم‬

‫بعد أن عرفنا تعريف حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬نتن بيان الخصائص الني‬
‫تتميز بها عن الحقوق في الفلسفات األخرى‪ ،‬تلك الخصائص الني تضيف للحقوق قوة‬
‫ومتانة‪ ،‬وتمدها بضمانات تحميها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ربانية الممدر‪:‬‬
‫فحقوق اإلنان في ايإسالم ليت منحة من أحد‪ ،‬وال منطلقة من معاهدة أو‬
‫نظام قانوني معين‪ ،‬بل هي حقوق جاءت تشريعا من عند الله ‪ ،‬فهي حقوق مكفولة‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان يف اإلسالم‪ ،‬حنمد الزحيلي (‪ ،)٥٦ — ١٥‬وحقوق اإلنسان يف جمال األسرة دن منظور‬ ‫(‪)١‬‬

‫إسالمي‪ ،‬ملفرح القوسي ص(‪.)٢٠_١٨‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلشان يف جمال األسرة من منظور إسالمي‪ ،‬ملغرحالقوسيص(‪.)١٧‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ا‪٩‬ا‬
‫حقوق اإلنسان‬ ‫ه‬

‫شرعًا ابتدا؛ تكرمًا بال داع وال عقد سابق‪ ،‬وهذه الربانية تكسبها المكانة العالية‬

‫واالحترام‪ ،‬فهي متعالية عن مئة أو سيطرة أي أحد‪ ،‬متعالية عن الزمان والمكان مما‬
‫يحفظها من أي تالعب أو تحايل؛ إذ هي أحكام مقررة ومحددة من الشارع < يلك حدود‬
‫ًا! قال دعتذوها ومننثعذ ‪-‬ئذود ًالله قاذتجكهمآلئئبثوئ يح (البقرة‪٠)٢٢٩ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬بناؤها على أساس التكريم اإلمي‪:‬‬


‫من أعظم مايميزحقوق االنسان في اإلسالم أن أساسها التكريم اإللهي‪،‬‬
‫فالحقوق في تصور المعلمين من حدود الله ‪ ،‬وحرماته ادس اليجوز تعديها‪ ،‬فال يحق‬
‫ألحد أن ينتقص من حقأي أحد‪ ،‬فيعاقبه‪ ،‬أويأخذ ماله إال بدليل شرعي يبيح له‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن غايتها تحقيق العبودية لله‪:‬‬

‫جاء اإلسالم لتحقيق غاية كبرى؛ قال تعالى‪ < :‬وما خلقائًلحن والسق اال‬

‫لتعثدون يح (الذارات‪ )٥٦ :‬أي‪« :‬أن الله‪ ،‬جئ وعال‪ ،‬خلق الحلق؛ ليعبدوه‪،‬‬

‫ويوحدوه»^‪ ،‬فمن حق اإلنسان أن يتحرر من عبودية البشر واألهواء وسائر ما يعبد‬


‫غيراق تعالى‪ ،‬وال تنفصل حقوق االنان في اإلسالم عن هذه الغاية‪ ،‬بل"سيرمعها‪،‬‬
‫وتعتمد مشروعيتها من خاللها‪.‬‬
‫أما في المفهوم الغربي لحقوق اإلنسان فإن قيم الحياة الغربية المعاصرة هي الغايبة‬
‫األساسية إلعالن حقوق االنسان والدفاع عنها‪ .‬ومن أبرز هذه القيم حرية الغرد‬
‫المطلقة في ممارسة ما يراه محققًا لمصلحته‪ ،‬أو جالبًا للذة والمنفعة إليه دون نظر إلى كون‬

‫أضواء البيان يف تغربالقرآن بالقرآن‪ ،‬للثنقيطي (‪,)٥٣/١٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪.١..‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ذلك الشيء محرما أو حالال في دينه الذي يتمي إليه‪ ،‬أو في مجتمعه الذي يعيش في‪-‬ه‪،‬‬
‫وال لكونه مضرا به في‪٢‬خرته‪ ،‬أو مخالفًا لحكمة وجوده في هذه الدنيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الثبوت واالستقرار‪:‬‬


‫فحقوق اإلنان في اإلسالم الستنادها إلى الوحي يسلم بها جميع المؤمنين‪ ،‬وهذا‬
‫يمنحها جاية عظيمة تمنع أي عقل أر فهم أر مصلحة أن يغيرشيائً من هذه الحقوق‬
‫مجعل الحرام حالال أو الحالل حرامًا ‪،‬وهوما ال يوجد في الفلسفات المادية الني ال‬

‫تؤمن بالوحي‪ ،‬فالحقوق عندها ال تثبت على أرض مستقرة‪ ،‬فليس ثم مصدر قطعي‬
‫يحمي الحقوق من التعديل والتعيير‪.‬‬
‫ولما كانت حركة اإلنان المعاصرة تفتقر إلى المرتكزات الثابتة والغايات المقصودة‬
‫الواضحة‪ ،‬وإلى المعاييرالضابطة الموجهة‪ ،‬كان التخبط في كثيرمن األحيان سمة لبا؛‬
‫فمرةتكونفي خدمة اإلنان‪ ،‬ومرة ضده‪ ،‬رمرة في خدمة الشعوب‪ ،‬وأحيانًا‬

‫ضدها ‪.‬‬
‫خاما‪ :‬تعزير الدافع اإليماني والرقابة الذاتية‪:‬‬
‫ال يتعامل المسلم مع الحقوق على أنها فروض قانونية يجب عليه االلتزام بها؛‬
‫ليتجنب الوقوع تحت طائلة المسؤولية‪ ،‬بل باعتبارها واجبات دينية يحقق فيها مرضاة‬
‫الله ‪ ،‬والنجاة من عقابه‪ ،‬ويستحضر مراقبته‪ ،‬مما يوفر للحقوق ضمانة عميقة ال يمكن‬
‫أن تصل إليها القوانين الجردة‪.‬‬
‫إن القوانين والعقوبات والمراقبة السلطوية مهما بلغت من القوة والميبة واالحترام‬
‫لن تستطيع وحدها أن تمنع الظلم عن اإلنان‪ ،‬فهي فعال أساس مهم لخغظ حق‬

‫انظر‪ :‬إنسانية اإلنسان قبل حقوق اإلبان‪ ،‬ألمحدالريسوذيص(‪.)٣٩‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫اإلنسان؛ ولذا كانت العقوبات شرعًا من أدوات حفظ الحقوق‪ ،‬إال أنها تعمل على‬

‫حفظ حق اإلنسان في الجانب الظاهري‪ ،‬لكنها ال ‪-‬ستطيع أن تغفن إلى الجانب الباطن‪،‬‬
‫فتجعل ثم حفظًا للحقوق عندما يغيب اإلنسان عن رقابة السلطة‪ ،‬أو عندما يجد ثغرة‬

‫يستطيع النفاذ منها النتهاك حق أي أحد‪ ،‬أو يكون ذلك في الحقوق العامة المتعلقة‬
‫بأدب الحديث وتقدير الشخص مما ال تنظر إليه القوانين عادة‪ ،‬وهنا يأتي المضمون‬
‫اإليماني للحقوق‪ ،‬فيعمقها ليصل بها إلى أعماق النفس‪ ،‬وخواطر القلب‪ ،‬وتصرفات‬
‫الشخص الني تخفى على الناس‪ ،‬فيحفظ ذلك الدافع اإليماني حقوق اإلنان كما‬
‫يحفظ على المسلم طهارته وصالته وصيامه؛ أللجا كلها من حدود الله‪ ،‬بينما تعجز‬
‫الفلسفات األخرى الني جردت االنسان من أي بعد روحي أو ديني عن إيجاد مثل تلك‬
‫الرقابة الذاتية^‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬علو الصفة التكليفية‪:‬‬

‫إن الحقوق في اإلسالم ترتفع إلى مستوى الواجبات‪ ،‬وليت مجرد حقوق مباحة‬
‫فقط‪ ،‬فكفالة اإلسالم با جعلها في مرتبة الواجبات‪ ،‬فليس لإلتان الحى في المطالبة‬

‫بها فحب‪ ،‬بل لرس له حق الترك في بعضها‪ ،‬فهي من الواجبات الني يلزم الغرد‬
‫والجتمع والدولة أن يقوموا بها‪ ،‬ويحفظوها امثتاأل ألمر الله ‪ ،‬وخوفًا من الوقوع في‬

‫مخالفته‪.‬‬

‫وتأكيدا على صون حقوق االنان ثم يدع اإلسالم لإلنان نفه مطلق الحق في‬
‫التنازل عن حقوؤه؛ فإذا كان من حقه أن يتنازل عن حقه المادي مشال‪ ،‬فإن ثم حقوقًا‬

‫انظر‪ :‬إنسانية اإلنان قبل حقوق اإلنسان‪ ،‬ألصد الريسوني ص (‪.)٤٦ - ٤٥‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ال يجوز له التنازل عنها كحقه في بدنه مثال‪ ،‬فال يجوز له وال لغيره أن يتعرض لبدنه‬
‫بقتل أو جرح أو قطع‪ ،‬بدعوى أن هذا حق له‪ ،‬فيفعل فيه ما يشاء؛ ألن هذا الحق‬
‫ممنوح له من الله ‪ ،‬ويلزمه أن يحافظ عره‪ ،‬ويمنع من االعتداء عره‪ ،‬ولو كان حقًا له‪،‬‬

‫فهو من األمانات الني استرعاه الله حفظها < وآلذئ هم }تسهم ؤغهدهـم رعون يح‬

‫(المؤمنون‪.)٨ :‬‬
‫وبناء على هذا االختالف ثم ‪-‬طلق الشريعة لإلنان الحق في التصرف في جمده‪،‬‬
‫بل جعلت ذلك التصرف محكوما بضوابط وقيود شرعية‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬الشمولية والتوازن ‪:‬‬
‫إن هذه الحقوق لما كانت من تنزيل حكيم عليم جاءت شاملة ال تقتصر على‬
‫جانب دون جانب‪ ،‬ومتوازنة ال يؤدي الحفاظ على حئ منها إلى تضييع حئ غيره‪ ،‬كما‬

‫هي طبيعة البشر الذين ال يستطيعون بمجرد عقولهم أن يحققوا التوازن بين الحقوق‪ ،‬بل‬
‫ربما غتبوا حقًا على حى أوراعوا جانبًا بما يؤدي إرإهمال وتضييع جوانب أخرى‪،‬‬

‫ولذا كان في االلتزام بالشرع تحقيق التوازن في الحقوق‪.‬‬


‫ومن أمثلة اخالل التوازن في صون الحقوق في الفلسفات الغربية ‪ :‬تقئينهم حق‬
‫المرأة في القيام بعملية إجهاض الجنين‪ ،‬وقتلهأليسبب كان‪ ،‬وإلزام تلك الفلسفات‬
‫الدول بكفالة هذا الحئ‪ ،‬ووضع القوانين‪ ،‬وتيسير الوسائل الضامنة لتمتع المرأة به‪،‬‬
‫والخللفيهذابسءظيم؛ثمذهمظرواإلىحائلمرأة‪،‬وثميلتغتواإلىحئ الطفل‬
‫الذي في بطنها‪ ،‬والذي هوإنان ينتظر أن يخرج للحياة؛ لينعم بهاكماذعمغيره؛‬
‫فألجل ضرر نغسي يسيرجدًا في حى المرأة يتتهك حى ضروري لجنا الطفل‪ ،‬وهو حقه‬
‫فيًانيخرج للحياة‪ ،‬وما ذلك إال لكونه إنانا ضعيفا اليملك حوأل وال قوة‪ ،‬وال يعلم‬

‫‪-١٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫عن جرية قتله أحد‪ ،‬وهذا ما تداركته الشريعة اإلسالمية حين حرمت إجهاض الجنين‬
‫لغيرضرربين معتبرشرءا(‪.)١‬‬
‫ومن أمثلة هذا االختالل في التوازن في مراعاة الحقوق ‪ :‬ما يلحظه الناظر من‬
‫العناية الكبيرة الي توليها القوانين المعاصرة لجانب الجناة‪. ،‬حين دفعها االهتمام بأثر‬
‫العقوبة في الجاني‪ ،‬وفي عائلته وجير‪١‬ذهإلىتهزيل العقوبة‪ ،‬فمنعت من قتل القاتل‪،‬‬
‫وقطعيد‪١‬الرق‪ ،‬ونحوذلك من العقوبات الشرعية؛ مر‪١‬ءاةللجاذيوشغقةءليه‪،‬‬
‫والحقيقة أن هذه المراعاة قد تحولت إلى ظلم حين ضيعت حق الجني عليه‪ ،‬الذي هو‬
‫أولى بالمراعاة ؛ ألنه مظلوم في مقابل ظالى‪ ،‬وملوب حق في مقابل من اعتدى على‬

‫حقه‪ ،‬كما أنها راعت أصحاب الجرالى‪ ،‬وفرطت في حق الجمع في صيانته من‬
‫عدوانهم‪ ،‬رمنع تكرار هذه الجرالى‪.‬‬
‫***‬

‫ضمانات حقوق االندان‬

‫كل ما سبق ذكره من خصائص وميزات حقوق اإلنسان في اإلسالم يعطي حقوق‬
‫اإلنسان ضمانات تعتق أثرها‪ ،‬وتقوي حفظها‪ ،‬فتجد ط‪ ،‬الحقوق في اتباع الوحي‪،‬‬
‫وسلوك المنهج الشرعي‪ ،‬من الصون ما ال تجده في اتباع غيره‪.‬‬
‫ومن أبرز الضمانات الي تختص بها حقوق اإلنان في اإلسالم ما يأتي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الضمانة الجتمعية ‪:‬‬
‫فحقوق اإلنسان في اإلسالم أحكام يؤمن بها اتجتمع انحلم‪ ،‬فمن يخالفها سيجد‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدالة (‪ )٤٣٤/٢١‬الفتوى رقم (‪,)١٧٥٧٦‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫االنكار عليه من الجتمع نفه‪ ،‬يجد ذلك من أقاربه وأصدقائه وكل من يعلم دهذا‬
‫االنتهاك‪ ،‬فهو من جنس المنكرات الي يجب إنكارها بقدر المستطاع كما قال النبي‬

‫ا‪( :‬من رأى منكم منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن ثم يستطع فبلساذه‪ ،‬فإن ثم يستطع‬
‫فبقلبه وذلك أضعف اإليمان)^‪ ،‬يقول القرطبي ‪ ٠‬في قول الله تعالى‪ < :‬ؤالثؤمثون‬
‫ؤًالثؤوئئت نئضثم ًاولتآء بعضج كاحؤد ي بالثعنؤف ؤكثهون ض ‪$‬لئثخر يح (‪١‬لتوبة‪)٧١ :‬‬

‫«األمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام في جميع الذاس»(‪ ،)٢‬فتكون حقوق اإلنسان‬
‫بهذا ليت مهمة السلطة فقط‪ ،‬بل هي مهمة الجتمع قبل ذلك وبعده‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة الذاتية‪:‬‬
‫الشرع يوجب على اإلنسان أن يراقب ربه في متوى حفاظه على حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬فيستحضر اإلثم الديني‪ ،‬والخشية من العقاب في اآلخرة‪ ،‬فيدرك أذه وإن‬
‫سلم في الدنيا‪ ،‬أو كانت له قوة تعصمه من الجزاء‪ ،‬ؤإنه سيكون متحفا للجزاء يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وهذا مما يعطي هذه الحقوق ضمانة عميقة في اإلسالم تفتقرإليها بين أتباع‬
‫الغلفات األخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صون الحقوق من اإلسقاط ‪:‬‬
‫إن ربط هذه الحقوق باإلسالم يعد ضمانًا لها من اإلسقاط بالقوانين؛إذ كل ما‬

‫يخالف الشريعة ساقط الشرعية‪ ،‬لقول النبي ‪( ٠ ٠‬ال طاعة لبشرفي معصية الله)(‪،)٣‬‬

‫أخرجه ملم يف الصحيح‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب ‪:‬بيان كون النهي عن املنكر من اإلميان‪ ،‬وأن اإلميان يزيد‬ ‫( ‪)١‬‬

‫وينقص‪ ،‬وأن األمر باملعروف والنهي عن املنكرواجبان‪ ،‬رقم(‪.)٤٩‬‬

‫اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬للقرطيب (‪.)٤٧/٤‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه أصن يف املسند‪ ،‬رقم(‪ ،)١,٦٠‬وقال حمققواملسند‪(( :‬إسناده صحيح على شرط الشيخني))‪.‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫‪-١٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وهذه الضمانة تفتقرإليها حقوق االنسان في الفلسفات األخرى من جهة كون الحامي‬
‫لها هو القوانين؛ فالحماية الني كفلتها الدساتيرالغربية للحقوق مقيدة بالنصوص‬
‫القانونية‪ ،‬فهي تنص على عدم جواز االعتقال أو الحيس إال بحكم القانون‪ ،‬ولما كان‬
‫القانون من وضع الناس أنفسهم كان هذا سببًا النتهاك الحقوق باسم القانون‪ ،‬مثل‬

‫قانون الطوارئ‪ ،‬أو األحكام العرفية‪ ،‬أر الحاكم االستثنائية^‪.‬‬


‫***‬

‫مص‪1‬درحقوةاإلذسانفياإلسالم‬

‫مصادر حقوق اإلنسان في االسالم ترجع إلى المصادر الني تؤخذ منها األحكام في‬
‫اإلسالم‪ ،‬رهي‪:‬‬
‫الممدر األول‪ :‬القرآن الكريم‪:‬‬
‫فالقران — كما هو معروف — هو المصدر األول واألعلى في اإلسالم لمعرفة‬
‫األحكام‪ ،‬الداللة على المدى والنور‪ ،‬وحين نقرأ القرآن لنسئنلهم موقف اإلسالم من‬
‫الحقوق‪ ،‬وحمايته لهانجدهقدذصءلى حقوق كثيرة‪ ،‬كما سيأتي التدليل على كثير‬
‫منها‪ ،‬كما نص على حقوق ثم يفطن إليها بعد أصحاب المواثيق الوضعية‪ ،‬كحق‬
‫الضيف‪ ،‬وحق الطريق‪ ،‬وحق الجار‪ ،‬وحق ضعاف العقول؛ مما يجعلنا نقول‪ :‬إن‬
‫القرآن الكريم يمثل بحق الوثيقة العظمى لحقوق لإلنان‪.‬‬
‫الممدر الثاني ‪ :‬السنة النبوية المطهرة‪:‬‬
‫إن سنة النبي هه هي المصدر الثاني للتشريع في اإلسالم‪ ،‬فأقواله وتقريراته‬

‫انظر‪ :‬النظرية السياسية اإلسالمية‪ ،‬حنمد أصد مغني‪ ،‬وسامى الوكيل ص (‪.)٣٣‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫اه منبع نقي نستقي منه المنهج الشرعي لمعرفة حقوق اإلنسان‪ ،‬كما أن هديه وسيرته‬
‫هي تطبيق عملي للمنهج الشرعي في فهم الحقوق وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫الممدر الثالث‪ :‬اإلجماع‪:‬‬
‫اإلجماع أحد األدلة الشرعية المعتبرة‪ ،‬والمقصود به‪ ٠٠‬اتفاق علماء المسلمين جميعًا‬

‫في عصر من العصور — غير عصر الذي ا — على حكم شرعي‪ ،‬قإجماعهم دليل‬
‫على أنهم أصابوا الحق‪ ،‬فما كان الله ليجمع أمة محمد ‪ ٠‬على باطل‪ .‬واإلجماع في‬
‫الحقيقة مصدر تابع للقرآن والتة‪ ،‬وليس مصدرا مستقال؛ ألن العلماء ال يجمعون‬
‫على آراء مستقلة عن الوحي‪ ،‬وإنما ينطلقون من النظر في الكتاب والتة‪ ،‬وما كانوا‬
‫ليجتمعو‪١‬إالءلىدليلظاهرمن‪١‬لوحي‪،‬فإجماءهم دليل‪٠‬طىوجوددليل قاطع‬
‫يجب الرجوع إليه‪ ،‬وال يحتمل االختالف عليه‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪- ١‬حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬لحمد الزحيلي‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪١٤١٨،٢‬ه‪.‬‬
‫‪—٢‬الدولة القانونية رالنظام السياسي اإلسالمي‪ ،‬لمئيرالبياتي‪ ،‬الدار العربية‬
‫للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪١٣٩٩،١‬ه‪.‬‬
‫— _إذاذيةاإلذانقبلحقوقاإلنان‪ ،‬ألصدالريسوني‪ ،‬ضمن كتاب حقوق‬
‫اإلنسان محور مقاصد الشريعة‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬قطر‪١٤٢٣ ،‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫‪-١٧-‬‬
‫الوحددالثانية‬
‫االتذاقدات الدولية لحقوق االشان ووقف مقدا‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرا على ‪:‬‬
‫‪ - ١‬إدراك الدوافع الحقيقية للدعوات الحديثة لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ - ٢‬معرفة أبرز االتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان مع تقوهها‪.‬‬
‫‪ - ٣‬معرفة أبرز المنظمات الدولية المتخصصة في حقوق اإلنان‪.‬‬
‫‪-٤‬شرح الفروق بين المفهوم اإلسالمي والمفهوم الغربي لحقوق اإلنان‪.‬‬
‫‪ - ٥‬توضيح موقف اإلسالم من االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق اإلنان‪.‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫اسبقية‪ ,‬حقوق االنسان على ذدةذ‪ ٠‬المعاهدات والموانيق الدولية‬

‫إن تخصيص عصر من العصور الحديثة باعتباره ءصر انبعاث العناية بحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬أر تخصيص مكان بأنه الترة الخصبة الض أنبتتها؛ أمر مجانب للصواب^‪،‬‬
‫وذلك لعدة أمور‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أن التحقيق يقتضي القول بأن نشأة حقوق اإلنان كانت مع اإلنان في‬

‫عهده األول‪ ،‬فعندما خلق الله آدم أب البشر ‪ ٠‬وأهبطه إلى األرض؛ أوحى إليه‬
‫بشريعة تنظم له ولعقبه أمور الحياة‪،‬وال شك أن هذه الشريعة تضمنت أصوتا كلية في‬

‫حفظ حق اإلنسان‪ ،‬وإن كنا ال ندري تفصيالتها‪ ،‬وإنما قلنا بذلك؛ ألن كل شرائع‬
‫األنبياء جاءت بحغظ األصول الكلية‪ ،‬كالتوحيد‪ ،‬والعدل‪ ،‬والحرية‪ ،‬والماواة‪،‬‬
‫واألخالق الفاضلة‪ ،‬ثم سارت بعد ذلك الحضارات والثقافات المختلفة على العناية‬
‫بهذا األصل على اختالئ وتغاوت بينها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن العناية بحقوق اإلنسان أمر ضروري تقره الفطرة‪ ،‬ويعرفه اإلنسان‬

‫بعقله؛ فال يتصور غيابه عن عقلية اإلنان‪ ،‬ثم ظهوره في زمان معس‪ ،‬أو مكان‬
‫مخصص‪ ،‬فكل اتجتمعات تشترك في اإليمان بأنه ال يمكن قيام مجتمعات ال يكون‬
‫لإلنان فيها حقوق ظاهرة مكفولة‪ ،‬وإنما تختلف اتجتمعات والحضارات والدول‪،‬‬
‫وتتغاوت في األخذ بهذه الحقوق بقدر ما عندها من علم بآثار النبوة والوحي الذي‬
‫يرشدها إلى هذه الحقوق‪ ،‬ويلزمها بصيانتها‪ ،‬أو بقدرإدراكها العقلي وتجاربها‬
‫المصلحية‪ ،‬كما هو الحال في اتجتمعات الني ال تؤمن بالله ‪ ،‬وال تهتدي بوحيه‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬املسلمون بني العلمانية وحقوق اإلنان الوضعية‪ ،‬د‪ .‬عدنان علي رضان ص (‪ ،)٢٤٦‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪.٢..‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ثالثا‪ :‬أسبقية اإلسالم على المواثيق المعاصرة في تطبيق مبادئ حقوق االنسان‪ ،‬فال‬
‫شك أن ظهور نجم اإلسالم قد سبق بانتهاكات عظيمة لحقوق اإلنسان في جانب‬
‫الحياة‪ ،‬أو األسرة‪ ،‬أو المرأة‪ ،‬أو الطفل‪ ،‬وقد تناقلت الحضارات المختلفة جرا منها‪،‬‬
‫ومن ذلك ما حكاه القرآن عن قتل البنت في الجاهلية‪ < :‬وادا التؤدوكه لستث‪ ٠‬ياى‬

‫نل يلغ ‪( ٠‬التكوير‪ ،)٩- ٨ :‬وما حكاه عن قتل األوالد خشية الفقر‪ < :‬ؤأل قوئا‬

‫ؤؤلئت"كم حشنه إم مخن ئرزوهم ؤإيامدح ان قتلهم ‪2‬ن حئلئآ مبيرا ‪( ٠‬اإلسرا‪ ،)٣١ : ،‬رما‬

‫حكاه عن حرمان المرأة من الميراث‪ ،‬بل وجعلها ميراثًا‪ < :‬يأتها الذين؛اسوا ألغد لمخم‬

‫ؤن قرثو)التكاءميماغ‪( ٠ ،‬الناء ‪ ،)١٩ :‬وكذا ما حكاه عن عضل الزوجة عن الزواج‪:‬‬

‫< ؤإدا طلعم آلقكآة وبعن ؤجلهن عال قععئأذهئ ؤن ينكحن ؤر جهن ‪( ٠‬البقرة‪،)٢٣٢ :‬‬

‫وغيرها من االنتهاكات الي أبطلها اإلسالم‪ ،‬وأنزل بدال منها منظومة متكاملة من‬
‫الحقوق‪ ،‬شرحها النبي ا بقوله وفعله‪ ،‬وأعلن ا في خطبة حجة الوداع معام‬
‫أساسية من األصول الكلية لإلسالم‪ ،‬فعآلد جملة من الحقوق العظيمة وبالغ في‬
‫‪ ،‬حتى إنه ليصح أن يقال‪ :‬إنها أقدم وثيقة مكذوبة — بعد كتاب الله تعا—‪-‬‬ ‫تحريها‬
‫لحقوق اإلنان‪ ،‬ثم قامت خالفة راشدة على مهاج النبوة‪ ،‬فالتزمت عمليًا بالمنهج‬

‫النبوي في حفظ الحقوق‪ ،‬فكان ظهور اإلسالم أعظم مراحل تارخ حقوق اإلنان‪،‬‬
‫كما شهد بذلك مفكرو الغرب أنفسهم^‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه الحقوق في اإلسالم مستمدة من الوحي‪ ،‬فمن الطبيعي حينها أن‬

‫انظر‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬الدن حجر العقالني (‪.)١٥٩/١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ينظر‪ :‬عطاء اإلسالم احلضاري‪ ،‬أ‪ .‬أنور اجلندي ص (‪.)٨٩‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٢١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫يكون اإلسالم سابعا للمواثيق الدولية المعاصرة في إقرار منظومة حقوق االنسان قبل‬
‫إعالن ‪١‬لغربلها‪ ،‬فالغرب م يتنبه لحقوق اإلتان إال متأخرا‪ ،‬ولمتأم‪١‬إلءآلذات‬
‫األممية للحقوق إال بعد أن مرت بمراحل وتطورات طويلة‪ ،‬وبعد معاناة قاسية من‬
‫المظالم والمذابح واالنقامات‪.‬‬
‫وإذا كان إقرار حقوق اإلنسان ليس أمرا حادثًا ‪ ،‬بل هو أمر مرتبط بتارخ‬

‫البشرية‪ ،‬فإذ الذي استجد في العهر الحديث هو وجود دعوات دولية سعت إليجاد‬
‫اتفاق على حقوق لإلنان‪ ،‬وعملت على تحديد مفهوم هذه الحقوق‪ ،‬وحفظها‬
‫بقوانين معينة تلتزم جع الدول بتنفيذها من خالل معاهدات واتفاقيات دولية توقع‬
‫عليها الدول‪ ،‬كما عملت هذه الدعوات على إيجاد لجان ومؤسات وهيائت تتابع‬
‫مجريات هذه الحقوق‪.‬‬
‫***‬

‫سداب ظهورالدعوات الحديثة لحقوق اإلنسان‬


‫شهد العصر الحديث اهتمامًا كبرا بموضوع حقوق اإلنسان‪ ،‬وأصبح أمرا ضروريًا‬

‫يتفق الجميع على أهميته‪ ،‬ويرجع هذا االهتمام الكبيربحقوق االنسان ألسباب‪،‬‬
‫أبرزها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االنتهاكات الضخمة لحقوق اإلنان‪:‬‬
‫عرفت البشرية صراعات مريرة على مدى العصور ‪١‬اللغة‪ ،‬وشهدت فظائع‬
‫ووالت لم يعبق لها مثيل في منتصف القرن العشرين‪ ،‬أفضت إلى هالك هاليين البشر‬
‫في الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كل ذلك دفع الناس إلى ‪١‬لتغكيرفيإيجاد نظم تحميها من تكرار‬
‫تلك الفظائع‪ ،‬وإلى استثمار االضحيات الجسيمة في سبيل إيجاد قانون إنساني عالمي‬

‫‪٠٢٢٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫لحقوق االم‬
‫ثانيًا‪ :‬االتفاقيات والمؤتمرات الدولية‪:‬‬

‫كثرت المؤتمرات واالتفاقات الدولية الني تتعقد ألجل حقوق اإلنسان عاهرة‪ ،‬أو‬
‫لقضية خاصة معينة‪ ،‬وطبيعة هذه المؤتمرات تقتضي مشاركة‪.‬عدد كبيرمن الدول‪،‬‬
‫وتكون توصياتها في كثيرمن األحيان ملزمة بما يقوي االهتمام بموضوع حقوق‬
‫اإلتان‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجمعيات والهيائت والمؤسات المتخصصة في حقوق اإلتان‪:‬‬
‫لقد نشطت في هذا العصر جمعيات كثيرة متخصصة في حفظ حقوق اإلنان‪،‬‬
‫ونشرثقافة الوعي به‪ ،‬والدفاع عن حقوق المظلومين‪ ،‬بما ساهم في تقوية الوعي بهذه‬
‫الثقافة‪ ،‬وأصبحت الجمعيات وابيائت موجودة في كل النظم السياسية المعاصرة‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬تطور الوسائل اإلعالمية‪ ،‬والتقدم التقني‪:‬‬

‫لقد كان لثورة االتصاالت المرئية والمموعة أثر بين في نشر ثقافة حقوق‬
‫اإلنان‪ ،‬رتوسيع دائرة االهتمام بها‪ ،‬وفي التنديد بالمخالفات الواقعة عليها‪ ،‬فصارما‬
‫تبثه وسائل االتصال الحديثة من انتهاكات لحقوق اإلنان في مختلف الجتمعات يدفع‬
‫النبالء من البشر للحديث عن حقوق اإلنان‪ ،‬وأنها غاية في حد ذاتها يجب وقف‬
‫العدوان عليها‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬انحاكم القضائية المتخصصة في حقوق اإلتان‪:‬‬

‫تم تكوين محاكم متخصصة تنظر في قضايا معينة متعلقة بانتهاكات حقوق‬
‫اإلنان‪ ،‬مما كان له األثر الكبيرفي االنتشار الواسع لحقوق اإلنان في العصر الحديث‪.‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنان بني تعاليم اإلسالم‪ ،‬وإعالن األمم املحتدة‪ ،‬د‪ .‬حممد الغزايل ص(‪.)١١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪٠٢٣٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫اسيداتوالمذظماتالدوليغ‪٠‬الضتعذىسقوقاإلذسان‬

‫مما يؤسف له واقعا أن صوت المناديين بحقوق اإلنسان‪ ،‬والدفاع عنها من المنظور‬
‫الوضعي الخاضع للغلفة المادية الغربية‪ ،‬هو األعلى مقارنة بصوت المنادين بحقوق‬
‫اإلس المطور اإلسالمي‪ ،‬بل يكاد المطورالوضعي يكون هو المنفرد‪ ،‬مع‬
‫التحفظ على شفافية ومصداقية التقارير الني تصدر عن الكثيرمن المنظمات الدولية‬
‫واإلقليمية لخقوق اإلنسان اذني تخضع لعوامل كثيرة‪ ،‬ومن أبرز المنظمات الدولية المعنية‬
‫بحقوق اإلنسان هي‪:‬‬
‫أوال‪ ٠٠‬األمم المتحدة‪:‬‬
‫األمم المتحدة هي منظمة دولية نشأت عقب الحرب العالمية الثانية في عام‬
‫ه‪١٩٤‬م‪ ،‬وشارك في تأسيسها ‪ ٥١‬بلدا‪ ،‬ويبلغ عدد أعضائها اآلن ‪ ١٩٣‬دولة‪ ،‬ولال‪٠‬مم‬
‫المتحدة حسب دستورها أربعة مقاصد رئية هي‪ :‬حفظ السالم في جميع أنحاء العام‪،‬‬
‫وتطوير عالقات ودية بين األمم‪ ،‬وماعدة األمم على العمل معا لتحين حياة‬
‫الفقراء‪ ،‬والتغلب على ‪١‬لجوعو‪١‬لمرضو‪١‬ألمية‪ ،‬وتشجيع ‪١‬حتر‪١‬محقوق‪١‬آلخرين‬
‫وحرياتهم‪ ،‬وأخيرا أن تكون مركزا لتنسيق اإلجراءات الني تتخذها األمم من أجل‬
‫تحقيق هذه المقاصد ‪.‬‬
‫وتستطيع منظمة األمم المتحدة أن تتخن إجراءات بشأن تعزيز وحماية حقوق‬
‫اإلنسان من خالل عدة وسائل أهمهام التوصيات ادي تصدرها في هذا الشأن‪،‬‬
‫والمتابعة المستمرة لخقوق اإلنسان في العام من خالل التقارير الني ترد إليها‪ ،‬وكذا من‬

‫انظر‪ :‬موقع األمم املحتدة على اإلنرتنت‪ ..‬متاح على ‪( :‬آلال‪،‬آل‪0‬ئ‪3٦‬ا‪-‬ا‪3‬ا§‪-‬ا‪0‬عال‪»1.‬ج‪٠:/‬س)‪-‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬قانون حقوق اإلنان يف الفكر الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعبد الواحد حممد الغار ص (‪-)٤٢٨‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٢٤٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫خالل عقد المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية‪ ،‬وعبر االتفاقيات ‪١‬لدولي_ة المتعلقة‬
‫بحقوقاإلنسان‪ ،‬وحث‪١‬لدولءلىاالنضمامإليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منظمة العفو الدولية(‪:)١‬‬
‫هي منظمة دولية غير حكومية مقرها لندن‪ ،‬ويتمثل عملها في مجال حماية حقوق‬
‫اإلنسان فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ - ١‬العي ذالفراج عن سجناء الرأي‪ ،‬وهم أولئك الذين يعتقلون بسبب‬
‫عقائدهم‪ ،‬أو لونهم‪ ،‬أوجئسهم‪ ،‬أوأصلهم العرقي‪ ،‬أولغتهم‪ ،‬أو دينهم‪ ،‬شرط أال‬
‫يكونوا قد استخدموا العنف‪ ،‬أو دعوا إلى استخدامه‪.‬‬
‫‪ — ٢‬العمل من أجل إتاحة محاكمات عادلة وعاجلة لجميع السجناء السياسيين‪.‬‬
‫‪ — ٣‬إنكار ما يقع للسجناء من معاملة قاسية‪ ،‬أو عقوبة مهينة‪ ،‬أو إجراءات غير‬
‫إنانية‪.‬‬
‫وجميع أعضاء هذه المنظمة متطوعون‪ ،‬يكونون فيما بينهم مجموعات داخل‬
‫الدول ال تقل كل مجموعة عن خم*ة أعضاء‪ ،‬ويمتد نشاط المنظمة ليثمل أغلب دول‬
‫العالى‪ ،‬وتحظى تقاريرها بأهمية خاصة في الجافل الدولية‪ ،‬وباتت تثكل أحد عوامل‬
‫الضغط على الحكومات من أجل احترام حقوق اإلنان‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬منظمة العمل الدولية(؟)‪:‬‬
‫أنثئت هذه المنظمة سنة ‪ ١٩١٩‬م مستقلة بذاتها رمئتسبة لعصبة األمم‪ ،‬ثم‬

‫انظر‪ :‬القانون الدويل حلقوق اإلنان‪ ،‬ملئى حممود مصطفى ص (‪.)١٠٦ — ٩٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬قانون حقوق اإلنان يف الفكر الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعبد الواحد حممد الغار ص(‪— ٤٣٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ه‪.)٤٣‬‬

‫‪٠٢٥٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫أصبحت وكالة متخصصة تابعة لال‪٠‬مم المتحدة‪ ،‬ومقرها جنيف‪.‬‬


‫ويقوم عمل هذه المنظمة على موضوعات حردة الرأي‪ ،‬واالجتماع‪ ،‬ومحاربة‬
‫الفقر‪ ،‬والحق في العمل‪.‬‬
‫وقد قامت المنظمة بإعداد مجموعة كبيرة من االتفاقيات الدولية التي لذس حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬رتلتزم الدول األطراف في تلك االتفاقيات بأن تقدم تقارير سنوية عن‬
‫اإلجراءات المتخذة لتطبيقها‪.‬‬
‫تلك أبرز الهيائت الدولية‪ ،‬رثمإ هيائت لها حضوركبيرإال أنها على مستوى‬
‫إقليمي‪..‬مثل‪ :‬اللجنة‪١‬ألوروبيةلحقوق‪١‬إلذان‪ ،‬ولجةوزر‪١‬ءمجدسأوروبا‪ ،‬والحكمة‬
‫األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وكذا اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ‪.‬‬
‫***‬

‫سان‬ ‫ابرزاالتغايتالدولية‪٠‬لحقوق‬

‫أوال‪ :‬اإلءالنالعالميلحقوقاإلذان‪٠.‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو يبان للمبادئ يحظى بتأييد دولي‪ .‬يقسم‬
‫اإلعالن حقوق االنسان إلى ذوءين(‪:)٢‬‬
‫‪_ ١‬حقوىل صاحبها نهج سلوك معين‪ ،‬وتتمثل في الحقوق المدنية‬
‫والسياسية في مواجهة الدولة‪ ،‬وعئر عنها بالجيل األول لحقوق االنسان‪.‬‬
‫‪-٢‬حقوق كحول صاحبها الحق في اقتضاء خدمة أساسية من الدولة‪ ،‬وتتمثل في‬
‫الحقوق االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬رهذا هو الجيل الثاني لحقوق االنسان‪.‬‬

‫ملزيد عن التفاصيل انظر‪ :‬املرجع السابق ص(‪-٤٤١‬ه‪،)٤٤‬أوص(‪٢‬ه‪.)٤‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ملزيد من التفاصيل انظر‪111( :‬ل>‪1‬اا‪1611،8‬أ‪11‬ا‪0>:‬ل>‪31/‬ا§‪1110‬ا‪://١١,١١,١١,.‬إل»‪.)11‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٢٦٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫فالجيل األول من الحقوق كان يعطي الشخص حرية مدنية وسياسية من دون أن‬
‫يكون ثم التزام سياسي من الدولة في تقديم حقوق معينة للمواطنين‪ ،‬وأما الجيل الثاني‬
‫من الحقوق فيلزم الدولة يجملة من الحقوق يجب عليها أن تقدمها للمواطنين‪ ،‬وهو‬
‫نتيجة لضغط االتجاه االشتراكي‪ ،‬فالجيل األول كان متأثرا باالتجاه الليبرالي الذي يرى‬
‫أن الخريات تقتصرعلى الخريات الفردية‪ ،‬ويرفض تدخل الدولة‪ ،‬بينماكان الجيل‬
‫الثاني متأثرا باالتجاه االشتراكي الذي يجعل الدولة مؤولة عن هذه الحقوق؛ ألنها‬
‫مالكة لكل شيء‪.‬‬
‫ولما كان اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ال يملك قوة القانون‪ ،‬وال يثكل معاهدة‬
‫عكفت األمم المتحدة إلى تحويل مبادئه إلى أحكام معاهدات واتفاقيات تثكل إلزاما‬
‫قانونيا للدول المصدقة عليها‪ ،‬يلزمها تضمينها قانونها الوطني‪ ،‬واحترام وتفعيل ما‬
‫جاء في بنودها‪.‬‬
‫وأبرز هذه المعاهدات واالتفاقيات ما يأتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫ب — العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫ج — اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو‬
‫غيراإلنانية أو ايهينة‪.‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪ -‬حقوق اإلنان بني املواثيق الدولية واملذاهب الفكرية‪ ،‬لكمال سعدي معطفى ص (‪.)١٨٤ — ١٢٣‬‬

