You are on page 1of 38

‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .

‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫علم نفس النمو‬


‫اعداد‬
‫الدكتور‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫‪-1‬‬
‫مفهوم علم نفس النمو وقوانين النمو ومطالبه‬ ‫‪-2‬‬
‫العوامل المؤثرة على النمو‬ ‫‪-3‬‬
‫نظريات النمو‬ ‫‪-4‬‬
‫تقسيم النمو الى مراحل – والمرحلة الجنينية‬ ‫‪-5‬‬
‫مرحلة الرضاعة‬ ‫‪-6‬‬
‫مرحلة الطفولة المبكرة من ‪ 6 – 3‬سنوات‬ ‫‪-7‬‬
‫مرحلة الطفولة الوسطى< من ‪ 9 – 6‬سنوات‬ ‫‪-8‬‬
‫مرحلة الطفولة المتأخرة ‪ 12 – 9‬سنة‬ ‫‪-9‬‬
‫مشكالت مرحلة الطفولة‬ ‫‪-10‬‬
‫مرحلة البلوغ والمراهقة – مفهومها – تقسيماتها< – اشكالها –‬ ‫‪-11‬‬
‫مرحلة المراهقة المبكرة –من ‪ 15-12‬سنة‬ ‫‪-12‬‬
‫المراهقة المتأخرة – من ‪ 21 – 15‬سنة‬ ‫‪-13‬‬
‫حاجات المراهقين ومشكالتهم‬ ‫‪-14‬‬
‫الرشد والشيخوخة‬ ‫‪-15‬‬

‫المحاضرة االولى‬

‫(مفهوم علم نفس النمو وقوانين النمو ومطالبه)‬

‫محتويات المحاضرة األولى‬

‫تعريف النمو ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القوانين والمبادئ< العامة للنمو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطالب النمو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مصادر مطالب النمو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطالب النمو خالل مراحل عمر اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعريف النمو‪ ” :‬تلك التغيرات االرتقائية البنائية التي تطرأ على الفرد في مختلف النواحي< الجسمية ‪ ،‬والعقلية ‪ ،‬واالنفعالي<<ة‬
‫‪ ،‬واالجتماعية ‪ ،‬وذلك منذ لحظة تكوينه وحتى انتهاء حياته ” ( يعني مصطلح ارتقائية أن التغيرات النمائية ترتبط ارتباط<<ا‬
‫منتظما بالزمن ) ‪.‬‬

‫ما الفرق بين مصطلحي النمو والتطور ؟‬

‫النمو هو ‪ :‬الزيادة في حجم الجسم وأجزاءه أو تركيبه‬ ‫‪‬‬


‫‪1‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫التطور هو ‪ :‬الوصول إلى حالة من القدرة الوظيفية سواء كانت مرتبطة بالنواحي< البيولوجية أو السلوكية‬ ‫‪‬‬

‫مثال ‪ :‬الزيادة في حجم الذراعين أو األصابع ه<<و ” نم<<و ” ‪.‬أم<<ا الق<<درة على اس<<تخدام ال<<ذراعين واألص<<ابع< في أداء عم<<ل‬
‫كالكتابة أو الرسم أو استخدام< الكومبيوتر< فهو ” تطور< ” ‪.‬‬

‫القوانين والمبادئ العامة للنمو‬

‫النمو عملية تغير كلي مستمر< ومنتظم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يسير النمو في اتجاهات محددة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تتأثر كل مرحلة من مراحل النمو بالمرحلة السابقة وتؤثر< في المرحلة التالية لها‬ ‫‪-3‬‬
‫يتأثر النمو بالعوامل الداخلية والخارجية‬ ‫‪-4‬‬
‫يخضع النمو لمبدأ الفروق الفردية‬ ‫‪-5‬‬
‫النمو يتضمن التغير الكمي والكيفي‬ ‫‪-6‬‬
‫اختالف معدل سرعة النمو‬ ‫‪-7‬‬
‫النمو يمكن التنبؤ به ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪ 1‬ـ النمو عملية تغير كلي مستمر ومنتظم ‪ :‬النمو عملية مستمرة طوال حياة اإلنسان ويرتب<ط ذل<ك بمفه<وم م<دى الحي<اة ‪،‬‬
‫ورغم استمرارية النمو إال أنه ليس تدريجيا دائما فقد تحدث طفرات ‪ ،‬كما في مرحلة المراهقة ‪ ،‬أو طفرة في النمو اللغ<<وي‬
‫كما في مرحلة ما قبل المدرسة ‪،‬والطفرة في النمو االجتماعي كما في الرشد ‪.‬‬

‫النمو عملية كلية ال تمس جانب واحد من الشخصية ‪ ،‬ولكنها تمس الجوانب االجتماعية والجسمية واالنفعالية في تكامل ت<<ام‬
‫مثال ‪ ( :‬الطفل عندما يمشي تزيد حصيلته اللغوية ‪ ،‬ويصبح أكثر اجتماعية ‪ ،‬وتخف حدة انفعاالته ) ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يسير النمو في اتجاهات محددة ‪.‬‬

‫االتجاه من الرأس إلى القدمين أو االتجاه من أعلى إلى أسفل مثل ـ حركات الرأس قبل الوقوف< مث<<ل ـ الجل<<وس قب<<ل‬ ‫أ‪-‬‬
‫الوقوف< أو المشي‬
‫االتجاه من الوسط إلى األطراف< مثل ـ استخدام مفاصل الرسغ والكوع< قبل استخدام< األط<<راف< ـ الجل<<وس قب<<ل الكالم‬ ‫ب‪-‬‬
‫والمشي‬
‫االتجاه من العام إلى الخاص مثل ـ الحركات كلية ثم جزئية ـ الفهم عام ثم أكثر تخصصا<‬ ‫ت‪-‬‬

‫‪ 3‬ـ تتأثر كل مرحلة من مراحل النمو بالمرحلة السابقة وتؤثر في المرحلة التاليــة لهــا ‪ :‬ك<<ل مرحل<<ة هي امت<<داد للمرحل<<ة‬
‫السابقة لها وتمهيد للمرحلة التالية‬

‫مثال ‪ :‬إصابة األم بالحصبة األلمانية خالل الثالث أشهر األولى من الحمل تؤدي إلى والدة طفل مشوها ويبقى كذلك ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬العام األول من حياة الطفل يعتبر عاما حاسما في نمو الشعور بالثقة ‪ ،‬وفق<دان الرعاي<ة واالهتم<<ام الك<<افي ي<ؤدي< إلى‬
‫الفشل في تكوين عالقات اجتماعية صحيحة في المستقبل ‪.‬‬

‫‪4‬ـ يتأثر النمو بالعوامل الداخلية والخارجية ‪ :‬العوامل الوراثية ( الداخلية ) تظهر في الص<<فات الجس<<مية والعقلي<<ة كال<<ذكاء‬
‫والقدرات العقلية الخاصة ‪ ،‬أما العوامل البيئية ( الخارجية ) تظهر في الصفات االنفعالية واالجتماعية والنفسية ‪ ،‬كما ت<<ؤثر‬
‫عملية التفاعل بين الوراثة والبيئة في النمو ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ 5‬ـ يخضع النمو لمبدأ الفروق الفردية ‪ :‬أساس هذا المبدأ هو عاملي الوراثة والبيئة ‪ ،‬لك<<ل ف<<رد س<<رعته في النم<<و تختل<<ف‬
‫عن اآلخرين ‪ ،‬وأسلوبه في الحياة ‪ ،‬وطريقته في التعلم ‪ ,‬وقدرات< ومهارات ‪....‬‬

‫‪16%‬‬ ‫‪68%‬‬ ‫‪16%‬‬

‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫متفوقين‬

‫‪ 6‬ـ النمو يتضمن التغير الكمي والكيفي ‪ :‬التغير الكمي يتضمن الزيادة في حجم األعضاء ‪ ،‬أما الكيفي فيتضمن الزيادة في‬
‫القدرة الوظيفية للعضو مصاحبة للزيادة في الحجم ‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬زيادة حجم الذراعين يصاحبها< زيادة في كفاءتها الوظيفية ‪... ،‬‬

‫‪ 7‬ـ اختالف معدل سرعة النمو‪ :‬تختلف سرعة النمو من مرحلة إلى أخرى ‪ ،‬وبين كل جانب من جوانب النم<<و ‪ ،‬ومن ف<<رد‬
‫إلى آخر ‪..‬‬

‫‪ 8‬ـ النمو يمكن التنبؤ به ‪ :‬من خالل التعرف على ما يمتلكه الفرد من قدرات حالية يمكن التنبؤ بما سوف ينجزه مستقبال ‪.‬‬

‫مطالب النمو‬

‫لكل مرحلة من مراحل النمو مطالب يجب أن تتحقق حتى يستطيع الفرد أن يتحقق له التوافق والس<<عادة م<<ع نفس<<ه وم<<ع من‬
‫حوله ‪.‬‬

‫تعرف مطالب النمو بأنها ‪ ” :‬المطلب الذي يظهر في فترة ما من حي<<اة اإلنس<<ان وال<<ذي إذا تحق<<ق إش<<باعه بنج<<اح أدى إلى‬
‫شعور الفرد بالسعادة وأدى إلى النجاح في تحقي<ق مط<<الب النم<<و المس<تقبلية ‪ ،‬بينم<ا ي<<ؤدي الفش<ل في إش<<باعه إلى ن<وع من‬
‫الشقاء وعدم التوافق مع مطالب المراحل التالية من الحياة ” ‪..‬‬

‫مصادر مطالب النمو‬

‫المصدر األول ‪ :‬التاريخ الجنيني للفرد ‪ :‬يبدأ هذا المصدر منذ تكوين الخلية الملقحة وتستمر خالل المرحلة الجنينية ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬إذ لم تظهر الوظيفة السمعية خالل هذه المرحلة فإن ذلك يعني صعوبة تكيف الفرد مع األصوات كمطلب أساسي في‬
‫مراحل حياة اإلنسان التالية وال تقتصر< الصعوبة على الجانب السمعي فقط بل تمتد إلى صعوبة النطق والتعلم ‪.‬‬

‫المصدر الثاني ‪ :‬النمط الثقافي للمجتمع الذي يوجد فيه الفرد‬

‫مثال ‪ :‬مطالب النمو في المجتمعات المعاصرة تتطلب أن يكتسب الفرد مهارات استخدام الكومبيوتر< واإلنترنت ووسائل<‬

‫االتصال الحديثة حتى يستطيع أن يتكيف< مع الحياة المعاصرة‬

‫المصدر الثالث ‪ :‬الفرد نفسه ‪ :‬ما يبذله الفرد في سبيل تعلمه وإتقانه للمهارات والمعارف المختلفة تعتبر من األمور الهام<ة‬
‫في تحقيق طموحاته ‪ ،‬وحصوله على الرزق وعلى االستقرار االجتماعي ويؤدي< دورة في الحياة ‪.‬‬

‫مطالب النمو خالل مراحل عمر اإلنسان‬

‫ـ مطالب النمو في مراحل الطفولة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫تعلم الكالم واكتساب اللغة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تعلم المشي واالنتقال من مكان ألخر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعلم عمليات الضبط واإلخراج< ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعلم المهارات االجتماعية والمعرفية الالزمة لشئون الحياة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكوين الضمير< وتمييز السلوكيات الصحيحة والخاطئة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعلم المهارات الجسمية الالزمة لأللعاب واألنشطة االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعلم مهارات االستقالل الذاتي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ مطالب النمو في مراحل المراهقة ‪.‬‬

‫تكوين عالقات جديدة ناضجة مع رفاق السن ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫اكتساب الدور< االجتماعي السليم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقبل التغيرات الجسمية والتوافق< معها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق االستقالل االجتماعي عن الوالدين واألصدقاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق االستقالل االقتصادي< ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعداد واالستعداد< للزواج والحياة األسرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اكتساب القيم الدينية واالجتماعية ومعايير األخالق في المجتمع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ مطالب النمو في مرحلة الرشد والنضج ‪.‬‬

‫تنمية الخبرات المعرفية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫اختيار الزوج أو الزوجة ‪ ،‬والحياة األسرية المستقلة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكوين مستوى< اقتصادي< واجتماعي مناسب ومستقر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ مطالب النمو في مرحلة وسط العمر‬

‫تحقيق مستويات< من النجاح االجتماعي والمهني ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تحقيق مستوى< معيشي مالئم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعاون في تنشئة األطفال والمراهقين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوافق مع اآلخرين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ مطالب النمو في مرحلة الشيخوخة ‪.‬‬

‫تقبل حاالت الضعف الجسمي والمتاعب الصحية ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تقبل النقص في الدخل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوافق مع فقدان الزوج أو الزوجة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقبل الحياة بواقعها الحالي ال الماضي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في الواجبات االجتماعية في حدود اإلمكانات المتاحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المحاضرة الثانية‬
‫العوامل المؤثره على النمو‬
‫محتويات المحاضرة الثانية‬

‫العوامل المؤثرة في النمو‬ ‫‪‬‬


‫الوراثة‬ ‫‪‬‬
‫البيئة‬ ‫‪‬‬
‫الغدد‬ ‫‪‬‬
‫التغذية‬ ‫‪‬‬
‫النضح والتعلم‬ ‫‪‬‬

‫العوامل الثانوية المؤثرة على النمو‬

‫العوامل المؤثرة في النمو ‪ :‬ينمو اإلنسان نتيج<<ة للتفاع<<ل بين عوام<<ل الوراث<<ة والبيئ<<ة ‪ ،‬فعام<<ل الوراث<<ة و ال<<ذي يتمث<<ل في‬
‫الخصائص والقدرات والسمات الجسمية والعقلي<<ة المورث<<ة إلى ج<<انب الغ<<دد والن<<واحي< الفس<<يولوجية والعص<<بية ‪ ،‬و عام<<ل‬
‫البيئة بما يمثله من تعلم وخبرات وعالقات اجتماعية وثقافية‪.‬‬

‫وهذه العوامل متداخلة بشكل كبير بحيث يصعب الفصل بينها ∞‬

‫‪-‬العوامل المؤثرة في النمو الوراثة ‪..‬البيئة ‪..‬الغدد ‪..‬التغذية ‪...‬النطق والتعلم ‪..‬‬

‫‪ -1‬العواملـ الوراثية‬

‫الوراثة‪:‬هي مجموع الخصائص والسمات التي تنتقل من اآلباء واألجداد< واألسالف إلى األبناء عن طريق الكروموزوم<<ات‬
‫و الجينات ‪ ،‬تبدأ حياة اإلنسان بتكوين الخلية الملقحة ( الزيجوت) التي تتكون من ‪ 23‬زوجا من الكروموزومات< نص<<فها‬
‫يحمل الصفات الوراثية من األب بينما النصف األخر يحمل الصفات الموروث<<ة من األم ‪ ،‬أول ص<<فة تح<<دد هي ن<<وع جنس‬
‫الجنين حيث تتشابه ‪ 22‬زوجا من الكروموزومات< عند األبوين ‪ ،‬ويتحدد جنس الجنين من الزوج ‪ ، 23‬فاألم تعطي النوع (‬
‫‪ )x‬بينما األب النوعين (‪ )x‬أو (‪ )Y‬فإذا كان نوع الكروموزوم< (‪ )x‬ينتج أنثى ‪ ،‬إما إذا كان من النوع (‪ )y‬فينتج ذكرا‬

‫‪ -‬أنواع الصفات الموروثة‬

‫الصفات السائدة ‪ :‬وهي التي تنقل مباشرة من األباء إلى األبناء‬

‫الصفات المتنحية ‪ :‬هي الصفات المنحدرة من األجداد واألسالف< وال تظهر في الوالدين‬

‫الصفات الوالدية ‪ :‬هي الصفات التي تسهم في تكوينها< ظروف< بيئة الحمل أول المشكالت التي قد تصادف< والدة الجنين‬

‫‪ -2‬العواملـ البيئة ‪ :‬يشير مصطلح"البيئة" إلى ما يحيط بالفرد من متغيرات طبيعية جغرافية مثل درجات الحرارة ‪ ،‬ونوع‬
‫البيئ<ة زراعي<<ة – ص<ناعية – س<<احلية ‪ ،‬و البيئ<<ة االجتماعي<ة من ع<ادات و تقالي<د ونظم ثقافي<<ة وديني<<ة وتعليم< ‪ ،‬وم<<ا ي<وفره‬
‫المجتمع من إمكانات وتسهيالت ‪ ،‬كما يتضمن هذا المفهوم مصطلح " البيئة النفسية " والتي تشير إلى تأثر الف<<رد بمث<<يرات‬
‫معينة دون غيرها ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫وتعرف البيئة بأنها ‪:‬مجموع االستثارات< التي يتلقاها الفرد منذ لحظة إخصاب البويضة في رحم األم و حتى وفاته‬

‫وبناء على المعنى السابق للبيئة تصنف< إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬بيئة ما قبل الميالد ( بيئة الرحم )‪ :‬هي أول بيئة يوجد بها اإلنسان ‪ ،‬يت<<أثر نم<<و الج<<نين بعوام<<ل ‪ :‬تغذي<<ة األم – تناوله<<ا‬
‫المواد الضارة مثل بعض أنواع العقاقير< الطبية والتدخين ‪ ،‬وحال<<ة األم الص<<حية و إص<<ابتها ب<<األمراض كم<<ا يت<<أثر بالحال<<ة‬
‫النفسية لألم مثل القلق والتوتر والسعادة وكلها عوامل تنشأ نتيجة تفاعل األم مع البيئة المحيطة بها ‪.‬‬

‫‪ -2‬بيئة ما بعد الميالد ‪..‬وهي على الترتيب بيئة المنزل ‪ .‬بيئة المدرسة ‪ .‬بيئة العمل‬

‫تأثير الغدد في النمو ‪ :‬الغدد ‪ :‬هي أعضاء داخلية تقوم بتكوين مركبات كيميائية يحتاج إليها الجسم في عمليات النمو ‪.‬‬

‫وتنقسم إلى نوعين ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الغدد القنوية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الغدد الالقنوية (الصماء ) ‪.‬‬

‫غدد قنوية ‪ :‬وتجمع موادها األولية من الدم ثم تعيد إفرازها في قنوات مثل ‪ :‬الغدد اللعابية – الدهنية – الدمعية – العرقية‬

‫و الغدد القنوية لها أهمية فسيولوجية وليس لها عالقة مباشرة بعملية النمو ‪..‬‬

‫‪ -‬الغدد الصماء (الال قنوية)‪ :‬تجمع موادها األولية من الدم ثم تحولها< إلى مواد كيميائية معقدة تس<<مى " هرمون<<ات< " تص<<ب‬
‫الهرمونات مباشرة في الدم دون وجود قنوات ‪ ،‬تلعب الغدد الصماء دورا مهما في النمو الجسمي ونمو الشخصية وخاص<<ة‬
‫تأثيرها في الجهاز العصبي لتوازن بين إفرازتها يجعل الشخص متوازنا< في شخصيته‬

‫أنواع الغدد الصماء ‪..‬‬

‫‪ -1‬الغدد الصنوبرية ‪ :‬يبدأ تكونها في الشهر الخامس ‪ .‬توجد أعلى المخ ‪ ،‬تضمر قبل البلوغ وتس<<مى< غ<<دد الطفول<<ة التبك<<ير‬
‫في ضمورها أو التأخير يؤدي إلى حلل في الشخصية ‪..‬‬

‫‪- 2‬الغدة النخامية ‪ :‬تقع أسفل المخ ‪ ،‬وتتألف من فصين أمامي وخلفي يفرز الفص األمامي ‪ 12‬نوعا من الهرمون<<ات أهمه<<ا‬
‫هرمون النمو الذي يؤثر في نمو العظام إلى جانب النم<<و العقلي والتناس<<لي ‪ ،‬ت<<ؤثر< إف<<رازات الفص الخلفي في ض<<غط< ال<<دم‬
‫وتنظيم< الماء في الجسم ‪. .‬‬

‫‪ -3‬الغدد الدرقية ‪ :‬تقع أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية وتف<<رز< هرم<<ون " الثيروكس<<ين " ال<<ذي ي<<ؤثر في وظ<<ائف الجه<<از‬
‫العصبي ‪ ،‬لنقص يؤدي< إلى التأخر في الكالم والمشي< وعدم انتظام األسنان ‪ ،‬في الحاالت الحادة يؤدي إلى التخلف العقلي‪.‬‬

‫‪ -4‬الغدة التناسلية ‪ :‬تفرز الهرمونات الذكري لدى الذكور و األنثوية لدى اإلناث‪ ،‬مسئولة عن إبراز خصائص كل ن<<وع من‬
‫الجنس‪ ،‬نوعى الهرمونات< موجودة لدى الجنسين والهرمون السائد يتوقف< عليه نوع الجنس ‪.‬‬

‫الغذاء وعالقته بالنمو‪ :‬يلعب الغذاء دورا مهما في عملية النمو ‪ ،‬تؤدي عملية التغذية إلى تغيرات كيميائية تحدث داخ<<ل‬
‫الجسم ينتج عنها تكوين بنية الجسم ‪ ،‬وتجديد أنسجة الجسم المستهلكة‪ ،‬تحدث عمليات اله<<دم والبن<<اء في الجس<<م ‪ ،‬وق<<د تزي<<د‬

‫‪6‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫عمليات الهدم عن البناء بسبب نقص التغذية أو المرض مما يؤثر في النمو ‪ ،‬يحت<<اج الجس<<م إلى الغ<<ذاء المت<<وازن المتكام<<ل‬
‫الشامل للعناصر< الغذائية ( أمالح – بروتين – دهون – سكريات – نشويات – الماء )‪.‬‬

‫‪ - 5‬النضج والتعلم النضج ‪ :‬هو تغيرات نمائية يمكن مالحظتها ‪..‬‬

‫النضج هو " التغير المفاجئ لمظاهر سلوكية تظهر عند أفراد النوع الواحد دون أثر للتدريب والمران "‬

‫مثال ‪ :‬نضج الجهاز العصبي و التشريحي< للطفل الذي يمكنه من المشي أو الكالم أو الكتابة و القراءة ‪..‬‬

‫‪ -‬أنواع النضج‬

‫أ‪ -‬النضج العضوي أو الجسمي ‪ :‬درجة نمو أعضاء الجسم بما يمكنها من القيام بوظائف< محددة ‪ ،‬مثل درجة نمو عضالت‬
‫اليد و األصابع والجهاز العصبي الذي يمكن الطفل من الكتابة أو الرسم< ‪.‬‬

