You are on page 1of 41

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ماستر قانون األعمال‬

‫الفوج األول‬
‫مادة ‪:‬منازعات الشغل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ميالد عقد الشغل‬

‫من إنجاز الطلبة ‪:‬‬ ‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫‪ ‬شراف تنبهي ‪ ‬الخيلي عبد هللا‬
‫‪ ‬جمال الساحل‪ ‬الهام بن الزيدية‬ ‫طارق لكدالي‬
‫‪ ‬سعيدة بازي ‪ ‬المهدي كداري‬

‫‪2019/2018‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتبر حرية الشخص هي حق من الحقوق التي كرسها دستور ‪ ،2011‬والتي تعني أن كل شخص‬
‫حر في أن يشتغل أو ال يشتغل‪ ،‬وأن يختار بكل حرية نوع الشغل الذي يريد ممارسته دون قيود‪،‬وانسجاما‬
‫مع ذلك فقد تدخل المشرع لخلق وسائل عديدة لضمان هذا الحق‪ ،‬سواء قبل أو عند إبرام عقد الشغل أو عند‬
‫تنفيذه وممارسته‪ ،‬وحيث أنه إذا كان هذا الحق مكرس دستوريا وعلى مستوى االتفاقيات الدولية التي‬
‫صادق عليها المغرب "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية"‬
‫فإنه لم يكن على ما عليه ألن وإنما مرعبر مراحل متعددة بدأت بنظام الرق الذي كان يقوم على عالقة‬
‫التبعية المطلقة بين السيد وعبده‪ ،‬مرورا بالعصور الوسطى لكن بعد انتهاء الثورة الفرنسية بدأت تظهر‬
‫معالم تدخل الدولة في عالقة الشغل من أجل تنظيمها‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وبناء عليه فإن المشرع المغربي عمل بدوره على تنظيم سوق‪ ،‬وذلك عن طريق مجموعة من‬
‫األجهزة والمؤسسات سواء في القطاع العام أو الخاص‪ ،‬وذلك بغية تأهيل األجير وتكوينه وتمكينه من‬
‫التكييف مع ظروف الشغل والبحث له عن عمل عن طريق مؤسسات وأجهزة تشكل حلقة وسط بين‬
‫األطراف وتساهم في إبرام عقد الشغل‪.‬‬

‫ولما كان هذا األخير اتفاق شفهي أو كتابي يلتزم بمقتضاه األجير أن يعمل لدى رب العمل وتحت‬
‫إشرافه أو إدارته مقابل أجر يتعهد هذا األخير بدفعه له‪.‬‬

‫فإن هذا التعهد ال يمكن أن يكون صحيحا في غياب شروط وإجراءات قانونية حددتها مدونة‬
‫الشغل لوالدة عقد الشغل كيفما كان شكله‪.‬‬

‫وتكمن أهمية هذا الموضوع في كون أن ميالد عقد الشغل يساهم في النمو االقتصادي وتحقيق‬
‫السلم االجتماعي‪ ،‬إذ أنه ال يمكن الحديث عن هذا األخير دون أن يتحقق االستقرار لطبقة تمثل نسبة كبيرة‬
‫من الفئة الناشطة داخل المجتمع‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس نجد أنفسنا أمام إشكالية أساسية مفادها ‪:‬‬

‫ما مدى توفق المشرع المغربي في خلق قواعد تواكب مراحل ميالد عقد الشغل ؟‬

‫والتي تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت الفرعية ‪:‬‬

‫‪ ‬كيف مهد المشرع االجتماعي لوالدة عقد الشغل ؟‬


‫‪ ‬ما هي القواعد المنظمة لعقود الشغل ؟‬

‫‪1‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ولإلجابة على ما سبق سنعتمد التصميم التالي ‪:‬‬

‫التصميم‬

‫المبحث األول ‪ :‬حكامة سوق الشغل‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التكوين المهني لألجير وتجربته‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التكوين المهني لألجير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬فقرة االختبار والتجربة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تنظيم سوق الشغل ‪.‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األجهزة والمؤسسات العمومية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قنوات التشغيل الخصوصية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة إبراء عقد الشغل‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد الشغل وبيان طبيعته وأركان تكوينه ‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الشغل‪:‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أركان تكوين عقد الشغل‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع عقد الشغل وطرق إثباته‪:‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬أهم أنواع عقد الشغل‪:‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إثبات عقد الشغل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫المبحث األول ‪ :‬حكامة سوق الشغل‪.‬‬

‫قبل التحاق األجير بالمقاولة (المشغل) البد من توفر تنظيم يعمل على ضبط آليات سوق العمل‬
‫ويعمل على تمهيد الولوج إلى الشغل‪ ،‬من خالل إيجاد أرضية لتسهيل عملية التحاق األجير بالمقاولة وذلك‬
‫عن طريق تكوينه وبعد ذلك يصاحبه قانون الشغل لتنظيم تأهيله وفترة تجربته (المطلب األول)‪.‬‬

‫ونظرا للطابع الحمائي الذي يتميز به قانون الشغل والطبيعة اآلمرة لقواعده ‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫تصاحب األجير قبل إبرام عقد الشغل‪ ،‬إذا أنها تتدخل عند بداية البحث عن العمل لتنظيم سوق الشغل عن‬
‫طريق مؤسسات وأجهزة تقرب بين العرض والطلب في سوق الشغل (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التكوين المهني لألجير وتجربته‪:‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫نظرا للتحديات العولمة والمنافسة الشديدة بين المقاوالت والتحوالت التكنولوجية المتسارعة بات‬
‫نجاح المقاولة مرهون بتأهيل العنصر البشري العامل فيها عن طريق التكوين والتأهيل المهني واستكمال‬
‫التكوين لمواكبة التطورات والمستجدات على المستوى التقني والتكنولوجي‪ ،‬ومن هذا المنطلق نميز بين‬
‫التكوين الذي يتم إما بمؤسسات خاصة وإما التكوين الذي تقوم به الدولة‪ ،‬وهذا في إطار التكوين‬
‫الخصوصي كما سنتحدت عن التكوين المهني العمومي (الفقرة األولى) ثم سنتحدث عن فترة االختبار‬
‫والتجربة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التكوين المهني لألجير‪.‬‬

‫أوال ‪:‬التكوين المهني الذي تقوم به الدولة‪.‬‬

‫‪:1‬التكوين العمومي‪.‬‬

‫يلحق التكوين المهني(‪ )OFPPT‬إداريا بوزارة التشغيل والتكوين المهني ويصهر مكتب التشغيل وإنعاش‬
‫على عملية التكوين المهني‪،‬كمؤسسة عمومية تتولي مهمة تحديد و مراقبة برامج التكوين المهني‬
‫والتنسيق بين مختلف مراكز التكوين المهني‪،‬وقد نادي العديد من الباحتين بضرورة إدماج الجميع في‬
‫التكوين المهني من خالل تمكين الشباب من االستفادة من الفرص التي يتيحها هذا التكوين بهدف تيسر‬
‫ولوجهم لسوق الشغل‪.1‬‬

‫‪:2‬التكوين بالجامعات‪.‬‬

‫إن الجامعات تعمل على تزويد الطلبة بالمعارف والخبرات والمهارات التي يحتاجون إليها في حياتهم بما‬
‫يؤدي إلي تفاعلهم مع البيئة االجتماعية وجعلهم قادرين على تطويرها ‪،‬وبالتالي تساهم في تطوير‬

‫‪1‬‬
‫مقال المغرب يراهن على التكوين المهني لتثمين الرأسمال البشري (هشام زونات)منشور بموقع ‪alarab .co.uk‬‬

‫‪3‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫المجتمع ومواكبة التحوالت التي يعرفها العالم في شتي المجاالت العلمية ‪،‬كما تعمل على تطوير القدرات‬
‫الفردية وتشجيعها وتعليم الطالب طرق االستجابة للتحديات الجديدة والمتغيرة في المجتمع ومواكبتها‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد نستحضر لخطاب الملكي بمناسبة الذكري ‪ 19‬لتربع الملك على العرش‪،‬والذي أورد من‬
‫خالله أن تطوير الجامعات وتأهيل الطلبة وجعلهم متمكنين من اللغات واآلليات الحديثة التي تساير‬
‫إدماجهم في سوق الشغل‪.2‬‬

‫ثانيا‪:‬التكوين المهني الخصوصي‪.‬‬

‫‪ :1‬مؤسسات التكوين المهني الخاصة‬

‫أسست مؤسسات خاصة للتكوين المهني بظهير ‪ 19‬ماي ‪32000‬ويقصد به ‪ :‬ذلك النشاط الذي‬
‫يلقن من قبل مؤسسات يقوم بإحداثها األشخاص الذاتيين أو المعنويون غير الدولة‪ ،‬سواء تم هذا النشاط في‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إطار التكوين المهني األساسي بجميع مستوياته وأنماطه في إطار التكوين المهني أثناء العمل وسوء كان‬
‫‪4‬‬
‫التكوين مختوما بدبلوم أو تأهليا‪.‬‬

‫ويتم التكوين إما داخل المؤسسة الخاصة وإما عن طريق المراسلة أو بواسطة الوسائل الحديثة‬
‫لإلتصال واإلعالم ويتم إجراء عقد التكوين بين المؤسسات والمتدرب أو ولي أمره تحدد فيه واجبات‬
‫المتعاقدين وفق نموذج تحدده اإلدارة‪.‬‬

‫ومن بين أهم أهداف هذا التكوين الخاص نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫تمكين المستفيدين من اكتساب المعارف والكفاءات المهنية لممارسة حرفة أو مهنة ومالئمة‬
‫المهارات المكتسبة مع التطورات التكنولوجية وحاجات عالم الشغل‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وقيمها في بعدها اللغوي والثقافي واألخالقي‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن هذه المقتضيات ال تسري على المؤسسات األجنبية للتكوين المهني‬
‫الخاضعة لالتفاقيات المبرمة بين حكومات الدول أو المنظمات الدولية التابعة لها هذه المؤسسات‬
‫‪6‬‬
‫وحكومات المملكة المغربية‪.‬‬

‫أ‪ :‬شروط تأسيس وافتتاح مؤسسة التكوين المهني الخاصة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أي دور للجامعات في تنمية المجتمع وتطويره ـعتيق سعيد‪.‬مقال منشور بموقع‪m_hespres.com :‬‬
‫‪3‬‬
‫ظهير ‪ 100-207‬الصادر في ‪ 15‬صفر ‪ 19 "1421‬ماي ‪ " 2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 13.00‬بمثابة النظام األساسي لتكوين المهني الخاص‬
‫ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 4728‬بتاريخ ‪.2000/05/25‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة األولى من قانون رقم ‪ 13.00‬بمثابة النظام األساسي لتكوين المهني الخاص‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫علوي ظاهري سيدي محمد‪ ،‬محاضرات في قانون الشغل‪ ،2015 ،‬فاس‪ ،‬الصفحة ‪.46‬‬
‫‪6‬‬
‫أنظر الفقرة األخيرة من المادة األولى من قانون ‪ 13.00‬الذي تعتبر بمثابة النظام األساسي لتكوين المهني الخاص‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫من أجل إفتتاح هذه المؤسسة يجب ترخيصها من لدى إدارة تحت طائلة غرامة ما بين ‪ 20‬و‪50‬‬
‫ألف درهم ويحق لإلدارة إتخاذ قرار اإلغالق‪.‬‬

‫ويفرض قانون ‪ 13.00‬الذي يعتبر بمثابة النظام األساسي لتكوين المهني الخاص عدة شروط‬
‫للترخيص وهي ‪:‬‬

‫فيما يتعلق بإسم المؤسسة‪ ،‬فيجب أن يكون مناسبا لمستوى ونوع التكوين المهني بالمؤسسة مع‬
‫‪7‬‬
‫إضافة عبارة "مؤسسة خاصة" وعدم حمل إسم تحمله مؤسسة التكوين المهني العمومي‪.‬‬

‫ناهيك على أن المشرع فرض شروطا على المؤسس‪ ،‬سواء كان هذا األخير شخصا ذاتيا أو معنويا‬
‫وكذلك على مستوى إدارة المؤسسة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فإذا كان الشخص ذاتيا ‪:‬‬

‫‪ -‬يشترط فيه بلوغ سن الرشد القانوني‪.‬‬


‫‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون قد صدر في حقه حكم من أجل جناية أو جنحة مخلة بالنزاهة والتكوين‪.‬‬

‫أما إذا كان شخصا معنويا ‪:‬‬

‫‪ -‬فيشترط فيه أن يؤسس بصفة قانونية‪.‬‬


‫‪ -‬أال يكون في حالة إفالس أو تصفية قضائية وااللتزام بمعايير اإلدارة من حيث التجهيزات‬
‫والتنظيم اإلداري البيداغوجي وإبرام عقد تأمين للمتدربين‪.8‬‬

‫ب‪ :‬طبيعة التكوين وتأهيله‪.‬‬

‫بداية ينبغي أن نؤكد على أنه يقوم بمهمة إدارة مؤسسة التكوين المهني الخاص المؤسس بنفسه أو‬
‫يشغل مديرا دائما‪ ،‬من جنسية مغربية‪ ،‬ال يقل عمره على ‪ 30‬سنة‪ ،‬متوفر على شهادة معترف بها تفوق‬
‫مستوى التكوين الملقن بالمؤسسة‪ ،‬وسبق له أن مارس مهام مدير بصفة دائمة لمدة ال تقل عن ‪ 5‬سنوات ما‬
‫‪9‬‬
‫لم تصرح اإلدارة بخالف ذلك باإلضافة إلى مجموعة من الشروط المتطلبة في المؤسس نفسه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 19 :‬من قانون ‪ 13.00‬الذي يعتبر بمثابة النظام األساسي لتكوين المهني‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪9‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪5‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬
‫‪10‬‬
‫ومرتبط‬ ‫وذلك لكي يكون هذا التكوين مالئما ومواكبا للمستجدات التكنولوجية وعالم الشغل‬
‫بنوعية األنشطة االقتصادية واالجتماعية السائرة بمنطقة ومؤسسة التكوين المهني الخاصة‪.‬‬

‫أن يكون تكوين حديثا وصارما باعتماد أنظمة بيداغوجية حديثة كنظام الممرات مثال ونظام‬
‫مراقبة إدارية وبيداغوجية مستمرة‪.‬‬

‫أن يعتمد برامج ومناهج منضبطة للمعايير البيداغوجية التي حددتها اإلدارة وهو ما يسمى "تأهيل‬
‫شعب التكوين" أن يكون م ساويا من حيث قيمته لنفس مستوى التكوين الملقن في مؤسسات التكوين‬
‫العمومي بالقطاع العمومي‪.‬‬

