You are on page 1of 183

‫صاد‬ ‫ِ ِِ‬ ‫رِ َسالَة أ ْعدت لِنِيل دَ َرَجة الدُّ ْ‬

‫كتوراه في ْاْلقْت َ‬
‫‪The role of investment in sustainable development‬‬

‫)‪(Syria model‬‬

‫‪Search prepared to get a doctorate degree in economics‬‬

‫إِ ْعداد‪ :‬معتصم محمد إسماعيل‬

‫الْم ْشرِف الْمشَارِك‬ ‫اْلستاذ ا ْلم ْشرِف‬

‫كتور شادي بيطار‬


‫الدُّ ْ‬ ‫كتور موسى الغرير‬
‫الدُّ ْ‬

‫‪2015‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫أ‬
‫اإله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫إلى والدي رحمه هللا تعالى‬
‫محمد‬
‫إلى نور عيني أمي الغالية‬
‫حسنه‬
‫إلى حبيبتي ورفيقة دربي‬
‫مروى‬
‫إلى طفـلتي األميرة‬
‫آم‬

‫ب‬
‫شكر وتقدير‬

‫أتقدم بالشّكر الجزيل الى السيد‬


‫االستاذ الدّكتور موسى الغرير‬
‫الّذي كان دائما السّند والعون في كافّة المسائل العلميّة المتعلّقة‬
‫بالبحث جزاه هللا عنا كلّخير وأدام هللا بالصّحّة والعافية حياته‬
‫كما أتقدم بالشّكر والعرفـان الى السيد‬
‫الدّكتور شادي بيطار‬
‫الّذي لم يدّخر جهدا في تعليمي وإرشادي ومساعدتي في رسم مالمح‬
‫الرسالة له مني جزيل العرفـان والشّكر‬
‫ّ‬
‫الشّكر الى كلّ من اضاء بالعلم اغوار قـلبي‬
‫الباحث‬

‫ت‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫هيكل البحث‬

‫رقم الصفحة‬ ‫البيـــــان‬


‫ب‬ ‫األهداء‬
‫ت‬ ‫الشكر‬
‫ج‬ ‫هيكل البحث‬
‫ز‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫س‬ ‫أهمّية البحث‬
‫ّ‬
‫ش‬ ‫مشكلة البحث‬
‫ّ‬
‫ش‬ ‫أهداف البحث‬
‫ص‬ ‫متغيرات البحث‬
‫ّ‬
‫ص‬ ‫فرضيات البحث‬
‫ّ‬
‫ض‬ ‫منهجية البحث‬
‫ّ‬
‫ض‬ ‫حدود البحث‬
‫ض‬ ‫السابقة‬
‫الدراسات ّ‬
‫ّ‬
‫ف‬ ‫قائمة الجداول واألشكال‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسس النظرية المعاصرة لالستثمار‬

‫‪2‬‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫األول ‪ :‬االستثمار في الفكر‬
‫المبحث ّ‬
‫‪2‬‬ ‫االقتصادي الكالسيكي‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬االستثمار في الفكر‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬ ‫باالدخار‬
‫عالّقة االستثمار ّ‬ ‫‪-1-1‬‬

‫‪4‬‬ ‫تقسيم العمل و التراكم الرأسمالي‬ ‫‪-2-1‬‬

‫‪6‬‬ ‫االقتصادي الماركسي‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬االستثمار في الفكر‬
‫ّ‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1-2‬نظرية القيمة وفائض القيمة‬

‫‪7‬‬ ‫الرأسمالي واالستثمار‬


‫‪ -2-2‬الّتراكم ّ‬
‫ّ‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -3-2‬الفائض االقتصادي واالستثمار‬

‫‪9‬‬ ‫االقتصادي الكنزي‬ ‫‪ - 3‬االستثمار في الفكر‬


‫ّ‬
‫‪9‬‬ ‫باالدخار واالستهالك‬
‫‪ -1-3‬عالقة االستثمار ّ‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -4‬نظريات االستثمار الحديثة‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -1-4‬االستثمار في رأس المال البشرّي‬

‫‪13‬‬ ‫‪ -2-4‬االستثمار في البحث والتطوير‬

‫ج‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫‪15‬‬ ‫‪ -3-4‬االستثمار الحكومي ودورة األعمال‬


‫ّ‬
‫‪15‬‬ ‫األجنبية‬
‫ّ‬ ‫‪ -4-4‬نظريات االستثمارات‬

‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االستثمار ومحدداته‬

‫‪17‬‬ ‫اقتصاديات الّتنمية المستدامة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬انواع االستثمار و‬

‫‪18‬‬ ‫أسمالية ودورها في الّتنمية المستدامة‬


‫الر ّ‬ ‫السلع ّ‬
‫انواع ّ‬ ‫‪-1-1‬‬

‫‪18‬‬ ‫انواع السلع الرأسمالية‬ ‫‪-1-1-1‬‬

‫‪20‬‬ ‫محددات االستثمار‬


‫‪ّ -2‬‬
‫‪20‬‬ ‫اهمية الحافز االساسي لالستثمار‬
‫‪ -1-2‬العائد و ّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -2-2‬سعر الفائدة بين االقتراض والّتمويل ال ّذاتي‬
‫ّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -3-2‬التوقعات‬

‫‪22‬‬ ‫قدم الّتكنولوجي‬


‫‪ -4-2‬الّت ّ‬
‫ّ‬
‫‪22‬‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫‪ -5-2‬الفائض‬

‫‪22‬‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫السياسي و‬
‫‪ -6-2‬االستقرار ّ‬
‫ّ‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -7-2‬العمل‬

‫‪23‬‬ ‫الدخل القومي‪:‬‬


‫‪ّ -8-2‬‬
‫ّ‬
‫‪26‬‬ ‫المبحث ال ّثالث‪ :‬مصادر تمويل االستثمار‬

‫‪26‬‬ ‫اخلية لتمويل االستثمارات‬


‫الد ّ‬‫‪ -1‬المصادر ّ‬
‫‪26‬‬ ‫الضرائب‬ ‫‪-1-1‬‬

‫‪27‬‬ ‫الدين العام‬


‫ّ‬ ‫‪-2-1‬‬

‫‪27‬‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫الفائض‬ ‫‪-3-1‬‬

‫‪27‬‬ ‫المدخرات المحّلّية‬


‫ّ‬ ‫‪-4-1‬‬

‫‪28‬‬ ‫العجز المالي‬ ‫‪-5-1‬‬


‫ّ‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬مصادر الّتمويل الخارجي‬
‫ّ‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1-2‬االستثمار األجنبي المباشر ""‪FDI‬‬
‫ّ‬
‫‪30‬‬ ‫الخارجية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2-2‬المساعدات‬

‫‪30‬‬ ‫ولية‬
‫الد ّ‬
‫المؤسسات ّ‬
‫‪ -3-2‬االقتراض من البنوك و ّ‬
‫‪30‬‬ ‫معدل الّتبادل الّتجارّي‬
‫‪ّ -4-2‬‬

‫ح‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫‪32‬‬ ‫الرابع ‪ :‬االستثمار والّتنمية المستدامة‬


‫المبحث ّ‬
‫‪32‬‬ ‫المتجددة (ال ّطاقة الّنظيفة)‬
‫ّ‬ ‫طاقات‬
‫‪ -1‬االستثمار في ال ّ‬

‫‪33‬‬ ‫ووية‬
‫طاقة الّن ّ‬
‫‪ -1 -1‬االستثمار في ال ّ‬

‫‪35‬‬ ‫الزراعة من اجل االستدامة‪:‬‬


‫‪ -2‬االستثمار في ّ‬
‫‪37‬‬ ‫األول‬
‫خاتمة الفصل ّ‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل ال ّثاني الّتنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬

‫‪39‬‬ ‫وتطورها الفكري‬


‫ّ‬ ‫األول‪ :‬الّتنمية المستدامة‬
‫المبحث ّ‬
‫‪39‬‬ ‫وتطوره‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تاريخ الفكر الّتنمو ّي‬

‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬مفهوم الّتنمية المستدامة‬

‫‪42‬‬ ‫‪ -1-2‬المفهوم العلمي للّتنمية المستدامة‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -2-2‬تعريف الّتنمية المستدامة‪:‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ -3‬الّتنمية المستدامة والبيئة‪:‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪ -4‬أهداف الّتنمية المستدامة‪:‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪ -1-4‬أهداف الّتنمية المستدامة في المحيط الحيو ّي‪:‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪-2-4‬أهداف الّتنمية المستدامة في المحيط الّتكنولوجي‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪48‬‬ ‫‪ 3-4‬أهداف الّتنمية المستدامة في المحيط االجتماعي‬
‫ّ‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث ال ّثاني‪ :‬أبعاد الّتنمية المستدامة‬

‫‪52‬‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬األبعاد‬

‫‪53‬‬ ‫بيعية‬
‫ط ّ‬ ‫الفردي من الموارد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫حصة االستهالك‬
‫‪ّ -1-1‬‬
‫‪54‬‬ ‫الدخل‬
‫الحد من الّتفاوت في ّ‬
‫‪ّ -1-2‬‬
‫‪55‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬األبعاد‬

‫‪56‬‬ ‫الس ّكاني‬


‫مو ّ‬‫‪ -1-2‬الّن ّ‬
‫‪56‬‬ ‫أهمّية دور المرأة‬
‫‪ّ -2-2‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -3‬األبعاد البيئية‪:‬‬

‫‪57‬‬ ‫المائية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1-3‬المحافظة على الموارد‬

‫‪58‬‬ ‫‪ -2-3‬حماية المناخ من االحتباس الحراري‬

‫‪58‬‬ ‫‪ -4‬األبعاد التكنولوجية‪:‬‬

‫خ‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫‪59‬‬ ‫المحروقات واالحتباس الحراري‪:‬‬ ‫‪-1-4‬‬

‫‪60‬‬ ‫وعية لقياس الّتنمية المستدامة‬


‫الكمّية والّن ّ‬
‫المؤشرات ّ‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪60‬‬ ‫االقتصادية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬

‫‪62‬‬ ‫االجتماعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬‬

‫‪62‬‬ ‫الحد من الفقر‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-1-2‬‬

‫‪62‬‬ ‫معدل الجريمة‬


‫ّ‬ ‫‪-2-2‬‬

‫‪62‬‬ ‫معدل البطالة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-3-2‬‬

‫‪62‬‬ ‫العام والّتدريب‬


‫تعزيز الّتعليم والوعي ّ‬ ‫‪-4-2‬‬

‫‪62‬‬ ‫صحة اإلنسان وتعزيزها‬


‫‪-5-2‬حماية ّ‬
‫‪63‬‬ ‫المؤشرات البيئية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪63‬‬ ‫اعية‪:‬‬
‫الزر ّ‬
‫نصيب الفرد من األراضي ّ‬ ‫‪-1-3‬‬

‫‪63‬‬ ‫غير في مساحات الغابات واألراضي‬


‫الّت ّ‬ ‫‪-2-3‬‬

‫‪63‬‬ ‫التصحر‪:‬‬ ‫‪-3-3‬‬

‫‪64‬‬ ‫المؤشرات المؤسسية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-4‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪ -1-4‬الحصول على المعلومات‬

‫‪64‬‬ ‫عدد العلماء والمهندسين في مجال البحث العلمي‬ ‫‪-2-4‬‬


‫ّ‬
‫‪64‬‬ ‫اإلنفاق على البحث والّتطوير‬ ‫‪-3-4‬‬

‫‪65‬‬ ‫البشرية ودورها في تحقيق االستدامة‬


‫ّ‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬الّتنمية‬

‫‪65‬‬ ‫‪ -1-5‬المورد البشرّي و ّ‬


‫أهمّية المعرفة‬

‫‪68‬‬ ‫خاتمة الفصل ال ّثاني‬

‫‪69‬‬ ‫سورية‬
‫ّ‬ ‫الفصل ال ّثالث‪ :‬واقع االستثمار وانعكاسه على الّتنمية المستدامة في‬

‫‪70‬‬ ‫سورية خالل الفترة ما بين ‪ 1990‬إلى ‪2010‬‬


‫ّ‬ ‫العام في‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫تطور االستثمار‬
‫المبحث األول‪ّ :‬‬
‫‪71‬‬ ‫سورية بين ‪ 1990‬و‪2000‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬االستثمار في‬

‫‪75‬‬ ‫سورية بين ‪ 2001‬و ‪2010‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬االستثمار في‬

‫‪79‬‬ ‫مؤشرات الّتنمية المستدامة وتطورها في سورية‬


‫المبحث ال ّثاني ‪ّ :‬‬
‫‪79‬‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪ -1 -1‬نصيب الفرد من الّناتج المحّلي اإلجمالي ‪capita GDP Per‬‬


‫ّ‬

‫د‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫‪81‬‬ ‫الصادرات إلى الواردات‬


‫ّ‬ ‫‪-2-1‬‬

‫‪83‬‬ ‫الدين إلى الّناتج المحّلي‬


‫ّ‬ ‫‪-3-1‬‬
‫ّ‬
‫‪83‬‬ ‫تكوين رأس المال ال ّثابت كنسبة من الّناتج المحّلي‬ ‫‪-4-1‬‬
‫ّ‬
‫‪83‬‬ ‫طاقة‬
‫استهال ك ال ّ‬
‫ّ‬ ‫نصيب الفرد من‬ ‫‪-5-1‬‬

‫‪84‬‬ ‫المساعدات التنموية كنسبة من الناتج المحلي‬ ‫‪-6-1‬‬

‫‪85‬‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫معدل الّن ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-7-1‬‬

‫‪86‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات الّتنمية‬
‫‪ّ -2‬‬
‫‪87‬‬ ‫الس ّكاني‬
‫مو ّ‬‫معدل البطالة والّن ّ‬
‫‪ّ -1-2‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪ -2-2‬العمر المتوّقع عند الوالدة‬

‫‪89‬‬ ‫معدل االلتحاق بالّتعليم ال ّثانو ّي‬


‫‪ّ -3-2‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪-4-2‬معدل الجريمة‬

‫‪90‬‬ ‫‪ -3‬مؤشرات الّتنمية البيئية والمؤسساتية‬

‫‪90‬‬ ‫‪ -1-3‬مؤشرات الّتنمية البيئية‬

‫‪92‬‬ ‫مؤشرات الّتنمية المؤسساتية‬


‫ّ‬ ‫‪-2-3‬‬

‫‪95‬‬ ‫نموية خالل الفترة ( ‪) 2013 - 2010‬‬


‫المبحث ال ّثالث‪ :‬واقع االستثمار وانعكاساته الّت ّ‬
‫‪95‬‬ ‫مؤشرات‬
‫سورية خالل الفترة ما بين ‪ 2013 - 2010‬وانعكاسات على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تراجع االستثمارات في‬
‫الّتنمية‬
‫‪97‬‬ ‫مؤشرات الّتنمية‬
‫‪ -2‬انعكاسات تراجع االستثمار خالل ( ‪ ) 2013 - 2010‬على بعض ّ‬
‫‪97‬‬ ‫حدة الفقر‬
‫‪ -1-2‬اشتداد ّ‬
‫‪98‬‬ ‫الس ّكان العاملين‬
‫‪ -2-2‬نسبة ّ‬
‫‪99‬‬ ‫معدل االلتحاق بالّتعليم االساسي‬
‫‪ّ -3-2‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -4-2‬النظام الصحي‬

‫‪102‬‬ ‫سورية‬
‫ّ‬ ‫مؤش ار ت الّتنمية المستدامة في‬
‫الكمّية لالستثمارات على ّ‬
‫الرابع‪ :‬تحليل العالّقة ّ‬
‫الفصل ّ‬
‫‪103‬‬ ‫للمؤشرات المّتبعة في قياس الّتنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬تحليل الّنتائج‬
‫المبحث ّ‬
‫‪103‬‬ ‫المركبة‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬

‫‪103‬‬ ‫المكونة للّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫للمؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬مراحل إجراء الّتحليل العاملي‬
‫ّ‬
‫‪105‬‬ ‫المبحث ال ّثاني‪ :‬عوامل الّتنمية المستدامة نتائج الّتحليل العاملي‬
‫ّ‬
‫‪105‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬عامل الّتنمية‬

‫ذ‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫‪108‬‬ ‫‪ -2‬عامل الّتنمية البيئية‬

‫‪110‬‬ ‫‪ -3‬عامل الّتنمية المؤسساتية‬

‫‪111‬‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬عامل الّتنمية‬

‫‪114‬‬ ‫خامساً‪ :‬عامل الّتنمية المستدامة‬

‫‪116‬‬ ‫المكونة للّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫المبحث ال ّثالث‪:‬اختبار عالّقات االرتباط بين العوامل‬

‫‪116‬‬ ‫الداخلي‬ ‫الصدق‬


‫‪ -1‬اختبار ّ‬
‫ّ ّ‬
‫‪117‬‬ ‫الدراسة‬
‫فرضيات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬اختبار‬

‫‪131‬‬ ‫االستنتاجات والمقترحات‬


‫‪136‬‬ ‫العربية‬
‫ّ‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪139‬‬ ‫األجنبية‬
‫ّ‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪146‬‬ ‫المالحق‬

‫ر‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫مقدّمة‪:‬‬

‫الدولي منذ التّسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬حيث‬ ‫أصبح للتّنمية المستدامة مكانة بارزة على المستوى‬
‫ّ ّ‬
‫أهم متطّلبات الحكومات واعتبرت مطلبا أساسيا لتحقيق التّوزيع العادل لعوائد التّنمية والثّروة‬
‫غدت من ّ‬
‫خاصة لتعزيز‬‫بين أجيال الحاضر والمستقبل‪ ،‬وهذا ما زاد من أهميتها لدرجة تأسيس هيئات مستقلّة ّ‬
‫اجتماعية وحتّى المؤسساتية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية أو‬
‫ّ‬ ‫التّنمية المستدامة من جميع الجوانب سواء كانت بيئية أو‬
‫أكد تقرير التّنمية‬
‫المعنية توحيد المفاهيم وبذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات‬
‫ونتيجة التّساع هذا المفهوم كان لزاما على ال ّ‬
‫أن التّنمية المستدامة تسعى إلى التّأكيد على عدم إلحاق‬
‫الصادر عام ‪ 1995‬على ّ‬‫اإلنسانية العالمي ّ‬
‫ّ‬
‫بيعية وتلويث البيئة أو بسبب الّديون ّ‬
‫العامة‬ ‫ط ّ‬‫الضرر باألجيال القادمة سواء بسبب استنزاف الموارد ال ّ‬
‫ّ‬
‫مما يخلق ظروفا‬
‫الّلحقة أو بسبب عدم االكتراث بتنمية الموارد البشرّية ّ‬
‫تتحمل أعباءها األجيال ّ‬
‫اّلتي ّ‬
‫الدولي‬ ‫تم تعريف التّنمية المستدامة من قبل البنك‬‫صعبة في المستقبل نتيجة خيارات الحاضر‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ ّ‬
‫تلبي احتياجات الحاضر دون المساومة على قدرة األجيال القادمة على تلبية‬ ‫بأنها التّنمية اّلتي ّ‬
‫" ّ‬
‫اآلليات لتحقيق هذه التّنمية من خّلل تنويع‬
‫الدول مجموعة من ّ‬ ‫تبنت ّ‬‫احتياجاتها" ومن هنا فقد ّ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫الدورة‬
‫الدخل وتعزيز االستثمار المحّل ّي اّلذي يساعد في بقاء اإليرادات داخل ّ‬ ‫مصادر ّ‬
‫أسمالية باإلضافة لجذب االستثمار األجنبي عبر تذليل عوائقه ليساهم‬ ‫واعادة توظيفها في مشاريع ر ّ‬
‫ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي‪.‬‬
‫بشكل غير مباشر في تنمية الفرد وزيادة نسبة التّوطين وبالتّالي زيادة ّ‬
‫ّ‬
‫عدد عوائقه‬
‫أن ضعف بيئة االستثمار المحّل ّي وت ّ‬
‫توصلت الى ّ‬
‫الدراسات ّ‬‫أن العديد من ّ‬ ‫والجدير ذكره ّ‬
‫فإن‬
‫كان سببا رئيسيا لهجرة األموال في فترة من الفترات‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة نسبة البطالة‪ ،‬لذلك ّ‬
‫األجنبية سيكون له انعكاسات إيجابية على التّنمية‬
‫ّ‬ ‫تذليل العقبات أمام االستثمارات سواء المحّلّية أو‬
‫بمؤشراتها‪.‬‬
‫االجتماعية والبيئية عن طريق التّأثير ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫المستدامة بأبعادها‬

‫مو القتصادها‬ ‫الن ّ‬


‫النامية اّلتي تسعى جاهدة لتأمين ّ‬ ‫أهمّية التّنمية المستدامة في البلدان ّ‬
‫وتتعاظم ّ‬
‫تحديات‬
‫حد سواء‪ ،‬وتعتبر سورّية واحدة من تلك البلدان اّلتي تعاني من ّ‬ ‫الرفاهية لمجتمعها على ّ‬‫وّ‬
‫المعنيين االهتمام‬
‫ّ‬ ‫حديات البيئية‪ ،‬وبالتّالي كان لزاما على‬‫اجتماعية إلى جانب التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫عديدة‬
‫إنتاجية مجمل عوامل اإلنتاج‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي وزيادة‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أهم عوامل تحقيق ّ‬ ‫يعد من ّ‬‫ألنه ّ‬
‫باالستثمار ّ‬
‫طلب الكّلي‬
‫الدخول من خّلل التّوظيف وخلق فرص عمل جديدة وزيادة في ال ّ‬ ‫وتقليل التّفاوت في ّ‬
‫ّ‬
‫وبالتّالي زيادة اإلنتاج وقدرة أكبر على التّصدير وتدعيم ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫ز‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫الصادرات واحّلل‬
‫مع التّركيز على ضرورة تشجيع االستثمار في المشروعات اّلتي تعمل على ترقية ّ‬
‫اتيجية كبرى في مجال األمن الغذائي وال ّ‬
‫طاقة ومحاربة‬ ‫الواردات من خّلل توطين مشروعات إستر ّ‬
‫الدراسة الى تحليل واقع‬
‫الفقر والبطالة في المدن األقل حظا في االستثمار والتّنمية‪ ،‬وتهدف ّ‬
‫االستثمارات في سورّية ودراسة دور هذه االستثمارات في تحقيق أهداف التّنمية المستدامة باستخدام‬
‫السورّية ما بين عامي ‪ 1990‬وعام ‪،2010‬‬ ‫العاملي لبيانات الجمهورّية العر ّبية ّ‬ ‫أسلوب التّحليل‬
‫ّ‬
‫الدراسة إلى وجود دور مه ّم لّلستثمارات في وصول المجتمع إلى تحقيق أهداف التّنمية‬‫وتوصلت ّ‬‫ّ‬
‫ووية اّلتي تعتبر طاقة المستقبل عن طريق استثمارات‬ ‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬ ‫المستدامة من خّلل االستثمار في ال ّ‬
‫طاقة ال ّذ ّرّية باإلضافة إلى استثمار زراعي كبير من حيث‬
‫ّ‬ ‫تكون تحت إشراف الهيئة ّ‬
‫الدولّية لل ّ‬ ‫إقليمية ّ‬
‫اعية‪ ،‬ويمكن أن‬‫الزر ّ‬
‫نوعية المنتجات ّ‬
‫الحيوية في تحسين ّ‬‫ّ‬ ‫وعية واالستفادة من التّكنولوجيا‬
‫الن ّ‬
‫الكمّية و ّ‬
‫ّ‬
‫مية اّلتي‬
‫الرق ّ‬
‫طابعات ّ‬ ‫قمية الحديثة مثل ال ّ‬
‫الر ّ‬
‫نوعية في مجال استخدام التّكنولوجيا ّ‬‫الدولة قفزات ّ‬ ‫تحّقق ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫مما سبق في تحسين ّ‬ ‫تغير شكل وطبيعة اإلنتاج في المستقبل‪ ،‬ومن خّلل االستفادة ّ‬ ‫سوف ّ‬
‫نوعية الحياة تزداد أهمية التّعليم والتّدريب وتنمية الموارد البشرّية لمواكبة هذا‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي وتحسين‬
‫ّ‬
‫اقتصاديات المعرفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتطورة من أجل مواكبة عصر‬ ‫ّ‬ ‫الجيل الجديد من التّكنولوجيا‬

‫أهميّة البحث‪:‬‬
‫ّ‬
‫النقاط التّالية‪:‬‬
‫أهمّية البحث في ّ‬
‫تتجّلى ّ‬
‫النظرّية‪ :‬رفد الباحثين بمرجع إضافي عن أهمية دور االستثمار في دعم وتقوية وتحقيقق‬
‫األهمّية ّ‬
‫ّ‬ ‫أوال‪:‬‬
‫السورّية‪.‬‬
‫الوطني في الجمهورّية العر ّبية ّ‬ ‫التّنمية المستدامة لّلقتصاد‬
‫ّ‬
‫طبيقية‪:‬‬
‫األهمّية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫تم في الواقع في تحقيق التّنمية المستدامة‬‫المهتمين بدور االستثمار كما ّ‬


‫‪ -1‬تعريف الباحثين و ّ‬
‫قادية اّلتقي تمقر بهقا سقورّية مقن ارتفقاع‬
‫المشكّلت االقتص ّ‬
‫ّ‬ ‫حل‬
‫عرف على دور االستثمار في ّ‬
‫‪ -2‬التّ ّ‬
‫ائية للمواطنين‪.‬‬
‫الشر ّ‬
‫معدل البطالة وازدياد الفقر وانخفاض القدرة ّ‬ ‫ّ‬
‫عرف على دور االسقتثمار فقي دفقع عجلقة التّنميقة فقي المجتمقع بمقا يقوّفره مقن زيقادة اإلنتقاج‬ ‫‪ -3‬التّ ّ‬
‫وتحسققين مسققتوى الق ّقدخول وبالتّققالي ّ‬
‫تحسققين‬ ‫ّ‬ ‫قؤدي إلققى زيققادة الق ّقدخل القققومي‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجيققة اّلتققي تق ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫مستوى معيشة المواطنين‪.‬‬
‫النامية ومنها سورّية اّلتي عليها االهتمام أكثقر بتشقجيع وترقيقة أدوات‬ ‫أهمّية االستثمار للبلدان ّ‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫االسق ققتثمار األكثق ققر موائمق ققة ونفعق ققا لهق ققذه المجتمعق ققات مق ققن خق ققّلل التّحسق ققين مق ققن كفق ققاءة هق ققذه‬

‫س‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫االستثمارات بقصد تعظيم العوائد المحّققة بإتباع طقرق تضقمن زيقادة ّ‬


‫االدخقار لقدى المقواطنين‬
‫المدخرات نحو مجاالت االستثمارات المختلفة واختيار األدوات اّلتي تساهم في‬
‫ثم توجيه ّ‬
‫ومن ّ‬
‫حقيقية لّلقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خلق قيمة مضافة‬
‫ّ‬

‫كلة البحث‪:‬‬
‫مش ّ‬

‫تكمن مشكلة البحث في عدم التّوافق بين أهداف التّنمية المستدامة واالسقتثما ارت المتاحقة لتحقيقق هقذه‬
‫األهقداف فالتّنميققة المسققتدامة هققدف أساسققي تسققعى إليققه جميققع البلققدان‪ ،‬لققذلك فالبحققث عققن المسققتلزمات‬
‫الضرورّية لتحقيق أهدافها ويعد االستثمار سقواء المحّلقي منقه أو األجنبقي دعامقة أساس ّقية مقن دعائمهقا‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفعالة في زيقادة‬
‫لما يساهم فيها من توفير فرص عمل وزيادة في دخل الفرد عدا عن المساهمة ّ‬ ‫وذلك ّ‬
‫االجتماعيقة والبيئيقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قادية و‬
‫كل مقن التّنميقة االقتص ّ‬
‫الناتج المحّل ّي واإلجمالي واّلذي ينعكس إيجابا على ّ‬
‫ّ‬
‫الرئيس ّقي التّقالي‪ :‬ما‬
‫قإن البحقث يحقاول الوصقول إلقى إجابقة واضقحة عقن التّسقاؤل ّ‬
‫ممقا تق ّقدم ف ّ‬
‫وانطّلقا ّ‬
‫ورية في تحقيق ال ّتنمية المستدامة؟‪.‬‬
‫الس ّ‬
‫العربية ّ‬
‫ّ‬ ‫الجمهورية‬
‫ّ‬ ‫هو دور االستثم رات في‬

‫عية واّلتي باإلجابة عنها يمكننا الوصول إلقى‬


‫ئيسي مجموعة من التّساؤالت الفر ّ‬ ‫ويتفرع عن التّساؤل الر‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الرئيسي وهي‪:‬‬ ‫إجابة عن التّساؤل‬
‫ّ ّ‬
‫السورّية ؟‬
‫االقتصادية في الجمهورّية العر ّبية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬هل يساهم تعزيز االستثمارات في تحقيق التّنمية‬
‫االجتماعي ققة اّلت ققي تعتب ققر جان ققب م ققن التّنمي ققة‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ه ققل لتط ققوير االس ققتثمار دور ف ققي تعزي ققز التّنمي ققة‬
‫المستدامة ؟‬
‫عملية التّنمية البيئية ؟‬
‫‪ -3‬هل يساهم زيادة وتوسع االستثمارات في سورّية في رفد ّ‬
‫وس ققع االس ققتثماري ف ققي رف ققد ّ‬
‫عملي ققة التّنمي ققة المؤسس ققاتية ف ققي الجمهورّي ققة العر ّبي ققة‬ ‫‪ -4‬ه ققل يس ققهم التّ ّ‬
‫السورّية؟‬
‫ّ‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫النقاط التّالية‪:‬‬
‫تتمثّل أهداف البحث في ّ‬
‫االجتماعية والبيئية وأهميته ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تحديد ودور االستثمار في تحقيق التّنمية‬
‫‪ -2‬تحليققل تطق ّقور االسققتثمارات فققي سققورّية مققن خققّلل خطققي التّنميققة مققن أجققل التّعق ّقرف علققى حجققم‬
‫مكانيققة التّغّلققب عليهققا والتّعق ّقرف علققى‬
‫وتوزيققع وكفققاءة االسققتثمارات والعقب قات اّلتققي واجهتهققا وا ّ‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة المختارة‪.‬‬
‫دورها في ّ‬

‫ش‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫متغيّرات البحث‬

‫المتغير التّابع‬
‫ّ‬ ‫المستقل‬
‫ّ‬ ‫المتغير‬
‫ّ‬

‫تنمية مستدامة‬

‫االستثمارات‬
‫تنمية اقتصادية‬

‫االستثمارات‬
‫المادية‬
‫تنمية اجتماعية‬

‫االستثمار في‬
‫تنمية بيئية‬
‫العنصر البشري‬

‫تنمية‬
‫الشكل رقم (أ)اعداد الب حث‬
‫مؤسساتية‬

‫فرضيّات البحث‪:‬‬

‫األساسية للموضوع عنوان‬


‫ّ‬ ‫نحدد الفرضيات‬‫لمعالجة القضايا المطروحة في البحث يجدر بنا أن ّ‬
‫البحث‪ ،‬لتكون منطلقا للبدء بمعالجة جوانب البحث واّلتي نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫معنوية بين االستثم رات سواء الم ّدّية منه أو‬


‫ّ‬ ‫الفرضية األولى‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫ّ‬
‫عية‪.‬‬
‫المعرفية وزي دة ال ّتنمية االجتم ّ‬
‫ّ‬
‫معنوية بين تعزيز االستثم ر وال ّتنمية البيئية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفرضية ال ّث نية‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫ّ‬
‫معنوية بين تعزيز االستثم ر وال ّتنمية المؤسس تية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفرضية ال ّث لثة‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫ّ‬
‫دية ‪.‬‬
‫معنوية بين االستثم رات وتحقيق ال ّتنمية االقتص ّ‬
‫ّ‬ ‫الرابعة‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫الفرضية ّ‬
‫ّ‬

‫ص‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫منهجيّة البحث‪:‬‬

‫العلمية المعروفة‪ ،‬حيث سنعتمد‬


‫ّ‬ ‫لمعالجة مواضيع البحث سنعتمد على المناهج المستعملة في البحوث‬
‫النظر ّي لّلستثمار والتّنمية المستدامة‬
‫على المنهج الوصفي والتّحليلي من خّلل تقديم اإلطار الفكري و ّ‬
‫الدراسة في سورّية‪.‬‬
‫تطور االستثمار خّلل فترة ّ‬
‫وتحليل ّ‬
‫كما سنعتمد المنهج االستقرائي من خّلل استعراض الواقع االستثماري في سورّية منذ ‪ 1990‬إلى‬
‫‪ 2011‬بما يساهم في إعطاء صورة واضحة عن الواقع االستثماري في سورّية‪.‬‬

‫الكمي المشتمل على أساليب القياس الحديثة (التّحليل العاملي) لتحديد دور‬ ‫كما سنعتمد التّحليلي‬
‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫االستثمار في التّنمية المستدامة في سورّية‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬

‫ممتدة من ‪ 1990‬إلى ‪2011‬م‪.‬‬


‫الدراسة الفترة ال ّ‬
‫زمنية ‪ :‬تشمل ّ‬
‫حدود ّ‬

‫السورّية‬
‫مكانية‪ :‬الجمهورّية العر ّبية ّ‬
‫ّ‬ ‫حدود‬

‫الدّراسات السّابقة العربية‪:‬‬

‫الزين‪ ،‬واقع وأف اق سياسة االستثمار في الجزائر جامعة الشلف‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ 2010 ،‬عدد ‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬من خّلل تبني مجموعة‬


‫ّ‬ ‫الدراسة إلى ضرورة تفعيل دور االستثمارات في التّنمية‬
‫هدفت ّ‬
‫من اإلجراءات الجاذبة لّلستثمار باإلضافة إلى تذليل العقوبات اّلتي تعيق االستثمار يأخذ دورة في‬
‫طموح بحيث‬‫بالرغم من جميع المغريات لّلستثمار فانه بقي دون ال ّ‬
‫الدراسة إلى انه ّ‬
‫وتوصلت ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‪،‬‬
‫مو في‬‫لم يقترب من مستوى االستفادة من الفرص االستثمارّية الهائلة مع تراجع واضح لمستوى ّ‬
‫الن ّ‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حصة كبيرة في الخطي‬
‫ناعي اّلتي كان من المفترض أن تنال ّ‬‫الص‬
‫القطاع ّ‬
‫ّ‬
‫غدير سعد الحمد‪ ،‬العالقة بين االستثمار العام واالستثمار الخاص ي إطار التنمية االقتصادية في‬
‫السعودية‪،‬رسالة ماجستير‪ 2004،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬السعودية‪.‬‬

‫االقتصادية وذلك‬
‫ّ‬ ‫الخاص وتأثيرها على التّنمية‬
‫العام و ّ‬
‫الدراسة إلى إيجاد العّلقة بين االستثمار ّ‬
‫هدفت ّ‬
‫الخاص باإلضافة‬
‫العام و ّ‬
‫كل من االستثمار ّ‬ ‫االقتصادي واّلتي تعتمد على ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫من خّلل تقدير داّلة ّ‬
‫الخاص في‬
‫العام و ّ‬
‫إن تأثير االستثمار ّ‬
‫النتائج التّالية‪ّ :‬‬
‫الدراسة إلى ّ‬
‫توصلت ّ‬
‫إلى عنصر العمل‪ ،‬وقد ّ‬

‫ض‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫النفطي يعتبر ضعيفا رّبما يعزى ذلك إلى ّ‬
‫أن الفائض‬ ‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي غير ّ‬
‫ّ‬
‫حتية واّلتي تعتبر استثمارات غير‬
‫أسمالية لتطوير البنية التّ ّ‬
‫المتوّلد عن التّصدير ينفق الستيراد سلع ر ّ‬
‫الخاص أكبر‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ونسبة االستثمار‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫مما يجعل االستثمار غير كافي لرفع أداء ّ‬
‫مجدي ّ‬
‫العام‬
‫معدل االنخفاض في نسبة االستثمار ّ‬
‫أن ّ‬ ‫السبب إلى ّ‬
‫النفطي ويعود ّ‬
‫العام غير ّ‬
‫منها لّلستثمار ّ‬
‫الخاص بنسبة أكبر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نمو االستثمار‬
‫الخاص وليس بسبب ّ‬
‫ّ‬ ‫أكبر منها في االستثمار‬

‫كل منهما‬
‫تكاملية يكمل ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاص وهي عّلقة‬
‫ّ‬ ‫العام‬
‫ّ‬ ‫وصل إلى عّلّقة بين القطاع‬ ‫من الممكن التّ ّ‬
‫اقتصادي أفضل ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األخر في الوصول إلى أداء‬

‫المسؤولية البيئية واالجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة ‪2007‬‬

‫دراسة ماجستير ل الطاهر خامرة جامعةرق اصدي مرباح ‪ ،‬وتوصل البحث الى النتائج التالية‬

‫االقتصادية إذا لم تتجاوز هذه األخيرة الحجم‬


‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫مقيدة لنشاط‬
‫التّنمية المستدامة ال تعتبر ّ‬
‫وقائية‬
‫ّ‬ ‫قابية‬
‫للسياسة البيئية هي أدوات ر ّ‬‫قليدية ّ‬
‫أن األدوات التّ ّ‬
‫الت ّلوث‪ ،‬كما ّ‬
‫المسموح به من ّ‬
‫لّلقتصاديات اّلتي تهدف لتحقيق التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬

‫مؤش ار مهما في‬


‫االقتصادية وباتت ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية مفروضة على‬
‫ّ‬ ‫أصبحت األبعاد البيئية و‬
‫االقتصادية تغيير في‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫توجب على‬
‫متغيرات التّنمية المستدامة لذا ّ‬
‫ومتغي ار مهما من ّ‬
‫ّ‬ ‫تنافسيتها‬
‫ولية كتطبيق‬ ‫الد ّ‬
‫االجتماعية وذلك بتطبيق المعايير ّ‬
‫ّ‬ ‫نمي إدارتها لصالح االعتبارات البيئية و‬
‫بالمسؤولية البيئية‬
‫ّ‬ ‫حيز االلتزام‬
‫يتركز في ّ‬
‫المؤسسات ّ‬‫ّ‬ ‫وجه الجديد للمنافسة بين‬
‫ألن التّ ّ‬
‫‪ّ ISO14000‬‬
‫االقتصادية غياب أداة‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية وأصبحت هذه األخيرة أداة لّلتّصال والتّسويق في‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫العملية والفكر‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية رغم محاوالت الممارسة‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية في‬
‫ّ‬ ‫للمسؤولية‬
‫ّ‬ ‫قياسية‬
‫ّ‬
‫المؤسسة من تكاليف في‬
‫ّ‬ ‫تتحمله‬
‫ّ‬ ‫المحاسبي في ذلك‪ ،‬وتبقى الوسيلة الوحيدة تعتمد على أساس ما‬
‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫سبيل ذلك باالعتماد على إعداد التّقرير البيئي واالجتماعي اّلذي يبرز مدى مساهمة‬
‫ّ‬
‫االقتصادية في تحقيق التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫آليات تشجيع وترقية االستثمار كأداة لتمويل التنمية االقتصادية لمنصوري الزين رسالة دكتوراه (‪)2005‬‬

‫االقتصادية في الجزائر ودراسة بعض‬


‫ّ‬ ‫آليات تشجيع االستثمارات وأثره على التّنمية‬
‫الدراسة ّ‬
‫تناولت ّ‬
‫مكونات المناخ االستثماري في الجزائر وبعض مشكّلت اّلتي تعرقل الوصول إلى ّ‬
‫تطور االستثمار‬ ‫ّ‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫ط‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫الدراسات السابقة االجنبية‪:‬‬

‫‪Should Countries Promote Foreign Direct Investment (Gordon H. Hanson) ideas,2001‬‬

‫األجنبيققة بعن قوان هققل ينبغققي علققى البلققدان تشققجيع االسققتثمار األجنبققي المباشققر جامعققة‬ ‫ّ‬ ‫د ارسققة بالّلغققة‬
‫ّ‬
‫العالميققة فققي تشققجيع االسققتثمار وضققرورة التّغّلققب علققى‬
‫ّ‬ ‫هارفققارد ‪ ،2001‬وتتحق ّقدث عققن بعققض التّجققارب‬
‫العملي ققة لتقي ققيم دور ه ققذه‬
‫ّ‬ ‫العالمي ققة للوص ققول إل ققى تنمي ققة ش ققاملة باإلض ققافة إل ققى اإلجق قراءات‬
‫ّ‬ ‫المح ق ّقددات‬
‫كل بلد‪.‬‬
‫االستثمارات في ّ‬
‫‪FOREIGN DETERMINANTS DIRECT INVESTMENT (JOONG- WAN CHO) iiste 2002‬‬

‫األجنبيققة بعن قوان محق ّقددات االسققتثمار األجنبققي المباشققر وتتحق ّقدث عققن دور العولمققة فققي‬
‫ّ‬ ‫د ارسققة بالّلغققة‬
‫ّ‬
‫النامية وأثرة على االقتصاد الكّلقي لهقذه ال ّقدول ومقدى اهتمقام‬‫الدول ّ‬
‫األجنبي في ّ‬ ‫تطوير دور االستثمار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ك ّقل دولققة بتحقديث سياسقات تشققجيع االسقتثمار لققديها بحيقث تحّفققز االسققتثمار األجنبقي علققى االسققتثمار‬
‫ّ‬
‫في بلدهم‪.‬‬

‫)‪Optimal Design of Investment Promotion Policies Anastasia Kartasheva IDEAS (2004‬‬

‫السياسق قات‬‫قالي لسياس ققات تش ققجيع االس ققتثمار وتناول ققت ّ‬ ‫د ارس ققة بالّلغ ققة اإلنكليزي ققة بعنق قوان التّص ققميم المث ق‬
‫ّ‬
‫معينقة‬
‫ركقزت علقى سياسقات ّ‬ ‫قي وققد ّ‬ ‫الحديثة المتّبعة في تشجيع االستثمار وخصوصا االستثمار األجنب‬
‫ّ‬
‫الض ق قريبي والح ق قوافز‬
‫كالنظق ققام ّ‬
‫قي ( ّ‬ ‫م ققن هق ققدفها تحسقققين المنق ققاخ االسق ققتثماري وتشقققجيع االسق ققتثمار المحلق ق‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫االستثمارّية واإلعفاءات)‬

‫‪Xuening Yao, Chihiro Watanabe, Institutional structure of sustainable development in‬‬


‫‪BRICs: Focusing on ICT utilization sciencedirect 2009‬‬

‫أن التّنمية المستدامة في دول البريكس تتطّلب االبتكار من أجل االستخدام‬ ‫الدراسة على ّ‬
‫ركزت ّ‬ ‫ّ‬
‫النظم المؤسساتية‬ ‫ديناميكية التّعاون بين االبتكار والتّ ّ‬
‫طور و ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫وبالنظر إلى ّ‬
‫الفعال إلمكانات الموارد‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫االقتصادية يخضع‬
‫ّ‬ ‫يحركها االبتكار‪ ،‬واالستدامة ضمن مجموعة بريكس‬ ‫لّلقتصاديات ّ‬
‫ّ‬ ‫أهمّية قصوى‬
‫ّ‬
‫قدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات‬
‫طور‪ .‬بحيث تقوم األخيرة بإحراز التّ ّ‬
‫لمثل هذه المشاركة في التّ ّ‬
‫النهوض في نظمها المؤسساتية‬ ‫كبير على ّ‬ ‫ا‬ ‫تأثير‬
‫ا‬ ‫واالتّصاالت (‪ )ICT‬في دول البريكس كان لها‬
‫تطور التّعاون اّلتي من شأنها أن ّ‬
‫تؤدي‬ ‫يؤدي ّ‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتّصاالت ومن المتوّقع أن ّ‬

‫ظ‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫الفعال للموارد المحتملة‪.‬‬


‫إلى تحقيق التّنمية المستدامة في دول بريكس من قبل وسائل االستخدام ّ‬
‫وتقوم هذه الورقة بتحليل تجريبي لتبيان أثر التّعاون في الوصول إلى التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪Powering Africa's sustainable development: The potential role of nuclear energy‬‬

‫‪Ioannis N. Kessides,IDEAS 2014‬‬

‫تقدم‬
‫ووية اّلتي ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫لمشكلة الكهرباء في إفريقيا هو ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الحل الوحيد‬
‫أن ّ‬ ‫الدراسة الى ّ‬
‫توصلت هذه ّ‬
‫ّ‬
‫بائية بشكل غير منقطع وبتكلفة بيئية منخفضة‪.‬‬
‫الخدمات الكهر ّ‬
‫‪Rethinking sustainable development within the framework of poverty and urbanisation‬‬

‫‪in developing countries 2014 Patrick Brandful Cobbinah, Michael Odei Erdiaw-‬‬
‫‪Kwasie‬‬

‫وسع الحضاري ّ‬
‫السريع أدى إلى انتشار‬ ‫مثاليا والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أن مسار التّنمية ليس‬
‫الدراسة فكرة ّ‬
‫تناولت هذه ّ‬
‫وخاصة‬
‫ّ‬ ‫المشكلة‬
‫ّ‬ ‫لتحل هذه‬
‫ّ‬ ‫الفقر وانعدام األمن الغذائي لذلك يجب صياغة سياسات التّنمية المحّلّية‬
‫طبيعة في رزقهم فهم ال‬ ‫ظمة يعتمدون على ال ّ‬ ‫الس ّكان الفقراء يعيشون في أماكن غير من ّ‬
‫أن مجمل ّ‬
‫ّ‬
‫لتحسن مستوى معيشتهم‪ ،‬أما إذا شعروا بأ ّن ّ‬
‫السياسات تراعي مصالحهم‬ ‫يلتزمون بأية قوانين لم تأتي ّ‬
‫كبير في التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫دور ا‬‫الس ّكان المحّلّيين يلعبون ا‬
‫إن ّ‬‫فّ‬
‫‪Technology complexity, technology transfer mechanisms and sustainable development‬‬

‫‪Julian Blohmke elsevier 2014‬‬

‫الفنّية في‬
‫االجتماعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ظروف‬
‫كنولوجية المحّلّية وال ّ‬
‫ّ‬ ‫همية االحتياجات التّ‬
‫الدراسة حول أ ّ‬ ‫تركزت هذه ّ‬ ‫ّ‬
‫همية دراسة‬
‫الدراسة بأ ّ‬
‫عملية نقل التكنولوجيا لذلك توصى ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية اّلتي تنتجها‬
‫ّ‬ ‫تحقيق التّنمية‬
‫ودعم‬
‫مفصل ودقيق إلمكانياتها في التّصنيع ّ‬ ‫خصائص التكنولوجيا اّلتي يجب نقلها وتوطينها وتقييم ّ‬
‫خلق فرص العمل وتحسن اإلنتاجية‪.‬‬

‫ع‬
‫العلمي للبحث‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬

‫الس بقة‪:‬‬
‫م ذا يختلف بحثن عن األبح ث ّ‬

‫سوف يتناول بحثنا دراسة قياسية لتأثير االستثمار في التّنمية المستدامة من خّلل ال ّتحليل الع ملي‬
‫ّ‬
‫ورية بين ع مي (‪ )2010 – 1990‬لتبيان أثر االستثمارات‬ ‫الس ّ‬‫العربية ّ‬
‫ّ‬ ‫الجمهورية‬
‫ّ‬ ‫لبي ن ت‬
‫تعبر عن التّنمية المستدامة‬
‫مؤشرات ّ‬
‫تم أخذ مجموعة ّ‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة حيث ّ‬
‫وتطورها على ّ‬
‫ّ‬
‫وبيئية ومؤسسية تشمل جميع جوانب التّنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫بحيث تكون ّ‬
‫مؤشرات‬
‫فعاال من أجل ضمان تلبية حاجات الجيل الحال دون‬
‫طا تنمويا ّ‬
‫اّلتي تعتبر هدفا لجميع البلدان ونم ّ‬
‫المساومة على قدرة األجيال القادمة في تلبية احتياجاتها‪.‬‬

‫غ‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬ ‫الرقم‬


‫‪10‬‬ ‫مقارنه مفهوم االستثمار في النظرية االقتصادية‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪24‬‬ ‫اختالف التأثير لمحددات االستثمار على دالة االستثمار‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪28‬‬ ‫اإلدخار الكلي لبعض الدول كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪71‬‬ ‫تطور االستثمار العام والخاص خالل الفترة ما بين ‪ 1990‬و‪ 2000‬بماليين‬ ‫‪3-1‬‬
‫الليرات في سورية‬
‫‪73‬‬ ‫عدد المشاريع المشمولة بقانون االستثمار رقم ‪ 10‬خالل الفترة ‪2000 1990‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫‪75‬‬ ‫تطور االستثمار العام والخاص في سورية للفترة ما بين ‪ 2001‬و‪2010‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫بماليين الليرات السورية‬
‫‪76‬‬ ‫عدد المشاريع المشمولة بالقانون رقم ‪ 10‬ودور القطار في الناتج المحلي ما‬ ‫‪3-4‬‬
‫بين ‪ 2001‬و‪2010‬‬
‫‪79‬‬ ‫تطور المؤشرات االقتصادية في سورية للفترة ما بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪86‬‬ ‫تطور المؤشرات االجتماعية في سورية للفترة ما بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-6‬‬
‫‪90‬‬ ‫المؤشرات البيئية في سورية للفترة ما بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-7‬‬
‫‪92‬‬ ‫المؤشرات المؤسساتية في سورية ما بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-8‬‬
‫‪96‬‬ ‫تغير الناتج المحلي ومعدل التضخم قبل واثناء األزمة في سورية‬ ‫‪3-9‬‬
‫‪106‬‬ ‫معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في عامل التنمية االجتماعية‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪FAC1-1‬‬
‫‪107‬‬ ‫الجذور التخيلية المبدئية لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم المساهمة‬ ‫‪4-2‬‬
‫للعامل ‪FAC1-1‬‬
‫‪108‬‬ ‫معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في العامل ‪FAC1-2‬‬ ‫‪4-3‬‬
‫‪109‬‬ ‫الجذور التخيلية المبدئية لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم المساهمة‬ ‫‪4-4‬‬
‫للعامل ‪FAC1-2‬‬
‫‪110‬‬ ‫معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في عامل ‪FAC1-3‬‬ ‫‪4-5‬‬
‫‪111‬‬ ‫الجذور التخيلية المبدئية لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم المساهمة‬ ‫‪4-6‬‬
‫للعامل ‪FAC1-3‬‬

‫ف‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪112‬‬ ‫معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في عامل ‪FAC1-4‬‬ ‫‪4-7‬‬


‫‪113‬‬ ‫الجذور التخيلية المبدئية لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم المساهمة‬ ‫‪4-8‬‬
‫للعامل ‪FAC1-4‬‬
‫‪114‬‬ ‫جزء من معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في عامل ‪FAC1-5‬‬ ‫‪4-9‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪ 4-10‬جزء من الجذور التخيلية المبدئية لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم‬
‫المساهمة للعامل ‪FAC1-5‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪ 4-11‬معامالت االرتباط بين العوامل المعبرة عن التنمية المستدامة والتنمية‬
‫المستدامة‬
‫‪117‬‬ ‫‪ 4-12‬عالقات االرتباط بين المتغيرات المستقلة والتنمية االجتماعية‬
‫‪118‬‬ ‫‪ 4-13‬النموذج القياسي لدور االستثمار في التنمية االجتماعية‬
‫‪119‬‬ ‫‪ 4-14‬اختبار ‪ ANOVA‬لنموذج دور االستثمار في التنمية االجتماعية‬
‫‪119‬‬ ‫‪ 4-15‬نموذج قياسي لدور االستثمار العام والخاص في التنمية االجتماعية‬
‫‪120‬‬ ‫‪ 4-16‬عالقات االرتباط بين االستثمار والتنمية البيئية‬
‫‪121‬‬ ‫‪ 4-17‬نموذج قياسي لدور االستثمار في التنمية البيئية‬
‫‪121‬‬ ‫‪ 4-18‬اختبار ‪ ANOVA‬لنموذج دور االستثمار في التنمية البيئية‬
‫‪122‬‬ ‫‪ 4-19‬نموذج قياسي لدور مجمل تكوين رأس المال الثابت في التنمية البيئية‬
‫‪122‬‬ ‫‪ 4-20‬نموذج قياسي لدور االستثمار الخاص العام في التنمية للبيئية مع استبعاد‬
‫مجمل التكوين الرأسمالي‬
‫‪123‬‬ ‫‪ 4-21‬عالقات االرتباط المتغيرات المستقلة مع التنمية المؤسساتية‬
‫‪124‬‬ ‫‪ 4-22‬النموذج القياسي لدور مجمل التكون ا أ‬
‫لرسمالي على التنمية المؤسساتية‬
‫‪124‬‬ ‫‪ 4-23‬اختبار انوفا للنموذج القياسي مع التنمية المؤسساتية‬
‫‪124‬‬ ‫‪ 4-24‬نموذج قياسي لدور مجمل تكوين أرس المال الثابت بالتنمية المؤسساتية‬
‫‪125‬‬ ‫‪ 4-25‬النموذج القياسي لدور االستثمار العام والخاص في التنمية المؤسساتية مع‬
‫استبعاد مجمل تكوين رأس المال الثابت‬
‫‪126‬‬ ‫‪ 4-26‬عالقة ارتباط المتغيرات المستقلة مع التنمية االقتصادية‬
‫‪126‬‬ ‫‪ 4-27‬النموذج القياسي لدور االستثمار في التنمية االقتصادية بأخذ مجمل التكوين‬
‫الرأسمالي‬

‫ق‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪127‬‬ ‫‪ 4-28‬اختبار انوفا لنموذج دور االستثمار في التنمية االقتصادية‬


‫‪127‬‬ ‫‪ 4-29‬نموذج دورمجمل تكوين أرس المال الثابت مع التنمية االقتصادية‬
‫‪128‬‬ ‫‪ 4-30‬النموذج القياسي لدور كل من االستثمار العام والخاص في التنمية‬
‫االقتصادية مع استبعاد مجمل تكوين رأس المال الثابت‬
‫‪129‬‬ ‫‪ 4-31‬عالقة االرتباط بين االستثمار والتنمية المستدامة‬
‫‪129‬‬ ‫‪ 4-32‬اختبار انوفا للنموذج دور االستثمار في التنمية المستدامة‬
‫‪130‬‬ ‫‪ 4-33‬النموذج القياسي لدور كل من االستثمار العام والخاص في التنمية المستدامة‬
‫مع استبعاد مجمل تكوين رأس المال الثابت‬

‫ك‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬ ‫الرقم‬


‫‪4‬‬ ‫عالقة االستثمار بالعمل عند ادم سميث‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪5‬‬ ‫عالقة االستثمار بالعمل عند ديفيد ريكاردو‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪49‬‬ ‫التنسيق بين التكامل االقتصادي والتنمية المستدامة‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪51‬‬ ‫تداخل أبعاد التنمية المستدامة‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪52‬‬ ‫تكاملية أبعاد التنمية المستدامة‬ ‫‪2-4‬‬
‫‪74‬‬ ‫تطور االستثمار في سورية بين ‪ 1990‬و‪2000‬‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪77‬‬ ‫االستثمار العام والخاص في سورية بين ‪2010 2001‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫‪82‬‬ ‫تطور الصادرات والواردات في سورية بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪84‬‬ ‫تطور نسبة اإلعانات التنموية كنسبة من الناتج اإلجمالي في سورية‬ ‫‪3-4‬‬
‫‪85‬‬ ‫معدل النمو االقتصادي في سورية بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪93‬‬ ‫تطر المؤشرات المؤسساتية في سورية بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬ ‫‪3-6‬‬

‫ل‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫ظرية المعاصرة لالستثمار‬
‫األسس الّن ّ‬

‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬االستثمار في الفكر‬
‫المبحث ّ‬

‫ومحدداته‬
‫ّ‬ ‫المبحث ال ّثاني‪ :‬أنواع االستثمار‬

‫المبحث ال ّثالث‪ :‬مصادر تمويل االستثمار‬

‫الرابع‪ :‬االستثمار وال ّتنمية المستدامة‬


‫المبحث ّ‬

‫‪1‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬االستثمار في الفكر‬
‫المبحث ّ‬
‫تمهيد‬

‫أهمية اقتصادية من خالل دوره في التّأثير في مختلف‬


‫اقتصاديا ذا ّ‬
‫ّ‬ ‫متغي ار‬
‫يعد عنصر االستثمار ّ‬
‫الدخل واالستهالك‪ ،‬ومستوى التّشغيل‪،‬‬
‫االدخار و ّ‬
‫بمتغيرات ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬والرتباطه‬
‫ّ‬ ‫النشاط‬
‫جوانب ّ‬
‫االقتصادي‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫ّ‬ ‫النشاط‬
‫محرض على ّ‬‫مو والتّنمية‪ .‬باإلضافة إلى ّأنه عنصر ّ‬ ‫ومستوى ّ‬
‫الن ّ‬
‫االقتصادية‪ .‬حيث لم‬
‫ّ‬ ‫النظريات‬
‫مر العصور ولمختلف ّ‬
‫االقتصاديين على ّ‬
‫ّ‬ ‫منه محور اهتمام مختلف‬
‫الناس‪ ،‬بل كانت نتيجة لزمانها ومكانها‬
‫عامة ّ‬
‫للدارسة بين ّ‬
‫االقتصادية ميدانا شائعا ّ‬
‫ّ‬ ‫تكن األفكار‬
‫االقتصادية‪ ،‬فأفكار ‪ )Adam Smith(1‬جاءت في سياق‬
‫ّ‬ ‫تعكس رؤية للعالم وما يحدث فيه باألفكار‬
‫أما أفكار **(‪ )David Ricardo‬ب ّينت المرحلة األكثر نضجا من‬
‫ناعية‪ّ ،‬‬
‫الص ّ‬‫الصدمة األولى للثّورة ّ‬
‫ّ‬
‫***‬
‫أسمالية المطلقة العنان‪،‬‬
‫للر ّ‬ ‫القوة العظمى ّ‬
‫ناعية‪ ،‬وظهرت مبادئ (‪ )Karl Marx‬في زمن ّ‬ ‫الص ّ‬‫الثّورة ّ‬
‫**‪1‬‬
‫وشكلت هذه األفكار فيما بعد‬
‫في حين طرح (‪ )Maynard Keynes‬حلوال لمشكلة الكساد الكبير‪ّ ،‬‬
‫االقتصادية لعنصر االستثمار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي وسنقوم باستعراض أهم أفكار المدارس‬
‫ّ‬ ‫مدارس الفكر‬

‫االقتصادي الكالسيكي ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ --1‬االستثمار في الفكر‬
‫ّ‬
‫االدخار واالستثمار عند ((‪))Adam Smith1790‬‬ ‫يعد سعر الفائدة العامل الوحيد للتّوازن بين ّ‬
‫ّ‬
‫االدخار‪ ،‬اّلذي‬
‫معدل ّ‬
‫أسمالي واّلذي يمثّل اإلضافات إلى رأس المال‪ ،‬يعتبر ضرورّيا لزيادة ّ‬‫الر‬
‫فالتّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫معدل تراكم رأس المال ّأدى إلى المزيد من استخدام اآلالت‬
‫يمثّل مصد ار للثروة‪ ،‬بحيث كّلما زاد ّ‬
‫معدل التّراكم يتوّقف على حجم واتّجاهات األرباح‪.‬‬
‫أن ّ‬‫وتقسيم العمل مع األخذ بعين االعتبار ّ‬

‫باالدخار " ‪"the relation between Investment and Savings‬‬


‫‪ -1-1‬عالّقة االستثمار ّ‬
‫االدخار واالستثمار بقصد‬
‫الكالسيكيين على تحليل العالّقة بين ّ‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي عند‬
‫تقوم نظرّية التّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادي‪ ،‬ويأتي‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫باالدخار هو احد شروط ّ‬
‫االقتصادي المتمثّل ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الفائض‬
‫الوصول إلى فكرة ّ‬
‫‪ -1‬آدم سميث‪ )1790 -1723( :‬فيلسوف وباحث اقتصادي اسكتلندي‪ ،‬اشتهر بكونه من منظري العلم االقتصادي المعاصر ويبقى كتابه‬
‫الشهير ثروة األمم واحدا من أسس الليبرالية االقتصادية المعاصرة‪.‬‬
‫**‪ -‬ديفيد ريكاردو‪ .)1823 - 1772( :‬قام بشرح قوانين توزيع الدخل القومي في االقتصاد الرأسمالي‪ ،‬وله النظرية المعروفة باسم قانون‬
‫الميزة النسبية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومنظرا اجتماعيا‪ ,‬ولدا لعائلة يهودية‪ .‬قام بتأليف العديد من‬ ‫***‪ -‬كارل ماركس‪ .)1883 - 1818( :‬كان فيلسوفا ألمانيا‪ ،‬سياسيا‪ ،‬وصحفيا‪،‬‬
‫المؤلفات إال أن نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ أجور العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية‪ .‬لذلك يعتبر مؤسس الفلسفة‬
‫الماركسية‪ ،‬ويعتبر مع صديقه فريدريك إنجلز المنظرين الرسميين األساسيين للفكر الشيوعي‪.‬‬
‫**‪ -1‬مينارد كينز‪ :‬اقتصادي إنجليزي ( ‪ )1946 – 1883‬اشتغل في بداية حياته في الهند وآلف كتابا عن اإلصالح فيها واشترك في مؤتمر‬
‫السالم بعد الحرب العالمية األولى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫االدخار من تفضيله على االستهالك من خالل "وضع نقود في شيء ما بقصد جني أرباحه في‬
‫ّ‬
‫االدخار من أجل خلق قيمة مضافة جديدة أو خلق‬
‫المستقبل "حيث يتم استعمال هذا الفائض أو ّ‬
‫الضرور ّي من أجل التّراكم‬ ‫تراكم جديد‪ ،‬ونتيجة لهذه العالّقة يرى ‪ Adam Smith‬أ ّن زيادة ّ‬
‫االدخار ّ‬
‫عكسي ٌة)" وا ّن األفراد في‬
‫ّ‬ ‫أن العالّقة بينهما هي عالّقة‬
‫أي ّ‬
‫أسمالي يتطّلب انخفاضا في األجور ( ّ‬ ‫الر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المجتمع ّيدخرون ألجل االستثمار‪ ،‬وتمويل االستثمار ال يأتي ّإال عن طريق ّ‬
‫‪1‬‬
‫االدخار" ‪.‬‬

‫العامة اّلتي تحكم‬


‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬من خالل المبادئ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫حيث ساهم آدم سميث في تحليل مفهوم ّ‬
‫خصص وتقسيم العمل تراكم‬ ‫عملية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫البد من أ ّن يسبق‬
‫الدخل‪ ،‬ويوضح آدم سميث ّأنه ّ‬‫الثّروة و ّ‬
‫االقتصادي من خالل‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫فاالدخار هو أساس ّ‬
‫االدخار‪ ،‬وبالتّالي ّ‬
‫أسمالي واّلذي سيأتي أساسا من ّ‬
‫ٌّ‬ ‫ر‬
‫يتوجه‬
‫أسمالي بحيث ّ‬ ‫الر‬
‫بشدة التّراكم ّ‬
‫مو تتعّلق ّ‬
‫للن ّ‬
‫اكمية متتالية‪ ،‬غير ّأنه يعترف بوجود حدود ّ‬
‫عملية تر ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرأسمالي‬
‫معدل التّكوين ّ‬
‫ويقل معها ّ‬‫ّ‬ ‫يؤدي إلى انخفاض األرباح‬
‫معينة ّ‬‫االستثمار إلى مجاالت ّ‬
‫ّ‬
‫الركود‪.‬‬
‫المدخرات أي الوصول إلى حالة ّ‬‫و ّ‬

‫السريع تخفيض‬ ‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬


‫أسمالي من أجل ّ‬ ‫الر‬
‫أما " ‪ "David Ricard‬فيجد ّأنه ال يكفي إلحداث التّراكم ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادي اّلذي يولد التّراكم‬
‫ّ‬ ‫النشاط‬‫الصناعة هي ّ‬ ‫ألن ّ‬
‫الريع ّ‬‫يتعدى ذلك إلى تخفيض ّ‬ ‫األجور؛ بل ّ‬
‫باالدخار على ّأنه شرط‬ ‫ّ‬ ‫اهتموا‬
‫الكالسيكيين ّ‬
‫ّ‬ ‫بأن‬
‫الزراعة‪ ،‬وهذا يقود إلى القول ّ‬ ‫أسمالي وليس ّ‬ ‫الر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ضروري لتقديم ّ‬
‫‪2‬‬
‫الجيدة باالستثمار من خالل تخصيص جزء من‬ ‫االقتصادية ‪ ،‬ولعالقته ّ‬
‫ّ‬ ‫الدعم للتّنمية‬
‫بأن خطط التّنمية‬‫أسمالي‪ ،‬فقد ّبينت التّجارب ّ‬ ‫الر‬
‫األرباح على شكل ّادخار ألغراض تحقيق التّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية البعيدة عن االستثمار في العنصر البشر ّي كانت فاشلة‪ ,‬فتحقيق تنمية ال يمكن أن يكون‬‫ّ‬
‫مسؤولية التّنمية‪ ،‬فاعتماد بعض البلدان‬
‫ّ‬ ‫ومؤهل يستطيع مواكبة وتحمل‬ ‫ّ‬ ‫بدون مورد بشر ّي متعّلم‬
‫العر ّبية على المورد البشر ّي األجنبي وتجاهل االهتمام في العنصر المحّلي كّلفها خسائر كبيرة في‬
‫ّ‬
‫أن الثّروة في وقتنا الحاضر ال تعني التّنمية‬
‫أي ّ‬ ‫مواردها وفقدان فرصة امتالك عنصر بشر ّي م ّ‬
‫ؤهل‪ّ ،‬‬
‫طرق للوصول إلى تنمية شاملة حقيقة ّ‬
‫أي‬ ‫بل أصبح االستثمار في العنصر البشر ّي من أفضل ال ّ‬
‫اقتصادية بدون تنمية بشرّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫استحالة تحقيق تنمية‬

‫‪ - 1‬أحمد‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬وآخرون‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Wei-Bin Zhang, American Civilization Portayed in Ancient Confucianism, Algora, USA, 2003,p139.‬‬

‫‪3‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الرأسمالي"‪"Division of labor & capital accumulation‬‬ ‫تقسيم العمل و التراكم‬ ‫‪-2-1‬‬

‫الرأسمالي ضرور ًّي لتقسيم العمل لزيادة‬ ‫يرى " ‪ " Adam Smith‬في كتابه " ثروة األمم " ّ‬
‫بأن التّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫السلع‪.‬‬
‫التّشغيل واإلنتاج ولتحقيق مبادلة وتجارة في ّ‬
‫رقم (‪ )1-1‬عالّقة االستثمار بالعمل عند ادم سميث‬
‫الشكل ً‬
‫ّ‬

‫زيادة حجم العمالة‬

‫عمل غير منتج‬

‫خلق قيمة مادية‬


‫وإحداث تراكم‬
‫عمل منتج‬
‫العمل‬ ‫رأس المال‬

‫زراعي‬ ‫صناعي‬ ‫تجاري‬

‫القوة المحركة لرأس المال‬

‫الشكل من إعداد الباحث‬


‫المصدر ‪ّ :‬‬

‫المهم في زيادة‬
‫ّ‬ ‫الشرط‬
‫بأن تراكم رأس المال هو ّ‬
‫الشكل رقم (‪ّ )1‬‬ ‫ويعتبر " ‪ " Adam Smith‬كما في ّ‬
‫العمال‪ ،‬اّلذين‬
‫الربح بمساعدة ّ‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وهذا التّراكم يخلق ّ‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫قدم‬
‫الثّروة للمجتمع؛ وبالتّالي لتحقيق التّ ّ‬
‫الزّراعة حيث هذه األعمال وحدها تزيد من القيم‬ ‫يقومون باإلنتاج في قطاعات ّ‬
‫الصناعة والتّجارة و ّ‬
‫الرأسمالي‪ ،‬ولم يعرف " ‪ّ " Adam Smith‬أنه مهما‬ ‫معدل التّراكم ّ‬
‫المادّية في المجتمع من أجل زيادة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االدخار يوّفر تراكمه‪ ،‬ويهدف تقسيم‬
‫أن ّ‬ ‫فإن رأس المال ما كان بمقدوره أن يتزايد لوال ّ‬
‫بلغ ناتج العمل ّ‬
‫النشاط لتسهيل المبادلة‬
‫اإلنتاجية وتأهيل األفراد في نفس ّ‬
‫ّ‬ ‫الكالسيكيين "إلى زيادة‬
‫ّ‬ ‫العمل عند‬
‫والتّجارة"‪.2‬‬

‫فإن اهتمامه جاء من نظرّية القيمة‪ ،‬حيث انقسمت حسب نظره‬


‫أما " ‪ّ " David Ricardo‬‬
‫ّ‬
‫إلى وقت العمل الفعلي‪ ،‬ووقت الحصول على رأس المال ‪ ،‬ويكون بذلك وقت العمل الفعلي هو‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 1‬دليلة عارف‪ ،‬سفر إسماعيل‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية‪ ،‬الطبعة ‪ 11‬منشورات جامعة دمشق‪ ،2000 ،‬ص‪.207‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Xiaokai Yang, Wai-Man Liu, Inframarginal Economics, world scientific publishing,vol4.usa,p4.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Terry Peach, David Ricardo Critical Response, Routledge, New York, USA, 2003,p9.‬‬

‫‪4‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫أما وقت الحصول على رأس المال فهو‬ ‫العمال في العمل في الوقت الحاضر؛ ّ‬
‫الوقت اّلذي بذله ّ‬
‫الالزم‬
‫السابق من أجل الحصول على تراكم رأس المال أي العمل القديم ّ‬
‫العمال في ّ‬
‫العمل اّلذي بذله ّ‬
‫إلحداث التّراكم ‪.‬‬

‫رقم (‪ )1-2‬عالّقة االستثمار بالعمل عند "‪" David Ricardo‬‬


‫الشكل ً‬
‫ّ‬

‫ارتفاع األجور‬

‫تراكم رأس‬ ‫انخفاض األرباح‬


‫زيادة في التشغيل‬
‫المال‬
‫ارتفاع أسعار‬
‫الفائدة‬
‫الشكل من إعداد الباحث‬
‫المصدر ‪ّ :‬‬

‫ويرى " ‪ " David Ricardo‬حسب ّ‬


‫الشكل رقم (‪ )2‬أنه إذا حدثت زيادةٌ في رأس المال‪ ،‬أي تراكم له‬
‫كل من‬‫تؤدي بدورها إلى زيادة ّ‬‫جيدة ّ‬
‫يؤدي تلقائيا إلى زيادة التّشغيل واستقطاب يد عاملة ّ‬
‫سوف ّ‬
‫األجور وسعر الفائدة وهذا االرتفاع في األجور وسعر الفائدة سوف يقود إلى تخفيض األرباح‪" .‬وقد‬
‫الدخل برأس المال واستعماله‬
‫أسمالي على ّأنه إلحاق جزء من ّ‬ ‫الر‬
‫فهم " ‪ " David Ricardo‬التّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫لنمو اإلنتاج"‪.1‬‬
‫ط ّ‬ ‫عمال منتجين بدال من أفراد غير منتجين وهو شر ٌ‬
‫من قبل ّ‬
‫مفكر فرنسي‪ ،‬اختلف مفهوم رأس المال عنده حيث قام بتقسيمه إلى رأس مال‬‫بينما "" ‪ Say‬وهو ّ‬
‫ّ‬
‫اقتصادية إلنتاج منفعة سواء‬
‫ّ‬ ‫يعبر رأس المال المنتج عن أموال‬
‫بحيث ّ‬
‫ٌ‬ ‫مال غير منتج‪،‬‬
‫منتج ورأس ٌ‬
‫يؤدي إلى إنتاج قيمة وال يستعمل لالستهالك بل‬
‫أما رأس المال غير المنتج فال ّ‬
‫خدمية؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫مادّية أم‬
‫ّ‬
‫يحتفظ به من أجل التّظاهر بالثّراء في المجتمع‪.‬‬

‫اكم حقيقي لرأس‬ ‫"وتراكم رأس المال عند " ‪ " say‬هو فائض االستهالك فمنه يمكن أن يحدث تر ٌ‬
‫ٌ‬
‫العملية‬
‫ّ‬ ‫المال"‪ 2‬اّلذي ال يمكن أن يحدث قبل التّعويض الكامل لرأس المال القديم الموضوع مسبقا في‬
‫يؤدي إلى زيادة في رأس المال ويستبعد " ‪ " say‬بأن يكون‬ ‫الماد ّي وقيمته هو ما ّ‬
‫جية‪ .‬فاإلنتاج ّ‬‫اإلنتا ّ‬
‫دور في إحداث التّراكم‪.‬‬
‫المادي ٌ‬
‫لرأس المال غير ّ‬

‫‪ - 1‬مرجع سابق‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية‪،2000 ،‬ص ‪.298‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Roger A. Arnold, Economics, cengage Learning, USA, 2010,p183.‬‬