‫ب‪ -‬النضج العقلي ‪ :‬درجة نمو الوظائف العقلية كالتفكير‪ ،‬االنتباه التي تمكن الفرد من التعلم وحل المشكالت ‪..‬‬

‫ج‪ -‬النضج االجتماعي ‪ :‬وصول< الفرد إلى درجة من النمو تمكنه من التفاعل االجتماعي مع أفراد البيئة التي يعيش فيه‪..‬‬

‫د‪ -‬النضج االنفعالي‪ :‬وصول< الفرد إلى درجة من النمو تمكنه من التحكم في انفعاالته ‪..‬‬

‫‪ -‬الفروق بين النضج والتعلم‬

‫لتعلم ‪ :‬حدث بسبب قيام الفرد بنشاط ‪ ،‬عملية إرادية و وجود دافع‪ ،‬وي<<ؤدي< إلى ظه<<ور أنم<<اط خاص<<ة من الس<<لوك ‪ ،‬يرج<<ع‬
‫السبب في التعلم إلى الظروف< البيئية ‪.‬‬

‫النضج ‪ :‬ال يشترط< قيام الفرد بنشاط ‪ ،‬يحدث دون إرادة اإلنسان ‪ ،‬يؤدي إلى ظهور أنماط عامة من السلوك ‪ ،‬يرجع السبب‬
‫في النضج إلى عامل الوراثة ‪.‬‬

‫العوامل الثانويه المؤثره على النمو ‪ :‬أهم العوامل المؤثرة فى النمو بمظاهره الجسمية والنفسية واالجتماعية ولخص<<ناها‬
‫فى الوراث<<ة والبيئ<<ه ‪ ،‬والهرمون<<ات وس<<نحاول األن أن نبحث العوام<<ل الثانوي<<ة ال<<تى ت<<ؤثر فى ه<<ذا النم<<و وهى ‪ :‬الم<<رض‬
‫والحوادث التى تصيب الحامل أو الطفل ‪ ،‬واالنفعاالت الحادة ال<<تى ت<<ؤثر< ت<<أثيراً ض<<اراً على النم<<و ‪ ،‬وال<<والدة المبتس<<رة أو‬
‫الوالدة قبل األوان ‪ ،‬والهواء النقى وأشعة الشمس ‪.‬‬

‫‪ -1‬الم<<رض والح<<وادث‪ :‬ت<<ؤثر بعض األم<<راض ال<<تى تص<<اب به<<ا األم أثنائه<<ا حمله<<ا على نم<<و الطف<<ل ‪ .‬وق<د< دلت أبح<<اث‬
‫‪ L.W.Sontag‬على أن أصابة األم بالمالريا ‪ ،‬قد يؤثر< على األذن الداخلي<<ة للج<<نين فيص<<اب الطف<<ل بص<<مم كلى أو بص<<مم‬
‫جزئى ‪ ،‬ويؤثر هذا الصمم بدوره على النمو اللغوى فيعطله أو يعوقه ‪.‬‬

‫هذا ‪ ،‬وقد تؤثر بعض األمراض البدنية على النمو االنفعالي واالجتم<<اعي ‪ ،‬فالطف<<ل المص<<اب بالهيموفيلي<<ا ‪Hemophila‬‬
‫إذا نزف دمه فإنه ال يتجمد بل يظل يسيل حتى تخور قواه ويشرف< على الهالك ‪ ،‬فهو لذلك يخشى دائم<ا ً على حيات<<ه فيعيش‬
‫قلقا ً مضطربا ً ‪ .‬ويبعد دائم<ا ً عن رفقائ<ه ح<تى ال يص<<اب ب<<أى ج<<رح م<<ا ‪ ،‬وه<و يلعب معهم ‪ ،‬وب<ذلك< تض<ييق دائ<<رة تفاعل<ه‬
‫االجتماعى ‪ ،‬ويتأخر< نضجه ‪.‬‬

‫‪-2‬االنفعاالت الحادة ‪ :‬يتأثر نمو الطفل باالنفع<<االت الح<<ادة‪ .‬ولق<<د دلت أبح<<اث ويدوس<<ن ‪ E.M.widowson‬ال<<تى أجراه<<ا‬
‫على األطفال الذين يعيش<<ون فى مالجىء اليت<<امى بألماني<ا< وال<<ذين تمت<<د أعم<<ارهم من ‪ 4‬إلى ‪ 14‬س<<نة ‪ ،‬على أن االنفع<<االت‬
‫القوية الحادة تؤخر سرعة نمو هؤالء األطفال تأخيراً واضحا ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -3‬الوالدة المبتسرة‪ :‬يولد بعض األطفال والدة مبتسره ‪ ،‬أى أنهم يولدون قبل أن تكتمل المدة الطبيعية للحمل ‪ .‬ولهذا تت<<أثر‬
‫حياتهم وصحتهم< وسرعة نموهم مدة حملهم ‪ .‬ولقد دلت أبح<<اث س<<تيز ‪ M.Steiner‬وب<<ونرامث< ‪ W.Poneramce‬على أن‬
‫نسبة الوفيات بين األطفال الرضع تتناسب عكسيا ً ومدة الحمل ‪ .‬فكلما نقصت هذه المدة زادت نسبة الوفي<<ات ‪ ،‬وكلم<<ا زادت‬
‫هذه المدة نقصت نسبت الوفيات ‪ .‬هذا وتتأثر الحواس عامة بهذه الوالدة المبتسرة وخاصة حاسة البصر ‪.‬‬

‫‪ -5‬الهواء النقى وأشعة الشمس ‪ :‬يتأثر النمو بدرجة نقاوة الهواء الذى يتنفسه الطفل فأطفال الريف ينمون أس<<رع من أطف<<ال‬
‫المدن المزدحمة بالسكان‪ .‬وألشعة الشمس أثرها الفعال فى سرعة النمو وخاصة األشعة فوق< البنفسجية‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬
‫نظريات النمو‬
‫نظريات النمو‬

‫‪-‬نظرية " فرويد " – مراحل النمو عند " فرويد< "‪-‬مستويات< الشعورك مكونات الشخصية‪..‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نظرية "بياجية "‪ -‬مراحل النمو عند بياجية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نظرية " إريكسون " – مراحل النمو عند إريكسون ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫نظريات النمو‪ :‬تعددت النظريات< التي تناولت النمو بالدراسة ‪ ،‬وظهر< عدد كبير من النظريات< التي ح<<اولت تفس<<ير ظ<<اهرة‬
‫النمو اإلنساني ‪ ،‬والتغيرات التي تطرأ على اإلنسان ‪ ،‬ورغم ذلك ال توجد نظرية واحدة كاملة تماما تفسر النمو اإلنسان‬

‫نظرية "فرويد" التحليل النفسي ‪ :‬أكد ‪ ..‬فرويد< ‪ ..‬على وجود< طاقة غريزية أطلق (تولد مع اإلنسان ) عليه<<ا الش<<بق‬ ‫‪‬‬
‫( الليبدو ) وهي قوة حيوية و طاقة نفسية ‪ ،‬تتحرك وتؤثر في السلوك اإلنس<اني< ‪ ،‬ومفت<اح فهم الس<لوك اإلنس<اني عن<د‬
‫"فرويد"< هو تحديد مركز< الليبدو ‪ ،‬وهي تتركز< في مناطق< مختلفة من الجسم عبر مراحل النمو المختلفة‪.‬‬

‫و اهم هذه المراحل هي ‪-:‬‬

‫أ‪ -‬المرحلة الفمية ( األولى من عمر الطفل ) ‪ :‬تغطي هذه المرحلة السنة األولى من عمر الطفل ‪ ،‬حيث يحدث اإلشباع عن<<د‬
‫الطفل من استثارة الشفاة واللسان والفم ‪ ،‬وإذ لم يتم اإلشباع الفمي خالل هذه المرحلة بشكل مناسب فقد يطور الطفل عادات‬
‫مثل ‪ :‬مص األصابع ‪،‬أو قضم األظافر أو ربما التدخين في مراحل الحقة من عمر الطفل‪.‬‬

‫ب‪ -‬المرحلة الثانية ( من ‪ 3 <– 2‬سنة )‪:‬وتغطي< العامين الثاني والث<<الث من عم<<ر الطف<<ل‪ ،‬حيث يتزاي<د< وعي الطف<<ل بالل<<ذة‬
‫الناجمة عن حركة األمعاء على األغشية المخاطية للمنطقة الشرجية ‪،‬وإلشباع الحاجة الحيوية للتخلص من الفضالت‪.‬‬

‫ويرى فرويد أن بعض الخصائص التي يتمتع بها الفرد في مراحل الحقة من حياته مثل ‪ :‬العناد والبخ<<ل تنب<<ع من الخ<<برات‬
‫التي يمر بها الطفل في هذه المرحلة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المرحلة الثالثة ( من ‪ 6 <– 3‬سنوات ) ‪ :‬وتعبر< هذه المرحلة عن عقديتن ‪:‬أوديب ( عن<<د األطف<<ال ال<<ذكور< ) فمن وجه<<ة‬
‫نظر فرويد< أن الطفل يتعلق بأمه ويجد أن األب منافسا قويا< له ‪ ،‬ولحل هذه العق<دة يتب<نى الطف<ل مب<ادئ ومث<ل أبي<ه فيتط<ور<‬
‫لديه األنا األعلى ‪ ،‬أما عند اإلناث فيعتقد فروي<<ديوجود عق<<دة إلك<<ترا (ل<<دى اإلن<<اث ) من خالل تط<<ور مش<<اعرها نح<<و األب‬
‫ولكنها تخشى العقاب على يد أمها وتبنيها القيم والمثل التي تحترمها فيتطور لدى اإلناث األنا األعلى ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫د‪ -‬المرحلة الرابع ( من ‪ – 6‬البلوغ )‪ :‬يطل<<ق عليه<<ا مرحل<<ةالكمون‪ ،‬وتتس<<م باله<<دوء في الطاق<<ة ‪ ،‬ويك<<رس الطف<<ل وقت<<ه و‬
‫طاقته للتعلم واألنشطة البدني<<ة و االجتماعي<ة ‪ ،‬ويتح<ول< اهتم<ام الطف<<ل من ال<<ذات إلى اآلخ<<رين من خالل تك<<وين العالق<<ات‬
‫والصداقات< معهم ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬المرحلة الخامسة ( المراهقة )‪ :‬يطلق عليها المرحلة التناسلية ‪ ،‬وتغطي< هذه المرحل<ة ف<<ترة المراهق<ة ‪ ،‬وتص<بح مهم<ة‬
‫الفرد أن يحرر نفسه من والدية‪ ،‬بالنسبة للذكور فإن ذلك يعني التخلص من تعلقه بأمه ‪ ،‬وأن يجد حياة خاصة به ‪ ،‬أما البنت‬
‫فتسعى إلى الزواج وأن تنفصل عن األبوين ‪ ،‬وتقيم أسرتها< وحياتها الخاصة ‪.‬‬

‫وإذا كان التطور< في النمو ناجحا في هذه المرحلة و المراحل السابقة ‪ ،‬ف<<إن ذل<<ك يق<<ود إلى االس<<تقاللية و النض<<ج و إنج<<اب‬
‫األطفال وتربيتهم ‪.‬‬

‫وتناول فرويد في نظريته مستويات الشعور ‪-‬‬

‫الشعور ‪:‬هو كل ما يعيه الفرد في لحظة معينه‬ ‫‪-1‬‬


‫ما قبل الشعور ‪:‬هي الذكريات المخزونة والتي يمكن استدعاؤها< ◦‬ ‫‪-2‬‬
‫الالشعور ‪:‬وهو أعمق المستويات< النفسية ‪ ،‬ويتكون من الذكريات التي تؤثر في السلوك ‪ ،‬وال يمكن استدعاؤها ولكن‬ ‫‪-3‬‬
‫تظهر في األحالم وزالت اللسان‬

‫وتناول ايضا " فرويد " في نظريته مكونات الشخصي وقسمها إلى ‪:‬‬

‫الهو ‪ :‬هو مصدر الطاقة والغرائز ‪ ،‬والحاجات ‪ ،‬وهو ال شعوري< وال منطقي ويوجهه مبدأ اللذة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األنا ‪ :‬جزء منه شعوري والجزء اآلخر ال شعوري< ‪ ،‬ويعتبر< الجهاز اإلداري للشخصية ( مركز الصراع )‬ ‫‪-2‬‬
‫األنا األعلى ‪ :‬ويمثل الضمير ويضم< القيم الدينية واألخالقية ‪ ،‬ويؤثر< على السلوك ‪ ( ،‬وغالب<<ا م<<ا يح<<دث ص<<راع< بين‬ ‫‪-3‬‬
‫المكونات الثالث )‬
‫نظرية بياجية ( النمو المعرفي )‬ ‫‪‬‬

‫ركز بياجية على النمو المعرفي ‪ ،‬واهتم بدراسة نمو المفاهيم األساسية عن<<د الطف<<ل مث<<ل مفه<<وم الزم<<ان ‪ ،‬مفه<<وم المك<<ان ‪،‬‬
‫مفهوم العدد ‪ ،‬مفهوم المساحة ‪ ،‬وينظر< بياجية إلى التطور< المعرفي من زاويتين هما ‪:‬البنية العقلية ‪ ،‬و الوظائف< العقلية‬

‫‪ -‬مراحل النمو عند بياجيه ‪:‬‬

‫‪ -1‬المرحلة الحسية الحركية ‪ ،‬وتمتد< من (الميالد – العام الثاني ) و تتميز بما يلي ‪-:‬‬
‫‪ ‬يمارس الطفل أفعال بدائية ( ردود< أفعال للمثيرات ) ‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف طرق جديدة لحل المشكالت ‪ ،‬وبداية التخيل و الكالم ‪ ،‬والمشي‪.‬‬

‫‪-2‬المرحلة قبل اإلجرائية (ما قبل العمليات ) ( من ‪ 7 – 2‬سنوات ) وتتميز< بما يلي ‪-:‬‬

‫تتميز بنمو اللغة والتفكير عند الطفل ‪ ،‬ومن أهم مظاهر النمو المعرفي في هذه المرحلة هي عدم الثبات ( عدم فهم أن‬ ‫‪‬‬
‫الشيء يمكن ان يتغير و يعود< لحالته ) ( مثل عمليات الطرح )‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحل<<ة العملي<<ات الحس<<ية ) اإلج<<راءات المادي<<ة من س<<ن ‪ 11 <– 7‬س<<نة ( وتتم<<يز بم<<ا يلي‪ :‬تص<<نيف< األش<<ياء المادي<<ة‬
‫المحسوسة ( األكبر – األصغر< – األطول – األقص<ر< ) دراك ال<<زمن ( األمس – الي<<وم – الش<<هر نم<<و الق<<درة على توزي<<ع‬
‫االنتباه ‪ ،‬وتركيزه ‪ ،‬القدرة على قابلية التفكير العكسي ‪ ،‬مثال ‪ :‬الجمع و الطرح – القسمة و الضرب‬
‫‪9‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -4‬مرحلة االجراءات الصورية ( المراهقة ) وتتميز< بما يلي ‪-:‬‬

‫نمو القدرة على التفكير المجرد ( مثل مفهوم الخير – العدل – التعاون ) والقدرة على حل المشكالت‬ ‫‪‬‬
‫نمو القدرة على التخيل و استخدام< الرموز وفهم< الكتابات و األمثلة فهم الفئات ( كما في الرياضيات ‪ ،‬العلوم )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نظرية أريكسون ( النظرية النفسيه االجتماعية )‬

‫يرى "أريكسون " ‪ :‬أن نمو الشخصية يتم في ثمان مراح<<ل من الطفول<<ة إلى الش<<يخوخة ‪ ،‬وك<<ل مرحل<<ة تمث<<ل نقظ<<ة تح<<ول‬
‫تتصمن أزمة نفسية اجتماعية يعبر عنها اتجاهان ‪ :‬أحدهما خاصية مرغوبة ‪ ،‬واآلخر يتضمن خطرا‬

‫وأكد " أريكسون " على أن األزمة النفسية االجتماعية يجب أن تحل قبل أن ينتقل الفرد بنجاح إلى المرحلة التالية‪..‬‬

‫مراحل النمو النفسي االجتماعي عند أريكسون‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة الثقة عدم الثقة ( العام األول ) ‪ :‬إذا حصل الرضيع على أشباع حاجاته األساسية وشعر أن العالم آمن من حوله‬
‫‪ ،‬تتربى فيه الثقه في نفسه وفي الوالدين ‪ ،‬وإذت فشل في ذلك وكانت الرعاية و إشباع الحاجات األساسية غير كافية ‪ ،‬ينمو‬
‫لدية الخوف وعدم الثقة‬

‫‪ -2‬مرحلة التحكم ال<<ذاتي مقاب<<ل الش<<ك (‪ 3 <– 2‬س<<نوات) ‪ :‬التحكم في عملي<<ات المش<<ي ‪ ،‬واإلخ<<راج و الكالم ‪ ،‬ي<<ؤدي إلى‬
‫الشعور باإلرادة – أما الفشل في ذلك مع نقص المساندة ‪ ،‬ي<ؤدي إلى ش<عور< الطف<ل بالخج<<ل و الش<ك في ال<ذات والش<<ك في‬
‫اآلخرين‬

‫‪ -3‬مرحلة المبادرة في مقابل الذنب ( ‪ 5 – 4‬سنوات ) ىإذا أتيحت الفرصة للطفل للعب بحرية ‪ ،‬وأجيب على اسئلته ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك يؤدي إلى المبادرة ‪ ،‬أما إعاقة نشاطه ‪ ،‬وعدم اإلجابة على اسئلته ‪ ،‬واعتبارها مصدر< ضيق يؤدي إلى الشعور< بالذنب‬

‫‪ -4‬مرحلة االجتهاد مقابل القصور ( ‪ 11 <– 6‬سنة ) ‪ :‬ينمو لدى الطفل الشعور< باالجته<<اد والمث<<ابرة في المدرس<<ة ‪ ،‬وعن‬
‫طريق التشجيع يتعلم المثابرة واالجتهاد ‪ ،‬أم<<ا إذا تلقى تعزي<<زا س<<البا فق<<د يش<<عر بعج<<زه عن أداء األعم<<ال المطلوب<<ة من<<ه ‪،‬‬
‫وينمو لديه شعور< بالقصور يمنعه من المحاولة‬

‫‪ -5‬مرحلة الذاتية مقابل تشوش الدور ( ‪ 18 <– 12‬سنة ) ‪:‬يكون المراهق في مرحل<<ة تس<<اؤل تص<<احب الطف<<رة الجس<<مية ‪،‬‬
‫ومن خالل تحديد الهوية واالهتمامات يحقق المراهق ذاته ‪ ،‬أما اذا شعر بع<<دم تحقي<ق ذاتي<<ه ‪ ،‬فإن<<ه يش<<عر بتش<وش ال<<دور ‪،‬‬
‫ولكي يعوض ذلك التشوش في الدور فقد يلجأ المراهق إلى التعلق ببطل أو شخص مثالي لكي يحقق ذاته‬

‫‪ -6‬مرحلة الت<<واد مقاب<<ل االنع<<زال ( الرش<<د المبك<<ر ) يح<<اول الراش<<د أن يرب<<ط ذات<<ه بش<<خص آخ<<ر ‪ ،‬وال<<تزآوج من الجنس‬
‫االخر ‪ ،‬وتنمو< العالقه الحميمة معه ‪ ،‬اما إذا تجنب العالقة الحميمة يسبب الخوف من تهديداتها لذانه ينتج عن ذلك االنعزال‬
‫و االستغراق< في الذات‪.‬‬

‫‪ -7‬مرحلة التولد مقابل الركود ( الرشد األوسط ) ‪ :‬تظهر في هذه المرحلة المشاعر الوالدية ‪ ،‬ويبدأ في االهتمام بالرعاية‬
‫و إرشاد األجيال التالية ‪ ،‬ويهتم بالعمل واإلنتاج واالبتكار ‪ ..‬والشخص الذي ال يملك تلك االهتمام<<ات يص<<بح راك<<دا مهتم<<ا‬
‫بذاته فقط ‪.‬‬

‫‪ -8‬مرحلة التكامل مقابل اليأس‪ ..‬وتمثل مرحلة الشيخوخة ‪ ،‬إذا تقبل المسن حياته وعجزه و مرضه ‪ ،‬وخروجه إلى التقاعد‬
‫‪ ،‬وفقد الزوج أو الزوجة ‪ ،‬يؤدي ذلك إلى التكامل و التماسك ‪ ،‬والحكمة ‪ ،‬أما عدم تماسك األن<<ا والش<<عور< ب<<أن ال<<وقت ف<<ات‬
‫وال يمكن تعويض الفرص التي فاتت ‪،‬فإن ذلك يؤدي إلى اليأس و الخوف في آخر مراحل العمر‬
‫‪10‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المحاضرة الرابعة‬

‫تقسيم النمو الى مراحل – والمرحلة الجنينية‬

‫محتوى المحاضرة الرابعة‬

‫تقسيم النمو إلى مراحل ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أسس تقسيم النمو إلى مراحل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهمية تقسيم النمو إلى مراحل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة ما قبل الميالد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العوامل المؤثرة في نمو الجنين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقسيم النمو إلى مراحل‬ ‫‪‬‬

‫ـ حياة اإلنسان وحدة واحدة ال تتجزأ ‪ ،‬والنمو اإلنساني عملية مستمرة متصلة ومتداخلة دون حدود فاصلة ‪ ،‬فاإلنسان ينتقل‬
‫من مرحلة نمو إلى أخرى بشكل تدريجي< وليس فجائي ‪ ،‬وليس هناك حدود فاصلة بين ك<<ل مرحل<<ة وال<<تي تليه<<ا ‪ ،‬وعملي<<ة‬
‫تقسيم النمو إلى مراحل يقصد بها تسهيل الدراسة والبحث ‪.‬‬

‫وقد الحظ العلم<<اء أن لك<<ل ف<<ترة من ف<<ترات حي<<اة اإلنس<<ان مجموع<<ة من الس<<مات والخص<<ائص ال<<تي تميزه<<ا عن الف<<ترات‬
‫األخرى لذلك لجأ العلماء إلى تقسيم العمر إلى مراحل تبعا لمجموعة من األسس ‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫أسس تقسيم النمو إلى مراحل‬

‫أوال ‪ :‬األساس الغددي العضوي ‪ :‬يعتمد على نشاط الغدد الصنوبرية والتيموسية في تعطيل أو تنشيط الغدد التناسلية ‪:‬‬