‫أما االمتحانات فال تنظم للمتدربين إال بعد استيفاء المؤسسة إلتزامتها التنظيمية واإلدارية‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫والبيدغوجية وتأهيل جميع الشعب وتستفيد هذه المؤسسات من تحفيزات جبائية وإعانات مالية‪.‬‬

‫أما بخصوص الشواهد الدبلومات ‪:‬‬

‫فإن اإلدارة تأشر عليها وتصبح معترفا بها وتخول نفس الحقوق للمتدربين خريجي مؤسسات‬
‫‪11‬‬
‫التكوين المهني بالقطاع العمومي‪.‬‬

‫‪ :2‬التكوين المهني بالمقاوالت‪.‬‬

‫قد يحصل قبل إبرام عقد شغل نهائي مع األجراء أن يقوم المشغل بإبرام عقود تمهيدية تتاح فيها‬
‫لألجراء فرصة للتمرين والتدريب وإمكانية اإلندماح في المقاولة‪ ،‬لدى فإننا سنتحدث عن عقد التدرج‬
‫المهني (أ) على أن نتحدث عن عقد التدريب من أجل اإلدماج المهني (ب)‪.‬‬

‫أ‪:‬عقد التدرج المهني ‪:‬‬

‫‪ ‬مفهوم عقد التدرج المهني ‪:‬‬

‫عقد التدرج المهني هو العقد الذي كان يعرف بتسميات عديدة مثل ‪ :‬عقد التمرين‪ ،‬عقد التكوين‪،‬‬
‫عقد التدريب‪ ،‬وقد عرفته المادة األولى من القانون ‪ 12.00‬بأنه نمط من أنماط التكوين المهني‪ ،‬الذي يتم‬
‫أساسا بالمقاولة‪ ،‬ويهدف إلى اكتساب مهارات عملية عن طريق ممارسة نشاط مهني يسمح للمتدرجين‬
‫بالحصول على تأهيل يساهم في إندماجهم في الحياة العملية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مقتطف من تحليل خطاب الملك محمد السادس‪ ،‬ذكرى ‪ 65‬ثورة الملك والشغب‪.2018/08/20 ،‬‬
‫‪11‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪6‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫والحقيقة أن المقتضيات المنظمة التدرج المهني حتى وإن أشارت إلى إبرام عقد التدرج المهني إال‬
‫أن المشرع لم يترك لحرية التعاقد إال مجاال ضيقا وضعيفا مما حدى ببعض الفقه إلى القول بأننا أمام نظام‬
‫‪12‬‬
‫قانوني أكثر من مجرد عقد اعتبارا للقواعد األمرة الكثيرة السائدة في هذا النظام‪.‬‬

‫‪ ‬طبيعة عقد التدرج المهني ‪:‬‬

‫إن السؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح هو هل يعتبر عقد التدرج المهني عقد شغل؟‬

‫ذهب بعض الفقه "الحاج الكوري" إلى اعتباره عقد شغل على أساس وجود عالقة التبعية بين‬
‫المتدرجين والمشغل فضال عن توفر عنصر أداء األجر حتى ولو سمي منحة‪ ،‬بل هناك من الفقه من قال‬
‫بأنه عقد من نوع خاص‪.13‬أما غالبية الفقه فيرى بأن عقد التدرج المهني ال يرقى إلى مستوى عقد الشغل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪14‬‬
‫واليعتبر شكال من أشكاله وال تسري عليه أحكامه لإلعتبارات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إن المتدرج ال يتلقى أجرا بالمعنى لمعروف في عالقة الشغل بقدر ما يتقاض مجرد منحة قد‬
‫تقل عن الحد األدنى لألجور‪.‬‬
‫‪ -‬إن االلتزامات الملقاة على عاتق الطرفين صاحب المقاولة والمتدرج تندرج في إطار نظام‬
‫التدرج‪.‬‬
‫‪ -‬إن إحتماإلشتغال المتدرج لحساب صاحب المقاولة في بعض الحاالت يضل التزاما ثانويا فقط‬
‫‪15‬‬
‫طالما يضل االلتزام األصلي متمثل في تلقين المهنة‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة ثانية فإننا نرى بأن هذا العقد ال يعتبر عقد شغل ألن تسمية عقد التدرج‬
‫المهني ال تكفي للداللة على أن المشرع يعتبر هذا العقد عقد شغل كما أن المدة التي يقضيها المتدرج في‬
‫المقاولة ال تحتسب في األقدمية‪.‬‬

‫والمشرع بدوره ميز بين عقد التدرج وعقد الشغل في معرض حديثه عن إختصاص المحاكم‬
‫االبتدائية في القضايا االجتماعية‪ ،‬حيث تطرق إلى عقد التدرج المهني بجانب عقد الشغل ولم يجعل لهذا‬
‫األخير الصفة الشمولية‪ ،‬ناهيك على أن عقد الشغل يسعى فيه المشغل إلى اإلنتاج‪.‬‬

‫وإذا كان عقد التدرج المهني – كعقد تمهيدي – فإنه قد يلتبس بفترة اإلختبار والتجربة‪ ،‬إال أن هذه‬
‫األخيرة تعتبر عقد شغل على سبيل التجربة وإن كان معلقا على شرط فاسخ كما أن هذه المدة تحتسب كمدة‬

‫‪12‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪13‬‬
‫مجلة القانون‪ ،‬م‪.‬س‬
‫‪14‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪15‬‬
‫مجلة قانون‪ ،‬م‪.‬س‬

‫‪7‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫عمل فعلي وتدرج ضمن أقدمية األجير إذا انتقل في إطار ذلك العقد إلى عقد شغل نهائي وبات في حين أن‬
‫مدة التدرج ال تندرج ضمن أقدمية األجيرإذا إنتقل في عمله إلى عقد شغل لدى المقاولة أو المشغل‪.‬‬

‫المهني‪:‬‬ ‫إلتزامات أطرف عقد التدرج‬ ‫‪‬‬


‫التزام صاحب المقاولة تجاه اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم صاحب المقاولة بمسك سجل خاص بالمتدرجين وفق النموذج الذي تحدده اإلدارة‪.‬‬
‫يتضمن بداية ونهاية التدرج بالنسبة لكل متدرج يوضع رهن إشارة الهيئات المختصة المكلفة‬
‫بتتبع أنشطة التدرج المهني‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم صاحب المقاولة أن ال يفرط في استقبال المتدرجين إلى حد التقليص في عدد العامليين‬
‫بالمقاولة والمس بطاقاتها التشغيلة الفعلية ويعود لسلطة الحكومية المكلفة بالتكوين المهني‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪16‬‬
‫تحديد عدد المتدرجين المسموح باستقبالهم بالنسبة لكل مقاولة‪.‬‬
‫‪ ‬التزام صاحب المقاولة تجاه المتدرج ‪:‬‬
‫‪ -‬يلتزم المشغل بصرف منحة شهرية للمتدرج يتم تحديد مبلغها باتفاق معه أو مع ولي أمره‬
‫ويمكن أن تقل عن الحد األدنى لألجر لكونها ليست بأجر و يمكن أن تخضع للمراجعة خالل‬
‫مدة التدرج زيادة أو نقصانا‪ 17‬ويستفيد المتدرج من هذه المنحة من الشهر األول‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر المدة القصوى للتدرج هي ثالث سنوات ويلتزم المشغل بعدم إطالتها أو تمديدها ويمنع‬
‫عليه تكليف المتدرج بأعمال تفوق طاقته وأن ال يشغله فوق الحصص األسبوعية المحددة‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم المشغل بتخويل المتدرج الضمانات القانونية وهي ‪:‬‬

‫التعويض عن حوادث الشغل واألمراض المهنية ومدة الشغل والراحة األسبوعية والعطلة‬
‫‪18‬‬
‫السنوية المؤدى عنها وأيام الراحة واألعياد والتقادم‪.‬‬

‫‪ -‬يلتزم المشغل بتكوين المتدرج وتزويده باألدوات والمعدات الالزمة لتدرجه وأن ال يعهد إليه‬
‫بما ليس له ارتباط بالحرفة‪.‬‬

‫وإن عدم احرام المشغل لهذه المقتضيات يعرضه للجزاء المنصوص عليه في المادة ‪ 22‬من القانون‬
‫رقم ‪ 19،12.00‬ويمنع صاحب المقاولة من استقبال المتدرجين نهائيا أو مؤقتا‪.‬‬

‫‪ ‬التزامات المتدرج ‪:‬‬


‫‪16‬‬
‫أنظر المادة ‪ 7‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.206‬صادر في ‪ 15‬من صفر ‪ 19( 1421‬ماي ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.00‬بشأن إحداث‬
‫وتنظيم المتدرج المهني‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أنظر المادة ‪ 87‬من القانون رقم ‪ 12.00‬بشأن إحداث وتنظيم المتدرج المهني‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫المادة ‪ 5‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫المادة ‪ 22‬من قانون ‪ 12.00‬بشأن إحداث وتنظيم التدرج المهني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫يلتزم المتدرج بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬إنجاز األشغال الموكولة إليه حسب طاقته وما يرتبط بالحرفة والتأهيل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعتناء باألدوات الممنوحة له وإرجاعها‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام أوقات العمل وقواعده والمواظبة على الحضور‪.‬‬
‫‪ -‬العمل بعد إتمام التكوين لحساب صاحب المقاولة لمدة المنصوص عليها في عقد التدرج‪.‬‬

‫وإن أخل المتدرج بأحد هذه االلتزامات يعرضه للفسخ من جانب واحد لصاحب المقاولة لكون ما‬
‫ارتكبته خطأ فادح‪.‬‬

‫وفي حالة العود يمنح نهائيا من االستفادة من التكوين بالتدرج المهني‪.‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ويجب على المقاول قبل إتخاذ أي إجراء إنذار المتدرج أو ولي أمره وإستشارة الهيئات المختصة‬
‫المشرفة على التدرج التي تقوم بعملية الصلح والتسوية ويمكن أن يحال األمر على القضاء االجتماعي في‬
‫‪20‬‬
‫حالة فشل الصلح‪.‬‬

‫ب ‪:‬عقد التدريب من أجل اإلدماج المهني‪.‬‬

‫نقصد بعقد التدريب من أجل اإلدماج المهني هو ذلك العقد الذي يلتزم فيه صاحب منشأة أو‬
‫مؤسسة بتهيئة تدريب مهني كامل لشخص آخر مقابل إلتزام هذا الشخص بالعمل أثناء فترة التدريب‬
‫‪21‬‬
‫لصالح رب العمل‪.‬‬

‫يبرم هذا العقد عبر سلطة الوكالة الوطنية إلنعاش الشغل )‪ (ANAPEC‬والكفاءات ويجب أن يتم‬
‫التأشير عليه من طرف المصالح المحلية المكلفة بالتشغيل‪.‬‬

‫يشترط في المتدرب الحصول على شهادة الباكالوريا زائد سنتين بعدها على األقل وأن يقل عمر‬
‫المترشح عن ‪ 35‬سنة‪ ،‬وأن يكون مسجال لدى الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل كباحث عن شغل منذ أكثر‬
‫من سنة‪.‬‬

‫ويعفى المتدرج من أداء واجبة الصندوق الوطني لضمان االجتماعي ‪ CNSS‬وأداء رسم التكوين‬
‫المهني التي تصرف للمتدرب إذا تجاوزت ‪ 4500‬درهم ويلزم أن يبقى المتدرب لمدة ‪ 18‬شهرا غير قابلة‬
‫للتجديد وال يجبر بعد إنتهائها على تشغيله‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫علوي طاهري سيدي محمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪21‬‬
‫دائرة القضاء ‪www.adjd.gov.ae:‬‬
‫تاريخ الزيارة ‪ 2018-10-28‬على الساعة ‪18:14‬‬

‫‪9‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ويستفيد المتدرب من منحة سنوية يجب أال تقل عن ‪ 1600‬درهم يساهم فيها كل من الدولة‬
‫والمشغل المدرب معفاة من الضريبة العامة على الدخل ويلتزم المتدرب باالنضباط للنظام الداخلي للمقاولة‬
‫وتنفيذ األشغال التي يحددها المدرب وعقد التدريب ناهيك عن كتمان السر المهني‪.‬‬

‫وفي حالة انتهاء العقد يبقى للمشغل خيارين‪ ،‬االحتفاظ بالمتدرب أو االستغناء عنه‪.‬‬

‫‪ ‬حالة تشغيل المتدرب بنفس المقاولة ‪:‬‬

‫يتم ذلك بإبرام عقد الشغل بعد انتهاء فترة التدريب صراحة وإما ضمنيا بعد إنتهاء مدة ‪ 18‬شهرا‬
‫دون أن يعمل المدرب على إعفاء المتدرب‪ ،‬ويرى بعض الفقه أن األجير بعد ‪ 18‬شهرا دون إعفائه يصبح‬
‫أجير في إطار عقد الشغل غير محدد المدة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ ‬حالة االستغناء عن المتدرب ‪:‬‬

‫ألزم ظهير ‪ 1993‬على المشغل الذي يعمد إلى فسخ عقد التدريب قبل انتهاء مدته أن يخبر‬
‫مصالح العمالة أو اإلقليم التابعة لوزارة التشغيل داخل ‪ 48‬ساعة التالية للفسخ‪ ،‬ويحق للمتدرب بعد انتهاء‬
‫فترة التدريب أن يتسلم شهادة يدون فيها نوع األشغال التي قام بها خالل فترة التدريب ويمكنه أن يستفيد‬
‫من تدريب آخر لدى مشغل جديد لمدة ال يجب أن تتجاوز ثالثة أشهر من انتهاء التدريب األول‪.‬‬

‫فإذا تم الحديث عن تكوين األجير فماذا عن تجربته؟‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬فترة االختبار والتجربة‪.‬‬

‫سنتحدث عن فترة التجربة من خالل تحديد طبيعتها(أوال)على أن نتحدت عن مدة فترة‬


‫التجربة(تانيا)كما سنتناول تحديد ألجر خالل هذه الفترة(تالتا)تم نتحدت عن إنتهاء فترة التجربة(رابعا)‬

‫أوال ‪ :‬طبيعة عقد الشغل تحت االختبار والتجربة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل وبالضبط في الفقرة األولى نجدها تعرف فترة االختبار‬
‫بأنها تلك الفترة التي يمكن خاللها ألحد الطرفين إنهاء عقد الشغل بإرادته دون أجل إخطار وال تعويض‪.‬‬