‫‪ -‬حقوق اإلنسان يف اإلسالم واملوائيق الدولية والدساتريالعربية‪ ،‬لنواف كنعان ص (‪.)١٣٢ — ٨٧‬‬

‫‪ -‬حقوقنا اآلن‪ ،‬وليس غدا ‪1‬املوائيق األساسية حلقوق اإلنسان» ‪ ،‬لبهي الدين حسن‪ ،‬وحممد السيد سعيد‪،‬‬

‫ص(‪-٣٧‬ه‪.)٣٤‬‬

‫‪-٢٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫د — اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬


‫ه — اتفاقية القضاء على جمع أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫***‬

‫موتفاإلسأللممناالذديتالدولية‪-‬لحقوقاسان‬

‫قاعدة الشريعة في الحكم على هذه االتفاقيات هي قبول ما فيها من حق ومصلحة‬


‫نافعة‪ ،‬ورفض ما فيها من ضرروباطل‪ ،‬فالحقوق الض ال تعارض الشريعة مقبولة‪،‬‬
‫ويجب على المسلمين أن يكونوا هم السياقين في تقريرها والدفاع عنها وصيانة‬
‫حرماتها‪ ،‬وأما ما خالف الشريعة فإنه يجب التحفظ علببه‪ ،‬وعدم قبوله‪ ،‬وتقديم‬
‫أسباب قوية واضحة تخاطب النظم السياسية والهيائت الحقوقية وعامة المتابعين من‬
‫مثقفين وعوام‪ ،‬تشرح ضم منهج اإلسالم في هذه الحقوق‪.‬‬
‫وليس من شرط ما يكون موافقًا للشريعة أن تأتي الشريعة بالنص عليه‪ ،‬بل كل‬
‫مصلحة ونفع للناس مما ال يخالف الشريعة فهومعتبرشرعًا‪ ،‬وهذه االتفاقيات‪ ،‬وإن‬

‫كان كثيرمن تفصيالتها م تأت به الشريعة نصا‪ ،‬فإنها تعد مصالح وحقوقا شرعية ؛‬
‫ألنها ال تخالف الشريعة‪.‬‬
‫وما في هذه المواثيق واالتفاقيات مما يخالف الشريعة هومنآثار اخالف المرجعية‬
‫الني تحكم الحقوق‪ ،‬فالمسلم يرجع إلى مرجعية إلهية قائمة على وحي يرشد عقل‬
‫اإلنان‪ ،‬ويقوم نظره ؛ ليستفيد من المصالح والمنافع في حدود ما نهت عنه الشريعة‪،‬‬
‫بينما الحقوق في المواثيق الدولية قائمة على مرجعية بشرية يحكمها عقل محض يستند إلى‬
‫الحق والقانون الطبيعي‪.‬‬
‫***‬

‫‪٠٢٨٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪ — ١‬ندوة علمية حول الشريعة اإلسالمية وحقوق اإلنان في اإلسالم‪ ،‬بين فريق‬
‫من علماء العودية‪ ،‬وفريق من رجال القانون الغربي‪ ،‬ومعها مذكرة حول شريعة‬
‫حقوق اإلنسان في اإلسالم و"طبيقاتها في المملكة‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪١٩٧٣‬م‪.‬‬
‫‪ — ٢‬النظرية السياسية اإلسالمية في حقوق اإلنان الشرعية‪ ،‬نحمد أصد معي‪،‬‬
‫وسامي الوكيل‪ ،‬رائسة انحاكم الشرعية والشؤون الدينية‪ ،‬قطر‪ ،‬ط ‪ ١٤١٠ ،١‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫‪٠٢٩٠‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدهالثالئت‬
‫حق|سه‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخض الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ - ١‬توضيح مكانة حق الحياة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ - ٢‬بيان اآلثار المترتبة على كفالة اإلسالم لحق الحياة‪.‬‬


‫‪ - ٣‬مناقشة اإلشكاالت المثارة على المتهج اإلسالمي في حفظ حق الحياة‪.‬‬
‫‪ — ٤‬شرح المنهج اإلسالمي في حفظ حق اإلنان في سالمة جسده‪.‬‬

‫آل‬ ‫ر‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫حق اإلنسان تي اكياة‪ ،‬وتريم االعتداء على النفس تي اإلسالم‬

‫حق‪١‬لحياةهوحقلإلذان‪ ،‬رهو منحة من الله تعالى‪ ،‬لألنان‪ ،‬ورس لإلنسان‬


‫فضل في إيجاده ‪ ،‬وكل اعتداء عليه يعد جرية في نظر اإلسالم‪.‬‬
‫ويعتبرحق اإلنان في الحياة من أهم الحقوق المكفولة لإلنان ؛ إذ يمثل االعتداء‬

‫عليه إزالة لوجود اإلنان بالكلية‪ ،‬مما يعي فناء جميع الحقوق االخرى الموقوفة على‬
‫وجوده ‪ ،‬وسوف نستعرض في الفقرات التالية منزلة هذا الحق في اإلسالم والمواثيق‬
‫المعاصرة وما يترتب على إقراره منآثار‪.‬‬
‫أوال ح عناية اإلسالم يحق الحياة ح‬
‫هذا الحق قد اعتراه قبل اإلسالم الكثيرمن االنتهاك واالختالل‪ ،‬فكانت بعض‬
‫التشريعات تجيز قتل األرقاء‪ ،‬وكان لألب في الجاهلية حق وأد البنات‪ ،‬وغيرها من‬
‫االنتهاكات‪.‬‬
‫ولما جاء اإلسالم متح حق الحياة ليس لإلنان فحب‪ ،‬بل منحه لكل‬
‫الكائنات‪ ،‬وجعل را مكانة عظيمة‪ ،‬حتى إن اإلسالم ليوجب لمن اعتدى على حق‬
‫حيوان بغيرحق النار‪ ،‬كما جاء في قول النبي ا‪( :‬دخلت امرأة النار في هرة‬
‫ربطتها‪ ،‬فلم تطعمها‪ ،‬ولم تدعها تأكل منخشاشاألرض)(‪ ،)١‬ولذاعد الفقهاء‬
‫حفظ النفس البشرية مقصدا من مقاصد الشريعة الخمس الكبرى‪ ،‬وهو ما يعني ‪:‬‬
‫مراعاة حق النفس في الحياة والعالمة والكرامة والعزة(‪.)٢‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب بدء اخللق‪ ،‬باب ‪ :‬خص من الدواب فواسق‪ ،‬يقتدن يف احلرم‪ ،‬رقم‬ ‫(‪)١‬‬

‫(‪ ،)٣٣١٨‬وملم‪ ،‬كتاب السالم‪ ،‬باب‪ :‬حترمي قتل اهلرة‪ ،‬رقم (‪-)٢٢٤٢‬‬

‫انظر‪ :‬علم املقاصد الشرعية‪ ،‬لذورالدندمنختاراخلادميص(‪.)٨١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٣٢٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ويعد حق الحياة مكفوال بالشريعة لكزًا إتان‪ ،‬ويجب على سائر األفراد أوال‪،‬‬
‫والجتمع ثانيًا‪ ،‬والدولة ثالثًا‪ ،‬حماية هذا الحق من كزًا اعتداء‪ ،‬وم يحفظ اإلسالم حق‬

‫الحياة للمسلم فحسب‪ ،‬بل حفظ‪ ،‬أيهتا حياة غير المسلم؛ فاالعتداء على المسالمين من‬
‫ه ونحشه كاالعتداء على المسلمين‪ ،‬وله سوء الجزاء في الدنيا‬ ‫أهل الكتاب هوو‬

‫واآلخر‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬


‫ثانيًا‪ :‬متهج اإلسالم في الحفاظ على حق الحياة‪:‬‬
‫حين نستقرئ النصوص الشرعية في حرمة القتل بال حق‪ ،‬نجد أنها تعزز منهجًا‬

‫متكامال في تعظيم الدم والتشديد فيه‪ ،‬ويتضح ذلك من "خالل ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - ١‬الوعيد الشديد على جرية إراقة الدم‪:‬‬
‫فقد قال تعالى‪ ،‬في شأن قتل المسلم‪ < :‬ومن تعتوح مسا متعبدا ذجزآؤهو جهنم‬

‫حديدا فيفا ؤعضب آ! علته ذلعقدو ؤأعئ له و عدابا عفإيبا يح (الناء‪ )٩٣ :‬وأطلق‪ ،‬سبحاذه‪،‬‬

‫في قتل كل نفس‪ ،‬ولو كانت كافرة بغير حق‪ ،‬فقال ‪ < :‬زآلذين ال كئ عورى‪.‬ع ًالله اندها‬
‫؛ز حر ذال يقتفون ًالقتس آنى مم آ! إال بألحفي ذال كروئدتج ذنن يععزح د‪ ,‬نك تتق ًادا ى ‪٠‬‬

‫يضعف لة آلعناب يوم آلبتحكة ؤمخلذ قيهء مهاائ يح (الغرقان‪ ،)٦٩ — ٦٨ :‬وعن ابن عمر‬

‫^{ أن رسول الله فة‪ ،‬قال‪( :‬من قتل معاهدا ثم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها‬
‫توجدمنمسيرةأربعينءاائ)(‪ ،)٢‬وعنه قال‪ :‬قالرسواللله‪( -.٠‬لن يزال المؤمن‬
‫في فسحة من دينه ما ثم يصب دما حراما) ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان بني تعاليم اإلسالم وإعالن األمم املحتدة‪ ،‬د‪ .‬حممد الغزايل ص (‪.)٤٦‬‬ ‫(‪)١‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلزية‪ ،‬واملوادعة‪ ،‬باب‪ :‬إمث من قتل معاهدًا بغريجرم‪ ،‬رقم(‪.)٣١٦٦‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب ‪ :‬قول الله تعاىل ‪ < :‬ؤس يقنت حزمنا ئعنددا جنزآؤهر خلهنئ يح =‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫‪-٣٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫‪-٢‬سد الذرائع المؤدية إلى القتل‪ ،‬ولوكانت بعيدة‪:‬‬


‫فقد نهت الشريعة عن رفع السالح في وجه المؤمن‪ ،‬وعن الدخول بحد السالح في‬
‫‪.‬‬ ‫أسواق المسلمين‬
‫‪ - ٣‬النهي عن االقتتال بين المسلمين والر باإلصالح بينهم كما قال تعالى‪:‬‬
‫< وان طائثان وائًئوئبإنًاقوئا قًاهئبحوا بييتا يح (‪١‬لحجرات‪.)٩ :‬‬

‫‪- ٤‬تخريم كل فعل يؤدي إلى اإلضرار بحياة اإلنسان كما قال تعالى‪ < :‬وال كعوا‬

‫يأيديحير الى ‪$‬لبلحقة ه(البقرة‪ :‬ه‪.)١٩‬‬


‫والنصوص في هذا الجال كثيرة جدًا ‪ ،‬تدل بمجموعها على أن موضوع حق الحياة‬

‫حق قلعي‪ ،‬ومقصد شرعي كلي‪.‬‬


‫رضبي على حق الحياة في اإلسالم اال‪٠‬حكام اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحريم قتل اإلنان‪ ،‬فاإلنان معصوم الدم ال يجوز االعتداء عليه إال بمبيح‬
‫شرعي يحقق مصلحة أعظم‪ ،‬قال الله تعالى‪ < :‬وال قفوًا اذلددم زبى إم ئحذ‬

‫ئذرليغم و(ياهم وال قفرائ ًالئؤجثل م‪ $‬طير ‪٠‬ئها ؤ<تا يزبى وال قفوئا ًالئذزبى آلى‬

‫وم ًا!‪ ,‬إال آلئقأ يح (األنعام‪ ،)١٥١ :‬ولعظم حرمة الدم كان أول ما يقاضى عليه‬

‫اإلنسان في اآلخرة‪ ،‬يقول النبي ا ‪( ٠‬أول ما يقضى بين الناس في الدماء)^‬

‫=(اكاء‪،)٩٣:‬رقم‪.)٦٨٦٢(:‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬رقم(‪ ،)٦٨٧٤‬وملم‪ ،‬رقم (‪ ،)٩٨‬عن ابن عمر عن النيب‬ ‫(‪)١‬‬

‫صال‪( :‬مزمحل صا الالح فليى منا)‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب ‪:‬قول الله حتاىل ‪^:‬ؤمن تفئن موبائ ككعندا كزآؤهر خلهئنئنيح‬ ‫(‪)٢‬‬

‫(الذساء‪ ،)٩٣:‬رقم ‪ ،)٦٨٦٤(:‬وملم‪ ،‬كتاب القامة واحناربني‪ ،‬باب‪ :‬احلازاة بالدماء يف اآلخرة‪= ،‬‬

‫‪-٣٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ب — تخريم االنتحار‪ :‬كما قال تعالى‪< :‬ؤأل نيئؤاأئأله(اذا‪ ،)٢٩ :٠‬وقد‬

‫جاء الوعيد الشديد في حق من قتل نفه‪ ،‬كما في حديث أبي هريرة > أن النبي‬
‫ا‪( :‬من قتل نفه بحديدة فحديدته في يده يتوجًا بها في بطنه في نار جهنم خالدا‬
‫مخلدا فيها أبدا‪ ،‬ومن شرب سما فقتل ذغهفهويتحاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها‬
‫أبدا‪ ،‬ومن تردى منجبلفقتلذغه فهويتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)(‪.)١‬‬

‫ج ‪ -‬تحريم اإلجهاض‪ :‬اتفق الفقهاء على تحريم التعرض للجنين بعد نفخ الروح‬
‫فيه‪ ،‬وبعد مرور أربعة أشهر؛ ألنه حينها يكون إتانًا ‪ ،‬فاالعتداء عليه اعتداء على‬

‫نفس بالحق‪ ،‬والحد الذي ينفخ فيه الروح حد شرعي ال يعرف من خالل الحس أو‬
‫البحثت التجريبي‪.‬‬
‫إن الفكر المادي ال يؤمن بوجود روح لإلنان؛ ولجذا ال يميز بين الجنين في أيامه‬
‫األولى‪ ،‬والجتين حين يبلغ تسعةأشهر‪ ،‬رس الحروج‪ ،‬فيجعل من حق المرأة في‬
‫كل حين أن تسقط جئينها‪ ،‬وتعتدي على مولودها‪ ،‬وهذا اعتداء صارخ على حق‬
‫إنان بال حق‪ ،‬ال جريرة له إال أنه ضعيف عاجز عن المطالبة بحقه‪.‬‬
‫د ‪ -‬إباحة اتحظورات محافظة على حق الحياة‪ :‬فلمكانة الحياة في اإلسالم يباح‬
‫اوتكاب اتحظورات الشرعية إذا حشي ضرر على حياة اإلنان‪ ،‬فالجائع إذا خشي على‬
‫نفه الهلكة جاز أن يأكل من الميتة الني حرمها الله(‪ ، )٢‬كما قال تعالى < ونن آخز ئ‬

‫=رقم(‪٠)١٦٧٨‬‬

‫متفق علببه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب العلب‪ ،‬باب‪ :‬شرب السم والدواءبه‪ ،‬رقم (‪ ،)٥٧٧٨‬وملم‬ ‫(‪)١‬‬

‫— واللفظ له — كتاب اإلميان‪ ،‬باب ‪ :‬غلظ حترمي قتل اإلنسان نفسه‪ ،‬وأن من قتل نفسه بشيء عذب به يف‬

‫النار‪ ،‬وأنه ال يدخل اجلنة اال نفس مسلمة‪ ،‬رقم (‪.)١٠٩‬‬

‫انظر‪ :‬جامع البيان يف تأويل القرآن‪ ،‬البن جرير الطربي(‪٢٣/٩‬ه)‪٠‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٣٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫=‬

‫مخفضة عير مفجاحم‪ ،‬النح نزن آق غفون رحيريح (المائده‪.)٣ :‬‬

‫ه ‪ -‬وضع عقوبات شرعية على القتل‪ :‬فال تكتفي الشريعة بتحرم العتل‪،‬‬
‫وبيان الجزاء المترتب عليه في اآلخرة‪ ،‬بل ثم جزاءات دنيوية وعقوبات شرعية تختلف‬
‫بحسب حجم الجرية‪ ،‬فالقتل العمد يجب فيه القصاص أو الدية؛ لقول الله تعالى‪:‬‬
‫< ي‪ً٢‬اها آلبين؛‪ 1‬تثوأنيي حكلم ًالقعضا ص ئ آلئى آئر م ونحن ص وألحى يآألحى‬

‫نس عغئ له; من أخيه اغئ؛ نآيباغ يآلنئروفب ؤأذآ؛ إلته بزحسن يح (‪١‬لبقرة‪ ،)١٧٨ :‬والقتل‬

‫شبه العمد تجب فيه على القاتل الكفارة بصيام شهرين متتابعين‪ ،‬ودية مغلظة إلى أهل‬
‫سا حعا‬ ‫المقتول‪ ،‬وفي قتل الخطأ تجب الدية والكفارة‪ ،‬كما قال تعالى‪< :‬ؤ ون نئل‬
‫نئخرير زوه ملمعه ؤديهل يئئئه اق ًاهلهت إالأن يضدقوأ يح (‪١‬لذاء ‪ ،)٩٢ :‬فهذا حكم وسط‬

‫حافظ على حق اإلنسان‪ ،‬رثم ياو بين قاتل الخطأ وقاتل العمد؛ الخالفهم في قصد‬

‫اإلجرام‪.‬‬
‫شبهة‪ ،‬والرد عليها‪:‬‬

‫إن الكثيرمن القوانين الغربية تغفر من عقوبات القصاص‪ ،‬رتدعي أن فيه وحشية‬
‫وشوة‪ ،‬وتبدل بها السجن المؤبد‪ ،‬وربما أضافت معها األعمال الشاقة‪ ،‬فهل قتل‬
‫اإلنسان قصاصًا مناف لخقوق اإلنان؟‬

‫يمكن مناقشة هذا االدعاء من خالل العناصر اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن القصاص في الحقيقة هو أعظم ضمان لحق اإلنان‪ ،‬وليى فيه أي انتهاك‬
‫لحقه‪ ،‬بل هوحياة كماقال الله تعالى‪^ :‬ؤم‪,‬فىًالبطاص حةوآضًا}لتبئشغم‪٠‬‬

‫كفون يح (البقرة‪ ،)١٧٩ :‬فأولو العقول يدركون أن القصاص حياة؛ ألنه‪ ،‬وإن كان في‬

‫‪٠٣٦٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫الظاهر قتال لإلنان فأنه في الحقيقة حياة للمجتمع‪ ،‬فحين تطبق هذه العقوبة الشديدة‬
‫فإنها تحمي بقية أفراد الجتمع من تهاون بعض الناس في القتل‪ ،‬فحين يعلم القاتل أن‬
‫سيقتل فإنه سيرتدع عن التفكيرفي هذه الجرية(‪.)١‬‬
‫‪ -‬أن ادعاء القسوة في القصاص يأتي من تركيز النظر على الجاني دون التفكيرفي‬
‫الجي عليه الحالي‪ ،‬وال من يتهددهم الجاني وأمثاله من أفراد الجتمع‪ ،‬فهذه الرحمة‬
‫والشفعة بالجاني في غيرمحلها‪ ،‬وهي مجانفة للعدل؛ إذ العدل هنا أن يقتل الجاني كما‬

‫قتل الجي عليه‪.‬‬


‫‪ -‬أن البديل أكثر نوة وأقل عدال؛ فهو كما أنه م يتصف الجي عليه فهو‬
‫كذلك ظلم للجاني؛ إذ إن السجن المؤبد مع األعمال الشاقة انتهاك أشنع لحقوق‬
‫اإلنسان من جهة استغالل الجاني مدة حياته مع إطالة مدة شقاء عائلته‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬حق الحياة في المواثيق الوضعية‪:‬‬

‫نظرا إلى أهمية هذا الحق‪ ،‬رإلى ما جرى في التاريخ المعاصر من حروب طاحنة‬
‫أبادت سديين من الناس‪ ،‬حرصت مواثيق الحقوق الدولية على تعرز حق الحياة‪،‬‬
‫ومنع كل صور االعتداء عليه‪ ،‬فنصفي اإلعالن النهائي لحقوق اإلنسان على أن «لكفي‬
‫فرد الحى في الحياة والحرية وسالمة شخصه» ‪ ،‬وذصت المادة (‪)٦‬من العهد الدولي‬
‫للحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬على أل‪« :‬الحق في الحياة حق مالزم لكل إنان‪ ،‬وعلى‬
‫القانون أن يحمي هذا الحق‪ ،‬وال يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا» ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان بني الشريعة والفكر القانوني الغربي‪ ،‬د‪ .‬حممد فتحي عثمان ص (‪. )٦٧‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫حقوقنا اآلن وليس غدا «املواثيق األساسية حلقوق اإلنسان» ‪ ،‬لبهي الدين حسن ‪ ،‬وحممد السيد سعيد‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ص (‪ ،)٥١‬وسس‪8‬؛ع‪^6‬ال‪0٠‬ك‪3٢/‬اج‪.0٢‬آلال‪٠://^^1‬غ)‪.‬‬

‫‪-٣٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وهع وجود العناية «النظرة» على حفظ حق الحياة‪ ،‬ورفض االعتداء عليه من‬
‫جمع المواثيق والمؤسات والنظم الدولية‪ ،‬إال أن االنتهاكات العملية لهذا الحق ما‬
‫تزال مستمرة‪ ،‬ولم تنجح هذه المواثيق في رقفها‪ ،‬فهناك اختالل كبيربين التأصيل‬
‫النظري لهذه الحقوق‪ ،‬والجانب العملي التطبيقي لها‪ ،‬السيماحين يتعلق األمر بغير‬
‫اإلنسان الغربي‪ ،‬وما االحتالل الصهيوني لغلطين والحروب الني تقام فيًاكثرمن‬
‫بقعة من العام اإلسالمي إال مظهر من مظاهر التمييز بين صيانة حق اإلنسان في الحياة‬
‫في الدول الغربية وهدره في غيرها‪.‬‬
‫***‬

‫اس‪1‬ءشالال‪٠‬ةاسوسعاالءتداءءس‬

‫أوال‪ :‬الحق في السالمة الجسدة‪:‬‬


‫الحق في ال—ألمة الجسدية ذو صلة وثيقة بالحق في الحياة‪ ،‬فالتغريط في سالمة جسد‬
‫اإلتان يؤدي في كثيرمن األحيان إلى الوفاة‪ ،‬وهدرحقه في الحياة‪ ،‬أو يتسبب في‬
‫أمراض أو إصابات تنغص عليه هذا الحق‪.‬‬
‫وقد جاءت الشريعة بحغظ هذا الحق‪ ،‬ومتع االعتداء عليه ماديًا أو معنويًا ‪ ،‬فجسد‬

‫اإلنسان مصان‪ ،‬ال يجوزألحد أن يتعرض له بضرر مادي من ضرب أوقطع أوإيالم‬
‫بأي وسيلة كانت‪ ،‬وال ضرر معنوي بشتم‪ ،‬أو قذف‪ ،‬أو غيبة‪ ،‬أو غيرها‪.‬‬
‫وقد أوجدت الشرعه منظومة من األحكام تحفظ هذا الحق‪ ،‬وتجازي من يعتدي‬
‫عليه‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫‪- ١‬النصوص الشرعية في حرمة دماء اتحلمين وأعراضهم وأموالهم‪.‬‬
‫لقد حرم اإلسالم الماس بالكيان المادي أو المعنوي لإلنان على حد سواء‪ ،‬ولو‬

‫‪-٣٨-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫كان بأذى خفيف‪ ،‬كجرح يسير‪ ،‬أو نظرة إنقاص‪ ،‬أو كلمة مقيتة‪ ،‬ومما يشهد لذلك‬
‫قول النبي ا‪( :‬المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(‪ ،)١‬فقد دل الحديث على‬
‫أن إيذاء المسلم من نقصان اإلسالم‪ ،‬وأن اإليذاء ضربان‪ :‬ضرب ظاهر بالجوارح‪،‬‬
‫كاالعتداء على بدن اإلنسان أر ماله‪ ،‬وضرب باطن‪ ،‬كالحسد‪ ،‬ول لغل‪ ،‬والبفضى‪،‬‬
‫والحقد‪ ،‬والكبر‪ ،‬وسوء الظن‪ ،‬والقوة‪ ،‬ونحو ذللن‪ ،‬فكله مضر بالمسلم مؤد له‪،‬‬
‫‪ ،‬ويؤكد هذا المعنى ما جاه في قوله‬ ‫((وقد أمر الشرع بكف النوعين من اإليذاء))‬
‫ا‪( :‬يا معشر من قد أسلم بلسانه‪ ،‬وم يقض اإليمان إلى قلبه‪ ،‬ال تؤذوا المسلمين‪،‬‬
‫وال تعيروهم‪ ،‬وال تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته‪،‬‬
‫ومن تتبع ‪١‬للهءورتهيقضحه‪ ،‬ولوفي جوفرحلة)(‪ ،)٣‬وقوده‪( :‬إن الله‪-‬تبارك‪،‬‬
‫وتعالى‪-‬قدحرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إال بحقها)(‪ ،)٤‬وقوله‪( :‬ال‬
‫يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) (ه)‪.‬‬

‫وقد بالغ الشرع اإلسالمي في صيانة الجانب المعنوي من كيان اإلنسان حتى إذه‬

‫رئب عقوبة على من ادعى على إنان محترم الزنا‪ ،‬فيما يعرف بعقوبة «جريمة‬
‫القذف» ‪ ،‬وهي جرية ءس وجدان اإلنان وشرؤه‪ ،‬فمن اتهم إنسانا بالزنا أو نغى‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب ‪ :‬املسلم من سلم املسلمون من لسانه ويده ‪ ،‬رقم (‪، )٩‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬بيان تفاضل اإلسالم‪ ،‬رقم(‪.)٤٠‬‬

‫اذظر‪:‬فيةضالقديرشرح اجلامع الصغري‪ ،‬لعبد الرؤوف املناوي (‪.)٢٧١/٦‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب الربوالصلة عن رسول الله ا ‪،‬باب‪ :‬ما جاء يف تعظيم املؤمن‪ ،‬حديث رقم‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫(‪ )٢٠٣٢‬وقال الرتمذي ‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب ‪ :‬ظهر املؤمن دى اال يف حد أو حق‪ ،‬رقم (ه‪.)٦٧٨‬‬ ‫( ‪)٤‬‬

‫أخرجه أبوداود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬منيًاخذ الشيءعلى املزاح‪ ،‬رقم(‪٠٠٤‬ه)‪.‬‬ ‫(‪)٥‬‬

‫‪-٣٩-‬‬
‫حقوق اإلنسان‬ ‫ه‬

‫نسبه من أبيه ناله الجزاء ‪١‬لو‪١‬رد في قوله تعالى‪ < :‬ولدين يرمون ‪$‬لثخضتدت دم لز يأتوا‬

‫بارغؤ ‪٣‬ذآء قاحبذوهز ينبئن حنذًا ؤأل دثنوأ حم مبمذه ًابداج ؤاؤليك هم آلهنسعون يح‬

‫(النور‪٠)٤ :‬‬
‫‪ — ٢‬مشروعية القصاص في االعتداء على الجمد ‪:‬‬

‫كما وضع الدرع الزواجر عن الماس بالنفس االنانية هـار حق وة الجي‬


‫عليه في القصاص أو الدية‪ ،‬فقد رئب كذلك قدرا من العقوبات البدنية والمادية على‬
‫االعتداء على ما دون ألتفس بالجرح أو الضرب‪ ،‬وذلك دإيقاع ذات اإلصابة على‬

‫الجاني دون حيف‪ ،‬أو دفع الدية المقررة شرعا‪ ،‬أو المال الذي تقرره حكومة العدل‪،‬‬
‫قال تعالى ‪ < :‬ؤي عتهم ق‪٦‬آ ًان ‪9‬لئئمق بآلئتمي ؤًالئقتع ‪$‬لعةن و ألنك ياألنغي!‬

‫ذآألددئ يآألذن ؤًالبذ يلكن ؤآلجروح يضغ صه يح (المًائدة‪ ،)٤٥ :‬وقال تعالى‪$ < :‬لئأر‬

‫ًالجرام ‪$‬لبمذ‪ً٠‬الخراص وئرمكت يضغص‪ ٦‬وثرذ آغئذئ عتحكم قآعئذوأ ■غته يثئفي مذ آغئذئ‬

‫ظذكمهه(البقرة‪.)١٩٤:‬‬

‫‪ — ٣‬حفظ حقوق المجناء ‪:‬‬

‫من صورالعقوبة في الشريعة والقانون الجن‪ ،‬وهي عقوبة ضرورية يلجأ إليها‬
‫عند الحاجة‪ ،‬إال أنها لما كانت مظنة االعتداء على الجسد صانت الشريعة حقوق‬
‫السجناء‪ ،‬ويمكن أن نشير هنا إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق اإلنسان في المملكة العربية‬
‫العودية أصدرت نشرة تعريفية لحقوق السجناء والسجينات وواجباتهم عام‬
‫‪١٤٣٣‬ه‪ ،‬وهي حقوق موافقة للشريعة اإلسالمية‪ ،‬ونصت عليها األنظمة واللوائح‬
‫التعليمية المعمول بها في المملكة العربية العودية‪ ،‬ومن أهم تلك الحقوق ‪:‬‬

‫‪.٤..‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أ — حقوق الموقوفين ‪:‬‬


‫‪ ٠‬حقه في أن يتم إخباره من قبل الجهة المختصة بأسباب إيقافه فور القبض عليه‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في أال يتم توقيفه إال في األماكن المخصصة لذلك‪ ،‬وبأمر من السلطة‬
‫المختمة‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في تصئيفه ضمن الفئة المناسبة حسب العمر والجنس‪ ،‬وحسب نوعية‬
‫الموقوفين والسجناء وثقافتهم‪.‬‬
‫‪ ٠‬حده في وجوب معاملته معاملة إنانية بما يحفظ كرامته‪ ،‬وبعدم تعذيبه أو‬
‫إيذائه جسديا أو معنويًا‪.‬‬

‫‪ ٠‬حقه في الشكوى وتبليغها للمختصين‪.‬‬


‫‪ ٠‬حقه في االستعانة بوكيل أو محام للدفاع عنه في مرحلتي التحقيق وانحاكمة‪.‬‬
‫ب — حقوق السجين‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ ٠‬حقه في صايته من األمراض المعدية‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في توفيرالمالبس المناسبة‪ ،‬واإلعاشة الصحية‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في إقامة شعائره الدينية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في الثقافة والتعليم‪ ،‬ومواصلة الدراسة‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في عدم االعتداء عليه بأي نوع من أنوع االعتداء‪.‬‬

‫‪ ٠‬حقه في التدديب والتأهيل على بعض المهن‪.‬‬


‫‪ ٠‬حقه في الخلوة الشرعية بزوجته‪.‬‬
‫‪ ٠‬حقه في المراسلة مع أهله وأصدقائه بالخطابات واالتصاالت الهاتفية‪-‬‬
‫‪ ٠‬حقه في الزيارة بأن يزوره أوالده وزوجاته وأبواه‪.‬‬

‫‪-٤١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫‪ ٠‬حقه في الرعاية االجتماعية والنغمية لماعدته للتكيف والتأقلم مع بيئة‬


‫السجن‪.‬‬

‫‪ ٠‬حق السجين المريض في عالجه أو اإلفراج المؤقت وفق ضوابط محددة‪.‬‬


‫‪ ٠‬حقه في اإلفراج عنه بعد انقضاء مدة محكوميته‪.‬‬
‫وتزيد السجينة ببعض الحقوق الخاصة؛ كرعاية طفلها داخل السجن حتى يبلغ‬
‫سنتين‪ ،‬وغيرذلك‪.‬‬
‫وكثيرمن هذه التفصالت لح يأت النص عليها في الشريعة‪ ،‬لكنها تحقق مصالح‬
‫الناس‪ ،‬وتحفظ حقوقهم‪ ،‬فتكون من المصالح المعتبرة شرعا‪ ،‬كما أنها ضرورية لضمان‬
‫أن يكون السجن عقوبة شرعية ال تؤدي إلى ظلم السجين أو أهله‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫‪-١‬حقوق االنسان في اإلسالم‪ ،‬تحمد عيد العباسي‪ ،‬مركز الملك فيمل‬
‫للبحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ١٤٣١ ،١‬ه‪.‬‬
‫‪ - ٢‬حقوق اإلنسان في اليهودية والمسيحية واإلسالم مقارنًا بالقانون الدولي‪،‬‬

‫خالد الشنيبر‪ ،‬كرسي األميرسلطان‪ ،‬ط‪ ١٤٣٠ ،١‬ه‪.‬‬


‫***‬

‫‪٠٤٢٠‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫حواسرية‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخض الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ - ١‬إدراك معنى مصطلح الحرية وحدوده‪.‬‬

‫‪ - ٢‬توضيح مفهوم الخرية في اإلسالم‪.‬‬


‫‪ - ٣‬المقارنة بين مفهوم الحرية في اإلسالم وفي غيره‪.‬‬
‫‪- ٤‬فهم االرس الني يعتمد عليها في وضع حدود الحرية‪.‬‬
‫‪ - ٥‬شرح فلفة اإلسالم في وضع الحدود للحريات‪.‬‬

‫آل‬ ‫هم‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫مفهوم اسرية‪ ،‬وضوابعي ي اإلسالم‬

‫تدور دالالت الحرية في اللغة العربية حول معاني الخلوص من العوارض المشينة‬
‫الني كعفر طبيعة الشيء الذي تخالطه؛ ولذا جاء فيمعناها‪(( :‬الخلوص من الشوائب‪،‬‬

‫أوالرق‪،‬أواللؤم))(‪.)١‬‬

‫وأما معنى الحرية في الفكر الوضعي فهي ‪ :‬مجموعة حقوق للغرد والجماعة محمية‬
‫قانونيًا تجاه الدولة وسلطتها"‪.‬‬

‫والواقع أن مدلول كلمة الحردة في مجال حقوق اإلنسان يضيق كثيرا عن معناها‬
‫اللغوي؛ إذ ال وجود للحردة المطلقة في هذا العالم‪ ،‬في ضوء األحكام الدينية‪ ،‬وال‬
‫الرؤى الفلسفية والنظم القانونية‪ ،‬فالحردات ‪ -‬بوجه عام‪-‬ال يمكن أن تمارس إال في‬
‫مجتمع آمن ومستقر ومستتب‪ .‬واستقرار الجتمع واستتاب أمنه يتطلب التوفيق بين‬
‫المتطلبات المختلفة ألفراده الذين يتشاركون فيه‪ ،‬وادي تتنوع وفثا لتنوع مشاربهم‬

‫وأمزجتهم؛ ولذا ال يمكن االعتراف مجردة عامة ومطلقة؛ ألنها تستلزم الصدام‬
‫والدمار؛ وإنما هي حرية نسبية تتوقف عدى مدى توافقها ومتطلبات اتجتمع ؛ فببتعين‬
‫التوفيق بين حرية ومتطلبات اتجتمع وبين الحريات العامة والنظام العام‪ ،‬وهنا ال يمكن‬
‫االستغناء عن األحكام الني تضبط هذا التوفيق‪ ،‬وال عن السلطة ازني تعمل على تنفيذ‬
‫هذه األحكام بحجة أن األحكام تمارس تحجيرا على الخردات^ ؛ أي‪ :‬أنها تحدد لها‬

‫املعجم الوجيز‪ ،‬جممع اللغة الغربية بالقاهرةس(‪.)١٤٤‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬مشكلة احلرية يف اإلسالم‪ ،‬جلميل مليلة (‪ ،)١٩‬ومفهوم احلريات‪ ،‬حلمن أبو سرة ص (‪.)١٩‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬احلقوق واحلريات العامة يف الدساتري العربية والفقه والقضاء والشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعبد العزيز حممد‬ ‫(‪)٣‬‬

‫ساملان وآخرون ص(‪٠‬ه)‪ .‬بتصرف‪.‬‬

‫‪-٤٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫نطاقها الذي ال تخرج عنه‪.‬‬

‫ع بحسب مجالها‪ ،‬فهناك حرة اقتصادية‪ ،‬وحرية اجتماعية‪ ،‬وحرية‬ ‫والحريات‬


‫سياسية‪ ،‬رحرية شخصية‪ ،‬وتحت كل واحدة من هذه األنواع أنواع من األحكام‬

‫والحريات‪ ،‬يكون للشخص حرية الحركة داخلها من دون أن تفرض عليه إال القيود‬
‫القانونية‪ ،‬وتكون الحدود القانونية مقيدة بحيث ال تتجاوز ما هو ضروري لتحقيق‬
‫المصلحة الكلية العامة‪ ،‬فالحوية محكومة بالقانون‪ ،‬فال حرية بال قانون؛ ألن ذلك يعي‬
‫حالة من الفوضى ال يتحقق لإلنان فيها حردة‪ ،‬والقانون محكوم بالحرية‪ ،‬فال يحق‬
‫للقانون أن يقيد حويات الناس إال بما هو في م‪-‬صلحة حرياتهم‪ ،‬وال يتجاوز ما هو‬
‫ضروري لصيانة حقوقهم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حدود الخرية في المفهوم اإلسالمي‪:‬‬


‫إذا عرفت أن الحردة ال بدلها من حدود قانونية‪ ،‬كبين لك مفهوم الحردة في‬
‫اإلسالم‪ ،‬فهذه الحدود القانونية تؤسس حسب التصور الفلسفي الذي يثكل رؤية‬
‫اإلنسان للحردات‪ ،‬فتلك الرؤية هي الي من خاللها ترسم الحدود الي يجب أن ال‬
‫يتجاوزها القانون‪ ،‬وحدود ما للقانون أن يفعل هو محل اال‪.‬ختالئ والتجاذب بين‬
‫الدين والفلسفات‪ ،‬فالحرية في اإلسالم هي الي تجعل للشخص حرة االختيارفيما ال‬
‫يخالف اإلسالم‪ ،‬والحرة في الليبرالية هي الي تجعل للشخص حردة االختيارفيما ال‬
‫يخالف الليبرالية(‪ ،)١‬والحردة في االشتراكية مضيقة؛ ألنهم يرون أن للقانون حردة‬
‫واسعة في التضييق على حردات الناس؛ ألجل أن يحقق تجم العدل‪.‬‬

‫اذظر‪:‬ءنارة‪،‬جلونسيتوارمتلص(‪.)٢.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-٤٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫إذن‪ ،‬فحتى الليبرالية ب قيود عش ايرة‪, ،‬نذيع الحرية الليبراية شمعضها‪٠‬ن‬


‫الغلفات‪ ،‬ونزاعها هع ابآلم هو في مزمة الحدود الي تؤيد في تسم الحدود‪،‬‬
‫فما تراه الليبرالية انتهاكا من حدود اإلسالم لحق اإلنسان‪ ،‬هو في الحقيقة ال يعدو كوة‬
‫انتهاكا لحرية الليبرالية‪ ،‬أو لحرية االشتراكية‪ ،‬ال لحق اإلنسان‪ ،‬ولكن هذه الفلسفات‬
‫ئسوق مفهومها للحرة على أنه هو مفهوم الحردة نفسه‪ ،‬ومنيخالغ‪.‬هفهومخالف‬
‫للحرة‪ ،‬وهكذا يرددون فرض فلسفتهم للحردات على الجميع؛ ليغرضوا من خالل‬