‫وتبعا لهذا األساس يقسم النمو إلى المراحل التالية ‪:‬‬

‫مرحلة ما قبل الميالد‪ :‬من اإلخصاب إلى الوالدة ( ‪ 9‬شهور< )‬ ‫‪-1‬‬


‫مرحلة المهد ‪ :‬من الوالدة وحتى نهاية األسبوع الثاني ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مرحلة الرضاعة ‪ :‬من نهاية األسبوع الثاني إلى نهاية السنة الثانية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مرحلة الطفولة المبكرة ‪ :‬من بداية السنة الثالثة حتى نهاية السنة السادسة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مرحلة الطفولة المتأخرة ‪ :‬من ( ‪ 7‬ـ ‪ ) 10‬لإلناث ‪ ،‬ومن ( ‪ 7‬ـ ‪ ) 12‬للذكور< ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫مرحلة البلوغ ‪ :‬من ( ‪ 11‬ـ ‪ ) 13‬عند اإلناث ‪ ،‬ومن ( ‪ 12‬ـ ‪ )14‬للذكور< ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مرحلة المراهقة المبكرة ‪ :‬نهاية الـ ‪ 13‬ـ ‪ 17‬لإلناث ومن الـ ‪ 14‬ـ ‪ 17‬للذكور ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫مرحلة المراهقة المتأخرة ‪ :‬من الـ ‪ 17‬حتى الـ ‪. 21‬‬ ‫‪-8‬‬
‫مرحلة الرشد ‪ :‬من الـ ‪ 21‬وحتى الـ ‪. 40‬‬ ‫‪-9‬‬
‫مرحلة وسط العمر ‪ :‬من الـ ‪ 40‬حتى الـ ‪. 60‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مرحلة الشيخوخة ‪ :‬من الـ ‪ 60‬حتى نهاية العمر ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األساس االجتماعي ‪ :‬يعتمد على مدى تط<ور< عالق<ة الطف<<ل بالبيئ<ة ال<<تي يعيش فيه<ا ‪ ،‬وعلى م<دى اتس<اع دائ<<رة‬
‫عالقات الطفل االجتماعية والذي يظهر من خالل لعب األطفال وتقسم المراحل على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫مرحلة اللعب اإلنعزالي ‪ :‬يلعب الطفل بمفردة دون مشاركة أحد ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مرحلة اللعب االنفرادي( المتوازي ) ‪ :‬يلعب مع اآلخرين ولكن يحتفظ بخصائصه الفردية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مرحلة اللعب الجماعي ‪ :‬ويفضل الطفل اللعب مع زمالئه كما يفضل ممارسة بعض األلعاب الجماعية‬ ‫‪-3‬‬

‫ويؤخذ على هذا التقسيم أنه اعتمد على نشاط واحد فقط هو ( اللعب ) قسم< على أساسة مراحل النمو وأهم<<ل ب<<اقي األنش<<طة‬
‫التي تعبر عن النمو ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األساس التطوري ‪ :‬ويعتمد< على أن تطور< حياة اإلنسان هي تلخيص لتطور حياة البشرية من اإلنسان األول وح<<تى‬
‫إنسان العصور< الحديثة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬األساس التربوي ‪ :‬وتصنف< في مراحل تناظر< المراحل التعليمية وهي ‪:‬‬

‫مرحلة ما قبل المدرسة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫مرحلة التعليم األساسي ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مرحلة التعليم الثانوي ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مرحلة التعليم الجامعي والعالي ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أهمية تقسيم النمو إلى مراحل‬

‫‪ 1‬ـ معرفة معايير النمو لكل مرحلة ‪ :‬تحدد معايير النم<<و م<<ا يك<<ون علي<<ه النم<<و في الن<<واحي< الجس<<مية والعقلي<<ة واالنفعالي<<ة‬
‫واالجتماعية للطفل في سن معين ‪.‬فإذا تحدد أن الطفل يس<<تطيع المش<<ي في س<<ن ‪ 14‬ـ ‪ 18‬ش<<هرا ف<<إن الطف<<ل إذا تخطى ه<<ذا‬
‫العمر بدون مشي يعتبر أنه متأخرا في هذه الصفة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التعرف على مطالب النمو لكل مرحلة ‪ :‬ويختلف مفهوم مط<<الب النم<<و عن مفه<<وم مع<<ايير< النم<<و ‪ ،‬حيث ت<<دل المع<<ايير‬
‫على ما يجب أن يكون عليه الطفل في سن معين ‪ ،‬بينما مطالب النمو تحدد األتي ‪:‬‬

‫التوقعات< التي يرغب المجتمع من الفرد إنجازها ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الخدمات التي يجب على المجتمع أن يوفرها ألعضائه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فإذا كان المجتمع يتوقع< من أطفاله في سن السادسة أن يبدءوا في تعلم المهارات األساسية في الق<<راءة والكتاب<<ة والحس<<اب ‪،‬‬
‫فمن واجبة أن يوفر< لهم متطلبات أكتساب تلك المهارات من مدارس وأدوات ومعلمين يمكن أن تحقق هذه المهام ‪.‬‬

‫وتقسيم حياة اإلنسان إلى مراحل يكون بهدف الدراسة فقط ‪.‬‬

‫ذلك أن واقع الحياة النفسية تيار متص<ل ال يخض<<ع للتقس<<يم ‪ ،‬ويش<<به البعض تقس<<يم ف<ترة النم<و إلى مراح<ل بتقس<يم فص<<ول‬
‫الشتاء والربيع والصيف والخريف< ‪ ،‬فمن الصعوبة أن نحدد يوم<<ا ينتهي في<<ه فص<<ل الش<<تاء فيب<<دأ فص<<ل الربي<<ع من الناحي<<ة‬
‫الجغرافية الواقعية الفعلية ‪ ،‬ذلك على الرغم من أن الجغرافيين يحددون أياما معينة لبدايات ونهايات هذه الفصول ‪..‬‬

‫مرحلة ما قبل الميالد (المرحلة الجنينية ) ‪ :‬إن مولد الطفل ال يدل على بداية تكوينه ‪ ،‬إنما يدل فقط على وص<وله إلى الع<الم‬
‫الخارجي ‪ ،‬وذلك بعد فترة زمنية متوسطها ‪ 280‬يوما قبل الميالد ‪ ،‬وهذه المرحلة تسمى مرحلة ما قبل الميالد ‪.‬‬

‫وتعتبر مرحلة ما قبل الميالد ذات أهمية خاصة في حي<<اة اإلنس<<ان وذل<<ك ألنه<<ا المرحل<<ة األولى ال<<تي يتك<<ون فيه<<ا اإلنس<<ان‬
‫فعال ‪ ،‬وأن التغيرات النمائية الحادثة فيها تعتبر تغيرات حاسمة في مدة قليلة ال تتجاوز عشرة أشهر قمري<<ة أو تس<<عة أش<<هر‬
‫ميالدية ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫العوامل المؤثرة في نمو الجنين‬

‫‪ 1‬ـ العوامل الوراثية ‪ :‬وهي تلك العوامل التي تنحدر إلى الطفل من األبوين وأجداده وأسالفه وس<<اللته والن<<وع ال<<ذي ينتمي‬
‫إليه ‪ ،‬والعوامل الوراثية هي تلك العوامل التي تحدد نوع الجنس ( ذكر ‪ /‬أنثى ) كما تحدد المالمح العام<<ة للطف<<ل مث<<ل ل<<ون‬
‫الشعر والعنين ومالمح الوجه وشكل الجسم ‪ ،‬كما تسهم هذه العوامل أيضا في تحديد االس<<تعدادات الوراثي<<ة المرض<<ية مث<<ل‬
‫االستعداد لإلصابة بمرض السكر أو بعض أمراض ال<<دم ‪ ،‬أو بعض األم<<راض العقلي<<ة مث<<ل النم<<ط المنغ<<ولي من الض<<عف‬
‫العقلي‬

‫‪ 2‬ـ عمر األم ‪ :‬يرتبط< عمر األم بمستوى نموها ونضجها< الجسمي ‪ ،‬فاألم< صغيرة السن التي لم تص<<ل إلى درج<<ة كافي<<ة من‬
‫النمو الجسمي والنضج الكافي< ـ وخاصة قبل سن العشرين ـ تحتاج إلى تغذية ورعاية كافية لنموها مما يع<<وق< عملي<<ة النم<<و‬
‫الصحيح السليم للجنين والذي يعتمد كليا في تغذيت<<ه على األم ‪ ،‬وبالت<<الي ق<<د ي<<ؤدي ع<<دم التغذي<<ة الكافي<<ة والمالئم<<ة لألم إلى‬
‫إصابة األم نفسها بالضعف< الشديد وتعرضها< لإلصابة باألمراض مما ينعكس وبصورة مباشرة على صحة الجنين ‪ ،‬كما أن‬
‫األم كبيرة السن ـ األكثر من ‪ 35‬سنة ـ تواجه مشكالت في الوالدة قد تؤدي إلى إصابة الجنين بالتشوه أو ربما قد ت<<ؤدي إلى‬
‫وفاته ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الحالة الصحية لألم وتغذيتها ‪ :‬تلعب الحالة الصحية لألم وتغذيتها< ورعايته<<ا دورا كب<<يرا في حال<<ة الج<<نين ‪ ،‬ف<<األم< ال<<تي‬
‫تتمتع بحالة صحية وجسمية جيدة يتمتع جنينها أيض<<ا بحال<ة ص<<حية جي<<دة ‪ ،‬وعلى العكس من ذل<ك ‪ ،‬ف<<األم ال<<تي تع<<اني من‬
‫المرض والضعف< الجسمي ينعكس على حال<<ة الج<<نين الص<<حية ‪ ،‬وق<<د ت<<بين أن إص<<ابة األم الحام<<ل في الش<<هور< الثالث<<ة أو‬
‫األربعة األولى من الحمل بالحصبة األلماني<ة ق<د يلح<ق ض<ررا بالغ<ا ب<الجنين ‪ ،‬مث<ل اإلص<ابة بالص<مم أو البكم أو الص<ور‬
‫المختلفة للضعف العقلي‬

‫‪ 4‬ـ تعاطي العقاقير والتدخين ‪ :‬لقد أثبتت البحوث الطبية التي أجريت على األمهات الحوام<<ل عن أن تع<<اطي األم للعق<<اقير‬
‫أثناء فترة الحمل يؤدي إلى ت<<أثيرات س<<يئة على الج<<نين منه<<ا ض<<مور خالي<<ا ال<<دماغ ‪ ،‬كم<<ا ي<<ؤدي إلى ح<<االت من النوب<<ات‬
‫التشنجية للوليد ‪ ،‬بل قد تصل في بعض الح<<االت إلى التخل<<ف العقلي ‪ ،‬كم<<ا ي<<ؤدي تن<<اول والعق<<اقير< إلى ح<<االت اإلجه<<اض‬
‫المبكر لألم الحامل ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ الحالة اإلنفعالية لألم ‪ :‬ال يعيش الطفل معزوال عن العالم الخارجي المحيط ب<<األم ‪ ،‬ولكن<<ة يت<<أثر ب<<ه من خالل وس<<يط ـ‬
‫وهي األم ـ حيث أن تعرض األم للضغوط النفسية واالنفعالية الحادة ي<<ؤدي إلى تغ<<يرات في كيمي<<اء ال<<دم ت<<ؤثر على الحال<<ة‬
‫االنفعالية للجنين أيضا ‪ ،‬مثل حاالت القلق أو التوتر الشديدة التي تتع<<رض له<<ا األم ‪ ،‬وهن<<ا يجب اإلش<<ارة إلى أن المقص<<ود‬
‫بالحالة اإلنفعالية هنا هي تلك الحاالت الحادة طويلة المدى وليست الحاالت العادية أو المتوسطة ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ البيئة الخارجية ‪ :‬ينعكس أثر البيئة الخارجية على حالة الجنين ‪ ،‬فاألم التي تعيش في بيئة ملوثة بال<<دخان واألترب<<ة ‪ ،‬أو‬
‫التي تتعرض لإلشعاعات ‪ ،‬وخاصة خالل الثالث ش<<هور األولى من الحم<<ل ‪ ،‬ينعكس ذل<<ك بش<<كل س<<لبي على حال<ة جنينه<<ا‬
‫الصحية ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ عامل ( الـ ‪ : ) RH‬الـ ‪ RH‬هو أحد مكونات الدم والذي يكون موجبا أو سالبا ‪ ،‬فإذا اختل<<ف ن<<وع دم األم عن ن<<وع دم‬
‫الجنين يؤدي على تكوين أجسام مضادة تخترق< جسم الجنين عن طريق المشيمة وتمن<<ع وص<<ول< األكس<<جين إلى مخ الج<<نين‬
‫فتدمر الخاليا المخية مما يؤدي< إلى والدة طفل معاق عقليا ‪ ،‬وفي الحاالت الشديدة قد تؤدي إلى وفاة الجنين ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المحاضرة الخامسة‬
‫مرحلة الرضاعة‬
‫محتويات المحاضرة الخامسة‬

‫مرحلة الرضاعة ( من الميالد حتى نهاية السنة الثانية ) مظاهر نمو الطفل خالل العامين األوليين ‪:‬‬

‫النمو الجسمي ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫النمو الحسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو الحركي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو العقلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االنفعالي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االجتماعي‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة الرضاعة ( من الميالد حتى نهاي<<ة الس<<نة الثاني<<ة ) ‪ :‬تعت<<بر والدة الطف<<ل هي اللحظ<<ة ال<<تي ينتق<<ل عن<<دها من وض<<ع‬
‫االعتماد الفسيولوجي ( التغذية ـ التنفس ـ اإلخراج ‪ ) ....‬الكامل على األم إلى حالة محدودة من االس<<تقالل ‪ ،‬فق<<د ك<<ان جس<<م‬
‫األم فيما مضى يتكفل بكل احتياجات الجنين الجسمية والفسيولوجية ‪ ،‬أما بعد الوالدة فإن الوليد ال بد أن يقوم باالعتماد على‬
‫نفسه في إشباع حاجاته ‪ ،‬عندما يولد الطفل يتحول من جنين إلى وليد ‪ ،‬يتطلب تكي<<ف م<<ع متغ<<يرات الحي<<اة الجدي<<دة ‪ ،‬وأهم‬
‫مالمح التوافق التي يتعين على الوليد أن يقوم بها ‪:‬‬

‫التوافق مع التغيرات المناخية ودرجات الحرارة المتغيرة المحيطة به ‪ ،‬فبعد أن كان الج<<نين يعيش في درج<<ة ح<<رارة‬ ‫‪-1‬‬
‫ثابتة هي درجة حرارة جسم األم والتي تستقر عند ‪ 37‬درجة مئوية ‪ ،‬يتعرض بعد ال<<والدة إلى التغ<<يرات المعت<<ادة في‬
‫الطقس والهواء ودرجات الحرارة والرطوبة المتغيرة بين يوم وأخر ووقت وآخر ‪.‬‬
‫يضطر الوليد إلى االعتماد على نفسه في القيام بعمليات ( التنفس ) أو ( الشهيق والزفير ) بع<<د أن ك<<ان يحص<<ل على‬ ‫‪-2‬‬
‫األكسجين عن طريق المشيمة والحبل السري ‪ ،‬وفي ه<<ذا الس<<ياق يفس<<ر العلم<<اء الص<<رخة األولى للولي<<د بع<<د والدت<<ه‬
‫مباشرة تفسيرا فسيولوجيا< على أساس اندفاع< الهواء إلى الرئتين ‪.‬‬
‫يبدأ الوليد في تناول الغذاء عن طريق< الفم بعد أن كان يعتمد في التغذية عن طريق< المشيمة والحبل السري ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تبدأ عمليات اإلخراج في القيام بوظائفها< بعد الوالدة نتيجة لعمليات التغذية والهضم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫مظاهر نمو الطفل خالل العامين األوليين‬

‫أوال ‪ :‬النمو الجسمي ‪ :‬يبلغ متوسط طول الطفل العادي بعد والدته ( ‪ 50‬سم ) تقريبا ‪ ،‬ويصل طول الطفل في نهاية العام‬
‫األول ( ‪ 74‬سم ) تقريبا أي بزيادة تبلغ حوالي ( ‪ 2‬سم في الشهر الواحد ) وفي نهاية العام الثاني يبلغ طول الطفل حوالي (‬
‫‪ 84‬سم تقريبا ) أي أن معدل الزيادة في الطول ينخفض في العام الثاني إذا م<<ا ق<<ورن بمع<<دل الزي<<ادة خالل الع<<ام األول من‬
‫عمره ‪ ،‬متوسط< وزن الطفل العادي عند الوالدة يبلغ (من ‪ 3‬كج إلى ‪ 3,5‬كج تقريبا ) وتوجد ف<<روق< بين متوس<<طي< ال<<وزن‬
‫والطول بين الذكور واإلناث لصالح الذكور< ‪ ،‬ويزداد س<<رعة النم<<و ال<<وزني في نهاي<<ة الس<<نة األولى إلى ح<<والي ( ‪ 9‬كج )‪،‬‬
‫ويصل إلى ( ‪ 12‬كج تقريبا ) مع نهاي<ة الس<نة الثاني<ة ‪ ،‬ويب<دأ في الش<هر الث<الث من عم<ر الرض<يع ظه<ور< األس<نان اللبني<ة‬
‫( المؤقتة )‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫ثانيا ـ النمو الحسي ‪ :‬اإلبصار< ‪ :‬ويولد الطف<<ل و ش<<بكية العين أص<<غر وأق<<ل س<<مكا من ش<<بكية عين الراش<<د ‪ ،‬وتك<<ون درج<<ة‬
‫حساسيتها للضوء ضعيفة ‪ ،‬ومع نهاية العام األول تقترب درجة حساس<<ية الش<<بكية من درج<<ة حساس<<ية الراش<<د ‪ ،‬ويس<<تطيع<‬
‫الرضيع إدراك األلوان العادية في الشهر الثالث ‪ ،‬ويستطيع< أن يرى األشياء صغيرة الحجم في الشهر العاش<<ر بع<<د أن ك<<ان‬
‫ال يرى إال األشياء الكبيرة ‪ ،‬السمع ‪ :‬وتعتبر< حاسة السمع أقل الحواس اكتماال عن<<د ال<<والدة ‪ ،‬لدرج<<ة أن الولي<<د ال يس<<تجيب‬
‫لألصوات الخافتة الضعيفة ويستجيب< فقط لألصوات الحادة المفاجئة العالية ويرج<<ع ذل<<ك إلى وج<<ود الس<<ائل األم<<نيوتي في‬
‫قناة ” استاكيوس< ” ‪ ،‬حاسة التذوق ‪ :‬تكون أكثر اكتماال من حاسة السمع أو البصر ‪ ،‬ويستطيع الطفل في األسبوع< الثاني أن‬
‫يستجيب استجابات إيجابية لمحلول السكر واستجابات سلبية لمحلول الليمون ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬النمو الحركي ‪ :‬ويتميز< النمو الحركي لطفل هذه المرحلة بما يلي ‪:‬‬

‫تدرج الحركات من أعلى إلى أسفل أي من الرأس إلى القدمين ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تشترك جميع أعضاء الجسم في أداء الحركات المختلفة ‪ ،‬وهو ما يمثل اتجاه النمو من العام إلى الخ<<اص ‪ ،‬حيث تتم<<يز‬ ‫‪-2‬‬
‫حركات الطفل في الفترة األولى من حياته بأنها عشوائية عامة تشمل الجسم كله ‪.‬‬
‫التصلب الزائد لألعضاء عند القيام باالستجابة الحركية ‪ ،‬حيث ال تتميز حركات الرضيع باالنسيابية ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أ ـ انتصاب قوام الطفل ‪ :‬يمر تطور انتصاب القام<ة بالنس<<بة للرض<<يع بع<دة مراح<<ل تب<<دأ من وض<<ع الرق<ود< على الظه<ر ثم‬
‫الجلوس ثم االنبطاح على البطن ثم الزحف الذي يس<<تطيع من<ه أن يج<ذب الس<اقين إلى م<<ا تحت البطن ليتمكن من الوص<<ول‬
‫إلى وضع الحبو ‪ ،‬ثم يتطور< النمو فيستطيع الطفل الوقوف من وضع الحبو وذلك يمسك بعض األشياء مثل جوانب الس<<رير‬
‫أو الكرسي< وبذلك يصل الطفل إلى وضع انتصاب القامة أو الوقوف ‪ ،‬والذي يعتبر تمهيدا مباشرا لتعلم الطفل المشي ‪.‬‬

‫ب ـ المشي ‪ :‬يعتبر المشي هو أهم إنجاز حركي في هذه المرحلة العمرية ‪ ،‬ويستطيع< الطفل المشي في سن ‪ 12‬ـ ‪ 14‬ش<<هرا‬
‫تقريبا ‪ ،‬وتظهر< هذه المهارة عندما يستطيع< الطفل الوقوف< بمفرده بمساعدة القبض على األشياء ومحاولة التحرك بخطوات‬
‫جانبية وذلك بنقل قدم خطوة واحدة تج<<اه الج<<انب ويتبعه<<ا بنق<<ل الق<<دم األخ<<رى بنفس الج<<انب ‪ ،‬وبت<<والي الم<<ران والتك<<رار<‬
‫يستطيع الطفل االنتقال من مكان إلى آخر ‪ ،‬وم<ع نهاي<ة الع<ام األول يس<تطيع الطف<ل القي<ام ب<أول خط<وة عادي<ة ‪ ،‬ويتم< ذل<ك‬
‫بمحاولة االنتقال بين كرسيين مثال أو من شخص إلى آخر ‪ ،‬وباس<<تمرار< الم<<ران يس<<تطيع الطف<<ل بع<<د أس<<ابيع قليل<<ة أن يتقن‬
‫مهارة المشي واالنتقال من مكان إلى آخر ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النمو العقلي ‪ :.‬في خالل السنوات األولى من عمر الطفل يصعب علينا دراسة خصائص النمو العقلي عند الرضيع‬
‫باستخدام األساليب الفنية المستخدمة في دراسة القدرات العقلية عند األطفال األك<<بر س<<نا ـ مث<<ل اس<<تخدام اختب<<ارات ال<<ذكاء‬
‫والقدرات العقلية التقليدية ـ لذلك فإننا نستدل على النمو العقلي من قدرة الطفل على التميز بين المثيرات الحسية المختلفة ‪.‬‬