‫نستشف من هذا التعريف أنه يصبح من حق من تقرر الشرط لمصلحته سواء المشغل أو األجير‬
‫إنهاء عقد الشغل خالل فترة االختبار دون التقيد بأحكام عقد الشغل فقد أجاز المشرع لطرفي العالقة‬
‫الشغلية قبل إبرام العقد بصفة نهائية أن يتعرف كل منهما على اآلخر ولكي يقتنع كل واحد بمدى صالحية‬
‫الطرف المقابل‪ ،‬فالمشغل يريد التأكد من جدية وقدرة األجير على العمل سلوكا وإنتاجا‪ ،‬واألجير يريد‬

‫‪10‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫االطمئنان على العمل المستقبلي‪ ،‬ففترة التجربة إذن تعتبر بمثابة استكشاف كل طرف لصالحية الطرف‬
‫‪22‬‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫وما ينبغي التنبيه له أن المشرع المغربي لم يعط أهمية كبيرة للعقد أثناء فترة االختبار بالنظر إلى‬
‫النصوص القليلة المنظمة لهذا العقد مع العلم أن ظروف العمل خصوصا منها األعمال الصناعية أصبحت‬
‫تقتضي تحديد الشروط حتى يستطيع كل من المشغل واألجير التمكن بصفة أفضل من معرفة ما إذا كان‬
‫االقبال على عقد نهائي من مصلحة الطرفين أوال‪.‬‬

‫وعقد الشغل تحت االختبار هو عقد يبرمه المشغل واألجير ويضمناه شرط التجربة بمعنى أنه من‬
‫تقرر هذا الشرط لمصلحته يمكن أن يختبر مدى مالءمة العقد له من خالل فترة االختبار فإذا وجد أنه‬
‫يحقق الفرص الذي ينشده من التعاقد مضي قدما في تنفيذه وإذا وجد أن العقد ال يناسبه استخدام الشرط‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪23‬‬
‫المقرر لمصلحته للتخلص من هذا العقد خالل الفترة المحددة لالختبار‪.‬‬

‫أما بخصوص طبيعته فيوجد اختالف‪ ،‬حيث هناك من يقول أنه عقد معلق على شرط واقف‬
‫والفقهاء يسترشدون في ذلك بمضمون القانون المدني عند معرض كالمه عن بيع الخيار إال أن االنتقاد‬
‫الموجه إلى هذا التحليل استند في دفاعه على أن هذا يصدق على عقد البيع باعتباره من العقود الفورية‪،‬‬
‫في حين يعتبر عقد الشغل من العقود الزمنية وبالتالي فإن االلتزامات التعاقدية تعطي آثارها ابتداءا من‬
‫فترة التجرب ة‪ ،‬وهناك من اعتبر العقد‪ ،‬أثناء فترة االختبار عقدا معلقا على شرط فاسخ وإذا فسخ العقد أثناء‬
‫أو بعد انتهاء فترة التجربة ففي ذلك عدم الرغبة في االستمرار وبالتالي فإن الفسخ ال يكون له آثر رجعي‪.‬‬
‫هذا الرأي يعطي التزامات الطرفين أثناء هذه الفترة‪ ،‬أساسا نابعا من عقد الشغل مع إمكانية إنهائه باإلرادة‬
‫المنفرة إال أن هذا االنهاء أو الفسخ باإلرادة المنفردة أصبح يتقلص بدوره أثنا فترة التجربة كما تقلص قبله‬
‫العقد غير محددة المدة‪.‬‬

‫أما الرأي الثالث فقد ذهب إلى القول بأن العقد أثناء فترة التجربة هو عقد تمهيدي أو مؤقت يدخل‬
‫ضمن العقود غير المسماة هدفه تقدير شروط وخصوصا القدرة المهنية لألجير وذلك داخل فترة محددة‬
‫وهو بذلك يختلف عن عقد الشغل‪ ،‬إال أن هذا الرأي بدوره عرضة لعدة انتقادات باعتبار أن العقد واحد‬
‫تظهر محتوياته منذ إبرامه وتظهر اآلثار واضحة منذ الوهلة األولى كما أن العالقة الشغلية قائمة سواء‬
‫‪24‬‬
‫أثناء فترة التجربة أو بعدها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون الشغل بالمغرب‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪23‬‬
‫سناء الترابي‪ ،‬محاضرات في قانون الشغل‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫محمد سعيد بناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪11‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫وفي اعتقادنا‪،‬فعقد الشغل خالل فترة االختبار‪ ،‬عقد مكتمل األركان معلق على شرط فاسخ وهو‬
‫عدم نجاح التجربة إذا انقضت فترة االختبار‪ ،‬دون أن يتحقق الشرط الفاسخ‪ ،‬يصبح العقد باتا ويستمر في‬
‫انتاج آثاره منذ ابرام العقد وليس من تاريخ انقضاء فترة االختبار‪ ،‬ويتم احتساب فترة االختبار ضمن مدة‬
‫األقدمية‪.‬‬

‫فالعقد أثناء فترة االختبار يأتي في األصل كمقدمة لعقد نهائي‪ ،‬فالطرفان خالل هذه الفترة‬
‫يخضعان لمقتضيات عقد الشغل من أجرة وعمل وتبعية‪ ،‬باإلضافة إلى كل المقتضيات المنظمة لعقد الشغل‬
‫وعند انقضاء فترة التجربة أو االختبار فإن كل طرف يكون قد اكتسب فكرة معينة حول االحتفاظ بعقد‬
‫الشغل بصفة نهائية أم ال فعند إقرار هذه العالقة النهاية يصبح على المشغل في القطاعات الصناعية أو‬
‫التجارية أو الحرة أن يرتب األجير في أحد أصناف الخدمة مع إعالمه بذبك وكذا مبلغ األجرة والمنح‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫والتعويضات المضافة في حالة وجودها كما يجب إعالمه بذلك وكذا مبلغ األجرة والمنح والتعويضات‬
‫المضافة في حالة وجودها كما يجب إعالمه بكل تغيير حاصل في الوضعية أو األجر إال أن عدم احترام‬
‫هذه االجراءات ال يجب أن يكون حاجز للوصول إلى العقد غير محدد المدة ‪،‬ألن االستمرار في العمل‬
‫يعتبر في هذه الحالة تأكيد العقد نهائي ال يجب أن يتصف باالضطراب وعدم االستقرار بل إنه خاضع لكل‬
‫الضمانات التي يوفرها األجراء بصفة عامة‪.‬‬

‫بالنسبة لوضعية األطراف في عقد الشغل تحت االختبار فإنه كما سبقت اإلشارة يكون ألي من‬
‫الطرفين‪ ،‬في عقد الشغل تحت االختبار وطبقا لما تنص عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‬
‫إنهائه في أي وقت وينبني على هذا التصور أن ينطبق على عالقات الطرفين في فترة االختبار قواعد عقد‬
‫الشغل وعليه فإذا تخلف الشرط تأكد العقد‪.‬‬

‫وفي قرار الغرفة االجتماعية بالمجلس األعلى بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ 197‬في الملف االجتماعي عدد‬
‫‪ 27.168‬أنه ‪" :‬لكن حيث ثبت للمحكمة من خالل وثائق الملف أن الطاعنة بلغت المطلوب عدم رغبتها‬
‫في خدماته في ‪ 31‬يوليوز ‪ 1967‬كما ثبت لها أن المطلوب ابتدأ العمل في أوائل مارس ‪ 1967‬فتكون فترة‬
‫االختبار المدعاة قد انتهت في أوائل يونيو ‪ 1967‬وفي ذلك التاريخ لم يبق الطاعن في حالة اختبار بل‬
‫أصبح في عقد غير محدد المدة فما انتهت إليه المحكمة المطعون فصال تعسفيا يستوجب التعويض الذي‬
‫‪25‬‬
‫حكمت قبلها محكمة الشغل"‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد مدة فترة االختبار‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ركن الدين عبد الغاني‪" ،‬التنظيم القانوني الختراعات األجراء"‪ ،‬رسالة لنيل ماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬المحمدية ‪ ،2011-2010‬ص ‪.23‬‬

‫‪12‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫مدة فترة االختبار تطرقت لها المادة ‪ 14‬من مدونة الشغل المغربية وهي تختلف بحسب ما إذا كان‬
‫العقد المدة أو غير محدد المدة‪.‬‬

‫‪ )1‬فالبنسبة لفترة االختبار في العقود الغير محددة المدة فتحدد كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ثالثة أشهر بالنسبة لألطر وأشباههم‪.‬‬
‫‪ -‬شهر ونصف بالنسبة للمستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة عشر يوما بالنسبة للعمال‪.‬‬
‫‪ )2‬أما عن مد فترة االختبار في العقود المحددة المدة فال يمكن أن تتجاوز المدة التالية ‪:‬‬

‫يوم واحد عن كل أسبوع شغل على أال تتعدى أسبوعين بالنسبة للعقود المبرمة لمدة تقل عن ستة‬
‫أشهر‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫شهر واحد بالنسبة للعقود المبرمة لمدة تفوق ستة أشهر ويمكن النص في عقد الشغل أو اتفاقية‬
‫الشغل الجماعية أو النظام الداخلي على مدد أقل من هذه المدد‪.‬‬

‫والواضح من صياغة المادة ‪ 14‬من م‪.‬ش‪ .‬أن المدة المحددة كمدة إختبار تتعلق بالمدة القصوى‬
‫التي ال يمكن تجاوزها ويمكن االتفاق على مدة أقل سواء في عقد الشغل أو االتفاقية الجماعية أو النظام‬
‫الداخلي‪ 26‬ويمكن لألطراف تجديد فترة االختبار مرة واحدة إذا ما اعتبر أن ذلك ضروريا لكن يتعين توافر‬
‫شرطين ‪:‬‬

‫أن تكون موافقة األجير على التجديد صريحة‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫يجب انتظار انتهاء المدة األصلية‪.‬‬

‫ويذهب االجتهاد القضائي إلى أنه ال يمكن للمشغل أن يخضع أجيره لفترة اختبار ثانية ما لم تتغير‬
‫طبيعة العمل‪ ،‬جاء في قرار لمجلس األعلى أنه ‪ ..." :‬لكن حيث إن القرار المطعون فيه اعتمد وعن‬
‫صواب على أنه ال يجوز إخضاع األجير لفترة التجربة خالل سنة ‪ 1984‬بعد أن اشتغل لدى نفس الشركة‬
‫قبل ذلك ما دامت طبيعة العمل لم تتغير وهو تحليل كاف لما انتهى إليه القرار وليس فيه خرق للفصلين‬
‫المحتج بهما‪.28"...‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تحديد األجر خالل فترة االختبار‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫علوي الطاهري سيدي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪27‬‬
‫محمد سعيد بناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪28‬‬
‫قرار الغرفة المدنية بالمجلس األعلى رقم ‪ 568‬بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1992‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 89/10/58‬منشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫العدد ‪ 1993 ،67‬ص ‪ 128‬وما يليها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫من خالل النصوص القانونية نجد أن المشرع المغربي لم يشر إلى األجر المفروض لألجير خالل‬
‫فترة االختبار‪ ،‬إال أنه باالعتماد على القواعد المنظمة لعقد الشغل وعند عدم وجود اتفاق بين الطرفين‬
‫لتحدي د األجر‪ ،‬نجد أنه يكون على المشغل احترام الحد األدنى المقرر قانونا أو ذلك المنصوص عليه في‬
‫االتفاقية الجماعية عند وجودها خاصة إذا لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين‪.‬‬

‫على أن المالحظ أن األجر المحدد باتفاق اإلرادتين منذ البداية هو الذي يبقى العمل ساريا به في‬
‫العقد النهائي ما دام الطرفان لم ينص على أجر أخر بعد انتهاء الفترة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬إنتهاء فترة االختبار‪.‬‬

‫مادام االلتزام بالتشغيل بعد إجراء فترة التجربة ال يفترض فإن المشغل يجب أن يخبر به األجير‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫صراحة حتى ال يمكنه االحتجاج به فالعقد في هذه الفترة ال يكون نهائيا بل معلقا على نتيجة االختبار فإذا‬
‫جاءت النتيجة مرضية تأكد ابرام العقد وإذا ظهر العكس انتهت الرابطة بين الطرفين دون أن يعتبر ذلك‬
‫إخالال بالعقد‪.‬‬

‫إذن يمكن لكل من طرفي عقد الشغل تحت االختبار إنهائه بإرادته المنفردة دون أجل إخطار وال‬
‫تعويض لكن إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األقل فال يمكن إنهاء فترة االختبار إال بعد منحه أحد‬
‫أجلي اإلخطار التاليين‪ ،‬ما لم يرتكب خطأ جسيما ‪:‬‬

‫‪ -‬يومين قبل اإلنهاء إذا كان من فئة األجراء الذين يتقاضون أجورهم باليوم أو األسبوع أو كل‬
‫خمسة عشر يوما‪.‬‬
‫‪ -‬ثمانية أيام قبل اإلنهاء إذا كان ممن يتقاضون أجورهم بالشهر إذا فصل األجير من شغله‪ ،‬بعد‬
‫انصرام فترة االختبار دون أن يصدر منه خطأ جسيم وجبت له االستفادة من أجل إخطار ال‬
‫‪29‬‬
‫يمكن أن تقل مدته عن ثمانية أيام‪.‬‬

‫يلزم المشغل بتعويض األجير عما قام به من عمل في فترة التجربة‪ ،‬أما عن إثبات فترة االختبار‬
‫فهي تخضع لنفس القواعد التي تحكم إثبات عقد الشغل والتي سنفصل فيها الحقا‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تنظيم سوق الشغل ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المادة ‪ 14‬من مدونة الشغل المغربية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫يخضع تنظيم سوق الشغل لمجموعة من الهياكل والمؤسسات التي تسهر على تنظيمه وتتبع‬
‫صيرورته من جهة وكذا التنسيق بين مختلف الفاعلين اإلقتصادين المعنين باألمر للسهر عليه من جهة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫وقد عرف المغرب منذ اإلستقالل عدة أجهزة ومؤسسات متباينة ومختلفة من حيث التنظيم وكذا‬
‫األدوار والمهام المنوطة بها ‪،‬ساهمت بشكل أو بأخر في بلورة سياسات معينة للتشغيل ‪.‬‬

‫ولمواجهة معظلة التشغيل تدخلت الدولة عبر العديد من األجهزة للتقليص من هذه الظاهرة بداية‬
‫بمكاتب التشغيل‪30‬لكن مع بداية التسعنيات تم إنشاء شبكة من مراكز اإلرشاد والتوجيه من أجل التشغيل‬
‫بغية تنظيم سوق الشغل عن طريق تفعيل جهاز الوساطة بين العرض والطلب ‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ومن أجل تطوير عملية الوساطة في سوق الشغل وجعلها تتماشى مع التحوالت التي يشهدها العالم‬
‫على جميع المستويات تم التفكير في إيجاد مؤسسات أو أجهزة منها ماهو عام يندرج ضمن القطاع العام‬
‫(الفقرة األولى) ومنها ماهو خاص يندرج ضمن القطاع الخاص (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األجهزة والمؤسسات العمومية ‪.‬‬