‫ذلك قيمهم وثقافتهم على اآلخرين‪.‬‬


‫إن الغرق األساسي الذي يميز الحرة في اإلسالم عن الحرة في النظام الوضعي هو‬
‫أن الحرة في اإلسالم تقوم على اعتبار الدين‪ ،‬بينما تلفي الحردة المعاصرة أي اعتبار‬
‫للدين‪ ،‬فاللبرالية واالشتراكية تشتركان في أن المرجعية الني يستقون منها قيود الحردة‬
‫هي مرجعية عقلية ال تعترف بالدين مصدرا للمعرفة‪ ،‬وهذا هو الغرق األساسي بين‬
‫هذه األيديولوجيات‪ ،‬وكل الفروق األخرى تبع لجذا الغرق‪ ،‬فالنظام الوضعي ال يلقي‬
‫للدين باال‪ ،‬فال يرى ضررا في اعتناق الشخص ألي دين‪ ،‬أو تركه له‪ ،‬أو نشره ما‬
‫يناقضه‪ ،‬بينما يرى المسلم أن الدين هوأهم شيء في الحياة‪ ،‬وهوغاية الوجود‪ ،‬ودرى‬
‫أن الضرر الذي يحل بالدين هو أعظم ضرر‪.‬‬
‫إن النظام الوضعي ‪-‬ثال يجرم الشخص حين يشتم أحدا من الناس؛ ألنه يضره‪،‬‬
‫لكن هذا الشخص لوشتم الرسول ا أر تطاول على الله فإنه ال يجرم؛ ألنه في نظر‬
‫النظام الوضعي ثم يعتد على أحد‪ ،‬وال أحدث ضررا‪ ،‬بينما يرى المسلم الضرر الواقع‬
‫أو سب الذات اإللجية أشد من شتمه‪ ،‬أو شتم والديه‪.‬‬ ‫عليه من شتم الرسول‬
‫إن هذا الغرق في مفهوم الحودة هو الذي يميز بين تعردف الحردة في اإلسالم‪،‬‬

‫‪-٤٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫وتعريفها في الئظم الوضعية‪ ،‬فهي في اإلسالم تعي ‪ :‬المكانة العامة الي يقررها الشارع‬
‫لألفراد‪ ،‬بحيث تجعلهم قادرين على أداء واجباتهم‪ ،‬واستيفاء حقوقهم‪ ،‬واختيار ما‬
‫يجلب المنفعة‪ ،‬ويدرأ المفسدة دون إلحاق الضرر باآلخوين ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط الحرة في اإلسالم‪:‬‬

‫إذا اتضح الغارق في الحرة بين المفهوم اإلسالمي وغيره‪ ،‬تبين لنا أن الحرة في‬
‫اإلسالم خاضعة لحكم الشريعة‪ ،‬وحين نستقرئ أحكام الشريعة نجد أنها تدور حول‬
‫خمسة أحكام تكليفية هي ‪( :‬الواجب‪ ،‬وانحرم‪ ،‬والمكروه ‪ ،‬والمستحب‪ ،‬والمباح) ونجد‬
‫أن الدائرة األوسع من هذه األحكام هي دائرة اإلباحة‪ ،‬وهي تعي أن للمكلف حرة‬
‫االختيار بين الفعل والترك‪ ،‬ومن رصة الله وسعة الشريعة أن هذه اإلباحة هي الدائرة‬
‫األوسع في الشريعة؛ ونجنا فانحرمات مفصلة في الشريدة‪ ،‬أما المباحات فلي‪٠‬ت‬
‫مفصلة؛ ألنها هي األصل‪ ،‬وال يمكن حصرها‪ ،‬وال ذكر تفصيالتها‪ ،‬فما م يحرم في‬
‫الشريعة فهو مباح‪ ،‬كما قال تعالى‪ < :‬ؤوت عصل لخم ائ حرًا عليكم اال تا آصلمردر إلتي يح‬

‫(األنعام‪.)١١٩ :‬‬

‫وعن ابن عباس {‪ ،‬قال‪( :‬كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء‪ ،‬ويتركون أشياء‬
‫نبيه هه ‪ ،‬وأنزل كتابه‪ ،‬وأحل حالله‪ ،‬وحرم حرامه‪ ،‬فما‬ ‫تقذرا‪ ،‬فبعث الله‬
‫أحل فهو‪.‬الل‪ ،‬وما حرمفهو حرام‪ ،‬وما سكت عنه فهو عفو‪ ،‬وتال‪<:‬شالا جت‬

‫فيائً ‪1‬ؤمئ ق غرائه(األذعام‪:‬ه‪)١٤‬إلىآخراآلة)(‪.)٢‬‬

‫انظر‪ :‬مفهوم احلرية دراسة تأصيلية‪ ،‬لعلي ؤن حسني فقيهي ص (‪.)١٤‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجهأبو دود‪ ،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب‪ :‬ما مل يذكر حترميه‪ ،‬رفم(‪ ،)٣٨٠٢‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٤٧٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫ومنه أخذ العلماء القاعدة الدهيرة «األصل في األعيان اإلباحة))(‪ )١‬فالمطعومات‬


‫الحرمة شرعا محددة‪ ،‬وما عداها فهو مباح‪ ،‬واأللبسة الحرمة محددة‪ ،‬وما عداها فهو‬
‫مباح‪ ،‬وقل مثل ذلك في بقية األبواب‪ ،‬فال يمكن حصر المباح؛ لكثرته وسعته‪ ،‬وإنما‬
‫الذي يمكن حصره هو الحرم لضيقه‪.‬‬
‫فدائرة اإلباحة هي دائرة الحردة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ال يجوز حرمان االنسان‬
‫من حقه في التمتع بها‪ ،‬أما حين يصل األمرإلى الوجوب أو التحرئم‪ ،‬فيكون األمر‬
‫حيئها خارجًا عن الخرية‪ ،‬وهومن مصلحة اإلنسان‪ ،‬أيضًا ‪ ،‬فالواجبات تلزم الشخص‬

‫بالفعل؛ ألنه يحقق مصلحة اإلنسان في دينه أو دنياه ‪ ،‬والحرمات تمنع الثخعر من فعفي‬
‫يضره في دينه أو دنياه‪.‬‬
‫فمنحقاالنسانأنيأكل‪ ،‬أويثرب‪ ،‬أويلبس‪ ،‬أويتنقل‪ ،‬أويتكلم‪ ،‬مادام‬

‫ذلك في حدود اإلباحة‪ ،‬وهي دائرة واسعة جدا ؛ فإن وصل األمر إلى حدود الواجبات‬
‫والحرمات‪ ،‬فإن مصلحة اإلنسان في منعه مما يضره ‪ ،‬أو إلزامه بما ينفعه‪ ،‬وهو خيرله‬
‫من إطالق حردته فيما يحرمه من مصالح فعل الواجبات‪ ،‬أوترك الحرمات‪.‬‬

‫فمنهج اإلسالم في الخرئة منهج وسط بين منهج توسيع الحريات من دون إلزام‬
‫بواجبات أو محرمات الذي يحقق مصالح الخرئة في اإلباحة‪ ،‬ويفوت مصالح الواجب‬
‫والحرم‪ ،‬ربين منهج توسيع المنع‪ ،‬واإليجاب‪ ،‬فيحرممنمعًالح الحرئةفياإلباحة‪.‬‬
‫***‬

‫القواعد يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬لعبد الرمحن بن رجني ص (ه‪.)٣٧‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪٠‬آل‪٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫استعراض أهم أنواع الحريات ي اإلسالم‬

‫تقدم الكالم بشكل كلي عن الحرية في اإلسالم‪ ،‬وحان الكالم بشيء من‬
‫التفصيل الستبانة أوجه العة في الخردة في اإلسالم‪ ،‬وفيما يأتي نماذج من الحريات‬
‫األساسية في اإلسالم ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حرية االعتقاد والتدين‪ :‬معناها‪ ،‬وضوابطها‪:‬‬


‫الدخول في اإلسالم هو الغاية الكبرى من إرسال الرسل أجمعهم‪ ،‬ولكن هذه‬
‫الغاية ليس المعول عليه في تحقيقها اإلكراه‪ ،‬بل إن الله تعالى‪ ،‬بث آياته في الكون‪،‬‬
‫ووهب اإلنسان عقال يدرك به األشياء‪ ،‬وأرسل رسله؛ ليدلوا اإلنسان على ما قصر‬
‫عقله عن إدراكاه‪ ،‬ثم ترك لإلنان التأمل واالختيار‪ ،‬وحدد رسالة رسله وأتباعهم في‬
‫إبالغ شرعه وبيانه‪ ،‬رثم يكلفهم إكراه المتدينين بغير اإلسالم على تغيير عقائدهم‪،‬‬
‫فقال تعالى‪ < :‬إن عتد اال لنع ه (الشورى‪ ،)٤٨ :‬وقال تعالى‪ < :‬آل إائةبى‪٠‬ألذين ‪٠‬‬

‫(البقرة‪ ،)٢٥٦ :‬ولذا ثم يكره النبي ا اليهود في المدينة على تغيير عقائدهم‪ ،‬وال‬
‫نصارى تحران‪ ،‬وال غيرهم‪ ،‬وسار على ذلك خلفاؤه الراشدون من بعده ‪ ،‬فكانوا إذا‬
‫فتحوا بلدة تركوا أهلها على عقائدهم‪ ،‬فلم يكرهوهم على تغييرها‪ ،‬فعاش في كنف‬
‫اإلسالم بسبب ذلك عقائد وأديان مختلفة‪ ،‬وبقوا في رصة اإلسالم حتى كان ذلك‬
‫سببا في دخول أكثرهم في اإلسالم لما رأوا من عظمة هذا الدين وساحته وسمو‬
‫شرائعه‪.‬‬
‫إن حردة االعتقاد في اإلسالم ال تجعل للمسلم حردة تغييردينه‪ ،‬فيجهر بمايخالف‬

‫اإلسالم‪ ،‬أو يتقل إلى أي دينآخر‪ ،‬فالشريعة تجرم ترك االسالم‪ ،‬وتلزم المرتد‬
‫بالرجوع عن ردته أو إيقاع عقوبة القتل عليه‪ ،‬كما روى ابن عباس { أن رسول‬

‫‪-٤٩-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫الله ا قال‪( :‬من بدل دينه فاقتلوه)(‪ ،)١‬فحرة المسلم تختلف عن حرة الكافر؛ فإن‬
‫منحق‪١‬لكافرأنيبقىءلىديذه‪ ،‬ويمارمرشعائره‪ ،‬ويفعل ما يراءمباحًا‪ ،‬ولكن‬

‫اإلسالم مصون عن التالعب والتشوش على العامة؛ فمن حق غيرالمسلم أال يدخل‬
‫في اإلسالم إال أنه حين يختاره بكامل حريته فليس له التالعب به‪ ،‬وهذا ال يختلف عن‬
‫حماية سائر الجتمعات أمنها ومبادئها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حرية التعبيرعن الرأي ‪:‬‬


‫لحرة الرأي ارتباط وسق بالبحث السابق في حرة االعتقاد؛ فاالعتقاد أحد أنوع‬
‫الرأي‪ ،‬وكما تقدم‪ ،‬فإن الدائرة األوسع اإلسالم في جميع مناحي الحياة هي دائرة‬
‫المباح‪ ،‬وتدخل في ذلك اآلراء‪ ،‬إال أن اإلسالم منهج نظام ال منهج فوضى؛ ولذا ثم‬
‫يطلق لحرة اآلراء العنان‪ ،‬بل ضبطها كغيرها‪ ،‬ويمكن التمييز هنا بين ذآلثة أنوع من‬

‫الرأي‪:‬‬
‫‪- ١‬الرأي المدروع‪:‬‬

‫يثمل الرأي المشروع الواجب رالمستحب‪ ،‬وهذا الرأي يعلو عن كونه مجرد رأي‬
‫لإلنان الحرية في التعبيرعنه إلى كون التعبيرعنه مطلوبًا شرعًا ‪ ،‬وتركه مخالفة أو‬

‫تقصير‪ ،‬رذلك مثل األمربالمعررف‪ ،‬و‪١‬لذهيءن المنكر‪ ،‬رالنصح للمسلمين‪،‬‬

‫وكالدعوة إلى اإلسالم‪ ،‬وإلى فضائل األعمال‪ ،‬فكل هذه اآلراء هي نشر ألمر مشروع‬
‫في اإلسالم‪ ،‬فهي مما يحمد‪ ،‬وئحئ عليه‪ ،‬وليت مجرد حق أو حرية خاصة‪ ،‬فمنعها‬
‫أشد من منع حرة الرأي؛ ألن منعها محادة لله ورسوله‪.‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلهاد والسري‪ ،‬باب‪ :‬ال يعذب بعناب الله‪ ،‬رقم (‪.)٣,١٧‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪..‬ه‪.‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪-٢‬الرأي المباح‪:‬‬
‫يثكل الرأي المباح الماحة األوسع من اآلراء‪ ،‬فاألصل عدم التعرض ألي رأي‬
‫يعد من األمور المباحة‪ ،‬واليمغمنذلك‪ ،‬وكما سبق‪ ،‬فإن المباح هو األوسع دائرة في‬
‫الشريعة‪ ،‬وإنما قد يمتع بعض اآلراء إن ثبت حقيقة أنه مضر بالمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-٣‬الرأي الحرم‪..‬‬
‫الرأي الحرم هو الرأي المصادم ألحكام الشريعة‪ ،‬مثل ألتحلق بكلمة الكفر‪ ،‬أو‬
‫الدعوة إلى ترك دين االسالم‪ ،‬أو نشر البدع والضالالت‪ ،‬أو نشر الفواحش والرذيلة‪،‬‬
‫أو ما فيه شئتم واعتداء وأذية بغيرحق‪ ،‬أو التحريض على األفعال الني تضر م‪-‬صلحة‬
‫الجتمع‪ ،‬فهنا رأي محرم ال تثمله حرية التعبيرلما فيه من الضررالغردي أو الجماعي‪،‬‬
‫والقاعدة أنه "ال ضرروال ضرار"‪ ،‬والضررالمتعلق بدين الناس أعظم من الضرر‬
‫المتعلق بدنياهم؛ وألجل هذا كان من أعظم واجبات الدولة في اإلسالم ‪ :‬حفظ‬
‫الدين‪ ،‬ومن حفظ الدين منع ما يناقض قطعياته‪.‬‬
‫ويجب التنبيه هنا إلى الغرق بين الدعوة إلى ما يناقض االسالم مما ال حرية فيه ربين‬
‫طرح األسئلة والبحث عن الحق‪ ،‬فمن يريد أن يبحث عن الحق فيسأل باحثًا عن‬

‫الحق‪ ،‬أو يتثكل عن بعض القطعيات الشرعية‪ ،‬فالجال هنا متع‪ ،‬وال بعد فعلهم‬
‫جرية؛ ألن الله تعالى قال‪ < :‬ؤال فئدلوًا ًاهزة ‪$‬لكتبب اال ياى هـئ احسن يح‬

‫( العنكبوت‪ ،)٤٦ :‬ومن لوازم الجدال أن يتكلموا‪ ،‬ويسوقوا أدلتهم‪ ،‬كما كان الني‬

‫ا يتمع ألسئلة اليهود والمشركين‪ ،‬ويجيب عنها‪ ،‬فعن أذس بن مالك قال‪ :‬بينما‬
‫نحن جلوس مع الني ‪ ٠‬في المسجد دخل رجل على جمل‪ ،‬فأناخه في المسجد‪ ،‬ثم‬
‫عقله‪ ،‬ثم قال لهم‪ :‬أيكم محمد؟ والذي ا متكئ بين ظهرانههم‪ .‬فقلنا هذا الرجل‬

‫‪-٥١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫األبيض المتكئ‪ .‬فقال له الرجل‪ :‬ابن عبد المطلب‪ ،‬فقال له النبي ا‪( :‬قد أجبتك)‬
‫فقال الرجل للنبي ا‪ :‬إني سائلك فمشدد عليك في المسألة‪ ،‬فال تجد علي في‬
‫نفك‪ .‬فقال‪( :‬سل عما بدا لك)(‪ ،)١‬بل إنه وصل الحال في حرية السؤال أن يأتي‬
‫رجل إلى النبي ا فيقول له ائذن لي في الزنا (‪ )٢‬وال يعاقبه الرسول ا‪.‬‬
‫وكانت عائشة ‪- ٠‬سأل النبي ا عما يشكل عليها كما قال عنها ابن أبي‬
‫‪.‬‬ ‫مليكة ‪ :‬كانت ال تمع شيائً ال تعرفه إال راجعت فيه حتى تعرفه‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظرإلى‪:‬‬
‫‪ — ١‬الخريبة الدينية بين المسلمين وأهل الكائب‪ ،‬خالد القاسم‪ ،‬كرسي األمير‬
‫سلطان‪ ،‬ط‪١٤٣٠،١‬ه‪.‬‬
‫‪ — ٢‬نقد الليبرالية‪ ،‬الطيب بو عزة‪ ،‬مركز البحوث والدراسات بمجلة البيبان‪،‬‬
‫ط‪،١‬ه‪١٤٢‬ه‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب ‪:‬ما جاء يف العلم‪،‬رقم (‪ ،)٦٣‬ومل‪ ،‬كتاب اإلميان‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫باب‪ :‬السؤال عن أركان اإلسالم‪،‬رقم(‪٠)١٢‬‬

‫أخرجه أصد يف املسند‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٢٢٦٥‬وقال حمققه‪(( :‬إسناده صحيح‪ ،‬رجاله ثقات‪ ،‬رجال الصحيح))‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب العلم‪،‬باب ‪:‬دن سع شيائ فراجع حىت يعرفه‪،‬رقم(‪.)١,٣‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫‪٠٥٢٠‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدذ‪٠‬اسة‪٠‬‬
‫حقالعدلوالمساواد‪٠‬‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع ‪ -‬بعد دراستك بذه الوحدة ‪ -‬أن تكون قادرا على‬
‫‪ — ١‬التمييز بين العدل والماواة‪.‬‬
‫‪ — ٢‬المقارنة بين الماواة في النظام اإلسالمي وفي غيره‪.‬‬

‫‪ —٣‬إدراك الضمانات الشرعية للعدل في القضاء اإلسالمي‪.‬‬

‫آل‬ ‫ر‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫العدلوالمسطواذ‪٠‬فىاإلسالم‬
‫أوأل‪ :‬العدل في اإلسالم‪:‬‬

‫العدل أصل شرعي ئحكم من المعلوم من الضرورة من أحكام اإلسالم‪ ،‬وهو‬


‫ليس فقط حقًا من حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬بل هو راجب من واجبات الشريدة‪،‬‬

‫أنزل الله في محكم كتابه آيات كثيرة في شأن العدل‪ ،‬فأمر الناس كافة‪ ،‬فقال‪ < :‬إن الله‪/‬‬

‫نامر ‪$‬لعدل وآالحسي يح (التحل ‪ ،)٩٠ :‬وأمر به نبيه اه فقال ‪ < :‬ؤش ة؛ مدت يتآ ا نزل‬

‫ًالله ين تكئى ؤامرت }غدل بيتحكم يح (الشورى‪ ،)١٥ :‬وألن العدل يتأثر بدافع الحب‬

‫والبغض‪ ،‬أمر‪ ،‬سبحاذه‪ ،‬به مع القريب والبعيد والصديق والعدو؛ فقال‪ < :‬ؤإدا ق‬

‫‪$‬غداًا ؤلؤ ة‪ 1‬ن دا قرئ يح (األنعام‪ ،)١٥٢ :‬وقال‪ < :‬نقانا آلئييدى ة؛ متوا موتحًا‬
‫وؤامئرى لله ال‪٣‬تآة ‪- (9$‬ت ط ؤأل بجكرييت‪ 6‬م قت‪٤‬ان وؤك غئ ًاأل كئدلواج آغدلؤأ هو ًاوب‬

‫يلئعؤئ يح (المائدة‪ ،)٨ :‬أي (ال يحطنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم‪ ،‬بل استعملوا‬

‫‪١‬لعدلفيكألحد‪ ،‬صديعا كانأرءدرا)(‪.)١‬‬

‫وقد أكدت النة المطهرة ما جاء به القرآن الكريم من األمر بالعدل‪ ،‬فقال به النبي‬
‫‪٠‬رحكمبه‪ ،‬وحث عليه‪ ،‬فقال‪( :‬إن المقسطين عند ‪١‬للهءلى منابر من نور‪ ،‬عن‬
‫يمين ‪١‬لرحمنوكلتا يديه يمين‪:‬الذينيعدلونفيحكمهموأهضموماولوا)(‪.)٢‬‬

‫انظر‪ :‬تفسريالقرأن العظيم‪ ،‬البنكري(‪.)٦٢/٣‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب ‪ :‬فضيلة اإلمام العادل‪ ،‬وعقوبة ا جلائر‪ ،‬واحلث على الرفق بالرعية‪،‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫والنهي عن إدخال املشقة عليهم‪ ،‬رفم(‪.)١٨٢٧‬‬

‫‪-٥٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ثانيا‪ :‬الماواة في اإلسالم‪:‬‬


‫لقد سبق اإلسالم جميع النظم الوضعية في تقرير مبدأ الماواة بين الناس؛ إذ‬
‫جعل الناس جيائ متاين في طبيعتهم البشرية‪ ،‬فليس هناك جماعة تفضل عن‬
‫سبجذه‪.‬‬ ‫‪١‬ألخرىبحب عنصرها‪ ،‬وال فرديفضل‬
‫كما يحي هذا المبدأ أن الناس يقفون في الحقوق والواجبات على قدم واحدة‪،‬‬
‫وأن التفاضل إنما يقوم على أمور أخرى خارجة عن طبيعتهم اإلنانية؛ فالتغاضل‬
‫يرجع إلى تفاوتهم في الكفاية والعلم واألخالق واألعمال عكا لما ال تزال عليه حال‬
‫بعض الجتمعات الغربية من التمييزيين الرجل والمرأة في الرا"ب<‪.>١‬‬
‫ولقد وضع اإلسالم تضيائ عادائ دقهنا لحق الماواة‪ ،‬فاإلسالم ال ياوي بين‬

‫جمع‪١‬لذاسفيسائر األمور‪ ،‬بل يجعالًموراتجبالمساواة فيها بين الجميع‪ ،‬رهي اذي‬


‫ترجع؛لى القاسم ‪١‬لمشتركبيذهم‪ ،‬فاكاس كلهم سواسية أمام الشرع‪ ،‬فال تمييز في‬
‫تطبيقه‪ ،‬وليس هناك من هو مستثنى من الخضوع ألحكام‪-‬ه‪ ،‬والناس كلهم متاوون‬
‫أعام القضاء‪ ،‬فال تتنوع انحاكم ادي تفصل في الجرائم تبتا الختالف الوضع‬
‫االجتماعي للمتقاضين‪ ،‬وهكذا<‪.>٢‬‬
‫هذا التوع من الماواة أكده القرآن الكريم بقول الله تعالى‪ < :‬ئتائآ ‪$‬لائس إدا‬
‫حإعفتوتن در ؤأنى ؤخئم سوئآؤقتآيل ‪$^9‬رؤو إن أخرتيرعفت آش ‪ 1‬دعذكمج إن‬

‫ا! غيلم إللج <الحجرات‪ .)١٣ :‬وفي ذلك يقول الذي ‪< ٠٠٠‬يا أيها الناس‪ ،‬أال إن‬

‫انظر‪ :‬املسلمون بني العلمانية وحقوق اإلنسان الوضعية‪ ،‬د‪ .‬عدنان علي النحوي ص <‪.)٣٦٠‬‬ ‫<‪>١‬‬

‫انظر‪ :‬النظم السياسية‪ ،‬لثروت بدوي ص<<‪٣‬ه‪٣٤-‬ه>‪ ،‬والقانون الدستوري‪ ،‬لعثمان خليل ص<‪١٣٩‬‬ ‫<‪>٢‬‬

‫‪ ،>١٤٢ -‬ومبادئ القانون الدستوري‪ ،‬للسيد صربي ص<‪.>٢٤٢‬‬

‫‪-٥٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫ربكم واحد‪ ،‬وإن أباكم واحد‪ ،‬أال ال فضل لعربي على عجمي‪ ،‬وال لعجمي على‬
‫عربي‪ ،‬وال أصرعلى أسود‪ ،‬وال أسود على أصر‪ ،‬إال بالتقوى)^‪.‬‬

‫إذا تقرر أن التفاضل يرجع لما يتحلى به الغرد من الكماالت والقدرات الزائدة‬
‫على أصل فطرته اإلنسانية‪ ،‬فإن من العدل ترك المساراة أحيانا؛ فمن اجتهد‪ ،‬وحعتل‬
‫من المعارف والكماالت ما ثم يحصله اآلخرون‪ ،‬كان في تسويته بهم ظلم له‪ ،‬بل ظلم‬
‫للمجتمع عند إسناد ما يحتاج تلك المزايا من األعمال لغيره‪.‬‬

‫ثالثا‪١ :‬لغرقبين العدل والماواة‪:‬‬


‫يفرق بين العدل والماواة بأن‪ ٠٠‬العدل هو الماواة بين المتماثلين والتفريق بين‬
‫المختلفين‪ ،‬أما الماواة فتكون بين المتماثلين‪ ،‬فبين العدل والماواة عموم وخصوص‬
‫مطلق‪ ،‬حيث يجتمعان في الماواة بين المتماثلين‪ ،‬ويختص العدل بالصق بين‬
‫المختلفين‪ ،‬وعليه فإن كل مساواة عدل وليس كل عدل مساواة‪.‬‬
‫***‬

‫مظاهرالعدلفياإلسال«أ‬

‫يتميز العدل في اإلسالم بعدم اقتصاره على جانب معس من جوانب الحياة‪ ،‬على‬
‫خالف العدل في القانون الوضوي المعاصر الذي ينحصر في باب القضاء‪ ،‬فالعدل في‬
‫اإلسالم شامل لكل جوانب الحياة‪ ،‬فالحلم مطالب بالعدل والماواة في النظام‬
‫االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫ويعد العدل في الجانب القضائي من أهم مظاهر العدل في الشريعة اإلسالمية‪،‬‬

‫ًاخرجهأمحد‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٣٤٨٩‬وصححهمحققواملسذد‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-٥٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫فالكل خاضع ألحكام الشريعة على حد سواء‪ ،‬ال فرق بين شريف ووضع‪ ،‬وال أمير‬
‫ومأمور‪ .‬ويدل على عمق هذا المفهوم في اإلسالم حادثة شفاعة أسامة بن ريد» في‬

‫المرأة المخزومية الني سرقت‪ ،‬فعن عائشة ‪ ٠‬أن قديتا أهمهم شأن المرأة المخزومية‬
‫الني سرقت فقالوا‪ :‬ومن يكلم فيها رسول الله ا؟ فقالوا‪ :‬ومن يجترئ عليه إال‬
‫أسامة بن ريد ‪٠‬حب رسول الله ‪-‬ا؛ ‪ ،‬فكلمه أسامة‪ .‬فقال رسول الله ا؛؛ ‪:‬‬

‫(أتشغعفيحدمنحدودالله؟)ثم قام فاختطب‪ ،‬ثم قال‪( :‬إنما أهلك الذين قبلكم‬


‫أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد‪،‬‬
‫وايم الله لوأن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها‪٠>١/‬‬
‫وعلى هذا سار الحلفاء الراشدون فكانوا يخضعون قبل غيرهم ألحكام الشريعة‪،‬‬
‫وكان في عهدهم من حق أي أحد أن يأخذ حقه ممن يبرى أنه ظلمه بمجرد لجوئه‬
‫للقضاء؛فال يحول بينه وبين ذلك قوة وال سلطان وال مال وال شيء غيره ‪ ،‬يقول‬
‫أبو بكر الصديق |؛> في إحدى خطبه ‪« :‬أال إن القوي عندي ضعيف حتى آخذ منه‬
‫الحق‪ ،‬والضعيف عندي قوي حتى‪٢‬خذ له الحق»(‪.>٢‬‬
‫وهذا ما فطنت له المواثيق الدولية في العصر الحديث؛ حين نصت المادة الثامنة من‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أة‪(( :‬لكل شخص حق اللجوء إلى الجاكم‬
‫الوطنية إلنصافه من أية أعمال تنتهك الحقوق األساسية الني يمنحها إيباه القانون))‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب‪ :‬كراهية الشفاعة يف احلد إذا رفع إىل السلطان‪ ،‬رقم‬ ‫(‪>١‬‬

‫(‪ ، >٦٧٨٨‬ومسلم‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب ‪ :‬قطع السارق الشريف وغريه ‪ ،‬رقم (‪.> ١٦٨٨‬‬

‫كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال (‪ ،>٥٩٩/٥‬رقم(‪٠>١٤٠٦٢‬‬ ‫(‪>٢‬‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ‪٢( :‬فس‪8‬؛ع‪^6‬ال‪0٠‬ع‪/«٢/‬ج‪.0٢‬عال‪^^.‬ج‪٠:/‬س)‪.‬‬ ‫(‪>٣‬‬

‫‪-٥٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫ونصت المادة العاشرة على أة‪« :‬لكل إنان على قدم الماواة التامة هع اآلخرين الحق‬
‫فيأنتذظرقضيتهمحكمةم‪٠‬تقلةومحايدة‪ ،‬نظرا منصعا وعلبنا‪ ،‬للفصل في حقوقه‬
‫‪.‬‬ ‫والتزاماته وفي أية تهمة جنائية توجه إليه))‬

‫وقد أرست الشريعة نظام العدل في اإلسالم على مبادئ سامية‪ ،‬أبرزها ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ - ١‬مبدأ الشرعية «ال جرية وال عقوة إال بنص»‪ :‬يعد هذا المبدأ من أشهر‬
‫المبادئ القضائية‪ ،‬والمقصود منه أن اإلنسان ال يجرم بشيء إال بعد أن ينص الشرع على‬
‫تجريمه‪ ،‬حتى يكون الحكم معرونا للناس جميائ‪ ،‬وال يكون التجريم تابائ لألهواء‬

‫واألمزجة‪ ،‬وحتى يكون النظام متعانا عن شخصية من يحكم به؛ ولذا قال تعالى‪:‬‬
‫< وا متما ئثذس حى كبعك رسوال يح (االراء‪ ،)١٥ :‬فاألصل في الشريعة اإلسالمية ءو‬
‫أن استحقاق العقاب متوقف على سبق اإلنذار به‪ ،‬وأن من يرتكب فعتا‪ ،‬أو يسلك‬
‫سلوغا ما‪ ،‬ال يعاقب على هذا الفعل أو السلوك إال إذا كان قد سبقه نص تشريعي‬

‫يوجب ذلك العقاب ‪.‬‬

‫‪ — ٢‬مبدأ «شخصية العفوية»‪ :‬وهو أن تقتصر العقوبة على شخص المخطئ فقط‬
‫دون سواه؛ وهوأصزمعتبرشرعا‪ ،‬لقوله تعالى‪( :‬كقاضي‪٠‬مماككت رجس ه (الطور‪:‬‬
‫كعك‬
‫‪ ،)٢١‬وقوله ‪ < :‬وال دزؤؤار وزر احزئ ه (اإلسراء ‪ :‬ه‪.)١‬‬

‫‪ —٣‬مبدأ «اآلصل براءة الذمة» ‪ :‬ويعني أن يبقكه المتهم على أصل البراءة قبل‬
‫النطق بالحكم‪ ،‬فال يجوز عقابه ما لم تثبت عليه الجرممة؛ ولبذا قال النبي ‪( ٠‬لو‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنان ‪|٠( :‬آلا‪،8‬ع‪^6‬ال‪0٠‬ه‪31٠/‬ا§‪.01٠‬آلال‪»1‬ج‪٠:/‬س)‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫بن حممد املختار الشنقيطي (‪/٣‬ه‪٩‬ه)‪٠‬‬ ‫انظر‪ :‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬حنمد اال‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٥٨-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫يعطى الناس بدعواهم الدعى رجال أموال قوم ودماءهم)^‪.‬‬


‫‪- ٤‬مبدأ «التثبت قبل الحكم»‪ :‬من حق اإلنسان على القضاء أال يفاجئه بالحكم‬
‫عليه قبل ساع دفاعه‪ ،‬وتحقيق األدلة المقامة ضده‪ ،‬والتثبت من صحة ما أسند إليه‪،‬‬
‫وهذا يدخل ضمن أصل «التثبت» الذي جاءت به الشريعة كما في قول الله تعالى‪:‬‬
‫< نتانا آلذين ء‪ 1‬مدوًا ان جانز واسى يئبا وتثدوا أن دييبوًا وؤما ببهته وئضبحوًا عزل ما‬

‫وعلتزنددميدعيح (الحجرات‪.)٦ :‬‬

‫‪ - ٥‬وجوب اإلدالء بالشهادة والصدق فيها‪ :‬شددت الشريعة اإلسالمية ضمادا‬


‫لتحقيق العدالة على وجوب الشهادة؛ لقول الله تعالى‪ < :‬وال تكئنوًا ولعهدت‪،‬ج وس‬

‫نكئنها وه ة|ثلم أله (البقرة‪ ،)٢٨٣ :‬ونهي النبي ا عن شهادة الزور بقوله‪:‬‬

‫(أال أنبئكم بأكبر الكبائر ثالائ؟ اإلشراك بالله‪ ،‬وقتل النفس الني حرم الله إال بالحق‪،‬‬
‫أال وشهادة الزور‪ ،‬فما زال يكررها حتى قلنا ‪:‬ليته سكت)(‪.)٢‬‬
‫‪-٦‬مبدأ «تعلق القضاء بالظاهر» ‪ :‬فالقاضي يحكم بحسب البينات اذني تظهر له‪،‬‬
‫أما حقيقة األمر فموكول العلم بها إلى الله سبحانه‪ ،‬والعمل بها موكول إلى ضمير‬
‫المتخاصمين‪ ،‬رهما مسؤوالن عنها بغض النظر عن الحكم الصادرفي القضية‪ ،‬وهذه‬
‫الضمانة خاصة بالتشريع اإلسالمي‪ ،‬ال تعرفها القوانين الوضعية‪ ،‬فالقانون الوضعي‬
‫ال يعرف ظاهرا أو باطائ‪.‬‬
‫***‬

‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب‪ :‬اليمني على املدعى عليه‪ ،‬رقم (‪.)١٧١١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬عقوق الوالد!ن من الكبائر‪ ،‬رقم (‪ ،)٥٩٧٦‬ومسلم‪،‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫كتاب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬بيان الكبائروأكربها‪ ،‬رقم(‪٠)٨٧‬‬

‫‪-٥٩-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫مغالهرالمساواةفي‪,‬إلسالم‬

‫أوال‪ ٠٠‬الماواة في القيمة االنانية‪:‬‬


‫لقد سلك اإلسالم كل طريق من أجل طمس معام التمييز العنصري على أساس‬
‫االختالف في العرق والجنس واألمور الظاهرة؛ كلون البشرة‪ ،‬وشكل الجمجمة‪،‬‬
‫ومالمح الوجه‪ ،‬ونحوها مما كانت تعئف عليه بعض الجتمعات طبقات الناس‪ ،‬كما في‬

‫الجند والجتمعات العربية في الجاهلية^‪ ،‬وأقر اإلسالم مجموعة من المبادئ العادلة تلفي‬
‫كل تمييز بين الناس على أساس اللون أو اللغة أو الجنس‪ ،‬وأهم هذه المبادئ ما يأتي‬
‫‪ - ١‬قرر اإلسالم أن الناس جميائ مخلوقون من أصل واحد هو التراب‪ < ،‬ؤآع‬

‫أئبتجرفتزؤآالرضياى ه (نوح ‪.)١٧ ٠‬‬

‫‪—٢‬قرراإلسالم‪ ،‬أيطا‪ ،‬أن الناس كلهم ولدوا من أب واحد هوآدم‪ ،‬فنسبهم‬


‫جميائ واحد‪ ،‬فكلهم إخوة في هذه األسرة اإلنانية الواسعة‪.‬‬
‫‪ — ٣‬قرر اإلسالم أن الناس جميعا مخلوقون لخالق واحد هو الله سبحانه‪،‬‬
‫فمبدؤهم منه خلعا‪ ،‬ونهايتهم إليه بعائ وحابا‪.‬‬

‫‪-٤‬لميجعل اإلسالم التفاوت في المعاملة بين البشر على أساس الجنس أو اللون‬
‫أو ‪١‬لالن‪ ،‬بل على أساس الكماالت الفية واألخالق والعمل اذصالح القائم على‬
‫اإليمان بالله ‪ ،‬فالطبيعة البشرية واحدة‪ ،‬وما يكون من اختالف فهو ألمور عارضة‬
‫كتأثيرالبيئة‪ ،‬وعدم إتاحة الفرصة للبعض أن يكمل نفه‪ ،‬وحارب اإلسالم التفاوت‬
‫في المعاملة على غيرهذا األساس‪ ،‬كما في قوله تعالى‪ < :‬نهاهاسا خلتتؤسر‬

‫انظر‪ :‬التغرقة العنصرية‪ ،‬فتاوى دار اإلفتاء املصرية‪ ،‬للشيخ عطية صقر(‪.)٣٨٢/١,‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‪1‬‬


‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ؤأتلى ؤخفتم لموئى ؤويآيق يقتاذنؤله (ن صال عتت ا! ‪ 1‬تقذًاكلم (ن ا! غتلم ختر ه‬

‫‪ ،)١٣‬وحديث (من بطأ به عمله م يسرع به ذسبه)(‪.)٢()١‬‬ ‫(احلجرات‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الماواة في التكاليف والثواب والعقاب‪:‬‬


‫جاء الخطاب الشرعي موجنا إلى جمع المكلفين دون استثناء‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬قلح‬

‫يتأيهو ائتاموروع ق زسول الله اكتفلم جميعا يح (األعراف‪ ،)١٥٨ :‬ويقول تعالى‪ < :‬قيازن‬

‫الدى زل اللزق ن غق غندب لتخون لشتجت كذيرا يح (العرفًان‪ ،)١ :‬فهاتان اآليتان‬

‫تدالنءشءمومرسالةاكبي‪٠‬لأل‪٠‬سود واألصر والجن واإلذس(‪.)٣‬‬


‫فالتكاليف الشرعية يتساوى فيها الناس جميعا إال ما خصته الشريعة ببعضهم‬
‫دون بعض؛ مراعاة للوظيفة الني يقوم بها‪ ،‬أو مراعاة للتكوين الجسدي والعقلي‬
‫والعاطفي‪ ،‬أو مراعاة للمصلحة العامة‪ ،‬وتحقيعا للعدل في الجتمع‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫< نتاوا ‪$‬لثاس أتقوا ربكم الدى حتقالد من نفسوو حتهوؤحتق بها رؤخها ؤ[ بهتا رجاال‬

‫مييرا ونا يح (الناء ‪ ،)١ :‬ويقول ‪ < :‬ؤما مان بثون ؤال مؤيتؤ ادا قطى ا! ؤزسولذن ًامرا‬

‫ًان نخون لهم الخهزه بن ًامي‪,‬جلم ؤس نفعي ا! ؤزسولذو نقذ صلح صتئال تبدائ يح (األحز‪١‬ب ‪:‬‬

‫‪ ،)٣٦‬وساوى االسالم بين الناس في الثواب والعقاب‪ ،‬أيضا‪ ،‬فنظر إلى جذس العمل‬
‫ال إلى جنس العامل‪ ،‬قال تعالى‪ < :‬بن غبق ضبحا بن دم أن انى ؤهو بوبن‬

‫علتخًاحييتهو حتوه طهيه ؤلئجرتتقز أجرهم بأحسن با دفانوا نفثتوذ يح ( النحل ‪.)٩٧ :‬‬

‫أخرجه ملم‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالغار‪ ،‬باب‪ :‬فضل االجتماع على تالوة القرأن وعلى‬ ‫( ‪)١‬‬

‫الذكر‪ ،‬رفم(‪.)٢٦٩٩‬‬

‫انظر‪ :‬التغرقة العنصرية‪ ،‬فتاوى د ار اإلفتاء املصرية‪ ،‬للثيخ عطية صغر (‪.)٣٨٢/١٠‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬للثذغيطي(‪٠)٢٨٩/٦‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫‪-٦١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫ثالثا‪:‬ألغى اإلسالم معاييرالتغاضل الفاسدة الي كان يحئؤم إليها الناس‪:‬‬


‫ألعى اإلسالم الفوارق بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو النسب أو الطبقة‪،‬‬
‫وجعل معيار التفاضل إلى أمور خارجة عن ذلك‪ ،‬فالناس يتفاضلون بمدى االلتزام‬
‫بالدين في جيع جوانب الحياة‪ ،‬قال تعالى‪ < :‬اذ ا خف عثت الله ا تقم ج ‪٠‬‬

‫‪ ،)١٣‬والتقوى أمر عام‪ ،‬جماعه الخوف من الله‪ ،‬والعمل على ما يرضيه‪،‬‬ ‫(احلجرات‪:‬‬

