‫ازدياد في سوريا‪ ،‬ويرجع ذلك جزئياً إلى بطء تعميم‬

‫اللقاحات‪ .‬فبنهاية فبراير‪/‬شباط ‪ ،0200‬لم يحصل سوى‬

‫‪ %22‬من إجمالي السكان على جرعة واحدة على‬ ‫الظروف والتحديات الرئيسية‬ ‫سوريا‪:‬‬
‫األقل من اللقاح‪ ،‬وتم تطعيم ‪ %6‬من السكان بشكل‬
‫كامل‪.‬‬ ‫آفاق االقتصاد الكلي والفقر‬
‫بعد دخوله عامه الحادي عشر‪ ،‬استمر الصراع في‬
‫سوريا في إحداث تأثير مدمر على السكان وعلى‬
‫أحدث التطورات‬ ‫االقتصاد‪ .‬وال يزال أكثر من نصف مجموع سكان البالد‬
‫قبل الصراع مشردين‪ ،‬من بينهم ‪ 6.6‬مليون نازح داخل‬
‫في سوريا‪ ،‬و‪ 6.6‬مليون سوري آخرين مسجلين‬
‫ال يزال االقتصاد يعاني من اآلثار المتفاقمة لألزمة‬
‫كالجئين في البلدان المجاورة‪ .‬وعلى الرغم من تراجع‬
‫الصحية‪ ،‬والظواهر المناخية المناوئة‪ ،‬والهشاشة‬
‫حدة الصراع الواسع النطاق في اآلونة األخيرة‪ ،‬فإن‬
‫اإلقليمية‪ ،‬وعدم استقرار االقتصاد الكلي‪ .‬ومنذ‬
‫سوريا سجلت ‪ 5666‬وفاة لها عالقة بالصراع في‬
‫عام ‪ ،0202‬تعرضت الروابط االقتصادية الخارجية‬
‫عام ‪ ،0202‬وهي تاسع أعلى نسبة وفيات في العالم‪،‬‬
‫لسوريا لقيود شديدة بسبب األزمة المتفاقمة في لبنان‬
‫وذلك وفقا لإلحصاءات التي تم جمعها في إطار‬
‫وتركيا المجاورتين‪ ،‬فضال عن فرض عقوبات أمريكية‬
‫مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة واألحداث‪.‬‬
‫جديدة‪ ،‬أدت إلى نقص السلع األساسية وانخفاض سريع‬
‫وتُعد اآلثار االجتماعية واالقتصادية للصراع أيضاً كبيرة‬
‫في قيمة العملة‪ .‬فقد تراجع سعر صرف الليرة السورية‬
‫ومتنامية‪ .‬فبين عامي ‪ 0222‬و‪ ،0222‬تقلص إجمالي‬
‫في السوق مقابل الدوالر األمريكي بنسبة ‪ %06‬على‬ ‫ت تتتتدهتتور األوضتتاع االج تت تمتتاع تيتتة واالق تت تصتتاديتتة بستترعتتة‬
‫الناتج المحلي في سوريا بأكثر من النصف‪ .‬وأدى‬
‫أساس سنوي في ‪ ،0202‬بعد انخفاضها ‪ %006‬على‬
‫انخفاض نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي في‬ ‫في سوريا‪ ،‬متأثرة بمجموعة من الصدمات‪ ،‬بما في ذلتك‬
‫أساس سنوي في ‪ .0202‬ونظ ار لالعتماد الشديد على‬
‫سوريا إلى قيام مجموعة البنك الدولي بإعادة تصنيف‬ ‫الصراع المسلح الذي طال أمده‪ ،‬والعقوبات االقتصادية‪،‬‬
‫الواردات‪ ،‬فإن انخفاض قيمة العملة سرعان ما يغذي‬
‫سوريا كبلد منخفض الدخل في عام ‪ ،0222‬وتبرز‬