‫يمكن اعتبار هذه المؤسسات المسؤولة بشكل مباشر عن تأطير سوق الشغل حيث تعد الساهرة‬
‫عليه والضامنة لصيرورته سواء بوضع سياسة التشغيل عن طريق وزارة التشغيل والشؤون اإلجتماعية‬
‫والتي أصبحت تلعب اليوم دور الوساطة في التشغيل با اإلضافة إلى الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل‬
‫والكفاءات والتي يمكن اعتبارها جهاز رئيسي في عملية التشغيل‬

‫أوال ‪ :‬مديرية التشغيل ‪.‬‬

‫يناط بمديرية التشغيل بهمة تنشيط وتنظيم هياكل الوساطة في سوق الشغل والمشاركة في إعداد‬
‫العمليات المتعلقة بالنهوض بالتشغيل وتنفيذها وتقيمها ويعهد إليها إعداد برنامج التشغيل تضم برنامج‬
‫تأهيل لطالب الشغل لحاملي الشهدات عبر اكتساب المؤهالت المهنية لشغل مناصب محددة أو متاحة‬

‫يتضمن البرنامج ثالت أنواع من التكوينات ‪:‬‬

‫‪_1‬التكوين التعاقدي من أجل التشغيل ‪.‬‬

‫‪_2‬التكوين التأهلي أو التحويلي ‪.‬‬

‫‪30‬أحدثت مكاتب التشغيل بمقتضى الظهير المؤرخ في ‪ 27‬شتنمبر ‪ 1921‬الذي يجعل الدولة الجهة الوحيدة المسؤولة عن عملية‬
‫التشغيل مع التنصيص على مبدأ مجانية تقديم الخدمة ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫‪_3‬التكوين لفائدة القطاعات الواعدة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى بطاقة تقنية حول برنامج مقاولتي أو المقاول الذاتي ثم بطاقة حول برنامج (تداريب‬
‫التكوين من أجل اإلدماج )‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات ‪.‬‬


‫‪31‬‬
‫تجربة ((مراكز التوجيه واإلرشاد من أجل التشغيل ))والتي كانت مهمتها أن‬ ‫بعد أن سادت‬
‫تنحصر في الوساطة بين طالبي الشغل وعارضيه ارتأى المشرع أن يخلق جهازا بديال تناط إليه مهام‬
‫أخرى توسع من نطاق تدخالته في مجال تسويق سوق الشغل ويتعلق األمر بالوكالة الوطنية إلنعاش‬
‫التشغيل والكفاءات احدث هذه الوكالة با مقتضى القانون رقم ‪ 51.99‬القاضي بإنشاء الوكالة الوطنية‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إلنعاش التشغيل والكفاءات الصادر في ‪5‬يونيوسنة ‪ 2000‬اختارلها المشرع أن تكون مؤسسة عمومية‬
‫تتمتع بشخصية اعتبارية واستقالل مالي‬

‫يكمن الهدف الرئسي من الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات في تسويق الشغل أي تقريب‬
‫طلبات الشغل من العروض عبر توظيف بنك المعلومات يتضمن جردا لفرص التشغيل ‪.‬‬

‫ال يتوقف دور الوكالة عند محاربة بطالة الوساطة أي تلك الناتجة عن عدم إلتقاء العرض والطلب‬
‫بل أنها تتدخل في مجال إعداة تكوين الشباب الطالب للعمل ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قنوات التشغيل الخصوصية ‪.‬‬

‫أحدثت مدونة الشغل مجموعة من قنوات التشغيل الخصوصية تقوم بدور الوساطة في مجال‬
‫التشغيل على شاكلة التي تقوم به الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات حيث تكون الخدمات التي‬
‫تقدمها هذه القنوات لطالبي الشغل والتشغيل مجانية ‪.‬‬

‫هناك العديد منها إالأننا سوف نقتصر الحديث عن اثنين وهما وكاالت التشغيل الخصوصية (أوال)‬
‫ثم مقاوالت التشغيل الخصوصية (ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬وكاالت التشغيل الخصوصية ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫رسالة لنيل دبلو الدراسات العليا في القانون العام السياسة الحكومية في ميدان التشغيل نموذج حكومة جطوا من إنجاز الطالب الباحث سيدي أحد‬
‫بوجالل تحت إشراف الدكتور عبد هللا حداد السنة الجامعية ‪2008_2007‬‬
‫‪_3‬الظهير الشريف ‪ 14‬رجب ‪11( 1424‬سيمتمبر‪ )2003‬بتنفبذ القانون رقم ‪ 65_99‬المتعلق بامدونة الشغل‬

‫‪16‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫تناول المشرع المغربي وكاالت التشغيل الخصوصية من خالل مادة ‪ 477‬من مدونة الشغل يمكن‬
‫أيضا لوكاالت التشغيل الخصوصية أن تساهم في الوساطة بعد الحصول على ترخيص من السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالشغل ‪.‬‬

‫يقصد بوكالة التشغيل الخصوصية ‪،‬كل شخص اعتباري يقوم بااألعمال التالية أو بإحداها ‪:‬‬

‫أ)التقريب بين الطلبات وعروض الشغل دون أن يكون القائم بالوساطة طرفا في عالقة شغل التي‬
‫قد تنشأ عن ذلك ؛‬

‫ب) تقديم أي خدمة أخرى تتعلق بالبحث عن شغل أو ترمي إلى اإلدماج المهني لطالب الشغل‬

‫ج) تشغيل أجراء بهدف وضعهم مؤقتا رهن إشارة شخص ثالت يسمى ((المستعمل ))يحدد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫مهامهم ويراقب تنفيذها‬

‫يستفاد من خالل المادة ‪ 477‬من مدونة الشغل بأن وكالة التشغيل الخصوصية تساهم في جميع‬
‫العمليات الهادفة إلى تسهيل التقاء العرض والطلب في مجال سوق التشغيل وذلك من أجل إنعاش التشغيل‬
‫وتنشيط اإلدماج المهني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مقاوالت التشغيل المؤقت ‪.‬‬

‫يمكن اعتبار مقاوالت التشغيل المؤقت قنوات جديدة للتشغيل نظمهاالمشرع في الباب الثاني من‬
‫مدونة شغل حيث قام بتعريفها في المادة ‪ 495‬من مدونة شغل (يقصد بمقاوالت التشغيل المؤقت كل‬
‫شخص اعتباري مستقل عن السلطة العمومية يقتصر عمله على ممارسة النشاط المشار إليه في الفقرة ج‬
‫من المادة ‪. 477‬‬

‫تشغل مقاولة التشغيل المؤقت هؤالء األجراء مع أداء أجورهم ‪،‬والوفاء بكل االلتزامات القانونية‬
‫الناشئة عن عقد شغل ‪).‬‬

‫يستفاد من خالل المادة ‪ 495‬من مدونة الشغل أن هذه المقاوالت تساهم في خلق مناصب شغل‬
‫لطالبي الشغل ولو بشكل مؤقت ولحماية األجراء الذين يشتغلون مع هذه المقاوالت نجد المشرع قد ألزم با‬
‫ضرورة كتابة عقد شغل الذي يربط هذه المقاوالت باألجراء لحماية حقوقهم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ثالثا‪:‬دور الجرائد في التشغيل‪.‬‬

‫تعتبر الجرائد من وسيلة من وسائل التشغيل المباشرة إذ أنها تعد حلقة وصل بين طالب التشغيل‬
‫والمقاوالت التي تبحث عن األجراء‪،‬بحيث يمكن لطالب التشغيل االعتماد عليها دون االلتجاء ألية جهة‬
‫للقيام بدور الوساطة في التشغيل‪،‬كما يمكن للمقاوالت نشر عروض للتشغيل بواسطة هذه الجرائد ‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪18‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة إبرام عقد الشغل‬

‫إن موضوع عالقة الشغل الفردية‪ ،‬هو تنظيم الروابط القانونية التي تنشأ بين األجير والمؤاجر‬
‫بصفتهما الفردية‪ ،‬وهو اإلطار الذي يضمن لكل طرف حقوقه ووجباته‪ ،‬وسنعمل على دراسة عقد الشغل‬
‫بداية بتعريفه وتميزه عن ما يشابهه وتحديد طبيعته القانونية وأركان تكوينه( المطلب األول) ثم التطرق‬
‫إلى أنواع عقد الشغل وطرق إثباته(المطلب الثاني‪).‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد الشغل وبيان طبيعته وأركان تكوينه ‪:‬‬

‫لدراسة عقد الشغل ال بد من وضع تعريف له وتميزه عن النظم المشابهة له ( الفقرة األولى) ثم بيان‬
‫طبيعته ( الفقرة الثانية) على أن نتناول في ( الفقرة الثالثة) أركان تكوينه‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف عقد الشغل وتميزه عن النظم المشابهة ‪.‬‬

‫أوال‪:‬تعريف عقد الشغل‪:‬‬

‫عرف المشرع المغربي بموجب الفصل ‪ 32723‬من ق ل ع عقد الشغل‪ ،‬بأنه إجارة الخدمة أو العمل‬
‫عقد يلتزم بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم لألخر خدماته الشخصية ألجل محدد أو من أجل أداء عمل معين‬
‫في نظير أجر يلتزم هذا األخير بدفعه له‪ ،‬لكن هذا التعريف تعرض للنقذ على اعتبار أن اصطالح عقد‬
‫إجازة الخدمة يتجاهل البعد اإلنساني لعالقات الشغل‪ ،‬فيجعل من العمل مجرد سلعة‪ ،‬وبالتالي ال يعير أي‬
‫اهتمام لشخص األجير‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى هو تعريف غير دقيق ألنه يغفل عنصرا مهما من‬
‫العناصر المكونة له وهو عنصر التبعية‪ ،‬الذي يميز عقد الشغل ويعطيه خصوصية التي تميزه عن غيره‬
‫من العقود‪ ،‬إذ يالحظ أن تعريف إجازة الخدمة هو نفس تعريف إجارة المصنعة أو عقد المقاولة‪ ،‬والفرق‬
‫واضح بي ن العقدين األول يقوم على التبعية والثاني على االستقاللية ويالحظ أن مدونة الشغل حاولت‬
‫تجاوز عدم الدقة الذي تعتري الفصل ‪ 723‬ق ل ع‪ ،‬فهي وإن لم تعرف عقد الشغل بصفة مباشرة‪ ،‬فإنها‬
‫تداركت األمر من خالل تعريها لألجير في المادة‪ .633‬بأنه ذلك الشخص الذي يلزم بيد نشاطه المهني تحت‬
‫تبعية مشغل واحد أو عدة مشغلين مقابل أجر‪ ،‬أيا كان نوعه وطريقة أدائه‪.‬‬

‫فالمادة السادسة‪ ،‬تشمل على جميع العناصر التي يجب توافرها في عقد الشغل‪ ،‬والتي تتمثل في عقد‬
‫شغل مؤدي من طرف األجير نظير أجر أيا كان نوعه وطريقه أدائه في إطار التبعية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل ‪ 723‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪33‬‬
‫المادة ‪ 6‬منم‪.‬ش‬

‫‪19‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ومن خالل هذا التحديد‪ ،‬يمكن تعريف عقد الشغل‪ ،‬مسايرة للتشريعات المقارنة والفقه والقضاء‪ ،‬هو‬
‫عقد يلتزم بمقتضاه شخص بوضع نشاطه المهني لفائدة شخص أخر يسمى المشغل تكون له سلطة عليه‬
‫وذلك في مقابل معين يسمى األجر‪.34‬‬

‫تانيا‪:‬تميز عقد الشغل عن النظم المشابهة له‪:‬‬

‫‪:1‬عقد الشغل وعقد الشركة‪:‬‬

‫إذا كان عقد الشركة حسب تعريف ق ل ع في الفصل ‪ 982‬هو وضع شخصان أو أكتر أموالهم أو‬
‫أعمالهم أو هما معا أن تكون مشتركة بينهم قصد تقسيم الربح الذي قد ينشأ عنها‪،‬فإن عقد الشركة قد‬
‫يلتبس بعقد الشركة إذا قدم الشريك نصيبه غي الشركة على شكل أعمال وأنشطة وهو ما يسمي بالحصة‬
‫الصناعية‪،‬فالشركة تقوم بتقديم نصيب أحد الشركاء في شكل مال أو أعمال‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لكنننن األجينننر أيضنننا يمكنننن أن يكنننون أجنننره نصنننيبا منننن األربنننال التننني حققتهنننا الشنننركة‬
‫التنني يشننتغل بهننا ويقننع الخلننط فنني هننذه الحالننة بننين الشننريك واألجيننر وإن إيجنناد حنند فاصننل يميننز بننين‬
‫الوضنننعيتين القنننانونيت ين نعتمننند فينننه أساسنننا معينننار التبعينننة القانونينننة‪ ،‬فننناألجير ال يتحمنننل نصنننيبه منننن‬
‫الخسنننارة وال يسنننأل عنننن دينننون الشنننركة وال يتمتنننع باسنننتقاللية وحرينننة فننني عملنننه بينمنننا الشنننريك النننذي‬
‫تكنننون لنننه نينننة المشننناركة فهنننو يتحمنننل نصنننيبه منننن األربنننال والخسنننارة ويسنننأل عنننن دينننون الشنننركة‬
‫ويقوم بعمله بحرية واستقالل في مساواة بينه وبين باقي الشركاء‪. 35‬‬

‫المقاولة‪.‬‬ ‫‪:2‬عقد الشغل وعقد‬

‫إن أوجه الشبه بين العقدين أن كال منهما يرد على القيام بعمل معين مقابل أجر‪،‬فعقد‬
‫المقاولة عرفه المشرع في ف ‪ 723‬من ق ل ع بأنه " إجارة الصنعة عقد بمقتضاه يلتزم أحد‬
‫طرفيه بصنع شيء معين في مقابل أجر يلتزم الطرف األخر بدفعه له " وعليه فعقد المقاولة‬
‫يرد على عمل يلتزم بأدائه شخص لحساب شخص أخر نظير أجر لدلك فوجه الشبه بين عقد‬
‫الشغل وعقد المقاولة كبير ألن موضوع هذا األخير هو كذلك أداء عمل مقابل أجر غير أن‬
‫النظام القانوني لكل منهما يختلف عن األخر‪.‬‬
‫ومنه تعتبر التبعية معيارا للتمييز بين العقدين فاألجير يقوم بأداء ما هو مكلف به تحت إدارة‬
‫وإشراف ومراقبة المشغل أما المقاول فيقوم بالعمل المعهود به إليه على وجه االستقالل‪.‬‬
‫الوكالة‪.‬‬ ‫‪:3‬عقد الشغل وعقد‬