‫وهذا باب واسع يثمل خيري الدنيا واآلخر‪ ..‬وقد أعلن الذتي ا ذلك يوم فتح‬
‫مكة فقال‪( :‬يا أيها الناس‪ ،‬إن الله قد أذهب عنكم ءًاية الجاهلية وتعاظمها بآبائها‪،‬‬
‫فالناس رجالن ‪ :‬بر تقي كريم على الله ‪ ،‬وفاجر شقي حن على الله ‪ ،‬والناس بنوآدم‪،‬‬
‫وخلقاللهآدممنتراب)(‪.)٢‬‬
‫***‬

‫الغرقبين المساواذافى اإلسالموفى المواثيق الدولية‬

‫أشاراإلءآلن العالمي لحقوق اإلنسان إلى حق الماواة في أكثر من موضع منه‪،‬‬


‫فغي مادته الثانية نص على أن «لكل إنان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة‬
‫في هذا اإلعالن‪ ،‬دون أي تمييز‪ ،‬كالتمييز سب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو‬
‫الدينأو الرأي السياسيأوأيرأي‪٢‬خر‪ ،‬أر األصل الوطيأو االجتماعيأو الثروة‬
‫أو الميالد أو أي وضعآخر‪ ،‬دون أي تفرقة بين الرجال والناء» ‪ ،‬وفي المادة السابعة‬
‫ص على أن «كل الناس سواسية أمام القانون‪ ،‬ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة‬

‫انظر‪ :‬الغريالوائج‪ ،‬حنمد حجازي (‪-)٥١١/٣‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب التفسري‪ ،‬باب ‪ :‬ومن سورة احلجرات‪ ،‬رقم (‪ .)٣٢٧٠‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ‪( :‬ئس‪8‬؛ع‪^6‬ال‪0٠‬ك‪/«٢/‬ج‪0٢‬عال‪^1‬ج‪^:/‬؛؛م‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫‪-٦٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫منه دون أي تفرقة‪ ،‬كما أن تجم جميعا الحق في حما‪.‬ة متارة ضدًايتمييزيخلبهذا‬
‫اإلعالن وضد أي تحريض على تمييز كهذا»<‪.>١‬‬
‫والحقيقة أرًا ثمة فرعا بين مفهوم الماواة في اإلسالم ومفهومها في الثقافة الغربية‪،‬‬
‫فالثقافة الغربية تقول بالماواة الني تلفي كل الفوارق بين األشخاص‪ ،‬على الرغم من‬
‫وجود فوارق حلقية وشية وعاطفية واجتماعية ال يستطيع أحد إنكارها؛ نا يعني أئ‬

‫الفلسفة الغربية تبني نظرتها على تصور مشوه بعيد عن الواقع‪ ،‬وهو تصور التماثل بين‬
‫بني البشر‪ ،‬بينما الشريعة اإلسالمية تجعل الماواة في األمور الذاتية المشتركة بين الناس‪،‬‬
‫وتبيح التفاوت المبني على االختالف في التكوين الغيولوجي والفي والعاطفي‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطالب ا أخني الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪-١‬حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬تجمدالزحيلي‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪١٤١٨،٢‬ه‪.‬‬
‫‪ — ٢‬حق الماواة‪ ،‬المواطنة في الفكر الغربي المعاصر‪ ،‬لعثمان بن صالح العامر‪،‬‬
‫ضمن كتاب حقوق اإلنسان بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬أكاديمية نايف‬
‫العربية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪١٤٢٢،١‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنان ‪|٠( :‬آلا‪،8‬ع‪^6‬ال‪0٠‬ه‪31٠/‬ا§‪.01٠‬آلآل‪»1‬ج‪٠:/‬س)‪.‬‬ ‫<‪>١‬‬

‫‪٠٦٣٠‬‬
‫الوحدة‪١‬لسادسة‬
‫حق التملك والعمل وادرءايدل الصحية‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪- ١‬تمييزأنوع الملكية في الفقه اإلسالمي‪.‬‬


‫‪-٢‬بيانوجه االختالق بين مفهوم الملكية في اإلسالم ومفهومها في النظام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬واالشتراكي‪.‬‬
‫‪-٣‬إدراكقيمة حق العمل‪ ،‬ومكانته‪.‬‬
‫‪ — ٤‬معرفة أبرز حقوق العامل في اإلسالم‪.‬‬
‫‪- ٥‬توضيح عناية الشرعة بالرعاية الصحية‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان‬ ‫ه‬

‫حق التملك‪ :‬أنواعه‪ ،‬وموقف اإلسالم منه‬


‫أوأل‪٠.‬أذوع الملكية‪:‬‬

‫الملكية في اإلسالم ثالثة أنوع‪:‬‬

‫‪ — ١‬الملكية العامة‪ :‬رهي ما كان الملك فيه لجموع أفراد اآلمة‪ ،‬وتجم االنتفاع به دون‬
‫أن يختص به أحد‪ ،‬كاألنهار‪ ،‬والطرق العامة‪ ،‬فهو لجميع الناس‪ ،‬يتفيد منه كل أحد‪،‬‬
‫وال يختصى أحد به‪ ،‬وقد جاء في هذه الملكية قول النبي ‪( : 11‬المسلمون شركاء في‬
‫ثالث ‪ :‬في الكأل‪ ،‬والماء‪ ،‬والنار) أي ‪ :‬في مصادرها األساسية الني تجت نتيجة عمل أو‬
‫جهدأحد‪ ،‬بلهيجزءمماأوجده الله‪ ،‬سبحانه‪ ،‬فياألرضحلقة(‪ ،)٢‬وهي مباحة يحق‬
‫لكل شخص االنتفاع منها من غيرضر؛ ألن المقصود من وضعها المنفعة بالعموم(‪.)٣‬‬
‫‪- ٢‬ملكية بيت المال‪ :‬وهي ما كان الملك فيها للناس عامة‪ ،‬إال أن التصرف فيها‬
‫يرجع للحاكم بما يحقق المصالح العامة‪.‬‬
‫وقد صانت الشرعة هذين النوعين من الملكية‪ ،‬فحذرت‪ ،‬وأوعدت من يتعدى‬
‫عليهما‪ ،‬كما في قول الله تعالى ‪ < ٠‬ؤما كان يتة ان تعزحج ؤئن تعللح يات يتا عئ تؤم‬

‫ًاتغئئته رم ى هغئ ئغسرائ كست ؤهـم ال تثللثؤن يح (آل عمران ‪ ،)١٦١٠‬فكل «من غل‬
‫شيائً في خفاء فقد غل»(‪)٤‬؛ قال العالمة العدي ‪« :٠‬الغلول هو‪ :‬الكتمان من‬

‫أخرجه أيو داود‪ ،‬أبواب اإلجارة‪ ،‬باب‪ :‬يف متع املاء‪ ،‬رقم‪ ،)٣٤٧٩( :‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬امللكية ونظرية العقد يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬للثيخ حممد أبوزهرة ص (‪ ،)٦٧‬وامللكية الفردية يف‬ ‫(‪)٢‬‬

‫النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬حنمد بلتاجي ص(‪.)١١,‬‬

‫انظر‪ :‬أحكام امللكية يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬حنمد متصور ربيع ص (‪.)٤٢‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬للقرطيب (‪,)٢٥٥/٤‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪-٦٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫الفئيمة‪ ،‬والخيانة في كل مال يتواله االنسان‪ ،‬وهو محرم إجماظا‪ ،‬بل هو من الكبائر‬
‫كما تدل عليه هذه اآلية الكرية وغيرها من الذصوص»<‪ ،>١‬رجاء‪،‬أيضا‪ ،‬في صيانة هذا‬

‫النوع من الملكية عن رسول الله ا أنه قال‪< :‬إن رجاال يتخوضون في مال الله بغير‬
‫حق فلهم النار يوم القيامة> ‪ ،‬ومن مظاهر صون الشريعة المال العام تحريها الرشوة‬
‫الني يأخذها العامل على المصلحة العامة‪ ،‬ألجل تحقيق مصلحة خاصة‪ ،‬فعن‬
‫أبي هريرة > قال‪< :‬لعن رسول الله ا الراشي والمرتشي في الحكم><‪.>٣‬‬
‫‪ - ٣‬ملكية خاصة‪ :‬وهي الني تكون لغرد أو حق مشاع لجماءة<‪.>٤‬‬
‫حق الملكية الخاصة أمرمعلوم ضروري في اإلسالم‪ ،‬لميكنمحإلشًاكاللدى‬
‫فقهائه‪ ،‬رثم يكن أحد من المسلمين يبحث في مشروعيته‪ ،‬وإنما استجدت الحاجة في‬
‫االستدالل عليه في عصرنا الحاضر بسبب شيوع المفهوم االشتراكي الذي ليس على‬
‫كثيرمن الناس‪ ،‬فأفسد فطرهم‪ ،‬حتى أصبح ما هو ضروري بحاجة ألن يستدل عليه‪.‬‬
‫ومن اآليات الني قررت حق الملكية الخاصة‪ ،‬قول الله تعالى‪ < :‬للزلحال ب مائ‬
‫ترف ‪٢‬لولدا ن ؤالاً ؤلالًتآ ب تغط ترف ‪1‬لؤالذ‪ 1‬ن ؤآألقزودئ ‪£‬تا قدمتن أو مآل نهئآ‬

‫مغرؤصا يح (الناء‪ .>٧ :‬أي ‪ :‬للذكور والناء حظ مقذر معلوم مما ترك الوالدان واألقربون ‪.‬‬

‫تيسري الكرمي الردن يف شريكالم املنان‪ ،‬للعالمة عبدالرمحن اؤسعدي ص<هه‪.)١‬‬ ‫<‪>١‬‬

‫أخرجه البخاري‪،‬كتاب فرص اخلمس‪ ،‬باب‪ :‬قول الله تعاىل‪< :‬فا‪،‬ذإب خلددزالذوئل‪< 4‬األذغال‪ ،)٤١ :‬رقم‬ ‫(‪)٢‬‬

‫(‪.)٣١١٨‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب األحكام‪،‬باب‪ :‬ما جاء يف الراشي واملرتشي يف اخلكم‪،‬رقم<‪ ،>١٣٣٦‬وقال ‪:‬‬ ‫<‪>٣‬‬

‫(( حد وخ^ حس^ن ص‪,‬حيح )) ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬امللكية وضوابطها يف اإلسالم‪ ،‬لعبد احلميد البعلي ص <‪.>٩٠—٨٦‬‬ ‫<‪>٤‬‬

‫انظر‪ :‬اللبابفيءلومالكتاب<‪.>١٩٤/٦‬‬ ‫<ه>‬

‫‪-٦٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫ولم تكفل الضعة حق التملك لألفراد فحب‪ ،‬بل صانت هذا الحق أيماص‪-‬ون‪،‬‬
‫فحرت إتالف المال بال سبب‪ ،‬ولوكان المالك هو المتلف‪ ،‬وأقامت العقوبات الرادعة‬
‫لمن يتجاوز هذا الحق بغير وجه حق‪ ،‬فشرعت حد السرقة‪ ،‬وحد الحرابة‪ ،‬وأوجبتا‬
‫الضمان على المعتدي على مال غيره‪.‬‬
‫غيرأنه من الجدير بالذكر اإلشارة إلى أن نظرة اإلسالم للملكية الخاصة تتميز عن‬
‫نظرة الفلسفات األخرى؛ فالمكية في اإلسالم يتظرإليها من جهتين ‪:‬من جهة أنها ملك‬
‫للشخص وحق خاص لإلنان‪ ،‬له ثمرة عمله فيه‪ ،‬ومن جهة أخرى فاإلنان‬
‫مستخلف فيما متكه الله ‪ ،‬عليه فيه حقوق‪ ،‬وتصرفه فيه مضبوط بحدود الشريعة ‪،‬‬

‫كما قال تعالى ‪ < :‬وفقوا يائ تجعلؤ تتتثغئ نيه يح (الحديد ‪ ، )٧ :‬فقيدت الشريعة‬

‫الملكية‪ ،‬فأخرجت أمورا يسيرة من حق التملك كالحرمات الضارة‪ ،‬فلم تجعل صا‬
‫ملكية معتبرة‪ ،‬كالخمر والخزير والمعازف‪ ،‬وكذا المبايعات الحرمة للجهالة أو العرر أو‬
‫الربا‪ ،‬وما عدا ذلك فاألصل فيه أنه يحق للشخص أن يتملكه‪.‬‬
‫***‬

‫حقاسل‪:‬مةيومه‪ ،‬وآثاره‬

‫أوالحق العملفياإلسالم‪٠.‬‬
‫العمل هو‪« :‬كل جهد بشري هادف إلى تحقيق غاية ذات قيمة»(‪ ،)٢‬وهو يأتي في‬

‫امللكية الفردية يف النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬حنمد بلتاجي ص(‪ .)٩,_٨٨‬انظر‪ :‬امللكية يف الشريعة‬ ‫( ‪)١‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬لعلي اخلفيف ص (‪.)٣٦‬‬

‫حرية العمل يف الدول الرأمسالية والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬حنمد أمحد حممد ص (‪،)٢٠١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫وص(‪.)٢٠٢‬‬

‫‪-٦٨-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫صدارة حقوق اإلنان‪ ،‬فمن خالله يحقق اإلنسان ذاته‪ ،‬ويمارس حياذه‪ ،‬ويشبع‬
‫الني تعمل تحصد ثمرة‬ ‫احتياجاته‪ ،‬كما أنه مصدر قوة للمجتمع والدولة جميعًا‪ ،‬فاال‬
‫عملها قوة في الحكم‪ ،‬وسعة في الرزق‪ ،‬وإبداعًا في كافة الجاالت الحياتية‪ ،‬وحغظ حق‬

‫التملك لإلنان يدفعه للعمل‪ ،‬ويحفزه للعي في األرض‪ ،‬فحب التملك دافع فطري‬
‫في‪١‬إلذان يدفعه للعمل‪ ،‬وإذا ئنع اإلنسان من التملك‪ ،‬وصودر حقه الفطري‪ ،‬فإن‬
‫ذلك يؤدي بداهة إلى إضعاف سعيه للعمل‪.‬‬

‫ومن حق كل إنان في الشريعة اإلسالمية أن يختار العمل في الميدان الذي يريد‬


‫ويحب‪ ،‬ما لى يكن العمل في الجاالت الحرمة أو الممنوعة أو الني فيها إضرار باألمة‪،‬‬
‫وقد نعلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان كذلك على أئ «لكل شخص الحق في‬
‫العمل‪ ،‬وله حرة اختياره بشروط عادلة مرضية‪ ،‬كما أئ له حق الحماية من البطالة»(‪)١‬‬
‫إال أئ الشريعة زادت على اعتبار العمل حقًا يجعله حقا وواجبا في نفس الوقت‪،‬‬

‫فيجب على المسلم كب عيشه‪ ،‬والضرب في األرض لتحصيله‪ ،‬يقول الله تعالى‪:‬‬
‫< هـؤ ًالذى جعل لكز ًاألزفئ دلوأل قآمثوأ ئ ئتاتًا وثوئاً ين زوئوت ئلهه ًاوعشور يح‬

‫(الملك‪ ،)١٥ :‬ويقول‪ ،‬أيعتا‪ < :‬قادا دقج‪9 — -‬لصلؤه قآنقشروأ ئ ًاألزص ؤ سعوا ين قحل‬

‫ا! ه (الجمدة‪.)١٠ :‬‬

‫وال يحق ألحد أن يجبرأحذا في الآلم على عمل ال يريده إال إذا دعت المصلحة‬
‫؛ ألن األعمال الني‬ ‫العليا للجماعة إلى ذلك‪ ،‬فإنها حينئذ تقدم على مصلحة الغرد‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنان ‪-( :‬اا‪1‬ل>اا‪/‬ااا‪6‬اأااا‪0>:‬ل>‪-/‬ا‪3‬ا§‪0‬الا‪://١١,١١,١١,.‬إل»ا‪.)1‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنان يف اإلسالم‪ ،‬لسيف الدين حسني شاهني ص(‪١‬ه)‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٦٩٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫يحصل بها النفع العام لجميع الناس كعد من فروض الكفاية الني إن م يقم بها من‬
‫يكفي أثم الجميع^‪ ،‬وقد تصيرتلك األعمال فرض عين؛ فإذا تعينت جماعة من‬
‫الناس للقيام بها دون غيرهم وجبت عليهم‪ ،‬وكان لإلمام إجبارهم ءليها(‪ )٢‬؛ ولذا‬
‫يقول ابن القيم ‪ ٠‬عن الجرف الضرورية في انجتمع‪« :‬إن هذه األعمال متى لم يقم‬
‫بها إال شخص واحد صارت فرض عين عليه‪ ،‬فإذا كان الناس محتاجين إلى فالحة‬
‫قوم‪ ،‬أواجتهم‪ ،‬أو بنائهم‪ ،‬صارت هذه األعمال مستحقة عليهم‪ ،‬يجبرهم ولي‬
‫األمر عليها بعوض المثل‪ ،‬وال يمكنهم من مطالبة الناس بزيادة عن عوض المثل‪ ،‬وال‬
‫يمئن الناس من ظلمهم بأن يعطوهم دون حقهم»(‪.)٣‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية العمل في اإلسالم‪:‬‬


‫إل تكرار ذكر الشيء أو ما في معناه دليل على أهميته‪ ،‬وحين نبحث في موضوع‬
‫العمل وما يتعلق به‪ ،‬نجد في القران ما يقرب من ثالثمائة وستين آية في موضوع‬
‫العمل(‪ )٤‬مما يدل على عظم مكانة العمل في اإلسالم‪.‬‬
‫وهناك أمور كثيرة تتجلى من خاللها مكانة العمل في اإلسالم‪ ،‬أبرزها ما يأتي ‪:‬‬
‫‪- ١‬أن العمل في اإلسالم واجب ليس أمرا مباحًا‪ ،‬فقط‪.‬‬

‫‪-٢‬الحث على العمل والثناء على كب اليد‪،‬كما في قول النبي ‪( ٠‬ما من‬
‫مسلم يفرس غرسًا ‪ ،‬أو يزرع زرعا‪ ،‬فيأكل منه طيرأو إنان أو بهيمة‪ ،‬إال كان له به‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنان وحرياته األساسية‪ ،‬للدكتور عبد الوهاب الغيفاني ص (ه‪.)٤٤‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان بني الشرحية اإلسالمية والفكر القانوني الغربي‪ ،‬د‪ .‬حممد فتحي عثمان ص (‪,)١٥١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية‪ ،‬البن القيم ص (‪.)٦٤٧‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنان وحريات األساسية‪ ،‬لعبد الوهاب الغيفاني (‪-)٤٤٦‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪.٧..‬‬
‫حقوة‪,‬إلذسان ه‬

‫صدقة)( ر‬
‫‪ - ٣‬أن العمل سنة األنبياء‪ ،‬يقول النبي ا‪( :‬ما أكل أحد طعاما قط خيرا من‬
‫أن يأكل من عمل يده‪ ،‬وإذ نبي الله داود ا كان يأكل من عمل يده)(‪.)٢‬‬

‫‪ - ٤‬ذم سؤال الناس يقول النبي ا‪( :‬والذي شي بيده ألن يأخذ أحدكم‬
‫حبله‪ ،‬فيحتطب على ظهره خيرله من أن يأتي رجال‪ ،‬فيسأله أعطاه أو مذعه)(‪.)٣‬‬
‫‪ - ٥‬أن العمل في اإلسالم عبادة يبتغى به وجه الله تعالى‪،‬حتىولوكان في أمر‬

‫ضروري‪ ،‬كالعي في تحصيل القوت‪ ،‬فعن أم سلمة ‪ ٠‬أنها قالت‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫هل لي من أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم‪ ،‬ولت بتاركتهم هكذا وهكذا‪ ،‬إنما‬
‫همبني؟قال‪( :‬نعم‪ ،‬لك أجرما أنفقت عليهم)^‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حقوق العمال‪:‬‬
‫للعامل في اإلسالم حقوق كثيرة أبرزها‬
‫‪-١‬حقهفي األجر‪ :‬وألهمية هذا الحق أوجبت الشريعة معرفة األجر قبل العمل‬
‫حتى ال يكون ذلك محال للتخاصم واالخالف‪ ،‬يقول النبي ا‪( :‬من استأجر‬
‫أجيرا‪ ،‬فليعلمه أجره) ‪٠‬‬

‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب املساقاة‪ ،‬باب ‪ :‬فضل الغرس والزرع‪ ،‬رقم (‪,)١٥٥٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجهالبخاري‪،‬كتابالبيوع‪،‬باب‪:‬كسبالرجلوءملهبيده‪،‬رقم(‪٠)٢٠٧٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ‪ :‬االستعفاف عن املسألة‪ ،‬رقم (‪.)١٤٧٠‬‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتابالنفقات‪ ،‬باب‪( :‬وعلى الوارث مثل ذلك)‪ ،‬رقم(‪٣٦٩‬ه)‪ ،‬ومسلم‪،‬‬ ‫( ‪)٤‬‬

‫كتاب الزكاة‪ ،‬باب ‪ :‬فضل النفقة والصدقة على األقربني‪ ،‬رقم (‪.)١٠٠١‬‬

‫رواه ابن أبي شيبة يف مصنفه‪ ،‬كتاب البيوع واألقضية‪ ،‬من كره أن يستعمل األجريحىت يبني له أجره ‪ ،‬رقم‬ ‫(ه)‬

‫(‪،)٢١١٠٩‬وصججه ابنحجرفيتلخيصاحلبريموقوفا(‪/٣‬ه‪.)١٤‬‬

‫‪-٧١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫‪-٢‬ءدم مماطلته بالثمن‪ ،‬فيجب على صاحب العمل أن يؤدي إلى العامل حقه‬
‫متى ما وجب عليه إما باالنتهاء من العمل‪ ،‬أو بحسب الشرط‪ ،‬يقول الذي ا‪:‬‬
‫(مطل الغي ظلم‪ ،)١٢‬ريقول‪( :٠‬وئااذًاحيرًالجر‪ ،‬ققأليجئءره)(‪،)٢‬‬

‫رحدرالني ‪ ٠‬من أكل حق العامل فقال‪( :‬قال الله‪ :‬ثالثة أنا خصمهم بوم‬
‫القيامة‪ :‬رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع حرا فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل استأجر أجيرا‬
‫فاستوفى منه رثم يعط أجره) ‪.‬‬
‫هذه بعض حقوق العمال‪ ،‬وقد تركت الشريعة تنظيم كثيرمن القضايا التفصيلية‬
‫توسعة على الناس‪ ،‬فيكون ذلك ضمن اذصالح المرسلة الي يجتهد الناس في تحقيق‬
‫أصلح ما يرون منها ما ثم يوبع في مخالفة الشريعة‪.‬‬
‫***‬

‫حق الرعاية اسية؟الوقاذيةوالعالجيةفياإلسالم‬

‫الرعاية الصحية من وقاية وعالج من األحكام األساسية الي تحافظ عليها‬


‫الشريعة‪ ،‬فحعظ جسد االنسانيعد من المقاصد الضرورة للشريعة‪ ،‬وقد رست‬
‫الشريعة لجسد اإلنسان حقا عليه كما في قول الني م (إن لجسدك عليك حقًا)(‪.)٤‬‬

‫ويمكن أن نظهر عناة الشرعة بهذا األصل من خالل العناصر اآلتية‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب احلواالت‪ ،‬باب‪ :‬يف احلوالة‪ ،‬وهل يرجع يف احلوالة‪ ،‬رقم‪،)٢٢٨٧(:‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب املساقات‪ ،‬باب * حترمي مطل الغي‪ ،‬رقم (‪٦٤‬ه‪.)١‬‬

‫أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب الرهون‪ ،‬باب‪ :‬أجراألجراء‪ ،‬رقم (‪ )٢٤٤٣‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ‪ :‬إمث من باع حرا‪ ،‬رقم (‪.)٢٢٢٧‬‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب ‪ :‬حق اجلسد يف الصوم‪ ،‬رقم (‪ ،)١٩٧٥‬ومسلم‪ ،‬كتناب‬ ‫(‪)٤‬‬

‫الصيام‪ ،‬باب‪ :‬النهي عن صومالدهر‪ ،‬رقم(‪٩‬ه‪.)١١‬‬

‫‪-٧٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أوال ‪ :‬تفضيل القوة على اصحف‪،‬كما جاء في قول النبي ا‪( :‬المؤمن‬
‫القوي‪ ،‬خيروأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)^ ومجاالت القوة وإن تنوعت فعلى‬
‫رأسها القوة البدنية‪ ،‬والني ال تتحقق بغيرالخلو من األمراض‪ ،‬وهو ها يتطلب ابتداء‬
‫الوقاية من األمراض كي ال يعتل الجسد‪ ،‬والتداوي منها حال اعتالل البدن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجنبأسباب المرض‪ ،‬واالحتياط في أمرالعدوى‪ ،‬يقول رسول الله ه‪:‬‬
‫(اللىرذاشرصلىاذئصخ)(‪ ،)٢‬ريقرر‪٠‬قاءدة الحجر الصحي لمئع تغشي‬

‫األمراض بصورة وبائية بقوله ا في الطاعون‪( ٠٠‬إذا سعتم بالطاعون بأرض فال‬
‫تدخلوها‪ ،‬وإذا وقع بأرض وأنتم بها فال تخرجوا مذها)(‪.)٣‬‬
‫ثالثًا‪ :‬حث الشريعة على التنظيف واالغتال‪ ،‬كما في أحكام الوضوء‬

‫واالغتال‪ ،‬وسنن الغطرة من السواك واالختتان واالستحداد وتقليم األظافر ونتف‬


‫االبط‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬حث الشريعة على التداوي من األمراض‪ ،‬كما قال التبي ه‪( :‬تداووا‬

‫فإن الله ‪ ٠‬لى يضع داء إال وضع له دواء‪ ،‬غير داء واحد الهرم)(؛)‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬تخريم الخبائث؛ فقد حرمت الشريعة كل خبيث وكل ضار لإلنان كما‬

‫جاء في قول الله تعالى‪ ^ :‬وهيل لهر‪9‬لطئبئت‪،‬وآلرم عليهرًالحبأثيح ( األعراق‪ ،)١٥٧ :‬وذلك‬

‫ًاخرجهملم‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب‪ :‬يف األعر بالقوة‪ ،‬وترك العجز‪ ،‬رقم(‪.)٢٦٦٤‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫رواه اين ماجه يف سننه‪ ،‬كتاب الظب‪ ،‬باب ‪ :‬من كان يعجبه الفأل‪ ،‬رقم (‪.)٣٥٤١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه ألبخاري‪،‬كتابالطب‪ ،‬باب‪ :‬مايذكريف ألطاعون‪ ،‬برقم(‪ ،)٥٧٢٨‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫السالم‪ ،‬باب ‪ :‬الطاعون والطرية والكهانة‪ ،‬رقم (‪. )٢٢١٨‬‬

‫رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ‪ :‬يف الرجل يتداوى‪ ،‬رقم (‪ ،)٣٨٥٥‬والرتمذي‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ‪ :‬ما‬ ‫(‪)٤‬‬

‫جاء يف الدواء‪ ،‬واحلث عليه‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٠٣٨‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬

‫‪-٧٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫=‬

‫كالخمر والمخدرات والدخان ونحوها من األمور التي تضر جسد االنسان وتؤذي صحته‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬ثناء الشريعة على الجمال‪ ،‬كما في قول النبي |‪( ٠‬إن الله جميل يجب‬

‫الجمال)^‪ ،‬وال شك أل االعتناء بالجسد‪ ،‬ومراعاة شروط الرعاية الصحية الجيدة هو‬
‫من مستلزمات الجمال‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الحث على الحافظة على بيئة سليمة وآمنة؛ فإنه ال تأتي الحافظة على الصحة‬
‫مع انتثار التلوث البيئي‪ ،‬فالبيئة وفقًا لعقيدة اإلسالم هي ملك لته تعالى‪ ،‬واإلنان‬

‫مستخلف في إدارتها وتنميتها لصالحه ولصالح من سيخلفه‪ ،‬وهو ملتزم بحدود الشريعة‬
‫يقول تعالى‪:‬‬ ‫اإلسالمية في ذلك‪ ،‬فعليه اإلحان وعدم اإلسراف وعدم اإلفاد‬
‫< ؤأحين كمآأحسئ ًا! (ليق ؤآلدع ًالكادئ آألزض (ن أق آللجب ألمتكدرين يح‬

‫(القمعى ‪ ،)٧٧٠‬ويقول تعالى ‪< ٠‬ؤ ؤآل تغستأوا ئآألزضيعذ (طتئجقا ه (األعراف ‪٠‬ه‪.)٨‬‬

‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى ‪:‬‬
‫‪ - ١‬حقوق اإلنسان وحرياته األساسية في النظام االسالمي والنظم المعاصرة‪،‬‬
‫لعبد الوهاب الثيثاني‪ ،‬مطاع الجمعية العلمية الملكية‪ ،‬ط‪١٤٠٠،١‬ه‪.‬‬
‫؟‪-‬حقوق العمال بين اإلسالم والمعاييرالدولية للعمل‪ ،‬لرزق بن مقبول‬
‫الردس‪ ،‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ١٤٢٣ ،‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫أخرجه م‪.‬ام‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬حترمي الكربوبيانه‪ ،‬رقم (‪.)٩١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬رؤية الددن اإلسالمي يف احلفاظ على البيئة‪ ،‬عبد الله شحاته ص(‪.)١,٧-١,٦‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٧٤٠‬‬
‫الوحدة السابعة‬
‫حق الزواج وتكوين األسرة‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ - ١‬إدراك عالقة أحكام األسرة في اإلسالم بحغظ حقوق االنان في حياته‬


‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ - ٢‬معرفة حقوق كل فرد من أفراد اآلسرة في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ — ٣‬شرح تميز نظام األسرة في اإلسالم في حفظ الحقوق‪.‬‬
‫‪ — ٤‬شرح األحكام المخالفة ألحكام اإلسالم في المواثيق الدولية المتعلقة باألسرة‪.‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫حقالتزوجفىاإلالالم‬

‫ضمن اإلسالم حق التزوج للرجل والمرأة في السن المناسبة‪ ،‬بل جعله واجتا‬
‫اجتماخما تنهض به الدولة إذا تعذر على األفراد القيام به؛ كما جاء في قول الله تعالى‪،‬‬
‫مخاطقا جميع أفراد الجتمع ‪ < :‬ؤًانكحوًا آأليدمئ مدخر ذًالمبحهن من عبايالؤعآدحفز‬

‫ان يخوكوأ ؤعنآء يءذولم ‪ !$‬من فدلهء وآع ؤ‪,‬سع ءيي‪0‬ه(الوئر‪ ،)٣٢ :‬فهذا‪ ،‬كما يقول‬

‫العالمة العدي ‪ ٠‬أمر لألولياء «بإنكاح من تحت والؤهم من األيامى وهم‪ :‬من‬

‫ال أزواج صم‪ ،‬من رجال‪ ،‬وناء‪ ،‬سب‪ ،‬وأبكار‪ ،‬فيجب على القريب وولي اليتيم‪،‬‬
‫أن يزوج من يحتاج للزواج‪ ،‬ممن تجب نفقته عليه‪ ،‬وإذا كانوا مأمورين بإنكاح من تحت‬
‫أيديهم‪ ،‬كان أمرهم بالنكاح بأشهم من باب أولى)(‪.)٢‬‬
‫وعلى هذا فليس ألحد أن يمنع أحدا من حقه في التزوج ما دامت توافرت تجذا‬
‫الزواج شروطه المشروعة المنصوص عليها عند الفقهاء؛ ولذا جاء التهي القرآني عن‬
‫إماك الناء ضرارا‪ ،‬أو منعهن من التزوج‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬ؤإذا طلقو ًالصان بلغن‬
‫أحتقن فًاميخوهث تجئئؤفبًاذ شيثوهن بعرنفوج ذال كيعوهن برارا لتعتن وأج ؤمن يغال‬

‫ن‪ ,‬يلق فقن ظلن كثسه ه (البقرة‪ ،)٢٣١ :‬فقدحرم ‪١‬للهءلى الرجل أن يراجع امرأته من‬

‫أجل أن يضر بها؛ فال هو يحسن إليها‪ ،‬والهويطلقها؛ لتعيش حياتها هع غيره‪ ،‬كما‬
‫نهى أولياء أمور الناء عن أن يمنعوا المطلقة طلقة أو طلقتين من أن تعود إلى زوجها‬
‫الذي طلقها وبانت منه‪ ،‬إذا رضيت هي بالزواج منه مرة أخرى‪ ،‬ورضي هو ه‪،‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان بني الشريعة اإلسالمية والفكر القانوني الغربي‪ ،‬د‪ .‬حممد فتحي عثمان ص (‪.)١٣٩‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫تيسرالكرمي الردن يف شريكالم املنان‪ ،‬لعبد الرمحن السعدي ص (‪٦٧‬ه)‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٧٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫وعزما على المعاشرة الحنة بالمعروف‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬وادا طئعتم ًالئكآ؛ وبعن أجتبذ‬

‫قال نععشلوص أن تتكحن أزو‪ ,‬جهن ادا لى ضؤًا ييتمم يآلثروئ يح (البقرة‪ ،)٢٣٢ :‬وقد اتفق‬
‫الفقهاء على أنه ليس لولي أمر الفتاة الحق في منع تزويجها ممن ارتضته إذا كانغائل‪۴‬ا‬
‫في دينه‪ ،‬وفي حتقه‪ ،‬وفي ماله؛ ألن الواجب عليه هو فعل األصلح لها‪ ،‬وأعطوا‬

‫القاضي حق تزوجيها إذا امتنع عصبتها‪ ،‬يقول الشيخ ابن عثيمين ‪« :٠‬ولو أن‬
‫الناس استعملوا هذا — وهو شرعي ليس منكرا — ال نكفًا كثير من الشر من هؤالء‬
‫اآلباء‪ ،‬الذين يعضلون‪ ،‬ويبيعون بناتهم بيائ صرفاأل‪..‬‬

‫وقد وضعت الشريعة اإلسالمية التراتيب المغرة الني تزيل العراقيل من طريق‬
‫الشباب والغتيات الذين يرغبون في التزوج باعتباره حعا قد تحول العادات والتقاليد‬
‫أحيانا دون حصولهم عليه‪ ،‬ومن تلك التيسيرات ما يأتي‪:‬‬
‫‪ - ١‬أنر أولياء األمور بالموافقة على الزواج متى تيسر الخاطب الكفء‪ ،‬فعن‬
‫أبي هررة ‪ ٠‬قال ‪ :‬قال رسول الله ا‪( :‬إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه‬
‫فزوجوه‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة في األرض‪ ،‬وفاد صيص‬
‫‪ — ٢‬اسي عن الغلو في المهور‪ ،‬فعن سهل بن سعد ‪ ، ٠‬قال‪( :‬أتت النبي ا‬
‫امرأة‪ ،‬فقالت ‪ :‬إنها قد وهبت شها لله ولرسوله هه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لي في الناء من‬
‫حاجة‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬زوجئيها‪ ،‬قال ‪ :‬أعطها ثوبا‪ ،‬قال ‪ :‬ال أمهد‪ ،‬قال ‪ :‬أعطها‪ ،‬ولو‬
‫خافا من حديد‪ ،‬فاعتل له‪ ،‬فقال ‪ :‬ما معك من القرآن؟ قال ‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬قال ‪ :‬فقد‬

‫الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ ،‬للشيخ حممد بن صاحل العثيمني (‪.)٨٧/١٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب أبواب النكاح‪ ،‬باب ‪ :‬ما جاء اذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ‪ ،‬رقم (‪،)١٠٨٤‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫وحسنه األلباني‪ .‬انظر‪ :‬غاية املرام يف ختريج أحاديث احلالل وأحلرام(‪.)١٤٤/١‬‬

‫‪-٧٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫زرجتكها بما معك من القرآن)^‪.‬‬


‫‪ - ٣‬الحث على تيسيرأمور اتخطبة‪ ،‬فعن عائشة ‪ ، ٠‬أن رسول الله ا‬
‫قال‪( :‬إسنن المرأة سير خطبتها‪ ،‬وتيسيرصداقها‪ ،‬وتيسيررحمها)^‪ ،‬أي‪:‬‬
‫سهولة سؤال الخاطب أولياذها نكاحها‪ ،‬وإجابتهم له بسهوله‪.‬‬
‫‪ - ٤‬الحث على عدم المبالغة في وليمة العرس‪ ،‬فغي حديث زواج عبد الرصن‬
‫بن عوف > أن رسول الله ‪ ٠‬قال له‪( :‬أوثمولوبشاة)(‪ ،)٤‬وال شك أن المغاالة‬
‫في هذه األمور الشكلية تحول في بعض الجتمعات دون قصد الزواج‪.‬‬
‫‪ - ٥‬الحث على تخفيف التزامات الزواج‪ ،‬فعن علي > ‪ ،‬قال ‪( :‬جهز رسول‬
‫الله ‪ ٠‬فاطمة في ضيل‪ ،‬وقربة‪ ،‬ووسادة ادم‪ ،‬حشوها ليف االذخر)(“)‪.‬‬
‫إن هذا الحث والترغيب في سير التمتع بحق الزواج ثم يمنع الشريعة من أن‬
‫تضرب حوله سياحا تشريعيا قويا يضمن حصوله على الوجه الذي يحقق الغاية منه‪،‬‬
‫وهي العفة والكن النفسي وتحصيل الولد‪ ،‬مع عدم اإلخالل بضررات الحياة‬
‫األخرى‪ ،‬رمن أهم هذه التحصينات ما يأتي‪:‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب‪ :‬خريكم من تعلم القرآن وعلمه‪ ،‬رقم‬ ‫( ‪)١‬‬

‫(‪ ،)٥٠٢٩‬ومسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب‪ :‬الصداق وجواز كونه تعليم قرآن‪ ،‬رقم (ه‪.)١٤٢‬‬

‫أخرجه أصد يف املدد‪ ،‬رفم(‪ ،)٢٤٤٧٨‬قال حمققو املسند‪« :‬حذيذحن»‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫اذظر‪:‬ؤيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬للمناوي (‪٤٣/٢‬ه)‪.‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪،‬باب‪ :‬قول الرجل ألخيه ‪ :‬انظر أي زوجي شئت حىت أنزل‬ ‫(‪)٤‬‬

‫لك عنها ؟ ‪ ،‬رقم (‪ ،)٥٠٧٢‬ومسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ‪ :‬الصداق‪ ،‬وجواز كونه تعليم قرآن‪ ،‬رقم‬

‫(‪.)١٤٢٧‬‬

‫أخرجه أضد يف املسند‪ ،‬رقم (‪ ،)٦٤٣‬قال حمققو املسند‪(( :‬إسناده قوي»‪.‬‬ ‫(ه)‬

‫‪-٧٨٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪ - ١‬ضرورة توافر الرضا من الطرفين حتى يتم عقد الزواج صحيحا نافدا؛ فال‬
‫يجوز إجبار الشاب على الزواج ممن ال يريد‪ ،‬وال الفتاة على الزواج ممن ال تريد(‪،)١‬‬
‫لقوله تعالى ‪ < :‬تائًيهآ ًالذيئ ة|محوا ال‪--‬ثول لثم ان قرقوا ‪$‬لكتكآء مزهآ يح (‪,‬لتاء ‪ ،)١٩:‬وقول‬

‫رسواللله‪( :٠‬ال سفح األدم حتى ستأمر‪ ،‬والسني البكر حتى تستأذن‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫يا رسول الله‪ ،‬وكيف إذنها؟ قال‪ :‬أنتكت)(‪)٢‬؛ فجعلللبكروا^بحائفياإلذن‪،‬‬

‫غيرأذهجعإلذنالبكرصمتها‪.‬‬
‫‪ — ٢‬اشتراط الولي للفتاة؛ لما يترتب على زواجها بغيرولي من المفاسد العظيمة‬
‫الني قد تقع فيها الفتاة بسبب قلة خبرتها بالحياة‪ ،‬قال رسول الله هه ‪( :‬ال نكاح إال‬
‫بولى‪ ،‬واللطان مولى من ال مولى له)(‪ ،)٣‬رالولي في ذلك أمين على حالها‪ ،‬فال‬

‫يضعها إال في المكان الذي يليق يها‪ ،‬وهي لها أن تقبل‪ ،‬أوأن ترفض‪ ،‬وفي ذلك‬
‫احتياط لمقاصد الزواج كاأللغة والكن ونحوهما‪.‬‬