‫‪5‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫طلب على االستثمار‬ ‫طلب هو ال ّ‬ ‫الكالسيكي على قانون ساي لألسواق وباعتبار ّ‬
‫أن ال ّ‬ ‫ّ‬
‫إن اعتماد الفكر‬
‫ّ‬
‫رواد‬
‫االقتصادية؛ لم يعترف ّ‬
‫ّ‬ ‫الحرّية‬
‫ظل مفهوم ّ‬ ‫اإلنتاجية المتوّقعة من رأس المال وفي ّ‬
‫ّ‬ ‫المعتمد على‬
‫اقتصادية مثل أزمة الكساد الكبير عام ‪ 1929‬واعتبروا إذا‬
‫ّ‬ ‫بإمكانية نشوء أزمات‬
‫ّ‬ ‫الفكر الكالسيكي‬
‫ّ‬
‫ألن سعر الفائدة سيعمل على إعادة التّوازن في‬
‫النظام االقتصاد أزمة ما‪ ،‬سوف تكون عابرة ّ‬
‫أصاب ّ‬
‫المالية في البالد والجهاز المصرفي من القدرة على‬
‫ّ‬ ‫السلطات‬‫إمكانية ّ‬
‫ّ‬ ‫طويل‪ ،‬مهملين بذلك‬
‫المدى ال ّ‬
‫ّ‬
‫وبالرغم‬
‫النقود بإصدارات جديدة العتبارات غير سعر الفائدة‪ّ ،‬‬ ‫كمّية ّ‬
‫خلق االئتمان عن طريق تحديد ّ‬
‫للزيادة‬
‫يخص االستثمار ونظرتهم التشاؤمية ّ‬
‫ّ‬ ‫النظرّية فيما‬
‫تعرضت لها هذه ّ‬ ‫من االنتقادات اّلتي ّ‬
‫الزاوية‬
‫الكالسيكي حجر ّ‬ ‫انية وتناقص الغّلة ومغاالتها في أثر هذين العاملين‪ ،1‬يعتبر هذا الفكر‬
‫الس ّك ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية وتعتبر أساسا لدراسة دور رأس‬
‫ّ‬ ‫لمفهوم االستثمار ورأس المال ودوره في تحقيق التّنمية‬
‫االقتصادي إلى نواحي‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي وضرورة توجيه الفائض‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫االقتصادية و ّ‬
‫ّ‬ ‫المال في التّنمية‬
‫االستثمار المنتج‪ ،‬لتحقيق أهداف التّنمية‪.2‬‬

‫يتم عندما يتعادل العائد المتوّقع‬ ‫ن‬ ‫يرى الباحث من خالل دراسة الفكر‬
‫بأن التّواز ّ‬
‫الكالسيكي ّ‬
‫ّ‬
‫يؤدي في‬ ‫تغير في تكاليف الحصول على رأس المال ّ‬ ‫على االستثمار مع سعر الفائدة‪ .‬لذلك أي ّ‬
‫الرئيسي والوحيد في دفع األفراد‬ ‫الدور‬
‫غيرات في أسعار الفائدة حيث تلعب الفائدة ّ‬ ‫األول إلى التّ ّ‬
‫المقام ّ‬
‫ّ ّ‬
‫االقتصادي الكالسيكي على محدد وحيد‬
‫ّ‬ ‫مدخراتهم إلى استثمار‪ ،‬إ ّن اعتماد الفكر‬
‫كل ّ‬ ‫على تحويل ّ‬
‫ّ‬
‫االدخار واالستثمار أي تساوي‬ ‫لالستثمار وهو سعر الفائدة ومن خالله يمكن أن يتحّقق التّوازن بين ّ‬
‫بالنقود لغرض غير االستثما ر‪ ، 3‬مثال‬ ‫بأهمية االحتفاظ ّ‬ ‫ّ‬ ‫االدخار مع االستثمار‪ ،‬وعدم اعترافهم‬
‫ّ‬
‫بالرغم من‬
‫االقتصادية لم تتوّقف ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية واالحتياط‪ ،‬وا ّن التّنمية‬
‫ّ‬ ‫المضاربة واالكتناز والمعامالت‬
‫الس ّكان وقانون الغّلة المتناقصة‪.‬‬
‫الكالسيكية من زيادة ّ‬
‫ّ‬ ‫رواد المدرسة‬
‫الصعوبات اّلتي افترضها ّ‬
‫ّ‬
‫‪"Investment for Marx theory‬‬ ‫االقتصادي الماركسي "‬
‫ّ‬ ‫‪ :-2‬االستثمار في الفكر‬
‫ّ‬

‫االجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بقوى اإلنتاج"‪ ،4‬وأ ّن تراكم رأس‬


‫ّ‬ ‫يرى " كارل ماركس " ّ‬
‫أن " العالقات‬
‫العمال‬
‫أن اآللة و ّ‬
‫أي ّ‬
‫معدالت البطالة‪ّ ،‬‬
‫يؤدي إلى زيادة ّ‬
‫مما ّ‬
‫العمال ّ‬
‫محل ّ‬‫المال يساهم في إحالل اآللة ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- A. C. Fernando, Business Environment, Dorling Kindersley, New Delhi, India, 2011, p75.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Yujiro Hayami, Yoshihisa Godo, Development Economics: From the Poverty to the Wealth of‬‬
‫‪Nations,2005, Oxford, 3th E, p123.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- T.R.Jain, O.P.khanna, Business Economics, V.K, New Delhi, 2009, p206.‬‬
‫‪ - 4‬بابا‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظـل التطـورات العالميـة الراهنـة‪ ،‬مذكرة لنيل الدكتوراه في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.7‬‬

‫‪6‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫يخص االستثمار على‬


‫ّ‬ ‫عرف على أفكار " ‪ " Marx‬فيما‬
‫السياق سيتم التّ ّ‬
‫في طرفي نقيض وفي هذا ّ‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1-2‬نظرية القيمة وفائض القيمة"‪"Value & surplus value theory‬‬

‫السلعة‪ ،‬وهذا يقود‬


‫تتحدد في الوقت اّلذي يقضيه العامل في إنتاج ّ‬‫السلعة ّ‬
‫أن قيمة ّ‬‫يرى " ‪ّ " Marx‬‬
‫السلع‬
‫السلع الموجودة هي عبارةٌ عن تراكم للعمل اّلذي يعّد أساس اإلنتاج وقيمة هذه ّ‬
‫أن كاّفة ّ‬
‫إلى ّ‬
‫ويعبر‬
‫قوة العمل) مضافا إليه فائض القيمة‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫تقسم إلى قيمة الجهد المبذول من قبل العامل (قيمة ّ‬ ‫ّ‬
‫وقت العمل الفائض‬
‫* ‪100‬‬ ‫معدل فائض القيمة =‬
‫ّ‬ ‫عنه بالمعادلة التّالية ‪.2‬‬
‫وقت العمل الضروري‬

‫الرأسمالي على فائض القيمة تجسيدا لوقت العمل بدون أجر‪ 3‬وهو الفرق بين قيمة‬
‫وبالتّالي يحصل ّ‬
‫ّ‬
‫الرأسمالي إلى العامل من خالل اقل أجر ممكن ليعظم فائض‬ ‫السلعة وقيمة األجر اّلذي يدفعه ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫للعمال قيمة إنتاجهم بالكامل بل ما يكفي‬
‫القيمة‪ ،‬حيث " ليس من المطلوب أن يدفع صاحب العمل ّ‬
‫‪4‬‬
‫أن عنصر العمل هو عنصر اإلنتاج الوحيد متجاهال عناصر‬‫لبقائهم" ‪ .‬ومن هنا فقد اعتبر ماركس ّ‬
‫الحد‬
‫أن الواقع أثبت أ ّن االجور ارتفعت عن ّ‬
‫بيعية و أرس المال‪ ،‬كما ّ‬
‫ط ّ‬ ‫اإلنتاج األخرى كالموارد ال ّ‬
‫الضرورّية حيث لم تتّجه نحو االنخفاض بتأثير من البطالة واستخدام‬
‫لتامين متطّلبات الحياة ّ‬
‫الالزم ّ‬
‫ّ‬
‫اآللة محل اإلنسان‪.‬‬

‫الرأسمالي واالستثمار "‪"Capital accumulation and investment‬‬


‫‪ -2-2‬الّتراكم ّ‬
‫ّ‬

‫أسماليين على فائض القيمة اّلتي تعتبر أرباحا لهم يقومون باستثمار جزء من هذه‬
‫الر ّ‬ ‫إن حصول ّ‬ ‫ّ‬
‫األو ّلية‪ ،‬ورأس المال‬ ‫يتكون من اآلالت و ّ‬
‫المعدات والمو ّاد ّ‬ ‫األموال في شراء رأس المال الثّابت‪ ،‬واّلذي ّ‬
‫المتغير بحيث يقوم‬
‫ّ‬ ‫أن فائض القيمة ينتج من رأس المال‬
‫أي ّ‬
‫للعمال األجور ‪ّ ،‬‬
‫‪5‬‬
‫المتغير اّلذي يدفع منه ّ‬
‫ّ‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي بتحويل هذا الفائض إلى تراكم رأسمالي عن طريق استثماره في‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Louis B. Boudin, The Theoretical System of Karl Marx, Keer, Chicago. USA 2008,p72‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Moishe Postone, Louis Galambos, Jane Eliot Sewell, Time, Labor, and Social Domination A‬‬
‫‪Reinterpretation of Marx's Critical Theory, Cambridge university press, UK, 1993, p309.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Eugen von Böhm-Bawerk, Karl Marx and the Close of His System, Wolff. New York,USA, 2007,p16.‬‬
‫‪ - 4‬ستيورات‪ ،‬بول جريجوري‪ ،‬تعريب‪،‬منصور‪ ،‬طه‪ ،‬النظم االقتصادية المقارنة‪ ،‬دار المريخ للنشر‪،‬الرياض‪،1994،‬ص‪.151‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Dennis C. Canterbury, Capital Accumulation and Migration, Brill, USA, 2012,p31.‬‬

‫‪7‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫عملية‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن‬
‫ط باالستثمار اّلذي ّ‬
‫أسمالي‪ ،‬والتّراكم مرتب ٌ‬
‫الر‬
‫االدخار هو مصدر التّراكم ّ‬ ‫أن ّ‬‫يقود إلى ّ‬
‫ّ‬
‫اإلنتاجية للمجتمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫الموسع وتجديد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاج‬

‫قوة‬
‫الس ّكان إلى بائعي ّ‬
‫وتحول باقي ّ‬
‫ّ‬ ‫أسماليين‬
‫الر ّ‬ ‫تركز رؤوس األموال في أيدي ّ‬
‫إن افكار ماركس في ّ‬‫ّ‬
‫تركز الثّروات من خالل‬
‫أسمالية تحارب االحتكار وتمنع ّ‬
‫الر ّ‬ ‫الدول ّ‬
‫أن أغلب ّ‬ ‫العمل غير صحيحة حيث ّ‬
‫يؤدي‬
‫بأن تراكم أرس المال ّ‬
‫أن التّحليل الحديث أثبت عكس أراء ماركس ّ‬
‫الضرائب على الثّروات‪ .‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫إلى زيادة اإلنتاجية وبالتّالي زيادة األجر‪.‬‬

‫‪ -3-2‬الفائض االقتصادي واالستثمار "‪"Economic surplus and investment‬‬

‫يوجه نحو االستثمار بحيث يكون‬ ‫االقتصادي اّلذي ّ‬


‫ّ‬ ‫الموسع تساهم في خلق الفائض‬
‫ّ‬ ‫عملية اإلنتاج‬
‫إن ّ‬ ‫ّ‬
‫الناتج من العمل المباشر وهذا‬ ‫االقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫االستثمار معتمدا بشكل أساسي في تمويله على الفائض‬
‫ّ‬
‫أن رأس المال الثّابت (رأس المال‬‫ماركس "" ّ‬
‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫العمال‪ ،‬وير‬
‫ناتج من استغالل ّ‬
‫أن فائض القيمة ٌ‬ ‫يعني ّ‬
‫قدم التّقني اّلذي‬
‫أن التّ ّ‬
‫أي ّ‬
‫المتغير (العمل) ّ‬
‫ّ‬ ‫– اآلالت) ال يمكن أن يزداد ّإال على حساب رأس المال‬
‫ّ‬
‫اقتصادي‬
‫ّ‬ ‫أي فائض‬‫إن ّ‬
‫المخصص لألجور" ‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫يتطّلب دوما رأس مال أكثر يأكل باستمرار من الجزء‬
‫يعاد استثماره يجب أن يكون بنفس المجال اّلذي أنتج فيه‪ ،‬أي بنفس العمل اّلذي أنتجه"‪ 2‬ليساهم في‬
‫اقتصادي جديد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خلق فائض‬

‫‪ -4-2‬رأس المال واالستثمار "‪"Capital and investment‬‬

‫العمال هم من يخلقون‬
‫أن ّ‬ ‫أي ّ‬
‫عماله" ّ‬
‫‪3‬‬
‫إن رأس المال المستثمر الجديد ال يأتي من المستثمر بل من ّ‬
‫"ّ‬
‫الفرق بإعطائهم أقل ما يمكن من قيمة اإلنتاج ليحصل صاحب العمل على أعلى ربح ممكن لتحقيق‬
‫أما العمل فيعتبر‬
‫ألنه له تكلفة ثابت ٌة؛ ّ‬
‫أسمالي بحيث ال يمكن التّأثير على رأس المال الثّابت ّ‬‫الر‬
‫التّراكم ّ‬
‫ّ‬
‫النظام‬
‫أسمالي في ّ‬ ‫الر‬
‫يوم بيوم ويتحّقق التّراكم ّ‬‫الدفع للعمال ٌ‬
‫متغير ويمكن التّأثير عليه و ّ‬
‫رأس مال ّ‬
‫ّ‬
‫كل‬
‫كل أفكار ماركس عن ضرورة مرور ّ‬ ‫االقتصادي من خالل انخفاض األجور ‪ .‬إال أنه رغم ّ‬
‫‪4‬‬
‫ّ‬
‫اكية فإنه لم يكن موّفقا في نظرته‪ ،‬ولم تتحقق نبوءته‬
‫أسمالية للوصول الى االشتر ّ‬
‫بالر ّ‬‫المجتمعات ّ‬
‫أسمالية الحديثة أن الدولة قد‬
‫الر ّ‬ ‫بالحرّية المطلقة حيث نجد في ّ‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي بسبب المناداة‬
‫النظام ّ‬
‫بانهيار ّ‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬دليلة عارف‪ ،‬سفر اسماعيل‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية‪ ،‬الطبعة ‪ 11‬منشورات جامعة دمشق‪،2000 ،‬ص‪.433‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Tony Smith, The Logic of Marx's Capital: Replies to Hegelian Criticisms .State University of New York,‬‬
‫‪USA,1990.151.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- John Cunningham Wood, Karl Marx's economics : critical assessments, Roultedge,USA, 1988,p523.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hugh Stretton, Economics: A New Introduction, Pluto Press, London, UK, 1999, p78.‬‬

‫‪8‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫أسمالية مختلفا عن ما وصفه‬


‫الر ّ‬ ‫االجتماعية وبالتّالي أصبح مصير ّ‬
‫ّ‬ ‫لمشكالت‬
‫تدخلت لمعالجة ا ّ‬
‫ّ‬
‫ماركس‪.‬‬

‫"‪"Investment and Keynes‬‬ ‫االقتصادي الكنزي‬


‫ّ‬ ‫‪ - 3‬االستثمار في الفكر‬

‫باالدخار واالستهالك "‪"Investment, savings and consumption‬‬


‫‪ -1-3‬عالّقة االستثمار ّ‬

‫الدخل عن االستهالك للحاجات‬ ‫الزيادة في ّ‬


‫االقتصادي لدى " ‪ " Keynes‬يتوّلد من ّ‬
‫ّ‬ ‫الفائض‬
‫يسمى استثما ار‬
‫فإن الجزء اّلذي ت ّم توظيفه ّ‬
‫الزيادة‪ّ ،‬‬
‫األساسية ‪ ،‬فإذا أقدم المستثمر على توظيف هذه ّ‬
‫ّ‬
‫الناتج‬
‫االقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫ومن هنا يرى " ‪ّ " Keynes‬‬
‫بأن اإلّدخار يساوي االستثمار اّلذي بدوره هو الفائض‬
‫االدخار يتساويان وكل منهما يساوي ذلك الجزء من‬
‫أي "إ ّن االستثمار و ّ‬
‫الزيادة بعد االستهالك‪ّ .‬‬
‫من ّ‬
‫الدخل عند " ‪ " Keynes‬وبالتّالي‬
‫الدخل اّلذي لم يستهلك في نهاية المرحلة" ‪ ،‬فاالستثمار يخلق ّ‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫االدخار يرتبط‬
‫أن ّ‬‫أي ّ‬
‫قتصادي اّلذي هو االستثمار‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫االدخار يساهم بدوره في خلق الفائض اال‬
‫ّ‬
‫باالستثمار حيث يعد نتيجة لالستثمار ‪ ،‬بحيث تكون "العالقة بين االستثمار و ّ‬
‫االدخار عالقة تعادل‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وبالصدفة فقط‪ ,‬سيكون االستثمار كافيا لضمان‬


‫ّ‬ ‫الدور ّي ّ‬
‫للنفقات االستثمارّية‪,‬‬ ‫ونظ ار لعدم االستقرار ّ‬
‫العمالة الكاملة "‪.3‬‬
‫طلب الكّلي فعليها رفع‬
‫بأن على الحكومات إذا ما أرادت رفع ال ّ‬
‫ويقر ّ‬
‫طلب الكّل ّي ّ‬ ‫يعالج كنيز مشكلة ال ّ‬
‫ّ‬
‫االنفاق الحكومي لمعالجة البطالة والكساد‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة االنفاق االستهالكي واالستثماري عن‬
‫ّ‬
‫النموذج لحاالت البلدان‬
‫ّ‬ ‫هذا‬ ‫يصلح‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬ ‫عانات‪،‬‬‫إ‬ ‫أو‬ ‫اعفاءات‬ ‫منح‬ ‫أو‬ ‫فائدة‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫سعر‬ ‫طريق تخفيض‬
‫لعدة أسباب‪:‬‬
‫النامية ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬ق اررات االستثمار ال تتعّلق في جميع الحاالت بسعر الفائدة‪.‬‬
‫النشاط االستثماري في البلدان ّ‬
‫النامية‬ ‫عددية تعرقل ّ‬
‫ّ‬ ‫هيكلية ومؤسساتية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬هناك عوامل‬
‫لضرائب وتوجيه المستثمرين إلى‬
‫ومعدل ا ّ‬
‫الخاصة ّ‬‫ّ‬ ‫الملكية‬
‫ّ‬ ‫كالقوانين والتّشريعات اّلتي تحمي‬
‫إنتاجية عالية بطرق مباشر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نشاطات‬
‫طلب كما هو الحال‬
‫النامية هي في جانب العرض وليس في جانب ال ّ‬
‫المشكلة في البلدان ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ًّ -3‬‬
‫إن‬
‫عية‪ ،‬حيث مع انخفاض حجم رؤوس األموال ونقص في كفاءة اليد العاملة‬ ‫الصنا ّ‬
‫في البلدان ّ‬
‫الناتج الحقيقي من خالل زيادة االنفاق الحكومي‬
‫فإنه ال يتوّقع زيادة ّ‬
‫وتخّلف وسائل االنتاج ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬مرجع سابق‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية ‪ ،‬ص ‪.590‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Anatol Murad, What Keynes Means, Bookman associates inc, 1962, usa,96.‬‬
‫‪ - 3‬ستيورات‪ ،‬بول جريجوري‪ ،‬تعريب‪،‬منصور‪ ،‬طه‪ ،‬النظم االقتصادية المقارنة‪ ،‬دار المريخ للنشر‪،‬الرياض‪،1994،‬ص‪.102‬‬

‫‪9‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫تضخم وارتفاع المستوى ّ‬


‫العام لألسعار وبطالة مرتفعة‬ ‫ّ‬ ‫يؤدي إلى‬
‫بل على العكس فسوف ّ‬
‫الريف إلى المدينة‪.‬‬
‫وخاصة في المدن بسبب الهجرة من ّ‬
‫ّ‬
‫ادية‬
‫الجدول رقم (‪ )1 - 1‬مقارنه مفهوم االستثمار في الّنظريات االقتص ّ‬

‫الكنزية‬
‫ّ‬ ‫النظرية‬ ‫النظرية الماركسية‬ ‫النظرية الكالسيكية‬ ‫المحاور‬
‫‪Y=I+C‬‬ ‫االدخار مصدر التراكم الرأسمالي‬ ‫االدخار مصدر االستثمار‬ ‫عالقة‬
‫‪S=I‬‬ ‫تمويل االستثمار عن طريق االدخار‬ ‫االستثمار‬
‫كل الفائض عن االستهالك‬ ‫باالدخار‬
‫يذهب إلى االستثمار‬
‫االستثمار مصدر للدخل‬
‫الفائض يتحقق من تفضيل‬ ‫فائض القمة يأتي من العمل بدون‬ ‫الفائض االقتصادي شرط لتحقيق النمو‬ ‫الفائض‬
‫االدخار‬ ‫اجر أي وقت العمل اإلضافي‬ ‫االقتصادي‬
‫زيادة االستثمار يزيد الدخل‬ ‫اجر العامل هو في حد الكفاف‬ ‫تقسيم العمل يؤهال األفراد بنفس العمل لتحقيق‬ ‫العمل‬
‫بتفضيل االدخار على‬ ‫المبادلة والتجارة‬
‫االستهالك‬ ‫قلق من الزيادة السكانية‬
‫االستثمار يتحدد ليس بسعر الفائدة‬ ‫رأس المال مرتبط بسعر الفائدة بعالقة‬ ‫معدل‬
‫االدخار يتوقف على معدل‬ ‫بل بالفائض االقتصادي وكمية‬ ‫عكسية‬ ‫الفائدة‬
‫الدخل‬ ‫العمل‬ ‫واالدخار مرتبط بسعر الفائدة بعالقة طردية‬
‫تخوف من الغلة المتناقصة وتأثيره على‬
‫االستثمار‬
‫معدل الفائدة هي تكلفة االستثمار‬
‫يزيد االستثمار بتأثر الميل‬ ‫التراكم الرأسمالي يأتي من زيادة‬ ‫يأتي تراكم رأس المال من العمل الذي بذله‬ ‫التراكم‬
‫لالدخار بقيمة المضاعف‬ ‫االستثمار في المعدات واألدوات‬ ‫العمال في اإلنتاج سابقا‬ ‫الرأسمالي‬
‫على حساب العمل‬ ‫زيادة رأس المال يؤدي إلى زيادة التشغيل‬
‫العمل بدون اجر هو سبب التراكم‬ ‫رأس المال هو فائض االستهالك في الحاجات‬
‫األساسية‬
‫المصدر ‪ :‬الجدول من إعداد الباحث‬

‫مكانية‬
‫االقتصادية وا ّ‬
‫ّ‬ ‫بإمكانية ظهور األزمات‬
‫ّ‬ ‫للنظرّية الكنزّية لجهة اعترافها‬
‫من خالل التّحليل ّ‬
‫الكالسيكية‪ ،‬والى أ ّن التّوازن يحدث بمستوى أقل من‬
‫ّ‬ ‫للنظرّية‬
‫الفعال مخالفا بذلك ّ‬‫طلب ّ‬‫عالجها بال ّ‬
‫كل من‬‫االقتصادي‪ ،‬يرى الباحث توافق ّ‬
‫ّ‬ ‫للنظام‬
‫بيعية ّ‬
‫ط ّ‬ ‫مستوى التّشغيل الكامل حيث تعتبر الحالة ال ّ‬
‫الرأسمالي ‪accumulation‬‬ ‫الماركسية باعتبار اال ّدخار مصدر للتّراكم ّ‬
‫ّ‬ ‫النظرّية‬
‫الكالسيكية و ّ‬
‫ّ‬ ‫النظرّية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫إمكانية‬
‫ّ‬ ‫يتم تحويله إلى استثمار بالكامل وهو مخالف للفكر الكنزي اّلذي اعتبر‬ ‫‪ capital‬وا ّن اال ّدخار ّ‬

‫‪10‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫بالنقود فقط بدافع االحتياط والمضاربة‪ ،‬والجدول رقم (‪ )1-1‬يوضح أوجه االتّفاق والخالف‬
‫االحتفاظ ّ‬
‫النظريات الثّالث‪.‬‬
‫بين ّ‬

‫‪ -4‬نظريات االستثمار الحديثة‪:‬‬


‫‪ -1-4‬االستثمار في رأس المال البشرّي‬
‫إن االقتصاد العالمي يتّجه اليوم بشكل متزايد نحو اقتصاد المعرفة اّلذي يعتمد بشكل أساسي على‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لإلنتاجية‪ .‬لقد كان‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي ودافعا‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫للن ّ‬
‫محركا ّ‬
‫تنمية الموارد البشرّية اّلتي أصبحت بدورها ّ‬
‫اقتصادي مثل الصين واليابان وبعض‬
‫ّ‬ ‫قدم‬
‫اضح على تحقيق ت ّ‬ ‫لالستثمار في العنصر البشر ّي ٌ‬
‫تأثير و ٌ‬
‫ناعية اعتمادا على مواردها البشرّية الّتي حرصت على‬‫الص ّ‬ ‫بلدان شرق آسيا حيث لحقت ّ‬
‫بالدول ّ‬
‫النامية ّبينت ّأنه ال يوجد‬
‫الدراسات في الوقت الحاضر للبلدان ّ‬
‫أن بعض ّ‬‫تأهيلها وتنمية قدراتها‪ ،‬غير ّ‬
‫االقتصادي وتراكم أرس المال بل على العكس يكون التّأثير في‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫بالن ّ‬
‫سببية تربط التّعليم ّ‬
‫عالقة ّ‬
‫معدالت عالية من‬
‫االقتصادي في تحقيق ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫النامية‪ .‬بحيث يؤثّر تكوين أرس المال و ّ‬
‫البلدان ّ‬
‫التّعليم‪ ،‬وتحسين مستوى التّعليم في البلدان ّ‬
‫النامية يعتبر من استراتيجيات تطوير معظم البلدان تلك‬
‫ركزت‬‫العلمي بدافع من األبحاث اّلتي ّ‬ ‫تحسن مستوى التّحصيل‬ ‫أن ّ‬ ‫ولية غير ّ‬
‫الد ّ‬
‫ظمات ّ‬ ‫ومعظم المن ّ‬
‫ّ‬
‫وسع في التّحصيل العلمي لم‬
‫ّ‬ ‫أن التّ ّ‬ ‫مو والتّنمية‪ ،‬ومن المالحظ ّ‬ ‫على دور أرس المال البشر ّي في ّ‬
‫الن ّ‬
‫نوعية هذا‬
‫العلمي إلى ّ‬ ‫مجرد التّحصيل‬ ‫تحول الفكر من ّ‬‫االقتصادية لذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫ظروف‬ ‫يساهم في تحسين ال ّ‬
‫ّ‬
‫هيكلية‬
‫ّ‬ ‫البد من تغييرات‬
‫االقتصادي‪ ،‬لذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫فية لما لها من تأثير على ّ‬ ‫التّحصيل والمهارات المعر ّ‬
‫الدراسات‬
‫المتقدمة‪ ،‬اّلتي بّينت ّ‬
‫ّ‬ ‫سد الفجوة مع البلدان‬
‫النامية من أجل ّ‬ ‫مؤسسات التّعليم في البلدان ّ‬‫في ّ‬
‫تم‬
‫االقتصادي كبيرة جدا بحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫المتقدمة وتأثيراتها على ّ‬
‫ّ‬ ‫فية لألفراد في البلدان‬
‫بأن القدرات المعر ّ‬
‫ّ‬
‫بأن مقدار واحد من االنحراف‬ ‫حساب وقياس المهارات عن طريق االنحراف المعياري لألداء ّ‬
‫وتبين ّ‬
‫الفردي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعياري لألداء يعادل ‪ % 2‬من ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي‬
‫ّ‬
‫العامة‪ ،‬وبالتّالي‬
‫ّ‬ ‫بأن األجر هو دافع األفراد إلى التّعليم وتحسين المهارات‬
‫واعتبر (يعقوب ‪ّ )1974‬‬
‫أصبح التّعليم بشكل تقريبي مقياسا ل أرس المال البشر ّي‪ ،‬وقد كان للمهارات لدى القوى العاملة أهمية‬
‫أن دراسة أجراها مجموعة‬‫االقتصادي‪ ،‬غير ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫كبيرة في علم االقتصاد من أجل تفسير التّبيان في ّ‬
‫بأن هناك مشاكل‬‫النامية ّبينت ّ‬
‫قياسي لبيانات مجموعة كبيرة من بلدان العالم ّ‬ ‫من الباحثين بشكل‬
‫ّ‬
‫تعد مرتفعة جدا‬
‫الشباب واّلتي ّ‬‫االقتصادي منها ما يتعّلق ببطالة ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬ ‫كبيرة تعوق دور التّعليم في ّ‬
‫الن ّ‬
‫الداخلة إلى‬
‫وسع بحيث يضمن توظيف األعداد الكبيرة ّ‬ ‫المشكلة الثّانية في قدرة االقتصاد على التّ ّ‬
‫و ّ‬
‫الدوافع الكبيرة أمام سياسات االستثمار في الموارد البشرّية في البلدان‬ ‫سوق العمل‪ ،‬على ّ‬
‫الرغم من ّ‬

‫‪11‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫االقتصادي وتحقيق التّنمية اّلتي من شأنها رفع‬


‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫النامية لما يعتقد من إمكانيتها بالمساهمة في ّ‬
‫ّ‬
‫يؤدي تحقيق توزيع‬
‫أن ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وال يمكن ّ‬
‫ّ‬ ‫النشاط‬
‫الدخول اّلذي بدورة يساهم في تحسين ّ‬‫مستوى ّ‬
‫للدخل والموارد فقط الى القضاء على الفقر اّلذي يعتبر من أصعب المشكالت لدى هذه‬ ‫عادل ّ‬
‫زمنية‬
‫االقتصادي لبيانات سلسة ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫الدراسات حول عالقة التّعليم باالستثمار و ّ‬
‫البلدان‪ ،‬كما بّينت ّ‬
‫الناتج المحّلي‬
‫لمجموعة البلدان من عام ‪ 1970‬الى عام ‪ّ 2010‬أنه ال يوجد تأثير للتّعليم على ّ‬
‫ّ‬
‫الناتج المحلي‬
‫ّ‬ ‫كل من تكوين أرس المال و ّ‬ ‫اإلجمالي ال في المدى القريب وال البعيد بحيث يكون ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أن ّ‬
‫النامية أي ّ‬‫السابقة في حال البلدان ّ‬
‫الدراسة ّ‬
‫اإلجمالي مؤثرين على التّعليم وهو ما يتّفق مع ّ‬
‫سوية التّعليم وزيادة مستوى التّحصيل العلمي وليس العكس‪ ،‬وتأتي‬
‫يؤدي إلى رفع ّ‬ ‫االقتصادي العالي ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫النظامي‬ ‫لكل األفكار اّلتي سبقتها بحيث يرى (لوكس‪ )1988 ،‬بأ ّن ارتفاع التّعليم‬
‫النتيجة مخالفة ّ‬
‫هذه ّ‬
‫ّ ّ‬
‫مو‬ ‫أن تراكم أرس المال البشر ّي سبب في ّ‬
‫الن ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫سبب في ارتفاع ّ‬
‫أما (رومر‪ )1990 ،‬وجد‬‫ئيسية اّلتي من خاللها يتراكم أرس المال البشر ّي‪ّ ،‬‬
‫الر ّ‬‫المستدام‪ ،‬وهو القناة ّ‬
‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أن ّ‬
‫ويعزز انتاجية البحوث‪ ،‬كما ّ‬
‫مو ّ‬ ‫أن أرس المال البشر ّي يوّلد االبتكارات ويحفز ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫يؤدي الى تراكم في أرس المال البشر ّي كما يرى ( ميسر‪ ،) 1996 ،‬وتعارض األبحاث‬ ‫يمكن أن ّ‬
‫االقتصادي واذا كانت تلك األفكار غير‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫هشة االرتباط بين التّعليم و ّ‬
‫ببية ّ‬
‫الس ّ‬
‫تجعل من فكرة ّ‬
‫اقتصادي حقيقي في تلك‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫النامية إلى ّ‬
‫تؤد االستثمارات في التّعليم في البلدان ّ‬
‫اقعية فلماذا لم ّ‬
‫و ّ‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي رقم وصول أرقام اإلنفاق على‬ ‫البلدان؛ ولم تحّقق نسبة مساهمة في ّ‬
‫السبب في عدم تأثير االستثمار في‬ ‫أن ّ‬ ‫االستثمار في الموارد البشر ّي إلى أرقام كبيرة وهذا يدل إلى ّ‬
‫تركز على‬
‫النامية‪ ،‬حيث ّ‬ ‫نوعية االستثمار اّلتي تقوم به البلدان ّ‬
‫الموارد البشرّية على التّنمية يكمن في ّ‬
‫النوع‪ ،‬وعدم وجود سوق عمل يستوعب األعداد المتزايدة من الموارد البشرّية‪.‬‬ ‫الكم وليس على ّ‬
‫ّ‬
‫يعمل أغلب األشخاص باختصاص غير اختصاصاتهم بسبب ضعف االستثمارات من حيث الحجم‬
‫يؤدي الى بطالة كبيرة؛ باإلضافة إلى مشاكل الهدر المالي وضعف‬
‫مما ّ‬
‫وسع لديها ّ‬
‫وضيق أفق التّ ّ‬
‫ّ‬
‫العلمية ومراكز األبحاث المرتبطة بالجامعات‬
‫ّ‬ ‫إنتاجية العمل‪ .‬من جهة أخرى نجد ّ‬
‫أن أغلب البحوث‬
‫وتوجه األبحاث فيها ألغراض التّرّفع الوظيفي دون االرتباط الوثيق‬
‫ّ‬ ‫طابع األكاديمي‬‫يغلب عليها ال ّ‬
‫ّ‬
‫طبيقية للبحوث‪.‬‬
‫والمباشر باألعمال واالبتكار ومجاالت التّ ّ‬
‫هذا ال يقلل من أهمية بناء اإلنسان واالستثمار في الموارد البشرّية من تعليم وتدريب باإلضافة إلى‬

‫المستمر‪ ،‬حيث حّققت دول شرق آسيا قفزة ّ‬


‫نوعية في االستثمار في الموارد البشرّية جنبا إلى‬ ‫ّ‬ ‫التّعليم‬
‫الخاص في‬
‫ّ‬ ‫حتية واعادة الهيكلة وبناء مجتمع المعرفة معتمدة على القطاع‬
‫جنب مع تطوير البنية التّ ّ‬

‫‪12‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫ناعي والتّجار ّي وتحقيق استثمارات ضخمة في مجال ّ‬


‫النفط والغاز‬
‫ّ‬
‫الص‬
‫السريع للقطاع ّ‬ ‫البناء والتّطوير ّ‬
‫والعلوم والتّكنولوجيا ومراكز األبحاث والتّطوير‪ ،‬فقد انتقلت إلى اقتصاد مبني على المعرفة‪ ،‬وتحقيق‬
‫ّ‬
‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي اّلتي ترغب في الوصول إليه بشكل يماثل ّ‬ ‫نمو عال في ّ‬‫ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي و أرس المال يزيد‬
‫ّ‬ ‫أن التّأثير يكون بشكل معاكس ّ‬
‫فنمو ّ‬ ‫أي ّ‬
‫المتقدمة‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫للبلدان‬
‫من أهمية تدريب وتنمية الموارد البشرّية‪.‬‬
‫‪ -2-4‬االستثمار في البحث والتطوير‬
‫المادّية والمو ّاد‬
‫ّ‬ ‫زاد اعتماد االقتصاد في وقتنا الحالي على القدرات الفكرّية بدال من المدخالت‬
‫ّ‬
‫وسع في االعتماد على المعرفة‬ ‫االقتصاديات المعتمدة على المعرفة وا ّن هذا التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بيعية في أغلب‬
‫ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫طورات والتّقانات‬ ‫أدى الى ظهور استثمارات وصناعات جديدة لم تكن موجودة‪ ،‬وساهمت هذه التّ ّ‬
‫المتقدمة إلى زيادة االعتماد‬
‫ّ‬ ‫الدول‬
‫حوالت الجديدة ّ‬ ‫الجديدة في زيادة اإلنتاجية بحيث دفعت هذه التّ ّ‬
‫مما أدى إلى‬
‫ونوعية براءات االختراع ّ‬
‫ّ‬ ‫ونموها‪ ,‬فنما مع ذلك عدد‬
‫اقتصادياتها ّ‬
‫ّ‬ ‫على المعرفة في بناء‬
‫نمو ملحوظ في مخزون المعرفة لديها ونتيجة لذلك ظهرت صناعات جديدة مثل تكنولوجيا المعلومات‬‫ّ‬
‫الحيوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫باإلضافة إلى التّكنولوجيا‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫دور في أداء ّ‬
‫الدور البارز في زيادة عائدات حجم اإلنتاج الكبير‪ ،‬كما أن لها ا‬ ‫تلعب التّكنولوجيا ّ‬
‫اإلنتاجية وغيرها من العوامل اّلتي يوّفرها‬
‫ّ‬ ‫ونمو‬
‫طور ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى دور في البحث والتّ ّ‬
‫ّ‬
‫السابقة حول‬
‫أهمية األفكار ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ورغم‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫االستثمار في التّكنولوجيا لتحقق بذلك زيادة في ّ‬
‫الدراسات‬
‫الماد ّي سيطر على مختلف ّ‬
‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬
‫أن ّ‬ ‫ضرورة االستثمار في البحث والتّطوير والمعرفة؛ غير ّ‬
‫مو إلى مصدرين‬
‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫االقتصادي طويل األجل ‪ .‬ويمكن إرجاع ّ‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫للن ّ‬
‫يبية كأهم المصادر ّ‬
‫التّجر ّ‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫ّ‬
‫الماد ّي – ورأس المال البشر ّي)‬
‫‪ -1‬تراكم العوامل (رأس المال ّ‬
‫‪2‬‬
‫الناتج من التّحسينات في الكفاءة‬
‫كنولوجي ّ‬‫غير التّ‬
‫‪ -2‬التّ ّ‬
‫ّ‬
‫الحدّية لرأس المال‪ ،‬وعدم وجود منافسة‬
‫اإلنتاجية ّ‬
‫ّ‬ ‫حيث اعتمدت نظرّية ‪ Solow‬على عدم تناقص‬
‫طويل من خالل‬‫مو في األجل ال ّ‬
‫للن ّ‬
‫مستمرة ّ‬
‫ّ‬ ‫معدالت‬ ‫السوق؛ ويرى ‪ّ Solow‬‬
‫بأن تحقيق ّ‬ ‫كاملة داخل ّ‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أثر زيادة العوائد مع الحجم وأثر الوفورات‬

‫‪1‬‬
‫‪- R.J.Barro , Determinants of Economic growth : A Cross-Country Empirical Study (MIT press,1997‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-2 : R.M. Solow, “Technical change and the aggregate production function”, Review of Economics and‬‬
‫‪Statistics, vo39, No. 3 (August 1957), pp. 312.‬‬

‫‪13‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الناتج أن ينمو بدون حدود‪ ،‬وذلك ّ‬


‫بمعدل متزايد‬ ‫بأنه يمكن لنصيب الفرد من ّ‬ ‫وجاء ‪ Romer‬ليرى ّ‬
‫ومعدل العائد على رأس المال يمكن أن يتزايد مع زيادة‬
‫ّ‬ ‫معدل االستثمارات‬
‫فإن ّ‬ ‫الزمن‪ ،‬وبالتّالي ّ‬
‫خالل ّ‬
‫متغير‬ ‫غير التّكنولوجي‬ ‫رصيد رأس المال ( بدال من أن يتناقص ) ‪ ،‬ويرى ‪ Romer‬أيضا ّ‬
‫بأن التّ ّ‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشكل األساسي لعنصر رأس المال من‬ ‫يتم الحصول عليه من خالل التّراكم المعرفي باعتباره ّ‬ ‫داخلي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بخاصّية تناقص الغّلة مع الحجم ‪diminishing returns‬‬ ‫ّ‬ ‫كنولوجية اّلتي تتمتّع‬
‫ّ‬ ‫خالل األبحاث التّ‬
‫يتم‬
‫تؤدي إلى مضاعفة حجم المعرفة اّلتي ّ‬‫كنولوجية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫أن مضاعفة مدخالت األبحاث التّ‬ ‫(أي ّ‬
‫ّ‬
‫أن إلنتاج‬
‫(أي ّ‬
‫الخارجية نتيجة االستثمار في المعرفة ّ‬
‫ّ‬ ‫إنتاجها)‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وجود الوفورات‬
‫ألن‬
‫الشركات األخرى)‪ ،‬وذلك ّ‬
‫خارجية على إمكانيات اإلنتاج في ّ‬
‫ّ‬ ‫الشركات آثار‬
‫المعرفة لدى إحدى ّ‬
‫المعرفة ال يمكن إخفاؤها‪.‬‬
‫الخارجية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الناتجة عن الوفورات‬
‫الموضح من قبل ‪ Romer‬يعالج مشكلة تزايد العوائد ّ‬
‫ّ‬ ‫النموذج‬
‫إن ّ‬‫ّ‬
‫نمو ال ّس ّكان ومستوى دخل الفرد‪ّ ،‬إال أنها لم‬
‫معدل ّ‬
‫متعددةٌ أوضح العالقة ما بين ّ‬
‫فهناك محاوالت ّ‬
‫الدولة‪ ،‬ويعتمد على‬
‫الدولة أو نابع من داخل ّ‬
‫متغير خارج عن ّ‬
‫تأخذ في حسبانها عنصر التّكنولوجيا ك ّ‬
‫معدالت‬
‫الخارجية للمعرفة‪ ،‬بحيث يمكن أن يعطى ّ‬ ‫الداخلي واآلثار‬ ‫غير التّكنولوجي‬
‫تراكم المعرفة والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫مو ووصولها إلى مرحلة‬ ‫الن ّ‬
‫معدالت ّ‬
‫النموذج فكرة تباطؤ ّ‬
‫طويل؛ وبالتّالي ينتقد ّ‬
‫نمو متزايدة في األجل ال ّ‬‫ّ‬
‫الناتج بين دول العالم ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫معدالت نصيب الفرد من ّ‬‫طويل‪ ،‬كما يناقض فكرة تقارب ّ‬ ‫الثّبات في األجل ال ّ‬
‫الدول األكثر قدرة على اقتناء عنصري التّكنولوجيا والمعرفة ّ‬
‫تتقدم بصورة أكبر خالل‬ ‫أن ّ‬‫ويصل إلى ّ‬
‫الدول األخرى اّلتي تكون ّ‬
‫أقل قدرة على اقتناء عنصري التّكنولوجيا والمعرفة‪ .‬وفي دراسة‬ ‫الزمن من ّ‬
‫ّ‬
‫طور والتّنمية له أثر‬
‫أن لالستثمار في البحث والتّ ّ‬
‫تبين ّ‬
‫لمجموعة من الباحثين عن االقتصاد التّايواني ّ‬
‫طويل‬ ‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي على المدى القصير بحوالي ‪ 0.02%‬ويزيد على المدى ال ّ‬
‫ايجابي على ّ‬
‫الصادرات وفي التّكنولوجيا العالية‬ ‫نمو حجم ّ‬ ‫الزيادة في ّ‬
‫إلى ‪ ،0.04%‬إضافة إلى أثر هذه ّ‬
‫قدم‬
‫يدل على دور االستثمار والتّ ّ‬ ‫دل على شيء فإ ّنه ّ‬ ‫الحقيقي ة وهذا إن ّ‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫للصناعات وفي األجور‬
‫ّ‬
‫المستمرة في رأس المال‬
‫ّ‬ ‫نموه من خالل التّحسينات‬‫االقتصادي بعوامل ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫كنولوجي في رفد ّ‬ ‫التّ‬
‫ّ‬
‫توخي الحذر من ارتفاع البطالة نتيجة العتماد سياسة اإلحالل؛ لذلك‬
‫اإلنتاجية مع ّ‬
‫ّ‬ ‫البشر ّي والعمل و‬
‫البد من دعم التّدريب المهني والتّقني لرفع جودة العمل مع األخذ بعين االعتبار ارتفاع األسعار‬
‫كان ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Paul Romer, "Increasing Returns and Long Run Growth" Journal of Political Economy, University of‬‬
‫‪Chicago Press, 1986, p1003.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- - O.P, "Increasing Returns and Long Run Growth", p1034.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Yungchang Jeffery Bor, Yih-Chyi Chuang, and other, A dynamic general equilibrium model for public‬‬
‫‪R&D investment in Taiwan, Economic Modelling 27 ,2010, p181.‬‬

‫‪14‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫وبمكن‬
‫الدراسة ضمن التّوّقعات المقبولة في المجتمع ّ‬ ‫ولكن يبقى حسب ّ‬ ‫االقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫نتيجة زيادة ّ‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضخم من خالل االبتكار والتّعليم لزيادة‬
‫تعويض تأثير التّ ّ‬
‫‪ -3-4‬االستثمار الحكومي ودورة األعمال‬
‫ّ‬
‫الدورات‬
‫مية المحّلّية ليس لها أي تأثير إيجابي على ّ‬
‫بأن االستثمارات الحكو ّ‬
‫الدراسات ّ‬
‫تبين العديد من ّ‬
‫ّ‬
‫سياسية‬
‫ّ‬ ‫الفاعلية‪ ،‬لذا ينبغي عدم توظيف الحكومات لالستثمارات المحّلّية كأداة‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية من حيث‬
‫ّ‬
‫الحكومية المركزّية المعتمدة على دعم‬
‫ّ‬ ‫اختالف بين االستثمارات‬
‫ٌ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وهناك‬
‫ّ‬ ‫لتحقيق االستقرار‬
‫للس ّكان مثل‬
‫تهتم بالوضع المعيشي ّ‬‫حتية وغيرها وبين االستثمارات المحّلّية اّلتي ّ‬
‫اإلنتاج مثل البنية التّ ّ‬
‫الحكومية المركزّية‬
‫ّ‬ ‫عليمية‪ .‬وا ّن معظم االستثمارات‬
‫والمرافق التّ ّ‬
‫الص ّحة‬
‫الص ّح ّي واإلسكان و ّ‬
‫الصرف ّ‬
‫ّ‬
‫المتّصلة باإلنتاج بحيث تكون أي زيادة في البنية التّ ّ‬
‫تتكون من استثمارات البنية التّ ّ‬
‫‪.1‬‬
‫حتية‬ ‫حتية‬ ‫ّ‬
‫الصناعي‪ ،‬وتحسين‬‫األساسية لإلنتاج تزيد بشكل مباشر على االستثمارات في قطاع اإلنتاج ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الخاص من الوصول إلى األسواق عن طريق شبكة البنية‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية‪ ،‬ويزيد من فرص االستثمار‬
‫ّ‬
‫الخاص في‬
‫ّ‬ ‫يزاحم القطاع‬ ‫العام‬
‫ّ‬ ‫أن زيادة االستثمار‬
‫العام ‪ ،‬غير ّ‬
‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫حتية اّلتي يستثمر فيها القطاع‬
‫التّ ّ‬
‫من التّركيز على قطاعات‬ ‫العام‬
‫الالزمة لتمويل االستثمارات‪ ،‬لذلك ال ّبد لالستثمار ّ‬‫المدخرات ّ‬
‫توفير ّ‬
‫الضروري‬
‫االجتماعية ‪ ،‬ويعتبر من ّ‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫نافسية من خالل زيادة عوائده‬
‫اإلنتاجية والقدرة التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اّلتي تزيد من‬
‫مؤسسات قادرة على التّخطيط وتحليل التّكاليف والمنافع من االستثمارات‬ ‫النامية أن توّفر ّ‬‫للبلدان ّ‬
‫الخاص‪.‬‬
‫العام و ّ‬
‫كاملية بين القطاع ّ‬
‫وقياس العوائد والتّقييم وقادرة على خلق التّ ّ‬
‫األجنبية‬
‫ّ‬ ‫‪ -4-4‬نظريات االستثمارات‬
‫العالمية من أجل‬
‫ّ‬ ‫الشركات إلى اقتسام األسواق‬
‫يسعى االستثمار في ظروف المنافسة االحتكارّية بين ّ‬
‫الشركات المحّلّية‪ ،‬بنقل جزء من نشاطها إلى تلك البلدان‬
‫تحقيق مزيد من األرباح من خالل منافسة ّ‬
‫حصة من األسواق المحّلّية مثل‬
‫للسيطرة على أكبر ّ‬ ‫الشركات األجنبية بمجموعة من اإلجراءات ّ‬
‫وتقوم ّ‬
‫الرخص والوكاالت ‪ .)....‬ويمكن أن تكون االستثمارات المحّلّية غير قادرة على تلبية‬
‫التّصدير بيع ّ‬
‫الشركات القادمة من خارج البلدان اّلتي تتمتّع‬
‫اخلية وغير قادرة على منافسة ّ‬ ‫السوق ّ‬
‫الد ّ‬ ‫احتياجات ّ‬
‫قدم واستخدام التّكنولوجيا‪ ،‬وتمتعها بجودة في تقديم منتجاتها بشكل أفضل من‬
‫بدرجة عالية من التّ ّ‬
‫االقتصادية في‬
‫ّ‬ ‫الشركات المحّلّية‪ .‬ومعه أصبح االستثمار األجنبي المباشر من أهم التّدّفقات‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫)‪-Tomomi Miyazaki, Public investment and business cycles: The case of Japan, Journal of Asian Economics 20 (2009‬‬
‫‪422.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Aizenman, J. On the‬‬ ‫‪hidden links between financial and trade opening. Journal of International Money and Finance 27 (3), 2008,‬‬
‫‪372.‬‬
‫‪3‬‬
‫?‪- Eduardo Cavallo, Christian Daude, Public investment in developing countries: A blessing or a curse‬‬
‫‪Journal of Comparative Economics 39, 2011, p71.‬‬

‫‪15‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫النامية‪ ،‬على اعتبارها وسيلة لبناء القدرات‬


‫مصدر حرجا للبلدان ّ‬
‫ا‬ ‫االقتصاد العالمي حيث يعتبر‬
‫النوع من‬
‫االنتاجية وتحقيق التّنمية المستدامة‪ ،‬حيث غ ّيرت هذه البلدان من سياساتها تجاه هذا ّ‬
‫ميزي و ّ‬
‫السياسات التّجارّية الجديدة والقوانين واالتّفاقيات وأصبحت‬ ‫السلوك التّ ّ‬
‫االستثمارات من خالل ّ‬
‫نموها‬
‫مما زاد في ّ‬
‫ولية‪ّ ،‬‬
‫الد ّ‬
‫نائي في اتّفاقيات االستثمار ّ‬ ‫النهج الث‬
‫النهج اإلقليمي على ّ‬
‫تفضل اتّباع ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الهزات العنيفة اّلتي ضربت االقتصاد العالمي‬
‫الرغم من ّ‬ ‫وتوسعها وفتحت األسواق بشكل أكبر على ّ‬
‫ّ‬
‫المالية حيث نما االستثمار األجنبي المباشر إلى أن أصبح في عام ‪ 2012‬أكبر‬ ‫ّ‬ ‫مثل األزمات‬
‫النامية ‪ 566‬مليار دوالر في نهاية عام ‪2012‬‬ ‫حصة البلدان ّ‬
‫الخارجي وكانت ّ‬ ‫مصدر ل أرس المال‬
‫ّ‬
‫الدولي أي استحوذت على نسبة ‪ %39‬من‬
‫ّ ّ‬ ‫نوي لالستثمار ّ‬
‫الصادر عن البنك‬ ‫الس ّ‬
‫حسب التّقرير ّ‬
‫النامية‬
‫األلفية وبهذا يمكن للبلدان ّ‬
‫ّ‬ ‫العالمية مقارنه بنسبة ‪ %12‬في أول‬
‫ّ‬ ‫حصة االستثمارات األجنبية‬
‫ّ‬
‫العالمية‬
‫ّ‬ ‫السوق المحّلّية والوصول إلى أسواق التّكتّالت‬
‫التّغّلب على الحلقة المفرغة المتمّثلة في ضيق ّ‬
‫السياسات االستثمارّية فقد كانت‬‫الصادرة‪ .‬أما ّ‬
‫اّلتي تحّقق نموا متزايدا في االستثمارات الوافدة أو ّ‬
‫قيد لهذه االستثمارات‬
‫موجهة لجذب االستثمارات وتحريرها في نفس الوقت ارتفعت نسبة سياسات التّ ّ‬‫ّ‬
‫االقتصادي وبقدر قليل على‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫وتركز حوافز االستثمار على أهداف ّ‬
‫لتبلغ ‪ %27‬في العام ‪ّ 2013‬‬
‫سياسية لجذب االستثمارات على‬
‫ّ‬ ‫أهداف التّنمية المستدامة فالحكومات تستخدم سياسات التّحفيز كأداة‬
‫أي على‬
‫العام ّ‬
‫السياسات لما فيها من إساءة لتخصيص المال ّ‬ ‫الرغم من االنتقادات الموجهة لمثل هذه ّ‬ ‫ّ‬
‫تلك البلدان أن توائم بين الحوافز االستثمارّية وبين أهداف التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫عالمية لتحقيق التّنمية المستدامة إلى ما بين ‪ 5‬الى ‪ 7‬ترليون دوالر‬
‫ّ‬ ‫وتبلغ الحاجة إلى استثمارات‬

‫النامية منها حوالي ‪ 4.5‬ترليون دوالر وهي ّ‬


‫‪1‬‬
‫موجهه بشكل أساسي‬ ‫سنويا؛ وتبلغ متطّلبات البلدان ّ‬
‫الزراعة‬
‫طات الكهرباء والمياه‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬‫السكك الحديدية والموانئ ومح ّ‬ ‫طرقات و ّ‬ ‫ألغراض ال ّ‬
‫مشكلة‬
‫النامية ّ‬
‫غير المناخي‪ ،‬فستواجه البلدان ّ‬
‫الص ّحة والتّخفيف من أثار التّ ّ‬
‫يفية والتّعليم و ّ‬
‫الر ّ‬
‫والتّنمية ّ‬
‫المسؤولية لوحده لذلك يجب أن‬
‫ّ‬ ‫لعام تحمل هذه‬
‫كبيرة في تأمين الموارد‪ ،‬حيث ال يستطيع القطاع ا ّ‬
‫إن كاّفة‬
‫الخاص في االستثمار في القطاعات المرتبطة بأهداف التّنمية المستدامة‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫يشرك القطاع‬
‫األجنبية في البلدان األخرى لم تستطع تقديم تفسير مقبول الختيار‬
‫ّ‬ ‫المفسرة لالستثمارات‬
‫ّ‬ ‫النظريات‬
‫ّ‬
‫هذه االستثمارات بلدانا دون غيرها رغم حاجة كاّفة البلدان إلى مثل هذه االستثمارات‪ ،‬فاالستثمارات‬
‫الحرّية اّلتي‬
‫األجنبية تخضع لشروط وقوانين البلدان المستضيفة لذلك يبقى األمر مرهونا بمدى ّ‬ ‫ّ‬
‫النوع من االستثمار‪.‬‬
‫كل دولة لهذا ّ‬
‫تمنحها ّ‬

‫‪ - 1‬تقرير االستثمار العالمي ‪ ،2014‬االمم المتحدة نيويورك‪ ،‬ص‪.2014 ،3‬‬

‫‪16‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االستثمار ومحدداته‬


‫مما يتطّلب‬
‫معينه ّ‬
‫معين من المخاطر ودرجة ربح ّ‬ ‫لكل منها مستوى ّ‬‫هناك العديد من االستثمارات ّ‬
‫االقتصادية وأهدافها بحيث يحّقق مشاركة واسعة في‬
‫ّ‬ ‫اختيار مزيج استثماري متوافق مع ّ‬
‫السياسات‬
‫السلبي على االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫التّنمية‪ ،‬باإلضافة إلى تقليل األثر‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫اقتصاديات ال ّتنمية المستدامة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬أنواع االستثمار و‬

‫االقتصادية القائمة اليوم فوفقا لخبراء‬


‫ّ‬ ‫النقاشات‬
‫مدرستين على معظم ّ‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫تهيمن في للفكر‬
‫الحد من القيود‬
‫الضرائب‪ ،‬و ّ‬ ‫على الحكومات أن تعمل على خفض ّ‬ ‫يتعين‬ ‫السوق ّ‬
‫الحرة‪ّ ،‬‬ ‫اقتصاد ّ‬
‫نظيمية‪ ،‬واصالح قوانين العمل‪ ،‬أي مزيد من االنفتاح أمام االستثمار لكي تسمح للمستهلكين‬
‫التّ ّ‬
‫القتصاديات جون ماينارد كينز‪ّ ،‬‬
‫يتعين على‬ ‫ّ‬ ‫باالستهالك وللمنتجين بخلق فرص العمل‪ .‬ووفقا‬
‫النظر عن مخاطر‬ ‫المالي بغض ّ‬ ‫طلب الكّلي من خالل التّحفيز‬ ‫الحكومات أن تعمل على تعزيز ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن أّيا منهما لم ينجح في تقديم نتائج وحلول لمشاكل الفقر‬
‫العام‪ ،‬غير ّ‬
‫المالي وضياع المال ّ‬ ‫التّحفيز‬
‫ّ‬
‫السوق في البلدان ّ‬
‫النامية والبطالة‪.‬‬ ‫وضعف الموراد وصغر حجم ّ‬
‫بالنسبة لباقي‬
‫ولكن نتائجها تكاد ال تذكر ّ‬‫ّ‬ ‫السوق ّ‬
‫الحرة نتائج عظيمة لألغنياء‪،‬‬ ‫اقتصاديات ّ‬
‫ّ‬ ‫قدمت‬ ‫ّ‬
‫أوروبا على تقليص اإلنفاق‬ ‫ّ‬ ‫الس ّكان‪ .‬واآلن تعمل الحكومات في الواليات المتّحدة وأجزاء من‬ ‫ّ‬
‫األساسية‪ ،‬والتّدريب على الوظائف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الحد من خلق فرص العمل‪ ،‬واالستثمار في البنية‬ ‫االجتماعي‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية أحوالهم على‬
‫ّ‬ ‫ياسات‬ ‫الس‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫م‬ ‫حك‬ ‫للت‬
‫ّ ّ ّ ّ‬‫ياسي‬ ‫الس‬ ‫المال‬ ‫ن‬‫يدفعو‬ ‫ذين‬‫ل‬‫ّ‬‫ا‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ياء‬
‫ألن األثر‬
‫ّ‬
‫تتعرض لمشاكل كبيرة‪ .‬أما الحلول الكينزية اّلتي‬ ‫خير ما يرام حتّى لو كانت المجتمعات من حولهم ّ‬
‫النتائج اّلتي‬
‫كل البعد عن تحقيق ّ‬‫الضخمة كانت أيضا بعيدة ّ‬ ‫انية ّ‬
‫السهل وعجز الميز ّ‬
‫تعتمد على المال ّ‬
‫المالية في عام ‪ 2008‬ففي نهاية‬
‫ّ‬ ‫جربت حكومات عديدة اإلنفاق التّحفيزي بعد األزمة‬
‫وعدت بها‪ ،‬ف ّ‬
‫الدعم القصير األجل لسببين واضحين ارتفعت ديون الحكومات بشكل‬ ‫المطاف ورغم هذا؛ فشل هذا ّ‬
‫الدائمة ( ‪AAA‬‬
‫أن الواليات المتّحدة فقدت مكانتها ّ‬
‫كبير جدا وانخفضت تصنيفاتها االئتمانية‪ ،‬حتّى ّ‬
‫‪1‬‬
‫الخاص لم يستجب بزيادة االستثمار في األعمال التّجارّية وتوظيف العدد‬
‫ّ‬ ‫أن القطاع‬
‫) باإلضافة ّ‬
‫العمال الجدد‪.‬‬
‫الكافي من ّ‬

‫‪ - 1‬اي انخفض قدرة الواليات المتحدة االمريكية غلى اللتزام بسداد الديون‪ ،‬وارتفاع مخاطر االئتيمان‬

‫‪17‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫أسمالية ودورها في ال ّتنمية المستدامة‬


‫الر ّ‬ ‫السلع ّ‬
‫‪ -1-1‬أنواع ّ‬
‫االقتصاديات الكنزية هي ّأنها أساءت فهم طبيعة االستثمار‬
‫ّ‬ ‫السوق ّ‬
‫الحرة و‬ ‫اقتصاديات ّ‬
‫ّ‬ ‫المشكلة في‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫غيرت الحاجة الى أنواع من االستثمارات تراعي القضايا المتعّلقة بالتّنمية المستدامة‪،‬‬
‫الحديث‪ ،‬حيث ت ّ‬
‫يقدم‬
‫الخاص واّلذي يهدف منه لتحقيق ربح ولن ّ‬
‫ّ‬ ‫أن االستثمار يقوده القطاع‬
‫فكل من المدرستين تعتقد ّ‬
‫ّ‬
‫أسمالية ما لم يكن العائد على االستثمار كافي على األقل لتغطية‬
‫المستثمر على شراء أصول ر ّ‬
‫ألن‬ ‫السوق ّ‬
‫الحرة) أو ّ‬ ‫نظيمية منخفضة (في نموذج ّ‬
‫الضرائب والقيود التّ ّ‬‫التّكاليف ويتحّقق هذا بسبب ّ‬
‫الخاص اليوم تعتمد على‬
‫ّ‬ ‫فإن استثمارات القطاع‬
‫النموذج الكنزي)‪ .‬ومع هذا ّ‬ ‫طلب الكّل ّي مرتفع (في ّ‬
‫ال ّ‬
‫الدولة باإلنفاق لشراء سلع استثمارّية ضرورّية إلقامة مشاريع‬ ‫عام حيث تقوم ّ‬‫استثمارات القطاع ال ّ‬
‫اإلنتاجية ولتحسين مستوى معيشة المواطن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬‫أسمالي وزيادة ال ّ‬
‫الر‬
‫عامه تهدف إلى زيادة التّكوين ّ‬
‫ّ‬
‫الدخل القومي عن طريق‬ ‫أي استثمار عام هو المساهمة بأكبر قدر ممكن في ّ‬ ‫والهدف من وراء ّ‬
‫ّ‬
‫العام‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كاملية بين القطاعين فما لم يستثمر القطاع‬
‫أن العالّقة تّ ّ‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬أي ّ‬
‫‪1‬‬
‫األجور والفائض‬
‫ّ‬
‫يستمر في اكتناز أمواله أو إعادتها إلى المساهمين في هيئة‬‫ّ‬ ‫الخاص سوف‬
‫ّ‬ ‫فإن القطاع‬
‫ويحكمه‪ّ ،‬‬
‫أرباح أو إعادة الشراء‪.‬‬
‫‪ -1-1-1‬انواع السلع الرأسمالية‬
‫الرأسمالي‬
‫تؤدي إلى زيادة التّكوين ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫أسمالية واّلتي من شانها ّ‬
‫الر ّ‬ ‫السلع ّ‬
‫يمكن تصنيف ستّة أنواع من ّ‬
‫ّ‬
‫ط ما يترتّب عليه خلق منافع‬ ‫فق ّ‬ ‫الحقيقية‬
‫ّ‬ ‫في المجتمع "‪ ، 2‬وتعتبر هذه االستثمارات في األصول‬
‫ثم ثروة المجتمع "‪.3‬‬
‫اقتصادية إضافية تزيد من ثروة المستثمر ومن ّ‬‫ّ‬
‫النقل وكاّفة أنواع االستثمار اّلتي‬
‫ومعدات ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ -‬رأس المال التّجار ّي ويشمل المصانع واآلالت‬
‫الرأسمالي في المجتمع وتتأّلف من استثمارات‬ ‫اإلنتاجية والتّكوين ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫تهدف إلى زيادة ال ّ‬
‫ّ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للشركات‬
‫وسع والتّحديث باإلضافة إلى أنظمة المعلومات المملوكة ّ‬ ‫التّجديد ‪ ،‬والتّ ّ‬
‫‪4‬‬

‫طاقة والمياه‪ ،‬وكابالت األلياف‬


‫الحديدية وشبكات ال ّ‬ ‫السكك‬ ‫األساسية وتشمل ال ّ ق‬
‫ّ‬ ‫طر و ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب‪ -‬البنية‬
‫وئية‪ ،‬والمطارات‪ ،‬والموانئ البحرّية‪.‬‬
‫الض ّ‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬يقصد بالفائض االجتماعي‪ :‬إجمالي القيمة المضافة لنشاط من قبل جميع أفراد المجتمع الذين يتأثرون بهذا النشاط ‪.‬وهذا يشمل‬
‫أولئك الذين يشاركون مباشرة في النشاط‪ ،‬وكذلك األطراف األخرى الذين قد تتأثر بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫‪ - 2‬بابا‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظـل التطـورات العالميـة الراهنـة‪ ،‬مذكرة لنيل الدكتوراه في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2004 ،‬ص‪39‬‬
‫‪ - 3‬حافظ فيصل‪ ،‬دور االستثمار المباشر في تنمية اقتصاد المملكة العربية السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Bhattacharyya Debarshi, Management Accounting,2011,Dorling Kindersley, India,p744.‬‬

‫‪18‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫وصحة القوى العاملة‪ ،‬وأصبح المورد‬


‫ّ‬ ‫ت‪ -‬رأس المال البشر ّي ويتمثّل في التّعليم والمهارات‬
‫أكد علماء االقتصاد منذ وقت‬ ‫البشر ّي ودرجة كفاءته هو العامل الحاسم لتحقيق التّ ّ‬
‫قدم‪ ،‬وقد ّ‬
‫أكد‪ Stewart‬على‬‫االقتصادي‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أهمّية تنمية الموارد البشرّية في تحقيق ّ‬
‫طويل ّ‬
‫مكانية توظيفها لتصبح رأس مال بحيث يتم استثمارها بشكل أمثل‪ .‬ويرى‬
‫همية المعرفة وا ّ‬
‫أ ّ‬
‫أن االستثمار في العنصر البشر ّي من أعلى أنواع رأس المال قيمة ّ‬
‫ألنه عن‬ ‫"الفرد مارشال" ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫تكنولوجية تحّقق ّ‬
‫ّ‬ ‫كمّيات إلى طاقات‬
‫مجرد ّ‬ ‫طريق العنصر البشر ّي ّ‬
‫تتحول الثّروات من ّ‬
‫قدم للمجتمع‪ . 1‬وفي زمن العولمة واقتصاد يعتمد على المعرفة ينظر إلى‬
‫قتصادي والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اال‬
‫ومهم لمواجهة عصر‬
‫ّ‬ ‫نافسية وهو عامل مساهم‬
‫كعنصر أساسيا للقدرة التّ ّ‬
‫ا‬ ‫الموارد البشرّية‬
‫وتحسين جودة الخدمات‪ ،‬ويرى ) ‪ ( Rodney & John‬في‬
‫ّ‬ ‫المنافسة من خالل الكفاءات‬
‫فاعلية الموارد البشرّية بشكل‬
‫ّ‬ ‫الشركات على زيادة‬ ‫ظمات و ّ‬ ‫دراسة عام ‪ 1999‬تزايد اعتماد المن ّ‬
‫كبير من خالل االستثمار في العنصر البشر ّي كالتّدريب والتّعّلم ورفع القدرات ال ّذ ّ‬
‫اتية لتحقيق‬
‫أن تقييم‬
‫وتوصلت دراسة (‪ ) ABUBAKAR, Salisu‬عام ‪ 2012‬إلى ّ‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫األداء المبتكر‪. 2‬‬
‫وخاصة الخدمات منها يتم عن طريق أفضل قيمة محّققة من خالل االستثمار في‬
‫ّ‬ ‫الشركات‬
‫ّ‬
‫العنصر البشر ّي باإلضافة إلى أفضل محاسبة لإلنفاق على الموارد البشرّية مثل تلك المتعّلقة‬
‫االجتماعية والتّوظيف واالختيار من خالل تحسين جودتها‬ ‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫بالتّدريب والتّعليم و ّ‬
‫ألن المعرفة‬
‫الحقيقية ّ‬
‫ّ‬ ‫الشركات‬
‫نتاجيتها‪ .‬واالعتراف بالموارد البشرّية كأصل من أصول ّ‬ ‫وا ّ‬
‫أهمّية كبيرة لمستقبل مختلف أنواع االستثمارات‪ ،‬في عصر الثّورة‬
‫وتنمية الموارد البشرّية ذات ّ‬
‫بأنها تزداد عبر استثمار اآللة بدل اإلنسان‪ ،‬بينما في االقتصاد‬‫ميزت الثّروة ّ‬
‫ناعية ت ّ‬
‫الص ّ‬‫ّ‬
‫وخاصة بالقدرة على‬
‫ّ‬ ‫بأن الثّروة تتوّلد من االستثمار في المعرفة‬
‫المبنى على المعرفة نجد ّ‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االستفادة بشكل واسع من التّكنولوجيا‬

‫تشكل‬
‫األساسية في المجتمع بحيث ّ‬‫ّ‬ ‫كنولوجية‬
‫ّ‬ ‫العلمية والتّ‬
‫ّ‬ ‫ث‪ -‬رأس المال الفكري ويتمثّل بالمعرفة‬
‫الحقيقية بين‬
‫ّ‬ ‫الحقيقية لالستثمارات وأصبحت معها المنافسة‬
‫ّ‬ ‫المعرفة المتزايدة والمتراكمة الثّروة‬

‫الدول هي في محاولة بناء وتنمية رأس المال الفكري ّ‬


‫بكل الوسائل‬ ‫االستثمارات بل وبين ّ‬

‫‪ 1‬مصدر سابق‪ ، ،‬إستراتيجية إدارة المعرفة في منظمات األعمال ‪.134،‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Teng-Chu Steve Chiu, The Impact of Human Resources Investment for Public Sectors, 2012, IPEDR‬‬
‫‪vol.29, Singapore,p134.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- ABUBAKAR, Salisu, CAPITALIZING HUMAN RESOURCE INVESTMENTS OF QUOTED SERVICE‬‬
‫‪COMPANIES IN NIGERIA: A STUDY OF EXPERTS’ PERCEPTION, 2012, abu.edu, Nigeria, p1.‬‬

‫‪19‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الدخول إلى اقتصاد‬‫عملية االنتاج و ّ‬


‫ّ‬ ‫الممكنة بحيث توّفر هذه االستثمارات خدمات كبيرة لبدء‬
‫رس المال الفكري واالعتماد عليه في ذلك‪.1‬‬ ‫مبني على المعرفة من خالل االستفادة من أ‬
‫ّ‬
‫الص ّحة والمدن‪.‬‬
‫الزراعة و ّ‬
‫تدعم ّ‬
‫األو ّلية اّلتي ّ‬
‫بيعي األنظمة البيئية والموارد ّ‬ ‫ج‪ -‬رأس المال الط‬
‫ّ ّ‬
‫المجتمعية اّلتي تمكن التّجارة والتّمويل والحكومات من العمل‬
‫ّ‬ ‫ح‪ -‬رأس المال االجتماعي الثّقة‬
‫ّ‬
‫وكل هذه األنواع تلعب دو ار ممي از‪.‬‬
‫بكفاءة ّ‬
‫تكاملية فمن غير الممكن أن يحّقق االستثمار‬
‫ّ‬ ‫الستّة من رأس المال بطريقة‬
‫وتعمل هذه األشكال ّ‬
‫المالية أن تعمل‬
‫ّ‬ ‫األساسية ورأس المال البشر ّي‪ ،‬وال تستطيع األسواق‬
‫ّ‬ ‫التّجار ّي ّ‬
‫الربح في غياب البنية‬
‫طبيعي‪ ،‬بما في ذلك المناخ‬ ‫إذا نضبت الثّقة اّلتي تثمل رأس المال االجتماعي‪ ،‬وبدون رأس المال ال‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫اآلمن‪ ،‬والتّربة الخصبة‪ ،‬والمياه المتاحة‪ ،‬والحماية من الفيضانات تذهب أنواع رأس المال األخرى‬
‫العامة في رأس‬
‫بكل سهولة‪ .‬وما لم تتوّفر القدرة للجميع على الوصول إلى االستثمارات ّ‬
‫الرياح ّ‬
‫أدراج ّ‬
‫أي‬
‫الدخل والثّروة ّ‬ ‫المال البشر ّي‪ ،‬فسوف تقع المجتمعات فريسة ألشكال من التّفاوت بين ّ‬
‫الناس في ّ‬
‫تروج الحكومات ألنماط جديدة من‬
‫اقتصاديات التّنمية المستدامة الجديدة‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّإننا في احتياج إلى‬
‫العام‪.‬‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية المشتركة بين القطاع‬
‫ّ‬ ‫االستثمار يعتمد على‬

‫‪"Determinants of investment":‬‬ ‫محددات االستثمار‬


‫‪ّ -2‬‬

‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫تحدد االستثمار على ّ‬
‫يمكن تبويب العوامل اّلتي ّ‬

‫"‪"Return‬‬ ‫همية الحافز االساسي لالستثمار ‪:‬‬


‫‪ -1-2‬العائد وأ ّ‬

‫هووو القيمووة المتوّقعووة للعوائوود المحتموول حوودوثها عنوود االسووتثمار فووي المشووروع "‪ ،2‬وهنووا نتحو ّودث فووي حالووة‬
‫أن المسووتثمر يصووعب‬ ‫أكوود واّلتووي يصووعب فيهووا تحديوود عائوود االسووتثمار المتوّقووع بسووهولة‪ ،‬حيووث ّ‬
‫عوودم التّ ّ‬
‫وإن المسووتثمر يسووعى لتقوودير العائوود‬
‫عليوه أن يحو ّودد بدّقووة معو ّودل العائوود المتوّقووع علووى االسووتثمار‪ ،‬ولووذلك فو ّ‬
‫بأنه "هو المقابل‬ ‫أن ذلك يساعده في تقدير المخاطر المحيطة بهذا العائد‪ .‬ويمكن تعريف العائد ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫اّلووذي يطمووح المسووتثمر بالحصووول عليووه مسووتقبال نظيوور اسووتثماره ألموالووه‪ ،‬فالمسووتثمر يتطّلووع دائمووا إلووى‬
‫هذا العائد بهدف تنمية ثروته وتعظيم أمالكه"‪ ،3‬وتزداد رغبة المستثمر في االستثمار كّلموا كوان العائود‬
‫مما يزيد من قدرته على تمويل المشاريع المطروحة لديه ويجعل‬
‫ومستواه المحّقق في المشروع مرتفعا‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-R. Venkata Subramani, Accounting for Investments, Equities, Futures and Options,2011,John Wiley,‬‬
‫‪Singapore, p5.‬‬
‫‪ - 2‬رمضان زياد‪ ،‬مبادئ االستثمار المالي والحقيقي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص‪.315‬‬
‫‪ - 3‬خربوش حسني‪ ،‬االستثمار والتمويل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،1990 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪20‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫أن العائود هوو الحوافز‬


‫العائد علوى االسوتثمار مون أهوم العوامول اّلتوي تح ّودد حجوم االسوتثمار وهوذا يعنوي ّ‬
‫‪1‬‬