‫النمو العقلي ويقسم " بياجية " التطور ” الحس حركي< ” إلى ستة مراحل هي ‪:‬‬

‫مرحلة األفعال المنعكسة ‪ :‬وتمتد< من الوالدة إلى الشهر األول ‪ ،‬يكون سلوك الطفل مجرد ردود أفع<<ال بس<<يطة ‪ ،‬مث<<ل‬ ‫‪-1‬‬
‫الطفل الذي يقبض على األشياء التي تلمس راحة يده ‪.‬‬
‫مرحلة األرجاع الدورية األولية ‪ :‬وفيها< يكون سلوك الطفل مجرد ردود< أفع<<ال بس<<يطة بغ<<رض التك<<رار< فق<<ط ‪ ،‬ك<<أن‬ ‫‪-2‬‬
‫يفتح قبضة يده ثم يغلقها بصفة متكررة ‪ ،‬وتستمر هذه المرحلة حتى الشهر الرابع ‪.‬‬
‫معلقة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مرحلة التآزر بين األرجاع الثانوية ‪ :‬تمتد هذه المرحلة من الشهر السابع إلى الش<<هر العاش<<ر من عم<<ر الطف<<ل ‪ ،‬حيث‬ ‫‪-4‬‬
‫يبدأ الطفل في هذه المرحلة استخدام< االس<<تجابات ال<<تي اكتس<<بها للحص<<ول على غ<<رض معين ‪ ،‬مث<<ل البحث عن لعب<<ة‬
‫تحت الوسادة ‪ ،‬أو االستجابة لصورته في المرآة ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫مرحلة األرجاع الدورية ‪ :‬تمتد هذه المرحلة من الشهر الح<ادي عش<ر إلى الش<هر الث<امن عش<ر وفيه<ا< يج<رب الطف<ل‬ ‫‪-5‬‬
‫استجابات جديدة بالمحاولة والخطأ ‪ ،‬وتكون استجابات الطفل ليست مج<<رد تك<<رارات ‪ ،‬وإنم<<ا ين<<وع الطف<<ل في األداء‬
‫بهدف الوصول إلى نتائج جديدة ‪.‬‬
‫مرحلة اختراع وسائل جديدة ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تبدأ هذه المرحلة من الشهر الثامن عشر وفي< هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يقدر فعالي<<ة االس<<تجابة قب<<ل أن تص<<در عن<<ه ‪،‬‬
‫وتعتبر هذه بدايه بعد النظر كما يستطيع< الطفل في هذه المرحلة التمييز< بين األشياء ‪ ،‬كأن يم<<يز بين الطب<<ق والك<<وب ‪ ،‬كم<<ا‬
‫يستطيع أن يبني برجا من أربع مكعبات ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬النمو االنفعالي ‪ :‬تبدأ انفعاالت الطفل ‪ :‬بالحب ‪ ،‬والغضب ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬ويتخ<ذ الخ<وف مظه<ر< البك<اء والص<راخ‬
‫واللجوء إلى ذراعي أمه وذلك عندما يسمع صوتا< عاليا ‪ ،‬أو يظهر شخص غريب ‪ ،‬أو الشعور< بفق<<دان ش<<خص معين ك<<األم‬
‫مثال ‪ ،‬ويظهر< الغضب بوضوح< عند إعاقة نشاط الطفل بتثبيت قدميه أو يديه أو عند منعه من الحركة ‪ ،‬كما يظه<ر الغض<ب‬
‫على الطفل إذا ترك بمفرده أو أخذت منه لعبته ‪ ،‬أما انفعال الحب فيكون موجه<ا نح<<و الوال<دين ‪ ،‬ويظه<ر< عن<<د مداعب<ه األم‬
‫ل<<ه ‪ ،‬ثم تتس<<ع دائ<<رة الحب لتش<<مل اآلخ<<رين المحيطين ب<<ه وتظه<ر< في ص<<ورة ابتس<<امته لهم ‪ ،.‬ويمكن تحدي<<د أهم العوام<<ل‬
‫المؤثرة في النمو االنفعالي فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ال<<ذكاء ‪ :‬ي<<رى علم<<اء النفس أن األطف<<ال األك<<ثر ذك<<اء هم أك<<ثر تحكم<<ا في مظ<<اهر التعب<<ير عن انفع<<االتهم ‪ ،‬كم<<ا أنهم‬
‫يستجيبون انفعاليا لمجموعة من المثيرات أكثر من تلك التي يستجيب لها األقل ذكاء ‪.‬‬

‫‪2‬ـ الحالة الصحية للطفل ‪ :‬تلعب الحالة الصحية العامة للطف<<ل دورا< هام<<ا في الت<<أثير على ش<<دة وم<<دى انفع<<االت الطف<<ل ‪،‬‬
‫فالطفل الذي يتمتع بصحة جيدة تكون مستوى إنفعاالته وشدتها< أقل من الطفل الذي يعاني من تكرار< اإلصابة باألمراض أو‬
‫يعاني من حالة ضعف عام ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ إشباع حاجات الطفل ‪ :‬إذا حصل الطفل على ما يريده من خالل سلوك إنفعالي معين كالص<<راخ أو البك<<اء فإن<<ه يك<<رر‬
‫هذا السلوك عندما يكون في حاجة معينه ‪ ،‬فالطفل الذي يصرخ عندما يكون في حالة جوع ثم تلبى له حاجته للطع<<ام ‪ ،‬فإن<<ه‬
‫سوف يصرخ دائما عندما يكون جوعان ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ المناخ األسري ‪ :‬عن طريق< عمليات التنشئة االجتماعية ومن خالل ما يتعرض له من أساليب المعاملة الوالدية ‪ ،‬وكلم<<ا‬
‫كانت المعاملة الوالدية والمناخ األسري سويا كانت االنفعاالت ٌأقل هدوءا ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬النمو االجتماعي ‪ :‬تعتبر< أول عالقة اجتماعية في حياة الطفل هي عالقته بأمه ‪ ،‬فهي التي تش<<بع رغبات<<ه وحاجات<<ه‬
‫األولية مباشرة أو تؤجل إشباعها ‪ ،‬ثم تتسع دائرة هذه العالقات لتشمل األخوة والجيران واألقارب< ‪ ،‬وتعتبر< ابتسامة الطفل‬
‫تعبير عن عالقة اجتماعية مع اآلخرين ويبدأ أول ابتسامة اجتماعية حقيقية في األس<<بوع الس<<ادس ‪ ،‬وتظه<ر< ب<<دايات اهتم<<ام‬
‫الرضيع بالناس ويبكي حين يتركونه في الشهر الثالث ‪.‬‬

‫ومن العوامل التي تسهم في اتساع دائرة الطفل االجتماعية تعلمه المشي والق<<درة على التح<<رك من مك<<ان إلى مك<<ان آخ<<ر ‪،‬‬
‫كما أن تعلم الطفل الكالم واللغة يكون سببا في اتساع عالقاته االجتماعية خالل العامين األولين من حياته ‪.‬‬

‫ويعتبر اللعب من مظاهر النمو االجتم<اعي للطف<ل ‪ ،‬ويتوق<ف< ن<وع األلع<اب ال<تي يمارس<ها الطف<ل على النم<و في مهارات<ه‬
‫الحركية وما يتوفر< لديه من إمكانات وعلى تشجيع اآلخ<<رين المحيطين ب<<ه ‪ ،‬ويتخ<<ذ اللعب في الع<<ام األول من حي<<اة الطف<<ل‬
‫صورة اللعب اإلنفرادي ‪ ،‬وفي< العام الثاني يقوم الطفل باللعب م<<ع طف<<ل آخ<<ر في نفس الحج<<رة ‪ ،‬إال أن ك<<ل منهم<<ا ويعم<<ل‬
‫بمفردة ويطلق< على هذا النوع من اللعب " اللعب المتوازي "‬
‫‪16‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المحاضر السادسة‬
‫مرحلة الطفولة المبكرة من ‪ 6 – 3‬سنوات‬
‫مرحلة الطفوله المبكرة تعتبر من المراحل المهمة في حياة األنس<<ان ‪ ,‬حيث يب<<دأ الطف<<ل في التع<<رف على البيئ<<ة الخارجي<<ة‬
‫ويكتسب النضم والعادات والتقاليد األجتماعي<<ة يلتح<<ق في ه<<ذه المرحل<<ة ب<<دور< الحض<<انة وري<<اض األطف<<ال ممايس<<اعد في‬
‫اتساع دائرة العالقات االجتماعية ‪ ,‬وتخفيف حدة االنفعاالت وزيادة محصوله اللغوي وقدراته الحركية ‪.‬‬

‫النمو الجسمي والفسيولوجي ‪.‬‬

‫متوسط الطول ‪ :‬في سن الثالثة ‪ 90‬سم ‪ ,‬في الخامسة ‪ 107‬سم ‪ ,‬السادسة ‪ 110‬سم تقريبا َ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متوسط الوزن ‪ :‬في الثالثة ‪ 14‬كج ‪ ,‬في الخامسة ‪ 18‬كج ‪ ,‬السادسة ‪ 19‬كج تقريبا َ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفروق بين الجنسين ‪ :‬الب<<نين أك<ثر ط<وال وأك<ثر حظ<<ا في األنس<<جة العض<<لية ‪ ,‬والبن<<ات أك<<ثر وزن<ا وأك<<ثر حظ<<ا في‬ ‫‪‬‬
‫األنسجة الدهنية ‪.‬‬
‫يكتمل نمو األسنان اللبنية ‪ :‬ويب<<دأ تس<<اقطها< في نهاي<<ة المرحل<<ة ليح<<ل محله<<ا األس<<نان الدائم<<ة ‪ ,‬ويص<<ل نم<<و المخ إلى‬ ‫‪‬‬
‫حوالي ‪ % 90‬من وزن الراشد ‪.‬‬

‫النمو الحركي‬

‫يتطور< النمو الحركي بشكل كبير جدا ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يكتسب مهارات الصعود والهبوط< ‪ ،‬ويستخدم القلم في رسم ال<<دوائر ‪ ،‬ويس<تطيع رك<<وب الدراج<ة ‪ ,‬ويب<<ني برج<<ا من‬ ‫‪‬‬
‫‪ 10‬مكعبات ‪.‬‬
‫في نهاية المرحلة يمتلك مهارات حركية تشبه مهارات الكبار مثل ‪ :‬المشي ‪ ،‬الجري ‪،‬والوثب ‪ ،‬والقفز والرمي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من أهم مضاهر< النمو الحركي< " التعطش الجامح للحركة والنشاط " إال ان حركاتة تتس<م بب<ذل الجه<د الكب<ير الزائ<د‬ ‫‪‬‬
‫وإشراك< عدد كبير من العضالت ‪.‬‬
‫" الطفل يمل واليكل " فهو ينتقل من نشاط إلى نشاط واليستمر في النشاط الواحد فترة طويلة‬ ‫‪‬‬
‫تلعب خبرات النجاح والفشل دورا كبيرا في أكتساب وتثبيت المهارات الحركية فهو يميل إلى تكرار الحركات ال<<تي‬ ‫‪‬‬
‫ينجح في أدائها وتولد في نفسه السرور< ‪ ،‬ويبتعد< عن تكرار الحركات التي تولد لدية الشعور< بالفشل ‪.‬‬
‫ويتكون لديه في هذة المرحلة " التذكر الحركي " ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األلعاب السائدة لدى طفل المرحلة‬

‫اللعب هو النشاط السائد في هذه المرحلة ‪ ,‬وظهرت نظريات< متعددة تفسر ظاهرة اللعب لدى األطفال منها ‪:‬‬

‫نظرية " جروس " ‪ :‬ترى ان اللعب هو إعداد للطفل للعمل الج<<اد في المس<<تقبل وأن الغرائ<<ز هي مص<<در اللعب عن<<د‬ ‫‪‬‬
‫األنسان والحيوانات< ‪،.‬‬
‫نظرية " سبنسر " ‪ :‬يرى أن اللعب هو تنفيس عن الطاقة الزائدة لدى الطفل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظرية " جوركي " ‪ :‬يرى أن اللعب هو وسيلة الطفل للتعرف على العالم المحيط به ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واليمكن تفضيل أي من النظريات السابقة على األخ<<رى ‪ ،‬ويجب التأكي<<د على أن اللعب يحق<<ق أه<<داف اجتماعي<<ة وتربوي<<ة‬
‫واجتماعية مهمة ‪ ,‬فأول جماعة يرتبط الطفل فيها بنظام< وقواعد ومعايير< الجماعة هي جماعة اللعب ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫أنواع األلعاب الشائعة لدى األطفال‬

‫‪ – 1‬األلعاب الحركية ‪ :‬تؤدى< في صورة نشاط< حركي بدني مثل تقليد حركات األشياء وألعاب الجري ‪ ،‬وأس<<تخدام األدوات‬
‫من النواحي المحببة لألطفال ‪ ,‬وتسهم< في تنمية النواحي البدنية وصفات نفسية واجتماعية مثل التعاون والمنافسة والقيادة ‪.‬‬

‫األلعاب التمثيلية ‪ :‬ويطلق عليها لعب األدوار ‪ ,‬مثل تقليد الطفلة لدور االم ‪ ،‬أو الطفل لدور< األب أو المدرس ‪ ,‬كما يقوم‬ ‫‪-2‬‬
‫بتقليد حركات األشياء مث<ل حرك<ة القط<ار أو الجم<ل ‪ ,‬كم<ا ي<دخل في ه<ذا الن<وع من األلع<اب تقلي<د األدوار الكرتوني<ة‬
‫التلفزيونية المحببة إلى نفوس األطفال ‪.‬‬
‫األلعاب الثقافية ‪ :‬وهي األلعاب التي تهدف إلى إثراء معارف ومعلوم<<ات األطف<<ال ‪ ،‬كم<<ا ته<<دف إلى تط<<وير العملي<<ات‬ ‫‪-3‬‬
‫النفسية والعقلية كالتفكير والتركيز< واالنتباه والمالحظة ‪ ،‬ومن أمثلة هذه االلعاب ‪ ،‬تكوين األشكال ‪ ,‬وألعاب الكومبيوتر‬
‫‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن الرسم واستخدام< األلوان من األلعاب المحببة لطفل هذه المرحلة إال أنه اليتقنها بشكل كامل بس<بب ع<دم‬
‫أكتمال النضج الالزم لذلك ‪,‬إال انها مهمة في تربية التمييز البصري واللوني< لدى االطفال ‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة في النمو الحركي‬

‫الحالة الصحية للطفل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫مستوى الذكاء يالحظ أن األطفال المتأخرين في نموهم الحركي متأخرين أيضا في نمو ذكائهم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يتأثر النمو الحركي بعمليات التعلم والتدريب وتشجيع< الوال<<دين على أكتس<<اب المه<<ارات الحركي<<ة ‪ ,‬م<<ع التأكي<<د على‬ ‫‪-3‬‬
‫مناسبة أساليب التعليم والتدريب ومستوى< المهارة الحركية لمستوى نضج الطفل ‪.‬‬

‫النمو العقلي المعرفي‬

‫يطلق بياجية على هذة المرحلة " مرحلة ماقبل العمليات " وتستمر< من الثانية وحتى السابعة ‪ ,‬ويقسمها إلى مرحلتين هما ‪:‬‬

‫مرحلة ماقبل المفاهيم من ‪ 4 <– 2‬سنوات ‪ :‬يستجيب طفل هذه المرحلة لألشياء على أس<<اس مع<<نى المث<<ير ‪ ,‬ويس<<تخدم‬ ‫‪-1‬‬
‫األشياء على أساس معناها ‪ ،‬مثل الولد يلعب بالعصا< على أنها بندقي<<ة ‪ ,‬والبنت تلعب ب<<دميتها على أنه<<ا طفل<<ة ‪ ,‬ويك<<ون‬
‫الطفل متمركز حول ذاته يدرك األشياء من وجهة نظره هو ‪ ,‬ويعجز عن إدراك وجهة نظر األخرين ‪.‬‬
‫مرحلة التفكير الحدسي من ‪ 7 – 4‬سنوات ‪ :‬يظل الطفل متمركزا حول ذاته ‪ ,‬ويكون إدراكه لألشياء كما يبصرها مثال‬ ‫‪-2‬‬
‫تجربة " بياجية " قدم لطفل في سن الرابعة وعائين اسطوانيتين متماثلن في الشكل والحجم< ‪:‬‬

‫" أ " " ب " وكالهما ممتلئ إلى منتصفه بالماء ‪ ،‬الحظ الطفل أن الوع<<ائين يحتوي<<ان على نفس الكمي<<ة م الم<<اء ‪ ،‬وض<<ع‬
‫أمام الطفل محتوى الوعاء " أ " في وعاء ثالث قصير< وأوس<<ع قط<<ر‪ ،‬عن<<دما س<<أل الطف<<ل أي الوع<<ائين " ب " أم " ج "‬
‫يحتوي على كمية أكبر من السائل ؟ أجاب طفل الرابعة الوعاء " ج "‬

‫النمو اللغوي ‪ :‬نطق الطفل كلماته األولى مابين الشهر العاشر والخ<<امس عش<<ر ويحف<<ظ الكلم<<ات ال<<تي تمث<<ل األش<<ياء ال<<تي‬
‫يتعامل معها ‪،.‬يحقق طفرة كبيرة في عدد الكلمات التي ينطقها في منتصف< السنة الثانية ‪ ،‬في سن الثانية يس<<تخدم< جمل<<ة من‬
‫كلمتين ‪ ,‬ويزداد< عدد الكلمات في الجملة كلما تقدم العمر ‪ ،‬في بداية المرحلة تظهر بعض عيوب النطق مثل عيوب اإلب<<دال‬
‫أو اللجلجة أو التهتهة وتزول مع نهاية المرحلة ‪.‬‬

‫النمو األنفعالي ‪ :‬تتحدد المواقف التي تستثير انفعاالت الطفل خالل الخمس س<<نوات األولى من عم<<ره ‪ ،‬واألس<<رة هي ال<<تي‬
‫تحدد مايحبه الطفل أو يخاف منه أو يكرهه ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫يطلق " أريكسون " على هذه المرحلة من الناحي<<ة األنفعالي<<ه مرحل<<ة " المب<<ادأة ض<<د ال<<ذنب " فالطف<<ل يواج<<ه ص<<راعا بين‬
‫رغبته في اللعب والحركة والنشاط< واالقتراب مما يرغب ‪،‬‬

‫وبين رغب<<ة الوال<<دين في الك<<ف عم اللعب والنش<<اط ‪ ...‬ف<<إذا أعطي للطف<<ل ال<<وقت الك<<افي< للعب والحرك<<ة والقي<<ام بالنش<<اط<‬
‫واإلجابة على أسئلته تنمي المبادأة عنده أما إذا منع من اللعب والنشاط وعدم اإلجابة على أسئلته يؤدي< إلى الشعور بالذنب‬

‫أسباب زيادة مخاوف الطفل في هذة المرحلة‪:‬‬

‫نمو إدراك الطفل لألشياء التي قد تسبب له ضررا< مثل السيارات في الشارع أو بعض الحشرات أو الحيوانات ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االقتران الشرطي ‪ :‬مثل الخوف بسبب ألم حدث له ‪ ،‬القطط ‪ ،‬النار ‪..‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تقليد الكبار ‪ :‬يقلد أمه أو أخوته عندما يظهرون مشاعر الخوف من مثيرات معينه‬ ‫‪-3‬‬

‫وتظهر في هذه المرحلة انفعال " الغيرة " التس تسبب قيام الطفل بس<<لوك ع<<دواني ض<<د األص<<غر من<<ه ‪ ،‬أو االرت<<داد فيق<<وم‬
‫بحركات أصغر من سنه مثل الكالم الطفلي ‪ ،‬او التبول الال إرادي الصراخ ألسباب تافهه ‪..‬‬

‫النمو األجتماعي ‪:‬‬

‫تلعب األسرة دورا هاما في عمليات التنشئة األجتماعية والنفسية للطفل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االهتمام والتدليل الزائد يجعل الطفل أكثر اعتمادية على الغير في حل مشكالته حتى لو كانت بسيطة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم األهتمام واإلهمال الشديد للطفل يفقده الثقة في نفسه وفي األخرين ويتخذ العدوان وسيله للتعبير عن ذاته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتعلم الطفل المعايير االجتماعية ويضحي ببعض رغباته من أجل الحصول على رضا الوالدين وبذلك تنمو عملي<<ات‬ ‫‪‬‬
‫الضبط الداخلي ‪.‬‬
‫يرحب الطفل باللعب في مجموعات من ‪ 4 – 3‬أطفال ‪ ،‬ولكن سرعان ماتتفكك الجماعة ألتفه األسباب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النمو الخلقي ‪ :‬الخلق مركب اجتماعي مكتسب ‪ ,‬وتعتمد على عمليتين ‪.‬‬

‫اكتساب المعلومات ‪ ,‬وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪-‬تحويل هذه القرارات إلى افعال ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ويقوم أطفال هذه المرحلة ببعض أنماط السلوك التي التساير السلوك األخالقي< بسبب رغبة الطفل في لفت أنظ<<ار األخ<<رين‬
‫إلى جانب جهله بمعايير< السلوك األخالقي ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المحاضرة السابعة‬

‫مرحلة الطفولة الوسطى‬

‫محتويات المحاضرة السابعة‬

‫مرحلة الطفولة المتوسطة ( ‪ 6‬ـ ‪ 9‬سنة )‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫النمو الجسمي والفسيولوجي< ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العوامل المؤثرة في النمو الحركي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو العقلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو اللغوي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االنفعالي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو الخلقي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة الطفولة المتوسطة ‪ 6‬ـ ‪ 9‬سنة‬

‫تمتد من سن ‪ 6‬ـ ‪ 9‬سنوات وتشمل على الثالث سنوات األولى من المرحلة االبتدائية ( الصفوف األولية ) ‪ ،‬ويلتحق الطف<<ل‬
‫بالمدرس<<ة ومحص<<وله اللغ<<وي ح<<والي ‪ 2500‬كلم<<ة ‪،‬وتختل<<ف خ<<برات األطف<<ال في ض<<وء خ<<برة االلتح<<اق بري<<اض‬
‫األطفال ‪،‬وتخفف الروضة صدمة االنفصال عن البيت ‪ ،‬وتدعم المهارات اللغوية ‪ ،‬وتوسع< نطاق خ<<برات الطف<<ل االنفعالي<<ة‬
‫واالجتماعية إلى جانب النواحي المهارية والحركية ‪.‬‬