‫‪ — ٣‬اشتراط الكفاءة في الدين لقول ا (إذا خطب إليكم من ترضون دينه‬


‫؛ وذلك حفاظا‬ ‫وخلقه فروجوه‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة في األرض‪ ،‬وفاد عريض)‬

‫على المودة بين الزوجين‪ ،‬ورعاية لمقصد حفظ الدين ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (‪.)١٣٣/١٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب‪ :‬ال ينكح األب وغريه البكر والثيب إال برضاها‪ ،‬رقم‬ ‫(‪)٢‬‬

‫(‪ ،)٥١٣٦‬ومسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ‪ :‬استئذان الثيب يف النكاح بالنطق‪ ،‬والبكر بالسكوت‪ ،‬رقم (‪.)١٤١٩‬‬

‫أخرجه أضد يف املسند‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٢٦٠‬قال حمققو املسند ‪ :‬حسن لغريه‪.‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب أبواب ألنكاح‪ ،‬باب ‪ :‬ما جاء ‪ :‬اذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ‪ ،‬رقم‬ ‫(‪)٤‬‬

‫(‪ ،)١٠٨٤‬وحسنه األلباني‪ .‬انظر‪ :‬غاية املرام يف ختريج أحاديث احلالل واحلرام (‪.)١٤٤/١‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدامية للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (‪.)١٨٦/١٨‬‬ ‫(‪)٥‬‬

‫‪-٧٩-‬‬
‫حقوق اإلنسان‬ ‫ه‬

‫‪- ٤‬الترغيب في الودود الولود‪ ،‬فغي ذلك مراعاة لمقصد األلفة وتحصيل الذرية‪،‬‬
‫وهما مقصودان من الزوجين كليهما‪ ،‬لقول النبي ‪( : 11‬تزوجوا الودود الولود‪،‬‬
‫ؤإني مكاثر األنبياء يوم القيامة) ‪.‬‬
‫‪ — ٥‬تحريم نكاح المتعة ‪ :‬لما فيه من ابتذال المرأة‪ ،‬وجعلها مجرد سلعة‪.‬‬

‫الغرق بين المتهج اإلسالمي وغيره فيما يتعلق بحق التزوج ‪٠‬‬
‫تضمنت المواثيق الوضعية ما يدل على أهمية تمتع اإلنسان بالحق في الزواج‬
‫وتكوين األسرة؛ فجاء في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن‪(( :‬للرجل والمرأة‪ ،‬متى‬
‫بلغا سن الزواج‪ ،‬حق التزوج‪ ،‬وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب النوع أو الدين‪،‬‬
‫ولبما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله)) ‪ .‬وقرر مثل ذلك العهن‬
‫الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫إال أن حق الزواج في هذه المواثيق‪ ،‬وان انسجم مع المرجعية الغربية للحقوق الني‬
‫ال تقيم للدين وزنا‪ ،‬فإئ فيه مخالفات كثيرة لحقوق الزواج في اإلسالم أبرزها ‪:‬‬
‫‪—١‬أن تلك المواثيق تدعو للزراج بغض التظر عن الدين‪ ،‬راإلسالم؛لحرمزراج‬
‫المسلمة من غير المسلم‪ ،‬وزواج المسلم من غير المسلمة‪ ،‬يقول تعالى‪ :‬و وال يتخكخوًا‬
‫ًالئشنكبن حى يوتوًاج يح (البقرة‪ .)٢٢١ :‬ويقول ‪ :‬و وال بحوًا ‪$‬لئهرديت حى يؤمن‪ ٦‬يح‬

‫(البقرة‪ ،)٢٢١ :‬واستثنت الشريعة من ذلك زواج المسلم من الكتابيات‪ ،‬لقوله تعالى ‪:‬‬
‫و ‪$‬لتؤم |حآل لخم آلبنفت ؤهئغام آئدين اويوًا ًالكتت حآل لجت ؤ«ئعامخم حآل كم‬

‫أخرجه اين حبان‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬مدخل ‪ :‬ذكرالعلة اليت من أجلها هني عن التبتل‪ ،‬رقم (‪ .) ٤٠٢٨‬قال‬ ‫(‪)١‬‬

‫األرنؤوط‪ ,(:‬صحيح لغريه))‪.‬‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ‪( :‬ئس‪8‬؛ع‪^6‬ال‪0٠‬ك‪/«٢/‬ج‪0٢‬عال‪^1‬ج‪^:/‬؛؛م‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪1‬‬ ‫ا‪٨‬‬ ‫‪1‬‬


‫حقوذاإلنسان ه‬

‫وللحضتكته منه آلئؤو‪٦‬رع‪ ،‬وًاز‪١‬ل;ت‪٦‬رع‪ ،‬مز‪ً،‬الذين أوقواًالكيب من وئلحكم يح (‪١‬لمائدة‪:‬ه)‪.‬‬

‫‪ - ٢‬أن تلك النصوص تدعو لتاوي حقوق الزوجين وواجبتهما عند الزواج‪،‬‬
‫وأثناءه‪ ،‬رعنداذآلله‪ ،‬بينماينظراإلسالملتمايزالجنينفيأمورالعاطفةوالقوة‬
‫الجدية؛ ومن ثم اختالف وظائفهما داخل نطاق األسرة‪ ،‬وهوتمايزيقتضي اختالقا‬

‫في الحقوق والواجبات‪.‬‬


‫‪-٣‬حق اإلجهاض‪ ،‬فالمؤتمرات الدولية تجعل من حق المرأة إجهاض جتيتها متى‬
‫ما أرادت‪ ،‬وهو مخالف لإلسالم‪ ،‬الذي يحمي حق الجنين‪.‬‬
‫‪ - ٤‬سلب والية الرجل على المرأة مطلعا‪ ،‬بحيث يلغي مفهوم القوامة الني كفلها‬
‫الله للزوج على زوجته‪ ،‬ولألب على موليته صونا تجما‪.‬‬
‫***‬

‫حقوذاآلسرن‪-‬‬
‫أوأل‪ :‬مفهوم األسرة‪:‬‬

‫ئعئر القرآن الكرم عن األسرة بلغظ (األهل) كما في قول الله تعالى‪ < :‬رخشًالله‬

‫ؤبتئدو ظئكذ اهـل ًالتيت يح (هود ‪ ،)٧٣ :‬وكما في قوله ‪ < :‬ان ًاببن من انلى يح (هود ‪.) ()٤٥ :‬‬

‫واألسرة مأخوذة من األسر‪ ،‬وهو‪ :‬الشد‪ ،‬والعصب‪ ،‬والقوة‪ ،‬والحبس‪،‬‬


‫فاألسرة‪(( :‬عشيرة الرجل وأهل بيته؛ألنه يتقوى بهم»(‪ ،)٢‬واألسرة في اإلسالم ال‬
‫تقتصرعلى الزوجين واألوالد‪ ،‬بل تمتد لتشمل األقارب من األجداد واألعمام‬

‫انفلر‪ :‬التماسك األسري يف ظل العوملة ‪ ،‬إلبراهيم الدويش ‪ ،‬ض_من كتاب ‪١‬ألسرة املسلمة والتحديات‬ ‫(‪)١‬‬

‫املعاصرة ص (‪ ،)٢٨‬واألسرة‪ :‬التكون احلقوق والواجبات‪ ،‬ألمحد محد أمحد ص (‪)١٥ — ١٤‬‬

‫النهاية يف غريب احلديث‪ ،‬البن األثري( ‪,)١٠٦/١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-٨١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫واألخوال وأبنائهم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬منزلة األسرة في اإلسالم‪:‬‬

‫تبرزأهمية األسرة من خالل وظائفها الني تؤديها لال‪٠‬فراد والجتمعات‪ ،‬فيجد‬


‫الغرد فيها سكنه وحمايته ورعايته وأنه وأمنه‪ ،‬وهي تلبي الحاجات الغريزية‬
‫للزوجين‪ ،‬والحاجات الفطرية لآلباء واألمهات واألبناء‪ ،‬فالزوجان يتطلعان بغطرتهما‬
‫ألن يكون صما نسل‪ ،‬واألبناء يعون بفطرتهم إلى أحضان والديهم‪ ،‬واألسرة تحافظ‬
‫على األناب‪ ،‬رتشارك في تنمية األواصر‪ ،‬وتقوية الوشائج بين الناس‪ ،‬وهي مصدر‬
‫الفضائل‪ ،‬ومصدر التردية‪ ،‬وهي اللبنة األولى للمجتمع‪ ،‬فمنمجموءها يتكون‬
‫بناؤه ‪.‬‬
‫وتجذا جعل الله األسرة آية من آياته الدالة على عظمته وكرمه‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫< ؤس ةايدتدق ًان خلو‪ ،‬لجر من ًانمشكم ًازو‪,‬خا يتشحكعوًا الغا ؤجعزة يخم مؤد؛ رئته ان‬

‫ئ د‪ ,‬يلذ أليدتلقؤر يئقححزؤن يح (الروم‪ ، )٢١ :‬وعدها نعمة من النعم الني تفضل بها على‬

‫عباده ‪ ،‬فقال ‪ < :‬وآئلث جعلة لكم ض أنعشكل ًازؤ‪,‬جا ؤجثل لكم ين اآلجعخم بدنن ؤخئد‬

‫ؤزرقكم ين للظئكت‪ ٦‬يح (التحل‪ ،)٧٢ :‬وحث على تكوينها‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وسئى الشارع‬

‫عقد الزواج ميثاقًا غليظًا؛ لبيان قوته وعظمته‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬حذف متخم‬

‫كما قال تعالى‪ < :‬ؤلقد ارسلتا‬ ‫سئقا عبثا يح (الناء ‪ ،)٢١ :‬وهو سئة األنبياء‬

‫رسال من ببك ؤجعتتا ئمًارؤحا ؤ ريه ه (الرعد‪ ،)٣٨ :‬وأسند النبي ا عقد الزواج‬

‫انظر‪ :‬مكانة األسرة يف اإلسالم‪ ،‬إلبراهيم خليل عوض الله ص (‪.)١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬مفاتيح الغيب‪ ،‬للرازي (‪-)١٦/١,‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠٨٢٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫إلى الله تشرخا‪ ،‬فقال‪( :‬فاتقوا الله في الناء‪ ،‬ؤإنكم أخذتموهن بأمان الله‪ ،‬واستحللتم‬
‫فروجهن بكلمة الله)(‪.)١‬‬

‫ثالثا‪ :‬حق األسرة في اإلسالم‪:‬‬


‫لقد ترجم اإلسالم عنايته باألسرة في صورة حقوق تحفظ كيانها؛ وأوجبها على‬
‫أفرادها وعلى الدولة‪ ،‬فمسؤرلية األسرة شراكة بين أفرادها‪ ،‬كل بحب طاقته‬
‫وطبيعته وفطرته‪ ،‬وهي مؤولية تتجاوز دائرة اآلباء واألبناء؛ لتعم األقارب وذوي‬

‫األرحام‪ ،‬قالرسواللله‪( ٠‬ظكمرًاومؤول عن رعيته‪ ،‬فاإلمامراًا‪ ،‬وهو‬

‫مؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل في أهله راع‪ ،‬وهو مؤول عن رعيته‪ ،‬والمرأة في بيت‬

‫زوجها راعية‪ ،‬وهي مؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم في مال سيده راع‪ ،‬وهو مؤول‬
‫عن رءيته)(‪ ،)٢‬وقد أرضح اإلسالم كل النظم الني تحكم هذه األسرة‪ ،‬ففعتل أحكام‬
‫قيام الزوجية وانفصامها‪ ،‬وحقوق كل واحد من الزوجين على اآلخر‪ ،‬وحقوق اآلباء‬
‫على األبناء‪ ،‬وحقوق األبناء على اآلباء‪ ،‬وحقوق سائر األقارب‪ ،‬وبين أحكام الميراث‬
‫والوصية‪ ،‬وكل ذلك من أجل أن تبقى مؤسسة األسرة في ظل العدل والحكمة قائمة‬
‫على دعائم قوية تحفظ كيانها لتؤدي رسالتها في التريية واإلصالح واإلعمار‪.‬‬
‫وفي ظل اإلسالم تمتعت األسرة برعاية تامة من الدولة‪ ،‬والسيما عند عجز‬
‫أفرادها عن حماية جنابها‪ ،‬وتوفير أسباب بقائها‪ ،‬فعن أبي هررة ‪ :٠‬أن الذي‬

‫ا قال‪( ٠٠‬ما من مؤمن إال وأنا أولى به في الدنيا واآلخرة‪ ،‬اقرؤوا إن شئتم‪$ < ٠٠‬لئى‬

‫أخرجهسلم‪،‬كتاباحلج‪،‬باب‪:‬حجةالتيب‪،٠‬رقم(‪.)١٢١٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب االستقراض وأداء الديون واحلجروالتغليس‪ ،‬باب‪ :‬العبد رع يف مال سيده‪،‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫وال يعمل إال بإذنه‪ ،‬رفم(‪ ،)٢٤,٩‬وملم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب‪ :‬فضيلة اإلمام العادل‪ ،‬رقم(‪.)١٨٢٩‬‬

‫‪-٨٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫اولع بالثؤمفهرئ من احغب‪٦‬م يح (األحز‪١‬ب‪ ،)٦ :‬فأيما مؤمن مات‪ ،‬وترك ماائ فليرثه‬

‫عصبته من كانوا‪ ،‬ومن ترك ذيائ أو صياعا‪ ،‬فليأتني فأنا مواله)(‪ ،)١‬والعئياع هم‬
‫االوالد الصغار الذين تركهم أبوهم‪ ،‬وال شيء تجم<‪ .)٢‬وهذا يؤسس لمسؤولية الدولة‬
‫تجاه اآلسرة الفقيرة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬حقوق أعضاء اآلسرة ‪:‬‬
‫فعتلت الشريعة في حقوق كل فرد من أفراد األسرة‪ ،‬فأوضحت حقوق الزوج‪،‬‬

‫والزوجة‪ ،‬والوالدين‪ ،‬واألقارب‪.‬‬


‫فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين‪ :‬حسن العشرة‪ ،‬وحل االستمتاع‪ ،‬والتعاون‬
‫على طاعة الله ‪ ،‬وحرمة المصاهرة‪ ،‬وثبوت النسب‪ ،‬واإلرث‪.‬‬
‫ومن حقوق الزوج‪ :‬الطاعة بالمعروف‪ ،‬والقيام بأمرالبيت‪.‬‬
‫ومن حقوق الزوجة‪ ٠٠‬المهر‪ ،‬والنفقة‪ ،‬والغيرة عليها‪ ،‬والمبيت عندها‪.‬‬
‫ومن حقوق الولد‪ ٠٠‬حقه في حسن اختيار والديه كل منهما لآلخر‪ ،‬وحق الحياة‬
‫للجنين‪ ،‬والحتان‪ ،‬والعقيقة‪ ،‬والنسب‪ ،‬والرضاعة‪ ،‬والنفقة‪ ،‬والتربية‪ ،‬واإلرث‪.‬‬
‫ومن حقوق الوالدين‪ :‬اإلحان إليهما‪ ،‬ر‪٠‬ءدمءقوقهمارلو بالنهر تجما‪،‬‬
‫والتواضع تجما‪ ،‬وشكرهما‪ ،‬وتقديم برهماحتى على الجهاد في سبيل الله‪ ،‬وتجنب‬
‫أسباب شتمهما‪ ،‬وبرهما‪ ،‬رلو بعد وفاتهما‪.‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب االستقراض وأداء الديون واحلجر والتغري‪ ،‬باب‪ :‬الصالة على من ترك دينا‪،‬‬ ‫< ‪)١‬‬

‫رقم<‪.)٢٤٠٩‬‬

‫انظر‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬الؤر حجر العسقالني <‪.)٤٧٧/٤‬‬ ‫<‪)٢‬‬

‫انظر هذه احلقوق مفصلة بأدلتها يف‪ :‬مقرر ‪ ١,٢‬سلم <اإلسالم وبناء احلمتع) ص<‪.)١٩٤_١٧٣‬‬ ‫<‪)٣‬‬

‫‪-٨٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫من حقوق األقارب ‪ :‬األسرة تمتد لتشمل األقارب ممن يجمعهم بالشخص قرابة‬
‫النسب كاإلخوة واألخوات‪ ،‬واألعمام والعمات‪ ،‬واألخوال والخاالت‪ ،‬وأوالدهم‪،‬‬
‫فلكل قريب حق عظيم على من تربطه به صلة رحم يجب الوفاء به‪.‬‬
‫وقد عثم الله تعالى‪ ،‬في القرآن حق األقارب وذوي األرحام‪ ،‬فقال‪ < :‬و‪٢‬ئغو!الله‪/‬‬

‫"الذى كآء لون بهء وألرامج يح (الناء‪ ،)١ :‬وأمر به‪ ،‬فقال ‪ < :‬ؤءات دا ‪٢‬لصئ لحقه و يح‬

‫(االراء‪ .)٢٦ :‬وجعله من أسباب حصول النفع والخير‪ ،‬يقول رسول الله ا ‪( :‬من‬

‫سره أن يبط له في رزقه‪ ،‬أو ينسأ له في أثره ‪ ،‬فليصل رصه) ‪.‬‬


‫وفي المقابل توعدت الشريعة من يقطع رده‪ ،‬فقال سبحانه‪ < :‬بلح غكحزإن‬

‫تولم ان تكذوا ئ آألزص ؤئقخئؤأ ارلحآمحكم يح (محمد‪ ،)٢٢ :‬وقال النبي فج‪( :‬ال‬

‫يدخل الجنة قاطع)(‪.)٢‬‬


‫وهذا المنهج االسالمي في تعظيم حق األقارب كان له أثر كبير في الجتمعات‬
‫المسلمة ؛ فهو يحفظ حق القريب‪ ،‬ويجعل كل من هو حوله سنذا له وداعائ عند‬
‫الشدائد‪ ،‬وهو من خصائص الجتمع اإلسالمي‪ ،‬ال ينافسه فيها أي مجتمع‪ ،‬فحق‬
‫األقارب الذي جاءت به الشريعة منذ أكثرمن أربعة عشر قرا ثم يعرفه اإلعالن العالمي‬
‫لخقوق اإلسالم‪ ،‬وال غيره من االتفاقيات والمواثيق الدوليه‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ‪ :‬من أحيب البسط يف الرزق‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٠٦٧‬ومسلم‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫كتاب الربوالصلة‪ ،‬باب‪ :‬صلة ألرحم وحترمي قطيعتها‪ ،‬رقم(‪٧‬هه‪٠)٢‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كحناب أألدب‪ ،‬باب ‪ :‬إمث القاطع‪ ،‬رقم (‪ ،)٥٩٨٤‬ومسلم‪ ،‬كتاب الرب‬ ‫(‪)٢‬‬

‫والصلة‪ ،‬باب ‪ :‬صلة الرحم‪ ،‬وحترمي قطيعتها‪ ،‬رقم (‪٠٠٢٥٥٦‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان يف اإلسالم‪ ،‬حتمد ألزحيلي ص (‪٠)٢٣٩‬‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫‪-٨٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫ويتضح من كل ما سبق أن الزواج يوحد شبكة من الحقوق المترابطة بين أعضاء‬


‫األسرة‪ ،‬فكل فرد في هذا الكيان له واجبات‪ ،‬وعليه حقوق‪ ،‬منظومة متكاملة‪،‬‬
‫فكل طرف يكمل الطرف اآلخر‪ ،‬فالزرج له حقوق‪ ،‬وعليه واجبات تناسب طبيعته‪،‬‬
‫والزوجة تتكامل معه بحقوق وواجبات أخرى‪ ،‬يكتمل بها قيام أسرة قوية متماسكة‪،‬‬
‫فال يطغى حقءلىحق‪،‬واليكونحقسسافي‪-‬ضيع واجب‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪-١‬حقوق االنسان في مجال األسرة من مئظورإسالمي‪ ،‬مفرح سليمان‬
‫القوسي‪ ،‬جامعة االهام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ١٤٢٩ ،‬ه‪.‬‬
‫‪ — ٢‬األسرة المسلمة والتحديات المعاصرة‪ ،‬أوراق علمية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات بمجلة البيان‪ ،‬ووزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪،‬‬
‫ط‪١٤٣٠ ،١‬ه‪.‬‬
‫‪ — ٣‬األسرة المسلمة في العالى المعاصر‪ ،‬رهبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪١٤٢٠،١‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫‪-٨٦-‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدة الثامنة‬
‫حقوى الطفل‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخض الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ — ١‬معرفة حقوق الطفل قبل الوالدة‪.‬‬


‫‪ — ٢‬معرفة حقوق الطفل بعد والدته‪.‬‬
‫‪- ٣‬إدراك أهمية التردية والتعليم في تنشئة الطفل‪.‬‬
‫‪ — ٤‬إدراك تميز اإلسالم في حفظ حقوق الطفل‪.‬‬

‫آل‬ ‫هم‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫حقوق الطفل ئقبل الوالدة‬

‫الطفل يطلق في لغة العرب على اإلنسان منذ والدته إلى بلوغه(‪.)١‬‬
‫وقد اتفق الفقهاء على أن البلوغ يكون باالحتالم وبالسن‪ ،‬وإن اختلفوا في تحديد‬
‫سنالبلوغ(‪.)٢‬‬
‫لكن الشريعة اإلسالمية ثم تقرر للطفل حقوقا فقط بعد الوالدة‪ ،‬وإنما قررت له‬
‫أمه‪ ،‬بألكثر من ذلك جعلت له حقوقا قبألن‬ ‫حقوقًا قبل ذلك‪ ،‬وهو‬

‫قالتة‪ :‬قال رسول الله هه ‪:‬‬ ‫<‪1‬‬ ‫تحمل به أمه؛ كحقه في اختيار أهه‪ ،‬فعن عائشة‬
‫(تخيروا لنطفكم‪ ،‬وانكحوا األنمغاء‪ ،‬وأنكحوا إليهم)(‪ ،)٣‬رحقه في أال يقع‪.‬خارج‬

‫مؤسسة الزواج‪ ،‬فمن حق الجنين أن ال يوجد إال في عالقة شرعية آمنة يخرج فيها‬
‫الطفل بين أبوين شرعيين‪ ،‬فيعيش كما يعيش عموم الناس‪ ،‬وال ينشأ بسبب عالقة آثمة‬
‫يتجرع مغبتها طيلة حياته‪ ،‬وأما حقوقه‪ ،‬وهو جنين‪ ،‬فأبزرها ما يأتي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحق في الحياة‪:‬‬
‫للجنين الحق في الحياة‪ ،‬فال يجوز التعرض له بقتل أو إجهاض‪ ،‬ما دام قد نفخ فيه‬
‫الروح؛ ألنه إنان‪ ،‬واالعتداء عليه محترم مجرم شرعًا ‪ ،‬وصيانة لحق حياة الجنين‬

‫أسقطت الشريعة ‪-‬عن ًامه العبادات التي تضر به؛ فأباحت لها الفطر في رمقان‪،‬‬
‫وحكمت بتأخيرما قد تستحقه من عقوبة حال الحمل حفاظًا عليه‪ ،‬كما في ؤصة‬

‫انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪ ،)٤,١/١١‬مادة (طفل)‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬بداية اجلهتد وهناية املقتصد‪ ،‬البن رشد (‪,)٤٠٥/٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه اس ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ‪ :‬األكفاء‪ ،‬رقم (‪ .)١٩٦٨‬وصححه األلباني‪ .‬انظر‪ :‬صحيح اجلامع‬ ‫(‪)٣‬‬

‫الصغريوزيادته(‪٦٤/١‬ه)‪.‬‬

‫‪-٨٨٠‬‬
‫حقوى اإلنسان =‬

‫الغامدية ع(‪.>١‬‬
‫ثانيًا‪ :‬االنفاق عليه‪:‬‬

‫فيجب على ولي الطفل أن ينفق على أمه ألجله‪ ،‬لو كانت مطلقة بإجماع‬
‫؛ لقول الله تعالى‪ < :‬وان من اولب خلو ئتفعوا علهن حى تععن حملهذج يح‬ ‫العلماء‬

‫(الطالق‪ ،>٦ :‬واإلنفاق على األم هنا هو إنفاق على الولد‪ ،‬وإنما أسند إلى األم؛ ألن‬

‫الغذاء يصل إليه عن طريق دمها‪.‬‬


‫ثالثًا‪ :‬حقه في الحماية من الضرر‪:‬‬

‫من حق األبناء أن يأتوا للوجود أصحاء خالين من العلل الني من الممكن تفاديها‪،‬‬
‫فيجب التحرز من األمراض الوراثية الني قد تظهرعلى األبناء بعد والدتهم‪ ،‬ويجب‬
‫على األمتجذبأكلما‪.‬دضرجنيها مناألدويةواألطعمة‪،‬وءليهاأنتحرصءلى‬
‫التغذية الجيدة‪ ،‬وهذا كله مندرج تحت قوله ا (ال ضرر وال ضرار>(‪ ، >٣‬الذي يعد‬
‫إحدى القواعد الفقهية الخسر الكبرى النيكحفم في نطاق كبيرمن الفقه اإلسالمي‪،‬‬

‫وألن األم مؤتمنة على طفلها‪ ،‬ومن واجب األمانة أأل تجرعلى طفلها ضررا بسبب‬

‫تقصيرهافيؤعلشيءيضره‪ ،‬أوتركشيءيئغعه‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حقوقه المالية‪:‬‬
‫للجنين حقوق مالية‪ ،‬منها‪ :‬الحق في اإلرث؛ فلو مات أحد مورثيه‪ ،‬وهو ال يزال‬

‫أخرجها مسلم‪ ،‬كتاب احلدود‪ ،‬باب‪ :‬من اعرتف على نفسه بالزىن‪ ،‬رقم(‪.>١٦٩٠‬‬ ‫(‪>١‬‬

‫انظر‪ :‬املفيت‪ ،‬البنقدامة(‪.>٢٣٢/٨‬‬ ‫(‪>٢‬‬

‫أخرجه ابن ماجه‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب ‪ :‬دن بئى يف حقه ما يضر جباره ‪ ،‬رقم (‪ ،>٢٣٤١‬وصححه‬ ‫(‪>٣‬‬

‫األلباني‪.‬‬

‫‪-٨٩٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫صال‪ ،‬وقف األمر حتى يتبين‪ ،‬ؤإن طالب الورثة بالقمة‪ ،‬ثم يعطوا كل المال‪ ،‬بغير‬
‫خالف(‪ ،)١‬ومن حقوقه المالية‪ :‬أن تقبل الوصية له‪ ،‬فتحفظ حتى يخرح‪.‬‬

‫حقوق الطفل بعدالوالدة‬

‫كفلت الشريعة للطفل في المرحلة من الوالدة إلى سن البلوغ جملة من الحقوق‪،‬‬

‫ومنها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬حق الرعاية النفسية والصحية ‪:‬‬
‫ويتجلى صون هذا الحق من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫‪-١‬حقهفي الرضاعة‪ :‬فيلزم األم الخالية من العذر الشرعي إرضاع مولودها؛‬

‫لقول الله تعالى ‪ < :‬وآلؤ‪ 1‬لد‪,‬ت يرنتن اولدذهن خولي ‪.‬اامش لمن اراد ان ييم ًالرناعه يح‬
‫(البقرة‪ ،)٢٣٣ :‬وعلى وليه نفقة هذا اإلرضاع‪ ،‬ولو طتق أمه؛لقول الله تعالى‪ < :‬فزن‬

‫رنتن لال قائيؤهن اجؤزهن ه (الطالق ‪.)٦ :‬‬

‫وقد اعتنت الشريعة بالطفل في مرحلة الرضاعة؛ لكونها األساس في ترسيخ طباع‬
‫الطفل الني سوف تتجلى في سلوكياته الحقا‪ ،‬وتكون مؤشرا على صحته النفسية‪.‬‬

‫وأكدت الدراسات الطبية الحديثة ما ذهبت إلببه الشريعة من أهمية الرضاعة الطبيعية‬
‫لصحة الطفل‪ ،‬فغي تقدر منظمة األمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف)) «إن تشجيع‬
‫الرضاعة الطبيعية في العاثم الثالث من شأنه أن ينقذ حبباة ما يقارب من ‪ ١,٥‬ملببون‬

‫اظر‪ :‬املغين‪ ،‬البنسة(‪.)٣٨٢/٦‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬املغين‪ ،‬البنسة(‪.)١٨,/٦‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪.٩..‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫رضيع سنويا‪ ،‬فالرضع الذين يتغذون بزجاجة اإلرضاع غيرالمعقمة الي تحتوي عادة‬
‫على مسحوق الحليب ابغف والمخفف بالماء غيرالنقي هم األكثر عرضة للوفاة في‬
‫مغزلة الطفولة))(‪.)١‬‬
‫‪ — ٢‬الحضانة ‪ :‬ويقصد بها حفظ المولود بقيام األم بالعناية بئظافته‪ ،‬وطعامه‪،‬‬
‫ومداواته‪ ،‬ومالعبته‪ ،‬وغيرها من األمور الني ال يستطيع أن يستقل بها بنغه‪ ،‬وقرر‬
‫اإلسالم في سبيل الصحة النفسية للطفل‪ ،‬أن تكون حضانته من حق األم في حالة‬
‫الذالق؛ لحاجة الطفولة المبكرة للحنان والرعاية‪.‬‬
‫‪-٣‬العدل بين األوالد‪ :‬ولما كان التمييز بين األبناء‪ ،‬وتغضيل بعضهم على‬
‫بعض في المعاملة عامال مهتا في التأثيرالسلبي على الناحية الفية سواء له أو إلخوته‪،‬‬
‫دعا اإلسالم للعدل مع األبناء‪ ،‬فعن النعمان بن بثير ف‪ ٠‬قال‪ :‬تصدق على أبي‬
‫ببعض ماله‪ ،‬فقالت أمي عمرة بنت رواحة ‪ :‬ال أرضى حتى ئشبد رسول الله اه‪،‬‬

‫فانطلق أبي إلى الذي ا ليثبده على صدقني‪ ،‬فقال له رسول الله ا (أفعلت‬
‫هذا بولدك كلهم؟) قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪( :‬اتقوا الله واعدلوا في أوالدكم) ‪ ،‬فرجع أبي‪ ،‬فرد‬
‫تلك الصدقة(‪.)٢‬‬
‫‪-٤‬حق اللعب‪ :‬فالطفل يحتاج إلى ممارسة اللعب‪ ،‬وحرمانه منه حرمان من حق‬
‫فطري يميل إليه األطفال عادة‪ ،‬وفي مراعاة الني ا لهذه الحاجة الفية تحكي‬

‫عائشة ‪( ٠‬لقد رأيت رسول الله ا يوما على باب حجرتي‪ ،‬والحبشة يلعبون‬

‫انظر‪ :‬حقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل‪ ،‬لعبد العزيز عبد ايادي ص (‪.)١٢٣— ١٢٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كائب اهلبة ‪ ،‬باب ‪ :‬اإلشهاد يف اهلبة‪ ،‬رقم (‪ ، ) ٢٥٨٧‬ومسلم‪ ،‬كائب‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ايبات‪ ،‬باب‪ :‬كراهة تفضيل بعض األوالد يف ايبة‪ ،‬رقم(‪.)١٦٢٣‬‬

‫‪-٩١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫في المسجد‪ ،‬ورسول الله ‪ ٠‬يسترني بردائه‪ ،‬أذظرإلىلعبهم)(‪.)١‬‬

‫‪-٥‬حسن المعاملة‪ :‬فالطفل بحاجة إلى معاملة حسنة تحفظ له كرامته‪ ،‬ورزمن‬
‫شخصيته‪ ،‬فسوء التعامل معه وتحقيره له أثر سلبي عليه؛ ولبذا غت الشريعة على‬

‫التعامل الرحيم مع الصغار‪ ،‬كما الل الرسول ‪( : ٠‬من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعرف‬
‫حق كبيرنا فليس منا)^‪ ،‬وكان النبي ‪ ٠‬ه الصبيان‪ ،‬ويرحمهم‪ ،‬ويقول‪( :‬مبن‬
‫اليرحماليرحم)(‪ ،)٣‬بل إنه كان يصغي‪ ،‬رهو حامل امامة بئت الربيع‪ ،‬ابنة بئته‬

‫رينت اقة ؤإذا سجد وضعها‪ ،‬وإذا قام حملها ‪.‬‬

‫‪-٦‬حقالتربية والتعليم‪ :‬لعل أبرز ما يبين رسالة األسرة في تربية األطفال فول‬
‫التبي‪( : ٠‬مامنمولودإاليولدءلىالغطرة‪ ،‬فأبواءيهودانه‪ ،‬أوينصرانه‪ ،‬أو‬
‫؛ ؤإن في هذا إشارة لما يمكن ذألبوين القيام به في مجال تربية الطفل‪ ،‬فإن‬ ‫يمجانه)‬
‫كانا يؤثران في تغييرفطرة التوحيد في نفسه‪ ،‬وتكوين عقيدة بديلة لديه يؤمن بها‪،‬‬
‫ريحاح عنها؛ فإنهما حتما أكثر قدرة في مواضيع التردية األخرى الني يتعرض لبا‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب ‪ :‬أصحاب احلراب يف السجل‪ ،‬رقم (‪ ،)٤٥٤‬ومسلم‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫كتاب صالة العيدبن‪ ،‬باب ‪ :‬الرخصة يف اللعب الذي ال معصية فيه يف أيام العيد‪ ،‬رقم ( ‪.)٨٩٢‬‬

‫أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬يف النصيحة‪ ،‬رقم (‪ )٤٩٤٣‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬ردة الولد وتقبيله‪ ،‬رقم (‪ ،)٥٩٩٧‬ومسلم‪ ،‬كنثاب‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫الصبيان والعيال‪ ،‬رقم (‪.)٢٣١٧‬‬ ‫الفضائل‪ ،‬باب ‪ :‬رنته‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب‪ :‬إذا نل جاردة صغرية‪ ،‬رقم(‪١٦‬ه)‪ ،‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫(‪)٤‬‬

‫املساجد‪ ،‬باب‪ :‬جو‪ ١‬زذاللصبيانفيالصالة‪ ،‬رقم(‪٤٣‬ه)‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب‪ :‬إذاأسلم الصيب قمات‪ ،‬رقم(‪٨‬ه‪ ،)١٣‬ومسلم‪،‬‬ ‫(ه)‬

‫كتاب القدر‪ ،‬باب‪ :‬معىن كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬رقم(‪٨‬ه‪.)٢٦‬‬

‫‪-٩٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫الطفل على أيدي أبويه مما هو أقل ضرورة من الفطرة‪.‬‬


‫والتربية والتعليم حقان لألبناء على أوليائهم؛ ولذا جام أمر اإلسالم بالتعليم‬
‫عموائ‪ ،‬وهو يشمل األبناء‪ ،‬فعنابنءباس{‪ ،‬قال‪ -.‬قالرسواللله‪٠ ٠‬‬
‫(علموا‪ ،‬ويروا‪ ،‬رالتعسررا)(‪.)١‬أي‪ :‬علموا الناس ما يلزمهم من أمر دينهم‪،‬‬
‫واتبعوا في تعليمهم اليسر ال النسر؛ بأن تسلكوا بهم سبيل الرفق في التعليم (وال‬
‫سددوا عليهم‪ ،‬وال كلقوهم بما يكرهون؛ لئال يتغروا من قبول الدين واتباع‬
‫ابلى>(‪.>٢‬‬
‫كما جاء األمر لألباء بتعليم أبنائهم بعض األمور ومنها ما ورد في قوله ا‪:‬‬
‫(علموا الصبي الصالة ابن سبع سذين)(‪ ،>٣‬ففيه وجوب تعليم اآلباء ذألبناء أمور‬
‫الصالة في صغرهم‪ ،‬وكان رسول الله ا يتم األطفال‪ ،‬فعن عبد الله بن عباس‬

‫^{ ‪ :‬أنه ركب خلف رسول الله ‪ ، ^1‬فقال له رسول الله ا؛؛‪( :‬يا غالم‪ ،‬إني‬
‫نتمك كلمات‪ :‬أحفظ الله يحفظك‪ ،‬أحفظ الله تجده تجاهك‪ ،‬وإذا سألت فاسأل الله‪،‬‬

‫وإذا استعنت فاستعن بالله‪ ،‬واعلم أن األثة لو اجتمعت على أن ينفعوك‪ ،‬ثم ينفعوك‬

‫إال بشيء قد كتبها لله لك‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك‪ ،‬ثم يضروك إال بشيء قد‬
‫كتبها لله عليك‪ ،‬رفعت األؤآلم‪ ،‬وجئتًا الصحف)(‪ ،>٤‬ومما يدل لكون التردية حقا‬

‫لألبناء قول الله تعالى ‪ < :‬يتاربا ألنيئ ة‪ 1‬مدوًا وؤًا انئنال ويال كارا يح (التحريم‪ ،>٦ :‬يقول‬

‫أخرجه أصد‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٥٥٦‬وصححه األلباني‪ .‬اظر‪ :‬صحيح اجلامع العخريورياداته (‪.>٧٤٤/٢‬‬ ‫(‪>١‬‬

‫انظر‪ :‬فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬للمناوي(؛ ‪٠)٣٢٨/‬‬ ‫(‪>٢‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب ‪ :‬ما جاء مىت يؤمر الصيب بالصالة‪ ،‬رقم (‪ ،>٤٠٧‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫(‪>٣‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتاب صفة القيامة‪ ،‬باب‪ ،‬رقم(‪١٦‬ه>‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫(‪>٤‬‬

‫‪-٩٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫علي > ‪ :‬أي ‪ :‬علموهم وأدبوهم(‪.)١‬‬

‫ومن أعظم واجبات التردية وأكثرها ضرورة‪ :‬توجيه األطفال‪ ،‬وتربيتهم على‬
‫االيمان بالله‪ ،‬وتعرر مراقبته في السر والعلن؛ يقول تعالى‪ < :‬ؤوئ تغزق نا ئ‪١‬‬

‫ؤًا! يتا وئذ صؤه (الحديد‪ ،)٤ :‬وكذا تتشئتهم على تأدية العبادات لتحقيق الصلة‬

‫بينهم وبين خالقهم‪ ،‬سبحانه‪ ،‬وليتعودوا عليها‪ ،‬وتجذا يقول النبي ا‪( :‬نروا‬
‫أوالدكم بالدألة‪ ،‬وهم أبناء سبع)(‪ )٢‬فيؤمر الصبيان بالصالة‪ ،‬وإن كانت غيرواجبة‬

‫عليهم حتى يتعودوا عليها‪ ،‬ومن أصول تربيتهم‪ :‬تعريفهم بالثوابت من أحكام‬
‫االسالم الني ال تقبل التنازل كالعقائد األساسية‪ ،‬واألركان العملية‪ ،‬والحرمات‬
‫اليقينية‪ ،‬وتنثثهم على فعل مكارم األخالق وترك ماوئها‪.‬‬
‫‪-٧‬الحقوقالمالية للطفل‪:‬‬
‫للطغل‪٠‬حقوقماتجة تضمن تمتعه بحياة طبيعية‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬النفقة والكن‪،‬‬
‫فأوجبت الشريعة على ولي الطفل أن ينفق ءلي‪-‬ه‪ ،‬ويكنه‪ ،‬ويقوم بكافة حاجاته‬
‫المادية‪ ،‬وحرمت الشريعة التفرط في شيء من ذلك‪ ،‬كما في قول النبي ‪( ٠‬كفى‬
‫بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته)(‪ ،)٣‬كما أمرت الشريعة األم بحضانة األطفال‬
‫ررضاعتهم؛ ليتكامل العمالن في تربية معتدلة متوازنة ينشأ فيها الطفل في جو أسري‬
‫صحي تربوي‪ .‬ومن حقوق الطفل المالية‪ :‬حقه في الميراث‪ ،‬فالطفل له ذمة ماتجة‪ ،‬ولو‬
‫كان غيرمميز‪ ،‬فلومات أحد مورثيه‪ ،‬فإنه يرث‪ ،‬ويقوم أحد أوليائه بالوالية على ماله‬

‫أخرجه البيهقي يف شعب اإلميان‪ ،‬رقم(‪٠)٨٦٤٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب ‪ :‬مىت يؤمر الغالم بالصالة‪ ،‬رقم(ه‪.)٤٩‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجهمسلم‪،‬كتابالزكاة‪،‬باب‪:‬فضاللغقةءىلالعيالواململوك‪،‬رقم(‪٠)٩٩٦‬‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫‪-٩٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫حتى يبلغ ويرشد‪ ،‬فيسلم له ماله‪.‬‬