‫الخاصة‪ ،‬ويمكن أن يكون العائد ليس ماديوا كموا الحوال فوي االسوتثمارات‬ ‫ّ‬ ‫األساسي لجميع المشروعات‬
‫ّ‬
‫ماد ّي‪.‬‬
‫الصعب أن تقاس على شكل ّ‬ ‫عامة ومن ّ‬ ‫بحيث تكون المنفعة ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الخدمية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬

‫"‪" Interest rate‬‬ ‫‪ -2-2‬سعر الفائدة بين االقتراض وال ّتمويل ال ّذاتي‬
‫ّ‬
‫إما على االقتراض أو‬ ‫يكون لسعر الفائدة دور في تحديد االستثمار ّ‬
‫ألن األخير يعتمد في التّمويل ّ‬
‫فإن سعر الفائدة يتمثّل في تكلفة‬
‫اتية‪ ،‬وفي حالة اعتماد التّمويل على االقتراض ّ‬
‫على الموارد ال ّذ ّ‬
‫فإن سعر‬
‫اتي ّ‬‫أما وفي حال اعتماده على التّمويل الذ‬‫اقتراض األموال المستخدمة في االستثمار؛ ّ‬
‫ّ ّ‬
‫يسمى‬
‫الفائدة يتمثّل في تكلفة أفضل خيار متخلى عنه أي تكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬وفي كال الحالتين ّ‬
‫سعر الفائدة تكلفة االستثمار طبعا مع ثبات العوامل األخرى‪ ،‬وكّلما ارتفع سعر الفائدة ينخفض‬
‫صحيح حيث بارتفاع سعر الفائدة يميل مالك رأس المال إلى تفضيل الفائدة على‬
‫ٌ‬ ‫االستثمار والعكس‬
‫أن الفارق بسي ٌ‬
‫ط بين العائد وسعر الفائدة‪ ،‬وال يكفي أن ينخفض سعر الفائدة‬ ‫تشغيل األموال حتّى لو ّ‬
‫ظف أمواله في مشاريع؛ بل يجب أن يكون ّ‬
‫معدل العائد على‬ ‫ليكون المستثمر على عجلة ليو ّ‬
‫الصافي المتوّقع من إضافة وحدة استثمار‬
‫معدل العائد ّ‬
‫أي ّ‬‫االستثمار أعلى أو يساوي سعر الفائدة ّ‬
‫سلبي على حجم االستثمار‪.2‬‬
‫ٌّ‬ ‫أن تأثير سعر الفائدة هو تأثير‬
‫أي ّ‬
‫واحدة‪ّ ،‬‬
‫التوقعات‪" Expectations":‬‬ ‫‪-3-2‬‬

‫حديات اّلتي يواجهها‬


‫المستقبلية (التّوّقعات) من التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫غير في رصيد ال ّ‬ ‫يعتبر التّ ّ‬
‫االقتصادي يكون لها أثر كبير في حجم‬
‫ّ‬ ‫طاقة في فترات االنتعاش‬‫االستثمار‪3‬؛ فالتّ ّنبؤ بزيادة هذه ال ّ‬
‫طاقة‬ ‫فإن التّ ّنبؤ يكون باتّجاه خفض حجم االستثمار ّ‬
‫ألن رصيد ال ّ‬ ‫الركود ّ‬ ‫أما في حاالت ّ‬ ‫االستثمارات ّ‬
‫غير في‬
‫اإلنتاجية المتوّقع يصبح ضعيفا‪ .‬تؤثّر العديد من العناصر في تحديد التّوّقعات منها التّ ّ‬
‫السوق بشكل عام باإلضافة إلى‬ ‫الشركات المدرجة في االستثمار في ّ‬ ‫مستوى االستثمار‪ ،‬وعدد ّ‬
‫فكل هذه العوامل يمكن أن تؤثّر جميعها على‬ ‫الضرائب الجديدة‪ّ ،‬‬ ‫ياسية كالقوانين و ّ‬
‫الس ّ‬‫غيرات ّ‬
‫التّ ّ‬
‫الصعب التّ ّنبؤ بها مسبقا‪ ،‬أيا كان األمر فمن المتّفق‬
‫لكن من ّ‬
‫فعالة‪ ،‬و ّ‬
‫توّقعات رجل األعمال بصورة ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Walter J. Wessels, Economics, Joe Sabatino, 2006, USA,p105.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Majed Bader, Ahmad Ibrahim Malawi, The Impact of Interest Rate on Investment in Jordan‬‬
‫‪ACointegration Analysis, Hashemite University,2010, Jordan, JKAU, vol24, N1,p199.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- William Boyes, Michael Melvin, Macroeconomics, 2010, jo sabatino, eighth edition, usa.p200.‬‬

‫‪21‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫السلوك االستثماري سواء‬


‫أن التّوّقعات تلعب دو ار كبي ار في اتّجاهات ّ‬
‫االقتصاديين ّ‬
‫ّ‬ ‫عليه بين المحّللين‬
‫يبررها أم لم تفعل‪.‬‬
‫أن لها ما ّ‬
‫هده التّوّقعات ّ‬
‫أثبتت ّ‬

‫‪" Technological progress":‬‬ ‫قدم ال ّتكنولوجي‬


‫‪ -4-2‬ال ّت ّ‬
‫ّ‬
‫غيرات في‬‫إن التّكنولوجيا الجديدة غالبا ما تتطّلب رؤوس أموال جديدة‪ ،‬من خالل الحاجة للتّ ّ‬ ‫ّ‬
‫قدم التّكنولوجي‬‫طلب على رأس المال بغية تلبية هذه المتطّلبا ت مثل التّ ّ‬
‫‪1‬‬
‫التّكنولوجيا لزيادة ال ّ‬
‫ّ‬
‫وئية على مزيد من‬ ‫الض ّ‬
‫تقنية األلياف ّ‬
‫الضخمة في أجهزة الكمبيوتر‪ .‬وقد حفز تطوير ّ‬ ‫واالستثمارات ّ‬
‫ناعية المعتمدة‬
‫الص ّ‬ ‫المالية و ّ‬
‫ّ‬ ‫التلفزيوني والخدمات‬
‫البث ّ‬
‫الضخمة من قبل شركات الهاتف و ّ‬‫االستثمارات ّ‬
‫قنية‪.2‬‬
‫على الثّورة التّ ّ‬

‫إن للتكنولوجيا الحديثة تأثي ار كبي ار على تخفيض التّكاليف وزيادة اإلنتاج وخلق أسواق جديدة وتوظيف‬
‫كمّيات أقل من‬
‫وتحسين في المنتجات القائمة‪ ،‬مع استخدام ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمال جدد وتقديم منتجات جديدة‬ ‫ّ‬
‫عناصر اإلنتاج إلنتاج الحجم نفسه‪ ،‬وتعتبر من العوامل الهامة في التّأثير على قرار االستثمار‪.‬‬
‫‪ -5-2‬الفائض االقتصادي‪" Economic surplus":‬‬
‫ّ‬
‫الناتج داخل االقتصاد مطروحا منه‬
‫االقتصادي المتمثّل في ّ‬
‫ّ‬ ‫أي بلد على الفائض‬
‫يعتمد االستثمار في ّ‬
‫االقتصادي يمكن من‬
‫ّ‬ ‫العامة‪ .‬فتوّفر الفائض‬
‫ّ‬ ‫استهالك المنتجين وعائالتهم إضافة إلى المصاريف‬
‫ّ‬
‫حتية وزيادة عدد المشاريع المستهدفة ذات األهداف المرتبطة‬
‫اقتطاع جزء منه لالستثمار في البنية التّ ّ‬
‫حرك للحكومات بتوّفر التّمويل المطلوب عوضا عن‬ ‫إمكانية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أي ّأنه يتيح‬
‫بالتّنمية المستدامة ّ‬
‫االقتراض‪.‬‬
‫"‪" Political and economic stability‬‬
‫االقتصادي‪:‬‬ ‫السياسي و‬
‫‪ -6-2‬االستقرار ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المحددة لالستثمار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫أي بلد من أهم العوامل‬
‫ياسي في ّ‬ ‫يعتبر توّفر االستقرار االقتصادي والس‬
‫ّ ّ ّ‬
‫األولي واألساسي في وضع خطط‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫واّلذي قد يفوق تأثيره العوامل ّ‬
‫المادّية‪ ،3‬ويؤثّر االستقرار على القرار‬
‫ألنه يؤثّر على إمكانيات تحقيق عوائد في المستقبل‪.4‬‬
‫االستثمار ّ‬
‫‪ -7-2‬العمل‪" Labor":‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- O.P. William Boyes, Michael Melvin, Macroeconomics, p200.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- G S Gupta, Macroeconomics theory and applications , 2E,2004,tata McGraw hill,p126.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Borner Silvio, Bodmer Frank, Kobler Markus,2004, Development Centre Studies Institutional Efficiency‬‬
‫‪and its Determinants The role of political factors in economic growth, un, OECD, p24.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Charles Albert Michalet, Strategies of Multinationals and Competition for Foreign Direct‬‬
‫‪investment,1997,world Bank, p15.‬‬

‫‪22‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫أن االستثمار الجديد يتطلّب‬


‫أن هناك ارتباطا وثيقا بين العمل واالستثمار انطالقا من ّ‬
‫المؤكد ّ‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫الدولة وترتبط عالقة العمل‬
‫أن حجمها يعتمد على الفلسفة المعتمدة من قبل ّ‬ ‫عمالة جديدة‪ّ ،‬إال ّ‬
‫المتغيرات‬
‫ّ‬ ‫الس ّكان والتّركيب العمري ّ‬
‫للس ّكان بحيث تؤثّر‬ ‫واالستثمار بمجموعة عوامل منها حجم ّ‬
‫الالزم‬
‫انية على التّنمية مبدئيا بإبطاء جهود التّنمية وهذا يعني ضرورة حساب حجم االستثمار ّ‬ ‫الس ّك ّ‬
‫ّ‬
‫انية‬
‫الس ّك ّ‬
‫الزيادة ّ‬
‫الناجم عن ّ‬
‫طلب ّ‬ ‫وتسبب زيادة ال ّ‬
‫الص ّحة والتّعليم والمجاالت األخرى‪ّ ،‬‬
‫من أجل الغذاء و ّ‬
‫للس ّكان صغار‬
‫الهرمية ّ‬
‫ّ‬ ‫معدالت اإلعالة واتّساع القاعدة‬
‫تنموية كثيرة من أهمها ارتفاع ّ‬
‫ّ‬ ‫المرتفعة عوائق‬
‫الجيدة خصوصا في مجال التّعليم‬ ‫الس ّن بما يتطّلب إنفاق متواصل لتوفير الحياة المناسبة والخدمة ّ‬
‫ّ‬
‫االستهالكية واالحتياج للعديد من المرافق األخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الص ّحة والمتطّلبات األخرى‬
‫و ّ‬
‫"‪" National income‬‬ ‫الدخل القومي‪:‬‬
‫‪ّ -8-2‬‬
‫ّ‬
‫طرق إلى الجوانب التّالية‪:‬‬ ‫القومي في تحديد حجم االستثمار يجب التّ ّ‬ ‫الدخل‬
‫ألهمّية ّ‬
‫نظ ار ّ‬
‫ّ‬
‫الدخل القومي حيث يزداد الدخل القومي‬ ‫‪ ‬حجم الدخل القومي‪ :‬يرتبط االستثمار طرديا مع ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية والقطاعات‬
‫ّ‬ ‫بازدياد االستثمار والعكس صحيح‪ ،‬ويتأثّر االستثمار بطبيعة التّركيبة‬
‫طور كّلما أمكن زيادة االستثمار‪،‬‬ ‫المكونة لذلك االقتصاد فكّلما كانت متوازنة من حيث التّ ّ‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫تقدم إذ ّ‬
‫النحو اّلذي ّ‬
‫أن العالّقة بين االستثمار وتحّقق األرباح‪ ،‬ال تنطبق دوما على ّ‬
‫غير ّ‬
‫ببية بين االستثمار واألرباح‪ ،‬قد تكون في االتّجاه المعاكس في بعض الحاالت‪،‬‬
‫الس ّ‬
‫العالّقة ّ‬
‫أن االستثمار قد يكون سلبيا في المستوى المرتفع من ّ‬
‫الدخ ل‪ – 1‬حسب نظرّية‬ ‫بمعنى ّ‬
‫(النظرّية الكينزية)‪ -‬كما ويؤثّر االستهالك على قدرة االقتصاد على‬
‫مضاعف االستثمار ّ‬
‫المدخرات اّلتي يمكن أن تزيد عن حاجات الفرد عن‬
‫تمويل التّنمية من خالل حجم ّ‬
‫يحول دون تمويل االستثمار‪.2‬‬
‫االستهالك وبالتّالي ّ‬
‫العام لألسعار ‪ّ :‬‬
‫يؤدي ارتفاع األسعار إلى إحجام أفراد المجتمع عن عدم إيداع‬ ‫اال ّتجاه‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫العمليات اّلتي‬
‫ّ‬ ‫وجه نحو المضاربة في األراضي والعقارات وغيرها من‬
‫أموالهم لدى البنوك والتّ ّ‬
‫ال تخدم االقتصاد‪ ،‬وبالتّالي عدم تعبئة تلك األموال لالستفادة منها في االستثمارات ويحصل‬
‫لعدة‬ ‫غيرات على المستوى ّ‬
‫العام لألسعار ّ‬ ‫العكس في حال انخفاض األسعار ويمكن إرجاع التّ ّ‬
‫النقود وتداولها‪ ،‬وحجم اإلنتاج‪ ،‬وأسعار المستوردات‪ ،‬وكلفة عوامل‬
‫عوامل منها عرض ّ‬

‫‪ - 1‬الزين منصوري‪ ،‬آليات تشجيع وترقية االستثمارات كأداة لتمويل التنمية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- O.P Walter J. Wessels, Economics,2006, p150.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- G S Gupta, Macroeconomics theory and applications , 2E,2004,tata McGraw hill.124.‬‬

‫‪23‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلنتاجية‪ .‬ويمكن التّعبير عن داّلة االستثمار بالعوامل اّلتي ترتبط‬


‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫الداخلة في‬
‫اإلنتاج ّ‬
‫عكسية والمعبر عنا بالتّالي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بها بعالّقة سواء كانت إيجابية أو‬

‫)‪I = f (Y,R,W,Q,FMP,F,T,BC,YT-1,KT-1,U‬‬
‫‪FMP‬‬ ‫السياسات المالية‬ ‫االستثمار‬ ‫‪=I‬‬ ‫‪‬‬
‫‪F‬‬ ‫القيود المالية‬ ‫‪ =Y ‬المخرجات‬
‫‪T‬‬ ‫العامل التكنولوجي‬ ‫‪ =R ‬معدل الفائدة‬
‫‪BC‬‬ ‫مؤشر الثقة باألعمال‬ ‫‪=W‬معدل األجور‬ ‫‪‬‬
‫‪Y-T-1‬‬ ‫المخرجات في العام السابق‬ ‫‪=Q ‬نقطة توبن‬
‫‪U‬‬ ‫عوامل أخرى‬ ‫‪ K_1‬رأس المال في العام السابق‬ ‫‪‬‬
‫وتأثير هذه العوامل في االستثمار فمنها من يؤثّر باإليجاب ومنها من يكون تأثيره سلبي على‬
‫ّ‬
‫الداّلة االستثمارّية كما هو مبين في الجدول التّالي‪:‬‬
‫تتحسن ّ‬
‫االستثمار حيث ّ‬
‫لمحددات االستثمار على داّلة االستثمار‬
‫الجدول (‪ )1-2‬اختالف ال ّتأثير ّ‬

‫أو بتغير احدي هذه العوامل‬ ‫بانخفاض كل من العوامل‬ ‫بزيادة كل من العوامل‬


‫الصعوبات المالية‬ ‫المخرجات الحالية أي عوائد‬
‫السياسات المالية‬ ‫االستثمار‬
‫المخرجات المتنوعة السنوية‬ ‫معدل األجور‬
‫مخرجات أسهم رأس المال‬ ‫التطور التكنولوجي‬
‫مشاريع االستثمار الحكومية‬
‫تطور مستوى الثقة باألعمال‬
‫السابقة وعلى درجة‬
‫المحددات ّ‬
‫ّ‬ ‫قوة التّرابط بين‬
‫وتعتمد درجة التّأثير على منحنى االستثمار على مدى ّ‬
‫المحددات‬
‫حساس لكثير من العوامل و ّ‬‫أن االستثمار هو عنصر ّ‬ ‫توصلنا إلى ّ‬
‫التّأثير في االستثمار‪ ،‬قد ّ‬
‫مستقر‪ ،‬وتعود هذه العوامل إلى طبيعة‬
‫ّ‬ ‫المؤثّرة فيه‪ ،‬لذلك كان االستثمار كثير التّقلّبات وغير‬
‫كل نوع استثماري عن اآلخر ‪.‬‬
‫تميز ّ‬‫المحددات والمبادئ والخصائص اّلتي ّ‬
‫ّ‬

‫المحددات والعوامل لجذب وتطوير وتشجيع االستثمار‪،‬‬


‫ّ‬ ‫حيث تعمل الحكومات على إيجاد تلك‬
‫أن‬
‫بمعنى ّأنها تعمل على تحسين بيئة أداء األعمال أو توفير المناخ المناسب لالستثمار‪ .‬ويبدو ّ‬
‫المالية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بحية التّجارّية‪ ،‬والقيود‬
‫الر ّ‬
‫يبية هي ّ‬
‫تبين التّحليالت التّجر ّ‬
‫أهمّية‪ ،‬كما ّ‬
‫المحددة األكثر ّ‬
‫ّ‬ ‫العوامل‬
‫الفنّية‬
‫السنوات ال ‪ 20‬الماضية‪ ،‬في حين العوامل ّ‬ ‫ولقد أثرت كثي ار على مستوى االستثمار على مدى ّ‬

‫‪24‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫عمليات اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى التّمويل اّلذي يلعب دو ار كبي ار في‬


‫ّ‬ ‫هي أكثر تأثي ار فيما يتعّلق بترشيد‬
‫ق اررات االستثمار‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث ال ّثالث‪ :‬مصادر تمويل االستثمار‬


‫االقتصاديات المعاصرة‪ ،‬ورأس المال‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية في‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫إن التّمويل يعتبر أحد أهم األنشطة لتطوير ال ّ‬‫ّ‬
‫خاصة‪.‬‬‫عامة كانت ّأم ّ‬‫االقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫يعد حاجة ملحة لكاّفة القطاعات‬‫ّ‬

‫المعدات‬
‫ّ‬ ‫مالية في بادئ األمر من أجل الحصول على‬ ‫اقتصادية تحتاج إلى موارد ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤسسة‬
‫فكل ّ‬‫ّ‬
‫الصناعي والتّجار ّي‪ ،‬وأخي ار من أجل تسديد التزاماتها‬
‫طور ّ‬ ‫والتّجهيزات‪ ،‬وثانيا من أجل مواكبة التّ ّ‬
‫ّ‬
‫وتنموية وتتطّلب‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية‬
‫ّ‬ ‫لكل بلد في العالم سياسة‬
‫إن ّ‬ ‫واستحقاقاتها من أجور ومصاريف وغيرها‪ّ .‬‬
‫تنوعت المشروعات‬ ‫مويلية‪ ،‬ومهما ّ‬
‫نموية وذلك حسب احتياجات وقدرات البالد التّ ّ‬‫تخطيط المشاريع التّ ّ‬
‫أن التّمويل له‬ ‫الدم الجاري في جسم اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫أي ّ‬ ‫فإنها تحتاج إلى التّمويل حيث يعتبر التّمويل بمثابة ّ‬
‫ّ‬
‫تؤدي إلى‪:1‬‬
‫نموية اّلتي يمكن أن ّ‬
‫السياسات التّ ّ‬
‫فعال في تحقيق ّ‬ ‫دور ّ‬
‫مشكلة البطالة‪.‬‬
‫حل ّ‬‫الالزمة إلنجاز المشاريع اّلتي تساهم في ّ‬
‫‪ ‬توفير رؤوس األموال ّ‬

‫المعيشية لهم (توفير‬


‫ّ‬ ‫الوضعية‬
‫ّ‬ ‫الرفاهية ألفراد المجتمع عن طريق تحسين‬
‫‪ ‬تساعد في تحقيق ّ‬
‫السكن ‪ ,‬العمل ‪)...‬‬
‫ّ‬
‫مما يتطّلب حشد جميع الموارد المتاحة‬‫اإلنتاجية ّ‬
‫ّ‬ ‫أي بلد إلى تنمية الموارد‬
‫تحتاج التّنمية في ّ‬
‫واستخدامها في قطاعات االقتصاد المختلفة‪ ،‬ويعتبر جذب االستمارات المالئمة وتوزيعها بين مختلف‬
‫الشروط لتحقيق أهداف التّنمية وتحتاج هذه االستثمارات إلى التّمويل اّلذي‬
‫أهم ّ‬
‫جوانب االقتصاد من ّ‬
‫يمكن أن يأتي من مصادر مختلفة‪.‬‬

‫اخلية لتمويل االستثمارات ‪"Internal sources to finance investments" :‬‬


‫الد ّ‬‫‪ -1‬المصادر ّ‬

‫اخلية لتمويل االستثمارات إلى ‪:‬‬


‫الد ّ‬‫وتقسم المصادر ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -1-1‬الضرائب‪"Taxes" :‬‬

‫يتم تحصيله من كاّفة‬


‫الالزمة لالستثمار‪ ،‬واّلتي ّ‬
‫الضرائب مصد ار مهما لجمع األموال ّ‬
‫تعتبر ّ‬
‫الدخل‪ ،‬وضرائب غير‬‫فرضها على شكل ضرائب مباشرة كضريبة ّ‬ ‫القطاعات‪ ،‬وتستطيع الحكومات ّ‬
‫الضرائب غير مرتفع لكي ال يكون هناك‬ ‫مباشرة على شكل ضريبة المبيعات‪ ،‬ويجب أن يكون ّ‬
‫معدل ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- TR Jain, OP Khanna, Development Problems and Policies, V. K. publications, New Delhi, LE,2006,‬‬
‫‪pp,103,104.‬‬

‫‪26‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫صاعدية لكي‬
‫ّ‬ ‫الضرائب يجب أن تتّصف بالتّ‬
‫االدخار ‪ ،‬و ّ‬
‫‪1‬‬
‫تأثير عكسي على قدرة األفراد على العمل و ّ‬
‫للدخول‪.‬‬
‫يبية ّ‬
‫الضر ّ‬
‫تحّقق العدالة ّ‬

‫"‪" Public debt‬‬ ‫الدين العام‪:‬‬


‫‪ّ -2-1‬‬

‫تتضمن تكلفة‬
‫ّ‬ ‫نموية طويلة األجل واّلتي‬
‫تقوم الحكومات باعتماد سياسة االقتراض لتمويل مشاريعها التّ ّ‬
‫أن له أعباء كبيرة على االقتصاد‪ ،‬وتقوم الحكومة بدفع‬‫العام‪ ،‬ومن عيوبه ّ‬
‫بالدين ّ‬‫ويعبر عنه ّ‬
‫عالية ّ‬
‫فوائد القرض مع المبلغ األساسي‪ .‬ويمكن أن يكون االقتراض من األشخاص وبنوك تجارّية‬
‫ّ‬
‫ولية وبلدان صديقة‪ ، 2‬وتقع تلك‬
‫ّ ّ‬ ‫الد‬ ‫مويل‬‫الت‬
‫ّ‬ ‫سات‬‫ومؤس‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫المركز‬ ‫المصرف‬
‫ّ‬ ‫مالية ومن‬
‫ومؤسسات ّ‬
‫ّ‬
‫العام يؤثّر على القطاعات المنتجة بدرجة‬
‫الدين ّ‬‫أن ّ‬
‫بعدة صور باإلضافة إلى ّ‬
‫األعباء على المجتمع ّ‬
‫مما يؤثّر بشكل مباشر على إمكانية تحقيق التّنمية‪.‬‬
‫أكبر من القطاعات الغير منتجة‪ّ ،‬‬
‫"‪"Economic surplus‬‬ ‫االقتصادي ‪:3‬‬ ‫‪ -3-1‬الفائض‬
‫ّ‬
‫مما قد يحّقق فوائض في‬
‫نموية‪ّ ،‬‬
‫وجهات التّ ّ‬
‫الدولة جزء من األموال لتمويل األنشطة ذات التّ ّ‬
‫تخصص ّ‬ ‫ّ‬
‫يحد من‬
‫ضخم ّ‬‫أن التّ ّ‬
‫ويعبر عنها بإيرادات رأس المال المستثمر غير ّ‬
‫الدولة ّ‬‫اإليرادات اّلتي تجنيها ّ‬
‫معدل‬
‫مما يزيد من عدم قدرتها على تحقيق ّ‬
‫الدولة على توفير األموال الالزمة من أجل التّنمية ّ‬
‫قدرة ّ‬
‫اقتصادي قادر على اقتطاع جزء منه بهدف تمويل التّنمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫ّ‬
‫"‪"Domestic savings‬‬ ‫المدخرات المحّلّية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-4-1‬‬

‫وتتضمن‪:4‬‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي‬
‫مصدر مهما لتمويل االستثمارات ولتحقيق التّراكم ّ‬
‫ا‬ ‫المدخرات المحّلّية‬
‫تعتبر ّ‬
‫ّ‬
‫الشخصي‬‫لي أو ّ‬ ‫‪ّ ‬ادخار القطاع المنز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫الشراكات‬
‫‪ّ ‬ادخار قطاع ّ‬
‫‪ّ ‬ادخار القطاع الحكومي‬
‫ّ‬
‫الريف‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫الخاص‬
‫ّ‬ ‫القطاع‬‫و‬ ‫لي‬‫ز‬‫المن‬ ‫القطاع‬ ‫هما‬ ‫اثنين‬ ‫قطاعين‬ ‫من‬ ‫تأتي‬ ‫المدخرات المحّلّية‬
‫إن معظم ّ‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫االدخار‬
‫العام فتأثير ضعيف‪" ،‬والبلدان ذات ّ‬
‫االدخار‪ ،‬أما ّادخار القطاع ّ‬
‫يشكل مجمل ّ‬ ‫والمدينة‪ ،‬حيث ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- O.P. Development Problems and Policies, p103.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- TR Jain, Public Finance and International Trade,2009, new Delhi, Vilam.Jain, p100.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- R.n.tripathy, M. tripathy, Public Finance and Economic Development in India,1985.mittal.p231.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Laurence Whitehead, Emerging Market Democracies: East Asia and Latin America, Johan Hopkins‬‬
‫‪university, 2002, p6.‬‬

‫‪27‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الضعيف غير قادة على تحقيق تراكم رأس مالي فتلجأ إلى رفد مواردها عن طريق االستثمار‬
‫المحّل ّي ّ‬
‫السندات وشهادات االستثمار واعفاء ودائع صناديق‬‫األجنبي المباشر" ‪ ،‬وتقوم الحكومات بإصدار ّ‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫االدخار البنكي‪ ،‬والتّسليف‬
‫الصغير‪ ،‬والتأمين على الحياة‪ ،‬و ّ‬‫االدخار ّ‬
‫االدخار من أجل تشجيع ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولة‪.‬‬
‫كل أطراف ّ‬‫شعبية تشمل ّ‬ ‫االدخار إلى ظاهرة‬
‫عملية ّ‬
‫يفية‪ ،‬لتصل ّ‬ ‫الر ّ‬
‫عاوني في المجتمعات ّ‬ ‫الت‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الدول كنسبة من الّناتج المحّلي اإلجمالي‬
‫االدخار المحّل ّي في بعض ّ‬
‫الجدول (‪ّ )1-3‬‬
‫‪2‬‬
‫ّ‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫الدولة‬
‫‪31.10‬‬ ‫‪31.67‬‬ ‫‪30.75‬‬ ‫‪30.46‬‬ ‫‪34.02‬‬ ‫‪32.71‬‬ ‫‪31.53‬‬ ‫‪30.70‬‬ ‫‪24.62‬‬ ‫الهند‬
‫‪26.43‬‬ ‫‪24.90‬‬ ‫‪22.79‬‬ ‫‪24.00‬‬ ‫‪23.32‬‬ ‫‪23.23‬‬ ‫‪22.43‬‬ ‫‪22.30‬‬ ‫‪19.81‬‬ ‫هنغاريا‬
‫‪-2.82‬‬ ‫‪2.78‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪-1.11‬‬ ‫‪-7.26‬‬ ‫‪-5.66‬‬ ‫‪-7.35‬‬ ‫‪-2.87‬‬ ‫‪-0.25‬‬ ‫االردن‬
‫‪62.62‬‬ ‫‪52.88‬‬ ‫‪48.05‬‬ ‫‪58.47‬‬ ‫‪55.55‬‬ ‫‪57.54‬‬ ‫‪52.14‬‬ ‫‪42.72‬‬ ‫‪34.26‬‬ ‫الكويت‬
‫‪39.48‬‬ ‫‪40.31‬‬ ‫‪38.11‬‬ ‫‪43.79‬‬ ‫‪43.28‬‬ ‫‪44.50‬‬ ‫‪44.34‬‬ ‫‪43.42‬‬ ‫‪42.46‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪50.09‬‬ ‫‪42.32‬‬ ‫‪36.17‬‬ ‫‪53.47‬‬ ‫‪48.47‬‬ ‫‪50.13‬‬ ‫‪51.32‬‬ ‫‪45.94‬‬ ‫‪41.82‬‬ ‫السعودية‬
‫‪18.39‬‬ ‫‪28.14‬‬ ‫‪31.87‬‬ ‫‪28.61‬‬ ‫‪19.64‬‬ ‫‪17.17‬‬ ‫‪17.90‬‬ ‫‪28.15‬‬ ‫سورية‬
‫المتوسط‬
‫‪19.54‬‬ ‫‪19.73‬‬ ‫‪19.21‬‬ ‫‪21.46‬‬ ‫‪22.47‬‬ ‫‪22.18‬‬ ‫‪21.63‬‬ ‫‪21.55‬‬ ‫‪20.86‬‬
‫العالمي‬
‫المصدر‪world bank, database, world economic indicator, domestic saving, :‬‬

‫عودية س ّجلت نسب مرتفعة من‬


‫الس ّ‬‫كل من الهند والكويت وماليزيا و ّ‬‫أن ّ‬‫السابق ّ‬
‫نالحظ من الجدول ّ‬
‫االدخار سلبي‬
‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫أما األردن فنالحظ ّ‬
‫الدخل‪ّ ،‬‬‫االدخار المحّل ّي يعزى بشكل كبير إلى ارتفاع مستوى ّ‬
‫ّ‬
‫االدخار المحّلي‬
‫متوسط ّ‬ ‫الناتج المحلّي اإلجمالي‪ ،‬ويتراوح‬
‫هائي إلى ّ‬ ‫بسبب ارتفاع نسبة االستهالك الن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫السورّية على خلق االستثمار وتوظيف‬ ‫يدل على قدرة الجمهورّية العر ّبية ّ‬
‫في سورّية ‪ %23‬وهذا ّ‬
‫ولية أو غيرها‪.‬‬
‫الد ّ‬
‫المؤسسات ّ‬
‫ّ‬ ‫المدخرة في االستثمار دون الحاجة إلى االقتراض من‬
‫األموال ّ‬

‫"‪"Fiscal deficit‬‬ ‫‪ -5-1‬العجز المالي‪:‬‬

‫أن تحّققه من‬‫الالزم لتمويل استثماراتها واّلتي ممكن ّ‬


‫عندما ال تستطيع الحكومة حشد التّمويل ّ‬
‫العامة عندما ال‬
‫ّ‬ ‫العام تلجا إلى التّمويل بالعجز‪ ،‬ويؤثّر العجز المالي على الموازنة‬
‫الدّين ّ‬
‫الضرائب و ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المصرف‬
‫ّ‬ ‫مما يطر‬
‫المكملة لتمويل االستثمارات من بنوك أو بلدان ّ‬‫ّ‬ ‫الدولة على األموال‬
‫تحصل ّ‬
‫النقود في البلد‬
‫كمّية ّ‬
‫مما يزيد ّ‬‫المركز ّي إلى طباعة عملة جديدة كنتيجة لذلك لمواجهة القروض ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michael L. Hess, Doorways to Development: Foreign Direct Investment Policies. UMI, USA, 2008. p120.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- worldbank.org/data.‬‬

‫‪28‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫ضخم‪ ،‬لذلك يجب أن ال يتجاوز العجز‬ ‫النقود في أنشطة إنتاج ّية يحدث التّ ّ‬
‫وعندما ال تستخدم هذه ّ‬
‫مية‪ ،‬ويضاف إلى المصادر‬ ‫ضخ ّ‬
‫الحد اآلمن اّلذي ال يؤثّر على االقتصاد ويحدث األزمات التّ ّ‬
‫المالي ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫لخاصة وهي األرباح المحتجزة واالهتالكات والمؤونات‬
‫اخلية للتّمويل مصادر تمويل االستثمارات ا ّ‬‫الد ّ‬
‫ّ‬
‫الضرائب في تمويل استثماراتها‪ ،‬حيث تبلغ مستوى مرتفع‬ ‫ناعية إلى االعتماد على ّ‬
‫الص ّ‬‫الدول ّ‬‫وتلجأ ّ‬
‫بالنسبة للبلدان‬
‫في بعض البلدان كالواليات المتّحدة وفرنسا‪ ،‬باإلضافة إلى التّمويل بالعجز‪ ،‬أما ّ‬
‫الدين العالمي لالقتراض وال تملك دخول كبيرة تستطيع من‬ ‫النامية فال تستطيع الوصول الى أسواق ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الضريبي‪ ،‬واقتصادها الضعيف لتحمل‬ ‫هرب ّ‬ ‫يبية كبيرة باإلضافة إلى التّ ّ‬
‫خاللها تحقيق عائدات ضر ّ‬
‫االدخار المحّلي ذات االفق المحدود‪.‬‬
‫نموية و ّ‬
‫الضرائب‪ ،‬فهي تعتمد على المنح التّ ّ‬
‫مثل هذه ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -2‬مصادر ال ّتمويل الخارجي ‪" External sources for finance investment":‬‬


‫ّ‬
‫اخلية عن تأ ّمين األموال‬
‫الد ّ‬‫الخارجية للتّمويل عند عجز المصادر ّ‬
‫ّ‬ ‫يتم االعتماد على المصادر‬‫ّ‬
‫يتم‬
‫الالزمة لالستثمارات ّ‬
‫النقص في األموال ّ‬
‫االقتصادية ولتعويض عن ّ‬
‫ّ‬ ‫الالزمة لتكملة خطط التّنمية‬
‫ّ‬
‫الخارجية وهي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وجه إلى المصادر التّمويل‬
‫التّ ّ‬
‫‪ -1-2‬االستثمار األجنبي المباشر "‪"FDI‬‬
‫ّ‬
‫ولية اّلتي تقوم‬
‫الد ّ‬
‫الشركات ّ‬
‫يعد من مصادر تمويل االستثمارات بالحصول على رؤوس أموال من ّ‬ ‫ّ‬
‫حكم بسياساته وباألرباح المحّققة من‬
‫يتعدى ذلك إلى إدارته والتّ ّ‬
‫ط بامتالك رأس المال بل ّ‬
‫ليس فق ّ‬
‫الدولة المضيفة لالستثمار‬ ‫المصدرة لالستثمار حسب قوانين ّ‬‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫االستثمار يمكن أن تعود إلى ّ‬
‫كنولوجية وعلى‬
‫ّ‬ ‫العلمية والتّ‬
‫ّ‬ ‫طورات‬
‫األجنبي‪ ،‬وتأتي الحاجة إلى هذه االستثمارات بالتّزامن مع أخر التّ ّ‬
‫ّ‬
‫للدولة المضيفة‪ .‬هناك العديد من االعتبارات اّلتي تجعل‬ ‫تقدم على شكل منافع كبيرة ّ‬‫شكل خبرات قد ّ‬
‫الالزم‬
‫النامية‪ .‬فهو مصدر لتدفق رأس المال ّ‬ ‫بالنسبة للبلدان ّ‬
‫األجنبي المباشر ضروريا ّ‬ ‫من االستثمار‬
‫ّ‬
‫الحاد في‬
‫ّ‬ ‫النقص‬‫ويعوض ّ‬ ‫النامية‪ّ ،‬‬
‫الدول ّ‬‫لتمويل عجز الميزان التّجار ّي اّلذي تعاني منه الكثير من ّ‬
‫عمليات التّنمية واالستثما ر‪ ، 2‬ويساهم االستثمار في تنمية قطاع‬ ‫ّ‬ ‫االدخار القومي وذلك بتمويل‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدول المضيفة أو في نقل التّكنولوجيا وكنتيجة‬ ‫التّصدير وفي تنمية أنشطة البحوث والتّطوير في ّ‬

‫‪ - 1‬ويقصد باألرباح المحتجزة تلك األموال التي ال تقوم الشركة بتوزيعها على المساهمين وذلك لتقوية مركزها المالي وهو متاح لكل منشأة‬
‫تحقق أرباح وال يحتاج لضمانات‪.‬‬
‫‪ -‬االهتالك هو النقص الذي يحدث في قيمة االستثمار بفعل االستخدام أو بفعل الزمن لذلك توم الشركة باقتطاع جزء يسمى قسط االهتالك‬
‫لحيازة استثمار جديد‪.‬‬
‫‪ -‬المؤونات هي مبالغ مالية تخصص لمواجهة الخسائر أو التكاليف أو النفقات‪.‬‬
‫‪- 2‬مصدر سابق‪ ،‬دور االستثمار المباشر في تنمية اقتصاد المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪29‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫النامية‬
‫الدول ّ‬
‫ستتطور وسوف تفتح قنوات التّسويق والتّصدير‪ ،‬هذا "وتخشى ّ‬
‫ّ‬ ‫العمال‬
‫فإن مهارات ّ‬
‫لذلك ّ‬
‫سلبية على المستوى‬
‫سياسية ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية وما يترتّب عليها أثار من‬
‫ّ‬ ‫بعية‬
‫من أخطار االحتكار والتّ ّ‬
‫األجنبية‪.1‬‬ ‫أي تعارض في المصالح بينها وبين االستثمارات‬
‫ولي في حالة ظهور ّ‬ ‫المحلي والد‬
‫ّ‬ ‫ّّ ّ ّ‬
‫"‪"Foreign Aid‬‬ ‫الخارجية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2-2‬المساعدات‬

‫أجنبية وتكون على شكل منح أو‬


‫ّ‬ ‫الدولة من حكومات‬ ‫ويشير إلى رؤوس األموال اّلتي تحصل عليها ّ‬
‫فيتم تسديدها مع‬ ‫قروض‪ ،‬وتكون رؤوس األموال غير قابلة لإلرجاع وال تحمل ّأية فوائد ّ‬
‫أما القروض ّ‬
‫أما المساعدات فتمنح من أجل مشروع تنموي أو لمواجهة‬ ‫المدة المقرضة لها‪ّ ،‬‬
‫الفوائد بعد انتهاء ّ‬
‫الديون أو لشراء مو ّاد من الخارج‪.‬‬
‫االختالل في ميزان المدفوعات أو لتخفيف عبء ّ‬

‫ولية‪Borrowing from banks and " :‬‬


‫الد ّ‬
‫المؤسسات ّ‬
‫‪ -3-2‬االقتراض من البنوك و ّ‬
‫‪"international financial institutions‬‬

‫نموية ومن هذه‬


‫ولية بهدف تنفيذ خططها التّ ّ‬
‫الد ّ‬
‫المؤسسات ّ‬
‫الدول إلى االقتراض من البنوك و ّ‬ ‫تلجأ ّ‬
‫الصناعة "‪"IDA‬‬
‫مؤسسة تنمية ّ‬
‫ومؤسسات التّمويل التّابعة له‪ ،‬مثل ّ‬ ‫الدولي "‪"IMF‬‬ ‫المؤسسات البنك‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫وبنك آسيا للتنمية ‪ .‬حيث تتمتّع هذه البنوك بموارد تمويل ضخمة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫"‪"Commercial exchange rate‬‬ ‫معدل ال ّتبادل ال ّتجارّي ‪:‬‬


‫‪ّ -4-2‬‬

‫يؤدي‬
‫مما ّ‬‫الصادرات أكبر من مدفوعات الواردات‪ّ ،‬‬ ‫ويتحّقق الفائض عندما يكون ّ‬
‫الدخل المتحّقق من ّ‬
‫الدول استخدام هذه‬
‫الخارجية‪ ،‬وتستطيع ّ‬
‫ّ‬ ‫أجنبية من خالل التّجارة‬
‫ّ‬ ‫إلى ضمان الحصول على أموال‬
‫معدالت التّبادل التّجار ّي فائدة كبيرة تتحّقق من خالل ّأنه‬
‫األموال لتمويل مشاريع التّنمية‪" ،‬ولتحسين ّ‬
‫الخارجية في التّمويل وله تأثير على العرض"‪ .3‬حيث‬‫ّ‬ ‫دون ّ‬
‫أي تكلفة إضافية لإلنتاج كأحد المصادر‬
‫السلع بل توّفر جزء كبير من األموال‬
‫الضرورّية وغيرها من ّ‬
‫ال تزيد من المعروض من االحتياجات ّ‬
‫تتضمن شروط وسياسات مثل التّمويل المالي حيث يكون‬‫ّ‬ ‫االقتصادية من التّجارة اّلتي ال‬
‫ّ‬ ‫والفوائض‬
‫ّ‬
‫الخاصة حيث يوجد مجموعة‬
‫ّ‬ ‫من أفضل أنواع التّمويل‪ ،‬ويضاف إليها مصادر لتمويل االستثمارات‬

‫‪ - 1‬أبو قحف‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬األشكال والسياسات المختلفة لالستثمارات‪ ،‬جامعة دمنهور‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Chetan Bhole, Financial Institutions & Markets 5E, tata Mcgraw- hill, 2009,p506.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-S M Shafaeddin, Competitiveness and Development: Myth and Realities, 2012, Anthem press, USA,‬‬
‫‪p185.‬‬

‫‪30‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫طرق لتمويلها وهي إ ّما عن طريق األسهم أو االقتراض بنوعيه طويل األجل وقصير األجل والتّمويل‬
‫السندات‪.‬‬
‫باالستئجار و ّ‬

‫ويرى الباحث ّ‬
‫أهمّية اختيار هيكل التّمويل األمثل لالستثمارات‪ ،‬أي مزيج التّمويل اّلذي يخّفض تكلفة‬
‫ضخم‪ ،‬ومن خالل ما سبق‬ ‫معدالت التّ ّ‬
‫الحد األدنى‪ ،‬ويقّلل من المخاطر‪ ،‬وال يرفع ّ‬‫رأس المال إلى ّ‬
‫المدخ ارت المحّلّية‬
‫أن ّ‬ ‫باالدخار واالستهالك‪ ،‬ذلك ّ‬
‫أن االستثمار على صلة وعالّقة مباشرة ّ‬ ‫اتضح ّ‬
‫اتية‬
‫الحكومي والقطاع العائلي تمثّل المصادر ال ّذ ّ‬ ‫مدخرات قطاع األعمال والقطاع‬ ‫المتمّثلة في ّ‬
‫ّ‬
‫الخارجية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى مصادر التّمويل‬
‫ّ‬ ‫الالزمة للتّنمية‬
‫األساسية لتمويل االستثمارات ّ‬
‫ّ‬
‫يشكل االستثمار األجنبي المباشر أحد أهم وجوهها‪.‬‬
‫اّلتي ّ‬
‫ّ‬

‫‪31‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الرابع‪ :‬االستثمار وال ّتنمية المستدامة‬


‫المبحث ّ‬
‫االجتماعية وهو بنفس الوقت يتوّقف‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫لمشكالت‬
‫االقتصادي مدخال لحل ا ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫يعتبر ّ‬
‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫ونوعية هذه االستثمارات بحيث يتطّلب ّ‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي‬
‫نمو واسع لحجم التّكوين ّ‬
‫على ّ‬
‫ّ‬
‫الص ّحّية والتّعليم‬
‫إنتاجية جديدة‪ ،‬كاالستثمار في الخدمات ّ‬
‫ّ‬ ‫الناتج لبناء طاقات‬
‫تخصيص جزء من ّ‬
‫بأنه عديم المرونة‪.1‬‬
‫ميز هذا االستثمار ّ‬
‫والمواصالت ويت ّ‬

‫عملية التّنمية‬
‫األجنبي يمكن أن يلعب دو ار رئيسيا في ّ‬ ‫وخاصة االستثمار‬
‫ّ‬ ‫أهمّية االستثمار في التّنمية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصاديات في عالم يتّجه نحو العولمة عن طريق رؤوس األموال والتّكنولوجيا‬
‫ّ‬ ‫يتم من خاللها دمج‬‫ّ‬
‫الخارجية كما ّأنه يحفز التّكنولوجي لإلنتاج وبناء‬
‫ّ‬ ‫والقدرات اإلدارّية والمهارات‪ ،‬والوصول إلى األسواق‬
‫ّ‬
‫وروح المبادرة داخل االقتصاد المحّلي‪.2‬‬
‫القدرات واالبتكار ّ‬
‫ّ‬
‫سلبية على البلد المضيف لالستثمار من‬
‫األجنبي المباشر في بعض األحيان آثار ّ‬ ‫أن لالستثمار‬
‫غير ّ‬
‫ّ‬
‫العام وكاّفة‬
‫ّ‬ ‫للصناعات المحّلّية‪ ،‬لذلك البد من وجود مشاركة حقيقة بين القطاع‬
‫خالل المنافسة ّ‬
‫أشكال االستثمار األخرى من أجل تحقيق األهداف التّ ّ‬
‫نموية اّلتي تحّققها فرص االستثمار في‬
‫الحد من انبعاث الغازات اّلتي‬
‫النفايات‪ ،‬و ّ‬‫المتجددة والبديلة والمياه وادارة ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫القطاعات التّالية‪ :‬كال ّ‬
‫تسبب االحتباس الحراري‪ ،‬واألسواق البيئية والغابات المستدامة و ّ‬
‫الزّراعة والمنتجات والمو ّاد المستدامة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫طاقة الّنظيفة)‬
‫المتجددة (ال ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقات‬
‫‪ --1‬االستثمار في ال ّ‬

‫تغير المناخ العالمي‪ ،‬وتحسين ظروف البيئة‬ ‫المتجددة لديها إمكانات كبيرة للتّخفيف من ّ‬ ‫ّ‬ ‫طاقة‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬
‫طاقة القابلة للتّجديد‪ ،‬لذلك فاالستثمار فيها يحتاج إلى إعطاء‬
‫الحد من الفقر‪ ،‬وزيادة أمن ال ّ‬
‫المحّلّية‪ ،‬و ّ‬
‫الالزمة لتحويل االستثمارات بعيدا عن انبعاث الكربون في التّ ّ‬
‫قنيات‬ ‫الض ّمان والحوافز ّ‬
‫الممولين ّ‬
‫ّ‬
‫أن صعوبات كبيرة تعترض مثل‬ ‫النظيفة‪ ،‬غير ّ‬
‫طاقة ّ‬‫قليدية لالستثمار على نطاق واسع في أنظمة ال ّ‬
‫التّ ّ‬
‫أهمها مسالة التّمويل ومخاطر هذه االستمارات باإلضافة إلى سوق هذه‬
‫النوع من االستثمارات و ّ‬
‫هذا ّ‬
‫نوية ‪ 10‬مليار يورو‪ ،3‬تختلف متطّلبات االستثمار‬
‫الس ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫طاقة‪ .‬ففي أوروبا وحدها تبلغ مبيعات ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫‪- 1‬الغدير حمود‪ ،‬العالقة بين االستثمار العام واالستثمار الخاص في اطار التنمية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬اطروحة دكتوراة ‪،‬‬
‫جامعة الملك سعود‪ ،2004 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- UNCTAD, report 1996. P23.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Virginia Sonntag-O'Brien, Eric Usher, Mobilising Finance For Renewable Energies, international‬‬
‫‪conference of Renewable Energies, German, 2004, p 3.‬‬

‫‪32‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫الناتج المحّلي اإلجمالي وأفريقيا بنسبة‬


‫ّ‬ ‫من منطقة إلى أخرى بحيث ّ‬
‫إن روسيا بحاجة إلى ‪ ٪5‬من ّ‬
‫‪ ،٪4‬و بلدان‪ ٪0.5 OECD‬أو ‪ 10‬تريليون دوالر ّ‬
‫الالزمة لقطاع الكهرباء هذا هو ثالثة أضعاف‬
‫طلب المتوّقعة على‬‫السنوات ال ‪ 30‬الماضية‪ ،‬واّلذي يرجع إلى مضاعفة ال ّ‬ ‫المبلغ المستثمر في ّ‬
‫طاقة وشبكات التّوزيع‪ .‬غير‬‫وسيتم إنفاق أكثر من نصف هذا المبلغ على نقل ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الكهرباء في العالم‬
‫االقتصاديات‬
‫ّ‬ ‫الالزم لالستثمارات سيكون صعبا للغاية خصوصا في البلدان ّ‬
‫النامية و‬ ‫أ ّن تأ ّمين التّمويل ّ‬
‫طاقة العالمي هي حاجة تلك البلدان‬‫اّلتي تمر بمرحلة انتقاليه حيث ما يقرب من نصف استثمارات ال ّ‬
‫ّ‬
‫المؤسسات وطبيعة االئتمان والعملة‬
‫المتطورة والمنتجات و ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية غير‬
‫ّ‬ ‫كل من األسواق‬‫وستعوق ّ‬
‫ّ‬
‫حتية‬
‫كيف مع التّكنولوجيا‪ ،‬وعدم وجود البنية التّ ّ‬
‫االقتصادية‪ ،‬ونقص القدرات المحّلّية للتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫والمخاطر‬
‫يشكل تحديا كبي ار في جميع مناطق العالم‪ .‬إذا كان‬
‫المتجددة ال يزال ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫لتقديم الخدمات‪ ،‬وتمويل ال ّ‬
‫يعية والبيئية يهدف إلى تخفيف انبعاث غازات‬ ‫الهدف من التّنمية المستدامة على مستوى الموارد ال ّ‬
‫طب ّ‬
‫النظيفة يتمثّل في‪:‬‬
‫طاقة ّ‬‫فالحل يكمن في مصدر غير ناضب من ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدفيئة‬
‫ّ‬

‫ووية‬
‫طاقة الّن ّ‬
‫‪ -1 -1‬االستثمار في ال ّ‬

‫طاقة وتقليل‬
‫ووية في تلبية احتياجات ال ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬‫األهمّية المتزايدة لل ّ‬
‫ّ‬ ‫ولية‬
‫الد ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫توضح وكالة ال ّ‬
‫الراهنة لتكنولوجيا المعلومات‬
‫ووية في الحالة ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬‫أن صناعة ال ّ‬‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون غير ّ‬
‫السالمة وصعوبة كبيرة في انتشار هذه‬‫واالتّصاالت يعاني من عدد كبير جدا من مشاكل األمن و ّ‬
‫تخوف من مجموعة من العوامل منها‪:1‬‬
‫العالمي بسبب ّ‬ ‫الصعيد‬
‫طاقة على ّ‬‫ال ّ‬
‫ّ‬

‫الس ّرّية‪.‬‬
‫ووية ّ‬
‫الن ّ‬
‫مية" لبرامج األسلحة ّ‬
‫"السل ّ‬
‫ووية ّ‬
‫الن ّ‬‫‪ -1‬تحويل من المنشآت والمواد ّ‬
‫ووية‬
‫الن ّ‬
‫هابيين للمو ّاد ّ‬
‫‪ -2‬سرقة واستخدام اإلر ّ‬
‫للنشاط اإلشعاعي‬
‫‪ -3‬المخاطر المحتملة ّ‬
‫طويل‬
‫المشعة على المدى ال ّ‬
‫ّ‬ ‫النفايات‬
‫تسرب ّ‬
‫العامة مع ّ‬
‫الص ّحة ّ‬
‫النشاط المحتملة على ّ‬
‫‪ -4‬مخاطر ّ‬
‫في مستودعات تحت األرض‪.‬‬

‫وخاصة إذا ما عرفنا عن‬


‫ّ‬ ‫ووية باتت أم ار ملحا‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬ ‫أن الحاجة لل ّ‬
‫السابقة غير ّ‬
‫بالرغم من المخاطر ّ‬
‫ّ‬
‫الس ّكاني والحاجة إلى المياه المحالة من البحر‬
‫مو ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة في ‪ 2030‬وزيادة ّ‬ ‫طلب على ال ّ‬
‫تضاعف ال ّ‬
‫للنقل يحتاج إلى طاقة‬
‫طاقة‪ ،‬وانتاج الهدرجين ّ‬
‫استهالك ال ّ‬
‫ّ‬ ‫طات التّحلية كثيفة‬
‫اّلتي تعتمد على مح ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Thomas B. Cochran, and others, commercial nuclear power, nrdc, 2005, p2‬‬

‫‪33‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫صناع القرار‬
‫وتغير المناخ ب ّ‬
‫بائية عالية‪ ،‬وقد ّأدت زيادة الوعي بمخاطر وآثار االحترار العالمي ّ‬
‫كهر ّ‬
‫أن استخدام الوقود األحفوري يجب تخفيضه واالستعاضة عنه بمصادر‬ ‫ووسائل اإلعالم‪ ،‬أن تدرك ّ‬
‫ووية هي‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫الدراسات ّ‬
‫ووية‪ ،‬وتشير العديد من ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫طاقة‪ ،‬مثل ال ّ‬
‫االنبعاث المنخفضة لل ّ‬
‫فعالية من حيث التّكلفة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬خفض‬‫األساسية المتاحة ّ‬
‫ّ‬ ‫كنولوجيات‬
‫ّ‬ ‫من أكثر التّ‬
‫بوني ة‪ 1‬باإلضافة إلى تأثير اليورانيوم بتقّلبات األسعار يكون محدود حيث أغلب‬
‫االنبعاثات الكر ّ‬
‫يتم االشتراك إقليميا في بناء مثل هذه‬
‫أسمالية في بناء المصنع ويمكن أن ّ‬
‫التكاليف هي تكاليف ر ّ‬
‫أسمالية مقبولة‪.‬‬
‫الر ّ‬ ‫المنشآت حتّى تكون تكاليف ّ‬

‫ووية‬
‫الن ّ‬
‫قنية ّ‬
‫ووية هي طاقة المستقبل بعد ‪ 40‬أو ‪ 50‬عاما من نفاذ البترول‪ ،‬وا ّن نشر التّ ّ‬ ‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫إن ال ّ‬
‫ّ‬
‫ووية يعتبر من أفضل أنواع الحلول للتّغّلب على‬ ‫الن ّ‬
‫عن طريق تدويلها وبإشراف الوكالة ال ّذ ّرّية لطاقة ّ‬
‫يؤدي إلى عدم انتشار‬
‫مية لها سوف ّ‬ ‫السل ّ‬
‫عملية االستخدام ّ‬‫ّ‬ ‫طاقة وبنفس الوقت ضمان‬ ‫احتكار ال ّ‬
‫بقية‬
‫المرجح أن تقوم بدور إلى جانب ّ‬
‫ّ‬ ‫ووية من‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫تطور البلدان‪ ،‬وال ّ‬
‫ووية واإلسهام في ّ‬
‫الن ّ‬
‫األسلحة ّ‬
‫طاقة القائمة على‬ ‫طاقة كبديل عن ال ّ‬
‫مهم في تلبية ارتفاع احتياجات ال ّ‬
‫ولكنه مصدر ّ‬
‫طاقة ّ‬‫مصادر ال ّ‬
‫الناجمة عن استخدام طاقة الكربون واّلتي ّ‬
‫تسبب ارتفاع درجات الح اررة اّلتي‬ ‫الكربون بسبب المخاوف ّ‬
‫الدول‬
‫ووية تعتبر من إحدى تطّلعات ّ‬ ‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬‫أن ال ّ‬
‫تؤدي لظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫طاقة‬
‫للوفاء بالتزاماتها إلنتاج الكهرباء عن طريق مصادر بديلة ‪ .‬وبحسب التّقديرات التّجارّية لو ازرة ال ّ‬
‫‪2‬‬

‫ووية في العالم قد تزيد عن مستويات عام ‪ 2005‬بنسبة ‪٪ 35‬‬


‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫فإن إجمالي توليد ال ّ‬
‫يكية ّ‬
‫األمر ّ‬
‫في عام ‪ 2015‬وسيصل الى ‪ % 70‬عام ‪.32030‬‬

‫ووية وحتّى نهاية عام‪ 1970‬وّفرت ما يقارب ‪ %5‬من إنتاج الكهرباء في العالم إال‬
‫الن ّ‬
‫إن المفاعالت ّ‬
‫ّ‬
‫ّأنها اليوم توّفر مستوى أعلى بكثير من الكهرباء ما يقارب ‪ %16‬من اإلنتاج العالمي للكهرباء‪.‬‬
‫ّ‬
‫طاقة النووية كبديل أساسي في مشروع تخفيض اإلشعاعات‬ ‫أن معاهدة كيوتو لم تفضل ال ّ‬
‫وبالرغم من ّ‬
‫ّ‬
‫طاقة النووية كأحد االهداف البديلة‬
‫أن العديد من المنتديات تعمل على إدراج مساهمة ال ّ‬
‫الغازية‪ّ ،‬إال ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- jan willem, philp smith, and other, can nuclear power provide energy for future, oprit, 2002, p1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪International Energy Agency. World Energy Outlook 2007. November, Paris.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪U.S. Department of Energy International Energy Outlook 2006, Washington, DC: Energy‬‬

‫‪Information Administration.‬‬

‫‪34‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫تغير المناخ من انبعاث الغازات بعد‬


‫الفرضية في المفاوضات بشأن ّ‬
‫ّ‬ ‫لتقليل اإلشعاع وناقشت هذه‬
‫مو وتحسين‬
‫الن ّ‬
‫نوعية في اإلنتاج و ّ‬
‫طاقة اّلتي يمكن أن تحّقق قفزات ّ‬
‫ووية هي ال ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫إن ال ّ‬
‫‪ّ . 2012‬‬
‫‪1‬‬

‫شروط وظروف االستثمار وتحسين البنية التحتيه لالقتصاد من أجل تحقيق تنمية مستدامة‪ ،‬باإلضافة‬
‫طاقة حيث مع ارتفاع تكاليفها يمكن أن يكون هناك‬ ‫إلى إمكانيات كبيرة يمكن أن تحّققها مثل هذه ال ّ‬
‫طاقة ال ّذ ّرّية حتّى تضمن عدم استعمالها بشكل‬
‫ولية لل ّ‬
‫الد ّ‬
‫ووية تشرف عليها الوكالة ّ‬
‫الن ّ‬
‫طاقة ّ‬
‫مصارف لل ّ‬
‫غير سّلمي‪.‬‬

‫الزراعة من أجل االستدامة‪:‬‬‫‪ -2‬االستثمار في ّ‬


‫طل‬
‫وتسبب في تع ّ‬
‫ّ‬ ‫الغذائية وارتفاعها لها تأثير كبير على االقتصاد العالمي‬
‫ّ‬ ‫تضخم أسعار المو ّاد‬
‫ّ‬
‫النامية‪ ،‬ويكون تأثيرها كبير على المستهلكين ذوي ّ‬
‫الدخل‬ ‫المتقدمة و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من البلدان‬
‫ولية في ّ‬ ‫الد ّ‬
‫التّجارة ّ‬
‫مما دفع أكثر من ‪ 44‬مليون شخص إلى الفقر المدقع في عام ‪ ،2011‬و‪ 2012‬ومن‬ ‫المنخفض‪ّ ،‬‬
‫طلب على الغذاء‬ ‫سكان العالم ‪ 9‬مليارات في عام ‪ 2050‬وهذا يعني زيادة ال ّ‬
‫المتوّقع أن يصبح ّ‬
‫العالمية‬
‫ّ‬ ‫الص ّحة‬
‫ظمة ّ‬ ‫وتقدر من ّ‬
‫الحقيقية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الزيادة‬
‫سيحتاج العالم إلى زيادة ‪ %70‬من اإلنتاج لتلبية ّ‬
‫ستقدر ب ‪ 83‬مليار دوالر سنويا‪.‬‬‫طلب عليه ّ‬ ‫احتياجات االستثمار في إنتاج الغذاء لتلبية ال ّ‬
‫الثية لألمن الغذائي واالستدامة البيئية والفرص‬
‫اعية المستدامة األهداف الثّ ّ‬‫الزر ّ‬
‫تتضمن رؤية ّ‬
‫ّ‬ ‫يجب أن‬
‫الصغيرة حيث تبلغ ‪ %85‬من مزارعي العالم وينتجون ‪ %70‬من‬ ‫االقتصادية واالهتمام بالحيازة ّ‬
‫ّ‬
‫حكومية‬
‫ّ‬ ‫الصغيرة تتطّلب سياسات‬
‫لدعم هذه المزارع ّ‬
‫العالمي وا ّن إدخال التّكنولوجيا المحسنة ّ‬ ‫الغذاء‬
‫ّ‬
‫الزمن لتحقيق الجودة في اإلنتاج‬
‫اعية اّلتي عاف عليها ّ‬‫الزر ّ‬
‫والتزامات حقيقة الستبدال الممارسات ّ‬
‫الزراعة‪.‬‬
‫اعي لمواجهة المستقبل وتحقيق استدامة ّ‬ ‫الزر‬
‫ّ ّ‬
‫الصغيرة‪ ،‬المزارعين اّلذين يعملون على ّ‬
‫أقل من هكتارين من األراضي‪ ،‬وغالبا لم‬ ‫إن تحديث الحيازة ّ‬
‫ّ‬
‫يتمكنوا من الحصول التّدريب والتّعليم‪ ،‬وعدم امتالكهم الوعي التّقني اّلتي من شأنه أن يساعد على‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫للزراعة‪ ،‬في حين أ ّن‬
‫الدخل من خالل الحصول على البذور والتّكنولوجيا الحديثة ّ‬ ‫زيادة انتاجهم و ّ‬
‫السلع‬
‫حتية يعيق من القدرة على االستفادة من أسواق ّ‬ ‫التّخزين المتخّلف لمحاصيلهم والبنية التّ ّ‬
‫العالمية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويخسر االقتصاد العالمي ما يعادل ثلث إمدادات العالم بالغذاء بسبب التّالف من المحاصيل على‬
‫ّ‬
‫التلف يحدث بعد الحصاد على مستوى المزرعة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫كبي‬ ‫ءا‬
‫جز‬ ‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫مستوى التّجزئة و‬
‫المستهلك‪،‬‬
‫الحصاد القديمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عمليات‬
‫ّ‬ ‫النامية بسبب وجود عدد من العوامل بما في ذلك‬
‫وخاصة في البلدان ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪- http://www.world-nuclear.org‬‬

‫‪35‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫يشكل نسبة كبيرة من‬


‫النقل وعدم وجود مرافق التّبريد الكافية ولمعالجة هذا التّالف اّلذي ّ‬‫والتّخزين‪ ،‬و ّ‬
‫تشجع على‬
‫ّ‬ ‫حتية اّلتي‬
‫الزراعة واستثمار كبير في البنية التّ ّ‬
‫ظم ّ‬ ‫االنتاج يتطّلب إجراء مراجعة لن ّ‬
‫الزراعة من البزور حتّى المستهلك‪.‬‬‫طرق الحديثة في ّ‬‫االستفادة من ال ّ‬
‫الحيوية‬
‫ّ‬ ‫فيمكن للحكومات أن تعمل على تحسين مستوى العائد عن طريق البحث العلمي والتّكنولوجيا‬
‫ّ‬
‫المعدنية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية العالية‪ ،‬وتحسين مغ ّذيات التّربة‬
‫ّ‬ ‫من خالل تطوير البذور ذات‬
‫تعاونية تهدف إلى مساعدة صغار المزارعين على الوصول إلى رأس المال واألسواق‬‫ّ‬ ‫إنشاء شبكات‬
‫الخاصة بهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫شغيلية لتوسيع قاعدة األصول المملوكة مباشرة‬
‫االقتصادية والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫تجنب زيادة التّكاليف‬
‫مع ّ‬
‫الخاص من أجل الوصول إلى األهداف المنشودة في‬
‫باإلضافة إلى شراكة حقيقة بين القطاع العا ّم و ّ‬
‫غذائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحقيق استدامة‬

‫‪36‬‬
‫األسس النظرية والمعاصرة لالستثمار‬ ‫الفصل األول‬

‫األول‬
‫خاتمة الفصل ّ‬
‫مشكلة انخفاض حجم االستثمارات‪،‬‬
‫النامية هي ّ‬
‫الدول ّ‬ ‫غالبية ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية اّلتي تواجه‬
‫ّ‬ ‫المشكلة‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫الدول‪ ،‬حيث كان االستثمار وال يزال هو‬
‫تطور معظم ّ‬
‫المتغيرات المؤثّرة في ّ‬
‫ّ‬ ‫أحد‬
‫ويشكل االستثمار ّ‬‫ّ‬
‫االقتصادي والتّنمية ‪ ،‬في حال ساهمت االستثمارات في الوصول إلى مستويات‬ ‫مو‬
‫للن ّ‬
‫ئيسي ّ‬ ‫العامل الر‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫مما‬
‫النامية‪ ،‬وأصبح ّ‬
‫الدول ّ‬
‫المتقدمة وحتّى في بعض ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدول‬
‫أساسيات التّنمية ّ‬
‫ّ‬ ‫معيشية مرتفعة ويخلق‬
‫ّ‬
‫االقتصادية بصورة تسمح بتشجيع االستثمارات المحّلّية وتحسين‬
‫ّ‬ ‫السياسات‬
‫أهمّية إدارة ّ‬
‫شك فيه ّ‬ ‫ال ّ‬
‫األجنبية في إطار التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مناخ االستثمارات‬

‫معين اآلن في‬


‫مالي ّ‬ ‫أن االستثمار اّلذي يعني التّضحية بإنفاق‬
‫السابق اتّضح ّ‬
‫ومن خالل العرض ّ‬
‫ّ‬
‫مقابل عائد متوّقع حدوثه في المستقبل ويصبح هذا العائد المتوّقع ممثال بثمن التّضحية واالنتظار‬
‫اإلنتاجية القديمة وتوسيع خيارات الحصول على‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫طيلة فترة االستثمار‪ ،‬ويساهم في زيادة ال ّ‬
‫إنتاجية جديدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طاقات‬

‫المحددات المؤثّرة فيه‪ ،‬لذلك كان االستثمار‬


‫حساس لكثير من العوامل و ّ‬‫إ ّن االستثمار هو عنصر ّ‬
‫المحددات وتداخلها مع بعضها وتأثيرها على االستثمار‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬ ‫متقّلب‪ ،‬وتعود هذه العوامل إلى طبيعة‬
‫المحددات والعوامل اّلتي تؤثّر باالستثمار بهدف زيادة فعالية‬
‫ّ‬ ‫الدول على البحث عن تلك‬ ‫تعمل ّ‬
‫الضغط على تلك اّلتي تؤثّر بشكل سلبي‪ ،‬للوصول‬ ‫العوامل اّلتي تؤثّر بشكل إيجابي في االستثمار و ّ‬
‫ّ‬
‫طاقات والقدرات‬
‫النشاط االقتصاد واستخدام األمثل للموارد وال ّ‬
‫إلى دور حقيق لالستثمار في تحريك ّ‬
‫الضرورّية لتحقيق التّنمية‪ ،‬من خالل تحقيق زيادة سريعة‬‫الالزمة و ّ‬
‫الكامنة لالقتصاد وتوفير األموال ّ‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫وتحسين جميع ّ‬
‫ّ‬ ‫متوسط دخل الفرد الحقيقي‬
‫ودائمة في ّ‬
‫ّ‬

‫‪37‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل ال ّثاني‬

‫ال ّتنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬

‫وتطورها الفكري‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬ال ّتنمية المستدامة‬
‫المبحث ّ‬

‫المبحث ال ّثاني‪ :‬أبعاد ال ّتنمية المستدامة‬

‫وعية لقياس ال ّتنمية المستدامة‬


‫الكمّية والّن ّ‬
‫المؤشرات ّ‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫البشرية ودورها في تحقيق االستدامة‬


‫ّ‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬ال ّتنمية‬

‫‪38‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتطورها الفكري‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬ال ّتنمية المستدامة‬
‫المبحث ّ‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫اإلنسانية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية المتمّثلة في التّناقض بين الحاجات‬
‫ّ‬ ‫المشكلة‬
‫ّ‬ ‫تعاني معظم المجتمعات من‬
‫بيعية الكفيلة بإشباع هذه الحاجات‪،‬‬
‫ط ّ‬ ‫االقتصادية وال ّ‬
‫ّ‬ ‫الّلمحدودة‪ ،‬وبين الموارد‬
‫المادّية ّ‬
‫المادّية وغير ّ‬
‫ّ‬
‫بيعية‬
‫ط ّ‬ ‫المشكلة على استنزاف الموارد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫للنفاذ‪ ،‬وال تقتصر‬
‫وقابليتها ّ‬
‫ّ‬ ‫سبية‪،‬‬
‫الن ّ‬
‫بالندرة ّ‬
‫واّلتي تتسم ّ‬
‫القيم على مستوى‬
‫يعيشه المجتمع المعاصر وأزمة األخّلق و ّ‬
‫فسي اّلذي ّ‬ ‫فحسب‪ ،‬بل بتأثير المناخ الن‬
‫ّ ّ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫الدول وفيما بينها واّلتي تتمثّل في غياب العمل المشترك نتيجة غياب العدالة‬
‫المناطق و ّ‬
‫فإن سعي‬‫العالمية للبيئة والتّنمية في تقرير ‪ ،1989‬وبالتّالي ّ‬
‫ّ‬ ‫تؤكد الّلجنة‬
‫العالمي كما ّ‬ ‫الصعيد‬
‫على ّ‬
‫ّ‬
‫تطورها ‪ -‬إلى تلبية احتياجات أفرادها تسعى بالمقابل إلى الموازنة‬
‫النظر إلى درجة ّ‬‫الدول ‪ -‬بغض ّ‬‫ّ‬
‫الدول دون‬
‫الرغم من وجود فجوة بين الموارد والحاجات في جميع ّ‬ ‫بين الموارد والحاجات‪ ،‬وعلى ّ‬
‫وحدتها تختلف من دولة إلى أخرى ومن فترة ّ‬
‫زمنية إلى أخرى‪ ،‬بحسب درجة‬ ‫أن عمقها ّ‬ ‫استثناء‪ّ ،‬إال ّ‬
‫كل‬
‫مكونات المجتمع في ّ‬
‫االقتصادي ودرجة الثّقافة في المجتمع ودرجة ترابط ّ‬
‫ّ‬ ‫الرفاه‬
‫الماد ّي و ّ‬
‫قدم ّ‬ ‫التّ ّ‬
‫النامية الّتي تسعى إلى تنمية مجتمعاتها سوف تكون الفجوة فيها‬
‫الدول ّ‬
‫فإن ّ‬
‫من هذه البلدان‪ ،‬وبالتّالي ّ‬
‫أكثر عمقا وبالتّالي يكون ردمها أكثر صعوبة‪.‬‬

‫وتطوره‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تاريخ الفكر ال ّتنمو ّي‬

‫البد قبل‬
‫مما ّأدى لغموض في مفهوم التّنمية‪ ،‬وفي الحقيقة ّ‬
‫نموية واختلفت المعاني ّ‬
‫تعددت المفاهيم التّ ّ‬
‫ّ‬
‫قدم المحرز في التّنمية‬
‫البدء بوضع استراتجيات للتّنمية من توضيح المفهوم من أجل قياس مدى التّ ّ‬
‫للمشكّلت اّلتي تعاني منها المجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫بيعية‬
‫ط ّ‬ ‫اقعية وال ّ‬
‫قدم‪ ،‬ونتيجة االستجابة الو ّ‬ ‫وتقيم هذا التّ ّ‬
‫طور بالمفهوم والمحتوى كنتيجة و ّ‬
‫اقعية‬ ‫استمر مفهوم التّنمية بالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ولية والمحّلّية؛‬
‫الد ّ‬
‫وانعكاسا للخبرات ّ‬
‫نسية وانهيار‬
‫ناعية وقيام الثّورة الفر ّ‬
‫الص ّ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬حيث أثّرت الثّورة ّ‬ ‫االقتصادي و‬
‫ّ‬ ‫لتطور الفكر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادي واالجتماعي لمختلف‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي على الفكر‬ ‫ناعي ّ‬ ‫الص‬
‫النظام ّ‬ ‫اإلقطاعي وظهور ّ‬ ‫النظام‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تطور‬
‫االجتماعي أساس حركة اإلصّلح اّلتي تهدف إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫قدم‬‫المفكرين‪ ،‬حيث اعتبر (سان سمون) التّ ّ‬ ‫ّ‬
‫النظام االجتماعي‪.1‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬النوري‪ ،‬قيس‪ ،‬الحسيني ‪،‬عبد المنعم ‪ ،‬النظريات االجتماعية‪ ،‬جامعة الموصل‪،1985 ،‬ص‪.95‬‬