‫ارتفاع األسعار المحلية‪ ،‬مما تسبب في تضخم مفرط‪.‬‬ ‫وجتتائ تحتتة كتتورونتتا‪ ،‬وال تج تفتتاف الشتتديتتد‪ ،‬وت تع تم ت األزمتتة‬
‫إعادة التصنيف هذه حجم األضرار التي لحقت‬
‫ووصل معدل التضخم السنوي إلى ‪ %226‬في‬
‫باالقتصاد السوري منذ عام ‪.0222‬‬ ‫االقتتتصتتاديتتة فتي لتبتنتتان وتتركتيتتا‪ ،‬والتعتواقتب االقتتتصتتاديتتة‬
‫عام ‪ ،0202‬وهو أكبر ارتفاع منذ عقود‪ .‬واستجابة‬
‫وقد أسهم الصراع والتشرد وانهيار األنشطة االقتصادية‬ ‫للحرب في أوكرانيا وما يرتبط بذلك من عتقتوبتات‪ .‬وأدى‬
‫لالرتفاع الكبير في معدالت التضخم‪ ،‬قامت الحكومة‬
‫والخدمات االجتماعية في تراجع الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫بزيادة أجور العاملين بالقطاع العام مرتين في‬ ‫استتتمترار انتختفتتاض قتيتمتتة التعتمتلتتة التمتحتلتيتتة إلتتى تتفتشتتي‬
‫فقبل نشوب الصراع‪ ،‬كان الفقر المدقع في سوريا‬
‫عام ‪ ،0202‬لكن ذلك لم يكف للتعويض عن تآكل‬
‫(‪ 2.22‬دوالر على أساس تعادل القوة الشرائية في اليوم‬ ‫التتتضتختتم‪ ،‬متمتتا أدى إلتتى تتفتتاقتتم انتعتتدام األمتتن التغتتذائتتي‬
‫الدخول الحقيقية‪.‬‬
‫‪ )0222‬غير موجود فعلياً‪ .‬وهو بات يشمل اآلن أكثر‬ ‫المرتفع بالفعل ودفع المزيد من الناس إلى بت ارثتن التفتقتر‪.‬‬
‫وقد أثر التضخم الذي بلغ خانة المئات في سوريا على‬
‫من ‪ %62‬من السكان‪ .‬وعلى الصعيد غير النقدي‪،‬‬
‫الفقراء والضعفاء بشكل غير متناسب‪ .‬فقد ارتفعت‬ ‫وقد أسهم الصراع والنزوح وانهيار األنشطتة االقتتتصتاديتة‬
‫تدهورت بشدة إمكانية الحصول على المأوى وفرص‬
‫أسعار المواد الغذائية‪ ،‬وفقا لمؤشر برنامج األغذية‬
‫كسب العيش والصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي‬ ‫وال تختتدمتتات االج تت تمتتاع تيتتة فتتي ت ت ارجتتع مس تتتتوى ال ترفتتاهتتة‬
‫العالمي ألسعار سلة الغذاء‪ ،‬بنسبة ‪ %25‬خالل عام‬
‫منذ بداية الصراع‪ .‬ومع تدهور نظام الرعاية الصحية‬ ‫لسكان سوريا‪.‬‬
‫‪ 0202‬إضافة إلى ارتفاعها ‪ %036‬في عام ‪.0202‬‬
‫بشدة في أعقاب الحرب التي دامت عشر سنوات‪ ،‬أدت‬
‫وتشير التقديرات إلى أن العامل منخفض المهارات‬
‫جائحة كورونا إلى تفاقم األوضاع القائمة الضعيفة‬
‫يحتاج في المتوسط إلى العمل لمدة تصل إلى ‪ 03‬يوماً‬ ‫أصالً‪ .‬وال تزال الوفيات الناجمة عن جائحة كورونا في‬