‫نظرا لكون عقد الوكالة هو تكليف شخص شخصا أخر إلجراء عمل مشروع لحسابه الفصل ‪879‬من ق‬
‫ل ع فقد التبس هذا العقد بعقد الشغل خصوصا عندما يتعلق األمر بطائفة معينة تقوم بأعمال مادية‬
‫‪34‬‬
‫محمد منعزل محاضرات في قانون الشغل ص ‪131‬‬
‫‪35‬‬
‫فؤاد معالل ـشرل القانون التجاري الجديد"مطبعة النجال الجديدة الدار البيضاء‪،‬الطبعة األولي ‪،1999‬ص‪241‬‬

‫‪20‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫وتصرفات قانونية لحساب أرباب العمل كالوسطاء التجاريين والممثلين التجاريين ومندوبي التامين الذين‬
‫يقومون بإبرام عقود التامين نيابة عنه الشركة التامين‪.‬‬

‫ويعتمد للتميز بين عقد الشغل وعقد المقاولة معيار طبيعة العمل‪،‬فطبيعة العمل بالنسبة لعقد الوكالة هو‬
‫عمل قانوني أي تصرف قانوني بينما طبيعة العمل في عقد الشغل يكون عمال ماديا سواء كان يدويا أو‬
‫عقليا‪. 36‬‬

‫لكن هذا المعيار غير مقنع وإن المعيار األصلح للتميز بين عقد الوكالة وعقد الشغل هو معيار التبعية‬
‫القانونية‪،‬فكلما كان الش خص يتمتع بنوع من الحرية وتحت مسؤوليته وال يتلقي في ذلك أي أوامر ويمكنه‬
‫االستعانة بمساعدين يختارهم بمحض إرادته يكون العقد عقد وكالة‪،‬وكلما توفرت عالقة التبعية من‬
‫إشراف وتوجيه ورقابة كان العقد عقد شغل‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الشغل‪:‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إن تطبيق جميع النصوص القانونية المتعلقة بتنظيم الشغل يتوقف إلى حد ما على معرفة الطبيعة‬
‫القانونية لعقد الشغل‪ ،‬بمعنى تحديد صفاته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هو عقد يغلب عليه الطابع الشخصي‪:‬‬

‫فالمشغل ال يقدم على التعاقد مع أي أجير إال استنادا إلى كفاءة وخبرة فيه دون سواه‪ ،‬وهي التي‬
‫تؤهله للقيام بالعمل المنوط به‪.‬‬

‫فشخصية ومؤهالت األجير يأخذها المشغل بعين االعتبار عند التعاقد‪ ،‬ويترتب على ذلك أنه يمكن‬
‫إبطال العقد بسبب الغلط في الشخص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هو عقد رضائي‪:‬‬

‫أي أن تكوينه يتم بمجرد تالقي إرادتي المشغل واألجير‪ ،‬فال يشترط في هذا التكوين شكلية خاصة‬
‫باستثناء بعض الحاالت كعقد شغل األجانب (المادتان ‪ 51737-516‬من م‪.‬ش) أو عقد شغل العمال‬
‫‪38‬‬
‫‪ 31‬مارس ‪ 1919‬يتعلق بالقانون البحري)‪ ،‬أو الممثلين والوسطاء‬ ‫البحريين (الفصل ‪ 67‬من ظهير‬
‫التجاريين (المادة ‪ 80‬م‪.‬ش)‬

‫‪36‬‬
‫عبد السالم أحمد فيعو‪"،‬العقود المدنية الخاصة في القانون المغربي"السنة‪،2008‬دار األمان الرباط‪،‬مطبعة األمية الرباط‪،‬الطبعة األولي‬
‫ص‪146‬ـ‪147‬‬
‫‪37‬‬
‫التي تشترط أن عقد الشغل يكون كتابيا مع الحصول على السلطة الحكومية المختصة‬
‫‪38‬‬
‫ظهير ‪ 31‬مارس ‪ 1919‬المتعلق بالقانون البحري‬

‫‪21‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ونستخلص رضائية عقد الشغل من نص المادة ‪ 3915‬من مدونة الشغل التي جاء فيها‪ :‬تتوقف صحة‬
‫عقد الشغل على الشروط المتعلقة بتراضي الطرفين ‪ ...‬كما تنص الفقرة الثانية من ذات المادة على أنه‪:‬‬
‫"وفي حالة إبرام عقد الشغل كتابة يجب تحريره في نظيرين مما يفيد أن العقد يمكن أن يكون مكتوبا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬هو عقد تبادلي‪:‬‬

‫أي أنه ملزم للجانبين ‪ ،‬فهو ينشئ التزامات متقابلة في ذمة كل من األجير والمشغل‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫كل واحد منهما دائنا من ناحية ومدينا من ناحية أخرى‪ ،‬فاألجير مثال يصبح دائنا باألجر ومدينا بالعمل‪،‬‬
‫والعكس بالنسبة للمشغل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬هو عقد معارضة‪:‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عقد المعاو ضة هو الذي يأخذ فيه المتعاقد مقابال لما أعطاه‪ ،‬لذلك فإن األجر هو ركن من أركان هذا‬
‫العقد‪ ،‬بذلك ال يعتبر العمل التطوعي عقد شغل‪ ،‬كما ال يعتبر العمل المجاني عقد شغل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬هو عقد مستمر‪:‬‬

‫فالتغير في القانون ألحد أطراف العالقة خاصة المشغل ال ينهي العقد‪ ،‬فعقد الشغل ال يفسخ بموت‬
‫رب العمل (الفصل ‪ 754‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪ ،‬كما أن اإلرث أو البيع أو االندماج أو تحويل المشروع أو تقديمه‬
‫حصة في شركة يحول دون استمرار العالقة التعاقدية بين المالك الجديد للمشروع وبين عماله وخدمه‬
‫ومستخدميه‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬عقود الشغل هي غالبا عقود إذعان‪:‬‬

‫وقد كانت فيما مضى تعتبر إذعان من طرف األجير فقط الذي يرضخ لشروط المشغل‪ ،‬أما اآلن‬
‫فقد أصبح اإلذ عان ناقدة بالنسبة للطرفين‪ ،‬إذ كالهما يدعن لنموذج العقد المبرم طبقا للمقتضيات القانونية‬
‫التي تنظم العالقة بينهما بشكل آمر‪ ،‬وكذا االتفاقية الجماعية‪ ،‬أو النماذج الموضوعة من طرف السلطة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أركان تكوين عقد الشغل‪:‬‬

‫لكي يكون عقد الشغل صحيحا ومنتجا لكافة آثاره القانونية البد أن تتوفر فيه مجموعة من األركان‬
‫الموضوعية (أوال) وأخرى شكلية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المادة ‪ 15‬منم‪.‬ش‬

‫‪22‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫أوال‪ :‬األركان الموضوعية‪:‬‬

‫تنقسم األركان الموضوعية إلى أركان عامة تدخل في تكوين جميع العقود(‪)1‬وأخرى خاصة بعقد‬
‫الشغل(‪)2‬‬

‫‪:1‬األركان الموضوعية العامة‪:‬‬

‫بالعودة إلى الفقرة األولى من المادة ‪ 1540‬من مدونة الشغل تتوقف صحة عقد الشغل على الشروط‬
‫المتعلقة بتراضي الطرفين‪ ،‬وبأهليتهما للتعاقد‪ ،‬وبمحل العقد‪ ،‬وبسببه كما حددها ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫وإذا كان ركن الرضا والمحل والسبب ال تتميز بمميزات خاصة في عقد الشغل حيت تضل واحدة‬
‫في سائر العقود‪ ،‬فإن ركن األهلية يتميز بخصوصية لذلك ندرسها أوال ثم بقية األركان األخرى‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أ‪ -‬األهلية‪:‬‬

‫على الرغم من أن المادة ‪ 15‬من المدونة تحيل على األحكام الخاصة بأهلية التعاقد كما ينص عليها‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،41‬إال أنه يجب رغم ذلك االحتكام فيما يخص سن التشغيل إلى األحكام الواردة في المدونة‪ ،‬وعليه‬
‫فإذا كانت القاعدة تقضي بتوفر المتعاقد على األهلية كما تحددها مدونة األسرة في ‪ 18‬سنة‪ ،‬فإن ما تجدر‬
‫اإلشارة إليه هو أنه يجوز لألجير القاصر إبرام عقد الشغل إذا وافق على العقد األب أو الوالي أو الوصي‬
‫أو المقدم‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون األجير القاصر قد بلغ سن التشغيل المحدد في ‪ 15‬سنة طبقا للمادة ‪14342‬‬
‫من م‪.‬ش‪ ،‬التي تنص على أنه‪ :‬ال يمكن تشغيل األحداث وال قبولهم في المقاوالت أو لدى المشغبين قبل‬
‫بلوغهم سن ‪ 15‬سنة كاملة‪.‬‬
‫وإضافة إلى ذلك نجد المشرع اشترط سن ‪ 18‬للتشغيل في بعض المجاالت‪ ،‬حيث بالعودة للمادة‬
‫‪ 14543‬من م‪.‬ش نجد أنه يمنع تشغيل أي حدث دون الثامنة عشر‪ ،‬ممثال‪ ،‬أو مشخصا في العروض‬
‫العمومية المقدمة من قبل المقاوالت التي تحدد الئحتها بنص تنظيمي‪ ،44‬دون إذن مكتوب يسلمه مسبقا‬
‫العون المكلف بتفتيش الشغل بخصوص كل حدث على حدة‪ ،‬وذلك بعد استشارة ولي أمره‪.‬‬
‫كما اشترط المشرع في المادة ‪ 147‬الفقرة األولى منم‪.‬ش سن ‪ 18‬سنة في مجال أداء ألعاب خطيرة‬
‫أو القيام بحركات بهلوانية‪ ،‬أو إلتوائية‪.‬أو أن يعهد إليهم بأشغال تشكل خطر على حياتهم‪ ،‬أو صحتهم أو‬
‫أخالقهم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المادة ‪ 15‬منم‪.‬ش‬
‫‪41‬‬
‫المادة ‪ 143‬منم‪.‬ش‬
‫‪42‬‬
‫المادة ‪ 145‬منم‪.‬ش‬
‫‪43‬‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 147‬من م ش‬
‫‪44‬‬
‫انظر مرسوم رقم ‪ 2.04.465‬صادر في ‪ 16‬من ذي القعدة ‪ 29( 1425‬ديسمبر ‪ )2004‬بتحديد الئحة المقاوالت التي يمنع فيها تشغيل األحداث‬
‫دون الثامنة عشر كمشخصين أو ممثلين في العروض العمومية‪ ،‬دون إذن مكتوب (الملحق الصفحة ‪)233‬‬

‫‪23‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫وفي الفقرة الثانية من المادة ‪ 147‬منم‪.‬ش‪ ،‬نجد المشرع نص على سن ‪ 16‬سنة كحد أدنى بالنسبة‬
‫للمشغلين الذين يحترفون مهنة بهلوان أو ألعبان أو عارضي حيوانات أو مدير سرك أو ملهي متنقل والذين‬
‫يشغلون في عروضهم أحداثا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرضا‪:‬‬

‫بخصوص التراضي‪ ،‬يكفي اتفاق طرفي العقد على العناصر األساسية لعقد الشغل كنوعه وطبيعة‬
‫الشغل ومكان تنفيذه‪ ،‬ومبلغ وطبيعة األجر‪ ،‬وتاريخ تسليم العامل‪ ،‬ومدة العقد ما إذا كان محدد المدة أو غير‬
‫محدد المدة‪.‬‬
‫ويجب أن تكون إرادة الطرفين المتعاقدين غير مشوبة بعيب من عيوب الرضا‪ ،‬كالغلط والتدليس‬
‫واإلكراه‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ج‪ -‬المحل‪:‬‬
‫بالنسبة لعنصر المحل في عقد الشغل‪ ،‬فيجب حسب األحكام الواردة في ق‪.‬ل‪.‬ع أن يكون ممكنا‬
‫ومعينا أو قابال للتعيين‪ ،‬كما يجب أن يكون مشروعا وهكذا فالعقد الذي يكلف بمقتضاه العامل القيام بأعمال‬
‫مستحيلة أو غير مشروعة يكون باطال‪ ،‬وقد أكد الفصل ‪ 72945‬ق‪.‬ل‪.‬ع على بطالن االتفاق إذا كان‬
‫موضوعه تعليم أو أداء أعمال السحر والشعوذة أو القيام بأعمال مخالفة للقانون واألخالق الحميدة والنظام‬
‫العام‪.‬‬
‫د‪ -‬السبب‪:‬‬
‫يجب أن يكون السبب في عقد الشغل حقيقيا ومشروعا‪ ،‬وحسب الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يكون السبب‬
‫غير مشروع إذا كان مخالفا للنظام العام واألخالق الحميدة‪.‬‬

‫‪ :2‬األركان الموضوعية الخاصة‪:‬‬

‫نظرا لخصوصية عقد الشغل فإن هذا العقد له عدة أركان خاصة تميزه عن غيره من العقود إذ ال‬
‫يمكن الحديث عن عقد شغل دون قيام وتوفر هذه العناصر‪ ،‬وإن غياب هذه العناصر يعني انتفاء أي عالقة‬
‫شغل ية واستبعاد تطبيق مقتضيات قانون الشغل والحرمان من المقتضيات الحمائية‪ ،‬وهذه العناصر هي أداة‬
‫العمل وأداء األجر وعالقة التبعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬أداة العمل‬
‫يكتسي عقد الشغل طابعا شخصيا بالنسبة لألجير‪ ،‬وذلك أن شخصيته ومهارته وقدرته على أداء‬
‫العمل وأمانته‪ ،‬كلها معطيات تكون محل اعتبار عند إبرام العقد‪ ،‬ولذلك ال يجوز لألجير أن يحل غيره‬