‫‪39‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مو الفكر اإلنساني‬


‫للن ّ‬
‫محصلة ّ‬
‫ّ‬ ‫غير االجتماعي ما هوى ّإال‬
‫أن التّ ّ‬
‫كومت ) ّ‬ ‫كما اعتبر ( واوكسنت ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الديني إلى العملي‪.1‬‬ ‫حيث أوضح نظرّيته من خّلل انتقال الفكر بشكل طبيعي من التّفكير‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫تهتم‬
‫ثم بدأت األفكار اّلتي ّ‬ ‫العالمية الثّانية‪ .‬ومن ّ‬
‫ّ‬ ‫سيطر الفكر التّقليدي على مفهوم التّنمية قبل الحرب‬
‫بزيادة ال ّدخل القومي حتّى وان رافقه مشكّلت مثل الفقر والبطالة وسوء في التّوزيع؛ وأصبحت التّنمية‬
‫ّ‬
‫مما‬
‫االدخار واالستثمار ّ‬‫ومتوسط دخل الفرد و ّ‬
‫ّ‬ ‫المادّية كالناتج المحّلي‪،‬‬
‫مقتصرة على تنمية األشياء ّ‬
‫ّ‬
‫تهتم باإلنسان اّلذي يعتبر أساس التّنمية وغايتها‪ ،‬وقد‬ ‫اجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫متغيرات‬
‫ّ‬ ‫ابتعد بالتّنمية عن ّأية‬
‫اقتصادي‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫معدالت ّ‬‫القومي وتحقيق ّ‬ ‫الدخل‬
‫اتيجية التّصنيع من أجل زيادة ّ‬
‫الدول على استر ّ‬ ‫اعتمدت ّ‬
‫ّ‬
‫الخارجية عندما‬
‫ّ‬ ‫الصادرات والمعونة‬
‫اتيجية زيادة ّ‬
‫مرتفع‪ ،‬وبعض ال ّدول اتّبعت استراتيجيات بديلة كاستر ّ‬
‫االجتماعية؛ ويعتبر نموذج والت روستو‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫المشكّلت‬
‫ّ‬ ‫حل‬
‫اتيجية التّصنيع في ّ‬
‫فشلت استر ّ‬
‫أن التّنمية‬
‫النماذج تلك المرحلة‪ ،‬اّلتي تعبر على ّ‬
‫صادي) ‪ W W Rostow‬أحد ّ‬
‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫مو االقت‬
‫الن ّ‬
‫(مراحل ّ‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫للن ّ‬
‫مرافقة ّ‬

‫المطبقة عليها‪ ،‬كانت‬


‫ّ‬ ‫إن التّجارب والحلول الجاهزة للمشكّلت اّلتي ال تراعي طبيعة المجتمعات‬‫ّ‬
‫الس ّكان وعدم القدرة على اإليفاء‬
‫نموية في تحقيق طموحات ّ‬
‫السبب في فشل العديد من التّجارب التّ ّ‬
‫ّ‬
‫تهتم باإلنسان والعمل على تنمية‬
‫األساسية لهم‪ ،‬لذلك كان البد من وضع خطط ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأبسط الحاجات‬
‫للربط بين‬‫ظمة اليونيسكو ّ‬
‫مما دفع من ّ‬
‫السياسات في معظم البلدان ّ‬
‫قدراته وامكانياته من قبل راسمي ّ‬
‫أن االستثمار في اإلنسان يعتبر من أعلى درجات التّنمية‬
‫االستثمار في اإلنسان والتّنمية واعتبرت ّ‬
‫اّلتي يمكن لهذا االستثمار تحقيق تنمية لكاّفة المجاالت‪.‬‬

‫مما دفع الحكومات في البلدان‬‫األساسية ّ‬


‫ّ‬ ‫تحول المفهوم إلى إشباع الحاجات‬
‫وفي نهاية الستينات ّ‬
‫حتية في الوقت نفسه‬
‫الص ّحة والبنى التّ ّ‬
‫األساسية من التّعليم و ّ‬
‫ّ‬ ‫النامية إلى تقييم حاجاتها من الخدمات‬
‫ّ‬
‫شهد فيه‬
‫االجتماعية‪ ،‬وفي الوقت اّلذي ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫كان العالم يشهد مستوى مقبول من‬
‫دخل المكثّف بازدياد‬
‫وجه نحو التّ ّ‬
‫لدول العالم التّ ّ‬
‫عقد الثّمانينات تزايدا ملحوظا لّلعتماد المتبادل كان ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي وتفاقم أزمة‬
‫معدالت ّ‬
‫بنمو ّ‬
‫جية بدرجة كبيرة مقارنة ّ‬
‫نمو التّجارة الخار ّ‬
‫معدالت ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫طرف األضعف على‬ ‫ألنها ال ّ‬
‫النامية العبء األكبر من المعاناة ّ‬
‫تحمل البلدان ّ‬
‫مما ّأدى إلى ّ‬ ‫المديونية ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Etzion, Halevy, Social change, "the Advent and maturation of modern society" London, Routlcdge,‬‬
‫‪1981, P. 10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Andrew Holden. Tourism Studies And The Social Sciences,2005,routledge,usa,p111.‬‬

‫‪40‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للسوق في تقرير مسار ّ‬


‫النشاط‬ ‫الدور األكبر ّ‬
‫الدولة وأعطي ّ‬
‫ولية وتقلّص دور ّ‬
‫الد ّ‬
‫صعيد المساواة ّ‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪.1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫نموي أعاد اإلنسان إلى موضعه ّ‬


‫الصحيح في‬ ‫مهم في الفكر التّ ّ‬‫تطور ّ‬
‫وفي بداية التّسعينيات ظهر ّ‬
‫عد‬
‫وسمي بمنهج التّنمية البشرّية‪ .‬وقد ّ‬
‫نموية ّ‬
‫العملية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫عرف على أبعاد‬
‫جملة الجهود الّتي تسعى للتّ ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫االقتصادية فنماذج ّ‬
‫ّ‬ ‫مو والتّنمية‬
‫بالن ّ‬
‫قليدية المتعّلقة ّ‬
‫النظريات التّ ّ‬
‫هذا المفهوم أوسع بكثير من ّ‬
‫يركز على توفير‬
‫األساسية كان ّ‬
‫ّ‬ ‫الناتج القومي‪ ،‬ومفهوم إشباع الحاجات‬
‫تهتم بزيادة ّ‬
‫االقتصادي كانت ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الس ّكان دون أن يزيد من خيارات ّ‬
‫الناس لجميع‬ ‫االقتصادية والخدمات لفئات محدودة من ّ‬
‫ّ‬ ‫السلع‬
‫ّ‬
‫الناس‬
‫السلع وتوزيعها وزيادة قدرات ّ‬ ‫أما التّنمية البشرّية فقد جمعت ما بين إنتاج ّ‬ ‫الميادين؛ ّ‬
‫واستخدامها‪ 2‬وهذا ما يقود إلى ضرورة تعظيم االستثمار في العنصر البشر ّي بالتّوازي مع االستثمارات‬
‫فإنه يساهم في زيادة‬
‫اإلنتاجية ّ‬
‫ّ‬ ‫الص ّحة والتّدريب والبحوث‬
‫المادّية فكّلما زاد االستثمار في التّعليم و ّ‬
‫ّ‬
‫الدخول بشكل أكبر في‬ ‫إلمكانية زيادة ّ‬
‫ّ‬ ‫الدخل القومي‪ ،‬فاالستثمار في العنصر البشر ّي صورة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫للس ّكان واشباعها‬
‫األساسية ّ‬
‫ّ‬ ‫أن التّنمية كانت من أجل تلبية الحاجات‬ ‫المستقبل‪ ،‬ومن المّلحظ ّ‬
‫نموي‬
‫تدني مستوى معيشة المواطن‪ ،‬رّبما كان هذا التّّيار من التّّيارات البارزة في الفكر التّ ّ‬
‫منسجمة مع ّ‬
‫ولكن ليس الوحيد فقد ظهر ّتيار تنموي ينادي بانسجام خطط التّنمية مع البيئة وادخال االعتبارات‬
‫ألن محور التّنمية هو عّلقة اإلنسان بالموارد‪ . 3‬وهذه التّنمية تدعى‬ ‫البيئة في التّخطيط للتّنمية ّ‬
‫مكوناتها‬
‫الشديد بين ّ‬ ‫إشكالية كبيرة في تعريفها بسبب "التّداخل ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالتّنمية المستدامة اّلتي يوجد‬
‫االجتماعية والبيئية والمؤسساتية"‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫ادية و‬
‫باإلضافة إلى جوانبها االقتص ّ‬
‫النظرّية الغر ّبية في‬
‫االقتصادي الغربي من خّلل دراسة األطر ّ‬
‫ّ‬ ‫لقد اعتمدت تجارب التّنمية على الفكر‬
‫للتبعية الفكرّية فلقد أخذ مثقفوا المجتمعات‬
‫ّ‬ ‫مو اّلذي لم يكن يمتلك رؤية كاملة عن التّنمية‪" ،‬ونتيجة‬
‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫النقل للوصفات‬ ‫مما سبب نتيجة هذا ّ‬
‫الّلزمة للتّنمية ‪ّ ،‬‬
‫"‪5‬‬
‫النامية ما قدم إليهم على ّأنه الوصفة الجاهزة و ّ‬
‫ّ‬
‫يعبر عن الوقع فقد كانت لصالح‬ ‫ائية بدون نظرة شاملة وبدون هدف ّ‬
‫محدد ّ‬ ‫الجاهزة‪ ،‬إلى تنمية عشو ّ‬
‫األغلبية كما هي عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وترك‬
‫ّ‬ ‫األقّلّيات المستفيدة‬

‫‪ -1‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،‬حاجات اإلنسان األساسية ‪ ،‬في الوطن العربي "الجوانب البيئية والتكنولوجياات والسياساات ‪ ،‬ترجمةة عبةد‬
‫السالم رضوان ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1990 ،‬ص‪. 14‬‬
‫‪ -2‬البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة ‪ ،‬تقرير التنمية البشرية ‪ ، 1995 ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Rumen Gechev, Sustainable Development: Economic Aspects. Indianapolis, usa.2005.p1.‬‬
‫‪ - 4‬مصدر سابق‪ ،‬التنمية المستديمة ص‪.2‬‬
‫‪ - 5‬اتحاد االقتصاديين العرب‪ ،‬المشكالت االقتصادية المعاصرة ومستقبل التنمية العربية‪ ،‬دار الرازي‪ ،‬الكويت‪،‬الجزء الثاني‪ ،1988 ،‬ص‬
‫‪.38‬‬

‫‪41‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كنولوجية‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية والتّ‬
‫ّ‬ ‫مشوهة دون بناء ّ‬
‫القوة اإلبداعية وتنمية القوى‬ ‫وهذا ما أدى إلى خلق تنمية ّ‬
‫نموية عدا عن‬ ‫االجتماعي أثناء تطبيق وصفاتهم التّ ّ‬ ‫االقتصادي و‬
‫ّ‬ ‫وتوطينها بسبب عدم مراعاة الهيكل‬
‫ّ‬
‫بالنسبة لبلداننا‬
‫القومي‪ .‬فهل التّنمية المستدامة هي التّنمية المنشودة ّ‬ ‫الدخل‬
‫ذلك عدم العدالة في توزيع ّ‬
‫ّ‬
‫جتماعية؟‪ .‬وهل يقتصر فكرها للحفاظ على الموارد‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية واال‬
‫ّ‬ ‫النامية؟‪ .‬وما هي أهدافها وأبعادها‬
‫ّ‬
‫يتم مناقشته في المباحث التّالية‪:‬‬
‫بهدف التّوزيع العادل لألجيال القادمة ؟‪ .‬هذا ما سوف ّ‬

‫‪ -2‬مفهوم ال ّتنمية المستدامة‪"The concept of sustainable development " :‬‬

‫‪ -1-2‬المفهوم العلمي لل ّتنمية المستدامة‪:‬‬


‫ّ‬
‫بأنه‪:‬‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫الماد ّي فحسب‪ ،‬اّلذي يعرف ّ‬ ‫االقتصادي ّ‬ ‫ّ‬ ‫مو‬
‫بالن ّ‬
‫إن التّنمية المستدامة تتطّلب االهتمام ليس ّ‬ ‫ّ‬
‫أي نم ّوو الو ّودخل القوومي فقوط" ‪ ،‬بوول بالوقوت ذاتووه‬
‫‪1‬‬
‫"تط ّوور االقتصواد وانتقالووه مون حالووة إلوى حالوة أفضوول‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫قافية‪ ،‬واّلتي تتّفق جميع التّعريفات للتّنمية المستدامة على‬ ‫االجتماعية والبيئية والثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫بالتّنمية‬
‫ّأنها‪ :‬تغ ّير حضاري يستهدف االرتقاء بالمجتمع اقتصاديا واجتماعيا وتكنولوجيا وثقافيوا‪ ،‬وتوظيوف ك ّول‬
‫بيعية والبشرّية من أجل صالح الجميع‪.‬‬
‫ط ّ‬ ‫المادّية وال ّ‬
‫الموارد ّ‬

‫منذ التّسعينيات من القورن العشورين أصوبحت التّنميوة المسوتدامة مون ج ّول اهتماموات الحكوموات وتعتبور‬
‫وسيلة لتحقيق العدالة في توزيع الثّروات بين مختلف األجيال‪ ،‬وتش ّوكل التّنميوة المسوتدامة أداة لمعالجوة‬
‫الناميووة‬
‫الركووود المووزمن اّلوذي تعوويف فيووه البلوودان ّ‬
‫المشووكّلت المختلفووة والمتناميووة لألفوراد‪ ،‬ويعتبوور الفقوور و ّ‬
‫إحوودى هووذه المشووكّلت ممووا يتطّلووب خلووق نموووذج للتّنميووة يعووالج المشووكّلت السووابقة اّلتووي خّلفتهووا طوورق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عمليووة‬
‫وأن ّ‬ ‫السووابقة موون فقوور وبطالووة وتفوواوت اجتموواعي وتلوووث بيئووي ‪ ....‬الووع‪ .‬وهووذا ال يعنووي بو ّ‬
‫التّنميووة ّ‬
‫الس ووعي لتحقي ووق الغاي ووات‬
‫التّنمي ووة المس ووتدامة س ووهلة ويمك وون الوص ووول إليه ووا بس ووهولة ولك وون ال ب وود م وون ّ‬
‫عمليوة معّقودة ومتع ّوددة األبعواد واّلتوي تجموع‬
‫المرجوة مون نمووذج التّنميوة المسوتدامة اّلتوي تعود ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألهداف‬
‫االجتماعية والبيئية"‪ ،2‬وهناك العديد مون‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫النواحي‬‫بين اإلنصاف والكفاءة بين األجيال من ّ‬
‫أن تجارب التّنمية في العالم الثّالوث‬‫اإلشكالية لمفهوم التّنمية المستدامة ؛ غير ّ‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫طبيعة‬
‫تؤكد ال ّ‬
‫الدراسات ّ‬
‫ّ‬
‫القوميوة بمع ّودالت مرتفعوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وادي حيوث زادت ال ّودخول‬
‫النم ّوو االقتص ّ‬
‫حّققت نجاحا غير متوّقوع فوي مع ّودل ّ‬

‫‪ - 1‬لطفي‪ ،‬على‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1993 ،‬صـ‪.164‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Remigijus Ciegis and others, The Concept of Sustainable Development and its Use for Sustainability‬‬
‫‪Scenarios, Engineering Economics (2). 2009, p 28.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Dzemydiene, D, Preface to sustainable development problems in the issue. Technological and‬‬
‫‪Economic Development of Economy, 14(1), 2008, p9.‬‬

‫‪42‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فووي حووين زاد عوودد الفقوراء دون خ و ّ‬


‫ط الفقوور بأعووداد كبيورة جوودا‪ ،‬لووذلك كووان علووى خطووط التّنميووة أن تأخووذ‬

‫مشكلة الفقر اّلتي لم تستطع طورق التّنميوة التّ ّ‬


‫قليديوة أن تخّفوف‬ ‫بعين االعتبار العناصر التّالية لمعالجة ّ‬
‫الدولي‪:1‬‬
‫من أعداد الفقراء على المستويين المحلي و‬
‫ّّ ّ ّ‬
‫وأن رصوويد المووارد داخوول‬ ‫‪ -1‬توسوويع مجوواالت حصووول الفقوراء علووى زيووادة دخووولهم ويمكوون القووول‪ :‬بو ّ‬
‫يرك ووز عل ووى المس وواواة أو‬
‫مم ووا ّ‬
‫أولوي ووة حضو ورّية أكث وور ّ‬
‫ك و ّول م وون المدين ووة والقرّي ووة وبينهم ووا يعك ووس ّ‬
‫وتم توزيعهوا بوين األريواف والمودن دون‬ ‫الحكوميوة وعوائود التّنميوة ي ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الموازنوات‬‫بمعنى ّ‬‫الفاعلية ّ‬
‫ّ‬
‫ي لميخائيول لبتوون ‪M .‬‬
‫حيوز الحضور ّ‬
‫إنصواف لهوذا يظ ّول الفقوراء فقوراء كموا جواء فوي نظرّيوة التّ ّ‬
‫‪.lipton‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ضمان حصول الفقراء على الخدمات‬
‫الّلزم للحياة‪.‬‬
‫الحد األدنى ّ‬
‫مكن من الحصول على ّ‬ ‫األساسية للفقراء للتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬توفير الحاجات‬
‫‪ -4‬مشاركة الفقراء في اتّخاذ الق اررات الكفيلة بتلبية حاجاتهم حتّى تكون خطط التّنمية أقرب إلوى‬
‫الس ّكان‪.‬‬
‫الغالبية من ّ‬
‫ّ‬ ‫الواقع وغير محابية ألصحاب المشاريع على حساب‬

‫اجتماعي ووة وترس وويع للمف وواهيم والق و ّويم‬


‫ّ‬ ‫تغيو ورات‬
‫وادية واّنم ووا ّ‬
‫ومؤشو ورات اقتص و ّ‬
‫ّ‬ ‫فالتّنمي ووة الي وووم ل ووم تع وود أرق ووام‬
‫التل ّووث وكوذلك نشور‬ ‫لصحيحة ومشاركة اإلفراد في صنع القو اررات إضوافة إلوى بيئوة خاليوة مون عوامول ّ‬ ‫ا ّ‬
‫قدم العلمي والتّكنولوجي‪.‬‬
‫وتبني المعرفة من أجل مواكبة التّ ّ‬
‫التّعليم ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫"‪"Definition of sustainable development‬‬ ‫‪ -2-2‬تعريف ال ّتنمية المستدامة‪:‬‬

‫النوع من التّنمية‪ ،2‬بسبب اختّلف‬


‫تتعدد تعريفات التّنمية المستدامة‪ ،‬فهناك أكثر من ‪ 60‬تعريفا لهذا ّ‬
‫ّ‬
‫مرة في تقرير الّلجنة‬
‫ألول ّ‬
‫مفهوم التّنمية من بلد إلى أخر‪ ،‬وعموما ورد مفهوم التّنمية المستديمة ّ‬
‫العالمية للبيئة والتّنمية عام ‪ ،1987‬وعرفت هذه التّنمية في هذا التّقرير على ّأنها‪" :‬تلك التّنمية اّلتي‬
‫ّ‬
‫حاجياتهم"‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة األجيال المقبلة في تلبية‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Romano donoto, sustainable rural, development . projet GCP, FAO, Syria 2002. p53.‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪- J.Kozlowski and G.Hill, Towards planning for Sustainable Development, A Guide for the Ultimate‬‬
‫‪Environmental Threshold (UET) Method, Ashgate publications, Sydney, 1998,p6.‬‬

‫‪ - 3‬اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‪ ،‬مستقبلنا المشتركة‪ ،‬ترجمة محمد كامل عارف‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة عدد ‪ ،142‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪1989 ،‬م‪،‬ص‪.83‬‬

‫‪43‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عمومية واّلتي تشمل إنشاء نظام اجتماعي‬


‫ّ‬ ‫وفي عام ‪ 1989‬عرفها (‪ )Barbier‬بشكل أكثر‬
‫الدخل الحقيقي‪ ،‬وتحسنا في مستوى‬
‫الدعم لتحقيق األهداف التّالية‪ :‬زيادة في ّ‬
‫اقتصادي يضمن ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫ّ‬
‫الس ّكان‪.‬‬
‫صحة ّ‬‫التّعليم‪ ،‬وتحسين ّ‬
‫اإلنتاجية لألجيال‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫بأنها عدم اإلضرار بال ّ‬
‫أما روبرت سولو )‪ (Robert Solow, 1991‬فعرفها ّ‬ ‫ّ‬
‫االستهّلكية‬
‫ّ‬ ‫ط الموارد‬
‫اإلنتاجية ليست فق ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬‫المقبلة وتركها على الوضع اّلذي ورثتها األجيال‪ ،‬فال ّ‬
‫اإلنتاجية اّلتي تشمل باإلضافة إلى‬
‫ّ‬ ‫طاقة‬
‫نوعية ال ّ‬
‫تتعدى ذلك إلى ّ‬
‫الحالية؛ بل ّ‬
‫ّ‬ ‫اّلتي تستهلكها األجيال‬
‫ونوعية االستثمار‬
‫ّ‬ ‫المعنوي أو المعرفي واّلتي تشمل على طبيعة وحجم ّ‬
‫االدخار‬ ‫ّ‬ ‫المادي الجانب‬
‫جانبها ّ‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحالية و‬
‫ّ‬ ‫الرشيد للموارد‬
‫لهذه الفوائض واالستهّلك ّ‬
‫يركز على جانب من الجوانب ومنها‪:‬‬
‫ومن التعاريف للتّنمية المستدامة ّ‬

‫بيعيووة‬
‫ط ّ‬ ‫بأنهوا‪" :‬اسووتخدام المووارد ال ّ‬
‫الجانببا البي ببي ‪ "Environmental side":‬يعوورف التّنميووة المسووتدامة ّ‬
‫بالنس ووبة لألجيووال المقبلووة م ووع‬
‫وؤدي إلووى فنائهووا أو ت وودهورها أو تنوواقص قوودراتها ّ‬
‫المتجو ّوددة‪ ،‬بطريقووة ال ت و ّ‬
‫بيعية"‪.1‬‬
‫ط ّ‬ ‫الحفاظ على رصيد ثابت غير متناقص من الموارد ال ّ‬

‫"تركووز علووى اإلدارة المثلووى للم ووارد‬


‫أن التّنميووة المسووتدامة ّ‬
‫بادي ‪ّ Economic side":‬‬ ‫الجانببا االصتصب ّ‬
‫نوعية الموارد واسوتخدام‬‫االقتصادية شرط الحفاظ على ّ‬
‫ّ‬ ‫الحد األقصى من منافع التّنمية‬‫للحصول على ّ‬
‫المتقدمة خفضوا‬
‫ّ‬ ‫للدول‬
‫بالنسبة ّ‬
‫الحقيقي في المستقبل" ‪ .‬كما وتعني ّ‬
‫‪2‬‬
‫الدخل‬
‫أن ال يقلل من ّ‬ ‫الموارد على ّ‬
‫ّ‬
‫الناميوة توظيوف المووارد مون اجول رفوع مسوتوى‬ ‫للدول ّ‬ ‫بالنسبة ّ‬‫أما ّ‬ ‫في مستوى استهّلك ال ّ‬
‫طاقة والموارد‪ّ ،‬‬
‫معيشة المواطن والحود مون الفقور وبشوكل أشومل ضومان تنميوة دخول الفورد فوي المسوتقبل لويس بأق ّول مون‬
‫الجيل الحالي‪.3‬‬

‫بأنهووا " اسووتخدام تكنولوجيووا جديوودة‬


‫‪ "Technological‬عوورف التّنميووة المسووتدامة ّ‬ ‫ال ّتكنولببوجي‪side‬‬ ‫الجانببا‬
‫ّ‬
‫التلو ّووث والمسوواعدة علووى تحقيووق اسووتقرار‬
‫بيعيووة بهوودف الحو ّود موون ّ‬
‫ط ّ‬ ‫أنظووف وأقوودر علووى إنقوواذ الم ووارد ال ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Rebert Goodland, neoclassical economic and principles of sustainable development, ecological‬‬
‫‪modeling,1987,p36.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Amil markandesa, natural environments and social rate of discount, project apprasisal,1988,p11.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ciegis, R., & Ciegis, R. (2008). Laws of Thermodynamics and Sustainability of Economics, Engineering‬‬
‫‪Economics(2), p17.‬‬

‫‪44‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عليميوة‬
‫وحّية والتّ ّ‬ ‫الس ّوكان" ‪ ،‬باإلضوافة إلوى رفوع مسوتوى الخودمات ّ‬
‫الص ّ‬ ‫النم ّوو فوي أعوداد ّ‬
‫المناخ واسوتيعاب ّ‬
‫‪1‬‬

‫الريف‪.‬‬
‫وخاصة في ّ‬
‫ّ‬
‫موون المّلحووظ اتّفوواق مفهوووم التّنميووة المسووتدامة ومفهوووم التّنميووة فووي نقوواط واختّلفهمووا فووي نقوواط أخوورى‪،‬‬
‫وادي إلوى تنميووة متكاملووة‬
‫وي االقتصو ّ‬ ‫إن التّنميووة المسووتدامة والتّنميووة يتّفقووان علووى تحويول النمووو الكمو‬
‫حيووث ّ‬
‫ّ ّ ّّ‬
‫وتتميوز التّنميوة‬
‫ّ‬ ‫مكونوات التّنميوة ومتطّلباتهوا‪،‬‬
‫السابقة تخلط بوين ّ‬ ‫أن التعاريف ّ‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬كما ّ‬
‫المستدامة عن التّنمية بالمفهوم التّقليودي بوضووح البعود البيئوي لّلسوتدامة‪ ،‬والتّأكيود علوى هوذا البعود فوي‬
‫بيعي ووة‪ ،‬اّلت ووي تتناوله ووا‬
‫ط ّ‬ ‫واعي والبيئ ووي‪ ،‬بحي ووث تش و ّوكل المو ووارد ال ّ‬‫وادي واالجتم و‬
‫المفه وووم المتكام وول االقتص و ّ‬
‫ّ‬
‫التّنمية المستدامة عنص ار مشتركا بين االقتصاد والبيئة‪ ،‬بحيث تش ّوكل التّنميوة المسوتدامة حواف از للتّفكيور‬
‫وتمرة‬
‫عمليوة مس ّ‬
‫بأنهوا‪ّ :‬‬‫والممارسة واإلبداع؛ وبناء عليه يمكن صياغة تعريوف شوامل للتّنميوة المسوتدامة‪ّ .‬‬
‫االجتماعيوة والوى رفوع‬
‫ّ‬ ‫وبيئية ومؤسسواتية‪ ،‬تسوعى إلوى العدالوة‬
‫اجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫ديناميكية لها أوجه‬
‫ّ‬
‫بيعيووة‬
‫ط ّ‬ ‫وحّية ألف وراد المجتمووع وتحس وين إدارة وحمايووة البيئووة والم ووارد ال ّ‬
‫الصو ّ‬
‫عليميووة و ّ‬
‫ووية المعيشو ّوية والتّ ّ‬
‫السو ّ‬
‫ّ‬
‫بالشووكل األمثوول‪ ،‬بمووا يضوومن اسووتدامة هووذه الم ووارد لألجيووال القادمووة مووع‬
‫المادّيووة وتنويعهووا واس وتغّللها ّ‬
‫و ّ‬
‫الحفاظ على الموروث الثّقافي والحضاري والتّاريخي الوطني للمجتمعات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪"Sustainable development and the environment‬‬ ‫‪ -3‬ال ّتنمية المستدامة والبي ة‪:‬‬

‫وردة فعوول علووى المشووكّلت البيئيووة اّلتووي ظهوورت فووي‬‫وأن التّنميووة المسووتدامة جوواءت كو ّ‬
‫السووائد بو ّ‬
‫إن االعتقواد ّ‬
‫ّ‬
‫ألن المشو ّوكّلت البيئيووة هووي نتيجووة وال يمكوون لنووا‬
‫نمويووة لوويس كووامّل ّ‬
‫العووالم نتيجووة لتطبيووق الوصووفات التّ ّ‬
‫وادية‬
‫ظووروف اّلتووي قووادت إلووى هووذه المشوواكل أي األوضوواع االقتصو ّ‬ ‫النظوور عوون ال ّ‬
‫التّعاموول معهووا بغووض ّ‬
‫فالسياسو و وات واالس و ووتراتيجيات اّلت و ووي تعتم و وودها ال و و ّودول ف و ووي جمي و ووع القطاع و ووات‬
‫قافي و ووة‪ّ ،‬‬
‫االجتماعي و ووة والثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫أن معالجووة‬
‫االجتماعيووة سو ّوببت الخلوول البيئ وي اّلووذي قوواد بوودوره إلووى الفقوور والّلمسوواواة أي ّ‬
‫ّ‬ ‫وادية و‬
‫االقتصو ّ‬
‫ظروف اّلتي ّأدت إليها يعتبر أم ار غير اقتصاديا‪.‬‬ ‫النتيجة بدون ّ‬
‫تغير ال ّ‬ ‫ّ‬

‫ظوروف‬ ‫بأن المش ّوكلة ليسوت بيئيوة يصوعب علوى العوالم حّلهوا‪ ،‬بقودر موا هوي ال ّ‬
‫ك ّ‬ ‫للش ّ‬
‫مما ال يدع مجال ّ‬
‫ّ‬
‫عمليووة التّنميووة‬
‫االجتماعيووة اّلتووي رافقووت ّ‬
‫ّ‬ ‫وادية و‬
‫أي األوضوواع االقتصو ّ‬
‫عمليووة التّنمي وة‪ّ ،‬‬
‫اّلتووي سووادة خووّلل ّ‬
‫نموية ال يأخذون بعين‬ ‫السياسات التّ ّ‬
‫أن واضعي ّ‬ ‫العلمية؛ أي ّ‬
‫قافية والفكرّية و ّ‬ ‫باإلضافة إلى األوضاع الثّ ّ‬
‫وادية مثوول توووفير التّكوواليف أو‬
‫افيووة ّإال عنوودما تحّقووق عوائوود اقتصو ّ‬
‫االعتبووار خصووائص كو ّول منطقووة جغر ّ‬
‫ويلية‪ .‬وهووذا التّركيووز حووال دون أن يتضو ّومن اتّجوواه التّحووديث اإليكولوووجي االحتياجووات‬
‫مي وزة تفضو ّ‬
‫تحقيووق ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪- James Gustare, the environment, the greening of technology,development,1989, p30.‬‬

‫‪45‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وؤدي‬
‫مما ي ّ‬
‫حول تجاه مزيد من االستدامة‪ّ ،‬‬ ‫االقتصادية األوسع اّلتي تعتبر ضرورّية في التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬
‫مشكّلت بيئية يصعب حّلها فّل بد عند التّخطيط للتّنمية أن نأخذ بعوين االعتبوار البيئوة المحيطوة‬
‫إلى ّ‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫وظروفها وهي على ّ‬

‫قدم التّكنولوجي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي ودرجة التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬مستوى التّ ّ‬
‫قدم‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القيم‬
‫‪ ‬طبيعة المجتمع وتنظيمه والعادات والتّقاليد و ّ‬
‫ياسية الحاضنة‪.‬‬ ‫الس ّ‬
‫فية‪ ،‬والبيئة ّ‬
‫طاقة المعر ّ‬ ‫‪ ‬ال ّ‬

‫طرق‬
‫عقّلني بدون التّ ّ‬ ‫فإن اقتصار مفهوم التّنمية المستدامة على الجوانب البيئية أم ار غير‬
‫ومما سبق ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المشكّلت البيئية اّلتي هي األسباب الحقيقة وراء الفقر وعدم المساواة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلى األسباب الكامنة وراء‬

‫‪"Sustainable Development Goals‬‬ ‫‪ -4‬أهداف ال ّتنمية المستدامة‪:‬‬

‫المشكّلت‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية لمختلف نماذج التّنمية ال تزال قاصرة عن مواجهة‬
‫ّ‬ ‫السياسات‬
‫إن أهداف ّ‬ ‫ّ‬
‫استمرت لفترة طويلة تعتمد على‬
‫ّ‬ ‫خاصة وا ّن هذه البلدان‬
‫النامية ّ‬‫االقتصادية اّلتي تعاني منها البلدان ّ‬
‫ّ‬
‫النظرّيات عن الواقع العملي وعدم استطاعتها اقتراح‬‫الوصفات المستوردة وابتعاد اآلراء واألفكار و ّ‬
‫ّ‬
‫الميزات األخرى للبيئة‬
‫االقتصادية المتفاقمة‪ ،‬وحاول بعض العلماء خلق بعض ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية للمشاكل‬
‫حلول ّ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫قليدية اّلتي هي داعمة للحركات‬
‫سياسية أكثر غير التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫تؤدي إلى ثقافة‬
‫المحّلّية اّلتي ّ‬
‫بالرغم من‬
‫قافية" ّ‬
‫‪1‬‬
‫نموية في حال إهمال الجوانب الثّ ّ‬‫للنماذج التّ ّ‬
‫االقتصادية بمعنى ّأنه ال يوجد اكتمال ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫لكل نموذج للتّنمية يضع أهداف بعيدة‬
‫عدم قدرة هذه األهداف على تحقيق الغايات المنشودة ّإال ّأنها ّ‬
‫تعددت‬
‫السياسات على الوصول لها ومنها التّنمية المستدامة حيث ّ‬
‫المدى يعمل جاهدا صانعوا ّ‬
‫أهدافها اّلتي ألزمت الحكومات نفسها بالعمل على تحقيقها‪ ،‬ويمكن لنا عرض أهداف التّنمية‬
‫المستدامة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-4‬أهداف ال ّتنمية المستدامة في المحيط الحيو ّي‪:‬‬


‫تسووعى التّنميووة المسووتدامة إلووى الحفوواظ علووى الو ّونظم البيئيووة‪ ،‬اّلتووي يعتموود عليهووا اإلنسووان فووي اسووتم اررّيته‪،‬‬
‫عمليوات سوليمة‪ ،‬تضومن‬‫العمليات اّلتي تحدث على هوذه المووارد مون أجول تحويرهوا واسوتخدامها ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجعل‬
‫نمويووة وتكوواليف‬
‫عوودم نضوووبها وتكفوول الو ّوزمن الو ّوّلزم لتجو ّوددها حيووث تعتبوور قضو ّوية االلت وزام بالقض وايا التّ ّ‬
‫وخاصوة فوي البلودان الفقيورة حيوث تتس ّوبب فوي اضوعاف‬
‫ّ‬ ‫الوصول إلى أهدافها عبئوا ألغلوب االسوتثمارات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Robert Paterson and Devashree Saha, The Role of ‘New’ Political Culture In Predicting City‬‬
‫‪Sustainability Efforts, csd, 2010, u texas .usa. p6.‬‬

‫‪46‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الماليوة إلوى جانوب القطاعوات‬ ‫ّ‬ ‫العائدات على المدى القصير‪ ،1‬لذلك ال ّبد من مشاركة قطواع الخودمات‬
‫األخ و وورى اّلت و ووي ت و ووؤثّر عل و ووى االس و ووتثمارات بش و ووكل غي و وور مباش و وور م و وون خو و وّلل تأثيره و ووا عل و ووى س و وولوكيات‬
‫واستراتيجيات االستثمارات على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ‬التّحليو وول المو ووالي‪ :‬عنو وود تقيو وويم العوائو وود المحتملو ووة والمخو وواطر مو وون األصو ووول المختلفو ووة وفو وورص‬
‫ّ‬
‫ونوعية ومدى تقيم التّكلفة البيئية للمشاريع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االستثمار الجديد‬
‫الديون مثل‬
‫تمول ّ‬ ‫للصكوك اّلتي ّ‬ ‫‪ ‬التّصنيف االئتماني‪ :‬عند تحديد مخاطر التّصنيف االئتماني ّ‬
‫السندات‪ ،‬حيث تعتمد أغلب االستثمارات على القروض في تمويل استثماراتها‪.‬‬ ‫القروض و ّ‬
‫‪ ‬التّأمين واعادة التّأمين‪ :‬عند تحديد المخاطر وااللتزامات طويلة األجل‪.‬‬

‫وتس وواهم العّلق ووات داخ وول المجتم ووع ف ووي تحس ووين ظ ووروف البيئ ووة المحيط ووة م وون خ ووّلل توزي ووع المخ وواطر‬
‫الملكية المشتركة‬
‫ّ‬ ‫الناتجة عن‬
‫حل المشاكل ّ‬ ‫االجتماعية ومن خّلل ّ‬
‫ّ‬ ‫مكونات المجموعات‬
‫المحتملة بين ّ‬
‫الجماعيووة وقوود‬
‫ّ‬ ‫للملكيووة‬
‫ّ‬ ‫قويووة ّأدى ذلووك إلووى حمايووة اإلدارة المشووتركة‬
‫االجتماعيووة ّ‬
‫ّ‬ ‫فكّلمووا كانووت الو ّوروابط‬
‫اعتبر رأس الموال االجتمواعي هوو الحلقوة المفقوودة فوي التّنميوة اّلتوي يجوب العمول علوى إكموال ارتباطهوا‬
‫ّ‬
‫بمكونات االستدامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2-4‬أهداف ال ّتنمية المستدامة في المحيط ال ّتكنولوجي‪:‬‬
‫ّ‬
‫تقنيوة ذات أضورار بيئيوة محودودة‪ ،‬وتهودف إلعوادة‬
‫تسعى التّنمية المستدامة الكتشاف واستخدام وسوائل ّ‬
‫صوناعة‪ ،‬باإلضوافة إلوى ترشويد وتحسوين‬‫طاقوة وال ّ‬‫النفايات واالستفادة منها فوي مجواالت ال ّ‬
‫تدوير المو ّاد و ّ‬
‫وناعية‪ ،‬وجع وول ك و ّول مش ووروع يع ووالج نفايات ووه ومخّلفات ووه‪ ،‬باإلض ووافة ال ووى‬
‫الص و ّ‬
‫اختي ووار مواق ووع المش ووروعات ّ‬
‫ور فووي‬
‫ور كبي ا‬‫تغيو ا‬
‫قميوة حيووث يتوّقوع ّ‬‫الر ّ‬
‫الحيويوة والتّكنولوجيووا ّ‬
‫ّ‬ ‫السوريعة للتكنولوجيووا‬
‫االسوتفادة مون التّطو ّوورات ّ‬
‫ثّلثية األبعاد‬
‫قمية ّ‬ ‫الر ّ‬
‫طابعات ّ‬ ‫الّلزم لإلنتاج مع اختراعات جديدة مثل ال ّ‬ ‫الزمن ّ‬
‫ونوعيته و ّ‬
‫ّ‬ ‫هيكل اإلنتاج‬
‫ط وق وس علووى ذلووك‪ .‬ويعو ّود‬
‫اّلتووي يمكوون أن تتوويح المجووال إلنتوواج عوودد م ون المنووازل فووي سوواعة واحوودة فق و ّ‬
‫غيوور االيجووابي لمعو ّودل اسووتخدام التّكنولوجيووا فووي الوصووول إلووى أهووداف محو ّوددة موون خووّلل مجموعووة‬ ‫التّ ّ‬
‫االقتصادي الكّلي‪ 2‬وضمان اسوتخدم هوذه المهوارات‬
‫ّ‬ ‫النشاط‬‫المعارف والمهارات له تأثيرات مباشرة على ّ‬
‫ّ‬
‫والخب ورات بشووكل يكفوول عوودم وجووود إقصوواء اجتموواعي اّلووذي يعكووس بوجوووده مزيوود موون الج ورائم والعنووف‬
‫تغير‪.‬‬
‫ألي ّ‬
‫الحساسية ّ‬
‫ّ‬ ‫مكونات التّنمية المستدامة شديد‬
‫أن التّكامل بين ّ‬
‫أي ّ‬
‫وانهار المجتمع‪ّ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mistra, Sustainable Investment - Towards a New Role for Institutional Investors2004, Stockholm ,p2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- D Pearce, G Atkinson, The concept of sustainable development: An evaluation of its usefulness ten‬‬
‫‪years after Brundtland, 1998. UK, CSERGE, p5‬‬

‫‪47‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3-4‬أهداف ال ّتنمية المستدامة في المحيط االجتماعي‬


‫ّ‬
‫عمليوة‬
‫واعي فوي ّ‬ ‫هناك أهداف للتّنمية المستدامة في المحيط االجتماعي وهناك دور لرأس المال االجتم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية وتعمل التّنمية المستدامة كطريقوة تفكيور‬
‫ّ‬ ‫التّنمية بسبب تحفيزه اآلثار المترتّبة على القضايا‬
‫االجتماعيووة بووين‬
‫ّ‬ ‫بالسووعي للوصوول للتّووازن بووين الم ووارد المتاحووة والحاج وات األساسو ّوية‪ ،‬وتحقيووق العدالووة‬
‫ّ‬
‫المادّيووة المتجو ّوددة وغيوور المتجو ّوددة‪ ،‬وترشوويد‬
‫بيعيووة و ّ‬
‫ط ّ‬ ‫األجيووال موون حيووث نصوويب كو ّول جيوول فووي المووارد ال ّ‬
‫أولويووات السووتخداماتها كاّفووة‪ ،‬باإلضووافة إلووى التّعوواون الو ّودولي واإلقليمووي‬
‫اسووتخدام كاّفووة الم ووارد ووضووع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لمواجهة متطّلبات البيئة ومشاكلها‪.‬‬
‫االجتماعيووة‬
‫ّ‬ ‫وادية و‬
‫السياسووات االقتصو ّ‬ ‫وعبية الواسووعة فووي تخطوويط وتنفيووذ ورقابووة ّ‬ ‫الشو ّ‬
‫وبالتّووالي فالمشوواركة ّ‬
‫الصووعيد المحّلووي واإلقليمووي وعلووى مسووتوى ال ّدولووة لووه مسوواهمة كبيورة فووي تحقيووق أهووداف‬ ‫ّ‬ ‫والبيئيووة‪ 1‬علووى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بإمكانية تدّفق المعلومات بين‬‫ّ‬ ‫تسمح‬ ‫عالية‬ ‫ثقة‬ ‫ذات‬ ‫ة‬ ‫اجتماعي‬
‫ّ‬ ‫قات‬ ‫عّل‬ ‫التّنمية المستدامة بما يوّفره من‬
‫وادية بشوكل أفضوول مثوول تووّفر الموو ّاد والعمالووة؛ وتووّفر الثّقووة المتبادلووة فوي المجتمووع تحو ّود‬‫العوامول االقتصو ّ‬
‫نموية وبالتّالي تح ّود مون التّكواليف‬
‫العملية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫مصداقية المعلومات من أجل‬ ‫ّ‬ ‫من الحاجة إلى البحث عن‬
‫الرقابووة‬
‫ظمووات والحكومووات تقّلوول موون الحاجووة إلووى وجووود ّ‬
‫االجتماعيووة بووين كو ّول موون األفوراد والمن ّ‬
‫ّ‬ ‫والو ّوروابط‬
‫العامة المعلنة‪.2‬‬
‫ّ‬
‫وعية بين أفراد المجتمع مثال التّنظويم الو ّذاتي يكوون أكثور كفواءة وقودرة‬
‫ط ّ‬ ‫ويرى الباحث ّ‬
‫بأن االتّفاقيات ال ّ‬
‫ّ‬
‫على المحافظة على بقواء واسوتمرار االسوتدامة فوي التّنميوة‪ ،‬وعلوى ال ّورغم مون تقسويم األهوداف إلوى ع ّودة‬
‫كل هدف على حدى؛ وهوي بالحقيقوة مجتمعوة متكاملوة يمكون الوصوول إليهوا‬ ‫فروع غير ّأنه بهدف فهم ّ‬
‫عن طريق العمل الجماعي في الجانوب ال ّودولي والجانوب المحّلوي المتمثّول بالحكوموات الوط ّنيوة‪ ،‬بحيوث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ق‬
‫بيئية وهناك فقر فوي المجتموع حيوث سويعمل الفقوراء دوموا علوى خور القووانين‬ ‫ال يمكن تحقيق استدامة ّ‬
‫األساسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بهدف تلبية احتياجاتهم وسيعارضون ّ‬
‫كل سياسة لم تنبع من احتياجاتهم‬

‫‪1‬‬
‫‪- Helen Tregidga, Kate Kearins, The Politics of Knowing, Organizational Sustainable Development, 2012,‬‬
‫‪Sagepub, p2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Aleksi Aleksiev and Ivan Penov, The drole of capital for sustainable use of the fragmented land in‬‬
‫‪Bulgaria, IDARI, 2006, p3.‬‬

‫‪48‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االصتصادي وال ّتنمية المستدامة ‪:1‬‬


‫ّ‬ ‫ال ّتنسيق بين ال ّتكامل‬ ‫الشكل (‪)2-2‬‬

‫أهداف التنمية المستدامة‬

‫تحسين مستوى المعيشة للسكان‬

‫نمو الدخل مع اإلنصاف في التوزيع وخاصة‬


‫للفقراء‬

‫التعليم للجميع‬

‫التغذية والصحة للجميع‬

‫‪3‬‬ ‫الحفاظ على قدرة البيئة على التجدد‬ ‫‪6‬‬

‫السياسات المحلية‬
‫السياسات عبر الحدود‬ ‫النمو االقتصادي‬
‫سياسة االقتصاد الكلي‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫التكامل اإلقليمي‬ ‫ونصيب الفرد من الناتج‬ ‫السياسة الهيكلية‬
‫المحلي‬ ‫السياسات القطاعية‬
‫التجارة وسياسة‬ ‫السياسة االجتماعية‬
‫االستثمار‬
‫التعليم ‪ ..‬الخ الصحة‪،‬‬
‫سياسة الهجرة‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫السياسة البيئية‬
‫تدابير اخرى‬ ‫تدابير أخرى‬
‫التنسيق بين السياسات‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬

‫‪Toshiyasu Kato, Chan Sophal, Regional Economic Integration for Sustainable Development in‬‬
‫‪ Cambodia, Development resource institute, Cambodia‬المصدر‪:‬‬

‫تكامليوة األهوداف وتحقيوق ك ّول هودف باإلضوافة إلوى‬


‫ّ‬ ‫السابق يوضح ضرورة إيجاد ال ّوروابط بوين‬ ‫الشكل ّ‬
‫و ّ‬
‫الصوعيد الووطني فعنود د ارسوة التّنميوة‬
‫وي والتّنميوة المسوتدامة علوى ّ‬ ‫البحث عن روابط بين التّكامل اإلقليم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االقتصادي وسيلة لرفع مستوى معيشة أفراد المجتمع‪ ،‬أي التّأثير بشكل مباشور‬ ‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫المستدامة يعتبر ّ‬
‫وحّية والتّغذيووة‬
‫الصو ّ‬
‫طبقووات اّلتووي تعوواني موون الفقوور‪ ،‬مووع توووفير التّعلوويم للجميووع‪ ،‬وتووأمين الخوودمات ّ‬
‫فووي ال ّ‬
‫وادي فوي وقوت الحوق‪،‬‬ ‫النم ّوو االقتص ّ‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وبالتّالي تعزيز ّ‬
‫ّ‬ ‫الكافية‪ ،‬وتعزيز القدرات البشرّية‪ ،‬وزيادة‬
‫وس وووف تس وواهم تنمي ووة الق وودرات البشو ورّية م و ّورة أخ وورى لرف ووع مس ووتوى المعيش ووة وكّلم ووا زادت ال و ّوروابط ب ووين‬
‫الفاعليوة فوي تحقيوق أهوداف بورامج التّنميوة وضومان اسوتم اررّيتها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كنوا علوى درجوة مون‬ ‫مكونات المجتمع ّ‬ ‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Toshiyasu Kato, Chan Sophal, Regional Economic Integration for Sustainable Development in‬‬
‫‪Cambodia, Development resource institute, Cambodia, 1998. P13.‬‬

‫‪49‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن جيلين آخرين يمكن أن يلتزما بتحقيق االستدامة ويمكن لنوا توضويح موا سوبق‬ ‫ألنه ال يمكن ضمان ّ‬
‫ّ‬
‫أن هوذه ال ّوروابط ليسوت‬
‫النم ّوو والتّنميوة غيور ّ‬
‫الروابط بوين ّ‬
‫أهمّية هذه ّ‬
‫الرغم من ّ‬
‫الشكل‪ ،‬وعلى ّ‬
‫من خّلل ّ‬
‫فعواال‬ ‫الخارجيوة أن تلعوب دو ار ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسوات المحّلّيوة و‬
‫تلقائية بل يجب على الحكومات المحّلّية من خّلل ّ‬
‫ّ‬
‫النم و ّوو‬
‫أن تووؤثّر علووى ك و ّول موون ّ‬
‫الحكوميووة يج ووب ّ‬
‫ّ‬ ‫السياس ووات‬
‫أن ّ‬‫الصووّلت أي ّ‬
‫فووي إنشوواء وض وومان هووذه ّ‬
‫مكانية تحقيق التّكامل اإلقليمي لضمان الوصول بأهداف التّنمية إلى االستدامة‪.‬‬
‫االقتصادي وا ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪50‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث ال ّثاني‪ :‬أبعاد ال ّتنمية المستدامة‬


‫تكاملية وتداخل بين أبعادها بحيث‬
‫ّ‬ ‫تركز على الجوانب البيئية فقط‪ ،‬بل هناك‬
‫إن التّنمية المستدامة ال ّ‬
‫ّ‬
‫تتفاعل جميعها من أجل تحقيق غايات التّنمية المستدامة المعروفة باألهداف على جميع الجوانب‬
‫الشكل التّالي يوضح التّداخل بين أبعاد التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫االجتماعية والمؤسساتية و ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬

‫النظرة األولى‬
‫ئيسية للتّنمية المستدامة ؟‪ .‬حيث من ّ‬
‫الر ّ‬‫للمكونات ّ‬
‫ّ‬ ‫الشكل التّالي هو خير تمثيل‬
‫فهل ّ‬
‫معمقة فيكون لدينا تقاطع األبعاد‬
‫أما بنظرة ّ‬
‫الصفة إلى التّنمية؛ ّ‬
‫أن االستدامة ما هي ّإال إضافة ّ‬
‫يتبين ّ‬
‫ّ‬
‫إمكانية أن يكون‬
‫ّ‬ ‫يدل على‬
‫لتشكل في المنتصف ما يمثّل التّنمية المستدامة وهذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫المكونة للتّنمية‬
‫ّ‬
‫االجتماعية وغير متّصلة بالبيئة ويمكن أن يكون هناك‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية بعيدة عن العّلقات‬
‫ّ‬ ‫هناك نشاطات‬
‫بيعية‪ .....‬الع‬
‫ط ّ‬ ‫اجتماعية بعيدة عن الموارد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫عّلقات‬

‫‪ -‬النمو‬ ‫البعد االقتصادي‬

‫‪ -‬المساواة‬ ‫‪ -‬النظم االيكولوجية‬


‫البعد االيكولوجي‬
‫‪ -‬الكفاءة‬ ‫‪ -‬الطاقة‬
‫البعد االجتماعي‬

‫‪ -‬المشاركة الشعبية‬ ‫‪ -‬التنوع البيولوجي‬

‫‪ -‬الحراك االجتماعي‬ ‫‪ -‬القضايا البيئية‬

‫‪ -‬الهوية الثقافية‬ ‫التنمية المستديمة‬

‫‪ -‬التطوير المؤسسي‬

‫شكل رقم (‪ )2-3‬تداخل أبعاد عمليّة الت ّنمية المستدامة‬

‫الشووكل المتّحوود فووي المركووز‬


‫المكونووات؛ إلووى ّ‬
‫ّ‬ ‫الشووكل للتّغّلووب علووى االنفصووال بووين‬
‫تغيوور ّ‬
‫فكووان البوود موون ّ‬
‫يعبر بشكل أفضل عن االستدامة ومدى تداخل وتكامول األبعواد المؤّلفوة منهوا كموا هوو‬ ‫التّالي (‪ )4‬فهو ّ‬
‫النظووام‬
‫وادي أصووغر بعوود‪ ،‬والثّوواني يمثّوول ّ‬
‫النظووام االقتصو ّ‬
‫مبووين مجموعووة موون األبعوواد متّحوودة المركووز يمثّوول ّ‬
‫االجتماعي بما في ذلك‪:1‬‬
‫ّ‬
‫تقاتقاتهقخ‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظام‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهذا هو ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬مجال العّلّقات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Giacomo D’Alisa, Dimensions of sustainable development: a proposal of systematization of‬‬
‫‪sustainable approaches, Italy, 2007, dsems, p11.‬‬

‫‪51‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االقتصادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظام‬
‫االجتماعية اّلتي ليست جزءا من ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬مجال العّلقات‬

‫مموا يتويح لألبعواد األخورى القيوام بالوظوائف‬


‫الجزء الثّالث هوو البعود البيئوي وتمثّول مجموعوة مون المووارد ّ‬
‫أن‬
‫غيووب عنووا ّ‬
‫االجتماعيووة‪ .‬ويجووب أن ال ي ّ‬
‫ّ‬ ‫فإنووه يشوومل األبعوواد االقتصوواد ّية و‬
‫السووبب ّ‬
‫الخاصووة بهووا‪ ،‬لهووذا ّ‬
‫ّ‬
‫نوعيووة‬ ‫تحقيووق واحوود موون األبعوواد ال يعنووي بلووو اآلخ ورين ‪ ،‬ويكووون لإلنسووان الو ّودور ّ‬
‫الفعووال فووي تحديوود ّ‬
‫‪1‬‬

‫نوعيوة العّلقوة مون خوّلل‬


‫عّلقته مع الحدود اّلتوي يعمول بهوا ومون خّللهوا ويسواعد اإلنسوان فوي تحديود ّ‬
‫البعد المؤسساتي‪.‬‬

‫البيئة‬
‫‪ -‬النظم البيئية‬
‫‪ -‬الموارد الطبيعية‬
‫‪ -‬التنوع األحيائي‬
‫‪ -‬الطاقة االستيعابية‬ ‫المجتمع‬

‫نمو اقتصادي‬ ‫‪-‬‬


‫االقتصاد‬ ‫كفاءة رأس المال‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬المساواة‬
‫‪ -‬الحراك االجتماعي‬
‫‪ -‬المشاركة الشعبية‬
‫‪ -‬تفويض الصالحيات‬

‫تكاملية أبعاد الّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫الشكل (‪)2-4‬‬

‫‪"Economic dimensions‬‬ ‫االصتصادية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬األبعاد‬

‫االقتصادي على‬
‫ّ‬ ‫للنشاط‬
‫المستقبلية ّ‬
‫ّ‬ ‫الحالية و‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫االقتصادي االنعكاسات و ّ‬
‫ّ‬ ‫ويتضمن البعد‬
‫ّ‬
‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫قدم‬
‫يتم تقييم التّ ّ‬
‫المحيط اّلذي يعمل ويستهّلك منتجاته به لكامل دورة حياة المنتج‪ .‬غالبا ما ّ‬
‫الدخل‪ ،‬والبحث‬
‫االقتصادية عادة لتعزيز ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسات‬
‫االجتماعية وتسعى العديد من ّ‬
‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫من حيث ّ‬
‫السلع والخدمات واستقرار األسعار وتحقيق مستوى ّ‬
‫معين من‬ ‫عن إنتاج أكثر كفاءة‪ ،‬واستهّلك ّ‬
‫يشجع اإلجراءات‬
‫الدخل اّلذي ّ‬
‫االقتصادية تساعد على تحقيق أقصى قدر من ّ‬
‫ّ‬ ‫التّوظيف‪ ،‬فالكفاءة‬
‫ألي شخص آخر‪.‬‬‫اّلتي من شأنها تحسين المستوى المعيشي لفرد واحد على األقل دون تفاقم الوضع ّ‬
‫اإلنتاجية لتعظيم اإلنتاج‪ ،‬وضمان‬
‫ّ‬ ‫السوق دو ار رئيسيا في ّ‬
‫كل من تخصيص الموارد‬ ‫تلعب أسعار ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪- O.P. Dimensions of sustainable development. P13.‬‬

‫‪52‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خيارات االستهّلك األمثل اّلذي يعظم فائدة المستهلك ويقبل معيار التّكلفة والعائد‪ .‬كما تسعى‬
‫الدخل اّلذي يمكن أن يتوّلد على األقل للحفاظ على المخزون من‬
‫االقتصادية لتعظيم تدّفق ّ‬
‫ّ‬ ‫االستدامة‬
‫لتحسين‬
‫االقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫النواتج‪ .1‬معتمدة في ذلك على الكفاءة‬
‫األصول (رأس المال) اّلتي تساهم في هذه ّ‬
‫غير التّكنولوجي يمكن أن يغير من درجة االستبدال بين الموارد‪،2‬‬
‫كل من اإلنتاج واالستهّلك وا ّن التّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وهنا تنشأ مشاكل في تحديد أنواع رأس المال إلى ينبغي الحفاظ عليها على سبيل المثال‪(،‬رأس المال‬
‫الصعب أن نقدر هذه األصول (وال سيما الموارد البيئية‬‫االجتماعية)‪ ،‬فمن ّ‬
‫ّ‬ ‫بيعية والبشرّية و‬
‫ط ّ‬ ‫العامل‪ ،‬ال ّ‬
‫الجواب التّالية‪:‬‬
‫االقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫ويتضمن البعد‬
‫ّ‬ ‫تقدمها‪،‬‬
‫االجتماعية) والخدمات اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫بيعية‬
‫ط ّ‬ ‫حصة االستهالك من الموارد ال ّ‬
‫‪ّ -1-1‬‬
‫الس ّكان‬
‫الغنية والفقيرة حيث يستهلك ّ‬
‫بيعية يختلف بين البلدان ّ‬
‫ط ّ‬ ‫إن مستوى نصيب الفرد من الموارد ال ّ‬
‫ّ‬
‫النامية‪ .‬ويرى هارتوك ‪ّ - Hartwick -‬‬
‫أن‬ ‫سكان البلدان ّ‬
‫الغنية أضعاف ما يستخدمه ّ‬ ‫في البلدان ّ‬
‫بيعية وا ّن االستهّلك يجب‬
‫ط ّ‬ ‫االستدامة تعتمد على المفاضلة بين االستهّلك واإلشباع من الموارد ال ّ‬
‫الغنية القيام في إجراء تخفيضات متواصلة على‬ ‫ّ‬ ‫فيتوجب على البلدان‬
‫ّ‬ ‫الزمن‪.3‬‬
‫أن ال يتناقص مع ّ‬
‫بيعية من خّلل تحسين مستوى الكفاءة‪ ،‬واحداث‬ ‫ط ّ‬‫طاقة والموارد ال ّ‬
‫المبددة لل ّ‬
‫ّ‬ ‫مستويات االستهّلك‬
‫تغيير جذر ّي في أسلوب الحياة‪ .‬مع ضرورة ضمان عدم تصدير هذه المشكّلت البيئية إلى البلدان‬
‫المسؤولية األكبر في‬
‫ّ‬ ‫ناعية‬
‫الص ّ‬
‫النظم البيئية مع بعضها‪ ،‬وتقع على البلدان ّ‬ ‫األخرى نتيجة ارتباط ّ‬
‫الت ّلوث والهدر في‬
‫تحمل تكاليف الوصول إلى التّنمية المستدامة نتيجة درجة إسهامها في إحداث ّ‬ ‫ّ‬
‫المشكّلت أو التّخفيف من أثارها وقدرتها على استخدام‬‫ّ‬ ‫بحل‬
‫المالية ّ‬
‫ّ‬ ‫الموارد باإلضافة إلى القدرة‬
‫النامية فالتّنمية المستدامة‬
‫بالنسبة إلى البلدان ّ‬
‫أما ّ‬‫تكنولوجيا أنظف وأكثر كفاءة في استخدام الموارد‪ّ .‬‬
‫المستمر في مستويات المعيشة‪ .4‬ويعتبر التّحسين‬
‫ّ‬ ‫بيعية ألغراض التّحسين‬
‫ط ّ‬ ‫هي تكريس الموارد ال ّ‬
‫سكان العالم المعدمين الذين‬
‫بالنسبة ألكثر من ‪ 20‬في المائة من ّ‬
‫أمر ملحا ّ‬
‫قية ا‬ ‫أخّل ّ‬
‫كقضية ّ‬
‫ّ‬ ‫السريع‬
‫ّ‬
‫أغلبهم متواجد في البلدان الفقيرة بسبب عدم المساواة واالستبعاد االجتماعي اّلتي أخذت في االتّساع‬
‫ّ‬
‫سكان العالم حوالي ‪7‬‬
‫بأن عدد ّ‬
‫حد سواء‪ ،‬مع العلم ّ‬ ‫الغنية والفقيرة على ّ‬
‫داخل العديد من هذه البلدان ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- EUROPEAN COMMISSION, A Framework for Indicators for the Economic and Social Dimensions of‬‬
‫‪Sustainable Agriculture and Rural Development, 2001, p4.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- O.P. A Framework for Indicators for the Economic and Social Dimensions of Sustainable Agriculture,‬‬
‫‪p5.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Antoine d’Autume and Katheline Schubert, Maximin paths when the resource has an amenity value,‬‬
‫‪Sorbonne,2008,p3.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- UN, An Action Agenda for Sustainable Development REPORT FOR THE UN SECRETARY-‬‬
‫‪GENERAL, SDSN, 2013. P1.‬‬

‫‪53‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن الفقر مازال‬ ‫يكي غير ّ‬


‫‪1‬‬
‫نوي ‪ 70‬ترليون دوالر أمر‬ ‫الس ّ‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ّ‬
‫مليارات نسمة و ّ‬
‫ّ‬
‫للس ّكان والتّخّلف‬
‫السريع ّ‬
‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬
‫ألن هناك روابط وثيقة بين الفقر وتدهور البيئة و ّ‬
‫منتشر بشكل كبير‪ّ ،‬‬
‫االقتصادي اّلذي هو‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أن ّ‬
‫أي ّ‬
‫أسمالية‪ّ ،‬‬
‫الر ّ‬ ‫الناجم عن التّاريع االستعماري والتّ ّ‬
‫بعية المطلقة للقوى ّ‬ ‫ّ‬
‫تطور في مستوى المعيشة‬
‫نوعية الحياة وحّقق ّ‬
‫ّ‬ ‫بحد ذاته ليس كافيا ّإال إذا زاد من‬
‫هدف التّنمية ّ‬
‫للفقراء‪.‬‬

‫الدخل‬
‫الحد من ال ّتفاوت في ّ‬
‫‪ّ -1-2‬‬
‫تهدف التّنمية المستدامة إلى تقليل الفوارق والتّفاوت في توزيع ا ّلدخول بين األغنياء والفقراء‪ .‬وا ّن هذا‬
‫االجتماعية في البلدان لنامية إلى‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫السياسات‬‫توجه ّ‬
‫الهدف يتطّلب العمل على أن ّ‬
‫استثمار الموارد المتاحة فيها والعدالة في التّوزيع بين الجميع لضمان حقوقهم من تلك الموارد على‬
‫الهيكلية‬
‫ّ‬ ‫السياسات‬
‫الدخل عن طريق ّ‬‫الحد من التّفاوت في ّ‬
‫شكل استثمارات وسلع وخدمات‪ ،‬ويمكن ّ‬
‫معدل التّوظيف‬
‫من قبل الحكومات في مجال أسواق التّعليم والعمل والمنتج عن طريق التّأثير في ّ‬
‫الحد من تشتّت األرباح لمن يملكون وظيفة عن طريق زيادة ّ‬
‫الحد األدنى من األجور وزيادة مستوى‬ ‫و ّ‬
‫حماية العمالة‪ ،‬واعانات البطالة واصّلح سوق العمل‪.2‬‬
‫فإنه يوّفر‬
‫الصحيح‪ّ ،‬‬
‫طريق ّ‬ ‫تم استخدامها في ال ّ‬
‫يعتبر االقتصاد أداة قوية جدا للتّنمية المستدامة إذا ّ‬
‫أن تكون على‬‫فعالة لصنع الخيارات من أجل التّنمية المستدامة‪ ،‬وهذه الحوافز تحتاج إلى ّ‬ ‫حوافز ّ‬
‫جميع مستويات المجتمع اّلتي تعمل لصالح التّنمية المستدامة من خّلل جعل االستثمارات المستدامة‬
‫الخاص مربحة‪ ،‬وتوجيه البحوث والمعارف والحلول للتّنمية المستدامة‪ .‬والتّأثير‬
‫العام و ّ‬
‫في القطاعين ّ‬
‫على القرار االستهّلكي على جميع المستويات‪.3‬‬

‫فعالة من خّلل مراعاة جميع التّكاليف بحيث‬


‫وهذا ما يجعل االقتصاد في مثل هذه الحاالت أداة ّ‬
‫االقتصادية والتّجارّية وهذا يشمل على وجه الخصوص التّكاليف‬
‫ّ‬ ‫تؤخذ بعين االعتبار في الق اررات‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طويل وكذلك التّكاليف‬
‫البيئية على المدى ال ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪-UN, A Framework for Sustainable Development, SDSN. 2012, p1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Economic Policy Reform, Reducing income inequality while boosting economic growth, 2012. Part2,‬‬
‫‪OECD, p190.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Angilcka verze, Sustainable Development Policy and Guide, The EEA Financial Mechanism 2006, p4.‬‬

‫‪54‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪" Social dimensions:‬‬ ‫االجتماعية‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬األبعاد‬

‫ال يعني ّأنه منفصل عن األبعاد األخرى للتّنمية المستدامة يمكن‬ ‫إن الحديث عن البعد االجتماعي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫للتّنمية المستدامة أن تلتقي في ضوء االعتبارات‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫للعديد من العناصر‬
‫االجتماعية‪ ،‬وعّلوة على ذلك‪ ،‬االعتبارات البيئية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية والعّلّقات بين األبعاد‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫الس ّكاني‪ ،‬أو‬
‫جمع ّ‬‫السّلمة‪ ،‬وفي قضايا التّعامل مع أماكن التّ ّ‬
‫الص ّحة و ّ‬
‫موجودة في مناقشات قضايا ّ‬
‫المعيشية‪ .‬لذلك تتطّلب التّنمية المستدامة الحاجة إلى‬
‫ّ‬ ‫في فحص تأثير التّنمية على أنماط الحياة‬
‫طبيعي واالجتماعي والبشر ّي‪ 1‬اّلذي‬‫الحفاظ على المخزون اّلذي هو من صنع اإلنسان كرأس المال ال‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫النقاف بشأن‬ ‫أن هناك الكثير من ّ‬ ‫الدخل من اجل المستدامة في حين ّ‬‫تحتاجه المجتمعات لتوليد ّ‬
‫السابقة بعضها البعض‪.2‬‬
‫إمكانيات وحدود استبدال األرصدة ّ‬
‫غير‬
‫وتشهد أسواق العمل في جميع أنحاء العالم تغييرات غير مسبوقة مدفوعة من قبل العولمة والتّ ّ‬
‫العمال مع التّحصيل التّعليمي المنخفض بشكل متزايد يجدون أنفسهم دون مهارات قابلة‬
‫إن ّ‬ ‫قني‪ّ .‬‬ ‫الت‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫للتّسويق‪ ،‬أو بالعمل بأجور منخفضة أو حتّى بدون عمل‪.‬‬

‫الجيدة اآلن مزيد من التّعليم والتّدريب أكثر تخصصا من ذي قبل‪.‬‬


‫باإلضافة لذلك تتطّلب الوظائف ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وغالبا ما يجني من يمتلكها دخوال مرتفعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الجيد‪ ،‬والعّلقات‬
‫وا ّن تلك المهارات‪ ،‬والتّعليم ّ‬
‫الغنية والفقيرة‪ ،‬في العقدين الماضيين‪،‬‬
‫وقد ارتفعت األرباح من عدم المساواة في العديد من البلدان ّ‬
‫بالرغم‬
‫الشباب ّ‬‫معدالت البطالة بين ّ‬ ‫األساسية‪ .‬وزادت ّ‬
‫ّ‬ ‫مما أضعف اإلنصاف والعدالة وحقوق اإلنسان‬ ‫ّ‬
‫الحكومية لجانب التّدريب المهني في المرحلة االنتقالية اّلتي تمر بها تلك‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫ّ‬ ‫من استهداف‬
‫ّ‬
‫استمرت فروق المساواة بين الجنسين في مجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫قدم الكبير المحرز‪،‬‬
‫الرغم من التّ ّ‬
‫البلدان‪ ،‬وعلى ّ‬
‫ضد المرأة ال يزال واسع االنتشار‪.3‬‬
‫كثيرة‪ ،‬والعنف ّ‬

‫الس ّكان المعزولة جغرافيا‬


‫األصلية و ّ‬
‫ّ‬ ‫الشعوب‬
‫قية‪ّ ،‬‬
‫ضد األقّلّيات العر ّ‬
‫فإن التّمييز ّ‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ّ ،‬‬
‫ال يزال موجودا في العديد من األماكن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Serageldin, Expanding the Measure of Wealth; Indicators of Environmentally Sustainable‬‬
‫‪Development, The World Bank, 1997, Washington, p8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pearce Atkinson, Capital Theory and the Measurement of Sustainable Development: An Indicator‬‬
‫‪of Weak Sustainability 1993,Ecological Economics, 8 (1),p3.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Ines Omann and Joachim H. Spangenberg, Assessing Social Sustainability, SERI, Germany, 2002, p4.‬‬

‫‪55‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الس ّكاني‬
‫مو ّ‬‫‪ -1-2‬الّن ّ‬

‫ألن‬
‫الحالية أم ار مستحيّل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫بالمعدالت‬
‫ّ‬ ‫وبمعدالت شبيهة‬
‫ّ‬ ‫للس ّكان لفترة طويلة‬
‫المستمر ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الن ّ‬
‫أصبح ّ‬
‫بيعية وعلى قدرة الحكومات على توفير الخدمات؛‬
‫ط ّ‬‫السريع يحدث ضغوطا حادة على الموارد ال ّ‬ ‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫يحد من التّنمية‪ ،‬ويقّلص من قاعدة الموارد‬
‫للس ّكان في بلد أو منطقة ما ّ‬ ‫السريع ّ‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫أن ّ‬ ‫كما ّ‬
‫الحالية نحو‬
‫ّ‬ ‫الخاصة فاالتّجاهات‬
‫ّ‬ ‫أهمّيته‬
‫الس ّكان ّ‬
‫أن لتوزيع ّ‬‫كل ساكن؛ كما ّ‬
‫بيعية المتاحة إلعالة ّ‬
‫ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫تطور المدن الكبيرة لها عواقب بيئية ضخمة‪ ،‬فالتّنمية المستدامة‬
‫السيما ّ‬
‫توسيع المناطق الحضرّية‪ ،‬و ّ‬
‫النشيطة للمساعدة على إبطاء حركة الهجرة إلى المدن؛ وتساهم في‬ ‫القروية ّ‬
‫ّ‬ ‫النهوض بالتّنمية‬
‫تعني ّ‬
‫األساسية مثل تعّلم‬
‫ّ‬ ‫إعادة توجيه الموارد أو إعادة تخصيصها لضمان الوفاء أوال باالحتياجات البشرّية‬
‫وتهتم بما وراء االحتياجات‬
‫ّ‬ ‫النظيفة؛‬
‫األو ّلية‪ ،‬والمياه ّ‬‫الص ّحّية ّ‬
‫الرعاية ّ‬ ‫القراءة والكتابة‪ ،‬وتوفير ّ‬
‫الرفاه االجتماعي‪ ،‬وحماية التّ ّنوع الثّقافي‪ ،‬واالستثمار في رأس المال البشر ّي‬ ‫األساسية من تحسين ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المتخصصين اّلذين‬
‫ّ‬ ‫الفنّيين والعلماء وغيرهم من‬
‫الص ّحّية و ّ‬‫الرعاية ّ‬‫كتدريب المربين والعاملين في ّ‬
‫تدعو إليهم الحاجة الستمرار التّنمية‪.‬‬

‫أهمّية دور المرأة‬


‫‪ّ -2-2‬‬
‫نتاجية أكبر‪ ،‬عندما تكون المرأة في‬
‫بصحة وا ّ‬
‫ّ‬ ‫النساء قادرات على الحياة‬
‫إن تنظيم األسرة يعني جعل ّ‬
‫ّ‬
‫السكن والتّعليم‪،‬‬
‫ويتم أنفاق المزيد من المال على الغذاء و ّ‬
‫قتصادية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫جيدة ويتوّفر لها الفرص اال‬
‫صحة ّ‬
‫ّ‬
‫أي بلد تحقيق‬
‫النساء البالغين في ّ‬
‫كن بزيادة سنة واحدة في التّعليم من جميع ّ‬
‫ويم ّ‬
‫إنتاجيتها اكبر ّ‬
‫ّ‬ ‫فتكون‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي للفرد الواحد‪.1‬‬
‫يكي في ّ‬
‫زيادة قدرها ‪ 700‬دوالر أمر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويعزز في نهاية المطاف التّنمية المستدامة‬
‫وهذا يساعد بشكل أساس في تخفيض مستويات الفقر ّ‬
‫المتوسط تعيد استثمار ما قيمته ‪ 90‬في المئة من‬
‫ّ‬ ‫النساء في‬
‫أن ّ‬‫ولية لتنظيم األسرة ّ‬
‫الد ّ‬
‫للمؤسسة ّ‬
‫ّ‬ ‫ووفقا‬
‫مما يتطّلب من التّنمية‬
‫الرجال ‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫هن‪ ،‬مقارنة مع ‪ 40 - 30‬في المئة فقط من قبل ّ‬ ‫دخولهم إلى أسر ّ‬
‫بكل مراحل حياتها‪.‬‬
‫المستدامة تعزيز المساواة بين الجنسين وخلق ظروف لتأ ّمين حياة أفضل للمرأة ّ‬
‫لما يعنيه البعد االجتماعي للتّنمية المستدامة ومدى ارتباطه‬
‫وتنشأ هنا الحاجة إلى فهم أكثر وضوحا ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Danielle Nierenberg, The role of women in sustainable development, Women Deliver organization,‬‬
‫‪2012,Brazel, p2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Danielle Nierenberg, Women and Sustainability: Recognizing the Role of Women at Rio+20, World‬‬
‫‪watch Institute, 2012,p2.‬‬