‫‪ ‬النمو الجسمي والفسيولوجي ( ‪ 6‬ـ ‪)9‬‬


‫‪ -1‬سرعة النمو الجسمي في هذه المرحلة أقل من المرحلة السابقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬متوسط الطول في السادسة ‪111‬سم للذكور< و ‪ 110‬لإلناث‬
‫‪ -3‬متوسط الوزن ‪ 20‬كج لكال الجنسين ‪ .‬تتطور مهارات الطفل التي تتطلب تحكم دقيق وتآزر حركي مثل استخدام< القلم‬
‫في الكتابة األشغال الفنية والرسم< ‪.‬‬
‫‪ -4‬يظهر في مرحلة الطفولة المتوسطة ما يسمي ” التغير األول لشكل الجسم ” ويظهر بس<<بب اختف<<اء ال<<دهون ‪ ،‬فيظه<ر<‬
‫الطفل نحيفا ‪ ،‬كما لو أن كله ذراعين وساقين ‪.‬‬
‫‪ -5‬تتساقط< األسنان اللبنية ويظهر< محلها األسنان الدائمة األكثر قوة ( تبديل األسنان ) ‪.‬‬
‫‪ -6‬تظهر فروق< بين الجنسين نتيجة اختالف معدالت نمو النصفين الكرويين للمخ ( البنين األنشطة غير اللغوية أفض<<ل‬
‫بسبب زيادة فعالية النصف الكروي< األيمن ) ( البنات المهارات اليدوية أفضل بسبب فعالية النصف الكروي األيسر )‬

‫العوامل المؤثرة في النمو الحركي‬

‫الصحة والرعاية الصحية للطفل ‪ ،‬إلى جانب التغذية السليمة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نوع الجنس ‪ :‬يميل الذكور< إلى األلعاب العنيفة وخاصة الكرة والجري والوثب والرمي< ‪ ،‬وتميل البنات إلى األلع<<اب‬ ‫‪-2‬‬
‫التي تحتاج إلى مهارات يدوية دقيقة ‪.‬‬
‫الذكاء ‪ :‬الطفل األكثر ذكاء أكثر نموا في النواحي الحركية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫البيئة وم<ا ت<وفره من إمكان<ات وأدوات لعب ‪ ،‬إلى ج<انب تش<جيع الوال<دين والمدرس<ين على االش<تراك في األنش<طة‬ ‫‪-4‬‬
‫المدرسية ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫يؤثر التغير األول لشكل الجسم إيجابيا في النمو الحركي< بسبب اختفاء الوسائد الدهني<<ة ‪ ،‬إال أن التقي<<د بالواجب<<ات المدرس<<ية‬
‫تؤثر سلبيا ( عدم تنظيم الوقت بين النشاط الحركي وأداء الواجبات المدرسية واالستذكار )‬

‫النمو العقلي ‪ 6‬ـ ‪9‬‬ ‫‪‬‬

‫تسهم المدرسة بأنشطتها المختلفة في تنمية الجوانب العقلية للتلمي<<ذ ( من خالل تعلم الق<<راءة والكتاب<<ة واكتس<<اب المعلوم<<ات‬
‫وطرق< التفكير ) ‪ ،‬وتنتمي< إلى مرحلة العمليات المحسوسة عند ” بياجية ” ‪ 7‬ـ ‪ 11‬س<<نة ( يفك<<ر التلمي<<ذ من خالل حواس<<ه‪،‬‬
‫مايراه أو يسمعه يتناقص التمركز حول الذات ويحل محله التعاون مع اآلخ<<رين يس<<تطيع الطف<<ل إدراك العالق<<ات البس<<يطة‬
‫والمركبة بين األشياء فيقوم بعمليات التصنيف< والسلسلة بأكثر من طريقة ‪.‬‬

‫‪ -1‬يصعب على الطفل حتى سن السابعة أن يفكر تفكيرا مجردا مثل التفكير في معاني ( الخير ‪ ،‬الجمال ‪ ،‬العدالة ‪) ...‬‬
‫‪ -2‬يستطيع ترتيب األشياء وفق< نظام معين ( من األطول إلى األقصر ‪ ،‬أو من األصغر إلى األكبر ‪. ...‬‬
‫القدرة على التركيز واالنتباه محدودة من حيث المدى والمدة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يبدأ خيال الطفل االتجاه إلى الواقعية أكثر من المرحلة السابقة‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ‬النمو اللغوي ‪ 6‬ـ ‪9‬‬
‫‪ -1‬يلتح<<ق الطف<<ل بالمدرس<<ة وحص<<يلته اللغوي<<ة ح<<والي ‪ 2500‬كلم<<ة وفي نهاي<<ة الص<<ف األول االبت<<دائي تبل<<غ ح<<والي‬
‫‪4000‬كلمة ‪.‬‬
‫تنمو قدرته على استعمال الكلمات في جمل مفيدة ‪ ،‬وتنمو< قدرته على االستماع والقراءة والكتابة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تعتبر مرحلة الجمل المركبة الكبيرة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬تؤثر العوامل الحسية مثل السمع واإلبصار< والتآزر العصبي والعوامل< العقلية والبيئية واالجتماعي<<ة في نم<<و الق<<راءة‬
‫عند الطفل ‪.‬‬
‫‪ ‬النمو االنفعالي ‪ 6‬ـ ‪9‬‬
‫‪ -1‬يتخلى الطفل عن االنفعاالت الحادة أو سرعة التحول من حالة انفعالية إلى أخرى ‪ ،‬ويتجه نحو االستقرار االنفعالي ‪.‬‬
‫تتجمع انفعاالت الطفل نحو أشياء معينة لتكون لديه ” العواطف ” ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬يواج<<ه الطف<<ل ” الص<<راع الراب<<ع ” في نم<<وذج أريكس<<ون وه<<و ” اإلنج<<از في مقاب<<ل القص<<ور< ” ( النج<<اح في أداء‬
‫الواجبات المدرسية وتشجيع< المعلمين يؤدي إلى الشعور باإلنجاز ‪ ،‬أما عدم الحصول على التعزيز والتش<<جيع< ي<<ؤدي<‬
‫إلى الشعور< بالقصور )‪.‬‬
‫تتغير أنواع مخاوف الطفل عن المرحلة السابقة إلى الخوف من ع<دم أداء ال<<واجب المدرس<<ي أو من الم<درس ال<ذي‬ ‫‪-4‬‬
‫يستخدم العقاب البدني ‪ ،‬أو الخوف من التأخر عن الذهاب إلى المدرسة ‪. ....‬‬
‫أتساع دائرة العالقات االجتماعية للطفل والتنوع في عالقاته االجتماعية يخفف من حدة االنفعاالت لديه ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫النمو االجتماعي ‪ 6‬ـ ‪9‬‬

‫ـ تشترك المدرسة مع األسرة في عملية التنشئة االجتماعية للطفل وإكسابه الكثير من المعلومات الثقافية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ـ تعتبر تلك المرحلة حدا فاصال بين المرحلة السابقة التي يعتمد فيه<<ا الطف<<ل كلي<<ا على المحيطين ب<<ه والمرحل<<ة الحالي<<ة‬ ‫‪-2‬‬
‫التي يعتمد فيها على نفسه في الكثير من األمور< ‪.‬‬
‫ـ تظهر الفروق بين الجنسين في أنواع األلعاب التي يميل إلى ممارستها كل نوع ‪ ،‬فالبنات تمي<<ل إلى األلع<<اب الدقيق<<ة ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بينما يميل البنين إلى األلعاب العنيفة مثل الجري وألعاب المطاردة ‪ ،‬ولعب الكرة ‪...‬‬

‫ـ العوامل المؤثرة في النمو االجتماعي ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫الحالة الصحية للطفل ‪ ( :‬كلما تمتع الطفل بصحة جيدة كلما زادت سرعة النمو )‬ ‫‪-1‬‬
‫البيئة والثقافة ‪ ( :‬وخاصة البيئة المدرسية ‪ ،‬واألنشطة المدرسية التي تتيح للتلميذ التفاعل مع الزمالء ‪ ،‬والمعلمين‬ ‫‪-2‬‬

‫وسائل األعالم ‪ ( :‬برامج األطفال ‪ ،‬مجالت األطفال ‪.‬‬

‫النمو الخلقي ‪ 6‬ـ ‪9‬‬

‫ـ يتعرف الطفل على مفهوم الصواب والخطأ ‪ ،‬والحالل والحرام< ويتأثر النمو االجتماعي بمعايير الجماعة التي ينتمي‬ ‫‪-1‬‬
‫إليها ‪.‬‬
‫يصل الطفل في نهاية هذه المرحلة إلى أحكام خلقية تقترب من مستوى< الراشدين ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫المحاضرة الثامنة‬

‫مرحلة الطفولة المتأخرة‬

‫مرحلة الطفولة المتأخرة من ‪ 9‬ـ ‪ 12‬سنة‬

‫النمو الجسمي والحسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫النمو الحركي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو العقلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االنفعالي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو الخلقي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تدريبات‬ ‫‪‬‬

‫النمو الجسمي والحسي من ‪9‬ـ ‪12‬‬

‫يتباطأ معدل النمو الجسمي قياسا< بالمرحلة السابقة وتمهيدا< للطفرة الكبيرة في المرحلة التالية ( المراهقة ) ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫متوسط طول البنين ‪138.5‬سم عند سن ‪ 12‬سنة‬ ‫‪-2‬‬
‫متوسط طول البنات ‪141.5‬سم ‪ ( .‬تتحول الفروق في سرعة النمو الجسمي لصالح البنات في نهاية المرحلة ) ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫متوسط وزن الذكور ‪32‬كج والبنات ‪34‬كج ( في سن ‪12‬سنة )‬ ‫‪-4‬‬
‫تبدأ ظهور< الخصائص الجنسية الثانوية عند اإلناث في نهاية المرحلة(البنات يسبقن الذكور في البلوغ بعامين تقريبا )‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يزول طول البصر الذي كان يصيب ‪%80‬من أطفال المرحلة السابقة ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تنمو مهارات األعضاء الدقيقة كاألصابع وتك<ون حاس<ة اللمس عن<د البن<ات أق<وى من الب<نين ‪ .‬ل<ذلك تتف<وق البن<ات في‬ ‫‪-7‬‬
‫اكتساب المهارات الحركية الدقيقة عن الذكور ‪.‬‬

‫النمو الحركي ‪ 9‬ـ ‪12‬‬

‫يتطور النمو الحركي بصورة كبيرة ‪ ،‬ويظهر في األنشطة الرياضية والحياتية خارج المدرس<<ة وتص<<بح حركات<<ه أك<<ثر‬ ‫‪-1‬‬
‫دقة واقتصادا في الوقت والجهد المبذول ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -2‬تظهر فروق< بين الجنسين في النش<<اط< الح<<ركي ف<<البنين يميل<<ون نح<<و اللعب العض<<لي الع<<نيف الق<<وي ك<<الجري< وألع<<اب‬
‫الكرة ‪ ...‬بينما تميل البنات إلى األلعاب التي تتطلب دقة وتنظيم في الحركات ‪.‬‬
‫توصف حركات الطفل في هذه المرحلة بـ ” رشاقة القط ” نظرا لما تتميز به من رشاقة و مرونة وقوة وسرعة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أطل<<ق العلم<<اء على التعلم الح<<ركي في ه<<ذه المرحل<<ة ظ<<اهرة ” التعلم من أول وهل<<ة ” ويرج<<ع ذل<<ك إلى األس<<باب‬ ‫‪-4‬‬
‫التالية ‪:‬‬
‫تطور الجهاز العصبي بما يؤدي إلى االستفادة من الخبرات السابقة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬ميل الطفل إلى التقليد وتعلم المهارات الحركية ككل دون تجزئة ‪.‬‬
‫‪ -3‬رغبة الطفل في الحركة والنشاط ‪.‬‬

‫النمو العقلي ‪ 9‬ـ ‪12‬‬

‫ـ تتم<يز بالس<رعة الكب<يرة في النم<و العقلي ( عكس الجس<مي ) بس<بب نم<و المخ والجه<از< العص<بي ‪ ،‬إلى ج<انب األنش<طة‬
‫الدراسية والمعرفية المدرسية التي تسهم في النمو العقلي بشكل كبير ‪ ،‬م<ع اس<تمرار< الطف<ل في التعلم اعتم<ادا على حواس<ه‬
‫( السمع ‪ ،‬البصر ‪ ،‬اللمس ‪ ،‬يقوم بعمليات ” الوصف ال<<دقيق ” ثم يتع<<داها إلى ” تفس<<ير العالق<<ات ” وه<<ذا يفي<<د الطف<<ل في‬
‫اكتساب المعارف< والمعلومات المتضمنة في المناهج المدرس<<ية ‪ ،‬يتط<<ور النم<<و العقلي ويص<<بح الطف<<ل ق<<ادر على عملي<<ات‬
‫التصنيف ( السيارات ـ النباتات ـ الحيوانات )‪ ،‬تنمو ق<درة الطف<ل على التحص<يل الدراس<ي< بت<دعيم والتش<جيع< من األس<رة‬
‫والمدرسة ‪ ،‬يتعلم معنى الزمان ( اليوم ‪ ،‬وأمس ‪ ،‬وغدا ‪ ،‬األسبوع< )‪ ،‬تظهر ابتكارية األطفال في محاولتهم< كتاب<<ة الش<<عر ‪،‬‬
‫وفي الرسوم< ‪ ،‬كما يظهر حب االستطالع بشكل كبير ‪.‬‬

‫النمو االنفعالي ‪ 9‬ـ ‪12‬‬

‫تتكون ” العادات االنفعالية ” لدى الطفل نتيجة للخبرات المختلفة التي يمر به<<ا الطف<<ل في البيئ<<ة والمدرس<<ة ‪ ،‬ورغم أن‬
‫طفل هذه المرحلة قد مر بالعديد من الخبرات االنفعالية المتنوعة مثل الحب والكرة والخوف< والغضب والغيرة ‪ ،‬إال أن هذه‬
‫المرحلة تتميز بأنها مرحل<<ة ” اس<<تقرار انفع<<الي ” حيث يكتش<ف< الطف<<ل أن االنفع<<االت الح<<ادة وخاص<<ة غ<<ير الس<<ارة غ<<ير‬
‫مرغوبة اجتماعيا ‪ ،‬ويعتبر< ذلك من عوامل الضبط االنفعالي ‪ ،‬تظل انفعاالت الطفل الح<<ادة داخ<<ل الم<<نزل ‪ ،‬ويع<<بر< الب<<نين‬
‫عن انفعاالتهم غير السارة بالغضب ‪ ،‬بينما تعبر عنها البنات بالبكاء ‪ ،‬يواجه طفل المرحل<<ة الص<<راع الراب<<ع في نم<<وذج ”‬
‫أريكسون ” وهو صراع اإلنجاز مقابل القصور< ( سبق دراسته في محاضرة س<<ابقة )‪ ،‬ومن أش<<هر انفع<<االت ه<<ذه المرحل<<ة‬
‫الخوف والغضب والعن<ف واالس<تطالع< والس<رور ‪ ،‬كم<ا يظه<ر في ه<ذه المرحل<ة ن<وع مختل<ف من الخ<وف عن المراح<ل‬
‫السابقة كالخوف مما هو غير مألوف< ( الغريب )‪ ،‬والخوف< من التعرض للسخرية من األص<<دقاء ‪ ،‬والخ<<وف< من الفش<<ل في‬
‫المهام التي يقوم بها ‪.‬‬

‫ـ تعت<<بر المدرس<<ة هي أك<<بر مص<<ادر القل<<ق ‪ ،‬مث<<ل القل<<ق في الت<<أخر عن مواعي<<د المدرس<<ة ‪ ،‬القل<<ق من الت<<أخر الدراس<<ي‬
‫( الحصول على درجات منخفضة في االختبارات ) ‪ ،‬ويرجع السبب في ذل<<ك إلى ض<<غوط الوال<<دين والمعلمين ‪ ،‬والمبالغ<<ة‬
‫في قيمة الحصول على درجات مرتفعة بغض النظر عن ما يمتلك<<ه الطف<<ل من ق<<درات ومه<<ارات ‪ ،‬ودون مراع<<اة للف<<روق‬
‫الفردية بين التالميذ ‪.‬‬

‫النمو االجتماعي ‪ 9‬ـ ‪12‬‬

‫يعد الطفل نفسه أن يكون كبيرا ( كتمهيد للدخول في مرحلة المراهقة ) ‪ ،‬فيتابع الولد بشغف وس<<ط الرج<<ال ‪ ،‬وتت<<ابع< البنت‬
‫ما يدور في وسط< السيدات ‪ ،‬ويحاول ك<<ل منهم اكتس<<اب مع<<ايير< الكب<<ار ‪ ،‬يش<<عر الطف<<ل بفرديت<<ه وفردي<<ة غ<<يره من الن<<اس‬
‫فيصف المدرس أو صديقه أو أبوه ‪ ،‬ويحاول< أن يقلده وبذلك يضفي على الطفل نوعا من الفردية التي يتميز< بها عن غيره ‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫لذلك فإن تقدير فردية الطفل هام جدا في ه<<ذه المرحل<<ة س<<واء في الم<<نزل أو المدرس<<ة ‪ ،‬تتك<<ون ” ش<<لل األطف<<ال ” ويطل<ق<‬
‫بعض العلماء على هذه المرحلة ” سن العصابات ” بسبب انخراط األطفال مع بعضهم وتصبح معاييره<<ا أهم من مع<<ايير<‬
‫األسرة والمدرسة ‪ ،‬يميل إلى األلعاب الفردية التنافسية ال<<تي تظه<<ر ق<<وة في العض<<الت وس<<رعة في الج<<ري ‪ ،‬وخاص<<ة في‬
‫األماكن المفتوحة ‪.‬‬

‫النمو الخلقي ‪ 9‬ـ ‪12‬‬

‫ـ تتحدد أخالقيات الطفل في ضوء المعايير< الس<<ائدة في األس<<رة ‪ ،‬والمدرس<<ة ‪ ،‬والبيئ<<ة االجتماعي<<ة ال<<تي ينتمي إليه<<ا وال<<تي‬
‫يكتسبها من خالل عمليات التربية ( التنشئة االجتماعية ) التي يمر بها في البيت والمدرسة والبيئة التي يعيش فيه<ا ‪ ،‬ينتمي‬
‫الطفل في هذه المرحلة إلى نموذج ” كولبرج ” إلى مستوى ” االنصياع< للقواعد واألعراف ” ‪ ،‬ويشمل على مرحلتين ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬يقوم الطفل بسلوكيات لمساعدة اآلخرين بهدف الحصول على إعجابهم ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬يتوجه في أعماله وواجباته في ضوء احترامه للس<لطة‪ ،‬وطاعت<ه للنظ<ام الم<نزلي أو المدرس<ي ‪ ،‬ويخض<ع‬
‫للمعايير والقواعد االجتماعية ‪.‬‬

‫المحاضرة التاسعة‬

‫مشكالت مرحلة الطفولة‬

‫محتويات المحاضره ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مشكالت نفسية في مراحل الطفولة‬ ‫‪‬‬
‫أوال ‪ :‬مشكلة الخوف‬ ‫‪‬‬
‫الخوف المرضي من المدرسة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكذب‬ ‫‪‬‬
‫أنواع الكذب‬ ‫‪‬‬
‫وسائل عالج الكذب‬ ‫‪‬‬
‫مشكالت نفسية في مراحل الطفولة‬ ‫‪‬‬

‫ـ تعتبر مراحل الطفولة من أهم المراحل في حياة اإلنسان ‪ ،‬ففي هذه المراحل تنمو قدرات الطفل ‪ ،‬وتتفتح مواهبه ‪ ،‬ويكون‬
‫قابل بشكل كبير للتأثر والتوجيه والتش<<كيل< ‪ ،‬وتتخل<<ل مراح<<ل الطفول<<ة بعض مش<<كالت النم<<و الع<<ادي ‪ ،‬وبعض المش<<كالت‬
‫واالضطرابات المتطرفة ‪ ،‬وتح<<ول< ه<<ذه المش<<كالت دون اس<<تغالل طاق<<ة األطف<<ال واس<<تثمار< اس<<تعداداتهم وق<<دراتهم< بش<<كل‬
‫إيجابي وبناء ‪.‬‬

‫ـ وقد يعاني الطفل العادي من بعض المشكالت النفسية في حيات<<ه اليومي<ة ال تص<<ل إلى درج<<ة الم<<رض النفس<<ي ‪ ،‬ل<ذا يجب‬
‫االهتمام بسرعة حل وعالج هذه المشكالت قبل أن يستفحل أمرها وتتطور< وتحول دون النمو النفسي الس<<وي ودون تحقي<<ق‬
‫الصحة النفسية ‪ ،‬وفيما يلي أمثلة للمشكالت النفسية التي قد يتعرض لها الطفل ‪ ،‬أسبابها ‪ ،‬و أساليب عالجها ‪.‬‬

‫مشكلة الخوف‬

‫مفهوم الخوف العادي والخوف المرضي<‬

‫‪24‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫الخوف هو ‪ ” :‬عبارة عن انفعال دافعي يتضمن حالة من التوتر التي تدفع الشخص الخ<<ائف إلى اله<<روب من الموق<<ف‬ ‫‪‬‬
‫الذي أدي إلى استثارة مخاوفه حتى يزول التوتر ” ‪.‬‬
‫أما الخوف المرضي< فهو " خوف مبالغ فيه من موضوع أو موقف معين ال يمثل في ح<<د ذات<<ه مص<<درا للخط<<ر ‪ ،‬وه<<و‬ ‫‪‬‬
‫خوف غير منطقي وغير معقول ‪ ،‬فهو يختلف عن الخوف الذي يشعر ب<<ه اإلنس<<ان حينم<<ا يخ<<اف من أش<<ياء أو مواق<ف<‬
‫تشكل خطرا بالفعل ” ‪.‬‬

‫ومما سبق يتضح أن الفرق بين الخوف العادي ‪ ،‬والخ<وف< المرض<ي< ه<و ف<رق< في درج<ة وج<<ود الخ<<وف ( ت<<زداد الدرج<<ة‬
‫بشكل كبير في المخاوف< المرضية ) فالخوف< موجود عند جميع التالميذ لكن بدرجات بسيطة أو عادية ‪ ،‬وعندما تزداد شدة‬
‫المخاوف بحيث تصبح شاذة عن الطبيعي< أو المألوف يطلق عليها في هذه الحالة ( مخاوف< مرضية ) ‪:‬‬