‫هذه بعض حقوق الطفل‪ ،‬وثم حقوق أخرى‪ ،‬كالعقيقة‪ ،‬والختان‪ ،‬والتمية‪،‬‬
‫والنسب‪ ،‬وكلها مكفولة له بحكم الشارع ال يستطيع أحد أن يتتهكها إال بعدوان يتفق‬
‫الجميع على مخالفته للشرع‪.‬‬
‫***‬

‫بيان ئ بيزحقوقاألطفلفىاإلسالم‬
‫دميز الشريعة اإلسالمية في حفظ حقوق الطفل‪ ،‬له مظاهر متعددة‪ ،‬منها ‪ :‬كفالة‬
‫الشرعة لخقوق أغفلتها القواعد الدولية‪ ،‬كحق الطفل في حسن اختيار كل من األبوين‬
‫لآلخر‪ ،‬رالنهي عن اإلنجاب خارج مؤسسة الزواج‪ ،‬وحق الطفل اليتيم‪ ،‬وحق‬
‫الجنين‪ ،‬وحق الرضاعة‪ ،‬والحق في التنشئة اإليمانية‪ ،‬وصاية عقيدته‪ ،‬وحقه في التمتع‬
‫بنسب صحيح معروف‪.‬‬
‫كذلك من تمبز الشريعة رفضها حقوقا أقرتها القواعد الدولية‪ ،‬كحق الترض لما فيه‬

‫من المئة وضياع النسب‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬كفالة تلك القواعد للطفل حق تغييرعقيدته‪،‬‬
‫والتمرد على والديه‪ ،‬وماواة الطفل غيرالشرعي بالطفل الشرعي‪ ،‬فهذه جملة من‬
‫الحقوق تهدم وال تبي‪ ،‬وتقود للتشرد والشقاء‪ ،‬وليس للكن والعادة والهناء‪.‬‬
‫وهناك حقوق وافقت القوانين الدولية فيها الشرعة اإلسالمية‪ ،‬كحق الحياة‪،‬‬
‫واإلنفاق‪ ،‬والماواة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وحن المعاملة‪ ،‬رمراعاة الظروف الخاصة رغيرهام‬
‫إن الغمير في النظام اإلسالمي ال ينفي أن القوانين الدولية قد نصت على حقوق‬

‫انظر‪ :‬حقوق الطفل يف اإلسالم دن املئظور الغشي االجتماعي‪ ،‬لائهد عبد الوهاب ص (‪،)١٢٢ — ١٢٠‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫وحقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل (‪.)١٧٩ - ١٧٨‬‬

‫‪-٩٥٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫لم"دكن في الشريعة نصوهرتقرها أوترفضها‪ ،‬وهي متعلقة بالمصالح المرسلة الني إن‬
‫لم تخالف الشريعة كاذت معتبرة‪ ،‬ومن تللك الحقوق منع عمل األطفال في القطاع‬
‫العكري‪ ،‬وتحديد سن معينة لمشاركتهم في المهن‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطالب ا أخني الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪- ١‬حقوق الطفل بين الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي‪ ،‬عبد العزيز‬
‫عبداتجادي‪ ،‬جامعة الكويت‪١٩٩٧ ،‬م‪.‬‬
‫‪ — ٢‬صايبة حقوق األطفال في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬وسيم حام الدين األصد‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط ‪٢٠٠٩ ،١‬م‪.‬‬
‫***‬

‫‪-٩٦٠‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدة التاسعة‬
‫حقوى المرأة‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخض الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪- ١‬إدراك سبب االهتمام بحقوق المرأة في الواقع المعاصر‪.‬‬


‫‪ - ٢‬معرفة حقوق المرأة في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ - ٣‬مناقشة الشبهات المثارة ضد حقوق المرأة في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ — ٤‬فهم سبب اإلشكال في القضايا المثارة ضد حقوق المرأة في اإلسالم‪.‬‬

‫آل‬ ‫ر‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫مهيد‬

‫سبب الصص حقوق اعرأددانخديث‬

‫حقوق اإلنسان في المنظور الشرعي ال تختلف باختالف النوع‪ ،‬فمن غير المعهود في‬
‫اإلسالم تخصيص «حقوق المرأة» كما ال يوجد تخصيص ((حقوق الرجل» ‪ ،‬لكن قد‬
‫تتحدث الشريعة عن حقوق الزوجات‪ ،‬وحقوق البنات‪ ،‬وحقوق األمهات‪ ،‬فالحق‬
‫مرتبط بكونها زوجة أو أمًا أو بتتًا ‪ ،‬أما كونها أنثى‪ ،‬أو كونه ذكرا فلرس ثم حاجة لمثل‬

‫هذا التخصيص‪ ،‬فالحقوق في اإلسالم تكون للذكر واألنثى‪ ،‬إال ما اسشي من‬
‫الحقوق‪ ،‬فصار خاصًا بالرجل‪ ،‬أوخاصًا بالمرأة؛ ذظرًالطبيعةالحق ادي قد تقتضي‬

‫تخصيص أحدهما به باعتبار الوظرفة ال باعتبار النوع‪ ،‬ولرس في الجتمع المسلم صراع‬
‫يقتضي إبراز حق للمرأة؛ ألنها امرأة‪ ،‬أوحقللرجل؛ألذهرجل‪.‬‬
‫والدافع لتخصيص حق المرأة بالحديث في العصور المتأخرة أحد أمرين‪:‬‬
‫األمر األول‪ ٠٠‬أن الثقافة الغربية والمتأثدين بها يتهمون الشريعة بأن فيها انتهاكًا‬
‫لحقوق المرأة‪ ،‬فكان لزامًا على المسلمين أن يوضحوا الحكم ؛ ليزيلوا الغشاوة عمن‬
‫كان صادقًا في النقد باحثًا عن الحق‪ ،‬ويقيموا الحجة على المعاند المترصد‪.‬‬

‫األمر الثاني ‪ :‬أن بعض المسلمين قد وقعوا في تقصيررتضيع لبعض حقوق المرأة‬
‫إما بسبب الجهل أو الهوى أو الشهوة‪ ،‬أر لعادات مخالفة للشريعة‪ ،‬فكان لزامًا أن يبين‬

‫لجم المتهج الشرعي‪ ،‬ويشاع العلم‪ ،‬رتظهر لهم السنة حتى يهتدرابها‪ ،‬ويلتزموابها‪،‬‬
‫ولتوضيح ما يخالف الشريعة من العادات ذات العالقة بمعاملة المرأة‪.‬‬
‫***‬

‫‪-٩٨٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أهمحقوقالمرأهفىاإلسالم‬

‫تقدمت اإلشارة إلى ما عانته المرأة من انتهاكات رمظالى في فترات تارمخية مختلفة‪،‬‬
‫وفي حضارات متعددة قبل اإلسالم‪ ،‬وأن اإلسالم أبطل كل تلك المظالى‪.‬‬
‫كما تقدمت اإلشارة إلى أن الحقوق في اإلسالم الس الذكر واألنثى إال فيما‬
‫اقتضته طبيعة كل منهما‪ ،‬وسيكون الحديث هنا خاصا بحق المرأة من جهة كونها‬
‫زوجة‪ ،‬ومن جهة كونها أمًا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق المرأة زوجه‪:‬‬


‫تتنوع حقوق الزوجة في اإلسالم ما بين حقوق مالية‪ ،‬ومعنوية‪ ،‬وأدبية‪:‬‬

‫‪- ١‬حق اختيار الزوج‪:‬‬


‫لقد كفل اإلسالم للمرأة حقها في اختيار الزوج‪ ،‬واحترم إرادتها في ذلك‪ ،‬وذلك‬
‫لكون هذا الموقف من المواقف المهمة في حياتها‪ ،‬واللصيقة بمعيشتها المستقبلية‪ .‬ومما يدل‬
‫على احترام اإلسالم رأي المرأة في هذا الموطن‪ :‬قول الذي ا‪( :‬الثيب أحق بنفسها‬
‫منوليها‪ ،‬رالبكرتستأمر‪ ،‬وذنها سكوتها)‪^.‬‬
‫‪-٢‬حق العشرة بالمعروف‪:‬‬
‫أمر الله تعالى‪ ،‬الرجل بإحان معاشرة زوجته‪ ،‬فقال‪ < :‬ؤعاشروهن ‪$‬لمعوئف‪٦‬‬

‫داون مرهدوئهن وعئئ ًان وكرهو) سكا ؤبحعك ًا! بيه حيرا ‪٦‬ث ريزا يح (الناء ‪)١٩:‬؛ أي‪:‬‬

‫عليكم أن تحنوا معاشرة نائكم‪ ،‬فتخالطوهن بما تألغه طباعهن‪ ،‬وال يستنكره الشرع‬
‫وال العرف‪ ،‬وال تضيقوا عليهن في النفقة‪ ،‬وال تؤذوهن بقول وال فعل‪« ،‬وال‬

‫أخرجه ملم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب‪ :‬استئذان الثيب يف النكاح بالنطق‪ ،‬والبكر بالسكوت‪،‬رقم(‪.)١٤٢١‬‬ ‫( ‪)١‬‬

‫‪-٩٩٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫تقابلوهن بعبوس الوجه وال تقطيب الجبين»^‪ ،‬يقول الشيخ العدي ‪ ٠‬في معنى‬
‫اآلية‪« :‬فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان‪،‬‬
‫‪ ،‬وجعلت الشريعة تعامل الرجل مع زوجته مناهذ‬ ‫وهذا يتفاوت بتغاوت األحوال))‬

‫خيريته‪ ،‬لقول التبي ا‪( :‬خيركم خيركم ألهله)(‪ ،)٣‬ومن حسن المعاشرة‪ :‬تزئن‬

‫الرجل لزوجذه‪ ،‬كما جاء عن ابن عباس { ‪ ،‬في قول الله تعالى ‪ < :‬ؤكئ مثفي آلذى‬

‫‪ ،)٤١٢٢٨‬ومما يدخل في باب حسن العشرة أن يأذن الرجل‬ ‫غلهئ هخؤف ‪( ٠‬البقرة‪:‬‬

‫لزوجته بزيارة والديها‪ ،‬وأثا يمنعهما من الدخول عليها‪ ،‬وكذلك أال يمتع أبناءها من‬

‫غيره من الدخول عليها‪.‬‬


‫ومن المعاشرة بالمعروف أن يفي الرجل بالشروط الني اشترطتها الزوجة عليه في‬
‫العقد مما ال يناقض مقتضى العقد‪ ،‬وال نهى عنه الشايع ‪.‬‬
‫‪-٣‬الحق في إنجاب الولد‪:‬‬
‫إن تحصيل الولد مقصد مشروع من مقاصد الزواج‪ ،‬تتوق إليه نفس المرأة كما‬
‫تتطلع إليه نفس الرجل؛ لما في األبناء من الزينة‪ ،‬وامتداد الدكر‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬النالح‬

‫ؤًاتدون —رتة ًالحتؤه ‪9‬لدرتا ‪( ٠‬الكهف ‪ ،)٤٦ :‬ومن ثم فال يجوز للرجل أو غيره أن يمنع‬

‫المرأة من اإلنجاب ما دامت صالحة له‪.‬‬

‫اذظر‪:‬تغسرياملراغي‪:‬حممدمصظغياملراغي(‪/٤‬ه‪.)٢١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫تيسري الكرميالرحم‪.‬نفيتغسريكآلماملذان‪،‬للسعديص(‪.)١٧٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ :‬كتاب املناقب‪ ،‬باب‪ :‬فضل أزواج النيب ‪ ،٠‬رقم (ه‪.)٣٨٩‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬جامع البيان يف تأويل القران‪ ،‬الس جرير الطربي (‪,)٥٣٢/٤‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫اذظر‪:‬فقهاألسرة‪،‬د‪.‬أمحدءايطهريان(‪.)١٨٦/١‬‬ ‫(‪)٥‬‬

‫‪٠١.٠٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪-٤‬الحقفيالكن المناسب‪:‬‬
‫من حق الزوجة على زوجها أن يجئز لما سكتا يناسب حالها؛لقوله تعالى‪:‬‬

‫< اتكدؤص ض حية تكئر من وجدكم يح (الطالق‪ ،)٦ :‬فهذا بيان ما يجب للمطلقات من‬

‫الكنى في المستوى المالئم لحال الرجل؛ ألن السكنى نوع من النفقة الواجبة على الزوج‪،‬‬
‫فإذا طئق الرجل زوجته‪ ،‬وجب عليه أن يكنها في مغزل حتى تنقضي عدتها‪ ،‬دون‬

‫مضارة في الكنى أو النفقة‪ ،‬وإذا كان هذا واجبا للمطلقة فهوفيحقالتيفيذمته أولى(‪.)١‬‬

‫‪ — ٥‬الحق في البيتوتة‪:‬‬
‫أذن الله تعالى‪ ،‬للمسلم أن يتزوج أكثر من واحدة‪ ،‬إن شاء اثنتين‪ ،‬وإن شاء‬
‫ثالؤا‪ ،‬وإن شاء أربائ؛إن م يخف على نفه الجور‪ ،‬وعدم العدل بينهن‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫< ‪ ٥٥‬خفتم أال دعسطوًا ئ ًالئغذى دًاكحوًا تا حتاب لكم من ًالقكآء مثى وتدة ورغ داءن‬

‫خئئزأال يدلوًا فؤاحذة يح (الناء‪ ،)٣ :‬فإذا تزوج الرجل بأكثر من امرأة وجب عليه‬

‫القسم بينهن في المبيت هاع العلماء‪ ،‬فعن أبي هررة {‪ ،‬عن الذي ا‬

‫قال‪( :‬من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما‪ ،‬جاء يوم القيامة وشقه مائل) ‪.‬‬
‫‪-٦‬الحق في النفقة الي تكفيها وولدها بالمعروف‪:‬‬
‫منآكد الحقوق الي أوجبها اإلسالم للمرأة ((حق النفقة» ؛ فيلزم الزوج نفقة‬
‫زوجته قوائ‪ ،‬وكسوًا ‪ ،‬وسكائ‪ ،‬والمعيار الواجب فيها هو الكفاية بحسب ما يصلح لمثلها‬

‫انظر‪ :‬التغرياملنري‪ ،‬د وهبه الزحياي (‪,)٢٣٥/٢٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫قال ابن قدامة ‪« :‬ال حنمل بني أهل احلمل يف وجوب التسوية بني الزوجات يف القسم خالفا))‪ .‬املغين (‪.)٣٠١/٧‬‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫أخرجه أبو داود‪ ،‬كنثاب النكاح‪ ،‬باب ‪ :‬يف القسم بني النساء‪ ،‬رقم (‪ ،)٢١٣٣‬وصححه األلباني‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫إرواء الغليل (‪.)٨٠/٧‬‬


‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫مع مثله‪ ،‬فعن عائشة <‪ 1‬أن هند بتت عتبة <^^ ‪ ،‬قالتة‪ :‬يبا رسول الله ؛ إن أبا‬

‫سفيان رجل شحيح‪ ،‬وليس يعطيني ما يكفيني وولدي‪ ،‬إال ما أخذت منه‪ ،‬وهوال‬
‫يعلم‪ ،‬فقال‪( :‬خذي ما يكفيك وولدك‪ ،‬بالمعروف)^‪.‬‬

‫والمعتبر في النفقة ‪-‬عند النزاع حال الزوج‪ ،‬فإن كان الزوج غسا الرم بنفقة عي‪،‬‬
‫وإن كان فقيرا ألزم بنفقة فقير‪ ،‬وثم يلزم بتغقة غني وال متوسط‪ ،‬ولو كانت الزوجة‬
‫غنية( )‪ ،‬لقوله تعالى‪ < :‬ؤعلى ًالمولود ل‪٠‬و رروهن ؤكشؤض بالمبرؤف‪ ٦‬آل ككإلعث نعش (ه‬

‫ومن واث ز عليه رزودد‬ ‫وسعها‪ ٤‬ه (البقرة ‪ ،)٢٣٣:‬وقوله تعالى ‪ < :‬يئسن دؤ سقؤ من سقته‬

‫قثغق مئآ ء‪ 1‬قثه تيلآل ال ئكإثالً! ئتشا اال مآ ء‪ 1‬قثهاج ه (الطالق ‪.)٧ :‬‬

‫‪-٧‬حقش‪:‬‬

‫اير أو اذصداق من حقوق المرأة عند عقد الزواج‪ ،‬ويعرف بأنه ‪ :‬العوض‬
‫الواجب بعقد نكاح أرما ألحق به‪(( ،‬سئي صدانا؛ ألن بذله يدل على صدق طلب‬

‫الزوج لبذه المرأة؛ إذ إن اإلنسان ال يمكن أن يبذل الحبوب إال لما هو مثله أو أحب»(‪.)٣‬‬
‫وهو واجب للمرأة‪ ،‬لقوله تعالى ‪ < :‬ؤة‪ 1‬توا ًالتلشا صث دبن مخلهج ه (الناء‪)٤ :‬؛‬

‫أي‪ :‬عن طيب نفس بالغريضة الني فرض الله تعالى‪ ،‬وتى تمية الصداق في‬

‫العقد فطتا للنزاع‪ ،‬وحائ ألي خالف يحصل في المستقبل ‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب النغفات‪ ،‬باب‪ :‬اذا مث ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغريعلمه ما‬ ‫(‪)١‬‬

‫يكفيها وولدها باملعروف‪ ،‬رقم(‪ ،)٠٣٦٤‬وملم‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب‪ :‬قنية هند‪ ،‬رفم(‪.)١٧١٤‬‬

‫انظر‪ :‬الشرح املمتع على زاد سع‪ ،‬البن عثيمني (‪,)٤٥٨/١٣‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫الشرح^ملمتعءىلزاداشتغئع‪ ،‬البنءثيمني(‪١/١٢‬ه‪.)٢‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬فقه األسرة‪ ،‬د‪.‬أمحدءليطهريان(‪.)١٤٢/١‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪٠١.٢٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪ — ٨‬حق الميراث عند موت الزوج ‪:‬‬


‫فرضت الشريعة اإلسالمية للزوجة إن مات عنها زوجها نصيبا نا ترك‪ ،‬وحالها‬

‫ال يخلو من أمرين‪ :‬إما أن يوفى عنها‪ ،‬وليس له فرع وارث‪ ،‬فيكون لها الرح مما‬
‫ترك‪ ،‬وإما أن يترك زوجها فرعا وارائ‪ ،‬فترث منه الثمن‪ ،‬فإن كان للميوفى أكثر من‬

‫زوجة‪ ،‬فحينئذ يشتركن في الرع أو الثمن‪ ،‬كما ورد في قوله تعالى‪ < :‬ولهرلي ألرع‬

‫يتًا دردهم‪( .‬ن لم نظن لكم ؤؤدج نزن هكا ن ‪9‬ظ م ؤنت ئهن أطثن ممط درهكمج من بعد‬

‫ؤمئة دوهوئدئ يهآأؤ كس ه (النا‪.)١٢ :،‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حقوق المرأة أائ‪:‬‬

‫حظيت األم في الشريعة اإلسالمية بعناية فائقة‪ ،‬حيث رئبت لها حقوا باعتبارها‬

‫مربية األجيال‪ ،‬وصانعة الرجال‪ ،‬ومن أهم الحقوق الني أوجبتها الشريعة اإلسالمية‬
‫لألم ما يأتي‪:‬‬

‫‪- ١‬البر‪ ،‬وحسن الصحبة‪:‬‬


‫جاءت النصوص الصريحة في الحث على البربالوالدين‪ ،‬واإلحان إليهما‪ ،‬وبيان‬
‫ما لألم من مكانة عالية ومئزلة رفيعة‪ ،‬قال تعالى‪ < :‬ؤؤهئنائ أإلنتدن بو‪ ,‬لذنه احتدائ‬
‫خملته الماد نمدنهـا ؤؤصعته نمدرهـآ ذحمله; ذفصدئه; دلدتون —أراج ه (‪,‬ألحقافى ‪ ،)١٥:‬وقال تعالى ‪:‬‬

‫< ؤؤهئنتا أالنتدن بو‪ ,‬لذنه خلها الماد ؤنائ على ؤهـنو ؤفض‪.‬حخهو ئ عامهن ان أفطن إى‬

‫ؤآللذ‪(7٠‬ق ألمجهر ه (لقمان‪ ،)١٤ :‬وعن أبي هريرة > قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول‬

‫الله ا فقال‪( :‬يا رسول الله‪ ،‬من أحق الناس بحسن صحابني؟ قال‪ :‬أيك‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ثم من؟ قال‪ :‬ثم أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬ثم أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬ثم‬

‫‪٠١.٣٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫أبوك)(‪ ،)١‬فغي هذا تأكيد للتوصية بالوالدة خصوصا‪ ،‬وتذكيربحقها العظيم؛ إذ با‬
‫من الحقوق ما ال يقام به؛ كيف وبطنها كان له رعاء‪ ،‬وحجرها له حواء‪ ،‬وثديها له‬
‫سغا‪.)”٠‬‬

‫‪-٢‬اشاتممن‪.‬ضفىمنأبص|‪:‬‬
‫فرضت الشريعة اإلسالمية لألم نصيبا مما يترك ولدها من المال بعد وفاته‪ ،‬وهو‬
‫دائر بين الثلث‪ ،‬وثلث الباقي‪ ،‬والمدس‪ ،‬بحسب وجود الفرع الوارث‪ ،‬والجمع من‬
‫اإلخوة(‪ ..‬يقول تعالى‪ < :‬ؤأليؤيه لخل حد لجنا سس لجا ترك ان كان لدو ؤلدج قان‬

‫‪ 0‬يخن ‪٠‬لهو ؤند ؤقراو أبواة كأليمه ‪$‬لثلشع قان‪.‬ان نه و إحوهد قأليمه ألشذبس ئ يعد ؤصئه‬

‫يوهيى لجآ اؤ كم يح (التاء ‪. ١١:‬‬

‫‪ —٣‬الطاخة‪:‬‬
‫من حق األم على أبنائها أن يطيعوها فيما تأمر به‪ ،‬وال يعصوها فيما تراه‪ ،‬حتى‬
‫إنه إن تعارضت طاعة األم مع فعل النغل قدمت طاعتها على فعل النغل؛ ألن طاعتها‬
‫واجبة‪ ،‬فتقدم على التة ‪ ،‬وهذا ما دامت ثم تأمر بمعصية؛ لقول المنبي هه ‪( :‬إنما‬
‫الطاعة في المعروف‪//‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كنثاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬من أحتق الناس حيددن الصحبة‪ ،‬رقم (‪،)٥٩٧١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب الربوالصلة واآلداب‪ ،‬باب‪ :‬برالوالدين‪ ،‬وأهنما أحق به‪ ،‬رقم(‪٤٨‬ه‪.)٢‬‬

‫انظر‪ :‬فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬للمناوي (‪,)١٩٥/٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬تسهيل الفرائض‪ ،‬البن عثيمني ص (‪.)٣٦‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (‪,)٢٤١/٢٥‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كنثاب األحكام‪ ،‬باب ‪ :‬السمع والطاعة لإلمام ما مث تكن معصية‪ ،‬رقم‬ ‫(‪)٥‬‬

‫(‪ ،)٧١٤٥‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب‪ :‬وجوب طاعة األمراء‪ ،‬رقم(‪,)١٨٣٩‬‬

‫‪1‬‬ ‫ا‪٤‬ا‪١‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫اساس الغرق بز حقوق الهران‪ ,‬تي االسالم وفي المواثيق الذربية‬

‫تتضمن مسألة حقوق المرأة بعض الفوارق بين ما يقره اإلسالم‪ ،‬وما تقره المواثيق‬
‫الوضعية‪ ،‬وهذه الفوارق ترجع إلى تباين األسس الي يبي عليها كل منهما مواقفه من‬
‫حدية المرأة‪ ،‬فاإلسالم يبي موقفه من هذه القضية على األسس اآلتية‪:‬‬
‫‪- ١‬العالقة بين الرجل والمرأة عالقة تكامل ال تخاصم‪ ،‬وتعاون ال تصادم‪،‬‬
‫فالرجل يكمل رسالة المرأة‪ ،‬والمرأة تكمل رسالة الرجل‪.‬‬
‫‪ - ٢‬حقوق الرجل والمرأة مبنية على الوحي الذي يتوخى تحقق مصلحة الرجل‬
‫والمرأة جميائ‪.‬‬
‫‪-٣‬الحق المخصص للرجل أو للمرأة مرتبط بالوظيفة الي يقوم بها كل منهما‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التكوين الجماني ضما‪ ،‬فللمرأة حقوق تقتضيها وظيفتها‪ ،‬وتتناسب مع‬
‫بئيتها ال يعطاها الرجل‪ ،‬وللرجل حقوقتتطلبهاوظيغته‪ ،‬وتتذاسبهعبئيته ال تمنحها‬
‫المرأة‪ ،‬وبيبما حقوق مشتركة ال ترجع إلى عامل منهماذفهمامتاويان فيها‪.‬‬
‫ولعل غياب هذه األسس عن عقلية المفكرين الغربيين هو الذي أحدث لديهم نفورا‬
‫من موقف الشريعة اإلسالمية عندما أفردت الرجل بحقوق ثم تجعلها للمرأة والعكس‪،‬‬
‫فالثقافة الغربية كانت تتصور وجود صراع عئيف بين الرجل والمرأة حول مجموعة من‬
‫الحقوق انتزعها الرجل من المرأة لنفه مضطهدا بذلك جنسها الضعيف‪ ،‬ومن ثم ال بد‬
‫من نصر المرأة في هذا الصرع من خالل منحها كل الحقوق الي يتمتع بها الرجل‪.‬‬
‫في ظل هذا التصور صار الغربيون ينظرون إلى أن أي حكم يختلف فيه الرجل عن‬
‫المرأة يعد تمييزا وظلتا للمرأة‪ ،‬ومن ثم عذوا االختالف بين المرأة والرجل في اإلرث‬

‫والدية منال ظلما للمرأة‪ ،‬وما ذلك إال لهيمنة الخلغي‪-‬ة الثقافية لديهم‪ ،‬وهي خلفية‬

‫‪-١.٥٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫الصرع‪ ،‬والنزع‪ ،‬وامضمللحقوق‪.‬‬


‫ولوعرف هؤالء طبيعة بناء األحكام في اإلسالم‪ ،‬وأن االختالق في بعض‬
‫الصور ليس من قبيل ظلم المرأة‪ ،‬وال هضم حقوقها‪ ،‬بل هو بي على طبيعة الوظيفة‬
‫والبنية الجدية رالنغسية ثم يعترضوا‪ ،‬فالمرأة كقدم على الرجل في الحضانة مطا؛ ألن‬
‫طبيعتها تقتضي أن كقدم هنا حففنا لحق المولود‪ ،‬والرجل يقدم في تزويج ابئته؛ ألن‬

‫طبيعته تقتضي مخالطة التاس وتغليب العقل على العاطفة‪ ،‬واالختالف في اإلرث‬
‫والدية راجع لالخالف في التكاليف والواجبات‪ ،‬فالرجل يجب عليه من التكاليف‬
‫المالية ما ال يجب على المرأة‪ ،‬كالنفقة‪ ،‬والكن‪ ،‬والمهر‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وأما االختالف في‬
‫الدية فمصدر االعتراض عليه النظرإلى الدية على أنها عوض من المتونى‪ ،‬وليس‬

‫األمركذلك‪ ،‬فاإلنا الوض بثمن‪ ،‬وإنما هو جبرلولي الدم‪ ،‬وعون له في سد ما‬


‫يقوم به المتوفى‪ ،‬وكما تقدم فإن الرجل ياهم في الجوانب المالية بما ال تاهم به المرأة‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪ — ١‬العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية‪ ،‬فؤادآل عبد الكريم‪ ،‬مجلة البببان‪،‬‬
‫ط‪١٤٢٦،١‬ه‪.‬‬
‫‪-٢‬المرأةالعودية‪ ،‬عدد من الغياب‪ ،‬دار الفكر العالمي‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪ — ٣‬المرأة والعنف في المواثيق الدولية‪ ،‬مها المانع‪ ،‬الجمعية العودية للدراسات‬


‫الفكرية‪ ،‬القصيم‪،‬ط‪١٤٣۵،١‬ه‪.‬‬

‫‪-١.٦٠‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدة العافرة‬
‫حقوق غبة اسس داخل المجتمع المسلم‬

‫أخي اسب‪/‬أخئي الطابة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك نجذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ — ١‬معرقة حقوق غير المسلمين في الدولة اإلمادمية‪.‬‬


‫‪- ٢‬إدراك أهمية الحافظة على حقوق غيرالمسلمين امتثاال ألمر الله ورسوله‪.‬‬
‫‪-٣‬تمييزالقضايا الي ال يتاوى فيها المسلم والكافر‪.‬‬

‫آل‬ ‫هم‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫تهيراإلسالمفىمعاماة‪٠‬االلقاياتغبرالمعامغ‪٠‬‬

‫لقد كفل النظام اإلسالمي لغيرالمسلمين حقوقهم منذ عهد رسول الله اه‪،‬‬
‫فمنذ اللحظة األولى لقيام الجتمع المسلم كان ياكنهم في ذات الدار من م يكن‬
‫ملتا‪ ،‬وقد نظمت الشريعة العالقةمعهم‪ ،‬وحفظت حقوقهم‪ ،‬فعاشوا فيكذف‬
‫اإلسالم‪ ،‬ربقيت معابدهم وأديانهم‪ ،‬واستمرتقروذًا طويلة‪ ،‬وال يزال نسلهم باقيًا‬

‫حتى اآلن في بالد المسلمين‪ ،‬كمصر‪ ،‬والعراق‪ ،‬واليمن‪ ،‬والودان‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وهذا‬
‫أمر خاص بالعاثم اإلسالمي‪ ،‬فاألقليات الدينية الني تخالف الدين العام للدولة ثم‬
‫تكن توجد في التاريخ إال في بالد اإلسالم فقط‪ ،‬أما في غيره كالعاثم الغربي‪ ،‬فلم يكن‬
‫مموحًا إطالقًا بتعدد الديانات‪ ،‬بل سدت األقليات الدينية‪ ،‬وأنزلت بها ألوان من‬

‫الظلم والخسف؛ ومن أبشع حركات االضطهاد ما أنزده نيرون الطاغية سنة ‪٦٨‬م‬
‫بالمسيحيين حينألقى بعضهم للوحورالضارية تنهشأجسامهم‪ ،‬رأمربهمفًاشعلت‬

‫أجام بعضهم؛ لتكون مصابيح االحتفاالت التي أقامها في حدائق قصره‪.)١(.١ ١.‬‬
‫ولما صارت للمسيحية القوة والنغوذ أنزل المسيحيون باليهود أشد أنوع الويبل‬
‫والثبور؛ فأمر أحد ملوك المسيحية بقتل كل من ثم يتنصر من اليهود ‪ ،‬وليس‬
‫اضطهاد األسبان للمسلمين المقيمين باألندلس‪ ،‬وترحيلهم منها عائ ببعيد(‪.)٣‬‬
‫***‬

‫انظر‪ :‬مناظرة بني اإلسالم والنصرانية‪ ،‬د‪ .‬حممد مجيل غازي وآخرون (‪/١‬ه‪١)٣٣‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬اجلواب الصحيح ‪,‬لن بدل دن املسيح‪ ،‬البن تيمية (‪١)٢٣٠/٤‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫انظر‪ :‬انبعاث اإلسالم يف األندلس‪ ،‬حليل بنمحمد املنتصر بالله الكتاني ص (‪١)١٧٧‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫‪1‬‬ ‫ا‪٨‬ا‪١‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أنواع غيرالمسلمين فى الدولة اإلسالمية‬

‫يتنوع غيرالمسلمين الذين يقيمون في دولة اإلسالم بحسب مدة إقامتهم إلى نوعين‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬أقلية تتمتع باإلقامة الدائمة في بالد المسلمين‪ ،‬سواء أكانوا من أهل‬
‫هذه البالد الذين ظلوا على أصل عقيدتهم‪ ،‬وثم يدخلوا كغيرهم في اإلسالم‪ ،‬أم‬
‫كاذو‪١‬ممنوفدو‪١‬ءلى‪١‬لجتمع اإلسالمي بإذن من ولي األمر‪ ،‬وهؤالءيعدونجزء‪١‬من‬

‫الجتمع اإلسالمي‪ ،‬ويمنحون جنسية الدولة اإلسالمية الني يعيشون فيها‪.‬‬


‫وهذه األقلية يطلق عليها فقضا أهل الذئة‪ ،‬وبالذئةمنالذلم‪-‬كما يتوهم‬
‫البععس‪-‬وإنما هي بمعنى العهد‪ ،‬يقول ابن منظور‪(( :‬الذئة‪ :‬العهد والكفالة‪ ،‬وجمعها‬
‫دمام‪ ،‬وفالن له ذمة‪ ،‬أي ‪ :‬حق‪ ،‬ومن ذلك يمى أهرت العهد أهرت الذئة‪ ،‬ورجل‬
‫ذمي‪ ،‬معناه‪ :‬رجل له عهد» ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬أقلية تدخل الالد اإلسالمية بإذن من ولي األمر مدة محدودة قابلة‬
‫للتجديد بناء على عقد يمى عقد األمان أر متح اإلقامة‪ ،‬وذلك ألداء مهمة‪ ،‬كطلب‬
‫العلم‪ ،‬أو التجارة‪ ،‬أو السفارة‪ ،‬وهؤالء ال يعدون جزءا من الجتمع اإلسالمي‪ ،‬فهم‬
‫أجانب يمح ضم ^إقامة لمدة محدودة‪ ،‬وهؤالء يطلق عليهم في الفقه اإلسالمي اسم‬
‫المستأمذين(‪.)٢‬‬
‫وثمة فوارق بين عهد األمان‪ ،‬وعهد الدة‪ ،‬أبرزها ما يأتي‪:‬‬
‫‪-١‬عقد الدة عقد دائم يسري على من عقدوه مع المسلمين وعلى ذرياتهم من‬

‫النالعرب‪،‬الدمنذظور(‪.)٢٢١/١٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق وواجبات األقليات يف البالد اإلسالمية من منظور إسالمي ‪ ،‬د‪ .‬حممد الدسوقي ص (‪، )٥‬‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫واحلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬حممد رأفت عثمان ص(‪.)١٠٦‬‬

‫‪٠١.٩٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫بعدهم‪ ،‬بخالق عقد األمان‪ ،‬فإنه عقد مؤقت بمدة محددة‬


‫‪ - ٢‬عقد الدة من مسؤوليات ولي األم‪-‬ر يباشره هوأر من يئيبه‪ ،‬ظرا إلى ما‬
‫يتضمنه هذا العقد من واجبات يتعين على الحاكم تتفيذها‪ ،‬وحقوق يلتزم بضرورة‬
‫مراعاتها‪ ،‬بخالئ عقد األمان الذي يمكن صدوره وإعطاؤه من أي ملم بالغ ؛ لقول‬
‫الله تعالى ‪ < :‬وا ئ ًاحت من ًالثشنكرنج ًاشئجازن قأجرة حى دتثغ كلكم ًاش دئل ًابلغه مانته يح‬

‫‪( :‬المسلمون تتكافأ دماؤهم‪ ،‬يعى بذمتهم أدناهم‪،‬‬ ‫(التوبة ‪ ،)٦ :‬ولقول الذي‬
‫ريجيرءليهمأقصاهم)(‪.)١‬‬
‫‪ - ٣‬األيون جزء من األئة لهم ها للملمين‪ ،‬وعليهم ما على المعلمين‪،‬‬

‫يخالق المستأمنين فإنهم أجانب دخلوا ابدد ألداء غرض ما‪.‬‬


‫***‬

‫سبذ‪٠‬فياإلسالم‬ ‫بيان حقوى‬

‫أوال ‪ :‬حقهم في حرية االعتقاد والتعبد‪:‬‬


‫تلتزم الدولة االسالمية بكفالة حرة االعتقاد لغيرالمسلمين المقيمين بأراضيها‪ ،‬فال‬

‫تجبرهم على الخروج من ديتهم‪ ،‬وال على الدخول في االالم‪ ،‬بل تكتفي بأداء‬
‫واجب الدعوة‪ ،‬وبيان تعاليم االسالم‪ ،‬والنصيحة بالدخول فيه بعبارة سهلة لئتة‪ ،‬فالله‬
‫تعالى‪ ،‬يقول‪ً # :‬اذع إل‪ ،‬سبيني ذ‪ 7‬بدئكمة ؤًالثؤءظة آلئثقؤ ؤجذلهدبعى يى ًاحس يح‬

‫(التحل‪ ،)١٢٥ :‬ويقول‪ ،‬أيهثا؛ <آلإائةبىًالدين ه (البقرة‪٦ :‬ه‪.)٢‬‬

‫كما يلتزم المسلمون في الدولة المسلمة بعدم التعرض لمشاعر غير المسلمين الدينية؛‬

‫أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب اجلهاد‪،‬باب ‪:‬يف السرية تود على أهل السكر‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٧٥٣‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫( ‪)١‬‬

‫‪٠١١٠٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫فال ينال من معتقداتهم‪ ،‬وال من معبوداتهم ال بذول وال يلتز‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬وال‬

‫قكبو) ًالذلر ى يدعون من دون ًادله وككوئا ‪ !$‬عذوا بغني عفر يح (األذعًام‪ ،)١٠٨ :‬قال‬

‫القرطبي ‪« :٠‬ذهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم؛ ألنه علم إذا سبوها نغر‬
‫الكفار‪ ،‬وازدادوا كغرا))(‪.)١‬‬
‫ثانيا‪٠ :‬حقهمفيحغظ المال‪ ،‬والدم‪ ،‬والعرض‪:‬‬
‫غير المسلمين في الدولة اإلسالمية — سواء كانوا دئيين أو مستأمنين — هم في ذمة‬

‫المسلمين وألجم‪ ،‬ودماؤهم بموجب ذلك معصومة‪ ،‬وأعراضهم مصونة‪ ،‬وأموالهم‬


‫محفوظة‪ ،‬فال يجوز االعتداء على شيء من ذلك؛ لقول الله تعالى‪ < :‬وال نئئذو إئ‬

‫ًا! ال يجز) آئئتذئ يح (البقرة ‪ ،)١٩٠:‬فيحرم أن يعتدي على دمائهم؛ لقول رسول‬

‫اد (من أروجال على نفه فقتده‪ ،‬أعطي لواء الغدريوم القيامة)^‪ ،‬وقال‬

‫ا‪( :‬من قتل معاهدا ثم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين‬
‫عاما) ‪ .‬وحرمة دمائهم ال تقف عند حد حرمة الماس بها‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى‬
‫وجوب الدفاع عنها‪ ،‬ذإذا وقع عليهم اعتداء من أحد وجب على الدولة المسلمة دفع‬
‫ذلك عنهم؛ سواء كان المعتدي سلتا أوغيرسلم‪ ،‬مواطائ أو حربنا‪ ،‬وإن اسر أحد‬
‫منهم وجب على الدولة أن تستنقذه ممن أسروه ‪.‬‬
‫وكمايجرم الماس بذوات غير المطمين ودمائهم‪ ،‬يحرمكذلك الماس‬

‫اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬للفرطي (‪.)٦١/٧‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه أصد‪ ،‬رقم (‪ ،)٢١٩٤٦‬قال حمققو املسند ‪« :‬إسناده صحيح)‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلزية‪ ،‬باب ‪ :‬إمث من قتل معاهدا يغريجرم‪ ،‬رقم (‪.)٣١٦٦‬‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬احلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم‪ ،‬د‪.‬حممدرأفتءمثانص(‪.)١٣٧‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪-١١١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫بأموالهم‪ ،‬ولو كانت غيرمقومة في ‪١‬إلسالم‪ ،‬كالخمر‪ ،‬والخنزير؛ لحرمتهما؛ ما دامت‬


‫في أيدهم‪ ،‬فالمساس بها بغيروجه مثررع حرام(‪.)١‬‬

‫وليت أعراض غير المسلمين بأقل منزلة من دمائهم وأموالهم؛ فال مساس بها‪،‬‬
‫ولوبغيبة‪ ،‬أرستم؛ ألن في ذلك إيد لهم وظلما‪ ،‬والنبي ‪ ٠‬يقول‪( -.‬أال من ظلم‬
‫معاهدا‪ ،‬أو انتقصه‪ ،‬أو كتفه فوق طاقنه‪ ،‬أو أخذ منه شيائ بغيرطيب نفس؛ فأنا‬