‫‪56‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الضرورّية بالبيئة‪،‬‬
‫اجتماعية شاملة وروابطها ّ‬
‫ّ‬ ‫العملية بتقديم أربعة مفاهيم‬
‫ّ‬ ‫بالبعد البيئي‪ ،‬وتساهم هذه‬
‫العامة والمساواة‪ ،‬والمشاركة والتّماسك االجتماعي‪.‬‬
‫هذه المفاهيم هي‪ :‬التّوعية ّ‬
‫ّ‬
‫ومؤشرات التّنمية المستدامة ويمكن توسيع البعد االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫ويقوم هذا اإلطار على مفاهيم وأهداف‬
‫ّ‬
‫عملية‬
‫ّ‬ ‫أهمّية البعد االجتماعي في‬
‫الرغم من ّ‬‫ولية‪ ،‬وبين األجيال ‪ .‬وعلى ّ‬
‫‪1‬‬
‫الد ّ‬
‫ليشمل األبعاد البيئية و ّ‬
‫ّ‬
‫اعية على نفس اهتمام األبعاد األخرى بل ّ‬
‫يتم‬ ‫التّنمية المستدامة ّإال ّأنه لم تحصل األبعاد االجتم ّ‬
‫االجتماعية للتّنمية‬
‫ّ‬ ‫علمية‪ ،2‬فاالهتمام باألبعاد‬
‫ّ‬ ‫سياسية وليست ألسباب‬
‫ّ‬ ‫اختيار هذه األبعاد ألسباب‬
‫الصراعات‬ ‫االجتماعي اّلذي بدوره يخّفف من الجريمة و ّ‬ ‫المستدامة يساهم في تقوية التّماسك‬
‫ّ‬
‫لتحسين التّفاعل االجتماعي عن طريق‬ ‫ّ‬ ‫ويعزز الثّقة بين األفراد وكذلك خلق الفرصة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الجماعية في استقرار المجتمع‪ ،‬والفخر واإلحساس‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية في المجتمع‪ ،‬والمشاركة‬
‫ّ‬ ‫الشبكات‬
‫ّ‬
‫السياسة المتعّلقة بالتّماسك االجتماعي بخلق فرص‬
‫السّلمة واألمن وبالتّالي تظهر أهداف ّ‬
‫بالمكان‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫المدنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعزز التّعايف المتناغم‪ ،‬أو على األقل مكافحة احتماالت الفتنة‬
‫ّ‬

‫‪"Environmental dimensions‬‬ ‫‪ -3‬األبعاد البي ية‪:‬‬

‫الغذائية والوقود ابتداء من‬


‫ّ‬ ‫الّلزمة إلنتاج المو ّاد‬
‫بيعية ّ‬
‫ط ّ‬ ‫تحتاج التّنمية المستدامة إلى حماية الموارد ال ّ‬
‫غيرات في استخدام األراضي‪ 4‬وحماية مصايد األسماك ويعني البعد البيئي‬ ‫حماية التّربة إلى حماية التّ ّ‬
‫االقتصادية لألجيال الحاضرة والقادمة مع الحفاظ على البيئة‬
‫ّ‬ ‫الرفاهية‬
‫للتّنمية المستدامة تحقيق ّ‬
‫الزمن‪ ،‬وا ّن هذا‬
‫يتحسن باستمرار مع مرور ّ‬
‫ّ‬ ‫وتمكينها من توفير مستوى معيشي‬
‫الت ّلوث ّ‬
‫وحمايتها من ّ‬
‫يتضمن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البعد‬

‫‪ -1-3‬المحافظة على الموارد الما ّية‬

‫المائية من خّلل تقليل الهدر وانشاء‬


‫ّ‬ ‫تهدف التّنمية المستدامة إلى المحافظة على االستخدامات‬
‫الجوفية وكذلك العمل على تحسين شبكات المياه‬
‫ّ‬ ‫لتخزين المياه والمحافظة على المياه‬
‫ّ‬ ‫السدود‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪- kevin.murphy, The social pillar of sustainable development: a literature review and framework for‬‬
‫‪policy analysis, School of Business and Humanities, Institute, Ireland, 2012, vol8,p1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Fahey.T, F. Convery, the Role of social indicators in Assessing Sustainability in Ireland. The‬‬
‫‪Environmental Institute UCD, 1995, p5.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Dempsey, N., Bramley, G and others, The social dimension of sustainable development: defining‬‬
‫‪urban social sustainability. Sustainable Development, USA, 2011, p4.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Pytrik Reidsma, and others, Methods and tools for integrated assessment of land use policies on‬‬
‫‪sustainable development in developing countries elsevier,2010, Land Use Policy 28. p604.‬‬

‫‪57‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫طبيعي في‬‫استهّلك رأس المال ال‬ ‫بأن‬


‫المؤكد ّ‬ ‫الشرب‪ ،‬ومن‬‫نوعية مياه ّ‬
‫الص ّح ّي وتحسين ّ‬
‫الصرف ّ‬ ‫و ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النظام البيئي على التّعافي وتجديد نفسه‪.1‬‬
‫االقتصادية هو أسرع من قدرة ّ‬
‫ّ‬ ‫األنشطة‬

‫‪ -2-3‬حماية المناخ من االحتباس الحراري‬

‫العالمية فاإلشعاعات‬
‫ّ‬ ‫والتّنمية المستدامة تعني كذلك عدم المخاطرة بإجراء تغييرات كبيرة في البيئة‬
‫مناخية تؤثر على الحياة‬
‫ّ‬ ‫وتغيرات‬
‫سلبية ّ‬
‫تؤدي إلى حدوث آثأر ّ‬ ‫الكيماوية ّ‬
‫ّ‬ ‫النووّية و‬
‫المختلفة والمخّلفات ّ‬
‫األرضية يكون من شأنها إحداث تغيير في الفرص المتاحة لألجيال المقبلة‪ .‬ويعني ذلك‬ ‫ّ‬ ‫في الكرة‬
‫البيولوجية أو تدمير طبقة األزون‬
‫ّ‬ ‫افية الفيزيائية و‬ ‫الحيلولة دون زعزعة استقرار المناخ‪ ،‬أو ّ‬
‫النظم الجغر ّ‬
‫الحامية لألرض من جراء أفعال اإلنسان‪.‬‬

‫تشكل مصدر القلق المتعّلق بالحاجة إلى إدارة الموارد‬ ‫ويرى الباحث ّ‬
‫بأن التّنمية في بعدها البيئي ّ‬
‫النهاية على الخدمات البيئية‪،‬‬
‫النادرة بطريقة حكيمة لتحقيق رفاهية اإلنسان اّلتي يعتمد في ّ‬
‫بيعية ّ‬
‫ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫بيعية ومدى قدرتها على المرونة اّلتي هي قدرة‬
‫ط ّ‬ ‫للنظم ال ّ‬
‫بيعي ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫من خّلل الجدوى ّ‬
‫الشاملة واألداء الط‬
‫تعبر عن االضطراب اّلتي‬‫الخارجية‪ ،‬واّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫الصدمات‬ ‫الرغم من ّ‬
‫تستمر على ّ‬
‫ّ‬ ‫النظم البيئية على أن‬
‫ّ‬
‫بالضرورة للتّنمية‬
‫اإليكولوجية من حالة إلى آخرى‪ ،‬ليست ّ‬
‫ّ‬ ‫النظم‬
‫تتسبب في تبديل ّ‬
‫ّ‬ ‫من شأنها أن‬
‫النظام بالتّكامل والتّنسيق مع‬
‫تطور هذا ّ‬
‫الراهن للبعد البيئي بل يمكن ّ‬
‫المستدامة الحفاظ على الوضع ّ‬
‫النظم‬
‫تضم ّن مرونة ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية مع الحفاظ على مستويات التّ ّنوع البيولوجي اّلتي‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬ ‫األبعاد‬
‫ّ‬
‫البيئية اّلتي يعتمد عليها االستهّلك واإلنتاج البشر ّي في المستقبل‪.‬‬

‫‪"Technological dimensions‬‬ ‫‪ -4‬األبعاد التكنولوجية‪:‬‬

‫طاقة‬
‫تكنولوجيات أنظف وأكثر كفاءة تقّلص من استهّلك ال ّ‬
‫ّ‬ ‫حول إلى‬
‫وتعني التّنمية المستدامة التّ ّ‬
‫تكنولوجية‬
‫ّ‬ ‫عمليات أو نظم‬
‫ّ‬ ‫حد‪ .‬وينبغي أن يتمثّل الهدف في‬‫بيعية إلى أدنى ّ‬
‫ط ّ‬ ‫وغيرها من الموارد ال ّ‬
‫النظم‬
‫النفايات داخليا‪ ،‬وتعمل مع ّ‬
‫األول‪ ،‬وتعيد تدوير ّ‬
‫أقل في المقام ّ‬
‫ملوثات ّ‬‫تتسبب في نفايات أو ّ‬ ‫ّ‬
‫قليدية بهذه المعايير فينبغي‬
‫كنولوجيات التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بيعية أو تساندها‪ ،‬وفي بعض الحاالت اّلتي تفي التّ‬ ‫ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫النامية كثي ار ما تكون ّ‬
‫أقل كفاءة وأكثر‬ ‫كنولوجيات المستخدمة في البلدان ّ‬
‫ّ‬ ‫أن التّ‬
‫المحافظة عليها‪ .‬غير ّ‬
‫ناعية‪ ،‬والتّنمية المستدامة تعني اإلسراع‬
‫الص ّ‬‫كنولوجيات المتاحة في البلدان ّ‬
‫ّ‬ ‫الت ّلوث من التّ‬
‫تسببا في ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Cai Zhonghua, Song Yu, Environmental Protection Investment and Sustainable Development-Policy‬‬
‫‪Simulation Based on Nonlinear Dynamics, Energy Procedia 5, 2010, china, p470.‬‬

‫‪58‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخاصة بفرض العقوبات في هذا المجال‬


‫ّ‬ ‫القانونية‬
‫ّ‬ ‫بالنصوص‬
‫كنولوجيات المحسنة‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫باألخذ بالتّ‬
‫لتكنولوجيات أنظف وأكثر‬
‫ّ‬ ‫وتطبيقها‪ ،‬ومن شأن التّعاون التّكنولوجي سواء باالستحداث أو التّطويع‬
‫ّ‬
‫كفاءة تناسب االحتياجات المحّلّية أن يحول أيضا دون مزيد من التّدهور في ّ‬
‫نوعية البيئة؛ وحتّى‬
‫السيما في‬
‫تنجح هذه الجهود‪ ،‬فهي تحتاج أيضا إلى استثمارات كبيرة في التّعليم والتّنمية البشرّية‪ ،‬و ّ‬
‫االقتصادية والبشرّية والبيئية‬
‫ّ‬ ‫األشد فق ار‪ .‬والتّعاون التّكنولوجي يوضح التّفاعل بين األبعاد‬
‫ّ‬ ‫البلدان‬
‫ّ‬
‫كنولوجية في سبيل تحقيق التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والتّ‬

‫‪ -1-4‬المحروصات واالحتباس الحراري‪:‬‬

‫ناعية غير‬
‫الص ّ‬‫العمليات ّ‬
‫ّ‬ ‫ألنه مثال واضح على‬
‫أن استخدام المحروقات يستدعي اهتماما خاصا ّ‬
‫كما ّ‬
‫المغلقة‪ ،‬فالمحروقات يجري استخراجها واحراقها وطرح نفاياتها داخل البيئة‪ ،‬فتصبح بسبب ذلك‬
‫الحمضية اّلتي تصيب مناطق كبيرة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫انية‪ ،‬ولألمطار‬
‫مصد ار رئيسيا لتلوت الهواء في المناطق العمر ّ‬
‫الحالية النبعاث الغازات الح اررّية من‬
‫ّ‬ ‫تغير المناخ‪ .‬والمستويات‬ ‫واالحتباس الحراري اّلذي ّ‬
‫يهدد ب ّ‬
‫أنشطة البشر تتجاوز قدرة األرض على امتصاصها؛ واذا كانت اآلثار قد أصبحت خّلل العقد‬
‫األخير من القرن العشرين واضحة المعالم‪ّ ،‬‬
‫فإن معظم العلماء متّفقون على ّ‬
‫أن أمثال هذه االنبعاث ال‬

‫الحالية أو بمستويات متزايدة‪ ،‬دون أن ّ‬


‫تتسبب‬ ‫ّ‬ ‫تستمر إلى ما ال نهاية سواء بالمستويات‬
‫ّ‬ ‫يمكن لها أن‬
‫تغير عالمي للمناخ‪ .‬وسيكون للتّغييرات اّلتي تترتّب عن ذلك في درجات الح اررة وأنماط سقوط‬
‫في ّ‬
‫مدمرة على‬
‫السيما إذا جرت التّغييرات سريعا‪ -‬آثار ّ‬
‫األمطار ومستويات سطح البحر فيما بعد – و ّ‬
‫بالنسبة لمن يعتمدون اعتمادا مباش ار على‬
‫السيما ّ‬ ‫اإليكولوجية وعلى مستوى معيشة ّ‬
‫الس ّكان‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظم‬
‫ّ‬
‫بيعية‪.‬‬
‫ط ّ‬ ‫النظم ال ّ‬
‫ّ‬

‫واالبتكار التّكنولوجي هو موضوع محوري متباين الجوانب فاالستدامة تتطّلب تغيي ار تكنولوجيا مستم ار‬
‫ّ‬
‫ناعية للحد من انبعاث الغازات ومن استخدام الموارد‪ ،‬كما يتطّلب تغي ار تكنولوجيا‬
‫الص ّ‬
‫في البلدان ّ‬
‫الضرر البيئي اّلذي أحدثته البلدان‬
‫النامية‪ ،‬لتفادي تكرار أخطاء التّنمية‪ ،‬ومضاعفة ّ‬
‫سريعا في البلدان ّ‬
‫الصناع ّية‪ .‬والتّحسين التّكنولوجي مهم في التّوفيق بين أهداف التّنمية وقيود البيئة‪ ،‬وتتطّلب التّنمية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لكن هذا التّغيير لن يتأتّى بسهولة‪ ،‬ولن‬ ‫الحالية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسات والممارسات‬‫المستدامة تغيي ار جوهريا في ّ‬
‫الشعوب المقهورة في بلدان كثيرة‬ ‫مستمرة من طرفي القوى العاملة و ّ‬
‫ّ‬ ‫يتأتّى أبدا بدون إدارة ّ‬
‫قوية وجهود‬
‫‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعية لقياس ال ّتنمية المستدامة‬


‫الكمّية والّن ّ‬
‫المؤشرات ّ‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫يحتاج صانعو القرار إلى معلومات وبيانات عن الواقع المدروس للمضي قدما في تحقيق أهداف‬
‫ّ‬
‫مؤشرات التّنمية‬
‫الضعف والتّداخّلت بين ّ‬‫القوة و ّ‬
‫وتتضمن هذه المعلومات نقاط ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية المستدامة‬
‫مؤشرات التّنمية‬ ‫يتمكن المقيمون من معرفة أثر ّ‬
‫السياسات المتّبعة على استجابة ّ‬ ‫المستدامة بحيث ّ‬
‫النهج المتّبع في التّنمية‪ ،‬حيث تتطّلب التّنمية المستدامة‬
‫بصحة ّ‬
‫ّ‬ ‫الشاملة‬
‫المستدامة بهدف المعرفة ّ‬
‫تغير أنماط صنع القرار من خّلل دمج أبعاد التّنمية‬ ‫الفردي؛ بل ّ‬
‫ّ‬ ‫الدخل‬
‫ليس فقط تحقيق زيادة في ّ‬
‫ألن بعض‬ ‫االجتماعية والبيئية والمؤسساتية للوصول إلى أهداف التّنمية المستدامة ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬
‫االقتصادية على مستوى االقتصاد الكّلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات لم تعد كافية لدراسة التّداخّلت‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مؤشرات‬
‫لقد صدرت عام ‪ 1996‬عن لجنة التّنمية المستدامة المنبثقة عن األمم المتّحدة مجموعة ّ‬
‫للدولة في اختيار ما يناسبها من‬
‫الحق ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤشر ويكون‬
‫لقياس التّنمية المستدامة بلغ عددها ‪ّ 130‬‬
‫وتم‬
‫قدم المحرز في طريق الوصل إلى أهداف االستدامة بحسب توّفر البيانات ّ‬ ‫المؤشرات لتقيم التّ ّ‬
‫ّ‬
‫وتقدم األمم المتّحدة‬
‫الصعوبة في االختيار بينها‪ّ ،‬‬
‫مؤشر نتيجة ّ‬ ‫المؤشرات إلى ‪ّ 59‬‬‫ّ‬ ‫تخفيض هذه‬
‫تضم أبعاد التّنمية األربعة وهي‪:‬‬
‫األساسية اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫مجموعة من‬

‫‪"Economic Indicators‬‬ ‫االصتصادية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬

‫أن األمر لم يعد مقبوال‪ ،‬حيث تخفي‬


‫ألساسي للتّنمية؛ غير ّ‬ ‫الفردي كان الهدف ا‬
‫ّ‬ ‫الدخل‬
‫إن زيادة ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫أن هناك أهداف أخرى ال تقل ّ‬
‫أهمّية من جانب تحقيق‬ ‫األرقام الكّلّية أوجه التّفاوت بين الفئات ‪ ،‬كما ّ‬
‫‪1‬‬

‫أن‬
‫قتصادي غير ّ‬
‫ّ‬ ‫النشاط اال‬
‫الص ّحّية والتّعليمية ومشاركة المرأة في ّ‬
‫التّنمية المستدامة مثال الخدمات ّ‬
‫أن يكون هناك نتائج ّ‬
‫سلبية فمثال التّحسينات في اإلنتاج‬ ‫النتائج ليست إيجابية دائما بل يمكن ّ‬‫ّ‬
‫االقتصادية‪:‬‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إلى اإلضرار واستنزاف الموارد ‪ ،‬وفيما يلي أهم‬
‫اعي قد ّ‬ ‫الزر‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫النسبي‬
‫االقتصادي اإلجمالي ّ‬
‫ّ‬ ‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ويقيس مستوى ّ‬
‫الناتج‬ ‫‪ -1‬نصيب الفرد من ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬ ‫المؤشر تكون بتوضيح ّ‬
‫معدالت ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية لهذا‬
‫ّ‬ ‫األهمية‬
‫ّ‬ ‫للس ّكان في بلد ما‪ ،‬وا ّن‬
‫ّ‬
‫االقتصادي وتحديد مستوى اإلنتاج الكّل ّي وحجمه‪ّ .2‬‬
‫فإنه ال يقيس مباشرة التّنمية المستدامة‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬االسكوا‪ ،‬تطبيق مؤشرات التنمية المستدامة في بلدان االسكوا‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،2001 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hervé Boulhol, Alain de Serres and Margit Molnar, The Contribution of Economic Geography to GDP per Capita,‬‬
‫‪OECD Journal, 2008 p2.‬‬

‫‪60‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بأنه ال‬
‫الرغم ّ‬
‫نموية لها؛ على ّ‬
‫االقتصادية والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة للجوانب‬
‫مهم للغاية ّ‬
‫واّنما هو مقياس ّ‬
‫االجتماعية والبيئية لإلنتاج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يأخذ في الحسبان التّكاليف‬
‫المؤشر قدرة البلد على االستيراد‬
‫ّ‬ ‫ويبين هذا‬
‫السلع والخدمات إلى الواردات ّ‬ ‫الصادرات من ّ‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫ظل المنافسة‬
‫اإلنتاجية لّلقتصاد في ّ‬
‫ّ‬ ‫ومواجهة المنافسة وتحسين التّجارة ويزيد من القدرة و‬
‫االقتصادي‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫وتعبر عن درجة االنفتاح‬
‫وتشجع على االنتشار‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وزيادة االبتكار والمعرفة‬
‫قدم المحّقق في بلد أو‬
‫المؤشر الّذي يقيس التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقة هو‬
‫تغير نصيب الفرد من استهّلك ال ّ‬ ‫‪ّ -3‬‬
‫النظيفة‪ ،‬ومساعدة في قياس الفقر في مجال‬ ‫منطقة باالنتقال إلى استخدام أنواع الوقود ّ‬
‫مؤش ار على‬
‫طاقة التّجارّية ّ‬
‫مؤشرات ويعتبر نصيب الفرد من استهّلك ال ّ‬ ‫طاقة‪ ،‬ولها أربع ّ‬‫ال ّ‬
‫الشاملة للبلد‪.‬‬
‫االقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬
‫وتدل هذه القيمة إذا كانت‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ّ‬ ‫‪ -4‬رصيد الحساب الجاري كنسبه ّ‬
‫مئوية من ّ‬
‫ونية‪ ،‬والعجز في الحساب الجاري يشير إلى وجود‬ ‫أن البلد يكون في حالة مدي ّ‬ ‫سالبة على ّ‬
‫المستمر يتطّلب تحوال في المستقبل من خّلل‬
‫ّ‬ ‫عدم استقرار في االقتصاد الكّلي‪ ،‬والعجز‬
‫ّ‬
‫الصرف‪ ،‬ورّبما إعادة تقييم‬
‫العام وانخفاض قيمة سعر ّ‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫االدخار‬
‫مزيج من زيادة ّ‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االلتزامات‬
‫الديون‪.‬‬
‫تحمل ّ‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي يتمثّل في قدرة البلد على ّ‬
‫الدين إلى ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫المقدمة وتمثّل مدى مساهمة البلد في إعانات التّنمية على‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬مجموعة المساعدات اإلنمائية‬
‫الدولي‪.‬‬ ‫المستوى اإلقليمي و‬
‫ّ ّ ّ‬
‫ويعد‬
‫قوية لتحقيق التّنمية المستدامة‪ّ ،‬‬ ‫االقتصادية مدى قدرة البلد في بناء قاعدة ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫تعكس‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫معدالت ّ‬
‫المؤشرات‪ ،‬إذ ّأنه يعكس ّ‬ ‫ّ‬ ‫الناتج المحّلي "" ‪ GDP‬من أهم‬ ‫مؤشر نصيب الفرد من ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫النامية ومنها العر ّبية إلى زيادة حجم االستثمارات من‬ ‫الرغم من حاجة البلدان ّ‬ ‫االقتصادي للبلد‪ ،‬وعلى ّ‬
‫ّ‬
‫قدم التّكنولوجي‪ّ ،‬إال‬
‫اإلنتاجية بما يتّلءم والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫قنيات‬
‫اإلنتاجية للمشاريع وتطوير التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫طاقات‬
‫اجل زيادة ال ّ‬
‫ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي بشكل منخفض‬ ‫أن تلك البلدان تعمل لتكوين رأس المال كنسبة من حجم ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ناعية‪ ،‬لذا يتطّلب زيادة التخصصات االستثمارّية في مختلف القطاعات‬ ‫الص ّ‬ ‫المتقدمة و ّ‬
‫ّ‬ ‫قياسا بالبلدان‬
‫العالمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية للمنتجات المحّلّية في األسواق‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية من اجل المنافسة‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Nikolaos Dritsakis, and others, THE MAIN DETERMINANTS OF ECONOMIC GROWTH: AN EMPIRICAL‬‬
‫‪INVESTIGATION WITH GRANGER CAUSALITY ANALYSIS FOR GREECE, University of Macedonia,J EL, 2003,‬‬
‫‪p2.‬‬

‫‪61‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪"Social indicators‬‬ ‫االجتماعية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬‬

‫األساسية اّلتي تقوم‬


‫ّ‬ ‫االجتماعية اّلتي تعتبر واحدة من القيم‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية على العدالة‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫تنطوي‬
‫وتتضمن العدالة‬
‫ّ‬ ‫للس ّكان‬
‫نوعية الحياة ّ‬
‫لتحسين ّ‬‫ّ‬ ‫القضية المركزّية‬
‫ّ‬ ‫عليها التّنمية المستدامة‪ ،‬باعتبارها‬
‫ّ‬
‫توزع الموارد‪ ،‬والفرص المتاحة‪ ،‬واتّخاذ الق اررات‪.‬‬
‫مولية في ّ‬
‫الش ّ‬‫االجتماعية على درجة من اإلنصاف و ّ‬
‫ّ‬
‫الص ّحة والعدالة‪،‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬بما في ذلك التّعليم و ّ‬
‫ّ‬ ‫ويشمل توفير فرص مماثلة من عمالة وخدمات‬
‫المؤشرات لتقيم‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية بعض‬ ‫الدولي‪ ،‬وتتعلّق بالعدالة‬ ‫داخل المجتمع المحّلي أو على المستوى‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤشرات الجانب االجتماعي‪.‬‬
‫قدم المتحّقق في ّ‬ ‫كل منها للوصول إلى قياس التّ ّ‬
‫قدم المحرز في ّ‬
‫التّ ّ‬
‫ّ‬
‫النامية‬
‫بالنسبة للبلدان ّ‬ ‫الحد من الفقر‪ :‬ويمثّل عدد األفراد اّلذين يعيشون على خ ّ‬
‫ط الفقر أما ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-1-2‬‬
‫مئوية من‬
‫وصحّية (وتقاس بنسبة ّ‬
‫ّ‬ ‫مركب من ثّلثة أبعاد وهي حياة طويلة‬ ‫المؤشر ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن هذا‬
‫ّ‬
‫مئوية‬
‫االقتصادية (يقاس بنسبة ّ‬
‫ّ‬ ‫سن األربعين) والمعرفة‪ ،‬وتوّفر الوسائل‬
‫الناس اّلذين لم يبلغوا ّ‬
‫ّ‬
‫الص ّحّية والمياه المأمونة‪ ،‬ونسبة األطفال دون‬
‫الناس اّلذين ال يمكنهم االنتفاع بالخدمات ّ‬
‫من ّ‬
‫معدل الفقر‬
‫ويعد تخفيض ّ‬‫الخامسة اّلذين يعانون من وزن ناقص بدرجة معتدلة أو شديدة)‪ّ ،‬‬
‫حد سواء‪.‬‬‫النامية على ّ‬‫المتقدمة و ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات تحقيق االستدامة في البدان‬
‫من اهم ّ‬
‫لمعدل الجريمة المرتفع أثر سلبي كبير جدا على التّنمية المستدامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫معدل الجريمة‪ :‬يكون ّ‬ ‫‪ّ -2-2‬‬
‫نوعية الحياة‪،‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وتخلق مناخا من الخوف يضعف ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتقوض ظاهرة الجريمة الكرامة‬
‫ّ‬
‫المؤشر كمقياس الحترام سيادة القانون ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫ويمكن أيضا أن تستخدم‬

‫معدل البطالة‪ :‬وهو نسبة األشخاص العاطلين عن العمل إلى مجموع القوى العاملة‪ّ ،‬‬
‫يبين‬ ‫‪ّ -3-2‬‬
‫القوة‬
‫ظفين أو العاملين المستقّلين كنسبة من ّ‬
‫القوة العاملة غير المو ّ‬
‫المؤشر جميع أفراد ّ‬
‫ّ‬
‫العاملة‪.‬‬

‫العام وال ّتدريا ويقاس من خّلل‪:‬‬


‫‪ -4-2‬تعزيز ال ّتعليم والوعي ّ‬
‫معدل اإللمام بالقراءة والكتابة بين البالغين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫انوية‪.‬‬
‫المعدل اإلجمالي لّللتحاق بالمدارس الثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الص ّحة ارتباطا وثيقا بتحقيق التّنمية المستدامة من‬
‫صحة اإلنسان وتعزيزها ‪ :‬ترتبط ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪ -5-2‬حماية ّ‬
‫للس ّكان‬
‫السيطرة على األمراض وتأ ّمين تغذية سليمة ّ‬ ‫الص ّحّية و ّ‬
‫خّلل الحصول على الخدمات ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- UN, Indicators of Sustainable Development, Third Edition, New York, 2007, p50.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- O.P. Indicators of Sustainable Development, p62.‬‬

‫‪62‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫متوسط العمر المتوّقع عند الوالدة‪،‬‬


‫ّ‬ ‫أهمها‪:‬‬
‫مؤشرات ّ‬‫عدة ّ‬ ‫الص ّح ّي ّ‬
‫ويتضمن قياس الجانب ّ‬‫ّ‬
‫الس ّكان اّلذين ال يحصلون على مياه نظيفة والخدمات ّ‬
‫الص ّحّية‪.‬‬ ‫وعدد ّ‬
‫‪"Environmental indicators‬‬ ‫المؤشرات البي ية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬

‫خاصة في‬
‫ّ‬ ‫أهمّية‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة‪ ،‬وتكتسب ّ‬‫يتجز من ّ‬
‫المؤشرات البيئية جزءا ال ّأ‬
‫ّ‬ ‫تعتبر‬
‫غيرات اّلتي تحدث‬‫كونها تحّقق أهداف التّنمية المستدامة عن طريق مراقبة الوضع القائم ورصد التّ ّ‬
‫سلبية‪ ،‬كما ّأنها تقيس مدى تحّقق الهدف‪ .‬تأتي‬
‫بيعية سواء كانت إيجابية أو ّ‬ ‫ط ّ‬
‫على البيئة والموارد ال ّ‬
‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات التّنمية المستدامة في معظم المراجع اّلتي تقوم بإعداد‬
‫لمؤشرات البيئية كجزء من ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ومؤشرات التّنمية المستدامة األخرى؛ حيث‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات البيئية‬
‫ّ‬ ‫قوي بين‬ ‫البيئية‪ ،‬ويّلحظ وجود ارتباط ّ‬
‫الص ّحة وغيرها تؤثّر بشكل مباشر أو غير مباشر على‬ ‫الس ّكاني و ّ‬
‫مو ّ‬ ‫أن العوامل األخرى مثل ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫الضغط على‬ ‫تؤدي إلى ّ‬
‫القيادية اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫الس ّكاني أحد‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫مؤشر ّ‬
‫البيئة؛ فعلى سبيل المثال ّ‬
‫يؤدي إلى حدوث حالة جديدة للبيئة‬
‫تغيرات على البيئة األمر اّلذي ّ‬‫تؤدي إلى حدوث ّ‬
‫البيئة ‪ ،‬واّلتي ّ‬
‫‪1‬‬

‫مؤشرات الجانب البيئي‪:‬‬


‫ومن ّ‬

‫اعية‪:‬‬
‫الزر ّ‬
‫‪ -1-3‬نصيا الفرد من األراضي ّ‬
‫للزراعة‪ ،‬وكذلك نصيب‬ ‫الصالحة ّ‬
‫اعية ّ‬
‫الزر ّ‬
‫المؤشر قياس نصيب الفرد من األراضي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتضمن هذا‬
‫ّ‬
‫الزراعة لها دور كبير في تحقيق التّنمية المستدامة‬
‫اعي‪ .‬وا ّن ّ‬
‫الفرد من األراضي المتاحة لإلنتاج الزر‬
‫ّ ّ‬
‫خاصة‬
‫االقتصادي ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫للن ّ‬
‫المحرك ّ‬
‫ّ‬ ‫فإنها تعد‬
‫للس ّكان إضافة إلى فرص العمل وبهذا ّ‬
‫لما توّفره من غذاء ّ‬
‫حدة الفقر والبطالة‪.‬‬
‫واّنها من الممكن أن تساهم في تخفيف ّ‬
‫غير في مساحات الغابات واألراضي‬
‫‪ -2-3‬ال ّت ّ‬
‫غير في مساحة األراضي الخضراء إلى مساحة البلد اإلجمالية فإذا كانت‬ ‫المؤشر نسبة التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يبين هذا‬
‫ّ‬
‫توسع‬
‫فإنه يشير إلى ّ‬ ‫أما العكس ّ‬ ‫اعي ّ‬‫إمكانية زيادة اإلنتاج الزر‬ ‫دل على‬
‫مؤشر مرتفعة ّ‬ ‫نسبة هذا ال ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫صحر وزحفه إلى األراضي الخضراء‪.‬‬ ‫التّ ّ‬
‫صحر‪:‬‬
‫‪ -3-3‬ال ّت ّ‬
‫ويعد تقليص مساحات‬
‫ّ‬ ‫صحر ونسبتها إلى المساحة اإلجمالية للبلد‬ ‫يقيس األراضي المصابة بالتّ ّ‬
‫اوية من شروط تحقيق التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫الصحر ّ‬
‫األراضي ّ‬

‫‪ - 1‬رداد‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬المؤشرات البيئية كجزء من مؤشرات التنمية المستدامة‪ ،‬المعهد العربي للتدريب والبحوث اإلحصائية‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.77‬‬

‫‪63‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪"Institutional indicators‬‬ ‫المؤشرات المؤسسية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-4‬‬

‫الصناعي‪،‬‬
‫مو ّ‬‫للن ّ‬
‫الدافعة ّ‬
‫القوة ّ‬
‫كنولوجية‪ ،‬اّلتي غالبا ما تقف وراءها الحكومات‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تمثل االبتكارات التّ‬
‫ّ‬
‫المجّلت‬
‫ّ‬ ‫وهي تساعد على رفع مستويات المعيشة‪ ،‬مثال البحث والتّطوير‪ ،‬والمقاالت المنشورة في‬
‫المتقدمة‪ ،‬وبراءات االختراع والعّلمات التّجارّية وتعكس مايلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قنية‪ ،‬وصادرات التّكنولوجيا‬
‫العلمية والتّ ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1-4‬الحصول على المعلومات‬


‫المؤشر مدى قدرة األفراد في الحصول على المعلومات والبيانات الرقمية والتقليدية المتاحة‬
‫ّ‬ ‫يقيس هذا‬
‫لهم‪ ،‬وسرعة الحصول على تلك البيانات ووجود تطبيقات رقمية لمعالجة هذه البيانات باإلضافة إلى‬
‫إمكانية ربط نتائج تحليل هذه البيانات بتطوير واقع الخدمات واإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2-4‬عدد العلماء والمهندسين في مجال البحث العلمي‬
‫ّ‬
‫لكل مليون شخص ‪.‬‬
‫وهو قياس أعداد العلماء والمهندسين في مجال البحث والتّطوير ّ‬
‫‪ -3-4‬اإلنفاق على البحث وال ّتطوير‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي‪ ،‬ويعتبر‬
‫مئوية من ّ‬
‫المالي على البحث والتّطوير كنسبة ّ‬ ‫ويمثّل حجم اإلنفاق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ادي المستدام وترشيد الق اررات‬
‫مو االقتص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫أهم محفزات ّ‬ ‫االستثمار في البحث التّطوير من ّ‬
‫الدخل القومي ‪2.5‬‬ ‫اقتصاديا كنسبة من إجمالي ّ‬
‫ّ‬ ‫المتقدمة‬
‫ّ‬ ‫لدول‬
‫العالمي ّ‬ ‫المتوسط‬
‫ّ‬ ‫اتيجية ويعتبر‬
‫االستر ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية‬ ‫ياسية و‬
‫الس ّ‬‫قني بل يشمل القضايا ّ‬ ‫في المائة‪ ،‬والبحث والتّطوير ال يقتصر على الجانب الت‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫‪64‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البشرية ودورها في تحقيق االستدامة‬


‫ّ‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬ال ّتنمية‬
‫المتحكم األساسي في عناصر اإلنتاج األخرى المتمّثله في التّنظيم‬‫ّ‬ ‫يعتبر العنصر البشر ّي هو‬
‫الماد ّي لتحقيق األهداف بأعلى كفاية إنتاجية ممكنة‪ ،‬فكّلما ارتفعت كفاءة العنصر البشر ّي‬
‫والعنصر ّ‬
‫من خّلل التّعليم والتّدريب والمعرفة ازدادت كفاءة استخدام الموارد حتّى لو كانت نادرة‪ ،‬والبلدان‬
‫النامية تعكس صورة االنخفاض في كفاءة العنصر البشر ّي‪ ،‬باإلضافة إلى انخفاض مستوى‬ ‫ّ‬
‫مما يجعل األمر أكثر صعوبة في الوصل إلى كفاءة إنتاجية‬ ‫التّكنولوجيا المستخدمة في اإلنتاج ّ‬
‫عالية‪ ،‬لذلك يعد العنصر البشر ّي من أهم عناصر اإلنتاج لذلك البد من إعطائه االهتمام األكبر في‬
‫طبيعية للموارد لتنمية‬
‫ّ‬ ‫مستمر بشكل تحافظ فيه على قدرة‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫اقتصادية ذات ّ‬
‫ّ‬ ‫سبيل الوصل إلى تنمية‬
‫الزمن‪.‬‬
‫ذاتها مع ّ‬

‫‪ -1-5‬المورد البشرّي و ّ‬
‫أهمّية المعرفة‬

‫أهمّية المورد البشر ّي في اقتصاد قائم على المعرفة بحيث يصبح اّلذي يمتلك المعرفة يؤثّر على‬
‫تزداد ّ‬
‫اقتصادي حقيقي‪ .‬وتساهم الموارد البشرّية في الوصول‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫نافسية لتحقيق ّ‬
‫تعزيز القدرات اإلنتاجية والتّ ّ‬
‫ّ‬
‫مكانية الحياة المتاحة‬
‫ونوعية وا ّ‬
‫ّ‬ ‫يحسن شروط‬
‫اقتصادي يحّقق التّنمية‪ ،‬اّلذي يمكن أن ّ‬
‫ّ‬ ‫نمو‬
‫إلى ّ‬
‫الص ّحة ورفع مستوى‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي على التّعليم و ّ‬
‫مما يتطّلب إنفاق نسبة عالية من ّ‬
‫للس ّكان‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫مو‬
‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫فعال في تحقيق التّنمية‪ ،‬فرفع ّ‬ ‫ليتمكن المورد البشر ّي من أداء دوره بشكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدخول‬‫ّ‬
‫االقتصادي يعتبر أساسا لتحقيق تنمية حقيقة للموارد البشرّية من خّلل القدرة على اإلنفاق على‬
‫ّ‬
‫االقتصادية ومع‬
‫ّ‬ ‫مما يجعل معه المورد البشر ّي أصّل من أصولها‬
‫التأهيل والتّعليم للموارد وتدريبها ّ‬
‫االقتصادية للبلد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫استمرار التّعليم بشكل دائم سيكون المجتمع جزء من األصول‬

‫أهمّية ودور الموارد‬


‫جيدة كشفت عن ّ‬ ‫النظر اّلتي اعتمدتها دول شرق آسيا‪ ،‬وجاءت بنتائج ّ‬‫وهي وجهة ّ‬
‫يؤكد على ضرورة إعطاء أرس المال البشر ّي اهتماما أكبر‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ّ‬ ‫البشرّية في التّنمية‬
‫من حيث االستثمار مقارنة باألصول المنتجة األخرى كونه هدفا ووسيلة في كاّفة مشاريع التّنمية‪،‬‬
‫النامية‪ ،‬على عكس األصول المنتجة األخرى اّلتي تعاني بعض البلدان‬
‫يتميز بالوفرة في البلدان ّ‬
‫وهو ّ‬
‫الندرة فيها‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪65‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عدة أحدها االستثمار‬ ‫الشرق آسيوية (اليابان وكوريا الج ّ‬


‫نوبية وتايوان) إلى أسباب ّ‬ ‫مو لبلدان ّ‬ ‫يعزى ّ‬
‫الن ّ‬
‫مما وفر لديها المخزون األكبر من أرس المال البشر ّي اّلذي تتمتّع بق ّوة عاملة‬‫المكثّف في التّعليم ّ‬
‫ونوعيتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬ ‫أكثر كفاءة‪ ،‬وهي بذلك أكثر قدرة على تحديد خطى التّنمية‬

‫موجهوا نحوو إنتواج اختصاص ّويين لتلبيوة‬


‫العالميوة الثّانيوة أصوبح التعويلم فوي البلودان الثّّلثوة ّ‬
‫ّ‬ ‫ومنوذ الحورب‬
‫مموا سواهم بودخولها سووق المنافسوة‬
‫السووق لمواجهوة مش ّوكلة عودم مّلءموة مخرجوات التّعلويم‪ّ ،‬‬ ‫احتياجات ّ‬
‫وادي هوودفا لوويس‬
‫النمو ّوو االقتصو ّ‬
‫العالميووة والو ّودخول إلووى أس وواقها المفتوحووة‪ ،‬األموور اّلووذي جعوول موون تحقيووق ّ‬
‫ّ‬
‫تعليميووة‬
‫ّ‬ ‫الّلزمووة إلطووّلق سياس وات‬
‫الماليووة ّ‬
‫ّ‬ ‫النمو ّوو اّلووذي حصوول إلووى توووفير الم ووارد‬
‫بالمحووال ‪ ،‬وقوود ّأدى ّ‬
‫النطاق واستدامتها‪.‬‬
‫عامة واسعة ّ‬
‫ّ‬

‫توسووع ت وراكم أرس المووال البشوور ّي‪ ،‬امتلكووت القو ّووة البش ورّية المهووارات ّ‬
‫الضوورورّية إلنتوواج منتجووات‬ ‫وعنوودما ّ‬
‫السوّلم‬
‫واديات مون صوعود ّ‬ ‫وتمكنت هذه االقتص ّ‬ ‫تكنولوجية أكثر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ذات قيمة مضافة مرتفعة مع متطّلبات‬
‫ممووا‬
‫الخارجيووة فووي فووتح أبوابهووا أمووام هووذه البلوودان ّ‬ ‫وتمرت األس وواق‬
‫وي‪ ،‬وعلووى طووول هووذه الم ارحوول اسو ّ‬
‫التقنو‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وادي بالتّنميووة البشورّية‬
‫النمو ّوو االقتصو ّ‬
‫النجوواح إلووى توزامن ّ‬‫ادية شوواملة‪ ،‬ويعووود هووذا ّ‬
‫سوواهم فووي نهضووة اقتصو ّ‬
‫اّلذي نضوج مفهوموا فوي هوذه البلودان‪ ،‬وموع نضووج مفهووم التّنميوة البشورّية بودأ البرنوامج اإلنموائي يطورح‬
‫مكملة مفهومه األساس ومنها مفهوم التّنمية المستدامة اّلتي وصفت من قبله بأنهوا تنميوة تميول‬ ‫مفاهيم ّ‬
‫طبيعة‪ ،‬وهي تعطي أولوية للحود مون الفقور وتووفير الفورص للعمالوة المنتجوة وبشوكل‬ ‫للناس وال تعادي ال ّ‬ ‫ّ‬
‫بمعنووى اإلنصوواف فووي التّوزيووع أو تقاسووم الفوورص‬
‫أي ّ‬ ‫ال يضو ّور بووالموارد البيئيووة وقوودرتها علووى التّجو ّودد‪ّ ،‬‬
‫وتم‬
‫ولكنهووا تهو ّ‬
‫ط نمووا اقتصوواديا ّ‬‫اإلنمائيووة بووين األجيووال الحاضورة واألجيووال المقبلووة فهووي تنميووة ال توّلوود فقو ّ‬
‫الناس لّللتوزام‬
‫بأنها استعداد ّ‬
‫يتلخص ّ‬ ‫االجتماعي اّلذي ّ‬ ‫بالتّوزيع أيضا وقد أضافت بعدا هو أرس المال‬
‫ّ‬
‫الحالية أو المقبلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الواعي بالتّنازل عن بعض طموحاتهم من أجل األجيال‬

‫اقتصادي مع وجود شريحة كبيرة من المجتمع تعاني من الفقر اّلذي‬ ‫ّ‬ ‫تقدم‬
‫وانطّلقا من استحالة تحقيق ّ‬
‫االجتماعيوة الفقيورة ال يوتم ّإال‬
‫ّ‬ ‫الشورائح‬
‫يعتبر من أكثر المشكّلت اّلتي يجب حّلها‪ ،‬فوإن تخفيوف معانواة ّ‬
‫تنمويوة أعلوى‬
‫ّ‬ ‫وادي وتحقيوق مع ّودالت‬
‫مو االقتص ّ‬ ‫الدخل مرهون ّ‬
‫بالن ّ‬ ‫الدخل‪ ،‬وزيادة ّ‬
‫من خّلل إعادة توزيع ّ‬
‫ويتحموول أف وراد المجتمووع‬
‫ّ‬ ‫الفعالووة فهووو هوودف التّنميووة ووسوويلتها‬
‫ويقووع ذلووك علووى عوواتق مشوواركة اإلنسووان ّ‬
‫الحكوميووة اّلتووي تضوومن موون جهتهووا تحقيووق عدالووة فووي توزيووع‬
‫ّ‬ ‫وؤولية التّنمي وة بالتّشووارك مووع الجه وات‬
‫مسو ّ‬
‫االقتصادي اّلذي‬
‫ّ‬ ‫الدخل‪ ،‬وهكذا يصبح هدف التّنمية في تحقيق عدالة التّوزيع الوجه اإلنساني للتّمكين‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫يعبوور عوون الوجووه اإلنسوواني للتّنميووة‬
‫وادي ّ‬
‫تسووتهدفه التّنميووة البشورّية المسووتدامة‪ ،‬واذا كووان التّمكوين االقتصو ّ‬

‫‪66‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وادية زيووادة عوودد المشوومولين أفقيووا وعموديووا‪ ،‬كمووا يجووب أن تتّجووه‬


‫السياسووة االقتصو ّ‬‫وإن وظيفووة ّ‬‫البش ورّية فو ّ‬
‫المخصصووة لصووالح‬
‫ّ‬ ‫يعبوور عنهووا بنسووبة الم ووارد‬
‫ادية إلووى تنميووة قوودرات اإلنسووان واّلتووي ّ‬
‫السياسووة االقتص و ّ‬
‫ّ‬
‫االستثمار البشر ّي والخدمات المساندة لهذا االستثمار‪.‬‬

‫السياسووة فووي توووفير فوورص العموول ومسووتوى أجووور مقبولووة وفووي خلووق األس وواق المسوواعدة‬ ‫وتم هووذه ّ‬ ‫وأن تهو ّ‬
‫عمليو ووات اإلنتو وواج والتّسو ووويق وتمويو وول األف و وراد وتمكيو وونهم م وون توسو وويع دائ و ورة‬
‫طبقو ووات الفقي و ورة‪ ،‬وتنشو وويط ّ‬
‫لل ّ‬
‫الّلزمة واألمن االجتماعي لهم‪.‬‬ ‫نشاطاتهم وتوفير الحماية ّ‬
‫ّ‬
‫وب نم ّوو عاليوة والقضواء‬
‫المتطرفة عون تحقيوق نس ّ‬
‫ّ‬ ‫الية الجديدة‬
‫الدول إلى عجز الّليبر ّ‬
‫تشير تجارب وواقع ّ‬
‫للناس‪ ،‬فهناك تراجع في الكثير من دول العالم فوي المكاسوب‬ ‫على البطالة وتحسين المستوى المعيشي ّ‬
‫ائية وازدادت نسو ووبة البطال ووة‪ ،‬وازداد الفق و وراء فقو و ار كم ووا ازداد غن و وى‬ ‫االجتماعي ووة‪ ،‬وتو وودهورت الق وووى ّ‬
‫الش و ور ّ‬ ‫ّ‬
‫تعبر عن نمو‬ ‫بأغلبية ثروات المجتمعات‪ ،‬واذا ما تحّققت هنا أو هناك نسب ّ‬ ‫ّ‬ ‫األغنياء اّلذين يستأثرون‬
‫فنية دون أن يكون لذلك أثور واضوح فوي‬
‫ناعية‪ ،‬فهذا من وجهة نظر ّ‬
‫الص ّ‬‫الدول ّ‬
‫وخاصة في ّ‬
‫ّ‬ ‫اقتصادي‬
‫الدولي‪.‬‬ ‫االجتماعية على المستوى‬ ‫المكاسب‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬

‫مؤشرات التّنمية البشرّية المستدامة وعلى الوجه اإلنساني لها‪،‬‬ ‫تعرفنا من خّلل البحث على ّ‬ ‫لقد ّ‬
‫الجتماعية واهتمامها بتوفير‬
‫ّ‬ ‫نموية‪ ،‬وتأكيدها على الجوانب ا‬
‫نشر تقاريرها التّ ّ‬
‫الدول ّ‬
‫وسعت الكثير من ّ‬
‫قليدية‬
‫نموية التّ ّ‬
‫أن االندفاع وراء األفكار واآلراء التّ ّ‬
‫بمؤشرات التّنمية البشرّية‪ّ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫المعلومات‬
‫اقتصادية‬
‫ّ‬ ‫الحرة وما افرزته من مشاكل‬ ‫نموية المستوردة‪ ،‬واالنضمام إلى التّجارة ّ‬
‫النماذج التّ ّ‬
‫ووراء ّ‬
‫العالمية ونظامها‬
‫ّ‬ ‫الية‬
‫الدعوة إلى تطبيق أفكار الّليبر ّ‬
‫المديونية و ّ‬
‫ّ‬ ‫فع‬
‫اجتماعية وزيادة أزمات الوقوع في ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫حديات أما التّطّلعات‬
‫تشكل جميعها مجموعة التّ ّ‬
‫االقتصادية واّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫الحرّية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي ومفاهيم‬
‫ّ‬
‫ومؤشرات التّنمية البشرّية المستدامة في حقوق اإلنسان ّ‬
‫وحرّية اختياراته ودوره وحقوقه في‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسانية‬
‫التّنمية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫التنمية المستدامة وسبل تعزيزها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خاتمة الفصل ال ّثاني‬

‫الدراسة‬
‫تبين من خّلل ّ‬ ‫وتطورها التّاريخي حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫تضمن هذا الفصل دراسة لمفهوم التّنمية المستدامة‬‫ّ‬
‫مو والتّوزيع العادل‬
‫الن ّ‬
‫االقتصادية إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫بالن ّ‬
‫مر بها مفهوم التّنمية من ارتباطها ّ‬ ‫تعدد المراحل اّلتي ّ‬
‫ّ‬
‫تم عرض أبعاد‬ ‫االجتماعية والبيئية والمؤسساتية‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫إلى االهتمام بجميع الجوانب‬
‫المؤشرات اّلتي تقيس‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫قدم المتحّقق في التّنمية‪ّ ،‬‬
‫المؤشرات اّلتي تقيس مدى التّ ّ‬
‫التّنمية المستدامة و ّ‬
‫المؤشر ذات صلة وثيقة بالموضوع المدروس‬
‫ّ‬ ‫لعدة شروط منها‪ :‬أن يكون‬‫التّنمية المستدامة خاضعة ّ‬
‫المؤشر‪ ،‬وأن يكون حقيقي ويعكس الواقع بشكل دقيق‪ ،‬وله القدرة‬
‫ّ‬ ‫مع ضرورة توّفر البيانات عن هذا‬
‫ّ‬
‫المكانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الزمانية و‬
‫ّ‬ ‫غيرات‬ ‫معين‪ ،‬وأن يكون ّ‬
‫حساسا للتّ ّ‬ ‫قدم الحاصل في مجال ّ‬ ‫على قياس مدى التّ ّ‬
‫ليكون هذا الفصل ّ‬
‫مقدمة لدراسة األثر المباشر وغير المباشر اّلذي يحّققه االستثمار بشكل عام على‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة المعتمدة‪.‬‬
‫بعض ّ‬

‫‪68‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫الفصل ال ّثالث‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫واقع االستثمار وانعكاسه على ال ّتنمية المستدامة في‬

‫سورية خالل الفترة‬


‫ّ‬ ‫العام في‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫تطور االستثمار‬
‫المبحث األول ‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ما بين ‪1990‬إلى ‪2010‬‬

‫مؤشرات ال ّتنمية المستدامة وتطورها في سورية‬


‫المبحث ال ّثاني ‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫سورية خالل الفترة ما بين‬
‫ّ‬ ‫المبحث ال ّثالث ‪:‬تراجع االستثمارات في‬ ‫‪‬‬
‫مؤشرات ال ّتنمية‬
‫‪ 2010- 2013‬وانعكاسه على ّ‬

‫‪69‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫األول‬
‫المبحث ّ‬
‫سورية خالل الفترة ما بين ‪ 1990‬إلى ‪2010‬‬
‫ّ‬ ‫العام في‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫تطور االستثمار‬
‫ّ‬
‫تستمد مصادر تكوين الدخل قوتها من اإلنفاق على االستهالك واالستثمار باستبعاد عامل االكتناز‪،‬‬
‫ويعد االستثمار عامالً مهماً في تكوين الدخل‪ ،‬وزيادة الطلب على السلع والخدمات من خالل زيادة‬
‫اإلنفاق عليها التي من المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع معدل االستثمار كمحاولة من المستثمرين‬
‫لالستفادة من فرص زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬حيث اليقتصر اإلنفاق االستثماري على‬
‫القطاع الحكومي بل يشجع هذا االنفاق القطاع الخاص على القيام باستثمارات ربحيتها مشتقة من‬
‫عمليات االستثمار الحكومي‪ ،‬وهنا يتوقف خلق الدخل بدرجة أكبر على مساهمة المشاريع الخاصة‬
‫بجانب نشاط الحكومة في كل من مجالي التمويل وتنظيم استغالل الموارد‪ ،‬ويتسع دور االدخارات‬
‫ويزداد تكثيف استثمار رؤوس األموال في العمليات اإلنتاجية‪ ،‬مما يترتب عليه زيادة في القوة‬
‫الشرائية كاستجابة لزيادة االستثمار التي تجد في زيادة الدخل مجال واسع لتصريف المنتجات‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر حجم االستثمار ومعدل تغيره العامل الديناميكي في االقتصاد‪ ،‬ومما ال شك فيه أن درجة‬
‫استغالل الموارد الطبيعية تؤثر في شكل استثمار رأس المال في أي قطاع اقتصادي‪ ،‬وكذلك األمر‬
‫في توزيع االستثمار في االقتصاد الوطني على اختالف ما تحظى به من تطور‪ ،‬غير أن‬
‫المستثمرين رغم تفضيلهم لعامل الربحية للمشاريع التي يمولونها‪ ،‬من المتوقع ازذياد االستثمار في‬
‫السلع التي يزيد عليها الطلب في السوق والخدمات التي يتشط عليها الطلب في قطاع التجارة‬
‫الخارجية وفي مقدمتها الصادرات‪.‬‬

‫يمثل االستثمار النشاط االقتصادي األساسي ومفتاح تحقيق التنمية لمختلف البلدان وخاص ًة تلك التي‬
‫تعاني من ضعف في مدخراتها الوطنية الناتجة عن ضعف في الناتج المحلي االجمالي‪ .‬وتعتبر‬
‫التنمية بمختلف أنواعها الحاجة الضرورية االقتصادية للمجتمعات ومنها سورية وبوصفها ليست زيادة‬
‫المقدرة االنتاجية فحسب‪ ،‬وانما تغير بنيوي في االقتصاد‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الدخل الحقيقي وتطور‬
‫مستوى المعيشة وان تحقيق ذلك يتطلب مجموعة من المستلزمات من أهمها الموارد البشرية والتقدم‬
‫التكنولوجي وتكوين أرس المال‪.‬‬

‫ويعد تحقيق التنمية المستدامة هدفاً لمعظم الدول‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية البد من البحث عن موارد‬
‫جديدة للتمويل تكون أقل كلف ًة من االعتماد على الدين من المنظمات الدولية أو الدول الصديقة‪،‬‬

‫‪70‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫مثال االستثمار في القطاعات االقتصادية التي تضيف قيم حقيقة للناتج المحلي اإلجمالي ولمختلف‬
‫دور مهماً في تحقيق معدل نمو حقيقي‬
‫مؤشرات التنمية‪ ،‬ويعتبر االستثمار من العوامل التي تلعب اً‬
‫يزيد عن معدل النمو السكاني‪ ،‬بحيث يزيد نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي الذي يعد أساس‬
‫النمو والتطور‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مختلفة في‬ ‫كان لالستثمار العام والخاص طريقان مختلفان من حيث فترات النمو واالنحسار وألسباب‬
‫سوري ٍة‪ ،‬فكان من الضروري دراسة أسباب ظهور مثل هذه التذبذبات خالل فترة الدراسة الممتدة من‬
‫عام ‪ 1990‬إلى عام ‪. .2010‬‬

‫سورية بين ‪ 1990‬و‪2000‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬االستثمار في‬

‫ورية‬
‫الس ّ‬
‫العام خالل ‪1990‬و‪ 2000‬ماليين الّليرات ّ‬
‫لخاص و ّ‬
‫تطور االستثمار ا ّ‬
‫الجدول( ‪ّ )3 -1‬‬

‫السنة‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪2000‬‬

‫االستثمار الخاص‬ ‫‪41040‬‬ ‫‪42684‬‬ ‫‪66235‬‬ ‫‪64395‬‬ ‫‪96712‬‬ ‫‪94358‬‬ ‫‪87571‬‬ ‫‪66752‬‬ ‫‪67749‬‬ ‫‪64667‬‬ ‫‪56761‬‬

‫االستثمار العام‬ ‫‪42515‬‬ ‫‪43893‬‬ ‫‪44715‬‬ ‫‪49243‬‬ ‫‪71162‬‬ ‫‪73488‬‬ ‫‪79781‬‬ ‫‪92192‬‬ ‫‪96316‬‬ ‫‪95126‬‬ ‫‪99331‬‬

‫الرقم القياسي‬
‫‪4.01%‬‬ ‫‪61.39%‬‬ ‫‪56.91%‬‬ ‫‪135.65%‬‬ ‫‪129.92%‬‬ ‫‪113.38%‬‬ ‫‪62.65%‬‬ ‫‪65.08%‬‬ ‫‪57.57%‬‬ ‫‪38.31%‬‬
‫االستثمار الخاص‬

‫الرقم القيلسي‬
‫‪3.24%‬‬ ‫‪5.17%‬‬ ‫‪15.83%‬‬ ‫‪67.38%‬‬ ‫‪72.85%‬‬ ‫‪87.65%‬‬ ‫‪116.85%‬‬ ‫‪126.55%‬‬ ‫‪123.75%‬‬ ‫‪133.64%‬‬
‫االستثمار العام‬

‫ورية‬
‫الس ّ‬
‫المصدر ‪:‬الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على المجموعة اإلحصائية ّ‬

‫شهد االستثمار العام والخاص نمواً في حجمه‪ ،‬بفضل االنفتاح على القطاع الخاص ويعود سبب‬
‫النمو قبل قانون االستثمار للعديد من القوانين التي شجعت االستثمار وفتحت المجال أمام المغتربين‬
‫لالستثمار‪ ،‬وأعفت الشركات الزراعية من الضرائب والرسوم‪ ،‬واستكماالً للقوانين االستثمار السابقة‬
‫جاء قانون االستثمار رقم ‪ 10‬ليستكمل ما لم تشمله القوانين السابقة وليساهم في بناء القاعدة‬
‫االقتصادية لالقتصاد الوطني‪ ،‬ونالحظ أن معدل التطور في االستثمار الخاص قد بلغ الذروة قياساً‬
‫لسنه األساس ‪ 1990‬في عام ‪ 1994‬بمعدل تغير وصل الى ‪ %135‬مدعوماً بتركيز االستثمارات‬
‫خالل هذه الفترة على القطاع الصناعي وقطاع النقل‪ ،‬التي تعد من مصادر التمويل من حيث كونه‬
‫وسيل ًة هام ًة لتوفير فرص التشغيل ونقل تكنولوجيا اإلنتاج‪ ،‬وتحديث الصناعات المحلية وتطوير‬

‫‪71‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫القدرات التنافسية التصديرية لالقتصاد‪ ،‬غير أن حوافز االستثمار ما تزال تركز بقدر أكبر على‬
‫أهداف النمو االقتصادي‪ ،‬وبقدر أقل على التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف الجوانب يعتمد بشكل جوهري على االستثمار العام‬
‫بينما مساهمة االستثمار الخاص الغنى عنها‪ ،‬وتأخذ هذه المساهمة شكلين هما الحوكمة الرشيدة في‬
‫ممارسة العمل واالستثمار في التنمية‪ ،1‬مما يتطلب توحيد الجهود وتنسيق العمل لتعزيز دور‬
‫االستثمار الخاص في أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫إال أن االستثمار الخاص في سورية لم يبد استجابة واضحة بعد عام ‪ 1995‬بل انخفض معدل نمو‬
‫استثمارات القطاع الخاص وعاد القطاع العام إلى استئناف دوره في االستثمار لنهوض بالنمو‬
‫االقتصادي ووصل الرقم القياسي ‪ %133‬عام ‪ 2000‬على الرغم من تراجع معدل نمو االستثمار‬
‫الخاص‪.‬‬
‫إن الهدف المنشود في أقل البلدان نمواً هو مضاعفة مستوى معدل نمو االستثمار الخاص‪ ،‬رغم‬
‫وجود فجوة تمويلية كبيرة لدى البلدان النامية لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬لذلك يتطلب األمر مضاعفة معدل‬
‫فعال إلى جانب االستثمار‬
‫تمويلي ٌ‬
‫ٌّ‬ ‫دور‬
‫النمو في االستثمار الخاص حتى يصبح لهذه االستثمارات ٌ‬
‫العام والمساعدات الدولية التنموية‪.‬‬
‫لم يصل معدل النمو في سورية لهذا المستوى مما يدل على أن الدور التمويلي الفعال لهذا النوع من‬
‫االستثمارات لم يتحقق مما يؤثر بشكل سلبي على إمكانية الوصول إلى األهداف التنموية المنشودة‬
‫احدة من القطاعات‬
‫في مجمل القطاعات التنموية التي تشكل حلقة تكاملية لبنية النمو‪ ،‬وتعد الزراعة و ً‬
‫المعنية بالتنمية المستدامة التي تحقق األمن الغذائي وتوفر فرص عمل تحل جزءاً من مشكلة‬
‫البطالة‪ ،‬العتبار قطاع الزراعة مرتبطاً بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬غير أنه لم يحظ بنسبة مقبولة من‬
‫االستثمارات‪ ،‬حيث لم تتجاوز عدد المشاريع الزراعية الثمانية مشاريع منذ عام ‪ 1991‬إلى عام‬
‫‪.2000‬‬
‫وهذا يدل على أن القوانين التي تشجع االستثمار المعمول بها ال تتناسب والنشاط الزراعي‪ ،‬ومن‬
‫الجدول القادم (‪ )3-2‬يتبين بأن زيادة عد المشاريع في قطاع الزراعة لم يغير من نسبة مساهمتها‬
‫في الناتج المحلي االجمالي بل على العكس نالحظ انخفاض نسبة المساهمة من ‪ %28‬في عام‬
‫‪ 1990‬الى ‪ %25‬في عام ‪.2000‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/wir2014_overview_ar.pdf, p8‬‬

‫‪72‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫أما قطاع السياحة الذي يوفر جزءاً من التمويل لسورية من خالل خلق الطلب اإلضافي على السلع‬
‫المحلية‪ ,‬وخلق فرص العمل باعتبار السياحة قطاعاً خدمياً ينمي بكثافة اليد العاملة مقارنة‬
‫باالستثمارات األخرى التي تعتمد على اآللة‪ ,‬ورفع سعر صرف العملة الوطنية أمام العمالت‬
‫األجنبية‪ ,‬بسبب زيادة الطلب عليها من قبل السياح‪ ،‬وتأمين القطع األجنبي الالزم لتمويل احتياجات‬
‫التنمية االقتصادية من خالل إدخال القطع األجنبي‪ ،‬عن طريق استقطاب الوجهات السياحية وزيادة‬
‫أعداد السياح إليها كونها مهد الحضارات‪ ،‬باإلضافة لوفرة المواقع األثرية والسياحية التي تعود إلى‬
‫آالف السنين والتي تعد مصدر جذب للسياحة‪ ،‬رغم كل هذه الميزات لم يكن نمو هذا القطاع الحيوي‬
‫على قدر المسؤولية بسبب غياب المشاريع االستثمارية السياحية الكبيرة‪ ،‬وانسحاب الشركات السياحية‬
‫الدولية الكبرى بعد االصطدام بالواقع والتشريعات‪ ،‬حيث لم يترافق قانون االستثمار رقم ‪ 10‬بأي‬
‫تشريعات جديدة توفر البنية األساسية المشجعة لالستثمار في قطاع السياحة مما أدى إلى انسحاب‬
‫ٍ‬
‫ضعيفة في النمو الحقيقي‪ ،‬وأثر بذلك‬ ‫ٍ‬
‫مساهمة‬ ‫االستثمارات وتحولها إلى قطاعات ربحية عالية ذات‬
‫بشكل سلبي على إمكانية التسويق الجيد والترويج للمواسم السياحية‪ ،‬وبالتالي كان سبباً في تغير‬
‫الوجهات السياحية إلى بلدان مجاورة بسبب نمو حجم المشاريع االستثمارية السياحية فيها‪.‬‬
‫أما قطاع النقل فقد عانى من احتكار للقطاع العام إلى أن سمح للقطاع الخاص بالدخول كمستثمر‬
‫فارتفعت عدد المشاريع في عام واحد ‪ 113‬مشروعاً بينما بلغت في نهاية العام ‪388 ،2000‬‬
‫مشروعاً بتكلفة استثمارية وعدد عمال منخفض‪ ،‬مما يدل على توجه االستثمارات لمثل هذا النوع من‬
‫المشاريع ألنها سريعة المردود غير أن نصيبها من مجمل التكليف االستثمارية كان منخفض قياساً‬
‫للعدد الكبير من المشاريع‪ ،‬أي أن هذه المشاريع لم تكن تشكل حالً ألي من مشكالت التي تعيق‬
‫تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫والجدول التالي يبين دور كل من الصناعة والزراعة والنقل وباقي القطاعات في الناتج المحلي‬
‫‪1‬‬
‫اإلجمالي‪ :‬الجدول( ‪ )3 -2‬عدد المشاريع المشمولة بالقانون ‪ 10‬خالل المرحلة األولى من الد ارسة‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1990‬‬
‫مساهمة القطاع‬ ‫عدد المشاريع‬ ‫مساهمة القطاع‬ ‫عدد‬ ‫مساهمة القطاع‬ ‫عدد‬ ‫القطاع‬
‫في الناتج المحلي‬ ‫في الناتج المحلي‬ ‫المشاريع‬ ‫في الناتج المحلي‬ ‫المشاريع‬
‫‪%25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪%30‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪%13‬‬ ‫‪388‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪28‬‬ ‫النقل‬
‫الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات هيئة االستثمار‪ ،‬والمجموعة اإلحصائية‬

‫‪ - 1‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬التقرير السنوي السابع لالستثمار في سورية‪ ،2012 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪73‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫من المالحظ أن المشاريع االستثمارية في قطاع الزراعة منخفضة جداً بالرغم من أن مساهمتها في‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪ %25‬على الرغم من أهمية هذا القطاع وظهور تكننولوجيا حديثة تزيد من‬
‫اإلنتاجية وترفع من نصيب القطاع في الناتج‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بنسب كبيرٍة في عدد المشاريع غير أن نسبة مشاركته في الناتج‬ ‫كما وان قطاع النقل شهد ارتفاعاً‬
‫المحلي االجمالي كانت ضعيفة‪ .‬حيث سببت سياسات التحفيز المتبعة في هذه الفترة تشوهات‬
‫اقتصادية في بنية االقتصاد السوري بسبب تحول االستثمار إلى مشروعات هامشية من ناحية تأثيرها‬
‫على الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬الشكل التالي يبين التطور في االستثمار خالل الفترة بين ‪1990‬‬
‫و‪ 2000‬حيث من المالحظ زيادة المؤشر العام لالستثمارات في سورية بسبب الزيادة في المشاريع‬
‫الصناعية والنقل واإلنفاق الحكومي على البنية التحتية في سورية؛ باإلضافة إلى عقود الخدمات مع‬
‫شركات النفط غير أنه و في منتصف الفترة عام ‪ 1994‬بدأ االستثمار الخاص باالنخفاض لعدة‬
‫أسباب ومن أهمها ثبات سعر الفائدة االسمي لفترات طويلة‪ ،‬مما جعل سعر الفائدة الحقيقي محبطاً‬
‫لالستثمار فانخفض االستثمار بشكل كبير حتى نهاية ‪ ،2000‬وصلت قيمة االستثمار الخاص إلى‬
‫‪.2000‬‬ ‫‪ 96‬مليار ليرة سورية عام ‪ 1994‬انخفض بعدها حتى ‪ 56‬مليار ليرة سورية في نهاية عام‬
‫عام ‪2000‬‬
‫عام ‪ 1990‬الى ّ‬
‫تطور االستثمارات من ّ‬
‫الشكل( ‪ّ )3 -1‬‬
‫ّ‬

‫الشكل من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات المجموعة اإلحصائية السورية‬


‫ّ‬

‫وهذا التراجع الحاد لالستثمار الخاص من مجمل االستثمارات وخاصة عام ‪ 1996‬بسبب االنكماش‬
‫االقتصادي الذي ساد هذه الفترة بين ‪ 1996‬و‪ 2000‬باإلضافة إلى عدم توفر مناخ مناسب‬
‫لالستثمار وبسبب تجميد الدولة للرواتب واألجور وتقليص اإلنفاق االستثماري والقيود على التسليف‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫سورية بين ‪ 2001‬و ‪2010‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬االستثمار في‬

‫تميزت هذه الفترة بصورة خاصة بإصالحات نقدية واقتصادية‪ ،‬زاد معها االنفتاح االقتصادي للتعامل‬
‫مع الخارج والمنظمات الدولية (اتفاقية الشراكة مع االتحاد األوربي)‪ ،‬وتبني شروط منظمة التجارة‬
‫‪ WTO‬واعالن ما يسمى اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬وتميزت هذه الفترة باالفتقار إلى تنافسية‬
‫االقتصاد وتكافؤ الفرص؛ وترافقت بانخفاض معدل النمو السكاني بسبب زيادة مشاركة المرأة في‬
‫العمل ودخولها التعليم‪ ،‬وتطور االستثمار الخاص وانتقل من مرحلة الركود إلى زيادة في النشاط‬
‫فارتفع إلى ‪ 193‬مليار ليرة في عام ‪ ،2010‬ولم تترافق هذه الزيادة كزيادة مماثله في االستثمار العام‬
‫فقد بلغ ‪ 144‬مليار ليرة‪ ،‬وحققت سورية مجموعة من أهداف التنمية المستدامة مثل انتشار التعليم‬
‫وخفض معدل التسرب من المدارس وارتفاع متسوى الخدمات الصحية من حيث جداول اللقاحات‬
‫ومحاصرة األمراض السارية‪ ،‬أما من جانب الوضع المعيشي للمواطن فلم تتحقق أي أهداف تذكر بل‬
‫ظل الدخل منخفض ونسبة الفقراء مرتفعة كذلك نسبة البطالة‪ ،‬ويعود السبب إلى ضعف حجم‬
‫االستثمارات وتدني مستوى النمو االقتصادي‪ ،1‬الجدول التالي يبين تطور االستثمار الخاص والعام‬
‫خالل الفترة الثانية من الدراسة‪.2‬‬
‫وعام ‪2010‬بمالين الليرات السورية‬
‫عام ‪ّ 2001‬‬
‫الخاص بين ّ‬
‫العام و ّ‬
‫تطور االستثمار ّ‬
‫الجدول( ‪ّ )3 -3‬‬

‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬

‫االستثمار‬
‫‪80701‬‬ ‫‪75418‬‬ ‫‪76412‬‬ ‫‪120449‬‬ ‫‪141505‬‬ ‫‪164878‬‬ ‫‪146699‬‬ ‫‪153749‬‬ ‫‪153280‬‬ ‫‪193268‬‬
‫الخاص‬
‫االستثمار‬
‫‪115859‬‬ ‫‪121083‬‬ ‫‪147087‬‬ ‫‪135318‬‬ ‫‪146688‬‬ ‫‪143791‬‬ ‫‪136400‬‬ ‫‪112739‬‬ ‫‪143820‬‬ ‫‪144154‬‬
‫العام‬

‫الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على المجموعة اإلحصائية‬

‫إن زيادة إنفاق الدولة على قطاع التعليم والصحة والخدمات العامة وتطور قطاع الخدمات المالية‪،‬‬
‫ساهم بنمو القطاع الخاص واتساعه‪ ،‬ولكن ظلت بعض القطاعات بمساهمتها بالنمو والناتج المحلي‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://www.arab-hdr.org/publications/other/undp/mdgr/syria-nmdgr2-05a.pdf, p4‬‬
‫‪ - 2‬مصدر سابق‪ ،‬المجموعة اإلحصائية ‪ ،‬جدول رقم ‪36‬‬

‫‪75‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫اإلجمالي ضعيفة‪ ،‬والسبب يعود إلى تركز االستثمارات في قطاعات هامشي ٍة غير مؤثرٍة في النمو‬
‫قطاع في الناتج المحلي اإلجمالي‪:1‬‬
‫ٍ‬ ‫والناتج المحلي‪ ،‬والجدول التالي يبين التغير في مساهمة كل‬
‫الجدول ( ‪ ) 3 - 4‬عدد المشاريع ودور القطاعات في الّناتج المحّلي اإلجمالي ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2004‬‬
‫مساهمة‬ ‫عدد‬ ‫المساهمة‬ ‫عدد‬ ‫المساهمة‬ ‫عدد‬ ‫القطاع‬
‫القطاع في‬ ‫المشاريع‬ ‫القطاع في‬ ‫المشاريع‬ ‫القطاع في‬ ‫المشاريع‬
‫الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬
‫‪%20‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪%28‬‬ ‫‪1317‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪1025‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪719‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪%10‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪1288‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪1024‬‬ ‫النقل‬
‫الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات هيئة االستثمار والمجموعة اإلحصائية‬

‫كبير في حجم المشاريع الصناعية؛ غير أن نسبة مشاركتها في الناتج المحلي‬


‫نالحظ أن هناك تغي اًر اً‬
‫بسبب أن معظم هذه االستثمارات تركزت في مشاريع فردي ٍة وصناعات بسيطة‬
‫ٍ‬ ‫اإلجمالي كان ضعيفاً‪،‬‬
‫سريعة المردود‪ ،‬حيث وصل عدد المشاريع في نهاية عا ٍم ‪ 2010‬إلى ‪ 1317‬مشروعاً غير أن‬
‫مساهمتها في الناتج المحلي انخفضت من ‪ %32‬عام ‪ 2006‬الى ‪ % 28‬عام ‪.2010‬‬

‫ٍ‬
‫كساد ألنها تتنافس في‬ ‫اعتمدت صناعات تلك الفترة على التجميع واعادة التعبئة حيث عانت من‬
‫سوق اقتصادي ضيق وغير مر ٍ‬
‫غوب فيها في األسواق العربية أو العالمية‪ ،‬مما دفعها إلى التراجع أو‬
‫التوقف‪ ،‬أما قطاع الزراعة فقد تراجع دوره في الناتج المحلي‪ ،‬بالرغم من أن عدد المشاريع التي‬
‫ٍ‬
‫مقبولة من‬ ‫شملها القانون رقم ‪ 10‬لم تتجاوز خالل ‪ 20‬سنه على ‪ 57‬مشروعاً فقد حافظ على نسبة‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي إذا ما تمت مقارنته بقطاع النقل والصناعة‪.‬‬

‫وهذا يعني أن سورية لم تستطع مضاعفة حجم االستثمار الالزم ليدخل كممول رئيسي في عملية‬
‫تحقيق أهداف التنمية المستدامة على كافة القطاعات‪ ،‬والشكل التالي يبين لنا تراجع االستثمار‬
‫الخاص خالل الفترة الثانية من الدراسة التي شملت بيانات سورية من عام ‪ 2001‬الى عام ‪2010‬‬