‫‪45‬‬
‫الفصل ‪ 729‬منق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪24‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫محله في أداء العمل‪ ،‬في حين أن المشغل يمكن أن يتحمل من يخلفه االلتزامات التي كانت مترتبة عن‬
‫سلفه وذلك وفقا للمادة ‪ 4619‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫ويتولد عن الطابع الشخصي ألداء العمل المنوط باألجير‪ ،‬أنه يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن‬
‫فعله وإهماله أو تقصيره أو عدم احتياطه‪ ،‬وذلك في إطار ما هو ملزم به من قبل المشغل‪ ،‬بل أن المشرع‬
‫المغربي اعتبر بمثابة خطأ يمكن أن يؤدي للفصل‪ ،‬رفض األجير إنجاز شغل من اختصاصه وذلك إذا كان‬
‫هذا الرفض عمديا وبدون مبرر‪ ،‬إال أن الطابع الشخصي اللتزام العامل ال يتعلق بالنظام العام‪ ،‬إذ يمكن‬
‫الخروج عن هذه القاعدة كما هو الشأن بالنسبة إلحالل األجير الذي يعمل بوابا لعمارة غيره محله أثناء مدة‬
‫العطلة المؤدي عنها‪ ،‬حيث يعين هذا األخير باختيار البواب األصلي وبموافقة المشغل ومسؤوليته على‬
‫ذلك‪.47‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كما أن األجير يؤدي الشغل بشكل اختياري‪ ،‬وحيث أن اإلكراه يعد عيبا يسبب إبطال العقد ال يمكن‬
‫إجباره بعمل معين‪ ،‬بحيث ينفد الشغل الذي اختاره هو بالنظر لتخصصه المهني‪ ،‬وقد أيدت مدونة الشغل‬
‫هذا التوجه حينما منعت الشغل الجبري أو نظام السخرة في المادة ‪ 4810‬كما أنه يجب على األجير في‬
‫نطاق أداء العمل احترام تعليمات المشغل كما هو منصوص عليه في المادة ‪ ،4921‬فبمقتضى هذه المادة‬
‫ينبغي على األجير احترام أوامر مشغله وعدم مخالفتها وإال عد مرتكبا لخطأ جسيم ويعرض للفصل‪ ،‬لكن‬
‫هذه المقتضيات ترد عليها استثناءات حيث يحق لألجير رفض أوامر المشغل‪ ،‬إذ كانت ال عالقة لها‬
‫بالشغل أو مخالفة للقانون‪ ،‬كأن يطلب من األجير الذي يشتغل عنده كمحاسب تنظيف أماكن العمل ورفض‬
‫ذلك‪ ،‬فإنه ال يعد مرتكبا لخطأ جسيم ألن تلك األعمال ال تدخل ضمن اختصاصه‪.‬‬

‫وطبيعي أنه ينبغي على األجير تأدية العمل بحسن نية ودلك باالبتعاد عن الوسائل االحتيالية التي‬
‫تعرقل السير العادي للمؤسسة كالتخفيض من اإلنتاج بصفة عميدة وكثرة التغيبات بدون مبرر والتفريط‬
‫في استعمال المواد األولية عن قصد‪ .‬وفي هذا الصدد تنص المادة ‪ 20‬من م‪.‬ش أن األجير يكون مسؤوال‬
‫في إطار شغله عن فعله وإهماله أو تقصيره أو عدم احتياطه‪ ،‬وبالرجوع إلى المادة ‪ )50(22‬من م‪.‬ش‬
‫تجدها تنص على أن األجير ملزم بالحفاظ على األشياء والوسائل المسلمة إليه للقيام بالشغل مع ردها بعد‬
‫انتهاء العمل الذي كلف به‪ ،‬لذلك فإنه يسأل عن ضياع الوسائل السالفة الذكر إذ تبين للقضاء أن هذا‬
‫الضياع ناتج عن خطأه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫انظر المادة ‪ 19‬من م‪.‬ش‬
‫‪47‬‬
‫محمد منعزل مرجع سابق ص ‪144‬‬
‫‪48‬‬
‫انظر المادة ‪ 10‬من م‪.‬ش‬
‫‪49‬‬
‫انظر المادة ‪ 21‬من م‪.‬ش‬
‫‪50‬‬
‫أنظر المادة ‪ 22‬من م ش‬

‫‪25‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫وفي المقابل يعفي من المسؤولية عن الضياع أو التلف‪ ،‬إذا كان ذلك بسبب حادث فجائي أو قوة‬
‫قاهرة‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإن األجير قد يتعرض للفصل عن العمل طبقا لنص المادة ‪ ) 51(39‬من المدونة‬
‫عند إلحاقه ضررا جسميا بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا نتيجة إهمال فادح‪.‬‬

‫وإلى جانب كل هذا فاألجير أثناء تأدية عمله يلتزم بالحفاظ على السر المهني ويقصد به المعلومات‬
‫التي قد يتوصل إليها األجير بسبب عمله والمتعلقة بالوسائل التقنية لإلنتاج(‪ ،)52‬وأهمية المحافظة على هذه‬
‫المعلومات تتجلى في حماية المؤسسة من خطر المنافسة فيما لو علمت مؤسسة مماثلة بكيفية وشروط‬
‫إنتاجها وقد المشرع هذا االلتزام في المادة ‪ 39‬من م‪.‬ش‪.‬‬

‫ب‪ -‬أداء األجر‪:‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فمقابل العمل الذي يقوم به األجير لفائدة المشغل يلتزم هذا األخير بأداء األجر كمقابل لذلك العمل‪.‬‬

‫ونشير على أن المشرع لم يضع تعريفا لألجر على عكس بعض التشريعات المقارنة‪ 53‬رغم ما لتعريف‬
‫ا ألجر من أهمية على المستوى العملي‪ ،‬وقد ذهب جانب من الفقه المغربي إلى أن األجر هو ما يؤديه‬
‫المشغل لألجير‪.‬‬

‫ونرى خالف ذلك‪ ،‬أن األجر ليس فقط ما يؤديه المشغل لألجير نظير قيامه بعمله بل هو كل ما‬
‫‪54‬‬
‫ألننا إذ سلمنا بهذا الرأي سنخرج كثيرا‬ ‫يدخل في الخدمة المالية لألجير نظير قيامه بالعمل وبمناسبته‪،‬‬
‫من المستحقات التي يأخذها األجير من قبل الغير المتعامل معه كاإلكراميات التي يؤديها الزبناء‬
‫‪55‬‬
‫المتعاملون مع المقاولة المشغلة‪.‬‬

‫والستحقاق األجر ال بد من توفر شرطين‪:‬‬

‫‪ -‬شرط قيام عقد الشغل على مجموعة من األركان وخاليا من العيوب‪:‬‬


‫وعليه فإذا كان العقد باطال أو قابال لإلبطال فإن األجير ال يستحق األجر المتفق عليه ولو قام‬
‫بالعمل المطلوب‪ ،‬ويبقى كل ما له هو تعويض يعادل ما أداه من عمل‪ .‬ويكون للقضاء سلطة في‬
‫تقديره دون أن تكون له صفة األجر‬
‫‪ -‬شرط قيام األجير بالعمل المتفق عليه‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫انظر المادة ‪ 39‬من م‪.‬ش‬
‫‪52‬‬
‫محمد منعزل ‪ 9‬س ص ‪149‬‬
‫‪53‬‬
‫ومرد ذلك أن المركز القانوني لألجراء يختلف عن المركز القانوني للموظفين فهؤالء يخضعون إلى قوانين ومراسيم خاصة‪ ،‬أو إلى تعليمات‬
‫السلطة المختصة وال يخضعون لقانون الشغل ولو كانت وظائفهم شبيهة بوظائف األجراء في القطاع العام أو الخاص أو شبه العام‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫إال يخرج عن األجور ينص القانون|‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للتعويضات العائلية التي أخرجها المشرع من األجرة التي تحسب على أساسها‬
‫اإلجرءات و التعويضات في إطار حوادث الشغل واألمراض المهنية بموجب الفصل ‪ 131‬من ظهير فبراير ‪ 1963‬كما وقع تغيره‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫محمد منعزل م س ص ‪153‬‬

‫‪26‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫‪ -‬من الطبيعي أن استحقاق األجر يستوجب أداء العمل ماعدا إذا كان عدم األداء ال يعود لألجير‪،‬‬
‫وإنما من طرف المشغل أو ظروف خارجة عن إرادة الطرفين‪ .‬كما هو الشأن في األحوال الجوية‬
‫غير المألوفة بالنسبة للقطاع الفالحي ففي هذه الحالة يستحق األجير أجره أو نصفه حسب الحاالت‬
‫طالما أن األجير كان واضعا نفسه رهن إشارة المشغل‪ ،‬وطالما أن عدم أداء العمل كان لسبب‬
‫خارج عن إرادته‪.‬‬
‫ج‪ -‬التبعية‪:‬‬
‫تعرف التبعية بأنها خضوع األجير لإلشراف ورقابة صاحب العمل وتنفيذ الشغل تحت سلطته‬
‫وإرادته‪ ،‬فعالقة التبعية تجسد بصورة واضحة عقد الشغل‪ ،‬ألن األجير ال يشغل لحسابه ولكن لحساب رب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫بعبارة أخرى يزاول شغال تابعا وهذا ما يضفي على عقد الشغل نوعا من االستقاللية وبالتالي تميزه‬
‫عن عقود أخرى تشبه من عدة وجوه إال أنها تنعدم فيها هذه العالقة‪.‬‬
‫ويميز الفقه عادة بين نوعين أساسين لعالقة التبعية وهما التبعية القانونية و التبعية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬التبعية القانونية‬
‫مفادها حق المشغل في توجيه ومراقبة األجير أثناء قيامه بالعمل‪ .‬وفي التزامه بطاعته واالمتثال‬
‫إليه في هذا التوجيه والمراقبة كما تظهر كذلك في الجزاءات التي يمكن للمشغل عند المخالفة توقيعها على‬
‫‪56‬‬
‫وتختلف درجة التبعية القانونية باختالف طبيعة العمل وتخصص األجير ومستوى كفاءته‬ ‫األجير‬
‫المهنية‪ .‬ومن هنا كانت التبعية القانونية أنواع التبعية فنية وتنظيمية‪.‬‬

‫أ‪ -‬التبعية الفنية‬

‫يكون المشغل على دراية بالقواعد والتفاصيل الفنية للعمل المطلوب إنجازه من األجير‪ ،‬مما يعني‬
‫خضوع هذا األخير لتوجيه وإشراف رب العمل في جوهر العمل وجزئياته وهذا النوع شائع في النشاطات‬
‫االقتصادية الصغرى وذلك مثل ورشة الميكانيك أو التجارة أو الحدادة حيث يشتغل المشغل بنفسه في‬
‫ورشته مع إلشراف على أجراءه ومراقبته الفنية لهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬التبعية التنظيمية‬

‫تتجلى بالخصوص لدى بعض األطر المتخصصة‪ ،‬وذلك كاألطباء المحامين والمهندسين فصاحب‬
‫العمل ال يمارس رقابة فنية وإنما تنصب رقابته على الظروف الخارجية اإلدارية والتنظيمية كأوقات‬

‫‪56‬‬
‫محمد منعزل مرجع سابق ص ‪134‬‬

‫‪27‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫العمل ومكانه‪ ،‬تسليم المواد واألدوات الالزمة للعمل تقسيم العمل على األجراء‪ ،‬إجراء تفتيش للتأكد من‬
‫مراعاتهم تعليماتهم‪ ،‬وكل ذلك مع الخضوع للجزاءات التأديبية في حالة مخالفة هذه التعليمات‪.‬‬
‫‪ -2‬التبعية االقتصادية‬
‫أمام التطور الذي طرأ في المجالين االقتصادي واالجتماعي أدى إلى حدوث تغيير نوعي في أساس‬
‫عالقة الشغل من الناحية القانونية‪ ،‬ذلك أن تعدد المؤسسات التجارية واختالف فروعها وظهور شركات‬
‫‪57‬‬
‫كل هذا أدى إلى فك الرقابة الفعلية التي كانت لصاحب العمل على أجرائه‪ ،‬فهذه‬ ‫متعددة الجنسيات‬
‫االعتبارات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أظهرت ضعف ونسبية عالقة التبعية القانونية‪ ،‬ألنها لم تستطع‬
‫استيعاب هذا التحول االقتصادي و االجتماعي في ميدان الشغل‪ ،‬وعلى هذا األساس ظهرت التبعية‬
‫االقتصادية التي قام بها أول مرة الفقيه كوتش سنة ‪ 1913‬والذي اعتبر وجود التبعية االقتصادية رهين‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫باعتماد الشخص الذي يؤدي الشغل على ما يحصله من هذا الشغل كمورد وحيد أو كمورد رئيسي للعيش‪،‬‬
‫ومقابل ذلك فإن الذي يدفع أجر الشغل يستعمل نشاط من يؤديه بكامله وبكيفية منتظمة‪ ،‬أي أن التبعية‬
‫االقتصادية تفرض عنصرين هما‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد األجير على عمله من أجل العيش أي أن يكون عمله هو مورد عيشه‬
‫‪ -‬أن يؤدي كامل نشاطه لفائدة صاحب العمل بحيث ال يشتغل في مكان أخر مثال‬

‫موقف المشرع من التبعية‪.‬‬

‫نصت المادة ‪586‬منم‪.‬ش في تعريفها لألجير على عنصر التبعية القانونية إذ جاء فيه يعد أجير كل‬
‫شخص التزم به بعد نشاطه المهني تحت تبعية مشغل واحد أو عدة مشغلين لقاء أجر لكن المادة ‪ 6‬من م ش‬
‫‪59‬‬
‫من م‪.‬ش نجد أن المشرع ألزم األجير‬ ‫لم تحدد معني نطاق عنصر التبعية لكن بالرجوع للمادة ‪27‬‬
‫االمتثال ألوامر المشغل في نطاق المقتضيات القانونية أو التنظيمية أو عقد الشغل الجماعية أو النظام‬
‫الداخلي الشيء الذي يفيد أن المشرع المغربي تبنى معيار التبعية القانونية كمعيار لتطبيق م‪.‬ش لكن‬
‫المشرع وإن تبنى معيار التبعية القانونية كقاعدة فأنه استثناء وبنص صريح تبنى التبعية االقتصادية في‬
‫بعض الحاالت وعلى بعض الفئات والعمال كما هو الحال في المادة ‪ 2‬من مدونة الشغل وهم‪:‬‬

‫اإلجراء المشغلين بمنازلهم‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالء التجاريون والمتجولون في الصناعة و الخدمات‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫محمد منعزل م س ص ‪135‬‬
‫‪58‬‬
‫المادة ‪ 6‬من م ش‬
‫‪59‬‬
‫المادة ‪ 2‬من م ش‬

‫‪28‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫‪ -‬األشخاص الذين يضعون أنفسهم في مقاولة رهن إشارة الزبناء مع تقديم خدمات لهم بتكليف من‬
‫رئيس المقاولة أو برضاه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األركان الشكلية‪:‬‬