‫ـ ومن أهم أسباب الخوف المرضي ما يلي ‪:‬‬

‫وجود مواقف< أو مثيرات أو أشياء غريبة أو منفرة تحدث أثرا نفسيا لدى الطفل فيخاف منها ‪ ،‬خاص<<ة إذا م<<ا تك<<ررت‬ ‫‪-1‬‬
‫عملية المرور< بتلك الخبرات ‪.‬‬
‫م<<ا يرتب<<ط في ذهن الطف<<ل من مخ<<اوف ح<<ول أش<<ياء أو موض<<وعات نتيج<<ة تخوي<<ف الطف<<ل من بعض األش<<ياء أو‬ ‫‪-2‬‬
‫األشخاص ‪.‬‬
‫المعاملة الوالدية غير السوية التي تعتمد على االستخدام< المس<<تمر< والمب<<الغ في<<ه للعق<<اب والقس<<وة وع<<دم تعوي<<د الطف<<ل‬ ‫‪-3‬‬
‫االعتماد على ذاته أو الثقة في نفسه ‪.‬‬
‫سوء معاملة المعلمين للطفل واستخدام< العقاب كإس<تراتيجية في الت<<دريس ‪ ،‬ويس<<اعد على ذل<ك تخوي<ف< اآلب<اء للطف<<ل‬ ‫‪-4‬‬
‫بالمعلم كأداة عقاب وتسلط< وتخويف< وتهديد ‪.‬‬
‫عدم قدرة الطفل على تكوين صداقات مع أقرانه في الفصل ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫الخوف المرضي من المدرسة‬

‫ـ يعتبر الخوف من المدرسة من أمثل<<ة المخ<<اوف المرض<<ية الش<<ائعة بين تالمي<<ذ الم<<دارس ‪ ،‬ويقص<<د ب<<ه الخ<<وف الش<<اذ من‬
‫المدرسة مع الرغبة في عدم ذهاب الطفل إليها ‪.‬‬

‫العوامل المرتبطة بالخوف المرضي من المدرسة ‪:‬‬

‫الخوف العام من المدرسة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الخوف من المدرسين ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الخوف من االمتحانات ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -1‬الخوف العام من المدرسة ‪ :‬ـ ويظهر في حالة الطفل من الطراز الم<دلل ‪ ،‬أو إذا ك<انت األم تف<رض على طفله<ا حماي<ة‬
‫زائدة وتفرط في تعلقه بها ‪ ،‬فإنه يشعر بالتهديد< والحرمان من عطف األم وحنانها< ودفء المنزل مقارن<<ة بالمن<<اخ المدرس<<ي‬
‫الص<<ارم المفعم ب<<األوامر والن<<واهي< ‪ ،‬والعق<<اب وأداء الواجب<<ات وتلقي ال<<دروس ‪ ،‬والطاع<<ة والنظ<<ام ‪ ،‬واإلل<<تزام< بالقواع<<د‬
‫المدرسية ‪.‬‬

‫‪ -3‬الخوف من المدرسين ‪ :‬تتأثر شخصية الطف<<ل بشخص<<ية مدرس<<ه واتجاهات<<ه وآرائ<<ه ومعتقدات<<ه وطريقت<<ه في التعب<<ير ‪،‬‬
‫ومعالجة األم<<ور ‪ ،‬ب<ل ومخاوف<ه أيض<<ا ‪ .‬ويرج<ع< ه<ذا الن<<وع إلى خ<وف< الطف<ل من تس<لط معلم<<ه أو قس<<وته أو إس<<رافه في‬
‫استخدام العقاب أو تهكمه على الطفل وسخريته منه ‪ ،‬أو تعمد إحراجه أمام أقران<<ه أي أن العالق<<ة بين المعلم والتلمي <ذ< تلعب‬
‫دور فعال في تنميه النزعة نحو الخوف من المدرسة أو تقبلها ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -3‬الخوف من االمتحانات‪ :‬ـ وقد يرهب الطف<<ل االمتح<<ان لع<<دم قدرت<<ه على االس<<تيعاب ‪ ،‬أو ع<<دم مالئم<<ة ظ<<روف< منزل<<ه‬
‫لالستذكار الجيد ‪ ،‬أو عدم قدرة الطفل على الفهم والتركيز في الدراسة ‪ ،‬وقد تنعكس كراهية الطف<<ل لالمتح<<ان وخوف<<ه من<<ه‬
‫على المدرسة بل قد تمتد إلى التعليم كله ‪.‬‬

‫الوقاية من المخاوف المدرسية‬

‫لتجنب األبناء عبء المعاناة المخاوف المدرسية التي تقف في سبيل ارتقائهم النفسي السوي‪ ،‬فإن األمر يتطلب ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬توعية الوالدين والمربين بأهمية دورهم في ه<<ذه المرحل<<ة الهام<<ة في تنش<<ئة األبن<<اء ‪ ،‬وذل<<ك باالهتم<<ام بالبيئ<<ة المحيط<<ة‬
‫بالطفل وخاصة األسرة والمدرسة كمؤسستين تربويتين يمكن أن ي<<ترجم التع<<اون بينهم إلى واق<<ع ملم<<وس لي<<ؤتي ثم<<اره في‬
‫عالج المشكالت النفسية التي قد يعاني منها األطفال ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقديم الخبرات السارة للطفل ‪ ،‬وإكسابه المهارات التي تساهم في زيادة ثقته بنفسه وعدم ترهيب<<ه باالمتحان<<ات وعملي<<ات‬
‫التقييم والدرجات< المدرسية ‪.‬‬

‫‪ -3‬االستفادة من نتائج الدراسات في إرشاد وتوجيه اآلباء والمعلمين لمواجهة المخ<<اوف المرض<<ية وغيره<<ا من المش<<كالت‬
‫النفسية واالضطرابات االنفعالية والسلوكية ‪.‬‬

‫مشكلة الكذب‬

‫يقصد بالكذب تعم<<د تش<<وية الوق<<ائع والحق<<ائق ‪ ،‬والتلف<ظ ق<وال بغ<ير الحقيق<ة ‪ .‬والك<ذب س<<لوك مرف<وض في ض<<وء مع<ايير‬
‫الجماعة ‪ ،‬خاصة المعايير< األخالقية والدينية ‪.‬‬

‫يرجع الكذب إلى عوامل البيئة ‪ ،‬فإذا نشأ الطفل في بيئة تحترم< الحق وتلتزم< بالصدق وتقدر األمان<<ة ‪ ،‬ك<<ان من الط<<بيعي< في‬
‫مثل هذا المناخ النفسي أن يلتزم الطفل حدود الصدق ‪ ،‬معنى ذلك أن الطفل يتلقى أول دروس له عن الص<<دق أو الك<<ذب في‬
‫األسرة ‪.‬‬

‫أنواع الكذب‬

‫‪ -1‬الكذب الخيالي ‪ :‬يشيع هذا النوع من الكذب في س<<نوات الطفول<<ة األولى الس<<يما ل<<دى األطف<<ال ال<<ذين يتمتع<<ون بالخي<<ال‬
‫الخصب الواسع ‪ ،‬ويمتلكون نصيبا كبيرا من المحصول اللغوي ‪ ،‬فينزعون إلى اختالق الحكايات والقصص الوهمية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الكذب االلتباسي ‪ :‬يشيع هذا النوع من الكذب بين األطفال في السنوات األولى من العمر ‪ ،‬ويرج <ع< س<<ببها الرئيس<<ي إلى‬
‫خلط األطفال الصغار بين ما يدركونه حاسيا في العالم الخ<<ارجي المحي<<ط بهم ‪ ،‬وم<<ا ينش<<أ في عق<<ولهم من خي<<ال ‪ ،‬ويتع<<ذر<‬
‫عليهم التفرقة بينها ‪ ،‬ويحدث ذلك عندما يعيد الطفل قصة سبق أن سمعها من أمه او جدته أو أخواته الكبار ‪.‬‬

‫‪ -3‬الكذب اإلنتقامي ‪ :‬وفي< هذا النوع ينزع الطفل إلى إلصاق التهم باألخرين دون ذنب ارتكبوه انتقاما منهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬كذب التقليد ‪ :‬وفي هذا النوع يتعلم الطفل سلوك الكذب عن طريق تقليد سلوك الوالدين أو إحداهما أو من يقوم مقامهما ‪،‬‬
‫أو عن طريق< من يتعامل معهم في سياق حياته اليومية ‪.‬‬

‫‪ -5‬الكذب اإلدعائي أو التعويضي‪ <:‬يرجع هذا النوع من الكذب عادة إلى الشعور< بالحرم<<ان والنقص وع<<دم الكف<<اءة ‪ ،‬فيلج<<أ‬
‫الطفل إلى التعويض عن حرمانه ونقصه بإضفاء مظاهر القوة والسيطرة والمبالغ<<ة والتفخيم والتعظيم< على ذات<<ه في ج<<انب‬
‫معين من الجوانب ‪ ،‬المادية أو الدراسية‬
‫‪26‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -6‬الكذب المرضي ‪ :‬يحدث هذا النوع من الكذب عندما يشتد على الفرد الشعور بالنقص والدوني<<ة والقل<<ق فيكبت ذل<<ك ‪ ،‬ثم‬
‫ينزع إلى الكذب بصورة متكررة ومستمرة ال إرادية فيدمنه كلما واجهته صعوبة أو مشكلة ‪.‬‬

‫وسائل عالج الكذب‬

‫توحيد المعاملة بين األبناء وعدم تفضيل واحد على اآلخر مع توفير مناخ من المحب<<ة والش<<عور ب<<األمن النفس<<ي للطف<<ل‬ ‫‪-1‬‬
‫حتى يبتعد عن الكراهية واإلنتقام ‪.‬‬
‫إرشاد الطفل إلى الفروق بين الحقيقة والخيال وبين عالم الواقع المحيط به وبين عالم الخيال الذي ينسجه لنفس<ه ومنع<ة‬ ‫‪-2‬‬
‫من االنغماس في هذا الخيال لدرجة تباعد بينه وبين الواقع‬
‫توفير< القدوة الحسنة أمام األطفال ‪ ،‬حيث أن الطفل يميل إلى التقلي<<د والمحاك<<اة للنم<<اذج الس<<لوكية المتمثل<<ة في الوال<<دين‬ ‫‪-3‬‬
‫والمعلمين وغيرهم من المحيطين به ‪.‬‬
‫‪-‬تجنب استخدام العقاب البدني في معاملة األبناء ‪ ،‬حتى ال يندفعون إلى اللجوء للكذب هربا من العقوبة البدنية المتوقع<ة‬ ‫‪-4‬‬
‫في حالة الوقوع في الخطأ ‪.‬‬
‫توجيه جهود األبناء نحو األمور التي تقع في نط<<اق ق<<دراتهم م<<ع ع<<دم تكليفهم بم<<ا يف<<وق ق<<دراتهم< الحقيقي<<ة ح<<تى تكل<<ل‬ ‫‪-5‬‬
‫جهودهم بالنجاح ‪ ،‬وحتى ال يكون متعطشا< إلشباع الرغبة عن طريق الخيال ‪.‬‬

‫مشكلة القلق ‪:‬‬

‫ـ مشكلة القلق ‪ .‬ـ أنواع القلق ـ الفرق بين الخوف والقلق ‪ .‬ـ أسباب القلق عند األطفال ـ مش<<كالت النط<<ق والكالم ‪.‬ـ أس<<باب‬
‫مشكلة النطق والكالم ‪ .‬ـ أساليب العالج مشكالت النطق والكالم‬

‫مشكله القلق ‪:‬هو أحد الحاالت اإلنفعالية التي قد تص<<احب الخ<<وف< ‪ ،‬وينش<<أ من ت<<رقب أو توق<<ع الف<<رد للمث<<يرات والمواق<<ف‬
‫المؤلمة ‪ ،‬ويؤدي< به إلى التهيج واإلضطراب ‪ ،‬وقد يعوق< التفكير العمليات العقلية المختلفة مثل التركيز< أو اتخاذ القرارات‬

‫ويعرف القلق بأنه ” حالة توتر شاملة نتيجة توقع تهدي<د خط<ر فعلي أو رم<زي ق<د يح<دث ويص<حبها خ<وف غ<امض‬ ‫‪‬‬
‫وأعراض نفسية وجسمية ‪ ،‬لذا يمكن اعتبار القلق انفعاال مركبا من الخوف وتوقع التهديد والخطر< ” ‪.‬‬

‫انواع القلق‬

‫القلق العام‬ ‫‪-1‬‬


‫حاله القلق‬ ‫‪-2‬‬
‫سمت القلق‬ ‫‪-3‬‬
‫قلق االمتحانات‬ ‫‪-4‬‬
‫قلق التصال‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -1‬القلق العام ‪ :‬هو القلق الشامل الذي يتخلل جوانب عديدة من حياة الفرد ‪ ،‬ولكنه من ناحية أخرى يمكن أن يك<<ون مح<<ددا‬
‫بمجال معين أو موضوع< معين أو موضوع تثيره مواقف ذات قدر من التشابه كاالمتحان ومواجهة الناس والمواقف< ‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة القلق ‪ :‬قصد< بحالة القلق أنها حالة انفعالية متغيرة ‪ ،‬تتس<<م بمش<<اعر ذاتي<<ة تتض<<من الت<<وتر والعص<<بية واالنزع<<اج ‪،‬‬
‫وتحدث حالة القلق عندما يدرك الشخص أن مثيرا معينا أو موقفا ما قد يؤدي< إلى إيذائه أو تهديده ‪ ،‬وتختلف حالة القل<<ق من‬
‫حيث شدتها ‪ ،‬كما تتغير عبر الزمان‬

‫‪27‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ -3‬سمة القلق ‪ :‬يقصد بسمة القلق وجود< فروق< ثابتة نسبيا بين الناس في القابلية للقل<<ق ‪ ،‬وتش<<ير إلى االختالف<<ات بين الن<<اس‬
‫في ميلهم إلى االستجابة تجاه المواقف التي يدركونها< كمواقف مهددة ‪ ،‬وال تظهر س<<مة القل<<ق مباش<<رة في الس<<لوك ‪ ،‬ب<<ل ق<<د‬
‫تستنتج من تكرار ارتفاع حالة القلق وشدتها< لدى الفرد على امتداد الزمان ‪.‬‬

‫‪ -4‬قلق االمتحان ‪ :‬وهو نوع من القلق المرتبط< بمواقف االختبار< ‪ ،‬بحيث يثير هذا الموقف في الف<<رد ش<<عورا ب<<الخوف< عن<<د‬
‫مواجهة االختبارات ‪ ،‬ويتولد< قلق االمتح<ان في عم<ر مبك<ر نتيج<ة التجاه<ات الوال<دين والمعلمين تج<اة الدراس<ة وعملي<ات‬
‫التقييم واالمتحانات ‪.‬‬

‫‪ -5‬قلق االتصال ‪ :‬ويقصد بهذا النوع القلق من الحديث أمام الناس ‪ ،‬كما يتصل هذا الن<<وع من القل<<ق ب<<المواقف االجتماعي<<ة‬
‫الخاصة بإلقاء األحاديث أمام الناس ‪ ،‬نتيجة الخوف من الفشل أو التفكير في احتمال الوقوع< في خطأ ما أثناء الحديث‬

‫الفرق بين الخوف والقلق‬

‫يتضح مما سبق أن الخوف هو استجابة لخطر واضح وموجود< فعال ‪ ،‬على حين أن القلق هو استجابة لتهديد غ<<ير مح<<دد أو‬
‫غير معروف< قد ينتج عن مصادر صراع أو مشاعر بعدم األمان‬

‫اسباب القلق عند االطفال‬

‫ويعتبر الخوف من فقدان الحب والحنان من قبل الوالدين أو المعلمين أو األق<<ران ه<<و أح<<د المص<<ادر األساس<<ية للقل<<ق خالل‬
‫مراحل الطفولة ‪ ،‬فالطفل يتوقع العقاب أو القسوة من المعلم ‪ ،‬أو فقدان الحب أو الحنان من جانب الوال<<دين أو إح<<داهما مم<<ا‬
‫يتسبب في شعوره بالقلق ‪.‬‬

‫مشكالت النطق والكالم ‪ :‬تشمل مشكالت النطق والكالم لدى األطفال مصادر< مختلفة هي ‪:‬‬

‫عيوب كالمية مصدرها العوامل النفسية مثل اللجلجة والتهتهة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عيوب مصدرها عوامل عضوية أو وظيفية مثل الثأثأة ‪ ،‬والعيوب الصوتية ( البحة وخشونة الصوت أو حدته ) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عيوب مصدرها عوامل عصبية مثل تأخر الكالم وعسره ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫اسباب مشكله النطق والكالم‬

‫أوال ‪ :‬األس<<باب الجس<<مية ‪ :‬إن إص<<ابة الطف<<ل ببعض األم<<راض العام<<ة ال<<تي يهم<<ل عالجه<<ا ي<<ؤثر في قدرت<<ه على النط<<ق‬
‫والكالم ‪ ،‬فمثال السعال الديكي ومرض الحصبة والدفتريا وأمراض الجهاز التنفسي عامة قد تترك أث<<ارا ض<<ارة في أجه<<زة‬
‫النطق الخاصة بالطفل كضعف األحبال الصوتية والتهاب الحنجرة ‪ ،‬فيؤدي< هذا إلى صعوبة النطق وعدم إمك<<ان التحكم في‬
‫إخراج األصوات ‪ ،‬فيكرر< الطفل نطق الحرف األول من الكلمة عدة مرات ثم ينطق بعدها الكلمة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األسباب العقلية ‪ :‬قد تنشأ بعض مشكالت النط<<ق والكالم< نتيج<<ة تخل<<ف عقلي عن<<د الطف<<ل ويس<<بب انخف<<اض مس<<توى‬
‫الذكاء ونقص بعض القدرات الخاصة عنده ‪ ،‬حيث يؤدي< هذا إلى عدم قدرة الطفل على النطق الصحيح للحروف< والكلمات‬
‫‪ ،‬رغم أن أجهزة النطق سليمة من الناحية الجسمية والعضوية ‪ ،‬وإنما اختل أداء وظائفه<<ا بس<<بب اختالل الق<<درات الخاص<<ة‬
‫عند الطفل وانخفاض نسبه ذكائه عن المستوى العادي بكثير‬

‫ثالثا ‪ :‬األسباب النفسية والتربوية ‪ :‬وهي من األسباب األكثر انتشارا< بين غالبية األطفال الذين يع<<انون من مش<<كالت النط<<ق‬
‫والكالم ‪ ،‬وذلك ليس بفعل أمراض جسمية أو تخلف عقلي ‪ ،‬وإنما ترجع إلى وجود عوامل نفسية وإجتماعية وتربوية غالب<<ا‬

‫‪28‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫ما تؤدي إلى إضطرابات نفسية للطفل ‪ ،‬األمر الذي ي<<ترتب علي<<ه تع<<ثر نط<<ق الح<<روف< وإض<<طرابات< الكالم عن<<د الطف<<ل ‪،‬‬
‫وأول تلك العوامل النفسية هو عدم إشباع الحاجات النفسية واالجتماعية عند الطفل‬

‫فانعدام شعور< الطفل بالطمأنينة واألمن النفسي والعطف يولد القلق والخوف والتوتر< النفسي عند الطفل الص<<غير ‪ ،‬فيض<<طر‬
‫للقيام بأنماط من السلوك الشاذ ‪ ،‬أو يتأثر سلوكه عامة بهذا التوتر النفسي ‪ ،‬وال<<ذي ق<<د تك<<ون من مظ<<اهره مش<<كالت النط<<ق‬
‫والكالم ‪ ،‬فإنه ال يستطيع حينئذ التحكم في حركات النطق ويفقد القدرة على إحداث التواف<<ق بين الح<<روف والكلم<<ات ‪ ،‬ومن‬
‫ثم يصاب بالتهتهة والفأفأة عامة‬

‫رابعا ‪ :‬الشدة والقسوة في التعامل مع الطفل ‪ :‬فتعرض الطفل المستمر للضرب من الوالدين أو إحداهما ‪ ،‬والعقاب الص<<ارم‬
‫من المدرس للطفل يؤدي< إلى الشعور بالذلة واإلنطواء ‪ ،‬وحيث أنه ال يستطيع الدفاع< عن نفسه واقعي <ا< ‪ ،‬فإن<<ه يكبت انفعال<<ه‬
‫داخل نفسه ‪ ،‬ويحاول الدفاع ال شعوريا< عن ذاته بأساليب مرض<<يه ش<<اذة من ض<<من مظاهره<<ا ع<<دم الق<<درة على التحكم في‬
‫أصوات الحروف وإحداث التوافق بين الكلمات ‪ .‬كما أن التهتهة قد تتولد مباشرة من تكرار الضرب المستمر للطف<<ل وع<<دم‬
‫إعطائه الفرصة الكافية للكالم‬

‫أساليب العالج مشكالت النطق والكالم‬

‫العالج الطبي ‪ .‬عالج أمراض الجهاز التنفسي أو العيوب التي تصيب أعضاء النطق والكالم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تش<<جيع الطف<<ل على الكالم ‪ ،‬والعم<<ل على تقوي<<ة ثقت<<ه بنفس<<ه بش<<تى الط<<رق ومنه<<ا تكلي<<ف التلمي<<ذ بواجب<<ات مناس<<بة ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫واستحسان ما يؤديه أمام زمالئه ‪ ،‬ومساعدته ومعاملته معاملة طيبة ‪.‬‬
‫توجيه أهل الطفل إلى معاملته معاملة متأنية بالتشجيع< واالهتمام بأمره والتحدث معه في ه<<دوء ‪ ،‬وع<<دم إش<<عاره مطلق<<ا‬ ‫‪-3‬‬
‫بالضيق أو الضيق منه ‪.‬‬
‫تقويه الروح االجتماعية ل<<دى الطف<<ل بإش<<راكه في األنش<<طة ال<<تي يمي<<ل إليه<<ا والعم<<ل على إيج<<اد ص<<الت من التع<<اون‬ ‫‪-4‬‬
‫والتفاهم والمودة بينه وبين زمالئه ‪.‬‬
‫ضرورة التدريب المستمر للطفل على النطق الصحيح للكلمات ‪ ،‬وأن يتعاون في ذلك الم<<درس والوال<<دين ‪ ،‬إلى ج<<انب‬ ‫‪-5‬‬
‫تدريبات أخرى يحددها اإلخصائي النفسي أو الطبيب المختص ‪.‬‬
‫إعطاء الطفل الفرصة للسؤال أو اإلجابة عن األسئلة دون حثه على السرعة في الكالم ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫المحاضرة العاشرة‬
‫مرحلة المراهقة‬
‫محتويات المحاضرة‬ ‫‪‬‬
‫ـ مفهوم المراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ تفسيرات المراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ الفرق بين مصطلحي< البلوغ والمراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ أشكال المراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ مرحلة المراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم المراهقة‬ ‫‪‬‬