‫‪ - 1‬مصدر سابق‪ ،‬بيانات لمجموعة اإلحصائية ‪ ،‬تقرير هيئة االستثمار ‪.2012‬‬

‫‪76‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫الخاص في‬
‫العام و ّ‬
‫الشكل ( ‪ ) 3 - 2‬االستثمار ّ‬
‫ّ‬

‫الشكل من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات المجموعة االحصائية‬


‫ّ‬

‫ٍ‬
‫معينة من التغير حيث استمر اإلنفاق‬ ‫يبين الشكل السابق أن القطاع العام حافظ تقريباً على سوي ٍة‬
‫كبير‪ ،‬وارتفع االستثمار الخاص مدفوعاً بقطاع الخدمات والمصارف‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ٍ‬ ‫على التعليم والصحة‬
‫والتأمين‪ ،‬غير أن االتجاه العام لالستثمار في سوري ٍة لم يكن كبي اًر بسبب غياب المشاريع الضخمة‬
‫المحرضة للنمو في االقتصاد‪ ،‬وغياب المناخ االستثماري أو عدم توفر بعض شروطه‪ ،‬وينطوي الرقم‬
‫قم ‪ 10‬على أخطاء كثي ٍرة‪ ،‬فال يميز الرقم بين المنفذة‬ ‫ن‬
‫المعبر عن عدد المشاريع المشملة بالقانو ر ً‬
‫وغير المنفذة أو قيد التنفيذ‪ ،‬ومن المالحظ أن نسبة تنفيذ المشاريع في الفترة األولى كانت تنخفض‬
‫حيث "انخفضت من ‪ %65‬عام ‪ 1991‬كنسبة تنفيذ كاملة للمشاريع إلى ‪ %59‬عام ‪ 1992‬وتابعت‬
‫انخفاضها حتى وصلت إلى ‪ %31‬في عا ٍم ‪ ،1997‬أي أن المشاريع الموضوعة قيد التنفيذ لم تنفذ‬
‫في السنوات التي تلي عام ‪ 1992‬واستمر انخفاض نسب تنفيذ المشاريع أو إلغاؤها لعدة أسباب من‬
‫أهمها‪.1‬‬

‫‪ -1‬إشباع السوق المحلية بنشاطات واستثمارات هامشية مثل صناعة المنظفات وغيرها وعدم‬
‫قدرة هذه االستثمارات على تحقيق درجة منافسة عالية في السوق اإلقليمية‪ ،‬وعدم وجود‬
‫باألصل سوق لها في الخارج‪.‬‬
‫‪ -2‬السهولة في الحصول على قرار التشميل والصعوبات اإلدارية التي تلي ذلك مما يجعل‬
‫المشروع يبدء بالتنفيذ ويجد صعوبة في المتابعة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬فضلية عابد‪ ،‬واقع االستثمار في سورية في ظل قانون االستثمار رقم ‪10‬لعام ‪ ،1991‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،2001‬ص‪.106‬‬
‫‪ - 2‬مصدر سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫‪77‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫ومن ما سبق يمكن لنا القول أن االستثمار في سورية لم يكن على المستوى المطلوب من حيث‬
‫الحجم وال النوعية وال حتى التوزيع الجغرافي لالستثمارات‪ ،‬فاحتياج االقتصاد السوري إلى أنواع‬
‫ضخمة من االستثمارات تقوم بتشجيع المدخرين المحلين‪ ،‬رؤوس األموال األجنبية لالستثمار‪ ،‬لتحقق‬
‫بذلك قيمة مضافة لالقتصاد السوري الذي يعاني من اختالالت هيكلية كبيرة ال تتم معالجتها بمشاريع‬
‫صغيرة أو متوسطة؛ بل يتطلب األمر مشاريع أكبر بكثير تحقق مردوداً اقتصادياً عالياً وتستطيع‬
‫الدخول في منافسة إقليمية على األقل‪ ،‬مع مثيالتها من المنتجات‪ ،‬ورغم ذلك فقد كان لالستثمارات‬
‫اء بالزيادة أو‬
‫دور في مؤشرات التنمية المستدامة من كافة النواحي سو ً‬ ‫العامة منها والخاصة ٌ‬
‫النقصان‪ ،‬فكان البد من دراسة هذا الدور الذي تلعبه هذه االستثمارات في إمكانية الوصول إلى تنمية‬
‫اقتصادية اجتماعية وبيئية ومؤسساتية‪ ،‬لذلك سيتم معالجة هذه المواضيع في الفقرات التالية من‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫مؤشرات ال ّتنمية المستدامة وتطورها في سورية‬


‫المبحث ال ّثاني‪ّ :‬‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬

‫تباينت مؤشرات التنمية االقتصادية في سورية منها من تغير نحو األفضل ومنها من تراجع والجدول‬
‫التالي يبين تطور مؤشرات التنمية االقتصادية بين عام ‪ 1990‬وعام ‪. 2010‬‬
‫‪1‬‬
‫سورية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية في‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫الجدول ( ‪) 3 - 5‬‬
‫المعدل الفردي‬ ‫تكوين رأس‬ ‫نسبة‬ ‫نصيب الفرد‬
‫معدل النمو‬ ‫المساعدات التنموية‬ ‫الستهالك الطاقة‬ ‫المال كنسبة‬ ‫نسبة الدين إلى‬ ‫الصادرات‬ ‫من الناتج‬
‫االقتصادي‬ ‫كنسبة من الناتج‬ ‫كغم‬ ‫من الناتج‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫إلى الواردات‬ ‫ليرة سورية‬ ‫‪Year‬‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪840‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪.39‬‬ ‫‪1.74‬‬ ‫‪42138‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪890‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.47‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪45438‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫‪827‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪1 45‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪514 5‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪808‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1.48‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪52301‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪820‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.07‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪51280‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪844‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪1.91‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪52951‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪9.8‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪866‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪56628‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪914‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪1.49‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪57909‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪6.8‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪999‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1.53‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪60212‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-3.6‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪979‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1.44‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪56545‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪963‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪55389‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪936‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪56833‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪7.9‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪985‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫‪58753‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪0.6‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪956‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪58046‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪6.9‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪1,015‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪60768‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1,144‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪63316‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1,150‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪64919‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1,166‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪66974‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1,133‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪68291‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪5.9‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪1,010‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪70667‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1,005‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪135398‬‬ ‫‪2010‬‬
‫سورية المركزي‬ ‫ومصرف‬ ‫الدولي‬ ‫الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات صندوق الّنقد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬

‫وتعكس أرقام المؤشرات االقتصادية الخاصة بسورية خالل فترة الدراسة قدرة االستثمار ودوره في‬
‫تحقيق جزء من أهداف التنمية التي تسعى الجمهورية العربية السورية الى تحقيقها‪ ،‬والتحليل القادم‬
‫سيوضح تطور هذه المؤشرات خالل فترة الدراسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://data.albankaldawli.org/indicator 6 march 2014. 4.3pm‬‬

‫‪79‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫‪ -1 -1‬نصيب الفرد من الّناتج المحّلي اإلجمالي ‪Per capita GDP‬‬


‫ّ‬

‫يعكس هذا المؤشر المستوى المعاشي للمواطن‪ ،‬ويتضح من الجدول السابق أن هناك نمو مستمر‬
‫لنصيب الفرد من الناتج المحلي‪ ،‬غير أن هذا النمو كان بطيئاً جداً وبقيم صغيره‪ ،‬فقد انتقل من ‪44‬‬
‫ألف ليرة سورية عام ‪ 1990‬إلى ‪ 70‬ألف ليرة عام ‪ 2009‬ووصل إلى ‪ 135‬ألف ليرة كأعلى قيمة‬
‫له في عام ‪ ،2010‬غير أن نصيب الفرد ال يعكس بالمجمل مستوى الخدمات التعليمة والصحية في‬
‫البلد‪ ،‬بل يعكس فقط الجانب المادي الذي ال يبين مدى العدالة االجتماعية في توزيع الناتج‪ ،‬ويساوي‬
‫تقريبا ‪ 2600‬دوالر بأسعار الصرف لنفس الفترة من الدراسة‪ ،‬وهو بعيد عن المتوسط العالمي‬
‫لنصيب الفرد الذي يبلغ ‪ 10000‬دوالر‪ 1‬غير أنه في سورية يعتمد الناتج المحلي اإلجمالي على ‪3‬‬
‫قطاعات بنسبة ‪ %90‬من الناتج‪ ،‬وتشكل الزراعة ثلث هذه القيمة بالرغم من قلة عدد المشاريع‬
‫االستثمارية الكبيرة في مجال الزراعة‪ ،‬ومع اعتماد الناتج الزراعي على األمطار فإن انخفاض معدل‬
‫الهطول المطري يؤثر في نصيب الفرد من الناتج المحلي‪ ،‬وهذا يقود إلى االستنتاج بأن االعتماد‬
‫على اقتصاد ريعي مثل النفط والزراعة يضعف نصيب الفرد من الناتج المحلي والى جانب ذلك لعبت‬
‫الزيادة السكانية الدور األكبر في انخفاض نصيب الفرد من الناتج‪ ،‬وكذلك السياسات الحكومية لم‬
‫تشجع على زيادة االستثمار في القطاع الزراعي فانخفضت نسبة مساهمته في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي من ‪ % 25‬في عام ‪ 1990‬إلى ‪ % 16‬عام ‪ 2010‬مما أدى الى فقدان فرص العمل في‬
‫القطاع الزراعي‪ ،‬على الرغم من أن ‪ %38‬من الفقراء يعملون في قطاع الزراعة‪ 2‬أي أن مصير‬
‫أعمالهم غير آمن فهو مهدد دائماً بالجفاف‪ ،‬ومع ذلك كان من المتوقع حسب تقرير تقيم أهداف‬
‫التنمية المستدامة أن تحقق سورية الهدف من تخفيقض عدد الفقراء الى ‪ %7.13‬بحلول عام‬
‫‪.2015‬‬

‫أما قطاع الصناعة فقد انخفضت مساهمته في الناتج المحلي االجمالي من ‪ % 26‬إلى ‪ % 24‬عام‬
‫‪ ،2010‬أي أن تركيب الناتج المحلي في سورية يعتمد على قطاعين أما باقي القطاعات فمساهمتها‬
‫ضعيفة جداً‪ ،‬ويعتمد الناتج المحلي على تراكم عوامل اإلنتاج أكثر من اإلنتاجية‪ ،‬مما يعكس‬
‫المشكالت االقتصادية الذي يعاني منها االقتصاد السوري والضعف في خلق توليفة كاملة من‬
‫االستثمارات تدخل كافة القطاعات بمساهمة فعالة في االقتصاد الوطني‪ ،‬وهذا بدوره أثر على إمكانية‬
‫زيادة الدخل التي تعمل بشكل أو بآخر في تخفيض عدد الفقراء‪ ،‬فالفقر يقلل من فرص التعلم وفرص‬

‫تقرير التنمية البشرية‪ ،‬البرنامج اإلنمائي لالم المتحدة‪ ،‬نهضة الجنوب‪ ،2013 ،‬الفصل األول ‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- http://www.arab-hdr.org/publications/other/undp/mdgr/syria-nmdgr2-05a.pdf, p23‬‬

‫‪80‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫تلقي الخدمات الصحية ويؤدي إلى نمو سكاني كبير والعكس صحيح وتزداد نسبة الفقراء في‬
‫المناطق الريفية الشمالية والشرقية‪ ،‬مما يدل على أن السياسات المتبعة في التخطيط للصناعة وباقي‬
‫القطاعات لم تكن في صالح الفقراء‪ ،‬وقد ساهم ضعف معدل النمو في الناتج المحلي وانخفاض‬
‫االستثمارات بشكل عام وخاصة في المناطق األكثر احتياجاً‪ ،‬وانخفاض العائد من العمل الزراعي إلى‬
‫زيادة أعداد الفقراء‪ ،‬مما يشير إلى تراجع في عدالة التوزيع‪ ،‬وتعد سورية من البلدان ضعيفة النمو في‬
‫نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى جانب مصر واليمن والسودان‪.‬‬

‫فالتنمية ترتبط بالتصنيع ويرتبط بدوره بتكوين أرس المال الذي يشكل مع االستثمار حلقة متكاملة‪،‬‬
‫وتؤثر ندرة رأس المال في إمكانية نمو مستوى الدخل الذي يعد أساس في عرض رأس المال نتيجة‬
‫انخفاض مستوى اإلنتاجية بسبب ضعف الحافز على االستثمار وانخفاض القوة الشرائية أي أن‬
‫انخفاض حجم األصول الرسمالية سبب أساسي في عدم إمكانية تحقيق أهداف التنمية‪.‬‬

‫الصادرات إلى الواردات ‪Exports to imports‬‬


‫ّ‬ ‫‪-2-1‬‬

‫يعد التصدير أحد اآلليات المهمة لزيادة معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي من خالل توسيع‬
‫السوق والدخول إلى األسواق الخارجية‪ ،‬فالتوسع في سياسات التصدير يساعد في إزالة العوائق أمام‬
‫التنمية حيث يزيد من قدرة االقتصاد عل خلق فرص العمل وازالة العجز في ميزان المدفوعات‪،‬‬
‫وجذب االستثمارات المحلية والدولية‪.‬‬

‫ومن تتبع مسار هذه القيم الخاصة بالفرق بين الصادرات والواردات للجمهورية العربية السورية في‬
‫الجدول السابق نجد أن في ‪ 1990‬و‪ 1991‬كان االقتصاد السوري يصدر بنسب مرتفعة تفوق قيم‬
‫الواردات بدرجة ‪ 1.7‬أي تقريباً ضعفي قيمة الواردات والسبب في ذلك تصدير النفط الخفيف وبدء‬
‫نشاط االستثمار الخاص في سورية بسبب قانون االستثمار رقم ‪ ،10‬غير أن بعد ذلك شهد االقتصاد‬
‫السوري تراجعاً ملحوظاً نتيجة اعتماده على استثمارات التجمع والتعبئة وعدم وجود أسواق للمنتجات‬
‫السورية خارج الحدود‪ ،‬مما يدل على عدم إمكانية تطوير مصادر جديدة للعملة األجنبية غير النفط‬
‫وهذا دليل على اختالل هيكلي في مصادر النمو الذي يعتمد على أرس المال المادي كمصدر للنمو‬
‫باإلضافة الى بيئة أعمال يسودها االحتكار وضعف في السياسات االقتصادية الكلية والشكل التالي‬
‫يبين كل من الصادرات والواردات خالل الفترة ما بين ‪ 1990‬و‪.12010‬‬

‫‪ - 1‬بيانات المصرف المركزي‪ ،‬سورية‬

‫‪81‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫الصادرات والواردات في‬
‫تطور ّ‬
‫الشكل ( ‪ّ ) 3 - 3‬‬
‫ّ‬

‫الشكل من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات المصرف المركزي في سورية‬


‫ّ‬

‫شهد الميزان التجاري تذبذباً واضحاً بين ‪ 1999 -1992‬ونالحظ من الشكل السابق انخفاضاً‬
‫واضحاً في قيم الصادرات حيث تزايد حجم العجز بسبب زيادة كل من مستوردات القطاع الخاص‬
‫والعام‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1998‬نالحظ ظهور عجز كبير بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية‪ ،‬وبيئة عمل ذات‬
‫تنافسية ضعيفة‪ ،‬ونمو سريع في المستوردات‪ ،‬وهذا دليل على اعتماد االقتصاد على القطاعات‬
‫الريعية بدالً من االهتمام بتوطين األصول الرأسمالية‪.‬‬

‫أما الفترة ما بين ‪ 2000‬إلى ‪ 2003‬فقد شهدت ارتفاعاً في الفائض االقتصادي بسبب تحسن في‬
‫أسعار النفط وزيادة الصادرات من األغنام وزيادة صادرات القطاع الخاص إلى العراق‪ ،‬وبعدها‬
‫انخفضت الصادرات نتيجة توقف الصادرات إلى العراق‪ ،‬وفي الجزء األخير من الشكل نالحظ زيادة‬
‫في قيم الصادرات غير أنها لم تكن بنفس قيم الزيادة في المستورات‪ ،‬أما في عام ‪ 2008‬فإن‬
‫اإلنخفاض المفاجئ كان بسبب األزمة المالية العالمية‪ ،‬مما دفع الحكومة السورية إلى رفع الدعم‬
‫الكبير عن الوقود الذي حافظ لفترة طويلة على معدالت تضخمية منخفضة مما سبب ارتفاع قياسي‬
‫في معدل التضخم‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن االقتصاد السوري لم يكن بمقدوره تمويل المستوردات من خالل الصادرات‬
‫بسبب اإلعتماد على االقتصاد الريعي وعدم االهتمام بتنوع مصادر النمو بالرغم من الوضع‬
‫االقتصادي المستقر وانخفاض عجز الموازنة العامة ومعدل بطالة مستقر تقارب ‪.%8‬‬

‫‪82‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫بالرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في رسم السياسة الخارجية وتطويرها في سبيل‬
‫تصحيح الخلل في الميزان التجاري‪ ،‬ماتزال نتائج هذه السياسات دون الطموح‪ ،‬ألن سياسات التصنيع‬
‫لم تستطع تلبية حاجات السكان وتوفير فائض يوجه للتصدير باالضافة إلى أن صادرات سورية‬
‫بمعظمها إلى البلدان العربية أما الواردات فيأتي معظمها من البلدان األوروبية‪ ،‬مما يعني استغالل‬
‫الميزة النسبية لموقع سورية وسهولة اتصالها بالعالم الخارجي على الميزة النسبية إلمكانية التخصص‬
‫في العمل واإلنتاج باالعتماد على الموارد المحلية‪.‬‬

‫الدين إلى الّناتج المحّلي ‪Debt to GDP‬‬


‫‪ّ -3-1‬‬
‫ّ‬

‫ويقيس هذا المؤشر قدرة البلد على نقل الموارد إلى إنتاج الصادرات بغية تعزيز القدرة على السداد‬
‫ويتضح من الجدول السابق أن المديونية للجمهورية العربية السورية كانت بمقدار مرة ونصف من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ 1990‬فقد بلغت ‪ ،%174‬وانخفضت حتى أصبحت تعادل الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي في عام ‪ ،2001‬واستمرت باالنخفاض حتى تم شطب الديون الروسية في عام‬
‫‪ 2005‬فانخفضت المديونية في سورية إلى ‪ 0.19‬من الناتج المحلي‪ ،‬وصلت في نهاية عام ‪2010‬‬
‫إلى ‪ 0.9‬وهو تطور ملحوظ وكبير‪ ،‬من حيث أن سورية تعد من البلدان التي ال يوجد عليها ديون‬
‫تذكر‪ ،‬وهذا يدل على أن سورية ال تحمل أعباء للديون‪ ،‬وبالتالي يوجد لديها المجال واسع لتمويل‬
‫التنمية‪.‬‬

‫تكوين رأس المال ال ّثابت كنسبة من الّناتج المحّلي (‪.)Cross Capital formation % of GDP‬‬ ‫‪-4-1‬‬
‫ّ‬

‫لم يستطع االقتصاد السوري أن يحقق تكوين رأسمالي أكثر من ‪ %32‬في عام ‪ 2008‬كأعلى نسبة‬
‫من مجمل الناتج المحلي‪ ،‬وخاصة أن نسبة مساهمة القطاع العام بلغت ‪ %64‬كأعلى نسبه لها في‬
‫عام ‪ 2000‬حيث بلغت نسبة مساهمة القطاع الخاص ‪ %58‬في مجمل تكوين رأس المال الثابت‬
‫في عام ‪ 2008‬بمجموع قدره ‪ 153749‬مليون ليرة سورية من أصل ‪ 266488‬مليون ليرة‪.1‬‬

‫طاقة ‪Per capita energy consumption‬‬


‫استهال ك ال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -5-1‬نصيب الفرد من‬

‫حيث تطور استهالك الطاقة األولية لكل فرد من ‪ 840‬كيلو غرام مكافئ نفطي إلى ‪ 1166‬كيلو‬
‫غرام عام ‪ 2007‬كأعلى مقدار لالستهالك وتعد هذه القيم في استهالك الطاقة مقبولة إذا ما قورنت‬
‫ببعض البلدان ففي عام ‪ 2010‬حيث كان استهالك الطاقة لكل فرد في استراليا ‪ ،5.552‬ولألرجنتين‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://cbssyr.sy/yearbook/2011/Data-Chapter15/TAB-37-15-2011 6-03-2014. 3.58pm‬‬

‫‪83‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫‪ ،1.936‬وللواليات المتحدة بلغت ‪ ،7.162‬أما الكويت فقد بلغت ‪ ،10.893‬وألمانيا ‪ 14.033‬أي‬


‫أن معدل استهالك الطاقة في سورية هو في حدوده المقبولة وبحسب ( هالتوك وسول ) فإن‬
‫االستهالك من الطاقة يجب أن يزيد مع الزمن أو يحافظ على مستواه‪ ،‬فنالحظ أن االستهالك الفردي‬
‫من الطاقة قد زاد في سورية أي أن مصادر الطاقة قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة‬
‫وخاصة في ظل النمو السكاني في سورية‪.‬‬

‫‪ -6-1‬المساعدات التنموية كنسبة من الناتج المحلي )‪Development aid (% of GDP‬‬

‫من الجدول السابق يتبين لنا أن إعتماد االقتصاد السوري على المساعدات التنموية يكاد ال يذكر‬
‫بحيث بلغت أعلى قيم لها في عامي ‪ 1990‬و‪ 1994‬فقد وصلت إلى ‪ %7‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي وهذا يدل على أن التنمية في سورية ال تعتمد على المساعدات التنموية والمعونات‪ ،‬مع‬
‫العلم أن أغلب المساعدات التنموية تذهب للبلدان العربية‪ 2‬بحيث تصل إلى نسبة ‪ %34‬من‬
‫المساعدات الدولية في عام ‪ ،2005‬والشكل التالي يبين تطور المساعدات اإلنمائية‪.‬‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫نموية من الّناتج المحّلي اإلجمالي في‬
‫تطور نسبة اإلعانات ال ّت ّ‬
‫الشكل ( ‪ّ ) 3 - 4‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Mean PERSENT‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990.00‬‬ ‫‪1994.00‬‬ ‫‪1998.00‬‬ ‫‪2002.00‬‬ ‫‪2006.00‬‬ ‫‪2010.00‬‬
‫‪1992.00‬‬ ‫‪1996.00‬‬ ‫‪2000.00‬‬ ‫‪2004.00‬‬ ‫‪2008.00‬‬

‫‪YAER‬‬
‫الشكل من إعداد الباحث‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://www.iea.org/statistics/statisticssearch/report/?&country , 6- 03- 2014. 4.56 pm‬‬
‫‪ - 2‬غيالن مهدي‪ ،‬دراسة تحليلية ألهم مؤشرات التنمية المستدامة في البلدان العربية والمتقدمة‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،2009 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪84‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫تبلغ المساعدات التنموية نسبة ضعيفة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬أي أن اعتماد سورية على‬
‫المساعدات اإلنمائية كان ضعيفاً ألن أغلب هذه المنح أو القروض الميسرة قد تأخذ أشكال من‬
‫التدخل في االقتصاد والقرار‪.‬‬

‫االقتصادي ‪growth rate‬‬


‫ّ‬ ‫مو‬
‫معدل الّن ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-7-1‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق تباين واضح في معدل النمو االقتصادي والسبب يعود إلى الظروف التي‬
‫مرت بها سورية‪ ،‬وتعود أسباب ارتفاع معدل النمو االقتصادي بين ‪ 1990‬و‪ 1996‬إلى سياسات‬
‫االنفتاح االقتصادي‪ ،‬وقانون االستثمار رقم ‪ 10‬الذين أتاحوا الفرصة لنمو القطاع الخاص وانتاج‬
‫النفط‪ ،‬أما انخفاض المعدل بين ‪ 1997‬إلى ‪ 2000‬بسبب االنكماش االقتصادي الذي كان من‬
‫سمات هذه الفترة‪ ،‬وتراجع االستثمار الخاص بسبب سياسات الدولة المالية والنقدية بتثبيت معدل‬
‫الفائدة وتجميد الرواتب واألجور وغيرها‪ ،‬والشكل التالي يبين تطور معدل النمو االقتصادي في‬
‫سورية‪.‬‬

‫سورية ما بين ‪ 1990‬و ‪2010‬‬


‫ّ‬ ‫االقتصادي في‬
‫ّ‬ ‫مو‬
‫الشكل ( ‪ ) 3 - 5‬معّدل الّن ّ‬
‫ّ‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Mean GROWTH‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-10‬‬
‫‪1990.00‬‬ ‫‪1994.00‬‬ ‫‪1998.00‬‬ ‫‪2002.00‬‬ ‫‪2006.00‬‬ ‫‪2010.00‬‬
‫‪1992.00‬‬ ‫‪1996.00‬‬ ‫‪2000.00‬‬ ‫‪2004.00‬‬ ‫‪2008.00‬‬

‫‪YAER‬‬

‫الشكل من إعداد الباحث‬


‫ّ‬

‫ويتضح من الشكل السابق أن بعد عام ‪ 2000‬زاد معدل النمو االقتصادي بعد هبوط حاد بسبب‬
‫زيادة في اإلنفاق الحكومي على الخدمات العامة غير أن معدالت النمو االقتصادي حتى عام‬
‫‪ 2010‬بقيت دون المستوى المطلوب الذي شهدته في الفترة ما بين ‪ 1990‬و ‪ ،2000‬ويعود ذلك‬

‫‪85‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫إلى توجه معظم المشاريع والخدمات العامة إلى االستبدال والتجديد والتوجه الحكومي إلى اإلنفاق‬
‫الذي ال يؤثر بشكل فوري على معدل النمو‪ ،‬مثل اإلنفاق على الصحة والتعليم‪ .‬بالرغم من حاجة‬
‫سورية إلى زيادة حجم االستثمارات من أجل زيادة الطاقة اإلنتاجية للمشاريع وتطوير التقنيات بما‬
‫يتناسب من التقدم التكنولوجي‪ ،‬إال أن تخصصات سورية لتكوين رأس المال كنسبة من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي كانت منخفضة قياساً إلى البلدان المتقدمة لذلك البد من زيادة حصص االستثمار في‬
‫مختلف القطاعات االقتصادية من أجل دعم المنافسة االقتصادية لمنتجاتنا المحلية في األسواق‬
‫العالمية‪ ،‬وتهدف زيادة حصص تكوين رأس المال الثابت من إجمالي الناتج المحلي إلى تحسين‬
‫مؤشرات التنمية االقتصادية في سورية وخاصة نصيب الفرد من الناتج المحلي‪ ،‬وبالتالي التأثير على‬
‫مؤشرات التنمية االقتصادية من جهة‪ ،‬والوضع المعيشي للمواطن وتوفير ظروف أفضل للحياة من‬
‫جهة أخرى ليتمكن الفرد من خاللها بالمساهمة في زيادة الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد عن طريق‬
‫يتقنها‪.‬‬ ‫المعارف والخبرات التي‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات ال ّتنمية‬
‫‪ّ -2‬‬
‫يشكل الجانب االجتماعي مصدر قلق بالنسبة للبلدان النامية ومنها سورية‪ ،‬وخاصة مواضيع العدالة‬
‫االجتماعية والفقر‪ ،‬لذلك فإن سياسات الدولة يجب أن تنصب لمعالجة البطالة والفقر من خالل‬
‫استثمارات ضخمة تكون نقطة نمو وجذب لباقي االستثمارات‪ ،‬وتعمل على خلق قيمة مضافة‬
‫وتحسين إنتاجية وكفاءة رأس المال سواء المادي أو البشري‪ ،‬لذلك سوف ندرس تحليل واقع مؤشرات‬
‫التنمية االجتماعية في سورية وفق لسنوات الدراسة ما بين عام ‪ 1990‬و ‪ ،2010‬وسيتم االعتماد‬
‫على الجدول التالي في تحليل هذه المؤشرات‪:‬‬
‫الجدول(‪ )3-6‬المؤشرات االجتماعية في سورية (‪)2010 -1990‬‬
‫اإلنفاق على‬
‫وفيات‬ ‫اإلنفاق‬
‫الرعاية‬ ‫معدل‬
‫معدل الجريمة‬ ‫األطفال لكل‬ ‫على‬ ‫معدل البقاء‬
‫الصحية نسبة‬ ‫االلتحاق‬ ‫معدل نمو‬ ‫معدل‬
‫لكل ألف‬ ‫‪1000‬طفل‬ ‫التعليم‬ ‫على قيد‬
‫‪Year‬‬

‫مئوية من‬ ‫بالتعليم‬ ‫السكان‬ ‫البطالة‬


‫شخص‬ ‫دون الخمس‬ ‫(نسبة من‬ ‫الحياة‬
‫الناتج المحلي‬ ‫الثانوي‬
‫سنوات‬ ‫الناتج)‬
‫اإلجمالي‬
‫‪5.3‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪8.2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪93‬‬
‫‪10.3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪no‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪86‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫‪4.9‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪96‬‬


‫‪9.1‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪No‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪9.2‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪99‬‬
‫‪6.5‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪3.0‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪3.0‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪10‬‬
‫المصرف المركزّي‬
‫ولي و ّ‬ ‫الجدول من إعداد الباحث باالعتماد على بيانات البنك الد‬
‫ّ ّ‬

‫‪The population growth rate and unemployment‬‬ ‫الس ّكاني‬


‫مو ّ‬‫معدل البطالة والّن ّ‬
‫‪ّ -1-2‬‬

‫تعد مشكلة خلق فرص العمل من أهم المشاكل التي تواجه سورية في ظل التطورات التقنية والنمو‬
‫الكبير في االتصاالت واالبتكارات حيث أحدثت هذه المتغيرات قفزة نوعية في عمليات االنتاج‪ ،‬وفجوة‬
‫كبيرة للبلدان الفقيرة التي تشكل البطالة فيها ضغطاً على سوق العمل باإلضافة إلى الضغط التي‬
‫تمثله الزيادة السكانية‪.1‬‬

‫لم تستطع االستثمارات سواء العامة منها أو الخاصة أن تغير من معدل البطالة في سورية‪ ،‬بل على‬
‫العكس فزيادة االستثمارات سببت زيادة في معدل البطالة فانتقلت من ‪ % 6‬إلى ‪ % 15‬عام ‪1996‬‬
‫وهذا يدل على أن االستثمارات بالمجمل لم يكن توجهها إلى معالجة مشكلة البطالة الكبيرة في‬
‫سورية‪ ،‬وان التحكم بالبطالة في ظل مستوياتها الحالية يتطلب المزيد من النمو‪ ،2‬ويعود السبب في‬
‫عدم انخفاض البطالة في سورية إلى تمركز عوائد رؤوس األموال المستثمرة في أيدي قلة من التجار‪،‬‬
‫وحرمان باقي فئات الشعب منها‪ ،‬واذا اعتبرنا أن نسبة تنفيذ المشاريع ‪ %100‬فإن متوسط حجم‬
‫االستثمارات بلغ من عام ‪ 1990‬إلى عام ‪ 2006‬بلغ ‪ 56‬مليار ليرة وان متوسط عدد فرص العمل‬

‫‪1‬‬
‫‪-http://www.arab-hdr.org/publications/other/undp/mdgr/syria-nmdgr2-05a.pdf, p93‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- http://www.arab-hdr.org/publications/other/undp/mdgr/regional/thirdarabreport-mdg-10-ar.pdf, p12‬‬

‫‪87‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫‪1‬‬
‫التي حققتها هذه االستثمارات على اعتبار أن التنفيذ تم بنسبة ‪ % 100‬بلغ ‪ 8935‬فرصة عمل‬
‫وهذا يعني أن تكلفة إنتاج فرصة عمل واحدة بلغ ‪ 7‬ماليين وهذا أكبر بعشرات المرات من تكلفة خلق‬
‫فرصة العمل في البلدان النامية‪ ،‬مما زاد في أعداد المهمشين‪ ،‬وهذا يدل على صورية األرقام الواردة‬
‫في الجدوى االقتصادية للمشاريع المشلمة إما بالمغاالة بقيم رأس المال المراد استثماره أو عدم الدقة‬
‫في احتساب اليد العاملة التي ينبغي تشغيلها‪ ،2‬واذا ما أخذنا معدل النمو السكاني فإن المشكلة في‬
‫تفاقم متزايد‪ ،‬ويشكل معدل النمو السكاني عامالً معيقاً للتنمية وعبئاً اقتصادياً ويزيد من البطالة‬
‫والفقر‪ ،‬مما يعني أن االستثمارات يجب أن تبلغ أرقاماً كبيرًة جداً لتحقيق تشغيل لنسبة مقبولة من‬
‫العاطلين عن العمل‪ ،‬أي أن النتائج على أرض الواقع كانت متواضعة‪ ،‬فإذا طلبنا من المشاريع‬
‫الجديدة توفير فرص عمل كبيرة واستقدام تكنولوجيا متطورة باألساس مع استخدام عدد قليل من‬
‫العمال‪ ،‬فإن الوصول إلى تشغيل بقيم عالية غير ممكن بهذا النوع من االستثمارات‪ ،‬وخاصة أن‬
‫أغلب الشركات في سورية هي شركات يغلب عليها الطابع الفردي‪ ،‬ويقل فيها عدد الشركات‬
‫المساهمة التي تشجع على استثمار المدخرات وزيادة فرص تحسين الوضع المعاشي للمواطن‪.‬‬

‫‪ -2-2‬العمر المتوّقع عند الوالدة ‪Life expectancy at birth‬‬

‫يعرف العمر المتوقع عند الوالدة بأنه عدد السنوات التي من المتوقع أن يحياها الطفل حديث الوالدة‬
‫في حالة استمرار أنماط الوفاة السائدة وقت والدته على ما هي عليه طوال حياته‪ ،‬حيث يشير العمر‬
‫المتوقع عند الوالدة إلى مدى التقدم المحرز في تحقيق تنمية بشرية عالية‪ ،3‬كما أن هناك عالقة‬
‫طردية وايجابية بين ارتفاع المستوى التعليمي وبين العمر المتوقع للحياة إذ أن ارتفاع معدل اإللمام‬
‫بالقراءة ‪ %1‬يؤدي إلى ارتفاع العمر المتوقع ‪ 0.4‬سنة خالل فترة ‪10‬سنوات‪ ،4‬ويتبين من الجدول‬
‫السابق لبيانات الجمهورية العربية السورية أن هناك تطور كبير في العمر المتوقع عند الوالدة بسبب‬
‫االستثمارات في مجال الصحة‪ ،‬وحمالت التلقيح ضد األمراض بكافة أنواعها وانخفاض معدل‬
‫الوفيات باإلضافة للتعليم‪ ،‬وساهم التعليم بزيادة الوعي الصحي والتحسن الكمي والنوعي للمشافي‬
‫والمعالجة في سورية‪ ،‬مما أدى الرتفاع العمر المتوقع عند الوالدة من‪ 70‬إلى ‪ 75‬عام ويزيد هذه‬
‫المعدل عن معدل الدول المتقدمة الذي يبلغ ‪ ،570‬وهذا يدل على بلوغ سورية الهدف اإلنمائي للتنمية‬

‫‪ - 1‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬التقرير السنوي السابع لالستثمار‪ ،2012 ،‬ص‪35‬‬


‫‪ - 2‬مرجع سابق‪ ،‬واقع االستثمار في سورية في ظل قانون االستثمار رقم ‪10‬لعام ‪ ،1991‬ص‪.114‬‬
‫‪ 3‬وزارة الصحة تحليل الوضع الراهن لقطاع الصحة في سورية‪ 2010 ،‬ص ‪4‬‬
‫‪ - 4‬مصدر سابق الذكر‪ ،‬وزارة الصحة ‪ ،‬تحليل الوضع الراهن‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 5‬التقرير العربي الموحد‪ ،2011 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪88‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫قبل حلول عام ‪ ،2015‬كما زاد مستوى اإلنفاق على الصحة فتحسنت واقع الحدمات الصحية حيث‬
‫انخفض معدل الوفيات لألطفال قبل سن الخمس سنوات‪ ،‬فالمعدل في الدول الصناعية ‪ 6‬وفيات لكل‬
‫ألف مولود بينما للدول النامية ودول العالم على التوالي ‪ 66‬و‪ 60‬مولود لكل ألف طفل‪ ،‬حيث‬
‫انخفضت وفيات األطفال دون سن الخامسة من ‪ 38‬حالة لكل ألف والدة حية في عام ‪ 1990‬إلى‬
‫‪ 15‬في عام ‪ 2010‬وحققت سورية الهدف التنموي لأللفية قبل العام ‪ ،2015‬وتعزى أسباب خفض‬
‫وفيات األطفال إلى تنفيذ برنامج التحصين ضد الحصبة الذي يعد من أهم برامج الصحة العامة‬
‫‪1‬‬
‫وارتفاع نسبة األطفال الذين أكملوا جدول اللقاحات بالكامل من ‪ 73.3‬إلى ‪87.8‬‬

‫معدل االلتحاق بال ّتعليم ال ّثانو ّي ‪Secondary school enrollment rate‬‬


‫‪ّ -3-2‬‬

‫اقترب معدل االلتحاق بالقيد في التعليم الثانوي كأحد مؤشرات تحقيق التنمية المستدامة في سورية من‬
‫قيم بلدان الصناعية بسبب إصالح التعليم وتلبية زيادة الطلب المتنامي عليه وزيادة طاقته االستيعابية‬
‫فقد بلغ هذا المعدل في سورية ‪ %72‬كم أن معدل القيد في الدول ذات التنمية البشرية المتقدمة‬
‫‪ %88‬أي أن التطور الذي لحق في قطاع التعليم الثانوي كان جيداً‪ ،‬أما إذا أخذنا معدل االلتحاق‬
‫في التعليم األساسي فقد بلغ ‪ %99‬بسبب سياسات الدولة في تحقيق إلزامية التعليم حتى نهاية‬
‫المرحلة اإلعدادية‪ ،‬ما شجع على تحسين فرص رفع نسبة االلتحاق بالتعليم الثانوي بعد الزيادة في‬
‫الطلب على التعليم‪ ،‬ودفع إلى تحسن مستوى اإلنفاق على التعليم في سورية من ‪ %2‬كنسبة من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي إلى ‪ 5.3%‬في عام ‪ .2008‬ودخول القطاع الخاص كمستثمر في التعليم‬
‫عن طريق الجامعات والمدارس والمعاهد الخاصة مما زاد من نسبة اإلنفاق على التعليم‪.‬‬
‫‪ -4-2‬معدل الجريمة ‪The crime rate‬‬
‫من الجدول السابق نالحظ أن معدل الجريمة في سورية منخفض حيث بلغ بالمتوسط ‪ 5‬حاالت لكل‬
‫ألف شخص‪ ،‬وهي نسبة منخفضة مما يؤكد أهمية هذا المؤشر في توفر شروط البيئة الجاذبة‬
‫لالستثمار‪ ،‬غير أن باقي الشروط التي تقوم على البيئة القانونية والتشريعية لم تكن محفزة لدرجة‬
‫االستفادة من هذه المؤشرات في الحصول على حصة كبيرة من االستثمارات العربية أو الدولية بسبب‬
‫ضعف السياسيات الحكومة االقتصادية‪ ،‬إن الجريمة تضعف الثقة في اآلفاق المستقبلية للتنمية‪،‬‬
‫وتحد من قدارت القطاعات على المنافسة‪ ،‬ومن توفير الخدمات من خالل فرض تكاليف أمنية كبيرة‪،‬‬

‫‪ - 1‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير الوطني الثالث لألهداف التنموية لأللفية في سورية‪ ،2010 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪89‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫مما يؤدي إلى زعزعة الثقة بمناخ االستثمار ويدفع بالخبرات إلى الهجرة باإلضافة إلى تحويل األموال‬
‫للتحكم بالجرائم‪ ،‬وفقدان الفرصة البديلة الستثمارها في مجاالت الرعاية الصحية والتعليم‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤشرات ال ّتنمية البيئية والمؤسساتية‬
‫‪ -1-3‬مؤشرات ال ّتنمية البيئية‬
‫تراجع مجمل المؤشرات البيئية في سورية بسبب ضعف االهتمام بالبيئة وزيادة معدل انبعاث غاز‬
‫ثاني أكسيد الكربون واختناق أجواء المدن بالدخان األسود وتراجع مساحات الغابات وزيادة التصحر‬
‫وضعف المشاريع في قطاع الزراعة والجدول التالي يوضع التغير في مؤشرات التنمية البيئية في‬
‫سورية (‪)2010 -1990‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات البيئية لل ّتنمية المستدامة في‬
‫ّ‬ ‫الجدول ( ‪) 3 - 7‬‬ ‫سورية‪.‬‬
‫نسبة األراضي‬ ‫عدد السيارات‬ ‫انبعاث غاز ثاني‬ ‫استخدام األسمدة‬ ‫التغير في‬ ‫نصيب الفرد‬ ‫‪Yaer‬‬
‫المزروعة إلى‬ ‫أكسيد الكربون‬ ‫لف طن‬ ‫مساحة الغابات‬ ‫من األراضي‬
‫األراضي القابلة‬ ‫(كيلو طن)‬ ‫الزراعية‬
‫للزراعة‬
‫‪89‬‬ ‫‪329410‬‬ ‫‪37451‬‬ ‫‪628‬‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪336621‬‬ ‫‪43194‬‬ ‫‪782‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪356148‬‬ ‫‪44437‬‬ ‫‪910‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪399138‬‬ ‫‪47117‬‬ ‫‪902‬‬ ‫‪1.56‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪440976‬‬ ‫‪48533‬‬ ‫‪816‬‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪520547‬‬ ‫‪43997‬‬ ‫‪845‬‬ ‫‪1.52‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪539104‬‬ ‫‪44250‬‬ ‫‪870‬‬ ‫‪1.49‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪587784‬‬ ‫‪40968‬‬ ‫‪823‬‬ ‫‪1.47‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪670538‬‬ ‫‪50282‬‬ ‫‪845‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪709116‬‬ ‫‪52379‬‬ ‫‪817‬‬ ‫‪1.43‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪746520‬‬ ‫‪51048‬‬ ‫‪807‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪778705‬‬ ‫‪48786‬‬ ‫‪813‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪959431‬‬ ‫‪39068‬‬ ‫‪749‬‬ ‫‪1.32‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪880176‬‬ ‫‪54286‬‬ ‫‪880‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪938334‬‬ ‫‪51111‬‬ ‫‪894‬‬ ‫‪1.29‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪1067529‬‬ ‫‪50634‬‬ ‫‪895‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪1213034‬‬ ‫‪53590‬‬ ‫‪865‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪1367767‬‬ ‫‪57429‬‬ ‫‪914‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪1537206‬‬ ‫‪67700‬‬ ‫‪923‬‬ ‫‪1.27‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪1738833‬‬ ‫‪62112‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪2051977‬‬ ‫‪61859‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪2010‬‬
‫الجدول من اعداد الباحث باالعتماد على بيانات المكتب المركزي لإلحصاء وأرقام النك الدولي‬

‫‪90‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫من الجدول السابق يتبين أن كافة متغيرات البيئية كانت في تغير سلبي أي أن نصيب الفرد من‬
‫األراضي الزراعية انخفض‪ ،‬باإلضافة الى انخفاض نسبة األراضي المزروعة إلى األراضي الصالحة‬
‫للزراعة بسبب التوسع العمراني الذي زحف على أجود أنواع األراضي الزراعية‪ .‬حيث زادت مساحة‬
‫‪1‬‬
‫المباني والمرافق العامة من ‪ 636‬ألف هكتار عام ‪ 2003‬إلى ‪ 688‬ألف هكتار عام ‪2008‬‬

‫كبير في مساحة األراضي الزراعية‬


‫تقلص ٌ‬‫ٌ‬ ‫إن هذه الزيادة في مساحة الكتل اإلسمنتية لم يقابلها‬
‫المستثمرة بسبب مشاريع استصالح األراضي‪ ،2‬غير أن األراضي تتعرض لمجموعة من العوامل التي‬
‫تؤدي إلى تدهورها مثل التصحر والتملح الناتج عن استعمال الطرق التقليدية في ري المحاصيل التي‬
‫نشأت عن األنشطة اإلنتاجية غير المدروسة ومحاولة استغالل الموارد الطبيعية لتأمين الغذاء‬
‫لإلنسان واألعالف للحيوان‪.‬‬

‫كما تعرضت الغابات لتدهور كبير نتيجة القطع الجائر لألشجار الحراجية‪ ،‬والرعي غير المنظم‪،‬‬
‫والحرائق‪ ،‬والتوسع الزراعي والسكني‪ .‬مما أدى إلى تدني مساحتها إلى ما نسبته ‪ %1.25‬من مساحة‬
‫األراضي السورية في نهاية عام ‪ .2010‬أما في ما يتعلق بتلوث الهواء الناتج عن حرق النفايات‬
‫وحرق الوقود األحفوري في وسائط النقل والذي تزايد بسبب ازدياد عدد السي ا‬
‫ارت سبب ارتفاعاً في‬
‫انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون حيث تنبعث هذه الملوثات إلى هواء المدن وتساهم الظروف‬
‫المناخية والطبوغرافية في تراكم الملوثات وتشكيل سحب سوداء كما هو الحال في مدينة دمشق‪،‬‬
‫وتتأثر العديد من المدن السورية باالنبعاثات الغازية الناتجة عن صناعات مختلفة ال تراعي‬
‫االعتبارات البيئية كصناعة األسمدة واإلسمنت ودباغة الجلود والمحطات الح اررية والصناعات‬
‫النفطية والمقالع ومجابل اإلسفلت وغيرها‪ ،‬مما يشير إلى أن االستثمار في سورية ال يراعي الشروط‬
‫البيئية‪ ،‬أو يعتبر البيئة ذات اهتمام ثانوي بالرغم من المؤشرات العالمية التي تقر بأهمية االهتمام‬
‫بالشروط المحافظة على البيئة بهدف الحفاظ على النظام االيكولوجي القائم وحماية قاعدة الموارد من‬
‫التدهور‪.‬‬

‫نالحظ من التحليل السابق أن االستثمارات في سورية مازالت التراعي الشروط البيئية وتعمل بشكل‬
‫على تدهور مكونات الغطاء النباتي والحيواني‪ ،‬مما يصعب مع مثل هذه االستثمارات الوصول إلى‬

‫‪ - 1‬المجموعة اإلحصائية ‪،http://cbssyr.sy/yearbook/2008/Data-Chapter4/TAB-6-4-2008.htm‬‬


‫‪ - 2‬وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬تحليل الوضع الراهن للبيئة في سورية‪ 2010 ،‬ص ‪10‬‬

‫‪91‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫تحقيق استدامة بيئية تسمع للطبيعية من تجديد نفسها وتحافظ بذلك على طاقتها المتجددة وهو ما‬
‫يؤثر بدورة على إمكانية تحقيق دخل مستدام ونمو اقتصادي متوازن‪.‬‬

‫مؤشرات ال ّتنمية المؤسساتية‬


‫ّ‬ ‫‪-2-3‬‬

‫شهدت هذه المؤشرات تطو اًر ملحوظاً بعد عام ‪ 2000‬بسبب دخول االستثمار في قطاع االتصاالت‬
‫سواء الخلوية أو اإلنترنت والتي سرعت وتيرة تحسن مؤشرات التنمية المؤسساتية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول ( ‪ ) 3 - 8‬المؤشرات المؤسساتية للتنمية المستدامة في سورية (‪)2010 -1990‬‬
‫مستخدمو الهاتف لكل الف‬ ‫مستخدمو االنترنت لكل‬ ‫االشتراكات في خدمات الهاتف‬ ‫مقاالت المجالت‬
‫شخص‬ ‫‪ 1000‬شخص‬ ‫المحمول (لكل ‪ 100‬فرد)‬ ‫‪ Yaer‬العلمية والتقنية‬
‫‪34‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪138‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪149‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪159‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪173‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪185‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪192‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪580‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪2010‬‬
‫الجدول من اعداد الباحث باالعتماد على بيانات المجموعات االحصائية السورية‬

‫‪ - 1‬أعداد مختلفة من المجموعة اإلحصائية‪.2011 ،2005 ،2003 ،‬‬

‫‪92‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫من الجدول السابق يتبين أن اهتمام سورية بالحصول على المعلومات وتطوير القاعدة المؤسساتية‬
‫لديها منذ عام ‪ 2001‬بدخول قطاع االنترنت إلى البالد بالرغم من ضعف الرقم المتضمن‬
‫االشتراكات في الحزم العريضة لالنترنت غير أن هناك تطو اًر ملحوظاً به‪.‬‬

‫سورية بين ‪ 1990‬و‪2010‬‬


‫ّ‬ ‫المؤشرات المؤسساتية في‬
‫ّ‬ ‫تطور‬
‫الشكل ( ‪ّ ) 3 - 6‬‬
‫ّ‬

‫الشكل من إعداد الباحث‬


‫ّ‬

‫من الشكل السابق يتبين أن أكبر تغي ٍر كان لمستخدمي اإلنترنت‪ ،‬والهاتف الثابت‪ ،‬أما المقاالت‬
‫العلمية المنشورة في مجالت عالمية بقيمة متواضعة‪ ،‬وهذا يدل على ضعف بنية البحث العلمي‬
‫فيجب اإلهتمام بالبحث العلمي ألن له دور كبير في تغير بنية االقتصاد بما له من تأثير على نوعية‬
‫المنتجات ووصولها لألسواق العالمية‪ ،‬وبالتالي يجب ربط البحث العلمي بالبحوث الصناعية‬
‫واالنتاجية من أجل تطويرها وتوطين التكنولوجيا المستوردة‪ ،‬مما يسارع في زيادة اإلنتاج وتحسين‬
‫نوعيته ويزيد من فرص انتشاره إقليمياً وعالمياً‪ ،‬حيث لم يعد يقتصر استخدام نظم المعلومات وغيرها‬
‫من التقانة الرقمية على الهواتف والدخول إلى اإلنترنت في استخدامات واسعة النطاق بل أصبح‬
‫اقتصاداً بحد ذاته هذا ويقاس نمو الدولة وتطورها بدرجة االستفادة من التقانة في الصناعة و الزراعة‬
‫والنقل والقطاع المالي‪.‬‬

‫نالحظ مما سبق أن نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي لم يستطع خالل عشرين عام أن يغير‬
‫من قيمه الحقيقة حيث لم تستطع كل النشاطات االقتصادية أن تضاعف نصيب الفرد من الناتج بل‬

‫‪93‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫على العكس زادة من دخول األفراد القادرين على االدخار‪ ،‬وخفضت من دخول األفراد الذين يميلون‬
‫إلى االستهالك أكثر‪.‬‬

‫كان اتجاه االستثمار العام متزايداً بسبب زيادة الحاجة لالستثمار في البنى التحتية كالكهرباء والنقل‬
‫واالتصاالت والري‪ ،‬وبسبب ابتعاد القطاع الخاص عنها‪ ،‬وتراجع االستثمار بعد فترة من صدور‬
‫قانون االستثمار رقم ‪ 10‬كان بسبب أن القانون كان يجب أن يترافق بجملة من اإلصالحات‬
‫التشريعية والقانونية لجذب االستثمارات األجنبية؛ وتوفير الشروط المالئمة لجذب االستثمار المحلي‬
‫وتوظيف المدخرات في قطاعات استثمارية‪.‬‬

‫تزايد االعتماد على القطاعات الريعية وعلى قطاعات هامشية في االستثمار واالبتعاد عن االهتمام‬
‫بالعنصر البشري الذي يعد من أهم الموارد االقتصادية لصالح العوامل الطبيعية‪ ،‬أي غياب استثمار‬
‫الموارد بكفاءة‪ ،‬وقد استفادت المنتجات في سورية من قوانين الحماية لألسواق المحلية‪ ،‬التي لم‬
‫تستطع االستمرار في نموها ألن السوق المحلية محدودة‪ ،‬فخسرت أيضاً األسواق الدولية‪ ،‬وتراجع‬
‫االستثمار وتراجع معه التشغيل وارتفعت البطالة مما أدى النتشار الفقر اللذين يعتبران من أصعب‬
‫المشكالت التي تواجه أي اقتصاد مما دفع بالنمو االقتصادي إلى التراجع‪.‬‬

‫إن التغير في المؤشرات االقتصادية كان في تزايد بالرغم من أن هذه الزيادة لم تكن على المستوى‬
‫المقبول‪ ،‬بسبب الضعف في هيكلية النمو ومصادره‪ ،‬أما المؤشرات االجتماعية فإن بعضها تحقق‬
‫بسبب االستثمار في التعليم والصحة كهدف لأللفية قبل عام ‪ ،2015‬وبعضها وجد صعوبات في‬
‫التحسن في قيمه‪ ،‬مثل البطالة ومعدل النمو السكاني‪ ،‬غير أن التغيرات التي شهدها االقتصاد لم‬
‫تنعكس على المؤشرات االجتماعية بشكل إيجابي‪ ،‬بل زادت من معدل الفقر ومعدل البطالة مما يدل‬
‫على المشكالت الكبيرة في السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬أما المؤشرات البيئية فقد كان تأثرها‬
‫باالستثمار سلبياً‪ ،‬أي ارتفعت حدة التلوث وزادت مساحة األراضي الز ارعية التي أصبحت كتل‬
‫إسمنت‪ ،‬وتوسع التصحر باإلضافة إلى عدم مراعاة الشروط البيئية من قبل االستثمارات العامة أو‬
‫الخاصة‪ ،‬وعدم البحث عن المصادر البديلة للطاقة وغيرها من الطاقات المتجددة في سورية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫المبحث ال ّثالث‬

‫نموية خالل الفترة (‪)2013 - 2010‬‬


‫واقع االستثمار وانعكاساته ال ّت ّ‬

‫مؤشرات‬
‫سورية خالل الفترة ما بين ‪ 2013-2010‬وانعكاسات على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تراجع االستثمارات في‬

‫ال ّتنمية‬

‫تعرض المجتمع السوري الى أسوأ كارثة في تاريخه حيث تقدر خسائر االقتصاد السوري بحوالي‬
‫‪ 139.77‬مليار دوالر‪ ،1‬حيث تعطلت حركة النقل والمواصالت وتضررت التجارة الداخلية وانخفض‬
‫إنتاج الصناعات االستخراجية والتحويلية باإلضافة الى خروج العديد من الشركات والمناطق‬
‫الصناعية خارج الخدمة إما بتدميرها أو بتخريبها‪ ،‬ومعها تقلص النشاط االقتصادي في جميع‬
‫المناطق والقطاعات‪ ،‬وأجبرت العديد من الشركات على إغالق أبوابها وتسريح العمال لديها واختيار‬
‫بلدان مجاورة للعمل بها‪ ،‬مما سبب زيادة كبيرة في أعداد العاطلين عن العمل‪ ،‬باإلضافة إلى تراجع‬
‫العرض من السلع والخدمات بسبب خروج الشركات والمناطق الصناعية عن الخدمة أو تحولها إلى‬
‫بلدان أخرى‪ ،‬أضف إلى ذلك العقوبات االقتصادية التي زادت من الضغوط على المعروض من‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬مما دفع بسعر الليرة السورية إلى االنخفاض مقابل العمالت األجنبية‪ ،‬وتأثرت القوة‬
‫الشرائية للمواطن السوري‪ ،‬وخاصة من ذوي الدخل المحدود حيث بلغ سعر صرفها مقابل الدوالر في‬
‫شهر تموز من عام ‪ 2013‬رقم قياسي في السوق السوداء ‪ 310‬ليرة للدوالر الواحد‪ ،‬حيث عمل‬
‫المصرف المركزي على رفع السعر اإلسمي لليرة مقابل العمالت األجنبية بشكل يتماشى مع اتجاهات‬
‫السوق‪ ،‬ورافق انخفاض العملة المحلية مقابل سلة العمالت االجنبية انخفاض كبير في الصادرات‬
‫والواردات‪.‬‬

‫كما أن موارد الدولة من عائدات الضرائب والنفط تراجعت بسبب الغياب الكامل لجزء كبير من‬
‫النشاط االقتصادي عن العمل أو انتقاله إلى مكان أخر خارج الدولة وتدمير جزء من محطات توليد‬
‫الطاقة وضخ المياه وأبار النفط والطرق والنقل والمستشفيات والمدارس وجزء كبير من األبنية‬
‫السكنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- www.escwa.un.org/information/publications/edit/upload/E_ESCWA_EDGD_14_TP-5_E.pdf,p8‬‬

‫‪95‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫وتقدر االسكوا خسائر االقتصاد السوري حتى عام ‪ 2014‬بحوالي ‪ 139.77‬مليار دوالر وهو أكثر‬
‫بثمانية أضعاف الناتج المحلي االجمالي في ظل األزمة‪ ،‬والجدول التالي يبين التغير في قيم الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي ألسعار سنة ‪ 2010‬بمليار دوالر ومعدالت التضخم قبل وأثناء األزمة‪.‬‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫ومعدل ال ّتض ّخم قبل وأثناء األ زمة في‬
‫تغير الّناتج المحّل ّي ّ‬
‫الجدول رقم ( ‪ّ ) 3-9‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫البيان‬

‫‪33.45‬‬ ‫‪40.15‬‬ ‫‪52.92‬‬ ‫‪60.19‬‬ ‫‪GDP‬‬

‫‪89.62‬‬ ‫‪37.4‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫التضخم‬

‫الجدول من أعداد الباحث باالعتماد على بيانات تقرير االسكوا‬

‫نالحظ من الجدول السابق أن التراجع في حجم الناتج المحلي اإلجمالي قد بلغت ‪ %50‬وهذا يدل‬
‫على عمق تأثير األزمة على الناتج المحلي اإلجمالي مما ينعكس على كافة جوانب الحياة للمواطن‪.‬‬
‫غير أن الخسارة لم تكن على نفس السوية بين كل القطاعات حيث شهدت الزراعة تحسناً في معدل‬
‫النمو بسبب تحسن المناخ بعد سنوات من الجفاف‪ ،1‬غير أن أرتفاع أو ثبات نسبة مساهمة القطاع‬
‫دليل على تباطؤ عملية التنمية أو تراجعها‪ ،‬كونه من‬
‫الزراعي في الناتج المحلي لفترة طويلة ٌ‬
‫القطاعات منخفضة القيمة المضافة مقارنه بحجم اإلنفاق عليه‪ ،‬أي أن األزمة أدت إلى ظهور أثار‬
‫سلبية على مستوى االقتصاد الكلي بعد أن كان االقتصاد في طريقة إلى التعافي من خالل ارتفاع‬
‫مساهمة القطاعات اإلنتاجية ذات المردود االقتصادي العالي‪ ،2‬حيث كان من المتوقع حسب الخطة‬
‫الخمسية الحادية عشرة أن يصل الناتج المحلي اإلجمالي في سورية الى ‪ 70‬مليار دوالر في نهاية‬
‫كبير‪ ،‬والخسارة‬
‫اً‬ ‫عام ‪ 2013‬غير أن الظروف الراهنة جعلت التراجع الحاد للناتج المحلي اإلجمالي‬
‫لرس المال الخاص حيث تراجع االستثمار الخاص بشكل كبير جداً بسبب إما هجرة‬ ‫الكبرى كانت أ‬
‫رأس المال إلى بلدان مجاورة أو تدميرها جزئياً أو كلياً‪ ،‬مما سبب توقف العملية اإلنتاجية وتراجع‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وأثر على نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي وارتفعت معه األسعار وتدهورت القدرة‬
‫الشرائية‪ ،‬وارتفعت معدالت البطالة لعدم قدرة القطاع العام على خلق فرص عمل جديدة‪ .‬ولم تكن‬
‫الزراعة أفضل من غيرها من القطاعات حيث تأثرت بارتفاع أسعار المحروقات ومستلزمات العملية‬
‫الزراعية باإلضافة إلى صعوبة الوصول إلى األرض لزراعتها أو لجني المحصول أو حتى لنقله‪.‬‬

‫‪ - 1‬المركز السوري لبحوث السياسات‪ ،‬االزمة السورية الجذور واالثار االقتصادية واالجتماعية‪ ،2013 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 2‬هيئة التخطيط والتعاون الدولي‪ ،‬التنمية البرشرية في ظل االزمة‪ ،2013 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪96‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫كما أن الصادرات والواردات االجمالية تعرضت لهبوط حاد بسبب تدمير حقول النفط فانخفض انتاج‬
‫سورية من النفط من ‪ 386‬الف برميل يوميا الى ‪ 28‬الف برميل يومياً في عام ‪ ،2013‬حسب تقرير‬
‫اوبك الدول المصدرة للنفط‪ ،‬باإلضافة لصعوبة النقل والمواصالت وتدمير المناطق الصناعية في كل‬
‫من حلب وريف دمشق حيث احتلت سورية المركز األخير بالتجارة البينية العربية حسب تقرير‬
‫االقتصادي العربي الموحد لعام ‪.2013‬‬

‫كما تراجع أيضاً االستهالك الخاص بسبب خسارة الليرة السورية لجزء كبير من قوتها الشرائية وفقدان‬
‫اليد العاملة بسبب مغادرتها أراضي الجمهورية العربية السورية وتسريح العمال أو فقدان وظائفهم‬
‫نتيجة تخريب المنشات التي تقوم على تشغيلهم‪ ،‬في ضوء قلة المعروض من السلع والخدمات بسبب‬
‫الحصار االقتصادي المفروض على سورية وانخفاض الطلب على السلع مثل السيارات والمفروشات‪.‬‬

‫وقطاع اإلسكان كان له النصيب الكبير من الخسائر حيث تعرض أكثر من ‪ 1200‬ألف منزل‬
‫للضرر حتى عام ‪ 2013‬أي أن نصف السكان تضرروا في قطاع السكن‪ 1‬وهذا يعني أن قطاع‬
‫البناء والتعمير له الحصة الكبيرة من احتياجات إعادة اإلعمار باإلضافة إلى كثافة العمالة في هذه‬
‫القطاع‪.‬‬

‫‪-2‬انعكاسات تراجع االستثمار خالل (‪ )2013 - 2010‬على بعض ّ‬


‫مؤشرات ال ّتنمية‬
‫حدة الفقر‬
‫‪ -1-2‬اشتداد ّ‬
‫حققت سورية هدف األلفية بتخفيض نسبة السكان الفقراء قبل الموعد المحدد ب ‪ 2015‬حيث بلغت‬
‫النسبة في عام ‪ 2009‬من السكان الفقراء إلى ‪ %0.45‬أي أن عدد األفراد الذين يقل دخلهم اليومي‬
‫عن ‪ 1.25‬دوالر‪ ،‬حيث كانت هذه النسبة في عام ‪ 1997‬تعادل ‪ %7‬وهذا يعني أن سورية حققت‬
‫الهدف التنموي بخفض نسبة الذين يعيشون دون خط الفقر إلى النصف‪.‬‬
‫غير أن الوضع تغير كلياً بعد دخول سورية سنوات األزمة حيث عادت وارتفعت النسبة في عام‬
‫‪ 2013‬إلى ‪ %7‬ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بسبب تسريح العمال واغالق الشركات ألعمالها‬
‫وخروج المدن الصناعية عن الخدمة‪ ،‬باإلضافة إلى االرتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية‬
‫والخدمات وضغوط العقوبات االقتصادية‪ ،‬وانخفاض القوة الشرائية لليرة‪ ،‬أما إذا أخذنا مؤشر الفقر‬
‫الوطني األدنى فنجد أن نسبة السكان تحت خط الفقر وصلت الى ‪ %43‬في عام ‪ 2013‬أي تقريباً‬

‫‪1‬‬
‫‪- O.P. escwa.un.org, p11‬‬

‫‪97‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫نصف السكان مما يعني حاجة لالقتصاد السوري لجهود كبيرة في معالجة االختالالت الكبيرة في هذه‬
‫المعدالت ربما تحتاج إلى عشرات السنوات لتعود النسب إلى ما كانت عليه‪.‬‬
‫اتسعت حدة الفقر بين السكان في سورية خالل فترة األزمة‪ ،‬نتيجة تنامي أسعار السلع والخدمات‬
‫صغير‬
‫اً‬ ‫وزيادة عدد الذين فقدو ممتلكاتهم وثروتهم وأعمالهم وضعف النشاط االقتصادي الذي أصبح‬
‫جداً ويقدر تقرير االسكوا بأن أكثر من ‪ 7‬مليون شخص إضافي غير قادرين على تلبية احتياجاتهم‬
‫األساسية انضموا للفقراء خالل األزمة‪ 1‬حيث يشير التقرير إلى أن المستوى اإلجمالي للفقر ازداد‬
‫بنسبة ‪ %171‬مقارنه بمستواه في عام ‪ 2010‬وترافق هذا الفقر المادي بزيادة حادة في قدرة السكن‬
‫على تلبية وسائل المعيشة وامكانية الحصول على التعليم والصحة‪ ،‬حيث أصبحت الظروف المعيشية‬
‫للغالبية العظمى للسكان أسوأ بكثير وزادت من حدة هذه النسبة األعداد المتزايدة من النازحين‬
‫والالجئين‪ ،‬وساهمت العقوبات على سورية في زيادة عدد الفقراء بواقع ‪ 877‬ألف شخص من بين‬
‫أعداد الفقراء لفترة األزمة في سورية‪.2‬‬
‫الس ّكان العاملين‬
‫‪ -2-2‬نسبة ّ‬
‫انخفضت نسبة العاملين من إجمالي عدد السكان إلى ‪ %18‬في نهاية ‪ 2013‬بسبب االرتفاع الكبير‬
‫في معدل البطالة الذي وصل إلى ‪ %54.19‬بسبب عجز النشاط االقتصادي الذي توقف جزء كبير‬
‫منه عن استيعاب العمالة الوافدة‪ ،‬وكان نصيب الفئة الشابة من العاطلين عن العمل هي األكبر‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تراجع معدل النمو السكاني بنسبة ‪ %6.2‬لعام ‪ 2013‬مقارنه مع عدد السكان في‬
‫‪ 2012‬وتسجيل حركة نزوح هائلة للسورين بنسبة ‪ %34‬مما سبب تغير كبير في الديموغرافيا‬
‫السورية‪ ،‬وتسبب بضغط كبير على مناطق النزوح زادت من حدة األزمة‪.‬‬
‫وتشير أرقام مسح قوة العمل لعام ‪ 2011‬والذي نفذ في بداية األزمة‪ ،‬أن معدل التشغيل انخفض من‬
‫‪ %39‬عام ‪ 2010‬إلى‪ %36.1‬لعام ‪،2011‬وذلك بسبب انخفاض عدد العمال في القطاع الخاص‬
‫بنسبة ‪ %6‬أي حوالي ‪ 233‬ألف عامل وخاصة في قطاع الزراعة والنقل‪ ،‬كما أن البطالة ارتفعت‬
‫من ‪ %8‬في عام ‪ 2010‬الى ‪ %14.9‬عام ‪ ،2011‬وأغلب هذه النسبة كانت في المناطق الشرقية‬
‫والوسطى‪.‬‬
‫معدل االلتحاق بال ّتعليم االساسي‬
‫‪ّ -3-2‬‬
‫كان لألزمة السورية تأثيرات واسعة على كافة جوانب التنمية االقتصادية منها أو االجتماعية‪ ،‬بما في‬
‫ذلك مؤشر التحصيل العلمي والكادر التدريسي‪ ،‬والذي يحتاج إلى زمن طويل لتعويضه‪ ،‬حيث‬

‫‪1‬‬
‫‪-O.P..escwa.un.org,P13‬‬
‫‪ - 2‬مصدر سابق الذكر‪ ،‬االزمة السورية الجذور واالثار االقتصادية واالجتماعية‪ ،2013 ،‬ص‪68‬‬

‫‪98‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫تضررت المدارس والبنية التحتية والمؤسسية للتعليم بشكل كبير بين ‪ 2010‬و‪ 2013‬مما تعذر معه‬
‫ذهاب الطالب إلى المدارس‪ ،‬حيث انخفضت نسبة االلتحاق الصافية بالتعليم األساسي لدى الجنسين‬
‫من ‪ %98‬الى ‪ %70‬باإلضافة إلى ذلك مشاكل االلتزام بالدوام‪ ،‬فإعادة المؤشر على ما كان علية‬
‫أصبحت صعبة للغاية في ظل تدمير البنية التحتية للتعليم فأكثر من ‪ 4072‬مدرسة تدمرت بشكل‬
‫كلي أو جزئي وأكثر من ‪ %18‬من باقي المدارس تستخدم لمالجئ لألسر التي غادرت بسبب‬
‫األزمة‪ ،‬أضف إلى ذلك الخسائر البشرية لقطاع التعليم وتردي األوضاع االقتصادية لألسرة السورية‬
‫مما يزيد معه صعوبة وقدرة هذه األسر على اإلنفاق من أجل تعليم أبنائها‪ ،‬فتسارع معدل التسرب من‬
‫المدارس حيث وصلت نسبة التسرب من المدارس إلى ‪ 1%50‬في التعليم األساسي في عام ‪2013‬‬
‫وان هذا األضرار التي لحقت بالنظام التعليمي وبكوادره وبنيته التحتية أدت إلى نتائج سلبية على‬
‫رأس المال البشري الذي يعد أساس التنمية وغايتها‪ ،‬وبالتالي تأثرت عملية التنمية بشكل مباشر‬
‫وستكون النتائج لفترة زمنية طويلة‪ ،‬باإلضافة إلى أن الحكومة السورية وبسبب األزمة الحالية خفضت‬
‫اإلنفاق العام على التعليم حيث انخفض من ‪ 35‬مليار ليرة الى ‪ 19‬مليار ليرة عام ‪ ،22012‬مما‬
‫يزيد من التأثير السلبي على القطاع التعليمي ويحد بدوره من قدرة الحكومة على إيجاد حلول‬
‫إلصالح المدارس المتضررة وتعويض النقص في الكادر التدريسي ومعالجة األثار النفسية للطالب‬
‫في مناطق النزاع‪ ،‬وخسارة سورية لجزء من أرس المال البشري العامل في قطاع التعليم يتطلب‬
‫سنوات من العمل من أجل تعويضها وبالتالي سيؤثر بدوره على النمو االقتصادي والعمالة‬
‫واإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -4-2‬النظام الصحي في ظل األزمة‪.‬‬
‫تعرضت المنشآت الصحية إلى أضرار كبيرة نتيجة األزمة السورية بسبب التخريب للبنية التحتية‬
‫للرعاية الصحية‪ ،‬باإلضافة إلى هجرة ذوي الخبرة في المجال الصحي‪ ،‬والتراجع الحاد في الصناعات‬
‫الدوائية السورية‪ ،‬ومما زاد الوضع سوءاً زيادة أعداد الوفيات والجرحى والمعاقين الذين يحتاجون إلى‬
‫عالج‪ ،‬مما يلقي بأعباء كبيرة على باقي المنشات التي ماتزال تعمل في سورية‪ ،‬حيث تراجعت قيم‬
‫وفيات األطفال بعد أن وصلت سورية إلى تحقيق الهدف اإلنمائي قبل حلول عام ‪ 2015‬حيث‬
‫وصلت قيم وفيات االطفال الى ‪ 25.1‬لكل ألف طفل‪ ،‬بعد أن كانت تحاكي الهدف اإلنمائي لأللفية‪.‬‬
‫خرج ما نسبته ‪ %41‬من مشافي سورية عن الخدمة‪ ،‬وتضرر أكثر من نصفها‪ ،‬وتوقفت عن الخدمة‬
‫أكثر من ‪ %61‬من المراكز الصحية التي كانت تقدم الخدمات الصحية في مختلف أنحاء سورية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.escwa.un.org,P13‬‬
‫‪ - 2‬مصدر سابق الذكر‪ ،‬االزمة السورية الجذور واالثار االقتصادية واالجتماعية ص ‪.55‬‬

‫‪99‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫مما أثر بشكل مباشر على إمكانية تلقي اللقاحات‪ ،‬وعدم قدرة شريحة كبيرة من النساء على الوصول‬
‫للمراكز التي تقدم الرعاية اإلنجابية‪ ،‬باإلضافة إلى انخفاض عدد األطفال الذين يولودون على يد‬
‫أشخاص متخصيين طبياً‪ ،‬عدا عن ذلك عدم قدرة المراكز الصحية التي ماتزال عاملة من الحصول‬
‫على األدوية لمعالجة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنه‪ ،‬كما دفع الفقر وتدني الظروف‬
‫المعيشية للمواطنين لعدم االهتمام بالصحة العامة‪ ،‬مما سبب انتشار أمراض الحمى المالطية‬
‫واإلسهال الحاد لدى األطفال واللشمانيا والسحايا وشلل األطفال‪ ،‬كما أن انخفاض عدد الشركات‬
‫الدوائية التي تعمل‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة نقل الدواء بين المحافظات زاد من تفاقم األزمة الصحية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫واقع االستثمار وانعكاسه على التّنمية المستدامة في سوريّة‬ ‫الفضل الثالث‬

‫خاتمة الفصل الثالث‬

‫لقد تمكنت سورية من تحقيق العديد من األهداف اإلنمائية لغاية ‪ 2010‬وال سيما الحد من الفقر ورفع‬
‫معدالت االلتحاق بالتعليم‪ ،‬بسبب سياسات التعليم اإللزامي وتحقيق المساواة بين الجنسين‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى خفض معدل وفيات األطفال الرضع‪ ،‬غير أن االزمة السورية عصفت بكل هذه اإلنجازات‬
‫واستهلكت كل المخزون الذي استمر في إنجازه عشرات السنين‪.‬‬
‫أن تقيم انعكاسات األزمة على كافة مؤشرات التنمية صعبة للغاية بسبب قلة البيانات والصعوبة في‬
‫والوصول إليها والتأكد من دقتها حيث تعتبر أرقام الدراسات سواء لمراكز البحوث أو لالسكوا أرقاماً‬
‫تقديرية‪ ،‬فرصد هذه البيانات على المستوى المحلي والوطني أمر غاية في الصعوبة في الوضع‬
‫الراهن وفي ظل غياب إحصاءات رسمية حول األرقام االقتصادية والبيانات االجتماعية في سنوات‬
‫األزمة‪ ،‬غير أن النتائج على مؤشرات التنمية تبدو كبيرًة جداً على مجمل نواحي االقتصاد السوري‬
‫وتحتاج إلى جهود دولية واقليمية لمعالجة االختالالت التنموية التي أضرت كثي اًر في بنية االقتصاد‬
‫وهيكل المجتمع‪ ،‬مما يتطلب تمويالً كبي اًر ال يقف عند تمويل البنية التحتية بل تمويل تنمية اإلنسان‬
‫الذي يعتبر عماد بناء الوطن‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الرابع‬
‫الفصل ّ‬