‫الشكل ‪ 2‬سوريا ‪ /‬عدد أيام عمل العامل في الشهر لتوفير الحد األدنى من‬ ‫الشكل ‪ 1‬سوريا ‪ /‬انخفاض سعر الصرف إلى جانب ارتفاع معدل التضخم‬
‫سلة الغذاء‬

‫المصادر‪ :‬نشرة مراقبة أسعار السوق لبرنامج األغذية العالمي وتقديرات البنك الدولي‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاءات‪ ،‬سوريا‪ ،‬ونشرة مراقبة أسعار السوق لبرنامج األغذية العالمي‪،‬‬
‫وتقديرات البنك الدولي‪.‬‬

‫‪MPO‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Apr 22‬‬

‫والصراع‪ ،‬مما يؤدي إلى تفاقم عدم االستقرار السياسي‬ ‫استمرار العجز المزدوج أن يؤدي إلى زيادة استنزاف‬
‫الضعيف بالفعل في سوريا‪.‬‬ ‫احتياطات النقد األجنبي‪ ،‬مما يخل مزيداً من الضغوط‬
‫على العملة المحلية‪ .‬ومن المتوقع أن يظل معدل التضخم‬
‫مرتفعاً على المدى القصير‪ ،‬بسبب اآلثار الناجمة‬
‫عن انخفاض قيمة العملة‪ ،‬واستمرار نقص الغذاء والوقود‪،‬‬
‫وانخفاض ترشيد أسعار الغذاء والوقود‪ .‬وسيظل االستهالك‬
‫الخاص منخفضاً مع استمرار تآكل القوة الشرائية وسط‬
‫ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة العملة‪ .‬وسيظل اإلنفاق‬
‫الحكومي‪ ،‬السيما النفقات الرأسمالية‪ ،‬مقيداً بسبب انخفاض‬
‫اإليرادات وعدم القدرة على الحصول على التمويل‪ .‬ونتيجة‬
‫لألزمات التي طال أمدها وتفاقمها‪ ،‬تشير تقديرات مجتمع‬
‫المانحين الدوليين إلى أن أكثر من ‪ %62‬من السوريين‬
‫سيحتاجون إلى مساعدات في عام ‪.0200‬‬
‫وتميل كفة المخاطر المحيطة باآلفاق االقتصادية بقوة‬
‫إلى الجانب السلبي‪ .‬ونظ اًر العتمادها الشديد على واردات‬
‫الغذاء والوقود‪ ،‬فإن سوريا معرضة بشكل خاص لزيادة حادة‬
‫في أسعار المواد الغذائية بسبب اآلثار االقتصادية للحرب‬
‫في أوكرانيا وما يرتبط بها من عقوبات‪ ،‬مما سيفاقم انعدام‬
‫األمن الغذائي الحاد بالفعل في البالد‪ .‬وإذا تأثرت التدفقات‬
‫التجارية مع روسيا‪ ،‬فإن األثر سيكون أكبر بالنظر‬
‫إلى أن سوريا تستورد كمية كبيرة من القمح من روسيا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قد يؤدي الركود االقتصادي وتدهور‬
‫الخدمات العامة إلى زيادة االضطرابات االجتماعية‬
‫(التغير السنوي بالنسبة المئوية ما لم ُي َ‬
‫ذكر غير ذلك)‬
‫‪MPO‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Apr 22‬‬
‫في الشهر لتوفير الحد األدنى من سلة الغذاء‬
‫(االحتياجات الغذائية األساسية فقط لألسرة المكونة من‬
‫خمسة أفراد)‪ .‬واستناداً إلى الزيادة الملحوظة في أسعار‬
‫السلع األولية‪ ،‬ارتفع الدعم الحكومي للسلع الغذائية‬
‫والوقود األساسي ارتفاعاً كبي اًر خالل السنوات الماضية‪،‬‬
‫حيث شكل نحو ‪ %62‬من إجمالي النفقات المدرجة‬
‫في الموازنة في عامي ‪ 0202‬و‪ .0200‬ولضغط‬
‫الدعم‪ ،‬قامت الحكومة السورية بتشديد نظام الترشيد‪،‬‬
‫وهو ما أدى حتماً إلى تدهور األوضاع المعيشية‬
‫المتردية بالفعل للشعب السوري‪ .‬ووفقاً للتقديرات‬
‫األخيرة لبرنامج األغذية العالمي‪ ،‬أفاد حوالي نصف‬
‫األسر المعيشية التي شملها المسح (‪ )%62‬عن‬
‫استهالكها الغذائي الفقير أو الحدي في ديسمبر‪/‬كانون‬
‫األول ‪ ،0202‬وذلك مقابل ‪ %32‬قبل عام‪.‬‬
‫اآلفاق المستقبلية‬
‫من المتوقع أن تظل األوضاع االقتصادية في سوريا‬
‫خاضغة لتأثير الصراع المنخفض الحدة‪ ،‬واالضطرابات‬
‫في لبنان وتركيا‪ ،‬وجائحة كورونا‪ ،‬والعواقب االقتصادية‬
‫للحرب في أوكرانيا والعقوبات المصاحبة لها‪ .‬ومن شأن‬
‫الجدول ‪ .2‬سوريا ‪ /‬مؤشرات آفاق االقتصاد الكلي والفقر‬