‫مصطلح المراهقة مشتق من كلمة التينية تعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي واالنفعالي واالجتماعي والسلوكي‪<.‬‬

‫‪29‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫ـ تفسيرات المراهقة ‪:‬‬

‫ـ حدد العلماء المراهقة في ضوء تفسيرات مختلفة هي ‪ ،‬التفسير الزمني ‪ ،‬النمائي ‪ ،‬النفسي ‪ ،‬االجتماعي ‪ ،‬والتفسير< العام ‪.‬‬

‫يع<<ني التفس<<ير الزم<<ني< للمراهق<<ة بأنه<<ا ف<<ترة امت<<داد تب<<دأ من ح<<والي الس<<نة الحادي<<ة عش<<رة أو الثاني<<ة عش<<رة تقريب<ا ً ح<<تى‬
‫العشرينيات من عمر الفرد متأثرة بعوامل النمو البيولوجية والفسيولوجية وبالمؤثرات< االجتماعية والحضارية‪.‬‬

‫أما التفسير النمائي للمراهقة فيشير إلى أنها ” مرحلة من النمو تقع بين الطفول<<ة والرش<<د‪ ،‬وهي مرحل<<ة نمائي<<ة انتقالي<<ه من‬
‫عالم الطفولة إلى عالم الكبار ” التفسير النفسي للمراهقة وتعني ل<<دى علم<<اء النفس ” ف<<ترة معين<<ة ت<<ترتب عليه<<ا مقتض<<يات‬
‫جديدة في السلوك لم يألفها الفرد من قبل ”‪.‬‬

‫أما التفسير االجتماعي للمراهقة ” فهي فترة انتقال من ط<ور< الطفول<ة المتص<ف باالعتم<اد على اآلخ<رين إلى ط<ور بل<وغ‬
‫مرحلة االلتفات إلى الذات ” على اعتبار أنها مرحلة متميزة عما كانت عليه أيام الطفولة المعتمدة على غيرها اعتماداً كليا ً‬

‫والمراهقة بمعناها العام هي المرحلة التي تبدأ ب<<البلوغ< أي نض<<وج الغ<<دد التناس<<لية واكتس<<اب مع<<الم جس<<مية جدي<<دة وتنتهي‬
‫بالرشد‪.‬‬

‫فهي لهذا عملية بيولوجية حيوية عضوية في بدئها‪ ،‬وظاهرة اجتماعية في نهايتها‪.‬‬

‫ـ متى تبدأ مرحلة المراهقة ومتى تنتهي ؟‬

‫من السهل تحديد بداية مرحلة المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها ‪ ،‬والسبب في ذلك أن بداية المراهقة تتح<<دد ب<<البلوغ‬
‫الجسمي ‪ ،‬بينما تتحدد نهايتها بالوصول إلى النضج في مظاهر النمو المختلفة ( العقلية والجسمية واالنفعالية واالجتماعية )‬

‫الفرق بين مصطلحي البلوغ والمراهقة‬

‫يخلط البعض بين مصطلحي البلوغ والمراهقة ‪ ،‬إال أن الفرق بينهما هو على النحو التالي ‪:‬‬

‫مصطلح " البلوغ " يعني الجانب العضوي الفس<<يولوجي< للمراهق<<ة وال<<ذي يح<<دث بس<<بب نض<<ج الوظيف<<ة التناس<<لية‬ ‫‪‬‬
‫والتي ترجع إلى نشاط الجهاز العصبي ‪ ،‬والغدد وخاصة الغدة التيموسية والصنوبرية والهرمونات ‪..‬‬
‫ويعتبر البلوغ نقطة تحول وعالمة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أشكال المراهقة‬

‫المراهقة المتوافقة‬ ‫‪-1‬‬


‫المراهقة اإلنسحابية‬ ‫‪-2‬‬
‫المراهقة العدوانية‬ ‫‪-3‬‬
‫المراهقة المنحرفة‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ‬المراهقة المتوافقة ‪ :‬يمتاز المراهقين في هذا الشكل بميلهم لله<<دوء النفس<<ي واالت<<زان االنفع<<الي والعالق<<ة االجتماعي<<ة‬
‫االيجابية باآلخرين ‪ ،‬وحياته غنية بمجاالت الخبرة وباالهتمامات العملية الواسعة التي يحقق عن طريقه<<ا ذات<<ه ‪ ،‬كم<<ا‬
‫أن حيات<<ه المدرس<<ية موفق<<ة‪ ،‬وغ<<ير مس<<رف في أحالم اليقظ<<ة أو غيره<<ا من االتجاه<<ات الس<<لبية‪، .‬ويرج<<ع ذل<<ك إلى‬
‫المعاملة األسرية القائمة على االتزان وتفهم حاجات المراهق واحترام< رغباته ‪ ،‬وتوف<<ير ق<در< ك<اف ل<ه من االس<تقالل‬
‫وتحمل المسئولية واالعتماد على النفس ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المراهق<<ة اإلنس<<حابية المنطوي<<ة ‪ :‬ويك<<ون المراه<<ق في ه<<ذا الش<<كل مي<<االً إلى الكأب<<ة والعزل<<ة واالنط<<واء و النش<<اط‬ ‫‪‬‬
‫االنطوائي< مثل قراءة الكتب وكتابة المذكرات التي يدور أغلبها حول انفعاالته ونق<<ده لم<ا حول<ه من أس<<اليب معامل<<ة ‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬تنتاب<<ه ه<<واجس كث<<يرة وأحالم يقظ<<ة ت<<دور موض<<وعاتها< ح<<ول حرمان<<ه من المالبس أو المأك<<ل أو المرك<<ز‬
‫المرموق فهو< يحقق أمانيه وطموحاته من خاللها‪.‬‬
‫المراهقة العدوانية المتمردة‪ :‬وتمثل هذا النوع من المراهقة ما يتسم به بعض المراهقين من تمرد وعدوان موجه ض<<د‬ ‫‪‬‬
‫األسرة والمدرسة بل ألي شكل من أشكال السلطة بل أحيان<ا ً ض<<د ال<ذات ‪ ،‬ويهم<ل واجبات<<ه المدرس<<ية بش<كل كب<ير ‪.‬‬
‫ويقوم المراهق بأعمال تخريبية ‪ ،‬وبمحاوالت انتقامية ‪ ،‬واختراع قصص المغامرات ‪ ،‬التي يحاول فيها إظهار قوته ‪.‬‬

‫وقد يرجع ذلك إلى إحساس المراهق ب<<الظلم وإهم<<ال اآلخ<<رين ل<<ه ( وخاص<<ة األس<<رة ) ‪ ،‬أو أن أح<<داً ال يهتم ب<<ه ‪ ،‬كم<<ا أن‬
‫ألساليب التربية األسرية الضاغطة القائمة على النبذ والحرمان والقس<وة ‪ ،‬وك<ثرة اإلحباط<ات ( ش<<عور المراه<ق بالفش<<ل )‬
‫دوراً كبيراً في هذا النوع من المراهقين العدوانية ‪.‬‬

‫المراهقة المنحرفة ‪ :‬ويكون المراهق في هذا النوع من المراهقة ‪ ،‬منح<<ل أخالقي<<ا ومنه<<ار< نفس<<يا ً ‪ ،‬منغمس في أل<<وان‬ ‫‪‬‬
‫مختلف<ة من الس<لوك المنح<<رف كاإلدم<<ان على المخ<<درات أو الس<<رقة أو تك<وين عص<ابات منحل<ة أخالقي<ا ً ‪ ،‬ويب<دو< إن‬
‫المراهقين في هذه المجموعة قد تعرضوا إلى خبرات مؤلمة أو صدمات عاطفية عنيفة أثرت على تفك<<يرهم ووج<<دانهم<‬
‫لبعض الوقت ‪.‬‬

‫كما أن انعدام الرقابة األسرية أو ضعفها‪ ،‬والقسوة الشديدة في المعاملة (االستخدام المس<<تمر للعق<<اب ) ‪ ،‬وتجاه<<ل الرغب<<ات‬
‫والحاجات أو التدليل الزائد‪ ،‬والصحبة السيئة‪ ،‬كلها عوامل مؤثرة تؤدي< إلى مراهقة منحرفة‪.‬‬

‫مرحلة المراهقة‬

‫كان معتقدا وحتى وقت قصير< أن المراهقة مرحلة واحدة متجانسة تبدأ بوصول< الولد أو البنت إلى مرحل<<ة البل<<وغ ‪ ،‬وتنتهي<‬
‫بالوصول< إلى النضج القانوني ( سن الرش<د ) إال أن البح<وث الحديث<ة ال<تي أج<ريت لدراس<ة التغ<يرات في الس<لوك خالل‬
‫مرحلة المراهقة أكدت على أن معدل سرعة التغيرات التي تحدث في بداية المراهقة أسرع منها في نهايتها ‪.‬‬

‫ـ لذا لجأ البعض إلى تحديد المراهقة بالمرحلة السنية من ( ‪ 13‬ـ ‪ 19‬سنة ) ‪.‬‬

‫ـ بينم<ا لج<<أ البعض األخ<<ر إلى تقس<يم مرحل<ة المراهق<ة إلى ثالث مراح<<ل ‪ ،‬وهي ‪ :‬المراهق<ة المبك<<رة من ‪ 12‬ـ ‪ 14‬س<نة ‪،‬‬
‫والمراهق<<ة الوس<<طى< من ‪ 15‬ـ ‪ 17‬س<<نة ‪ ،‬والمراهق<<ة المت<<أخرة من ‪ 18‬ـ ‪ 21‬س<<نة ‪ ،‬وذل<<ك على أس<<اس ربطه<<ا بالمراح<<ل‬
‫التعليمية ( المرحلة المتوسطة ـ المرحلة الثانوية ـ مرحلة التعليم العالي ) ‪.‬‬

‫ـ كما فضل البعض اآلخر من العلماء تقسيم مرحلة المراهقة إلى مرحلتين هما ‪:‬‬

‫)‪.‬‬ ‫المراهقة المبكرة ( ‪ 12‬ـ ‪ ، ) 18‬والمراهقة المتأخرة ( ‪ 18‬ـ ‪22‬‬

‫المحاضرة الحادية عشرة‬


‫مرحلة المراهقة المبكرة‬
‫محتويات المحاضرة ‪.‬‬

‫أهمية مرحلة المراهقة في حياة اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المراهقة المبكرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪31‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫مظهر النمو الجسمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫مظهر النمو النفسي (الوجداني ‪/‬العاطفي)‬ ‫‪-‬‬
‫مظهر النمو االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مظهر النمو الفسيولوجي‪<.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أهمية مرحلة المراهقة‬

‫تحظى المراهقة بأهمية كبيرة‪ ،‬حيث أنها تنال وتحتل مكان<ة كب<يرة بين مختل<ف الثقاف<ات والبيئ<ات والش<عوب‪ ،‬وذل<ك ألنه<ا‬
‫تؤهل الفرد للدخول في مرحلة الشباب ليصبح عضواً ينخرط< في خدمة مجتمعه ‪.‬‬

‫فهذه المرحلة تعتبر< األساس لمرحلة الرشد الذي يصبح فيها الفرد مسئوال عن أسرة ‪ ،‬وعن مهنة ‪ ،‬وعضوا منتجا يس<هم في‬
‫تقدم المجتمع ورقيه‬

‫المراهقة المبكرة ‪ :‬مع بداية المراهقة المبكرة ال يعتبر< الطفل نفسه طفال بسبب م<<ا يط<<رأ على جس<<مه من تغ<<يرات جس<<مية‬
‫وفسيولوجية سريعة ‪ ،‬إال أن الوالدين والمعلمين ما زالوا ينظرون إليه على أنه طفال ‪ ، .‬وعادة ما ي<<ؤدي< ه<<ذا التن<<اقض إلى‬
‫الشعور باإلضطراب النفسي لدى المراهقين وإلى سلوكيات غير مرغوب فيها ‪.‬‬

‫النمو الجسمي ‪ :‬يتسم النمو الجسمي في المراهقة المبكرة بالسرعة الكبيرة ‪ ،‬وتستمر طفرة النمو في المراهقة المبكرة لفترة‬
‫زمنية تبلغ ( ‪ 3‬سنوات ) ‪ ،‬وذلك بعد النمو الهادئ في المرحلة السابقة ( الطفولة المتاخرة ) ‪.‬وتص<<ل أقص<<ى س<<رعة للنم<<و‬
‫الجسمي في المراهقة المبكرة لدى الذكور< في سن ( ‪ 14‬سنة ) ‪ ،‬ولدى اإلناث في سن ( ‪ 12‬سنة ) ‪.‬‬

‫ويتأثر النمو الجسمي في المراهقة المبكرة بعواملـ عديدة من أهمها ‪:‬‬

‫ـ الوراثة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ـ نوع الجنس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ التغذية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ إفرازات الغدد ‪ ،‬وخاصة الغدة النخامية وإفرازها لهرمون النمو ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النمو الحركي‬

‫نتيجة للنمو الجسمي السريع في مرحلة المراهقة المبكرة ‪ ،‬الذي ينعكس أثرة على النمو الحركي ‪ ،‬تتس<<م حرك<<ات المراه<<ق‬
‫بما يلي ‪:‬‬

‫االفتقار للرشاقة ‪ :‬ويظهر ذلك في الحركات التي تتطلب حسن التوافق بين أجزاء الجسم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نقص هادفية الحركات ‪ :‬حيث ال يستطيع المراهق تنظيم< حركاته لمحاولة تحقيق هدف معين ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الزيادة المفرطة في الحركات ‪ :‬حيث يبذل المراهق جهدا كبيرا في أداء الحركات و ال<<تي ال تتطلب ب<<ذل ه<<ذا الجه<<د ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫األمر الذي يشعره بسرعة التعب مع أقل مجهود< ‪.‬‬
‫عدم االستقرار الحركي ‪ :‬فالمراهق< يجد صعوبة في المكوث أو الجلوس لفترة طويلة صامتا< ‪ ،‬فنالحظ< أنه دائم الحرك<<ة‬ ‫‪-4‬‬
‫بيديه ‪ ،‬وينشغل باللعب بما و أمامه من أدوات أو أشياء ‪.‬‬

‫النمو العقلي ‪ :‬ينمو الذكاء ‪ ،‬وتنضج القدرات العقلية الخاصة ‪ ،‬ويكون ق<<ادر على القي<<ام بالعملي<<ات العقلي<<ة العلي<<ا ك<<التفكير‬
‫والتذكر والتخيل ‪ ,‬والتفكير المجرد ‪ ،‬ويستمر< نمو الجانب الموروث من الذكاء حتى سن السادسة عشر تقريبا ‪ ،‬أما الج<<انب‬

‫‪32‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫المكتسب فيستمر في النمو طوال عمر اإلنسان طالما أنه يتعلم ويتدرب ويكتسب المعلومات و الخبرات ‪ ،‬وينتمي المراه<<ق‬
‫في المراهقة المبكرة إلى مرحلة ” العمليات الصورية ” في نموذج بياجية للنمو المعرفي< ‪.‬‬

‫ويمكن توضيح نمو العمليات العقلية في المراهقة المبكرة كما يلي ‪:‬‬

‫اإلدراك ‪ :‬يعبر هذا المصطلح عن عملية تفسير المثيرات الحسية المختلفة وإعطائها معنى محدد ‪ ،‬وينمو< اإلدراك في‬ ‫‪-1‬‬
‫هذه المرحلة ويتحول من المستوى الحسي إلى المستوى المعنوي المجدرد< ‪.‬‬
‫التذكر ‪ :‬يعبر هذا المصطلح عن القدرة على استدعاء الخبرات أو المواقف ال<تي ح<دثت في الماض<ي ‪ ،‬وتنم<و< عملي<ه‬ ‫‪-2‬‬
‫التذكر لدى المراهق وتزداد< قدرته على االستدعاء والتعرف< من حيث المدى والمدة ‪ ،‬كما ينمو الت<<ذكر اعتم<<ادا على‬
‫الفهم ‪.‬‬
‫التفكير ‪ :‬هو القدرة على إدراك العالقات بين األشياء والمواقف ‪ ،‬ويتأثر< تفكير المراهق بالبيئة التي يعيش فيها وعلى‬ ‫‪-3‬‬
‫حل المشكالت التي تواجهه ‪.‬‬

‫ويهتم المراهق في هذه المرحلة اهتماما شديدا بالمدرسة وتكون قدرته على التحصيل كبيرة نتيجة تعطشه لمعرف<<ه الحق<<ائق‬
‫ويهتم بالتفكير ‪ ،‬إذ يبدأ فعال في إدراك قدرته على التفكير ‪.‬‬

‫النمو االنفعالي ‪ :‬تختلف انفع<االت المراه<<ق في ه<ذه المرحل<<ة عن انفع<االت الطفول<ة ‪ ،‬وانفع<<االت مرحل<<ة الش<<باب ‪ ،‬يق<وم‬
‫المراهق بحركات ال تدل على االتزان االنفعالي ‪،‬وتتأثر انفعاالت المراهق بالنمو العضوي الداخلي وخاصة ض<<مور< الغ<<دة‬
‫الصنوبرية بعد نشاطها لفترة طويلة ‪ .‬وكلها عمليات فسيولوجية داخلي<<ة ت<<ؤثر< في انفع<<االت المراه<<ق ‪ ،‬وونتيج<<ة للتغ<<يرات‬
‫الجسمية التي تطرأ على المراهق يشعر أنه لم يعد طفال يخضع سلوكه لرقابة األسرة ويرغب في االستقالل واالعتماد على‬
‫النفس ‪ ،‬إال أن األسرة تود أن تمارس رقابتها< وإشرافها< بهدف توفيرالحماية له ‪ ،‬وبالتالي يعاني المراهق من التض<<ارب بين‬
‫حاجته للشعور باالستقالل واالعتماد على النفس ‪ ،‬وبين حاجته إلى التقبل االجتماعي من اآلخ<<رين واح<<ترامهم ل<<ه ‪ ،‬وثقتهم‬
‫به ‪ ،‬ويهرب المراهق من عالم الواقع إلى عالم الخيال عن طريق ” أحالم اليقظة ” والتي يشبع فيها حاجاته ورغباته ال<<تي‬
‫ال يستطيع إشباعها في الواقع ‪ ،‬وبالتالي< فهي تمثل خليطا بين الواق<<ع والخي<<ال ‪ ،‬وال خط<<ر على المراه<<ق من أحالم اليقظ<<ة‬
‫طالما تتم بصورة متقطعة وال تتعارض مع أعماله وال تعوقه عن تأديه واجباته ‪.‬‬

‫النمو االجتماعي ‪ :‬تعتبر حي<<اة المراه<<ق االجتماعي<<ة أك<<ثر اتس<<اعا وش<<موال من حي<<اة الطفول<<ة ‪ ،‬ففي ه<<ذه المرحل<<ة تس<<تمر‬
‫عمليات التنشئة االجتماعية للمراهق ‪ ،‬حيث تستمر عمليات اكساب المراهق القيم الخلقية والديني<<ة ‪ ،‬والمع<<ايير< االجتماعي<<ة‬
‫وخاصة من األشخاص المهمين في حياته مثل اآلباء والمعلمين ‪.‬‬

‫ومن مظاهر النمو االجتماعي في المراهقة المبكرة ‪:‬‬

‫االهتمام الشديد بالمظهر والملبس ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الخضوع لجماعة األصدقاء والزمالء ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اتساع دائرة التفاعل االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ويهتم المراهق باألنشطة االجتماعية ‪ ،‬فيشترك< في األنشطة المدرسية المختلف<ة ‪ ،‬وفي مش<<روعات خدم<ة البيئ<<ة ‪ ،‬كم<<ا يهتم‬
‫بالمشاهير ‪ ،‬ويحاول التعرف< عليهم ومراسلتهم< ‪ ،‬ويكون مثله األعلى منهم بل يعمل على التوحد مع شخصياتهم< ‪.‬‬

‫وتتسم ه<<ذه المرحل<ة بالمس<<ايرة االجتماعي<ة حيث يح<اول المراه<<ق مج<اراة المع<<ايير الس<<لوكية ال<<تي تح<<ددها الجماع<ة م<ع‬
‫محاوالته المستمرة لالنسجام< مع الوسط االجتماعي المحيط ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫النمو الخلقي ‪ :‬يختلف المراهق عن الطفل في أنه ال يتقبل أي مبدأ خلقي دون مناقشة ‪ ،‬فالمراهق< يناقش في صراحة كل ما‬
‫يصدر عن والديه من أعمال ‪ ،‬فيقبل منها ما يتمشى< مع منطقه ويرفض الباقي ‪.‬‬

‫ويرتبط< النمو الخلقي ارتباطا وثيقا بالنمو االجتماعي ‪ ،‬وبالنمو الديني ‪ ،‬وبمدى ارتباط< المراهق بالش<<عائر< الديني<<ة ‪ ،‬وبم<<دى‬
‫ما تعرض له من سمات خلقية تكونت لديه في مراحل الطفولة ‪.‬‬

‫وفي بعض األحيان نجد تباعدا بين السلوك الفعلي للمراهق ‪ ،‬وبين ما يعرفه من معايير< السلوك األخالقي ‪ ،‬فيعتبر المراهق‬
‫أن الغش في االمتحانات نوع من التعاون مع الزمالء ‪ ،‬وربما يرجع ذلك إلى التناقض بين الق<<ول والعم<<ل في س<<لوك بعض‬
‫المحيطين به وخاصة الوالدين والمعلمين ‪.‬‬

‫لذلك يجب على الوالدين والمعلمين االهتمام بالتربية الخلقية التي تقوم على المبادئ األخالقية والفضائل السلوكية ‪.‬‬