‫سبق وأن أشرنا إلى أن عقد الشغل هو عقد رضائي‪ ،‬حيث يبرم دون إتباع شكل معين‪ ،‬غير أن‬
‫المشرع بعد أن قرر الرضائية‪ ،‬عاد فقرر الشكلية في بعض الحاالت‪.‬‬

‫تنص على عقود الوكيل المتجول أو الوسيط في التجارة والصناعة يجب أن تكون‬ ‫‪60‬‬
‫‪ -‬المادة ‪80‬‬
‫مكتوبة‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 6186‬تنص على أن العقد المبرم المقاول األصلي أو المقاول الفرعي يجب أن يكون مكتوبا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وعقد المقاولة من الباطن هو الذي يكلف بمقتضاه مقاول أصلي مقاول من الباطن ليقوم ببعض‬
‫األشغال أو ينجز له بعض الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 62507‬الخاصة بعقود الشغل التي تبرمها مقاوالت التشغيل المؤقت مع األجراء يتم وضعهم‬
‫رهن إشارة المستعمل أو المستفيد من خدمة األجراء‪ ،‬هذه العقود يجب أن تحرر كتابة وأن‬
‫يتضمن العقد مجموعة من العناصر‪ ،‬محددة في مؤهالت األجير‪ ،‬مبلغ األجر وطريقة أدئه‪ ،‬فترة‬
‫التجربة‪،‬سبب تشغيل الجير بصفة مؤقتة‪،‬مدة العمل ومكان تنفيذه‪ ،‬المبلغ الذي تنقضاه مقاولة‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن " ظهير ‪ 31‬مارس ‪63"1919‬المتعلق بالقانون البحري في فصله ‪ 67‬أكد على بطالن‬
‫جميع البنود إن لم يتم تحررها كتابتا أمام المصالح المختصة‪.‬‬
‫تنص على أنه يجب على كل مشغل يرغب في تشغيل أجنبي أن يحمل على‬ ‫‪64‬‬
‫‪ -‬المادة ‪516‬‬
‫رخصة من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالتشغيل‪ ،‬تسليم على شكل تأشيرة توضع على عقد‬
‫الشغل‪ ،‬وطبعا هذا التأشير ال يمكن أن يتم إال إذا كان عقد الشغل مكتوبا‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار قضت محكمة النقض المغربية أن عدم حصول األجنبي علي ترخيص من طرف‬
‫وزارة التشغيل يتمثل في تأشيرة توضع علي عقد العمل يجعل العقد غير صحيح وال ينتج أي أثر‬
‫‪65‬‬
‫قانوني‬

‫‪60‬‬
‫المادة ‪ 80‬من م ش‬
‫‪61‬‬
‫المادة ‪ 86‬من م ش‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬
‫ظهير ‪ 37‬مارس ‪ 1919‬المتعلق بالقانون البحري الفصل ‪67‬‬
‫‪64‬‬
‫المادة ‪ 516‬من م ش‬
‫‪65‬‬
‫قرار عدد‪1015‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 2009‬ملف إجتماعي عدد‪1474‬منشور بمجلة قررارت المجلس األعلى المتخصصة الجزء‪7‬صفحة‪31‬‬

‫‪29‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع عقد الشغل وطرق إثباته‪:‬‬

‫في هذ ا اإلطار سنتحدث بداية عن أهم أنواع عقد الشغل(الفقرة األولي) تم بعد ذلك عن طرق إثبات العالقة‬
‫التعاقدية(الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة االولى‪ :‬أهم أنواع عقد الشغل‪:‬‬

‫تتعدد أنواع عقود الشغل المنظمة بمقتضى مدونة الشغل غير أنه سوف نركز على نوعين منها‬
‫هما عقد الشغل محدد المدة ( أوال) وغير محدد المدة(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد الشغل محدد المدة‪:‬‬
‫العقد محدد المدة هو العقد الذي يعلم طرفيه مسبقا مدة العقد‪ ،‬وبالتالي مدة انتهائه كذلك تكون‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫معلومة‪ ،‬ويعد هذا العقد االستثناء من األصل في عقد الشغل وقد يتفق الطرفان عن مدة العقد مسبقا تحدد‬
‫في سنة تبتدئ في تاريخ معين وتنتهي في تاريخ الحق أو العقد المرتبط بإنجاز شغل معين أو العقد الذي‬
‫‪66‬‬
‫يتعهد به األجير باالشتغال مع مقاولة لتشييد حائط طيلة المدة الالزمة إلنجاز ذلك الحائط‪.‬‬
‫وبقراءتنا لمقتضيات المادة ‪ 16‬من مدونة الشغل نجد أن حاالت إبرام عقد الشغل محدد المدة‪،‬‬
‫تتحقق وقت انعدام إمكانية إبرام عقد الشغل غير محدد المدة وحاالت إبرام عقد الشغل محدد واردة على‬
‫‪67‬‬
‫سبيل الحصر وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬إحالل أجير محل أجير أخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير ما لم يكن هذا التوقف ناتجا عن‬
‫إضراب‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد نشاط المقاولة بكيفية مؤقتة‬
‫‪ -‬إذا كان الشغل ذا طبيعة موسمية‬
‫وعليه يظل السؤال المطروح متى يكون إحالل أجير محل أجير أخر هنا تجيبنا المادة ‪ 32‬من مدونة‬
‫الشغل‪.‬‬
‫يتوقف عقد الشغل مؤقتا أثناء‬
‫فترة الخدمة العسكرية اإلجبارية‬ ‫‪-1‬‬
‫تغيب ألجير للمرض‪ ،‬أو إصابة يثبتها الطبيب إثباتا قانونيا‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فترة ما قبل وضع الحامل حملها وما بعده‪ ،‬وفق الشروط المنصوص عليها في المادتين‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ 154‬و ‪ 156‬أدناه‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫شق من محاضرة األستاذ محمد الشرقاوي ( أنواع عقود الشغل)‪ ،‬مكناس ‪.2016/2015‬‬
‫‪67‬‬
‫يمكن الرجوع إلى مقتضيات المادة (‪ )2‬من مدونة الشغل‬

‫‪30‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫فترة العجز المؤقت الناتج عن حادثة شغل أو مرض مهني‬ ‫‪-4‬‬


‫‪68‬‬
‫مدة اإلضراب‬ ‫‪-5‬‬

‫وإلى جانب ما ورد في مقتضيات المادة ‪ 16‬من مدونة الشغل هناك حالتين أوردتهما المادة ‪.17‬‬

‫وهي تخص القطاعات الفالحية حيث أنه عند فتح مقاولة ألول مرة أو مؤسسة جديدة داخل المقاولة‬
‫‪69‬‬
‫واللجوء إلى عقد الشغل المحدد المدة‬ ‫أو انطالق منتوج جديد ألول مرة إبرام عقد الشغل المحدد المدة‬
‫يحقق عدة مزايا‪:‬‬
‫فمن الناحية االقتصادية تفيد هذه العقود في التخفيف على المؤسسات التي تكون في ضيق أو في‬
‫أزمة‪ ،‬فيما يخص بعض األجراء والذين تحتاج إليهم المؤسسة في فترة محددة أو في الحالة اإلستعجالية أو‬
‫االستثنائة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أما من الناحية االجتماعية فهذه العقود تساهم في تشغيل أجراء ال يستطيعون أو ال يرغبون في‬
‫‪70‬‬
‫العمل إال لمدة محددة أو من هم أصبحوا عاطلين عن العمل بحيث يتمكنوا ولو مؤقتا من مورد رزق‬
‫ويبقى أهم ما تحققه هذه العقود للمشغلين وما يدفعهم إلى اللجوء إليها‪ ،‬هو عدم خضوعهم وعدم تحملهم‬
‫بااللتزامات التي يفرضها قانون الشغل فيما يتعلق بتسريحهم لإلجراء القارين‪ ،‬كما تمكنهم من الحصول‬
‫على يد عاملة كافية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬عقد الشغل غير محدد المدة ‪:‬‬

‫خارج الحاالت المحصورة لعقد الشغل محدد المدة يمكن القول بأن باقي العقود تظل غير محددة‬
‫المدة‪ ،‬وهو ما يستفاد بالفعل من نص الفقرة ‪ 2‬من م ‪ 16‬عندما قضت "يمكن إبرام عقد الشغل محدد المدة‬
‫في الحاالت التي ال يمكن فيها أن تكون عالقة شغل غير محددة المدة"‬

‫ومفاد ذلك أن األصل في عقود الشغل هو عقد الشغل غير محدد المدة وكيفما كان الحال فيمكن أن‬
‫نتصور بعض حاالت وصور عقد الشغل غير محدد المدة من خالل مقابلته بحاالت عقد الشغل محدد‬
‫المدة‪.‬‬

‫‪ -‬عقد الشغل لم تحدد مدته باتفاق الطرفين‪.‬‬


‫‪ -‬عقد شغل لم يرتبط بانجاز عمل معين‪.‬‬
‫‪ -‬عقد شغل ليس له طابع موسمي‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫يمكن الرجوع إلى باقي الحاالت في المادة ‪ 32‬من مدونة الشغل‬
‫‪69‬‬
‫يمكن الرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 17‬من مدونة الشغل‬
‫‪70‬‬
‫صبال كوثر عبد القادر بوركبي دروس في القانون اإلجتماعي السنة ‪ 2018/2017‬ص ‪109‬‬

‫‪31‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫‪ -‬عقد شغل اشتغل في إطاره األجير ألكثر من سنة‪.‬‬


‫‪ -‬عقد الشغل محدد المدة بسنة وانتهت واستمر األجير في عمله‪.‬‬
‫‪ -‬عقد التدريج المهني بعد انقضاء ‪ 18‬شهر دون إنهائه‪.‬‬
‫‪ -‬تم حينها يجدد فقد المحدد المدة في كال القطاعين واستمر بعد السنتين‪.71‬‬
‫وهنا ما ينبغي اإلشارة إليه في ظل المادة ‪ 17‬أن عقد الشغل المحدد المدة المبرم لمدة سنة والمجدد‬
‫مرة أخرى وكذا العقد المبرم لمدة سنة ولم يجدد مع استمراره قائما‪ ،‬يتحول العقد في هاتين الحالتين إلى‬
‫عقد شغل غير محدد المدة نفسه يخص القطاعات الفالحية حيث أنه حين تجاوز عقد الشغل المحدد المدة ‪6‬‬
‫أشهر دون أن يجدد واستمر قائما وكذا حينما يجدد هذا العقد لمرات على أن ال يتجاوز سنتين ومع ذلك‬
‫ظل قائما فهنا يتحول هذا العقد إلى عقد شغل غير محدد المدة‪.72‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫هذا فيما يخص أنواع عقد الشغل فماذا عن إثباته؟‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إثبات عقد الشغل‪.‬‬

‫إذا كانت القاعدة األصلية في عقد الشغل بالمغرب هي اعتباره من العقود الرضائية التي ال تتطلب‬
‫شكال معينا العتباره صحيحا مع ذلك نص المشرع من خالل المادة ‪ 15‬من مدونة الشغل‪ 73‬على أنه في‬
‫حالة إبرام عقد الشغل كتابة وجب تحريره في نظيرين موقع على صحة إمضائهم من قبل الجهات‬
‫المختصة ويحتفظ األجير بأحد النظيرين‪ ،‬وإذا كان عقد الشغل مكتوبا فإن إثباته يكون ميسرا على طرفيه‬
‫(أوال) وفي غياب الكتابة يصعب أحيانا تحقيق ذلك‪ ،‬إال أن المشرع ألزم المشغل بتسليم بعض الوثائق‬
‫ألجرائه كتلك المنصوص عليها في المواد ‪ 23‬و‪ 371‬و‪ 72‬من مدونة الشغل المغربية إلثبات عالقة العمل‬
‫أو مدتها‪ ،‬وإذا صعب على أحد الطرفين وخاصة منهما األجير فإن حرية اإلثبات هي األصل حيث يمكن‬
‫االعتماد على جميع وسائل اإلثبات طبقا للفقرة األولى ‪ 18‬من مدونة الشغل (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬عقد الشغل الكتابي‪.‬‬

‫تعتبر الكتابة في عقد الشغل بمثابة ضمان ألجير في إطار هذه العالقة‪ ،‬حيث تسمح له بمعرفة‬
‫العديد من المقتضيات التي تؤطر عمله كأجر ومنصب الشغل‪ ،...‬وبالتالي يمكن إثباته بسهولة على عكس‬
‫عقد الشغل الشفوي‪ ،‬ومن جهة أخرى يطرح السؤال هل يمكن للمشغل مثال في حالة وجود عالقة شغل‬
‫بينه وبين األجير نفي هذه العالقة بموجب شهادة الشهود في حين أن األجير له ما يثبت هذه العالقة بحجة‬
‫كتابية ؟‬

‫‪71‬‬
‫محمد الشرقاني‪ ،‬عالقات الشغل بين التشريع الشغل ومشروع مدونة الشغل‪ ،‬دار القلم ‪ 12‬شارع النور – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪72‬‬
‫المادة ‪ 17‬من مدونة الشغل‬
‫‪73‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪ 2013/12/08‬الصفحة ‪3969‬‬