‫حجيجه يوم القيامة) ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقهم في التقاضي والعدل‪:‬‬


‫تكفل الشريعة اإلسالمية لغير المسلمين المقيمين في دالد اإلسالم عند حدوث نزاع‬
‫بينهم‪ ،‬أو بينهم وبين المسلمين‪ ،‬حق االحتكام إلى القضاء اإلسالمي؛ ليقيم العدل‬
‫واإلنصاف بهتهم؛ فال يظلمون وال ؛ظلمون‪ ،‬فإن كان الخالف بينهم‪ ،‬وارتضوا‬
‫االحتكام إلى الشريعة اإلسالمية حاكم بينهم بها‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬قان حاولن ناغم‬
‫يأم وبزعهم ولن دعرفز عئهخ شدث‪١‬تولذ شحا وان خكئك‪-$‬غم سيم بالقشطع‬

‫ان ا! لجضًالئغشهيئ ‪( ٠‬المائدة‪ ،)٤٢ :‬فإن ثم يرتضوا االحتكام بينهم إلى الشريعة‬

‫اإلسالمية‪ ،‬وكان النزع بينهم في إطار أحوالهم الشخصية واالجتماعية من نكاح‬


‫وميراث وطالق‪ ،‬كان لهم الحق في االحتكام إلى قواعد شريعتهم‪ ،‬وإن كانت مخالذة‬
‫ألحكام اإلسالم‪.‬‬

‫انظر‪ :‬احلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم‪ ،‬د‪.‬حممدرأفتءئمانص(‪.)١٣٦‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب اخلراج واإلمارة والغيء‪ ،‬باب ‪ :‬يف الذمي يسلم يف بعض السنة‪ ،‬رقم (‪.)٣٠٥٤‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫وصححه األلباني‪.‬‬

‫‪-١١٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫أما إن نشأت الخصومة بين ذمي ومسلم فإن التحاكم حينئذ يكون لنظام‬
‫المسلمين‪ ،‬لكونه النظام العام للدولة الذي تتبعه األكثرية الغالبة فيها‪.)١‬‬
‫رابعًا ‪ :‬حقهم في العمل والتجارة داخل الجتمع المسلم ‪:‬‬

‫لغيرالمسلمين حرية العمل والكب مع غيرهم‪ ،‬أو بالعمل لحاب أنفسهم‪،‬‬


‫ومزاولة المهن الحرة‪ ،‬ومباشرة ما يرددون من ألوان النشاط االقتصادي‪ ،‬شأنهم في‬
‫ذلك شأن المسلمين‪ ،‬فقد قرر الفقهاء أن أهل الذمة في البيوع والتجارات والعقود‬
‫والمعامالت المالية كالمسلمين‪ ،‬وهذا ما جرى علببه األمصر ونطق به تاريخ المسلمين ‪.‬‬
‫رثم يستثن الفقهاء من ذلك إال عقد الربا‪ ،‬فإنه نحرم عليهم كالمسلمين‪،‬كما يمنع أهل‬
‫الدة من بيع الخمور والخنازير في أمصار المسلمين‪ ،‬وفتح الحانات فيها لشرب الخمر‪،‬‬
‫رتسهيل تدارلها‪ ،‬أرإدخالها ألمصار المسلمين سدا لباب الفتنة‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬حقهم في المعاملة الحنة ‪:‬‬

‫بئن القرآن الكريم أئ األصل في التعامل مع غير المسلمين هو التعامل بالحنى‪،‬‬


‫ما ثم يرزوا العداء الصرح‪ ،‬يقولتعالى‪ ^ :‬ال نئل‪!$‬عنًائسثميقألمئ الذين‬

‫ؤلر‪-٠‬ةرجوو من دريكم ‪1‬ن دبروهـر ؤرعسطو) إليمج (ن ًاسي= ًالكعسبن يح ستحة ‪)٨ :‬؛‬

‫«أي‪ :‬ال ينهاكم الله عن البر والصلة‪ ،‬والمكافأة بالمعررف‪ ،‬والقسط للمشركين‪ ،‬من‬
‫أقاربكم وغيرهم‪ ،‬حيث كانوا بحال ثم ينتصبوا لقتالكم في الدين‪ ،‬واإلخراج من‬
‫دياركم‪ ،‬فلرس عليكم جناح أن تصلوهم‪ ،‬فإن صلهم في هذه الحالة ال محذور فيها‪،‬‬

‫انظر‪ :‬احلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم ‪ ،‬د‪ .‬حممد رأفت عثمان ص (‪ ،)١٤٣‬وحقوق غري‬ ‫(‪)١‬‬

‫املسلمني يف بالد اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬صاحل العابد ص ( ‪.)٣ ٤‬‬

‫انظر‪ :‬األقلياتغري^ململمةيف^بتمعاململم^ د‪ .‬حممد نبهان اهليتيص(‪٠)٢٦‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-١١٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وال مغدة))(‪ ،)١‬وقد استفتت أساء بنت أبي بكر اجل النبي اه في صلة أدها‬

‫المشركة‪ ،‬فقال ‪( :‬نعم‪ ،‬صلي أمك) ‪ ،‬وكان الرسول فة يعود مرضاهم‪ ،‬كما في‬
‫عيادته الغالم اليهودي الذي كان يخدمه(‪.)٣‬‬
‫وهذه المعاملة الحنة ال تعني أن يقع المسلم فيما نهى الله تعالى‪ ،‬المؤمنين عنه من‬
‫مواالة اليهود وغيرهم من الكفار والء ود‪ ،‬ومحبة‪ ،‬وإخاء‪ ،‬ونصرة‪ ،‬وأن يتخذهم‬
‫؛ يقول تعالى‪ ^ :‬نتاوا آلئس ذامتوا ال قئخذوأ يهنانة من‬ ‫بطانة‪ ،‬ولو كانوا غيرمحاربين‬
‫ئونكز ال نالونكز حياال ؤدوا تا غنم ون ينرو ‪٢‬لتعضًاذ من ًائؤ‪ ١‬هـهم وا دحعى حدورهم‬

‫أكبر قن ينت وتكلم ‪٢‬آلتئت (ن لكدلم يعقلون يح (ًال ءمراه ‪.)١١٨ :‬‬

‫سادسا‪ :‬حق الضمان االجتماعي‪:‬‬


‫من لوازم الذئة والعهد الذي يكتنف غيرالمسلمين في بالد اإلسالم أأل يتركوا نهبا‬

‫عند العجز‪ ،‬يعضهم الفقر‪ ،‬وتدوسهم عجالت النوائب؛ولذا جعلت الشرعة‬


‫اإلسالمية بم حقونا تغشهم عند فقرهم‪ ،‬وتنجيهم عند عوزهم‪ ،‬ومن ذلك جواز‬

‫إعطائهم من الصدقات العامة غيرالزكاة‪ ،‬وجواز اإلهداء إليهم‪ ،‬وجو‪١‬زإطعامهممن‬


‫األضحية وغيرها‪ ،‬وجواز القيام على معالجتهم‪ ،‬ولوبالقرآن؛ ألن ذلك ضرب من‬
‫اإلحان‪ ،‬ونحن غيرمنهيين ءذه(‪ ،)٦‬وألنهم جزم من الرعية التي سيمال الله الحاكم‬

‫انظر‪ :‬تيسريالكرمي الرصن يف شريكآلم املنان‪ ،‬للشيخ عبد الرصن للسعدي (‪,)٨٥٦/١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اسبة‪ ،‬باب ‪ :‬اسدية للمشركني‪ ،‬رقم (‪.)٢٦٢٠‬‬ ‫( ‪)٢‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب‪ :‬ادا استم الصيب ومان‪ ،‬رقم (‪٦‬ه‪.)١٣‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (‪.)٦٦/٢‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية (‪.)٧٨/١٠‬‬ ‫(ه)‬

‫انظر‪ :‬فتاوى اللجنةالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية اوسعودية (ا‪)٢‬ا (‪/١‬ه‪.)١٠‬‬ ‫(‪)٦‬‬

‫‪-١١٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫عنها (فاألمير الذي على الناس راع‪ ،‬رهو مؤول عن رعيته) ‪. ١‬‬
‫سابعًا‪ :‬حق االنتقاع بالمرافق العامة داخل الجتمع المسلم‪:‬‬

‫للدئيين حق التمتع بالمرافق العامة للدولة‪ ،‬كوسائل المواصالت‪ ،‬ومشروعات‬

‫الري‪ ،‬واإلنارة‪ ،‬وكل ما ال تستقيم حياة اإلنسان بدونه وفق مقتضيات الكرامة‬
‫اإلنانية؛ يقول الذي ا (الناس شركاء في الماء‪ ،‬رالكأل‪ ،‬والذار)(‪ )٢‬ولفظ الناس‬
‫عام يثمل المسلمين وغيرهم‪ ،‬وال يخفى أن حغم الماء والكاله والنار الني ال تستقيم‬

‫حياة الناس بدونها يثمل المرافق العامة كذلك‪.‬‬


‫ثامنًا‪ :‬الوفاء بالعهد‪:‬‬

‫من أعظم حقوقهم أن يوفى لهم بعهدهم‪ ،‬فال يجوز انتهاك حقوقهم ألي سبب‬
‫كان‪ ،‬فهم كالم‪٠‬لمينفيحغظ حقوقهم‪ ،‬واليجوز للدولةأن تقعئرفيحقهمب‪٠‬بب‬

‫كفرهم ما داموا ملتزمين بأحكام اإلسالم‪ ،‬وهذا مما يميز نظام الحقوق في اإلسالم‪ ،‬فهو‬
‫يقومءلىمبدًا ثابت متقر‪ ،‬رلرس على مصالح متغيرة‪ ،‬ولهذا بقي أهل الدة في‬
‫كنف المسلمين طيلة قرون طويلة‪ ،‬وبقي الوفاء ضم‪..‬‬
‫***‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب‪ :‬كراهية التطاول على الرقيق‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٥٥٤‬وملم‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫كتاب الزمارة‪ ،‬باب‪ :‬فضيلة اإلمام العادل‪ ،‬وعقوية اجلائر‪ ،‬واحلث على الرفق بالرعية‪ ،‬والنهي عن إدخال‬

‫املشقة عليهم‪ ،‬رقم(‪.)١٨٢٩‬‬

‫املعروفًاذهبلغظ‪« :‬املسلمون»‪ ،‬وهرالذي"لقدم؟؟‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠١١٥٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫المعاواذ‪٠‬بينالمماموالكافرفىضوءدءواتالمواطذغ‪٠‬المعاصرذ‪٠‬‬

‫ألمسلمين‪ ،‬وجعلت لهم ما‬ ‫سبق بيان أن ألشريعة أإلسالمية كفلت حقوى‬
‫للمسلمين‪ ،‬وعليهم ماعلى المسلمين إجماال‪ ،‬أما تفصية فقد خعئت كل فريق يأمور‬

‫يتميز بها عن اآلخر‪ ،‬وهذه أألمور في مجملها ترجع إلى أعتبار ألدين الذي يدين به‬
‫الغرد؛ آلذه‪-‬كماسبقبياذه‪-‬رصفمؤثرفيالتغضيلفييعضالقضايا‪.‬‬
‫والواقع أن هذا التغريق يثيرإشكاائ مع المنادين بحقوق المواطنة المعاصرة الذين‬

‫يرون ضرورة التوية بين المواطنين بسبب اتفاقهم في التراب بغض النظر عن دينهم‪،‬‬
‫ويعدون التمييز بين المسلم والكافر في بعض القضايا انتهاغا لحقوق االنسان‪.‬‬

‫وهذه اإلشكالية ترجع إلى مسألة المرجعية عند كل فريق ؛ فالمسلمون يعتمدون‬
‫الوحي مرجائ معرفيا يحتكمون إليه‪ ،‬ويرسون مالمح الحياة والحقوق على ضوء‬
‫هديه‪ ،‬بينما تقوم مرجعية الحقوق في الغرب على الحقوق الطبيعية الض ال ترى للدين‬
‫أثرا‪ ،‬وتحمل في^ها بفصا للدين؛ بسبب خصوماتها التاريخية معه‪ ،‬رمن ثم ترفض‬
‫أي تمييز بسبب الدين‪.‬‬
‫فالمواطنة الض تعض الماواة بسبب االنتماء إلى األرض دون أي اعتبار للدين‪،‬‬
‫وتلغي أحكام الشريعة المتعلقة بالكفار‪ ،‬هي مفهوم علماني ال ديتي‪ ،‬ترفضه الشريعة‬
‫الني ترى أن التوية بين المواطنين محكومة يجملة من المبادئ التي تحقق العدالة بينهم‬
‫دون ماس بالقواسم المشتركة بينهم‪ ،‬وحين نستقصي األحكام الني فرقت الشريعة‬
‫فيها بين المسلم والكافر ال نجدها تمس أصل حياتهم‪ ،‬وال تضرأصول حقوقهم‪ ،‬إنما‬
‫تمس بعض الميزات اإلضافية الني يحرم منها غيرالمسلم بسبب عدم دخوله في الدين‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومن أبرز هذه األحكام‪:‬‬

‫‪-١١٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪ — ١‬منع الكافر من الواليات التعويضية العامة صونا لبيضة اإلسالم‪.‬‬


‫‪- ٢‬إلزام الكافر بالجزية يخالق المسلم الذي يلزم بدفع الزكاة‪.‬‬
‫***‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪ — ١‬معاملة غير المسلمين في ديار اإلسالم‪ ،‬ومعاملة المسلمين في غير ديار اإلسالم‬
‫((دراسة مقارنة)) ‪ ،‬أمين محمد القضاة (‪ ١٩٨٩‬م)‪ ،‬أبحاث مؤتمر «معاملة غير المسلمين في‬
‫اإلسالم»‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬عمان‪ :‬مؤسسةآل البيت (مآب)‪.‬‬
‫‪- ٢‬ساحة اإلسالم في معاملة غيرالمسلمين‪ ،‬ونماذج من التعامل االجتماعي في‬
‫المملكة‪ ،‬د‪ .‬عبد الله بن إبراهيم اللحيدان‪ ،‬عمادة البحث العلمي يجامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود اإلسالمية‪ ١٤٢٩ ،‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫‪-١١٧-‬‬
‫نم‬ ‫‪٦‬‬
‫الوحدة الحادية عشرة‬
‫حق التعاون والتكافل االجتماعي‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخض الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪- ١‬قهم ثمئز حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬وشولها لكل القضايا‪.‬‬

‫‪- ٢‬إدراك أثر أحكام اإلسالم في العالقات االجتماعية في حفظ حقوق اإلنان‪.‬‬
‫‪-٣‬شرح حقوق اإلنسان في اإلسالم في جانب العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪-٤‬توضيح أثر التقوى وتزكية الئغس على صيانة الحقوق في اإلسالم‪.‬‬

‫آل‬ ‫هم‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫تميز االسالم فى جاذب العالفدات االجتماعدة‬

‫إذا كانت حقوق اإلنسان في المواثيق والعهود المحاصرة تتحصر في تلك الضمانات‬
‫القانونية الني تحمي حقوق األفراد والجماعات من االعتداء عليها أو الماس بها‪،‬‬
‫والني تخول للقضاء حق التدخل عند وقوع االنتهاك ‪ ،‬فإن حقوق اإلنان في اإلسالم‬
‫أوسع من هذا اإلطار القانوني وأشل؛ فعالوة على صون تلك الجوانب من حقوق‬
‫اإلنان‪ ،‬فإن هناك حقونا شرعية ضمئتها الشريعة لإلنان في عالقاته مع اتجاورن له‬

‫في مجتمعه‪ ،‬ودي حقوق تعزز التقارب والتآخي والتواد بين أفراد اتجتمع المسلم‪،‬‬
‫وتخفف المصائب‪ ،‬وتد الحاجات‪ ،‬رهي مع ذلك ال تخضع لسلطة تراقبها‪ ،‬وإنما‬
‫يمارسها األشخاص فيما بينهم داخل اتجتمع المسلم من باب التعاون والتكافل وبدافع‬
‫الملق الحميد والسلوك الحسن‪.‬‬

‫ويمثل هذه العالقات الحميدة القاعدة العريضة‪ ،‬والماحة الكبرى في حياة‬


‫المسلم‪ ،‬فهي تكتنف عالقته بأفراد أسرته وذوي أرحامه‪ ،‬وأقربائه وجيرانه‪ ،‬وسكان‬
‫حيه والمارين به‪ ،‬كما تشمل كل أطياف اتجتمع باخالف مستوياتهم وأحوالهم‬
‫وأعمارهم‪ ،‬رتشمل سائر األوضاع راألماكن‪ ،‬كالطرقات واألسواق وميادين العمل‬
‫وساحات المر وقاعات العلم‪.‬‬
‫كانت هذه العالقات االجتماعية محل عناية اإلسالم؛ إذ حرص على أن يحيا المسلم‬
‫في جماعة تكتتفه‪ ،‬ويندمج هوفيها‪ ،‬وتمري بينهم وشائج التواد والتراحم؛ وتجذا جاء‬
‫صعنيه دغودئ‬ ‫النداء القرآني بلزوم الجماعة الصالحة‪ ،‬فقال تعالى‪ < :‬و‬

‫رديم بالعتؤه ؤآشني يريدون وجهه; ؤآل كئذ غتىف غلجم تجذ —تته آلحتوه ‪9‬لذتج‪ $‬ؤإل رجع‬

‫من أعثتائ قتيدو غن دركا ؤاتلع ننوه ؤ‪.‬ارئ امرهو وطا يح (الكهف ‪ ،)٢٨:‬وحث على بعث‬

‫‪٠١٢٠٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫العالقات الحميدة بيتهم‪ ،‬فقال‪ < :‬ؤًاعبدوًا ًا! ؤأل عشرووًا بدت كجا ؤبآلؤ‪,‬نض إحكئنا‬

‫ؤيدى ًاتعرف ؤًاتةئئتف وئكم ؤًالجآر دى ًاتعرف وآؤ ًاتحئب ؤًالائجب بًاتجلو وآبن‬

‫ًالكبيلي ؤتا تتكقه اتتئثحكم اذ‪ !$‬البتن هكان مختاأل قفو ا يح (‪١‬لذاء‪.)٣٦ :‬‬

‫وتكون هذه العالقات االجتماعية المتعددة بين أفراد الجتمع منظومة في سلك‬
‫واحد‪ ،‬تدور في فلكه‪ ،‬هو سلك حسن الحلق‪ ،‬فكل العالقات االجتماعية ال تخرج‬
‫عنه؛ وليذا جاءت النصيحة النبوية تحث على حن الحلق مع الناس باعتباره الجامع‬

‫الع هذه العالقات فعن معان > أنه قال‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬اوصني‪ .‬قال‪( :‬اتق الله‬
‫حيثما كنت أو أينما كنت)‪ .‬قال‪ :‬زدني قال‪( :‬أتبع السيئة الحنة تمحها)‪ .‬قال‪ :‬زدني‪.‬‬
‫قال‪( :‬خالق الناس يخلق حس‪.‬‬
‫***‬

‫حقوق اإلنسان االجتماعية‬

‫فيما يأتي سنتعرف على جملة من الحقوق االجتماعية الني تثكل الوجه الحسن‬
‫المعبرعنجمااللإسالم‪ ،‬وساحته‪ ،‬وسوه‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حقوق األخوة اإلسالمية‪:‬‬


‫أثبتت الشريعة اإلسالمية لكل مسلم على أخيه المسلم حقونا‪ ،‬يستحقها كل‬

‫واحد منهم على اآلخر بموجب عقد األخوة اإلسالمية الوارد في قوله تعالى‪ < :‬إئتا‬

‫ًالتؤتعؤن إلخؤهل قاصيحوًا بفن ًالخؤيإلتج ؤاتعؤأ ًائله لعاال درحمؤن يح (‪١‬لحجرات ‪ ،)١٠:‬يقول‬

‫‪« :‬هذا عقد‪ ،‬عقده الله بين المؤمنين‪ ،‬أنه إذا وجد من أي‬ ‫العالمة العدي‬

‫أخرجهأمحد‪ ،‬رقم(‪٩‬ه‪ ،)٢٢٠‬قال حمققو املسند‪« :‬حديث حسن»‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٢١-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫شخص كان ‪ -‬في مشرق األرض ومغربها ‪ -‬اإليمان بالله‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪،‬‬
‫واليوم اآلخر‪ ،‬فإنه أح للمؤمنين‪ ،‬اخوة توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون‬
‫ألنفسهم‪ ،‬ويكرهون له‪ ،‬مايكرهونألشهم))(‪.)١‬‬
‫والحقوق اتحفوظة بموجب هذا العقد من الكثرة بحيث يضيق المكان بحصرها‪.‬‬
‫ومن الحقوق الواجبة للمسلم على أخيه المسلم‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫‪- ١‬إلقاء السالم‪ ،‬وإجابة الدعوة‪ ،‬وعيادة المريض‪ ،‬وبذل النصح‪ ،‬وتشميت‬
‫العاطس‪ ،‬وإتباع الجنازة‪ ،‬فعن أبي هررة‪ ،‬أن رسول الله ا قال‪( :‬حق المسلم على‬
‫المسلم ست‪ ،‬قيل‪ :‬ماهنيارسو‪.‬اللله؟‪ ،‬قال‪ :‬إذا لقيته فعلم عليه‪ ،‬وإذا دعاك‬
‫فأجبه‪ ،‬وإذا استنصحك فانصح له‪ ،‬وإذا عطس فحمد الله فثمته‪ ،‬وإذا مرض فعده ‪،‬‬
‫وإذا مات فاتبعه) ‪.‬‬
‫‪-٢‬حغظالورضوالمال‪ ،‬فعن أبي هريرة > قال ‪ :‬قال رسول الله ه ‪:‬‬
‫(إياكم والظن‪ ،‬ؤإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬وال تحسسوا‪ ،‬وال لجوا‪ ،‬وال تحاسدوا‪،‬‬
‫وال تدابروا‪ ،‬وال تباغضوا‪ ،‬وكونوا عباد الله إخواائ)(‪.)٣‬‬
‫‪ — ٣‬الوفاء واإلخالص له في حياته وبعد وفاته‪ ،‬فقد روت عائشة <| أن‬
‫عجوزا أتت النبي ‪ ٠‬فأقبل عليها إقباال كبيرا‪ ،‬فسألته‪ ،‬فقال ‪( :‬إنها كانت تأتينا زمن‬
‫خديجة‪ ،‬وإن حسن العهد من اإليمان)^‪.‬‬

‫تيسريالكرمي الرمحن يف تغسريكالم املنان‪ ،‬للسعدي ص (‪.)٨ ٠٠‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب السالم‪ ،‬باب ‪:‬هن حق املسلم للمسلم رد السالم‪ ،‬رقم (‪.)٢١٦٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬ما ينهى عن التحاسد والتدابر‪ ،‬رقم (‪ ،)٦٠٦٤‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫الربوالصلة واآلداب‪ ،‬باب ‪ :‬حترمي الظن والتجسس والتنافس‪.‬‬

‫أخرجه احلاكم يف املستدرك على الصحيحني‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬وأما حديث معمر‪ ،‬رقم(‪= ،)٤٠‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪-١٢٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪ — ٤‬التواض‪-‬ع معه وإشعاره بالتوقير‪ ،‬فعن رسول الله فج أذه قال ‪( :‬إن الله‬
‫أوحى إلي أن تواضعوا حتى ال يفخر أحد على أحد‪ ،‬وال يبغي أحد على أحد) ‪.‬‬
‫ه‪-‬التراحم والتعاطف‪ ،‬قال رسول الله ‪( ٠‬مثل المؤىتوادهم‪،‬‬
‫وتراصهم‪ ،‬وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر‬
‫والحمى)^‪.‬‬
‫‪-٦‬نصرته ظالما أومظلوائ‪ ،‬قال رسول الله م (اذصرأخاك ظالما أو‬
‫مظلوائ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬هذا ننصره مظلوائ‪ ،‬فكببف ننصره ظالما؟ قال ‪ :‬تأخذ‬

‫فوقيديه)(‪.)٣‬‬
‫‪ — ٧‬كفالته في حال الفقر‪ :‬فيجب على المسلم القادر أن باعد إخوانه الجتاجين‬
‫مالائ‪ ،‬وفاء بحقهم عليه‪ ،‬والماعدة هنا ليت مجرد سلوك إناني يفعله الغي مئنى ما‬
‫أراد‪ ،‬بل هو واجب إسالمي نظمت الشريعة أداءه ‪ ،‬وجعلت له موارد محددة كالزكاة‪،‬‬
‫وصدقاتالتطوع‪ ،‬والكفارات‪.‬‬
‫ويدخل في باب القيام بحق األخوة وجوب أنظار المسلم المدين عند اإلعار‪،‬‬
‫يقول تعالى‪ < :‬وان كادئ دو عسزهوععجذه افي ميسزنآل وان قضذؤوا حؤ لكز ان كتئز‬

‫نئتثوئ يح (البقرة‪ ،)٢٨٠ :‬فهذا أمر من الله تعالى‪ ،‬بالصبرعلى المعسر الذي ال يجد‬

‫=قال الذهيب‪« :‬على شرطهما‪ ،‬وليت له علة))‪.‬‬

‫أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اجلنة وصفة نعيمها‪ ،‬باب ‪ :‬الصفات ايل يعرف هبا يف الدنيا أهل اجلنة وأهل النار‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫رقم(ه‪٠)٢٨٦‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬ردة الناس والبهائم‪ ،‬رقم (‪ ، )٦٠١١‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫الربوالصلة واآلداب‪ ،‬باب ‪ :‬تراحم املؤمنني وتعاطفهم وتعاضدهم‪ ،‬رقم(‪٨٦‬ه‪.)٢‬‬


‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب أملظامل والفعب‪ ،‬باب‪ :‬أعن أخاك ظاملًا أو مظلومًا‪ ،‬رقم(‪.)٢٤٤٤‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫‪-١٢٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وفاء‪ ،‬وهو أهر عام في جميع الناس‪ ،‬كما يدخل في هذا الباب اإلعانة على‬
‫الحوائج‪ ،‬وتتفيس الكربات‪ ،‬والتر على اتجفوات‪ ،‬قال رسول الله فة‪( :‬المسلم‬
‫أخو المسلم‪ ،‬ال يظلمه وال يسلمه‪ ،‬من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته‪ ،‬ومن‬
‫فرج عن مسلم كربة‪ ،‬فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن سئر مسلائ‬
‫سئرهاللهيومالقيامة)(‪.)٢‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الجار‪:‬‬
‫بالغت الشريعة في التوصية بحق الجارحتى قال التبي ‪( ٠‬ماز‪١‬ليوصيني‬
‫جبريل بالجار‪ ،‬حتى ظننت أنه سيورثه)(‪ ،)٣‬فأقرت‪١‬لشريعة له حقوقا أهمها‪:‬‬
‫‪ - ١‬كف األذى عنه‪ ،‬قال رسول الله ا‪( :‬من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر‬
‫فال يؤذ جاره)(‪.)٤‬‬
‫‪ — ٢‬إكرامه من فضل المال‪ ،‬وتعاهده بالطعام‪ ،‬سول الله ه ‪( :‬من كان‬
‫يؤمن بالله واليوم اآلخر فليكرم جاره)(“)‪.‬‬
‫‪ — ٣‬حفظ أهله عند غيابه‪ ،‬فعن عبد الله بن معود > ‪،‬قال ‪:‬قلت يا رسول‬

‫انظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬للقرطيب (‪ ،)٣٧٢/٣‬وتغريالقرآن العظيم‪ ،‬البنكثري(‪.)٧١٧/١‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب املظامل‪ ،‬باب‪ :‬اليظلمسم‪,‬سًاواليلمه‪ ،‬رقم(‪،)٢٤٤٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب الربوالصلة واآلداب‪ ،‬باب ‪ :‬حترمي الظلم‪ ،‬رقم (‪,)٢٥٨٠‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬الوصاة باجلار‪ ،‬رقم (‪ ،)٦٠١٤‬ومسلم‪ ،‬كتناب الرب‬ ‫( ‪)٣‬‬

‫والصلة‪ ،‬باب‪ :‬الوصيةباجلار‪ ،‬واإلحسانإليه‪ ،‬رقم(‪.)٢٦٢٤‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب‪ :‬من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يؤذ جاره ‪ ،‬رقم‬ ‫(‪)٤‬‬

‫(‪ ،)٦٠١٨‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب ‪ :‬احلث على إكرام اجلار والضيف ولزوم الصمت‪ ،‬رقم(‪٠)٤٧‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ‪ :‬من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يؤذ متاره ‪ ،‬رقم (‪، )٦٠١٩‬‬ ‫(‪)٥‬‬

‫ومسلم يف الكتاب والبابني السابقني‪ ،‬رقم (‪٠)٤٨‬‬

‫‪-١٢٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫الله‪ ،‬أي الذنب أعظم؟ قال‪( :‬أنتجعلللهذد‪ ،١‬وهو خلقك)‪ ،‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال؛‬
‫(أن تقتل ولدك مبن أجل أن يطعم معك)‪ ،‬قلت‪ :‬ذم أي؟ قال‪( :‬أن كراني حليلة‬
‫جارك)( ر‬
‫ومن جماع ما قيل في حق الجار‪ :‬أنك «إن استعان بك أعئته‪ ،‬وإن استقرضك‬
‫أقرضته‪ ،‬وإن افتقر عدت عليه‪ ،‬رن مرض عدته‪ ،‬وإن مات اتبعت جنازته‪ ،‬وإن‬
‫أصابه خيرهنأته‪ ،‬وإن أصابته مصيبة عزيته‪ ،‬وال تمتطل عليه بالبناء‪ ،‬فتحجب عنه‬
‫الريح إال دإذنه‪ ،‬وإذا اشريت فاكهة فأهد له‪ ،‬فإن ثم تفعل فأدخلها سرا‪ ،‬وال يخرج‬
‫بها ولدك ليغيظ بها ولده ‪ ،‬وال تؤذه بقتار قدرك إال أن تغرف له منها» ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق المعلم‪:‬‬
‫أعلى اإلسالم من مكانة العايم‪ ،‬وجعل شرفه فوق كل شرف؛ ولذا ال يوازي‬
‫العايم في االسالم أحد ممن سواه‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬ولح هل يتقوى الذبن يعنمون ولس ال‬
‫يعلثون ائنا يتدبر اولوا ًا‪٠‬أللتدب يح (الزمر‪ ، )٩ :‬وإذا جمع العايم بين العلم والتصدر‬

‫للتعليم كانت منزلته أرفع‪ ،‬وأي منزلة فوق أن يصلي الله عليه‪ ،‬يقول رسول الله‬
‫هه ‪( :‬إن الله والئكته وأهل الموات واألرضين حتى النملة في جحرها وحذى‬

‫الحوت ليصلون على معلم الائس الخير) ‪٠‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كثاب التنسري‪ ،‬باب‪ :‬قوله تعاىل‪ < :‬قال جيعفوا ! أنذادا ؤًاحم كعلوئدرى يح‬ ‫(‪)١‬‬

‫(البقرة‪ ،)٢٢ :‬رقم (‪ ،)٤٤٧٧‬ومسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬كون الشرك أقبح الذنوب‪ ،‬وبيان أعظمها‬

‫بعده‪،‬رقم(‪.)٨٦‬‬

‫انظر‪ :‬مكارم األخالق‪ ،‬للخرائطي (‪.)٩٤/١‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كنثاب العلم‪ ،‬باب ‪ :‬ما جاء يف فضل الفقه على العباد‪ ،‬رقم (‪ ، )٢٦٨٥‬وقال ‪ :‬هذا‬ ‫(‪)٣‬‬

‫حديثا محدن غرميب ص‪-‬حيح‪٠‬‬

‫‪-١٢٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وألجل هذه المكانة العالية‪ ،‬والمنزلة الرفيعة‪ ،‬جعلت الشريعة اإلسالمية للمعلم‬
‫حقونا‪ ،‬وحثت على بذيا له‪ ،‬وفي ذلك يقول رسول الله ‪( :٠‬ليس من أمتي من‬

‫لميجذكبيرنا‪ ،‬ويرحم صغيرنا‪ ،‬وعرف لعالمنا حقه)(‪.)١‬قال اساني‪((:‬حقه‪ :‬من‬


‫امتثال أمره ‪ ،‬واالهتداء بهديه‪ ،‬وتوقيره لما رفعه الله به من العلم» ‪.‬‬
‫ومن الخقوق التي أوجبتها الشريعة للمعتم‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬

‫‪- ١‬تقديمه على من سواه‪ ،‬فقد كان رسول الله ا يعرف ل‪٣‬م قدرهم‪،‬‬

‫ويقدمهم على غيرهم‪ ،‬ولو بعد الوفاة‪ ،‬فكان ‪ ٠‬يجمع بين الرجلين من قتلى أحد‬
‫في ثوب واحد‪ ،‬ثم يقول ‪( :‬أيهم أكثر أخذا للقرآن؟) ‪ ،‬فإذا أشيرله إلى أحدهما قدمه‬
‫فياللحد(‪.)٣‬‬
‫‪ - ٢‬التواضع له‪ ،‬وحين الخلق معه‪ ،‬ومن مواقف السلف التي تؤكد ذلك ما‬
‫حكاه الزهري ‪=-‬ستذغه محن أ^ه كان يأتي عروة‪ ،‬فيجلس ببابه مليا‪ ،‬ولوشاء لدخل‪،‬‬
‫رلكنه كان يرجع‪ ،‬وال يدخل إعظاائ له(‪.)٤‬‬
‫‪ — ٣‬أن يضع الطالب للمعلم في نفه هيبة ‪ :‬فقد كان من تمام احترام السلف‬

‫لعلمائهم أصم كانوا يهابوصم‪ ،‬يقول ابن عباس > مكثت سنة‪ ،‬وأنا أشك في‬
‫سئتين‪ ،‬وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب فج عن المتظاهرتين‪ ،‬وما أجد له موضائ‬
‫أسأله فيه‪ ،‬حتى خرع حالجا وصحبته‪ ،‬حتى إذا كان بمر الظهران‪ ،‬وذهب لحاجئنه‪،‬‬

‫أخرجهأمحدفياملسذد‪،‬رقم(هه‪.)٢٢٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫التنوير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬للصنعاني (‪,)٢٨٨/٩‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب ‪ :‬الصالة على الشهيد‪ ،‬رقم (‪.)١٣٤٣‬‬ ‫(‪)٣‬‬

‫اذظر‪:‬سريأءالمالذبالء‪،‬للذهيب(‪.)٤٣٢/٤‬‬ ‫(‪)٤‬‬

‫‪-١٢٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫قال‪ :‬أدركني بإداوة من ماء؛فلما قضى حاجته‪ ،‬ورجع أتبته باإلداوة أصبها عليه‪،‬‬
‫فرأيت موضائ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أميرالمؤمنين من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله هه ‪،‬‬
‫فما قضيت كالمي‪ ،‬حتى قال‪ :‬عائشة‪ ،‬وحغصة)(‪.)١‬‬
‫‪ — ٤‬عدم اغترار الطالب بنفسه‪ ،‬وتوهمه أنه أعلم من معلمه أو مثله؛ فان هذا‬
‫تسويل من النفس وخدعة من الشيطان‪.‬‬
‫ه‪-‬الضبرعلى غضب المعلم‪.‬‬
‫‪ — ٦‬عدم تتبع سقطاته‪ ،‬فال يكون هدئ الطالب من الجلوس في الدرس طلب‬
‫عثرات معلمه وتتبعها؛ لتنثرها بين الطالب‪ ،‬وهذا من أشنع األفعال^‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حقوق الفائت الجتاجة ‪:‬‬
‫راعت الشريعة الفائت الني تتعرض لحاالت استثنائية أو غيرعادية داخل الجتمع‬
‫ممن يتطلبون مد يد العون إليهم‪ ،‬واللطف بهم‪ ،‬والقيام بحاجاتهم‪ ،‬ومنهذه الفائت‬
‫ما يأتي‪:‬‬
‫‪ — ١‬األيتام‪ :‬واليتيم هو من فقد أباه قبل الحلم‪ ،‬ففقدان األب مظنة الوقوع في‬
‫الحاجة والفقر؛ لذا راعت الشريعة ضعف اليتيم‪ ،‬فجعلته من معارف الثيء‪،‬‬

‫وحذرت من االعتداء عليه لضعفه‪ ،‬يقول تعالى‪ < :‬ان ألدين تاهكلون امؤل آلئتدس‬

‫لملتتا إدعا ياتغلون ئ بعلويهم كارا ؤتئضلورئ سعيرا يح (التاء ‪.)١٠ :‬‬

‫‪ — ٢‬الفقراء والماكين‪ :‬وهم من ال يجدون ما يكفيهم‪ ،‬فلهم حق من الزكاة‪:‬‬

‫أخرجه أبو عوانة يف املستدرك على الصحيحني‪ ،‬كتاب احلج‪ ،‬باب ‪ :‬أخلبر املبني أن الرجل اذا قال المرأته ‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫اختاري‪ ،‬أو خريها يف فراقها من يكان ذلك طالقا‪ ،‬رقم (‪ )٤٥٧٨‬حديث صحيح‪.‬‬

‫انظر‪ :‬اخلالصة يف حقوق املحلم وواجباته‪ ،‬جع وإعداد‪ :‬ءليبنذايفالشحودص(‪٠)٣٩‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-١٢٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫< إرتا ألصتقئت للعبرآء وألتتكن يح (التودة ‪ ،)٦٠ :‬وحق في الفيء‪ ،‬والصدقات وغيرها‪.‬‬

‫؟‪-‬الغارمون؛ وهم أصحاب الديون‪ ،‬فلهم حق من الزكاة‪.‬‬


‫‪ - ٤‬ابن السبيل ‪ :‬وهو المافر الذي انقطع في سفره‪.‬‬
‫ه ‪-‬المنون‪ :‬وهمكبار الن‪ ،‬الذين ضعفوا عن العمل‪ ،‬فلهم تقديرهم‬
‫واحترامهم في اإلسالم‪ ،‬فقد قال النبي ا ‪( :‬ليس ضامن م يرحم صغيرنا ويوقر‬
‫كبيرذا)(‪.)١‬‬
‫‪ - ٦‬ناؤصو اإلدراك ‪ -.‬رهم من ثم يكتمل إدراكهم فال يستطيعون القيام‬
‫بمعامالتهم على وجده الكمال‪ ،‬إما لصغر كالطفل‪ ،‬أو لغياب عقل كالجنون‪ ،‬أو‬
‫لقصور كالسفيه‪ ،‬وقد حفظت الشريعة حقوق هؤالء‪ ،‬فأسندت الوالية عليهم إلى‬
‫الرجال العاقلين الراشدين؛ ليتولوا أمورهم‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬حق الطريق ‪:‬‬

‫للطريق حق سماه رسول الله ا بهذا االسم‪ ،‬فعن عن أبي سعيد الخدري‬
‫> عن الذي ا قال‪( :‬إياكم والجلوس على الطرقات‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما لنا بد‪ ،‬إنما‬
‫هي مجالنا نتحدث فيها‪ ،‬قال‪ :‬فإذا أبهتم إال الجالس‪ ،‬فأعطوا الطريق حقها‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫وما حق الطريق؟ قال ‪ :‬غطى البصر‪ ،‬وكف األذى‪ ،‬ورد السالم‪ ،‬وأمر بالمعروف‪،‬‬
‫ونهي عن المتكرا‪.‬‬

‫أخرجه الرتمذي‪ ،‬كتناب الربوالصلة‪ ،‬باب ‪ :‬ما جاء يف رمحة الصبيان‪ ،‬رقم (‪ )١٩١٩‬وقال األلباني ‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫«صحيح»‪.‬‬

‫متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب املظال) والغعب‪ ،‬باب ‪ :‬أفنية الدور واجللوس فيها‪ ،‬واجللوس على‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫الصعدات‪ ،‬رقم (‪ ،)٢٤٦٥‬ومسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب ‪ :‬النهي عن اجللوس يف الطرقات‪ ،‬وإعطاء‬

‫الطريقحقه‪ ،‬رقم(‪.)٢١٢١‬‬

‫‪-١٢٨-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫وهذا الحديث أصل في حق الطريق‪ ،‬فيؤخذ منه ما يأتي‪:‬‬