‫سورية‬
‫ّ‬ ‫مؤش ار ت ال ّتنمية المستدامة في‬
‫الكمّية لالستثمارات على ّ‬
‫تحليل العالقة ّ‬

‫للمؤشرات الم ّتبعة لقياس ال ّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫األول‪:‬‬
‫المبحث ّ‬

‫المبحث ال ّثاني‪ :‬عوامل ال ّتنمية المستدامة نتائج ال ّتحليل العاملي‬


‫ّ‬

‫المكونة لل ّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫المبحث ال ّثالث‪ :‬اختبار عالّقات االرتباط بين العوامل‬

‫‪102‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫األول‬
‫المبحث ّ‬
‫لمؤشرات الم ّتبعة في قياس ال ّتنمية المستدامة‬
‫تحليل الّنتائج ل ّ‬
‫المتغيرات واّلتي تستخدم في تحليل مصفوفة االرتباط أو‬
‫ّ‬ ‫متعدد‬
‫ّ‬ ‫التّحليل العاملي هو أحد طرائق‬
‫ّ‬
‫مصفوفة التّباين والتّباين المشترك للحصول على تفسير دقيق‪ ،‬واختزال البيانات الكثيرة إلى عدد أقل‬
‫الناتجة والكامنة وراء هذه العالّقات واّلتي هي‬
‫المتغيرات ّ‬
‫ّ‬ ‫من البيانات‪ ،‬وذلك من خالل العالّقات بين‬
‫المتغيرات‬
‫ّ‬ ‫أقل من (‪ )Common Factor‬بواسطة العوامل المشتركة‬ ‫ولكن بعدد ّ‬
‫ّ‬ ‫متغيرات أيضا‬
‫ّ‬
‫المتغيرات (‪Mathematical‬‬ ‫ّ‬ ‫األصلية‪ .‬يوضح التّحليل العاملي العالّقة بين مجموعة كبيرة من‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫األساسية وقد ت ّم‬
‫ّ‬ ‫بأنه عبارة عن نموذج رياضي بداللة عدد قليل من العوامل‬ ‫‪ )model‬وأيضا يعرف ّ‬
‫ّ‬
‫األساسية ‪ Principal components‬واّلتي تعتبر من أكثر طرق التّحليل‬ ‫ّ‬ ‫المكونات‬
‫ّ‬ ‫اعتماد طريقة‬
‫تشبعات دقيقة‪،‬‬‫تؤدي إلى ّ‬‫عدة منها ّأنها ّ‬
‫طريقة مزايا ّ‬
‫العامل ّي دّقة وشيوعا نظ ار لدّقة نتائجها ولهذه ال ّ‬
‫أن‬‫أقل قدر ممكن من البواقي‪ ،‬كما ّ‬ ‫تؤدى إلى ّ‬‫كمّية من التّباين‪ ،‬واّنها ّ‬
‫وكل عامل يستخرج أقصى ّ‬ ‫ّ‬
‫أقل عدد من العوامل المتعامدة غير المرتبطة (‪.)Hottelling, 1933‬‬ ‫مصفوفة االرتباط تختزل إلى ّ‬
‫المركبة‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫تم اعتمادها لدراسة أثر االستثمارات في التّنمية المستدامة‪،‬‬‫الدراسة اّلتي ّ‬
‫لمؤشرات ّ‬
‫ّ‬ ‫التّحليل العاملي‬
‫ّ‬
‫المؤشرات المستعملة في قياس التّنمية‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫تبين ّ‬
‫الدراسات اإلحصائية ّ‬ ‫أدبيات ّ‬
‫من خالل مراجعة ّ‬
‫بالشكل اّلذي يناسب طبيعة هذه‬
‫تم دراستها ّ‬ ‫تم اقتراح أن ت ّ‬
‫المستدامة غير متجانسة فيما بينها‪ ،‬لذاك ّ‬
‫تعبر بشكل‬
‫المؤشرات التّابعة بحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫كل مجموعة من‬ ‫مركبة عن ّ‬ ‫مؤشرات ّ‬
‫تم تركيب ّ‬ ‫البيانات حيث ّ‬
‫كل عامل من‬‫لمؤشر التّابع الجديد فيه ومدى تأثير ّ‬
‫ّ‬ ‫المكونة‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫إحصائي عن مدى ارتباط‬
‫مؤشرات التّنمية‬
‫ضمت ّ‬ ‫األساسية اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫تم معايرة البيانات‬
‫المؤشر الجديد حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫العوامل في تركيب‬
‫يتم التّعبير عنها بعامل مركب واحد‪.‬‬
‫المؤشرات معيارّية بحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫المستدامة لتصبح هذه‬
‫المكونة لل ّتنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫للمؤشرات‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬مراحل إجراء ال ّتحليل العاملي‬
‫ّ‬
‫المتغيرات اّلتي ستدخل في التّحليل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تم تكوين مصفوفة االرتباط لجميع‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫همها وأكثرها استخداما‬
‫‪ -2‬من مصفوفة االرتباط ت ّم حساب العوامل الستخالص هذه العوامل أ ّ‬
‫ئيسية‪.‬‬
‫الر ّ‬‫األسلوب المعروف بإسم ‪Principal Components‬المركبات ّ‬
‫المتغيرات‬
‫ّ‬ ‫يتم تدويرها بهدف جعل العالقات بين‬
‫‪ -3‬من خالل العوامل اّلتي ت ّم الحصول عليها ّ‬
‫وبعض هذه العوامل أقوى ما يمكن عن طريق تعظيم التّباين ‪ varimax‬بشكل تحافظ على‬

‫‪103‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عملية التّدوير‪.‬‬
‫خاصّية االستقالل بين العوامل أي بقاء المحاور متعامدة أثناء ّ‬
‫ّ‬
‫تم التّحّقق من ضرورة توّفر شروط التّحليل العاملي في مصفوفات االرتباط وهي شرط أن ال‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬
‫تام أو التّرابط‬
‫المتغيرات ّ‬
‫ّ‬ ‫تكون المصفوفة شا ّذة ‪ّ singularity assumption‬‬
‫أي درجة االرتباط بين‬
‫المتغيرات‪.‬‬ ‫ليتم حذف‬
‫المتغيرات ‪ّ multicollinearity assumption‬‬ ‫القوي بين‬ ‫الداخلي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬

‫‪104‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث ال ّثاني‪ :‬عوامل ال ّتنمية المستدامة نتائج ال ّتحليل العاملي‬


‫ّ‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة بعضها غير‬ ‫ألن ّ‬
‫ائية‪ّ ،‬‬
‫العينة العشو ّ‬
‫الدراسة عن طريق ّ‬
‫عينة ّ‬
‫ت ّم اختيار ّ‬
‫مؤشر حسب تقارير األمم المتّحدة‪ ،‬فقد ت ّم اختيار‬
‫متوّفر البيانات‪ ،‬وعددها كبير جدا يصل إلى ‪ّ 129‬‬
‫المؤشرات المستخدمة في التّحليل ‪21‬‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات اّلتي تتوّفر لها بيانات في سورّية‪ ،‬وقد بّلغت عدد‬
‫ّ‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية والمؤسساتية‪ ،‬وت ّم اعتماد مصادر مختلفة‬
‫ّ‬ ‫كل من التّنمية‬
‫مؤشر ل ّ‬‫ّ‬
‫ومصرف سورّية المركزي‪.‬‬ ‫الدولي‪ ،‬والمكتب المركز ّي لإلحصاء‪،‬‬ ‫لجمع البيانات فمنها البنك‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫تماعية‬
‫‪ -1‬عامل ال ّتنمية االج ّ‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية من خالل استخدام التّحليل العاملي‪ ،‬بعد جعل البيانات‬
‫ّ‬ ‫تم دمج بيانات التّنمية‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ليتم استخدمها في بناء نموذج يساعد في تفسير أثر االستثمار على التّنمية‬ ‫معيارّية ّ‬
‫ويتم تسمية العامل الجديد (‪ )Fac1 - 1‬المعبر عن التّنمية‬ ‫مكونات التّنمية المستدامة‪ّ ،‬‬ ‫كأحد ّ‬
‫ويعبر عن مرّبع معامل‬ ‫ّ‬ ‫قيم معامالت الشيوع ‪Extraction‬‬ ‫ويبين الجدول التّالي ّ‬
‫االجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫المتغير اّلتي تشرحها العوامل‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن نسبة التّباين في‬
‫أي ّأنه ّ‬
‫المتغير والعوامل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫االرتباط ( ‪ )R‬بين‬
‫يعبر عن قيم‬
‫أما الجزء األخر من الجدول ‪ّ Component‬‬ ‫ملي‪ّ ،‬‬ ‫المشتركة المشتّقة من التّحليل العا‬
‫ّ‬
‫كل من‬
‫أن ّ‬
‫المساهمة في العامل الجديد اّلذي ت ّم استخالصه عن طريق التّباين األكبر‪ ،‬حيث نالحظ ّ‬
‫انوي ونسبة اإلنفاق على التّعليم) كان لها مساهمة‬
‫(األجل المتوّقع للحياة‪ ،‬ونسبة االلتحاق بالتّعليم الثّ ّ‬
‫القيم أخذت اتّجاه معاكس في تكوين العامل الجديد‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وا ّن بعض ّ‬
‫ّ‬ ‫أكبر في عامل التّنمية‬
‫سن ‪ 5‬سنوات‪،‬‬ ‫ووفيات األطفال في ّ‬ ‫ومعد الجريمة ّ‬
‫ّ‬ ‫الس ّكاني‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬‫االجتماعية‪ ،‬مثل ّ‬
‫ّ‬ ‫للتّنمية‬
‫طور في‬‫السبب في هذا االتّجاه المعاكس للتّأثير على العامل الجديد يعود إلى ّأنه لم يترافق التّ ّ‬ ‫و ّ‬
‫بنمو موازن للتّشغيل والتّوظيف حيث لم تستطع‬
‫ّ‬ ‫معدل الجريمة‬‫الص ّحّية وانخفاض ّ‬
‫المؤشرات ّ‬
‫ّ‬
‫الداخلين في سوق العمل؛ ّ‬
‫مما سبب‬ ‫الس ّكاني اّلذي زاد من عدد ّ‬
‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬
‫كل ّ‬‫االستثمارات أن تستوعب ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وا ّن‬
‫ّ‬ ‫معدل البطالة وزيادة نسبة اإلعالة وأثر بذلك بشكل سلبي على عامل التّنمية‬
‫ارتفاع ّ‬
‫ّ‬
‫مما‬
‫معدل البطالة أخذ بعدا أكبر بالتّباين‪ ،‬حيث حصل على أكبر نسبة تباين مع العامل الجديد‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الداخلة في سوق العمل‬
‫يؤكد ضرورة تحسين شروط االستثمارات من أجل استيعاب األعداد الكبيرة ّ‬
‫ّ‬
‫سنويا‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫للمتغيرات في العامل ‪Fac1-1‬‬


‫ّ‬ ‫الجدول (‪ ) 4-1‬معامالت الشيوع وقيم المساهمة‬
‫‪Communalities‬‬
‫‪Initial Extraction Component‬‬
‫‪1‬‬
‫معدل البطالة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.088‬‬ ‫‪.297‬‬
‫معدل النمو السكاني‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.344‬‬ ‫‪-.587‬‬
‫االجل المتوقع للحياة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.832‬‬ ‫‪.912‬‬
‫‪ 1.000‬نسبة االلتحاق بالتعليم الثانوي‬ ‫‪.834‬‬ ‫‪.913‬‬
‫نسبة االنفاق على التعليم‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.733‬‬ ‫‪.856‬‬
‫‪ 1.000‬وفيات االطفال دون ‪5‬سنوات‬ ‫‪.849‬‬ ‫‪-.921‬‬
‫‪ 1.000‬االنفاق على الرعاية الصحية‬ ‫‪.518‬‬ ‫‪-.719‬‬
‫معدل الجريمة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.545‬‬ ‫‪-.738‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫انوي‪ ،‬كانت على التّوالي‬
‫كل من األجل المتوّقع للحياة‪ ،‬ونسبة االلتحاق في التّعليم الثّ ّ‬
‫إن مساهمة ّ‬‫ّ‬
‫االجتماعية ( ‪ ).912, .913‬وهي مشاركة ايجابية باإلضافة‬
‫ّ‬ ‫أعلى نسبة مشاركة في عامل التّنمية‬
‫االجتماعية (‪ ،).856‬بينما أقل نسبة‬
‫ّ‬ ‫إلى اإلنفاق على التّعليم فقد بّلغت نسبة المساهمة في التّنمية‬
‫معدل البطالة‪ ،‬حيث سيبين التّحليل القادم ّأنها احتّلت‬
‫مشاركة في العامل الجديد كانت من نصيب ّ‬
‫لكل‬
‫االجتماعية كانت ّ‬
‫ّ‬ ‫لبية في عامل التّنمية‬
‫الس ّ‬
‫أما المساهمة ّ‬
‫أكبر نسبة تباين مع العامل الجديد‪ّ ،‬‬
‫الص ّحّية‪،‬‬
‫الرعاية ّ‬‫ووفيات األطفال دون الخمس سنوات‪ ،‬واإلنفاق على ّ‬‫الس ّكاني‪ّ ،‬‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫من ّ‬
‫السالب‬‫السبب في التّأثير ّ‬
‫ومعدل الجريمة على التّوالي (‪ )-.587, -.921, -.719, -.738‬و ّ‬ ‫ّ‬
‫يتم‬
‫المؤش ارت على االقتصاد في حال لم ّ‬ ‫ّ‬ ‫تسببه هذه‬
‫الضغط اّلذي ّ‬
‫السابقة‪ ،‬يعود إلى ّ‬ ‫للمؤشرات ّ‬
‫ّ‬
‫تحسن‬
‫أن ّ‬ ‫أي ّ‬
‫نوعية حياة اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫تحسن في ّ‬ ‫تأ ّمين استثمارات ضخمة توّفر فرص عمل وتحّقق ّ‬
‫تم معالجة‬
‫المؤشرات‪ ،‬إذا ما ّ‬
‫ّ‬ ‫يسبب ضغطا أكبر على باقي‬
‫جتماعية في سورّية ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات التّنمية اال‬
‫ّ‬
‫اجتماعية وتأمين فرص عمل للعاطلين اّلذين يزيدون بشكل‬
‫ّ‬ ‫المشكالت المتعّلقة بالفقر وتحقيق عدالة‬
‫ّ‬
‫تسبب خلق في القيمة‬ ‫هامشية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫السور ّي على مشاريع صغيرة‬‫كبير‪ ،‬وخاصة باعتماد االقتصاد ّ‬
‫المضافة‪ ،‬وتأثيرها يكون ضعيف في مجمل ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي‪.‬‬
‫ّ‬
‫كل العوامل اّلتي تقابل جذورها أقل‬ ‫أي من العوامل سيدخل في التّحليل‪ ،‬ف ّ‬‫فيحدد ّ‬
‫أما الجدول التّالي ّ‬ ‫ّ‬
‫كمّية التّباين في‬
‫خيلي على ّ‬ ‫نستدل من الجذر التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يتم استبعاده‪ ،‬وهنا يمكننا أن‬
‫من الواحد سوف ّ‬
‫ألي‬
‫أن التّباين الكّل ّي ّ‬
‫معين ‪ Eigenvalue‬على اعتبار ّ‬ ‫غير في عامل ّ‬ ‫المتغ ّير اّلتي يعزى إليها التّ ّ‬

‫‪106‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫متغيرات حصلت على‬


‫أن هناك ثالث ّ‬‫الصحيح (‪ ،)100%‬حيث من المالحظ ّ‬
‫متغير مساويا الواحد ّ‬
‫ّ‬
‫سيتم اختيار أعلى جذر‬
‫ّ‬ ‫الصحيح وهي (‪) 1.012 ،1.236 ،4.742‬‬
‫تخيلي أكبر من الواحد ّ‬
‫جذر ّ‬
‫معدل البطالة‬
‫أن ّ‬‫أي ّ‬‫األول‪ّ .59‬‬
‫للمتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫تخيلي‪ ،‬أي الخيار األنسب للتّحليل‪ ،‬وبالتّالي نسبة التّباين‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبعد تدوير المحاور‬
‫ّ‬ ‫للمتغير التّنمية‬
‫ّ‬ ‫يعزى إليه تفسير حوالي ‪ %60‬من التّباين الكّلي‬
‫ّ‬
‫يؤكده مستوى‬
‫االجتماعية وهذا ما ّ‬
‫ّ‬ ‫تأثير في التّنمية‬
‫ا‬ ‫المتغيرات‬
‫ّ‬ ‫األول هو أقل‬
‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫سيظل قيمة‬
‫ّ‬
‫المساهمة اّلذي بلغ‪ .297‬في العامل)‪.) Fac1-1‬‬
‫مربعات قيم المساهمة‬
‫المبدئية ‪ Eigenvalues‬لمصفوفة االرتباط ومجموع ّ‬
‫ّ‬ ‫خي ّلية‬
‫الجدول (‪ )4-2‬الجذور ال ّت ّ‬
‫‪Total Variance Explained‬‬
‫‪Component‬‬ ‫‪Initial Eigenvalues‬‬ ‫‪Extraction Sums of Squared‬‬
‫‪Loadings‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Total‬‬ ‫‪% of Variance‬‬
‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬
‫معدل البطالة‬ ‫‪4.742‬‬ ‫‪59.278‬‬ ‫‪59.278‬‬ ‫‪4.742‬‬ ‫‪59.278‬‬
‫معدل النمو السكاني‬ ‫‪1.236‬‬ ‫‪15.450‬‬ ‫‪74.728‬‬
‫األجل المتوقع للحياة‬ ‫‪1.012‬‬ ‫‪12.652‬‬ ‫‪87.379‬‬
‫االلتحاق بالتعليم الثانوي‬ ‫‪.554‬‬ ‫‪6.926‬‬ ‫‪94.305‬‬
‫اإلنفاق على التعليم‬ ‫‪.228‬‬ ‫‪2.853‬‬ ‫‪97.158‬‬
‫كنسبة)‪(GDP%‬‬
‫وفيات األطفال دون ‪5‬سنوات‬ ‫‪.160‬‬ ‫‪2.006‬‬ ‫‪99.164‬‬
‫اإلنفاق على الرعاية الصحية‬ ‫‪.054‬‬ ‫‪.679‬‬ ‫‪99.843‬‬
‫معدل الجريمة‬ ‫‪.013‬‬ ‫‪.157‬‬ ‫‪100.000‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫يفسر‬
‫الس ّكاني اّلذي ّ‬
‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫أما باقي العوامل اّلتي حصلت على جذر أكبر من الواحد‪ ،‬فهي ّ‬ ‫ّ‬
‫يفسر ‪ %12‬من التّباين فقد ت ّم اعتماد‬
‫الي ‪ 15‬بالمائة من التّبيان‪ ،‬واآلجل المتوّقع عند الوالدة ّ‬
‫حو‬
‫ّ‬
‫المتغير من حيث يعطي تفسير عن‬ ‫ّ‬ ‫معدل البطالة مجمل التّباين في‬
‫يفسر ّ‬‫األنسب للتّحليل‪ ،‬حيث ّ‬
‫ونوعية هذا‬
‫ّ‬ ‫الدخل ومستوى التّوظيف في البلد وبالتّالي نسبة االستثمار‬
‫االجتماعية وتوزيع ّ‬
‫ّ‬ ‫العدالة‬
‫معدل‬
‫غير الكبير في المعارف والعلوم واستخدام منتجات التّكنولوجيا فإذا انخفض ّ‬
‫االستثمار‪ ،‬ومع التّ ّ‬
‫أن مخرجات التّعليم ترّقي إلى‬
‫الس ّكاني ثابت أو في تزايد فهذا يعني ّ‬
‫مو ّ‬ ‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫البطالة مع بقاء ّ‬
‫نوعية االستثمار في سورّية‪ ،‬ويكون للتّعليم دور في زيادة نسبة التّوظيف‬
‫ّ‬ ‫مستوى التّشغيل حسب‬

‫‪107‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمكنهم من دخول سوق العمل‪.‬‬


‫نتيجة حصول األفراد على المهارات المطلوبة من التّعليم اّلتي ّ‬
‫‪ -2‬عامل ال ّتنمية البيئية‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫متغير واحد عن طريق التّحليل العاملي بعد جعل البيانات‬
‫تم دمج بيانات التّنمية البيئية في ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ليتم استخدمها في بناء نموذج يساعد في تفسير أثر االستثمار على التّنمية البيئية كأحد‬
‫معيارّية ّ‬
‫مكونات التّنمية المستدامة وت ّم تسمية العامل الجديد (‪ )Fac1 - 2‬المعبر عن التّنمية البيئية ويبيّن‬
‫ّ‬
‫المتغير‬
‫ّ‬ ‫ويعبر عن مرّبع معامل االرتباط (‪ )R2‬بين‬
‫الجدول التّالي قيم معامالت الشيوع ‪ّ Extraction‬‬
‫المتغير اّلتي تشرحها العوامل المشتركة المشتّقة من‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن نسبة التّباين في‬
‫أي ّأنه ّ‬
‫والعوامل ّ‬
‫يعبر عن قيم المساهمة في العامل‬‫أما الجزء األخر من الجدول ‪ّ Component‬‬ ‫العاملي‪ّ ،‬‬ ‫التّحليل‬
‫ّ‬
‫كل من (نصيب الفرد من‬ ‫أن ّ‬‫الجديد اّلذي ت ّم استخالصه عن طريق التّباين األكبر حيث نالحظ ّ‬
‫السلبي‬ ‫اعية) كان لها مساهمة أكبر في عامل التّنمية البيئية‪ ،‬أما العوامل ذات التّأثير‬
‫الزر ّ‬‫األراضي ّ‬
‫ّ ّ‬
‫الت ّلوث فقد بلغ نسبة‬
‫سببت المزيد من ّ‬ ‫السّيارات اّلذي ّ‬‫على عامل التّنمية البيئية كان أعالها عدد ّ‬
‫أن انبعاث غاز ‪ CO2‬ذا تأثير كبير وعكسي على‬
‫مساهمته في العامل التّنمية البيئية ‪ -.968‬كمان ّ‬
‫ّ‬
‫عامل التّنمية البيئية‪.‬‬
‫للمتغيرات في العامل ‪Fac1-2‬‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-3‬معامالت الشيوع وقيم المساهمة‬
‫‪Communalities‬‬ ‫‪Component Matrixa‬‬
‫‪Initial Extraction‬‬ ‫‪Component‬‬
‫‪ 1.000‬نصيب الفرد من األراضي الزراعية‬ ‫‪.890‬‬ ‫‪.943‬‬
‫التغير في مساحة الغابات‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.408‬‬ ‫‪.639‬‬
‫استخدام االسمده‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.195‬‬ ‫‪.441‬‬
‫‪CO2‬‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.730‬‬ ‫‪-.854‬‬
‫عدد السيارات‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.937‬‬ ‫‪-.968‬‬
‫‪ 1.000‬األراضي المزروعة إلى الصالحة‬ ‫‪.493‬‬ ‫‪.702‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫أي المساهمة ألعلى قيمة كانت لنصيب‬
‫كانت نسبة المشاركة اإليجابية في عامل التّنمية البيئية ‪ّ ،‬‬
‫السور ّي على‬
‫أن اعتماد االقتصاد ّ‬
‫يفسر ّ‬
‫مما ّ‬‫اعية‪ ،‬حيث بلغت (‪ّ ).943‬‬ ‫الزر ّ‬
‫الفرد من األراضي ّ‬
‫بالرغم من قّله عدد المشاريع الجديدة‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ّ‬
‫الزراعة حيث كان نسبة مساهمتها في ّ‬
‫ّ‬
‫أي ارتفاع‬
‫السّيارات ّ‬
‫أما أعلى قيمة سالبة كانت من نصيب عدد ّ‬ ‫بالمتوسط ‪ّ ،%20‬‬
‫ّ‬ ‫خالل ‪ 20‬عام‬

‫‪108‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫إمكانية‬
‫ّ‬ ‫مما يقلل من فرص‬
‫السّيارات ّ‬
‫المضرة للبيئة بسبب ارتفاع عدد ّ‬
‫ّ‬ ‫نسب االنبعاث من الغازات‬
‫التل ّوث‪.‬‬
‫الناتجة عن ّ‬
‫معالجة المشاكل البيئية ّ‬
‫اعية احت ّل المرتبة األولى في الجذور‬
‫الزر ّ‬
‫أن نصيب الفرد من األراضي ّ‬ ‫يتبين ّ‬
‫أما الجدول التّالي ّ‬‫ّ‬
‫يفسر ‪%60‬‬‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫أي ّ‬
‫خي ّلية وكانت (‪ )3.653‬بنسبة تباينه مع العامل الجديد بلغت ‪ّ % 60‬‬
‫التّ ّ‬
‫األول‬
‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫ظل‬
‫الناتجة عن العوامل المشتركة‪ ،‬وبعد تدوير المحاور بطريقة التعامد ّ‬
‫من التّباينات ّ‬
‫المتغيرات اّلتي تقل جذورها عن الواحد‬
‫ّ‬ ‫تم استبعاد‬
‫المتغيرات‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫أفضل تمثيل وتشبع من باقي‬
‫متغير واحد (‪.)%100‬‬
‫لكل ّ‬ ‫الصحيح على اعتبار التّباين ّ‬
‫ّ‬
‫مربعات قيم المساهمة ‪Fac1-2‬‬
‫المبدئية ‪ Eigenvalues‬لمصفوفة االرتباط ومجموع ّ‬
‫ّ‬ ‫خي ّلية‬
‫الجدول (‪ )4-4‬الجذور ال ّت ّ‬
‫‪Total Variance Explained‬‬
‫‪Component‬‬ ‫‪Initial Eigenvalues‬‬ ‫‪Extraction Sums of‬‬
‫‪Squared Loadings‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Total‬‬ ‫‪% of Variance‬‬
‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬
‫نصيب الفرد من األراضي الزراعية‬ ‫‪3.653‬‬ ‫‪60.887‬‬ ‫‪60.887‬‬ ‫‪3.653‬‬ ‫‪60.887‬‬
‫التغير في مساحة الغابات‬ ‫‪1.136‬‬ ‫‪18.938‬‬ ‫‪79.825‬‬
‫استخدام االسمده‬ ‫‪.686‬‬ ‫‪11.433‬‬ ‫‪91.259‬‬
‫‪CO2‬‬ ‫‪.372‬‬ ‫‪6.195‬‬ ‫‪97.454‬‬
‫عدد السيارات‬ ‫‪.134‬‬ ‫‪2.227‬‬ ‫‪99.681‬‬
‫األراضي المزروعة إلى الصالحة‬ ‫‪.019‬‬ ‫‪.319‬‬ ‫‪100.000‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫اعية اّلذي يعود له تفسير نسبة ‪ %60‬من التّباين في‬
‫الزر ّ‬
‫متغير نصيب الفرد من األراضي ّ‬
‫إن ّ‬ ‫ّ‬
‫ألنه يعكس اعتماد البلد على‬
‫العامل الجديد للتّنمية البيئية فقد بّلغت درجة مساهمته فيه‪ّ .943‬‬
‫نوعية قدرة البلد على زيادة نصيب الفرد من‬ ‫ّ‬ ‫الزراعة في تمويل أمنها الغذائي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ّ‬
‫أن البلد يقوم‬
‫يدل على ّ‬
‫فإنه ّ‬
‫دل على شيء ّ‬ ‫انية‪ ،‬وهذا إن ّ‬
‫الس ّك ّ‬
‫الزيادة ّ‬
‫بالرغم من ّ‬
‫اعية؛ ّ‬
‫الزر ّ‬
‫األراضي ّ‬
‫صحر‪ ،‬وزيادة نسبة الغابات اّلتي تؤثّر‬
‫باستصالح المزيد من األ ّراضي‪ ،‬ويعمل جاهدا على وقف التّ ّ‬
‫غير في مساحة الغابات فقد فسر من‬
‫أما التّ ّ‬
‫اعية‪ّ .‬‬
‫الزر ّ‬
‫كمّية المياه الهاطلة‪ ،‬وبالتّالي زيادة المواسم ّ‬
‫في ّ‬
‫للمتغيرات في العامل الجديد للتّنمية البيئة ما نسبته ‪ % 19‬وكانت نسبة مساهمته‬
‫ّ‬ ‫التّبيان المشترك‬
‫في التّنمية البيئية ‪ % 63‬وهي نسبة منخفضة في المساهمة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -3‬عامل ال ّتنمية المؤسساتية‬


‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫تم دمج بيانات التّنمية المؤسساتية من خالل استخدام التّحليل العاملي بعد جعل البيانات‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ليتم استخدامها في بناء نموذج يساعد في تفسير أثر االستثمار على التّنمية المؤسساتية‬ ‫معيارّية ّ‬
‫ويتم تسمية العامل الجديد (‪ )Fac1 - 3‬المعبر عن التّنمية‬ ‫مكونات التّنمية المستدامة‪ّ ،‬‬
‫كأحد ّ‬
‫ويعبر عن مرّبع معامل االرتباط‬
‫قيم معامالت الشيوع ‪ّ Extraction‬‬ ‫ويبين الجدول التّالي ّ‬
‫المؤسساتية ّ‬
‫المتغير اّلتي تشرحها العوامل‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن نسبة التّباين في‬
‫أي أنه ّ‬
‫المتغير والعوامل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )R2‬بين‬
‫يعبر عن قيم‬
‫أما الجزء اآلخر من الجدول ‪ّ Component‬‬ ‫العاملي‪ّ ،‬‬ ‫المشتركة المشتّقة من التّحليل‬
‫ّ‬
‫كل من‬
‫أن ّ‬
‫تم استخالصه عن طريق التّباين األكبر‪ ،‬حيث نالحظ ّ‬
‫المساهمة في العامل الجديد اّلذي ّ‬
‫(اإلنترنت‪ ،‬ومستخدمو الهاتف الثّابت والمحمول) كان لها مساهمة أكبر في عامل التّنمية‬
‫السريع للمعلومات عن طريق هذه‬ ‫إمكانية الوصول ّ‬
‫ّ‬ ‫ألنها تساهم في‬
‫منطقي ّ‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬
‫مهم من أجزاء التّنمية المستدامة‬
‫المتطورة ودرجة وسرعة الوصول إلى المعلومات تعتبر جزء ّ‬
‫ّ‬ ‫الوسائل‬
‫الشخص للمعرفة اّلتي‬‫السرعة في الوصول إلى المعلومات وفي سرعة استجابة ّ‬ ‫اّلتي تساهم هذه ّ‬
‫الية أكبر‪.‬‬
‫بفع ّ‬
‫يمكن أن يصل إليها ويساهم بشكل أفضل في المشاركة في اتّخاذ الق اررات ّ‬
‫للمتغيرات في العامل ‪Fac1-3 .‬‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-5‬معامالت الشيوع وقيم المساهمة‬
‫‪Communalities‬‬ ‫‪Component Matrixa‬‬
‫‪Initial Extraction‬‬ ‫‪Component‬‬
‫مقاالت علمية‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.711‬‬ ‫‪.843‬‬
‫اشتراكات محمول‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.902‬‬ ‫‪.950‬‬
‫انترنت‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.902‬‬ ‫‪.950‬‬
‫‪ 1.000‬مستخدمو الهاتف الثابت‬ ‫‪.902‬‬ ‫‪.950‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫المؤشرات في عامل التّنمية المؤسساتية كّلها ايجابية‪ ،‬حيث حصلت مجموعة‬
‫ّ‬ ‫حيث كانت مساهمة‬
‫الوصول للمعلومات عن طريق الهاتف واإلنترنت والمحمول على (‪.).950‬‬
‫خي ّلية‪ ،‬وكانت‬
‫حتل المرتبة األولى في الجذور التّ ّ‬
‫العلمية ا ّ‬
‫ّ‬ ‫يتبين إ ّن المقاالت‬
‫من الجدول التّالي ّ‬
‫يفسر ‪ %84‬من التّباينات‬ ‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫(‪ )3.418‬بنسبة مساهمة في العامل الجديد بلغت ‪ %84‬و ّ‬
‫أقل تمثيل‬
‫األول ّ‬
‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫ظل‬
‫الناتجة عن العوامل المشتركة‪ ،‬وبعد تدوير المحاور بطريقة التعامد ّ‬
‫ّ‬
‫لصحيح على‬ ‫المتغيرات اّلتي تقل جذورها عن الواحد ا ّ‬
‫ّ‬ ‫تم استبعاد‬
‫المتغيرات‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫وتشبع من باقي‬
‫متغير واحد (‪.)%100‬‬
‫لكل ّ‬‫اعتبار التّباين ّ‬

‫‪110‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المتغيرات األخرى في التّحليل حصلت على نسب مساهمة متساوية في عامل‬


‫ّ‬ ‫حيث كانت مجمل‬
‫قنية‬
‫أهمّية وسائل االتّصال والتّ ّ‬
‫يدل على ّ‬
‫االجتماعية وقد بّلغت ‪ % 95‬كنسبة مساهمة وهذا ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬
‫واستخدام مخرجات التّكنولوج ّية في تحقيق تواصل تنمية مؤسساتية تعتمد على سرعة وصول‬
‫قوية‬
‫تحتية ّ‬
‫وتحسن فرص االستثمار في إيجاد بنية ّ‬
‫ّ‬ ‫السريعة‪،‬‬
‫المعلومات واالستفادة من االستجابات ّ‬
‫العكسية للمعلومات‬
‫ّ‬ ‫يمكن االعتماد عليها في التّسويق والوصول إلى الزبائن واالستفادة من التّغذية‬
‫قنيات الحديثة اّلتي يمكن من خاللها معالجة البيانات لوصول إلى أفضل‬ ‫باإلضافة إلى توّفر التّ ّ‬
‫الق اررات‪.‬‬
‫مربعات قيم المساهمة ‪Fac1-3‬‬
‫المبدئية ‪ Eigenvalues‬لمصفوفة االرتباط ومجموع ّ‬
‫ّ‬ ‫خي ّلية‬
‫الجدول (‪ )4-6‬الجذور ال ّت ّ‬
‫‪Total Variance Explained‬‬
‫‪Component‬‬ ‫‪Initial Eigenvalues‬‬ ‫‪Extraction Sums of Squared‬‬
‫‪Loadings‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Total‬‬ ‫‪% of Variance‬‬
‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬
‫مقاالت علمية‬ ‫‪3.418‬‬ ‫‪85.459‬‬ ‫‪85.459‬‬ ‫‪3.418‬‬ ‫‪85.459‬‬
‫اشتراكات موبايل‬ ‫‪.474‬‬ ‫‪11.856‬‬ ‫‪97.315‬‬
‫انترنت‬ ‫‪.107‬‬ ‫‪2.685‬‬ ‫‪100.000‬‬
‫مستخدمو الهاتف‬ ‫‪-1.001E-‬‬ ‫‪-1.014E-‬‬ ‫‪100.000‬‬
‫الثابت‬ ‫‪013‬‬ ‫‪013‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫تعبر‬
‫عالمية ّ‬
‫ّ‬ ‫مجالت‬
‫طبيقية المنشورة لباحثين سورّيين في ّ‬
‫العلمية في العلوم التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫متغير المقاالت‬
‫إن ّ‬ ‫ّ‬
‫العامة على سهولة الحصول على المعلومات اّلتي ترقى إلى المستوى‬
‫الخاصة و ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫ّ‬ ‫عن قدرة‬
‫يقودنا إلى االهتمام بالبحث‬
‫دولية وهذا ما ّ‬
‫ويتطور إلى درجات ّ‬ ‫الدولي‪ ،‬وا ّن اإلنتاج العلمي يرتقى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫االقتصادية أو‬
‫ّ‬ ‫للمشكالت اّلتي يعاني منها مجتمعنا سواء‬
‫ّ‬ ‫ألنه خير سبيل للوصول إلى حلول‬ ‫العلمي ّ‬
‫ّ‬
‫المشكالت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غيرها من‬
‫أما اشتراكات الهاتف المحمول فقد فسر ما نسبته ‪ %11‬من التّباين المشترك للعامل الجديد بينما‬‫ّ‬
‫تشبعه كان عاليا بالعامل الجديد‪.‬‬
‫كانت نسبة مشاركته في العامل التّنمية المؤسساتية بلغ ‪ %95‬أي ّ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬عامل ال ّتنمية‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية من خالل استخدام التّحليل العاملي بعد جعل البيانات‬
‫ّ‬ ‫تم دمج بيانات التّنمية‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية كأحد‬
‫ّ‬ ‫ليتم استخدمها في بناء نموذج يساعد في تفسير أثر االستثمار على التّنمية‬ ‫معيارّية ّ‬

‫‪111‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫ويتم تسمية العامل الجديد (‪ )Fac1-4‬المعبر عن التّنمية‬
‫مكونات التّنمية المستدامة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫ويعبر عن مرّبع معامل االرتباط ) ‪ (R‬بين‬
‫قيم معامالت الشيوع ‪ّ Extraction‬‬
‫ويبين الجدول التّالي ّ‬
‫ّ‬
‫المتغير اّلتي تشرحها العوامل المشتركة المشتّقة‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن نسبة التّباين في‬
‫أي أنه ّ‬
‫المتغير والعوامل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫يعبر عن قيم المساهمة في العامل‬‫أما الجزء األخر من الجدول ‪ّ Component‬‬ ‫العاملي‪ّ ،‬‬ ‫من التّحليل‬
‫ّ‬
‫الناتج المحلّي‬
‫كل من ( ّ‬‫أن ّ‬ ‫تم استخالصه عن طريق التّباين األكبر‪ ،‬حيث نالحظ ّ‬ ‫الجديد اّلذي ّ‬
‫ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي) كان لها مساهمة اكبر‬‫الناتج المحّل ّي‪ ،‬ونصيب الفرد من ّ‬
‫اإلجمالي‪ ،‬وصافي ّ‬
‫ّ‬
‫ألنها تساهم في‬
‫االقتصادية فقد بّلغت على التّوالي (‪ ).98, .98, .69‬وهذا منطقي ّ‬
‫ّ‬ ‫في عامل التّنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬عن طريق زيادة اإلنفاق على‬
‫ّ‬ ‫مما يؤثّر على مجمل جوانب التّنمية‬
‫نوعية الحياة ّ‬
‫تحسين ّ‬
‫إنتاجية المواطن‬
‫ّ‬ ‫مما يؤثّر على زيادة‬
‫نوعية الغذاء‪ّ ،‬‬
‫وتحسين ّ‬
‫ّ‬ ‫الص ّحي‬ ‫التّعليم والتّدريب وزيادة اإلنفاق‬
‫ّ ّ‬
‫مكونات التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ويؤثّر بالتّالي على ّ‬
‫الجدول (‪ )4-7‬معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في العامل ‪Fac1-4‬‬
‫‪Communalities‬‬ ‫‪Component Matrixa‬‬
‫‪Initial Extraction‬‬ ‫‪Component‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.967‬‬ ‫‪.983‬‬
‫صافي الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.977‬‬ ‫‪.989‬‬
‫‪ 1.000‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪.480‬‬ ‫‪.693‬‬
‫الصادرات إلى الواردات‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.176‬‬ ‫‪-.419‬‬
‫الدين إلى الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.752‬‬ ‫‪-.867‬‬
‫‪ 1.000‬تكوين رأس المال الثابت كنسبة من الناتج‬ ‫‪.080‬‬ ‫‪.282‬‬
‫معدل استهالك الفردي للطاقة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.705‬‬ ‫‪.840‬‬
‫الناتج المحلي الحقيقي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.601‬‬ ‫‪-.775‬‬
‫االدخار‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.290‬‬ ‫‪.539‬‬
‫معدل النمو االقتصادي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.145‬‬ ‫‪-.381‬‬
‫التضخم‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.023‬‬ ‫‪-.152‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫االقتصادية الجديد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السالبة فقد كان تأثيرها عكسي على عامل التّنمية‬
‫القيم اّلذي ظهرت باإلشارة ّ‬
‫أما ّ‬ ‫ّ‬
‫ومعدل‬
‫ّ‬ ‫الناتج المحّلي‬
‫الدين إلى ّ‬ ‫الصادرات إلى الواردات (‪ )E / I‬ونسبة ّ‬
‫كل من نسبة ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫أي ّأنها تعمل في مساهمتها في التّنمية‬
‫ضخم كان تأثيرها عكسي‪ّ ،‬‬ ‫صادي والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫مو االقت‬
‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫تعبر عن قدرة البلد على تمويل‬ ‫الصادرات إلى الوردات اّلتي ّ‬‫وخاصة نسبة ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشكل عكسي‬

‫‪112‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وخاصة انتقالها من ‪%174‬‬


‫ّ‬ ‫أي تأثير سلبي على االقتصاد‬ ‫مستورداتها‪ ،‬فقد كان اتّجاهها تنازلي؛ ّ‬
‫ّ‬
‫عام ‪ 1990‬إلى ‪ %70‬في عام ‪ 2010‬وهذا يد ّل على زيادة اعتماد البلد على المستوردات‪ ،‬وعدم‬
‫الصادرات‪،‬‬
‫بالدور المناسب في زيادة حجم ّ‬ ‫الصناعة لتقوم ّ‬ ‫الشروط المناسبة لتنمية ّ‬
‫قدرته على توفير ّ‬
‫الناتج المحّلي‬
‫ّ‬ ‫أن ّ‬‫السور ّي يالقي منافسة شديدة خارج حدود البلد‪ .‬وي ّبين الجدول التّالي ّ‬‫وا ّن المنتج ّ‬
‫خي ّلية وكانت (‪ )3.418‬بنسبة مساهمة في العامل‬ ‫اإلجمالي احت ّل المرتبة األولى في الجذور التّ ّ‬
‫الناتجة عن العوامل المشتركة‪ ،‬وبعد‬
‫يفسر ‪ %47‬من التّباينات ّ‬ ‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫أي ّ‬
‫الجديد بلغت ‪ّ %47‬‬
‫تم‬
‫المتغيرات حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫األول أفضل تمثيل وتشبع من باقي‬
‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫ظل‬
‫تدوير المحاور بطريقة التعامد ّ‬
‫متغير واحد (‬
‫ّ‬ ‫لكل‬
‫الصحيح على اعتبار التّباين ّ‬
‫المتغيرات اّلتي تقل جذورها عن الواحد ّ‬
‫ّ‬ ‫استبعاد‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي ‪ NGDP‬فقد فسر من التّباين حوالي ‪ %17‬بينما‬
‫أما صافي ّ‬ ‫‪ّ ،)% 100‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نصيب الفرد من الناتج المحّلي فقد فسر من التّباين ‪. %12.5‬‬
‫ّ‬
‫مربعات قيم المساهمة ‪Fac1-4‬‬
‫المبدئية ‪ Eigenvalues‬لمصفوفة االرتباط ومجموع ّ‬
‫ّ‬ ‫خي ّلية‬
‫الجدول (‪ )4-8‬الجذور ال ّت ّ‬
‫‪Total Variance Explained‬‬
‫‪Component‬‬ ‫‪Initial Eigenvalues‬‬ ‫‪Extraction Sums of Squared‬‬
‫الجذور التخيلية‬ ‫‪Loadings‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Total‬‬ ‫‪% of Variance‬‬
‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪5.196‬‬ ‫‪47.238‬‬ ‫‪47.238‬‬ ‫‪5.196‬‬ ‫‪47.238‬‬
‫صافي الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.838‬‬ ‫‪16.710‬‬ ‫‪63.948‬‬
‫‪ 1.376‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪12.508‬‬ ‫‪76.456‬‬
‫الصادرات إلى الواردات‬ ‫‪1.057‬‬ ‫‪9.605‬‬ ‫‪86.061‬‬
‫الدين إلى الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪.636‬‬ ‫‪5.779‬‬ ‫‪91.840‬‬
‫تكوين رأس المال الثابت كنسبة من‬ ‫‪.424‬‬ ‫‪3.853‬‬ ‫‪95.693‬‬
‫الناتج‬
‫معدل استهالك الفردي للطاقة‬ ‫‪.270‬‬ ‫‪2.457‬‬ ‫‪98.150‬‬
‫الناتج المحلي الحقيقي‬ ‫‪.128‬‬ ‫‪1.160‬‬ ‫‪99.310‬‬
‫االدخار‬ ‫‪.053‬‬ ‫‪.478‬‬ ‫‪99.787‬‬
‫معدل النمو االقتصادي‬ ‫‪.019‬‬ ‫‪.177‬‬ ‫‪99.964‬‬
‫التضخم‬ ‫‪.004‬‬ ‫‪.036‬‬ ‫‪100.000‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫متغير على‬
‫تفسر ما تبقى من التّباين في العامل الجديد حيث حصل أكثر من ّ‬
‫المتغيرات ّ‬
‫ّ‬ ‫وا ّن باقي‬
‫الناتج المحّلي‬
‫المتغير األنسب‪ ،‬يوجد صافي ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحيح‪ ،‬وهي باإلضافة إلى‬
‫جذر أكبر من الواحد ّ‬
‫ّ‬
‫غير في‬‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي (‪ )RCGD‬ونسبة التّ ّ‬
‫اإلجمالي (‪ )NGDP‬ونصيب الفرد من ّ‬

‫‪113‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يفسر‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي اّلذي ّ‬
‫الصادرات إلى الواردات (‪ )E/I‬ولكن مع االختيار األنسب وهو ّ‬ ‫ّ‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النسبة األكبر من التّباين في عامل التّنمية‬
‫ّ‬
‫‪ -5‬عامل ال ّتنمية المستدامة‬
‫الدراسة من خالل استخدام التّحليل العاملي بعد‬‫المتغيرات اّلتي ت ّم جمعها في ّ‬
‫ّ‬ ‫تم دمج بيانات كاّفة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ليتم استخدمها في معرفة عامل التّنمية المستدامة واالستدالل عليه‬
‫األساسية معيارّية ّ‬
‫ّ‬ ‫جعل البيانات‬
‫النسبة األكبر من العامل الجديد (التّنمية‬
‫تفسر ّ‬‫كمتغيرات ّ‬
‫ّ‬ ‫أي قيم يمكن االعتماد عليها‬ ‫ومعرفة ّ‬
‫قيم معامالت الشيوع‬ ‫ويبين الجدول التّالي ّ‬
‫ويتم تسمية العامل الجديد (‪ّ )Fac1-5‬‬ ‫المستدامة)‪ّ ،‬‬
‫يعبر عن نسبة‬
‫أي ّانه ّ‬‫المتغير والعوامل ّ‬
‫ّ‬ ‫ويعبر عن مرّبع معامل االرتباط (‪ ،)R2‬بين‬ ‫‪ّ Extraction‬‬
‫أما الجزء األخر من‬
‫العاملي‪ّ ،‬‬ ‫المتغير الّتي تشرحها العوامل المشتركة المشتّقة من التّحليل‬
‫ّ‬ ‫التّباين في‬
‫ّ‬
‫يعبر عن قيم المساهمة في العامل الجديد اّلذي ت ّم استخالصه عن طريق‬ ‫الجدول ‪ّ Component‬‬
‫الناتج‬
‫الصافي‪ ،‬ونصيب الفرد من ّ‬ ‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي و ّ‬
‫كل من ّ‬
‫أن ّ‬
‫التّباين األكبر‪ ،‬حيث نالحظ ّ‬
‫المحّلي‪ ،‬باإلضافة إلى قدرة البلد على تمويل المستورات ساهمت بنسب كبيرة في العامل الجديد‬
‫ّ‬
‫يدل‬
‫القيم ّ‬‫(‪ )Fac1-5‬حيث بلغت على التّوالي (‪ )%94 ،%99 ،%97‬وا ّن وجود إشارات سالبة في ّ‬
‫إنها تعمل في االتّجاه المعاكس‪.‬‬
‫على ّ‬
‫الجدول (‪ )4-9‬جزء من معامالت الشيوع وقيم المساهمة للمتغيرات في العامل ‪Fac1-5‬‬
‫‪Communalities‬‬ ‫‪Component Matrixa‬‬
‫‪Initial Extraction‬‬ ‫‪Component‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.959‬‬ ‫‪.979‬‬
‫صافي الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.980‬‬ ‫‪.990‬‬
‫نصيب الفرد من الناتج‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.896‬‬ ‫‪.946‬‬
‫الصادرات إلى الواردات‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.100‬‬ ‫‪-.317‬‬
‫معدل البطالة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.098‬‬ ‫‪.314‬‬
‫معدل النمو السكاني‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.305‬‬ ‫‪-.552‬‬
‫األجل المتوقع للحياة‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.899‬‬ ‫‪.948‬‬
‫‪ 1.000‬نصيب الفرد من األراضي الزراعية‬ ‫‪.930‬‬ ‫‪-.964‬‬
‫التغير في مساحة الغابات‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.338‬‬ ‫‪-.581‬‬
‫مقاالت علمية‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.722‬‬ ‫‪.850‬‬
‫اشتراكات محمول‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪.767‬‬ ‫‪.876‬‬
‫خي ّلية وكانت‬
‫احتل المرتبة األولى في الجذور التّ ّ‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ّ‬
‫أن ّ‬‫من الجدول التّالي يت ّبين ّ‬

‫‪114‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يفسر ‪ %57‬من التّباينات‬


‫المتغير ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫أي ّ‬‫(‪ )16.477‬بنسبة مساهمة في العامل الجديد بلغت ‪ّ .979‬‬
‫يفسر ‪ 10‬بالمائة من‬
‫الناتج المحّل ّي اإلجمالي ّ‬‫متغير صافي ّ‬
‫أن ّ‬‫الناتجة عن العوامل المشتركة‪ ،‬كمان ّ‬‫ّ‬
‫يفسر ‪ %8‬من العامل الجديد‬ ‫الناتج المحّل ّي ّ‬
‫كل من نصيب الفرد من ّ‬‫العامل الجديد باإلضافة إلى ّ‬
‫الناتج المحّلي اإلجمالي هو ونصيب‬ ‫ألن ّ‬‫و‪ %6‬لقدرة البلد على تمويل المستوردات‪ ،‬وهذا منطقي ّ‬
‫ّ‬
‫االقتصادية؛ باإلضافة إلى‬
‫ّ‬ ‫المؤشرات‬
‫ّ‬ ‫تطور‬
‫المؤشرات تعبي ار عن مدى ّ‬
‫ّ‬ ‫الفرد منه يعتبر من أكثر‬
‫االقتصادية فضال‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية والبيئية و‬
‫ّ‬ ‫متغيرات‬
‫لما له من أثر على كاّفة ّ‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة ّ‬
‫ّ‬
‫متطور أكثر للوصول إلى‬
‫ّ‬ ‫عن قدرة أكبر للفرد في الوصول إلى المعلومات عن طريق امتالك وسائل‬
‫ظل‬
‫المعلومات وتحقيق مشاركة واسعة في صنع الق اررات‪ ،‬وبعد تدوير المحاور بطريقة التعامد ّ‬
‫المتغيرات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األول أفضل تمثيل وتشبع من باقي‬
‫المتغير ّ‬
‫ّ‬
‫الجدول (‪ )4-10‬جزء الجذور التخيلية المبدئية ‪ Eigenvalues‬لمصفوفة االرتباط ومجموع مربعات قيم المساهمة ‪Fac1-5‬‬
‫‪Total Variance Explained‬‬
‫‪Component‬‬ ‫‪Initial Eigenvalues‬‬ ‫‪Extraction Sums of Squared‬‬
‫الجذور التخيلية‬ ‫التشبع ‪Loadings‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Total‬‬ ‫‪% of‬‬ ‫‪Cumulative‬‬
‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪Variance‬‬ ‫‪%‬‬
‫الناتج المحلي‬ ‫‪16.477‬‬ ‫‪56.817‬‬ ‫‪56.817 16.477‬‬ ‫‪56.817‬‬ ‫‪56.817‬‬
‫اإلجمالي‬
‫صافي الناتج المحلي‬ ‫‪3.004‬‬ ‫‪10.358‬‬ ‫‪67.175‬‬
‫نصيب الفرد من‬ ‫‪2.353‬‬ ‫‪8.113‬‬ ‫‪75.289‬‬
‫الناتج المحلي‬
‫الصادرات إلى‬ ‫‪2.014‬‬ ‫‪6.944‬‬ ‫‪82.233‬‬
‫الواردات‬
‫الدين إلى الناتج‬ ‫‪1.425‬‬ ‫‪4.914‬‬ ‫‪87.147‬‬
‫التكوين الرأسمالي‬ ‫‪.935‬‬ ‫‪3.224‬‬ ‫‪90.372‬‬
‫استهالك الطاقة‬ ‫‪.833‬‬ ‫‪2.872‬‬ ‫‪93.244‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫يفسر ‪ %57‬من العامل الجديد ليكون‬
‫خيلي األكبر واّلذي ّ‬
‫المتغير ذا الجذر التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫سيتم اعتماد‬
‫وبالتّالي ّ‬
‫في التّحليل القادم لعوامل التّنمية المستدامة ‪ Fac1-5‬وعالّقة هذه العوامل مع بعضها البعض‬
‫يتم دراستها في المرحلة القادمة من التّحليل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى اختبار الفرضيات اّلتي سوف ّ‬

‫‪115‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المكونة لل ّتنمية‬
‫ّ‬ ‫المبحث ال ّثالث‪:‬اختبار عالقات االرتباط بين العوامل‬
‫المستدامة‬
‫الداخلي‬ ‫الصدق‬
‫‪ -1‬اختبار ّ‬
‫ّ ّ‬
‫بالمتغير الكّلي ارتباطا شديدا‪ ،‬واّنها تعبر عنه تعبي ار‬ ‫للمتغيرات واّنها ترتبط‬ ‫الداخلي‬ ‫الصدق‬
‫أكد من ّ‬ ‫للتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫كل من العوامل الجديدة‬ ‫تم إيجاد معادالت االرتباط بين ّ‬ ‫جيدا بالنسبة إلى التّنمية المستدامة‪ ،‬وقد ّ‬
‫النتيجة كما في الجدول التّالي‪:‬‬
‫والتّنمية المستدامة وكانت ّ‬
‫المعبر عن الّتنمية المستدامة وبين عامل الّتنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫الجدول(‪ )4-11‬معامالت االرتباط بين العوامل‬

‫التنمية المستدامة ‪Fac1-5‬‬


‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫**‪.957‬‬
‫التنمية االجتماعية‪Fac1-1‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫**‪-.949‬‬
‫التنمية البيئية ‪Fac1-2‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫**‪.972‬‬
‫التنمية المؤسساتية ‪Fac1-3‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫**‪.979‬‬
‫التنمية االقتصادية ‪Fac1-4‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫**‪1‬‬
‫التنمية المستدامة ‪Fac1-5‬‬ ‫)‪Sig. (2-tailed‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫‪**. Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬
‫االجتماعية والبيئية‬
‫ّ‬ ‫المعبرة عن التّنمية‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات‬
‫ّ‬ ‫إن معامالت ارتباط‬‫السابق ّ‬
‫نالحظ من الجدول ّ‬
‫معنوي ذو داللة عالية‪ ،‬حيث كانت‬‫ّ‬ ‫االقتصادية والمؤسساتية بعامل التّنمية المستدامة كان ارتباطا‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫االجتماعية (‪ )Fac1-1‬بالتّنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫درجات االرتباط عند مستوى ّ‬
‫الداللة ‪ 0.01‬للتّنمية‬
‫أن عامل التّنمية المستدامة الجديد‬
‫يدل على ّ‬‫مما ّ‬‫(‪ 0.957 ،)Fac1-5‬وهي درجة ارتباط مرتفعة‪ّ ،‬‬
‫بمتغير‬
‫ّ‬ ‫متغير التّنمية البيئية (‪ )Fac1-2‬فقد كانت درجة ارتباطه عالية‬
‫أما ّ‬‫االجتماعية؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫يمثّل التّنمية‬
‫أن التّنمية‬
‫أي ّ‬‫التّنمية المستدامة ‪ -0.949‬هي درجة ارتباط عالية سالبة أي بعكس االتّجاه‪ّ ،‬‬
‫‪116‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫توصلت إليه‬
‫الدراسة‪ ،‬وهذه يخالف ما ّ‬ ‫المستدامة تتناقص كّلما زادت التّنمية البيئة اعتمادا على أرقام ّ‬
‫بالنسبة للتّنمية المستدامة‪،‬‬
‫جيدا ّ‬
‫تحسن مستواه كان أم ار ّ‬
‫بأن التّنمية البيئية كّلما ّ‬ ‫العلمية ّ‬
‫ّ‬ ‫النتائج‬
‫ّ‬
‫النواحي لتبني‬
‫الضغط على قطاع األعمال بكاّفة ّ‬
‫أن زيادة ّ‬‫الحالية إلي ّ‬
‫ّ‬ ‫الدراسة‬
‫فالسبب يعود في ّ‬
‫ّ‬
‫تغير نوع االستثمار إلى‬ ‫سياسيات بيئية سليمة‪ ،‬سوق يقود ّ‬
‫إما إلى االمتناع عن االستثمار أو ّ‬ ‫ّ‬
‫نشاطات ال تكون على صلة وثيقة بالبيئة‪ ،‬وغالبا ما تكون ذات مردود سريع ال تراعي ّ‬
‫النواحي‬
‫مما سيؤثّر على باقي قيم المصفوفة‬ ‫وخاصة القطاع العائلي ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية والمؤسساتية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫بالمتغير‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية فقد ارتبط‬
‫ّ‬ ‫متغير التّنمية‬
‫أما ّ‬‫لبي‪ّ .‬‬‫بالشكل الس‬
‫العلمية للتّنمية المستدامة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫أن‬
‫يعبر بشكل جيد عن التّنمية المستدامة وهذا يطابق ّ‬ ‫قوية بلغت تقريبا ‪ %98‬وهو ّ‬ ‫بعالّقة ارتباط ّ‬
‫مو في كاّفة‬
‫الن ّ‬
‫االقتصادية أفضل معبر عن التّنمية المستدامة و ّ‬
‫ّ‬ ‫نصيب الفرد اّلذي هو جزء من التّنمية‬
‫مؤشرات األمم المتّحدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفرضيات قام الباحث بدراسة معامل االرتباط بيرسون‬
‫ّ‬ ‫الدراسة الختبار هذه‬‫فرضيات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬اختبار‬
‫ومكوناتها‪.‬‬
‫متغيرات البحث المستقّلة والتّنمية المستدامة ّ‬
‫كل من ّ‬ ‫بين ّ‬
‫العام ومجمل‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫تم دراسة عالقات االرتباط بين االستثمار‬
‫الفرضية األولى‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1-2‬اختبار‬
‫ئيسية للتّنمية المستدامة كما هو‬
‫الر ّ‬‫المكونات ّ‬
‫ّ‬ ‫أحد‬
‫االجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫تكوين رأس المال الثّابت وبين التّنمية‬
‫موضح في الجدول التّالي‪.‬‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات المستقّلة وال ّتنمية‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-12‬عالّقة االرتباط بين‬

‫التنمية‬
‫االجتماعية‬
‫االستثمار الخاص‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.860‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫االستثمار العام‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.904‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫مجمل التكوين الرأسمالي‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.950‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫التنمية االجتماعية‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪** Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬ ‫الجدول من إعداد الباحث‬

‫‪117‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫متغيرات االستثمار وبين التّنمية‬


‫كل من ّ‬ ‫أن قيمة عالقة االرتباط بين ّ‬ ‫السابق نالحظ ّ‬
‫من الجدول ّ‬
‫يدل على وجود عالقة‬ ‫مما ّ‬ ‫جيدة عند مستوى ّ‬
‫الداللة ‪ّ .000‬‬ ‫االجتماعية اكبر من‪ .860‬وهي عالقة ّ‬
‫ّ‬
‫متغير مجمل‬‫طردية وكان ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهي عالقة‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار والتّنمية‬
‫معنوية بين ّ‬
‫ّ‬ ‫ذات داللة‬
‫أهمّية‬
‫يؤكد على ّ‬ ‫مما ّ‬
‫االجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات بالتّنمية‬
‫ّ‬ ‫تكوين رأس لمال الثّابت ذا ارتباط األقوى بين‬
‫الخاص بالمطلق كان أقل‬
‫ّ‬ ‫أما االستثمار‬
‫اجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الرأسمالي في سورّية من أجل خلق تنمية‬ ‫التّكوين ّ‬
‫ّ‬
‫السريع وتحقيق‬
‫الربح ّ‬
‫الخاص يسعى نحو ّ‬‫ّ‬ ‫أن االستثمار‬
‫االجتماعية‪ ،‬بسبب ّ‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات ارتباط بالتّنمية‬
‫ّ‬
‫ملكيته وأهدافه‬
‫يظل ضعيفا‪ ،‬بسبب طبيعة ّ‬ ‫االجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤشرات التّنمية‬
‫توجهاته نحو ّ‬ ‫اإليرادات لذلك ّ‬
‫عمال ورفع األجور‪ ،‬لذلك ارتباطه بالتنمية‬ ‫الدولة من ق اررات توظيف وتأمين ال ّ‬ ‫ّإال فيما تفرض عليه ّ‬
‫العام اّلذي تعتبر التنمية االجتماعية من أهدافه‬
‫االجتماعية كان منخفض عن درجة ارتباط االستثمار ّ‬
‫معنوية بين‬
‫ّ‬ ‫الفرضية األولى‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫ّ‬ ‫ومما سبق نستطيع رفض‬
‫التنموية‪ّ .‬‬
‫بالفرضية البديلة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والقبول‬
‫ّ‬ ‫المعرفية وزياد ال ّتنمية‬
‫ّ‬ ‫المادّية منها أو‬
‫االستثمارات سواء ّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫معنوية بين االستثمارات وال ّتنمية‬
‫ّ‬ ‫وهي وجود عالقة ذات داللة‬
‫االجتماعية كجزء من التّنمية‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات المستقّلة على التّنمية‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة لمعادلة االنحدار لتأثير‬
‫أما ّ‬
‫ّ‬
‫متغير التّنمية‬
‫ّ‬ ‫تم أخذ‬
‫المستدامة في سورّية فقد قام الباحث باختبار االنحدار في الجدول التّالي‪ّ :‬‬
‫الرأسمالي وحصلنا من خالل‬
‫ّ‬ ‫كون ّ‬ ‫العام ومجمل التّ ّ‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬ ‫االجتماعية مع ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية عن طريق ‪STEP‬‬‫ّ‬ ‫المعبرة عن تأثير االستثمار على التّنمية‬
‫ّ‬ ‫الجدول التّالي على العالّقة‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام لعدم‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬‫تم استبعاد ّ‬‫‪ BY STEP‬وقد ّ‬
‫‪FAC1-1= 0.95*GFCF‬‬ ‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫والمعادلة على ّ‬
‫تغير في مجمل تكوين رأس المال‬ ‫لكل نسبة ّ‬
‫االجتماعية تستجيب ّ‬
‫ّ‬ ‫أن التّنمية‬
‫وتدل هذه المعادلة على ّ‬
‫ّ‬
‫قوية على ارتباط‬
‫أسمالي وهذه داللة ّ‬ ‫الر‬
‫الثّابت بما نسبته ‪ ،%95‬إن أي زيادة في مجمل التّكوين ّ‬
‫ّ‬
‫أن تأثير االستثمار على التّنمية‬
‫أي ّ‬
‫االجتماعية باالستثمار بشكل مباشر وطردي كامل تقريبا ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬
‫البد من االهتمام بالجانب من التّكوين اّلذي يساعد في تحسين‬
‫االجتماعية يعتبر كبي ار جدا لذلك ّ‬
‫ّ‬
‫جتماعية وتطويره بشكل كبير‪ ،‬بحيث تساهم بشكل كبير في تحقيق التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التّنمية اال‬
‫الجدول(‪ )4-13‬النموذج القياسي لدراسة دور االستثمار في التنمية االجتماعية‬
‫‪Model‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R Square‬‬ ‫‪Adjusted R‬‬ ‫‪Std. Error of‬‬
‫‪Square‬‬ ‫‪the Estimate‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.950a‬‬ ‫‪.902‬‬ ‫‪.897‬‬ ‫‪.32166729‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬

‫‪118‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجدول(‪ )4-14‬اختبار انوفا لنموذج دور االستثمار في التنمية االجتماعية‪ANOVAa‬‬


‫‪Model‬‬ ‫‪Sum of‬‬ ‫‪df‬‬ ‫‪Mean Square‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Squares‬‬
‫‪Regression‬‬ ‫‪18.034‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪18.034‬‬ ‫‪174.293‬‬ ‫‪.000b‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Residual‬‬ ‫‪1.966‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪.103‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪20‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫الرأسمالي‬
‫معنوية بارتباط مجمل التّكوين ّ‬
‫ّ‬ ‫أن عالقة االرتباط كانت‬ ‫يتبين ّ‬
‫السابقة ّ‬
‫ومن الجداول ّ‬
‫ّ‬
‫المستقل‬
‫ّ‬ ‫المتغير‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية عند مستوى ّ‬
‫الداللة‪ .001‬وهذا دليل على االرتباط اإليجابي بين‬ ‫ّ‬ ‫بالتّنمية‬
‫العام لعدم‬
‫لخاص و ّ‬
‫كل من االستثمار ا ّ‬
‫وتم استبعاد ّ‬
‫االجتماعية (‪ّ ،)Fca1-1‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )GFCF‬والتّنمية‬
‫المعنوية رغم عالّقة االرتباط‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫العام باستبعاد ‪ GFCF‬فقد كانت على ّ‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫أما معادلة ارتباط ّ‬
‫ّ‬
‫‪Coefficientsa‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫العام مع ال ّتنمية‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-15‬نموذج القياسي لدور االستثمار‬
‫ّ‬

‫‪Model Unstandardized Coefficients‬‬ ‫‪Standardized‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪Sig.‬‬


‫‪Coefficients‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬

‫‪(Constant) -2.470‬‬ ‫‪.284‬‬ ‫‪-8.688‬‬ ‫‪.000‬‬


‫‪1‬‬
‫‪public 2.430E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.904‬‬ ‫‪9.225‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪(Constant) -2.571‬‬ ‫‪.212‬‬ ‫‪-12.148‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪Public 1.591E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.592‬‬ ‫‪5.625‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪Privat 9.751E-006‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.431‬‬ ‫‪4.094‬‬ ‫‪.001‬‬

‫الجدول من إعداد الباحث‬


‫‪Fac1-1= 0.592*public investment + 0.431*privet investment‬‬
‫طية بحيث‬
‫العام بعالقة ارتباط خ ّ‬
‫الخاص و ّ‬‫ّ‬ ‫بكل من االستثمار‬ ‫االجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫حيث يرتبط عامل التّنمية‬
‫االجتماعية تحصل بسبب‬
‫ّ‬ ‫غيرات اّلتي تط أر على التّنمية‬
‫أن التّ ّ‬
‫طردية بحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫تكون هذه العالقة عالقة‬
‫أما‬
‫الزيادة ّ‬
‫العام بها بنسبة ‪ %59‬من هذه ّ‬
‫الخاص بحيث يساهم االستثمار ّ‬
‫العام و ّ‬
‫نسبة بين االستثمار ّ‬

‫‪119‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االجتماعية هي‬
‫ّ‬ ‫العام بالتّنمية‬
‫الخاص يساهم بنسبة ‪ %43‬منها‪ ،‬ونسبة مساهمة االستثمار ّ‬
‫ّ‬ ‫االستثمار‬
‫اجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األكبر بسبب الهدف التنموي من هذه القطاع‪ ،‬المتمثل بزيادة فرص العمل وتحقيق أهداف‬
‫العام مشاريعه على أساس‬
‫ّ‬ ‫يقيم القطاع‬
‫الخاص عنها؛ وهذا ال يمنع من أن ّ‬
‫ّ‬ ‫بينما يبتعد االستثمار‬
‫الدعم اّلذي ينفقه على هذه المشاريع باإلضافة إلى مقدار األرباح‬
‫بحية ليتسنى له معرفة مقدار ّ‬
‫الر ّ‬
‫ّ‬
‫الخاص في التّنمية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ونسبة المساهمة المنخفضة لالستثمار‬
‫ّ‬ ‫المتخلى عنها في أهدافه‬
‫االجتماعية يجب العمل على زيادة تأثيره في هذا الجانب من التّنمية‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفرضية ال ّثانية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2-2‬اختبار‬
‫مهم من التّنمية‬
‫المتغيرات المستقّلة بالتّنمية البيئية كجزء ّ‬
‫ّ‬ ‫متغير من‬
‫كل ّ‬ ‫ولمعرفة عالقة االرتباط بين ّ‬
‫المتغيرات بأكثر من طريقة والجدول التّالي يوضح قيم‬
‫ّ‬ ‫المستدامة فقد ت ّم دراسة عالقات االرتباط بين‬
‫الخاص مع التّنمية البيئية‪.‬‬
‫العام و ّ‬
‫معامالت االرتباط بين االستثمار ّ‬
‫الجدول (‪ )4-16‬عالّقة االرتباط بين االستثمار وال ّتنمية المؤسساتية‬

‫التنمية البيئية‬
‫االستثمار الخاص‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪-.799‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫االستثمار العام‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪-.839‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫مجمل تكوين رأس المال الثابت‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪-.877‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬

‫التنمية البيئية‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬


‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪** Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬ ‫الجدول من إعداد الباحث‬

‫متغيرات االستثمار وبين التّنمية‬


‫كل من ّ‬ ‫أن قيمة عالقة االرتباط بين ّ‬‫السابق نالحظ ّ‬
‫من الجدول ّ‬
‫دل على وجود‬ ‫مما ي ّ‬ ‫جيدة عند مستوى ّ‬
‫الداللة‪ّ .001‬‬ ‫االجتماعية أكبر من كانت ‪ . 799‬وهي عالقة ّ‬
‫ّ‬
‫كل من االستثمار والتّنمية البيئية وهي عالقة‬
‫ولكن بعالقة عكسيه بين ّ‬
‫ّ‬ ‫معنوية‬
‫ّ‬ ‫عالقة ذات داللة‬
‫المتغيرات بالتّنمية‬
‫ّ‬ ‫متغير مجمل التّكوين رأس المال الثّابت ذا االرتباط األقوى بين‬
‫عكسية‪ ،‬وكان ّ‬
‫ّ‬
‫الخاصة ال تراعي‬
‫العامة و ّ‬
‫ّ‬ ‫أن االستثمارات سواء‬
‫العكسية ناتجة من ّ‬
‫ّ‬ ‫أن العالقة‬
‫يؤكد على ّ‬
‫مما ّ‬
‫البيئية ّ‬
‫أن‬
‫السبب يعود إلى ّ‬
‫النواحي في التّنمية المستدامة‪ ،‬و ّ‬
‫أهمّية هذه ّ‬
‫النواحي البيئية رغم ّ‬
‫في معظمها ّ‬
‫‪120‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫السور ّي بحاجة إلى استثمارات ضخمة وتمويل كبير لمعالجة المشكالت‬ ‫االقتصاد ّ‬
‫يتم‬
‫أن ّ‬‫االقتصادية أكبر بكثير من ّ‬
‫ّ‬ ‫المشكالت‬
‫ّ‬ ‫ثانوي أل ّن‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة له شيء‬
‫االقتصادية وتعتبر البيئة ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫خاصة بالمشاريع‬
‫النظر إلى الجانب البيئي وادخال تكاليف األضرار البيئية في صلب التراخيص ال ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤشرات التّنمية‬
‫العكسية مع ّ‬
‫ّ‬ ‫لبية‬
‫الس ّ‬
‫الخاصة لذلك ظهرت هذه العالقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامة أو‬
‫ّ‬ ‫االستثمارّية سواء‬
‫الفرضية الثّانية‪ :‬ال يوجد عالقة‬
‫ّ‬ ‫البيئية كجزء من التّنمية المستدامة‪ ،‬ومن ما سبق نستطيع رفض‬
‫بالفرضية البديلة وهي وجود‬
‫ّ‬ ‫معنوية بين تعزيز االستثمار وال ّتنمية البيئية‪ ،‬والقبول‬
‫ّ‬ ‫ذات داللة‬
‫معنوية بين االستثمارات وال ّتنمية البيئية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عالقة ذات داللة‬
‫المتغيرات المستقّلة على التّنمية البيئية كجزء من التّنمية‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة لمعادلة االنحدار لتأثير‬
‫أما ّ‬ ‫ّ‬
‫المستدامة في سورّية فقد قام الباحث باختبار االنحدار في الجدول التّالي‪:‬‬
‫الجدول(‪ )4-17‬نموذج تأثير االستثمار على ال ّتنمية البيئية‬
‫‪Model Summary‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R Square‬‬ ‫‪Adjusted R‬‬ ‫‪Std. Error of‬‬
‫‪Square‬‬ ‫‪the Estimate‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.877a‬‬ ‫‪.768‬‬ ‫‪.756‬‬ ‫‪.49380432‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫العام ومجمل تكوين رأس المال الثّابت‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬‫تم أخذ عامل التّنمية البيئية مع ّ‬
‫ّ‬
‫المعبرة عن تأثير االستثمار على التّنمية البيئية من‬
‫ّ‬ ‫وحصلنا من خالل الجدول التّالي على العالقة‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام لعدم‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫تم استبعاد ّ‬
‫خالل طريقة ‪ STEP BY STEP‬وقد ّ‬
‫وضح‬‫وتعبر هذه المعادلة كما هو م ّ‬
‫الشكل التّالي‪ّ Fac1-2= -877*GFCF :‬‬ ‫والمعادلة على ّ‬
‫كل زيادة في‬
‫الداللة‪ .001‬وان ّ‬ ‫معنوية عند مستوى ّ‬
‫ّ‬ ‫بأن عالقة االرتباط كانت‬
‫في الجدول التّالي ّ‬
‫قيم‬
‫الراهن على ّ‬
‫سلبي في الوضع ّ‬ ‫أي مجمل تكوين رأس المال الثّابت فإنه ستؤثّر بشكل‬‫االستثمار ّ‬
‫ّ‬
‫التّنمية البيئية كجزء من التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ANOVAa‬‬ ‫اختبار انوفا للنموذج‬ ‫الجدول (‪)4-18‬‬