‫‪32‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫يوجد قرار عدد ‪ 365‬الصادرة عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى سابقا ومحكمة النقض حاليا‬
‫بتاريخ ‪ 4‬أبريل ‪ 742001‬على أن "‪ ...‬حجة الكتابة )شهادة العمل( مقدمة على شهادة الشهود في إثبات‬
‫استمرار األجيرة في العمل بعد ا نقطاعها‪ ،"...‬والحالة هذه ال يمكن إثبات العقد الكتابي إال بالكتابة وذلك‬
‫تماشيا مع القاعدة التي تقول بأنه ال يث بث ما هو كتابي إال بالكتابة‪ ،‬وال يجوز إثبات عكس الثابت بدوره إال‬
‫بدليل آخر كتابي‪ ،‬وهكذا نجد قرار آخر لمحكمة النقض عدد ‪ 654‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬أبريل ‪ 2013‬في‬
‫المادة االجتماعية عدد ‪ 2012/5/2‬على أن "‪ ...‬أوراق األداء األجر التي أدلت بها الطالبة تفيد صفتها‬
‫كأجيرة موسمية وتعتبر حجة كتابية عليها ال يمكن دحضها إال بحجة مماثلة‪75،"...‬ومن جهة ثانية برزت‬
‫عقود الشغل التي تبرم بوسائل حديثة‪ ،‬حيث إذا كان عقد الشغل الكتابي ال يعرف صعوبة كبيرة في إثباته‪،‬‬
‫فكيف هو األمر مع وضعية عقود الشغل التي تبرم بوسائل حديثة ؟‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫بالرجوع إلى مدونة الشغل نجد أن المشرع المغربي لم يحدد طرق إثبات بل جعلها ممكنة بكافة‬
‫وسائل اإلثبات حيث نصت المادة ‪ 18‬من مدون الشغل في الفقرة األولى "يمكن إثبات عقد شغل بجميع‬
‫‪76‬‬
‫نجد أن أهم مستجدات هذا القانون هو المعادلة بين‬ ‫وسائل اإلثبات"‪ ،‬وبالرجوع إلى قانون ‪53.05‬‬
‫الوثائق المحررة على الورق وتلك المعدة على دعامة الكترونية‪ ،‬ولم يعرف المشرع المغربي المحرر‬
‫االلكتروني بل اكتفى فقط بالتنصيص على قبولها كوسيلة إثبات متى توافرت فيها الشروط المنصوص‬
‫عليها ويمكن تحديد هذه الشروط في التعرف بصفة قانونية على الشخص الذي صدرت عنه والشرط‬
‫الثاني ضمان تمامية المحرر االلكتروني‪ ،‬وفي قرار لمحكمة النقض المغربية عدد ‪ 1676‬بتاريخ ‪26‬‬
‫دجنبر ‪ 2013‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 1628‬بتاريخ ‪ 2012/2/5‬حيث جاء فيه "‪ ...‬مطالبة األجيرة‬
‫بالعمولة المحددة بالعقد االلكتروني هي أكبر دليل على قبولها ما دام أن العقد االلكتروني ال يعدو أن يكون‬
‫‪77‬‬
‫عقدا عاديا ال يختلف عنه إال في الطريقة التي ينعقد بها‪"...‬‬
‫‪78‬‬
‫رئيس غرفة بمحكمة النقض تعليقا على نفس القرار "‪ ...‬مطالبة‬ ‫يرى أستاذ المصطفى مستعيد‬
‫األجيرة بحقها من العمولة موضوع الرسالة االلكترونية وفق الشروط الواردة فيها مادام اإليجاب قائما ولم‬
‫يتم سحبه‪ ،‬هو أكبر دليل على قبولها ويكون منسجما مع القانون المنظم للعقد االلكتروني وفق مقتضيات‬
‫الباب األول المكرر من ق‪.‬ل‪.‬ع‪"...‬‬

‫‪74‬‬
‫)‪(2018/10/29 /12 :00AM‬ملف‪-‬األسبوع‪-‬قانون‪-‬الشغل‪-‬إثبات‪-‬عقد‪-‬الش‪www.choiletentreprise.com/‬‬
‫‪75‬‬
‫‪/‬إثبات‪-‬طبيعة‪-‬عقد‪-‬الشغل‪Social maroc.net/glorsmu/‬‬ ‫)‪(2018/10/01 /11 :00 AM‬‬
‫‪76‬‬
‫الجريدة الرسمية ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪ 2007‬الصفحة ‪3879‬‬
‫‪77‬‬
‫)‪-a5413.html (2018/10/27 /12:00 AM‬محكمة‪-‬عقد‪-‬الشغل‪-‬االلكتروني‪-‬ملزم‪-‬لألطراف‪-‬ماداد‪-‬العقد‪www.marocdroit.com/‬‬
‫‪78‬‬
‫المصطفى مستعيد‪ ،‬تعليق على قرار حول حجية العقد االلكتروني منشور في موقع‬
‫)‪(2018/10/28/ 12:44 AM‬تعليق‪-‬على‪-‬قرار‪-‬حول‪-‬حجية‪-‬العقد‪-‬االلكتروني‪www.sejdm.com/article-etudes/78-‬‬

‫‪33‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ثانيا ‪ :‬عقد الشغل الشفوي‬

‫في غياب عقد الشغل الكتابي‪ ،‬سمح المشرع المغربي بإثبات عالقة الشغل بكافة وسائل اإلثبات‪،79‬‬
‫وبذل ك يعطي لألجير الحق في إثبات عالقة الشغل بينه وبين المشغل بوسائل خاصة نص عليها المشرع‬
‫في مدونة الشغل وهي عديدة لكننا سنكتفي باإلشارة إلى بعضها ‪:‬‬

‫بطاقة الشغل ‪ :‬ألزمت المادة ‪ 23‬من مدون الشغل المغربية الفقرة الثالثة بأن يسلم األجير بطاقة‬
‫شغل تتضمن مجموعة من ال بيانات وقد رتب المشرع المغربي غرامة على المشغل عند عدم تسليمه‬
‫لبطاقة الشغل‪ ،‬ومن جهة ثانية في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 23‬أقرت على ضرورة التزام المشغل بتعديل‬
‫بطاقة الشغل كلما طرأ تغيير في الصفة المهنية لألجير‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ورقة األداء ‪ :‬حسب مقتضيات المادة ‪ 370‬يجب على كل مشغل أن يسلم عماله ومستخدميه‬
‫ومتدربيه وقت أداء األجر وثيقة تث بث هذا األداء تسمى ورقة األداء وأن يضمنها بالبيانات التي تحددها‬
‫السلطة الحكومة المكلفة بالتشغيل‪ ،‬وهذا كله ليتأتى لألجير أو مفتش الشغل مراقبة ما نصت بورقة األداء‬
‫من المبالغ وكذا مختلف المنافع التي يستحقها األجير‪.‬‬

‫وتدعيما للمقتضيات المنظمة للورقة األداء بنص المشرع المغربي في حالة عدم تسليم األجراء‬
‫ورقة األداء أو عدم تضمينها بالبيانات المحددة من لدن السلطة الحكومية المكلفة بالتشغيل يعاقب المشغل‬
‫بغرامة‪.‬‬

‫شهادة الشغل ‪ :‬تنص المادة ‪ 72‬من مدونة الشغل على المشغل عند انتهاء عقد الشغل بينه وبين‬
‫األجير أن يسلم األخير شهادة الشغل داخل أجل القانوني ال يتعدى ‪ 8‬أيام‪ ،‬تحت طائلة التعويض‪.‬‬

‫وصل صافي الحساب ‪ :‬عرفته المادة ‪ 73‬في الفقرة األولى "هو التوصيل الذي يسلمه األجير‬
‫للمشغل‪ ،‬عند إنهاء العقد ألي سبب كان‪ ،‬وذلك قصد تصفية كل األداءات تجاهه‪"...‬‬

‫مقرر الفصل‪ :‬يقصد به الرسالة التي يوجهها المشغل لألجير والتي يخبره عن طريقها بأنه قد قام‬
‫بفصله عن العمل ومن المنطقي أن هذا اإلخبار هو بمثابة اعتراف على قيام عالقة الشغل‪.‬‬

‫إن سماح المشرع المغربي بإثبات عالقة الشغل في غياب عقد الشغل كتابي بكافة وسائل اإلثبات‪،‬‬
‫يعطي إمكانية اللجوء الى الوسائل الواردة في ظهير االلتزامات والعقود وقانون المسطرة المدنية‪ 80‬إلى‬
‫جانب وسائل اإلثبات الخاصة التي سبق وأن نقشنا بعضها‪ ،‬والتي نص عليها المشرع في مدونة الشغل‪،‬‬

‫‪79‬‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 18‬من مدونة الشغل‬
‫‪80‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3230‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،.1974‬ص ‪.2741‬‬

‫‪34‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫ومن أمثلة وسائل لإلثبات العقد الشفوي وفق القانون المدني الموضوعي واإلجرائي لدينا ‪ :‬اإلقرار –‬
‫شهادة الشهود – الخبرة‪ ...‬وذلك على سبيل المثال من طرفنا ال على سبيل الحصر‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪35‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫صفوة القول نالحظ أن المشرع المغربي سعى إلى تحقيق التوازن بين أطراف العالقة الشغلية‬
‫وقام بخطوة حسنة من خالل التنصيص على عدة مؤسسات للتكوين المهني بمختلف أصنافها‬
‫وتنظيمها‪،‬غير أننا ندعوه إلى بدل مجهود اكبر وذلك عن طريق تأهيل هذه المؤسسات بما يتوافق‬
‫ومتطلبات سوق الشغل‪.‬‬

‫كما ندعوه إلى ذكر الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 17‬مع الحاالت النصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 16‬لكي ال يقع تضارب في األحكام القضائية‪.‬‬

‫وبما أن لمندوبي األجراء دورا مهما دخل المقاولة فإننا نقترح اشراكهم في إثبات العالقة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الشغلية‪،‬وبذلك فتحقيق التوازن بين أطراف العالقة الشغلية (قبل وعند إبرام عقد الشغل)ال يقتصر على‬
‫الدور الذي يقوم به المشرع فقط‪،‬بل إن تحقيق هذا التوازن يقتضي أن يكون أطراف هذه العالقة علي‬
‫وعي بمقتضياتها‪.‬‬

‫فاألجير يجب عليه أن يعي الدور الذي تقوم به المؤسسة التي يعمل بها ويضمن استمراريتها‪،‬‬
‫ألنها على ألقل تحقق المصلحة العامة‪ ،‬ومن جهة أخرى يجب على المشغل الحفاظ عل الحقوق الممنوحة‬
‫لألجير ويقدر مجهوده‪ ،‬و أن يعي بأنه طاقة اليمكن اإلستغناء عنها لستمرارية المقاولة‪،‬وذك حتي يمكن‬
‫تنفيذ عقد الشغل‪.‬‬

‫األمر الذي يجعلنا نتسائل عن كيفية تنفيذ عقد الشغل؟‬

‫‪36‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫الئحة المراجع‬

‫كتب ‪:‬‬
‫‪ ‬علوي ظاهري سيدي محمد‪ ،‬محاضرات في قانون الشغل‪ ،2015 ،‬فاس‪.‬‬
‫‪ ‬محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون الشغل بالمغرب‪ ،‬في ضوء مدونة الشغل عالقة الشغل بالمغرب‪ ،‬يناير‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ ‬سناء الترابي‪ ،‬محاضرات في قانون الشغل‪.‬الدار البيضاء‪2017/2016 ،‬‬
‫‪ ‬محمد منعزل محاضرات في قانون الشغل‪ ،‬أكادير‪ ،‬طبعة ‪.2006‬‬
‫‪ ‬صباح كوثر عبد القادر بوركبي دروس في القانون اإلجتماعي السنة ‪.2018/2017‬‬
‫‪ ‬محمد الشرقاني‪ ،‬عالقات الشغل بين التشريع الشغل ومشروع مدونة الشغل‪ ،‬دار القلم ‪ 12‬شارع‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫النور – الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬


‫‪ ‬شق من محاضرة األستاذ محمد الشرقاوي ( أنواع عقود الشغل)‬
‫الرسائل ‪:‬‬
‫‪ ‬ركن الدين عبد الغاني‪" ،‬التنظيم القانوني الختراعات األجراء"‪ ،‬رسالة لنيل ماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬المحمدية ‪.2011-2010‬‬
‫‪ ‬سيدي أحد بوجالل‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام السياسة الحكومية في‬
‫ميدان التشغيل نموذج حكومة جطوا تحت إشراف الدكتور عبد هللا حداد السنة الجامعية‬
‫‪2008_2007‬‬
‫مقاالت ‪:‬‬
‫‪ ‬المصطفى مستعيد‪ ،‬تعليق على قرار حول حجية العقد االلكتروني منشور في موقع‬
‫تعليق‪-‬على‪-‬قرار‪-‬حول‪-‬حجية‪-‬العقد‪-‬االلكتروني‪www.sejdm.com/article-etudes/78-‬‬
‫القرارات ‪:‬‬
‫‪ ‬قرار الغرفة المدنية بالمجلس األعلى رقم ‪ 568‬بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1992‬في الملف االجتماعي‬
‫عدد ‪ 89/10/58‬منشور بمجلة المحاكم المغربية العدد ‪ 1993 ،67‬ص ‪ 128‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.04.465‬صادر في ‪ 16‬من ذي القعدة ‪ 29( 1425‬ديسمبر ‪ )2004‬بتحديد الئحة‬
‫المقاوالت التي يمنع فيها تشغيل األحداث دون الثامنة عشر كمشخصين أو ممثلين في العروض‬
‫العمومية‪ ،‬دون إذن مكتوب (الملحق الصفحة ‪)233‬‬
‫‪ ‬قرار عدد‪1015‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 2009‬ملف إجتماعي عدد‪1474‬منشور بمجلة قررارت‬
‫المجلس األعلى المتخصصة الجزء‪7‬صفحة‪31‬‬
‫‪37‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫مواقع الكترونية ‪:‬‬


‫‪2018/10/29‬ملف‪-‬األسبوع‪-‬قانون‪-‬الشغل‪-‬إثبات‪-‬عقد‪-‬الش‪ www.choiletentreprise.com/‬‬
‫‪12 :00‬‬
‫‪/2018/10/11 :00‬إثبات‪-‬طبيعة‪-‬عقد‪-‬الشغل‪ Social maroc.net/glorsmu/‬‬
‫‪-‬محكمة‪-‬عقد‪-‬الشغل‪-‬االلكتروني‪-‬ملزم‪-‬لألطراف‪-‬ماداد‪-‬العقد‪ www.marocdroit.com/‬‬
‫‪a5413.html 2018/10/27 12:00‬‬
‫‪ ‬دائرة القضاء ‪www.adjd.gov.ae:‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪38‬‬
‫ميالد عقد الشغل‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 ..................................................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬حكامة سوق الشغل‪2 ..................................................................................:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التكوين المهني لألجير وتجربته‪3 ................................................................ :‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التكوين المهني لألجير‪3 ......................................................................... .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬فترة االختبار والتجربة‪10 ........................................................................ .‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تنظيم سوق الشغل ‪14 ............................................................................ .‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األجهزة والمؤسسات العمومية ‪15 ..............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قنوات التشغيل الخصوصية ‪16 ................................................................. .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة إبرام عقد الشغل ‪19 ............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد الشغل وبيان طبيعته وأركان تكوينه ‪19 .......................................... :‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف عقد الشغل‪19 ............................................................................ :‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد الشغل‪21 ...................................................................:‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أركان تكوين عقد الشغل‪22 ....................................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع عقد الشغل وطرق إثباته‪30 ................................................................ :‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬أهم أنواع عقد الشغل‪30 .......................................................................... :‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إثبات عقد الشغل‪32 ............................................................................... .‬‬

‫خاتمة‪36 .................................................................................................................... :‬‬

‫الئحة المراجع ‪37 ...........................................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪39 ...................................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬

You might also like