‫‪- ١‬كراهة شغل الطريق بالجلوس فيها لغيرحاجة‪ ،‬ويلحق بها ما في معناها من‬
‫الجلوس في الحوانيت‪ ،‬وفي الشبابيك المشرفة على المارة حيث يكون في غيرالعلو^ ؛‬
‫ألن الجالس بها قثما سلم من رؤية ما يكره أوساع ما ال يحلواالطالع عليه‬

‫كالعورات‪ ،‬ومعاينة المنكرات‪ ،‬وغيرذلك نا قد يضعف القاعد عن إزالته^‪.‬‬

‫‪-٢‬وجوب الوفاء بحق الطرق عند الحاجة للجلوس عليها‪ ،‬ويثمل ذلك؛‬
‫أ‪-‬غضالبمر‪ :‬اي‪ :‬دعن انظرالى اتحرم‪ ،‬مناذا‪٠‬الالتييردن‬
‫بالطريق‪ ،‬وحرمات البيوت الي قد تفتح أبوابها أو نوافذها‬
‫ب‪-‬كف األذى‪ :‬أي االمتناع نا يؤذي المارة؛ فعال كان أو قوال‪.‬‬

‫ج‪-‬رد السالم على المسلم من المارةإكراائ له‪.‬‬


‫د ‪ -‬األمر بالمعروف والتهي عن المنكر‪ ،‬وهو فريضة واجبة على كل مخالفة؛ حتى‬
‫وإن ظن المرء عدم الغائدة‪.‬‬
‫وقد ألحق العلماء باألمور المذكورة في الحديث السابق أمورا أخرى ؛ كإغاثة‬
‫الملهوفى‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬وإفشاءالسالم‪ ،‬وإرشادالسبيل‪ ،‬وسائرماذدبالشع‬
‫إليه من اتحسنات‪ ،‬كإماطة األذى‪ ،‬وإعانة المادين‪.‬‬
‫***‬

‫انظر‪ :‬دليل الفاحلين لطرق رياض الصاحلين‪ ،‬الدنءالن(‪.)٤٧٧/٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬بض الغدير شرح اجلامع العخري‪ ،‬للمناوي (‪.)١٢١/٣‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪٠١٢٩٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫أخي الطاب ا أخي الطالبة‪:‬‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪-١‬حقوق االنسان في اإلسالم‪ ،‬لحمدالزحيلي‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪١٤١٨،٢‬ه‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الحقوق والواجبات والعالقات الدولية في اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬محمد رأفت عثمان‪.‬‬

‫‪٠١٣٠٠‬‬
‫الوحدةا‪۵‬ذيةءشرة‬
‫حقوى اإلنسان فى المهلكة العربية السعودية‬

‫أخي الطاب‪ /‬أخي الطالبة‪:‬‬


‫يتوقع — بعد دراستك بذه الوحدة — أن تكون قادرًا على ‪:‬‬

‫‪ - ١‬إدراك عناية النظام األساسي للحكم بحقوق االنان‪.‬‬


‫‪- ٢‬توضيح رسالة الجمعية الوطنية لحقوق اإلنان‪ ،‬وهيئة حقوق اإلنان‪.‬‬
‫‪ - ٣‬معرفة جوانب عناية المملكة العربية العودية بحقوق اإلنسان على المستوى‬

‫الدولي‪.‬‬
‫‪-٤‬شرح جهود المملكة في دعم حقوق اإلنسان في داخل المملكة وخارجها‪.‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫عناية المملكة العربية السعودية بحقوق اإلنسان على المستوى الوطني‬

‫أوال‪ :‬حقوق االنان في النظام االتماسي للحكم في المملكة العربية العودة‪:‬‬


‫فيءام‪١٤١٢‬ه أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز ‪ ٠‬وفثا للمرسوم الملكي ذي‬

‫الرقم (أا ‪ )٩٠‬النظام األساسي للحكم في المملكة العربية العودية‪ ،‬وقد تضمن هذا‬
‫النظام كثيرا من المبادئ الني كعنى بحماة حقوق اإلنان‪ ،‬وغرس ثقافتها في الجتمع‪،‬‬
‫يقول ابن عثيمين ‪ ٠‬في هذا النظام ((وإن من دواعي السرور والغبطة أن كانت‬
‫المادة األولى من النظام األساسي للحكم في هذه المملكة ‪ -‬ادس نسأل الله أن يحرسها‬
‫بدينه‪ ،‬وأن يحرس دينه بها ‪-‬كانت المادة األولى أن دينها اإلسالم‪ ،‬ودستورها كتاب‬
‫اللهصئةذئه‪.)١()٠‬رمنموادطا النظام ذات الصلة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ — ١‬المادة الثامنة عشرة‪ :‬تكفل الدولة حرية الملكية الخاصة وحرمتها‪ ،‬وال يترع‬
‫من أحد ملكه إال للمصلحة العامة‪ ،‬على أن يعوض المالك تعويهائ عادائ‪.‬‬
‫فهذه المادة تكفل للمواطن العودي حرة التملك‪ ،‬فبموجبها يكون لكل مواطن‬
‫في المملكة العربية العودة الحق في اكتاب المال‪ ،‬مادام الكسب يتم بالطرائق‬
‫الشرعية‪ ،‬ويكون له الحق في أن يتصرف في هذا المال كما يشاء في حدود تعاليم‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويضاف إلى ذلك حقه في أن يتمنع بحماية هذه الملكية من كل اعتداء؛ سواء‬
‫أكان من قبل األفراد أم من قبل الدولة‪ ،‬فإذا اعتدى مواطن على ولك مواطن آخر‬
‫عاقبت الدولة المعتدي‪ ،‬وأنصفت المعتدى عليه‪ ،‬وإذا أرادت الدولة نزع بلك مواطن‬
‫للمصلحة العامة‪ ،‬كفتح ‪١‬لطرقأو توسيعها‪ ،‬فإن الدولة تدفع للمواطن الذي نزعت‬

‫موقع الشيخ حممد بن صاحل العثيمني (‪1£‬ل‪.£‬ةعس‪/11‬هع‪11.11‬د‪0131‬ألل‪.)11»£://1‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٣٢-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫ملكيته للمصلحة العامة تعويصا عادنا م‬


‫‪ - ٢‬المادة السادسة والعشرون‪ :‬تحمي الدولة حقوق االنان‪ ..‬وفق الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫هذه المادة توضح مدى عناية المملكة بحقوق اإلنان‪ ،‬تلك العناية الني ال تقف‬
‫عند مجرد االعتراف بالحق‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إلى حماية الحق‪ ،‬وضمان استيفائه‪ ،‬كما‬
‫أنها توضح جوهر حقوق اإلنان الني تحافظ عليها المملكة‪ ،‬حيث تقصرها على‬
‫الحقوق ادس تتفق مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وإن لم تنعر عليها‪ ،‬فالمملكة مع كل‬
‫حقوق اإلنان الني ال تخالف الشريعة‪.‬‬
‫‪ —٣‬المادة الثامنة والعشرون‪ :‬تيسر الدولة مجاالت العمل لكل قادر عليه‪..‬وتسن‬
‫األنظمة الني تحمي العامل وصاحب العمل‪.‬‬
‫كسل هذه المادة القاعدة الرئيسة الني تنطلق منها رؤية المملكة العربية العودية‬
‫تجاه حق العمل وحقوق العمال‪ ،‬حيث تلزم المادة الدولة بالقيام بعمل إيجابي حيال‬
‫توفير الوظيفة المناسبة لكل مواطن‪ ،‬باعتبارها حعا مشروعا له ما دام قادرا عليها‪ ،‬كما‬
‫تلزم المادة الدولة بوضع التراتيب النظامية الني تحفظ حق العامل القائم على رأس‬
‫عمله بما ال يضر بمصلحة صاحب العمل‪.‬‬
‫‪ — ٤‬المادة الثالثون‪ :‬توفر الدولة التعليم العام‪ ..‬وتلتزم بمكافحة األمهة‪.‬‬
‫إن حق المواطن في التعليم هو النواة الني انطلقت منها النهضة التعليمية الحديثة‬
‫الني تشهدها المملكة‪ ،‬حيث حرصت المملكة منذ نشأتها على رعاية حق التعليم‪،‬‬

‫حقوق اإلنسان يف اإلسالم وتطبيقاهتا يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬سليمان بن عبد الردن احلقيل‬ ‫(‪)١‬‬

‫ص(‪.)١٢٢‬‬

‫‪-١٣٣-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫وضرورةتوفيره‪ ،‬فأنثأت المدارس والمعاهد والجامعات‪ ،‬وجلبت‪١‬ألكغياء المتميزين‪،‬‬


‫وكرست الميزانيات الضخمة‪ ،‬لتوفيرخدمات تعليمية متميزة‪.‬‬
‫‪-٥‬المادة الحادية والثالثون‪ :‬كعنى الدولة بالصحة العامة‪ ،‬وتوفر الرعاية‬
‫المحية لكل مواطن‪..‬‬
‫ال تقف هذه المادة عند حد االعتراف بحق المواطن في الحصول على الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬بل ترقى إلى مستوى الكفالة بضمان توفير ذلك الحق‪.‬‬
‫‪- ٦‬المادة السادسة والثالثون‪ :‬توفر الدولة اال‪٠‬من لجمع مواطنيها والمقيمين على‬
‫إقليمها‪ ،‬وال يجوزتقييد تصرفات أحد أو توقيفه أو حبسه‪ ،‬إآل بموجب أحكام التظام‪.‬‬
‫كقرر هذه المادة حق المواطن العودي في األمن‪ ،‬وحرته في تصرفاته وسلوكياته‪،‬‬
‫ما دامت ال تخرج عن إطار النظام‪ .‬وهذا ما التزمت به المملكة منذ تأسيسها‪ ،‬فقد كان‬
‫راضحا في فكر والتها معنى التالزم بين األمن والنهضة؛ ولذا يصح القول بأن ما تحقق‬
‫للمملكة من تنمية اقتصادية واجتماعية إنما كان بذضل الله ‪ ،‬ثم بالجهود األمئية الي‬
‫كرست االستقرار في جع الجاالت‪.‬‬
‫‪-٧‬المادة السابعة والثالثون‪ :‬للمساكن حرمتها‪ ،‬واليجوزدخولبابغيرإذن‬
‫صاحبها‪ ،‬وال تفتيثها إال في الحاالت الي يييتها التظام‪.‬‬
‫تثيرهذه المادة إلى حماية حق المواطن العودي في التمتع بحرمة مكنه‪ ،‬حيث‬
‫ئقرر أنه ال يجوز دخول منزل مواطن إال برضاه أو لمبرر نظامي؛كأن يخفي في بيته‬
‫مجرائ‪ ،‬أو شيائ ممنوعا‪ ،‬كالمخدرات واألسلحة‪ ،‬فعندئذ تقوم األجهزة األمنية بدخول‬
‫المنزل لتفتيشه بعد أخذ اإلذن من األجهزة المختصة(‪.)١‬‬

‫حقوق اإلنان يف اإلسالم وتطبيغاهتا يف اململكة العربية العودة‪ ،‬د‪ .‬سليمان بن عبد الرصن احلفيل=‬ ‫(‪)١‬‬

‫‪-١٣٤-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫‪ - ٨‬المادة الثامدة والثالثون‪ :‬العتودة شخصية‪ ،‬وال جرية وال عفوية إال بنا؛‬
‫على نص شرعي أو نص نظامي‪ ،‬وال عقاب إال على األعمال الالحقة للعمل بالنص‬
‫النظامي‪.‬‬
‫تكفل هذه المادة حق الحرة الشخصية للمواطن‪ ،‬فطبقا تجا ال يجوز تجردم مواطن‬
‫يجرم ال ينص عليه النظام العام المستمد من الشريعة اإلسالمية‪،‬كما أنه ال يقضى على‬
‫مواطن بأي عقوبة ال تجيزها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وال يجوز حبس مواطن أو توقيفه‬
‫درنمسئذظامي(‪.)١‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المؤسات واتجيائت والجمعيات العاملة في مجال حقوق اإلنان في‬
‫المملكة‪:‬‬
‫امتد اهتمام المملكة العربية السعودية بمألة حقوق اإلنسان على المستوى‬
‫الوطني؛ ليشمل نشاط كثيرمن الجمعيات الحكومية واألهلية الني كعني بشأن قضايا‬
‫حقوق اإلنسان في اتجتمع اتجلي‪ ،‬ومن أهم هذه اتجيائت‪:‬‬
‫‪-١‬هيئةحقوقاإلذان‪:‬ذظامهاوأءماتجا(‪:)٢‬‬
‫انشئت هيئة حقوق اإلنان بموجب القرار ذي الرقم‪ )٢٠٧( :‬المؤرخ في‪:‬‬
‫‪١٤٢٦/٨/٨‬ه‪ ،‬وهي هيئة حكومية ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وتعى إلى‬
‫حماية حقوق اإلنان وتعزيزها وفائ لمعاييرحقوق اإلنان الدولية في جميع الجاالت‪،‬‬

‫=ص(‪.)١٢٢‬‬

‫حقوق اإلشان يف اإلسالم وتطبيقاهتا يف اململكة العربية العودة‪ ،‬د‪ .‬سليمان بن عبد الردن احلقيل‬ ‫(‪)١‬‬

‫ص(‪.)١٢٢‬‬

‫تنظيم اجتيئة‪ ،‬متاح على الرابط التايل‪:‬‬ ‫(‪)٢‬‬


‫‪6=٢٩‬ج‪3‬؟ع‪1‬هـ=جع‪3‬أع‪68‬ج‪3‬؟=‪6‬ج؟ت؟‪0٠8.38‬أل‪.‬هـا‪6‬؛‪81‬ا‪8‬؛غج‪٦‬الد^الآلا‪0¥.83‬ج‪0.‬د‪٠:/‬غ‬

‫‪-١٣٥-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫كما تعمل على نشر الوعي بها‪ ،‬واإلسهام في ضمان تطبيق ذلك في ضوء أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وبعد هيئة حقوق اإلنان هي الجهة الحكومية المختصة بإبداء الرأي والمشورة فيما‬
‫يتعلق بمائل حقوق اإلنان في المملكة‪.‬‬
‫وتتمتع الهيئة بالشخصية االعتبارية واالستقالل التام في ممارسة مهماتها‬
‫الحصوص عليها في نظامها‪ ،‬رأيرزما تضطلع به الهيئة ما يأتي‪:‬‬
‫أ — التأكد من تنفيذ الجهات الحكومية المعئية لألنظمة واللوائح السارية فيما يتعلق‬
‫بحقوق اإلنان‪ ،‬والكشف ‪-‬عن التجاوزات المخالفة لألنظمة المعمول بها في المملكة‬
‫والني تشكل انتهاكا لحقوق اإلنان‪ ،‬واتخان اإلجراءات النظامية اذآلزمة في هذا الشأن‪.‬‬

‫ب‪-‬إبداء الرأي في مشروعات األنظمة المتعلقة بحقوق اإلنان‪ ،‬ومراجعة‬


‫األنظمة القائمة‪ ،‬واقتراح تعديلها وفائ لإلجراءات النظامية‪.‬‬

‫ج — متابعة الجهات الحكومية لتظبيق ما يخصها من الصكوك الدولية لحقوق‬


‫اإلنسان ازني انضمت إليها المملكة‪ ،‬والتأكد من اتخان تلك الجهات اإلجراءات اذآلزمة‬
‫لتنفيذها‪.‬‬
‫د‪-‬إبداء الرأي في الصكوك الدولية الخاصة بحقوق اإلنان‪ ،‬فيما يتعلق بانضمام‬
‫المملكة إليها‪ ،‬أو األحكام الواردة فيها‪.‬‬
‫ه — الموافقة على تقارير المملكة المتعلقة بحقوق اإلنان‪ ،‬ورفع ما يلزم منها من‬

‫ؤبل رئيس الهيئة إلى رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬


‫ر— زيارة السجون‪ ،‬ردرر التوقيف في أي وقت دون إذن من جهة االختصاص‪،‬‬

‫ورفع تقارير عنها إلى رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪-١٣٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫تلقي الشكاوى المتعلقة بحقوق اإلنان‪ ،‬والتحقيق من صحتها‪ ،‬واتخان‬ ‫ز‬


‫اإلجراءات النظامية في شأنها‪.‬‬
‫ح — وضع السياسة العامة لتنمية الوعي بحقوق اإلنان‪ ،‬واقتراح سبل العمل‬
‫على نشر ثقافة حقوق اإلنان والتوعية بها ؛ وذلك من "خالل المؤسسات واألجهزة‬
‫المختصة بالتعليم والتدريب واإلعالم وغيرها‪.‬‬
‫؟‪-‬الجمعية الوطنية لخقوق اإلنان‪ :‬نظامها وأعمالها‪:‬‬
‫أعطى الملك فهد بن عبد العزيز طسيه الموافقة السامية على إنشاء الجمعية الوطنية‬
‫لخقوق اإلتان بالقرار ذي الرقم‪ ،٢/٢٤ :‬المؤرخ في‪/١/١٨ :‬ه‪١٤٢‬ه(‪ ،)١‬ودي‬

‫هيئذوطئية مستقلة ماؤا وإداريا‪ ،‬رليس لهاأي ارتباطبًاي جهاز حكومي‪ ،‬وترمي إلى‬
‫مايأتى‪:)٢‬‬
‫أ — العمل على حماية حقوق اإلتان وفائ للنظام األساسي للحكم الذي‬
‫مصدره الكتاب والتة‪ ،‬ووفائ ذألنظمة المرعية‪ ،‬وما ورد في اإلعالنات الخاصة بحقوق‬

‫اإلتان الصادرة عن الجامعة العربية‪ ،‬ومنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬واألمم المتحدة‪،‬‬


‫ووكاالتها‪ ،‬ولجانها المختصة‪ ،‬وبما ال يخالف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا انجال‪.‬‬
‫— ‪ -‬الوقوف ضد الظلم‪ ،‬والتعسف‪ ،‬والعنف‪ ،‬والتعذيب‪ ،‬وعدم التامح‪.‬‬

‫انظر‪ :‬اجلمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ‪ :‬النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (‪.)٧‬‬ ‫(‪)١‬‬
‫ت؟‪8‬ئسج‪±‬ء‪/١٤٧/0‬ك‪1‬سا‪.83‬ج‪.0٢‬ئ‪8‬ع‪٠://‬غ‬
‫انظر‪ :‬اجلمعية الوطنية حلقوق اإلذسان‪ :‬النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (‪.)٨‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫‪-١٣٧-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫ومن أبرز اختصاصات الجمعية ما يأتي(‪:)١‬‬


‫أ— التأكد من تغفين ما ورد في التظام األساسي للحكم‪ ،‬وفي األنظمة الداخلية في‬
‫المملكة ذات العالقة بحقوق االنسان‪.‬‬
‫ب — التأكد من تغفين التزامات المملكة تجاه قضايا حقوق االنان‪ ،‬وفق ما ورد‬
‫في إعالن القاهرة لحقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬وميثاق األمم المتحدة‪ ،‬والمواثيق‬
‫والصكوك الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ج — تلذي الشكارى ‪ ،‬ومتابعتها مع الجهات !المختصة ‪ ،‬والتحقق من دعوى‬
‫المخالفات والتجاوزات المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫د‪-‬تقديم اآلراء والمقترحات للهيائت الحكومية واألهلية للعمل على التثقيف‪،‬‬
‫ونثر المعلومات في مجال حقوق االنسان‪.‬‬
‫ه — التعامل مع قضايا حقوق اإلنسان في الهيائت الدولية بشكل عام ‪،‬‬
‫والمنظمات الدولية غير الحكومية بشكل خاص‪.‬‬
‫***‬

‫عناية المملكة‪ ,‬العربية‪ ,‬السعودية ^قوق االذد‪٤‬ق على المستوى الدولي‬

‫يمكن الوقوف على إسهامات المملكة العربية العودية‪ ،‬وجهودها في العناية‬


‫بحقوق االنسان دويا من خالل اسع على اتحاور اآلتية(‪: )٢‬‬

‫اجلمعية الوطنية حلقوق اإلنسان‪ :‬النظام األساسي للجمعية الوطنية حلقوق اإلنسان ص (‪.)٩-٨‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫انظر‪ :‬حقوق اإلنسان املدنية يف النظام األساسي للحكم يف اململكة العربية السعودية «دراسة تأصيلية تطبيقية‬ ‫( ‪)٢‬‬

‫مقارنة»‪ ،‬لناصر حممد البقمي ص(‪٠)١٩٣_١٨٩‬‬

‫‪-١٣٨-‬‬
‫حقوواإلنسان ه‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات الي قامت بها المملكة على المستوى الدولي‪:‬‬


‫قامت المملكة بكثيرمن اإلجراءات الدولية ‪١‬لش تؤكد داكتا عملها الفعال في مجال‬
‫حماية حقوق اإلنان على المستوى العالمي‪ ،‬ومن أهم هذه اإلجراءات ما يأتي‪:‬‬
‫‪- ١‬أكدت المملكة‪ ،‬وتؤكد باستمرار‪ ،‬على أنها مع كل جهد دولي يرمي إلى‬
‫حماية حقوق اإلنان‪ ،‬كما أعلنت في أكثر من مؤتمر واجتماع دوليين أنها ترحب‬
‫باآلليات اذش شكلتها األمم المتحدة في هذا الصدد‪ ،‬وفي مقدمتها لجنة حقوق اإلنسان‬
‫يجئيف‪ ،‬كما جددت المملكة باستمرار دعمها وتأييدها للهيائت المعنية بحقوق اإلنان‪،‬‬
‫وما صدر عنها من صكوك دولية على مدار أكثر من خمين عاائ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ما تزال المملكة تاهم في عدد من صناديق حقوق اإلنسان التابعة لألمم‬
‫المتحدة‪ ،‬مثل صندوق ضحايا التعذيب‪ ،‬رصندرق منع التمييز العنصري‪ ،‬وصندوق‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬وغيرها من الهيائت‪.‬‬
‫‪ — ٣‬انتخاب المملكة في ‪ ١٠‬مايو ‪٢٠٠٦‬م لعضوية مجلس حقوق اإلنان التابع‬
‫لجيئة األمم المتحدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف المملكة من المواثيق الدولية الخاصة بحقوق اإلنان‪:‬‬
‫تتضح إسهامات المملكة في مجال حقوق اإلنسان على المستوى العالمي من خالل‬
‫مواقفها من المواثيق واالتفاقات الدولية المعنية بهذا الجال‪ ،‬وفيما يأتي إشارة إلى أهم‬
‫هذه المواثيق التي انضمت إليها المملكة‪.‬‬
‫‪ — ١‬انضمت التفاقية منع جرية اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها عام ‪ ١٩٥٠‬م‪.‬‬
‫‪ — ٢‬انضمت التفاقية حقوق الطفل عام ‪ ١٩٩٦‬م‪.‬‬
‫‪ — ٣‬انضمت التفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة‬

‫‪-١٣٩-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫القاسية أو الالسانية أو المهينة ءام‪١٩٩٧‬م‪.‬‬


‫‪ - ٤‬انضمت التفاقية القضاء على التغرقة العنصرية بكافة صورها وأشكالها عام‬
‫‪١٩٩٧‬م‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬البعد اإلناني للسياسة الخارجية العودية ‪:‬‬
‫يعد نشاط وزارة الخارجية العودية في مجال الماعدات واإلعانات الدولية من‬
‫أهم الشواهد الني تدلل على عمق ارتباط السياسة العودية بمجال حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وقيما يأتي عرض لجانب من هذه الماعدات‪:‬‬
‫‪ — ١‬قدمت المملكة ماعدات بلغت قيمتها ‪ ٦٩,٣٣٨‬مليار دوالر خالل الفترة من‬
‫‪١٩٧.‬مإلى ‪١٩٩٩‬م‪ ،‬حسب البيانات الصادرة عن الشر االقتصادي العربي الموحد‬
‫لعام ‪٢٠٠٠‬م استفاد منها أكثرمن ‪ ١٠٠‬دولة من مختلف مناطق العام دون تمييز‪.‬‬
‫ص إجمالي‬ ‫‪-٢‬تعد المملكة أكبر الدول العربية المانحة للماعدات بنسبة ‪٦٤,٤‬‬
‫الماعدات العربية البالغة ‪ ١٠٧,٧‬مليارات دوالر خالل العقود الالثة الماضية من‬
‫‪١٩٧٠‬م— ‪١٩٩٩‬م‪.‬‬

‫‪-٣‬تحتل المملكة المرتبة األولى عالمتا من حيث قيمة الماعدات ادس تقدمها إلى‬
‫الدول األخرى‪ ،‬وذلك بالنظرإلى نسبة الماعدات المقدمة منها إلى الناتج القومي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬والني قدرت في المتوسط بذحو‪٢,٨‬لز وه‪٣,‬بذ "خالل عقدي الثمانينيات‬
‫والتعيئيات‪ ،‬وانحفضت إلى ‪١ , ١‬با عام ‪ ١٩٩٩‬م‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فهي نسبة‬
‫تفوق بكثيرنسبة الماعدات المقدمة من دول لجنة ماعدات التنمية (داك) (‪)٥٨٤‬‬
‫)‪ ،‬كما أن نسبة‬ ‫(‪0£0‬‬ ‫التابعة لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية األوروبية‬
‫الماعدات العودية إلى الناتج القومي تجاوزت بكثير نعبة ‪ ^٠,٧‬وهي النسبة انحددة‬

‫‪٠١٤٠٠‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫من قبل األمم المتحدة هدفا للماعدات اإلنمائية المقدمة من الدول الصناعية المتقدمة‪.‬‬
‫‪-٤‬أولت المملكة اهتماائ واسائ للذضايا اإلنانية المعاصرة المتصلة بالحروب‬
‫والكوارث الطبيعية‪ ،‬ودائعنا ها يأتي التحرك العودي مبكرا وفاعائ لمواجهة هذه‬

‫األزمات‪ ،‬من أجل تخفيف آالم المتغردين بصورة فعلية‪ ،‬وقد جرت العادة إلى جانب‬
‫الماعدات الحكومية الرسية الض تقدمها الدولة بفتح حابات لتلقي التبرعات في‬
‫البتوك الوطنية العودية؛ نا يعكس نجاح المملكة في غرس ثقافة حقوق اإلنسان في‬

‫قلوبمواطتيها‪.‬‬
‫‪ — ٥‬تتلقى المفوضية السامية لشؤون الالجئين منذ فترة طويلة ماهمة سنوية في‬
‫ميزانيتها من المملكة العربية العودية‪.‬‬
‫‪—٦‬تترع المملكة لماعدة الالجئين في إفريقيا والصومال‪.‬‬

‫‪ — ٧‬ساهمت المملكة في إعانة ثالثة ماليين الجئ عدى الحدود األفغانية‬


‫الباكستانية من العجزة والناء واألطفال‪.‬‬
‫‪ — ٨‬اهتمت المملكة بأحوال الالجئين في البوسنة واتجرسك وباكمتان من "خالل‬
‫تقديم الدعم المالي والعرض تجم؛ من أجل الوفاء‪ ،‬ولوبالحد األدنى‪ ،‬من متطلبات‬
‫حقوقهم اإلنانية‪.‬‬
‫***‬

‫الطالبة‪:‬‬ ‫أخي الطاب ا أخض‬


‫للتوسع في موضوعات هذه الوحدة ينظر إلى‪:‬‬
‫‪ — ١‬موسوعة حقوق اإلنان في اإلسالم‪ ،‬وساتها في المملكة العربية العودية‪،‬‬
‫عدنان الوزان‪ ،‬مؤسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ه‪٢٠٠‬م‪.‬‬

‫‪٠١٤١٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫‪ - ٢‬حقوق االنسان المدنية في النظام األساسي للحكم في المملكة العربية‬


‫السعودية((دراسةتأصيليةتطبيقيةمقارنة»‪ ،‬ناصرالبقدي‪ ،‬رسالةدكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العليا ‪ :‬قسم العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪٢٠٠٦‬م‪.‬‬
‫‪ - ٣‬حقوق اإلنسان في العودية‪ ،‬عبد اضعن البكر‪ ،‬دار اشبيليا‪ ،‬ط‪، ١‬‬
‫‪١٤٢٣‬ه‪.‬‬
‫***‬

‫‪-١٤٢-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫لؤائإل‬
‫أخي الطالب أخي الطالبة‪..‬‬
‫في نهاية مقرر ((حقوق اإلنسان )) يجدر أن نذكر بأبرز ما تضمنه هذا المقرر من‬
‫معلومات‪ ،‬وذلك على النحواآلتي‪:‬‬
‫— مفهوم حقوق اإلنسان في اإلسالم يعي الحقوق اكي كفلها اإلسالم وحفظها‬
‫لإلنان‪ ،‬فردا وجماعة في كل مجاالت الحياة اإلناسة‪.‬‬
‫— أبرز االتفاقيات الدولية لحقوق اإلتان هي اإلعالن العالمي لحقوق اإلنان‪،‬‬
‫وما تاله من العهود الدولية؛ كالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والعهد‬
‫الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره‬
‫من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية‪.‬‬
‫— قاعدة الشريعة في الحكم عدى هذه االتفاقيات هي قبول ما فيها من حق‬

‫ومصلحة نافعة‪ ،‬ورفض ما فيها من ضرر وباطل‪.‬‬


‫المملكة العربية العودية تولي عناية كبيرة لحقوق االنان على الممتويين‬
‫الؤليوالدولي‪.‬‬
‫والله نسأل أن يتفع أبناءنا الطالب وبناتنا الطالبات بهذا الكناب‪ ،‬وأن يوفقنا‬
‫جميعًا لما يحبه ويرضاه‪ ،‬وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلىآله وصحبه‬

‫أجعين‪.‬‬
‫***‬

‫‪-١٤٤-‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫‪٠‬‬
‫تفعيرالقرآن العظيم‪ ،‬إسماعيل بن عمر بن كثيرالقرشي الدمشقي( ت ‪ ٧٧٤‬ه) ‪،‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫تحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ ،‬دار طيبة للنشروالتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬

‫‪١٤٢٠‬ه‪١٩٩٩/‬م‪.‬‬

‫جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬محمد بن جرير الطبري (ت ‪ ٣١٠‬ه) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أحد محمد‬ ‫(‪)٢‬‬

‫شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪١٤٢٠ ،‬ه‪٢٠٠٠/‬م‪.‬‬

‫الجامع ألحكام القرآن والمبين لما تضمنه من العنة وآي الغرقان‪ ،‬محمد بن أجمد بن‬ ‫(‪)٣‬‬

‫أبيبكرالقرطبي(ت‪٦٧١‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الله بن عبد اتحين التركي‪ ،‬مؤسسة‬


‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪١٤٢٧ ،‬ه‪٢٠٠٦/‬م‪.‬‬

‫الحرية الدينية بين المسلمين وأهل الكتاب‪ ،‬خالد القاسم‪ ،‬كرسي األميرسلطان‪ ،‬الطبعة‬ ‫(‪)٤‬‬

‫األولى‪١٤٣٠ ،‬ه‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان المدنية في النظام األم؛ سي للحكم في المملكة العربية الععودية ((دراسة‬ ‫(‪)٥‬‬

‫تأصيلية تطبيقية مقارنة))‪ ،‬ناصر البقمي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ :‬نم‬

‫العدالة الجنائية‪. ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪٢٠٠٦ ،‬م‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬محمد عيد العباسي‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث‬ ‫(‪)٦‬‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪١٤٣١ ،‬ه‪.‬‬

‫حقوقاإلذانفي‪,‬لعودية‪ ،‬عبدادين البكر‪ ،‬دارإشبيليا‪ ،‬الطبعة األولى‪١٤٢٣ ،‬ه‪.‬‬ ‫(‪)٧‬‬


‫حقوق اإلنسان في اليهودية والميحية واإلسالم مقارنًا بالقانون الدولي‪. ،‬خالد الشئيبر‪،‬‬ ‫(‪)٨‬‬

‫كرسي األميرسلعالن‪ ،‬الطبعة األولى‪١٤٣٠ ،‬ه‪.‬‬

‫حقوق العمال بين اإلسالم والمعاييرالدولية للعمل‪ ،‬رزق بن مقبول الريس‪ ،‬عمادة‬ ‫(‪)٩‬‬
‫البحث العلمي‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ١٤٢٣ ،‬ه‪.‬‬

‫‪-١٤٦-‬‬
‫حقوذاإلنسان ه‬

‫سماحة اإلسالم في معاملة غيرالملمين‪ ،‬ونماذج من التعامل االجتماعي في المملكة‪،‬‬ ‫(‪)١٠‬‬

‫د‪ .‬عبد الله بن إبراهيم اللحيدان‪ ،‬عمادة البحث العلمي بجامعة اإلمام محمد بن سعود‬

‫اإلسالمية‪١٤٢٩ ،‬ه‪.‬‬

‫الطرق الحكمية في السياسة الشرعية‪ ،‬محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت ‪٧٥١‬ه) ‪،‬‬ ‫(‪)١١‬‬
‫تحقيق ‪ :‬نايف بن أحد الحمد‪ ،‬دار عالم الفوائد‪.‬‬

‫المرأة والعنف في المواثيق الدولية‪ ،‬مها المانع‪ ،‬الجمعية العودية للدراسات الفكرية‪،‬‬ ‫(‪)١٢‬‬

‫الفصيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ه‪١٤٣‬ه‪.‬‬

‫موسوعة حقوق اإلنسان في اإلسالم وسساتها في المملكة العربية السعودية‪ ،‬عدنان‬ ‫(‪)١٣‬‬
‫الوزان‪ ،‬مؤسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ه‪٢٠٠‬م‪.‬‬

‫‪٠١٤٧٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬

‫لصح‬
‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪٣‬‬ ‫‪ ٠‬المقدمة ‪............................................................................................‬‬

‫‪٧‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة األولى المدخل إلى دراسة حقوق اإلنسان في اإلسالم‪......... .‬‬

‫‪٨‬‬ ‫• مفهوم حقوق اإلتان فياإلسالم ‪............................................................‬‬

‫‪٩‬‬ ‫• خمائص حقوق االتانفياإلسالم ‪........................................................‬‬

‫‪١٤‬‬ ‫• ضماتات حقوق اإلتان‪.........................................................‬‬

‫‪١٦‬‬ ‫• مصادر حقوق اإلنسان في اإلسالم ‪.............................................‬‬

‫‪١٩‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الغانية‪ :‬حقوق اإلتان في االتفاقيات الدولية‪،‬والموقف مدها‪. .... .‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫• أسبقية حقوق اإلنسان على نشأة المعاهدات والمواثيق الدولية‪...........‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫• أسباب ظهور الدعوات الحديثة لحقوق اإلنان ‪...........................................‬‬

‫‪٢٤‬‬ ‫• الهيائت واسات الدولية الي تعدى بحقوق اإلتان ‪....................................‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫• أبرز االتفاقيات الدولية لحقوق اإلتان ‪.....................................................‬‬

‫‪٢٨‬‬ ‫• موقف اإلسالم من االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنان ‪..................................‬‬

‫‪٣١‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الثالثة‪ :‬حق الحياة ‪................................................................‬‬

‫‪٣٢‬‬ ‫• حق اإلنسان في الحياة‪ ،‬وتحريم االعتداء على الدفس في اإلسالم‪.........‬‬

‫‪٣٨‬‬ ‫• الحافظة على سالمة الجد ومخ االعتداء عليه ‪.......................................‬‬

‫‪٤٣‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الرابعة‪ :‬حق الحردة ‪..............................................................‬‬

‫‪٤٤‬‬ ‫• مفهوم الحرية‪ ،‬وضوابطها في اإلسالم ‪..................................................‬‬

‫‪٤٩‬‬ ‫• استعراض أهم أنواع الحرات في اإلسالم ‪..............................................‬‬

‫‪-١٥٠-‬‬
‫حقوى اإلنسان =‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪٥٣‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الخامة‪ :‬حق العدالة والماواة ‪................................................‬‬
‫‪٥٤‬‬ ‫‪ ٠‬العدل والمساواة في اإلسالم ‪...............................................................‬‬
‫‪٥٦‬‬ ‫‪ ٠‬مظاهر العدل في اإلسالم ‪..................................................................‬‬
‫‪٦٠‬‬ ‫‪ ٠‬مظاهر المساواة في اإلسالم ‪................................................................‬‬
‫‪٦٢‬‬ ‫‪ ٠‬الغرق بين المساواة في اإلسالم وفي المواثيق الدولية ‪....................................‬‬

‫‪٦٥‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة السادسة‪ :‬حق التملك والعمل والرعاية الصحية ‪............‬‬


‫‪٦٦‬‬ ‫‪ ٠‬حق التملك ‪ :‬أنواعه‪ ،‬وموقف اإلسالم منه ‪...............................................‬‬

‫‪٦٨‬‬ ‫‪ ٠‬حق العمل‪ :‬مفهومه‪ ،‬وآثاره‪.............................................................‬‬


‫‪٧٢‬‬ ‫‪ ٠‬حق الرعاية الصحية ‪ :‬الوقائية والعالجية في اإلسالم ‪....................................‬‬

‫‪٧٥‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة السابعة‪ :‬حق الزواج وتكدس األسرة ‪............................................‬‬


‫‪٧٦‬‬ ‫‪ ٠‬حق التزوج في اإلسالم ‪....................................................................‬‬
‫‪٨١‬‬ ‫‪ ٠‬حقوق األسرة‪...............................................................................‬‬

‫‪٨٧‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الثامدة‪ :‬حقوق الطفل ‪...........................................................‬‬


‫‪٨٨‬‬ ‫‪ ٠‬حقوق الطفل ما قبل الوالدة‪..............................................................‬‬
‫‪٩٠‬‬ ‫‪ ٠‬حقوق الطفل بعد الوالدة ‪.................................................................‬‬
‫‪٩٥‬‬ ‫‪ ٠‬بيان ما يميزحقوق األطفال في اإلسالم ‪.................................................‬‬

‫‪٩٧‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة التاسعة‪ :‬حقوق المرأة ‪............................................................‬‬


‫‪٩٨‬‬ ‫‪ ٠‬سبب تخصص حقوق المرأة بالحديث ‪....................................................‬‬
‫‪٩٩‬‬ ‫‪ ٠‬أهم حقوق المرأة في اإلسالم ‪..............................................................‬‬

‫‪١٠٥‬‬ ‫‪ ٠‬أساس الغرق بين حقوق المرأة في اإلسالم وفي المواثيق الغربية ‪..........‬‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة العاشرة‪ :‬حقوق غيرالملمين داخل الجتمع الملم‪...........‬‬
‫‪١٠٨‬‬ ‫‪ ٠‬تميز اإلسالم في معاملة األقليات غيرالمسلمة ‪...........................................‬‬

‫‪٠١٥١٠‬‬
‫حقوى اإلنسان‬ ‫ه‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪١٠٩‬‬ ‫‪ ٠‬أنوع غيرالملمين في الدولة اإلسالمية ‪....................................................‬‬
‫‪١١٠‬‬ ‫‪ ٠‬بيان حقوق غيرالملمين في اإلسالم ‪.......................................................‬‬
‫‪١١٦‬‬ ‫‪ ٠‬المساواة بين الملم والكافر في ضوء دعوات المواطنة المعامرة ‪..........‬‬

‫‪١١٩‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الحادية عشرة‪ :‬حق التعاون والتكافل االجتماعي‪........... .‬‬


‫‪١٢٠‬‬ ‫‪ ٠‬ثمير اإلسالم في جانب العالة؛ت االجتماعية ‪.............................................‬‬

‫‪١٢١‬‬ ‫‪ ٠‬حقوق اإلتان االجتماعية‪...................................................................‬‬

‫‪١٣١‬‬ ‫‪ ٠‬الوحدة الائتيذعشرة‪ :‬حقوق اإلتان في المملكة العربية العودية‪.......‬‬


‫‪١٣٢‬‬ ‫‪ ٠‬عناية المملكة العربية السعودية بحقوق اإلنسان على المستوى الوطني‪...... .‬‬
‫‪١٣٨‬‬ ‫‪ ٠‬عناية المملكة العربية السعودية بحقوق اإلنسان على المستوى الدولي‪...... .‬‬

‫‪١٤٣‬‬ ‫‪ ٠‬الخاتمة ‪............................................................................................‬‬


‫‪١٤٥‬‬ ‫‪ ٠‬قائمة المراجع ‪...................................................................................‬‬
‫‪١٤٩‬‬ ‫‪ ٠‬الحتوفات‪.........................................................................................‬‬

‫اا‪١‬‬

‫‪-١٥٢-‬‬

You might also like