‫‪Model‬‬ ‫‪Sum of‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Mean Square‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Sig.‬‬


‫‪Squares‬‬

‫‪Regression‬‬ ‫‪15.367‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15.367‬‬ ‫‪63.020‬‬ ‫‪.000b‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪Residual‬‬ ‫‪4.633‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪.244‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪20‬‬

‫الجدول من إعداد الباحث‬

‫‪121‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أن االستثمارات في سورّية ال تراعي‬


‫أي ّ‬
‫عكسية ّ‬
‫ّ‬ ‫أن االستثمار في سورّية يرتبط بالتّنمية البيئية بعالقة‬
‫ّ‬
‫مما يزيد من تأثير االستثمارات على البيئة‬
‫الشروط البيئية أو االلتزام بالقواعد البيئية‪ّ ،‬‬
‫عملياتها ّ‬
‫ّ‬ ‫في‬
‫الجوفية وغيرها من المشاكل‬
‫ّ‬ ‫الت ّلوث وتلوث المياه‬
‫صحر و ّ‬
‫تسبب المزيد من التّ ّ‬‫وتزيد من المشاكل اّلتي ّ‬
‫االقتصادي في سورّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البيئية اّلتي تؤثّر على مسار التّنمية واالستقرار‬
‫‪Coefficientsa‬‬ ‫الجدول (‪)4-19‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients‬‬ ‫‪Standardized‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪2.412‬‬ ‫‪.322‬‬ ‫‪7.482‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪1‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪-1.200E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-.877‬‬ ‫‪-7.939‬‬ ‫‪.000‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫العام باستبعاد ‪ GFCF‬فقد كانت على ّ‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫أما معادلة ارتباط ّ‬
‫‪Coefficientsa‬‬ ‫نموذج دور االستثمار الخاص والعام مع التنمية البيئية‬ ‫الجدول (‪)4-20‬‬

‫‪Model Unstandardized Coefficients Standardized‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬


‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬

‫‪(Constant) 2.292‬‬ ‫‪.362‬‬ ‫‪6.323‬‬ ‫‪.000‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪-2.254E-‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-.839‬‬ ‫‪-6.714‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪public‬‬
‫‪005‬‬
‫‪(Constant) 2.386‬‬ ‫‪.322‬‬ ‫‪7.400‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪-1.468E-‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-.546‬‬ ‫‪-3.408‬‬ ‫‪.003‬‬


‫‪public‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪005‬‬
‫‪-9.132E-‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-.403‬‬ ‫‪-2.517‬‬ ‫‪.022‬‬
‫‪privat‬‬
‫‪006‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫‪Fac1-2 = -0.546* public investment -0.403* privet investment‬‬
‫مما‬
‫عكسية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫العام بعالقة‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫أن ارتباط التّنمية البيئية باالستثمار‬
‫الخطية ّ‬
‫ّ‬ ‫وتفسر هذه المعادلة‬
‫ّ‬
‫بالرغم من صدور قوانين تضمين‬
‫أن االستثمارات في سورّية ال تراعي بالمجل العوامل البيئية‪ّ ،‬‬ ‫يفسر ّ‬
‫ّ‬

‫‪122‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تنصلت االستثمارات الجديدة من االلتزام‬ ‫الشروط البيئية ضمن تراخيص المشاريع االستثمارّية‪ ،‬وقد ّ‬
‫حول نحو‬ ‫بهذه القوانين من خالل الهروب من االستثمارات اّلتي تكون تكاليف البيئية فيها كبيرة والتّ ّ‬
‫تقدم أرباح من قطاع الخدمات واالبتعاد عن‬ ‫الخدمية وغيرها من الخدمات اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫االستثمارات‬
‫تقدم قيمة مضافة لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫الضخمة اّلتي ّ‬ ‫االستثمارات ّ‬
‫ّ‬
‫الفرضية ال ّثالثة‬
‫ّ‬ ‫‪ -3-2‬اختبار‬
‫المتغيرات المستقّلة المتمّثلة في (االستثمار‬
‫ّ‬ ‫تم دراسة عالقات االرتباط بين‬
‫الفرضية الثّالثة ّ‬
‫ّ‬ ‫الختبار‬
‫الجدول التّالي‪.‬‬
‫النتائج كانت كما في ّ‬ ‫العام‪ ،‬ومجمل تكوين رأس المال الثّابت) و ّ‬
‫الخاص‪ ،‬واالستثمار ّ‬
‫ّ‬
‫الجدول (‪ )4-21‬عالقة االرتباط بين المتغيرات المستقلة والتنمية المؤسساتية ‪Correlations‬‬

‫التنمية المؤسساتية‬
‫‪PRIVAT‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.895‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪PUBLIC‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.815‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.933‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬

‫التنمية المؤسساتية‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪** Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬

‫الجدول من إعداد الباحث‬


‫متغيرات االستثمار وبين التّنمية‬
‫كل من ّ‬ ‫أن قيمة عالقة االرتباط بين ّ‬
‫السابق نالحظ ّ‬
‫من الجدول ّ‬
‫يدل على وجود عالّقة‬‫مما ّ‬ ‫جيدة عند مستوى ّ‬
‫الداللة‪ّ .001‬‬ ‫المؤسساتية كانت أكبر ‪ .815‬وهي عالّقة ّ‬
‫متغير مجمل التّكوين رأس‬
‫كل من االستثمار والتّنمية المؤسساتية وكان ّ‬‫معنوية بين ّ‬
‫ّ‬ ‫طردية ذات داللة‬
‫بالمتغير‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات بالتّنمية المؤسساتية‪ ،‬حيث بلغ درجة ارتباطه‬
‫ّ‬ ‫المال الثّابت ذا ارتباط األقوى بين‬
‫حتية‪،‬‬
‫قوة العالّقة بين االستثمار بشكل عام وبين البنية المؤسساتية التّ ّ‬
‫يدل على ّ‬
‫التّابع ‪ .933‬هذا ّ‬
‫جيدة من أجل تنفيذ أعماله‬‫الخاصة إلى امتالك تكنولوجيا ّ‬
‫العامة و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمارات‬
‫حيث تسعى ّ‬
‫يستمر ويبقى ما لم‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫الصعب على استثمار ما ّ‬
‫حدة المنافسة وانفتاح األسواق أصبح من ّ‬
‫بعد زيادة ّ‬

‫‪123‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بالنشاطات‬
‫السريع للمعلومات ومعالجتها واتّخاذ ق اررات سريعة تتعّلق ّ‬
‫يكن لدية القدرة على الوصول ّ‬
‫تنص على‪:‬‬
‫الفرضية الثّالثة واّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫السوق‪ ،‬ومن ما سبق يمكن رفض‬ ‫الجديدة وما يفعله المنافسين في ّ‬
‫الفرضية‬
‫ّ‬ ‫معنوية بين تعزيز االستثمار وال ّتنمية المؤسساتية‪ .‬وقبول‬
‫ّ‬ ‫ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫وية بين االستثمارات وال ّتنمية المؤسساتية كجزء من‬‫البديلة وهي وجود عالقة ذات داللة معن ّ‬
‫ال ّتنمية المستدامة‪.‬‬
‫الجدول (‪Model Summary)4-22‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R Square‬‬ ‫‪Adjusted R‬‬ ‫‪Std. Error of‬‬
‫‪Square‬‬ ‫‪the Estimate‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.933a‬‬ ‫‪.870‬‬ ‫‪.863‬‬ ‫‪.37024319‬‬
‫الجدول من إعداد الباحث‬
‫تغيرات المستقّلة على التّنمية البيئية كجزء من التّنمية‬
‫بالنسبة لمعادلة االنحدار لتأثير الم ّ‬
‫أما ّ‬ ‫ّ‬
‫المستدامة في سورّية فقد قام الباحث باختبار االنحدار في الجدول التّالي‪:‬‬
‫‪ANOVAa‬‬ ‫الجدول (‪ )4-23‬اختبار انوفا للنموذج‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Sum of‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Mean Square‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Squares‬‬
‫‪Regression‬‬ ‫‪16.533‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16.533‬‬ ‫‪120.605‬‬ ‫‪.000b‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Residual‬‬ ‫‪2.467‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪.137‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪19.000‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪Coefficientsa‬‬ ‫الجدول (‪ )4-24‬نموذج قياسي لدور مجمل تكوين راس المال الثابت بالتنمية المؤسساتية‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients Standardized‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪-2.674‬‬ ‫‪.257‬‬ ‫‪-10.397‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪1‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪1.377E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.933‬‬ ‫‪10.982‬‬ ‫‪.000‬‬
‫الخاص ومجمل تكون‬
‫العام و ّ‬‫ّ‬ ‫تم إجراء االختبار على العالقة بين االستثمار ممثّال باالستثمار‬
‫وقد ّ‬
‫كل‬
‫السابقين بعد استبعاد ّ‬
‫الشكل التّالي من خالل الجدولين ّ‬
‫رأس المال الثّابت فنتج لدينا معادلة على ّ‬
‫بالرغم من عالقة االرتباط‪.‬‬
‫المعنوية ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاص لعدم‬
‫العام و ّ‬
‫من االستثمار ّ‬
‫‪Fac1-3= 0.933*GFCF-2.674‬‬

‫‪124‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫السابق بحيث‬
‫غير في إجمالي تكوين رأس المال الثّابت بشكل ّ‬ ‫أن التّنمية المؤسساتية تعتبر التّ ّ‬
‫أي ّ‬ ‫ّ‬
‫بالنسبة‬
‫أهمّية االستثمار ّ‬
‫أن ّ‬‫أي ّ‬
‫تغير مماثل تقريبا في التّنمية المؤسساتية ّ‬
‫غير في ‪ GFCF‬يقابله ّ‬ ‫كالتّ ّ‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫المكونات‬
‫ّ‬ ‫إمكانية التّأثير بشكل إيجابي على مجمل‬
‫ّ‬ ‫يعزز‬
‫لجزء من التّنمية المستدامة ّ‬
‫أما‬
‫متغيرات التّنمية المستدامة‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫وخاصة في التّأثير على‬
‫ّ‬ ‫للتّنمية المستدامة من خالل االستثمار‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫العام باستبعاد ‪ GFCF‬فقد كانت على ّ‬
‫صو ّ‬ ‫كل من االستثمار الخا ّ‬
‫معادلة ارتباط ّ‬
‫‪Coefficientsa‬‬ ‫العام في ال ّتنمية المؤسساتية‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-25‬نموذج قياسي لدور االستثمار‬
‫ّ‬

‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients‬‬ ‫‪Standardized‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬


‫‪Coefficients‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬

‫‪(Constant) -2.116‬‬ ‫‪.269‬‬ ‫‪-7.878‬‬ ‫‪.000‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Privat 2.273E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.895‬‬ ‫‪8.521‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪(Constant) -2.485‬‬ ‫‪.261‬‬ ‫‪-9.515‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪Privat 1.622E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.639‬‬ ‫‪5.066‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪public 9.794E-006‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.361‬‬ ‫‪2.861‬‬ ‫‪.011‬‬

‫الجدول من إعداد الباحث‬


‫‪Fac1-3 = 0.639* public investment + 0.361* privet investment‬‬
‫كل من‬ ‫معنوية عند مستوى ّ‬
‫الداللة‪ .001‬بين ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن هناك عالقة ارتباط‬‫السابق يتّضح ّ‬
‫ومن الجدول ّ‬
‫تغير‬
‫كل ّ‬ ‫أن ّ‬
‫السابقة‪ ،‬حيث ّ‬
‫الخاص وبين التّنمية المؤسساتية وتتمثّل في المعادلة ّ‬
‫العام و ّ‬
‫ّ‬ ‫االستثمار‬
‫العام سيكون تأثيره في التّنمية المؤسساتية بنسبة ‪%36‬‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫بمقدار ‪ 1‬في ّ‬
‫أن القطاع‬
‫العام بسبب ّ‬
‫ّ‬ ‫غير لالستثمار‬
‫العام وارتفاع نسبة التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاص و‪ %63‬لالستثمار‬ ‫ّ‬ ‫لالستثمار‬
‫حتية ومنها االتّصاالت وقواعد البيانات وصوال للحكومة االلكترونية‪.‬‬
‫العام ينفق الكثير على البنية التّ ّ‬
‫ّ‬
‫الربعة‬
‫الفرضية ّا‬
‫ّ‬ ‫‪ -4-2‬اختبار‬
‫المستقل المتمثّل في االستثمار‬
‫ّ‬ ‫المتغير‬
‫ّ‬ ‫تم دراسة عالقات االرتباط بين‬ ‫الرابعة ّ‬
‫الفرضية ّ‬
‫ّ‬ ‫والختبار‬
‫العام ومجمل تكوين رأس المالي الثّابت وبين التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬

‫‪125‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عنوية عند مستوى‬‫االقتصادية ذا درجة م ّ‬


‫ّ‬ ‫المتغيرات بالتّنمية‬
‫ّ‬ ‫كل من‬
‫ارتباط ّ‬ ‫أن‬
‫ويبين الجدول التّالي‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫بالمتغير التّابع اّلذي‬
‫ّ‬ ‫كل االرتباطات كانت أعلى من ‪%84‬‬ ‫جيد حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫يعد‬
‫الداللة‪ .001‬وارتباط ّ‬ ‫ّ‬
‫يشكل جزء من التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات المستقّلة وال ّتنمية‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-26‬عالّقة الرتباط بين‬

‫التنمية االقتصادية‬
‫‪PRIVAT‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.840‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪PUBLIC‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.901‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.925‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬

‫التنمية االقتصادية‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪N‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪** Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬

‫أن أعلى ارتباط حقيقي لمجمل التّكوين رأس المال الثّابت بحيث بلغ ‪ .925‬عند مستوى ّ‬
‫الداللة‬ ‫كما ّ‬
‫مما ينتج‬‫المتغيرات المدروسة ّ‬
‫ّ‬ ‫يدل على عالّقة طردية لالرتباط بين‬
‫‪ .000‬وهذا إن د ّل على شيء ّ‬
‫معنوية بين االستثمارات وتحقيق‬
‫ّ‬ ‫الرابعة واّلتي تقول‪ :‬ال يوجد عالقة ذات داللة‬
‫الفرضية ّ‬
‫ّ‬ ‫عنه رفض‬
‫معنوية بين‬
‫ّ‬ ‫رضية البديلة وهي أّنه يوجد عالقة ذات داللة‬ ‫االقتصادية‪ .‬وقبول ف ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ّتنمية‬
‫السابق‪ ،‬وهذا يتّفق مع‬
‫االقتصادية‪ ،‬وقد ظهرت هذه العالقة من خالل الجدول ّ‬
‫ّ‬ ‫االستثمارات وال ّتنمية‬
‫بالنسبة‬
‫أما ّ‬ ‫االقتصادية‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫بأن االستثمار يرتبط بشكل مباشر وطردي مع التّنمية‬
‫مختلف األطروحات ّ‬
‫المتغيرات المستقّلة على التّنمية البيئية كجزء من التّنمية المستدامة في سورّية‬
‫ّ‬ ‫لمعادلة االنحدار لتأثير‬
‫فقد قام الباحث باختبار االنحدار في الجدول التّالي‪.‬‬
‫الجدول(‪Model Summary )4-27‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R Square‬‬ ‫‪Adjusted R‬‬ ‫‪Std. Error of‬‬
‫‪Square‬‬ ‫‪the Estimate‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.925a‬‬ ‫‪.856‬‬ ‫‪.848‬‬ ‫‪.38944850‬‬

‫‪126‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ANOVAa‬‬ ‫الجدول (‪ )4-28‬اختبار انوفا للنموذج‬


‫‪Model‬‬ ‫‪Sum of‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Mean Square‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Squares‬‬
‫‪Regression‬‬ ‫‪17.118‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17.118‬‬ ‫‪112.865‬‬ ‫‪.000b‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Residual‬‬ ‫‪2.882‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪.152‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪Coefficientsa‬‬ ‫الجدول (‪ )4-29‬نموذج دور مجمل تكوين رأس المال الثابت مع التنمية االقتصادية‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients Standardized‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪-2.546‬‬ ‫‪.254‬‬ ‫‪-10.013‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪1‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪1.266E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.925‬‬ ‫‪10.624‬‬ ‫‪.000‬‬

‫الخاص ومجمل تكون‬


‫العام و ّ‬
‫ّ‬ ‫تم إجراء االختبار على العالقة بين االستثمار ممثّال باالستثمار‬
‫وقد ّ‬
‫الشكل التّالي من خالل الجدولين‬
‫رأس المال الثّابت والتنمية االقتصادية فنتج لدينا معادلة على ّ‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعبر عن العالقة بين االستثمار والتّنمية‬
‫السابقين وت ّم استخراج المعادلة التّالية اّلتي ّ‬
‫ّ‬
‫‪Fac1-4= 0.925*GFCF‬‬
‫كل زيادة في مجمل‬ ‫االقتصادية ترتبط باالستثمار ارتباطا قويا بحيث تزداد عند ّ‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬ ‫أن‬
‫أي ّ‬
‫ّ‬
‫الشروط المثلى لتحقيق‬
‫أهمية االستثمار في خلق ّ‬
‫يدل على ّ‬‫أسمالي بنسبة ‪ % 92‬وهذا ّ‬ ‫الر‬
‫ّ‬ ‫التّكوين‬
‫ّ‬
‫تحتية لباقي‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬أي يجب التّركيز على استثمارات كبيرة تكون بمثابة بنية‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬
‫أساسيين‬
‫ّ‬ ‫البد من تحقيق شرطين‬
‫الزيادة ّ‬‫االستثمارات بحيث تكون عامل جذب لها ولتحقيق مثل هذه ّ‬
‫الشمول القطاعي في سورّية‪ ،‬والثّاني البعد الجغرافي في توزيع االستثمارات‪.‬‬
‫األول ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الشكل التّالي‪:‬‬
‫العام باستبعاد ‪ GFCF‬فقد كانت على ّ‬
‫الخاص و ّ‬‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫أما معادلة ارتباط ّ‬
‫ّ‬

‫‪127‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪Coefficientsa‬‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫العام في ال ّتنمية‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-30‬نموذج قياس دور االستثمار‬

‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized‬‬ ‫‪Standardized‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬


‫‪Coefficients‬‬ ‫‪Coefficients‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬

‫‪(Constant) -2.462‬‬ ‫‪.289‬‬ ‫‪-8.527‬‬ ‫‪.000‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Public 2.422E-005 .000‬‬ ‫‪.901‬‬ ‫‪9.054‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪(Constant) -2.554‬‬ ‫‪.233‬‬ ‫‪-10.944 .000‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪Public 1.656E-005 .000‬‬ ‫‪.616‬‬ ‫‪5.311‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪Privat 8.898E-006 .000‬‬ ‫‪.393‬‬ ‫‪3.388‬‬ ‫‪.003‬‬

‫الجدول من إعداد الباحث‬


‫االقتصادية تعود‬
‫ّ‬ ‫الزيادة في التّنمية‬
‫تعبر ّ‬
‫طردية بحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية بعالقة‬
‫ّ‬ ‫يرتبط االستثمار بالتّنمية‬
‫يدل على‬
‫الخاص وهذا ّ‬
‫ّ‬ ‫غير في االستثمار‬
‫العام و‪ %36‬من التّ ّ‬
‫غير في االستثمار ّ‬ ‫إلى ‪ %61‬منها للتّ ّ‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الشروط المثلي لتحقيق التّنمية‬
‫أهمّية االستثمار في توفير ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪Fac1-4 = 0.616*public investment + 0.363* privet investment‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعبر عن العالقة بين االستثمار الخاص والعام والتّنمية‬
‫السابقة ّ‬
‫والمعادلة ّ‬
‫‪ -5-2‬االرتباط بين االستثمار وال ّتنمية المستدامة‬
‫تم دراسة معادلة عالقة‬ ‫ولمعرفة العالقة اّلتي تربط عامل التّنمية المستدامة مع متغير االستثمار ّ‬
‫متغيرات المستقّلة واّلتي تمثّل االستثمار‬
‫كمتغير بعد المعايرة مع ّ‬
‫ّ‬ ‫االرتباط بين عامل التّنمية المستدامة‬
‫أن العالقة االرتباط كانت‬
‫الخاص والعام ومجمل تكوين رأس المال الثّابت وت ّبين من خالل التّحليل ّ‬
‫أي ارتباط االستثمار بالتّنمية المستدامة ارتباط طردية في سورّية من خالل الجدول التّالي‪.‬‬
‫قوية ّ‬
‫ّ‬

‫‪128‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪Correlations‬‬ ‫المتغيرات المستقّلة وال ّتنمية المستدامة‬


‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-31‬عالّقة االرتباط بين‬

‫التنمية المستدامة‬
‫‪PRIVAT‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.865‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪PUBLIC‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.896‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫)**(‪.949‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬

‫التنمية المستدامة‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪N‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪** Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬

‫العام ومجمل تكوين رأس المال الثّابت (‪،.865‬‬


‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫لكل من االستثمار‬
‫حيث كانت على التّوالي ّ‬
‫يدل على ارتباط طردي بين االستثمارات وبين التّنمية المستدامة بشكل عام‬ ‫‪ ).949،.896‬وهذا ّ‬
‫ياضية بين االستثمار‬
‫الر ّ‬ ‫خاص ويمكن من خالل معادلة االنحدار معرفة العالقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومؤشراتها بشكل‬
‫ّ‬
‫العام وبين‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬
‫يتم استبعاد ّ‬‫ألنه ّ‬‫متمثّال بمجمل تكوين رأس المال الثّابت ّ‬
‫الموضحة في الجدول التّالي ‪::‬‬
‫ّ‬ ‫التّنمية المستدامة ‪ Fac1-5‬وهي اعتمادا على نتائج التّحليل‬
‫الجدول (‪ )4-32‬نموذج قياسي لدور االستثمار في الّتنمية المستدامة ‪Coefficientsa‬‬
‫ّ‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients Standardized‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪-2.721‬‬ ‫‪.225‬‬ ‫‪-12.116‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪1‬‬
‫‪GFCF‬‬ ‫‪1.401E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.949‬‬ ‫‪12.797‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪Fac1-5= 0.949*GFCF-2.72‬‬
‫متغير إجمالي‬
‫أكد حول طبيعة العالقة بين االستثمار والتّنمية المستدامة قمنا باستبعاد ّ‬
‫ولمزيد من التّ ّ‬
‫العام لمعرفة مدى ارتباطهم‬
‫الخاص و ّ‬‫ّ‬ ‫كل من االستثمار‬ ‫تكوين رأس المال الثّابت وأبقينا على ّ‬

‫‪129‬‬
‫تحليل العالقة الكمية لالستثمارات على مؤشرا ت التنمية المستدامة في سورية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫العام‬
‫كل من االستثمار ّ‬
‫أن التّحليل عند إدخال ‪ GFCF‬استبعاد ّ‬
‫ومكوناته على اعتبار ّ‬
‫بالمتغير التّابع ّ‬
‫ّ‬
‫الخاص فتبن من خالل التّحليل كما في الجدول التّالي‪:‬‬
‫و ّ‬
‫العام في ال ّتنمية المستدامة ‪Coefficientsa‬‬
‫الخاص و ّ‬
‫ّ‬ ‫الجدول (‪ )4-33‬نموذج قياسي لدور االستثمار‬
‫ّ‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Unstandardized Coefficients Standardized‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪-2.421‬‬ ‫‪.300‬‬ ‫‪-8.058‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪1‬‬
‫‪public‬‬ ‫‪2.432E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.896‬‬ ‫‪8.567‬‬ ‫‪.000‬‬
‫)‪(Constant‬‬ ‫‪-2.626‬‬ ‫‪.216‬‬ ‫‪-12.151‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪public‬‬ ‫‪1.545E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.569‬‬ ‫‪5.453‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪privet‬‬ ‫‪1.169E-005‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.460‬‬ ‫‪4.412‬‬ ‫‪.000‬‬

‫المتغيرات بعد استبعاد مجمل تكوين رأس المال‬


‫ّ‬ ‫كل من‬
‫المعبرة عن العالقة بين ّ‬
‫ّ‬ ‫إن معادلة االنحدار‬
‫ّ‬
‫الثّابت‪.‬‬
‫‪Fac1-5=.569* public investment +.460* privet investment‬‬
‫الخاص بعالقة‬
‫العام و ّ‬ ‫ومؤشراتها ترتبط باالستثمار ّ‬
‫ّ‬ ‫بأن التّنمية المستدامة‬
‫تبين ّ‬ ‫السابقة ّ‬
‫ومن المعادلة ّ‬
‫الزيادة‬
‫العام تزيد التّنمية المستدامة بالمطلق ما نسبته ‪ %56‬من هذه ّ‬
‫كل زيادة في االستثمار ّ‬ ‫أن ّ‬‫تبين ّ‬‫ّ‬
‫الخاص ‪ %46‬منه يعود إلى تحقيق التّنمية المستدامة‬
‫ّ‬ ‫غير في االستثمار‬ ‫في التّنمية المستدامة والتّ ّ‬
‫بالرغم من قوانين‬
‫اص ّ‬ ‫نموي أكبر بكثير من دور القطاع الخ ّ‬
‫العام ودوره التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أن نصيب القطاع‬ ‫أي ّ‬‫ّ‬
‫الخاص ابتعد عن المشاريع الّتي تؤثّر بشكل ايجابي على‬
‫ّ‬ ‫أن القطاع‬
‫تشجيع االستثمار وهذا يعني ّ‬
‫الخاصة عن هذا‬
‫ّ‬ ‫مما يتطّلب ضرورة دراسة أسباب ابتعاد االستثمارات‬
‫مؤشرات التّنمية المستدامة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫لعام في التّنمية المستدامة‪.‬‬
‫الخاص وا ّ‬
‫ّ‬ ‫مقومات زيادة دوره االستثمار‬
‫الدور وما هي ّ‬
‫ّ‬

‫‪130‬‬
‫االستنتاجات والمقترحات‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫االستنتاجات والمقترحات‬

‫أوالً‪ :‬االستنتاجات‬

‫النتائج التّالية‪:‬‬
‫السابق يمكن استخالص ّ‬
‫على ضوء العرض ّ‬
‫الد ارسزة ‪ 2010 - 1990‬اّلتزي ععزم من زا‬
‫ّ‬ ‫المميز اا فزي سزنوا‬‫ّ‬ ‫‪ -1‬توفر في سورّية العديد من‬
‫بيعي ززة‪ ،‬والتّركيب ززة البةز زرّية والموقز ز العغ ارف ززي‬
‫ولي ززة بفض ززم المز زوارد ال ّ ّ‬
‫الد ّ‬
‫ه ززدس لالس ززتلما ار ّ‬
‫ّ‬
‫النتززائج علززى رض الواق ز كمززا‬ ‫مي غيززر ن لززن تلززن ّ‬ ‫ومحززاوا اانززدماي فززي ااقتلززاد العززال‬
‫ّ‬
‫الضخمة اّلتي يمكن ّن تحّقزق نم ّزو اقتلزاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينبغي حيث افتقر هذا الق اع إلى ااستلما ار‬
‫يبية عوضزا عزن ت زوير البنيزة‬ ‫الضزر ّ‬‫ّ‬ ‫مستدان بسبب سياسة التّركيا على الحوافا والتّخفيضزا‬
‫الالامة لت ّور ااستلما ار ‪.‬‬
‫قنية ّ‬
‫القانونية والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫حتية و‬
‫التّ ّ‬
‫قوية وبذل ع ودا كبيرة لت وير وتحسين ةروط‬‫الدراسة إرادة ّ‬
‫ّ‬ ‫بد سورّية في سنوا‬
‫والقوانين المحفاة‬ ‫وسن التّةريعا‬
‫ّ‬ ‫ااستلمار‪ ،‬من خالل سياسا اإللالح ااقتلاد ّ ‪،‬‬
‫الالامة لت وير بيئة العمم ااستلمار‬
‫لالستلمار‪ ،‬وتبسيط اإلعراءا ‪ ،‬وتخليص األموال ّ‬
‫يبية وغيرها من سياسا عذب ااستلمار غير ّن مرحلة‬ ‫الضر ّ‬
‫ّ‬ ‫من خالل سياسا اإلعفاءا‬
‫تةع ااستلمار‪،‬‬‫ااعتماعي وعدن استلمال سلسلة القوانين اّلتي ّ‬ ‫السوق‬
‫حول إلى اقتلاد ّ‬
‫التّ ّ‬
‫ّ‬
‫تؤد إلى‬‫الية عند ت بيق القوانين وهروب ااستلما ار إلى ق اعا ا ّ‬ ‫الفع ّ‬
‫انعكس بعدن ّ‬
‫فاعلية‬
‫ّ‬ ‫هامةية ذا‬
‫ّ‬ ‫حول في المةاري إلى ق اعا‬ ‫قيمة مضافة في ااقتلاد‪ ،‬واستمرار التّ ّ‬
‫الركود والعمود على المةاري ااستلمارّية اّلتي لن توالب‬
‫قليلة‪ ،‬وهو ما ضفى نوعا من ّ‬
‫ااعتماعية للمعتم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ااقتلادية و‬
‫ّ‬ ‫الحاعا‬
‫الناتج المحّلي اإلعمالي خالل‬
‫السور ّ ن يضاعف نليب الفرد من ّ‬ ‫‪ -2‬لن يست ااقتلاد ّ‬
‫ّ‬
‫همّية في تةعي ااستلما ار حيث‬ ‫ّ‬ ‫بالرغن من القوانين اّلتي اعتبر ذا‬
‫عةرين عاما ّ‬
‫نموه على بعض اما المن قة فنراه يرتف في‬ ‫الخاص في سورّية في ّ‬ ‫ّ‬ ‫اعتمد ااستلمار‬
‫بمعرد انت اء األامة بحيث لن يكن على‬
‫ّ‬ ‫لن يتراع‬
‫مرحلة امة العراق وياداد التّلدير ومن ّ‬
‫المستوى الم لوب استم اررّيته ّ‬
‫لعدة سباب‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫االستنتاجات والمقترحات‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫تضمن للمةاري العديدة ااستمرار‬ ‫‪ ‬لن يترافق قانون تةعي ااستلمار بإعراءا‬
‫يسبب‬
‫عامم ّ‬ ‫لمي اا‬
‫يبية وا ّ‬
‫الضر ّ‬
‫وعذب المايد من ا حيث ّن المبالغة في اإلعفاءا‬
‫ّ‬
‫تةوه في ااقتلاد الو ني‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لبية للحروب اّلتي ة دت ا المن قة ععل من رس المال يحعن عن‬ ‫الس ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬اانعكاسا‬
‫وخالة م ااحتالل‬
‫ّ‬ ‫سياسية‬
‫ّ‬ ‫إنفاق المايد من األموال في من قة تسودها توتّ ار‬
‫اإلسرائيلي‪.‬‬
‫الاراعة ععله عرضة إلى‬
‫يعية ملم ا ّلنفط و ّ‬
‫السور ّ على ق اعا ر ّ‬
‫‪ ‬اعتماد ااقتلاد ّ‬
‫النفط‬
‫وخالة م انخفاض اإلنتاي من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ااقتلادية‬
‫ّ‬ ‫تراع في بعض المةروعا‬
‫معدل ال ول الم ر ‪.‬‬
‫الاراعة على ّ‬‫واعتماد ّ‬
‫قدية اّلتي اتّبع حتّى عان ‪ 2000‬من األسباب اّلتي ّد إلى‬‫الن ّ‬
‫المالية و ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسا‬
‫‪ -3‬تع ّد ّ‬
‫الرواتب األعور والقيود على التّسليف وتقليص‬
‫كم من تعميد ّ‬
‫ّ‬ ‫تراع ااستلما ار حيث لعب‬
‫سعر الفائدة دو ار كبي ار في تراع ااستلما ار ‪.‬‬ ‫اإلنفاق ااستلمار وتلبي‬
‫ضخ المايد من‬
‫تةع المستلمرين المحّلّيين و األعانب على ّ‬
‫‪ -4‬عدن وعود استلما ار كبيرة ّ‬
‫المتوس ة رغن‬
‫اللغيرة و ّ‬
‫ّ‬ ‫السور ّ ‪ ،‬حيث لعب المةاري‬
‫األموال لالستلمار في ااقتلاد ّ‬
‫الدنيا‬
‫ظم ااستلمار في حدوده ّ‬
‫همّيت ا دو ار سلبيا كعامم عذب لالستلما ار اللبيرة بحيث ّ‬
‫ّ‬
‫تدل على ذلك‪.‬‬‫مر ب ا ّ‬‫غي ار اّلتي ّ‬
‫والتّ ّ‬
‫مؤةر‬
‫السورّية من تمويم المستوردا ّإا في عوان امة العراق وهذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللاد ار‬
‫تتمكن ّ‬
‫‪ -5‬لن ّ‬
‫السور ّ على ق اعا لغيرة غير قادرة على التّنافس وا حتّى في‬ ‫لبي اعتماد ااقتلاد ّ‬ ‫س‬
‫ّ‬
‫السوق اإلق ّ‬
‫ليمية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫النلف‬ ‫الناتج المحّل ّي بأللر من ّ‬
‫السور ّ كان كبي ار بحيث ااد عن ّ‬‫الدين لالقتلاد ّ‬ ‫‪ -6‬مستوى ّ‬
‫تمر كذلك حتّى عان ‪.2000‬‬ ‫واس ّ‬
‫الدولة في ااستلمار في‬ ‫سياسية ّ‬
‫ّ‬ ‫عتماعية بسبب‬
‫ّ‬ ‫مؤة ار التّنمية اا‬
‫تحسن ملحوظ في بعض ّ‬ ‫‪ّ -7‬‬
‫معدل االتحاق بالتّعلين اللّانو ّ‬
‫مميا من خالل ّ‬ ‫الل ّحة والتّعلين‪ ،‬فكان ل ا لر ّ‬ ‫ق اع ّ‬
‫الس ّكاني المرتف‬
‫مو ّ‬‫الن ّ‬
‫معدل ّ‬
‫معدل العريمة غير ّن ّ‬
‫وتحسين األعم المتوّق للحياة واضعف ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤة ار‬
‫وتوس عداد الفقراء وايادة الب الة بنسب كبيرة كان له تألير سليبي بالمعمم على ّ‬
‫ااعتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التّنمية‬

‫‪132‬‬
‫االستنتاجات والمقترحات‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫الت ّلوث البيئي للمةاري العديدة‬


‫المؤة ار البيئية بسبب عدن تض ّمين تلاليف ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -8‬تراع في كاّفة‬
‫يؤد إلى تراع‬
‫فإنه ّ‬
‫وتبين ّنه إذا تح ّسن ةروط البيئية في سورّية ّ‬
‫و حتّى القائمة من ا‪ّ ،‬‬
‫السبب يعود إلى تفضيم المستلمر على إن اء ااستلمار‬ ‫ااقتلادية و ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤة ار‬
‫ّ‬ ‫في كاّفة‬
‫المؤة ار‬
‫ّ‬ ‫مما سنعكس على معمم‬
‫حول إلى استلما ار ا يدف ب ا تلاليف بيئية ّ‬‫والتّ ّ‬
‫ااقتلادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظريا‬
‫للم ّ‬
‫ااقتلادية وهذا مخالف ّ‬
‫ّ‬
‫تقنية‬
‫مؤة ار التّنمية المؤسساتية بعد عان ‪ 2000‬بسبب دخول ّ‬
‫تحسن ملحوظ في كاّفة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬‬
‫ةعع على ت ّور ملحوظ في‬ ‫ااتّلاا والخدما اانترن وغيرها من الخدما اّلتي ّ‬
‫تدل على قدرة البلد على‬
‫العلمية اّلتي ّ‬
‫ّ‬ ‫تأخرها‪ ،‬غير ّن معال المقاا‬
‫هذا الق اع رغن ّ‬
‫يدل على ضعف ااهتمان بق اع‬
‫مما ّ‬ ‫العلمية وت بيق ا كان ضعيفا ّ‬
‫ّ‬ ‫ااستفادة من األبحاث‬
‫ونموها‪.‬‬
‫هميته في ت ّور البلدان ّ‬
‫الرغن من ّ‬ ‫العلمي على ّ‬ ‫البحث‬
‫ّ‬
‫‪ -10‬اح األامة في سورية بعقود من العمم ودمر كم ما تحقق من تحسن في مؤة ار‬
‫التنمية‪.‬‬
‫وتحقيق هداس التنمية المستدامة‪ ،‬ويأتي‬ ‫‪ -11‬هناك عالقة ارتباط معنوية كبيرة بين ااستلما ار‬
‫تساهن في تحقيق هداس‬ ‫ب رق مختلفة إلى ق اعا‬ ‫دور الحكومة الموعه ل ذه ااستلما ار‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫المتعلقة بالب الة‬ ‫ضخمة من عم حم المةكال‬ ‫‪ -12‬يحتاي ااقتلاد السور إلى استلما ار‬
‫والفقر‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫االستنتاجات والمقترحات‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫ثانياً‪ :‬المقترحات‬

‫بم يعتمد على مدى ت ّور‬ ‫واامتيا اا‬ ‫ا يعتمد على اإلعفاءا‬
‫إن عذب ااستلما ار‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫القوة‬
‫المالية ومدى توّفر ّ‬
‫ّ‬ ‫السوق‬
‫قدية وت ور ّ‬
‫الن ّ‬
‫حتية لالقتلاد‪ ،‬وحرّية التّحويال ّ‬
‫البنية التّ ّ‬
‫الس ّكان‪ ،‬فالدراسة تولي بالبحث عن محّف اا لالستلمار المحّلي وعذب‬‫ائية لدى ّ‬ ‫الةر ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫هيكلية‬
‫ّ‬ ‫تةوها في‬
‫األعنبي بعيدا عن المحف اا واامتيا اا اّلتي تسّبب ّ‬ ‫ااستلمار‬
‫ّ‬
‫ااقتلاد‪ ،‬ملال ذلك الدخول في اتفاقيا اقتلادية م تلتال كبرى كمعموعة دول‬
‫البريكس‪.‬‬
‫الفردية إلى مساهمة مغفلة‬
‫ّ‬ ‫الةركا‬
‫لتحول ّ‬
‫كمةع رئيسي ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ت وير سوق األوراق‬
‫اادخار وايادة ملادر تمويم‬‫ّ‬ ‫وتةع‬
‫ّ‬ ‫الةركا‬
‫يساهن ب ا عدد كبير من األفراد و ّ‬
‫نموية‪.‬‬
‫المةاري التّ ّ‬
‫يعية متلاملة غير متناقضة ب دس تةعي ااستلمار والغاء‬
‫قانونية تةر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬خلق منظومة‬
‫كاّفة اإلعراءا اّلتي تناقض ا ب دس القضاء على التّناقض في اإلعراءا والقوانين‬
‫الناظمة لعمم ااستلما ار ‪.‬‬
‫ّ‬
‫حتية المالئمة اّلتي تسمح‬
‫ناعية وتخديم ا بالبنية التّ ّ‬
‫الل ّ‬‫اإلقليمي بإنةاء المنا ق ّ‬ ‫وس‬
‫‪ -4‬التّ ّ‬
‫ّ‬
‫بايادة حعن ااستلمار‪ ،‬انةاء م ا ار خدمية في كم من حمص و ر وس وحماه‪،‬‬
‫ر وس وبانياس وعبلة بةكم يسمح بااستفادة من الموق العغرافي‬ ‫توسي موانئ‬
‫لسورية في خار ة النقم‪.‬‬
‫الاراعة ملم‬
‫تلمم ّ‬
‫لناعية ّ‬
‫ّ‬ ‫اعية كبيرة تلون ساسا لمةاري‬
‫وس في مةاري ار ّ‬‫‪ -5‬التّ ّ‬
‫اعية واألسمدة ولناعة األغذية وغيرها بةكم سلسة متلاملة من اإلنتاي‬
‫اآلا ار ّ‬
‫العالمية‪ ،‬سحب مياه‬ ‫لن التّلدير وفق الموالفا‬
‫لن التّلني ومن ّ‬
‫اعي إلى التّحويم ّ‬
‫الار‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الاراعية‪ ،‬إنةاء‬
‫الف ار إلى ريف حمص وريف حماه بةكم يايد من إنتاعية األراضي ّ‬
‫تحلية مياه البحر لما ل ا من همية في الاراعة‪.‬‬ ‫مح ّ ا‬
‫مو ليتسنى لالقتلاد توفير القدرة على تحسين نليب الفرد‬
‫الن ّ‬
‫بتنوع ملادر ّ‬
‫‪ -6‬ااهتمان ّ‬
‫القوة‬
‫العالمي وتح ّسين بذلك ّ‬ ‫الناتج المحّلي اّلذ ما ياال منخفض قياسا للمقياس‬
‫من ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتحسين دخله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الة ار ّئية للفرد‬
‫ّ‬

‫‪134‬‬
‫االستنتاجات والمقترحات‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫ورف‬ ‫القدر‬
‫ا‬ ‫‪ -7‬ااهتمان بالبحث العلمي واعتماد التّلنولوعيا العديدة بما يض ّم ّن تحسين‬
‫ّ‬
‫عملية التّنمية‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫تس‬ ‫عم‬ ‫من‬ ‫الفقر‬ ‫وتخفيف‬ ‫مستوى المعيةة‬
‫كم ةكال ااحتلار من عم خلق معال للمنافسة‪.‬‬‫‪ -8‬إلغاء ّ‬
‫نمو اقتلاد ّ حقيقي‬
‫فنمو عمال إعادة اإلعمار سيدف إلى ّ‬
‫‪ -9‬البدء بمةروع إعادة اإلعمار ّ‬
‫ونقترح في هذا المعال‪.‬‬
‫ووية ألّن ا ضمان ااستدامة في‬ ‫الن ّ‬
‫بائية ّ‬
‫‪ ‬توقي اتّفاقيا إقليمية إلنتاي ال ّ اقة الل ر ّ‬
‫المستقبم ملال ذلك بنوك ال اقة‪ ،‬إذا لن نتمكن من إنتاي ال اقة الل ربائية النووية‬

‫بأنفسنا‪ ،‬باإلضافة لتح ّسين انتاعية ال ّ رق التّ ّ‬


‫قليدية‪.‬‬
‫العوّية ببعض ا‪.‬‬
‫البرّية والبحرّية و ّ‬
‫الحدودية ّ‬
‫ّ‬ ‫سكك حديدة تربط المنافذ‬
‫‪ ‬إنةاء ّ‬
‫‪ ‬تأهيم الموارد البةرّية بةكم علمي وتقني إلدارة المرحلة المقبلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬ت بيق سياسة تقيين األداء في كاّفة نحاء ال ّدولة وكاّفة المستويا اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬العمم بنظان الفاتورة لمن الت رب الضريبي‪.‬‬
‫‪ ‬التّوقي على عقد اعتماعي عديد بسورّية بعد اتمان الملالحة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫المراجع العربية‬

‫‪ -1‬أحمد‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬وآخرون‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -2‬أبو قحف‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬األشكال والسياسات المختلفة لالستثمارات‪ ،‬جامعة دمنهور‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -3‬اتحاد االقتصاديين العرب‪ ،‬المشكالت االقتصادية المعاصرة ومستقبل التنمية العربية‪ ،‬دار‬
‫الرازي‪ ،‬الكويت‪،‬الجزء الثاني‪.1988 ،‬‬
‫‪ -4‬البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة ‪ ،‬تقرير التنمية البشرية ‪1995 ،‬‬
‫‪ -5‬االسكوا‪ ،‬تطبيق مؤشرات التنمية المستدامة في بلدان االسكوا‪ ،‬األمم المتحدة‪2001 ،‬‬
‫‪ -6‬النوري‪ ،‬قيس‪ ،‬الحسيني ‪،‬عبد المنعم ‪ ،‬النظريات االجتماعية‪ ،‬جامعة الموصل‪،1985 ،‬‬
‫‪ -7‬الغدير حمود‪ ،‬العالقة بين االستثمار العام واالستثمار الخاص في اطار التنمية في المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬اطروحة دكتوراة ‪ ،‬جامعة الملك سعود‪2004 ،‬‬
‫‪ -8‬الزين‪ ،‬منصوري‪ ،‬آليات تشجيع وترقية االستثمار كأداة لتمويل التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫اطروحة دكتورة‪ ،‬الجزائر ‪.2008‬‬
‫‪ -9‬المكتب المركزي لإلحصاء‪ ،‬المجموعة اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ -10‬التقرير العربي الموحد‪ ،2011 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -11‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير الوطني الثالث لألهداف التنموية لأللفية في سورية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -12‬المركز السوري لبحوث السياسات‪ ،‬االزمة السورية الجذور واالثار االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.2013 ،‬‬
‫‪ -13‬اللجنة العالمية للبيئة والتنمية‪ ،‬مستقبلنا المشتركة‪ ،‬ترجمة محمد كامل عارف‪ ،‬سلسلة‬
‫عالم المعرفة عدد ‪ ،142‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.1989 ،‬‬
‫‪ -14‬الحمود‪ ،‬غدير‪ ،‬العالقة بين االستثمار العام واالستثمار الخاص في إطار التنمية‬
‫االقتصادية السعودية‪،‬رسالة ماجستير‪،‬قسم االقتصاد‪ ،‬جامعة الملك سعود‪،2004،‬‬

‫‪136‬‬
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -15‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،‬حاجات اإلنسان األساسية ‪ ،‬في الوطن العربي "الجوانب‬
‫البيئية والتكنولوجيات والسياسات ‪ ،‬ترجمة عبد السالم رضوان ‪ ،‬الكويت ‪1990 ،‬‬
‫بابا‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظـل‬ ‫‪-16‬‬
‫التطـورات العالميـة الراهنـة‪ ،‬مذكرة لنيل الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫بيانات المصرف المركزي‪ ،‬سورية‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫‪ -18‬تقرير التنمية البشرية‪ ،‬البرنامج اإلنمائي لالم المتحدة‪ ،‬نهضة الجنوب‪ ،2013 ،‬الفصل‬
‫األول ‪.‬‬
‫جالب‪ ،‬محمد‪ ,‬العاشوري‪ ،‬كمال‪ ،‬أهمية اتخاذ القرار االستثماري في ظل معايير‬ ‫‪-19‬‬
‫التقييم‪ ,‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ,‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫حافظ فيصل‪ ،‬دور االستثمار المباشر في تنمية اقتصاد المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫خربوش حسني‪ ،‬االستثمار والتمويل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬عمان‬ ‫‪-21‬‬
‫األردن‪.1990 ،‬‬
‫‪ -22‬خامرة‪،‬الطاهر‪ ،‬المسؤولية البيئية االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في‬
‫تحقيق التنمية المستدامة ‪ -‬حالة سوناطراك‪ "-‬رسالة ماجستير ‪،‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪.2007 ،‬‬
‫عجالني ‪ ،‬حسين‪ ،‬إستراتيجية إدارة المعرفة في منظمات األعمال‪ ،‬دار إثراء للنشر‪،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫األردن‪.2008 ،‬‬
‫شامية‪ ،‬احمد‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪,‬االردن‬ ‫‪-24‬‬
‫‪,‬عمان‪،1998 ،‬‬
‫‪ -25‬دليلة عارف‪ ،‬سفر إسماعيل‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية‪ ،‬الطبعة ‪ 11‬منشورات جامعة‬
‫دمشق‪.2000 ،‬‬

‫‪137‬‬
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -26‬رمضان زياد‪ ،‬مبادئ االستثمار المالي والحقيقي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -27‬رداد‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬المؤشرات البيئية كجزء من مؤشرات التنمية المستدامة‪ ،‬المعهد‬
‫العربي للتدريب والبحوث اإلحصائية‪ ،‬ليبيا‪.2009 ،‬‬
‫‪ -28‬زيمرمان‪ ،‬مايكل‪ ،‬الفلسفة البيئية‪ :‬من حقوق الحيوان إلى اإليكولوجية الجذرية‪ ،‬ترجمة معين‬
‫شفيق رومية‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬عدد ‪ ،332‬الكويت‪.2006 ،‬‬
‫‪ -29‬ستيورات‪ ،‬بول جريجوري‪ ،‬تعريب‪،‬منصور‪ ،‬طه‪ ،‬النظم االقتصادية المقارنة‪ ،‬دار المريخ‬
‫للنشر‪،‬الرياض‪.1994،‬‬

‫‪ -30‬غنيم‪ ،‬عثمان ‪،‬أبوزنط‪ .‬ماجدة‪ ،‬التنمية المستديمة ‪:‬در اصفاء للنشر و التوزيع‪-‬عمان‬
‫‪2007‬‬
‫‪ -31‬غيالن مهدي‪ ،‬دراسة تحليلية ألهم مؤشرات التنمية المستدامة في البلدان العربية‬
‫والمتقدمة‪ ،‬جامعة كربالء‪.2009 ،‬‬
‫‪ -32‬فضلية عابد‪ ،‬واقع االستثمار في سورية في ظل قانون االستثمار رقم ‪10‬لعام ‪،1991‬‬
‫مجلة جامعة دمشق‪ ،‬العدد الثاني ‪2001‬‬
‫‪ -33‬لطفي‪ ،‬على‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1993 ،‬صـ‪.164‬‬
‫‪ -34‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬التقرير السنوي السابع لالستثمار في سورية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -35‬هيئة التخطيط والتعاون الدولي‪ ،‬التنمية البرشرية في ظل االزمة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -36‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬التقرير السنوي السابع لالستثمار‪ ،2012 ،‬ص‪35‬‬
‫‪ -37‬و ازرة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬تحليل الوضع الراهن للبيئة في سورية‪.2010 ،‬‬

‫‪138‬‬
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

References
1- A. C. Fernando, Business Environment, Dorling Kindersley, New Delhi, India,
2011, p75.

2- Amil markandesa, natural environments and social rate of discount, project


apprasisal,1988,p11,

3- Andrew Holden. Tourism Studies And The Social


4- Aizenman, J. On the hidden links between financial and trade opening. Journal
of International Money and Finance 27 (3), 2008, 372.

5-
6- Anatol Murad, What Keynes Means, Bookman associates inc, 1962, usa,96.
7- ABUBAKAR, Salisu, CAPITALIZING HUMAN RESOURCE
INVESTMENTS OF QUOTED SERVICE COMPANIES IN NIGERIA: A
STUDY OF EXPERTS’ PERCEPTION, 2012, abu.edu, Nigeria, p1
8- Aleksi Aleksiev and Ivan Penov, The drole of capital for sustainable use of the
fragmented land in Bulgaria, IDARI, 2006, p3.
9- Angilcka verze, Sustainable Development Policy and Guide, The EEA Financial
Mechanism 2006, p4.
10-
11- Bhattacharyya Debarshi, Management Accounting,2011,Dorling
Kindersley, India,p744.

12- Borner Silvio, Bodmer Frank, Kobler Markus,2004, Development Centre


Studies Institutional Efficiency and its Determinants The role of political
factors in economic growth, un, OECD, p24.

13-
14- 58 - Ciegis, R., & Ciegis, R. (2008). Laws of Thermodynamics and
Sustainability of Economics, Engineering Economics(2), p17.
15- Christoff, P. Ecological Modernization. Environmental Politics, Vol. 5, No. 3,
1996, 485.

139
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

16- Charles Albert Michalet, Strategies of Multinationals and Competition for


Foreign Direct investment,1997,world Bank, p15.
17- Chetan Bhole, Financial Institutions & Markets 5E, tata Mcgraw- hill,
2009,p506.
18- Chris Cook, John Stevenson, World history since
1914,2005,routlsdge,USA,p475.
19- Dzemydiene, D, Preface to sustainable development problems in the issue.
Technological and Economic Development of Economy, 14(1), 2008, p9.
20- D Pearce, G Atkinson, The concept of sustainable development: An evaluation
of its usefulness ten years after Brundtland, 1998. UK, CSERGE, p5
21- Antoine d’Autume and Katheline Schubert, Maximin paths when the resource
has an amenity value, Sorbonne,2008,p3.
22- Danielle Nierenberg, The role of women in sustainable development, Women
Deliver organization, 2012,Brazel, p2.
23- 81 - Danielle Nierenberg, Women and Sustainability: Recognizing the Role of
Women at Rio+20, World watch Institute, 2012,p2.
24- Dempsey, N., Bramley, G and others, The social dimension of sustainable
development: defining urban social sustainability. Sustainable Development,
USA, 2011, p4.
25- Cai Zhonghua, Song Yu, Environmental Protection Investment and Sustainable
Development-Policy Simulation Based on Nonlinear Dynamics, Energy
Procedia 5, 2010, china, p470.
26-

27-
1 - Karl Erik Wärneryd, The psychology of saving: a study on economic psychology,
Edward>
1-
Elgar.UK.1999.p53.
2 - Wei-Bin Zhang, American Civilization Portayed in Ancient Confucianism, Algora,
USA, 2003,p139.
3 - Xiaokai Yang, Wai-Man Liu, Inframarginal Economics, world scientific
publishing,vol4.usa,p4.
4 - Terry Peach, David Ricardo Critical Response, Routledge, New York, USA, 2003,p9.
5 - Roger A. Arnold, Economics, cengage Learning, USA, 2010,p183.

140
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

6-
7 - Yujiro Hayami, Yoshihisa Godo, Development Economics: From the Poverty to the
Wealth of Nations,2005, Oxford, 3th E, p123.
8 - T.R.Jain, O.P.khanna, Business Economics, V.K, New Delhi, 2009, p206.
9 - Louis B. Boudin, The Theoretical System of Karl Marx, Keer, Chicago. USA
2008,p72
10 - Moishe Postone, Louis Galambos, Jane Eliot Sewell, Time, Labor, and Social
Domination A Reinterpretation of Marx's Critical Theory, Cambridge university press,
UK, 1993, p309.
11 - Eugen von Böhm-Bawerk, Karl Marx and the Close of His System, Wolff. New
York,USA, 2007,p16.
12 - Dennis C. Canterbury, Capital Accumulation and Migration, Brill, USA, 2012,p31.
13 - Tony Smith, The Logic of Marx's Capital: Replies to Hegelian Criticisms .State
University of New York, USA,1990.151.
14 - John Cunningham Wood, Karl Marx's economics : critical assessments,
Roultedge,USA, 1988,p523.
15 - Hugh Stretton, Economics: A New Introduction, Pluto Press, London, UK, 1999,
p78.
16 -.

17 - Geoffrey Colin Harcourt, The General Theory: Volume 1, 1997, Routledge,


usa,196.
18 -John Maynard Keynes, The General Theory of Employment, Interest and
Money.2006. Preview. pxxix.
19 - R.J.Barro , Determinants of Economic growth : A Cross-Country Empirical Study
(MIT press,1997
20 - R.M. Solow, “Technical change and the aggregate production function”, Review
of Economics and Statistics, vo39, No. 3 (August 1957), pp. 312.
21 - Paul Romer, "Increasing Returns and Long Run Growth" Journal of Political
Economy, University of Chicago Press, 1986, p1003.

141
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

22 -Tomomi Miyazaki, Public investment and business cycles: The case of Japan,
Journal of Asian Economics 20 (2009) 422.
23 -
24 - Eduardo Cavallo, Christian Daude, Public investment in developing countries: A
blessing or a curse? Journal of Comparative Economics 39, 2011, p71.
25 - Yungchang Jeffery Bor, Yih-Chyi Chuang, and other, A dynamic general
equilibrium model for public R&D investment in Taiwan, Economic Modelling 27
,2010, p181

26 -
27 - Teng-Chu Steve Chiu, The Impact of Human Resources Investment for Public
Sectors, 2012, IPEDR vol.29, Singapore,p134.
28 -.

29 -R. Venkata Subramani, Accounting for Investments, Equities, Futures and


Options,2011,John Wiley, Singapore, p5.

30 -P. Periasamy, Financial Management, 2E, tata Mcgraw Hill, 2009, p35.
31 - Walter J. Wessels, Economics, Joe Sabatino, 2006, USA,p105.
32 - Majed Bader, Ahmad Ibrahim Malawi, The Impact of Interest Rate on Investment
in Jordan ACointegration Analysis, Hashemite University,2010, Jordan, JKAU, vol24,
N1,p199.
33 - William Boyes, Michael Melvin, Macroeconomics, 2010, jo sabatino, eighth edition,
usa.p200

34 - G S Gupta, Macroeconomics theory and applications , 2E,2004,tata McGraw


hill,p126.
35 -
36 -

37 - G S Gupta, Macroeconomics theory and applications , 2E,2004,tata McGraw


hill.124.

142
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

38 - TR Jain, OP Khanna, Development Problems and Policies, V. K. publications, New


Delhi, LE,2006, pp,103,104.

39 - TR Jain, Public Finance and International Trade,2009, new Delhi, Vilam.Jain,


p100.
40 - R.n.tripathy, M. tripathy, Public Finance and Economic Development in
India,1985.mittal.p231.
41 -Laurence Whitehead, Emerging Market Democracies: East Asia and Latin
America, Johan Hopkins university, 2002, p6.
42 - Michael L. Hess, Doorways to Development: Foreign Direct Investment Policies.
UMI, USA, 2008. p120.
43 - world bank, Sustaining High Growth: The Role of Domestic Savings, 2011. P65.
44 - worldbank.org/data.

45 -
46 -S M Shafaeddin, Competitiveness and Development: Myth and Realities, 2012,
Anthem press, USA, p185.

47 -Fang Cai, The China Population and Labor, Yearbook, Vol3, Brill, china,p94.
48 - Etzion, Halevy, Social change, "the Advent and maturation of modern society"
London, Routlcdge, 1981, P. 10
49 - Sciences,2005,routledge,usa,p111.

51 -Remigijus Ciegis and others, The Concept of Sustainable Development and its Use
for Sustainability Scenarios, Engineering Economics (2). 2009, p 28.
52 -
35 - Romano donoto, sustainable rural, development . projet GCP, FAO, Syria 2002.
p53.
54 -Rumen Gechev, Sustainable Development: Economic Aspects. Indianapolis,
usa.2005.p1.
55- J.Kozlowski and G.Hill, Towards planning for Sustainable Development, A Guide
for the Ultimate Environmental Threshold (UET) Method, Ashgate publications,
Sydney, 1998,p6.

143
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

56 - Rebert Goodland, neoclassical economic and principles of sustainable


development, ecological modeling,1987,p36.
57- 59- James Gustare, the environment, the greening of technology,development,1989,
p30

60 -61 - Robert Paterson and Devashree Saha, The Role of ‘New’ Political Culture In
Predicting City Sustainability Efforts, csd, 2010, u texas .usa. p6.
62 - Mistra, Sustainable Investment - Towards a New Role for Institutional
Investors2004, Stockholm ,p2
63 - Milford Bateman, Sustainable Local Economic Development in Croatia and the
Role of Social Capital, 2013 University of Pula, Croatia, p1.
64 -
65 - Helen Tregidga, Kate Kearins, The Politics of Knowing, Organizational
Sustainable Development, 2012, Sagepub, p2.
66 -
67 - Robert W. Kates,and other, What is sustainable development? Goals, in indicators,
and practice, 2005, Environment: Science and Policy for Sustainable
Development,vol47, p12.
68 - Toshiyasu Kato, Chan Sophal, Regional Economic Integration for Sustainable
Development in Cambodia, Development resource institute, Cambodia, 1998. P13

69 - Giacomo D’Alisa, Dimensions of sustainable development: a proposal of


systematization of sustainable approaches, Italy, 2007, dsems, p11.
70 - EUROPEAN COMMISSION, A Framework for Indicators for the Economic and
Social Dimensions of Sustainable Agriculture and Rural Development, 2001, p4.
71 - 72 - UN, An Action Agenda for Sustainable Development REPORT FOR THE UN
SECRETARY-GENERAL, SDSN, 2013. P1.
73 -UN, A Framework for Sustainable Development, SDSN. 2012, p1.
74 - Economic Policy Reform, Reducing income inequality while boosting economic
growth, 2012. Part2, OECD, p190.
75 -
76 - UNITED NATIONS, MEASURING SUSTAINABLE DEVELOPMENT,2009, p5.

144
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

77 - Serageldin, Expanding the Measure of Wealth; Indicators of Environmentally


Sustainable Development, The World Bank, 1997, Washington, p8.
78 - Pearce Atkinson, Capital Theory and the Measurement of Sustainable
Development: An Indicator of Weak Sustainability 1993,Ecological Economics, 8
(1),p3.

79 - Ines Omann and Joachim H. Spangenberg, Assessing Social Sustainability, SERI,


Germany, 2002, p4.
80 - 82 - kevin.murphy, The social pillar of sustainable development: a literature review
and framework for policy analysis, School of Business and Humanities, Institute,
Ireland, 2012, vol8,p1.

83 - Vavik, T. & Keitsch, M, Exploring relationships between universal design and


social sustainable development: some methodological aspects to the debate on the
sciences of sustainability. Sustainable Development, USA, 2010, p2.
84 - Fahey.T, F. Convery, the Role of social indicators in Assessing Sustainability in
Ireland. The Environmental Institute UCD, 1995, p5.
85 -

86 - Pytrik Reidsma, and others, Methods and tools for integrated assessment of land
use policies on sustainable development in developing countries elsevier,2010, Land
Use Policy 28. p604.

87 -
88 - Hervé Boulhol, Alain de Serres and Margit Molnar, The Contribution of Economic
Geography to GDP per Capita, OECD Journal, 2008 p2.
89 - www.un.org/Depts/unsd, Monday, 7-10- 2013, 5am.
90 - Haydory Akbar Ahmed, Md. Gazi Salah Uddin, Export, Imports, Remittance and
Growth in Bangladesh, An Empirical Analysis, Trade and Development Review,
vol22009, 79.
91 - Nikolaos Dritsakis, and others, THE MAIN DETERMINANTS OF ECONOMIC
GROWTH: AN EMPIRICAL INVESTIGATION WITH GRANGER CAUSALITY
ANALYSIS FOR GREECE, University of Macedonia,J EL, 2003, p2.

145
‫المراجع العربية واالنكليزية‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

92 - International Atomic Energy Agency, Energy Indicators for Sustainable


Development: Guidelines And Methodologies,2005.Austria, p 11,12.13.
93http://www.iea.org/publications/worldenergyoutlook/resources/energydevelopment/the
energydevelopmentindex/ Monday , 7-10 2013, 7 am.
94 - www.un.org/esa/sustdev/natlinfo/.../current_account_deficit.pdf
95 - UN, Indicators of Sustainable Development, Third Edition, New York, 2007, p50.
96- http://data.albankaldawli.org/indicator 6 march 2014. 4.3pm

97 - http://cbssyr.sy/yearbook/2011/Data-Chapter15/TAB-37-15-2011 6-03-2014.
3.58pm
98 - http://www.iea.org/statistics/statisticssearch/report/?&country , 6- 03- 2014. 4.56 pm
99- http://unctad.org/en/PublicationsLibrary/wir2014_overview_ar.pdf, p8 7-7-2014. 11.00 am
100- http://www.arab-hdr.org/publications/other/undp/mdgr/syria-nmdgr2-05a.pdf, p4 , 4-7-
2015, 5.20, pm
101- www.escwa.un.org/information/publications/edit/upload/E_ESCWA_EDGD_14_TP-
5_E.pdf,p8 6-7-2015, 7.00 pm

146
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫المالحق‬
‫‪Correlation Matrix‬‬ ‫ملحق (‪)1‬مصفوفة االرتباط بين مؤشرات التنمية االجتماعية‬

‫‪q1‬‬ ‫‪q2‬‬ ‫‪q3‬‬ ‫‪q4‬‬ ‫‪q5‬‬ ‫‪q6‬‬ ‫‪q7‬‬ ‫‪q8‬‬

‫‪q1‬‬ ‫‪.300‬‬ ‫‪.112‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪.048‬‬ ‫‪.392‬‬ ‫‪.084‬‬ ‫‪.084‬‬

‫‪q2‬‬ ‫‪.300‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.046‬‬ ‫‪.026‬‬ ‫‪.180‬‬ ‫‪.156‬‬ ‫‪.156‬‬

‫‪q3‬‬ ‫‪.112‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.004‬‬ ‫‪.012‬‬ ‫‪.012‬‬

‫‪q4‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪.046‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬


‫)‪Sig. (1-tailed‬‬
‫‪q5‬‬ ‫‪.048‬‬ ‫‪.026‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.011‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪q6‬‬ ‫‪.096‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.004‬‬ ‫‪.006‬‬ ‫‪.006‬‬

‫‪q7‬‬ ‫‪.392‬‬ ‫‪.180‬‬ ‫‪.004‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.011‬‬ ‫‪.019‬‬ ‫‪.019‬‬

‫‪q8‬‬ ‫‪.084‬‬ ‫‪.156‬‬ ‫‪.012‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.019‬‬

‫ملحق رقم (‪ )2‬مصفوفة االرتباط لمؤشرات التنمية البيئية ‪Correlation Matrix‬‬

‫‪z1‬‬ ‫‪z2‬‬ ‫‪z3‬‬ ‫‪z4‬‬ ‫‪z5‬‬ ‫‪z6‬‬

‫‪z1‬‬ ‫‪.005‬‬ ‫‪.182‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.000‬‬

‫‪z2‬‬ ‫‪.005‬‬ ‫‪.034‬‬ ‫‪.050‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.312‬‬

‫‪z3‬‬ ‫‪.182‬‬ ‫‪.034‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪.016‬‬ ‫‪.231‬‬


‫)‪Sig. (1-tailed‬‬
‫‪z4‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.050‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.003‬‬

‫‪z5‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.016‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.004‬‬

‫‪z6‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.312‬‬ ‫‪.231‬‬ ‫‪.003‬‬ ‫‪.004‬‬

‫‪146‬‬
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

Correlation Matrix ‫) مصفوفة االرتباط لمؤشرات التنمية االقتصادية‬3( ‫ملحق رقم‬

GDP NGDP RCGD E2I DEBTGDP

GDP .000 .000 .060 .000

NGDP .000 .000 .034 .000

RCGD .000 .000 .039 .002

E/I .060 .034 .039 .316

DEB/GDP .000 .000 .002 .316

Sig. (1-tailed) FORMATION .122 .113 .456 .006 .383

ENERGY .000 .000 .041 .250 .000

RAIDGDP .000 .000 .022 .068 .001

RSAVING .005 .009 .343 .186 .110

GRWWTH .075 .079 .173 .446 .187

INFLATION .302 .323 .354 .456 .328

Correlation Matrix ‫) مصفوفة االرتباط لمؤشرات التنمية االقتصادية‬4( ‫ملحق‬

FORMATION ENERGY RAIDGDP RSAVING

GDP .122 .000 .000 .005

NGDP .113 .000 .000 .009

RCGD .456 .041 .022 .343

Sig. (1-tailed) E2I .006 .250 .068 .186

DEBTGDP .383 .000 .001 .110

FORMATION .400 .450 .000

ENERGY .400 .001 .051

147
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

RAIDGDP .450 .001 .122

RSAVING .000 .051 .122

GRWWTH .398 .086 .131 .138

INFLATION .171 .382 .107 .379

Correlation Matrix ‫) مصفوفة االرتباط المؤشرات االقتصادية‬5(‫ملحق‬

GRWWTH INFLATION

GDP .075 .302

NGDP .079 .323

RCGD .173 .354

E2I .446 .456

DEBTGDP .187 .328

Sig. (1-tailed) FORMATION .398 .171

ENERGY .086 .382

RAIDGDP .131 .107

RSAVING .138 .379

GRWWTH .015

INFLATION .015

Communalities ‫الملحق() قيم معامالت‬


‫الشيوع لكافة المؤشرات في التنمية المستدامة‬

Initial Extraction

GDP 1.000 .959

148
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

NGDP 1.000 .980

RCGD 1.000 .896

E2I 1.000 .100

DEBTGDP 1.000 .829

FORMATION 1.000 .137

ENERGY 1.000 .751

RAIDGDP 1.000 .503

RSAVING 1.000 .387

GRWWTH 1.000 .080

INFLATION 1.000 .000

q1 1.000 .098

q2 1.000 .305

q3 1.000 .899

q4 1.000 .735

q5 1.000 .513

q6 1.000 .933

q7 1.000 .460

q8 1.000 .379

z1 1.000 .930

z2 1.000 .338

z3 1.000 .000

z4 1.000 .672

z5 1.000 .945

z6 1.000 .410

149
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

Y1 1.000 .722

Y2 1.000 .767

Y3 1.000 .767

Y4 1.000 .980

Component Matrixa )6(‫الملحق‬


‫قيم التشبع بعامل التنمية المستدامة‬

Component

GDP .979

NGDP .990

RCGD .946

E2I -.317

DEBTGDP -.911

FORMATION .370

ENERGY .867

RAIDGDP -.709

RSAVING .622

GRWWTH -.283

INFLATION -.017

q1 .314

q2 -.552

q3 .948

q4 .858

q5 .716

150
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

q6 -.966

q7 -.679

q8 -.615

z1 -.964

z2 -.581

z3 .019

z4 .820

z5 .972

z6 -.640

Y1 .850

Y2 .876

Y3 .876

Y4 .990

Correlations ‫) معامالت االرتباط بين متغيرات الدراسة التابعة‬7( ‫ملحق‬

REGR factor REGR factor REGR factor


score 1 for score 1 for score 1 for
analysis 1 analysis 2 analysis 3

Pearson Correlation 1 -.861** .928**


REGR factor score 1
Sig. (2-tailed) .000 .000
for analysis 1
N 21 21 20

Pearson Correlation -.861** 1 -.919**


REGR factor score 1
Sig. (2-tailed) .000 .000
for analysis 2
N 21 21 20

REGR factor score 1 Pearson Correlation .928** -.919** 1

151
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

for analysis 3 Sig. (2-tailed) .000 .000

N 20 20 20

Pearson Correlation .908** -.940** .921**


REGR factor score 1
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000
for analysis 4
N 21 21 20

Pearson Correlation .957** -.949** .972**


REGR factor score 1
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000
for analysis 5
N 20 20 20

Correlations ‫) تتمة عالقات االرتباط بين متغيرات الدراسة التابعة‬8(‫محلق‬

REGR factor REGR factor


score 1 for score 1 for
analysis 4 analysis 5

Pearson Correlation .908 .957**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000
analysis 1
N 21 20

Pearson Correlation -.940** -.949


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000
analysis 2
N 21 20

Pearson Correlation .921** .972**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000
analysis 3
N 20 20

Pearson Correlation 1** .979**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 4
N 21 20

REGR factor score 1 for Pearson Correlation .979** 1**

152
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

analysis 5 Sig. (2-tailed) .000

N 20 20

Correlations ‫) تتمة عالقات االرتباط بين متغيرات الدراسة التابعة‬9(‫ملحق‬

REGR REGR REGR REGR


factor factor factor factor
score 1 score 1 score 1 score 1
for for for for
analysis analysis analysis analysis
1 2 3 4

Correlation 1.000 -.771** .768** .810**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) . .000 .000 .000
analysis 1
N 21 21 20 21

Correlation -.771** 1.000 -.853** -.848**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 . .000 .000
analysis 2
N 21 21 20 21
Kendall's
tau_b Correlation .768** -.853** 1.000 .884**
REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000 . .000
analysis 3
N 20 20 20 20

Correlation .810** -.848** .884** 1.000


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .
analysis 4
N 21 21 20 21

153
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

Correlation .832** -.874** .916** .947**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .000
analysis 5
N 20 20 20 20

Correlation 1.000 -.908** .910** .936**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) . .000 .000 .000
analysis 1
N 21 21 20 21

Correlation -.908** 1.000 -.962** -.966**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 . .000 .000
analysis 2
N 21 21 20 21

Correlation .910** -.962** 1.000 .977**


REGR factor Coefficient
Spearman's
score 1 for
rho Sig. (2-tailed) .000 .000 . .000
analysis 3
N 20 20 20 20

Correlation .936** -.966** .977** 1.000


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .
analysis 4
N 21 21 20 21

Correlation .941** -.970** .985** .991**


REGR factor Coefficient
score 1 for
Sig. (2-tailed) .000 .000 .000 .000
analysis 5
N 20 20 20 20

Correlations ‫) تتمة عالقات االرتباط بين متغيرات الدراسة التابعة‬10( ‫ملحق‬

154
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

REGR factor
score 1 for
analysis 5

Correlation Coefficient .832


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 1
N 20

Correlation Coefficient -.874**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 2
N 20

Correlation Coefficient .916**


REGR factor score 1 for
Kendall's tau_b Sig. (2-tailed) .000
analysis 3
N 20

Correlation Coefficient .947**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 4
N 20

Correlation Coefficient 1.000**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .
analysis 5
N 20

Correlation Coefficient .941


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 1
N 20
Spearman's rho
Correlation Coefficient -.970**
REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 2
N 20

155
‫المالحق‬ ‫دور االستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة‬

Correlation Coefficient .985**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 3
N 20

Correlation Coefficient .991**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .000
analysis 4
N 20

Correlation Coefficient 1.000**


REGR factor score 1 for
Sig. (2-tailed) .
analysis 5
N 20

156
The role of investment in achieving sustainable development

Syria model

Abstract
The study aims to analyze the reality of investment in Syria and study the role of these
investments in achieving the goals of sustainable development using a global analysis
method to data from the Syrian Arab Republic between 1990 and 2010,

The study found there is an important role for investments in community access to achieve
the goals of sustainable development through investment in nuclear power, which is the
energy of the future through regional investments be under the supervision of the
International Atomic Energy Agency

In addition to the large agricultural investment in terms of quantity, quality and take
advantage of biotechnology in improving the quality of agricultural products,

And the state can achieve quantum leaps in the field of the use of modern, such as digital
printers that will change the shape of the normal production in the outgoing digital
technology, and by making use of the above in improving economic growth and improve the
quality of life increases, the importance of education, training and human resources
development to keep up with this new generation of high-tech in order to keep pace with
the era of knowledge economies.
Syrian Arab Republic

Damascus University

Faculty of Economics

Department of Economics

The role of investment in achieving sustainable development


Syria model

Search prepared to get a doctorate degree in economics

Preparation, Moutasem Ismael

Supervision, Dr, Moussa Alghreer Co-Supervisor, Dr, Chadi Bitar

2015

You might also like