‫دور المربين تجاه المراهقة المبكرة‬

‫اإلعداد المعرفي< والثقافي والنفسي للمراهق خالل مرحلة الطفولة المتأخرة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعريف المراهق كيفية التعامل مع نفسه خالل تلك المرحلة ومع اآلخرين أيضا ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إتاح<ة الفرص<<ة للمراه<ق لكي يم<ارس األنش<<طة ال<<تي تس<<اعده على اس<تنفاذ طاقت<<ه الجس<<مية واالنفعالي<<ة والتن<<افس‬ ‫‪-3‬‬
‫اإليجابي ‪.‬‬
‫مراعاة الفروق< الفردية بين المراهقين ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫االهتمام بتدريب المراهق على كيفية حل مشكالته المادية والنفسية واالجتماعية بنفسه ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تدريب المراهق على كيفية اتخاذ القرارات المناسبة وخاصة فيما يتعلق بمستقبله التعليمي والمهني ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫المحاضرة الثانية عشرة‬

‫المراهقة المتأخرة‬

‫محتويات المحاضرة‬ ‫‪‬‬


‫المراهقة المتأخرة‬ ‫‪‬‬
‫ـ النمو الجسمي والفسيولوجي< ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو الحركي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو العقلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االنفعالي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النمو الخلقي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة المراهقة المتـأخرة ‪ :‬تتم<<يز مرحل<<ة المراهق<<ة المت<<أخرة بأنه<<ا مرحل<<ة اكتم<<ال النض<<ج ‪ ،‬حيث يتمت<<ع الف<<رد في ه<<ذه‬
‫المرحلة بقمة القوة الصحة والشباب ‪ ،‬كما تتميز بأنها مرحلة اتخاذ القرارات الص<<عبة ‪ ،‬حيث يتخ<<ذ المراه<<ق ق<<رار اختي<<ار‬
‫تخصصة األكاديمي ‪ ،‬أوقرار< مهنتة ‪ ،‬أو قرار الزواج ‪ ..‬وغيرها من القرارات التي تتعلق بمستقبله ‪.‬‬

‫النمو الجسمي والفسيولوجي ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫ينخفض معدل سرعة النمو الجسمي في هذه المرحلة ‪ ،‬وذل<<ك بع<<د اإلنج<<از الكب<<ير ال<<ذي تحق<<ق في مرحل<<ة المراهق<<ة‬ ‫‪-1‬‬
‫المبكرة ‪ ،‬فيزداد الطول زيادة طفيفة عند كال الجنسين ‪ ،‬ويصبح الذكور أطول من اإلناث ‪.‬‬
‫ويبلغ متوسط طول الذكور ( ‪ 170.8‬سم ) تقريبا في سن ‪ 21‬س<<نة ‪ ،‬ويبل<<غ متوس<ط< ط<<ول اإلن<<اث ( ‪159.3‬س<<م ) في‬ ‫‪-2‬‬
‫سن ‪ 21‬سنة ‪.‬‬
‫ويبلغ متوسط وزن الذكور ( ‪ 65.3‬كج ) تقريبا في سن ‪ 21‬سنة ‪ ،‬كما يبلغ متوسط< وزن اإلناث ( ‪ 55.8‬كج ) تقريب<<ا‬ ‫‪-3‬‬
‫في سن ‪ 21‬سنة ‪.‬‬
‫ويالحظ على المراهق في هذه المرحلة التناسب بين أعضاء الجسم الذي كان مفقودا في المراحل السابقة ح<<تى يص<<ل‬ ‫‪-4‬‬
‫في نهاية المرحلة إلى النسب الصحيحة كما تقاس بمعايير الراشدين ‪.‬‬
‫ومن المالحظات الواضحة خالل هذه المرحلة إقبال المراهق على الطعام بشراهة لحاجة النمو الجسمي إليه ‪ ،‬ويمكن‬ ‫‪-5‬‬
‫وصف هذه المرحلة بأنها مرحلة صحة جيدة ومقاومة لألمراض ‪.‬‬

‫وللمربين دورا مهما في توجيه النشاط الجسمي للمراهق في أنشطة مفيدة كاألنشطة الرياض<<ية وممارس<<ة الهواي<<ات المفي<<دة‬
‫مع االهتمام بالوعي الصحي للمراهق ‪.‬‬

‫النمو الحركي‪ :‬النمو الحركي يأخذ في االستقرار نتيجة االستقرار التدريجي< في النمو الجسمي والنفسي بعد الطفرة الكب<<يرة‬
‫في النمو الجسمي والفسيولوجي< خالل المرحلة السابقة ‪ ،‬وينعكس هذا االستقرار على الت<<آزر الح<<ركي< فال يش<<عر المراه<<ق‬
‫باإلضطراب الحركي< الذي كان سائدا في المراهقة المبكرة ‪.‬‬

‫ومن أهم مالمح النمو الحركي في مرحلة المراهقة المتأخرة ما يلي ‪:‬‬

‫التوافق واإلنسجام الحركي ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫التحكم في أجزاء الجسم بكل دقة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الزيادة في القوة الجسمية والعضلية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وتظهر الفروق< بين الجنسين في النمو الحركي حيث يصل البنين إلى مستويات عالية في األداء البدني الذي يحتاج إلى ق<<وة‬
‫عضلية ‪ ،‬بينما تصل البنات إلى المستويات< العالية في المهارات التي تحتاج إلى توافقات دقيقة كاألصابع ‪.‬‬

‫النمــو العقلي يتزاي<د االهتم<ام بالتحص<يل الدراس<ي< في ه<ذه المرحل<ة وخاص<ة في نهاي<ة المرحل<ة الثانوي<ة ‪ ،‬وت<زداد ق<درة‬
‫المراه<<ق على التحص<<يل ‪ ،‬وت<<زداد< س<<رعته في الق<<راءة ‪ ،‬ويس<<تطيع< اس<<تخدام مص<<ادر المعرف<<ة المختلف<<ة ‪ ،‬مث<<ل الكتب ‪،‬‬
‫واإلنترنت ‪ ،‬ووسائل اإلعالم المقروءة ‪ ،‬والمسموعة والمرئي<<ة ‪ ،‬وينم<<و التفك<<ير المج<<رد ‪ ،‬والتفك<<ير المنطقي نتيج<<ة زي<<ادة‬
‫الخبرات واتساع< المدارك ونمو المعارف ‪ ،‬وتنمو< قدرة المراهق على الطالقة الفكرية وال<<تي تع<<ني ( الق<<درة على اس<<تدعاء‬
‫أكبر عدد من األفكار< في موقف معين ) وهي أحد قدرات التفكير االبتكاري ‪ ،‬وقد أظهرت الكثير من الدراسات عدم وج<<ود‬
‫ف<<روق< بين الجنس<<ين في مس<<توى ال<<ذكاء ‪ ،‬إال أن الدراس<<ات دلت على وج<<ود ف<<روق بين الجنس<<ين في الق<<درات الخاص<<ة ‪،‬‬
‫فالبنات يتفوقن على البنين في القدرة اللفظية اللغوية والقدرة الكتابية ‪ ،‬والقدرة التذكرية بينما يتف<<وق الب<<نين على البن<<ات في‬
‫إدراك المس<<افات والق<<درة الحس<<ابية و الهندس<<ية والميكانيكي<<ة ‪ ( ،‬يرج<<ع االختالف بين الجنس<<ين في الق<<درات العقلي<<ة إلى‬
‫االختالف في نشاط النصفين الكرويين للمخ ) ف<<البنين يس<<يطر عليهم النص<<ف األيمن من المخ بينم<<ا البن<<ات يس<<يطر عليهم‬
‫النصف األيسر ‪ ،‬ومن أهم ما يشغل تفكير المراهق في هذه المرحلة مس<<تقبلة التعليمي والمه<<ني ‪ ،‬وتمث<<ل ض<<غوط الوال<<دين‬
‫على المراهق لحث<ه على اإلنج<از< األك<اديمي دورا< هام<ا في المش<<كالت ال<تي يتع<رض له<ا المراه<ق وال<<تي ترتب<ط بمس<<ألة‬
‫التوجيه األكاديمي< والمهني ‪ ،‬لذا يجب على الكبار المساهمة في تنمية قدرة المراهق على التفكير لنفسه تفكيرا مس<<تقال ب<<دال‬
‫من التفكير له ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫النمو االنفعالي ‪ :‬من أهم مظاهر النمو االنفعالي في مرحلة المراهقة المتأخرة ‪ ،‬هو االستقرار< االنفع<<الي ‪ ،‬فتخ<<ف ت<<دريجيا<‬
‫الحساسية االنفعالية وحاالت التقلب الوجداني< ‪.‬‬

‫ويتأثر النمو االنفعالي للمراهق بالعالقات العائلية المختلفة التي تهيمن على أسرته ‪ ،‬فأي نزاع أسري< بين الوالدين ي<<ؤثر في‬
‫انفعاالته وتكرار< هذا النزاع يؤخر نموه السوي الصحيح ويعوق اتزانه االنفعالي ‪.‬‬

‫يتأثر النمو االنفعالي للمراهق بأس<<اليب المعامل<<ة الوالدي<<ة ال<<تي تتس<<م بالس<<يطرة على أم<<ور< حيات<<ه اليومي<<ة واالس<<تمرار في‬
‫معاملته كطفل صغير< يحتاج إلى إرشاد< في كافة تفاصيل حياته اليومية والدراسية مما يؤثر تأثيرا سلبيا على نموه االنفعالي‬

‫أما أساليب المعاملة الوالدية السوية التي تتيح الفرص<<ة للمراه<<ق أن يتحم<<ل بعض المس<<ئوليات ال<<تي تتماش<<ى م<<ع قدرات<<ه ‪،‬‬
‫وتشعره بأنه أكثر نضجا عما قبل ‪ ،‬تسهم في النموو االنفعالي السوي للمراهق ‪.‬‬

‫النمو االجتماعي ‪ :‬تتسع دائرة المعارف< واألصدقاء بصفة عامة لدى المراهق ‪ ،‬مع نمو القدرة على المشاركة االجتماعية ‪.‬‬

‫كما يك<<ون للمراه<<ق أص<<دقاء مق<<ربين في أض<<يق الح<<دود ‪ ،‬ويمي<<ل إلى العم<<ل االجتم<<اعي ومس<<اعدة اآلخ<<رين والمش<<اركة‬
‫الوجدانية لهم ‪ ،‬ويميل أيضا إلى مساعدة المحتاجين ‪ ،‬وتعتبر< هذه النواحي< فرصة هامة لتعويدة على المسئولية االجتماعية‬

‫ويصبح المراهق أكثر حساسية تجاه ما يوجه إليه من نقد ‪ ،‬ويميل إلى معارضة الس<<لطة في الم<<نزل والمدرس<<ة ل<<ذلك تك<<ثر‬
‫مشاجراته مع والديه أو مضايقة بعض المدرسين في المدرسة وخاصة أولئك المدرسون الذين ال يعطون الفرصة للمراه<<ق‬
‫في المناقشة والسؤال< والمشاركة في أنشطة الفصل أو األنشطة الالصفية ‪.‬‬

‫وينمو الذكاء االجتماعي بشكل كبير في هذه المرحلة ‪ ،‬فيكون قادر< على مالحظة سلوك األخرين وفهم< مش<<اعرهم ‪ ،‬وت<<ذكر‬
‫األسماء والوجوه ‪.‬‬

‫ومن أهم العواملـ المؤثرة في النمو االجتماعي للمراهقة المتأخرة ‪:‬‬

‫‪ 3‬ـ األقران‬ ‫‪ 2‬ـ المدرسة‬ ‫ا ـ األسرة‬

‫وتساعد جماعة الرفاق< المراهق على القيام بأدوار< اجتماعية ال يتيسر له القيام بها خارج الجماعة ‪ ،‬فهي تس<<اعد الف<<رد على‬
‫تحقيق أهم مطالب النمو االجتماعي وهو االستقالل واالعتماد على النفس ‪ ،‬وتحمل المسئولية االجتماعية ‪.‬‬

‫النمو الخلقي ‪ :‬ينتمي الفرد في هذه المرحلة إلى مرحل<<ة ” اتب<<اع القواع<<د األخالقي<<ة العام<<ة ” حيث الص<<واب ه<<و مس<<ايرة‬
‫القوانين ‪ ،‬ويتحدد السلوك األخالقي بناء على ما يمليه الضمير وبما يتفق م<ع المب<<ادئ األخالقي<ة ال<تي اختاره<ا< الش<خص ‪،‬‬
‫ويكون المراهق في هذه المرحلة ” مثل أعلى ” وهذه المثل ما هي إال تجميع لخبرات<<ه ال<تي ب<دأت في مرحل<ة الطفول<<ة ‪ ،‬ثم‬
‫تبل<<ورت في مرحل<<ة المراهق<<ة ‪ ،‬ويرتب<<ط النم<<و األخالقي للمراه<<ق ب<<النمو ال<<ديني ‪ ،‬ويرتب<<ط باالتجاه<<ات الديني<<ة ألس<<رته‬
‫ومجتمعه ‪ ،‬فاألخالق< المستمدة من الدين هي التي تنظم سلوك الفرد والجماعة وتنمي الضمير الفردي لدى المراهق ‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة عشرة‬

‫حاجات المراهقين ومشكالتهمـ‬

‫محتويات المحاضرة‬ ‫‪‬‬


‫ـ حاجات المراهقين‬ ‫‪‬‬
‫ـ مشكالت المراهقين بالمرحلة الثانوية‬ ‫‪‬‬
‫‪36‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫ـ مشكلة التأخر الدراسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ـ أنواع التأخر الدراسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ خطوات تشخيص التأخر الدراسي< ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ترجع أسباب السلوك اإلنساني إلى مجموعتين من الحاجات ‪ ،‬تتعلق األولى بالنواحي< الفسيولوجية مث<ل الحاج<ة إلى الطع<ام‬
‫والشراب والتنفس والراحة ‪ ،‬أما المجموعة الثانية فتتعلق< بالنواحي النفسية واالجتماعية مثل الحاج<<ة إلى النج<<اح واإلنتم<<اء‬
‫وإذا كانت الحاجات الفسيولوجية مشتركة بين جميع المراح<<ل العمري<<ة ‪ ،‬إال أن لك<<ل مرحل<<ة حاج<<ات خاص<<ة به<<ا ‪ ،‬ويمكن‬
‫تحديد حاجات المراهق على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الحاجة إلى االستقالل ‪ .‬يشعر المراهق أنه وصل إلى درج<<ة من النض<<ج االنفع<<الي ال<<تي تؤهل<<ه لالس<<تقالل النفس<<ي عن‬
‫الوالدين ‪ ،‬والتي يطلق عليها ( الفط<<ام النفس<<ي ) ومم<<ا يس<<اعد المراه<<ق على تحقي<<ق ه<<ذا االس<<تقالل اتس<<اع عالم<<ة وزي<<ادة‬
‫خبراته وتجاربة وتعدد< أصدقائه وكثرة األنشطة التي يمارسها ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الحاجة إلى االنتماء ‪ .‬تعبر الحاجة إلى االنتماء عن نفسها في ميل المراهق إلى توسيع دائرة عالقاته االجتماعية لتش<<مل‬
‫رفاق اللعب والجيرة وشلة األصدقاء< ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الحاجة إلى التقبل االجتماعي ‪ .‬يحتاج المراهق إلى الشعور بالتقبل االجتماعي حتى ينجح في مرحلة النمو التي يمر بها‬
‫‪ ،‬ويعتبر شعور المراهق بتقبل الوالدين واألسرة له من أهم عوامل تحقيق الحاجة إلى التقبل االجتماعي للمراهق ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الحاجة إلى النجاح واإلنجاز ‪ .‬المراهق في حاجة إلى أن يشعر بالنجاح والثقة بالنفس ‪ ،‬ويمكن تحقيق ذلك بتوجيه<<ه إلى‬
‫الدراسات األكاديمية التي تتناسب مع قدراته ومهاراته العقلية واستعداداته وميوله حتي يستطيع< تحقيق النجاح واإلنجاز ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ الحاجة إلى األمن النفسي ‪ .‬يتحقق األمن النفس للمراهق عندما يت<<اح ل<<ه المن<<اخ األس<<ري الح<<اني العط<<وف ‪ ،‬وإذا وج<<د‬
‫التقدير والقبول في المجال االجتماعي ‪ ،‬والشعور< بأن حياته مستقرة ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ الحاجة المهني<<ة ‪ .‬إن تحقي<<ق االس<<تقالل يعتم<<د بدرج<<ة كب<<يرة على أن يص<<بح المراه<<ق ق<<ادرا< على االعتم<<اد على نفس<<ه‬
‫اقتصاديا< ‪ ،‬لذلك تأخذ الميول المهنية في الظهور< والتبلور< في أواخر الطفولة وبداية المراهقة ‪.‬‬

‫وترجع الكثير من المشاكل التي تواجه المراهق إلى عدم قدرته على اكتشاف أهداف مهنية مناسبة لقدرات<<ه من<<ذ وقت مبك<<ر‬
‫حتى يتسنى< له اإلعداد المبكر لها ‪.‬‬

‫مشكالت المراهقين بالمرحلة الثانوية‬

‫مشكلة التأخر الدراسي ‪ :‬الطالب المتأخر دراسيا< هو الذي يك<<ون تحص<<يله أدنى أو دون اس<<تعداده ‪ ،‬أي أن<<ه الط<<الب ال<<ذي‬
‫ينجز أقل مما يمتلكه من قدرات و خاصة إذا كانت درجاته في القدرة العقلية العامة أو القدرات الخاص<<ة تزي<<د عن مس<<توى‬
‫تحصيله بمقدار ‪ %30‬والقصور< في التحصيل قد يقتصر على مجال من المجاالت الدراسية أو قد يشملها كلها ‪.‬‬

‫أنواع التأخر الدراسي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التأخر الدراسي العام ‪ :‬وهو النوع من التأخر الدراسي ال<<ذي تت<<دني في<<ه درج<<ات الط<<الب التحص<<يلية في جمي<<ع الم<<واد‬
‫الدراسية التي يدرسها ‪ ،‬ويترتب على ذلك االنخفاض في الدرجة الكلية لتحصيل التلميذ األكاديمي ‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك‬
‫إلى االنخفاض في القدرة العقلية العامة ( ذكاء التلميذ ) حيث تتراوح نس<<بة ال<<ذكاء ل<<دى التالمي<<ذ في ه<<ذا الن<<وع من الت<<أخر‬
‫الدراسي ما بين ‪ 70‬ـ ‪ 85‬درجة ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ .‬جمال سالم احمد مصطفى‬ ‫علم نفس النمو‬

‫‪ 2‬ـ تأخر دراسي خاص ‪ :‬ويشير< ه<<ذا الن<<وع من الت<<أخر إلى ت<<دني درج<<ات التلمي<<ذ في م<<واد دراس<<ية معين<<ة ‪ ،‬بينم<<ا تك<<ون‬
‫درجات<<ه عادي<<ة أو مرتفع<<ة في الم<<واد الدراس<<ية األخ<<رى ‪ ،‬ويرج<ع< الس<<بب في ذل<<ك إلى انخف<<اض الق<<درة العقلي<<ة الخاص<<ة‬
‫المرتبطة بالمادة ‪ ،‬مثل تدني درجات التلميذ في الرياضيات< والتي ترجع إلى انخفاض مستوى القدرة الرياضية ‪ ،‬أو الت<<دني‬
‫في درجات اللغة بسبب انخفاض مستوى القدرة اللغوية لديه ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تأخر دراسي دائم ‪ :‬وهو نوع التأخر الدراسي< الذي يستمر< مع التلميذ لف<<ترات طويل<<ة من دراس<<ته ‪ ،‬ويرتب<<ط بانخف<<اض‬
‫مستوى إنجاز التلميذ التحصيلي عن قدرته العقلية العامة ‪ ،‬ويطلق عليه تأخر تحصيلي< دائم نظرا ألن<<ه يالزم التلمي<<ذ ط<<وال‬
‫فترة حياته الدراسية‬

‫‪ 4‬ـ تأخر دراسي مؤقت ‪ :‬وهو تأخر دراسي مؤقت أي ال يستمر مع التلمي<<ذ لف<<ترات طويل<<ة ‪ ،‬وه<<و يرتب<ط< بموق<<ف معين ‪،‬‬
‫مثل حاله التلميذ الذي تتدنى درجاته التحصيلية بسبب ظروف< عائلية طارئة يمر بها كالخالفات بين الوالدين ‪ ،‬أو ق<<د تك<<ون‬
‫بسبب إصابة التلميذ بأمراض مزمنة ‪ ،‬أو كما في حالة انتقال التلميذ من مدرسة إلى مدرسة أخرى ‪.‬‬

‫إال أن مثل هذه الحاالت تسترجع درجاتها< الطبيعية بعد زوال تلك الحاالت المؤقتة ‪.‬‬

‫خطوات تشخيص التأخر الدراسي‬

‫هناك مجموعة من الخطوات التي يقوم بها األخصائي النفسي والمدرس واألخصائي االجتم<<اعي بمعاون<<ة الوال<<دين لإللم<<ام‬
‫بالحالة الكلية للتلميذ المتأخر دراسيا ‪ ،‬هي ‪ :‬تسير هذه الخطوات على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ دراسة المشكلة وتاريخها ‪ ،‬والتاريخ التربوي< للعالقات الشخصية والتاريخ النفسي والجسمي للتلميذ ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تحديد مستوى الذكاء والقدرات العقلية والمعرفية المختلفة ‪ ،‬وتستخدم< في ذلك االختبارات المقننة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ دراسة المستوى< التحصيلي للتلميذ واالستعدادات< والميول باستخدام أدوات القياس المقننة ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ دراسة اتجاهات التلميذ نحو المدرسين ونحو< المادة الدراسية ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ دراسة شخصية التلميذ والعوامل المختلفة المؤثرة مثل ضعف الثقة بالنفس ‪ ،‬والخمول وكراهية المادة‬

‫‪ 6‬ـ دراسة الحالة الصحية العامة للتلميذ مع التركيز< على قياس كفاءة الحواس ( النظر ‪ ،‬والس<<مع ) وبعض األم<<راض مث<<ل‬
‫األنيميا ‪..‬‬

‫‪ 7‬ـ التعرف على العوامل البيئية واالجتماعية التي يمكن أن تسهم في التأخر الدراسي< مث<<ل ك<<ثرة الغي<<اب من المدرس<<ة ‪ ،‬أو‬
‫انتقال التلميذ من مدرسة إلى أخرى ‪ ،‬وعدم مالئمة المواد الدراسية ‪ ،‬وعالقة التلميذ بوالديه ‪ ،‬والمناخ األسري ال<<ذي يعيش‬
‫فيه التلميذ بوجه عام ‪.‬‬

‫‪38‬‬

You might also like